تخريج أحاديث الكشاف

الزيلعي ، جمال الدين

سورة الفاتحة

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم رب أعن يَا كريم لَا قُوَّة إِلَّا بك آمين آمين آمين سُورَة الْفَاتِحَة 1 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس من ترك الْبَسْمَلَة فقد ترك مائَة وَأَرْبع عشرَة آيَة من كتاب الله قلت غَرِيب وَالَّذِي وجدته عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ من ترك الْبَسْمَلَة فقد ترك آيَة من كتاب الله رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع

عشر مِنْهُ عَن الإِمَام أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن الْمُبَارك أَنا حَنْظَلَة بن عبد الله عَن شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من ترك بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فقد ترك آيَة من كتاب الله تَعَالَى انْتَهَى وَحكي عَن ابْن الْحَاجِب أَنه وهم الزَّمَخْشَرِيّ فِي قَوْله مائَة وَأَرْبع عشرَة آيَة وَقَالَ صَوَابه مائَة وَثَلَاث عشرَة آيَة قَالَ لِأَن سُورَة بَرَاءَة غير مبسملة وَرَأَيْت حَاشِيَة بِخَط بعض الْفُضَلَاء حَكَى الإِمَام أَبُو الْكَرم الْمُبَارك الشهروزي فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِالْمِصْبَاحِ الزَّاهِر عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ من ترك الْبَسْمَلَة فقد ترك مائَة وَثَلَاث عشرَة آيَة من كتاب الله وَقَالَ إِنَّمَا لم يقل أَربع عشرَة لِأَن بَرَاءَة لَا بَسْمَلَة فِيهَا انْتَهَى قلت وَقد رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي كِتَابه الْمَذْكُور عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ من لم يقْرَأ مَعَ كل سُورَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فقد ترك مائَة وَثَلَاث عشرَة آيَة من كتاب الله انْتَهَى 2 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كل أَمر ذِي بَال لم يبْدَأ فِيهِ باسم الله فَهُوَ أَبتر

قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث كَعْب بن مَالك أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأخْرجهُ أَبُو دَاوُد فِي سنته فِي كتاب الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَابْن ماجة فِي النِّكَاح من حَدِيث قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل أَمر ذِي بَال لم يبْدَأ فِيهِ باسم الله فَهُوَ أَبتر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي موضِعين مِنْهُ فِي النَّوْع الثَّانِي وَالتسْعين من الْقسم الأول وَأَعَادَهُ فِي النَّوْع السَّادِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَلَفظه كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِحَمْد الله أقطع وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شَيْبه فِي مُصَنفه فِي كتاب الْآدَاب وَفِي مُسْنده وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلمهُ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي أَوَائِل كتاب الصَّلَاة وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن بِهِ سَوَاء وَلَفظه كل أَمر لَا يبْدَأ فِيهِ بِالْحَمْد لله فَهُوَ أقطع وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده كَذَلِك وَلَفظه كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِذكر الله فَهُوَ أقطع وَهِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ وَأحمد وَالنَّسَائِيّ والْحَدِيث فِيهِ رِوَايَات فَروِيَ كل أَمر وَرُوِيَ كل كَلَام وَهِي عِنْد أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَرُوِيَ لم يبْدَأ وَقد تقدم وَرُوِيَ لم يفْتَتح وَهِي عِنْد أَحْمد أَيْضا وَرُوِيَ بِحَمْد الله وَقد تقدم وَرُوِيَ بِذكر الله وَقد تقدم وَرُوِيَ فَهُوَ أقطع وَقد تقدم وَرُوِيَ فَهُوَ أَبتر وَقد تقدم وَرُوِيَ فَهُوَ أَجْزم وَرُوِيَ فَهُوَ أَكْتَع بِالْكَاف رَوَاهُ الإِمَام إِسْحَاق بن

رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِحَمْد الله أَكْتَع قَالَ بَقِيَّة والأكتع الَّذِي ذهبت أَصَابِعه وَبَقِي كَفه انْتَهَى بِحُرُوفِهِ وَهَذَا معضل وَفِيه رِوَايَة أُخْرَى رَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع من حَدِيث مُبشر بن إِسْمَاعِيل عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أقطع انْتَهَى وَهَذَا الحَدِيث أعل من وَجْهَيْن أَنه قد رُوِيَ مُرْسلا أخرجه كَذَلِك أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن أبي سَلمَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة قَالَ النَّسَائِيّ والمرسل أولَى بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَالثَّانِي فِي إِسْنَاده قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن بن حَيْوِيل الْمعَافِرِي وَفِيه مقَال قَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أَوَاخِر الصَّلَاة وَقد اسْتشْهد مُسلم رَحِمَهُ اللَّهُ بقرة بن عبد الرَّحْمَن فِي مَوْضُوعَيْنِ من صَحِيحه انْتَهَى أما حَدِيث كَعْب بن مَالك فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِي حَدثنَا عبد الله بن يزِيد الدِّمَشْقِي حَدثنَا صَدَقَة بن عبد الله عَن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَلِيد الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِالْحَمْد لله فَهُوَ أقطع انْتَهَى وَهَذَا الْإِسْنَاد

3 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ الْحَمد رَأس الشُّكْر مَا شكر الله عبد لم يحمده قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث عبد الله ابْن عَبَّاس أما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَلّي فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الرَّابِع وَالْخمسين بعد الْمِائَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ مِنْهُ وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره فِي آخر سُورَة بني إِسْرَائِيل فَقَالَ أخبرنَا الإِمَام أَبُو عَلّي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد القَاضِي ثَنَا الإِمَام أَبُو الطّيب سهل ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا نصر بن حَمَّاد أَبُو الْحَارِث الْوراق ثَنَا شُعْبَة عَن حبيب بن أبي ثَابت سَمِعت سعيد بن جُبَير يحدث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره 4 - وَمِنْه قَول صَفْوَان لأبي سُفْيَان لِأَن يربنِي رجل من قُرَيْش أحب إِلَيّ من أَن يربنِي رجل من هوَازن قلت هَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاسْتقْبلنَا وَادي

حنين ... فَذكر الْقِصَّة إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ صَفْوَان بن أُميَّة وَالله لِأَن يربنِي رجل من قُرَيْش أحب إِلَيّ من أَن يربنِي رجل من هوَازن انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة حنين من حَدِيث ابْن إِسْحَاق بِهِ وَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي كِتَابه الْمُسَمَّى غرائب مَالك فَقَالَ حَدثنَا أَبُو بكر الشَّافِعِي ثَنَا معَاذ بن الْمثنى ثني عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء ثَنَا جوَيْرِية عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ قَالَ جَاءَ صَفْوَان بن أُميَّة يسْعَى حِين هزم النَّاس بحنين فَقَالَ لَهُ ابْن أَخِيه وَالله يَا أَبَا وهب لَا نَرْتَد أبدا فَقَالَ صَفْوَان وَالله لِأَن يربنِي رب من قُرَيْش أحب إِلَيّ من أَن يربنِي رب من هوَازن لَا أعلمهُ انْتَهَى وَبِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده 5 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِنْه قَوْلهم كَمَا تدين تدان قلت أوردهُ هَكَذَا مثلا وَلم يُورِدهُ حَدِيثا وَهُوَ حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عِنْد كَلَامه عَن الديَّان من أَسمَاء الله تَعَالَى وَكَذَلِكَ فِي كتاب الزّهْد لَهُ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذَّنب لَا ينسَى وَالْبر لَا يبْلَى وَالديَّان لَا يَمُوت فَكُن كَمَا شِئْت فَكَمَا تدين تدان انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا مُرْسل انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الذَّنب لَا ينسَى ... إِلَى آخِره ثمَّ أسْند ابْن عدي إِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك هَذَا مُنكر الحَدِيث وَإِلَى النَّسَائِيّ قَالَ مَتْرُوك الحَدِيث وَوَافَقَهُمَا ابْن عدي وَقَالَ

هُوَ ضَعِيف جدا وكل أَحَادِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهَا الثِّقَات انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لَهُ مَوْقُوفا عَلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ حَدثنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء الْإِثْم لَا ينسَى ... إِلَى آخِره 6 - الحَدِيث الرَّابِع عَن ابْن عَبَّاس سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن مَعْنَى آمين فَقَالَ افْعَل قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أخبرنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن أَيُّوب أَنا الْحسن بن عَلّي بن زِيَاد ثَنَا عبيد بن يعِيش عَن مُحَمَّد بن الْفضل عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... الحَدِيث 7 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَقَّنَنِي جِبْرِيل آمين عِنْد فراغي من قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَقَالَ إِنَّه كالختم عَلَى الْكتاب قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي ميسرَة أَن جِبْرِيل

أَقرَأ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاتِحَة الْكتاب فَلَمَّا قَالَ وَلَا الضَّالّين قَالَ لَهُ قل آمين فَقَالَ آمين انْتَهَى 8 - الحَدِيث السَّادِس رَوَى أنس وَعبد الله بن الْمُغَفَّل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإخْفَاء بآمين قلت غَرِيب جدا 9 - الحَدِيث السَّابِع عَن وَائِل بن حجر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ وَلَا الضَّالّين قَالَ آمين وَرفع بهَا صَوته قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سَلمَة بن كهيل عَن حجر بن عَنْبَس عَن وَائِل بن حجر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... الحَدِيث وَفِيه كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْته فِي كتابي عَلَى أَحَادِيث الْهِدَايَة فَمن أَرَادَ الْوُقُوف عَلَيْهِ فليسارع إِلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 10 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لأبي بن كَعْب أَلا أخْبرك بِسُورَة لم تنزل فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن مثلهَا قلت بلَى يَا رَسُول الله قَالَ فَاتِحَة الْكتاب إِنَّهَا السَّبع المثاني وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أُوتِيتهُ

قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث عبد الحميد بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج عَلَى أبي بن كَعْب فَقَالَ لَهُ يَا أبي وَهُوَ يُصَلِّي فَلم يجبهُ فَخفف ثمَّ انْصَرف إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله إِنِّي كنت فِي الصَّلَاة قَالَ ألم تَجِد فِيمَا أُوحِي اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ قَالَ بلَى وَلَا أَعُود إِن شَاءَ الله قَالَ تحب أَن أعلمك سُورَة لم تنزل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزبُور وَلَا فِي الْفرْقَان مثلهَا قَالَ نعم قَالَ كَيفَ تقْرَأ فِي الصَّلَاة فَقَرَأَ أم الْقُرْآن فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أنزل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزبُور وَلَا فِي الْقُرْآن مثلهَا وَإِنَّهَا سبع من المثاني وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أَعْطيته انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَسكت عَنهُ ذكره فِي مُسْند أبي سعيد الْخُدْرِيّ اسْتِطْرَادًا وَرَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا سعيد مولَى عَامر ابْن كريز أخبرهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَادَى أبي بن كَعْب ... فَذكره وَهَذَا ظَاهره أَنه مُنْقَطع إِن لم يكن أَبُو سعيد هَذَا سَمعه من أبي بن كَعْب فَإِن كَانَ سَمعه مِنْهُ فَهُوَ عَلَى شَرط مُسلم وَالله أعلم وَوهم صَاحب جَامع الْأُصُول فِي أبي سعيد هَذَا فَجعله ابْن الْمُعَلَّى وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فَإِن أَبَا سعيد بن الْمُعَلَّى صَحَابِيّ أَنْصَارِي وَهَذَا تَابِعِيّ من موَالِي خُزَاعَة

وَاعْلَم أَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد بن الْمُعَلَّى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَدَعَاهُ ... الحَدِيث بِعَيْنِه سَوَاء وَلم يخرج مُسلم فِي صَحِيحه لأبي سعيد بن الْمُعَلَّى شَيْئا وَلَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ إِلَّا هَذَا الحَدِيث قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَيُشبه أَن يكون هَذَا صدر من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِكِلَا الرجلَيْن أبي بن كَعْب وَأبي سعيد بن الْمُعَلَّى إِلَّا أَن حَدِيث ابْن الْمُعَلَّى رِجَاله أحفظ انْتَهَى كَلَامه 11 - الحَدِيث التَّاسِع عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الْقَوْم ليَبْعَث الله عَلَيْهِم الْعَذَاب حتما مقضيا فَيقْرَأ صبي من صبيانهم فِي الْكتاب الْحَمد لله رب الْعَالمين فيسمعه الله تَعَالَى فيرفع عَنْهُم بذلك الْعَذَاب أَرْبَعِينَ سنة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء

سُورَة الْبَقَرَة

سورة البقرة

سُورَة الْبَقَرَة وَذكر فِيهَا مائَة وَثَلَاثَة وَأَرْبَعين حَدِيثا 12 - قَوْله قَالَ قَاتل مُحَمَّد بن طَلْحَة السَّجَّاد وَهُوَ شُرَيْح بن أبي أَوْفَى الْعَنسِي (يذكرنِي حَامِيم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حَامِيم قبل التَّقَدُّم) قلت ذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه مُعَلّقا فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْمُؤمن قَالَ وَيُقَال إِن حم اسْم لقَوْل شُرَيْح بن أبي أَوْفَى الْعَنسِي (يذكرنِي حَامِيم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حَامِيم قبل التَّقَدُّم) انْتَهَى وَوجدت فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم أَن قَاتل مُحَمَّد بن طَلْحَة وَقَائِل هَذَا الشّعْر غير شُرَيْح بن أبي أَوْفَى رَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل فِي بَاب فَضَائِل مُحَمَّد بن طَلْحَة بن السَّجَّاد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من طَرِيق مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن الضَّحَّاك ابْن عُثْمَان الْحزَامِي عَن أَبِيه قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عبيد الله السَّجَّاد يَوْم الْجمل مَعَ عَلّي بن أبي طَالب وَنَهَى عَلّي عَن قَتله وَقَالَ من رَأَى صَاحب الْبُرْنُس الْأسود فَلَا يقْتله يَعْنِي مُحَمَّد بن طَلْحَة فَقَالَ مُحَمَّد يَوْمئِذٍ لعَائِشَة يَا أُمَّاهُ مَا تَأْمُرِينِي قَالَت أرَى أَن يكون لخير ابْن آدم أَن تكف يدك فَكف يَده فَقتله رجل من بني أَسد بن خُزَيْمَة يُقَال لَهُ طَلْحَة بن مُدْلِجَة من بني مُنْقد بن طريف وَيُقَال قَتله شَدَّاد بن مُعَاوِيَة الْقَيْسِي وَيُقَال قَتله عِصَام بن مُقْشَعِر الْبَصْرِيّ وَعَلِيهِ أَكثر الحَدِيث وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي قَتله حِين قَالَ لَهُ مُحَمَّد

أذكرك حم فطعنه ثمَّ قَالَ (وَأَشْعَث قوام بآيَات ربه ... قَلِيل الْأَذَى فِيمَا يرَى النَّاس مُسلم) (ذلقت لَهُ بِالرُّمْحِ من تَحت ... بزه فَخر صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ) (شَككت إِلَيْهِ بِالسِّنَانِ قَمِيصه ... فأرديته عَن ظهر طرف مُسَوَّم) (يذكرنِي حَامِيم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حَامِيم قبل التَّقَدُّم) (عَلَى غير شَيْء غير أَن لَيْسَ تَابعا ... عليا وَمن لَا يتبع الْحق ينْدَم) وَكَذَلِكَ ذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن الْوَاقِدِيّ وَزَاد قَالَ وَأَفْرج النَّاس يَوْم الْجمل عَن ثَلَاثَة عشر ألف قَتِيل وَقَالَ عَلّي حِين قَالَ لَهُ ابْنه الْحسن مَا كَانَ أَغْنَاك عَن هَذَا ود أَبوك لَو مَاتَ قبل هَذَا الْيَوْم بِعشْرين سنة انْتَهَى 13 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أقسم الله بِهَذِهِ الْحُرُوف يَعْنِي آلم وَأَخَوَاتهَا قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الله بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي الْحُرُوف الْمُقطعَة فِي أَوَائِل السُّور كلهَا أَقسَام أقسم الله بهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة طه فَقَالَ ثَنَا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله ثَنَا أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ طه وَأَشْبَاه ذَلِك قسم أقسم الله بهَا وَهِي من أَسمَاء الله تَعَالَى انْتَهَى 14 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ حم لَا ينْصرُونَ قلت رُوِيَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي وَمن حَدِيث أبي دُجَانَة الْأنْصَارِيّ

أما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث الْمُهلب بن أبي صفرَة عَمَّن سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن بَيتكُمْ الْعَدو فَلْيَكُن شِعَاركُمْ حم لَا ينْصرُونَ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْجِهَاد وَقَالَ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ إِلَّا أَن فِيهِ إرْسَالًا قَالَ وَالرجل الَّذِي لم يسمه الْمُهلب بن أبي صفرَة هُوَ الْبَراء بن عَازِب ثمَّ أخرجه عَن شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنَّكُم تلقونَ عَدوكُمْ غَدا فَلْيَكُن شِعَاركُمْ حم لَا ينْصرُونَ انْتَهَى وَسكت عَنهُ قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الْبَاب عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع وَهَكَذَا رَوَاهُ غير الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق وَرُوِيَ عَنهُ عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا انْتَهَى وَهَذَا الْمُرْسل الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث الْأَجْلَح عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ الْعَدو غَدا وَإِن شِعَاركُمْ حم لَا ينْصرُونَ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ قَالَ النَّسَائِيّ وَالْأَجْلَح لَيْسَ بِقَوي كَانَ مُسْرِفًا فِي التَّشَيُّع انْتَهَى وَأخرجه النَّسَائِيّ أَيْضا عَن شَيبَان عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء مَرْفُوعا نَحوه

أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين فِي غَزْوَة حنين حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا ابْن أبي بزَّة ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ انهزم الْمُسلمُونَ بحنين وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى بغلته الشَّهْبَاء وَكَانَ يُقَال لَهَا دُلْدُل فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دُلْدُل الْبَدِيِّ فَأَلْصَقَتْ بَطنهَا بِالْأَرْضِ فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حفْنَة من تُرَاب فَرَمَى بهَا فِي وُجُوههم وَقَالَ حم لَا تنْصرُونَ فَانْهَزَمَ الْقَوْم وَمَا رمينَا بِسَهْم وَلَا طَعنا بِرُمْح انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَيْضا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَسَمَّى ابْن أبي بزَّة أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أبي بزَّة ذكره فِي الْأَنْفَال وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط بالسند والمتن الْمَذْكُورين وَسَمَّى ابْن أبي بزَّة كَمَا سَمَّاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَأما حَدِيث شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن الْمُبَارك عَن أبي بكر الْهُذلِيّ عَن عِكْرِمَة قَالَ قَالَ شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي لما غزا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا إِلَى أَن قَالَ فَتَنَاول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحَصْبَاء فَنفخ فِي وُجُوههم وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه حم لَا ينْصرُونَ انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي دُجَانَة الْأنْصَارِيّ واسْمه سماك بن خَرشَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي آخر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عبد الله بن زيد بن خَالِد ثَنَا أبي زيد ابْن خَالِد ثَنَا أبي خَالِد بن أبي دُجَانَة سَمِعت أَبَا دُجَانَة يَقُول شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله بَينا أَنا مَضْجَع فِي فِرَاشِي إِذْ سَمِعت صَرِيرًا كَصَرِيرِ الرَّحَى ودويا كَدَوِيِّ النَّحْل ولمعا كَلمعِ الْبَرْق فَرفعت رَأْسِي فَزعًا مَرْعُوبًا فَإِذا أَنا بِظِل أسود يَعْلُو وَيطول بِصَحْنِ دَاري فَأَهْوَيْت إِلَيْهِ بيَدي فَإِذا

جلده كَجلْد الْقُنْفُذ فَرمي فِي وَجْهي مثل شرر النَّار فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمثلك يُؤْذَى يَا أَبَا دُجَانَة هَذَا عَامر الدَّار عَامر سوء ثمَّ قَالَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَأَتَى بهما فناولهما عَلّي بن أبي طَالب وَقَالَ اكْتُبْ يَا أَبَا الْحسن قَالَ وَمَا أكتب يَا رَسُول الله قَالَ اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد رَسُول رب الْعَالمين إِلَى من طرق الدَّار من الْعمار وَالزُّوَّارِ وَالصَّالِحِينَ إِلَّا طَارِقًا يطْرق بِخَير يَا رَحْمَن أما بعد ... فَإنَّا وَلكم فِي الْحق سَعَة فَإِن تَكُ عَاشِقًا مُولَعا أَو فَاجِرًا مُقْتَحِمًا أَو مدعي حق مُبْطلًا هَذَا كتاب الله ينْطق علينا وَعَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَرُسُلنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ اتْرُكُوا صَاحب كتابي هَذَا وَانْطَلَقُوا إِلَى عَبدة الْأَصْنَام وَإِلَى من يزْعم أَن مَعَ الله إِلَهًا آخر لَا إِلَه إِلَّا هُوَ كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ ترجعون يغلبُونَ حم لَا ينْصرُونَ حم عسق تفرق أَعدَاء الله وَبَلغت حجَّة الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم قَالَ أَبُو دُجَانَة فَأخذت الْكتاب فَأَخْرَجته وَحَمَلته إِلَى دَاري وَجَعَلته تَحت رَأْسِي وَبت لَيْلَتي فَمَا انْتَبَهت إِلَّا من صُرَاخ صارخ يَقُول يَا أَبَا دُجَانَة أَحْرَقَتْنَا بالنَّار فَبِحَق صَاحبك إِلَّا مَا رفعت عَنَّا هَذَا الْكتاب فَلَا عود لنا فِي دَارك وَلَا فِي مَوضِع يكون فِيهِ هَذَا الْكتاب فَقلت لَا وَحقّ صَاحِبي رَسُول الله لَا رفعته حَتَّى أَستَأْمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَبُو دُجَانَة فَلَقَد طَالَتْ عَلّي لَيْلَتي بِمَا سَمِعت من أَنِين الْجِنّ وبكائهم حَتَّى أَصبَحت فَغَدَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته بِمَا تمّ لي مَعَهم فَقَالَ يَا أَبَا دُجَانَة ارْفَعْ عَن الْقَوْم فوالذي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُم ليجدون ألم الْعَذَاب إِلَى يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رُوِيَ فِي حزر أبي دُجَانَة حَدِيث مَوْضُوع لَا تحل رِوَايَته انْتَهَى وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ لَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِي السّنَن الشعار الْعَلامَة كَانُوا يَتَعَارَفُونَ بهَا فِي الْحَرْب ليعرف الرجل بهَا رَفِيقه قَالَ وَقَالَ ثَعْلَب فِي قَوْله لَا ينْصرُونَ أَنه

خبر وَلَو كَانَ دُعَاء لَكَانَ مَجْزُومًا أَي قُولُوا حم فَإِنَّهُم لَا ينْصرُونَ وَاخْتَارَ أَبُو عبيد أَن يرْوَى بِالْجَزْمِ جَوَابا لِلْأَمْرِ أَي إِن قُلْتُمْ حم لَا تنصرُوا انْتَهَى وَهَذَا الَّذِي نَقله عَن أبي عبيد ذكره أَبُو عبيد وَهُوَ الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن فَقَالَ المحدثون يَقُولُونَهُ لَا ينْصرُونَ بالنُّون وَإِعْرَابه لَا ينصرُوا انْتَهَى 15 - الحَدِيث الثَّانِي عَن الْحسن بن عَلّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك فَإِن الشَّك رِيبَة وَإِن الصدْق طمأنينة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي آخر كتاب الطِّبّ من حَدِيث شُعْبَة عَن بريد بن أبي مَرْيَم عَن أبي الْحَوْرَاء السَّعْدِيّ عَن الْحسن بن عَلّي عَن جده النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك فَإِن الصدْق طمأنينة وَإِن الْكَذِب رِيبَة انْتَهَى قَالَ وَفِي الحَدِيث قصَّة هَذَا حَدِيث صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده بالسند والمتن الْمَذْكُورين وَكَذَلِكَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَحْكَام وَالطَّيَالِسِي فِي مُسْنده وَمن طَرِيقه الْبَزَّار وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّانِي مَعَه بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَقَالَ فِيهِ فَإِن الْخَيْر طمأنينة وَإِن الشَّك رِيبَة وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَقَالَ فِيهِ فَإِن الْخَيْر طمأنينة وَإِن الشَّرّ رِيبَة ذكره فِي الْبيُوع وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث الْحسن ابْن عبيد الله عَن بريد بن أبي مَرْيَم عَن أبي الْحَوْرَاء عَن الْحسن بن عَلّي قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لرجل أَتَاهُ دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك فَإِن الشَّرّ رِيبَة وَالْخَيْر طمأنينة ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ شُعْبَة عَن بريد بن أبي مَرْيَم فَقَالَ فِيهِ فَإِن الصدْق طمأنينة وَإِن الْكَذِب رِيبَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ بِلَفْظ المُصَنّف الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث شُعْبَة بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم وَقَالَ فِيهِ فَإِن الشَّك رِيبَة وَإِن الصدْق طمأنينة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ قنوت الْوتر وَتَمْرَة الصَّدَقَة وَالله أعلم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْحسن بن عَلّي وَهِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة فِيمَن مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم أَحْدَاث الْأَسْنَان وَالله الْمُوفق 16 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِنْه أَنه مر بِظَبْيٍ حَاقِف فَقَالَ لَا يربه أحد بِشَيْء قلت رَوَى الْبَزَّار فِي سننيه الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى فِي كتاب الْحَج من حَدِيث عِيسَى بن طَلْحَة عَن عُمَيْر بن سَلمَة الضمرِي عَن الْبَهْزِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج يُرِيد مَكَّة وَهُوَ محرم حَتَّى إِذا كَانَ بِالْإِثَابَةِ بَين الرُّوَيْثَة وَالْعَرج إِذا ظَبْي حَاقِف فِي ظلّ وَفِيه سهم فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا أَن يقف عِنْده لَا يرِيبهُ أحد من النَّاس حَتَّى تجَاوزُوهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي الْحَج أخبرنَا يَحْيَى بن سعيد عَن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة بِهِ وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي أول النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الرَّابِع وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا جرير عَن يَحْيَى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة بِهِ وَلَفظه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لبَعض الْقَوْم قف حَتَّى يمر النَّاس وَلَا يرِيبهُ أحد بِشَيْء وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن يَحْيَى بن

سعيد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة بِهِ وَلَفظه فَقَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج من الْمَدِينَة حَتَّى أَتَى الروحاء ... إِلَى أَن قَالَ فجَاء رجل من بهز فَذكره ثمَّ تكلم عَلَيْهِ كلَاما طَويلا وَمُلَخَّصه أَن جمَاعَة جعلُوا الحَدِيث من رِوَايَة الْبَهْزِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِنَّمَا هُوَ من رِوَايَة عُمَيْر بن سَلمَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمِنْهُم هشيم وَحَمَّاد بن زيد قَالَ وَالَّذين قَالُوا فِيهِ عَن الْبَهْزِي إِنَّمَا هُوَ لكَونه صَاحب الْقِصَّة لَا أَن عُمَيْر بن سَلمَة رَوَاهُ عَنهُ قَالَ وَرَأَيْت سُلَيْمَان ابْن حَرْب يَقُول الحَدِيث من رِوَايَة عُمَيْر بن سَلمَة انْتَهَى كَلَامه مُلَخصا وَذكر عبد الْحق فِي أَحْكَامه هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الصَّيْد من جِهَة مَالك وَسكت عَنهُ وَأقرهُ ابْن الْقطَّان عَلَيْهِ فَهُوَ صَحِيح عِنْدهمَا وَالله أعلم وَمن طَرِيق مَالك أَيْضا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَرَأَيْت فِي مُسْند أَبَى يعْلى الْموصِلِي رَوَى عَن مخول الْبَهْزِي حَدِيثا قَرِيبا من هَذَا وَلم أعرف هَل هُوَ هَذَا الْبَهْزِي أَو غَيره وَلَفظه قَالَ نصبت حبائل لي فَوَقع فِيهَا ظَبْي فَأَفلَت وَالْحَبل فِي رجله فَخرجت أَقْفُوهُ فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رجل فَاخْتَصَمْنَا ثمَّ ترافعنا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعله بَيْننَا نِصْفَيْنِ وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّقَصِّي وَمن أَصْحَاب يَحْيَى بن سعيد من يَجْعَل هَذَا الحَدِيث عَن عُمَيْر بن سَلمَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يذكر فِيهِ الْبَهْزِي وَعُمَيْر بن سَلمَة من الصَّحَابَة انْتَهَى كَلَامه 17 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة خلا النَّسَائِيّ من حَدِيث أبي قَتَادَة قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام حنين فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَت للْمُسلمين جَوْلَة إِلَى أَن قَالَ وَجلسَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من قتل قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَة فَلهُ سلبه مُخْتَصر ذَكرُوهُ فِي الْجِهَاد

وَعَزاهُ الطَّيِّبِيّ لأبي دَاوُد من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَهُوَ غلط لِأَن الَّذِي فِي أبي دَاوُد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَوْم بدر من قتل قَتِيلا فَلهُ كَذَا وَكَذَا لم يقل فِيهِ فَلهُ سلبه هَذَا مَعَ ذُهُوله عَن الصَّحِيحَيْنِ وَفِيهِمَا لفظ الحَدِيث 18 - الحَدِيث الْخَامِس عَن ابْن عَبَّاس إِذا أَرَادَ أحدكُم الْحَج فَليَتَعَجَّل فَإِنَّهُ يمرض الْمَرِيض وَتضِل الضَّالة وَتلف الْحَاجة قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي أول كتاب الْحَج عَن وَكِيع ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيل عَن فُضَيْل بن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن الْفضل أَو أَحدهمَا عَن الآخر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَرَادَ الْحَج فَليَتَعَجَّل فَإِنَّهُ قد يمرض الْمَرِيض وَتضِل الضَّالة وَتعرض الْحَاجة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَكَذَلِكَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَذهل الطَّيِّبِيّ أَيْضا فَعَزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَقَالَ لَيْسَ فِيهِ الزِّيَادَات يَعْنِي قَوْله فَإِنَّهُ قد يمرض الْمَرِيض إِلَى آخِره وَلَيْسَ فِيهِ فَائِدَة لِأَن المُصَنّف احْتج بِهِ وَبِحَدِيث من قتل قَتِيلا عَلَى تَسْمِيَة الشَّيْء بِاعْتِبَار مَا يؤول إِلَيْهِ وَأَبُو دَاوُد رَوَاهُ من حَدِيث مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس بِهِ مُخْتَصرا وَأَبُو إِسْرَائِيل الْملَائي اسْمه إِسْمَاعِيل ابْن أبي إِسْحَاق رَوَى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم وَكِيع قَالَ أَحْمد يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن معِين صَالح وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ فَإِنَّهُ سيئ الْحِفْظ وَقَالَ أَبُو زرْعَة كُوفِي صَدُوق انْتَهَى من الإِمَام

19 - الحَدِيث السَّادِس وَالسَّابِع وَالثَّامِن قَالَ وَسَمَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّلَاة عماد الدَّين وَجعل الْفَاصِل بَين الْإِسْلَام وَالْكفْر ترك الصَّلَاة وَسَمَّى الزَّكَاة قنطرة الْإِسْلَام قلت الحَدِيث الأول رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى عِكْرِمَة عَن عمر قَالَ جَاءَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله أَي شَيْء أحب عِنْد الله فَقَالَ الصَّلَاة لوَقْتهَا وَمن ترك الصَّلَاة فَلَا دين لَهُ وَالصَّلَاة عماد الدَّين انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَعِكْرِمَة لم يسمع من عمر وَأرَاهُ عَن ابْن عمر انْتَهَى كَلَامه قلت الظَّاهِر أَن عِكْرِمَة هَذَا هُوَ عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ لَا عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس وَهُوَ أوثق من مولَى ابْن عَبَّاس وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي مراسيله عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ لم يسمع عِكْرِمَة بن خَالِد من عمر إِنَّمَا سمع من ابْن عمر بل قَالَ أَبُو زرْعَة عِكْرِمَة بن خَالِد عَن عُثْمَان مُرْسل فضلا عَن عمر انْتَهَى وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام عِكْرِمَة بن خَالِد رجلَانِ وَكِلَاهُمَا مخزوميان أَحدهمَا عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ تَابِعِيّ يروي عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَرَوَى عَنهُ عَمْرو بن دِينَار وَإِبْرَاهِيم بن مهَاجر وَابْن جريج وعامر الْأَحول وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَأَبُو زرْعَة وَلم يسمع فِيهِ بِتَضْعِيف قطّ وَقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالْآخر عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة يروي عَن أَبِيه وَعنهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم وَنصر بن عَلّي ذكره إلْيَاس فِي الضُّعَفَاء قَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم هُوَ مُنكر الحَدِيث وَرَوَى أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه التَّرْغِيب والترهيب عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّلَاة عماد الْإِسْلَام

وَالْجهَاد سَنَام الْعَمَل انْتَهَى والْحَارث ضَعِيف جدا وَذهل ابْن صَلَاح فِي كِتَابه مُشكل الْوَسِيط فَقَالَ إِن هَذَا الحَدِيث غير صَحِيح وَلَا مَعْرُوف فقد رُوِيَ من وَجْهَيْن كَمَا بَيناهُ وَكَأَنَّهُ لم يظفر بِهِ أصلا الحَدِيث الثَّانِي من الثَّلَاثَة أَحَادِيث الْمَذْكُورَة رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع عَن جَابر بن عبد الله انه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول بَين الرجل وَبَين الْكفْر ترك الصَّلَاة انْتَهَى الحَدِيث الثَّالِث رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين مِنْهُ عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن الضَّحَّاك بن حمرَة عَن حطَّان بن عبد الله الرقاشِي عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزَّكَاة قنطرة الْإِسْلَام انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد بِهِ سندا ومتنا وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية وَأَعلاهُ بِالضحاكِ بن حمرَة قَالَ ابْن عدي ضعفه النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَمَشاهُ ابْن عدي وَقَالَ إِن أَحَادِيثه حسان غرائب وَرَوَاهُ كَذَلِك الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب وَأَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه التَّرْغِيب والترهيب 20 - قَوْله رُوِيَ أَن أَصْحَاب عبد الله بن مَسْعُود ذكرُوا أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِيمَانهمْ فَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود إِن أَمر مُحَمَّد كَانَ أمرا بَينا لمن رَآهُ وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا آمن مُؤمن أفضل من إِيمَان بِغَيْب ثمَّ قَرَأَ الَّذين يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ الْآيَة

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ ذكرُوا عِنْد عبد الله بن مَسْعُود ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى 21 - الحَدِيث التَّاسِع عَن سعد بن عبَادَة أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حق عبد الله ابْن أبي يَا رَسُول الله اعْفُ عَنهُ وَاصْفَحْ فوَاللَّه لقد أَعْطَاك الله الَّذِي أَعْطَاك وَلَقَد اصْطلحَ أهل هَذِه الْبحيرَة أَن يعصبوه بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا رد الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك شَرق بذلك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْأَدَب وَفِي الطِّبّ وَمُسلم فِي الْمَغَازِي كِلَاهُمَا من حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أُسَامَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ركب عَلَى حمَار عَلَى قطيفة فَدَكِيَّة وَأَرْدَفَ أُسَامَة بن زيد وَرَاءه يعود سعد بن عبَادَة فِي بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج ... فَذكره بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لسعد ألم تسمع مَا يَقُول أَبُو حباب يُرِيد عبد الله بن أبي قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ سعد بن عبَادَة يَا رَسُول الله اعْفُ عَنهُ وَاصْفَحْ فوَاللَّه الَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب لقد جَاءَ الله بِالْحَقِّ الَّذِي أنزل عَلَيْك وَلَقَد اصْطلحَ أهل هَذِه الْبحيرَة عَلَى أَن يُتَوِّجُوهُ فَيعصبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا أَبَى الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك الله شَرق بذلك فَعَفَا عَنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ فوَاللَّه لقد أَعْطَاك الله الَّذِي أَعْطَاك وَكَذَلِكَ الْبَزَّار فِي مُسْنده 22 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نصرت بِالرُّعْبِ مسيرَة شهر

قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ أحد من الْأَنْبِيَاء قبلي نصرت بِالرُّعْبِ مسيرَة شهر وَجعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا فأيما رجل من أمتِي أَدْرَكته الصَّلَاة فَليصل وَأحلت لي الْغَنَائِم وَلم تحل لأحد قبلي وَأعْطيت الشَّفَاعَة وَكَانَ النَّبِي يبْعَث إِلَى قومه وَبعثت إِلَى النَّاس عَامَّة انْتَهَى 23 - قَوْله وَخُوَيصة أحدكُم قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث زِيَاد بن رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا الدُّخان والدجال ودابة الأَرْض وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَأمر الْعَامَّة وَخُوَيصة أحدكُم انْتَهَى وَزَاد أَحْمد فِي مُسْنده قَالَ قَتَادَة أَمر الْعَامَّة أَي أَمر السَّاعَة 24 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن إِبْرَاهِيم كذب ثَلَاث كذبات قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَمُسلم فِي كتاب الْفَضَائِل وَأَبُو دَاوُد فِي كتاب الطَّلَاق وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب المناقب كلهم من حَدِيث مُحَمَّد ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يكذب إِبْرَاهِيم إِلَّا ثَلَاث كذبات ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَات الله عَزَّ وَجَلَّ قَوْله إِنِّي سقيم وَقَوله بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا 4 قَالَ وَبينا هُوَ ذَات يَوْم وَسَارة إِذْ أَتَيَا عَلَى جَبَّار من الْجَبَابِرَة فَقيل لَهُ إِن هَاهُنَا رجلا مَعَه امْرَأَة من أحسن النَّاس فَأرْسل إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ من هَذِه قَالَ أُخْتِي ثمَّ أَتَى سارة فَقَالَ لَهَا يَا سارة إِنَّه لَيْسَ عَلَى وَجه الأَرْض مُؤمن غَيْرِي وَغَيْرك وَإِن

هَذَا سَأَلَني عَنْك فَأَخْبَرته أَنَّك أُخْتِي فَلَا تكذبِينِي فَأرْسل إِلَيْهَا فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ ذهب فَتَنَاولهَا بِيَدِهِ فَأخذ فَقَالَ لَهَا ادعِي الله لي وَأَنا لَا أَضرّك فدعَتْ الله فَأطلق ثمَّ تنَاولهَا الثَّانِيَة فَأخذ مثلهَا أَو أَشد فَقَالَ أَدعِي الله لي وَأَنا لَا أَضرّك فدعَتْ الله فَأطلق فَدَعَا بعض حَجَبته فَقَالَ إِنَّكُم لم تَأْتُونِي بِإِنْسَان إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَان فَأَخْدَمَهَا هَاجر فَأَتَت إِبْرَاهِيم وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فَأَوْمَى بِيَدِهِ مَهيم قَالَت رد الله كيد الْكَافِر أَو الْفَاجِر فِي نَحره وَأَخْدَم هَاجر قَالَ أَبُو هُرَيْرَة تِلْكَ أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره 25 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن أبي بكر قَالَ وَرُوِيَ مَرْفُوعا إيَّاكُمْ وَالْكذب فَإِنَّهُ مُجَانب الْإِيمَان قلت أما الْمَرْفُوع فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي أول كِتَابه الْكَامِل من طَرِيقين دائرين عَلَى إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر الصّديق قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْكَذِب مُجَانب الْإِيمَان انْتَهَى وَأما الْمَوْقُوف فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر الصّديق قَالَ إيَّاكُمْ وَالْكذب فَإِن الْكَذِب مُجَانب الْإِيمَان وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق وَفِي كتاب الْبر والصلة قَالَ الدَّارقطني فِي كِتَابه الْعِلَل هَذَا الحَدِيث لم يرفعهُ إِلَّا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَاخْتلف عَنهُ فرفعه عَنهُ يَحْيَى بن عبد الْملك وجعفر بن زِيَاد الْأَحْمَر

وَعَمْرو بن ثَابت وَوَقفه عَنهُ غَيرهم وَهُوَ أصح وَرُوِيَ عَن أبي أُسَامَة وَيزِيد ابْن هَارُون أَنَّهُمَا رَفَعَاهُ وَلَا يثبت عَنْهُمَا انْتَهَى وَاسْتشْهدَ الطَّيِّبِيّ لِلْمَرْفُوعِ بِحَدِيث رَوَاهُ مَالك فِي أَوَاخِر الْمُوَطَّأ عَن صَفْوَان ابْن سليم قُلْنَا يَا رَسُول الله الْمُؤمن يكون جَبَانًا قَالَ نعم قُلْنَا أَيكُون بَخِيلًا قَالَ نعم قُلْنَا أَيكُون كذابا قَالَ لَا انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل وَلَيْسَ بِلَفْظ الْكتاب 26 - الحَدِيث الثَّالِث عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثل الْمُنَافِق مثل الشَّاة العايرة بَين الْغَنَمَيْنِ تعير إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مثل الْمُنَافِق ... إِلَى آخِره سَوَاء وَفِي رِوَايَة لمُسلم تكر بِكَسْر الْكَاف قَالَ الْجَوْهَرِي وَالْكر هُوَ الرُّجُوع وَتعير بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي تَتَرَدَّد وَتذهب 27 - الحَدِيث الرَّابِع عشر قَالَ المُصَنّف وَمِنْه زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب قلت ذكره المُصَنّف فِي التغابن حَدِيثا مَرْفُوعا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا يَحْيَى بن مُوسَى ثَنَا عمر بن يُونُس اليمامي ثَنَا يَحْيَى بن عبد الْعَزِيز عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي قلَابَة عَن أبي الْمُهلب أَن عبد الله ابْن عَامر قَالَ يَا أَبَا مَسْعُود مَا سَمِعت رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فِي زَعَمُوا قَالَ سمعته يَقُول بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا

وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي قلَابَة عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ ... فَذكره وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأحمد فِي مُسْنده بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا وَكِيع ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ بِهِ قَالَ قَالَ أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ لِحُذَيْفَة بن الْيَمَان أَو حُذَيْفَة بن الْيَمَان لأبي مَسْعُود مَا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي زَعَمُوا فَقَالَ سمعته يَقُول بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا وَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من طَرِيق الإِمَام أبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون الْبَغْدَادِيّ ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي قلَابَة حَدثنِي أَبُو عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا انْتَهَى قَالَ الْقُضَاعِي وَأَبُو عبد الله هَذَا أَظُنهُ حُذَيْفَة بن الْيَمَان انْتَهَى وَالْمُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ اسْتشْهد بِالْحَدِيثِ عَلَى الْإِسْنَاد إِلَى لفظ الْفِعْل نَحْو قَامَ فعل مَاض وَفِي مَا ذَكرْنَاهُ مَقْصُوده وَإِن كَانَ خِلَافه وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة شُرَيْح أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسدي ثَنَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن شُرَيْح أَنه قَالَ زَعَمُوا كنية الْكَذِب انْتَهَى 28 - قَوْله رُوِيَ أَن عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه خَرجُوا ذَات يَوْم فَاسْتَقْبَلَهُمْ نفر من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عبد الله انْظُرُوا كَيفَ أرد هَؤُلَاءِ السُّفَهَاء عَنْكُم فَأخذ بيد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَقَالَ مرْحَبًا بِالصديقِ سيد بني تيم وَشَيخ الْإِسْلَام وَثَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْغَار الْبَاذِل نَفسه وَمَاله لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَخذ بيد عمر وَقَالَ

مرْحَبًا بِسَيِّد بني عدي الْفَارُوق الْقوي فِي دين الله الْبَاذِل نَفسه وَمَاله لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَخذ بيد عَلّي وَقَالَ مرْحَبًا بِابْن عَم رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَخَتنه سيد بني هَاشم مَا خلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَاد فِي نُسْخَة فَقَالَ لَهُ عَلّي اتَّقِ الله يَا عبد الله وَلَا تُنَافِق فَإِن الْمُنَافِقين شَرّ خَلِيقَة الله تَعَالَى فَقَالَ مهلا يَا أَبَا الْحسن إِنِّي لَا أَقُول هَذَا نفَاقًا وَالله إِن إيمَاننَا كإيمانكم وَتَصْدِيقنَا وكتصديقكم ثمَّ افْتَرَقُوا فَقَالَ لأَصْحَابه كَيفَ رَأَيْتُمُونِي فعلت فَأَثْنوا عَلَيْهِ خيرا فَنزلت وَإِذا لقوا الَّذين آمنُوا قَالُوا آمنا الْآيَة قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَنا شيبَة بن مُحَمَّد ثَنَا عَلّي بن مُحَمَّد بن برد ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصير ثَنَا يُوسُف بن بِلَال ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه وَذَلِكَ أَنهم خَرجُوا ذَات يَوْم ... فَذكره وَفِي آخِره فَرَجَعُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأخبروه فَنزلت 29 - قَوْله بلغنَا بِإِسْنَاد صَحِيح عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة أَنه قَالَ كل مَا نزل فِيهِ يَا أَيهَا النَّاس فَهُوَ مكي وَمَا نزل فِيهِ يأيها النَّبِي فمدني قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة قَالَ كل شَيْء نزل فِيهِ يأيها النَّاس فَهُوَ

بِمَكَّة وكل شَيْء نزل فِيهِ يأيها الَّذين آمنُوا فَهُوَ بِالْمَدِينَةِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش بِهِ سندا ومتنا وَهَذَا مُرْسل وَقد أسْند عَن عبد الله بن مَسْعُود رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي آخر كتاب الْهِجْرَة عَن يَحْيَى بن معِين ثَنَا وَكِيع عَن أَبِيه عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود ... فَذكره سَوَاء وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن قيس عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَهَذَا يرويهِ غير قيس عَن عَلْقَمَة مُرْسلا وَلَا نعلم أحدا أسْندهُ إِلَّا قيس انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْحَج من حَدِيث وَكِيع بن الْجراح ثَنَا أبي عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله وَرَوَى فِي آخر الْكتاب عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر نَحوه وَاعْترض عَلَى هَذَا بِأَن يأيها النَّاس قد ورد فِي الْمَدَنِيَّات ويأيها الَّذين آمنُوا قد ورد فِي الْمَكِّيَّاتِ وَالْجَوَاب بعد تَقْرِير الْمَكِّيّ وَالْمَدَنِي لم يُطلق عَلَى ثَلَاث اصْطِلَاحَات أَولهَا هُوَ الْمَشْهُور أَن الْمَكِّيّ مَا نزل قبل الْهِجْرَة وَإِن كَانَ بِالْمَدَنِيَّةِ وَالْمَدَنِي مَا نزل بعد الْهِجْرَة وَإِن كَانَ بِمَكَّة الثَّانِي أَن الْمَكِّيّ مَا نزل بِمَكَّة وَالْمَدَنِي مَا نزل بِالْمَدِينَةِ الثَّالِث أَن الْمَكِّيّ مَا وَقع خطابا لأهل مَكَّة وَالْمَدَنِي مَا وَقع خطابا لأهل الْمَدِينَة وَعَلِيهِ يحمل هَذَا الْأَثر لِأَن الْغَالِب كَانَ عَلَى أهل مَكَّة الْكفْر فَخُوطِبُوا بـ (يأيها النَّاس) وَإِن كَانَ غَيرهم دَاخِلا فيهم وَكَانَ الْغَالِب عَلَى أهل الْمَدِينَة الْإِيمَان فَخُوطِبُوا بـ (يأيها الَّذين آمنُوا) وَإِن كَانَ غَيرهم دَاخِلا فيهم وَقد اخْتلف فِي سُورَة النِّسَاء هَل هِيَ مَكِّيَّة أَو مَدَنِيَّة وفيهَا يأيها النَّاس ويأيها الَّذين آمنُوا من فَوَائِد شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين

ابْن عقيل رَحِمَهُ اللَّهُ 30 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن أنس قَالَ كَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَكَذَلِكَ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده فَقَالَا حَدثنَا يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن أنس أَن رجلا كَانَ يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَكَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا يَعْنِي عظم فَارْتَد ذَلِك الرجل عَن الْإِسْلَام وَلحق بالمشركين فَرَفَعُوهُ وَقَالُوا هَذَا كَانَ يكْتب لمُحَمد فَأُعْجِبُوا بِهِ فَمَا لَبِثُوا أَن قَصم الله عُنُقه فيهم فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحت الأَرْض وَقد نَبَذته عَلَى وَجههَا فَحَفَرُوا لَهُ وَوَاروهُ فَأَصْبَحت الأَرْض وَقد نَبَذته عَلَى وَجههَا فَحَفَرُوا لَهُ وَوَاروهُ فَأَصْبَحت الأَرْض وَقد نَبَذته عَلَى وَجههَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا انْتَهَى والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ فِيهِ وَكَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس وَرَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث ثَابت عَن أنس قَالَ كَانَ منا رجل من بني النجار قد قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَكَانَ يكْتب لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْطَلق هَارِبا حَتَّى لحق بِأَهْل الْكتاب قَالَ فَرَفَعُوهُ ... الحَدِيث وَوهم الطَّيِّبِيّ فَعَزاهُ للْبُخَارِيّ وَمُسلم وَلم يخرجَا فِيهِ لفظ المُصَنّف كَمَا ذَكرْنَاهُ وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ فِيهِ وَكَانَ الرجل منا إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان عد فِينَا ذُو شَأْن وَذكر المُصَنّف هَذَا الحَدِيث فِي سُورَة الْجِنّ من رِوَايَة عمر وَلم أَجِدهُ إِلَّا من رِوَايَة أنس هَذِه وَالله أعلم وَلم يعزه صَاحب الصِّحَاح من حَدِيث أنس أَعنِي الْجَوْهَرِي

31 - قَوْله وَمِنْه قَول من قَالَ لعَدوه وَقد راءاه بالثناء عَلَيْهِ أَنا دون هَذَا وَفَوق الَّذِي فِي نَفسك قلت الْقَائِل هُوَ عَلّي بن أبي طَالب وَالْمقول لَهُ ذَلِك هُوَ الْأَشْعَث بن قيس بن معدي كرب رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا وهب ابْن إِسْمَاعِيل الْأَسدي ثَنَا سعيد بن عبيد الطَّائِي عَن عَلّي بن ربيعَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى عَلّي بن أبي طَالب فَجعل يثني عَلَيْهِ وَكَانَ يبلغهُ عَنهُ خلاف ذَلِك فَقَالَ أَنا دون هَذَا الَّذِي تَقوله وَلَكِنِّي فَوق مَا فِي نَفسك انْتَهَى وَسكت عَلَيْهِ 32 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بشر الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلم إِلَى الْمَسَاجِد بِالنورِ التَّام يَوْم الْقِيَامَة قلت رُوِيَ من حَدِيث بُرَيْدَة بن الْحصيب وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث زيد بن حَارِثَة وَمن حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَجْمَعِينَ أما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن سُلَيْمَان عَن عبد الله بن أَوْس عَن بُرَيْدَة بن الْحصيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بشر الْمَشَّائِينَ ... الحَدِيث قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَقَالَ تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن سُلَيْمَان الضَّبِّيّ عَن عبد الله بن أَوْس انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى وَسكت عَنهُ

أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ ابْن ماجة حَدثنَا مجزأَة بن سُفْيَان ثَنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّائِفِي عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَسَنَده عَن دَاوُد بن سُلَيْمَان ابْن مُسلم ثَنَا أبي عَن ثَابت الْبنانِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى نَحْو الْحَاكِم قَالَ ابْن طَاهِر لم يُتَابع دَاوُد عَلَيْهِ وَهُوَ عَن ثَابت غير ثَابت انْتَهَى وَأما حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ فَرَوَاهُ ابْن ماجة أَيْضا من حَدِيث زُهَيْر ابْن مُحَمَّد التَّمِيمِي عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَله شَاهد ثمَّ أخرجه عَن أنس وَسكت عَنهُ وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول عَن مَكْحُول عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا ... فَذكره وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي ثَنَا الْعَبَّاس بن بكار الضَّبِّيّ ثَنَا أَبُو هِلَال عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا ... فَذكره وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن دَاوُد الْمَكِّيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن زُرَارَة ثَنَا دَاوُد بن الزبْرِقَان عَن زيد بن أسلم عَن ابْن عمر نَحوه وَأما حَدِيث زيد بن حَارِثَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن أَحْمد الوَاسِطِيّ عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن ابْن لَهِيعَة عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن أُسَامَة بن زيد عَن أَبِيه زيد بن حَارِثَة مَرْفُوعا ... فَذكره

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل وَقَالَ لم يبلغنِي هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا عَن سُلَيْمَان هَذَا وَهُوَ عِنْدِي مِمَّن يسرق الحَدِيث وَيشْتَبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نضح فرجه انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عَلّي بن زيد عَن الْحسن عَن أبي مُوسَى مَرْفُوعا وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن صَدَقَة ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن الرهاوي ثَنَا قَتَادَة بن الْفضل بن قَتَادَة عَن الْحسن ابْن عَلّي الشروي عَن عَطاء عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ قَالَ لم يروه عَن عَطاء عَن عَائِشَة إِلَّا الْحسن تفرد بِهِ قَتَادَة بن الْفضل وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا عبد الحكم ثَنَا أَبُو الصّديق النَّاجِي عَن أبي سعيد مَرْفُوعا ... فَذكره وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية بِعَبْد الحكم السدُوسِي وَنقل عَن ابْن حبَان أَنه قَالَ لَا يحل كتب حَدِيثه وَأخرجه أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن عبد الحكم بن عبد الله الْقَاص ثَنَا أَبُو الصّديق النَّاجِي بِهِ وَأما حَدِيث حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ فَرَوَاهُ أَبُو حَفْص عمر بن شاهين فِي كتاب التَّرْغِيب لَهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْجَوْزِيّ ثَنَا عبد الرَّحِيم بن يَحْيَى الديلِي ثَنَا ابْن عَطاء بن مُسلم عَن أَبِيه عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن معبد بن خَالِد الْجُهَنِيّ عَن حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ مَرْفُوعا ...

فَذكره وَزَاد قَالَ يَعْنِي صَلَاتي الْفجْر وَالْعشَاء انْتَهَى 33 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِن الرجل من أهل الْجنَّة ليتناول الثَّمَرَة ليأكلها فَمَا هِيَ بِوَاصِلَةٍ إِلَى فِيهِ حَتَّى يُبدل الله مَكَانهَا مثلهَا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي قلَابَة حَدثنِي أَبُو أَسمَاء الرَّحبِي عَن ثَوْبَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن رَبِّي زَوَى لي الأَرْض ... فَذكره بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ وَزعم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا ينْزع رجل من أهل الْجنَّة من ثَمَرهَا شَيْئا إِلَّا أخلف الله مَكَانهَا مثلهَا مُخْتَصر وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كِلَاهُمَا من حَدِيث ريحَان بن سعيد عَن عباد بن مَنْصُور عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أبي أَسمَاء الرَّحبِي عَن ثَوْبَان أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَا ينْزع رجل من أهل الْجنَّة من ثَمَرهَا إِلَّا أُعِيد فِي مَكَانهَا مثلهَا انْتَهَى وَسكت عَنهُ الْبَزَّار وَلَفظه فِيهِ إِلَّا أُعِيد فِي مَكَانهَا مِثْلَاهَا عَلَى التَّثْنِيَة وَهَكَذَا أوردهُ المُصَنّف فِي سُورَة الزخرف وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى 34 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن سلمَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله حييّ كريم يستحي إِذا رفع العَبْد إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَن يردهما صفرا حَتَّى يضع فيهمَا خيرا قلت رَوَى من حَدِيث سلمَان وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث ابْن عمر

أما حَدِيث سلمَان فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء من حَدِيث جَعْفَر بن مَيْمُون عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن ربكُم حييّ كريم يستحي من عَبده إِذا رفع يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَن يردهما صفرا انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ بَعضهم وَلم يرفعهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّالِث وَلم يقل فِيهِ حَتَّى يضع فيهمَا خيرا وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء كَذَلِك وَسكت عَنهُ ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق أبي بكر بن أبي الدُّنْيَا ثَنَا بشر بن الْوَلِيد القَاضِي ثَنَا عَامر بن يسَاف عَن حَفْص بن عمر بن عبد الله ابْن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ حَدثنِي أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله رَحِيم حييّ كريم يستحي من عَبده أَن يرفع إِلَيْهِ يَدَيْهِ ثمَّ لَا يضع فيهمَا خيرا انْتَهَى وَقَالَ إِسْنَاد صَحِيح وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أخبرنَا معمر عَن أبان عَن أنس مَرْفُوعا ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة فُضَيْل بن عِيَاض عَن فُضَيْل بن عِيَاض عَن أبان عَن أنس مَرْفُوعا ... فَذكره وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن معَاذ ثَنَا ذكْوَان عَن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله تَعَالَى حييّ كريم يستحي من عَبده أَن يرفع إِلَيْهِ يَدَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفرا لَيْسَ فيهمَا شَيْء انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر

ويوسف مَتْرُوك وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه 35 - الحَدِيث التَّاسِع عشر فِي الحَدِيث اضْطربَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَاتمًا من ذهب قلت غَرِيب وَفِي البُخَارِيّ عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ اصْطنع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَاتمًا نقش فِيهِ وَفِي مُسلم عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس أَنه رَأَى فِي يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَاتمًا من ورق يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ إِن النَّاس اضْطَرَبُوا الْخَوَاتِم من ورق فَلَبِسُوهَا 36 - الحَدِيث الْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ سمعنَا فِي صَحِيح مُسلم عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود قَالَ دخل شُبَّان من قُرَيْش عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَهِي هُنَا وهم يَضْحَكُونَ فَقَالَت مَا يُضْحِككُمْ قَالُوا فلَان خر عَلَى طُنب فسطاط فَكَادَتْ عُنُقه أَو عينه أَن تذْهب فَقَالَت لَا تَضْحَكُوا إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول مَا من مُسلم يشاك شَوْكَة فَمَا فَوْقهَا إِلَّا كتب الله لَهُ بهَا دَرَجَة وَحط عَنهُ بهَا خَطِيئَة قلت رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْبر والصلة عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود بِهِ بِلَفْظِهِ سَوَاء للْمُصَنف حَدِيث غَيره

37 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَا أصَاب الْمُؤمن من مَكْرُوه فَهُوَ كَفَّارَة لخطاياه حَتَّى نخبة النملة قلت غَرِيب جدا 38 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ وَقد ضرب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جنَاح الْبَعُوضَة مثلا للدنيا قلت كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى حَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو كَانَت الدُّنْيَا تعدل عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شربة مَاء وَسَيَأْتِي فِي الزخرف إِن شَاءَ الله تَعَالَى 39 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي حق عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ يَا عجبا لِابْنِ عَمْرو هَذَا قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي الْحيض عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ بلغ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رءوسهن فَقَالَت عَائِشَة يَا عجبا لِابْنِ عَمْرو هَذَا يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رءوسهن أَفلا يَأْمُرهُنَّ أَن يَحْلِقن رءوسهن لقد كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من إِنَاء وَاحِد وَمَا أَزِيد عَلَى أَن أفرغ عَلَى رَأْسِي ثَلَاث إفْرَاغَات انْتَهَى

40 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن ابْن التيهَان أَنه قَالَ فِي بيعَة الْعقبَة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا وَنحن قَاطِعُوهَا فَنَخْشَى إِن الله أعزّك وَأَظْهَرَك أَن ترجع إِلَى قَوْمك قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث بيعَة الْعقبَة رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كلهم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي معبد بن كَعْب عَن أَخِيه عبيد الله بن كَعْب بن مَالك أَن أَبَاهُ كَعْب بن مَالك وَكَانَ مِمَّن شهد الْعقبَة وَبَايع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بهَا قَالَ خرجنَا فِي حجاج من الْمُشْركين وَقد صلينَا ومعنا الْبَراء بن معْرور كَبِيرنَا وَسَيِّدنَا ... إِلَى أَن قَالَ فَتكلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ودعا إِلَى الله وَرغب فِي الْإِسْلَام وَقَالَ أُبَايِعكُم عَلَى أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَائِكُم وأبنائكم فَأخذ الْبَراء بن معْرور بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ يَا رَسُول الله فَبَايعْنَا يَا رَسُول الله فَنحْن وَالله أهل الْحَرْب وَأهل الْحلقَة وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَن كَابر قَالَ فَاعْترضَ القَوْل - والبراء يكلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان حَلِيف بني عبد الْأَشْهَل فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا - يَعْنِي الْيَهُود - وَإِنَّا قَاطِعُوهَا فَهَل عَسَيْت إِن نَحن فعلنَا ذَلِك ثمَّ أظهرك الله أَن ترجع إِلَى قَوْمك وَتَدعنَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقد تَبَسم - بل الدَّم الدَّم وَالْهدم الْهدم أَنا مِنْكُم وَأَنْتُم مني أُحَارب من حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ من سَالَمْتُمْ ... الحَدِيث بِطُولِهِ 41 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن أحب الْكَلَام إِلَى الله مَا قَالَه أَبونَا آدم حِين اقْتَرَف الْخَطِيئَة سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وتبارك اسْمك وَتَعَالَى جدك وَلَا إِلَه غَيْرك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت

وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ يَا رب ألم تخلقني بِيَدِك قَالَ بلَى يَا رب ألم تنفخ فِي الرّوح من روحك قَالَ بلَى يَا رب ألم تسبق رحمتك غضبك قَالَ بلَى قَالَ ألم تسكني جنتك قَالَ بلَى قَالَ يَا رب إِن تبت وأصلحت أَرَاجِعِي أَنْت إِلَى الْجنَّة قَالَ نعم قلت أما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَوَائِل الصَّلَاة وَلَيْسَ فِيهِ ذكر آدم فَقَالَ حَدثنَا ابْن فُضَيْل وَأَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن الْحَارِث بن سُوَيْد قَالَ قَالَ ابْن مَسْعُود إِن أحب الْكَلَام إِلَى الله أَن يَقُول الرجل سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك ... إِلَى آخِره وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل فِي فَضَائِل آدم عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ قَالَ قَالَ يَا رب ألم تخلقني بِيَدِك ... إِلَى آخِره وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 42 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا حزبه أَمر فزع إِلَى الصَّلَاة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي صَلَاة اللَّيْل من حَدِيث عبد الْعَزِيز أخي حُذَيْفَة عَن حُذَيْفَة قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا حزبه أَمر صَلَّى انْتَهَى قَالَ أَبُو دَاوُد وَقد رُوِيَ عَن عبد الْعَزِيز عَن النَّبِي مُرْسلا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَرَوَاهُ مطولا بِقصَّة الخَنْدَق وَكلهَا فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ الْكتاب 43 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه نعي إِلَيْهِ أَخُوهُ قثم وَهُوَ فِي سفر فَاسْتَرْجع

وَتَنَحَّى عَن الطَّرِيق وَصَلى رَكْعَتَيْنِ أَطَالَ فيهمَا الْجُلُوس ثمَّ قَامَ يمشي إِلَى رَاحِلَته وَهُوَ يَقُول وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث سعيد ابْن مَنْصُور أَنا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية ثَنَا عُيَيْنَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه أَن ابْن عَبَّاس نعي إِلَيْهِ أَخُوهُ قثم ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم قَالَا ثَنَا ابْن علية بِهِ 44 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة وَكَانَ يَقُول يَا بِلَال رُوحنَا قلت هما حديثان الحَدِيث الأول رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى فِي كتاب عشرَة النِّسَاء من طَرِيقين أَحدهمَا من حَدِيث سيار بن حَاتِم عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حبب إِلَيّ من الدُّنْيَا النِّسَاء وَالطّيب وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد والمتن رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب النِّكَاح وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى الطَّرِيق الثَّانِي رَوَاهُ من حَدِيث سَلام بن سُلَيْمَان أبي الْمُنْذر عَن ثَابت بِهِ

وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَلام وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ فِيهِ ضَعِيف قَالَ ابْن عدي وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَيْضا فِي ضعفَاهُ وَأعله بِسَلام ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ من غير هَذَا الْوَجْه فِيهَا لين وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الطَّرِيق الأول وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث رَوَاهُ سَلام بن سُلَيْمَان أَبُو الْمُنْذر وَسَلام بن أبي الصَّهْبَاء وجعفر بن سُلَيْمَان الضبعِي عَن ثَابت عَن أنس فَرَفَعُوهُ وَخَالفهُم حَمَّاد بن زيد فَرَوَاهُ عَن ثَابت مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن ثَابت الْبَصْرِيّ مُرْسلا والمرسل أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَقد ذكر المُصَنّف الحَدِيث بِتَمَامِهِ فِي سُورَة آل عمرَان الحَدِيث الثَّانِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ قَالَ رجل قَالَ مسعر أَحْسبهُ من خُزَاعَة - قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يَا بِلَال أقِم الصَّلَاة وَأَرِحْنَا بهَا انْتَهَى وَسَنَده رجال الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا شَيْخه مُسَددًا فَانْفَرد عَنهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع ثَنَا مسعر عَن عَمْرو بن مرّة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن رجل من أسلم وَهَذَا أَيْضا سَنَد صَحِيحَيْنِ وَرَوَاهُ أَحْمد أَيْضا ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي ثَنَا إِسْرَائِيل عَن

عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد أَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة قَالَ دخلت مَعَ أبي عَلَى صهر لنا من الْأَنْصَار فَحَضَرت الصَّلَاة فَقَالَ يَا جَارِيَة ائْتِينِي بِوضُوء لعَلي أُصَلِّي فَأَسْتَرِيح فَرَأَى أَنا أَنْكَرْنَا ذَلِك عَلَيْهِ فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لِبلَال قُم يَا بِلَال فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ انْتَهَى وَهَذَا الْإِسْنَاد عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَقد زَاد فِيهِ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة كَمَا ترَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه عَن مُحَمَّد بن كثير وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا أَبُو بكر ثَنَا ابْن عُمَيْر عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن سَالم عَن ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِبلَال يَا بِلَال أقِم الصَّلَاة وَأَرِحْنَا بهَا انْتَهَى وَقَالَ وَمَعْنَاهُ نصلي وَنَرُوح إِلَى مَنَازلنَا وَلَيْسَ من الاسْتِرَاحَة وَإِلَّا لقَالَ أَرحْنَا مِنْهَا انْتَهَى وَهَذَا يردهُ مَا تقدم فِي لفظ أَحْمد فَأَسْتَرِيح وَالله أعلم وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل من حَدِيث أبي خَالِد الْقرشِي ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ابْن الْحَنَفِيَّة عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا بِلَال أَرحْنَا بِالصَّلَاةِ انْتَهَى ثمَّ قَالَ لم يسْندهُ عَن عَلّي غير أبي خَالِد الْقرشِي ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث حُسَيْن بن علوان ثَنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة عَن بِلَال أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ يَا بِلَال أَرحْنَا بِالصَّلَاةِ انْتَهَى وَسكت عَنهُ 45 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ وَمِنْه الحَدِيث فِي جَذَعَة ابْن نيار تجزي عَنْك وَلَا تجزي عَن

أحد بعْدك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْأُضْحِية من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب قَالَ ضحى خَالِي أَبُو بردة بن نيار قبل الصَّلَاة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَاتك شَاة لحم قَالَ يَا رَسُول الله إِن عِنْدِي جَذَعَة قَالَ اذْبَحْهَا وَلنْ تجزي عَن أحد بعْدك انْتَهَى 46 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ وَمِنْه الحَدِيث لَا يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد وَمُسلم فِي الْحَج وَفِي الْعتْق بِزِيَادَة وَمن ادَّعَى إِلَى غير أَبِيه أَو انْتَمَى إِلَى غير موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا من حَدِيث إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن عَلّي ابْن أبي طَالب قَالَ مَا كتبنَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا الْقُرْآن وَمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة حرَام مَا بَين عَابِر إِلَى كَذَا فَمن أحدث حَدثا أَو آوَى مُحدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرف وَلَا عدل وَذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة يسْعَى بهَا أَدْنَاهُم فَمن أَخْفَر مُسلما فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرف وَلَا عدل انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَقَالَ فِي آخِره وَالصرْف وَالْعدْل التَّطَوُّع وَالْفَرِيضَة انْتَهَى وَأخرجه مُسلم عَن عَاصِم الْأَحول عَن أنس نَحوه لَيْسَ فِيهِ ذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْمَدِينَة حرم فَمن أحدث فِيهَا أَو آوَى مُحدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرف وَلَا عدل انْتَهَى

وَأخرج فِي الْعتْق بِهَذَا السَّنَد من تولى قوما بِغَيْر إِذن موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل انْتَهَى وَأخرجه البُخَارِيّ وَذهل الطَّيِّبِيّ فَعَزاهُ لأبي دَاوُد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تعلم صرف الْكَلَام لِيَسْبِيَ بِهِ قُلُوب النَّاس لم يقبل الله مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرفا وَلَا عدلا انْتَهَى وَهَذَا عجز مِنْهُ وَذُهُول 47 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من لبس نعلا صفراء قل همه قلت غَرِيب عَن عَلّي وَلم أَجِدهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُوسَى بن هَارُون ثَنَا سهل بن صَالح ثَنَا ابْن الْعَذْرَاء عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من لبس نعلا صفراء لم يزل فِي سرُور مَا دَامَ لَابسهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث الْحسن بن عَلّي النميري عَن فضل بن الرّبيع عَن ابْن جريج بِهِ وَزَاد ثمَّ قَرَأَ صفراء فَاقِع لَوْنهَا تسر الناظرين قَالَ وَالْحسن هَذَا مَجْهُول وَرَوَاهُ فِي تَرْجَمَة الْفضل بن الرّبيع أَيْضا وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ من وَجه يثبت وَإِنَّمَا تَابعه من هُوَ دونه انْتَهَى فَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ سهل بن عُثْمَان العسكري عَن ابْن الْعَذْرَاء بِهِ فَقَالَ أبي هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع انْتَهَى وَرَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه الْجَامِع عَن سهل بن عُثْمَان بِهِ سندا ومتنا

48 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حق بني إِسْرَائِيل وَالْبَقَرَة لَو اعْترضُوا أدنَى بقرة لكفتهم وَلَكِن شَدَّدُوا فَشدد الله عَلَيْهِم وَالِاسْتِقْصَاء شُؤْم قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَلم يقل فِيهِ وَالِاسْتِقْصَاء شُؤْم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيْضا من كَلَام أبي الْعَالِيَة وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره من كَلَام عُبَيْدَة السُّلَيْمَانِي وَعَزاهُ ابْن كثير فِي تَفْسِيره لِابْنِ مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن سرُور بن الْمُغيرَة عَن زَاذَان عَن عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن عَن حَدِيث أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَوْلَا أَن بني إِسْرَائِيل قَالُوا وَإِنَّا إِن شَاءَ الله لَمُهْتَدُونَ مَا أَعْطوهُ أبدا وَلَو أَنهم اعْترضُوا ... إِلَى آخِره لم يقل فِيهِ وَالِاسْتِقْصَاء شُؤْم وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَن بني إِسْرَائِيل لَو أخذُوا أدنَى بقرة لَأَجْزَأَتْهُمْ انْتَهَى 49 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ فِي الحَدِيث أعظم النَّاس جرما من سَأَلَ عَن شَيْء لم يحرم فَحرم من أجل مَسْأَلته انْتَهَى قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الِاعْتِصَام وَمُسلم فِي فَضَائِل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث عَامر بن سعد عَن أَبِيه سعد بن أبي وَقاص أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن

أعظم النَّاس جرما من سَأَلَ عَن شَيْء لم يحرم فَحرم من أجل مَسْأَلته انْتَهَى 50 - قَوْله وَفِي الحَدِيث لَو لم يستثنوا لما بيّنت لَهُم آخر الْأَبَد 51 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه ضحى ببختية بثلاثمائة دِينَار قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْحَج من حَدِيث خَالِد بن يزِيد عَن الجهم ابْن الْجَارُود عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر قَالَ أهْدَى عمر ابْن الْخطاب بُخْتِيَّة فَأعْطيت بهَا ثلثمِائة دِينَار أَفَأَبِيعهَا وأشتري بِثمنِهَا بدنا قَالَ لَا انحرها إِيَّاهَا انْتَهَى قَالَ البُخَارِيّ لَا يعرف للجهم سَماع من سَالم هَكَذَا نَقله ابْن الْقطَّان عَنهُ فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَزَاد إِنَّه مَجْهُول لَا يعرف رَوَى عَنهُ غير أبي عبد الرَّحِيم خَالِد بن يزِيد قَالَ وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم بِأَكْثَرَ من ذَلِك انْتَهَى وَبُخْتِيَّة ضَبطه الشَّيْخ زكي الدَّين فِي حَوَاشِيه بِالْبَاء وَالْخَاء قَالَ وَالْبخْت من الْإِبِل مُعرب وَقيل هُوَ عَرَبِيّ وَهِي الطوَال الْأَعْنَاق وَقيل هِيَ الْغِلَاظ ذَات سنَامَيْنِ الْوَاحِد بخْتِي وَالْأُنْثَى بُخْتِيَّة وَجَمعهَا بَخَاتِي غير مَصْرُوف ذَلِك إِن يُخَفف الْيَاء انْتَهَى وَسَيَأْتِي الحَدِيث بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الْحَج إِن شَاءَ الله تَعَالَى

52 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد مَوته مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي ثَنَا سعيد ابْن مُحَمَّد الْوراق ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني حَتَّى هَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسَعِيد بن مُحَمَّد الْوراق من أهل الْكُوفَة وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم وَاحْتَملُوا حَدِيثه وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو نعيم فِي كتاب الطِّبّ لَهُ عَن سعيد بن مُحَمَّد بِهِ وَقَالَ فِيهِ تعادني كل عَام ... الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَعِيد بن مُحَمَّد وَنقل تَضْعِيفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا عَوْف عَن مَيْمُون بن عبد الله عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى خَيْبَر ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا اطْمَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَعْنِي بِخَيْبَر أَهْدَت زَيْنَب بنت الْحَارِث إِلَيْهِ شَاة مصلية وَقد جعلت فِيهَا من السم وَكَانَ مَعَه بشر بن الْبَراء فَتَنَاوَلَا مِنْهَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن هَذَا الْعظم يُخْبِرنِي أَنه مَسْمُوم فَدَعَا بهَا فَاعْترفت وَقَالَت إِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ وَإِن كنت غير ذَلِك اسْتَرَحْنَا مِنْك وَمَات بشر من أَكلته تِلْكَ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أم بشر مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر الَّتِي أكلت مَعَ ابْنك تعادني فَهَذَا أَوَان قطعته

أَبْهَري مُخْتَصر وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الْعَلَاء بن أبي الْعَبَّاس عَن أبي جَعْفَر يرفعهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري انْتَهَى وَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان عَن الْعَلَاء بن أبي الْعَبَّاس سمع مُحَمَّد بن عَلّي يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ أبي عبيد وَكِلَاهُمَا معضلان قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي وتعادني من الْعداد وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يَأْتِي لوقت دون وَقت كَحمى الرّبع وَالْغِب وَنَحْو ذَلِك وَالْأَبْهَر عرق مُتَّصِل بِالْقَلْبِ إِذا انْقَطع لم تكن مَعَه حَيَاة انْتَهَى قَالَ ابْن دحْيَة وَأَوَان ضَبطنَا بِالرَّفْع عَلَى أَنه خبر الْمُبْتَدَأ وَبِالنَّصبِ عَلَى الْبناء لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْمَاضِي ذكر مَا جَاءَ فِي ذَلِك من الْأَحَادِيث وَاخْتِلَاف رِوَايَاتهَا رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب وَفَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث عَنْبَسَة ثَنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا عَائِشَة مَا زلت أجد ألم الطَّعَام الَّذِي أكلت بِخَيْبَر فَهَذَا أَوَان وجدت انْقِطَاع أَبْهَري من ذَلِك السم انْتَهَى قَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا انْتَهَى قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي آخر كتاب الْمَغَازِي وَلَفظه وَقَالَ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ عُرْوَة قَالَت عَائِشَة ... فَذكره وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي أَوَاخِر الْكتاب بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن يُونُس إِلَّا عَنْبَسَة وَرَوَى البُخَارِيّ فِي الْهِبَة وَمُسلم فِي الطِّبّ من حَدِيث هِشَام بن زيد عَن أنس أَن أمْرَأَة يَهُودِيَّة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِشَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا فجيء بهَا

إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت أُرِيد قَتلك فَقَالَ مَا كَانَ الله لِيُسَلِّطك عَلّي فَقَالُوا يَا رَسُول الله أنقتلها قَالَ لَا قَالَ فَمَا زلت أعرفهَا فِي لَهَوَات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَرَوَى ابْن هِشَام فِي سيرته عَن ابْن إِسْحَاق فِي قصَّة خَيْبَر قَالَ فَلَمَّا اطْمَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَعْنِي بِخَيْبَر أَهْدَت زَيْنَب بنت الْحَارِث امْرَأَة سَلام بن مشْكم شَاة مصلية وَقد سَأَلت أَي عُضْو من الشَّاة أحب إِلَيْهِ فَقيل لَهَا الذِّرَاع فَأَكْثَرت فِيهِ من السم ثمَّ جَاءَت فَوَضَعته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مَعَه بشر بن الْبَراء بن معْرور فَتَنَاوَلَا مِنْهُ فَأَما بشر فَإِنَّهُ أَسَاغَهَا وَأما النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِنَّهُ لَاكَهَا ثمَّ لَفظهَا وَقَالَ إِن هَذَا الْعظم يُخْبِرنِي أَنه مَسْمُوم ثمَّ دَعَا بهَا فَاعْترفت وَقَالَت إِن كنت ملكا اسْتَرَحْنَا مِنْك وَإِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ فَتَجَاوز عَنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَات بشر من أَكلته الَّتِي أكل قَالَ ابْن إِسْحَاق فَحَدثني مَرْوَان بن عُثْمَان بن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأم بشر وَقد دخلت عَلَيْهِ يَا أم بشر إِن هَذَا لِأَوَانِ وجدت انْقِطَاع أَبْهَري من الْأكلَة الَّتِي أكلت مَعَ ابْنك بِخَيْبَر قَالَ فَإِن كَانَ الْمُسلمُونَ لَيرَوْنَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاتَ شَهِيدا مَعَ مَا أكْرمه الله من النُّبُوَّة انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد ثَنَا رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه عَن أم بشر قَالَت دخلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَجَعه الَّذِي قبض فِيهِ فَقلت بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله مَا تهم بِنَفْسِك فَإِنِّي لَا أتهم بِابْني إِلَّا الطَّعَام الَّذِي أكله مَعَك بِخَيْبَر وَكَانَ ابْنهَا بشر بن الْبَراء بن معْرور مَاتَ قبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَأَنا لَا أتهم غَيرهَا فَهَذَا أَوَان انْقَطع أَبْهَري انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده

ثمَّ أخرج الْحَاكِم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن امْرَأَة يَهُودِيَّة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِشَاة مصلية فَجَعَلته للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه يَأْكُلُون فَوضع لقْمَة ثمَّ قَالَ لَهُم أَمْسكُوا إِن هَذِه الشَّاة مَسْمُومَة فَقَالَ لِلْيَهُودِيَّةِ وَيلك لأي شَيْء سممتيني قَالَت أردْت أَن أعلم إِن كنت نَبيا لَا يَضرك وَإِن كنت غير ذَلِك أَن أُرِيح النَّاس مِنْك فَأكل مِنْهَا بشر بن الْبَراء فَمَاتَ فَقَتلهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي آخر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة قصَّة خَيْبَر بِطُولِهَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَقَالَ فِي آخر الْقِصَّة قَالَ الزُّهْرِيّ قَالَ جَابر بن عبد الله وَاحْتَجَمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ عَلَى الْكَاهِل وَبَقِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعده ثَلَاث سِنِين حَتَّى كَانَ وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ فَقَالَ مَا زلت أجد من الْأكلَة الَّتِي أكلت من الشَّاة يَوْم خَيْبَر عدادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان انْقَطع الْأَبْهَر مني فَتوفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَهِيدا انْتَهَى وَرَوَى الدَّارقطني فِي سنَنه فِي الْحُدُود من حَدِيث إِسْحَاق بن بهْلُول الْأَنْبَارِي ثَنَا ابْن أبي فديك عَن يَحْيَى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَبِيبَة عَن جده لَبِيبَة الْأنْصَارِيّ قَالَ أَهْدَت يَهُودِيَّة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَاة مَسْمُومَة مصلية فَأكل مِنْهَا هُوَ وَبشر بن الْبَراء بن معْرور فمرضا مَرضا شَدِيدا ثمَّ إِن بشرا مَاتَ فَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْيَهُودِيَّة فَقَالَ لَهَا وَيحك مَا أطعمتينا قَالَت السم قَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا قَالَت إِن كنت نَبيا علمت أَنَّهَا لَا تَضُرك وَإِن كنت غير ذَلِك فَأَرَدْت أَن أُرِيح النَّاس مِنْك ثمَّ أَمر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَلبَتْ انْتَهَى وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الْمهرِي ثَنَا ابْن وهب أَخْبرنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ كَانَ جَابر بن عبد الله يحدث أَن يَهُودِيَّة من أهل خَيْبَر سمت شَاة مصلية ثمَّ أَهْدَتْهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذِّرَاع فَأكل مِنْهَا وَأكل رَهْط من أَصْحَابه مَعَه ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ارْفَعُوا أَيْدِيكُم وَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْيَهُودِيَّة فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا أَسممت هَذِه الشَّاة قَالَت الْيَهُودِيَّة من أخْبرك قَالَ أَخْبَرتنِي هَذِه فِي يَدي لِلذِّرَاعِ قَالَت نعم قَالَ فَمَا أردْت إِلَى ذَلِك قَالَت قلت إِن كَانَ نَبيا فَلَنْ يضرّهُ وَإِن لم يكن نَبيا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يُعَاقِبهَا وَتُوفِّي بعض الَّذين أكلُوا من الشَّاة وَاحْتَجَمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى كَاهِله انْتَهَى ثَنَا وهب بن بَقِيَّة ثَنَا خَالِد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَهْدَت لَهُ يَهُودِيَّة بِخَيْبَر شَاة مصلية نَحْو حَدِيث جَابر قَالَ فَمَاتَ بشر بن الْبَراء بن معْرور فَأرْسل إِلَى الْيَهُودِيَّة مَا حملك عَلَى الَّذِي صنعت ثمَّ أَمر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقتلت وَلم يذكر الْحجامَة انْتَهَى وَهَذَا الثَّانِي مُرْسل وَقد تقدم للْحَاكِم مُسْندًا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد ابْن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم وَذكر عبد الْحق فِي أَحْكَامه هَذَا الْمُرْسل فَقَط وَأعله بِالْإِرْسَال ثمَّ قَالَ وَالصَّحِيح حَدِيث أنس وَحَدِيث أنس تقدم عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَوجه الْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَتلهَا وَأَنه لم يَقْتُلهَا أَنه عَلَيْهِ السَّلَام صفح عَنْهَا فِي الأول لِأَنَّهُ كَانَ لَا ينْتَقم لنَفسِهِ فَلَمَّا مَاتَ بشر بن الْبَراء من تِلْكَ الْأكلَة قَتلهَا وَذَلِكَ أَنه يزل مُعْتَلًّا حَتَّى مَاتَ بعد حول وَقد رَوَى معمر بن رَاشد فِي جَامعه عَن الزُّهْرِيّ أَنه قَالَ أسلمت فَتَركهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ معمر هَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيّ أسلمت وَالنَّاس يَقُولُونَ قَتلهَا وَأَنَّهَا لم تسلم انْتَهَى كَلَامه

وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الْقصاص فِي الْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ كَمَا قَالَ السُّهيْلي وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب غَزْوَة خَيْبَر وَفِي الْغَزْوَة سمت زَيْنَب بنت الْحَارِث امْرَأَة سَلام بن مشْكم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَهْدَت لَهُ شَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا وَهُوَ وناس من أَصْحَابه فيهم بشر بن الْبَراء بن معْرور فَمَاتَ مِنْهَا فَيُقَال إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَتلهَا وَهُوَ الثَّابِت عندنَا ثمَّ رَوَى فِي آخر سيرة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا أَن بشر بن الْبَراء لما مَاتَ أَمر بهَا عَلَيْهِ السَّلَام فقتلت ثمَّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن أبي سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن كَعْب بن مَالك عَن جَابر بن عبد الله قَالَا لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَاطْمَأَنَّ عَمَدت زَيْنَب بنت الْحَارِث إِلَى شَاة فَصلتهَا وَشَاوَرْت يهود فِي سم تَجْعَلهُ فِيهَا فَأَجْمعُوا لَهَا عَلَى سم بِعَيْنِه لَا يطبى يَقُول يقتل من سَاعَته فَسَمت الشَّاة وَأَكْثَرت مِنْهُ فِي الْكَتف فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمغرب وَجلسَ فِي أَصْحَابه أَتَت إِلَيْهِ فَقَالَت يَا مُحَمَّد هَدِيَّة أَهْدَيْتهَا إِلَيْك ثمَّ وَضَعتهَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابه ادْنُوا فَتَعَشَّوْا فَتَنَاول عَلَيْهِ السَّلَام الذِّرَاع فانتهسها وَتَنَاول بشر ابْن الْبَراء عظما آخر فانتهسه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام ارْفَعُوا أَيْدِيكُم فَإِن هَذِه الذِّرَاع تُخبرنِي أَنَّهَا مَسْمُومَة فَقَالَ بشر وَالله يَا رَسُول الله لقد وجدت مِنْهَا مَا وجدت وَلَكِن كرهت أَن أنفصل طَعَامك فَلم يقم بشر من مَكَانَهُ حَتَّى عَاد لَونه كَالطَّيْلَسَانِ وَتَمَادَى بِهِ وَجَعه سنة ثمَّ مَاتَ وَقَالَ بَعضهم لم يرم من مَكَانَهُ حَتَّى مَاتَ قَالَ وَطرح مِنْهَا لكَلْب فَأكل فَلم يتبع يَده حَتَّى مَاتَ فَدَعَاهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت قتلت أبي وَعمي وَزَوْجي وَقلت إِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ وَإِن كَانَ غير ذَلِك اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَدَفعهَا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى وُلَاة بشر بن الْبَراء فَقَتَلُوهَا وَهُوَ الثَّابِت عندنَا وَاحْتَجَمَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأمر أَصْحَابه فَاحْتَجمُوا فِي رؤوسهم وعاش عَلَيْهِ السَّلَام بعد ذَلِك ثَلَاث سِنِين وَقَالَ مَا زلت

أجد من أَكلَة خَيْبَر عدادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان انْقِطَاع أَبْهَري وَتوفى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَهِيدا انْتَهَى قلت ذكر الْوَاقِدِيّ هَذَا الْكَلَام فِي الْمَغَازِي من غير سَنَد وَلم يقل فِيهِ فَدَفعهَا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَوْلِيَاء بشر فَقَتَلُوهَا وَإِنَّمَا قَالَ وَقد اخْتلف عَلَيْهَا فِي هَذِه الْمَرْأَة فَقَالَ قَائِل إِنَّه عَلَيْهِ السَّلَام قَتلهَا وَقَالَ قَائِل إِنَّه عَفا عَنْهَا وَقَالَ فِيهِ أَنه أكل مِنْهَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير بشر ثَلَاثَة نفر إِلَّا أَنهم لم يسِيغُوا وَلم يسغْ مِنْهَا غير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبشر 53 - وَقَوله عَن عَلّي أَنه كَانَ يطوف بَين الصفين فِي غِلَالَتِهِ قَالَ لَهُ ابْنه الْحسن مَا هَذَا بزِي الْمُحَاربين فَقَالَ يَا بني لَا يُبَالِي أَبوك سقط عَلَى الْمَوْت أم الْمَوْت سقط عَلَيْهِ وَعَن حُذَيْفَة أَنه كَانَ يتَمَنَّى الْمَوْت فَلَمَّا احْتضرَ قَالَ حبيب جَاءَ عَلَى فاقة وَقَالَ عمار بصفين الْآن أُلَاقِي الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه قلت أما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث يَحْيَى بن أبي كثير عَن زيد بن سَلام عَن أَبِيه عَن جده أَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان لما احْتضرَ قَالَ حبيب جَاءَ عَلَى فاقة انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَأما حَدِيث عمار فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كِلَاهُمَا من حَدِيث ربيعَة بن ناجد قَالَ قَالَ عمار يَوْم صفّين الْيَوْم أُلَاقِي الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه لقد قَاتَلت بِهَذِهِ الرَّايَة ثَلَاثًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذِه الرَّابِعَة انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَى ربيعَة بن ناجد عَن عمار إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمار عَن أبي سِنَان الدؤَلِي قَالَ

رَأَيْت عمار بن يَاسر يَوْم صفّين دَعَا بشراب فَأتي بقدح من لبن فَشرب مِنْهُ ثمَّ قَالَ صدق الله وَرَسُوله الْيَوْم ألْقَى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه 54 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَو تمنوا الْمَوْت - يَعْنِي الْيَهُود - لغص كل أحد بريقه فَمَاتَ مَكَانَهُ قلت غَرِيب بِهَذَا الْفظ وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق من حَدِيث عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو جهل إِن رَأَيْت مُحَمَّدًا عِنْد الْكَعْبَة لَآتِيَنه حَتَّى أَطَأ عَلَى عُنُقه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو فعل لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا وَلَو أَن الْيَهُود تمنوا الْمَوْت لماتوا وَرَأَوا مَقَاعِدهمْ فِي النَّار وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ للْيَهُود إِن كُنْتُم صَادِقين فِي مَقَالَتَكُمْ فَقولُوا اللَّهُمَّ أمتنَا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يَقُولهَا رجل مِنْكُم إِلَّا غص بريقه وَمَات مَكَانَهُ قَالُوا فَأنْزل الله وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ الْآيَة وَذكر الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد فَقَالَ وَرَوَى ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 55 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن عبد الله بن صوريا حَاج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسَأَلَهُ عَمَّن عَلَيْهِ يهْبط بِالْوَحْي فَقَالَ ذَلِك جِبْرِيل فَقَالَ ذَاك عدونا

وَلَو كَانَ غَيره لآمَنَّا بك وَقد عَادَانَا مرَارًا أَشدّهَا أَنه أنزل عَلَى نَبينَا أَن بَيت الْمُقَدّس سيخربه بخْتنصر فَبَعَثنَا إِلَيْهِ من يقْتله فَلَقِيَهُ بِبَابِل غُلَاما مِسْكينا فَدفعهُ عَنهُ جِبْرِيل وَقَالَ إِن كَانَ الله أمره بِهَلَاكِكُمْ فَلَنْ يسلطكم عَلَيْهِ وَإِن لم يكن إِيَّاه فعلَى أَي شَيْء تَقْتُلُونَهُ فَصدقهُ صاحبنا وَرجع عَنهُ ثمَّ أَن بخْتنصر كبر وَقَوي فغزانا وَخرب بَيت الْمُقَدّس فَلذَلِك نتخذه عدونا فَأنْزل الله الْآيَة قلت حَدِيث غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من غير سَنَد فَقَالُوا وَرَوَى ابْن عَبَّاس أَن حبرًا من أَحْبَار الْيَهُود من فدك يُقَال لَهُ عبد الله بن صوريا حَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره سَوَاء 56 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه كَانَ لعمر أَرض بِأَعْلَى الْمَدِينَة وَكَانَ مَمَره عَلَى مدارس الْيَهُود وَكَانَ يجلس إِلَيْهِم وَيسمع كَلَامهم وَقَالُوا يَا عمر قد أَحْبَبْنَاك وَإِنَّا لَنَطْمَع فِيك فَقَالَ وَالله مَا أجيئكم لِحُبِّكُمْ وَلَا أَسأَلكُم لِأَنِّي شَاك فِي ديني وَإِنَّمَا أَدخل عَلَيْكُم لِأَزْدَادَ بَصِيرَة فِي أَمر مُحَمَّد وَأرَى آثاره فِي كتابكُمْ ثمَّ سَأَلَهُمْ عَن جِبْرِيل فَقَالُوا ذَاك عدونا يطلع مُحَمَّدًا أَسْرَارنَا وَهُوَ صَاحب كل خسف وَعَذَاب وَإِن مِيكَائِيل يَجِيء بِالْخصْبِ وَالسَّلَام فَقَالَ لَهُم وَمَا مَنْزِلَتهمْ من الله قَالُوا أقرب منزلَة جِبْرِيل عَن يَمِينه وَمِيكَائِيل عَن يسَاره وَمِيكَائِيل عَدو لجبريل فَقَالَ عمر لَئِن كَانَ كَمَا تَقولُونَ فَمَا هما بعدوين وَلَأَنْتُمْ أكفر من الْحمير من كَانَ عدوا لأَحَدهمَا كَانَ عدوا للْآخر وَمن

كَانَ عدوا لَهما كَانَ عدوا لله ثمَّ رَجَعَ عمر فَوجدَ جِبْرِيل قد سبقه بِالْوَحْي فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقد وَافَقَك رَبك يَا عمر فَقَالَ عمر لقد رَأَيْتنِي فِي دين الله بعد ذَلِك أَصْلَب من الْحجر قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُوسَى بن هَارُون ثَنَا عَمْرو بن حَمَّاد ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى قل من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله عَلَى قَلْبك الْآيَة قَالَ كَانَ لعمر بن الْخطاب أَرض بِأَعْلَى الْمَدِينَة ... فَذكره إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ فَوجدَ جِبْرِيل قد سبقه بِالْوَحْي قَالَ فَدَعَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لقد جئْتُك وَمَا أُرِيد إِلَّا أَن أخْبرك انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ أخبرنَا أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنا أَبُو الشَّيْخ الْحَافِظ أَنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيّ ثَنَا سهل بن عُثْمَان ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن دَاوُد عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ لعمر ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَزَاد فِي أَثْنَائِهِ زِيَادَة يسيرَة وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ عَن قَتَادَة وَعِكْرِمَة وَالسُّديّ من غير سَنَد لَكِن سَنَده إِلَيْهِم مَذْكُور فِي أول كِتَابه 57 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ عَن ابْن عَبَّاس أَن ابْن صوريا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا جئتنا بِشَيْء نعرفه وَمَا أنزل عَلَيْك من آيَة فنتبعك لَهَا فَنزلت قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت حَدثنِي سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ ابْن صوريا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا جئتنا ... إِلَى آخِره قَالَ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أنزلنَا إِلَيْك آيَات بَيِّنَات وَمَا يكفر بهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد

58 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن سعد بن معَاذ سَمعهَا من الْيَهُود يَعْنِي قَوْلهم رَاعنا فَقَالَ يَا أَعدَاء الله عَلَيْكُم لعنة الله وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَئِن سَمعتهَا من رجل مِنْكُم يَقُولهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَأَضرِبَن عُنُقه قلت رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُقْرِئ ثَنَا أَحْمد بن فَرح ثَنَا أَبُو عمر الدوري ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد ابْن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى لَا تَقولُوا رَاعنا قَالَ رَاعنا بِلِسَان الْيَهُود السب الْقَبِيح وَكَانَت الْيَهُود يَقُولُونَهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سرا فَلَمَّا سمعُوا أَصْحَابه أعْلنُوا بهَا وَكَانُوا يَقُولُونَهَا وَيضْحَكُونَ مِنْهَا فَسَمعَهَا سعد بن معَاذ مِنْهُم فَقَالَ يَا أَعدَاء الله ... إِلَى آخِره سَوَاء 59 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن فنحَاص بن عازورا وَزيد بن قيس وَنَفَرًا من الْيَهُود قَالُوا لِحُذَيْفَة بن الْيَمَان وعمار بن يَاسر - بعد وَاقعَة أحد - ألم تروا مَا أَصَابَكُم وَلَو كُنْتُم عَلَى الْحق مَا هُزِمْتُمْ فَارْجِعُوا إِلَى ديننَا فَهُوَ خير لكم وَأفضل وَنحن أهْدَى مِنْكُم سَبِيلا فَقَالَ عمار كَيفَ نقض الْعَهْد فِيكُم قَالُوا شَدِيد قَالَ فَإِنِّي عَاهَدت أَن لَا أكفر بِمُحَمد مَا عِشْت فَقَالَ الْيَهُود أما هَذَا فقد صَبأ وَأما حُذَيْفَة فَقَالَ رضيت بِاللَّه رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا وَبِالْكَعْبَةِ قبْلَة وَبِالْمُؤْمِنِينَ إخْوَانًا ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أصبْتُمَا خيرا وأفلحتما

قلت غَرِيب وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو 60 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن وَفد نَجْرَان لما قدمُوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُم أَحْبَار الْيَهُود فَتَنَاظَرُوا حَتَّى ارْتَفَعت أَصْوَاتهم فَقَالَ الْيَهُود مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَكَفرُوا بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل وَقَالَت النَّصَارَى لَهُم نَحوه وَكَفرُوا بمُوسَى والتوراة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت ثني سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما قدم أهل نَجْرَان من النَّصَارَى عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَتْهُم أَحْبَار يهود فتنازعوا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ رَافع بن حُرَيْمِلَة مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَكفر بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل فَقَالَ رجل من أهل نَجْرَان من النَّصَارَى للْيَهُود مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَجحد نبوة مُوسَى وَكفر بِالتَّوْرَاةِ فَأنْزل الله تَعَالَى وَقَالَت الْيَهُود لَيست النَّصَارَى عَلَى شَيْء وَقَالَت النَّصَارَى ... الْآيَة 61 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا لَا يَحُجن بعد هَذَا الْعَام مُشْرك وَلَا يَطُوفَن بِالْبَيْتِ عُرْيَان قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة بَرَاءَة وَمُسلم فِي الْحَج من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَبَا بكر بعثة فِي الْحجَّة الَّتِي أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَيْهَا قبل حجَّة الْوَدَاع فِي رَهْط يُؤذنُونَ فِي النَّاس يَوْم النَّحْر أَلا لَا يَحُجن بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان انْتَهَى زَاد البُخَارِيّ قَالَ حميد

ثمَّ أرْدف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعلي فَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن مَعنا عَلّي فِي أهل منى يَوْم النَّحْر بِبَرَاءَة وَلَا يَحُجن بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان انْتَهَى 62 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه أَخذ بيد عمر قَالَ هَذَا مقَام إِبْرَاهِيم فَقَالَ عمر أَفلا نتخذه مُصَلَّى فَقَالَ لم أومر بذلك فَلم تغب الشَّمْس حَتَّى نزلت قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد الْمَدَائِنِي حَدثنِي أبي عَن هَارُون الْأَعْوَر عَن أبان بن تغلب عَن الحكم بن مُجَاهِد عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بيد عمر فَمر عَلَى الْمقَام فَقَالَ لَهُ يَا نَبِي الله هَذَا مقَام إِبْرَاهِيم قَالَ نعم قَالَ أَلا نتخذه مُصَلَّى فَأنْزل الله وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى الْآيَة انْتَهَى ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر تفرد بِهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْمَدَائِنِي عَن هَارُون رَوَاهُ تَابِعِيّ عَن تَابِعِيّ عَن تَابِعِيّ فَإِن أبان بن تغلب لَقِي أنس بن مَالك وَالْحكم لَقِي عدَّة من الصَّحَابَة وَمُجاهد لَقِي أكَابِر الصَّحَابَة والْحَدِيث صَحِيح ثَابت من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه انْتَهَى والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ عَن أنس قَالَ قَالَ عمر وَافقنِي رَبِّي فِي ثَلَاث قلت يَا رَسُول الله لَو اتَّخذت من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى فَنزلت وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى وَآيَة الْحجاب وَاجْتمعَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْغيرَة فَقلت لَهُنَّ عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن فَنزلت انْتَهَى

63 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَلم الْحجر وَرمل ثَلَاثَة أَشْوَاط وَمَشى أَرْبَعَة حَتَّى إِذا فرغ عمد إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم فَصَلى خَلفه رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَرَأَ وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى قلت هَكَذَا لَفظه وَالَّذِي فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج أَنه قَرَأَ الْآيَة قبل صلَاته وَلَفظه حَتَّى إِذا أَتَيْنَا الْبَيْت مَعَه اسْتَلم الرُّكْن فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ثمَّ نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَرَأَ وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى فَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت وَصَلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا قل هُوَ الله أحد وَقل يأيها الْكَافِرُونَ الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ وجدت نُسْخَة أُخْرَى من الْكَشَّاف مُعْتَمدَة وفيهَا بِالْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب 64 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الله تَعَالَى أنزل الْبَيْت ياقوتة من يَوَاقِيت الْجنَّة لَهُ بَابَانِ شَرْقي وَغَرْبِيٌّ وَقَالَ لآدَم أهبطت لَك مَا يُطَاف بِهِ كَمَا يُطَاف حول عَرْشِي فَتوجه آدم من أَرض الْهِنْد إِلَيْهِ مَاشِيا وَتَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَة فَقَالُوا بر حجك يَا آدم لقد حجَجنَا هَذَا الْبَيْت قبلك بألفي عَام 65 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى ورؤيا أُمِّي قلت رُوِيَ من حَدِيث عرباض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس فَحَدِيث عرباض بن سَارِيَة رَوَاهُ ابْن حَيَّان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث سعيد بن سُوَيْد عَن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال السّلمِيّ عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَه لَهُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول أَنا عبد الله وَخَاتم النَّبِيين وَأبي آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته وَسَأُخْبِرُكُمْ عَن ذَلِك أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وَبشَارَة عِيسَى ورؤيا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَإِن أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَتْ حِين وَضعته نورا أَضَاءَت لَهُ قُصُور الشَّام ثمَّ تَلا يأيها النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا الْآيَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأب يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ وَسَعِيد بن سُوَيْد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة

65 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى رُؤْيا أُمِّي قلت رُوِيَ من حَدِيث عرباض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس فَحَدِيث عرباض بن سَارِيَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث سعيد بن سُوَيْد عَن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال السّلمِيّ عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَه لَهُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول أَنا عبد الله وَخَاتم النَّبِيين وَأبي آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته وَسَأُخْبِرُكُمْ عَن ذَلِك أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وَبشَارَة عِيسَى ورؤيا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَإِن أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَتْ حِين وَضعته نورا أَضَاءَت لَهُ قُصُور الشَّام ثمَّ تَلا يأيها النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا الْآيَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ وَسَعِيد بن سُوَيْد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة

وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان كِلَاهُمَا من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن لُقْمَان بن عَامر عَن أبي أُمَامَة قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا كَانَ بَدْء أَمرك قَالَ دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنه خرج مِنْهَا نور أَضَاءَت مِنْهُ قُصُور الشَّام انْتَهَى زَاد الْبَيْهَقِيّ فِيهِ قَالَ دَعْوَة إِبْرَاهِيم فَهِيَ قَوْله رَبنَا وَابعث فيهم رَسُولا وَأما بِشَارَة عِيسَى فَهِيَ أَن الله تَعَالَى أَمر عِيسَى أَن يبشر بِهِ قومه وَأما رُؤْيا أمه ... ثمَّ سَاق بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ كَانَت آمِنَة بنت وهب أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تحدث أَنَّهَا أتيت حِين حملت بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقيل لَهَا إِنَّك قد حملت بِسَيِّد هَذِه الْأمة فَإِذا وَقع عَلَى الأَرْض فَقولِي أُعِيذهُ بِالْوَاحِدِ من شَرّ كل حَاسِد فِي كل بر عَاهَدَ وكل عبد رايد يُرَاوِد غير رايد فَإِنَّهُ عبد الحميد الْمَاجِد حَتَّى أرَاهُ قد أَتَى الْمشَاهد قَالَ وَآيَة ذَلِك يخرج مَعَه نور يمْلَأ قُصُور بصرَى فَإِذا وَقع فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَسَمتْهُ بذلك انْتَهَى وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم رَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل من الْمُسْتَدْرك من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان عَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا يَا رَسُول الله أخبرنَا عَن نَفسك قَالَ دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنه خرج مِنْهَا نور أَضَاءَت مِنْهُ قُصُور الشَّام انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَالله أعلم وَأما حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا يَحْيَى ابْن حجر بن النُّعْمَان السَّامِي ثَنَا مُحَمَّد بن يعْلى الْكُوفِي ثَنَا عمر بن صبيح عَن ثَوْر بن يزِيد عَن مَكْحُول عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى أخي عِيسَى بن مَرْيَم وَإِن أُمِّي رَأَتْ فِي بَطنهَا نورا قَالَت فَجعلت أتبع بَصرِي النُّور فَجعل النُّور يسْبق بَصرِي حَتَّى أَضَاء لي مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا مُخْتَصر

66 - 66 الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ فِي الحَدِيث الْكبر أَن تسفه الْحق وَتَغْمِص النَّاس قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث أبي رَيْحَانَة وَمن حَدِيث ثَابت بن قيس بن شماس وَمن حَدِيث سَواد بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر وَمن حَدِيث الْحُسَيْن بن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَجْمَعِينَ أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن أبي يعْلى الْموصِلِي بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي حبب إِلَيّ الْجمال فَمَا أحب أَن يَفُوقَنِي أحد فِيهِ بِشِرَاك أَفَمَن الْكبر هَذَا قَالَ لَا قَالَ إِنَّمَا الْكبر من سفه الْحق وَغَمص النَّاس انْتَهَى رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب اللبَاس وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث ابْن عون عَن عَمْرو ابْن سعيد عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن ابْن مَسْعُود أَن مَالك بن مرَارَة الرهاوي قَالَ يَا رَسُول الله إِن لي من الْجمال مَا ترَى وَإِنِّي لَا أحب أحدا يُفَضِّلُنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقهمَا أَفَهَذَا من الْبَغي قَالَ لَا إِنَّمَا الْبَغي من سفه الْحق وَغَمص النَّاس قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ كَذَلِك إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسنديهما ثَنَا النَّضر بن شُمَيْل ثَنَا ابْن عون بِهِ وَزَاد فِيهِ قَالَ النَّضر غمط النَّاس أَي اِحْتَقَرَهُمْ انْتَهَى

وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قلت يَا رَسُول الله أَمن الْكبر أَن ألبس الثَّوْب الْحسن قَالَ لَا قلت يَا رَسُول الله فَمَا الْكبر قَالَ أَن تسفه الْحق وَتَغْمِص النَّاس مُخْتَصر وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد ابْن زيد عَن الصعب بن زُهَيْر عَن زيد بن أسلم قَالَ لَا أعلمهُ إِلَّا عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ جَاءَ الرجل فَقَالَ يَا رَسُول الله الْكبر أَن يكون لِأَحَدِنَا حلَّة يلبسهَا قَالَ لَا قَالَ فَهُوَ أَن يكون لَهُ نَعْلَانِ حَسَنَتَانِ قَالَ لَا قَالَ فَهُوَ أَن يكون لَهُ دَابَّة يركبهَا قَالَ لَا قَالَ فَهُوَ أَن يكون لَهُ أَصْحَاب يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ قَالَ لَا قَالَ يَا رَسُول الله فَمَا الْكبر قَالَ سفه الْحق وَغَمص النَّاس مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عَلّي بن ثَابت ثَنَا هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم بِهِ وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب أَيْضا ثَنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا عبد الْعَزِيز عَن زيد بن أسلم بِهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن أبي بكر بن أبي سُبْرَة بِهِ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عَمْرو ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَأما حَدِيث أبي رَيْحَانَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين كِلَاهُمَا من حَدِيث حريز بن عُثْمَان عَن سعيد بن مرْثَد الرَّحبِي عَن عبد الرَّحْمَن بن حَوْشَب عَن ثَوْبَان بن شهر الْأَشْعَرِيّ قَالَ سَمِعت كريب بن أَبْرَهَة بن الصَّباح وَهُوَ جَالس مَعَ عبد الْملك بن مَرْوَان عَلَى

سطح وَذكروا الْكبر فَقَالَ كريب سَمِعت أَبَا رَيْحَانَة يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِنَّه لَا يدْخل شَيْء من الْكبر الْجنَّة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي أحب أَن أَتَجَمَّل فِي جلان سَوْطِي وَشسع نَعْلي فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ إِن ذَلِك لَيْسَ بِالْكبرِ إِن الله جميل يحب الْجمال إِنَّمَا الْكبر من سفه الْحق وَغَمص النَّاس انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك وَأما حَدِيث ثَابت بن قيس بن شماس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى عَن أَخِيه عِيسَى عَن أَبِيه عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن ثَابت بن قيس بن شماس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَأما حَدِيث سَواد بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن الْمعَافى بن عمرَان عَن هِشَام بن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن سَواد بن عمر الْأنْصَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر قيل يَا رَسُول الله أَمن الْكبر أَن يتَّخذ الرجل الطَّعَام فَيكون عَلَيْهِ الْجَمَاعَة أَو يلبس الْقَمِيص النَّظِيف قَالَ لَيْسَ ذَلِك بِالْكبرِ إِنَّمَا الْكبر أَن يسفه الْحق ويغمص النَّاس وَذكر فِيهِ قصَّة وَقَالَ لَا نعلم أحدا رَوَاهُ عَن عَمْرو عَن ابْن عمر إِلَّا ابْن إِسْحَاق وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين من حَدِيث مُوسَى بن عِيسَى الْقرشِي ثَنَا عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ثَنَا سُلَيْمَان ابْن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عِيسَى بن مُوسَى الدِّمَشْقِي بِهِ

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا سَالم بن عبيد عَن أبي عبد الله عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى سمع ابْن عَبَّاس يَقُول قَالَ رجل من الْأَنْصَار يَا رَسُول الله إِنِّي أحب أَن أَتَجَمَّل بجمالة سَيفي وَبِغسْلِ ثِيَابِي من الدَّرن وَبِحسن الشرَاك وَالنعال فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ ذَاك أَعنِي إِنَّمَا الْكبر من سفه الْحق وَغَمص النَّاس مُخْتَصر وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد بن حميد أَيْضا فِي مُسْنده أخبرنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن زيد بن أسلم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا أخْبركُم بِشَيْء أَمر بِهِ نوح ابْنه ... إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ معَاذ يَا رَسُول الله الْكبر أَن يكون لِأَحَدِنَا الدَّابَّة فَيركبهَا أَو النَّعْلَانِ يَلْبسهُمَا أَو الثِّيَاب يلبسهَا أَو الطَّعَام يجمع عَلَيْهِ أَصْحَابه قَالَ لَا وَلَكِن الْكبر أَن يسفه الْحق ويغمص الْمُؤمنِينَ مُخْتَصر وَأما حَدِيث عقبَة بن عَامر فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث أبي مُسلم الْكَجِّي ثَنَا عبد الله بن رَجَاء أَنا عبد الحميد عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ سَمِعت رجلا يحدث عَن عقبه بن عَامر الْجُهَنِيّ أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول مَا من رجل يَمُوت وَفِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل من كبر يحل لَهُ الْجنَّة أَن يرِيح رِيحهَا وَلَا يَرَاهَا فَقَالَ لَهُ رجل يُقَال لَهُ أَبُو دُجَانَة يَا رَسُول الله إِنِّي لأحب الْجمال حَتَّى إِنِّي لَأحبهُ فِي علاقَة سَوْطِي وَفِي شِرَاك نَعْلي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ ذَاك كبرا إِن الله جميل يحب الْجمال وَلَكِن الْكبر من سفه الْحق وَغَمص النَّاس انْتَهَى وَأما حَدِيث الْحُسَيْن بن عَلّي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عبد الحميد ابْن سُلَيْمَان عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا أَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ يَا رَسُول الله أَمن الْكبر أَن ألبس الْحلَّة الْحَسَنَة قَالَ لَا

قَالَ أَمن الْكبر أَن أركب النَّاقة الْبُخْتِيَّة قَالَ لَا قَالَ فَمَا الْكبر قَالَ أَن تسفه الْحق وَتَغْمِص النَّاس انْتَهَى ذكره فِي تَرْجَمَة الْحُسَيْن بن عَلّي 67 - الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فِي الْمَسْجِد قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث عَائِشَة أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الصَّلَاة من حَدِيث يَحْيَى بن إِسْحَاق عَن سُلَيْمَان بن دَاوُد اليمامي عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا صَلَاة ... الحَدِيث وَسكت عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام سُلَيْمَان بن دَاوُد اليمامي الْمَعْرُوف بِأبي الْجمل ضَعِيف وَعَامة مَا يرويهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى أما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن سكين السَّفَرِي عَن عبد الله بن بكير الغنوي عَن مُحَمَّد بن سوقه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمُحَمد بن سكين وَقَالَ إِنَّه لَيْسَ بِمَعْرُوف وَذكره الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ قَالَ ابْن الْقطَّان وَدون مُحَمَّد بن سكين من لَا يعرف حَاله وهما زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الطَّائِي وجنيد بن حَكِيم انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني عَن ابْن حبَان بِسَنَدِهِ إِلَى عمر بن رَاشد عَن ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل عمر بن رَاشد لَا يُسَاوِي حَدِيثه شَيْئا وَقَالَ ابْن حبَان وضع الحَدِيث لَا يحل ذكره إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح انْتَهَى وَقَالَ ابْن حزم هُوَ صَحِيح من قَول عَلّي قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا عَلَى عَلّي 68 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ وَالتَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ عَم الرجل صنو أَبِيه وَقَالَ فِي الْعَبَّاس هَذَا بَقِيَّة آبَائِي وَقَالَ ردوا عَلّي أبي فَإِنِّي أخْشَى أَن تفعل بِهِ قُرَيْش مَا فعلت ثَقِيف بِعُرْوَة بن مَسْعُود قلت الحَدِيث الأول رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الزَّكَاة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعمر يَا عمر أما شَعرت أَن عَم الرجل صنو أَبِيه مُخْتَصر والْحَدِيث الثَّانِي رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل ثَنَا سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن دَاوُد بن سَابُور عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ احْفَظُونِي فِي الْعَبَّاس فَإِنَّهُ بَقِيَّة آبَائِي وَإِن عَم الرجل صنو أَبِيه انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد أَنا معمر عَن ابْن عُيَيْنَة بِهِ وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى صنْوَان وَغير صنْوَان وَهُوَ مُرْسل وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى ابْن عبد الله بن حُسَيْن بن الْحسن بن أبي طَالب عَن أَبِيه عبد الله بن مُوسَى عَن أَبِيه عبد الله عَن أَبِيه الْحُسَيْن عَن أَبِيه الْحسن بن أبي طَالب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ احْفَظُونِي ... الحَدِيث بِحُرُوفِهِ

والْحَدِيث الثَّالِث رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب فتح مَكَّة حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة قَالَ لما وادع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل مَكَّة ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ فَانْطَلق الْعَبَّاس فَركب بغلة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الشَّهْبَاء وَانْطَلق إِلَى قُرَيْش لِيَدْعُوهُمْ إِلَى الله فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ردوا عَلَى أبي فَإِن عَم الرجل صنو أَبِيه إِنِّي أَخَاف أَن تفعل بِهِ قُرَيْش مَا فعلت ثَقِيف بِعُرْوَة بن مَسْعُود دعاهم إِلَى الله فَقَتَلُوهُ أما وَالله لَئِن رَكبُوهَا لأضْرِمَنَّهَا عَلَيْهِم نَارا مُخْتَصر والْحَدِيث الثَّانِي أسْندهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير فَقَالَ ثَنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا زيد بن الْحَرِيش ثَنَا عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ احْفَظُونِي فِي الْعَبَّاس فَإِنَّهُ بَقِيَّة آبَائِي وَإِن عَم الرجل صنو أَبِيه انْتَهَى وَرُوِيَ أَيْضا حَدثنَا عَلّي بن مُحَمَّد الْعلوِي ثَنَا مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن ابْن عَلّي بن أبي طَالب حَدثنِي أبي عَن أَبِيه مُوسَى بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله ابْن الْحسن عَن أَبِيه الْحسن بن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ احْفَظُونِي فِي الْعَبَّاس فَإِنَّهُ بَقِيَّة آبَائِي وَهَذَا رَوَاهُ فِي مُعْجَمه الصَّغِير وَقَالَ لَا يروي عَن الْحسن إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ عَلّي بن مُحَمَّد الْعلوِي انْتَهَى وَرَوَى فِي مُعْجَمه الْكَبِير أَيْضا حَدثنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْخياط الرامَهُرْمُزِي ثَنَا أَحْمد بن رشد بن خَيْثَم ثَنَا عمي سعيد بن خَيْثَم ثَنَا حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس أَن أَبَاهُ الْعَبَّاس أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ إِلَيْهِ وَقبل مَا بَين عَيْنَيْهِ وَأَقْعَدَهُ عَن يَمِينه ثمَّ قَالَ هَذَا عمي فَمن شَاءَ فليباهي بِعَمِّهِ

فَقَالَ الْعَبَّاس بعض القَوْل يَا رَسُول الله قَالَ وَلم لَا أَقُول وَأَنت عمي بَقِيَّة آبَائِي وَالْعم وَالِد مُخْتَصر 69 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا بني هَاشم لَا تَأتِينِي النَّاس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم قلت غَرِيب جدا 70 - قَوْله قَالَ عدي بن حَاتِم إِنِّي من دين يَعْنِي من أهل دين هَكَذَا رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عدي بن حَاتِم أخبرنَا عَارِم ابْن الْفضل ثَنَا حَمَّاد بن زيد ثَنَا أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي عبيده بن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ عدي بن حَاتِم لما بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر قصَّة إِسْلَامه وَفِيه قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عدي أسلم تسلم قَالَ إِنِّي من دين قَالَ أَنا أعلم بِدينِك مِنْك ... الحَدِيث بِطُولِهِ 71 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ وانطوا الثبجة قلت ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء فِي الْفَصْل الأول فِي فصل فَصَاحَته عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ وَمن كِتَابه عَلَيْهِ السَّلَام لِوَائِل بن حجر إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع والمشابيب وَفِيه فِي التيعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وانطوا

الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زنا مِم بكر فاصعقوه مائَة واستوفضوا عَاما وَمن زنا من ثيب فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي الدَّين وَلَا غمَّة فِي فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام وَوَائِل يترفل عَلَى الْأَقْيَال انْتَهَى قلت غَرِيب أَيْضا وَأَعَادَهُ فِي سُورَة الْكَوْثَر 72 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَت قبْلَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة بَيت الْمُقَدّس إِلَّا أَنه كَانَ يَجْعَل الْكَعْبَة بَينه وَبَينه قلت رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا يَحْيَى بن حَمَّاد ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن سُلَيْمَان عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصل بِمَكَّة نَحْو بَيت الْمُقَدّس والكعبة بَين يَدَيْهِ وَبَعْدَمَا هَاجر إِلَى الْمَدِينَة سِتَّة عشر شهرا انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم أحدا رَوَاهُ إِلَّا الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَلَا عَن الْأَعْمَش إِلَّا أَبُو عوَانَة وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن يَحْيَى بن حَمَّاد بِهِ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده من طَرِيق أبي عوَانَة بِهِ وَكَذَلِكَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات 73 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ أَن الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة يجحدون تَبْلِيغ الْأَنْبِيَاء فَيُطَالب الله تَعَالَى الْأَنْبِيَاء بِالْبَيِّنَةِ عَلَى أَنهم قد بلغُوا وَهُوَ أعلم فَيُؤتَى بِأمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَشْهَدُونَ فَتَقول الْأُمَم من أَيْن عَرَفْتُمْ فَيَقُولُونَ علمنَا ذَلِك بِإِخْبَار الله فِي كِتَابه النَّاطِق عَلَى لِسَان نبيه الصَّادِق فَيُؤتَى بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيسْأَل عَن حَال أمته فَيُزَكِّيهِمْ وَيشْهد بِعَدَالَتِهِمْ وَذَلِكَ قَوْله

فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من قَول زيد بن أسلم وَرَوَاهُ فِي سُورَة النِّسَاء أَيْضا من قَول السّديّ وَبَعض الحَدِيث فِي البُخَارِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ يُدعَى نوح يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك يَا رب فَيَقُول هَل بلغت فَيَقُول نعم فَيُقَال لأمته هَل بَلغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا من نَذِير فَيَقُول من يشْهد ذَلِك فَيَقُول مُحَمَّد وَأمته فَيَشْهَدُونَ أَنه بلغ ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا الْآيَة انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَجِيء النَّبِي يَوْم الْقِيَامَة وَمَعَهُ الثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة وَالرجلَانِ حَتَّى يَجِيء النَّبِي وَلَيْسَ مَعَه أحد فَيُقَال لَهُم هَل بَلغْتُمْ فَيَقُولُونَ نعم قَالَ فَتُدْعَى قَومهمْ فَيسْأَلُونَ هَل بَلَّغُوكُمْ فَيَقُولُونَ لَا فَيُقَال لِلنَّبِيِّينَ من يشْهد لكم أَنكُمْ بَلغْتُمْ فَيَقُولُونَ أمة مُحَمَّد قَالَ فَتُدْعَى أمة مُحَمَّد فَيَشْهَدُونَ أَنهم قد بلغُوا فَيُقَال لَهُم وَمَا علمكُم أَنهم بلغُوا فَيَقُولُونَ جَاءَنَا رَسُولنَا بِكِتَاب أخبرنَا فِيهِ أَنهم قد بلغُوا فَصَدَّقْنَاهُ قَالَ صَدقْتُمْ وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا الْآيَة انْتَهَى وَهُوَ قريب للفظ الْكتاب 74 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لما وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْكَعْبَة قَالُوا كَيفَ بِمن مَاتَ قبل التَّحْوِيل من إِخْوَاننَا فَنزلت وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب السّنة وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير كِلَاهُمَا من

حَدِيث سماك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْكَعْبَة قَالُوا يَا رَسُول الله كَيفَ إِخْوَاننَا الَّذين مَاتُوا وَهُوَ يصلونَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأنْزل الله وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ الْآيَة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ قَالَ عبيد الله ابْن مُوسَى وَهَذَا الحَدِيث يُخْبِرك أَن الصَّلَاة من الْإِيمَان انْتَهَى وَمَعْنى الحَدِيث فِي البُخَارِيّ من حَدِيث الْبَراء قَالَ كَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقبْلَة قبل أَن تحول قبل الْبَيْت رجال قتلوا لم ندر مَا نقُول فيهم فَأنْزل الله تَعَالَى وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ الْآيَة 75 - الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يتَوَقَّع من ربه أَن يحول إِلَى الْكَعْبَة لِأَنَّهَا قبْلَة أَبِيه إِبْرَاهِيم قلت هُوَ فِي الحَدِيث بعده 76 - الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَلى نَحْو بَيت الْمُقَدّس سِتَّة عشر شهرا ثمَّ وَجه إِلَى الْكَعْبَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى إِلَى بَيت الْمُقَدّس سِتَّة عشر أَو سَبْعَة عشر شهرا وَكَانَ يُعجبهُ أَن تكون قبلته قبل الْبَيْت وَأَنه صَلَّى أول صَلَاة صلاهَا الْعَصْر وَصَلى مَعَه قوم فَخرج رجل مِمَّن كَانَ صَلَّى مَعَه فَمر عَلَى أهل الْمَسْجِد وهم رَاكِعُونَ فَقَالَ أشهد بِاللَّه لقد صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل مَكَّة فَدَارُوا كَمَا هم نَحْو الْبَيْت انْتَهَى وَلَفظ ابْن حَيَّان فِيهِ وَكَانَ يجب أَن يحول نَحْو الْبَيْت

قلت وَقيل كَانَ ذَلِك فِي رَجَب بعد زَوَال الشَّمْس قبل قتال بدر بشهرين وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَسْجِد بني سَلمَة وَقد صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ من صَلَاة الظّهْر فتحول فِي الصَّلَاة واستقبل الْمِيزَاب وحول الرِّجَال مَكَان النِّسَاء وَالنِّسَاء مَكَان الرِّجَال فَسُمي الْمَسْجِد مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ ذكره أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي سيرته نقلا عَن الْوَاقِدِيّ وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى فِي مَسْجِد بني سَلمَة بِأَصْحَابِهِ الظّهْر ثمَّ أَمر فِي الرَّكْعَتَيْنِ أَن يتَوَجَّه إِلَى الْكَعْبَة فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة واستقبل الْمِيزَاب فَسُمي الْمَسْجِد مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ من رَجَب عَلَى رَأس سَبْعَة عشر شهرا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَهَذَا الثَّابِت عندنَا 77 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ فِي الحَدِيث تَمام النِّعْمَة دُخُول الْجنَّة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات من حَدِيث أبي الْورْد عَن اللَّجْلَاج حَدثنِي معَاذ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى عَلَى رجل وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك تَمام نِعْمَتك فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام هَل تَدْرِي مَا تَمام النِّعْمَة قَالَ يَا رَسُول الله دَعْوَة دَعَوْت بهَا أَرْجُو الْخَيْر قَالَ إِن تَمام النِّعْمَة دُخُول الْجنَّة وَفَوْز من النَّار مُخْتَصر وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الرَّحْمَن وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَعبد بن حميد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات ورَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب كلهم من حَدِيث سعيد الْجريرِي عَن أبي الْورْد بِهِ قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أَبُو زرْعَة أَبُو الْورْد لَا يُسمى انْتَهَى كَلَامه

78 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من اسْترْجع عِنْد الْمُصِيبَة جبر الله مصيبته وَأحسن عقباه وَجعل خلفا صَالحا يرضاه قلت قَالَ الطَّيِّبِيّ مَا وجدته والْحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن بكر ابْن سهل ثَنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى الَّذين إِذا أَصَابَتْهُم مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لله الْآيَة إِن الْمُؤمن إِذا سلم لأمر الله واسْترْجع عِنْد الْمُصِيبَة أحرز ثَلَاث خِصَال من الْخَيْر الصَّلَاة من الله وَالرَّحْمَة وَتَحْقِيق سَبِيل الْهدى وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من اسْترْجع عِنْد الْمُصِيبَة جبر الله مصيبته إِلَى آخِره ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد أَنا عبد الله بن صَالح بِهِ سَوَاء ورَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْمثنى ثَنَا عبد الله بن صَالح بِهِ سَوَاء 79 - الحَدِيث السِّتُّونَ رُوِيَ أَنه طفئ سراج لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنَّا لله وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قيل يَا رَسُول الله أَمُصِيبَة قَالَ نعم كل شَيْء يُؤْذِي الْمُؤمن فَهُوَ لَهُ مُصِيبَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث عمرَان الْقصير قَالَ طفئ مِصْبَاح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاسْتَرْجع فَقَالَت عَائِشَة إِنَّمَا هَذَا مِصْبَاح فَقَالَ كل مَا سَاءَ الْمُؤمن فَهُوَ مُصِيبَة انْتَهَى 8 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا مَاتَ ولد العَبْد قَالَ الله تَعَالَى للْمَلَائكَة أَقَبَضْتُم ولد عَبدِي فَيَقُولُونَ نعم فَيَقُول أَقَبَضْتُم ثَمَرَة فُؤَاده فَيَقُولُونَ نعم فَيَقُول الله تَعَالَى مَاذَا قَالَ عَبدِي فَيَقُولُونَ حمدك واسترجع فَيَقُول الله ابْنُوا لعبدي بَيْتا وسموهُ بَيت الْحَمد قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي سِنَان قَالَ دفنت ابْني سِنَان وَأَبُو طَلْحَة الْخَولَانِيّ جَالس عَلَى شَفير الْقَبْر فَلَمَّا أردْت الْخُرُوج أَخذ بيَدي وقَالَ أَلا أُبَشِّرك يَا أَبَا سِنَان قلت بلَى قَالَ ثني الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَب عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا مَاتَ ولد العَبْد قَالَ الله تَعَالَى لملائكته فَذكره إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب ورَوَاهُ ابْن حَيَّان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة بِهِ سندا ومتْنا ثمَّ قَالَ وأَبُو سِنَان هَذَا هُوَ الشَّامي واسْمه سعيد ابْن سِنَان وَأَبُو سِنَان الْكُوفِي اسْمه ضرار بن مرّة انْتَهَى ورَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رَوَاهُ أَبُو أُسَامَة عَن أبي سِنَان فَوَقفهُ عَلَى أبي مُوسَى كَمَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أسْند إِلَى أُسَامَة عَن أبي سِنَان عَن الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي مُوسَى قَالَ إِذا قبض الله ولد العَبْد فَذكره مَوْقُوفا 81 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْعوا فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي قلت رَوَى من حَدِيث ابْن عَبَّاس ومن حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة ومن

للْمَلَائكَة أَقَبَضْتُم ولد عَبدِي فَيَقُولُونَ نعم فَيَقُول أَقَبَضْتُم ثَمَرَة فُؤَاده فَيَقُولُونَ نعم فَيَقُول الله تَعَالَى مَاذَا قَالَ عَبدِي فَيَقُولُونَ حمدك واسترجع فَيَقُول الله ابْنُوا لعبدي بَيْتا فِي الْجنَّة وسموه بَيت الْحَمد قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي سِنَان قَالَ دفنت ابْني سِنَان وَأَبُو طَلْحَة الْخَولَانِيّ جَالس عَلَى شَفير الْقَبْر فَلَمَّا أردْت الْخُرُوج أَخذ بيَدي وقَالَ أَلا أُبَشِّرك يَا أَبَا سِنَان قلت بلَى قَالَ ثني الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَب عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا مَاتَ ولد العَبْد قَالَ الله تَعَالَى لملائكته ... فَذكره إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب ورَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة بِهِ سندا ومتْنا ثمَّ قَالَ وأَبُو سِنَان هَذَا هُوَ الشَّامي واسْمه سعيد ابْن سِنَان وَأَبُو سِنَان الْكُوفِي اسْمه ضرار بن مرّة انْتَهَى ورَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رَوَاهُ أَبُو أُسَامَة عَن أبي سِنَان فَوَقفهُ عَلَى أبي مُوسَى كَمَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أسْند إِلَى أبي أُسَامَة عَن أبي سِنَان عَن الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي مُوسَى قَالَ إِذا قبض الله ولد العَبْد ... فَذكره مَوْقُوفا 81 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْعوا فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي قلت رَوَى من حَدِيث ابْن عَبَّاس ومن حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة ومن

حَدِيث حَبِيبَة بنت أبي تجراة ومن حَدِيث تملك الْعَبْدَرِيَّة فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن النَّضر الْأَزْدِيّ عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن الْمفضل بن صَدَقَة عَن ابْن جريح وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام حج عَن الرمل فَقَالَ إِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي فَاسْعَوْا انْتَهَى وَأما حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا عَلّي بن حَكِيم الأودي ثَنَا حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن الْمثنى بن الصَّباح عَن الْمُغيرَة بن حَكِيم عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْعوا فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي انْتَهَى وَأما حَدِيث حَبِيبَة بنت أبي تجراة فَرَوَاهُ أَحْمد وإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالشَّافِعِيّ فِي مسانيدهم من حَدِيث عبد الله بن المؤمل عَن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَيْصِن عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن حَبِيبَة بنت أبي تجراة قَالَت رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطوف بَين الصَّفَا والمروة وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ وَهُوَ وَرَاءَهُمْ وَهُوَ يسْعَى حَتَّى إِنِّي لأرَى رُكْبَتَيْهِ من شدَّة السَّعْي وَهُوَ يَقُول اسْعوا فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي انْتَهَى وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ورَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَسكت عَنهُ ورَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق آخر عَن عبد الله بن أبي نبيه عَن جدته صَفِيَّة عَن حَبِيبه بنت أبي تجراة قَالَت اطَّلَعت من كوَّة بَين الصَّفَا والمروة فَأَشْرَفت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِذا هُوَ يسْعَى ويَقُول لأَصْحَابه اسْعوا

فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي انْتَهَى وَسكت عَنهُ أَيْضا وَأما حَدِيث تملك الْعَبْدَرِيَّة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن تملك الْعَبْدَرِيَّة قَالَت نظرت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا فِي غرفَة لي بَين الصَّفَا والمروة وَهُوَ يَقُول أَبِهَا النَّاس إِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي فَاسْعَوْا انْتَهَى تفرد بِهِ مهْرَان ابْن أبي عمر قَالَ البُخَارِيّ فِي حَدِيثه اضْطِرَاب 82 - الحَدِيث الثَّالِث والسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ ويل لمن قَرَأَ هَذِه الْآيَة فمج فِيهَا قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد ولَا راو كتب فِي آل عمرَان وَلَعَلَّ الَّذِي بعده أَيْضا فِي آل عمرَان 83 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَقُول الله تَعَالَى إِنِّي والْجِنّ والْإِنْس فِي نبأ عَظِيم أخلق ويعبد غَيْرِي وأرزق ويشكر غَيْرِي قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا جَعْفَر الْخُلْدِيِّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بن مَسْرُوق ثَنَا مُهَنَّى بن يَحْيَى ثَنَا بَقِيَّة ثَنَا صَفْوَان بن عَمْرو ثني عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير وَشُرَيْح ابْن عبيد الحضرميان عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي وَالْجِنّ وَالْإِنْس ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل التَّاسِع والثمانين بعد الْمِائَة حَدثنَا عمر بن أبي عمر يرفعهُ إِلَى أبي الدَّرْدَاء

قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا مُوسَى بن عِيسَى بن الْمُنْذر الْحِمصِي ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح ثَنَا بَقِيَّة بِهِ 84 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أحلّت لنا ميتَتَانِ وَدَمَانِ قلت رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي كتاب الْأَطْعِمَة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أحلّت لنا ميتَتَانِ وَدَمَانِ فَأَما الْمَيتَتَانِ فَالْحُوت وَالْجَرَاد وآما الدمَان فَالْكَبِد وَالطحَال انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَالشَّافِعِيّ فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَفِيه كَلَام اسْتَوْفَيْته فِي كَلَامي عَلَى أَحَادِيث الْهِدَايَة 85 - الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَن تؤتيه وَأَنت صَحِيح شحيح تَأمل الْعَيْش وتخشى الْفقر وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف غير مَرْفُوع وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا وَمَرْفُوعًا فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره وَفِي مُصَنفه فِي كتاب الْوَصَايَا حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن زبيد عَن مرّة بن شرَاحِيل عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَآتَى المَال عَلَى حبه ذَوي الْقُرْبَى قَالَ أَن تؤتيه وَأَنت صَحِيح تَأمل الْعَيْش وَتخَاف الْفقر انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ

وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مسعر عَن زبيد عَن مرّة عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَالنَّاس عَن زبيد مَوْقُوفا وَتفرد بِرَفْعِهِ مخلد بن يزِيد فرفعه عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن زبيد ثمَّ سَاقه بِسَنَدِهِ إِلَى مخلد بن يزِيد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن زبيد عَن مرّة عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن شُعْبَة عَن زبيد عَن مرّة عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن زبيد فرفعه وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من ثَلَاث طرق كلهَا مَوْقُوفَة وَكلهمْ لم أجد عِنْدهم قَوْله وَلَا تمهل إِلَى آخِره وَإِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحهمَا عَنهُ قَالَ قَالَ رجل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله أَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح تَأمل الْغِنَى وتخشى الْفقر وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا وَقد كَانَ لفُلَان انْتَهَى وَفِي لفظ لمُسلم أما وَأَبِيك لتنبئنه أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح الحَدِيث إِلَى آخِره 86 - الحَدِيث السَّابِع وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صدقتك عَلَى الْمِسْكِين صلَة وَعَلَى ذِي الرَّحِم اثْنَتَانِ صَدَقَة وصلَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الزَّكَاة من حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين عَن الربَاب أم الرَّائِح بنت صليعٍ عَن سلمَان بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّدَقَة عَلَى الْمِسْكِين إِلَى آخِره قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَذكر ابْن طَاهِر فِي إِسْنَاده اخْتِلَافا ثمَّ قَالَ وَلِهَذَا الِاخْتِلَاف لم يخرجَاهُ فِي الصَّحِيح انْتَهَى وَيَكْفِينَا صَحِيح ابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي طَلْحَة فَقَالَ حَدثنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا هَارُون بن مُوسَى بن رَاشد الْمُسْتَمْلِي ثَنَا عمر بن أَيُّوب الْموصِلِي عَن مصاد بن عقبَة عَن يَحْيَى بن أبي إِسْحَاق عَن أنس بن مَالك عَن أبي طَلْحَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الصَّدَقَة عَلَى الْمِسْكِين الحَدِيث وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة والدارمي فِي مسانيدهم أَعنِي حَدِيث سلمَان بِسَنَد السّنَن وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي أُمَامَة بِنَحْوِهِ وأسم أبي طَلْحَة زيد بن سهل هُوَ بَدْرِي 87 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسِّتُّونَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أَيُّوب وَمن حَدِيث حَكِيم بن حزَام وَمن حَدِيث أم كُلْثُوم وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث أبي أَيُّوب فَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن حَكِيم بن بشير عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح انْتَهَى

وَذكر ابْن طَاهِر فِي إِسْنَاده اخْتِلَافا ثمَّ قَالَ وَلِهَذَا الِاخْتِلَاف لم يخرجَاهُ فِي الصَّحِيح انْتَهَى وَيَكْفِينَا صَحِيح ابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي طَلْحَة فَقَالَ حَدثنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا هَارُون بن مُوسَى بن رَاشد الْمُسْتَمْلِي ثَنَا عمر بن أَيُّوب الْموصِلِي عَن مصاد بن عقبَة عَن يَحْيَى بن أبي إِسْحَاق عَن أنس بن مَالك عَن أبي طَلْحَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الصَّدَقَة عَلَى الْمِسْكِين ... الحَدِيث وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة والدارمي فِي مسانيدهم أَعنِي حَدِيث سلمَان بِسَنَد السّنَن وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي أُمَامَة بِنَحْوِهِ وأسم أبي طَلْحَة زيد بن سهل هُوَ بَدْرِي 87 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسِّتُّونَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أَيُّوب وَمن حَدِيث حَكِيم بن حزَام وَمن حَدِيث أم كُلْثُوم وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث أبي أَيُّوب فَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن حَكِيم بن بشير عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله لم يروه عَن الزُّهْرِيّ غير الْحجَّاج بن أَرْطَاة وَلَا يثبت انْتَهَى

وَأما حَدِيث حَكِيم بن حزَام فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث سُفْيَان بن حُسَيْن عَن الزُّهْرِيّ عَن أَيُّوب بن بشير الْأنْصَارِيّ عَن حَكِيم بن حزَام أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الصَّدقَات أَيهَا أفضل قَالَ عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أَيُّوب بن بشير عَن حَكِيم بن حزَام ... فَذكره وَأما حَدِيث أم كُلْثُوم فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي آخر كتاب الزَّكَاة من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه أم كُلْثُوم بنت عقبَة قَالَ سُفْيَان وَكَانَت مِمَّن صلت الْقبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عَلّي بن ثَابت عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد الْمَكِّيّ عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي الصَّدَقَة أفضل فَقَالَ الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ عقيل بن خَالِد عَن ابْن شهَاب فَلم يسْندهُ حَدثنَا بذلك عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث عَن عقيل بن خَالِد عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثل ذَلِك انْتَهَى

88 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ عَلَى ظهر فرسه قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي بن أبي طَالب وَمن حَدِيث ابْنه الْحُسَيْن بن عَلّي وَمن حَدِيث أمه فَاطِمَة الزهراء وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث الهرماس ابْن زِيَاد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث مُصعب ابْن مُحَمَّد عَن فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا الْحُسَيْن بن عَلّي عَن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ عَلَى فرس انْتَهَى وَمصْعَب بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن شُرَحْبِيل الْعَبدَرِي من بني عبد الدَّار سُئِلَ عَنهُ أَحْمد فَقَالَ لَا أعلم إِلَّا خيرا وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَأما حَدِيث الْحُسَيْن فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن مُصعب بن مُحَمَّد عَن يعْلى ابْن أبي يَحْيَى عَن فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا الْحُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَحَدِيث الْحُسَيْن هَذَا لَا يُوجد فِي بعض نسخ أبي دَاوُد فَلذَلِك لم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه لأبي دَاوُد إِلَّا من رِوَايَة عَلّي وَعَزاهُ شَيخنَا أَبُو الْحجَّاج الْمزي فِي أَطْرَافه لأبي دَاوُد من الرِّوَايَتَيْنِ وَيُقَوِّي ذَلِك أَن الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين مِنْهُ من طَرِيق أبي دَاوُد عَن عَلّي وَعَن الْحُسَيْن أَيْضا وَقد اخْتلف فِي سَماع الْحُسَيْن عَلَى قَوْلَيْنِ قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره قَالَ أَبُو عَلّي ابْن السكن قد رُوِيَ من وُجُوه صَحِيحه حُضُور الْحُسَيْن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ولعبة بَين يَدَيْهِ وَتَقْبِيله إِيَّاه قَالَ فَأَما الْأَحَادِيث الَّتِي تَأتي عَن الْحُسَيْن بن عَلّي عَن النَّبِي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكلهَا مَرَاسِيل وَكَذَلِكَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَحْيَى ابْن الْحذاء سمع الْحُسَيْن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَآهُ وَلم يكن بَينه وَبَين الْحسن إِلَّا ظهر وَاحِد انْتَهَى كَلَامه وَبِالْجُمْلَةِ فَالْحَدِيث مَعْلُول وَفِي سَنَده أَيْضا يعْلى بن أبي يَحْيَى وَيُقَال بِالْعَكْسِ غير مَعْرُوف قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ مَجْهُول انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَأما حَدِيث فَاطِمَة الزهراء فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده من حَدِيث مُصعب بن مُحَمَّد بن شُرَحْبِيل ثنى يعْلى بن أبي يَحْيَى عَن فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ عَلَى ظهر فرس انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من طَرِيقين احدهما عَن عبد الله بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَضعف عبد الله بن زيد بن أسلم عَن ابْن معِين وَوَثَّقَهُ عَن أَحْمد وَرَوَاهُ مَالك فِي آخر الْمُوَطَّأ أخبرنَا زيد بن أسلم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره مُرْسلا وَالْآخر عَن عمر بن يزِيد الْمَدَائِنِي عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَضعف عمر بن يزِيد وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث

وَأما حَدِيث الهرماس بن زِيَاد فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا الْحسن بن جرير الصُّورِي ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي ثَنَا عُثْمَان بن فائد عَن عِكْرِمَة بن عمار عَن الهرماس بن زِيَاد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ عَلَى فرس انْتَهَى 89 - الحَدِيث السبعون رُوِيَ فِي الحَدِيث نسخت الزَّكَاة كل صَدَقَة قلت رَوَاهُ الدَّارقطني ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي كتاب الْأُضْحِية من حَدِيث الْمسيب بن وَاضح ثَنَا الْمسيب بن شريك عَن عتبَة بن الْيَقظَان عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نسخت الزَّكَاة كل صَدَقَة وَنسخ صَوْم رَمَضَان كل صَوْم وَنسخ غسل الْجَنَابَة كل غسل وَنسخت الْأَضَاحِي كل ذبح انْتَهَى ثمَّ قَالَ الدَّارقطني الْمسيب بن وَاضح ضَعِيف وَالْمُسَيب ابْن شريك وَعتبَة بن الْيَقظَان مَتْرُوكَانِ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف الْمسيب بن شريك عَن ابْن معِين وَالسَّعْدِي وَالنَّسَائِيّ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي آخر أَبْوَاب النِّكَاح مَوْقُوفا عَلَى عَلّي 90 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ لَيْسَ فِي المَال حق سُوَى الزَّكَاة قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث شريك عَن أبي حَمْزَة عَن الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس أَنَّهَا سَمِعت يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَيْسَ فِي المَال حق سُوَى الزَّكَاة وَهُوَ كَذَلِك انْتَهَى ذكره فِي بَاب مَا أُدي

زَكَاته فَلَيْسَ بكنز هَكَذَا وجدت هَذَا الحَدِيث بِهَذَا اللَّفْظ فِي عدَّة نسخ من سنَن ابْن ماجة وَلم يعزه ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه لِابْنِ ماجة وَإِنَّمَا عزي إِلَيْهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد إِن فِي المَال حَقًا سُوَى الزَّكَاة وَهُوَ كَذَلِك عِنْد التِّرْمِذِيّ وَكَذَلِكَ فِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ فَهَذَا اضْطِرَاب فِي الْمَتْن وَاخْتِلَاف فِي النّسخ فَلْينْظر ثمَّ وجدت الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام ذكره بِهَذَا اللَّفْظ فِي كتاب الزَّكَاة وَعَزاهُ لِابْنِ ماجة وَقَالَ هَكَذَا وَقع فِي رِوَايَاتنَا وَقد أخرجه ابْن ماجة تَحت تَرْجَمَة مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَهُوَ دَلِيل عَلَى أَن لفظ الحَدِيث كَذَلِك وَقد قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَالَّذِي يرويهِ أَصْحَابنَا فِي التَّعَالِيق لَيْسَ فِي المَال حق سُوَى الزَّكَاة لَا أحفظ لَهُ إِسْنَادًا وَيجب أَن يتَنَبَّه لشَيْء وَهُوَ أَن التِّرْمِذِيّ رَوَى بِهَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِه حَدِيثا ضد هَذَا الحَدِيث إِن فِي المَال حَقًا سُوَى الزَّكَاة انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة حَدِيث لَيْسَ فِي المَال حق سُوَى الزَّكَاة حَدِيث مُنكر ثمَّ نقل كَلَام الْبَيْهَقِيّ برمتِهِ وَبِالْجُمْلَةِ فَالْحَدِيث كَيْفَمَا كَانَ ضَعِيف بِأبي حَمْزَة مَيْمُون الْأَعْوَر ضعفه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ لَا يثبت إِسْنَاده تفرد بِهِ أَبُو حَمْزَة الْأَعْوَر وَهُوَ ضَعِيف وَمن تَابعه أَضْعَف مِنْهُ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث لَيْسَ إِسْنَاده بِذَاكَ وَأَبُو حَمْزَة مَيْمُون الْأَعْوَر يضعف فِي الحَدِيث وَقد رَوَى بَيَان وَإِسْمَاعِيل بن سَالم هَذَا الحَدِيث عَن الشّعبِيّ قَوْله وَهُوَ أصح انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ ثَنَا شريك بِهِ بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ 91 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ

وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث معقل بن يسَار وَجَابِر أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي كتاب الدِّيات عَن قيس بن عباد قَالَ دخلت أَنا وَالْأَشْتَر عل عَلّي بن أبي طَالب يَوْم الْجمل فَقلت هَل عهد إِلَيْك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عهدا دون الْعَامَّة قَالَ لَا إِلَّا هَذَا وَأخرج من قرَاب سَيْفه فَإِذا فِيهَا الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وهم يَد عَلَى من سواهُم لَا يقتل مُؤمن بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب قسم الْفَيْء من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل بِسَنَدِهِ إِلَى قيس بِهِ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَيُجِير عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد عَلَى من سواهُم وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه فِي الْحُدُود من حَدِيث مَالك ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت وجد فِي قَائِم سيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كِتَابَانِ فِي أَحدهمَا الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم مُخْتَصر وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَوَاهُ بَان ماجة فِي الدِّيات عَن الْمُعْتَمِر ابْن سُلَيْمَان عَن حَنش عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وهم يَد عَلَى من سواهُم وَأما حَدِيث معقل بن يسَار فَرَوَاهُ أبن ماجة أَيْضا عَن عبد السَّلَام ابْن أبي الْجنُوب عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار مَرْفُوعا الْمُسلمُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ انْتَهَى

وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن شيبَة ثَنَا سعيد بن يَحْيَى بن سعيد الْأمَوِي ثَنَا أَبُو الْقَاسِم بن أبي الزِّنَاد أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن نَافِع عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْمُسلمُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم انْتَهَى 92 - الحَدِيث الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَن حيين من الْعَرَب كَانَ بَينهمَا دم فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ لأَحَدهمَا طول عَلَى الآخر فَأَقْسَمُوا لَنَقْتُلَنَّ الْحر مِنْكُم بِالْعَبدِ وَالذكر بِالْأُنْثَى والاثنين بِالْوَاحِدِ فَتَحَاكَمُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ فَنزلت الْحر بِالْحرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبدِ الْآيَة وَأمرهمْ أَن يَتَبَاوَءُوا قلت غَرِيب جدا 93 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. وَاعْفُوا اللحَى قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي اللبَاس وَمُسلم فِي الطَّهَارَة من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. قَالَ اُحْفُوا الشَّوَارِب وَاعْفُوا اللحَى انْتَهَى 94 - قَوْله عَن عَائِشَة أَن رجلا أَرَادَ أَن يُوصي وَله عِيَال وَأَرْبَعمِائَة دِينَار فَقَالَت مَا أرَى فِيهِ فضلا وَأَرَادَ آخر أَن يُوصي فَسَأَلته كم مَالك

فَقَالَ ثَلَاثَة آلَاف قَالَت كم عِيَالك قَالَ أَرْبَعَة قَالَت إِنَّمَا قَالَ الله إِن ترك خيرا وَإِن هَذَا لشَيْء يسير فَاتْرُكْهُ لِعِيَالِك وَعَن عَلّي أَن مولَى لَهُ أَرَادَ أَن يُوصي وَله سَبْعمِائة فَمَنعه وَقَالَ قَالَ الله إِن ترك خيرا وَالْخَيْر المَال الْكثير قلت الأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْوَصَايَا أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بن صَفِيَّة ثَنَا عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر أَن عَائِشَة سُئِلت عَن رجل مَاتَ وَله أَرْبَعمِائَة دِينَار وَله عدَّة من الْوَلَد فَقَالَت عَائِشَة مَا فِي هَذَا فضل عَن وَلَده انْتَهَى أخبرنَا ابْن جريج أَنا مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عَن عَائِشَة مثل حَدِيث الثَّوْريّ وَزَاد فَلَامَتْهُ عَائِشَة وَقَالَت إِن ذَلِك لقَلِيل انْتَهَى الثَّانِي رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْوَصَايَا ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن مُحَمَّد بن شريك عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَائِشَة أَن رجلا قَالَ لَهَا إِنِّي أُرِيد أَن أوصِي فَقَالَت كم مَالك قَالَ ثَلَاثَة آلَاف قَالَت فكم عِيَالك قَالَ أَرْبَعَة فَقَالَت إِن الله يَقُول إِن ترك خيرا فَإِنَّهُ شَيْء يسير فَدَعْهُ لِعِيَالِك الثَّالِث رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ ابْن أبي شيبَة أَنا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا معمر قَالَا أَنا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ دخل عَلَى عَلّي مولَى لَهُ فِي الْمَوْت فَقَالَ لَهُ أَلا أوصِي فَقَالَ عَلّي إِنَّمَا قَالَ الله تَعَالَى إِن ترك خيرا وَلَيْسَ لَهُ كَبِير مَال وَكَانَ لَهُ سَبْعمِائة دِرْهَم انْتَهَى

95 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله قد أعْطى كل ذِي حق حَقه أَلا لَا وَصِيَّة لوَارث قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عَمْرو بن خَارِجَة وَمن حَدِيث أنس أما الأول فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْبيُوع وَالتِّرْمِذِيّ فِيهِ وَفِي الْوَصَايَا وَابْن ماجة فِي الْوَصَايَا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن شُرَحْبِيل بن مُسلم عَن أبي أُمَامَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الله قد أعْطى كل ذِي حق حَقه فَلَا وَصِيَّة لوَارث وَفِيه قصَّة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث شهر بن حَوْشَب عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن عَمْرو بن خَارِجَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب عَلَى نَاقَته وَأَنا تَحت جِرَانهَا وَهِي تَقْصَعُ بِجِرَانِهَا فَسَمعته يَقُول إِن الله قد أعْطى) فَذكره قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَأما الثَّالِث فَرَوَاهُ ابْن ماجة ثَنَا هِشَام بن عمار ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب بن سَابُور ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر عَن سعيد بن أبي سعيد أَنه حَدثهُ عَن أنس بن مَالك قَالَ إِنِّي لتَحْت نَاقَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسيل عَلّي لُعَابهَا فَسَمعته يَقُول إِن الله قد أعْطى كل ذِي حق حَقه فَلَا وَصِيَّة لوَارث انْتَهَى وَفِيه كَلَام مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 96 - الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ فَإِن الصَّوْم لَهُ وَجَاء قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا معشر الشَّبَاب من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ

وَأحْصن لِلْفَرجِ وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء انْتَهَى رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي النِّكَاح وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الصَّوْم 97 - قلت عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح أَنه قَالَ لم يرخص الله لكم فِي فطره وَهُوَ يُرِيد أَن يشق عَلَيْكُم فِي قَضَائِهِ وَعَن عَلّي وَابْن عمر أَنه يقْضِي كَمَا فَاتَ مُتَتَابِعًا قلت حَدِيث أبي عُبَيْدَة رَوَاهُ الدَّارقطني وَحَدِيث عَلّي وَابْن عمر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه قَالَا يَقْضِيه تباعا 98 - الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمن قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه انْتَهَى 99 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ قلت هَذَا قِطْعَة من حَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات حَدثنَا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ثَنَا ربعي بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن سعيد ابْن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يصل وَرَغمَ أنف رجل دخل عَلَيْهِ رَمَضَان ثمَّ انْسَلَخَ قبل أَن يغْفر لَهُ وَرَغمَ أنف رجل أدْرك عِنْده أَبَوَاهُ الْكبر فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة قَالَ

عبد الرَّحْمَن وَأَظنهُ قَالَ أَو أَحدهمَا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه ورِبْعِي بن إِبْرَاهِيم هُوَ أَخُو إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ ابْن علية وَهُوَ ثِقَة انْتَهَى وَالْمُصَنّف احْتج بِهَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله عَلَى خلو رَمَضَان عَن شهر 100 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ نزلت صحف إِبْرَاهِيم أول لَيْلَة من رَمَضَان وأنزلت التَّوْرَاة لست مضين وَالْإِنْجِيل لثلاث عشرَة وَالْقُرْآن لأَرْبَع وَعشْرين قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُم من حَدِيث عبد الله بن رَجَاء عَن عمرَان بن دَاور الْقطَّان عَن قَتَادَة عَن أبي الْمليح عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أنزلت صحف إِبْرَاهِيم فِي أول لَيْلَة من رَمَضَان وأنزلت التَّوْرَاة لست مضين مِنْهُ وَالْإِنْجِيل لثلاث عشرَة خلت وَالْقُرْآن لأَرْبَع وَعشْرين خلت من رَمَضَان انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي ذَر فَقَالَ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَبدُوس الْمُزَكي أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّرْقِي ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن عبد الله ثَنَا مَنْصُور بن جَعْفَر ثَنَا نهشل بن سعيد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن طَارق بن إِيَاس عَن شهَاب بن طَارق عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه سَوَاء وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا سُفْيَان بن وَكِيع ثَنَا أبي عَن عبيد الله بن أبي حميد عَن أبي الْمليح ثَنَا جَابر بن عبد الله ... فَذكره مَوْقُوفا عَلَى جَابر نَحوه

101 - الحَدِيث الثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن أَعْرَابِيًا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَرِيب رَبنَا فنناجيه أم بعيد فنناديه فَنزلت (وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني) الْآيَة قلت رَوَاهُ الدَّارقطني فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف فِي تَرْجَمَة الصلب بن حَكِيم فَقَالَ ثَنَا القَاضِي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا يُوسُف ثَنَا جرير عَن عَبدة ابْن أبي بَرزَة السجسْتانِي عَن الصلب بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة أَن أَعْرَابِيًا قَالَ يَا رَسُول الله أَقَرِيب رَبنَا فنناجيه أم بعيد فنناديه فَسكت عَنهُ فَأنْزل الله وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني الْآيَة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم عَن جرير بِهِ 102 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هُوَ بَيْنكُم وَبَين أَعْنَاق رَوَاحِلكُمْ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ ومُسلم من حَدِيث أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة فَلَمَّا قَفَلْنَا أَشْرَفنَا عَلَى الْمَدِينَة فَكبر النَّاس وَرفعُوا أَصْوَاتهم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن ربكُم لَيْسَ بِأَصَمَّ ولَا غَائِب هُوَ بَيْنكُم وَبَين رُؤُوس رَوَاحِلكُمْ انْتَهَى ورَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ فِيهِ هُوَ بَيْنكُم وَبَين رُؤُوس رَوَاحِلكُمْ 103 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَاقع أَهله بعد صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة فَلَمَّا اغْتسل أَخذ يبكي وَيَلُوم نَفسه فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أعْتَذر إِلَى الله وَإِلَيْك من نَفسِي الْخَاطِئَة وَأخْبرهُ بِمَا فعل فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا كنت جَدِيرًا بذلك يَا عمر فَقَامَ رجال فَاعْتَرفُوا بِمَا كَانُوا يصنعون بعد الْعشَاء فَنزلت أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي مُحَمَّد بن سعد حَدثنِي أبي ثني عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث ... الْآيَة قَالَ كَانَ النَّاس أول مَا أَسْلمُوا إِذا صَامُوا يطْعمُون من الطَّعَام فِيمَا بَين الْمسَاء وَالْعَتَمَة فَإِذا صلوا الْعَتَمَة حرم عَلَيْهِم الطَّعَام حَتَّى يمسوا من اللَّيْلَة الْقَابِلَة وَإِن عمر بن الْخطاب بَيْنَمَا هُوَ نَائِم إِذْ سَوَّلت لَهُ نَفسه فَأَتَى أَهله فَلَمَّا اغْتسل أَخذ يبكي وَيَلُوم نَفسه ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أعْتَذر إِلَى الله وَإِلَيْك من نَفسِي الْخَاطِئَة وَأخْبرهُ بِمَا فعل فَقَالَ لم تكن حَقِيقا بذلك يَا عمر فَلَمَّا بلغ بَيته نزلت أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم الْآيَة فَأرْسل إِلَيْهِ وَأَنْبَأَهُ بِعُذْرِهِ انْتَهَى ثمَّ أخرجه عَن السّديّ فَذكر فِيهِ قصَّة وفيهَا وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَقع عَلَى جَارِيَة لَهُ فِي نَاس من الْمُسلمين لم يملكُوا أنفسهم فَأَتَى عمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاعْتَذر إِلَيْهِ وَقَالَ يَا رَسُول الله ... فَذكر نَحوه 104 - قلت رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه أنْشد وَهُوَ محرم (وَهن يَمْشين بِنَا هَميسا ... إِن تصدق الطير نَنكْ لَميسا) فَقيل لَهُ أرفثت فَقَالَ الرَّفَث مَا كَانَ عِنْد النِّسَاء قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن زِيَاد بن الْحصين عَن أبي الْعَالِيَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه تمثل بِهَذَا الْبَيْت وَهُوَ محرم فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَالِيَة أَتَرْفُثُ وَأَنت محرم فَقَالَ إِنَّمَا الرَّفَث مَا رُوجِعَ بِهِ النِّسَاء انْتَهَى ثمَّ قَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ورَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك

قَالَ السَّرقسْطِي فِي غَرِيبه الهميس ضرب من السّير لَا يسمع لَهُ وَقع وَفِي الحَدِيث أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا أَخذ مضجعه هَمس أَي ذكر الله فِي مضجعه هَكَذَا فسره أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة 105 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ عَن عدي بن حَاتِم قَالَ عَمَدت إِلَى عِقَالَيْنِ أَبيض وأسود فَجَعَلتهمَا تَحت وِسَادَتِي فَكنت أقوم من اللَّيْل فَأنْظر إِلَيْهِمَا فَلَا يتَبَيَّن لي الْأَبْيَض من الْأسود فَلَمَّا أَصبَحت غَدَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته فَضَحِك وَقَالَ إِن كَانَ وِسَادك لَعَرِيضًا وَفِي رِوَايَة إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا إِنَّمَا ذَاك بَيَاض النَّهَار وَسَوَاد اللَّيْل قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الصَّوْم من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عدي بن حَاتِم أَنه أَخذ عقَالًا أَبيض وَعِقَالًا أسود حَتَّى كَانَ بعض اللَّيْل نظر فَلم يَسْتَبِينَا فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله جعلت تَحت وِسَادِي ... قَالَ إِن وِسَادك إِذا لَعَرِيض إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادَتك انْتَهَى ورِوَايَة إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا عِنْد البُخَارِيّ رَوَاهَا أَيْضا من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عدي قلت يَا رَسُول الله مَا الْخَيط الْأَبْيَض من الْأسود أَهما الْخيطَان قَالَ إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا إِن أَبْصرت الْخَيْطَيْنِ ثمَّ قَالَ لَا بل هُوَ سَواد اللَّيْل وَبَيَاض النَّهَار انْتَهَى 106 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ أَن الْآيَة نزلت وَلم ينزل من الْفجْر وَكَانَ رجال إِذا أَرَادوا الصَّوْم ربط أحدهم فِي رجله الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود فَلَا يزَال يَأْكُل وَيشْرب حَتَّى يَتَبَيَّنَا لَهُ فَنزل بعد

ذَلِك من الْفجْر فَعَلمُوا أَنه إِنَّمَا يَعْنِي بذلك اللَّيْل وَالنَّهَار قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الصَّوْم من حَدِيث أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ نزلت وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود وَلم ينزل من الْفجْر وَكَانَ رجال إِذا أَرَادوا الصَّوْم ربط أحدهم فِي رجلَيْهِ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود فَلَا يزَال يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ رُؤْيَتهمَا فَأنْزل الله بعده من الْفجْر فَعَلمُوا أَنه إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْل وَالنَّهَار انْتَهَى 107 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لكل ملك حمى وَحمى الله تَعَالَى مَحَارمه فَمن وَقع حول الْحمى يُوشك أَن يَقع فِيهِ قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْبيُوع من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين وَبَينهمَا مُشْتَبهَات لَا يعلمهُنَّ كثير من النَّاس فَمن اتَّقَى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام كَالرَّاعِي يرْعَى حول الْحمى يُوشك أَن يَقع فِيهِ أَلا وَإِن لكل ملك حمى وَحمى الله تَعَالَى مَحَارمه انْتَهَى والْحَدِيث رُوِيَ بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة مُخْتَلفَة 108 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لِلْخَصْمَيْنِ إِنَّمَا أَنا بشر وَأَنْتُم تختصمون إِلَيّ وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَلحن بحجته من بعض فأقضي لَهُ عَلَى نَحْو مَا أسمع

مِنْهُ فَمن قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَلَا يَأْخُذن مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّمَا أَقْْضِي لَهُ بِقِطْعَة من النَّار فَبَكَيَا وَقَالَ كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقي لصاحبي فَقَالَ اذْهَبَا فَتَوَخَّيَا ثمَّ اسْتهمَا ثمَّ ليحلل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْقَضَاء من حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن عبد الله بن رَافع مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُ رجلَانِ يختصمان فِي مَوَارِيث وَأَشْيَاء قد درست ... فَذكره ورَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَحْكَام وقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ ورَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه قَالُوا ثَلَاثَتهمْ ثَنَا وَكِيع ثَنَا أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ عَن عبد الله بن رَافع بِهِ ورَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الْأَقْضِيَة وَبَعضه فِي الصَّحِيحَيْنِ 109 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن معَاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الْأنْصَارِيّ قَالَا يَا رَسُول الله مَا بَال الْهلَال يَبْدُو دَقِيقًا مثل الْخَيط ثمَّ يزِيد حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ لَا يزَال ينقص حَتَّى يعود كَمَا بَدَأَ فَنزلت يَسْأَلُونَك عَن الْأَهِلّة الْآيَة قلت غَرِيب وَنَقله الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْكَلْبِيّ أَنه قَالَ نزلت يَسْأَلُونَك عَن الْأَهِلّة فِي معَاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الْأنْصَارِيّ قَالَا ... فَذكره

وَهُوَ عِنْد الثَّعْلَبِيّ كم ذكره المُصَنّف 110 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن رجلا من الْمُهَاجِرين حمل عَلَى صف الْعَدو وَصَاح بِهِ النَّاس ألْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة فَقَالَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ نَحن أعلم بِهَذِهِ الْآيَة وَإِنَّمَا أنزلت فِينَا صَحِبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَصَرْنَاهُ وَشَهِدْنَا مَعَه الْمشَاهد وآثرناه عَلَى أَهَالِينَا وَأَمْوَالنَا وَأَوْلَادنَا فَلَمَّا فَشَا الْإِسْلَام وَكثر أَهله وَوضعت الْحَرْب أَوزَارهَا رَجعْنَا إِلَى أَهْلينَا وَأَوْلَادنَا وَأَمْوَالنَا نُصْلِحهَا وَنُقِيم فِيهَا فَكَانَت التَّهْلُكَة الْإِقَامَة فِي الْأَهْل وَالْمَال وَترك الْجِهَاد قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أسلم أبي عمرَان قَالَ خرجنَا من الْمَدِينَة نُرِيد الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَعَلَى الْجَمَاعَة عبد الرَّحْمَن ابْن خَالِد بن الْوَلِيد فَخرج من الْمَدِينَة صف عَظِيم من الرّوم وصففنا لَهُم صفا عَظِيما مُسلمين فَحمل رجل من الْمُسلمين عَلَى صف الرّوم حَتَّى دخل بهم فصاح النَّاس ألْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة فَقَالَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ يأيها النَّاس إِنَّكُم تَتَأَوَّلُونَ هَذِه الْآيَة عَلَى هَذَا التَّأْوِيل وَإِنَّمَا أنزلت هَذِه الْآيَة فِينَا معشر الْأَنْصَار لما نصر الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَا هَل نُقِيم فِي أَمْوَالنَا وَنُصْلِحهَا فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة وَالْإِلْقَاء بِأَيْدِينَا إِلَى التَّهْلُكَة أَن نُقِيم فِي أَمْوَالنَا وَنُصْلِحهَا وَنَدع الْجِهَاد قَالَ أَبُو عمرَان فَلم يزل أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ يُجَاهد فِي سَبِيل الله حَتَّى دفن بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَقَالَ فضَالة بن عبيد عوض عبد الرَّحْمَن بن خَالِد وَقَالَ النَّسَائِيّ عَلَى أهل مصر عقبَة بن عَامر وَعَلَى أهل الشَّام فضَالة ورَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث ورَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَلَفْظهمَا كَالنَّسَائِيِّ

وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول كلهم بِلَفْظ النَّسَائِيّ وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الله ابْن صَالح ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن أسلم أبي عمرَان ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة بِسَنَدِهِ وَمَتنه 111 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَنه قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعمرَة وَاجِبَة مثل الْحَج قَالَ لَا وَلَكِن أَن تعتمر خير لَك قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن الْعمرَة أَوَاجِبَة هِيَ قَالَ لَا وَأَن تَعْتَمِرُوا هُوَ أفضل انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سعيد بن عفير ثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن الْمُغيرَة عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر ... فَذكره وَقَالَ وَأَن تعتمر خير لَك وَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه بالسندين والمتنين وَهُوَ ضَعِيف من الطَّرِيقَيْنِ وَقد بَينته فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 112 - الحَدِيث التِّسْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع قلت رُوِيَ من حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن

حَدِيث مَيْمُونَة أما حَدِيث طَلْحَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث إِسْحَاق بن طَلْحَة عَن أَبِيه طَلْحَة بن عبيد الله سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع انْتَهَى أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن الْجَعْد ثَنَا مُحَمَّد بن بكار ثَنَا مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة عَن سَالم الْأَفْطَس عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَأما حَدِيث مَيْمُونَة فَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن أبي دَاوُد سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث السجسْتانِي فِي كتاب الْمَصَاحِف فَقَالَ حَدثنَا يَعْقُوب بن عبد الله بن أبي مخلد ثَنَا أَبُو مَنْصُور ثَنَا عمر بن قيس عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن عَمه عَن مَيْمُونَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع انْتَهَى قَالَ الدَّارقطني فِي علله هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَارِث بن مَنْصُور عَن عمر ابْن قيس عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن عَمه عَن مُعَاوِيَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع وَهَذَا وهم وَلَعَلَّه أَرَادَ إِسْحَاق ابْن يَحْيَى بن طَلْحَة عَن عَمه عِيسَى بن طَلْحَة لِأَن هَذَا الحَدِيث لَيْسَ من رِوَايَة إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة وَلَا يثبت عَن مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا يعرف من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق بن طَلْحَة عَن عمته عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة وَمن حَدِيث حبيب بن أبي عَمْرو وَعَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ وَقَالَ فِي مَوضِع آخر هَذَا حَدِيث يرويهِ مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَخَالفهُ أَصْحَاب شُعْبَة مِنْهُم غنْدر وَمُحَمّد بن كثير وَعَفَّان رَوَوْهُ عَن شُعْبَة عَن مُعَاوِيَة بن أبي إِسْحَاق عَن أبي صَالح مُرْسلا انْتَهَى

وَنقل ابْن الْقطَّان هَذَا الْكَلَام فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة مُسْندًا فَقَالَ حَدثنَا جرير عَن مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا ... فَذكره انْتَهَى قلت لم أَجِدهُ فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة إِلَّا مُرْسلا بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي صَالح ماهان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة وَالله أعلم قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رُوِيَ من حَدِيث شُعْبَة عَن مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَوْصُولا وَالطَّرِيق فِيهِ إِلَى شُعْبَة طَرِيق ضَعِيف انْتَهَى 113 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس إِن الْعمرَة لقَرِينَة الْحَج قلت ذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فَقَالَ وَقَالَ ابْن عَبَّاس إِنَّهَا لقَرِينَة الْحَج فِي كتاب الله تَعَالَى قَالَ وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة من طَرِيق الشَّافِعِي أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِنَّهَا لقَرِينَة الْحَج فِي كتاب الله وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله 114 - الحَدِيث الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رجلا قَالَ لَهُ إِنِّي وجدت الْحَج وَالْعمْرَة مكتوبين عَلّي فَأَهْلَلْت بهما جَمِيعًا فَقَالَ هديت لسنة نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث أبي وَائِل قَالَ أَتَى الصَّبِي بن معبد إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي أسلمت وَأَنا حَرِيص عَلَى الْجِهَاد وَإِنِّي وجدت الْحَج وَالْعمْرَة مكتوبين عَلّي فَأَهْلَلْت بهما فَقَالَ عمر هديت لسنة نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَعند النَّسَائِيّ فِيهِ قصَّة

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعَاشِر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن عَبدة عَن أبي لبَابَة عَن أبي وَائِل بِهِ 115 - الحَدِيث الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من كسر أَو عرج فقد حل وَعَلِيهِ الْحَج من قَابل قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث الْحجَّاج بن عَمْرو بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كسر أَو عرج فقد حل وَعَلِيهِ حجَّة أُخْرَى انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عِكْرِمَة عَن الْحجَّاج ابْن عَمْرو بِهِ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه ثَنَا معمر عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عِكْرِمَة عَن عبد الله بن رَافع مولَى أم سَلمَة عَن الْحجَّاج بن عَمْرو بِهِ وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده 116 - الحَدِيث الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نحر هَدْيه حِين أحْصر قَالَ المُصَنّف وَكَانَ محصره طرف الْحُدَيْبِيَة الَّذِي إِلَى أَسْفَل مَكَّة وَهُوَ من الْحرم قَالَ وَعَن الزُّهْرِيّ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام نحر هَدْيه فِي الْحرم قلت رَوَى البُخَارِيّ فِي الشَّهَادَات من حَدِيث ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج مُعْتَمِرًا فحال كفار قُرَيْش بَينه وَبَين الْبَيْت فَنحر هَدْيه وَحلق رَأسه

بِالْحُدَيْبِية وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَن يعْتَمر الْعَام الْقَابِل ... الحَدِيث وَحَدِيث الزُّهْرِيّ لم أَجِدهُ لَكِن رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْفضل ابْن سهل ثَنَا مخول بن إِبْرَاهِيم ثَنَا إِسْرَائِيل عَن مجزاة بن زَاهِر الْأَسْلَمِيّ عَن أَبِيه عَن نَاحيَة بن جُنْدُب الْأَسْلَمِيّ قَالَ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين صد عَن الْهَدْي فَقلت يَا رَسُول الله ابْعَثْ معي بِالْهَدْي فَلْنَنْحَرْهُ بِالْحرم قَالَ كَيفَ تصنع بِهِ قَالَ آخذ بِهِ أَوديَة فَلَا يقدرُونَ عَلَيْهِ فَانْطَلَقت بِهِ حَتَّى نَحرته بِالْحرم انْتَهَى 117 - قَوْله عَن كَعْب بن عجْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَعَلَّك آذَاك هوَام رَأسك قَالَ نعم يَا رَسُول الله قَالَ احْلق رَأسك وصم ثَلَاثَة أَيَّام أَو أطْعم سِتَّة مَسَاكِين أَو انسك وَرُوِيَ أَنه قَالَ لَهُ وَقد قرح رَأسه كفَى بِهَذَا أَذَى وَأمره أَن يحلق وَيطْعم أَو يَصُوم قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْحَج وَفِي الْمَغَازِي وَفِي التَّفْسِير وَفِي الطِّبّ وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ فِي الْحَج وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن عبد الله ابْن مُغفل عَن كَعْب بن عجْرَة قَالَ حملت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْقمل يَتَنَاثَر عَلَى وَجْهي فَقَالَ مَا كنت أرَى أَن الْجهد بلغ بك مَا أرَى وَفِي رِوَايَة أَيُؤْذِيك هوَام رَأسك قَالَ نعم قَالَ احْلق وَاذْبَحْ شَاة أَو صم ثَلَاثَة أَيَّام أَو أطْعم سِتَّة مَسَاكِين كل مِسْكين نصف صَاع من طَعَام فَنزلت فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه فِي خَاصَّة وَهِي فِي الْمُسلمين عَامَّة انْتَهَى وَفِي أَلْفَاظه اخْتِلَاف وَرَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ بِلَفْظ المُصَنّف قَالَ أَبُو مُصعب حَدثنَا مَالك

عَن حميد بن قيس عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن كَعْب بن عجْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ لَعَلَّك يُؤْذِيك هوَام رَأسك قَالَ قلت نعم قَالَ احْلق رَأسك وصم ثَلَاثَة أَيَّام أَو أطْعم سِتَّة مَسَاكِين أَو انسك شَاة انْتَهَى وَأما الرِّوَايَة الثَّانِيَة فَيقرب مِنْهَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عبد الله ابْن أَحْمد بن حَنْبَل حَدَّثَنى مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ ثَنَا هَارُون بن الْمُغيرَة ثَنَا عَمْرو ابْن أبي قيس عَن الزُّبَيْر بن عدي عَن أبي وَائِل قَالَ لقِيت كَعْب بن عجْرَة بِالسوقِ فَسَأَلته عَن حلق رَأسه فَقَالَ لَقِيَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمسح رَأْسِي فَتَنَاثَرَ الْقمل فَقَالَ كفَى بِهَذَا أَذَى انْطلق فَاحْلِقْ وَتصدق عَلَى سِتَّة مَسَاكِين انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَلَفظه فَقَالَ إِن هَذَا لأَذى وَأمره أَن يحلق وَأَن ينْسك أَو يَصُوم أَو يطعم وَهُوَ كَذَلِك فِي لفظ عِنْد الدَّارقطني فِي سنَنه 118 - الحَدِيث الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حج هَذَا الْبَيْت فَلم يرْفث وَلم يفسق خرج كَهَيْئَته يَوْم وَلدته أمه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْحَج من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حج لله فَلم يرْفث وَلم يفسق رَجَعَ كَيَوْم وَلدته أمه انْتَهَى 119 - الحَدِيث الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ عَن ابْن عمر أَن رجلا قَالَ لَهُ إِنَّا قوم نكرِي فِي هَذَا الْوَجْه وَإِن قوما يَزْعمُونَ أَنه لَا حج لنا فَقَالَ سَأَلَ رجل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمَّا سَأَلت فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى نزلت لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تَبْتَغُوا فضلا من ربكُم فَدَعَا بِهِ فَقَالَ أَنْتُم حجاج قلت أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْحَج من حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب ثَنَا أَبُو أُمَامَة التَّيْمِيّ قَالَ كنت أَكْرِي فِي هَذَا الْوَجْه وَإِن نَاسا يَقُولُونَ إِنَّه لَيْسَ لَك حج فَقَالَ ابْن عمر أَلَسْت تحرم وَتُلَبِّي وَتَطوف بِالْبَيْتِ وَتفِيض من عَرَفَات وَتَرْمِي الْجمار قلت بلَى قَالَ فَإِن لَك حجا جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ مَا سَأَلتنِي فَلم يجبهُ حَتَّى نزلت لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تَبْتَغُوا فضلا من ربكُم الْآيَة فَأرْسل إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَام وَقَرَأَ الْآيَة وَقَالَ لَهُ حج انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَعبد الرَّزَّاق وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ كلهم من حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا أَسْبَاط بن مُحَمَّد ثَنَا الْحسن بن عَمْرو الْفُقيْمِي عَن أبي أُمَامَة التَّيْمِيّ بِهِ 12 - قَوْله عَن عمر رَضِي الله أَنه قيل لَهُ هَل كُنْتُم تَكْرَهُونَ التِّجَارَة فِي الْحَج فَقَالَ وَهل كَانَت مَعَايِشنَا إِلَّا من التِّجَارَة فِي الْحَج قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي أَحْمد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا منْدَل عَن عبد الرَّحْمَن بن المُهَاجر عَن أبي صَالح مولَى عمر قَالَ قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كُنْتُم تَتَّجِرُونَ فِي الْحَج قَالَ وَهل كَانَت مَعَايِشنَا إِلَّا فِي الْحَج انْتَهَى 121 - قَوْله فِي حَدِيث أبي بكر صب فِي ذَفِرَان وَهُوَ يُحَرِّش بعيره بِمِحْجَنِهِ قلت احْتج بِهِ المُصَنّف عَلَى حذف مفعول صب قَالَ وَمَعْنى أَفَاضَ من

قلت أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْحَج من حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب ثَنَا أَبُو أُمَامَة التَّيْمِيّ قَالَ كنت أَكْرِي فِي هَذَا الْوَجْه وَإِن نَاسا يَقُولُونَ إِنَّه لَيْسَ لَك حج فَقَالَ ابْن عمر أَلَسْت تحرم وَتُلَبِّي وَتَطوف بِالْبَيْتِ وَتفِيض من عَرَفَات وَتَرْمِي الْجمار قلت بلَى قَالَ فَإِن لَك حجا جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ مَا سَأَلتنِي فَلم يجبهُ حَتَّى نزلت لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تَبْتَغُوا فضلا من ربكُم الْآيَة فَأرْسل إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَام وَقَرَأَ الْآيَة وَقَالَ لَهُ حج انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَعبد الرَّزَّاق وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ كلهم من حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا أَسْبَاط بن مُحَمَّد ثَنَا الْحسن بن عَمْرو الْفُقيْمِي عَن أبي أُمَامَة التَّيْمِيّ بِهِ 120 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قيل لَهُ هَل كُنْتُم تَكْرَهُونَ التِّجَارَة فِي الْحَج فَقَالَ وَهل كَانَت مَعَايِشنَا إِلَّا من التِّجَارَة فِي الْحَج قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي أَحْمد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا منْدَل عَن عبد الرَّحْمَن بن المُهَاجر عَن أبي صَالح مولَى عمر قَالَ قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كُنْتُم تَتَّجِرُونَ فِي الْحَج قَالَ وَهل كَانَت مَعَايِشنَا إِلَّا فِي الْحَج انْتَهَى 121 - قَوْله فِي حَدِيث أبي بكر صب فِي ذَفِرَان وَهُوَ يُحَرِّش بعيره بِمِحْجَنِهِ قلت احْتج بِهِ المُصَنّف عَلَى حذف مفعول صب قَالَ وَمَعْنى أَفَاضَ من

إفَاضَة المَاء وَهُوَ صبه بِكَثْرَة وَأَصله أَفَضْتُم أَنفسكُم فَنزل ذكر الْمَفْعُول كَمَا نزل دفعُوا من مَوْضُوع كَذَا وَصبُّوا انْتَهَى وَهَذَا الحَدِيث لم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته فِي غَرِيب أبي عبيد الْقَاسِم ابْن سَلام قَالَ حدثت عَن ابْن عُيَيْنَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد بن يَرْبُوع عَن جُبَير بن الْحُوَيْرِث قَالَ رَأَيْت أَبَا بكر عَلَى قزَح وَهُوَ يُحَرِّش بعيره بِمِحْجَنِهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِهِ قَالَ رَأَيْت أَبَا بكر عَلَى قزَح كَأَنِّي أنظر إِلَى فَخذه قد انْكَشَفَ مِمَّا يُحَرِّش بعيره بِمِحْجَنِهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة من طَرِيق الشَّافِعِي ثَنَا سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ سَوَاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِهِ 122 - الحَدِيث السَّادِس وَالتِّسْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْحَج عَرَفَة فَمن أدْرك عَرَفَة فقد أدْرك الْحَج قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يعمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَكِن بِأَلْفَاظ مُخْتَلفه فَلفظ أبي دَاوُد قَالَ جَاءَ نَاس من أهل نجد فَقَالُوا يَا رَسُول الله كَيفَ الْحَج فَأمر مناديا فَنَادَى الْحَج الْحَج يَوْم عَرَفَة من جَاءَ قبل صَلَاة الصُّبْح من لَيْلَة جمع فقد تمّ حجه مُخْتَصر وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ كَذَلِك إِلَّا أَنه لم يُكَرر لفظ الْحَج وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وَقَالَ الْحَج عَرَفَات من أدْرك عَرَفَة قبل أَن يطلع الْفجْر فقد أدْرك الْحَج وَحسنه وَصَححهُ

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَلَى الشَّك الْحَج عَرَفَة أَو عَرَفَات وَصَححهُ 123 - الحَدِيث السَّابِع وَالتِّسْعُونَ رَوَى جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما صَلَّى الْفجْر يَعْنِي بِالْمُزْدَلِفَةِ بِغَلَس ركب نَاقَته حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام فَدَعَا وَكبر وَهَلل وَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر قلت رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل قَالَ ثمَّ أَتَى الْمزْدَلِفَة فَصَلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ وَلم يسبح بَينهمَا ثمَّ اضْطجع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى طلع الْفجْر وَصَلى الْفجْر حَتَّى تبين لَهُ الصُّبْح بِأَذَان وإِقَامَة ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَدعَاهُ وَكبره وَهَلله وَوَحدهُ فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر جدا فَدفع قبل أَن تطلع الشَّمْس مُخْتَصر 124 - الحَدِيث الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ رُوِيَ أَنه يُحَاسب الْخَلَائق فِي قدر حلب شَاة وَرُوِيَ فِي مِقْدَار فوَاق نَاقَة وَرُوِيَ فِي مِقْدَار لمحة 125 - قَوْله عَن عبد الله بن سَلام أَنه اسْتَأْذن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُقيم عَلَى السبت وَأَن يقْرَأ من التَّوْرَاة فِي صلَاته بِاللَّيْلِ قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن

جريج عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة ولَا تتبعوا خطوَات الشَّيْطَان قَالَ نزلت فِي أنَاس من الْيَهُود أَسْلمُوا كَعبد الله ابْن سَلام وثعلبة وَابْن يَامِين وَأسد بن كَعْب وَطَائِفَة من يهود اسْتَأْذنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُسْبِتُوا وَأَن يقومُوا بِالتَّوْرَاةِ لَيْلًا فَأَمرهمْ الله بِإِقَامَة شَعَائِر الْإِسْلَام وَالرَّغْبَة عَمَّا عَداهَا فَقَالَ (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة) الْآيَة انْتَهَى ورَوَى الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ أَخْبرنِي أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فيمَ أذن لَهُ فِي رِوَايَته عَنهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا بكر بن سهل ثَنَا عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد عَن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الصَّنْعَانِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَذَلِكَ أَنهم حِين آمنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آمنُوا بِشَرِيعَتِهِ وَشَرِيعَة مُوسَى فَعَظمُوا السبت وكرهوا لحْمَان الْإِبِل وَأَلْبَانهَا بعد مَا أَسْلمُوا فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ فَقَالُوا إِنَّا نَقْوَى عَلَى هَذَا وَهَذَا وَقَالُوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن التَّوْرَاة كتاب الله فَدَعْنَا فلنعمل بهَا فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة 126 - الحَدِيث التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث عبد الله بن جحش عَلَى سَرِيَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة قبل قتال بدر بشهرين ليترصد عيرًا لقريش فِيهَا عَمْرو ابْن عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَثَلَاثَة مَعَه فَقَتَلُوهُ وأسروا اثْنَيْنِ وَاسْتَاقُوا العير وفيهَا من تِجَارَة الطَّائِف وَكَانَ ذَلِك أول يَوْم من رَجَب وهم يَظُنُّونَهُ من جُمَادَى الْآخِرَة فَقَالَت قُرَيْش قد اسْتحلَّ مُحَمَّد الشَّهْر الْحَرَام

شهرا يَأْمَن فِيهِ الْخَائِف وَيَنْذَعِرُ النَّاس إِلَى مَعَايشهمْ فَوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعظم ذَلِك عَلَى أَصْحَاب السّريَّة وَقَالُوا مَا نَبْرَح حَتَّى تنزل تَوْبَتنَا ورد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ العير وَالْأسَارَى قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي أول بَاب الْمَغَازِي بتغيير يسير أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس بن بكير عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة من الْمُسلمين وَأمر عَلَيْهِم عبد الله بن جحش الْأَسدي وَقَالَ لَهُ كن بهَا يَعْنِي نَخْلَة حَتَّى تَأْتِينَا بِخَبَر من أَخْبَار قُرَيْش وَلم يَأْمُرهُ بِقِتَال ... إِلَى أَن قَالَ فَمر بهم عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ وَالْحكم بن كيسَان وهرب الْمُغيرَة فَأَعْجَزَهُمْ وَاسْتَاقُوا العير فقدموا بهَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُم وَالله مَا أَمرتكُم بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْر الْحَرَام فَأوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَسِيرين وَالْعير فَلم يَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا فَلَمَّا سمعُوا مَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أسقط فِي أَيْديهم وَعَنَّفَهُمْ إخْوَانهمْ من الْمُسلمين وَقَالَت قُرَيْش حِين بَلغهُمْ ذَلِك قد اسْتحلَّ مُحَمَّد الشَّهْر الْحَرَام وَسَفك فِيهِ الدَّم وَأخذ المَال وَأسر الرِّجَال فَأنْزل الله تَعَالَى يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الْحَرَام الْآيَة فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ العير ورد الْأَسِيرين مُخْتَصر وَسَاقه من طَرِيق أُخْرَى بِزِيَادَات فِيهِ وَقَالَ فِيهِ وَكَانَ ذَلِك فِي رَجَب قبل بدر بشهرين وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد والقصة فِي سيرة ابْن هِشَام مُطَوَّلَة عَن ابْن إِسْحَاق ورَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِسَنَدِهِ إِلَى عُرْوَة بن الزُّبَيْر ... فَذكره

بِزِيَادَات وَنقص ثمَّ أسْند إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عبد الله بن جحش وَمَعَهُ نفر من الْمُهَاجِرين فَقتل عبد الله بن وَاقد اللَّيْثِيّ عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ فِي آخر يَوْم من رَجَب وأسروا رجلَيْنِ وَاسْتَاقُوا العير فَوقف ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لم آمركُم بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْر الْحَرَام فَقَالَت قُرَيْش لقد اسْتحلَّ مُحَمَّد الشَّهْر الْحَرَام فَنزلت يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الْحَرَام الْآيَة ثمَّ قَالَ الواحدي وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عبد الله بن جحش فِي جُمَادَى الْآخِرَة قبل قتال بدر بشهرين عَلَى رَأس سَبْعَة عشر شهرا من مقدمه الْمَدِينَة ... فَذكره مطولا وَفِيه لفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ 127 - الحَدِيث الْمِائَة رُوِيَ أَنه لما نزلت وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا وَرِزْقًا حسنا وَكَانَ الْمُسلمُونَ يشربونها وَهِي لَهُم حَلَال ثمَّ إِن عمر وَمعَاذًا وَنَفَرًا من الصَّحَابَة قَالُوا يَا رَسُول الله أَفْتِنَا فِي الْخمر فَإِنَّهَا مذهبَة لِلْعَقْلِ مسْلبَةٌ لِلْمَالِ فَنزلت فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس فَشربهَا قوم وَتركهَا آخَرُونَ ثمَّ دَعَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف نَاسا مِنْهُم فشريوا وَسَكِرُوا فَأم بَعضهم بَعْضًا فَقَرَأَ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ أعبد مَا تَعْبدُونَ فَنزلت يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى فَقل من يشْربهَا ثمَّ دَعَا عتْبَان بن مَالك قوما فيهم سعد بن أبي وَقاص فَلَمَّا سَكِرُوا افْتَخرُوا وَتَفَاخَرُوا وَتَنَاشَدُوا حَتَّى أنْشد سعد شعرًا فِيهِ هجاء الْأَنْصَار فَضَربهُ أَنْصَارِي بِلحي بعير فَشَجَّهُ مُوضحَة فَشَكا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر اللَّهُمَّ بَين لنا فِي الْخمر بَيَانا شافيا فَنزلت إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر إِلَى قَوْله فَهَل أَنْتُم مُنْتَهُونَ فَقَالَ عمر انتهينا يَا رب

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد 128 - قَوْله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو وَقعت قَطْرَة فِي بِئْر فَبنِي مَكَانهَا مَنَارَة لم أُوذِنَ عَلَيْهَا وَلَو وَقعت فِي بَحر ثمَّ جَفتْ وَنبت فِيهِ الْكلأ لم أرعه وَعَن ابْن عمر قَالَ لَو أدخلت أُصْبُعِي فِيهِ لم يَتبعني قلت حَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَشْرِبَة حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن سُلَيْمَان بن حبيب أَن ابْن عمر قَالَ لَو أدخلت أُصْبُعِي فِي خمر مَا أَحْبَبْت أَن ترجع إِلَيّ انْتَهَى 129 - الحَدِيث الْحَادِي بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إيَّاكُمْ وَهَاتين اللُّعْبَتَيْنِ المشئومتين فَإِنَّهُمَا من ميسر الْعَجم قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَله طرق الأول رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا مُسَدّد ثَنَا معمر سَمِعت عبد الْملك عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اتَّقوا هَاتين اللُّعْبَتَيْنِ المشئومتين اللَّتَيْنِ يُزْجَرَانِ زجرا فَإِنَّهُمَا من ميسر الْعَجم انْتَهَى

الثَّانِي رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا عَلّي بن عَاصِم ثَنَا إِبْرَاهِيم الهجري عَن أبي الْأَحْوَص وَهَذَا رَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله عَن إِبْرَاهِيم بن مُسلم عَن أبي الْأَحْوَص وَأسْندَ إِلَى النَّسَائِيّ أَنه قَالَ فِي إِبْرَاهِيم هَذَا ضَعِيف وَكَذَلِكَ أسْند إِلَى ابْن معِين أَنه قَالَ فِيهِ ضَعِيف لَيْسَ بِشَيْء وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الشَّهَادَات وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحسن بن دِينَار عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن أبي الْأَحْوَص بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا عمرَان بن مُوسَى بن عبد الْملك ابْن عُمَيْر عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن حُصَيْن بن أبي الْحر عَن سَمُرَة ابْن جُنْدُب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَلَفظه فِي الْجَمِيع إيَّاكُمْ وَهَاتين اللُّعْبَتَيْنِ ... الحَدِيث 130 - قَوْله وَعَن عَلّي إِن النَّرْد وَالشطْرَنْج من الميسر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث قُتَيْبَة ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عليا قَالَ فِي النَّرْد وَالشطْرَنْج هما من الميسر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي عَن عبد الله بن مَرْحُوم عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل بِهِ وَلم يذكر فِيهِ النَّرْد وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ ثمَّ قَالَ هَذَا مُرْسل وَلَكِن لَهُ شَوَاهِد

131 - الحَدِيث الثَّانِي بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا أَتَاهُ ببيضة من ذهب أَصَابَهَا فِي بعض الْمَغَازِي فَقَالَ خُذْهَا مني صَدَقَة فَأَعْرض عَنهُ فَأَتَاهُ من الْجَانِب الْأَيْمن فَقَالَ مثله فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ من الْجَانِب الْأَيْسَر فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ قَالَ هَاتِهَا مغضبا فَأَخذهَا فَحَذفهُ بهَا حذفا لَو أَصَابَهُ لشجه أَو عقره وَقَالَ يَجِيء أحدكُم بِمَالِه كُله يتَصَدَّق بِهِ وَيجْلس يَتَكَفَّف النَّاس إِنَّمَا الصَّدَقَة عَن ظهر غنى قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ جَاءَ رجل بِمثل بَيْضَة من ذهب فَقَالَ يَا رَسُول الله أصبت هَذِه من مَعْدن فَخذهَا فَهِيَ صَدَقَة مَا أملك غَيرهَا فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَتَاهُ من قبل رُكْنه الْأَيْمن فَقَالَ مثل ذَلِك فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ من قبل رُكْنه الْأَيْسَر فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ من خَلفه فَأَخذهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَذفهُ بهَا فَلَو أَصَابَته لَأَوْجَعَتْهُ أَو لَعَقَرته ثمَّ قَالَ يَأْتِي أحدكُم بِمَا يملك فَيَقُول هَذِه الصَّدَقَة ثمَّ يقْعد يَسْتَكِف النَّاس خير الصَّدَقَة عَن ظهر غنى انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع 23 من الْقسم 2 بالسند الْمَذْكُور فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أَوَاخِر الزَّكَاة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرطهمَا وَلم يخرجَاهُ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا فِيهِ الْمَعَادِن عوض الْمَغَازِي وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك بِلَفْظ المُصَنّف وَقَالَ أَصَابَهَا فِي بعض الْمَغَازِي وَقَالَ لَا نعلم أسْند مَحْمُود بن لبيد عَن جَابر غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد فِي

مسانيدهم وَكلهمْ قَالُوا أَصَابَهَا فِي بعض الْمَغَازِي قَالَ الدَّارمِيّ وَقَالَ أَحْمد فِي رِوَايَته أَصَابَهَا فِي بعض الْمَعَادِن وَهُوَ الصَّوَاب انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَلم يقل لَا فِي الْمَعَادِن وَلَا فِي الْمَغَازِي وَإِنَّمَا قَالَ أَصَابَهَا فَقَط ثمَّ ذكر الحَدِيث وَزَاد الْبَزَّار فِي الحَدِيث زِيَادَة لَيست عِنْد غَيره قَالَ إِنَّمَا الصَّدَقَة عَن ظهر غنى خُذ مَالك لَا حَاجَة لنا بِهِ فَأَخذهَا ثمَّ ذهب انْتَهَى وَهِي عِنْد أبي يعْلى أَيْضا وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي حُصَيْن السّلمِيّ أخبرنَا مُحَمَّد ابْن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا عبد الله بن أبي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ عَن عمر بن الحكم بن ثَوْبَان عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قدم أَبُو حُصَيْن السّلمِيّ بِذَهَب أَصَابَهُ من معدنهم فَقَضَى مِنْهُ دينا كَانَ عَلَيْهِ وَفضل مَعَه مثل بَيْضَة الْحَمَامَة فَأَتَى بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله ... إِلَى آخر لفظ أبي دَاوُد وَفِيه فَائِدَة تَسْمِيَة الرجل 132 - الحَدِيث الثَّالِث بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث مرْثَد بن أبي مرْثَد الغنوي إِلَى مَكَّة ليخرج مِنْهَا نَاسا من الْمُسلمين وَكَانَ يهْوَى امْرَأَة فِي الْجَاهِلِيَّة اسْمهَا عنَاق فَأَتَتْهُ فَقَالَت أَلا تَخْلُو فَقَالَ وَيحك إِن الْإِسْلَام حَال بَيْننَا قَالَت فَهَل لَك أَن تتَزَوَّج بِي قَالَ نعم وَلَكِن حَتَّى أرجع فأستأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت وَلأمة مُؤمنَة خير من مُشركَة الْآيَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِير سُورَة النُّور وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد فِي النِّكَاح بتغيير يسير من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ رجل يُقَال لَهُ مرْثَد بن أبي مرْثَد الغنوي وَكَانَ رجلا شَدِيدا يحمل الْأسَارَى من مَكَّة حَتَّى يَأْتِي بهم الْمَدِينَة قَالَ وَكَانَت امْرَأَة بغي بِمَكَّة يُقَال لَهَا عنَاق وَكَانَت صديقَة

لَهُ وَإنَّهُ كَانَ وَاعد رجلا من أُسَارَى مَكَّة يحملهُ قَالَ فَجئْت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى حَائِط من حَوَائِط مَكَّة فِي لَيْلَة مُقْمِرَة قَالَ فَجَاءَت عنَاق فَأَبْصَرت سَواد ظِلِّي بِجَانِب الْحَائِط فَلَمَّا انْتَهَت إِلَيّ عَرفتنِي قَالَت مرْثَد قلت نعم قَالَت مرْحَبًا وَأهلا يَا مرْثَد انْطلق اللَّيْلَة فَبت عندنَا فِي الرحل قلت يَا عنَاق إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرم الزِّنَا فَقَالَت يأهل الْخيام هَذَا الرجل يحمل أَسْرَاكُم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة قَالَ فَتَبِعَنِي مِنْهُم ثَمَانِيَة حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى غَار أَو كَهْف فَجَاءُوا حَتَّى صَارُوا عَلَى رَأْسِي وبالوا فَأَصَابَنِي بَوْلهمْ وَأَعْمَاهُمْ الله عني ثمَّ رجعُوا وَرجعت إِلَى صَاحِبي فَحَملته فَلَمَّا انْتَهَيْت بِهِ إِلَى الْأَرَاك فَككت عَنهُ كَبله وَجعلت أحملهُ وَهُوَ يُعِيننِي حَتَّى قدمت الْمَدِينَة فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله أنكح عنَاقًا فَسكت وَلم يرد عَلّي شَيْئا حَتَّى نزلت (الزَّانِي لَا ينْكح إِلَّا زَانِيَة أَو مُشركَة والزانية لَا ينْكِحهَا إِلَّا زَان أَو مُشْرك) فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها عَلّي وَقَالَ لَا تنكحها انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي النِّكَاح وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَكَذَلِكَ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أسْند مرْثَد بن أبي مرْثَد إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم لَهُ غير هَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى فَظهر أَن هَذَا الحَدِيث لَيْسَ فِي هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي الْبَقَرَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْآيَة الَّتِي فِي النُّور لَكِن ذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول فِي هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي الْبَقَرَة عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث رجلا يُقَال لَهُ مرْثَد بن أبي مرْثَد ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء

133 - الحَدِيث الرَّابِع بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن نَاسا من الْأَعْرَاب قَالُوا يَا رَسُول الله الْبرد شَدِيد وَالثيَاب قَليلَة فَإِن آثرناهن الثِّيَاب هلك سَائِر أهل الْبَيْت وَإِن استأثرنا بهَا هَلَكت الْحيض فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا أمرْتُم أَن تعتزلوا مجامعتهن إِذا حضن وَلم يَأْمُركُمْ بِإِخْرَاجِهِنَّ من الْبيُوت كَمَا تفعل الْأَعَاجِم 134 - قلت رَوَى مُحَمَّد بن الْحسن عَن عَائِشَة أَن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم سَأَلَهَا هَل يُبَاشر الرجل امْرَأَته وَهِي حَائِض فَقَالَت ليَشُد إزَارهَا عَلَى أَسْفَلهَا ثمَّ يُبَاشِرهَا إِن شَاءَ قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر أرسل إِلَى عَائِشَة يسْأَلهَا هَل يُبَاشر الرجل امْرَأَته وَهِي حَائِض فَقَالَت لِتشد إزَارهَا إِلَى آخِره وَعَن مَالك رَوَاهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي موطئِهِ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحيض أخبرنَا ابْن جريج عَن سُلَيْمَان ابْن مُوسَى عَن نَافِع أَن ابْن عمر سَأَلَ عَائِشَة وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده من طَرِيق مَالك وَعَن مَالك أَيْضا رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي سنَنه وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة 135 - الحَدِيث الْخَامِس بعد الْمِائَة رَوَى زيد بن أسلم أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يحل لي من امْرَأَتي وَهِي حَائِض قَالَ لِتشد عَلَيْهَا إزَارهَا ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن زيد بن أسلم أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَأسْندَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فَرَوَاهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا أَبُو نعيم ضرار بن صرد ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن صَفْوَان بن سليم وَزيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَقد أرسل من وَجه آخر فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق من حَدِيث سعيد ابْن مَنْصُور ثَنَا عبد الْعَزِيز عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا يحل لي من امْرَأَتي ... الحَدِيث وَمَعْنى الحَدِيث عِنْد أبي دَاوُد عَن حرَام بن حَكِيم عَن عَمه عبد الله بن سعد أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يحل لي من امْرَأَتي وَهِي حَائِض قَالَ لَك مَا فَوق الْإِزَار انْتَهَى وَعَن معَاذ بن جبل قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمَّا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض قَالَ مَا فَوق الْإِزَار وَالتَّعَفُّف عَن ذَلِك أفضل انْتَهَى وَضعفهمَا عبد الْحق فِي أَحْكَامه فَقَالَ فِي الأول حرَام بن حَكِيم وَهُوَ ضَعِيف وَالثَّانِي بَقِيَّة عَن سعيد الْأَغْطَش وهما ضعيفان 136 - قَوْله ... عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا قَالَت يجْتَنب من الْحَائِض شعار الدَّم وَله مَا سُوَى ذَلِك قلت رَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده أخبرنَا مُحَمَّد بن يُوسُف ثَنَا سُفْيَان عَن خَالِد بن أَيُّوب عَن رجل عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت لإِنْسَان اجْتنب شعار الدَّم وَلَك مَا سواهُ انْتَهَى

137 - الحَدِيث السَّادِس بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن الْيَهُود كَانُوا يَقُولُونَ من جَامع امْرَأَته وَهِي مجبية من دبرهَا فِي قبلهَا كَانَ وَلَدهَا أَحول فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ كذبت الْيَهُود فَنزلت فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي النِّكَاح وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي النِّكَاح كلهم من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ كَانَت الْيَهُود تَقول إِذا جَامعهَا من وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحول فَنزلت نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم انْتَهَى زَاد مُسلم فِي رِوَايَة من قَول الزُّهْرِيّ إِن شَاءَ مجبية وَإِن شَاءَ غير مجبية غير أَن ذَلِك فِي صمام وَاحِد انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي عشرَة النِّسَاء وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَفِيه وَهِي مجبية وَكَذَلِكَ هُوَ عِنْد ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلم أجد عِنْد أحد مِنْهُم قَوْله فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلْينْظر فِيهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث خصيف عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر فَذكره بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وَزَاد فِيهِ وَإِنَّمَا الْحَرْث من حَيْثُ يخرج الْوَلَد انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد 138 - الحَدِيث السَّابِع بعد الْمِائَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة إِذا حَلَفت عَلَى يَمِين فَرَأَيْت غَيرهَا خيرا مِنْهَا فأت الَّذِي هُوَ خير وَكفر عَن يَمِينك قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة إِلَّا ابْن ماجة فِي الْأَيْمَان عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عبد الرَّحْمَن لَا تسْأَل الْإِمَارَة فَإنَّك إِن أعطيتهَا

عَن مَسْأَلَة وكلت إِلَيْهَا وَإِن أعطيتهَا عَن غير مَسْأَلَة أعنت عَلَيْهَا وَإِذا حَلَفت عَلَى يَمِين إِلَى آخِره اسْتدلَّ المُصَنّف عَلَى تَسْمِيَة الْمَحْلُوف عَلَيْهِ يَمِينا بطرِيق الْمجَاز لتلبسه بِالْيَمِينِ 139 - الحَدِيث الثَّامِن بعد الْمِائَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك قلت رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ الدَّارقطني والطَّحَاوِي عَن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش قَالَت يَا رَسُول الله إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر قَالَ دعِي الصَّلَاة أَيَّام أَقْرَائِك ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي 140 - الحَدِيث التَّاسِع بعد الْمِائَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طَلَاق الْأمة تَطْلِيقَتَانِ وعدتها حيضتان قلت رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث مظَاهر بن أسلم عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره قَالَ أَبُو دَاوُد هَذَا حَدِيث مَجْهُول وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه مَرْفُوعا إِلَّا من حَدِيث مظَاهر بن أسلم وَمظَاهر لَا يعرف لَهُ فِي الْعلم غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الطَّلَاق من رِوَايَة عَاصِم عَن ابْن جريج عَن مظَاهر بن أسلم عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة مَرْفُوعا ثمَّ قَالَ قَالَ أَبُو عَاصِم فَذَكرته لِمظَاهر بن أسلم فَقلت لَهُ حَدثنِي كَمَا حدثت ابْن جريج فَحَدثني مظَاهر عَن الْقَاسِم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَمظَاهر بن أسلم شيخ من أهل الْبَصْرَة لم يذكرهُ أحد من مُتَقَدِّمي مَشَايِخنَا بِجرح فَإِذا الحَدِيث صَحِيح

وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث عمر بن شبيب عَن عبد الله بن عِيسَى عَن عَطِيَّة عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الدَّارقطني كَذَلِك فِي سنَنه وَقَالَ تفرد بِهِ عمر بن شبيب وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى وَفِي الحَدِيث كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْته فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 141 - الحَدِيث الْعَاشِر بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن سَائِلًا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيْن الطَّلقَة الثَّالِثَة فَقَالَ أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان قلت رَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه فِي أول كتاب الطَّلَاق من طَرِيقين عَن أنس أَحدهمَا عَن عبد الله بن جرير بن جبلة ثَنَا عبيد الله بن عَائِشَة ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رجل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أسمع الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول الطَّلَاق مَرَّتَانِ فَأَيْنَ الثَّالِثَة قَالَ إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان هِيَ الثَّالِثَة انْتَهَى الثَّانِي رَوَاهُ من حَدِيث إِدْرِيس عبد الْكَرِيم الْمُقْرِئ ثَنَا لَيْث بن حَمَّاد ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن سميع الْحَنَفِيّ عَن أنس ... فَذكره ثمَّ قَالَ هَكَذَا قَالَ عَن أنس وَالصَّوَاب عَن إِسْمَاعِيل بن سميع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا وَقَالَ فِي علله وهم فِيهِ لَيْث بن حَمَّاد وَإِنَّمَا هُوَ عَن إِسْمَاعِيل بن سميع عَن أبي رزين الْأَسدي مُرْسلا انْتَهَى

وَهَذَا الْمُرْسل عَن أبي رزين رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مَرَاسِيل عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي الطَّلَاق قَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَا أَنا إِسْمَاعِيل بن سميع عَن أبي رزين ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام رَوَى الدَّارقطني فِي سنَنه هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين عَن أنس وَجعله عَن أبي رزين عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا أصح وَعِنْدِي أَن الطَّرِيقَيْنِ صَحِيحَانِ أما الأول فَإِن عبيد الله بن عَائِشَة ثِقَة وَكَانَ من سَادَات أهل الْبَصْرَة وَهُوَ عبيد الله بن مُحَمَّد بن حَفْص أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقرشِي يعرف بِابْن عَائِشَة وَعبد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد أَبُو الْعَبَّاس وَقيل أَبُو الْحسن الْعَتكِي الْبَصْرِيّ قَالَ الْخَطِيب ثِقَة وَأما الثَّانِي فَإِن مَدَاره عَلَى إِسْمَاعِيل بن سميع وَعَلِيهِ اخْتلفُوا فَمن قَائِل عَنهُ عَن أبي رزين هَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ الثَّوْريّ وَمن قَائِل عَنهُ عَن أنس هَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ عبد الْوَاحِد بن زِيَاد وَهُوَ ثِقَة وَالطَّرِيق إِلَيْهِ صَحِيح فَإِن لَيْث بن حَمَّاد أَبُو عبد الرَّحْمَن الصفار بَصرِي صَدُوق قَالَه الْخَطِيب وَإِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم الْحداد صَاحب خلف بن هِشَام ثِقَة وَفَوق الثِّقَة بِدَرَجَة قَالَه الْخَطِيب وَإِسْمَاعِيل بن سميع فِي نَفسه كُوفِي ثِقَة مَأْمُون قَالَه ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق صَالح الحَدِيث وَقَالَ يَحْيَى بن سعيد لم يكن بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد بن

حَنْبَل صَالح الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَالطَّرِيقَانِ صَحِيحَانِ وَالله أعلم انْتَهَى كَلَامه 142 - الحَدِيث الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ إِنَّمَا السّنة أَن تسْتَقْبل الطُّهْر اسْتِقْبَالًا فَتُطَلِّقهَا لكل قرء تَطْلِيقَة قلت رَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه من حَدِيث مُعلى بن مَنْصُور ثَنَا شُعَيْب بن رُزَيْق أَن عَطاء الْخُرَاسَانِي حَدثهمْ عَن الْحسن ثَنَا عبد الله بن عمر أَنه طلق امْرَأَته تَطْلِيقَة وَهِي حَائِض ثمَّ أَرَادَ أَن يتبعهَا تَطْلِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ عِنْد الْقُرْأَيْنِ فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا بن عمر مَا هَكَذَا أَمر الله قد أَخْطَأت السّنة وَالسّنة أَن تسْتَقْبل الطُّهْر فَتطلق لكل قرء فَأمرنِي فَرَاجَعْتهَا فَقَالَ إِذا هِيَ طهرت فَطلق عِنْد ذَلِك أَو أمسك فَقلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت لَو طَلقتهَا ثَلَاثًا أَكَانَ يحل لي أَن أرَاجعهَا قَالَ لَا كَانَت تبين مِنْك وَكَانَت مَعْصِيّة انْتَهَى قَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه وَمعلى بن مَنْصُور رَمَاه أَحْمد بِالْكَذِبِ انْتَهَى قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عُثْمَان بن سعيد بن كثير بن دِينَار الْحِمصِي ثَنَا شُعَيْب بن رُزَيْق بِهِ 143 - الحَدِيث الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة رُوِيَ فِي حَدِيث الْعجْلَاني الَّذِي لَاعن امْرَأَته أَنه طَلقهَا ثَلَاثًا بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يُنكر عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ أَن عُوَيْمِر الْعجْلَاني جَاءَ إِلَى عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ ... فَذكره إِلَى أَن قَالَ فَأقبل عُوَيْمِر حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أم كَيفَ يفعل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام قد أنزل الله فِيك وَفِي

صَاحبَتك فَاذْهَبْ فأت بهَا قَالَ سهل فَتَلَاعَنا وَأَنا مَعَ النَّاس عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا فرغا قَالَ عُوَيْمِر يَا رَسُول الله كذبت عَلَيْهَا إِن أَمْسَكتهَا فَطلقهَا ثَلَاثًا قبل أَن يَأْمُرهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه لم يَصح اللَّفْظ بِالثلَاثِ إِلَّا فِي حَدِيث الْملَاعن ثمَّ ذكره من جِهَة الدَّارقطني حَدِيث سَلمَة بن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه أَن حَفْص بن الْمُغيرَة طلق امْرَأَته فَاطِمَة بنت قيس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَلَاث تَطْلِيقَات بِكَلِمَة وَاحِدَة فَأَبَانَهَا مِنْهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يبلغنَا أَنه عَلَيْهِ السَّلَام عَابَ عَلَيْهِ ذَلِك انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسَلَمَة بن أبي سَلمَة ضَعِيف انْتَهَى وَفِيمَا قَالَ نظر فَإِن حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فِي صَحِيح مُسلم من رِوَايَة الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي السُّكْنَى وَالنَّفقَة فَلم يَجْعَل لي سُكْنى وَلَا نَفَقَة وَأَمرَنِي أَن أَعْتَد فِي بَيت أم مَكْتُوم انْتَهَى إِلَّا أَن يُرِيد بقوله لم يَصح اللَّفْظ بِالثلَاثِ يَعْنِي بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيصح عَلَى بعد 144 - الحَدِيث الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن جميلَة بنت عبد الله بن أبي كَانَت تَحت ثَابت بن قيس ابْن شماس وَكَانَت تبْغضهُ وَهُوَ يُحِبهَا فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا أَنا وَلَا ثَابت يجمع رَأْسِي وَرَأسه شَيْء وَالله لَا أَعتب عَلَيْهِ فِي خلق وَلَا دين وَلَكِنِّي أكره الْكفْر فِي الْإِسْلَام مَا أُطِيقهُ بغضا إِنِّي رفعت جَانب الْحيَاء فرأيته أقبل فِي عدَّة فَإِذا هُوَ أَشَّدهم سوادا وأقصرهم قامة وأقبحهم وَجها فَنزلت وَكَانَ قد أصدقهَا حديقة

فَاخْتلعت مِنْهُ بهَا وَهُوَ أول خلع كَانَ فِي الْإِسْلَام قلت أصل الحَدِيث فِي البُخَارِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَت امْرَأَة ثَابت بن قيس إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله وَالله مَا أَنْقم عَلَى ثَابت فِي خلق وَلَا دين وَلَكِنِّي أكره الْكفْر فِي الْإِسْلَام قَالَ أَتردينَ عَلَيْهِ حديقته قَالَت نعم فَردَّتْ عَلَيْهِ وَأمره أَن يفارقها انْتَهَى وَلَفظ المُصَنّف رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره لم يتْرك مِنْهُ إِلَّا اسْم الْمَرْأَة فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان قَالَ قَرَأت عَلَى فُضَيْل عَن أبي حريز أَنه سُئِلَ عِكْرِمَة هَل كَانَ لِلْخلعِ أصل قَالَ كَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول إِن أول خلع كَانَ فِي الْإِسْلَام فِي أُخْت عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أَتَت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله أَنا وثابت لَا يجمع رَأْسِي وَرَأسه شَيْء ... إِلَى قَوْلهَا وأقبحهم وَجها فَقَالَ زَوجهَا يَا رَسُول الله إِنِّي أعطيتهَا أفضل مَالِي حديقة لي فَإِن ردَّتْ عَلّي حَدِيقَتِي قَالَ مَا تَقُولِينَ قَالَت نعم قَالَ فَفرق بَينهمَا انْتَهَى وَاخْتلفت الرِّوَايَات فِي تَسْمِيَة هَذِه الْمَرْأَة فَوَقع فِي لفظ المُصَنّف هُنَا جميلَة بنت عبد الله بن أبي وَهُوَ كَذَلِك عِنْد عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي جميلَة بنت عبد الله بن أبي ... الحَدِيث وَعند البُخَارِيّ أَيْضا فِي سَنَد مُرْسل فَإِنَّهُ سَاق حَدِيثهَا عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن امْرَأَة ثَابت بن قيس وَلم يسمهَا ثمَّ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد ثَنَا أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَن جميلَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها يَعْنِي فِي هَذَا الحَدِيث وَعند ابْن ماجة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن جميلَة بنت سلول ... فَذكره وَالْأَكْثَر عَلَى تَسْمِيَتهَا حَبِيبَة كَمَا رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن زُرَارَة أَنَّهَا أخْبرته عَن حَبِيبَة بنت سهل الْأنْصَارِيّ أَنَّهَا كَانَت تَحت ثَابت بن قيس بن شماس وَأَن رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج إِلَى الصُّبْح فَوَجَدَهَا عِنْد بَابه فِي الْغَلَس فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من هَذِه قَالَت أَنا حَبِيبَة بنت سهل قَالَ مَا شَأْنك قَالَت لَا أَنا وَلَا ثَابت بن قيس ... فَلَمَّا جَاءَ ثَابت قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه هِيَ حَبِيبَة بنت سهل قد ذكرت مَا شَاءَ الله أَن تذكر فَقَالَت حَبِيبَة يَا رَسُول الله كل مَا أَعْطَانِي عِنْدِي فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام خُذ مِنْهَا فَأخذ مِنْهَا وَجَلَست فِي أَهلهَا انْتَهَى وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَأحمد فِي مُسْنده بِلَفْظِهِ وَرَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَت حَبِيبَة بنت سهل تَحت ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ رجلا ذَمِيمًا فَقَالَت يَا رَسُول الله لَوْلَا مَخَافَة الله لَبَزَقْتُ فِي وَجهه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتردينَ عَلَيْهِ حديقته قَالَت نعم وَردت عَلَيْهِ حديقته وَفرق بَينهمَا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن سهل بن أبي حثْمَة قَالَ كَانَت حَبِيبَة بنت سهل ... إِلَى آخِره وَوَقع فِي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ تَسْمِيَتهَا زَيْنَب أخرجه عَن حجاج عَن ابْن جريج أَنا أَبُو الزُّبَيْر أَن ثَابت بن قيس كَانَت عِنْده زَيْنَب بنت عبد الله بن أبي بن سلول وَكَانَ أصدقهَا حديقة فَكَرِهته ... إِلَى آخِره 145 145 - قَوْله رُوِيَ أَن امْرَأَة نشزت عَلَى زَوجهَا فَرفعت إِلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَأَبَاتهَا فِي بَيت الزبل ثَلَاث لَيَال ثمَّ دَعَاهَا فَقَالَ لَهَا كَيفَ وجدت مَبِيتك قَالَت مَا بت مُنْذُ كنت عِنْده أقرّ لعَيْنِي مِنْهُنَّ فَقَالَ لزَوجهَا اخْلَعْهَا وَلَو بِقُرْطِهَا قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الطَّلَاق قَالَ

ابْن أبي شيبَة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا معمر قَالَا أَنا أَيُّوب عَن كثير مولَى سَمُرَة أَن عمر أُتِي بِامْرَأَة نَاشِزَة فَأمر بهَا إِلَى بَيت الزبل وَتركهَا ثَلَاثًا ثمَّ دَعَاهَا فَقَالَ كَيفَ وجدت قَالَت مَا وجدت رَاحَة مُنْذُ كنت عِنْده إِلَّا هَذِه اللَّيَالِي فَقَالَ لزَوجهَا وَيحك اخْلَعْهَا وَلَو من قُرْطهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَد ابْن أبي شيبَة وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه غَرِيب الحَدِيث عَن أَيُّوب بِهِ ثمَّ قَالَ الْمَرْأَة النَّاشِزَة الَّتِي تَعْصِي زَوجهَا انْتَهَى 146 - الحَدِيث الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة رَوَى عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن امْرَأَة رِفَاعَة جَاءَت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت إِن رِفَاعَة طَلقنِي فَبت طَلَاقي وَإِن عبد الرَّحْمَن بن الزُّبَيْر تزَوجنِي وَإِن مَا مَعَه مثل هدبة الثَّوْب فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتُرِيدِينَ أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَة لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته وَيَذُوق عُسَيْلَتك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور سَوَاء إِلَّا أَن فِيهِ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لَهَا أَتُرِيدِينَ أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَة 147 - ثمَّ قَالَ المُصَنّف وَرُوِيَ أَنَّهَا لَبِثت بعد ذَلِك مَا شَاءَ الله ثمَّ رجعت فَقَالَت لَهُ إِنَّه كَانَ قد مسني فَقَالَ لَهَا كذبت فِي قَوْلك الأول فَلَنْ أصدقك فِي الآخر فَلَبثت حَتَّى قبض النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَتَتْ أَبَا بكر فَقَالَت أرجع إِلَى زَوجي الأول فَقَالَ لَهَا قد عهِدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قَالَ لَك مَا قَالَ فَلَا تَرْجِعِي إِلَيْهِ فَلَمَّا قبض أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَت مثله لعمر فَقَالَ لَهَا إِن أَتَيْتِينِي بعد مرتك هَذِه رَجَمْتُك فَمنعهَا

قلت يقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن جريج عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكره بِلَفْظ الصَّحِيح وَزَاد فَقَعَدت مَا شَاءَ الله ثمَّ جَاءَتْهُ بعد فَأَخْبَرته أَن قد مَسهَا فَمنعهَا أَن ترجع إِلَى زَوجهَا الأول وَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانَ إِنَّمَا بهَا أَن يحلهَا لِرفَاعَة فَلَا يتم لَهَا نِكَاحه مرّة أُخْرَى ثمَّ أَتَت أَبَا بكر وَعمر فِي خِلَافَتهمَا فَمَنَعَاهَا انْتَهَى 148 - الحَدِيث الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لعن الْمحل والمحلل لَهُ قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقد اسْتَوْفَيْنَاهَا فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 149 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا أُوتَى بِمُحَلل وَلَا مُحَلل لَهُ إِلَّا رَجَمْتهمَا وَعَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا إِلَّا نِكَاح رَغْبَة غير مُدَالَسَة قلت الحَدِيث الأول رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي النِّكَاح قَالَ الأول حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن الْمسيب بن رَافع عَن قبيصَة ابْن جَابر عَن عمر قَالَ لَا أُوتَى بِمحل ... إِلَى آخِره وَقَالَ الثَّانِي أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ وَمعمر عَن الْأَعْمَش بِهِ

والْحَدِيث الثَّانِي لم أَجِدهُ عَن عُثْمَان وَلَكِنِّي وجدته مَرْفُوعا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا أَحْمد بن سهل بن أَيُّوب الْأَهْوَازِي حَدثنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن الْمُحَلّل فَقَالَ لَا إِلَّا نِكَاح رَغْبَة غير دُلْسَة وَلَا مستهزئ بِكِتَاب الله لم يذقْ الْعسيلَة انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي كتاب الطَّلَاق من حَدِيث سعيد بن أبي مَرْيَم ثَنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف الْمدنِي عَن عمر بن نَافِع عَن أَبِيه أَنه قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن عمر فَسَأَلَهُ عَن رجل طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فَتَزَوجهَا أَخ لَهُ من غير مُؤَامَرَة مِنْهُ لِيحِلهَا لِأَخِيهِ هَل تحل للْأولِ قَالَ لَا إِلَّا نِكَاح رَغْبَة كُنَّا نعد هَذَا سِفَاحًا عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 150 - الحَدِيث السَّادِس عشر بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ثَلَاث جدهن جد وهزلهن جد الطَّلَاق وَالنِّكَاح وَالرَّجْعَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي النِّكَاح وَالتِّرْمِذِيّ فِي النِّكَاح من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن حبيب بن أدْرك عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن يُوسُف بن مَاهك عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أول الطَّلَاق وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعبد الرَّحْمَن بن أردك من ثِقَات الْمَدَنِيين انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالدَّارقطني فِي سنَنَيْهِمَا وَفِيه كَلَام اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة

151 - الحَدِيث السَّابِع عشر بعد الْمِائَة رَوَى ابْن الْمُبَارك عَن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان عَن خَالَته وَهِي سكينَة بنت حَنْظَلَة قَالَت دخل عَلّي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي وَأَنا فِي عدتي فَقَالَ لَهَا قد علمت قَرَابَتي من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحقّ جدي عَلّي وَقدمي فِي الْإِسْلَام فَقلت لَهُ غفر الله لَك أَتَخْطُبُنِي فِي عدتي وَأَنت يُؤْخَذ عَنْك فَقَالَ أوقد فعلت أَو قد تسافهت عَلّي إِنَّمَا أَخْبَرتك بِقَرَابَتِي من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَوْضِعِي قد دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أم سَلمَة وَكَانَت عبد ابْن عَمها أبي سَلمَة فَتوفي عَنْهَا فَلم يزل يذكر لَهَا مَنْزِلَته من الله وَهُوَ مُتَحَامِل حَتَّى أثر الْحَصِير فِي يَده من شدَّة تَحَامُله عَلَيْهَا فَمَا كَانَت تِلْكَ خطْبَة قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي أَوَائِل كتاب النِّكَاح بتغيير يسير من حَدِيث مُحَمَّد بن الصَّلْت عَن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن الغسيل عَن عمته سكينَة بنت حَنْظَلَة قَالَت اسْتَأْذن عَلّي مُحَمَّد بن عَلّي وَلم تنقض عدتي من مهلك زَوجي فَقَالَ قد عرفت قَرَابَتي اسْتَأْذن من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَرَابَتِي من عَلّي وَمَوْضِعِي فِي الْعَرَب قلت قد غفر الله لَك يَا أَبَا جَعْفَر إِنَّك رجل يُؤْخَذ عَنْك تَخْطُبنِي فِي عدتي قَالَ إِنَّمَا أخْبرك بِقَرَابَتِي من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن عَلّي وَقد دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أم سَلمَة وَهِي مُتَأَيِّمَة من أبي سَلمَة فَقَالَ لقد علمت أَنِّي رَسُول الله وَخيرته وَمَوْضِعِي فِي قومِي أَكَانَت تِلْكَ خطْبَة انْتَهَى 152 - الحَدِيث الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا صِيَام لمن لم يعزم الصّيام من اللَّيْل ويروي من لم يبيت قلت الحَدِيث رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي الصَّوْم من حَدِيث عبد الله ابْن عمر عَن حَفْصَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا صِيَام لمن لم يجمع الصّيام من اللَّيْل انْتَهَى وَلَفظه يعزم لم أَجدهَا وَأما رِوَايَة يبيت فَهِيَ عِنْد النَّسَائِيّ وَلها عَنهُ سياقان أَحدهمَا من لم يبيت الصّيام قبل الْفجْر فَلَا صِيَام لَهُ ثَانِيًا من لم يبيت الصّيام من اللَّيْل فَلَا صِيَام لَهُ وَفِي الحَدِيث كَلَام وَرِوَايَات مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 153 - الحَدِيث التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لرجل من الْأَنْصَار تزوج امْرَأَة وَلم يسم لَهَا مهْرا ثمَّ طَلقهَا قبل أَن يَمَسهَا أَمتعتهَا قَالَ لم يكن عِنْدِي شَيْء قَالَ مَتعهَا بِقَلَنْسُوَتِك 154 - الحَدِيث الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه قلت تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة 155 - قَوْله عَن جُبَير بن مطعم أَنه دخل عَلَى سعد بن أبي وَقاص فَعرض عَلَيْهِ بِنْتا لَهُ فَتَزَوجهَا فَلَمَّا خرج طَلقهَا وَبعث إِلَيْهَا بِالصَّدَاقِ كَامِلا

قلت الحَدِيث رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي الصَّوْم من حَدِيث عبد الله ابْن عمر عَن حَفْصَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا صِيَام لمن لم يجمع الصّيام من اللَّيْل انْتَهَى وَلَفْظَة يعزم لم أَجدهَا وَأما رِوَايَة يبيت فَهِيَ عِنْد النَّسَائِيّ وَلها عَنهُ سياقان أَحدهمَا من لم يبيت الصّيام قبل الْفجْر فَلَا صِيَام لَهُ ثَانِيًا من لم يبيت الصّيام من اللَّيْل فَلَا صِيَام لَهُ وَفِي الحَدِيث كَلَام وَرِوَايَات مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 153 - الحَدِيث التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لرجل من الْأَنْصَار تزوج امْرَأَة وَلم يسم لَهَا مهْرا ثمَّ طَلقهَا قبل أَن يَمَسهَا أَمتعتهَا قَالَ لم يكن عِنْدِي شَيْء قَالَ مَتعهَا بِقَلَنْسُوَتِك 154 - الحَدِيث الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه قلت تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة 155 - قَوْله عَن جُبَير بن مطعم أَنه دخل عَلَى سعد بن أبي وَقاص فَعرض عَلَيْهِ بِنْتا لَهُ فَتَزَوجهَا فَلَمَّا خرج طَلقهَا وَبعث إِلَيْهَا بِالصَّدَاقِ كَامِلا

فَقيل لَهُ لم تَزَوَّجتهَا قَالَ عرضهَا عَلّي فَكرِهت ردهَا قيل فَلم بعثت بِالصَّدَاقِ قَالَ فَأَيْنَ الْفضل قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَازِم ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد بن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن جده جُبَير بن مطعم ... فَذكره سَوَاء 156 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر مَلأ الله بُيُوتهم نَارا قلت رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث شُتَيْر بن شكل عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْأَحْزَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر مَلأ الله قُبُورهم وبيتهم نَارا ثمَّ صلاهَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث مرّة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ حبس الْمُشْركُونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَلَاة الْعَصْر حَتَّى احْمَرَّتْ الشَّمْس أَو اصْفَرَّتْ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر مَلأ الله أَو حَشا الله أَجْوَافهم أَو قُبُورهم نَارا انْتَهَى وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس وَهِي صَلَاة الْعَصْر خرجه فِي الْأَدْعِيَة والْحَدِيث فِي الْكتب السِّتَّة من رِوَايَة عَلّي لَكِن لَيْسَ فِيهِ ذكر صَلَاة الْعَصْر إِلَّا عِنْد مُسلم وَفِي الْبَاب أَحَادِيث فَعِنْدَ التِّرْمِذِيّ عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر وَحسنه وَصَححهُ وَعِنْده أَيْضا عَن الْحسن عَن سَمُرَة مَرْفُوعا نَحوه وَحسنه أَيْضا وَصَححهُ

وَعند الطَّبَرِيّ بِسَنَد جيد عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَعِنْده أَيْضا بِسَنَد جيد عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه حَدِيث ابْن مَسْعُود فَهَذِهِ نُصُوص فِي الْمَسْأَلَة لَا تحْتَمل شَيْئا ويؤكدها حَدِيث عمر من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله رَوَاهُ السِّتَّة وَفِي صَحِيح عَن بُرَيْدَة من ترك صَلَاة الْعَصْر فقد حَبط عمله 157 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّهَا الصَّلَاة الَّتِي شغل عَنْهَا سُلَيْمَان بن دَاوُد حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مقَاتل بن سُلَيْمَان الْأَزْدِيّ صَاحب التَّفْسِير عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي أَنه حَدثهُ عَن الْحَارِث الْأَعْوَر عَن عَلّي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ صَلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر الَّتِي غفل عَنْهَا سُلَيْمَان بن دَاوُد حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب انْتَهَى ثمَّ أسْند إِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي مقَاتل مُنكر الحَدِيث وَإِلَى ابْن معِين قَالَ لَيْسَ بِشَيْء وَلينه هُوَ قَالَ وَمَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة مَوْقُوفا عَلَى عَلّي فَقَالَ حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق بِهِ مَوْقُوفا وَفِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ نَحوه عَن ابْن عَبَّاس

158 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة عَن حَفْصَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا قَالَت لمن كتب لَهَا الْمُصحف إِذا بلغت الْآيَة فَلَا تَكْتُبهَا حَتَّى أُمليهَا عَلَيْك كَمَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقْرَأها فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ وَالصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر وَرُوِيَ عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر بِالْوَاو قلت أما حَدِيث حَفْصَة فَرَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ حَدثنَا زيد بن أسلم عَن عَمْرو ابْن رَافع أَنه قَالَ كنت أكتب مصحف حَفْصَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت لي إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَآذِنِّي فَلَمَّا بلغتهَا آذَنتهَا فَقَالَت اكْتُبْ حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ انْتَهَى وَعَن مَالك رَوَاهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي موطئِهِ وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الْخَامِس عَن أبي يعْلى الْموصِلِي بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق حَدثنِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي وَنَافِع بن عَمْرو ابْن رَافع مولَى عمر بن الْخطاب حَدثهمَا أَنه كَانَ يكْتب الْمَصَاحِف فِي عهد أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فاستكتبتني حَفْصَة مُصحفا وَقَالَت إِذا بلغت هَذِه الْآيَة من سُورَة الْبَقَرَة فَلَا تَكْتُبهَا حَتَّى تَأتِينِي بهَا فَأُمْلِيَهَا عَلَيْك مِمَّا حَفظتهَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا بلغتهَا جِئْتهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكتبهَا فَقَالَت لي اكْتُبْ حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَكَذَلِكَ الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا ابْن جريج عَن نَافِع عَن حَفْصَة نَحوه سَوَاء

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من ثَلَاث طرق كلهَا بِالْوَاو الأول وَهُوَ أصرحهَا حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا عبد الْوَهَّاب ثَنَا عبيد الله بن عمر عَن نَافِع أَن حَفْصَة أمرت مولَى لَهَا أَن يكْتب لَهَا مُصحفا فَقَالَت إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَلَا تَكْتُبهَا حَتَّى أملهَا عَلَيْك كَمَا سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرؤهَا فَلَمَّا بلغَهَا أَمرته فَكتب حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ قَالَ نَافِع فَقَرَأت ذَلِك الْمُصحف فَوجدت فِيهِ الْوَاو انْتَهَى الثَّانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن عبد الله بن زيد الْأَزْدِيّ عَن سَالم بن عبد الله أَن حَفْصَة أمرت إنْسَانا أَن يكْتب ... إِلَى آخِره لَيْسَ فِيهِ قَول نَافِع الثَّالِث من حَدِيث عَمْرو بن رَافع بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء ثمَّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ فَقَالَ حَدثنِي يَعْقُوب ثَنَا هشيم عَن أبي بشر عَن سَالم عَن حَفْصَة أَنَّهَا أمرت رجلا يكْتب لَهَا مُصحفا فَقَالَت إِذا بلغت هَذَا الْمَكَان فَأَعْلمنِي فَلَمَّا بلغ حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى قَالَت اكْتُبْ صَلَاة الْعَصْر انْتَهَى ثمَّ سَاقه من طَرِيق آخر وَفِيه فَلَمَّا بلغ قَالَت لَهُ اكْتُبْ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَهِي صَلَاة الْعَصْر فَتحَرَّر أَن حَفْصَة عَنْهَا رِوَايَتَانِ ذكر المُصَنّف مِنْهُمَا رِوَايَة حذف الْوَاو وَهِي أَضْعَف الرِّوَايَتَيْنِ وَقد رَوَى الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي فِي كتاب الْمَصَاحِف حَدِيث حَفْصَة من نَحْو عشْرين طَريقَة كلهَا وَصَلَاة الْعَصْر بِالْوَاو وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي يُونُس مولَى عَائِشَة قَالَ أَمرتنِي عَائِشَة أَن أكتب لَهَا مُصحفا وَقَالَت إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَآذِنِّي فَلَمَّا

بلغتهَا آذَنتهَا فَأَمْلَتْ عَلّي حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقَالَت سَمعتهَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ عبد الله بن أبي دَاوُد فِي كتاب الْمَصَاحِف حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو ابْن مَرْيَم عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يقْرَأ حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا وهب بن جرير ثَنَا شُعْبَة إِلَّا أَنه قَالَ عُمَيْر فَلْينْظر 159 - قَوْله عَن ابْن عمر أَنَّهَا صَلَاة الظّهْر لِأَنَّهَا فِي وسط النَّهَار وَعَن قبيصَة بن ذُؤَيْب أَنَّهَا الْمغرب لِأَنَّهَا وتر النَّهَار وَلَا تنقص فِي السّفر قلت رَوَاهُمَا الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا عبيد الله بن يزِيد ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح وَابْن لَهِيعَة قَالَا ثَنَا أَبُو عقيل زهرَة بن معبد أَن سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة بن الزُّبَيْر وَإِبْرَاهِيم بن طَلْحَة سَأَلُوا ابْن عمر عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى فَقَالَ هِيَ الظّهْر انْتَهَى أخبرنَا أَحْمد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا عبد السَّلَام عَن إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة عَن رجل عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب قَالَ الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْمغرب أَلا ترَى أَنَّهَا لَيست بِأَقَلِّهَا وَلَا أَكْثَرهَا وَلَا تقصر فِي السّفر انْتَهَى 160 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كُنَّا نتذاكر فِي الْمَسْجِد فضل الْأَنْبِيَاء فَذَكرنَا نوحًا بطول عِبَادَته وَإِبْرَاهِيم بخلته ومُوسَى بِتَكْلِيم الله إِيَّاه

وَعِيسَى بِرَفْعِهِ إِلَى السَّمَاء وَقُلْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أفضل مِنْهُم بعث إِلَى النَّاس كَافَّة وَغفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَهُوَ خَاتم الْأَنْبِيَاء فَدخل فَقَالَ فيمَ أَنْتُم فَذَكرنَا لَهُ فَقَالَ لَا يَنْبَغِي لعبد أَن يكون خيرا من يَحْيَى بن زَكَرِيَّا فَذكر أَنه لم يعْمل سَيِّئَة قطّ وَلم يهم بهَا قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا أَبُو عَاصِم عبد الله بن عبيد الْعَبادَانِي أَنا عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كُنَّا نتذاكر فِي حَلقَة فِي الْمَسْجِد فَضَائِل الْأَنْبِيَاء أَيهمْ أفضل فَذَكرنَا نوحًا وَطول عِبَادَته وَذكرنَا إِبْرَاهِيم وَخلته وَذكرنَا مُوسَى مُكَلم الله وَذكرنَا عِيسَى وَذكرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبينا نَحن كَذَلِك إِذْ خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا تذكرُونَ قُلْنَا يَا رَسُول الله تَذَاكرنَا فَضَائِل الْأَنْبِيَاء أَيهمْ أفضل فَذَكرنَا نوحًا وَطول عِبَادَته وَذكرنَا إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن وَذكرنَا مُوسَى مُكَلم الله وَذكرنَا عِيسَى بن مَرْيَم وَذَكَرْنَاك يَا رَسُول الله قَالَ فَمن فضلْتُمْ قَالُوا فضلناك يَا رَسُول الله بَعثك الله إِلَى النَّاس كَافَّة وَغفر لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر وَأَنت خَاتم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مَا يَنْبَغِي أَن يكون أحد خيرا من يَحْيَى بن زَكَرِيَّا قُلْنَا يَا رَسُول الله وَكَيف ذَلِك قَالَ ألم تسمعوا الله يَقُول يَا يَحْيَى خُذ الْكتاب بِقُوَّة وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا وَحَنَانًا من لدنا إِلَى آخر الْآيَة مُصدقا بِكَلِمَة من الله وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا من الصَّالِحين لم يعْمل قطّ سَيِّئَة وَلم يهم بهَا انْتَهَى رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي عَاصِم بِهِ قَالَ الْبَزَّاز لَا نعلم حدث بِهِ إِلَّا يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس وَلَا نعلم أحدا رَوَى عَن يُوسُف بن مهْرَان إِلَّا عَلّي بن زيد وَحده انْتَهَى رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة مَرْيَم من حَدِيث أبي عَاصِم

الْعَبادَانِي بِهِ سَوَاء 161 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة حَدِيث مُوسَى أَنه سَأَلَ الْمَلَائِكَة وَكَانَ ذَلِك من قومه كَطَلَب الرُّؤْيَة أَيَنَامُ رَبنَا فَأَوْحَى الله إِلَيْهِم أَن يُوقِظُوهُ وَلَا يَتْرُكُوهُ ينَام ثمَّ قَالَ خُذ بِيَدِك قَارُورَتَيْنِ مَمْلُوءَتَيْنِ فَأَخذهُمَا وَألقَى الله عَلَيْهِ النعاس فَضرب إِحْدَاهمَا عَلَى الْأُخْرَى فَانْكَسَرَتَا ثمَّ أوحى الله إِلَيْهِ قل لهَؤُلَاء إِنِّي أمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض بِقُدْرَتِي فَلَو أَخَذَنِي نوم أَو نُعَاس لزالتا قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والطبري فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل ثَنَا هِشَام بن يُوسُف عَن أُميَّة بن شبْل عَن الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَحْكِي عَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الْمِنْبَر قَالَ وَقع فِي نَفْس مُوسَى هَل ينَام رَبنَا عَزَّ وَجَلَّ فَأرْسل الله إِلَيْهِ ملكا فَأَرقهُ ثمَّ أعطَاهُ قَارُورَتَيْنِ فِي كل يَد قَارُورَة وَأمره أَن يحْتَفظ بهما قَالَ فَجعل ينَام وَكَاد يَدَاهُ يَلْتَقِيَانِ يَسْتَيْقِظ فَيحْبس إِحْدَاهمَا عَن الْأُخْرَى حَتَّى ينَام نومَة فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ فَانْكَسَرت الْقَارُورَتَانِ قَالَ ضرب الله تَعَالَى مثلا لَهُ أَن الله تَعَالَى لَو كَانَ ينَام لم تسْتَمْسك السَّمَاء وَالْأَرْض انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عِنْد كَلَامه عَلَى القيوم من أَسمَاء الله تَعَالَى عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ رَوَاهُ مَوْقُوفا قَالَ وَهَذَا هُوَ الْأَشْبَه انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني بِسَنَدِهِ إِلَى إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل بِهِ سندا ومتنا ثمَّ قَالَ قَالَ الدَّارقطني تفرد بِهِ الحكم ابْن أبان عَن عِكْرِمَة وَتفرد بِهِ أُميَّة عَن الحكم وَتفرد بِهِ هِشَام عَن أُميَّة وَقَالَ الْخَطِيب هَكَذَا رَوَاهُ أُميَّة بن شبْل عَن الحكم بن أبان مَوْصُولا مَرْفُوعا وَخَالفهُ معمر بن رَاشد فَرَوَاهُ عَن الحكم عَن عِكْرِمَة قَوْله لم يذكر فِيهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا أَبَا هُرَيْرَة وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا الحَدِيث لَا يثبت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غض من رَفعه وَالظَّاهِر أَن عِكْرِمَة رَأَى هَذَا فِي كتب الْيَهُود فَرَوَاهُ وَلم يزل عِكْرِمَة يروي عَنْهُم أَشْيَاء وَمثل هَذَا فَلَا يجوز أَن يخْفَى عَلَى نَبِي الله مُوسَى وَهُوَ أجل من أَن يجوز عَلَى الله تَعَالَى النّوم وَقد رَوَى عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب السّنة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ إِن بني إِسْرَائِيل قَالُوا لمُوسَى هَل ينَام رَبنَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح فَإِن الْقَوْم كَانُوا جُهَّالًا بِاللَّه تَعَالَى انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر أَخْبرنِي الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم أَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ الْمَلَائِكَة هَل ينَام الله عَزَّ وَجَلَّ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِم أَن يُؤَرِّقُوهُ ثَلَاثًا وَلَا يَتْرُكُوهُ ينَام فَفَعَلُوا ثمَّ أَعْطوهُ قَارُورَتَيْنِ فَأَمْسَكَهُمَا ثمَّ تَرَكُوهُ وَحَذرُوهُ قَالَ فَجعل يَنْعس وَيَسْتَيْقِظ وهما فِي يَده حَتَّى نعس نعيسة فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى فَانْكَسَرَتَا قَالَ معمر إِنَّمَا هُوَ مثل لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْض انْتَهَى وَالظَّاهِر أَن هَذَا الْخَبَر من الْإسْرَائِيلِيات الْمُنكرَة وَإِلَّا فَكيف يجوز مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام النّوم عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ يَقُول لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم

162 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي فضل آيَة الْكُرْسِيّ مَا قُرِئت هَذِه الْآيَة فِي دَار إِلَّا هجرتهَا الشَّيَاطِين ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَا يدخلهَا سَاحر وَلَا سَاحِرَة أَرْبَعِينَ لَيْلَة يَا عَلّي علمهَا ولدك وَأهْلك وَجِيرَانك فَمَا نزلت آيَة أعظم مِنْهَا 163 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ سَمِعت نَبِيكُم عَلَى أَعْوَاد الْمِنْبَر يَقُول من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا الْمَوْت وَلَا يواظب عَلَيْهَا إِلَّا صديق أَو عَابِد وَمن قَرَأَهَا إِذا أَخذ مضجعه آمنهُ الله عَلَى نَفسه وجاره وجار جَاره والأبيات حوله قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى نهشل بن سعيد الضَّبِّيّ عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي عَن حَبَّة العرني قَالَ سَمِعت عَلّي بن أبي طَالب يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَعْوَاد الْمِنْبَر يَقُول من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا الْمَوْت وَمن قَرَأَهَا حِين يَأْخُذ مضجعه آمنهُ الله عَلَى دَاره وَدَار جَاره وَالدُّوَيْرَاتِ حوله انْتَهَى ثمَّ رُوِيَ عَن الْحَاكِم أَيْضا بِسَنَدِهِ إِلَى سَالم الْخياط عَن الْحسن بن مُخْتَار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ دبر كل صَلَاة لم يكن بَينه وَبَين أَن يدْخل الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت انْتَهَى وَمُحَمّد بن حمير وَمُحَمّد بن

زِيَاد من رجال البُخَارِيّ فَهُوَ عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا فِي الموضوعات وَأنكر عَلَيْهِ بعض الْمُتَأَخِّرين وَخَطأَهُ فِي ذَلِك وَقَالَ إِنَّه حَدِيث صَحِيح وَوجدت لَهُ سندا آخر رَوَاهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ فَقَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن زُهَيْر ثَنَا مكي بن إِبْرَاهِيم ثَنَا هَاشم بن هَاشم عَن عمر بن إِبْرَاهِيم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ ... إِلَى آخِره وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث الْمُغيرَة 164 - الحَدِيث الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة رُوِيَ أَن الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم تَذَاكَرُوا أفضل مَا فِي الْقُرْآن فَقَالَ لَهُم عَلّي أَيْن أَنْتُم من آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَلّي سيد الْبشر آدم وَسيد الْعَرَب مُحَمَّد وَلَا فَخر وَسيد الْفرس سلمَان وَسيد الرّوم صُهَيْب وَسيد الْحَبَشَة بِلَال وَسيد الْجبَال الطّور وَسيد الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة وَسيد الْكَلَام الْقُرْآن وَسيد الْقُرْآن الْبَقَرَة وَسيد الْبَقَرَة آيَة الْكُرْسِيّ

قلت ذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث عَلّي مَرْفُوعا وَالله أعلم 165 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة رُوِيَ أَنه كَانَ لأنصاري من بني سَالم بن عَوْف ابْنَانِ فَتَنَصَّرَا قبل أَن يبْعَث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قدما الْمَدِينَة فَقَالَ لَا أَدعكُمَا حَتَّى تسلما فَأَبَوا فاختصموا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا رَسُول الله أَيَدْخُلُ بَعْضِي النَّار وَأَنا أنظر فَنزلت لَا إِكْرَاه فِي الدَّين الْآيَة فَخَلَّاهُمَا قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد الْحَرَشِي مولَى زيد بن ثَابت عَن عِكْرِمَة أَو سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى لَا إِكْرَاه فِي الدَّين قَالَ نزلت فِي رجل من الْأَنْصَار من بني سَالم بن عَوْف يُقَال لَهُ الْحصين كَانَ لَهُ ابْنَانِ نصرانيان وَكَانَ هُوَ مُسلما فَقَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله أَلا أستكرهما فَإِنَّهُمَا قد أَبَيَا إِلَّا النَّصْرَانِيَّة فَأنْزل الله فِيهِ الْآيَة فَتَركهُمَا انْتَهَى وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ من قَول مَسْرُوق قَالَ كَانَ لأنصاري من بني سَالم فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَكَذَلِكَ فعل الْبَغَوِيّ فِي كِتَابه 166 - قَوْله رُوِيَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سَأَلَ الصَّحَابَة عَن قَوْله تَعَالَى كَمثل جنَّة بِرَبْوَةٍ الْآيَة فَقَالُوا الله أعلم فَغَضب وَقَالَ قُولُوا نعلم أَو لَا نعلم فَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي نَفسِي مِنْهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قل يَا ابْن أخي وَلَا تحقر نَفسك قَالَ ضرب فِيهَا مثل الْعَمَل قَالَ لأي عمل قَالَ لرجل عني بِالْحَسَنَاتِ ثمَّ بعث الله لَهُ الشَّيْطَان فَعمل بِالْمَعَاصِي حَتَّى أغرق أَعماله كلهَا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر أَن عمر سَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخِره سَوَاء وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 167 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ صدقَات السِّرّ فِي التَّطَوُّع تفضل علانيتها سبعين ضعفا قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْخَامِس وَالسِّتِّينَ بعد الْمِائَتَيْنِ فَقَالَ ثَنَا أَبُو سِنَان الْبَلْخِي يرفعهُ إِلَى ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ قَالَ جعل صَدَقَة السِّرّ التَّطَوُّع تفضل علانيتها سبعين ضعفا وَجعل صَدَقَة الْفَرِيضَة علانيتها تفضل سرها بِخَمْسَة وَعشْرين ضعفا وَكَذَلِكَ جَمِيع الْفَرَائِض والنوافل فِي الْأَشْيَاء كلهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فَذكره 168 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَاب الصّفة فَرَأَى فَقرهمْ وَجَهْدهمْ وَطيب قُلُوبهم فَقَالَ أَبْشِرُوا يَا أَصْحَاب الصّفة فَمن بَقِي من أمتِي عَلَى النَّعْت الَّذِي أَنْتُم عَلَيْهِ رَاضِيا بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ من رُفَقَائِي

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر أَن عمر سَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 167 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ صدقَات السِّرّ فِي التَّطَوُّع تفضل علانيتها سبعين ضعفا قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْخَامِس وَالسِّتِّينَ بعد الْمِائَتَيْنِ فَقَالَ ثَنَا أَبُو سِنَان الْبَلْخِي يرفعهُ إِلَى ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ قَالَ جعل صَدَقَة السِّرّ التَّطَوُّع تفضل علانيتها سبعين ضعفا وَجعل صَدَقَة الْفَرِيضَة علانيتها تفضل سرها بِخَمْسَة وَعشْرين ضعفا وَكَذَلِكَ جَمِيع الْفَرَائِض والنوافل فِي الْأَشْيَاء كلهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره 168 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَاب الصّفة فَرَأَى فَقرهمْ وَجَهْدهمْ وَطيب قُلُوبهم فَقَالَ أَبْشِرُوا يَا أَصْحَاب الصّفة فَمن بَقِي من أمتِي عَلَى النَّعْت الَّذِي أَنْتُم عَلَيْهِ رَاضِيا بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ من رُفَقَائِي

169 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِن الله يحب الْحَيِي الْحَلِيم الْمُتَعَفِّف وَيبغض الْبَذِيء السَّائِل الْمُلْحِف قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَروِيَ من طرق الطَّرِيق الأول رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْأسود ثَنَا مُحَمَّد بن كثير الْملَائي عَن لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت إِن الله يحب الْحَيِي الْحَلِيم الْعَفِيف وَيبغض الْفَاحِش الْبَذِيء السَّائِل الْمُلْحِف إِن الْحيَاء من الْإِيمَان وَالْإِيمَان فِي الْجنَّة وَالْفُحْش من الْبذاء وَالْبذَاء فِي النَّار انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد الطَّرِيق الثَّانِي رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَمن طَرِيقه الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين أخبرنَا كُلْثُوم بن مُحَمَّد بن أبي سِدْرَة ثَنَا عَطاء بن مُسلم الْخُرَاسَانِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يحب الْحَلِيم المتحلم الْعَفِيف الْمُتَعَفِّف وَيكرهُ الْفَاحِش الْمُتَفَحِّش الْبَذِيء السَّائِل الْمُلْحِف انْتَهَى الطَّرِيق الثَّالِث رَوَاهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان وَأَبُو الْقَاسِم حَمْزَة ابْن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان من حَدِيث عِيسَى بن خَالِد الْبَلْخِي ثَنَا وَرْقَاء عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله إِذا أنعم عَلَى عبد نعْمَة أحب أَن يرَى أثر نعْمَته عَلَيْهِ وَيكرهُ الْبُؤْس وَالتَّبَاؤُس وَيبغض السَّائِل الْمُلْحِف وَيُحب الْعَفِيف الْمُتَعَفِّف انْتَهَى

وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سوار بن مُصعب عَن عَمْرو بن قيس عَن سَلمَة بن كهيل عَن شَقِيق عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ الْبَزَّار وَزَاد فِيهِ زيادات وَفِيه حَدِيث مُرْسل رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب حَدثنَا ابْن إِدْرِيس عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن مَيْمُون بن أبي شبيب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ وَيبغض الْفَاحِش الْبَذِيء 170 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة فِي الحَدِيث مَا نقصت زَكَاة من مَال قطّ قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا نقصت صَدَقَة من مَال وَمَا زَاد الله عبدا بِعَفْو إِلَّا عزا وَمَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه الله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ قطّ 171 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَا يحل دين رجل مُسلم فيؤخره إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُل يَوْم صَدَقَة قلت رُوِيَ من حَدِيث بُرَيْدَة وَمن حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس فَحَدِيث بُرَيْدَة رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْأَحْكَام حَدثنَا مُحَمَّد

ابْن عبد الله بن نمير ثَنَا أبي ثَنَا الْأَعْمَش عَن نفيع أبي دَاوُد عَن بُرَيْدَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من أنظر مُعسرا كَانَ لَهُ كل يَوْم صَدَقَة مَا لم يحل وَمن أنظرهُ بعد حلّه كَانَ لَهُ مثله فِي كل يَوْم صَدَقَة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده أَيْضا حَدثنَا عَفَّان ثَنَا عبد الْوَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن جحادة عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه شعب الْإِيمَان وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا أبي بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن جحادة بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي جمعه أَحَادِيث مُحَمَّد بن جحادة وَهُوَ جُزْء لطيف خمس عشرَة ورقة وَأما حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا أسود بن عَامر أَنا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن الْأَعْمَش عَن أبي دَاوُد عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ لرجل عَلَى آخر حق فَأَخَّرَهُ إِلَى أَجله كَانَ لَهُ صَدَقَة فَإِن أَخّرهُ بعد أَجله كَانَ لَهُ بِكُل يَوْم صَدَقَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن أبي بكر بن عَيَّاش بِهِ وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن أبي شيبَة وَزَاد فِيهِ وَمَا مد عبد يَده

بِصَدقَة إِلَّا ألقيت فِي يَد الله قبل أَن تقع فِي يَد السَّائِل انْتَهَى 172 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أشهد أَن الله أَبَاحَ السّلم الْمَضْمُون إِلَى أجل مَعْلُوم فِي كِتَابه وَأنزل فِيهِ أطول آيَة قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي حسان الْأَعْرَج عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أشهد أَن السّلم الْمَضْمُون إِلَى أجل مُسَمَّى أَن الله عَزَّ وَجَلَّ أحله فِي الْكتاب وَأذن فِيهِ وَقَرَأَ هَذِه الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا إِذا تداينتم بدين إِلَى أجل مُسَمَّى فاكتبوه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 173 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة فِي الحَدِيث لَا يَقُول الْمُؤمن كسلت وَأَعَادَهُ فِي بَرَاءَة 174 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رهن درعه فِي غير سفر قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْبيُوع من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اشْتَرَى من يَهُودِيّ طَعَاما إِلَى أجل وَرَهنه درعا لَهُ من حَدِيد انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ وَلَقَد رهن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ درعا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْد يَهُودِيّ وَأخذ مِنْهُ شَعِيرًا لأَهله انْتَهَى وَزِيَادَة قَوْله بِالْمَدِينَةِ

صَرِيح عَلَى أَنه كَانَ فِي حضر 175 - قَوْله عَن عبد الله بن عمر أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى إِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ الْآيَة فَقَالَ لَئِن أَخذنَا الله بِهَذَا لَنهْلكَنَّ ثمَّ بَكَى حَتَّى سمع نَشِيجه فَذكر لِابْنِ عَبَّاس فَقَالَ يغْفر الله لأبي عبد الرَّحْمَن قد وجد الْمُسلمُونَ مِنْهَا مثل مَا وجد فَنزل لَا يُكَلف الله نفسا ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أخبرنَا ابْن وهب أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن مرْجَانَة عَن ابْن عمر ... فَذكره وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث سَالم عَن أَبِيه عبد الله بن عمر ... فَذكره بِنَحْوِ مِنْهُ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 176 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دَعَا بِهَذِهِ الدَّعْوَات رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا الْآيَة قيل لَهُ عِنْد كل كلمة قد فعلت قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث آدم بن سُلَيْمَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة إِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ الله قَالَ دخل قُلُوبهم مِنْهَا شَيْء لم يدْخل قُلُوبهم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُولُوا سمعنَا وأطعنا قَالَ فَألْقَى الله الْإِيمَان فِي قُلُوبهم فَأنْزل الله لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا قَالَ قد فعلت انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 177 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ أنزل الله آيَتَيْنِ من كنوز الْجنَّة كتبهما

الرَّحْمَن بِيَدِهِ قبل أَن يخلق الْخلق بألفي سنة من قرأهما بعد الْعشَاء الْآخِرَة أَجْزَأَتَاهُ عَن قيام اللَّيْل قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْوَلِيد بن عباد عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن عَلْقَمَة بن قيس عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله أنزل ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ والوليد بن عباد لَيْسَ بِمَعْرُوف وَلَيْسَ حَدِيثه بِمُسْتَقِيم انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان بِسَنَدِهِ وَمَتنه 178 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة فِي لَيْلَة كفتاه قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي فِي بَاب شُهُود الْمَلَائِكَة بَدْرًا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن عَلْقَمَة عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة فِي لَيْلَة كفتاه قَالَ عبد الرَّحْمَن ثمَّ لقِيت أَبَا مَسْعُود وَهُوَ يطوف بِالْبَيْتِ فَحَدَّثَنِيهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن أبي مَسْعُود لم يذكرُوا فِيهِ عَلْقَمَة وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده بِالْوَجْهَيْنِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد فِيهِ آمن الرَّسُول بِمَا أنزل إِلَيْهِ من ربه إِلَى آخر السُّورَة

وَاخْتلفُوا فِي قَوْله كفتاه فَقيل أَي أَجْزَأَتَاهُ عَن قيام اللَّيْل وَقيل كفتاه عَن كل شَيْطَان وَقيل كفتاه مَا يكون من الْآفَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَقيل أَي فضلا وَأَجرا 179 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ أُوتيت خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم يُؤْتَهُنَّ نَبِي قبلي قلت رُوِيَ من حَدِيث حُذَيْفَة وَمن حَدِيث أبي ذَر فَحَدِيث حُذَيْفَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الصُّغْرَى فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فضلنَا عَلَى النَّاس بِثَلَاث جعلت لي الأَرْض كلهَا لنا مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا وَجعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة وَأُوتِيت هَؤُلَاءِ الْآيَات آخر سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم يُعْط مِنْهُ أحد قبلي وَلَا يُعْطَى مِنْهُ أحد بعدِي انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ فِي بَاب فَضَائِل الْقُرْآن وَقد خرج مُسلم رَحِمَهُ اللَّهُ حَدِيث أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَعْطَيْت خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش انْتَهَى وَهَذَا وهم وَإِنَّمَا رَوَى مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فضلنَا عَلَى النَّاس بِثَلَاث جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء وَذكر خصْلَة أُخْرَى انْتَهَى بِحُرُوفِهِ فِي الصَّلَاة فَلذَلِك عدلت عَنهُ إِلَى لفظ النَّسَائِيّ فَإِنَّهُ أقرب إِلَى لفظ الْكتاب وَعَجِبت من

شَيخنَا الذَّهَبِيّ كَيفَ لم يتعقبه فِي مُخْتَصره وَأَصْحَاب الْأَطْرَاف جَعَلُوهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَعَزوه لمُسلم وَالنَّسَائِيّ عَلَى عَادَتهم فِي الرُّجُوع إِلَى أصل الحَدِيث دون مُرَاعَاتهمْ لاخْتِلَاف أَلْفَاظه وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ من الْقسم الثَّالِث عَن ابْن خُزَيْمَة بسندهم إِلَى أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابيه دَلَائِل النُّبُوَّة وَشعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فَرَوَاهُ فِي تَرْجَمَة المحمدين من حَدِيث الْحسن بن سَالم بن أبي الْجَعْد سَمِعت نعيم بن أبي هِنْد ثَنَا ربعي بن حِرَاش حَدثنِي حُذَيْفَة بن الْيَمَان ... فَذكره بِلَفْظ النَّسَائِيّ وَزَاد ثمَّ قَرَأَ لله مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض حَتَّى ختم السُّورَة انْتَهَى وَوَقع لعبد الْحق هَاهُنَا ذُهُول فَذكره فِي أَحْكَامه الحَدِيث فِي أول بَاب التَّيَمُّم وَفِي بَاب الْمَسَاجِد فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ بِلَفْظ مُسلم وَعَزاهُ لَهُ ثمَّ قَالَ وَذكر ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده الْخصْلَة الَّتِي لم يذكرهَا مُسلم ثمَّ سَاقه بِلَفْظ النَّسَائِيّ وَهَذَا ذُهُول مِنْهُ فَإِنَّهُ عِنْد النَّسَائِيّ فِي سنَنه وَعَجِبت من ابْن الْقطَّان كَيفَ لم يَسْتَدْرِكهُ فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام مَعَ كَثْرَة تتبعه وَتعقبه عَلَيْهِ فِي مثل ذَلِك وَالله أعلم وَأما حَدِيث أبي ذَر فَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما حَدثنَا جرير عَن مَنْصُور عَن ربعي بن حِرَاش عَن زيد بن ظبْيَان عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَعْطَيْت خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم يُؤْتَهُنَّ نَبِي قبلي انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ من حَدِيث سُفْيَان

عَن مَنْصُور سندا ومتنا 180 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ المُصَنّف جَاءَ فِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من آخر سُورَة الْبَقَرَة وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة قلت الأول تقدم فِي حَدِيث أبي مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة فِي لَيْلَة كفتاه رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة وَالثَّانِي رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث مرّة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أعطي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَلَاثًا أعطي الصَّلَوَات الْخمس وَأعْطِي خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة وَغفر لمن لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا من أمته الْمُقْحمَات انْتَهَى وَرَوَى أَيْضا فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا جِبْرِيل عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ نزل ملك فَقَالَ هَذَا ملك لم ينزل إِلَى الأَرْض إِلَّا الْيَوْم فَسلم وَقَالَ أبشر بنورين أُوتِيتهُمَا لم يؤتهما نَبِي قبلك فَاتِحَة الْكتاب وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة لن تقْرَأ حرفا مِنْهَا إِلَّا أَعْطيته انْتَهَى 181 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة عَن ابْن مَسْعُود أَنه رَمَى الْجَمْرَة ثمَّ قَالَ من هَاهُنَا وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَمَى الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْحَج مُخْتَصرا وَمُطَولًا عَن عبد الرَّحْمَن ابْن يزِيد قَالَ رَمَى عبد الله بن مَسْعُود رمي جَمْرَة الْعقبَة من بطن الْوَادي بِسبع حَصَيَات يكبر مَعَ كل حَصَاة فَقيل لَهُ إِن أُنَاسًا يَرْمُونَهَا من فَوْقهَا فَقَالَ هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا الله هُوَ مقَام الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة انْتَهَى

182 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ السُّورَة الَّتِي تذكر فِيهَا الْبَقَرَة فسطاط فَتَعَلَّمُوهَا فَإِن تعلمهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلنْ تستطيعها البطلة قيل وَمَا البطلة قَالَ السَّحَرَة قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي رَوَاهُ مُسلم فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أقرءوا سُورَة الْبَقَرَة فَإِن أَخذهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا تستطيعها البطلة قَالَ مُعَاوِيَة بَلغنِي أَن البطلة السَّحَرَة انْتَهَى وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَكَذَلِكَ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة والدارمي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَالْبَغوِيّ من حَدِيث بُرَيْدَة كَذَلِك تَنْبِيه وَالْمُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ اسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث لِلْقَائِلين السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا كَذَا وَبِالثَّلَاثَةِ الْأَحَادِيث الَّتِي قبله عَلَى جَوَاز ذَلِك وَفِي الْبَاب حَدِيث لم يظفر بِهِ المُصَنّف رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن الْوَلِيد الْفَارِسِي ثَنَا خلف بن هِشَام ثَنَا عِيسَى بن مَيْمُون عَن مُوسَى بن أنس بن مَالك عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تَقولُوا سُورَة الْبَقَرَة وَلَا سُورَة آل عمرَان وَلَا سُورَة النِّسَاء وَكَذَلِكَ الْقُرْآن كُله وَلَكِن قُولُوا السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا الْبَقَرَة وَالَّتِي يذكر فِيهَا آل عمرَان وَكَذَلِكَ الْقُرْآن كُله انْتَهَى وَهَذَا الحَدِيث مَعْلُول بِعِيسَى بن مَيْمُون وَهُوَ أَبُو سَلمَة الْخَواص وَهُوَ ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ

ثَنَا خلف بن هِشَام الْبَزَّار بِهِ سندا ومتنا وَحَدِيث الْكتاب ذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِلَفْظ الْكتاب سَوَاء

سورة آل عمران

سُورَة آل عمرَان

سُورَة آل عمرَان ذكر فِيهَا سَبْعَة وَتِسْعين حَدِيثا 183 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جمع الْيَهُود فِي سوق بني قينقاع بعد وقْعَة بدر فَقَالَ يَا معشر الْيَهُود احْذَرُوا مِثْلَمَا نزل بِقُرَيْش وَأَسْلمُوا قبل أَن ينزل بكم مَا نزل بهم فقد عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِي مُرْسل فَقَالُوا لَا يغرنك أَنَّك لقِيت أَقْوَامًا أَغْمَارًا لَا خبْرَة لَهُم بِالْحَرْبِ فَأَصَبْت مِنْهُم فرْصَة لَئِن قَاتَلْتنَا لعَلِمت أَنا نَحن النَّاس فَنزلت قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت عَن سعيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة كِلَاهُمَا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أصَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُريْشًا يَوْم بدر وَقدم الْمَدِينَة جمع الْيَهُود فِي سوق بني قينقاع فَقَالَ يَا معشر يهود أَسْلمُوا ... إِلَى آخر سَوَاء وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق فَلم يُجَاوِزهُ 184 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب الْفَرَائِض أخبرنَا مُحَمَّد بن

مَنْصُور الْمَكِّيّ عَن سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك بن أَوْس بن الْحدثَان قَالَ قَالَ عمر لعبد الرَّحْمَن وَسعد وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر أنْشدكُمْ بِاللَّه الَّذِي قَامَت لَهُ السَّمَوَات وَالْأَرْض سَمِعْتُمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة قَالُوا اللَّهُمَّ نعم انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركت بعد مُؤنَة عَامِلِي وَنَفَقَة نسَائِي صَدَقَة انْتَهَى والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة عَائِشَة لَيْسَ فِيهِ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء وَلَفْظهمَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا نورث مَا تركنَا فَهُوَ صَدَقَة انْتَهَى قيل وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي غير جَامعه بِسَنَد عَلَى شَرط مُسلم من حَدِيث عمر عَن أبي بكر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أَخْبرنِي إِسْحَاق بن مُوسَى ثَنَا تليد بن سُلَيْمَان أَبُو إِدْرِيس عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك بن أَوْس ابْن الْحدثَان قَالَ قَالَ أَبُو بكر إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة انْتَهَى قَالَ وَتَلِيدُ بن سُلَيْمَان كُوفِي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء 185 - الحَدِيث الثَّالِث عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي النَّاس أَشد عذَابا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ رجل قتل نَبيا أَو رجلا أَمر بِمَعْرُوف أَو نهَى عَن مُنكر ثمَّ قَرَأَ وَيقْتلُونَ النَّبِيين الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَة قتلت بَنو إِسْرَائِيل ثَلَاثَة وَأَرْبَعين نَبيا من أول النَّهَار

فِي سَاعَة وَاحِدَة فَقَامَ مائَة وَاثنا عشر رجلا من عباد بني إِسْرَائِيل فَأمروا قَتلتهمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْهُمْ عَن الْمُنكر فَقتلُوا جَمِيعًا من آخر النَّهَار قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحَارِث الْبَغْدَادِيّ ثَنَا عبد الْوَهَّاب ابْن نجدة حَدثنِي مُحَمَّد بن حمير ثنى أَبُو الْحسن مولَى بني أَسد عَن مَكْحُول عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي الشُّهَدَاء أكْرم عَلَى الله قَالَ رجل قَامَ إِلَى أَمِير جَائِر فَأمره بِمَعْرُوف وَنَهَاهُ عَن مُنكر فَقتله قيل فَأَي النَّاس أَشد عذَابا قَالَ رجل قتل نَبيا أَو قتل رجلا أمره بِمَعْرُوف أَو نَهَاهُ عَن الْمُنكر فَقتله ثمَّ قَرَأَ وَيقْتلُونَ النَّبِيين بِغَيْر حق الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَة ... الحَدِيث إِلَى آخِره وَقَالَ لَا نعلم لَهُ عَن أبي عُبَيْدَة طَرِيقا غير هَذِه الطَّرِيق وَلم نسْمع أحدا سَمّى أَبَا الْحسن هَذَا الَّذِي رَوَى عَنهُ مُحَمَّد بن حمير انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم عَن ابْن حمير بِهِ 186 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل مِدْرَاسهمْ يَعْنِي الْيَهُود فَدَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُ نعيم بن عَمْرو والْحَارث بن زيد عَلَى أَي دين أَنْت قَالَ عَلَى مِلَّة إِبْرَاهِيم قَالَا إِن إِبْرَاهِيم كَانَ يَهُودِيّا قَالَ لَهُم إِن بَيْننَا وَبَيْنكُم التَّوْرَاة فَهَلُمُّوا إِلَيْهَا فأبيا فَنزلت ألم تَرَ إِلَى الَّذين أُوتُوا نَصِيبا من الْكتاب يدعونَ إِلَى كتاب الله الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد

ابْن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت حَدثنِي سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَيت الْمِدْرَاس عَلَى جمَاعَة من يهود فَدَعَاهُمْ إِلَى الله فَقَالَ لَهُ نعيم بن عَمْرو ... إِلَى آخِره وَذكره ابْن هِشَام فِي سيرته من قَول ابْن إِسْحَاق لم يُجَاوز بِهِ وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس 187 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين أفْتَتح مَكَّة وعد أمته ملك فَارس وَالروم فَقَالَ المُنَافِقُونَ وَالْيَهُود هَيْهَات هَيْهَات من أَيْن مُحَمَّد ملك فَارس وَالروم هم أعز وَأَمْنَع من ذَلِك قلت غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ عَن ابْن عَبَّاس وَأنس قَالَا لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة ... فَذكره إِلَى آخِره وَذكره الْبَغَوِيّ من قَول قَتَادَة فَقَط 188 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما خطّ الخَنْدَق عَام الْأَحْزَاب وَقطع لكل عشرَة أَرْبَعِينَ ذِرَاعا وَأخذُوا يحفرون خرج من بطن الخَنْدَق صَخْرَة كَالتَّلِّ الْعَظِيم لم يعْمل فِيهَا المعاول فوجهوا سلمَان إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُخبرهُ فَأخذ الْمعول من سلمَان فضربها ضَرْبَة صَدعهَا وبرق مِنْهَا برق أَضَاء مَا بَين لابتيها لكأن مصباحا فِي جَوف بَيت مظلم وَكبر وَكبر الْمُسلمُونَ وَقَالَ أَضَاءَت لي مِنْهُ قُصُور الْحيرَة كَأَنَّهَا أَنْيَاب الْكلاب ثمَّ ضرب الثَّانِيَة فَقَالَ أَضَاءَت لي مِنْهَا الْقُصُور الْحمر

من أَرض الرّوم ثمَّ ضرب الثَّالِثَة فَقَالَ أَضَاءَت لي قُصُور صنعاء وَأَخْبرنِي جِبْرِيل أَن أمتِي ظَاهِرَة عَلَى كلهَا فأبشروا فَقَالَ المُنَافِقُونَ أَلا تعْجبُونَ يمنيكم وَيَعدكُمْ الْبَاطِل وَيُخْبِركُمْ أَنه يبصر من يثرب قُصُور الْحيرَة وَمَدَائِن كسْرَى وَإِنَّهَا تفتح لكم وَأَنْتُم إِنَّمَا تَحْفِرُونَ الخَنْدَق من الْفرق لَا تَسْتَطِيعُونَ أَن تبْرزُوا فَنزلت قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك ... الْآيَة قلت رُوِيَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ أما حَدِيث الْبَراء فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْجِهَاد من حَدِيث مَيْمُون عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحَفر الخَنْدَق قَالَ وَعرض لنا فِيهِ صَخْرَة لم تَأْخُذ فِيهَا المعاول فشكوناها إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فجَاء فَأخذ الْمعول ثمَّ قَالَ بِسم الله فَضرب ضَرْبَة فَكسر ثلث الْحجر وَقَالَ الله أكبر أَعْطَيْت مَفَاتِيح الشَّام وَالله إِنِّي لَأبْصر قُصُورهَا الْحمر من مَكَاني هَذَا ثمَّ قَالَ بِسم الله وَضرب ضَرْبَة أُخْرَى فَكسر ثلث الْحجر فَقَالَ الله أكبر أَعْطَيْت مَفَاتِيح فَارس وَإِنِّي لَأبْصر الْمَدَائِن وَأبْصر قصرهَا الْأَبْيَض من مَكَاني هَذَا ثمَّ قَالَ بِسم الله وَضرب ضَرْبَة أُخْرَى فَقلع بَقِيَّة الْحجر فَقَالَ الله أكبر أَعْطَيْت مَفَاتِيح الْيمن وَالله إِنِّي لَأبْصر أَبْوَاب صنعاء من مَكَاني هَذَا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي كتاب الْجِهَاد من جِهَة النَّسَائِيّ وَسكت عَنهُ فَهُوَ صَحِيح عِنْده عَلَى قَاعِدَته فِي ذَلِك وَتعقبه ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه فَقَالَ وَمَيْمُون هَذَا هُوَ مولَى عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة يكنى أَبَا عبد الله يروي عَن زيد

ابْن أَرقم والبراء رَوَى عَن قَتَادَة وخَالِد الْحذاء وَشعْبَة وعَوْف الْأَعرَابِي قَالَ احْمَد حَدِيثه مُنكر وَقَالَ ابْن معِين لَا شَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ عَن ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يَحْيَى لَا يحدث عَنهُ وكل من رَأَيْته من مُؤَلَّفِي الضُّعَفَاء ذكره فِي جُمْلَتهمْ فَأَقل أَحْوَاله أَلا يكون ثَابت الْعَدَالَة إِن لم يثبت جرحه انْتَهَى كَلَامه أما حَدِيث عَمْرو بن عَوْف فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن خَالِد بن عَثْمَة ثَنَا كثير بن عبد الله ابْن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ حَدثنِي أبي عَن أَبِيه قَالَ خطّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الخَنْدَق عَام الْأَحْزَاب ثمَّ قطع أَرْبَعِينَ ذِرَاعا بَين كل عشرَة قَالَ عَمْرو بن عَوْف فَكنت أَنا وسلمان وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان والنعمان بن مقرن وَسِتَّة نفر من الْأَنْصَار فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعا فَحَفَرْنَا حَتَّى إِذا بلغنَا الثدي أخرج الله تَعَالَى من بطن الخَنْدَق صَخْرَة بَيْضَاء مُدَوَّرَة فَكسرت حَدِيدَنَا وَشقت علينا فَذهب سلمَان وَاخْبَرْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فهبط مَعَ سلمَان فِي الخَنْدَق وَأخذ الْمعول من سلمَان فَضرب الصَّخْرَة ضَرْبَة صَدعهَا وبرق مِنْهَا برقة أَضَاء مَا بَين لابتيها يَعْنِي الْمَدِينَة حَتَّى لكأن مصباحا فِي جَوف ليل مظلم فَكبر وَكبر الْمُسلمُونَ ثمَّ ضربهَا الثَّانِيَة فَصَدَعَهَا ثمَّ ضربهَا الثَّالِثَة فَكَسرهَا وَقَالَ لما ضرب الضَّرْبَة الأولَى فَبَرَق الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَت لي مِنْهَا قُصُور الْحيرَة وَمَدَائِن كسْرَى كَأَنَّهَا أَنْيَاب الْكلاب وَأَخْبرنِي جِبْرِيل أَن أمتِي ظَاهِرَة عَلَيْهَا ثمَّ ضربت الثَّانِيَة فَأَضَاءَتْ لي قُصُور الْحمر من أَرض الرّوم وَأَخْبرنِي جِبْرِيل أَن أمتِي ظَاهِرَة عَلَيْهَا ثمَّ ضرب الثَّالِثَة فَأَضَاءَتْ لي قُصُور صنعاء وَأَخْبرنِي جِبْرِيل أَن أمتِي ظَاهِرَة عَلَيْهَا فأبشروا فَاسْتَبْشَرَ الْمُسلمُونَ وَقَالُوا الْحَمد لله مَوْعُود صَادِق وعدنا النَّصْر بعد الْحصْر وَقَالَ المُنَافِقُونَ أَلا تعْجبُونَ يُحَدثكُمْ وَيُمَنِّيكُمْ وَيَعدكُمْ الْبَاطِل يُخْبِركُمْ أَنه يبصر من يثرب قُصُور الْحيرَة وَمَدَائِن كسْرَى وَأَنَّهَا تفتح لكم وَأَنْتُم تَحْفِرُونَ الخَنْدَق لَا تَسْتَطِيعُونَ أَن تبْرزُوا فَأنْزل الله وَإِذ يَقُول المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض مَا وعدنا الله وَرَسُوله إِلَّا غرُورًا مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين والواحدي

فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ والطبري والثعلبي وَالْبَغوِيّ من طَرِيق الثَّعْلَبِيّ فِي تفاسيرهم كلهم عَن مُحَمَّد بن خَالِد بن عَثْمَة بِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة سلمَان أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن أبي فديك ثَنَا كثير بن عبد الله بِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي عَاصِم بن عبد الله الْحكمِي عَن عمر بن الحكم قَالَ كَانَ عمر بن الْخطاب يَوْمئِذٍ يَعْنِي يَوْم الخَنْدَق يضْرب بِالْمِعْوَلِ إِذْ صَادف حجرا صَلدًا فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِنْهُ الْمعول وَهُوَ عِنْد جبل بني عبيد فَضرب ضَرْبَة ... فَذكره بِنَحْوِهِ 189 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَمَا تَكُونُونَ يُولى عَلَيْكُم قلت هَذَا رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب ثَنَا هبه الله بن أبي غَسَّان الْفَارِسِي أَنا عبد الْملك بن الْحسن البكاري ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمرَان الْجُورِي ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن الْمثنى أَبُو الْمثنى الْبَاهِلِيّ أَن أَبَاهُ وَعَمه مُحَمَّد بن يَحْيَى الْمثنى حَدَّثَاهُ قَالَا أَنا الْكرْمَانِي بن عَمْرو ثَنَا الْمُبَارك بن فضَالة عَن الْحسن عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَمَا تَكُونُونَ يُولى عَلَيْكُم وَفِي لفظ يُؤمر عَلَيْكُم انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رَوَاهُ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن الْمثنى عَن الْكرْمَانِي بن عَمْرو عَن الْمُبَارك بن فضَالة وَالْمبَارك ابْن فضَالة وَإِن ذكر بِشَيْء من الضعْف فَإِن الْعهْدَة عَلَى من رَوَاهُ عَنهُ فَإِن فيهم جَهَالَة وَالْحسن عَن أبي هُرَيْرَة مُنْقَطع انْتَهَى وَفِيه تَخْلِيط فَليُحرر

190 - الحَدِيث الثَّامِن يرْوَى فِي الحَدِيث مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا والشيطان يمسهُ حِين يُولد فَيَسْتَهِل صَارِخًا من مس الشَّيْطَان إِيَّاه إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا ثمَّ قَالَ المُصَنّف الله أعلم بِصِحَّتِهِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مَوْلُود ... إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد ثمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم وَإِنِّي أُعِيذهَا بك وذريتها من الشَّيْطَان الرَّجِيم انْتَهَى 191 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه جَاع فِي زمن قحط فَأَهْدَتْ لَهُ فَاطِمَة رغيفين وَبضْعَة لحم آثَرته بهَا فَرجع بهَا إِلَيْهَا وَقَالَ هَلُمِّي يَا بنية فَكشفت عَن الطَّبَق فَإِذا هُوَ مَمْلُوء خبْزًا وَلَحْمًا فبهتت وَعلمت أَنَّهَا نزلت من عِنْد الله فَقَالَ لَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنى لَك هَذَا فَقَالَت هُوَ من عِنْد الله إِن الله يرْزق من يَشَاء بِغَيْر حِسَاب فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام الْحَمد لله الَّذِي جعلك شَبيهَة بِسَيِّدَة نسَاء بني إِسْرَائِيل ثمَّ جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَجَمِيع أهل بَيته عَلَيْهِ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِي الطَّعَام كَمَا هُوَ فَأَوْسَعْت فَاطِمَة عَلَى جِيرَانهَا قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا سهل بن زَنْجَلَة أَبُو عمرَان الدَّارِيّ ثَنَا عبد الله بن صَالح ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَامَ أَيَّامًا لم يطعم طَعَاما حَتَّى شقّ ذَلِك عَلَيْهِ فَطَافَ فِي منَازِل أَزوَاجه فَلم يصب عِنْد وَاحِدَة مِنْهُنَّ شَيْئا فَأَتَى فَاطِمَة فَقَالَ يَا بنية هَل عنْدك شَيْء آكله فَإِنِّي جَائِع فَقَالَت لَا وَالله بِأبي أَنْت وَأمي فَلَمَّا خرج من عِنْدهَا عَلَيْهِ السَّلَام بعثت إِلَيْهَا جَارة لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقطعَة لحم فَأَخَذته مِنْهَا وَوَضَعته فِي

جَفْنَة لَهَا وَغَطَّتْهُ وَقَالَت لَأُوثِرَنَّ بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ بعثت إِلَيْهِ حسنا أَو حُسَيْنًا فَرجع إِلَيْهَا فَقَالَت لَهُ بِأبي أَنْت وَأمي قد أَتَى الله بِشَيْء فَخَبَّأْته لَك قَالَ هَلُمِّي فَأَتَتْهُ فَكشفت عَن الْجَفْنَة فَإِذا هِيَ مَمْلُوءَة خبْزًا وَلَحْمًا فَلَمَّا نظرت إِلَيْهَا بهتت وَعرفت أَنَّهَا بركَة من الله عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا قَدمته إِلَيْهِ حمد الله تَعَالَى وَقَالَ لَهَا من أَيْن لَك هَذَا قَالَت يَا أَبَت هُوَ من عِنْد الله إِن الله يرْزق من يَشَاء بِغَيْر حِسَاب فَقَالَ يَا بنية الْحَمد لله الَّذِي جعلك شَبيهَة بِسَيِّدَة نسَاء بني إِسْرَائِيل ثمَّ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى عَلّي وَأكل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَعلي وَفَاطِمَة وَحسن وحسين وَجَمِيع أهل بَيته جَمِيعًا حَتَّى شَبِعُوا وَبقيت الْجَفْنَة كَمَا هِيَ فَأَوْسَعْت فَاطِمَة عَلَى جِيرَانهَا وَجعل الله فِيهَا بركَة وَخيرا كثيرا انْتَهَى وَسَهل بن زَنْجَلَة حَافظ ثِقَة أخرج لَهُ ابْن ماجة رَوَى عَنهُ ابْن عُيَيْنَة وَالْقطَّان 192 - الحَدِيث الْعَاشِر قَول أهل خَيْبَر مُحَمَّد وَالْخَمِيس قلت هَذِه الْقطعَة من حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أنس فِي غَزْوَة خَيْبَر قَالَ صبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَقد خَرجُوا بِالْمَسَاحِي عَلَى أَعْنَاقهم فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَذَا مُحَمَّد وَالْخَمِيس فَلَجَئُوا إِلَى الْحصن فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدَيْهِ وَقَالَ الله أكبر خربَتْ خَيْبَر وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الصافات إِن شَاءَ الله تَعَالَى 193 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما دعاهم يَعْنِي النَّصَارَى إِلَى المباهلة قَالُوا حَتَّى نرْجِع وَنَنْظُر فَلَمَّا تَخَالُّوا قَالُوا للعاقب وَكَانَ ذَا

رَأْيهمْ يَا عبد الْمَسِيح مَا ترَى فَقَالَ وَالله لقد عَرَفْتُمْ يَا معشر النَّصَارَى أَن مُحَمَّدًا نَبِي مُرْسل وَلَقَد جَاءَكُم بِالْفَصْلِ من أَمر صَاحبكُم وَالله مَا بِأَهْل قوم نَبيا قطّ فَعَاشَ كَبِيرهمْ وَنبت صَغِيرهمْ وَلَئِن فَعلْتُمْ لتهلكن فَإِن أَبَيْتُم إِلَّا إلْف دينكُمْ وَالْإِقَامَة عَلَى مَا أَنْتُم عَلَيْهِ فَوَادعُوا الرجل وَانْصَرفُوا إِلَى بِلَادكُمْ فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد غَدا مُحْتَضِنًا الْحُسَيْن آخِذا بيد الْحسن وَفَاطِمَة تمشي خَلفه وَعلي خلفهمَا وَهُوَ يَقُول إِذا أَنا دَعَوْت فَأمنُوا فَقَالَ أَسْقُف نَجْرَان يَا معشر النَّصَارَى إِنِّي لأرَى وُجُوهًا لَو شَاءَ الله أَن يزِيل جبلا من مَكَانَهُ لَأَزَالَهُ بهَا فَلَا تباهلوا فَتَهْلكُوا وَلَا يَبْقَى عَلَى وَجه الأَرْض نَصْرَانِيّ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم رَأينَا أَلا نباهلك وَأَن نقرك عَلَى دينك وَنثْبت عَلَى ديننَا قَالَ فَإِذا أَبَيْتُم المباهلة فأسلموا يكن لكم مَا للْمُسلمين وَعَلَيْكُم مَا عَلَيْهِم فَأَبَوا قَالَ فَإِنِّي أناجزكم قَالُوا مَا لنا بِحَرب الْعَرَب طَاقَة وَلَكِن نُصَالِحُكَ عَلَى أَلا تَغْزُونَا وَلَا تخيفنا وَلَا تردنَا عَن ديننَا عَلَى أَن نُؤَدِّي إِلَيْك كل عَام ألفي حلَّة ألف فِي صفر وَألف فِي رَجَب وَثَلَاثِينَ درعا عَارِية من حَدِيد فَصَالحهُمْ عَلَى ذَلِك وَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن الْهَلَاك قد تدلى عَلَى أهل نَجْرَان وَلَو لَاعِنُوا لمسخوا قردة وَخَنَازِير ولاضطرم عَلَيْهِم الْوَادي نَارا ولاستأصل الله نَجْرَان وَأَهله حَتَّى الطير عَلَى رُءُوس الشّجر وَلما حَال الْحول عَلَى النَّصَارَى كلهم حَتَّى يهْلكُوا قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فرج ثَنَا أَبُو عمر الدوري ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس أَن وَفد نَجْرَان من النَّصَارَى قدمُوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم أَرْبَعَة عشرَة رجلا من أَشْرَافهم مِنْهُم السَّيِّد وَهُوَ

الْكَبِير وَالْعَاقِب وَهُوَ الَّذِي بعده وَكَانَ صَاحب رَأْيهمْ واسْمه عبد الْمَسِيح وَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْلمُوا أَسْلمُوا ثمَّ تَلا عَلَيْهِم إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم خلقه ... الْآيَة فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَيْهِم قَالُوا مَا نَعْرِف مَا نقُول فَقَالَ إِن الله قد أَمرنِي إِن لم تقبلُوا هَذَا أَن أُبَاهِلكُم قَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم حَتَّى نرْجِع فَنَنْظُر فِي أمرنَا ثمَّ نَأْتِيك قَالَ فَخَلا بَعضهم بِبَعْض وَقَالَ السَّيِّد للعاقب يَا عبد الْمَسِيح قد وَالله علمْتُم أَن الرجل لنَبِيّ مُرْسل وَمَا لَاعن قوم قطّ نَبيا فَتَبقى كَبِيرهمْ وَلَا نبت صَغِيرهمْ فَإِن أَنْتُم لم تَتبعُوهُ وَأَبَيْتُمْ إِلَّا إلْف دينكُمْ فَوَادَعُوهُ وَارْجِعُوا إِلَى بِلَادكُمْ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد خرج بِنَفر من أَهله فجَاء عبد الْمَسِيح بِابْنِهِ وَابْن أَخ لَهُ وَجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ عَلّي وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَفَاطِمَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا أَنا دَعَوْت فَأمنُوا فَأَبَوا أَن يُلَاعِنُوا وصالحوه عَلَى الْجِزْيَة وَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم نرْجِع عَلَى ديننَا وَنَدَعك وَدينك ثمَّ أخرج نَحوه عَن الشّعبِيّ مُرْسلا وَفِيه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِن أَبَيْتُم المباهلة فأسلموا وَلكم مَا للْمُسلمين وَعَلَيْكُم مَا عَلَيْهِم فَإِن أَبَيْتُم فأعطوا الْجِزْيَة كَمَا قَالَ الله قَالُوا مَا نُكَلِّم إِلَّا أَنْفُسنَا قَالَ فَإِن أَبَيْتُم فَإِنِّي أَنْبِذ إِلَيْكُم عَلَى سَوَاء قَالُوا مَا لنا طَاقَة بِحَرب الْعَرَب وَلَكِن نُؤَدِّي الْجِزْيَة فَجعل عَلَيْهِم كل سنة ألفي حلَّة ألفا فِي صفر وألفا فِي رَجَب فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقد أَتَانِي البشير بهلكة أهل نَجْرَان لَو تَمُّوا عَلَى الْمُلَاعنَة مُخْتَصر ورَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزُّبَيْر فِي قَوْله تَعَالَى إِن هَذَا لَهو الْقَصَص الْحق إِلَى قَوْله فَقولُوا اشْهَدُوا بِأَنا مُسلمُونَ قَالَ لما دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوَفْد من نَصَارَى نَجْرَان إِلَى الْمُلَاعنَة قَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم دَعْنَا نَنْظُر فِي أمرنَا ثمَّ نَأْتِيك بِمَا نُرِيد أَن نَفْعل فِيمَا دَعوتنَا إِلَيْهِ فانصرفوا عَنهُ ثمَّ خلوا بِالْعَاقِبِ وَكَانَ ذَا رَأْيهمْ فَقَالُوا يَا عبد الْمَسِيح

مَا ترَى قَالَ وَالله يَا معشر النَّصَارَى لقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا لنَبِيّ مُرْسل وَلَقَد جَاءَكُم بِالْفَصْلِ من خبر صَاحبكُم وَقد علمْتُم مَا لَاعن قوم نَبيا قطّ فَتَبقى كَبِيرهمْ وَلَا نبت صَغِيرهمْ وَإنَّهُ للِاسْتِئْصَال مِنْكُم إِن فَعلْتُمْ فَإِن كُنْتُم قد أَبَيْتُم إِلَّا إلْف دينكُمْ وَالْإِقَامَة عَلَى مَا أَنْتُم عَلَيْهِ من القَوْل فِي صَاحبكُم فَوَادعُوا الرجل ثمَّ انصرفوا إِلَى بِلَادكُمْ فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم قد رَأينَا أَلا نُلَاعِنك وَأَن نَتْرُكك عَلَى دينك وَنَرْجِع إِلَى ديننَا ثمَّ أسْند إِلَى السّديّ قَالَ فَأخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْحسن وَالْحُسَيْن وَفَاطِمَة وَقَالَ لعَلي اتَّبعنَا فَخرج مَعَهم وَلم تخرج النَّصَارَى يَوْمئِذٍ وَقَالُوا إِنَّا نَخَاف أَن يكون هَذَا هُوَ النَّبِي وَلَيْسَت دَعْوَة النَّبِي كَغَيْرِهِ فَتَخَلَّفُوا عَنهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو خَرجُوا لَاحْتَرَقُوا فَصَالَحُوهُ عَلَى أَن لَهُ عَلَيْهِم ثَمَانِينَ ألفا فَمَا عجزت الدَّرَاهِم فَفِي الْعرُوض الْحلَّة بِأَرْبَعِينَ وَعَلَى أَن لَهُ عَلَيْهِم ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ درعا وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَأَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ فرسا غَازِيَة كل سنة وَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَامِن لَهَا حَتَّى يُؤَدِّيهَا إِلَيْهِم انْتَهَى وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق لن يُجَاوز بِهِ وَمُصَالَحَة أهل نَجْرَان عَلَى ألفي حلَّة وعارية ثَلَاثِينَ درعا وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث السّديّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ صَالح الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل نَجْرَان عَلَى ألفي حلَّة النّصْف فِي صفر والبقية فِي رَجَب يؤدونها إِلَى الْمُسلمين وعارية ثَلَاثِينَ درعا وَثَلَاثِينَ فرسا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَثَلَاثِينَ من كل صنف من أَصْنَاف السِّلَاح يغزون بهَا والمسلمون ضامنون لَهَا حَتَّى يردوها عَلَيْهِم مُخْتَصر 194 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج وَعَلِيهِ مرط مرجل من شعر أسود فجَاء الْحسن فَأدْخلهُ ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَأدْخلهُ

ثمَّ فَاطِمَة ثمَّ عَلّي ثمَّ قَالَ إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت ... قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْفَضَائِل من حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة قَالَت خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غَدَاة وَعَلِيهِ مرط مرجل من شعر أسود فجَاء الْحسن بن عَلّي فَادْخُلْهُ ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَأدْخلهُ ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا ثمَّ جَاءَ عَلّي فَأدْخلهُ ثمَّ قَالَ إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِيه مرجل يرْوَى بِالْجِيم وَبِالْحَاءِ وَهُوَ كسَاء من صوف أوخز وَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه الْمرجل بِالْحَاء وَالْجِيم هُوَ الْمُوشى بِمثل صور الرِّجَال 195 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما نزلت لَيْسَ علينا فِي الْأُمِّيين سَبِيل قَالَ كذب أَعدَاء الله مَا من شَيْء فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَّا وَهُوَ تَحت قدمي إِلَّا الْأَمَانَة فَإِنَّهَا مُؤَدَّاة إِلَى الْبَار والفاجر قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لما قَالَ أهل الْكتاب لَيْسَ علينا فِي الْأُمِّيين سَبِيل قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كذب أَعدَاء الله ... إِلَى آخِره ورَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى أَنا أَبُو ربيع الزهْرَانِي ثَنَا يَعْقُوب القمي بِهِ سندا ومتنا وَهَذَا مُرْسل قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه وَمَعْنى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام تَحت

قدمي أَي أَهْدَرْتُهُ كُله وَهَذَا فِي لُغَة الْعَرَب يَقُول الرجل للرِّجَال إِذا وَقع بَينهم شَرّ ثمَّ أَرَادَ الصُّلْح اجْعَل ذَلِك تَحت قَدَمَيْك أَي أبْطلهُ انْتَهَى 196 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَنه سَأَلَهُ رجل فَقَالَ إِنَّا نصيب فِي الْغَزْو من أَمْوَال أهل الذِّمَّة الدَّجَاجَة وَالشَّاة قَالَ فَيَقُولُونَ مَاذَا قَالَ يَقُول لَيْسَ علينا فِي ذَلِك بَأْس قَالَ هَذَا كَمَا قَالَ أهل الْكتاب لَيْسَ علينا فِي الْأُمِّيين سَبِيل إِنَّهُم إِذا أَدّوا الْجِزْيَة لم يحل أكل أَمْوَالهم إِلَّا بِطيبَة أنفسهم قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي عَن صعصعة بن مُعَاوِيَة أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس فَقَالَ إِنَّا نمر بِأَهْل الذِّمَّة فَيذبحُونَ لنا الدَّجَاجَة وَالشَّاة قَالَ وَيَقُولُونَ مَاذَا ... إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن وَكِيع ثَنَا أبي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق بِهِ 197 - الحَدِيث الرَّابِع عشر رُوِيَ عَن الْأَشْعَث بن قيس قَالَ نزلت فِي يشْتَرونَ بِعَهْد الله ثمنا قَلِيلا قَالَ كَانَت بيني وَبَين رجل خُصُومَة فِي بِئْر فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ شَاهِدَاك أَو يَمِينه فَقلت إِذا يحلف وَلَا يُبَالِي فَقَالَ من حلف عَلَى يَمِين يسْتَحق بهَا مَالا هُوَ فِيهَا فَاجر لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي عدَّة مَوَاضِع مِنْهُ وَمُسلم فِي كتاب الْأَيْمَان عَن أبي وَائِل قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود من حلف عَلَى يَمِين يسْتَحق بهَا مَالا وَهُوَ فِيهَا فَاجر لَقِي الله وَهُوَ غَضْبَان فَأنْزل الله تَصْدِيق ذَلِك إِن

الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا) إِلَى عَذَاب أَلِيم ثمَّ إِن الْأَشْعَث ابْن قيس خرج إِلَيْنَا فَقَالَ مَا يُحَدثكُمْ أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ فَحَدَّثنَاهُ فَقَالَ صدق لفي وَالله نزلت كَانَ بيني وَبَين رجل خُصُومَة فِي بِئْر فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ شَاهِدَاك أَو يَمِينه قلت إِنَّه إِذا يحلف وَلَا يُبَالِي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من حلف عَلَى يَمِين يسْتَحق بهَا مَالا هُوَ فَاجر لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان انْتَهَى 198 - الحَدِيث الْخَامِس عشر رُوِيَ أَن أَبَا رَافع الْقرظِيّ وَالسَّيِّد من نَصَارَى نَجْرَان قَالَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتُرِيدُ أَن نعبدك ونتخذك رَبًّا قَالَ معَاذ الله أَن يعبد غير الله أَو أَن نأمر بِعبَادة غير الله فَمَا بذلك بَعَثَنِي وَلَا بذلك أَمرنِي فَنزلت مَا كَانَ لبشر أَن يؤتيه الله الْكتاب ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي أَبْوَاب الْوُفُود فِي بَاب وُفُود نَجْرَان عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت ثني سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ اجْتمعت نَصَارَى نَجْرَان وأحبار يهود عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتنازعوا عِنْده فَقَالَت الْأَحْبَار مَا كَانَ إِبْرَاهِيم يَهُودِيّا وَقَالَت النَّصَارَى مَا كَانَ إِلَّا نَصْرَانِيّا فَأنْزل الله فيهم يَا أهل الْكتاب لم تحاجون فِي إِبْرَاهِيم وَمَا أنزلت التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل إِلَّا من بعده إِلَى قَوْله وَالله ولي الْمُؤمنِينَ فَقَالَ أَبُو رَافع الْقرظِيّ وَرجل آخر مِنْهُم يُقَال لَهُ الرئيس وَهُوَ السَّيِّد لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد دعاهم لِلْإِسْلَامِ أَتُرِيدُ منا يَا مُحَمَّد أَن نعبدك كَمَا تعبد النَّصَارَى عِيسَى بن مَرْيَم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام معَاذ الله أَن أعبد غير الله أَو آمُر بِعبَادة غَيره مَا بذلك بَعَثَنِي وَلَا بذلك أَمرنِي فَأنْزل الله تَعَالَى فِي ذَلِك مَا كَانَ لبشر أَن يؤتيه الله الْكتاب وَالْحكم والنبوة ثمَّ يَقُول للنَّاس كونُوا عبادا لي من دون الله ... إِلَى آخر الْآيَات

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَمَتنه وَذكره ابْن هِشَام فِي سيرته من قَول ابْن إِسْحَاق لم يُجَاوز بِهِ إِلَّا أَن عِنْده وَعند الطَّبَرِيّ أَبُو نَافِع بالنُّون وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ عَن الْكَلْبِيّ وَعَطَاء عَن ابْن عَبَّاس أَن أَبَا رَافع والرئيس من نَصَارَى نَجْرَان قَالَا يَا مُحَمَّد ... إِلَى آخِره سَوَاء 199 - الحَدِيث السَّادِس عشر رُوِيَ أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله نسلم عَلَيْك كَمَا يسلم بَعْضنَا عَلَى بعض أَفلا نسجد لَك قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يسْجد لأحد من دون الله وَلَكِن أكْرمُوا نَبِيكُم واعرفوا الْحق لأَهله قلت غَرِيب وَنَقله الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْحسن قَالَ بَلغنِي أَن رجلا قَالَ ... فَذكره 200 - رُوِيَ أَن أهل الْكتاب اخْتَصَمُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ من دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وكل وَاحِد من الْفَرِيقَيْنِ ادَّعَى أَنه أولَى بِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلا الْفَرِيقَيْنِ بَرِيء من دين إِبْرَاهِيم فَقَالُوا مَا نرضى بِقَضَائِك وَلَا نَأْخُذ بِدينِك فَنزلت قلت غَرِيب أَيْضا وَنَقله الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس

أَن أهل الْكتاب اخْتَصَمُوا ... إِلَى آخِره سَوَاء 201 - الحَدِيث السَّابِع عشر رُوِيَ أَنه لما نزلت لن تنالوا الْبر حَنَى تنفقوا مِمَّا تحبون جَاءَ أَبُو طَلْحَة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أحب أَمْوَالِي إِلَيّ بيرحاء فضعها يَا رَسُول الله حَيْثُ أَرَاك الله فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بخ بخ ذَاك مَال رابح وَإِنِّي أرَى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين فَقَالَ طَلْحَة أَفعَلهَا يَا رَسُول الله وَقسمهَا فِي أَقَاربه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْوَقْف وَمُسلم فِي الزَّكَاة من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس بن مَالك قَالَ لما نزلت لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون قَامَ أَبُو طَلْحَة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الله يَقُول لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون وَإِن أحب أَمْوَالِي إِلَيّ بيرحاء وَإِنَّهَا صَدَقَة لله أَرْجُو برهَا وَذُخْرهَا فضعها حَيْثُ أَرَاك الله فَقَالَ بخ ذَاك مَال رابح أَو قَالَ رَايِح شكّ أَبُو سَلمَة وَقد سَمِعت مَا قلت وَإِنِّي أرَى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين قَالَ أَبُو طَلْحَة أفعل يَا رَسُول الله فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه انْتَهَى 202 - الحَدِيث الثَّامِن عشر رُوِيَ أَن زيد بن حَارِثَة جَاءَ بفرس وَكَانَ يُحِبهَا فَقَالَ هَذِه فِي سَبِيل الله فَحمل عَلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُسَامَة بن زيد وَكَأن زيدا وجد فِي نَفسه وَقَالَ إِنَّمَا أردْت أَن أَتصدق بِهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما إِن الله قد قبلهَا مِنْك

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب حَدثنِي دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْمَكِّيّ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ لما أنزلت هَذِه الْآيَة لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون جَاءَ زيد بفرس لَهُ يُقَال لَهُ سبل فَقَالَ يَا رَسُول الله تصدق بِهَذِهِ قَالَ فَأَعْطَاهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابْنه أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة فَكَأَن زيدا وجد فِي نَفسه ... إِلَى آخِره وَهَذَا مُرْسل وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب وَغَيره أَنه لما نزلت لن تنالوا الْبر ... جَاءَ زيد بن حَارِثَة بفرس لَهُ وَكَانَ يُحِبهَا ... فَذكره إِلَى آخِره وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد أَيْضا وَهُوَ معضل 203 - قَوْله كتب عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن يبْتَاع لَهُ جَارِيَة من سبي جَلُولَاء يَوْم فتحت مَدَائِن كسْرَى فَلَمَّا جَاءَت أَعْجَبته فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يَقُول لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون فَأعْتقهَا وَرُوِيَ أَن أَبَا ذَر نزل بِهِ ضيف فَقَالَ لِلرَّاعِي ائْتِنِي بِخَير إبلي فجَاء بِنَاقَة مَهْزُولَة فَقَالَ خُنْتنِي قَالَ وجدت خير الْإِبِل فَحلهَا فَذكرت يَوْم حَاجَتكُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ إِن يَوْم حَاجَتي إِلَيْهِ ليَوْم أوضع فِي حفرتي قلت الأول رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو ثَنَا أَبُو عَاصِم عَن عِيسَى عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا

مِمَّا تحبون) قَالَ كتب عمر بن الْخطاب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد بن اللَّيْث ثَنَا مُوسَى بن مَسْعُود ثَنَا شبْل عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد ... فَذكره 204 - الحَدِيث التَّاسِع عشر عَن عَائِشَة قَالَت كنت أطيب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِحلِّهِ وَحرمه قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْحَج عَنْهَا 205 - الحَدِيث الْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سُئِلَ عَن أول مَسْجِد وضع للنَّاس قَالَ الْمَسْجِد الْحَرَام ثمَّ بَيت الْمُقَدّس وَسُئِلَ كم بَينهمَا قَالَ أَرْبَعُونَ سنة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن زيد بن شريك التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن أبي ذَر قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أول مَسْجِد وضع للنَّاس قَالَ الْمَسْجِد الْحَرَام قلت ثمَّ أَي قَالَ بَيت الْمُقَدّس قلت كم بَينهمَا قَالَ أَرْبَعُونَ عَاما ثمَّ الأَرْض لَك مَسْجِد فَحَيْثُمَا أَدْرَكتك الصَّلَاة فصل انْتَهَى 206 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حبب إِلَيّ من دنياكم ثَلَاث الطّيب وَالنِّسَاء وقرة عَيْني فِي الصَّلَاة قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى فِي كتاب عشرَة النِّسَاء من طَرِيقين

أَحدهمَا عَن سيار بن حَاتِم عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حبب إِلَيّ من الدُّنْيَا النِّسَاء وَالطّيب وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب النِّكَاح وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الزّهْد الطَّرِيق الثَّانِي عَن أبي الْمُنْذر سَلام بن سُلَيْمَان عَن ثَابت بِهِ وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَلام وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ ضَعِيف قَالَ ابْن عدي وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِسَلام ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ من غير هَذَا الْوَجْه فِيهَا لين وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الطَّرِيق الأول وَقَالَ الدَّارقطني فِي علله هَذَا حَدِيث رَوَاهُ سَلام بن سُلَيْمَان أَبُو الْمُنْذر وَسَلام ابْن أبي الصَّهْبَاء وجعفر بن سُلَيْمَان الضبعِي عَن ثَابت عَن أنس فَرَفَعُوهُ وَخَالفهُم حَمَّاد بن زيد فَرَوَاهُ عَن ثَابت مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّد بن ثَابت الْبَصْرِيّ مُرْسلا والمرسل أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَتقدم فِي سُورَة الْبَقَرَة وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ من غير طَرِيق أَبِيه فَقَالَ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا أَبُو معمر ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حبب إِلَيّ النِّسَاء وَالطّيب وَجعلت قُرَّة عَيْني

فِي الصَّلَاة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا يَحْيَى بن عُثْمَان الْحَرْبِيّ ثَنَا الهقل بن زِيَاد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الَّذِي قبله سَوَاء 207 - قَوْله عَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لَو ظَفرت فِيهِ بِقَاتِل الْخطاب مَا مَسسْته حَتَّى يخرج مِنْهُ قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْحَج ثَنَا بَان جريج سَمِعت عبد الله بن أبي حُسَيْن يحدث عَن عِكْرِمَة بن خَالِد قَالَ قَالَ عمر لَو وجدت فِيهِ قَاتل الْخطاب مَا مَسسْته حَتَّى يخرج مِنْهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة عَن ابْن جريج بِهِ 208 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ بعث يَوْم الْقِيَامَة آمنا قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَأنس وسلمان وَعمر وحاطب وَكلهَا ضَعِيفَة أما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير فِي بَاب الْمِيم من حَدِيث عبد الله بن المؤمل عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من مَاتَ

فِي أحد الْحَرَمَيْنِ مَكَّة أَو الْمَدِينَة بعث يَوْم الْقِيَامَة آمنا انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي الْوسط أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن مهْدي الْعَطَّار الْكُوفِي حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن المورقي ثَنَا زيد بن الْحباب عَن عبد الله بن المؤمل بِهِ وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِعَبْد الله بن المؤمل وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين فِي رِوَايَة عَنهُ وَفِي رِوَايَة قَالَ صَالح الحَدِيث وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْحَج أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا عَلّي بن عِيسَى ثَنَا أَحْمد بن عَبدُوس بن حَمْدَوَيْه الصفار النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَيُّوب بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك ثَنَا سُلَيْمَان بن يزِيد الكعبي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ بعث يَوْم الْقِيَامَة من الْآمنينَ وَمن زارني محتسبا إِلَى الْمَدِينَة كَانَ فِي جواري يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عِيسَى بن يُونُس ثَنَا ثَوْر بن يزِيد حَدثنِي شيخ عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَأما حَدِيث سلمَان فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي شعب الْإِيمَان وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث عبد الغفور بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي هَاشم الرماني عَن زَاذَان عَن سلمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ اسْتوْجبَ شَفَاعَتِي وَبعث يَوْم الْقِيَامَة من الْآمنينَ انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَعبد الغفور هَذَا ضَعِيف قَالَ وَقد رُوِيَ بِإِسْنَاد أحسن من هَذَا ثمَّ أخرجه عَن عبد الله بن المؤمل بِسَنَد جَابر الْمُتَقَدّم وَمَتنه وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ عبد الغفور الوَاسِطِيّ قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث عَلَى الثِّقَات

وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا سوار بن مَيْمُون أَبُو الْجراح الْعَبْدي حَدثنِي رجل من آل عمر عَن عمر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من زارني كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا وَمن مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ بَعثه الله عَزَّ وَجَلَّ من الْآمنينَ يَوْم الْقيام انْتَهَى وَمن طَرِيق أبي دَاوُد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب وَأما حَدِيث حَاطِب فَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج من حَدِيث هَارُون أبي قزعة عَن رجل من آل حَاطِب عَن حَاطِب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من زارني بعد موتِي فَكَأَنَّمَا زارني فِي حَياتِي وَمن مَاتَ بِأحد الْحَرَمَيْنِ بعث من الْآمنينَ يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَهَارُون أَبُو قزعة قَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى وَفِيه حَدِيث مُرْسل رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي بَاب حُرْمَة الْمَدِينَة أخبرنَا يَحْيَى بن الْعَلَاء الْعجلِيّ وَغَيره عَن غَالب بن عبيد الله رفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من زارني كَانَ فِي جواري وَمن مَاتَ بِأحد الْحَرَمَيْنِ بعث يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْآمنينَ انْتَهَى 209 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ الْحجُون وَالْبَقِيع يُؤْخَذ بِأَطْرَافِهِمَا وَيَنْثُرَانِ فِي الْجنَّة قَالَ المُصَنّف وهما مقبرتا مَكَّة وَالْمَدينَة قلت غَرِيب جدا

210 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى ثنية الْحجُون وَلَيْسَ فِيهَا يَوْمئِذٍ مَقْبرَة فَقَالَ يبْعَث الله من هَذِه الْبقْعَة وَمن هَذَا الْحرم كُله سبعين ألفا وُجُوههم كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر قلت غَرِيب وَرَوَى الدَّارقطني فِي غرائب مَالك من حَدِيث عُثْمَان بن الْحسن الرَّافِعِيّ عَن عبد الْملك بن الْمَاجشون ثَنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليبْعَثن من بَقِيع الْغَرْقَد سَبْعُونَ ألف شَهِيد ليشفع كل شَهِيد لسَبْعين ألفا قَالُوا يَا رَسُول الله أَيكُون هَذَا بِالْمَدِينَةِ قَالَ توفّي بِشَيْء من حولهَا من الْأَعْرَاب وَالَّذِي بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ أَنه ليَبْعَث إِلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة أَرْبَعَة من الْمَلَائِكَة يسمون الْأَشِدَّاء فَيَأْخُذُونَ بِأَكْنَافِهَا الْأَرْبَعَة ثمَّ تنكث نَكثا فِي الْجنَّة مُخْتَصره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا بَاطِل لَا أصل لَهُ وَالْحمل فِيهِ عَلَى عُثْمَان بن الْحسن الرَّافِعِيّ انْتَهَى 211 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من صَبر عَلَى حر مَكَّة سَاعَة من نَهَار تَبَاعَدت عَنهُ جَهَنَّم مسيرَة مِائَتي عَام

قلت غَرِيب وَرَوَى الْعقيلِيّ فِي كِتَابه الضُّعَفَاء عَن الْحسن بن رشيد عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صَبر فِي حر مَكَّة سَاعَة من نَهَار تَبَاعَدت مِنْهُ جَهَنَّم مسيرَة مِائَتي عَام انْتَهَى وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث أنس بن مَالك من صَبر عَلَى حر مَكَّة سَاعَة من نَهَار تَبَاعَدت عَنهُ جَهَنَّم مسيرَة مائَة عَام وَتَقَرَّبت من الْجنَّة مسيرَة مائَة عَام انْتَهَى وَهُوَ عَلَى اصْطِلَاحه فِي ذكر الرَّاوِي وَحذف اسْم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 212 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فسر الِاسْتِطَاعَة بالزاد وَالرَّاحِلَة قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أنس أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ السَّبِيل الزَّاد وَالرَّاحِلَة مُخْتَصر وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس فِي قَوْله تَعَالَى وَللَّه عَلَى النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا قيل يَا رَسُول الله مَا السَّبِيل قَالَ الزَّاد وَالرَّاحِلَة انْتَهَى

وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرُوِيَ من طرق أُخْرَى وَفِيه كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 213 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ وَلم يحجّ فليمت إِن شَاءَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث هِلَال بن عبد الله الْبَاهِلِيّ مولَى ربيعَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ملك زادا وراحلة تبلغه إِلَى بَيت الله وَلم يحجّ فَلَا عَلَيْهِ أَن يَمُوت يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَفِي إِسْنَاده مقَال وهلال بن عبد الله مَجْهُول والْحَارث بِضعْف فِي الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَقَالَ تفرد بِهِ هِلَال مولَى ربيعَة هَذَا بَصرِي حدث عَنهُ غير وَاحِد من الْبَصرِيين عَفَّان بن مُسلم وَمُسلم ابْن إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا انْتَهَى وَهَذَا يدْفع قَول التِّرْمِذِيّ إِنَّه مَجْهُول إِلَّا أَن يُرِيد جَهَالَة الْحَال وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَأَعلاهُ بِهِلَال قَالَ ابْن عدي وهلال مَعْرُوف بِهَذَا الحَدِيث ثمَّ أسْند إِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع عَلَيْهِ

وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده أخبرنَا يزِيد بن هَارُون عَن شريك عَن لَيْث عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من لم يمنعهُ من الْحَج حَاجَة ظَاهِرَة أَو سُلْطَان جَائِر أَو مرض حَابِس وَمَات وَلم يحجّ فليمت إِن شَاءَ يَهُودِيّا وَإِن شَاءَ نَصْرَانِيّا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن سَلام بن سليم عَن لَيْث عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره مُرْسلا وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من حَدِيث عبد الرَّحْمَن الْقطَامِي ثَنَا أَبُو المهزم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ وَلم يحجّ حجَّة الْإِسْلَام من غير وجع حَابِس أَو سُلْطَان جَائِر فليمت أَي الْميتَتَيْنِ شَاءَ إِمَّا يَهُودِيّا وَإِمَّا نَصْرَانِيّا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق ابْن عدي ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَأَبُو المهزم يزِيد بن سُفْيَان قَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَفِيه عبد الرَّحْمَن الْقطَامِي قَالَ الفلاس كَانَ كذابا انْتَهَى 214 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْوه من التَّغْلِيظ من ترك الصَّلَاة مُتَعَمدا فقد كفر قلت رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث رَاشد الْحمانِي عَن شهر ابْن حَوْشَب عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ أَوْصَانِي أَبُو الْقَاسِم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

أَلا أشرك بِاللَّه شَيْئا وَإِن حرقت وَلَا أترك صَلَاة مَكْتُوبَة مُتَعَمدا فَمن تَركهَا مُتَعَمدا فقد كفر وَلَا أشْرب الْخمر فَإِنَّهَا مِفْتَاح كل شَرّ انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَأَبُو مُحَمَّد رَاشد الْحمانِي بَصرِي لَيْسَ بِهِ بَأْس وَشهر بن حَوْشَب رَوَى النَّاس عَنهُ وَاحْتَملُوا حَدِيثه انْتَهَى وَفِي الإِمَام قَالَ أَبُو حَاتِم رَاشد الْحمانِي صَالح الحَدِيث وَشهر وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَقَالَ الدَّارقطني فِي علله حَدِيث من ترك الصَّلَاة مُتَعَمدا فقد كفر رَوَاهُ أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ عَن الرّبيع بن أنس عَن أنس عَن الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَخَالفهُ عَلّي بن الْجَعْد فَرَوَاهُ عَن أبي جَعْفَر عَن الرّبيع مُرْسلا والمرسل أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى والْحَدِيث رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن لم يَقُولُوا فِيهِ مُتَعَمدا فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْإِيمَان وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد ثَنَا عبد الله ابْن بُرَيْدَة عَن بُرَيْدَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَهْد الَّذِي بَيْننَا وَبينهمْ الصَّلَاة فَمن تَركهَا فقد كفر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرطهمَا وَلَا نَعْرِف لَهُ عِلّة بِوَجْه من الْوُجُوه قَالَ وَله شَاهد بِإِسْنَاد صَحِيح عَلَى شَرطهمَا ثمَّ أخرج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يرَوْنَ شَيْئا من الْأَعْمَال تَركه كفرا غير الصَّلَاة انْتَهَى وَفِي الْإِيمَان رَوَى التِّرْمِذِيّ ثَنَا قُتَيْبَة عَن بشر بن الْمفضل عَن الْجريرِي عَن عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ قَالَ كَانَ أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يرَوْنَ شَيْئا من الْأَعْمَال تَركه كفر غير الصَّلَاة انْتَهَى قَالَ وَهَؤُلَاء رجال الصَّحِيح انْتَهَى

وَرَوَى مُسلم من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بَين الرجل وَبَين الْكفْر ترك الصَّلَاة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَلَفْظهمْ بَين العَبْد وَالْكفْر ترك الصَّلَاة قَالَ ابْن حبَان وَتَأْويل هَذِه الْأَحَادِيث أَن الرجل إِذا ترك الصَّلَاة ارْتَقَى إِلَى ترك غَيرهَا من الْفَرَائِض وَأَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْجحْد فَأطلق عَلَى الْبِدَايَة اسْم النِّهَايَة 215 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه لما نزلت وَللَّه عَلَى النَّاس حج الْبَيْت جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل الْأَدْيَان كلهم فخطبهم وَقَالَ إِن الله كتب عَلَيْكُم الْحَج فحجوا فآمنت بِهِ مِلَّة وَاحِدَة وهم الْمُسلمُونَ وكفرت خمس ملل وَقَالُوا لَا نؤمن بِهِ وَلَا نصلي لَهُ وَلَا نحجه فَنزلت وَمن كفر ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَحْيَى بن أبي طَالب أَنا يزِيد أَنا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله تَعَالَى وَللَّه عَلَى النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا قَالَ لما نزلت آيَة الْحَج جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل الْأَدْيَان كلهم فخطبهم ... إِلَى آخِره وَهُوَ مُرْسل 216 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ حجُّوا قبل أَلا تَحُجُّوا فَإِنَّهُ قد هدم الْبَيْت مرَّتَيْنِ وَيرْفَع فِي الثَّالِثَة قلت رَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّالِث عَن الْحسن بن قزعة ثَنَا سُفْيَان بن حبيب عَن حميد الطَّوِيل عَن بكر

ابْن عبد الله الْمُزنِيّ عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَمْتعُوا من هَذَا الْبَيْت فَإِنَّهُ قد هدم مرَّتَيْنِ وَيرْفَع فِي الثَّالِثَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لم نسْمع أحدا يحدث بِهِ إِلَّا الْحسن بن قزعة عَن سُفْيَان بن حبيب وَقد رُوِيَ عَن حميد عَن بكر عَن ابْن عمر مَوْقُوفا انْتَهَى قلت وَقد تَابع الْحسن بن قزعة عَلَى رَفعه عَمْرو بن عون فَرَوَاهُ عَن سُفْيَان ابْن حبيب بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور مَرْفُوعا هَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أول كتاب الْحَج وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى قلت لم يخرجَا لِسُفْيَان بن حبيب شَيْئا إِلَّا أَنه من الثِّقَات الْمَشْهُورين لم أر أحدا تكلم فِيهِ وَلَا فِي الْحسن بن قزعة وَالله أعلم وَلم يروه ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه إِلَّا مَوْقُوفا رَوَاهُ فِي الْحَج وَفِي الْفِتَن حَدثنَا يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن عبد الله بن عمر قَالَ تمَتَّعُوا من هَذَا الْبَيْت ... إِلَى آخِره 217 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ وَرُوِيَ حجُّوا قبل أَلا تَحُجُّوا حجُّوا قبل أَن يمْنَع الْبر جَانِبه ( قلت هُوَ هَكَذَا فِي الْفَائِق لِابْنِ غَانِم التنيسِي حجُّوا قبل أَلا تَحُجُّوا قبل أَن يمْنَع الْبر جَانِبه وَالْبَحْر رَاكِبه وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر كتاب الْحَج من طَرِيق عبد الرَّزَّاق ثَنَا عبد الله بن عِيسَى الجندي عَن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حجُّوا قبل أَلا تَحُجُّوا قَالُوا وَمَا شَأْن الْحَج يَا رَسُول الله

قَالَ تقعد أعرابها عَلَى أَذْنَاب أَوديتهَا فَلَا يصل إِلَى الْحَج أحد انْتَهَى وَعبد الله ابْن عِيسَى وَمُحَمّد بن أبي مُحَمَّد مَجْهُولَانِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بهما وَقَالَ إنَّهُمَا مَجْهُولَانِ قَالَ وَلَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء انْتَهَى 218 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ حجُّوا هَذَا الْبَيْت قبل أَن تنْبت فِي الْبَادِيَة شَجَرَة لَا تَأْكُل مِنْهَا دَابَّة إِلَّا نفقت وَعَن ابْن عمر قَالَ لَو ترك النَّاس الْحَج عَاما وَاحِدًا مَا نُوظِرُوا قلت غَرِيبَانِ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الْأَبَّار ثَنَا أَبُو أُميَّة عَمْرو ابْن هِشَام الْحَرَّانِي ثَنَا عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا إِسْمَاعِيل بن رَاشد قَالَ كَانَ من خبر عبد الرَّحْمَن بن ملجم فِي قَتله عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وَفِي آخرهَا وَصِيَّة عَلّي لِوَلَدَيْهِ الْحسن وَالْحُسَيْن وفيهَا وَالله الله فِي بَيت ربكُم لَا يحلونَ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِن ترك لم تنَاظرُوا انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْحَج حَدثنَا السُّفْيانَانِ ابْن عُيَيْنَة وَالثَّوْري عَن سَالم بن أبي حَفْصَة أَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو ترك النَّاس زِيَارَة هَذَا الْبَيْت عَاما وَاحِدًا مَا مُطِرُوا انْتَهَى

219 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن شَاس بن قيس الْيَهُودِيّ وَكَانَ عَظِيم الْكفْر شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين مر يَوْمًا عَلَى نفر من الْأَنْصَار من الْأَوْس والخزرج فِي مجْلِس يتحدثون فَغَاظَهُ ذَلِك حَيْثُ تآلفوا واجتمعوا بعد الْعَدَاوَة فَأمر شَابًّا من الْيَهُود أَن يجلس إِلَيْهِم وَيذكرهُمْ يَوْم بُعَاث وينشدهم مَا قيل فِيهِ من الْأَشْعَار وَكَانَ يَوْمًا اقْتتلَتْ فِيهِ الْأَوْس والخزرج وَكَانَ الظفر فِيهِ لِلْأَوْسِ فَفعل فَتَشَاجَرَ الْقَوْم وَتَنَازَعُوا وَقَالُوا السِّلَاح السِّلَاح فَبلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَخرج إِلَيْهِم فِيمَن مَعَه من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فَقَالَ أَتَدعُونَ الْجَاهِلِيَّة وَأَنا بَين أظْهركُم بعد إِذْ أكْرمكُم الله بِالْإِسْلَامِ وَقطع بِهِ عَنْكُم أَمر الْجَاهِلِيَّة وَألف بَيْنكُم فَعرف الْقَوْم أَنه نَزعَة من الشَّيْطَان وَكيد من عدوهم فَألْقوا السِّلَاح وَبكوا وَعَانَقَ بَعضهم بَعْضًا ثمَّ انصرفوا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَا كَانَ يَوْم أقبح أَولا وَأحسن آخرا من ذَلِك الْيَوْم قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن زيد بن أسلم من طَرِيقين أَحدهمَا ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّفَدِي أَنا عبد الله بن وهب أَنا عبد الرَّحْمَن ابْن زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ مر شَاس بن قيس الْيَهُودِيّ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَالثَّانِي حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا سَلمَة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي الثِّقَة عَن زيد بن أسلم قَالَ مر شَاس بن قيس الْيَهُودِيّ وَكَانَ شَيخا عَظِيم الْكفْر شَدِيد الضغن عَلَى الْمُسلمين كثير الْحَسَد لَهُم عَلَى نفر من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْأَوْس والخزرج فِي مجْلِس قد جمعهم يتحدثون فِيهِ فَغَاظَهُ مَا رَأَى من جَمَاعَتهمْ وَألفتُهُم عَلَى الْإِسْلَام بعد الَّذِي كَانَ بَينهم

من الْعَدَاوَة فِي الْجَاهِلِيَّة فَأمر شَابًّا من يهود أَن يجلس إِلَيْهِم وَيذكرهُمْ يَوْم بُعَاث وينشدهم مَا كَانُوا يَقُولُونَ فِيهِ من الْأَشْعَار وَكَانَ يَوْم بُعَاث يَوْمًا اقْتتلَتْ فِيهِ الْأَوْس والخزرج وَكَانَ الظفر فِيهِ لِلْأَوْسِ عَلَى الْخَزْرَج فَفعل فَتَنَازَعَ الْقَوْم عِنْد ذَلِك وَتَفَاخَرُوا حَتَّى توَاثب رجلَانِ من الْحَيَّيْنِ عَلَى الركب فَتَقَاوَلَا وَغَضب الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا وَقَالُوا السِّلَاح السِّلَاح مَوْعدكُمْ الظَّاهِرَة وَالظَّاهِرَة الْحرَّة فَخَرجُوا إِلَيْهَا وَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَخرج إِلَيْهِم فِيمَن مَعَه من الْمُهَاجِرين من أَصْحَابه حَتَّى جَاءَهُم فَقَالَ يَا معشر الْأَنْصَار الله الله أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَأَنا بَين أظْهركُم بعد إِذْ هدَاكُمْ الله لِلْإِسْلَامِ وَقطع بِهِ عَنْكُم أَمر الْجَاهِلِيَّة وَألف بِهِ بَيْنكُم ترجعون إِلَى مَا كُنْتُم عَلَيْهِ كفَّارًا فَعرف الْقَوْم أَنَّهَا نَزعَة من الشَّيْطَان وَكيد من عدوهم فَألْقوا السِّلَاح من أَيْديهم وَبكوا وَعَانَقَ بَعضهم بَعْضًا ثمَّ انصرفوا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَامِعين مُطِيعِينَ وَأنزل الله فِي شَاس بن قيس وَمَا صنع يأهل الْكتاب لم تصدُّونَ عَن سَبِيل الله من آمن تَبْغُونَهَا عوجا ... الْآيَة انْتَهَى وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق لم يُجَاوِزهُ وَزَاد فِي آخِره وَكَانَ يَوْمئِذٍ عَلَى الْأَوْس حضير بن سماك الأشْهَلِي وَهُوَ أَبُو أسيد بن الْحضير وَكَانَ عَلَى الْخَزْرَج عَمْرو بن النُّعْمَان البياضي فقتلا جَمِيعًا قَالَ وَأنزل الله فِي شَاس بن قيس يأيها الَّذين آمنُوا إِن تطيعوا فريقا من الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَى قَوْله أُولَئِكَ لَهُم عَذَاب عَظِيم انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن زيد بن أسلم من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَزَاد فِي آخِره قَالَ فَمَا رَأَيْت قطّ يَوْمًا أقبح أَولا وَأحسن آخرا من ذَلِك الْيَوْم انْتَهَى وَكلهمْ قَالُوا فِيهِ أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة لَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم أَتَدعُونَ

220 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى اتَّقوا الله حق تُقَاته قَالَ هُوَ أَن يطاع فَلَا يعْصَى ويشكر فَلَا يكفر وَيذكر فَلَا ينسَى قَالَ المُصَنّف وَرُوِيَ مَرْفُوعا قلت رُوِيَ مَوْقُوفا وَمَرْفُوعًا كَمَا قَالَه المُصَنّف وَالْأَكْثَر عَلَى وَقفه رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث مسعر عَن زبيد عَن مرّة عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته قَالَ أَن يطاع فَلَا يعْصَى ... إِلَى آخِره وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَعبد الرَّزَّاق وَمن طَرِيقه الطَّبَرِيّ فِي تفاسيرهم وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق الطَّبَرَانِيّ فِي تَرْجَمَة مسعر ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ النَّاس عَن زبيد مَوْقُوفا وَرَفعه أَبُو النَّضر عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن زبيد حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن سُفْيَان الصفار بِالْمصِّيصَةِ ثَنَا عَلّي بن سعيد بن صَالح الْجَوْهَرِي ثَنَا أَبُو النَّضر ثَنَا مُحَمَّد ابْن طَلْحَة عَن زبيد عَن مرّة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اتَّقوا الله حق تُقَاته أَن يطاع فَلَا يعْصَى وَأَن يشْكر فَلَا يكفر وَأَن يذكر فَلَا ينسَى انْتَهَى قلت وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن ابْن وهب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن زبيد عَن مرّة عَن عبد الله مَرْفُوعا وَالله أعلم وَرُوِيَ مَرْفُوعا بِسَنَد آخر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن بَشرَان أَنا أَبُو الْحسن عَلّي بن مُحَمَّد الْمقري ثَنَا بكر بن سهل ثَنَا عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد عَن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَعَن مقَاتل عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته ... قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا حق تُقَاته قَالَ أَن يطاع ...

إِلَى آخِره وَزَاد قَالُوا يَا رَسُول الله وَمن يقوى عَلَى هَذَا فَأنْزل الله فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم انْتَهَى 221 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقُرْآن حَبل الله المتين لَا تَنْقَضِي عجائبه وَلَا يخلق عَن كَثْرَة الرَّد من قَالَ بِهِ صدق وَمن عمل بِهِ رشد وَمن اعْتصمَ بِهِ هدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود فَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث الْحَارِث الْأَعْوَر قَالَ مَرَرْت فِي الْمَسْجِد فَإِذا النَّاس يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيث فَدخلت عَلَى عَلّي فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا ترَى النَّاس قد خَاضُوا فِي الْأَحَادِيث قَالَ أوقد فَعَلُوهَا قلت نعم قَالَ أما إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول أَلا إِنَّهَا سَتَكُون فتْنَة فَقلت فَمَا الْمخْرج مِنْهَا يَا رَسُول الله قَالَ كتاب الله فِيهِ نبأ مَا قبلكُمْ وَخبر مَا بعدكم وَحكم مَا بَيْنكُم هُوَ الْفَصْل لَيْسَ بِالْهَزْلِ من تَركه من جَبَّار قصمه الله وَمن ابْتَغَى الْهدى فِي غَيره أضلّهُ الله وَهُوَ حَبل الله المتين وَهُوَ الذّكر الْحَكِيم وَهُوَ الصِّرَاط الْمُسْتَقيم هُوَ الَّذِي لَا تزِيغ بِهِ الْأَهْوَاء وَلَا تَلْتَبِس بِهِ الْأَلْسِنَة وَلَا يشْبع مِنْهُ الْعلمَاء وَلَا يخلق عَن كَثْرَة الرَّد وَلَا تَنْقَضِي عجائبه وَهُوَ الَّذِي لم تَنْتَهِ الْجِنّ حِين سمعته أَن قَالُوا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد فَآمَنا بِهِ من قَالَ بِهِ صدق وَمن عمل بِهِ أجر وَمن حكم بِهِ عدل وَمن دعِي إِلَيْهِ هدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم خُذْهَا إِلَيْك يَا أَعور انْتَهَى ثمَّ قَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حَمْزَة الزيات وَإِسْنَاده مَجْهُول وَفِي الْحَارِث مقَال انْتَهَى

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عَمْرو بن وَاقد عَن يُونُس بن ميسرَة ابْن جليس عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن معَاذ بن جبل قَالَ ذكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا الْفِتَن فَعَظَّمَهَا وَشَدَّدَهَا فَقَالَ عَلّي يَا رَسُول الله فَمَا الْمخْرج مِنْهَا فَقَالَ كتاب الله ( ... الحَدِيث إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه والدارمي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم عَن الْحَارِث عَن عَلّي بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ قَالَ الْبَزَّار هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن عَلّي وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عَلّي إِلَّا الْحَارِث انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث صَالح بن عمر أَنا إِبْرَاهِيم الهجري عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن هَذَا الْقُرْآن حَبل الله والنور الْمُبين والشفاء النافع عصمَة لمن تمسك بِهِ وَنَجَاة لمن تبعه لَا يزِيغ فيستعتب وَلَا يعوج فَيقوم وَلَا تَنْقَضِي عجائبه وَلَا يخلق عَن كَثْرَة الرَّد اُتْلُوهُ فَإِن الله يَأْجُركُمْ عَلَى تِلَاوَته كل حرف عشر حَسَنَات أما إِنِّي لَا أَقُول لكم الم حرف وَلَكِن ألف وَلَام وَمِيم انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ فَإِنَّهُمَا لم يحْتَجَّا بِصَالح بن عمر قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره صَالح خرج لَهُ مُسلم لَكِن إِبْرَاهِيم الهجري ضَعِيف انْتَهَى 222 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سُئِلَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر من خير النَّاس قَالَ آمُرهُم بِالْمَعْرُوفِ وأنهاهم عَن الْمُنكر وأتقاهم لله وأوصلهم قلت رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين كلهم من حَدِيث شريك القَاضِي عَن سماك بن حَرْب عَن عبد الله بن عميرَة عَن زوج درة بنت أبي لَهب عَن بنت أبي لَهب قَالَت كنت عِنْد عَائِشَة فجيء بِرَجُل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ قَادَاهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّاس خير

فَقَالَ خير النَّاس أَتْقَاهُم لله وَآمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وأنهاهم عَن الْمُنكر وأوصلهم للرحم انْتَهَى وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه الْعِلَل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ إِنَّه هُوَ الصَّوَاب 223 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من أَمر بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَن الْمُنكر فَهُوَ خَليفَة الله فِي أرضه وَخَلِيفَة رَسُوله وَخَلِيفَة كِتَابه قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل من حَدِيث كَادِح بن رَحْمَة الْقَرنِي عَن عبد الله بن لَهِيعَة عَن ابْن أبي حبيب عَن مُسلم بن جَابر الصَّدَفِي عَن عبَادَة ابْن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَفِيه حَدِيث مُرْسل رَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة ثَنَا بَقِيَّة ابْن الْوَلِيد الْحِمصِي عَن حسان بن سُلَيْمَان عَن أبي نَضرة عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره 224 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ أفضل الْجِهَاد الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَمن شنئ الْفَاسِقين وَغَضب لله غضب الله لَهُ قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مَرْفُوعا فَقَالَ أَحْمد ابْن السّديّ ثَنَا الْحُسَيْن بن علوِيَّة الْقطَّان ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار ثَنَا إِسْحَاق بن بشر ثَنَا مقَاتل عَن قَتَادَة عَن خلاس بن عَمْرو قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد عَلّي بن أبي طَالب إِذْ أَتَاهُ رجل من خُزَاعَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينعَت الْإِسْلَام قَالَ نعم سمعته يَقُول بني الْإِسْلَام عَلَى أَرْبَعَة

أَرْكَان الصَّبْر وَالْيَقِين وَالْجهَاد وَالْعدْل ... إِلَى أَن قَالَ وَالْجهَاد أَربع شعب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والصدق فِي مَوَاطِن الصَّبْر وَشَنَآن الْفَاسِقين فَمن أَمر بِالْمَعْرُوفِ شدّ ظهر الْمُؤمن وَمن نهَى عَن الْمُنكر أرْغم أنف الْكَافِر وَمن صدق فِي مَوَاطِن الصَّبْر أحرز دينه وَقَضَى مَا عَلَيْهِ وَمن شنئ الْفَاسِقين فقد غضب لله وَمن غضب لله غضب الله لَهُ مُخْتَصر ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ خلاس بن عَمْرو عَن عَلّي مَرْفُوعا وَرَوَاهُ الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن وَقبيصَة بن جَابر عَن عَلّي قَوْله انْتَهَى 225 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ عَن أبي أُمَامَة فِي قَوْله تَعَالَى يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه قَالَ هم الْخَوَارِج وَلما رَآهُمْ عَلَى درج دمشق دَمَعَتْ عَيناهُ ثمَّ قَالَ كلاب النَّار هَؤُلَاءِ شَرّ قَتْلَى تَحت أَدِيم السَّمَاء وَخير قَتْلَى تَحت أَدِيم السَّمَاء الَّذين قَتلهمْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو غَالب أَشَيْء تَقوله بِرَأْيِك أم شَيْء سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بل سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير مرّة قَالَ فَمَا شَأْنك دَمَعَتْ عَيْنَاك قَالَ رَحْمَة لَهُم كَانُوا من أهل الْإِسْلَام فَكَفرُوا ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي السّنة من حَدِيث أبي غَالب وَاللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي قَالَ رَأَى أَبُو أُمَامَة رُءُوسًا مَنْصُوبَة عَلَى درج دمشق فَقَالَ أَبُو أُمَامَة هَؤُلَاءِ كلاب النَّار شَرّ قَتْلَى تَحت أَدِيم السَّمَاء وَخير قَتْلَى من قَتَلُوهُ ثمَّ قَرَأَ يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه ... إِلَى آخر الْآيَة فَقلت لأبي أُمَامَة أَنْت سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَو لم أسمعهُ إِلَّا مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا حَتَّى عد سبعا مَا حَدَّثتكُمُوهُ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن

وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي آخر الْقصاص وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر سَمِعت أَبَا غَالب يَقُول أُتِي برؤوس الْأزَارِقَة فَنصبت عَلَى درج دمشق جَاءَ أَبُو أُمَامَة فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيناهُ فَقَالَ كلاب النَّار هَؤُلَاءِ شَرّ قَتْلَى قتلوا تَحت أَدِيم السَّمَاء وَخير قَتْلَى قتلوا تَحت أَدِيم السَّمَاء الَّذين قَتلهمْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَقلت مَا شَأْنك دَمَعَتْ عَيْنَاك قَالَ رَحْمَة لَهُم كَانُوا من أهل الْإِسْلَام قَالَ فَقلت بِرَأْيِك أَو شَيْء سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ انْتَهَى وَله سَنَد آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ من حَدِيث شهر بن حَوْشَب عَن أبي أُمَامَة وَله طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم رَوَاهُ فِي كتاب قتل الْبُغَاة من حَدِيث عِكْرِمَة ابْن عمار ثَنَا عبد الله بن شَدَّاد قَالَ سَمِعت أَبَا أُمَامَة وَهُوَ وَاقِف عَلَى بَاب دمشق وَهُوَ يَقُول كلاب أهل النَّار ... فَذكره وَفِيه فَقَالَ لَهُ رجل أَشَيْء تَقوله بِرَأْيِك ... إِلَى آخِره ثمَّ قَرَأَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين تفَرقُوا وَاخْتلفُوا من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَينَات الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ قَالَ وَالْغَالِب عَلَى هَذَا الْمَتْن من حَدِيث أبي غَالب عَن أبي أُمَامَة انْتَهَى وَبِسَنَد الْحَاكِم رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَمَتنه وَلَفظ المُصَنّف سَوَاء وَزَاد أَحْمد ثمَّ قَرَأَ يَوْم تبيض وُجُوه ... الْآيَتَيْنِ وَرَوَاهُ الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي غَالب بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث شريك عَن الْحمانِي عَن أبي غَالب بِهِ 226 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أخر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْعشَاء لَيْلَة ثمَّ

خرج إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا النَّاس ينتظرون الصَّلَاة فَقَالَ أما إِنَّه لَيْسَ من أهل الْأَدْيَان أحد يذكر الله هَذِه السَّاعَة غَيْركُمْ وَقَرَأَ هَذِه الْآيَة قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أخبرنَا مُحَمَّد بن رَافع ثَنَا أَبُو النَّضر عَن أبي مُعَاوِيَة عَن عَاصِم بِهِ بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء ورَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالْعِشْرين من الْقسم الرَّابِع من حَدِيث شَيبَان عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أخر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَزَاد ثمَّ تَلا لَيْسُوا سَوَاء من أهل الْكتاب أمة قَائِمَة يَتلون آيَات الله آنَاء اللَّيْل وهم يَسْجُدُونَ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّاز انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما ورَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كِتَابه الْحِلْية من حَدِيث شَيبَان بن فروخ ثَنَا عِكْرِمَة ابْن إِبْرَاهِيم ثَنَا عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن عبد الله بن مَسْعُود ... فَذكره سَوَاء ورَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ بِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه 227 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ الْأَنْصَار شعار وَالنَّاس دثار قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب غَزْوَة الطَّائِف وَمُسلم فِي كتاب الزَّكَاة كِلَاهُمَا من حَدِيث عبد الله بن زيد بن عَاصِم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فتح حنينا قسم الْمَغَانِم فَأعْطَى الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم فَبَلغهُ أَن الْأَنْصَار يحبونَ أَن يُصِيبُوا مَا أصَاب النَّاس فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فخطبهم فَحَمدَ الله فَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا معشر الْأَنْصَار ألم أَجِدكُم ضلالا فَهدَاكُم الله بِي وَعَالَة فَأَغْنَاكُمْ الله بِي وَمُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمْ الله بِي وَيَقُولُونَ الله وَرَسُوله أَمن فَقَالَ أَلا تُجِيبُونِي قَالُوا الله وَرَسُوله أَمن قَالَ أما إِنَّكُم لَو شِئْتُم أَن تَقولُوا كَذَا وَكَذَا من الْأَمر لِأَشْيَاء عَددهَا زعم عَمْرو أَلا يحفظها فَقَالَ

أَلا ترْضونَ أَن تذْهب النَّاس بِالشَّاة وَالْإِبِل وَتَذْهَبُونَ برَسُول الله إِلَى رحالكُمْ الْأَنْصَار شعار وَالنَّاس دثار وَلَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرَءًا من الْأَنْصَار وَلَو سلك النَّاس وَاديا أَو شعبًا لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار أَو شِعْبهمْ إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض انْتَهَى وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة المدثر 228 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الْمُشْركين نزلُوا بِأحد يَوْم الْأَرْبَعَاء فَاسْتَشَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَصْحَابه ودعا عبد الله بن أبي بن سلول وَلم يَدعه قطّ قبلهَا فَاسْتَشَارَهُ فَقَالَ عبد الله وَأكْثر الْأَنْصَار يَا رَسُول الله أقِم بِالْمَدِينَةِ وَلَا نخرج إِلَيْهِم فوَاللَّه مَا خرجنَا مِنْهَا إِلَى عدد قطّ إِلَّا أصَاب منا وَلَا دَخلهَا علينا إِلَّا أَصَابَنَا مِنْهُ فَكيف وَأَنت هُنَا فَدَعْهُمْ فَإِن أَقَامُوا أَقَامُوا بشر محبس وَإِن دخلُوا قَاتلهم الرِّجَال فِي وُجُوههم وَرَمَاهُمْ النِّسَاء وَالصبيان بِالْحِجَارَةِ وَإِن رجعُوا رجعُوا خَاسِئِينَ وَقَالَ بَعضهم يَا رَسُول الله اخْرُج بِنَا إِلَى هَؤُلَاءِ الْأَكْلُب لَا يرَوْنَ أَنا قد جبنا عَنْهُم وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي رَأَيْت فِي مَنَامِي بقرًا مذبحَة حَولي فَأَوَّلتهَا خيرا وَرَأَيْت فِي ذُبَاب سَيفي ثلمًا فَأَوَّلْته هزيمَة وَرَأَيْت كَأَنِّي أدخلت يَدي فِي درع حَصِينَة فَأَوَّلتهَا الْمَدِينَة فَإِن رَأَيْتُمْ أَن تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ فَقَالَ رجال من الْمُسلمين قد فَاتَتْهُمْ بدر وَأكْرمهمْ الله بِالشَّهَادَةِ يَوْم أحد اخْرُج بِنَا إِلَى أَعْدَائِنَا فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى دخل فَلبس لأمته فَلَمَّا رَأَوْهُ قد لبس لأمته ندموا وَقَالُوا بئْسَمَا صنعنَا نشِير عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْوَحي يَأْتِيهِ وَقَالُوا اصْنَع يَا رَسُول الله مَا رَأَيْت فَقَالَ مَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يلبس لأمته فَيَضَعهَا حَتَّى يُقَاتل فَخرج يَوْم الْجُمُعَة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَأصْبح بِالشعبِ من أحد يَوْم السبت لِلنِّصْفِ من شَوَّال فَمَشى عَلَى رجلَيْهِ يصف أَصْحَابه لِلْقِتَالِ كَأَنَّمَا يقوم بهم

الْقدح إِن رَأَى صَدرا خَارِجا قَالَ تَأَخّر وَكَانَ نُزُوله فِي عدوة الْوَادي وَجعل ظَهره وَعَسْكَره إِلَى أحد وَأمر عبد الله بن جُبَير عَلَى الرُّمَاة وَقَالَ لَهُم انْضَحُوا عَنَّا بِالنَّبلِ لَا يرمونا من وَرَائِنَا قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِتَغَيُّر يسير رَوَاهُ فِي بَاب غَزْوَة أحد عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن شهَاب الزُّهْرِيّ وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن حبَان وَالْحصين بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَمْرو بن سعد بن معَاذ وَغَيرهم من عُلَمَائِنَا كلهم حدث عَن غَزْوَة أحد وَكَانَ من حَدِيثهمْ قَالُوا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للْمُسلمين يَوْم أحد إِنِّي رَأَيْت بقرًا وَأَوَّلْتهَا خيرا وَرَأَيْت فِي ذُبَابَة سَيفي ثلمًا وَرَأَيْت أَنِّي أدخلت يَدي فِي درع حَصِينَة فَأَوَّلتهَا الْمَدِينَة فَإِن رَأَيْتُمْ أَن تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ حَيْثُ نزلُوا فَإِن أَقَامُوا أَقَامُوا بشر مقَام وَإِن هم دخلُوا علينا قَاتَلْتُمُوهُمْ فِيهَا فَقَالَ رجل مِمَّن أكْرمه الله بِالشَّهَادَةِ يَوْم أحد وَكَانَ فَاتَهُ يَوْم بدر يَا رَسُول الله اخْرُج بِنَا إِلَى أَعْدَائِنَا لَا يرَوْنَ أَنا جبنا عَنْهُم فَقَالَ عبد الله بن أبي يَا رَسُول الله أقِم بِالْمَدِينَةِ وَلَا تخرج إِلَيْهِم فَلم يزل النَّاس برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى دخل فَلبس لأمته وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة حِين فرغ من الصَّلَاة وَقد مَاتَ فِي ذَلِك الْيَوْم رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ مَالك ابْن عَمْرو أحد بني النجار وَصَلى عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ خرج عَلَيْهِم وَقد نَدم النَّاس وَقَالُوا نشِير عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْوَحي ينزل عَلَيْهِ وَهُوَ أعلم بِاللَّه وَمَا يُرِيد وَقَالُوا يَا رَسُول الله أقِم فَالرَّأْي رَأْيك فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يَنْبَغِي للنَّبِي إِذا لبس لأمته أَن يَضَعهَا حَتَّى يُقَاتل فَخرج عَلَيْهِ السَّلَام فِي ألف رجل من أَصْحَابه حَتَّى إِذا كَانُوا بِالشَّوْطِ بَين الْمَدِينَة وَأحد انْخَذَلَ عَنهُ عبد الله بن أبي الْمُنَافِق بِثلث النَّاس وَمَضَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره كَيْفيَّة مسيره قَالَ فَصف لَهُم وَلِوَاؤُهُ يَوْمئِذٍ مَعَ عَلّي بن أبي طَالب قَالَ ابْن إِسْحَاق فَالْتَقوا يَوْم السبت النّصْف من شَوَّال وَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الرُّمَاة عبد الله بن جُبَير أَخا

بني عَمْرو بن عَوْف وَالرُّمَاة يَوْمئِذٍ خَمْسُونَ رجلا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْضَحْ عَنَّا الْخَيل بِالنَّبلِ لَا يَأْتُونَا من وَرَائِنَا فَاثْبتْ مَكَانك لَا نُؤْتَيَنَّ من قبلك مُخْتَصر ورَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد حَدثنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة ... فَذكره بِتَغَيُّر يسير وَأخرجه ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة أحد من قَول ابْن إِسْحَاق بِلَفْظ المُصَنّف ورَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن إِسْحَاق بِسَنَد الْبَيْهَقِيّ فَذكر مِنْهُ قِطْعَة ثمَّ قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ ... فَذكر بَاقِيه بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء ... إِلَى قَوْله وَأصْبح بِالشعبِ لم يذكر آخِره وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن الْمسور بن مخرمَة ... فَذكره مطولا وَفِيه زيادات وَنقص وَفِيه وَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُسَوِّي تِلْكَ الصُّفُوف لِلْقِتَالِ يَقُول تقدم يَا فلَان تَأَخّر يَا فلَان حَتَّى إِنَّه ليرَى منْكب الرجل خَارِجا فيؤخره فَهُوَ يُقَوِّمهُمْ كَأَنَّمَا يقوم بهم القداح 229 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج يَعْنِي فِي غَزْوَة أحد فِي ألف وَقيل فِي تِسْعمائَة وَخمسين وَالْمُشْرِكُونَ فِي ثَلَاثَة آلَاف وَوَعدهمْ الْفَتْح إِن صَبَرُوا فانخذل عبد الله بن أبي بِثلث النَّاس وَقَالَ يَا قوم علام نقْتل أَنْفُسنَا وَأَوْلَادنَا فَتَبِعهُمْ عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ فَقَالَ

أنْشدكُمْ الله فِي نَبِيكُم وَأَنْفُسكُمْ قَالَ عبد الله لَو نعلم قتالا لَاتَّبَعْنَاكُمْ فهم الْحَيَّانِ بِاتِّبَاع عبد الله فَعَصَمَهُمْ الله فَمَضَوْا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْحَيَّانِ من الْأَنْصَار بَنو سَلمَة من الْخَزْرَج وَبَنُو حَارِثَة من الْأَوْس وَفِيهِمَا نزلت إِذْ هَمت طَائِفَتَانِ مِنْكُم أَن تَفْشَلَا قلت هُوَ فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة أحد من قَول ابْن إِسْحَاق فِي كَلَام طَوِيل وَتقدم بعضه فِي الحَدِيث الَّذِي قبله 230 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لأَصْحَابه تسوموا فَإِن الْمَلَائِكَة قد تسومت قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب غَزْوَة بدر ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن ابْن عون عَن عُمَيْر بن إِسْحَاق قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسوموا فَإِن الْمَلَائِكَة قد تسومت قَالَ فَهُوَ أول يَوْم وضع الصُّوف انْتَهَى وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثمَّ قَالَ والتسويم هُوَ الْعَلامَة يُقَال سوم فلَان فرسه إِذا علمهَا بحرير أَو نَحوه قَالَ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا ابْن علية أَنا ابْن عون بِهِ وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَدِهِ عَن جمَاعَة مِنْهُم ابْن إِسْحَاق ومُوسَى ابْن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَغَيرهم ... فَذكر قصَّة بدر بِطُولِهَا وفيهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ لأَصْحَابه تسوموا فَإِن الْمَلَائِكَة قد تسومت قَالَ فأعلموا بالصوف فِي مغافرهم وَقَلَانِسِهِمْ

وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن صَالح عَن عَاصِم بن عمر عَن مَحْمُود بن لبيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْمَلَائِكَة قد سومت فَسَوَّمُوا قَالَ فأعلموا بالصوف فِي مغافرهم وَقَلَانِسِهِمْ 231 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن عتبَة بن أبي وَقاص شج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد وَكسر رباعيته فَجعل يمسح الدَّم عَن وَجهه وَهُوَ يَقُول كَيفَ يفلح قوم خضبوا وَجه نَبِيّهم بِالدَّمِ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى رَبهم فَنزلت يَعْنِي لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة أَن عتبَة بن أبي وَقاص أصَاب ربَاعِية النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَشَجه فِي وَجهه فَجعل سَالم مولَى أبي حُذَيْفَة يغسل الدَّم عَن وَجهه وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول كَيفَ يفلح قوم صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله فَأنْزل الله لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَهُوَ معضل وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي غَزْوَة أحد أخبرنَا مُحَمَّد بن حميد الْعَبْدي عَن معمر عَن قَتَادَة ... فَذكره سَوَاء والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ فِيهِ ذكر عتبَة بن أبي وَقاص وَلَا سَالم مولَى حُذَيْفَة أَخْرجَاهُ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ قَالَ كسرت ربَاعِية النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد وشج رَأسه فَجعل يَسْلت الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول كَيفَ يفلح قوم فعلوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله فَأنْزل الله لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء قَالَ وَكَانَت فَاطِمَة تغسل الدَّم عَن وَجهه فَلَمَّا رَأَتْ أَن المَاء لَا يزِيد الدَّم إِلَّا كَثْرَة أخذت قِطْعَة حَصِير فَأَحْرَقتهُ حَتَّى صَار رَمَادا فَأَلْصَقته بِالدَّمِ فَاسْتَمْسك انْتَهَى وَفِي هَذَا الحَدِيث الَّذِي أوردهُ المُصَنّف أَن الَّذِي شج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ عتبَة

ابْن أبي وَقاص وَذكر فِيمَا بعده قَرِيبا حَدِيثا آخر وَفِيه أَن الَّذِي شجه عبد الله ابْن قمئة وَاخْتلفت الْأَخْبَار فِي ذَلِك أَيْضا فَمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة أحد بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ قَالَ رَمَى يَوْمئِذٍ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجل من بني الْحَارِث بن عبد مَنَاة يُقَال لَهُ عبد الله ابْن قمئة وَيُقَال بل رَمَاه عتبَة بن أبي وَقاص ثمَّ أسْند إِلَى مقسم قَالَ دَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد عَلَى عتبَة بن أبي وَقاص حِين كسر رباعيته وَدمِي وَجهه وَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تحل عَلَيْهِ الْحول حَتَّى يَمُوت كَافِرًا فَمَا حَال عَلَيْهِ الْحول حَتَّى مَاتَ كَافِرًا إِلَى النَّار انْتَهَى ثمَّ أسْند إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ أُصِيبَت ربَاعِية النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشج فِي وَجهه وَكلمت شفته وَكَانَ الَّذِي أَصَابَهُ عتبَة بن أبي وَقاص انْتَهَى وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي وَالثَّابِت عندنَا أَن الَّذِي رَمَى فِي وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عبد الله بن قمئة وَالَّذِي رَمَى شفته وَأصَاب رباعيته عتبَة بن أبي وَقاص وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَمَاه عبد الله بن قمئة بِحجر يَوْم أحد فَشَجَّهُ فِي وَجهه وَكسر رباعيته وَقَالَ خُذْهَا وَأَنا ابْن قمئة فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقْمَأَك الله فَسلط الله عَلَيْهِ تَيْس جبل فَلم يزل يَنْطَحُهُ حَتَّى قطعه قِطْعَة قِطْعَة انْتَهَى وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة أحد قَالَ وَذكر ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن عتبَة بن أبي وَقاص رَمَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ فَكسر رباعيته الْيُمْنَى السُّفْلَى وجرح شفته السُّفْلَى وَأَن عبد الله بن شهَاب الزُّهْرِيّ شجه فِي جَبهته وَأَن ابْن قمئة جرح وجنته فَدخلت حلقتان من حلق المغفر فِي وجنته وَوَقع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حُفْرَة من الْحفر الَّتِي عَملهَا أَبُو عَامر ليَقَع فِيهَا الْمُسلمُونَ فَأخذ عَلّي بن أبي طَالب بيد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَفعه طَلْحَة بن عبيد الله حَتَّى اسْتَوَى قَائِما ومص مَالك بن سِنَان أَبُو أبي سعيد

الْخُدْرِيّ الدَّم عَن وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ازْدَردهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مس دمي دَمه لم تصبه النَّار وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَقَالَ عِكْرِمَة وَقَتَادَة ومقسم أدْمَى رجل من هُذَيْل يُقَال لَهُ عبد الله بن قمئة وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد فَدَعَا عَلَيْهِ فَسلط الله عَلَيْهِ تَيْسًا فَنَطَحَهُ حَتَّى قَتله وشج عتبَة بن أبي وَقاص رَأسه وَكسر رباعيته فَدَعَا عَلَيْهِ فَمَا حَال الْحول حَتَّى مَاتَ كَافِرًا انْتَهَى وَسَنَد الطَّبَرَانِيّ فِي حَدِيث أبي أُمَامَة ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الصَّابُونِي ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل عَن حَفْص بن عمر بن مَيْمُون الْأَيْلِي ثَنَا ثَوْر بن يزِيد عَن مَكْحُول وَرَاشِد بن سعد عَن أبي أُمَامَة وأصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سهل بن سعد وَعَن أنس فَحَدِيث سهل أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي حَازِم عَنهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جرح وَجهه يَوْم أحد وَكسرت رباعيته فَكَانَت فَاطِمَة تغسل الدَّم وَعلي يسْكب عَلَيْهَا فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَة أَن المَاء لَا يزِيد الدَّم إِلَّا كَثْرَة أخذت قِطْعَة حَصِير فَأَحْرَقتهُ حَتَّى صَار رَمَادا ثمَّ أَلْصَقته بِالْجرْحِ فَاسْتَمْسك الدَّم مُخْتَصر وَأما حَدِيث أنس فَانْفَرد بِهِ مُسلم عَن ثَابت عَنهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كسرت رباعيته يَوْم أحد وشج فِي رَأسه فَجعل يَسْلت الدَّم عَنهُ وَيَقُول كَيفَ يفلح قوم فعلوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله فَأنْزل الله لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء انْتَهَى وعلقه البُخَارِيّ 232 - قَوْله وَعَن عَائِشَة أَنَّهَا تَصَدَّقت بِحَبَّة عِنَب قلت رَوَاهُ ابْن سعد فِي آخر كتاب الطَّبَقَات أخبرنَا يزِيد بن هَارُون أَنا فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن ظيبة بنت الْمُعَلل قَالَت دخلت عَلَى عَائِشَة فجَاء سَائل

فَأَعْطَتْهُ حَبَّة عِنَب ثمَّ نظرت إِلَيّ وَقَالَت أَتَعْجَبِينَ من هَذَا إِن فِي هَذَا لمثاقيل كَثِيرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الْآنِية فَقَالَ حَدثنَا أَبُو بكر ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق عَن الْعَالِيَة قَالَت كنت عِنْد عَائِشَة وَعِنْدهَا نسْوَة فَأَتَاهَا سَائل فَأمرت لَهُ بِحَبَّة عِنَب فتعجبن النسْوَة فَقَالَت إِن فِيهَا درا كثيرا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن زَنْجوَيْه فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا أَبُو نعيم ثَنَا الْوَلِيد بن جَمِيع حَدَّثتنِي مولاة لَهَا يُقَال لَهَا طفيلة عَن عَائِشَة 233 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من كظم غيظا وَهُوَ يقدر عَلَى إِنْفَاذه مَلأ الله قلبه أمنا وإيمانا قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث مُحَمَّد بن عجلَان عَن سُوَيْد بن وهب عَن رجل من أَبنَاء أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كظم غيظا وَهُوَ يقدر عَلَى أَن ينفذهُ ملأَهُ الله أمنا وإيمانا وَمن ترك ثوب جمال وَهُوَ يقدر عَلَى لبسه كَسَاه الله حلَّة الْكَرَامَة قَالَ ابْن طَاهِر هَذَا إِسْنَاد مَجْهُول وَالَّذِي لم يسم ابْن عجلَان هُوَ سهل ابْن معَاذ وَهَذَا الْإِسْنَاد أصلح من إِسْنَاد عبد الرَّزَّاق وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا دَاوُد بن قيس عَن زيد بن أسلم عَن رجل من أهل الشَّام يُقَال لَهُ عبد الْجَلِيل عَن عَم لَهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كظم غيظا وَهُوَ يقدر عَلَى إِنْفَاذه مَلأ الله قلبه أمنا وإيمانا انْتَهَى

وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِعَبْد الْجَلِيل وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ قَالَ وَقد رُوِيَ بِسَنَد أصلح من هَذَا انْتَهَى وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى سَنَد أبي دَاوُد 234 - الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ فِي الحَدِيث يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن الَّذين كَانَت أُجُورهم عَلَى الله فَلَا يقوم إِلَّا من عَفا قلت رُوِيَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ فِي التَّارِيخ أَنا أَبُو معشر مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَالِينِي أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد أَنا مُحَمَّد بن حميد بن فَرْوَة حَدثنِي أبي حميد بن فَرْوَة قَالَ لما اسْتَقَرَّتْ لِلْمَأْمُونِ الْخلَافَة دَعَا إِبْرَاهِيم بن مهْدي الْمَعْرُوف بِابْن شكْلَة فَوقف بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيم أَنْت المتوثب علينا تَدعِي الْخلَافَة فَقَالَ إِبْرَاهِيم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْعَفو أقرب للتَّقْوَى وَقد جعلك الله فَوق كل ذِي ذَنْب فَإِن أخذت أخذت بِحَق وَإِن عَفَوْت عَفَوْت بِفضل وَلَقَد حضرت جدك وَقد أُتِي بِرَجُل أعظم جرما من جُرْمِي فَأمر بقتْله وَكَانَ عِنْده الْمُبَارك بن فضَالة فَقَالَ لَهُ الْمُبَارك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ائْذَنْ لي فأحدثك حَدِيثا بَلغنِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأذن لَهُ فَقَالَ سَمِعت الْحسن عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد من بطْنَان الْعَرْش ليقمْ الَّذين كَانَت أُجُورهم عَلَى الله فَلَا يقوم إِلَّا من عَفا فَقَالَ الْخَلِيفَة قد عَفَوْت عَنهُ انْتَهَى ورَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا مُحَمَّد بن بشر ثَنَا مُحرز أَبُو رَجَاء عَن الْحسن قَالَ يُقَال يَوْم الْقِيَامَة ليقمْ من كَانَ لَهُ عَلَى الله أجر فَمَا يقوم إِلَّا إِنْسَان عَفا ثمَّ قَرَأَ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس وَالله يحب

الْمُحْسِنِينَ) انْتَهَى 235 - الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِن هَؤُلَاءِ فِي أمتِي قَلِيل إِلَّا من عصم الله وَقد كَانُوا كثيرا فِي الْأُمَم الَّتِي مَضَت قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مقَاتل فَقَالَ وَعَن مقَاتل بن حَيَّان قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عِنْد ذَلِك إِن هَؤُلَاءِ من أمتِي قَلِيل ... إِلَى آخِره وأسنده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه وَفِي الفردوس لأبي شُجَاع الديلمي من حَدِيث أنس يبْعَث الله عَزَّ وَجَلَّ مناديا يُنَادي يَوْم الْقِيَامَة من كَانَ لَهُ عَلَى الله حق فَليقمْ ... إِلَى آخِره فَيُقَال وَمَا ذَلِك الْأجر قَالَ من ظلم فِي دَار الدُّنْيَا فَعَفَا وَأصْلح فَأَجره عَلَى الله فَيقومُونَ إِلَى أُجُورهم تِلْكَ وهم قَلِيل فِي أمتِي كثير فِي الْأُمَم انْتَهَى 236 - قَوْله وَعَن عَائِشَة قَالَت وَقد غَاظَهَا خَادِم لَهَا لله در التَّقْوَى مَا تركت لذِي غيظ شِفَاء 237 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا أصر من اسْتغْفر وَإِن عَاد فِي الْيَوْم سبعين مرّة قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس فَحَدِيث أبي بكر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث

عُثْمَان بن وَاقد عَن أبي نصيرة عَن مولَى لأبي بكر عَن أبي بكر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أصر من اسْتغْفر وَلَو فعله فِي الْيَوْم سبعين مرّة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث أبي نصيرة وَلَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَعَن أبي يعْلى رَوَاهُ ابْن السّني فِي كِتَابه عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ وَلَو عَاد ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا نَحْفَظ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وَجه من الْوُجُوه إِلَّا عَن أبي بكر وَعُثْمَان بن وَاقد مَشْهُور وَأَبُو نصيرة وَمولى أبي بكر فَلَا يعرفان وَلَكِن لما كَانَ هَذَا الحَدِيث لَا يعرف إِلَّا من هَذَا الْوَجْه لم نجد بدا من كِتَابَته وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ انْتَهَى قلت عُثْمَان بن وَاقد وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَشَيْخه أَبُو نصيرة اسْمه مُسلم ابْن عبيد الوَاسِطِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن حبَان وَمولى أبي بكر هُوَ أَبُو رَجَاء وَبَاقِي رِجَاله ثِقَات مَشْهُورُونَ وَقَول التِّرْمِذِيّ لَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ الظَّاهِر أَنه لأجل جَهَالَة مولَى أبي بكر وَلَكِن جَهَالَة مثله لَا تضر لِأَنَّهُ تَابِعِيّ كَبِير وَتَكْفِيه نسبته إِلَى أبي بكر الصّديق فَالْحَدِيث حسن وَالله أعلم وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْفضل السَّقطِي ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو شيبَة عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظِهِ سَوَاء 238 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَا كَبِيرَة مَعَ الاسْتِغْفَار وَلَا صَغِيرَة مَعَ الْإِصْرَار قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس

أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو حَفْص عمر بن شاهين فِي كتاب التَّرْغِيب لَهُ من حَدِيث الْحسن بن عمر بن شَقِيق ثَنَا بشر بن إِبْرَاهِيم عَن خَليفَة بن سُلَيْمَان عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا كَبِيرَة مَعَ الاسْتِغْفَار وَلَا صَغِيرَة مَعَ الْإِصْرَار انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِي ثَنَا سهل ابْن بَحر ثَنَا بشر بن عبيد الدَّارِسِيُّ ثَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْعَنْبَري عَن مَكْحُول عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره وَزَاد فطوبى من وجد فِي كِتَابه يَوْم الْقِيَامَة اسْتِغْفَارًا وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب عَن أبي أَحْمد الْحسن بن عبد الله العسكري ثَنَا ابْن أخي أبي زرْعَة ثَنَا عمي أَبُو زرْعَة ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو شيبَة الْخُرَاسَانِي عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا كَبِيرَة مَعَ اسْتِغْفَار وَلَا صَغِيرَة مَعَ إِصْرَار انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر وَأَبُو شيبَة قَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه قَالَ وَرَوَى هَذَا الحَدِيث إِسْحَاق بن بشر صَاحب السّير عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مَرْفُوعا وَإِسْحَاق هَذَا قَالَ ابْن عدي فِيهِ تفرد عَن الثَّوْريّ وَابْن جريج وَغَيرهمَا بِأَحَادِيث مُنكرَة انْتَهَى 239 - الحَدِيث الْخَمْسُونَ رُوِيَ عَن أبي سُفْيَان أَنه صعد الْجَبَل يَوْم أحد فَمَكثَ سَاعَة

ثمَّ قَالَ أَيْن ابْن أبي كَبْشَة أَيْن ابْن أبي قُحَافَة أَيْن ابْن الْخطاب فَقَالَ عمر هَذَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا أَبُو بكر وَأَنا عمر قَالَ أَبُو سُفْيَان يَوْم بِيَوْم وَالْأَيَّام دوَل وَالْحَرب سِجَال فَقَالَ عمر لَا سَوَاء قَتْلَانَا فِي الْجنَّة وَقَتلَاكُمْ فِي النَّار فَقَالَ إِنَّكُم تَزْعُمُونَ ذَلِك فقد خبْنا إِذن وَخَسِرْنَا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مطولا من حَدِيث سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَلّي ابْن عبد الله بن عَبَّاس أَنا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن أَبَا سُفْيَان قَالَ يَوْم أحد وَهُوَ يَصِيح فِي أَسْفَل الْجَبَل اعْل هُبل اعْل هُبل يَعْنِي آلِهَته أَيْن ابْن أبي كَبْشَة أَيْن ابْن أبي قُحَافَة أَيْن ابْن الْخطاب فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله أَلا أُجِيبهُ قَالَ بلَى فَلَمَّا قَالَ اعْل هُبل قَالَ عمر الله أَعلَى وَأجل فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَا ابْن الْخطاب إِنَّه يَوْم الصمت فَعَاد فَقَالَ أَيْن ابْن أبي كَبْشَة أَيْن ابْن أبي قُحَافَة أَيْن ابْن الْخطاب فَقَالَ عمر هَذَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا أَبُو بكر وَهَا أَنا عمر فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَوْم بِيَوْم بدر وَالْأَيَّام دوَل وَالْحَرب سِجَال فَقَالَ عمر لَا سَوَاء قَتْلَانَا فِي الْجنَّة وَقَتلَاكُمْ فِي النَّار فَقَالَ إِنَّكُم لَتَزْعُمُونَ ذَلِك لقد خبْنا إِذن وَخَسِرْنَا مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة أحد 240 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ أَنه لما رَمَى عبد الله بن قمئة الْحَارِثِيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحجر

فَكسر رباعيته وشج وَجهه أقبل يُرِيد قَتله فذب عَنهُ مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ صَاحب الرَّايَة يَوْم بدر وَيَوْم أحد حَتَّى قَتله ابْن قمئة وَهُوَ يرَى أَنه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ قد قتلت مُحَمَّدًا وصرخ صارخ أَلا إِن مُحَمَّدًا قد قتل وَقيل كَانَ الصَّارِخ الشَّيْطَان فَفَشَا فِي النَّاس خبر قَتله فانكفئوا وَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُو إِلَيّ عباد الله حَتَّى انْحَازَتْ إِلَيْهِ طَائِفَة من أَصْحَابه فَلَامَهُمْ عَلَى هَرَبهمْ فَقَالُوا يَا رَسُول الله فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا أَتَانَا خبر قَتلك فَرُعِبْت قُلُوبنَا فولينا مُدبرين فَنزلت يَعْنِي أَفَإِن مَاتَ أَو قتل الْآيَة وَرُوِيَ أَنه لما صرخَ الصَّارِخ قَالَ بعض الْمُسلمين لَيْت عبد الله ابْن أبي يَأْخُذ لنا أَمَانًا من أبي سُفْيَان وَقَالَ نَاس من الْمُنَافِقين لَو كَانَ نَبيا مَا قتل ارْجعُوا إِلَى إخْوَانكُمْ وَإِلَى دينكُمْ فَقَالَ أنس بن النَّضر عَم أنس بن مَالك يَا قوم إِن كَانَ قتل مُحَمَّد فَإِن رب مُحَمَّد حَيّ لَا يَمُوت وَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بعد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَاتلُوا عَلَى مَا قَاتل عَلَيْهِ وموتوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعْتَذر إِلَيْك مِمَّا يَقُول هَؤُلَاءِ وَأَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ ثمَّ سل سَيْفه فقاتل حَتَّى قتل وَعَن بعض الْمُهَاجِرين أَنه مر بِأَنْصَارِيِّ يَتَشَحَّط فِي دَمه فَقَالَ يَا فلَان أشعرت أَن مُحَمَّدًا قتل فَقَالَ إِن كَانَ قد قتل فقد بلغ قَاتلُوا عَن دينكُمْ قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ قَالَ لما برز رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد إِلَى الْمُشْركين أَمر الرُّمَاة

فَقَامُوا بِأَصْل فِي وُجُوه جبل الْمُشْركين وَقَالَ لَهُم لَا تَبْرَحُوا مَكَانكُمْ إِن رَأَيْتُمُونَا قد هَزَمْنَا فَإِن لن نزال غَالِبين مَا ثبتمْ مَكَانكُمْ وَأمر عَلَيْهِم عبد الله بن جُبَير أَخا خَوات بن جُبَير ... إِلَيّ أَن قَالَ فَأَتَى ابْن قمئة الْحَارِثِيّ أحد بني الْحَارِث بن عبد منَاف بن كنَانَة فَرَمَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحجر فَكسر أَنفه وَرَبَاعِيَته وَشَجه فِي وَجهه فَأَثْقَله وتفرق عَنهُ أَصْحَابه وَدخل بَعضهم الْمَدِينَة وَانْطَلق بَعضهم فَوق الْجَبَل وَجعل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُو النَّاس إِلَى عباد الله إِلَيّ عباد الله وَفَشَا فِي النَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد قتل فَقَالَ بعض أهل الصَّخْرَة لَيْت لنا رَسُولا إِلَى عبد الله بن أبي فَيَأْخُذ لنا أَمنه من أبي سُفْيَان فَقَالَ أنس بن النَّضر عَم أنس بن مَالك يَا قوم إِن كَانَ مُحَمَّد قد قتل فَإِن رب مُحَمَّد لم يقتل فَقَاتلُوا عَلَى مَا قَاتل عَلَيْهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ إِنِّي أعْتَذر إِلَيْك مِمَّا يَقُول هَؤُلَاءِ وَأَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ ثمَّ شدّ بِسَيْفِهِ فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ رَوَى من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن حبَان وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَالْحصين بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد بن معَاذ وَغَيرهم من عُلَمَائِنَا فِيمَا ذكرُوا من أحد قَالُوا كَانَ الْمُسلمُونَ فِي ذَلِك الْيَوْم لما أَصَابَهُم فِيهِ من عظم الْبلَاء وَشدَّة الْحَرْب أَثلَاثًا ثلث قَتِيل وَثلث جريح وَثلث مُنْهَزِم حَتَّى خلص الْعَدو إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدُثَّ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى وَقع لِشقِّهِ وَأُصِيبَتْ رباعيته وشج فِي وجنته وكلت شفته وَكَانَ الَّذِي أَصَابَهُ عتبَة بن أبي وَقاص وَلم يزل مُصعب بن عُمَيْر يُقَاتل دون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ لِوَاؤُهُ حَتَّى قتل وَكَانَ

الَّذِي أَصَابَهُ ابْن قمئة اللَّيْثِيّ وَهُوَ يظنّ أَنه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرجع إِلَى قُرَيْش وَقَالَ قتلت مُحَمَّدًا ثمَّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر ثني أَبُو عَاصِم عَن عِيسَى عَن ابْن أبي نجيح عَن أَبِيه أَن رجلا من الْمُهَاجِرين مر عَلَى رجل من الْأَنْصَار وَهُوَ يَتَشَحَّط فِي دَمه فَقَالَ يَا فلَان أشعرت أَن مُحَمَّدًا قتل فَقَالَ الْأنْصَارِيّ إِن كَانَ مُحَمَّد قد قتل فقد بلغ فَقَاتلُوا عَن دينكُمْ انْتَهَى وَالْأول مُخْتَصر من كَلَام طَوِيل وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي ابْن أبي سُبْرَة عَن خَالِد بن رَبَاح عَن الْأَعْرَج قَالَ لما صَاح الشَّيْطَان يَوْم أحد أَن مُحَمَّدًا قتل قَالَ أَبُو سُفْيَان ابْن حَرْب يَا معشر قُرَيْش أَيّكُم قتل مُحَمَّدًا قَالَ ابْن أبي قمئة أَنا قَالَ نسورك كَمَا تفعل الْأَعَاجِم بأبطالها ثمَّ جعل أَبُو سُفْيَان يطوف فِي الْقَتْلَى هَل يجد مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يجده فَلَمَّا رَجَعَ وجد خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ لَهُ هَل مَعَك علم مُحَمَّد قَالَ نعم رَأَيْته فِي نفر من أَصْحَابه مُصْعِدِينَ فِي الْجَبَل قَالَ هَذَا هُوَ الْحق وَكذب ابْن قمئة زعم أَنه قَتله مُخْتَصر قَالَ وَمر مَالك بن الدخشم عَلَى خَارِجَة بن زيد وَبِه ثَلَاثَة عشر رجلا فَقَالَ لَهُ أما علمت أَن مُحَمَّدًا قد قتل قَالَ خَارِجَة إِن كَانَ مُحَمَّد قد قتل فقد بلغ مُحَمَّد فقاتل عَن دينك انْتَهَى 241 - قَوْله عَن أبي طَلْحَة قَالَ غشينا النعاس وَنحن فِي مَصَافنَا فَكَانَ السَّيْف يسْقط من يَد أَحَدنَا فَيَأْخذهُ ثمَّ يسْقط فَيَأْخذهُ وَمَا أحد إِلَّا ويميل تَحت جُحْفَته قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس أَن أَبَا طَلْحَة ... إِلَى

آخِره وَلم يقل فِيهِ وَمَا أحد إِلَّا ويميل تَحت جُحْفَته وَأخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي طَلْحَة قَالَ كنت فِيمَن يَغْشَاهُ النعاس يَوْم أحد حَتَّى سقط سَيفي من يَدي مرَارًا يسْقط وَآخذه وَيسْقط وَآخذه انْتَهَى وَفِي لفظ لَهُ غشينا النعاس وَنحن فِي مَصَافنَا يَوْم أحد الحَدِيث وَرَوَاهُ بِتَمَامِهِ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ثَابت عَن أنس وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 242 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ عَن الزُّبَيْر قَالَ لقد رَأَيْتنِي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين اشْتَدَّ علينا الْخَوْف فَأرْسل الله علينا النّوم وَالله إِنِّي لأسْمع قَول مُتْعب بن قُشَيْر وَالنُّعَاس يَغْشَانِي لَو كَانَ لنا من الْأَمر شَيْء مَا قتلنَا هَاهُنَا قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي كِتَابَيْهِمَا دَلَائِل النُّبُوَّة والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما كلهم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه قَالَ كنت مِمَّن يَعْتَرِيه النعاس يَوْم أحد فَلَا أنسى قَول مُتْعب بن قُشَيْر كَالْحلمِ لَو كَانَ لنا من الْأَمر شَيْء مَا قتلنَا هَا هُنَا انْتَهَى وَسكت عَنهُ الْبَزَّار وَذكر الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي 243 - قَوْله عَن خَالِد بن الْوَلِيد أَنه قَالَ عِنْد مَوته مَا فِي مَوضِع شبر إِلَّا وَفِيه ضَرْبَة أَو طعنة وَهَا أَنا أَمُوت كَمَا يَمُوت العير فَلَا نَامَتْ أعين الْجُبَنَاء 244 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا تشَاور قوم إِلَّا هُدُوا لأَرْشَد أَمرهم قلت غَرِيب وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول الْحسن وَلم يروه الطَّبَرِيّ إِلَّا من قَول الْحسن وَقد ذكره المُصَنّف فِي سُورَة الشورى من قَول الْحسن وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى 245 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَصَوَابه مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة لأَصْحَابه من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَكَذَا لفظ الحَدِيث رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زمن الْحُدَيْبِيَة فِي بضع عشرَة مائَة من أَصْحَابه حَتَّى إِذا كَانُوا بِذِي الحليفة قلد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْهَدْي وَأَشْعرهُ وَأحرم بِالْعُمْرَةِ إِلَى أَن قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَشِيرُوا عَلّي أَتَرَوْنَ أَن نَمِيل عَلَى ذَرَارِي هَؤُلَاءِ الَّذين أَعَانُوهُم فَنصِيبهُمْ أَو ترَوْنَ أَنا نَؤُم الْبَيْت فَمن صدنَا عَن قَاتَلْنَاهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بِالْمَسِيرِ وَمن حَال بَيْننَا وَبَين الْبَيْت قَاتَلْنَاهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرجوا إِذن قَالَ الزُّهْرِيّ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة لأَصْحَابه من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ حَدِيث الْفَتْح وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة كَمَا ترَاهُ وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَيْضا رَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما

244 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا تشَاور قوم إِلَّا هُدُوا لأَرْشَد أَمرهم قلت غَرِيب وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول الْحسن وَلم يروه الطَّبَرِيّ إِلَّا من قَول الْحسن وَقد ذكره المُصَنّف فِي سُورَة الشورى من قَول الْحسن وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى 245 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَصَوَابه مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة لأَصْحَابه من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَكَذَا لفظ الحَدِيث رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زمن الْحُدَيْبِيَة فِي بضع عشرَة مائَة من أَصْحَابه حَتَّى إِذا كَانُوا بِذِي الحليفة قلد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْهَدْي وَأَشْعرهُ وَأحرم بِالْعُمْرَةِ ... إِلَى أَن قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَشِيرُوا عَلّي أَتَرَوْنَ أَن نَمِيل عَلَى ذَرَارِي هَؤُلَاءِ الَّذين أَعَانُوهُم فَنصِيبهُمْ أَو ترَوْنَ أَنا نَؤُم الْبَيْت فَمن صدنَا عَنهُ قَاتَلْنَاهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بِالْمَسِيرِ وَمن حَال بَيْننَا وَبَين الْبَيْت قَاتَلْنَاهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرجوا إِذن قَالَ الزُّهْرِيّ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة لأَصْحَابه من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ حَدِيث الْفَتْح وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة كَمَا ترَاهُ وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَيْضا رَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما

وَرَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة مَا رَأَيْت أحدا أَكثر مُشَاورَة لأَصْحَابه من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الله تَعَالَى وَأمرهمْ شُورَى بَينهم انْتَهَى وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ فِي آخر كتاب الْجِهَاد وَيروَى عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي كتاب أدب القَاضِي بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَأن فِيهِ انْقِطَاعًا بَين الزُّهْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة 246 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بَعَثْنَاهُ عَلَى عمل فَغَلَّ شَيْئا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ لِابْنِ ماجة فِي الزَّكَاة من حَدِيث عبد الله بن أنيس أَنه تَذَاكر هُوَ وَعمر بن الْخطاب يَوْمًا الصَّدَقَة فَقَالَ عمر ألم تسمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين يذكر غلُول الصَّدَقَة أَنه من غل بَعِيرًا أَو شَاة أَتَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ فَقَالَ لَهُ عبد الله بن أنيس بلَى انْتَهَى وَمَعْنَاهُ أَيْضا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتعْمل عَاملا فَجَاءَهُ الْعَامِل حِين فرغ من عمله فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا لكم وَهَذَا أهدي لي فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَشِيَّة بعد الصَّلَاة فَتشهد وَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد فَمَا بَال الْعَامِل نَسْتَعْمِلهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُول هَذَا من عَمَلكُمْ وَهَذَا أهدي لي أَفلا قعد فِي بَيت أَبِيه وَأمه فَينْظر هَل يُهْدَى لَهُ أم لَا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يغل أحدكُم شَيْئا إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه

وَسَيَأْتِي قَرِيبا وَينظر كَلَام المُصَنّف هُنَا فَإِنَّهُمَا غلولان غلُول الصَّدَقَة وَغُلُول الْغَنِيمَة وَالْأَحَادِيث وَردت فيهمَا جَمِيعًا والطبري هُنَا جمع بَينهمَا 247 - الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَدَايَا الْعمَّال غلُول قلت غَرِيب بِلَفْظ الْوُلَاة والْحَدِيث رُوِيَ من حَدِيث أبي حميد وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَابْن عَبَّاس أما حَدِيث أبي حميد فَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هَدَايَا الْعمَّال غلُول انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار وَهَذَا الحَدِيث أَخطَأ فِيهِ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش فَاخْتَصَرَهُ وَإِنَّمَا هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن أبي حميد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث رجلا عَلَى الصَّدَقَة ... الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وعدة من مُنكرَات إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَابْن عَيَّاش ضَعِيف فِي رِوَايَته عَن الْحِجَازِيِّينَ وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث أَحْمد ابْن مُعَاوِيَة بن بكر الْبَاهِلِيّ ثَنَا النَّضر بن شُمَيْل عَن ابْن عون عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَدَايَا الْأُمَرَاء غلُول انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ أَحْمد بن مُعَاوِيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأعله بِأَحْمَد بن مُعَاوِيَة وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الثِّقَات البواطيل وَهَذَا الحَدِيث بَاطِل انْتَهَى وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي نَضرة عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْهَدَايَا لِلْأُمَرَاءِ غلُول انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَمَّن حَدثهُ عَن أبي نَضرة بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ عَن أبان بِهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا معَاذ بن سهل الْخلال ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب ثَنَا قيس بن الرّبيع عَن لَيْث عَن عَطاء عَن جَابر مَرْفُوعا قَالَ وَرَوَاهُ أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي نَضرة عَن جَابر وَأَبَان مِمَّن ترك حَدِيثه لِتَفَرُّدِهِ بأَشْيَاء أَتَت عَلَيْهِ من سوء حفظه وَكَانَ من عباد الْبَصْرَة وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب التَّحْقِيق من طَرِيق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن هَارُون ثَنَا يَعْقُوب بن كَعْب عَن مُحَمَّد بن حمير عَن خَالِد بن حميد عَن يَحْيَى بن نعيم عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا هُدَايَ الْأُمَرَاء غلُول قَالَ فِي التَّنْقِيح يَحْيَى هَذَا لَا أعرفهُ وغالب من فِيهِ مَعْرُوف وَالله أعلم انْتَهَى 248 - الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان انْتَهَى قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الْعَارِية من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان وَلَا عَلَى الْمُسْتَوْدع غير الْمغل ضَمَان انْتَهَى وَضَعفه وَقَالَ الْمَحْفُوظ أَنه من قَول شُرَيْح 249 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال قلت رُوِيَ من حَدِيث الْمسور ومروان وَمن حَدِيث عَمْرو بن عَوْف وَمن

حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فَحَدِيث مسور ومروان رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن مسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم أَنهم اصْطَلحُوا عَلَى وضع الْحَرْب عشر سِنِين يَأْمَن فِيهِنَّ النَّاس وَعَلَى أَن بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة وَأَنه لَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وطولاه بِقصَّة الْفَتْح وَكَذَلِكَ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَأما حَدِيث عَمْرو بن عَوْف فَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا نهب وَلَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأَغْلظ القَوْل فِي كثير بن عبد الله نقلا عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَأما حَدِيث سَلمَة فَرَوَاهُ الإِمَام إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه سَلمَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْإِسْلَال من السلَّة وَهِي السّرقَة وَالْإِغْلَال الْخِيَانَة وَرَوَاهُ ابْن زَنْجوَيْه فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى بِهِ وَذكر فِيهِ حَدِيث صلح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل مَكَّة بِطُولِهِ 250 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يغل أَنَّهَا نزلت فِي

252 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث طلائع فَغنِمت غَنَائِم فَقَسمهَا وَلم يقسم للطلائع قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب فِي الْجِهَاد حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سَلمَة بن نبيط عَن الضَّحَّاك قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلائع فغنم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غنيمَة فَقَسمهَا بَين النَّاس وَلم يقسم للطلائع شَيْئا فَلَمَّا قدمت الطَّلَائِع قَالُوا قسم الْفَيْء وَلم يقسم لنا فَنزلت وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يغل انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ 253 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ فِي الحَدِيث جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتعْمل عَاملا فَجَاءَهُ الْعَامِل حِين فرغ من عمله فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا لكم وَهَذَا أهدي لي فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَشِيَّة بعد الصَّلَاة فَتشهد وَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد مَا بَال الْعَامِل نَسْتَعْمِلهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُول هَذَا من عَمَلكُمْ وَهَذَا أهدي لي أَفلا قعد فِي بَيت أَبِيه وَأمه فَينْظر هَل يُهْدَى لَهُ أم لَا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يغل أحدكُم شَيْئا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه إِن كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاء وَإِن كَانَت بقرة جَاءَ بهَا لَهَا خوار وَإِن كَانَت شَاة جَاءَ بهَا تَيْعر فقد بلغت قَالَ أَبُو حميد ثمَّ رفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَده حَتَّى إِنَّا لنَنْظُر إِلَى عفرَة إبطَيْهِ انْتَهَى 254 - الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي بِبَعِير لَهُ رُغَاء وَبِبَقَرَةٍ لَهَا خوار وَبِشَاةٍ لَهَا ثُغَاء فينادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول

لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا زُهَيْر ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي الْأَشْعَرِيّ ثَنَا حَفْص بن حميد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي مُمْسك بِحُجزِكُمْ هَلُمَّ عَن النَّار وَأَنْتُم تغلبونني وتتقاحمون فِيهَا تَقَاحم الْفراش وَالْجَنَادِب فَأوشك أَن أرسل حُجُزكُمْ وَأَنا فَرَطكُمْ عَلَى الْحَوْض فَتَردونَ عَلّي أعرفكُم بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يعرف الْبَعِير الْغَرِيب فِي إبِله فَيذْهب بكم ذَات الشمَال فَأُنَاشِد فِيكُم رب الْعَالمين أَي رَبِّي أمتِي فَيُقَال يَا مُحَمَّد إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك إِنَّهُم كَانُوا يَمْشُونَ بعْدك الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابهم فَلَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل شَاة لَهَا ثُغَاء يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك وَلَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل بَعِيرًا لَهُ رُغَاء يَقُول يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل فرسا لَهُ حَمْحَمَة يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل قشما من أَدَم يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا حَفْص بن بشر عَن يَعْقُوب القمي بِهِ سندا ومتنا قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ هَذَا حَدِيث حسن الْإِسْنَاد إِلَّا أَن حَفْص بن حميد مَجْهُول لَا أعلم رَوَى عَنهُ غير يَعْقُوب بن عبد الله الْأَشْعَرِيّ القمي قيل بل رَوَى عَنهُ أَيْضا أَشْعَث بن إِسْحَاق وَقَالَ فِيهِ ابْن معِين صَالح وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان

وَمَعْنى الحَدِيث فِي الصَّحِيح عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَامَ فِينَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكر الْغلُول فَعَظمهُ ثمَّ قَالَ لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى رقبته بعير لَهُ رُغَاء فَيَقُول يَا رَسُول الله أَغِثْنِي فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد أبلغتك لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى رقبته فرس لَهَا حَمْحَمَة يَقُول يَا رَسُول الله أَغِثْنِي فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك ... الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي 255 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد جعل الله أَرْوَاحهم فِي أَجْوَاف طير خضر تَدور فِي أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب معلقَة فِي ظلّ الْعَرْش قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد جعل الله أَرْوَاحهم فِي جَوف طير خضر ترد أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب معلقَة فِي ظلّ الْعَرْش فَلَمَّا وجدوا أطيب مَأْكَلهمْ وَمَشْرَبهمْ وَمَقِيلهمْ قَالُوا من يبلغ عَنَّا إِخْوَاننَا أَنا أَحيَاء فِي الْجنَّة نرْزق لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَاد وَلَا ينكلُوا عَن الْحَرْب فَقَالَ الله تَعَالَى أَنا أبلغهم عَنْكُم فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا ... إِلَى آخر الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الْجِهَاد وَفِي التَّفْسِير وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هُوَ حَدِيث حسن انْتَهَى وَذكر الدَّارقطني أَن عبد الله بن إِدْرِيس تفرد بِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَذكر

فِيهِ سعيد بن جُبَير وَغَيره يرويهِ عَن ابْن إِسْحَاق لَا يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير انْتَهَى رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجِهَاد وَفِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ لم يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير وَيُقَوِّي هَذَا الطَّرِيق أَن الْبَزَّار رَوَاهُ فِي مُسْنده من غير طَرِيق ابْن إِسْحَاق وَلَيْسَ فِيهِ سعيد بن جُبَير فَقَالَ حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن غياث ثَنَا عدي بن الْفضل ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَوجدت فِي مُسْند عبد بن حميد أَنا عبد الله بن إِدْرِيس عَن ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ لم يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير فَلْينْظر نُسْخَة فَإِنِّي لم أعْتَمد عَلَى نُسْخَتي وَاعْلَم أَن الحَدِيث مَعْنَاهُ فِي مُسلم فِي الْجِهَاد عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء ... الْآيَة قَالَ أما إِنَّا قد سَأَلنَا عَن ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَرْوَاحهم فِي جَوف طير خضر لَهَا قناديل معلقَة بالعرش تسرح فِي الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت ثمَّ تأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ اطلع عَلَيْهِم رَبك اطلاعة فَقَالَ سلوني مَا شِئْتُم فَقَالُوا رَبنَا وَمَا نَسْأَلك وَنحن نَسْرَح فِي الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا فَلَمَّا رَأَوْا أَلا يتْركُوا من أَن يسْأَلُوا قَالُوا نَسْأَلك أَن ترد أَرْوَاحنَا إِلَى أَجْسَادنَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى نقْتل فِي سَبِيلك فَلَمَّا رَأَى أَنهم لَا يسْأَلُون إِلَّا هَذَا تركُوا انْتَهَى 256 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بِالرُّجُوعِ فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَرَادَ أَن يُرهبهُمْ وَيُرِيهمْ من نَفسه وَأَصْحَابه قُوَّة فندب أَصْحَابه لِلْخُرُوجِ فِي طلب أبي سُفْيَان وَقَالَ لَا يخْرجن مَعنا أحد إِلَّا من حضر يَوْمنَا أمس فَخرج عَلَيْهِ السَّلَام

حَتَّى إِذا بلغ حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال وَكَانَ بِأَصْحَابِهِ الْقرح وَتَحَامَلُوا عَلَى أنفسهم حَتَّى لَا يفوتهُمْ الْأجر وَألقَى الله فِي قُلُوب الْمُشْركين الرعب فَذَهَبُوا فَنزلت الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي غَزْو أحد أخبرنَا أَبُو عبد عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس بن بكير عَن ابْن إِسْحَاق عَن شُيُوخه قَالَ وَلما بلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه تَلَاوَمُوا وهموا أَن يرجِعوا أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأذن مُؤذن فِي النَّاس لطلب الْعَدو وَقَالَ لَا يخْرجن مَعنا إِلَّا من حضر يَوْمنَا بالْأَمْس فَكَلمهُ جَابر بن عبد الله ابْن عَمْرو بن حرَام فَأذن لَهُ فَخرج مَعَه وَإِنَّمَا خرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْهِبًا لِلْعَدو لِيَظُنُّوا بِهِ قُوَّة وَا، الَّذِي أَصَابَهُم لم يُوهِنهُمْ عَن عدوهم فَخرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال فَأَقَامَ بهَا الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مُخْتَصر وَبِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن حزم أَن معبد الْخُزَاعِيّ مر برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِحَمْرَاء الْأسد وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُشْرك فَقَالَ يَا مُحَمَّد أما وَالله فقد عز علينا مَا أَصَابَك فِي أَصْحَابك لَوَدِدْنَا أَن الله عافاك فيهم ثمَّ خرج وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحَمْرَاء الْأسد حَتَّى لَقِي أَبَا سُفْيَان وَمن مَعَه بِالرَّوْحَاءِ وَقد أَجمعُوا وَقَالُوا أصبْنَا حد أَصْحَابهم وَقَادَتهمْ ثمَّ رَجعْنَا قبل أَن نَسْتَأْصِلهُمْ لَنَكرَّنَّ عَلَيْهِم فنستأصلن بَقِيَّتهمْ فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَان معبدًا قَالَ مَا ورائك يَا معبد قَالَ مُحَمَّد قد خرج بِأَصْحَابِهِ فِي طَلَبكُمْ فِي جمع لم أر مثله قطّ إِلَى أَن قَالَ فَثنى ذَلِك أَبَا سُفْيَان وَمن مَعَه وَأنزل الله تَعَالَى الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح إِلَى آخر الْآيَات وَأخرجه ابْن هِشَام فِي سيرته كَذَلِك فِي غَزْوَة أحد 257 - قَوْله وَعَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَت لي عَائِشَة إِن أَبَوَيْك لمن الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول تَعْنِي أَب بكر وَالزُّبَيْر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَاب غَزْوَة أحد وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عُرْوَة قَالَ قَالَت لي عَائِشَة يَا بن أُخْتِي كَانَ أَبَوَاك تَعْنِي الزُّبَيْر وَأَبا بكر من الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 258 - الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان نَادَى عِنْد انْصِرَافه من أحد يَا مُحَمَّد موعدنا موسم بدر الْقَابِل إِن شِئْت فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن شَاءَ الله فَلَمَّا كَانَ الْقَابِل خرج أَبُو سُفْيَان فِي أهل مَكَّة حَتَّى نزل الظهْرَان فَألْقَى الله الرعب فِي قلبه فَبَدَا لَهُ أَن يرجع فلقي نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ وَقد قدم مُعْتَمِرًا فَقَالَ يَا نعيم إِنِّي وَاعَدت مُحَمَّدًا أَن نَلْتَقِي بِمَوْسِم بدر وَأَن هَذَا عَام جَدب وَلَا يُصْلِحنَا إِلَّا عَام نَرْعَى فِيهِ الشّجر وَنَشْرَب فِيهِ اللَّبن وَقد بدا لي وَلَكِن إِن خرج مُحَمَّد وَلم أخرج زَاده ذَلِك جَرَاءَة فَالْحق بِالْمَدِينَةِ فَثَبَّطَهُمْ وَلَك عِنْدِي عشرَة من الْإِبِل فَخرج نعيم فَوجدَ الْمُسلمين يَتَجَهَّزُونَ فَقَالَ لَهُم مَا هَذَا بِالرَّأْيِ عِنْدِي إِن أَتَوْكُم فِي دِيَاركُمْ وقراركم فَلم يفلت مِنْكُم أحد إِلَّا شَرِيدًا فَتُرِيدُونَ أَن تخْرجُوا وَقد جمعُوا لكم عِنْد الْمَوْسِم فوَاللَّه لَا يفلت مِنْكُم أحد قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مُجَاهِد وَعِكْرِمَة قَالَا إِن أَبَا سُفْيَان إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد بعضه كَمَا هُوَ

257 - قَوْله وَعَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَت لي عَائِشَة إِن أَبَوَيْك لمن الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول تَعْنِي أَبَا بكر وَالزُّبَيْر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَاب غَزْوَة أحد وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عُرْوَة قَالَ قَالَت لي عَائِشَة يَا بن أُخْتِي كَانَ أَبَوَاك تَعْنِي الزُّبَيْر وَأَبا بكر من الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 258 - الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان نَادَى عِنْد انْصِرَافه من أحد يَا مُحَمَّد موعدنا موسم بدر الْقَابِل إِن شِئْت فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن شَاءَ الله فَلَمَّا كَانَ الْقَابِل خرج أَبُو سُفْيَان فِي أهل مَكَّة حَتَّى نزل الظهْرَان فَألْقَى الله الرعب فِي قلبه فَبَدَا لَهُ أَن يرجع فلقي نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ وَقد قدم مُعْتَمِرًا فَقَالَ يَا نعيم إِنِّي وَاعَدت مُحَمَّدًا أَن نَلْتَقِي بِمَوْسِم بدر وَأَن هَذَا عَام جَدب وَلَا يُصْلِحنَا إِلَّا عَام نَرْعَى فِيهِ الشّجر وَنَشْرَب فِيهِ اللَّبن وَقد بدا لي وَلَكِن إِن خرج مُحَمَّد وَلم أخرج زَاده ذَلِك جَرَاءَة فَالْحق بِالْمَدِينَةِ فَثَبَّطَهُمْ وَلَك عِنْدِي عشرَة من الْإِبِل فَخرج نعيم فَوجدَ الْمُسلمين يَتَجَهَّزُونَ فَقَالَ لَهُم مَا هَذَا بِالرَّأْيِ عِنْدِي إِن أَتَوْكُم فِي دِيَاركُمْ وقراركم فَلم يفلت مِنْكُم أحد إِلَّا شَرِيدًا فَتُرِيدُونَ أَن تخْرجُوا وَقد جمعُوا لكم عِنْد الْمَوْسِم فوَاللَّه لَا يفلت مِنْكُم أحد قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مُجَاهِد وَعِكْرِمَة قَالَا إِن أَبَا سُفْيَان ... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه ... وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد بعضه كَمَا هُوَ

فِي الَّذِي بعده 259 - الحَدِيث السَّابِع وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَنه مر بِأبي سُفْيَان ركب من عبد الْقَيْس يُرِيدُونَ الْمَدِينَة لِلْمِيرَةِ فَجعل لَهُم حمل بعير من زبيب أَن يُثَبِّطُوهُمْ وَكره الْمُسلمُونَ الْخُرُوج فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأخْرجَن وَإِن لم يخرج معي أحد فَخرج فِيهِ فِي سبعين رَاكِبًا وهم يَقُولُونَ حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل قلت وَقيل هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين ألقِي فِي النَّار رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن أبي الضُّحَى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل قَالَهَا إِبْرَاهِيم حِين ألقِي فِي النَّار وَقَالَهَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قَالَ لَهُم النَّاس إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي الضَّحَّاك بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن عمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي صبرَة وَمعمر بن رَاشد وَعبد الله بن جَعْفَر وَمُحَمّد بن عبد الله بن مُسلم وَعبد الحميد بن جَعْفَر وَابْن أبي حبيب وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن سهل وكل قد حَدثنِي بطَائفَة من هَذَا الحَدِيث قَالُوا لما أَرَادَ أَبُو سُفْيَان أَن ينْصَرف يَوْم أحد نَادَى ... فَذكره بِلَفْظ ابْن سعد وَطوله وَقيل هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين ألقِي فِي النَّار ... حَتَّى وافوا بَدْرًا وَأَقَامُوا بهَا ثَمَانِي ليَالِي وَكَانَت مَعَهم تِجَارَات فَبَاعُوهَا وَأَصَابُوا خيرا ثمَّ انصرفوا إِلَى الْمَدِينَة سَالِمين غَانِمِينَ وَرجع أَبُو سُفْيَان إِلَى مَكَّة فَسَمَّى أهل مَكَّة جَيْشه جَيش السويق قَالُوا إِنَّمَا خَرجْتُمْ لِتَشْرَبُوا

السويق فَالنَّاس الْأَولونَ المثبطون وَالْآخرُونَ أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه قلت هُوَ فِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد بِنَقص يسير أسْند فِي الأول ذكر الْمَغَازِي إِلَى ابْن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَغَيرهم فَذكرهَا غَزْوَة غَزْوَة حَتَّى ذكر غَزْوَة بدر الْموعد قَالَ وَلما أَرَادَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب أَن ينْصَرف يَوْم أحد نَادَى الْموعد بَيْننَا وَبَيْنكُم بدر الصَّفْرَاء رَأس الْحول نَلْتَقِي بهَا فنقتتل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قل نعم إِن شَاءَ الله فَلَمَّا دنا الْموعد كره أَبُو سُفْيَان الْخُرُوج وَقدم نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ مَكَّة فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان إِنِّي قد وَاعَدت مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه أَن نَلْتَقِي ببدر وَقد جَاءَ ذَلِك الْوَقْت وَهَذَا عَام جَدب وَإِنَّمَا يُصْلِحنَا عَام خصب وَإِنِّي أكره أَن يخرج مُحَمَّد وَلَا أخرج فَنَجْعَل لَك عشْرين فَرِيضَة عَلَى أَن تقدم الْمَدِينَة فتخذل أَصْحَاب مُحَمَّد قَالَ نعم فَفعل وَحَمَلُوهُ عَلَى بعير فأسرع السّير حَتَّى قدم الْمَدِينَة فَأخْبرهُم بِجمع أبي سُفْيَان وَمَا مَعَه من الْعدة وَالسِّلَاح فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأخْرجَن وَإِن لم يخرج معي أحد فَخرج عَلَيْهِ السَّلَام من الْمَدِينَة بعد أَن اسْتخْلف عَلَيْهَا عبد الله بن رَوَاحه وَسَار بِالْمُسْلِمين وهم ألف وَخَمْسمِائة وَمَعَهُمْ عشرَة أَفْرَاس وَخَرجُوا بِبَضَائِع لَهُم وتجارات حَتَّى انْتَهوا إِلَى بدر لَيْلَة هِلَال ذِي الْقعدَة وَقَامَت السُّوق صَبِيحَة الْهلَال وَبَاعُوا تِجَارَتهمْ فَرَبِحُوا للدريهم درهما وَانْصَرفُوا غَانِمِينَ وَخرج أَبُو سُفْيَان من مَكَّة فِي قُرَيْش وهم أَلفَانِ وَمَعَهُمْ خَمْسُونَ فرسا حَتَّى انْتَهوا إِلَى مر الظهْرَان ثمَّ قَالَ ارْجعُوا فَإِن هَذَا عَام جَدب وَلَا يُصْلِحنَا إِلَّا عَام خصب نَرْعَى فِيهِ الشّجر وَنَشْرَب اللَّبن فَسَمَّى أهل مَكَّة ذَلِك الْجَيْش جَيش السويق انْتَهَى 260 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ عَن ابْن عمر قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله إِن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص قَالَ نعم يزِيد حَتَّى يدْخل صَاحبه الْجنَّة وَينْقص حَتَّى يدْخل صَاحبه النَّار

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَلّي بن عبد الله ثَنَا أبي ثَنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز ثَنَا أَبُو الْقَاسِم حبيب بن عِيسَى بن فروخ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قُلْنَا ... الحَدِيث 261 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ يَأْخُذ بيد الرجل فَيَقُول قُم بِنَا نَزْدَدْ إِيمَانًا قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْإِيمَان حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن زبيد عَن زر قَالَ كَانَ عمر ... فَذكره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أول كِتَابه شعب الْإِيمَان أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن إِسْحَاق الْفَقِيه أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب أَنا سهل بن بكار عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن زبيد عَن زر ... فَذكره وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ 262 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَو وزن إِيمَان أبي بكر بِإِيمَان هَذِه الْأمة لرجح بِهِ قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده من طَرِيق ابْن الْمُبَارك ثَنَا بن عبد الله ابْن شَوْذَب عَن مُحَمَّد بن جحادة عَن سَلمَة بن كهيل عَن هزيل بن شُرَحْبِيل عَن عمر قَالَ لَو وزن ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن الْمُبَارك بِهِ

وَفِي حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث عِيسَى بن عبد الله ابْن سُلَيْمَان الْقرشِي ثَنَا رواد بن الْجراح ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو وضع إِيمَان أبي بكر عَلَى إِيمَان هَذِه الْأمة لرجح بهَا انْتَهَى وَأعله بِعِيسَى 263 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي مَانع الزَّكَاة طوق بِشُجَاعٍ أَقرع وَيروَى أسود قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ مَاله شجاعا أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوقه يَوْم الْقِيَامَة يَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بشدقية يَقُول أَنا مَالك أَنا كَنْزك ثمَّ تَلا وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله ... الْآيَة قلت وَرِوَايَة الْأسود غَرِيبه جدا 264 - الحَدِيث السبعون رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب مَعَ أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كتابا إِلَى يهود بني قينقاع يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام وَإِلَى إقَام الصَّلَاة وَإِلَى إيتَاء الزَّكَاة وَأَن يقرضوا الله قرضا حسنا قَالَ فنحَاص الْيَهُودِيّ إِن الله فَقير حِين سَأَلنَا الْقَرْض فَلَطَمَهُ أَبُو بكر فِي وَجهه وَقَالَ لَوْلَا الَّذِي بَيْننَا وَبَيْنك من الْعَهْد لضَرَبْت عُنُقك فَشَكَاهُ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجحد فنحَاص مَا قَالَ فَنزلت

قلت قيل رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بَيت الْمدَارِس فَوجدَ من يهود أُنَاسًا كثيرا قد اجْتَمعُوا إِلَى رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ فنحَاص وَكَانَ من عُلَمَائهمْ وَأَحْبَارهمْ وَمَعَهُ حبر يُقَال لَهُ أشْبع فَقَالَ أَبُو بكر وَيحك فنحَاص اتَّقِ الله وَأسلم فوَاللَّه إِنَّك لتعلم أَن مُحَمَّدًا رَسُول من عِنْد الله وَقد جَاءَكُم بِالْحَقِّ من عِنْده وَتَجِدُونَهُ عنْدكُمْ مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل فَقَالَ فنحَاص وَالله يَا أَبَا بكر مَا بِنَا إِلَى الله من حَاجَة من فقر وَإنَّهُ إِلَيْنَا الْفَقِير مَا نَتَضَرَّع إِلَيْهِ كَمَا يتَضَرَّع إِلَيْنَا وَلَو كَانَ عَنَّا غَنِيا مَا اسْتقْرض منا كَمَا يزْعم صَاحبكُم يَنْهَاكُم عَن الرِّبَا وَيُعْطِينَا فَغَضب أَبُو بكر عِنْد ذَلِك وَضرب وَجهه ضربا شَدِيدا وَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الَّذِي بَيْننَا وَبَيْنك من الْعَهْد لضَرَبْت عُنُقك يَا عَدو الله فَذهب فنحَاص فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد انْظُر مَا صنع بِي صَاحبك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لأبي بكر مَا حملك عَلَى هَذَا قَالَ يَا رَسُول الله لقد قَالَ قولا عَظِيما زعم أَن الله فَقير وهم أَغْنِيَاء فَغضِبت لله مِمَّا قَالَ وَضربت وَجهه فَجحد ذَلِك فنحَاص وَقَالَ مَا قلت ذَلِك فَأنْزل الله ردا لما قَالَ فنحَاص وَتَصْدِيقًا لكَلَام أبي بكر لقد سمع الله قَول الَّذين قَالُوا إِن الله فَقير وَنحن أَغْنِيَاء الْآيَة انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من قَول عِكْرِمَة وَالسُّديّ وَمُقَاتِل وَابْن إِسْحَاق قَالُوا كتب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف وَسَنَده إِلَيْهِم فِي أول كِتَابه وَذكره ابْن هِشَام فِي سيرته من قَول ابْن إِسْحَاق لم يُجَاوِزُوهُ 265 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ يرْوَى الْقَبْر رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي أَوَاخِر كتاب الزّهْد حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَدُّوَيْهِ

ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم العرني ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصَلَّاهُ فَرَأَى نَاسا يكثرون فَقَالَ أما إِنَّكُم لَو أَكثرْتُم ذكر هَادِم اللَّذَّات لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أرَى ... إِلَى أَن قَالَ وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقَبْر رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار مُخْتَصر وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مَسْعُود بن مُحَمَّد الرَّمْلِيّ ثَنَا مُحَمَّد ابْن أَيُّوب بن سُوَيْد ثَنَا أبي ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْقَبْر رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار وَقَالَ لم يروه عَن الْأَوْزَاعِيّ إِلَّا أَيُّوب بن سُوَيْد تفرد بِهِ ابْنه انْتَهَى 266 - قَوْله وَقَالَ أَبُو سُفْيَان لِحَمْزَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ذُقْ عُقُق وَفِي رِوَايَة يَا عَاق قلت هُوَ كَذَلِك فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة أحد قَالَ قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ الْحُلَيْس بن زبان أَخُو بني الْحَارِث بن عبد مَنَاة وَهُوَ يَوْمئِذٍ سيد الْأَحَابِيش قد مر بِأبي سُفْيَان وَهُوَ يضْرب فِي شدق حَمْزَة بن عبد الْمطلب يَزُجّ الرمْح وَيَقُول ذُقْ عُقُق فَقَالَ الْحُلَيْس يَا بني كنَانَة هَذَا سيد قُرَيْش يصنع بِابْن عَمه مَا ترَوْنَ فَقَالَ لَهُ وَيحك اكتمها عني فَإِنَّهَا كَانَت مني زلَّة مُخْتَصر وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ الدَّارقطني فِي المؤتلف والمختلف فِي تَرْجَمَة الْحُلَيْس بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ

267 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من أحب أَن يزحزح عَن النَّار وَيدخل الْجنَّة فلتدركه منيته وَهُوَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَيَأْتِي إِلَى النَّاس مَا يحب أَن يُؤْتَى إِلَيْهِ قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عبد رب الْكَعْبَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا وَنحن مَعَه فِي سفر فَقَالَ إِنَّه لم يكن نَبِي قبلي إِلَّا كَانَ حَقًا لله عَلَيْهِ أَن يدل أمته عَلَى مَا هُوَ خير لَهُم وَيُنْذرهُمْ مَا هُوَ شَرّ لَهُم وَإِن أمتكُم هَذِه جعل عَافِيَتهَا فِي أَولهَا وَإِن آخرهَا سَيُصِيبُهُمْ بلَاء وَأُمُور يُنْكِرُونَهَا فَمن سره أَن يزحزح عَن النَّار وَيدخل الْجنَّة فلتدركه منيته وَهُوَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وليأت للنَّاس مَا يُحِبُّوا أَن يَأْتُوا إِلَيْهِ مُخْتَصر ... وَأَعَادَهُ فِي الْجِهَاد 268 - الحَدِيث الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من كتم علما عَن أَهله ألْجمهُ الله بلجام من نَار قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث طلق بن عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَمن حَدِيث عَائِشَة أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْعلم عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن عَلّي بن الحكم عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من سُئِلَ عَن علم فكتمه ألْجمهُ الله بلجام من نَار انْتَهَى

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي أول أَبْوَاب الْعلم وَابْن ماجة فِي كتاب السّنة كِلَاهُمَا عَن عمَارَة بن زَاذَان عَن عَلّي بن الحكم عَن عَطاء بِهِ هَكَذَا هُوَ مُعَنْعَن عِنْد التِّرْمِذِيّ وَسِيَاق ابْن ماجة ثَنَا عَلّي بن الحكم ثَنَا عَطاء بِهِ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصر السّنَن وَسَنَد أبي دَاوُد سَنَد حسن فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن التَّبُوذَكِي وَقد احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَقد احْتج بِهِ مُسلم وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ عَن عَلّي بن الحكم وَقد وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَقد احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ انْتَهَى وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام ذكر عبد الْحق هَذَا الحَدِيث فِي أَحْكَامه من جِهَة أبي دَاوُد وَسكت عَنهُ وَفِيه عِلّة وَذَلِكَ أَن أَبَا دَاوُد رَوَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة أَنا عَلّي بن الحكم عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة وَقد تَابع حَمَّاد بن سَلمَة عَلَى هَذَا عمَارَة بن زَاذَان كَمَا هُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَخَالَفَهُمَا عبد الْوَارِث بن سعيد وَهُوَ ثِقَة فَرَوَاهُ عَن عَلّي بن الحكم عَن رجل عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة فَأدْخل بَين عَلّي بن الحكم وَعَطَاء رجلا مَجْهُولا يُقَال إِنَّه حجاج بن أَرْطَاة وَهَذَا ظَاهره الِانْقِطَاع إِذْ لَو سَمعه عَلّي بن الحكم من عَطاء مَا رَوَاهُ عَن رجل عَنهُ إِلَّا أَن يكون قد صرح بِسَمَاعِهِ من عَطاء بِأَن يَقُول حَدثنَا أَو أخبرنَا أَو سَمِعت وَنَحْو ذَلِك فَحِينَئِذٍ يَقُول إِنَّه سَمعه مِنْهُ مرّة وَرَوَاهُ عَنهُ أُخْرَى بِوَاسِطَة فَحدث بِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ أما إِذا كَانَ الأول مُعَنْعنًا فَإِن زِيَادَة رجلا بَينهمَا دَلِيل انْقِطَاعه انْتَهَى قلت صرح بِالتَّحْدِيثِ فِي سِيَاق ابْن ماجة كَمَا قدمْنَاهُ وَالله أعلم ثمَّ قَالَ ابْن الْقطَّان وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا إِسْنَاده حسن رَوَاهُ قَاسم بن أصبغ

فِي كِتَابه حَدثنَا مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أَبُو الْأَحْوَص ثَنَا مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا ... فَذكره قَالَ وَهَؤُلَاء كلهم ثِقَات انْتَهَى وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا طرق أُخْرَى تكلم فِيهَا وَهِي عشر طرق رَوَاهَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية الأول فِيهَا حَمَّاد قَالَ وَهُوَ مَجْرُوح أَيْضا وَفِي الثَّلَاثَة الْأُخْرَى حجاج بن أَرْطَاة قَالَ وَهُوَ مَجْرُوح أَيْضا وَفِي الْخَامِس صَدَقَة بن مُوسَى قَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَفِي السَّادِس صغدي بن سِنَان قَالَ قَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَفِي السَّابِع الْحُسَيْن بن أَحْمد قَالَ قَالَ مطين هُوَ كَذَّاب ابْن كَذَّاب وَفِي الثَّامِن عُثْمَان بن مقسم قَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَفِي التَّاسِع إِسْمَاعِيل بن عَمْرو قَالَ قَالَ الرَّازِيّ ضَعِيف وَفِي الْعَاشِر مُوسَى بن مُحَمَّد الْبُلْقَاوِيُّ قَالَ قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يكذب وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع وَالله أعلم وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن جَابر الْجعْفِيّ عَن الشّعبِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كتم علما جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مُلجمًا بلجام من نَار انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي السّنة من حَدِيث عَمْرو بن سليم ثَنَا يُوسُف بن إِبْرَاهِيم سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن وَاسع من حَدِيث يَحْيَى بن سليم الطائقي عَن عمرَان بن مُسلم عَن مُحَمَّد بن وَاسع عَن أنس مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ وَمن طَرِيق أُخْرَى فِيهَا عَلّي بن زيد بن جدعَان وَضعف الأول فِي يَحْيَى بن سليم وَالثَّانِي بعمر بن

شَاكر وَالثَّالِث ابْن جدعَان وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْعلم من طَرِيق ابْن وهب عَن عبد الله بن عَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي عَن أَبِيه عَن عبد الرَّحْمَن الْجبلي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ مَرْفُوعا ... فَذكره قَالَ الْحَاكِم إِسْنَاده صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لَهُ عِلّة انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث معمر بن زَائِدَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِمَعْمَر بن زَائِدَة وَقَالَ إِنَّه لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه انْتَهَى وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ رَوَاهُمَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية فِي الأول أَحْمد بن أبي الرِّجَال قَالَ وَكَانَ رجلا صَالحا إِلَّا أَنه أَدخل عَلَيْهِ فِي الثَّانِي حسن بن كُلَيْب قَالَ وَقد ضعفه الْخَطِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا زُهَيْر ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن عبد الْأَعْلَى عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سوار بن مُصعب عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله مَرْفُوعا وَشَيخ الطَّبَرَانِيّ فِيهِ مُحَمَّد بن الْفضل السَّقطِي وَأعله ابْن عدي فِي كَامِله بِهِ وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَأعله أَيْضا بِسوار بن مُصعب وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من ثَلَاث طرق أُخْرَى فِي الأول مُوسَى بن عُمَيْر قَالَ قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب فِي الثَّانِي حَمْزَة الجرزي قَالَ قَالَ ابْن عدي يضع

وَفِي الثَّالِث هَيْصَم بن شَدَّاخٍ قَالَ قَالَ ابْن حبَان يروي الطَّامَّات لَا يحْتَج بِهِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُوسَى بن عُمَيْر عَن الحكم بن عتيبة عَن الْأسود عَن ابْن مَسْعُود ... فَذكره وَأما حَدِيث طلق بن عَلّي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْفَزارِيّ عَن أَيُّوب بن عتبَة عَن قيس بن طلق عَن أَبِيه طلق بن عَلّي مَرْفُوعا وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأعله بِأَيُّوب بن عتبَة وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ حَمَّاد بن مُحَمَّد وَأَيوب بن عتبَة وَقيس بن طلق كلهم مضعفون انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن حسان بن سياه ثَنَا الْحسن بن ذكْوَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا وَأعله بِحسان وَقَالَ عَامَّة حَدِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية بِهِ بالْحسنِ بن ذكْوَان قَالَ قَالَ أَحْمد وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ من طَرِيق أُخْرَى فِيهَا خَالِد بن يزِيد الْأنْصَارِيّ قَالَ يَحْيَى كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث مُحَمَّد بن دَاب عَن صَفْوَان بن سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه مَرْفُوعا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كتم علما مِمَّا ينفع النَّاس فِي الدَّين ألْجمهُ الله بلجام من نَار وَفِيه زِيَادَة حَسَنَة وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية نَحوه ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن دَاب قَالَ أَبُو زرْعَة فِيهِ يكذب انْتَهَى وَرَوَاهُ من طَرِيق أُخْرَى فِيهَا يَحْيَى بن الْعَلَاء قَالَ

قَالَ أَحْمد كَذَّاب يضع الحَدِيث وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن عسل بن سُفْيَان التَّمِيمِي عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله مَرْفُوعا وَأعله بِعَسَل بن سُفْيَان وَضَعفه عَن أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الْحسن بن عَرَفَة ثَنَا عبد الرازق ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر ثمَّ قَالَ قَالَ عَلّي بن الْعَبَّاس هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أصل لَهُ وَلَا يعرف الْحسن بن عَرَفَة رَوَى عَن عبد الرازق انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ أَيْضا من حَدِيث الْحسن بن عَلّي الشروي عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ قَالَ وَالْحسن هَذَا مَجْهُول بِالنَّقْلِ انْتَهَى وَذكره الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره أَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ عشرَة من الصَّحَابَة وَسَمَّاهُمْ كَمَا ذَكَرْنَاهُمْ إِلَّا أَنه ذكر عوض عَائِشَة عَمْرو بن عبسة وَقَالَ إِن فِي كل مِنْهُمَا مقَالا انْتَهَى وَحَدِيث عَمْرو بن عبسة رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَمَتنه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من كتم علما فقد برْء من الْإِسْلَام انْتَهَى ثمَّ نقل ابْن الْجَوْزِيّ عَن الإِمَام أَحْمد أَنه قَالَ لَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء انْتَهَى وَلم أجد فِي أَلْفَاظه من كتم علما عَن أَهله

269 - عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ مَا أَخذ الله عَلَى أهل الْجَهْل أَن يتعلموا حَتَّى أَخذ عَلَى أهل الْعلم أَن يعلمُوا قلت أخبرنَا الشَّيْخ الصَّالح الْمسند الْخَطِيب أَبُو الْفَتْح صدر الدَّين مُحَمَّد بن الإِمَام الْمُحدث شرِيف الدَّين مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْمَيْدُومِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنا الْمسند نجيب الدَّين أَبُو الْفرج عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم بن عَلّي بن الصَّقِيل الْحَرَّانِي سَمَاعنَا عَلَيْهِ سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة أَنا أَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن كُلَيْب أَنا أَبُو عَلّي مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان أَنا أَبُو عَلّي الْحسن بن الْحُسَيْن بن دَوْمًا أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن نصر بن عبد الله بن الْفَتْح الذِّرَاع قَالَ كتب إِلَى الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَأذن لي فِي رِوَايَته أَنا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف ثَنَا الْحسن ابْن عمَارَة قَالَ أتيت الزُّهْرِيّ بعد أَن ترك الحَدِيث فَأَلْفَيْته عَلَى بَاب دَاره فَقلت إِن رَأَيْت أَن تُحَدِّثنِي فَقَالَ أما علمت أَنِّي تركت الحَدِيث فَقلت لَهُ أَنا حَدثنِي الحكم بن عتيبة عَن يَحْيَى الجزار سَمِعت عليا يَقُول مَا أَخذ الله عَلَى أهل الْجَهْل أَن يتعلموا حَتَّى أَخذ عَلَى أهل الْعلم أَن يعلمُوا قَالَ فَحَدثني أَرْبَعِينَ حَدِيثا انْتَهَى وَهَذَا الْإِسْنَاد اشْتَمَل عَلَى جمَاعَة ضعفاء وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَذكره الإِمَام أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من غير سَنَد فَقَالَ وَيروَى عَن عَلّي أَنه قَالَ ... الحَدِيث وَهُوَ فِي الفردوس عَن عَلّي مَا أَخذ الله مِيثَاق الْجَاهِل أَن يتَعَلَّم حَتَّى أَخذ مِيثَاق الْعَالم أَن يُعلمهُ انْتَهَى وَهَذَا عَلَى عَادَته فِي ذكر اسْم الرَّاوِي وَحذف اسْم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيكون مَرْفُوعا عِنْده

270 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سَأَلَ الْيَهُود عَن شَيْء مِمَّا فِي التَّوْرَاة فَكَتَمُوا الْحق وَأَخْبرُوهُ بِخِلَافِهِ وأروه أَنهم صدقوه وَاسْتحْمدُوا إِلَيْهِ وفرحوا بِمَا فعلوا فَأطلع الله رَسُوله عَلَى ذَلِك وَسَلاهُ بِمَا أنزل من وَعِيدهمْ فِي قَوْله لَا تحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن مَرْوَان قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافع إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ لَئِن كَانَ كل امْرِئ منا إِن فَرح بِمَا أُوتِيَ وَحمد بِمَا لم يفعل لَنُعَذَّبَنَّ جَمِيعًا فَقَالَ ابْن عَبَّاس إِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل الْكتاب أَتَاهُ الْيَهُود فَسَأَلَهُمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن شَيْء فَكَتَمُوهُ وَأَخْبرُوهُ بِغَيْرِهِ فَخَرجُوا وفرحوا أَنهم أَخْبرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنهُ وَاسْتحْمدُوا بذلك إِلَيْهِ وفرحوا بِمَا أَتَوا من كِتْمَانه إِيَّاه مَا سَأَلَهُمْ عَنهُ انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 271 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ ويل لمن قَرَأَ هَذِه الْآيَة فمج بهَا قَالَ المُصَنّف أَي لم يتفكر فِيهَا وَلم يَعْتَبِرهَا وَالْآيَة إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض ... الْآيَة قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو وَلَعَلَّ بعده حَدِيثا آخر وَهُوَ فِي الْبَقَرَة فلينقل هَا هُنَا 272 - الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ لعَائِشَة أَخْبِرِينِي بِأَعْجَب مَا رَأَيْت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَكَتْ وأَطَالَت ثمَّ قَالَت كل أمره

عجب أَتَانِي فِي لَيْلَتي فَدخل فِي لِحَافِي حَتَّى الصق جلده بِجِلْدِي ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة هَل لَك أَن تَأْذَنِي لي فِي عبَادَة رَبِّي الله اللَّيْلَة فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي لأحب قربك وَأحب هَوَاك فقد أَذِنت لَك فَقَامَ إِلَى قربَة من مَاء فِي الْبَيْت فَتَوَضَّأ وَلم يكثر من صب المَاء ثمَّ قَامَ يُصَلِّي فَقَرَأَ من الْقُرْآن وَجعل يبكي حَتَّى بلغت الدُّمُوع حقْوَيْهِ ثمَّ جلس فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَجعل يبكي ثمَّ رفع يَدَيْهِ وَجعل يبكي حَتَّى رَأَيْت دُمُوعه قد بلت الأَرْض فَأَتَاهُ بِلَال يُؤذنهُ بِصَلَاة الْغَدَاة فَرَآهُ يبكي فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله أَتَبْكِي وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا بِلَال أَفلا أكون عبدا شكُورًا ثمَّ قَالَ وَمَالِي لَا أبْكِي وَقد أنزل الله عَلّي فِي هَذِه اللَّيْلَة (إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار) ثمَّ قَالَ ويل لمن قَرَأَهَا وَلم يتفكر فِيهَا وَرُوِيَ ويل لمن لَاكَهَا بَين فَكَّيْهِ وَلم يَتَأَمَّلهَا قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء قَالَ دخلت أَنا وَعبد الله بن عمر وَعبيد بن عُمَيْر عَلَى عَائِشَة فَقَالَت لِعبيد قد آن لَك أَن تَزُورنَا فَقَالَ أَقُول يَا أمه كَمَا قَالَ الأول زر غبا تَزْدَدْ حبا فَقَالَت دَعونَا من بَطَالَتكُمْ هَذِه ثمَّ قَالَ ابْن عمر لعَائِشَة أَخْبِرِينَا بِأَعْجَب شَيْء رَأَيْتِيه من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَكَتَتْ ثمَّ قَالَت لما كَانَت لَيْلَة من اللَّيَالِي قَالَ يَا عَائِشَة ذَرِينِي اللَّيْلَة أَتَعبد لرَبي قلت وَالله لأحب قربك وَأحب مَا يَسُرك قَالَت فَقَامَ فَتطهر ثمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَت فَلم يزل يبكي حَتَّى بل الأَرْض فجَاء بِلَال يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ يبكي قَالَ يَا رَسُول الله لم تبْكي وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر قَالَ أَفلا أكون عبدا شكُورًا لقد أنزلت عَلّي اللَّيْلَة آيَة ويل لمن قَرَأَهَا وَلم يتفكر فِيهَا إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار ...

الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الْوَفَاء وَأَبُو الْقَاسِم الْأَصْفَهَانِي فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب والثعلبي وَعبد بن حميد وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم كلهم عَن أبي جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ دخلت أَنا وَابْن عمر عَلَى عَائِشَة فَقَالَ لَهَا ابْن عمر أَخْبِرِينِي ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف وَلم يذكرُوا كلهم الرِّوَايَة الثَّانِيَة ويل لمن لَاكَهَا بَين فَكَّيْهِ وَلم يَتَأَمَّلهَا لَكِن رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرّوم بالسند الْمَذْكُور أَعنِي عَن أبي جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمن آيَاته خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيْح لمن لَاكَهَا بَين لحييْهِ ثمَّ لم يتفكر فِيهَا انْتَهَى 273 - الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل يتَسَوَّك ثمَّ ينظر إِلَى السَّمَاء وَيَقُول إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض الْآيَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن حمدَان ثَنَا يُوسُف بن عبد الله بن ماهان ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد عَن الْحجَّاج عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن مُحَمَّد بن عَلّي بن أبي طَالب عَن عَلّي بن أبي طَالب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَفِي الْكتب السِّتَّة فِي الصَّلَاة مُخْتَصرا وَمُطَولًا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة قَالَت فَتحدث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ أَهله سَاعَة ثمَّ رقد فَلَمَّا كَانَ ثلث اللَّيْل الْأَخير فَتَسَوَّكَ ثمَّ نظر إِلَى السَّمَاء وَهُوَ يَقُول إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى ختم السُّورَة انْتَهَى 274 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من أحب أَن يرتع فِي رياض الْجنَّة فليكثر

ذكر الله تَعَالَى قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَفِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء حَدثنَا يَحْيَى بن وَاضح عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن أبي عبد الله الْقَرَّاظ عَن معَاذ ابْن جبل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاق بن أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي سَمِعت مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي يحدث عَن أبي عبد الله الْقَرَّاظ عَن معَاذ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد فِيهِ قصَّة وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة العنكبوت عِنْد قَوْله تَعَالَى وَلذكر الله أكبر وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْوَاقِعَة من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة بِهِ سندا ومتنا 275 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعمران بن الْحصين صل قَائِما فَإِن لم تستطع فقاعدا فَإِن لم تستطع فعلَى جنب تومئ إِيمَاء قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن عمرَان بن الْحصين قَالَ كَانَت بِي بواسير فَسَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الصَّلَاة فَقَالَ صل قَائِما فَإِن لم تستطع فقاعدا فَإِن لم تستطع فعلَى جنب انْتَهَى لَيْسَ فِيهِ الْإِيمَاء وكما أوردهُ المُصَنّف أوردهُ صَاحب الْهِدَايَة

276 - الحَدِيث الثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ بَيْنَمَا رجل مستلق عَلَى فرَاشه فَرفع رَأسه فَنظر إِلَى النُّجُوم وَإِلَى السَّمَاء فَقَالَ أشهد أَن لَك رَبًّا خَالِقًا اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَنظر الله إِلَيْهِ فغفر لَهُ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره قَالَ وجدت فِي كتابي عَن أبي زرْعَة مُحَمَّد ابْن جَعْفَر بن الْحسن وَشَكَكْت فِي سَمَاعي مِنْهُ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الله السّلمِيّ أَنا مُحَمَّد بن حسان بن أَحْمد أَنا مُحَمَّد بن الْحسن الْخَلِيل ثَنَا عبد الله بن زِيَاد الْقَطوَانِي حَدثنَا سيار ثَنَا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا زيد بن أسلم ثَنَا عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَيْنَمَا رجل ... إِلَى آخِره 277 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَا عبَادَة كالتفكر قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله الحبطي من أهل تستر أبي رَجَاء ثَنَا شُعْبَة بن الْحجَّاج عَن أبي إِسْحَاق عَن عَاصِم بن ضَمرَة عَن عَلّي أَنه قَالَ لِابْنِهِ الْحسن يَا بني سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَا مَال أَعُود من الْعقل وَلَا فقر أَشد من الْجَهْل وَلَا وحدة أَشد من الْعجب وَلَا مُظَاهرَة أوثق من الْمُشَاورَة وَلَا عقل كالتدبير وَلَا ورع كحسن الْخلق وَلَا عبَادَة كالتفكر وَآفَة الحَدِيث الْكَذِب وَآفَة الْعلم النسْيَان وَآفَة المَال الْبَغي وَآفَة الشجَاعَة الْفَخر يَا بني لَا تستحقر أحدا أبدا إِن كَانَ أكبر مِنْك فَاحْسبْ أَنه أَبوك وَإِن كَانَ مثلك فَاحْسبْ أَنه أَخُوك أَو أَصْغَر مِنْك فَاحْسبْ أَنه ابْنك انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ الحبطي عَن شُعْبَة وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بالحبطي وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات انْتَهَى 278 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَا تفضلُونِي عَلَى يُونُس بن مَتى فَإِنَّهُ كَانَ يرفع لَهُ كل يَوْم مثل عمل أهل الأَرْض قلت غَرِيب جدا 279 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت يَا رَسُول الله إِنِّي أسمع الله يذكر الرِّجَال فِي الْهِجْرَة وَلَا يذكر النِّسَاء فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى إِنِّي لَا أضيع عمل عَامل مِنْكُم قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِير النِّسَاء من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن رجل من ولد أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله لَا أسمع الله ذكر النِّسَاء فِي الْهِجْرَة فَأنْزل الله إِنِّي لَا أضيع عمل عَامل مِنْكُم من ذكر أَو أُنْثَى بَعْضكُم من بعض انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَذَلِك وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الْجِهَاد من طَرِيق سعيد بن مَنْصُور ثَنَا سُفْيَان أَنا عَمْرو بن دِينَار أَخْبرنِي سَلمَة رجل من ولد أم سَلمَة قَالَ قَالَت أم سَلمَة ... فَذكره

280 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا مثل مَا يَجْعَل أحدكُم أُصْبُعه فِي اليم فَلْينْظر بِمَ يرجع قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مُسْتَوْرِد بن شَدَّاد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء الحَدِيث 281 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَنه لما مَاتَ النَّجَاشِيّ نعاه جِبْرِيل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لأَصْحَابه اخْرُجُوا فصلوا عَلَى أَخ لكم مَاتَ بِغَيْر أَرْضكُم فَخرج إِلَى البقيع وَنظر إِلَى أَرض الْحَبَشَة فأبصر سَرِير النَّجَاشِيّ فَصَلى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ فَقَالَ المُنَافِقُونَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يُصَلِّي عَلَى علج نَصْرَانِيّ لم يره قطّ فَأنْزل الله وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته الْآيَة قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل من حَدِيث أبي بكر الْهُذلِيّ واسْمه سلْمَى بن عبد الله عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه اخْرُجُوا فصلوا عَلَى أَخ لكم قد مَاتَ قَالَ فَصَلى بِنَا فَكبر أَربع تَكْبِيرَات ثمَّ قَالَ هَذَا أَصْحَمَة النَّجَاشِيّ فَقَالَ المُنَافِقُونَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يُصَلِّي عَلَى علج نَصْرَانِيّ لم يره قطّ فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِن من أهل الْكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه ... الْآيَات كلهَا انْتَهَى ولين ابْن عدي الْهُذلِيّ تَلْيِينًا يَسِيرا وَلم يُضعفهُ وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من قَول ابْن عَبَّاس

وَجَابِر بن عبد الله وَقَتَادَة قَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى وَإِن من أهل الْكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه نزلت فِي النَّجَاشِيّ وَذَلِكَ أَنه لما مَاتَ نعاه جِبْرِيل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَفْس الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لأَصْحَابه اخْرُجُوا فصلوا عَلَى أَخ لكم مَاتَ بِغَيْر أَرْضكُم قَالُوا وَمن هُوَ قَالَ النَّجَاشِيّ فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى البقيع وكشف لَهُ من الْمَدِينَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة فأبصر سَرِير النَّجَاشِيّ وَصَلى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ وَقَالَ لأَصْحَابه اسْتَغْفرُوا لَهُ فَقَالَ المُنَافِقُونَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يُصَلِّي عَلَى حبشِي نَصْرَانِيّ لم يره قطّ وَلَيْسَ عَلَى دينه فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة انْتَهَى وَسَنَده إِلَى ابْن عَبَّاس وَقَتَادَة أول كِتَابه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ لما قدم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفَاة النَّجَاشِيّ قَالَ اخْرُجُوا فصلوا عَلَى أَخ لكم لم تروه قطّ فخرجنا وَتقدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصفنَا خَلفه فَصَلى وصلينا فَلَمَّا انصرفنا قَالَ المُنَافِقُونَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يُصَلِّي عَلَى علج نَصْرَانِيّ لم يره قطّ فَأنْزل الله وَإِن من أهل الْكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه ... الْآيَة انْتَهَى 282 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من رابط يَوْمًا وَلَيْلَة فِي سَبِيل الله كَانَ كَعدْل صِيَام شهر وقيامه لَا يفْطر وَلَا يَنْفَتِل عَن صلَاته إِلَّا لحَاجَة قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْجِهَاد حَدثنَا زيد بن الْحباب ثَنَا مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور عَن السمط بن عبد الله الْبَلْخِي عَن سلمَان الْفَارِسِي أَنهم كَانُوا فِي جند من الْمُسلمين مرّة فَأَصَابَهُمْ ضرّ وَحصر فَقَالَ سلمَان لصَاحب الْجند أَلا أحَدثك حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيكون لَك قُوَّة عَلَى الْجند قَالَ بلَى قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من رابط يَوْمًا وَلَيْلَة فِي سَبِيل الله كَانَ كَعدْل صِيَام شهر وقيامه

لَا يفْطر وَلَا يَنْفَتِل عَن صلَاته إِلَّا لحَاجَة وَمن مَاتَ فِي سَبِيل الله أَجْرَى الله تَعَالَى عَلَيْهِ أجره حَتَّى يقْضِي بَين أهل الْجنَّة وَالنَّار انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث سلمَان أَيْضا مَرْفُوعا رِبَاط يَوْم وَلَيْلَة فِي سَبِيل الله أفضل من صِيَام شهر وقيامه صَائِم لَا يفْطر وقائم لَا يفتر مُخْتَصر وَفِيه قصَّة وَمَعْنى الحَدِيث فِي صَحِيح مُسلم رَوَاهُ فِي كتاب الْجِهَاد عَن مَكْحُول عَن شُرَحْبِيل بن السمط عَن سلمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رِبَاط يَوْم وَلَيْلَة فِي سَبِيل الله خير من صِيَام شهر وقيامه وَإِن مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عمله الَّذِي كَانَ يعمله وَأجْرِي عَلَيْهِ رزقه وَأمن الفتان انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَمتْن النَّسَائِيّ من رابط يَوْمًا وَلَيْلَة فِي سَبِيل الله كَانَ كَأَجر صِيَام شهر وقيامه 283 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّمَانُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة آل عمرَان أعطي بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم قلت رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الإِمَام أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة بن سوار أَنا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَذكر فضل سُورَة آل عمرَان وَهُوَ فِي آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا بشر بن مُوسَى ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى حَدثنِي أبي عَن مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْخَلِيل وَعلي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِطُولِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة أَنا إِبْرَاهِيم بن شريك بن الْفضل بن خَالِد الْأَسدي الْكُوفِي ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير / ح وَحدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب الْحرفِي ثَنَا أَبُو عَمْرو يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُؤَذّن ثَنَا أَبُو خَالِد الرَّمْلِيّ ثَنَا يزِيد بن خَالِد بن يزِيد بن موهب بِمَكَّة ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب وَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِطُولِهِ وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا 284 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا آل عمرَان يَوْم الْجُمُعَة صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَته حَتَّى تحجب الشَّمْس قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو حنيفَة مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ ثَنَا عمي أَحْمد بن مُحَمَّد بن ماهان بن أبي حنيفَة ثَنَا أبي عَن طَلْحَة بن زيد عَن يزِيد بن سِنَان عَن يزِيد بن جَابر الدِّمَشْقِي عَن طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا آل عمرَان يَوْم الْجُمُعَة صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَته حَتَّى تحجب الشَّمْس انْتَهَى

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَجَبت الشَّمْس إِذا سَقَطت لِتَغَيُّبٍ

سورة النساء

سُورَة النِّسَاء

سُورَة النِّسَاء وَذكر فِيهَا أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ حَدِيثا 285 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الرَّحِم معلقَة بالعرش فَإِذا أَتَاهَا الْوَاصِل بِشَتٍّ بِهِ كَلمته وَإِذا أَتَاهَا الْقَاطِع احْتَجَبت عَنهُ قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا جرير عَن قَابُوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الرَّحِم معلقَة بالعرش ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْخمسين بعد الْمِائَة حَدثنَا الْجَارُود ثَنَا جرير بِهِ سندا ومتنا 286 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ قلت رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب أما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب النِّكَاح من حَدِيث الْحَارِث بن عمرَان الْجَعْفَرِي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكفاء وَانْكِحُوا إِلَيْهِم انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَسكت عَنهُ ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث عِكْرِمَة ابْن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام بن عُرْوَة بِهِ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَتعقبه شَيخنَا الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ الْحَارِث مُتَّهم وَعِكْرِمَة ضَعَّفُوهُ

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَقَالَ الْحَارِث بن عمرَان كَانَ يضع الحَدِيث عَلَى الثِّقَات وَقد تَابعه عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم وهما ضعيفان انْتَهَى وَله طرق أُخْرَى فَمِنْهَا عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه عَن أبي أُميَّة إِسْمَاعِيل بن يعْلى عَن هِشَام بِهِ وَأَبُو أُميَّة مَتْرُوك وَمِنْهَا الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا عَن صَالح بن مُوسَى عَن هِشَام بِهِ اخْتَارُوا لنُطَفِكُمْ الْمَوَاضِع الصَّالِحَة قَالَ ابْن طَاهِر لم يروه عَن هِشَام ثِقَة وَصَالح ضَعِيف وَمِنْهَا ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن عِيسَى بن مَيْمُون قَالَ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة وَأعله بِعِيسَى بن مَيْمُون قَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث وَقَالَ ابْن طَاهِر مَتْرُوك الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طرق أُخْرَى ضَعِيفَة وَقَالَ إِنَّه حَدِيث لَا يَصح وكل طرْقَة واهية وَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه إِنَّه حَدِيث لَا أصل لَهُ رَوَاهُ الْحَارِث بن عمرَان الْجَعْفَرِي وَأَبُو أُميَّة الثَّقَفِيّ وَمُنْذِر بن عَلّي وَعِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم وَأَيوب بن وَاقد وَكلهمْ ضعفاء وَرَوَاهُ أَبُو الْمِقْدَام بن زِيَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه مُرْسلا وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة الزُّهْرِيّ من حَدِيث عبد الْعَظِيم بن إِبْرَاهِيم السالمي ثَنَا عبد الْملك بن يَحْيَى ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن زِيَاد بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ وَاجْتَنبُوا السوَاد فَإِنَّهُ لون مُشَوه انْتَهَى وَمن طَرِيق أبي نعيم رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ فِيهِ مَجَاهِيل وَوَجَدته فِي فَوَائِد تَمام عَن عبد الْعَظِيم بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك

ثَنَا سُفْيَان بِهِ وَلَيْسَ فِيهِ وَاجْتَنبُوا السوَاد ... إِلَى آخِره وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن سُلَيْمَان بن عَطاء عَن مسلمة بن عبد الله عَن عَمه أبي مشجعَة عَن عمر بن الْخطاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ وَعَلَيْكُم بِذَات الْأَوْرَاك فَإِنَّهُنَّ أَنْجَب انْتَهَى ولين سُلَيْمَان بن عَطاء وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي حَدِيثه بعض مَنَاكِير انْتَهَى وَنقل ابْن أبي حَاتِم فِي علله عَن أَبِيه تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث من جَمِيع طرقه قَالَ ابْن طَاهِر وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن الْفَيْض ثَنَا عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي دواد عَن ابْن جريح عَن عَطاء فَمرَّة قَالَ عَن ابْن عَبَّاس وَمرَّة قَالَ عَن عَائِشَة وَعبد الْمجِيد ثِقَة إِلَّا أَن الِاخْتِلَاف فِيهِ عَلَى عَطاء يُضعفهُ انْتَهَى 287 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يتم بعد الْحلم قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث أنس بن مَالك وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث حَنْظَلَة أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْوَصَايَا من حَدِيث يَحْيَى بن مُحَمَّد الْمدنِي حَدثنِي عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن أَبِيه خَالِد بن سعيد عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش أَنه سمع شُيُوخًا من بني عَمْرو بن عَوْف وَمن خَاله عبد الله بن أبي أَحْمد قَالَ قَالَ عَلّي حفظت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يتم بعد احْتِلَام وَلَا صمَات يَوْم إِلَى اللَّيْل انْتَهَى

قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِيه فِيهِ يَحْيَى بن مُحَمَّد الْجَارِي بِالْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى الْجَار بليدَة بالسَّاحل بِقرب مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ البُخَارِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ وَقَالَ ابْن حبَان يتَجَنَّب مَا انْفَرد بِهِ وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة أنس وَجَابِر وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء يثبت انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِيَحْيَى الْجَارِي وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هُوَ حَدِيث مَعْلُول فَخَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم وَابْنه عبد الله بن خَالِد مَجْهُولَانِ وَلم أجد لعبد الله ذكرا إِلَّا فِي اسْم ابْن لَهُ يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم ذكره ابْن أبي حَاتِم وَهُوَ مَجْهُول الْحَال كَذَلِك فَأَما جده سعيد بن أبي مَرْيَم فَثِقَة وَيَحْيَى بن مُحَمَّد الْمدنِي مَجْهُول أَو ضَعِيف إِن كَانَ ابْن هاني وَعبد الله بن أبي أَحْمد بن جحش بن ربَاب مَجْهُول الْحَال أَيْضا وَلَيْسَ بوالد بكير بن عبد الله الْأَشَج كَمَا ظَنّه ابْن أبي حَاتِم حِين جمع بَينهمَا وَالْبُخَارِيّ قد فصل بَينهمَا فَجعل الَّذِي رَوَى عَن عَلّي فِي تَرْجَمَة وَالَّذِي يروي عَن ابْن عَبَّاس وَهُوَ وَالِد بكير فِي تَرْجَمَة أُخْرَى وَأيهمَا كَانَ فحاله مَجْهُولَة أَيْضا فَهَذِهِ علل الْخَبَر انْتَهَى كَلَامه وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الصُّوفِي الْبَغْدَادِيّ بِمصْر سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون التبَّان حَدثنِي أبي عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كَبِير عَن مُوسَى بن عقبَة عَن أبان بن تغلب عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة بن قيس عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا رضَاع بعد فصَال وَلَا يتم بعد حلم انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الصُّوفِي وَله طَرِيق أُخْرَى رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الطَّلَاق حَدثنَا معمر

عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن النزال بن سُبْرَة عَن عَلّي مَرْفُوعا لَا رضَاع بعد فصَال وَلَا يتم بعد الْحلم وَلَا صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل أخبرنَا الثَّوْريّ عَن جُوَيْبِر بِهِ مَوْقُوفا قَالَ الْعقيلِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ ابْن عدي وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق مرّة عَن معمر فرفعه وَمرَّة عَن الثَّوْريّ فَوَقفهُ انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن معمر عَن عبد الْكَرِيم ابْن أبي الْمخَارِق عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم بِهِ مَرْفُوعا وَعبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق هَالك أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي ثَنَا يَحْيَى بن يزِيد بن عبد الْملك بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا يتم بعد حلم انْتَهَى ثمَّ قَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أنس إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَيزِيد بن عبد الْملك لين الحَدِيث وَرَوَى جمَاعَة من أهل الْعلم حَدِيثه وَاحْتَمَلُوهُ عَلَى لينه انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر يَحْيَى وَأَبوهُ يزِيد ضعيفان انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن عبد الْملك وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ وَأسْندَ النَّسَائِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مَتْرُوك الحَدِيث أما حَدِيث جَابر فَلهُ طرق مِنْهَا مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الرَّضَاع حَدثنَا معمر عَن حرَام بن عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْني جَابر عَن أَبِيهِمَا جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا يتم بعد حلم وَلَا رضَاع بعد الْفِطَام وَلَا صمت يَوْم لِليْل مُخْتَصر وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَأعله ابْن عدي فِي كَامِله بِحرَام بن عُثْمَان وَأسْندَ إِلَى ابْن معِين وَالشَّافِعِيّ أَنَّهُمَا قَالَا الرِّوَايَة عَن حرَام بن عُثْمَان حرَام

وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث سعيد بن الْمَرْزُبَان أبي سعيد الْبَقَّال عَن يزِيد الْفَقِير عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِسَعِيد بن الْمَرْزُبَان وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين ثمَّ قَالَ وَهُوَ من جملَة الضُّعَفَاء الَّذين يكْتب حَدِيثهمْ وَلَا يتْرك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الدَّارقطني عَن ابْن حبَان بِسَنَدِهِ عَن سعيد ثمَّ قَالَ قَالَ الفلاس سعيد بن الْمَرْزُبَان مَتْرُوك الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِسَعِيد وَقَالَ إِنَّه كثير الْوَهم ضعفه ابْن معِين انْتَهَى أما حَدِيث حَنْظَلَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة ثَنَا ذَيَّال بن عبيد ابْن حَنْظَلَة بن حديم بن حنيفَة الْمَالِكِي سَمِعت جدي حَنْظَلَة بن حديم يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَا يتم بعد احْتِلَام وَلَا يتم عَلَى جَارِيَة إِذا هِيَ حَاضَت انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن سلم بن قُتَيْبَة بِهِ سندا ومتنا 288 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رجلا من غطفان كَانَ مَعَه مَال كثير لِابْنِ أَخ لَهُ يَتِيم فَلَمَّا بلغ طلب المَال فَمَنعه عَمه فَتَرَافَعَا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت فَلَمَّا سَمعهَا الْعم قَالَ أَطعْنَا الله وأطعنا الرَّسُول نَعُوذ بِاللَّه من الْحُوب الْكَبِير فَدفع مَاله إِلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن يُوقَ شح نَفسه ويطع ربه هَكَذَا فَإِنَّهُ يحل دَاره يَعْنِي جنته فَلَمَّا قبض الْفَتَى مَاله أنفقهُ فِي سَبِيل الله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَبت الْأجر وَبَقِي الْوزر قَالَ

يَا رَسُول الله قد عرفنَا أَنه ثَبت الْأجر فَكيف بَقِي الْوزر وَهُوَ ينْفق فِي سَبِيل الله فَقَالَ ثَبت أجر الْغُلَام وَبَقِي الْوزر عَلَى وَالِده قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مقَاتل والكلبي وَسَنَده إِلَيْهِمَا مَذْكُور فِي أول كِتَابه وَكَذَلِكَ فعل الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول 289 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحوب قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن وَاصل مولَى أبي عُيَيْنَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبن عَبَّاس أَن أَبَا أَيُّوب أَرَادَ أَن يُطلق أم أَيُّوب فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحوب انْتَهَى ذكره فِي تَرْجَمَة أم أَيُّوب وَذكره فِي تَرْجَمَة ابْن عَبَّاس وَزَاد فِيهِ قَالَ ابْن سِيرِين وَالْحوب الْإِثْم وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن أنس بن سِيرِين قَالَ بَلغنِي أَن أَبَا أَيُّوب ... الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا مُوسَى ثَنَا جرير عَن وَاصل عَن أنس بن سِيرِين ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا عبد الْبَاقِي ثَنَا بشر بن مُوسَى أَنا هَوْذَة ابْن خَليفَة أَنا عون عَن أنس أَن أَبَا أَيُّوب أَرَادَ فَذكره وَزَاد فِيهِ قَالَ فَأَمْسكهَا انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عَلّي بن عَاصِم عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ بَين أبي طَلْحَة وَأم سليم كَلَام فَأَرَادَ أَبُو طَلْحَة

أَن يُطلق أم سليم فَبلغ ذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن طَلَاق أم سليم لَحوب انْتَهَى وَقَالَ صَالح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ عَلّي بن عَاصِم واه 290 - الحَدِيث الْخَامِس رَوَت عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن لَا تعولُوا أَلا تَجُورُوا قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم دُحَيْم ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب عَن عمر ابْن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى ذَلِك أدنَى أَن لَا تعولُوا قَالَ أَلا تَجُورُوا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ والثعلبي وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم قَالَ ابْن أبي حَاتِم وَالصَّوَاب عَن عَائِشَة مَوْقُوف انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث كلهم بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور 291 - قَوْله رُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ لَا تَظنن بِكَلِمَة خرجت من فِي أَخِيك سوءا وَأَنت تَجِد لَهَا فِي الْخَيْر محملًا قلت رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْهِيب وَالتَّرْغِيب أخبرنَا أَبُو رَجَاء بنْدَار أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَاتِب ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثَنَا عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن ثَنَا سُلَيْمَان بن الرّبيع بن هِشَام قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله كادحا الزَّاهِد عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ وضع عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثَمَانِي عشرَة كلمة كلهَا حِكْمَة قَالَ مَا عَاقَبت من عَصَى الله فِيك بِمثل أَن تطيع الله فِيهِ وضع أَمر أَخِيك عَلَى أحْسنه حَتَّى يَأْتِيك مِنْهُ مَا يَغْلِبك وَلَا تَظنن بِكَلِمَة خرجت من أَخِيك الْمُسلم سوءا أَو قَالَ شرا وَأَنت تَجِد لَهَا فِي

الْخَيْر محملًا وَمن تعرض للتُّهمَةِ فَلَا يَلُومن من أَسَاءَ بِهِ الظَّن وَمن كتم سره كَانَت الْخيرَة بِيَدِهِ وَعَلَيْك بِإِخْوَان الصدْق تعيش فِي أَكْنَافهم وَلَا تسْأَل عَمَّا لَا يَعْنِيك وَلَا تَطْلُبن حَاجَة إِلَّا مِمَّن يحب نَجَاحهَا وَلَا تصْحَب الْفجار فَتَتَعَلَّمُ من فُجُورهمْ وَاعْتَزل عَدوك وَاحْذَرْ صديقك إِلَّا الْأمين وَلَا أَمِين إِلَّا من يخْشَى الله وَاسْتَشِرْ فِي أَمرك الَّذِي يَخْشونَ الله وهم الْعلمَاء قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْخمسين من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن أبي طيبَة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ كتبت إِلَى بعض إخْوَانِي من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن ضع أَمر أَخِيك عَلَى أحْسنه إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَى ابْن طَاهِر فِي كِتَابه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب من حَدِيث الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا زِيَاد بن أَيُّوب ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن نَافِع بن عمر الجُمَحِي عَن سُلَيْمَان بن عَبدة قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب لَا تَظنن بِكَلِمَة خرجت من فِي أَخِيك سوءا وَأَنت تَجِد لَهَا فِي الْخَيْر محملًا انْتَهَى 292 - قَوْله وَمن حَدِيث أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِنِّي كنت نحلتك جدَاد عشْرين وسْقا بِالْعَالِيَةِ قلت رَوَاهُ مَالك فِي كتاب الْمُوَطَّأ فِي كتاب الْقَضَاء أخبرنَا ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن أَبَا بكر كَانَ نحلهَا جدَاد عشْرين

وسْقا من مَاله بِالْعَالِيَةِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا من النَّاس أحد أحب إِلَيّ غنى بعدِي مِنْك وَلَا أعز عَلّي فقرا مِنْك وَإِنِّي كنت نحلتك جدَاد عشْرين وسْقا فَلَو كنت حُزْتِيهِ لَكَانَ لَك وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْم مَال وَارِث وَإِنَّمَا هُوَ أَخَوَاك وَأُخْتَاك فَاقْتَسمُوهُ عَلَى كتاب الله قَالَت يَا أَبَة وَالله لَو كَانَ كَذَا وَكَذَا لتركته إِنَّمَا هِيَ أَسمَاء فَمن الْأُخْرَى فَقَالَ ذُو بطن بنت خَارِجَة أَرَاهَا جَارِيَة فَولدت جَارِيَة أَخَوَاهَا عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَبنت خَارِجَة هِيَ حَبِيبَة بنت خَارِجَة بن زيد زَوْجَة أبي بكر كَانَت ذَلِك الْوَقْت حَامِلا فَولدت أم كُلْثُوم انْتَهَى وَعَن مَالك رَوَاهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي موطئِهِ بِسَنَدِهِ وَمَتنه 293 - قَوْله وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كتب إِلَى قُضَاته أَن النِّسَاء يُعْطين رَغْبَة وَرَهْبَة فأيما امْرَأَة أَعْطَتْ ثمَّ أَرَادَت أَن ترجع فَذَلِك لَهَا قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع حَدثنَا عَلّي بن مسْهر عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ قَالَ كتب عمر بن الْخطاب أَن النِّسَاء يُعْطين أَزوَاجهنَّ رَغْبَة وَرَهْبَة فأيما امْرَأَة أَعْطَتْ زَوجهَا شَيْئا فَأَرَادَتْ أَن تَعْتَصِرَهُ فَهِيَ أَحَق بِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة أخبرنَا الثَّوْريّ عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ قَالَ كتب عمر بن الْخطاب إِن النِّسَاء يُعْطين رَغْبَة وَرَهْبَة فأيما امْرَأَة أَعْطَتْ زَوجهَا فَشَاءَتْ أَن ترجع فَلْتَرْجِعْ انْتَهَى 294 - الحَدِيث السَّادِس عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى فَإِن طبن لكم عَن شَيْء مِنْهُ نفسا فَقَالَ إِذا جَادَتْ

لزَوجهَا بِالْعَطِيَّةِ طَائِعَة غير مُكْرَهَة لَا يقْضِي بِهِ عَلَيْكُم سُلْطَان وَلَا يُؤَاخِذكُم الله بِهِ فِي الْآخِرَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة فَإِن طبن لكم عَن شَيْء مِنْهُ نفسا قَالَ إِذا جَادَتْ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور 295 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لسبع قلت رُوِيَ من حَدِيث سُبْرَة بن معبد الْجُهَنِيّ وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من حَدِيث أنس أما حَدِيث سُبْرَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي آخر أَبْوَاب الْمَسَاجِد من حَدِيث عبد الْملك بن الرّبيع بن سُبْرَة بن معبد الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مروا أَوْلَادكُم بِالصَّلَاةِ وهم أَبنَاء سبع سِنِين وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وهم أَبنَاء عشر وَفرقُوا بَينهم فِي الْمضَاجِع انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أَوَاخِر الصَّلَاة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الخلافيات وَقَالَ إِسْنَاده صَحِيح وَقد قَالَ الشَّيْخ مُعْتَرضًا عَلَيْهِ قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة سُئِلَ يَحْيَى بن معِين عَن أَحَادِيث عبد الْملك بن الرّبيع بن سُبْرَة عَن أَبِيه عَن جده فَقَالَ ضِعَاف وَقد احْتج مُسلم بِعَبْد الْملك بن الرّبيع

ابْن سُبْرَة بن معبد الْجُهَنِيّ وَأَبِيهِ وجده وَرَوَى لَهُم فِي الصَّحِيح أما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث سوار بن دَاوُد عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِسوار بن دَاوُد أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُحَمَّد بن ربيعَة عَن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علمُوا أَوْلَادكُم الصَّلَاة إِذا بلغُوا سبع سِنِين وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا إِذا بلغُوا عشرا وَفرقُوا بَينهم فِي الْمضَاجِع انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِمُحَمد بن الْحسن ثمَّ رَوَاهُ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا قَالَ وَهَذَا أولَى قَالَ وَالرِّوَايَات فِي هَذَا الْبَاب فِيهَا لين انْتَهَى قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَرَوَاهُ عبد الْمُنعم بن نعيم الريَاحي عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه قَالَ وَعبد الْمُنعم هَذَا مُنكر الحَدِيث جدا لَا يحْتَج بِهِ إِذا وَافق فَكيف مُنْفَردا أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي أول الصَّلَاة عَن دَاوُد بن المحبر ثَنَا عبد الله بن الْمثنى عَن ثُمَامَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لسبع سِنِين وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لثلاث عشرَة انْتَهَى وَدَاوُد ابْن المحبر مَجْرُوح وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ تفرد بِهِ دَاوُد بن المحبر انْتَهَى

قلت رَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث امْرَأَة معَاذ بن عبد الله بن خبيب قَالَت كَانَ رجل منا يذكر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سُئِلَ مَتى يُؤمر الصَّبِي بِالصَّلَاةِ فَقَالَ إِذا عرف يَمِينه من شِمَاله انْتَهَى قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هَذِه الْمَرْأَة لَا يعرف حَالهَا وَلَا هَذَا الرجل الَّذِي رَوَت عَنهُ وَلَا صحت لَهُ صَحبه فَأَما معَاذ وَأَبوهُ وجده فَثِقَاتٌ وَلَكِن لَا مدْخل فِي هَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى قلت قد جَاءَ من رِوَايَة عبد الله بن معَاذ عَن أَبِيه قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير حَدثنَا إِسْحَاق بن حَاجِب الْمروزِي بِبَغْدَاد ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمسَيبِي ثَنَا عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ عَن هِشَام بن سعد عَن معَاذ بن عبد الله بن خبيب الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا عرف الْغُلَام يَمِينه من شِمَاله فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ انْتَهَى قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَعبد الله بن خبيب لَهُ صُحْبَة وَلَا يرْوَى عَنهُ هَذَا الحَدِيث إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ عبد الله بن نَافِع انْتَهَى 296 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لَهُ رجل إِن فِي حجري يَتِيما أَفَآكُل من مَاله فَقَالَ بِالْمَعْرُوفِ غير متأثل وَلَا واق مَالك بِمَالِه قَالَ أَفَأَضْرِبهُ قَالَ مِمَّا كنت ضَارِبًا مِنْهُ ولدك قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث صَالح بن رستم الخزاز عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ قَالَ رجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِمَّا أضْرب يَتِيمِي قَالَ مِمَّا كنت ضَارِبًا مِنْهُ ولدك غير واق مَالك بِمَالِه وَلَا متأثل من مَاله مَالا انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالثَّلَاثِينَ

وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن دِينَار ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ الخزاز وَهُوَ من ثِقَات الْبَصْرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأعله بِصَالح بن رستم وَنقل عَن ابْن معِين أَنه ضعفه ثمَّ قَالَ وَهُوَ عِنْدِي لَا بَأْس بِهِ فَإِنِّي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَقد رَوَى عَنهُ يَحْيَى الْقطَّان مَعَ شدَّة اسْتِقْصَائِهِ انْتَهَى قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَيَرْوِيه عَن صَالح بن رستم جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي وَهُوَ وَإِن كَانَ أخرج لَهُ مُسلم فَهُوَ رَافِضِي ضَعِيف انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي ثَنَا أبي ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن الْحسن العرني عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن فِي حجري يَتِيما ... بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة أخبرنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن الْحسن العرني أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله ... إِلَى آخِره سَوَاء وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره كلهم رَوَوْهُ مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أثْنَاء الْبيُوع حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن عَمْرو بن دِينَار عَن الْحسن العرني ... فَذكره وَاعْلَم أَن بعض الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة رَوَاهُ فِي كتاب الْوَصَايَا من حَدِيث حُسَيْن الْمعلم عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا أجد شَيْئا وَلَيْسَ لي مَال ولي يَتِيم لَهُ مَال قَالَ كل من مَال يَتِيمك غير مُسْرِف وَلَا متأثل مَالا قَالَ وَأَحْسبهُ قَالَ وَلَا تَقِيّ مَالك بِمَالِه انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك وَجزم لم يقل وَأَحْسبهُ قَالَ وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده جزم وَكَذَلِكَ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده جزم وَرَوَى أَبُو يعْلى أَيْضا من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن عبد الْملك بن رزين عَن بِلَال قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِن فِي حجري يَتِيما أَفَأَضْرِبهُ قَالَ نعم مِمَّا كنت تضرب مِنْهُ ولدك 297 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس أَن ولي الْيَتِيم قَالَ لَهُ أَفَأَشْرَب من لبن إبِله قَالَ إِن كنت تبغي ضَالَّتهَا وَتَلوط حَوْضهَا وَتَهْنَأ جَرْبَاهَا وَتَسْقِيهَا يَوْم وردهَا فَاشْرَبْ غير مُضر بِنَسْل وَلَا نَاهِك فِي الْحَلب قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن يَحْيَى بن سعيد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى ابْن عَبَّاس ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ عوض تبغي ضَالَّتهَا ترد نادتها وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ والواحدي وَرَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي آخر الْكتاب عَن يَحْيَى بن سعيد بِهِ سندا ومتنا من حَدِيث روح بن عبَادَة ثَنَا ابْن جريح أَخْبرنِي بكير بن عبد الله الْأَشَج عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد ... فَذكره وَرَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق مَالك عَن يَحْيَى بن سعيد بِهِ

298 - قَوْله وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِنِّي أنزلت نَفسِي من مَال الله منزلَة وَالِي الْيَتِيم إِن اسْتَغْنَيْت اسْتَعْفَفْت وَإِن افْتَقَرت أكلت بِالْمَعْرُوفِ وَإِذا أَيسَرت قضيت قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْرَائِيل وسُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن حَارِثَة بن مضرب قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب إِنِّي أنزلت نَفسِي من مَال الله ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ كَذَلِك وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب الْفُرُوض وَتَدْوِين الدَّوَاوِين حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق بِهِ لم يقل فِيهِ وَإِذا أَيسَرت قضيت وَفِي تَفْسِير ابْن كثير وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا عَن سعيد بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ قَالَ لي عمر ... بِلَفْظ المُصَنّف ثمَّ قَالَ وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي قسم الْفَيْء بِسَنَدِهِ وَمَتنه سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر بن الْخطاب حَدثنَا وَكِيع ابْن الْجراح ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ 299 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن أَوْس بن الصَّامِت ترك امْرَأَته أم كجة وَثَلَاث بَنَات فزوى أَبنَاء عَمه سُوَيْد وَعرْفطَة أَو قَتَادَة أَو عرْفجَة مِيرَاثه عَنْهُن وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة لَا يورثون النِّسَاء وَلَا الْأَطْفَال وَيَقُولُونَ لَا يَرث إِلَّا من طَاعن بِالرِّمَاحِ وَذَادَ عَن الْحَوْزَة وَحَازَ الْغَنِيمَة فَجَاءَت أم كجة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَسْجِد الفضيخ فشكت إِلَيْهِ فَقَالَ ارجعي

حَتَّى أنظر مَا يحدث الله فَنزلت فَبعث إِلَيْهِمَا لَا تفَرقا من مَال أَوْس شَيْئا فَإِن الله قد جعل لَهُنَّ نَصِيبا وَلم يبين حَتَّى بَين فَنزلت يُوصِيكُم الله ... فَأعْطَى أم كجة الثّمن وَالْبَنَات الثُّلثَيْنِ وَالْبَاقِي لِابْني الْعم قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن جريج عَن عِكْرِمَة قَالَ نزلت فِي أم كجة وَابْنَة كجة وثعلبة وَأَوْس ابْن سُوَيْد وهم من الْأَنْصَار كَانَ أَحدهمَا زَوجهَا وَالْآخر عَم وَلَدهَا فَقَالَت يَا رَسُول الله توفّي زَوجي وَتَرَكَنِي وَابْنَته فَلم نورث فَقَالَ عَم وَلَدهَا يَا رَسُول الله وَلَدهَا لَا يركب فرسا وَلَا يحمل كلا وَلَا ينْكَأ عدوا يكْسب عَلَيْهَا وَلَا يكْتَسب فَنزلت للرِّجَال نصيب مِمَّا ترك الْوَالِدَان وَالْأَقْرَبُونَ الْآيَة إِلَى قَوْله نَصِيبا مَفْرُوضًا انْتَهَى حَدثنَا مُحَمَّد بن حُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ قَالَ كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة لَا يورثون الْجَوَارِي وَلَا الضُّعَفَاء من الغلمان وَلَا يورثون إِلَّا من أطَاق الْعِيَال فَمَاتَ عبد الرَّحْمَن أَبُو حسان الشَّاعِر وَترك امْرَأَة يُقَال لَهَا أم كجة وَترك خمس أَخَوَات فَجَاءَت الْوَرَثَة فَأخذُوا مَاله فشكت أم كجة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى فَإِن كن نسَاء فَوق اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثا مَا ترك وَإِن كَانَت وَاحِدَة فلهَا النّصْف ثمَّ قَالَ فِي أم كجة ولهن الرّبع مِمَّا تركْتُم إِن لم يكن لكم ولد فَإِن كَانَ لكم ولد فَلَهُنَّ الثّمن ... انْتَهَى وَقَالَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول قَالَ الْمُفَسِّرُونَ إِن أَوْس بن ثَابت الْأنْصَارِيّ توفّي وَترك امْرَأَة يُقَال لَهَا أم كجة ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما كَمَا ذكره المُصَنّف من غير سَنَد

300 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لسعد إِنَّك إِن تتْرك ولدك أَغْنِيَاء خير من أَن تَدعهُمْ عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْوَصَايَا من حَدِيث عَامر بن سعد عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ جَاءَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودنِي فَقلت يَا رَسُول الله أوصِي بِمَالي كُله قَالَ لَا قلت فَالشَّطْر قَالَ لَا قلت الثُّلُث قَالَ الثُّلُث وَالثلث كثير إِنَّك إِن تدع وَرثتك أَغْنِيَاء خير من أَن تَدعهُمْ عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس مُخْتَصر 301 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَنه يبْعَث آكل مَال الْيَتِيم يَوْم الْقِيَامَة وَالدُّخَان يخرج من قَبره وَمن فِيهِ وَأَنْفه وَأذنه وَعَيْنَيْهِ فَيعرف النَّاس أَنه كَانَ يَأْكُل مَال الْيَتِيم فِي الدُّنْيَا قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما ... الْآيَة قَالَ يبْعَث آكل مَال الْيَتِيم ظلما يَوْم الْقِيَامَة وَلَهَب النَّار يخرج من فِيهِ وَأَنْفه ... إِلَى آخِره وَفِي صَحِيح ابْن حبَان بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ فِي النَّوْع الثَّانِي وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث زِيَاد بن الْمُنْذر عَن نَافِع بن الْحَارِث عَن أبي بَرزَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يبْعَث الله يَوْم الْقِيَامَة قوما من قُبُورهم تأجج أَفْوَاههم نَارا فَقيل من هم يَا رَسُول الله قَالَ ألم تَرَ أَن الله يَقُول إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كِتَابه الْكَامِل وَأعله بِزِيَاد بن الْمُنْذر وَنقل عَن أَحْمد

أَنه قَالَ فِيهِ مَتْرُوك الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ فِيهِ كَذَّاب 302 - قَوْله عَن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سُئِلَ عَن الْكَلَالَة فَقَالَ أَقُول فِيهِ برأيي فَإِن كَانَ صَوَابا فَمن الله وَإِن كَانَ خطأ فمني وَمن الشَّيْطَان وَالله مِنْهُ بَرِيء الْكَلَالَة مَا خلا الْوَلَد وَالْوَالِد قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْفَرَائِض حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن عَاصِم عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَأَيْت فِي الْكَلَالَة رَأيا فَإِن يكن صَوَابا فَمن الله وَإِن يكن خطأ فَمن قبلي والشيطان الْكَلَالَة مَا عدا الْوَالِد وَالْولد انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْوَلِيد بن شُجَاع السكونِي ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن عَاصِم عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ أَبُو بكر إِنِّي رَأَيْت فِي الْكَلَالَة رَأيا فَأن يكن صَوَابا فَمن الله ... إِلَى آخِره وَزَاد فَلَمَّا كَانَ عمر بن الْخطاب قَالَ إِنِّي لأَسْتَحي من الله أَن أُخَالِف أَبَا بكر هُوَ مَا خلا الْوَالِد وَالْولد انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا يَحْيَى بن أبي طَالب أَنا يزِيد بن هَارُون ثَنَا عَاصِم الْأَحول عَن الشّعبِيّ قَالَ سُئِلَ أَبُو بكر عَن الْكَلَالَة فَقَالَ أَقُول برأيي ... إِلَى آخر لفظ الطَّبَرِيّ وَرَوَاهُ أَيْضا فِي الْمعرفَة فِي كتاب الْفَرَائِض من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم ثَنَا عَاصِم الْأَحول بِهِ سَوَاء 303 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رَوَى أَبُو أَيُّوب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يقبل تَوْبَة

العَبْد مَا لم يُغَرْغر قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا معَاذ بن هِشَام حَدثنِي أبي عَن قَتَادَة عَن الْعَلَاء بن زِيَاد عَن أبي أَيُّوب بشير بن كَعْب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَفِيه أَحَادِيث مُسندَة عَن ابْن عمر وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت وَعَن أبي هُرَيْرَة فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن أَبِيه عَن مَكْحُول عَن جُبَير بن نفير عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب التَّوْبَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ وَوَقع فِي نسخ ابْن ماجة الْمُعْتَمدَة عبد الله بن عَمْرو قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَهُوَ وهم وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه هَذَا الحَدِيث عِنْدِي يحْتَمل أَن يُقَال فِيهِ صَحِيح إِذْ لَيْسَ فِي إِسْنَاده من تكلم فِيهِ إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان فَقَالَ ابْن معِين صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَقَالَ ابْن حَنْبَل أَحَادِيثه مَنَاكِير وأظن أَن التِّرْمِذِيّ لم يُصَحِّحهُ من أَجله انْتَهَى كَلَامه وَأما حَدِيث عبَادَة فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا معَاذ بن هِشَام

الدستوَائي حَدثنِي أبي عَن قَتَادَة عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ نَحوه وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الْأَعْلَى عَن سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن عبَادَة مَرْفُوعا قَالَ ابْن طَاهِر هَكَذَا رُوِيَ وَلَعَلَّه سقط بَين قَتَادَة وَعبادَة رجل وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن زيد ثَنَا عمرَان بن عبد الرَّحِيم ثَنَا عُثْمَان بن الْهَيْثَم ثَنَا عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي عَن دَاوُد ابْن فَرَاهِيجَ عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَزَاد فِيهِ يُغَرْغر بِنَفسِهِ ثمَّ قَالَ وَيزِيد بن عبد الْملك سيء الْحِفْظ وَفِيه حَدِيث آخر رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد ابْن مطرف عَن زيد بن أسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن الْبَيْلَمَانِي قَالَ اجْتمع أَرْبَعَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أحدهم سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد قبل أَن يَمُوت بِيَوْم فَقَالَ الآخر وَأَنا سمعته يَقُول إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد قبل أَن يَمُوت بِنصْف يَوْم فَقَالَ الثَّالِث وَأَنا سمعته يَقُول إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد قبل أَن يَمُوت بِضَحْوَةٍ فَقَالَ الرَّابِع وَأَنا سمعته يَقُول إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد قبل أَن يُغَرْغر بِنَفسِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي التَّوْبَة وَسكت عَنهُ

304 - قَوْله عَن الْحسن إِن إِبْلِيس قَالَ حِين أهبط إِلَى الأَرْض وَعزَّتك لَا أُفَارِق ابْن آدم مَا دَامَ روحه فِي جسده فَقَالَ وَعِزَّتِي لَا أغلق عَنهُ بَاب التَّوْبَة مَا لم يُغَرْغر قلت هَذَا رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن مَرْفُوعا لَا مَوْقُوفا أخرجه عَن الْمسيب ابْن شريك عَن عَمْرو بن عبيد عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أهبط إِبْلِيس إِلَى الأَرْض قَالَ وَعزَّتك ... إِلَى آخِره 305 - الحَدِيث الثَّالِث عشر قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فليمت إِن شَاءَ يَهُودِيّا وَإِن شَاءَ نَصْرَانِيّا قلت تقدم فِي آل عمرَان 306 - الحَدِيث الرَّابِع عشر من ترك الصَّلَاة مُتَعَمدا فقد كفر قلت تقدم فِي سُورَة الْبَقَرَة 307 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ أَيهَا النَّاس لَا تغَالوا بِصدق النِّسَاء فَلَو كَانَت مكرمَة فِي الدُّنْيَا أَو تقوى عِنْد الله لَكَانَ أَوْلَادكُم بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أصدق امْرَأَة من نِسَائِهِ

أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم تَمْنَعنَا حَقًا جعله الله لنا وَالله يَقُول وَآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَقَالَ عمر كل أحد أعلم من عمر ثمَّ قَالَ لأَصْحَابه تُسْمِعُونِي أَقُول مثل هَذَا ثمَّ لَا تُنْكِرُونَهُ عَلّي حَتَّى ترد عَلّي امْرَأَة لَيست من أعلم النِّسَاء قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي النِّكَاح لَيْسَ فِيهِ قَوْله فَقَامَتْ امْرَأَة ... إِلَى آخِره من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي الْعَجْفَاء هرم بن نسيب قَالَ خَطَبنَا عمر فَقَالَ أَلا لَا تغَالوا بِصدق النِّسَاء فَإِنَّهَا لَو كَانَت مكرمَة فِي الدُّنْيَا أَو تقوى عِنْد الله كَانَ أَوْلَادكُم بهَا نَبِي الله مَا علمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نكح شَيْئا من نِسَائِهِ عَلَى أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَالْأُوقِية أَرْبَعُونَ درهما فَتكون جُمْلَتهَا أَرْبَعمِائَة دِرْهَم وَثَمَانِينَ درهما وَعَجِبت من الشَّيْخ زكي الدَّين كَيفَ لم يعزه فِي مُخْتَصره لبَقيَّة السّنَن مَعَ أَنه الْتزم ذَلِك وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ قَالَ وَقد رَوَاهُ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وحبِيب بن السهيل وَهِشَام بن حسان وَسَلَمَة بن عَلْقَمَة وَمَنْصُور بن زَاذَان وعَوْف بن أبي جميلَة وَيَحْيَى بن عَتيق عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي الْعَجْفَاء قَالَ وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن ابْن عمر عَن عمر ثمَّ أخرجه كَذَلِك وَسكت عَنهُ ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ من وَجه صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس عَن ابْن عمر ثمَّ أخرجه كَذَلِك قَالَ تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيث بِصِحَّة خطْبَة عمر قَالَ وَقد جمعت ذَلِك فِي جُزْء كَبِير انْتَهَى كَلَامه

وَرَوَاهُ بِلَفْظ السّنَن وأسنده الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأحمد فِي مُسْنده والدارمي فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَكَذَلِكَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه إِلَّا أَنه زَاد فِي لفظ قَالَ فَقَامَتْ امْرَأَة فَقَالَت لَهُ لَيْسَ ذَلِك لَك يَا عمر إِن الله تَعَالَى يَقُول وَآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا الْآيَة فَقَالَ عمر إِن امْرَأَة خَاصَمت عمر فَخَصمته انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة شُرَيْح عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى أَشْعَث بن سوار عَن الشّعبِيّ عَن شُرَيْح قَالَ قَالَ عمر لَا تغَالوا بِصدق النِّسَاء بِلَفْظ السّنَن ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث الشّعبِيّ عَن شُرَيْح وَالْمَشْهُور عَن ابْن سِيرِين عَن أبي الْعَجْفَاء وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا أَبُو نعيم الْملَائي عَن هِشَام بن سعد عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن عمر قَالَ لَا تغَالوا ... فَذكره وَزَاد فِيهِ قَالَ ثمَّ إِن عمر خطب أم كُلْثُوم فَأَصْدقهَا أَرْبَعِينَ ألفا انْتَهَى وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله فِي سَنَد هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا وَأقرب مَا وجدته للفظ المُصَنّف مَا رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن مجَالد بن سعيد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ ركب عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مِنْبَر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس مَا إكْثَاركُمْ فِي صدق النِّسَاء وَقد كَانَ الصَّدقَات فِيمَا بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين أَصْحَابه أَرْبَعمِائَة دِرْهَم فَمَا دون ذَلِك وَلَو كَانَ الْإِكْثَار فِي ذَلِك تقوى عِنْد الله أَو مكرمَة لم تَسْبِقُوهُمْ إِلَيْهَا فَلَا أَعرفن مَا زَاد رجل فِي صدَاق امْرَأَة عَلَى أَرْبَعمِائَة دِرْهَم قَالَ ثمَّ نزل فَاعْتَرَضتهُ امْرَأَة من قُرَيْش فَقَالَت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نهيت النَّاس أَن يزِيدُوا فِي النِّسَاء صدقهنَّ عَلَى أَرْبَعمِائَة دِرْهَم قَالَ نعم قَالَت أما سَمِعت الله يَقُول وَآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ

قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئا) قَالَ فَقَالَ عمر اللَّهُمَّ عفوا كل أحد أفقه من عمر قَالَ ثمَّ رَجَعَ فَركب الْمِنْبَر ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي كنت نَهَيْتُكُمْ أَن تَزِيدُوا النِّسَاء فِي صدقهنَّ عَلَى أَرْبَعمِائَة دِرْهَم فَمن شَاءَ أَن يُعْطي من مَاله مَا أحب انْتَهَى وَسَنَده قوي وَلم يروه الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا بِلَفْظ السّنَن 308 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فَإِنَّهُنَّ عوان فِي أَيْدِيكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ بل هُوَ حَدِيث مركب فَقَوله اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم كِلَاهُمَا فِي النِّكَاح وَلَفظ مُسلم فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَير أَو لِيَسْكُت عوض فَلَا يُؤْذِي جَاره فِي صَحِيحه فِي النِّكَاح من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يُؤْذِي جَاره وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضلع وَإِن أَعْوَج شَيْء فِي الضلع أَعْلَاهُ فَإِن ذهبت تُقِيمهُ كَسرته وَإِن تركته لم يزل أَعْوَج فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا انْتَهَى وَقَوله فَإِنَّهُنَّ عوان فِي أَيْدِيكُم رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي النِّكَاح وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة من حَدِيث عَمْرو بن الْأَحْوَص قَالَ شهِدت حجَّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذكر وَوعظ ثمَّ قَالَ وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فَإِنَّهُنَّ عوان عنْدكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئا غير ذَلِك ... الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَمَعْنى عوان أَي أَسْرَى فِي أَيْدِيكُم انْتَهَى

قَوْله أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله ... إِلَى آخِره رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ وَاتَّقوا الله فِي النِّسَاء فَإِنَّكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله مُخْتَصر فَتحَرَّر أَنه مركب من ثَلَاثَة أَحَادِيث فَقَوله اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَقَوله أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله ... إِلَى آخِره فِي مُسلم من رِوَايَة جَابر وَقَوله فأنهن عوان فِي السّنَن ثمَّ وجدت الطَّبَرِيّ رَوَى أَكْثَره من حَدِيث ابْن عمر فَقَالَ حَدثنِي مُوسَى ابْن عبد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقي ثَنَا زيد بن الْحباب حَدثنِي مُوسَى بن عُبَيْدَة الزيدي ثني صَدَقَة بن يسَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَيهَا النَّاس إِن النِّسَاء عوان فِي أَيْدِيكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله انْتَهَى لم يقل فِيهِ اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا وَفِي غَرِيب الحَدِيث لإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْعوَان جمع عانية وَهِي الْأَسِيرَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة بِهِ بِلَفْظ الطَّبَرِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده 309 - الحَدِيث السَّابِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحرم من الرَّضَاع مَا يحرم من النّسَب قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات كِلَاهُمَا من حَدِيث جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُرِيد عَلَى ابْنة حَمْزَة فَقَالَ إِنَّهَا لَا تحل لي إِنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة وَإنَّهُ يحرم من الرَّضَاع مَا يحرم من النّسَب انْتَهَى

وَلَفظ مُسلم مَا يحرم من الرَّحِم وَرَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة من حَدِيث عَائِشَة وَاللَّفْظ لمُسلم أَن عَمها من الرضَاعَة يُسمى أَفْلح اسْتَأْذن عَلَيْهَا فَحَجَبَتْهُ فَأخْبرت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهَا لَا تَحْتَجِبِي مِنْهُ فَإِنَّهُ يحرم من الرضَاعَة مَا يحرم من النّسَب انْتَهَى وَلَفظ البَاقِينَ مَا يحرم من الْولادَة 310 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي رجل يتَزَوَّج امْرَأَة ثمَّ طَلقهَا قبل أَن يدْخل بهَا أَنه قَالَ لَا بَأْس أَن يتَزَوَّج ابْنَتهَا وَلَا يحل لَهُ أَن يتَزَوَّج أمهَا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي النِّكَاح من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن عَمْرو ابْن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيّمَا رجل نكح امْرَأَة فَدخل بهَا فَلَا يحل لَهُ نِكَاح ابْنَتهَا وَإِن لم يكن دخل بهَا فَلْيَنْكِح ابْنَتهَا وَأَيّمَا رجل نكح امْرَأَة فَدخل بهَا أَو لم يدْخل بهَا فَلَا يحل لَهُ نِكَاح أمهَا انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح من قبل إِسْنَاده وَإِنَّمَا يرويهِ ابْن لَهِيعَة والمثنى ابْن الصَّباح عَن عَمْرو بن شُعَيْب وهما يُضعفَانِ فِي الحَدِيث انْتَهَى وَحَدِيث الْمثنى بن الصَّباح رَوَاهُ أَبُو قُرَّة فِي سنَنه عَن الْمثنى عَن عَمْرو ابْن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ ... فَذكره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن الْمُبَارك عَن الْمثنى بن الصَّباح بِهِ وَمن حَدِيث أبي الْأسود عَن ابْن لَهِيعَة بِهِ قَالَ فِي التَّنْقِيح وَالْأَشْبَه أَن يكون ابْن لَهِيعَة أَخذه من الْمثنى ثمَّ أسْقطه وَقَالَ عَن عَمْرو بن شُعَيْب فَإِن أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ قَالَ لم يسمع ابْن لَهِيعَة من

عَمْرو بن شُعَيْب شَيْئا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الْمثنى بن الصَّباح بِهِ 311 - الحَدِيث التَّاسِع عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج زَيْنَب بنت جحش الأَسدِية بنت عمته أُمَيْمَة بنت عبد الْمطلب حِين فَارقهَا زيد بن حَارِثَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ لمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث ثَابت عَن أنس قَالَ لما انْقَضتْ عدَّة زَيْنَب قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لزيد اذْكُرْهَا عَلّي قَالَ فَانْطَلق زيد حَتَّى أَتَاهَا وَهِي تخمر عَجِينهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى لَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا ... إِلَى أَن قَالَ فَتَزَوجهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا وَلِيمَة مَا أولمها لأحد من نِسَائِهِ أطْعم النَّاس الْخبز وَاللَّحم حَتَّى امْتَدَّ النَّهَار مُخْتَصر 312 - قَوْله عَن عُثْمَان وَعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنَّهُمَا قَالَا فِي الْجمع بَين الْأُخْتَيْنِ فِي ملك يَمِين أَحَلَّتْهُمَا آيَة وحرمتهما أُخْرَى يعنيان قَوْله تَعَالَى وَأَن تجمعُوا بَين الْأُخْتَيْنِ وَالْأُخْرَى قَوْله أَو مَا ملكت أَيْمَانكُم فرجح عُثْمَان التَّحْلِيل وَعلي التَّحْرِيم قلت حَدِيث عُثْمَان رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن الزُّهْرِيّ عَن قبيصَة بن

ذُؤَيْب أَن عُثْمَان بن عَفَّان سُئِلَ عَن الْأُخْتَيْنِ مِمَّا ملكت الْيَمين فَقَالَ لَا آمُرك وَلَا أَنهَاك أَحَلَّتْهُمَا آيَة وحرمتهما أُخْرَى فَخرج السَّائِل فلقي رجلا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الزُّهْرِيّ أَحْسبهُ قَالَ عَلّي فَقَالَ مَا سَأَلت عَنهُ عُثْمَان وَأخْبرهُ بِمَا سَأَلَهُ وَأَفْتَاهُ فَقَالَ لَهُ لكني أَنهَاك وَلَو كَانَ لي عَلَيْك سَبِيل ثمَّ فعلت لَجَعَلْتُك نكالا انْتَهَى وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ كَذَلِك وَهَذَا اللَّفْظ لَهُ وَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر ثَنَا وهب بن جرير أَنا شُعْبَة عَن أبي عون الثَّقَفِيّ عَن أبي صَالح الْحَنَفِيّ قَالَ قَالَ عَلّي للنَّاس سلوني فَقَالَ ابْن الكوا حَدثنَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن الْأُخْتَيْنِ المملوكتين وَعَن ابْنة الْأَخ من الرضَاعَة فَقَالَ أما الْأخْتَان الْمَمْلُوكَتَانِ فَإِنَّهُمَا أَحَلَّتْهُمَا آيَة وحرمتهما أُخْرَى وَإِنِّي لَا أحله وَلَا أحرمهُ وَلَا آمُر بِهِ وَلَا أنهَى عَنهُ وَلَا أَفعلهُ أَنا وَلَا أحد من أهل بَيْتِي وَأما ابْنة الْأَخ من الرضَاعَة فَإِنِّي ذكرت ابْنة حَمْزَة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا وَكِيع عَن شُعْبَة بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده أخبرنَا عَلّي بن الْجَعْد ثَنَا شُعْبَة بِهِ 313 - الحَدِيث الْعشْرُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه أَبَاحَ الْمُتْعَة ثمَّ أصبح فَقَالَ يأيها النَّاس إِنِّي كنت أَمرتكُم بالاستمتاع من هَذِه النِّسَاء أَلا إِن الله حرم ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

قلت رَوَاهُ مُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث الرّبيع بن سُبْرَة الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه سُبْرَة الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي كنت أَذِنت لكم فِي الِاسْتِمْتَاع من النِّسَاء وَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قد حرم ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَمن كَانَ عِنْده مِنْهُنَّ شَيْء فَلْيخل سَبيله وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئا انْتَهَى قلت رَوَاهُ مُسلم بالسند والمتن الْمَذْكُورين سَوَاء فِي كتاب الْحَج وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعَاشِر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة قَالَ سَمِعت أَبَا نَضرة يَقُول قلت لجَابِر بت عبد الله إِن ابْن الزُّبَيْر يُنْهِي عَن الْمُتْعَة وَإِن ابْن عَبَّاس يَأْمر بهَا فَقَالَ جَابر عَلّي يَدي دَار الحَدِيث تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قَامَ عمر قَالَ إِن الله عَزَّ وَجَلَّ كَانَ يحل لنَبيه كَمَا شَاءَ بِمَا شَاءَ وَإِن الْقُرْآن قد نزل مَنَازِله فَافْصِلُوا حَجكُمْ من عُمْرَتكُمْ وَابْنُوا نِكَاح هَذِه النِّسَاء فَلَا أُوتَى بِرَجُل تزوج امْرَأَة إِلَى أجل إِلَّا رَجَمْته بِالْحِجَارَةِ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثمَّ الْبَزَّار فِي مسنديهما كَذَاك 314 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى فَمَا استمعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورهنَّ إِنَّهَا محكمَة يَعْنِي لم تنسخ وَرُوِيَ أَنه رَجَعَ عَن ذَلِك عِنْد مَوته وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوب إِلَيْك من قولي بِالْمُتْعَةِ وَقَوْلِي فِي الصّرْف قلت الأول غَرِيب وَأما رُجُوعه عَن الْمُتْعَة فَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَإِنَّمَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس شَيْء من الرُّخْصَة فِي الْمُتْعَة ثمَّ رَجَعَ عَن قَوْله حَيْثُ أخبر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان ثَنَا سُفْيَان بن عقبَة أَخُو قبيصَة بن عقبَة ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن مُحَمَّد بن كَعْب عَن ابْن عَبَّاس إِنَّمَا كَانَت الْمُتْعَة فِي أول الْإِسْلَام كَانَ الرجل يقدم الْبَلدة لَيْسَ لَهُ معرفَة فَيَتَزَوَّج الْمَرْأَة بِقدر مَا يرَى أَنه يُقيم فتحفظ لَهُ مَتَاعه وَتصْلح لَهُ شَيْئه حَتَّى إِذا أنزلت الْآيَة إِلَّا عَلَى أَزوَاجهم قَالَ ابْن عَبَّاس فَكل رجل فرج سواهُمَا فَهُوَ حرَام انْتَهَى وَأما رُجُوعه عَن الصّرْف فروَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عبد الله بن أبي غياث عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَن ابْن عَبَّاس كَانَ يرخص فِي الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ وَالدِّينَار بِالدِّينَارَيْنِ وَقَالَ يأيها النَّاس إِنَّه لَا بَأْس بِالصرْفِ مَا كَانَ يدا بيد إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَة فطارت كَلمته بالمشرق وَالْمغْرب حَتَّى دخل عَلَيْهِ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ فَقَالَ يَا ابْن عَبَّاس أكلت الرِّبَا وَأَطْعَمته إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الذَّهَب بِالذَّهَب وزنا بِوَزْن مثلا بِمثل فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فقد أَرْبَى حَتَّى ذكر الْأَنْوَاع السِّتَّة فَقَالَ لَهُ بَان عَبَّاس جَزَاك الله الْجنَّة ثمَّ حمد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ يأيها النَّاس إِنِّي كنت تَكَلَّمت بِكَلِمَة من رَأْيِي أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ مِنْهَا يَا معشر النَّاس لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَبِيعُوا الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ وَلَا الدِّينَار بِالدِّينَارَيْنِ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَى آخِره وَرُوِيَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث حَيَّان بن عبيد الله الْعَدوي قَالَ سَأَلت أَبَا مجلز عَن الصّرْف فَقَالَ كَانَ ابْن عَبَّاس لَا يرَى بِهِ بَأْسا مَا كَانَ يدا بيد فَذكر نَحوه وَقَالَ فِي آخِره فَقَالَ ابْن عَبَّاس لأبي سعيد جَزَاك الله الْجنَّة ذَكرتني أمرا كنت نَسِيته وَأَنا أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ يُنْهِي

وَأما رُجُوعه عَن الْمُتْعَة فَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَإِنَّمَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس شَيْء من الرُّخْصَة فِي الْمُتْعَة ثمَّ رَجَعَ عَن قَوْله حَيْثُ أخبر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان ثَنَا سُفْيَان بن عقبَة أَخُو قبيصَة بن عقبَة ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن مُحَمَّد بن كَعْب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِنَّمَا كَانَت الْمُتْعَة فِي أول الْإِسْلَام كَانَ الرجل يقدم الْبَلدة لَيْسَ لَهُ معرفَة فَيَتَزَوَّج الْمَرْأَة بِقدر مَا يرَى أَنه يُقيم فتحفظ لَهُ مَتَاعه وَتصْلح لَهُ شَيْئه حَتَّى إِذا أنزلت الْآيَة إِلَّا عَلَى أَزوَاجهم قَالَ ابْن عَبَّاس فَكل فرج سواهُمَا فَهُوَ حرَام انْتَهَى وَأما رُجُوعه عَن الصّرْف فروَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عبد الله بن أبي غياث عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَن ابْن عَبَّاس كَانَ يرخص فِي الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ وَالدِّينَار بِالدِّينَارَيْنِ وَقَالَ يأيها النَّاس إِنَّه لَا بَأْس بِالصرْفِ مَا كَانَ يدا بيد إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَة فطارت كَلمته بالمشرق وَالْمغْرب حَتَّى دخل عَلَيْهِ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ فَقَالَ يَا ابْن عَبَّاس أكلت الرِّبَا وَأَطْعَمته إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الذَّهَب بِالذَّهَب وزنا بِوَزْن مثلا بِمثل فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فقد أَرْبَى حَتَّى ذكر الْأَنْوَاع السِّتَّة فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس جَزَاك الله الْجنَّة ثمَّ حمد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ يأيها النَّاس إِنِّي كنت تَكَلَّمت بِكَلِمَة من رَأْيِي أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ مِنْهَا يَا معشر النَّاس لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَبِيعُوا الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ وَلَا الدِّينَار بِالدِّينَارَيْنِ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الذَّهَب بِالذَّهَب ... إِلَى آخِره وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث حَيَّان بن عبيد الله الْعَدوي قَالَ سَأَلت أَبَا مجلز عَن الصّرْف فَقَالَ كَانَ ابْن عَبَّاس لَا يرَى بِهِ بَأْسا مَا كَانَ يدا بيد ... فَذكر نَحوه وَقَالَ فِي آخِره فَقَالَ ابْن عَبَّاس لأبي سعيد جَزَاك الله الْجنَّة ذَكرتني أمرا كنت نَسِيته وَأَنا أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ يُنْهِي

عَنهُ بعد ذَلِك انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره بِأَن حَيَّان بن عبيد الله الْعَدوي ضَعِيف وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصّرْف أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي هَاشم الوَاسِطِيّ عَن زِيَاد قَالَ كنت مَعَ ابْن عَبَّاس بِالطَّائِف فَرجع عَن الصّرْف قبل أَن يَمُوت بسبعين يَوْمًا انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير عَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَنه قَالَ أشهد عَلَى اثْنَي عشر من أَصْحَاب ابْن مَسْعُود شهدُوا أَن ابْن عَبَّاس تَابَ من قَوْله فِي الصّرْف مِنْهُم عُبَيْدَة السُّلَيْمَانِي انْتَهَى وَرَوَى ابْن عدي فِي كَامِله عَن دَاوُد بن عَلّي بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن عَبَّاس أَنه نزل عَن قَوْله فِي الصّرْف حِين سمع عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ يروي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّهْي عَنهُ ولين دَاوُد هَذَا وَقَالَ هُوَ عِنْدِي لَا بَأْس بِهِ وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا جرير حَدثنِي سَالم بن أبي حَفْصَة عَن عبد الله بن خَلِيل قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول قبل مَوته أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ من الصّرْف انْتَهَى وَرَوَى ابْن ماجة فِي أَبْوَاب التِّجَارَات حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة أَنا حَمَّاد بن زيد عَن سُلَيْمَان بن عَلّي الربعِي عَن أبي الْحَوْرَاء قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَأْمر بِالصرْفِ وَيحدث ذَلِك عَنهُ ثمَّ بَلغنِي أَنه رَجَعَ عَن ذَلِك فَلَقِيته بِمَكَّة فَقلت لَهُ بَلغنِي أَنَّك رجعت قَالَ نعم إِنَّمَا كَانَ ذَلِك رَأيا مني وَهَذَا أَبُو سعيد حدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ إِنَّه نهَى عَن الصّرْف وَرَوَى أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا زُهَيْر ثَنَا جرير عَن مُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم جَاءَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ أَقرَأت مَا لم نَقْرَأ أَو صَحِبت مَا لم نصحب فَقَالَ مَا قَرَأت إِلَّا مَا قَرَأْتُمْ وَمَا

صَحِبت إِلَّا مَا صحبتم قَالَ فَفِيمَ تُفْتِي النَّاس الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ وَالدِّرْهَمَيْنِ بِالثلَاثِ وَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الذَّهَب بِالذَّهَب مثلا بِمثل فَمَا زَاد فَهُوَ رَبًّا وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ مثلا بِمثل فَمَا زَاد فَهُوَ رَبًّا قَالَ فَسَمعته بعد وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوب إِلَيْك مِمَّا كنت أُفْتِي بِهِ النَّاس فِي الصّرْف انْتَهَى وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا وَاصل بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن الْمثنى بن سعيد حَدثنِي أَبُو الشعْثَاء عمر مولَى معمر سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ من قولي فِي الصّرْف إِنَّمَا كَانَ رَأْيِي وَلَقِيت أُنَاسًا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فنهوني انْتَهَى 315 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس من ملك ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فقد وَجب عَلَيْهِ الْحَج وَحرم عَلَيْهِ نِكَاح الْإِمَاء قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الْمَنَاسِك حَدثنَا وَكِيع ثَنَا عمرَان بن حدير عَن النزال بن سُبْرَة عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره سَوَاء وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره 316 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ الْحَرَائِر صَلَاح الْبَيْت وَالْإِمَاء هَلَاك الْبَيْت قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ حَدثنِي ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو حَامِد الْمُسْتَمْلِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُونُس اليمامي ثَنَا أَحْمد بن يُوسُف الْعجلِيّ ثَنَا يُونُس بن مرداس وَكَانَ خَادِمًا لأنس قَالَ كنت بَين أنس وَأبي هُرَيْرَة فَقَالَ

أنس سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من أحب أَن يلقى الله طَاهِرا مطهرا فليتزوج الْحَرَائِر وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْحَرَائِر صَلَاح الْبَيْت وَالْإِمَاء فَسَاد الْبَيْت أَو قَالَ هَلَاك الْبَيْت انْتَهَى 317 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ ثَمَانِي آيَات فِي سُورَة النِّسَاء هِيَ خير لهَذِهِ الْأمة مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وغربت يُرِيد الله ليبين لكم وَالله يُرِيد أَن يَتُوب عَلَيْكُم يُرِيد الله أَن يُخَفف عَنْكُم إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَمن يعْمل سوءا أَو يظلم نَفسه مَا يفعل الله بعذابكم قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث صَالح المري عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس ثَمَانِي آيَات فِي سُورَة النِّسَاء هن خير لهَذِهِ الْأمة مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس أولهنَّ يُرِيد الله ليبين لكم وَيهْدِيكُمْ سنَن الَّذين من قبلكُمْ وَيَتُوب عَلَيْكُم ثَلَاث آيَات مُتَتَابِعَات وَالرَّابِعَة إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَنُدْخِلكُمْ مدخلًا كَرِيمًا وَالْخَامِسَة إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما وَالسَّادِسَة (وَمن يعْمل سوءا أَو يظلم نَفسه ثمَّ يسْتَغْفر الله يجد الله غَفُورًا رحِيما) وَالسَّابِعَة (إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء) وَالثَّامِنَة وَالَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرُسُله وَلم يفرقُوا بَين أحد مِنْهُم أُولَئِكَ سَوف يُؤْتِيهم أُجُورهم ثمَّ أقبل ابْن عَبَّاس يُفَسِّرهَا فِي آخر الْآيَة وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن صَالح المري بِهِ 318 - قَوْله عَن عَلّي الْكَبَائِر سبع الشّرك وَالْقَتْل وَالْقَذْف والربا وَمَال الْيَتِيم والفرار من الزَّحْف وَالتَّعَرُّب بعد الْهِجْرَة وَزَاد ابْن عمر السحر وَاسْتِحْلَال الْبَيْت الْحَرَام وَعَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا قَالَ لَهُ الْكَبَائِر سبع فَقَالَ هِيَ إِلَى سَبْعمِائة أقرب وَرُوِيَ إِلَى سبعين لِأَنَّهُ لَا صَغِيرَة مَعَ الْإِصْرَار وَلَا كَبِيرَة مَعَ الاسْتِغْفَار قلت أما عَلّي فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن سهل بن أبي حثْمَة عَن أَبِيه قَالَ إِنِّي لفي هَذَا الْمَسْجِد مَسْجِد الْكُوفَة وَعلي يخْطب النَّاس عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ يأيها النَّاس إِن الْكَبَائِر سبع ثمَّ أَعَادَهَا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ أَلا تَسْأَلُونِي عَنْهَا فَسَأَلُوهُ فَقَالَ هِيَ الْإِشْرَاك بِاللَّه وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله وَقذف المحصنة وَأكل مَال الْيَتِيم وَأكل الرِّبَا والفرار يَوْم الزَّحْف وَالتَّعَرُّب بعد الْهِجْرَة فَقلت لأبي مَا التَّعَرُّب بعد الْهِجْرَة فَقَالَ يَا بني وَمَا أعظم من أَن يُهَاجر الرجل حَتَّى إِذا وَقع سَهْمه فِي الْفَيْء وَوَجَب عَلَيْهِ الْجِهَاد خلع ذَلِك من عُنُقه فَرجع أَعْرَابِيًا كَمَا كَانَ انْتَهَى وَحَدِيث ابْن عمر فِي سنَن أبي دَاوُد مَرْفُوعا وَهُوَ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ مَوْقُوفا من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني أَنا أَبُو خَليفَة ثَنَا أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار ثَنَا طَيْسَلَة بن عَلّي البهدلي سَأَلت ابْن عمر عَن الْكَبَائِر فَقَالَ هن تسع ... فَذكرهَا إِلَّا أَنه قَالَ

وعقوق الْوَالِدين عوض التَّعَرُّب وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا الْمثنى ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سهل ابْن عباد الْمَكِّيّ عَن قيس بن سعد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا سَأَلَهُ عَن الْكَبَائِر أَسَبْعٌ هِيَ قَالَ هِيَ إِلَى السبعمائة أقرب لِأَنَّهُ لَا صَغِيرَة ... إِلَى آخِره ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه قَالَ قيل لِابْنِ عَبَّاس الْكَبَائِر سبع قَالَ هِيَ إِلَى السّبْعين أقرب انْتَهَى 319 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه تَأَول قَوْله تَعَالَى وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم بِالتَّيَمُّمِ لخوف الْبرد فَلم يُنكر عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث يَحْيَى بن أَيُّوب عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عمرَان بن أبي أنس عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بِهِ وَعمْرَان بن أنس وَيُقَال ابْن أبي أنس قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَالْخلاف فِيهِ عَلَى يزِيد بن أبي حبيب فروَى عَنهُ يَحْيَى بن أَيُّوب هَكَذَا عبد الرَّحْمَن عَن عَمْرو وَرَوَى عَنهُ عَمْرو بن الْحَارِث عبد الرَّحْمَن عَن أبي قيس عَن عَمْرو عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل فَأَشْفَقت أَن أَغْتَسِل فَأهْلك فَتَيَمَّمت ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي الصُّبْح فَذكرُوا ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا عَمْرو وَصليت بِأَصْحَابِك وَأَنت جنب فَأَخْبَرته بِالَّذِي مَنَعَنِي من الِاغْتِسَال وَقلت إِنِّي سَمِعت الله يَقُول وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يقل شَيْئا وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فَقَالَ بَاب الْجنب إِذا خَافَ عَلَى نَفسه الْمَرَض أَو الْمَوْت أَو الْعَطش تيَمّم وَيذكر عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه أجنب فِي لَيْلَة

بَارِدَة فَتَيَمم وتلا وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما فَذكر للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يعنف انْتَهَى وَسَنَد أبي دَاوُد هَذَا فِيهِ انْقِطَاع لِأَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير لم يدْرك عَمْرو ابْن الْعَاصِ فَلذَلِك سَاقه أَبُو دَاوُد من طَرِيق أُخْرَى مُتَّصِلَة عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أبي قيس مولَى عَمْرو أَن عَمْرو ... فَذكر الحَدِيث نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ فَغسل مغابنه وَتَوَضَّأ للصَّلَاة ثمَّ صَلَّى بهم وَلم يذكر التَّيَمُّم وَفَاتَ الْمُنْذِرِيّ هَذَا الْمَعْنى فِي مُخْتَصره فَأَهْمَلَهُ وَالله أعلم وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده بالسند الْمُنْقَطع وَمَتنه سَوَاء وَرَوَاهُ بالسند الْمُتَّصِل ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخمسين من الْقسم الرَّابِع وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه قَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَعِنْدِي أَنَّهُمَا عَلَّلَاهُ بِحَدِيث جَابر بن حَازِم عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن يزِيد لم يذكر أَبَا قيس قَالَ وَحَدِيث جرير لَا يُعلل حَدِيث عَمْرو الَّذِي وَصله بِذكر أبي قيس فَإِن أهل مصر أعرف بِحَدِيثِهِمْ من أهل الْبَصْرَة انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ بالسندين والمتنين الْمَذْكُورين الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده بالسند الْمُتَّصِل من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أبي قيس مولَى عَمْرو بن الْعَاصِ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ ... فَذكره وَقَالَ فِيهِ فَتَيَمَّمت ثمَّ صليت بهم ... إِلَى آخِره وَله طرق أُخْرَى مِنْهَا طَرِيق عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة ذَات السلَاسِل من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي أَفْلح بن سعيد عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش عَن أبي بكر بن حزم قَالَ كَانَ عَمْرو بن الْعَاصِ حِين قَفَلُوا احْتَلَمَ فِي لَيْلَة بَارِدَة فَقَالَ لأَصْحَابه مَا ترَوْنَ قد وَالله احْتَلَمت وَإِن

اغْتَسَلت مت لم أجد بردا مثله وَقد قَالَ تَعَالَى وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما فَضَحِك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يقل شَيْئا انْتَهَى طَرِيق آخر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي التَّيَمُّم أخبرنَا ابْن جريج أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه أَصَابَته جَنَابَة وَهُوَ أَمِير الْجَيْش فَترك الْغسْل من أجل أَنه قَالَ إِن اغْتَسَلت مت فَصَلى بِمن مَعَه جنبا فَلَمَّا قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عرفه بِمَا فصل وَأَنْبَأَهُ بِعُذْرِهِ فَأقر وَسكت انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يُوسُف بن خَالِد السَّمْتِي ثَنَا زِيَاد بن سعد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ فِي سفر ... فَذكر الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيُوسُف بن خَالِد السَّمْتِي وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَأَغْلظ فِيهِ القَوْل وَقَالَ إِن أهل بَلَده أَجمعُوا عَلَى كذبه 320 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه خطب يَوْم الْفَتْح فَقَالَ مَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة فَتمسكُوا بِهِ فَإِنَّهُ لم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة وَلَا تحدثُوا حلفا فِي الْإِسْلَام قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مفرقا فَقَالَ حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا هَيْثَم أَنا مُغيرَة عَن أَبِيه عَن شُعْبَة بن التوائم عَن قيس ابْن عَاصِم الْمنْقري أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة فَتمسكُوا بِهِ حَدثنَا حَاتِم بن بكر الضَّبِّيّ ثَنَا عبد الْأَعْلَى بن حُسَيْن الْمعلم عَن أَبِيه عَن

عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي خطبَته يَوْم فتح مَكَّة فوا بِالْحلف فَإِنَّهُ لَا يزِيدهُ الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة وَلَا تحدثُوا حلفا فِي الْإِسْلَام انْتَهَى فَيُلَفقُ لفظ المُصَنّف من هذَيْن الْحَدِيثين وَرَوَى التِّرْمِذِيّ قَرِيبا مِنْهُ فِي كتاب السّير عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي خطبَته أَوْفوا بِحلف الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ لَا يزِيدهُ الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة وَلَا تحدثُوا حلفا فِي الْإِسْلَام انْتَهَى وَقَالَ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر كتاب الْفَضَائِل عَن جُبَير بن مطعم قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا حلف فِي الْإِسْلَام وَأَيّمَا حلف كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة لم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عَاصِم الْأَحول قَالَ قيل لأنس بن مَالك أبلغك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا حلف فِي الْإِسْلَام فَقَالَ أنس قد حَالف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار فِي دَاره وَفِي لفظ لَهما فِي دَاري زَاد أَبُو دَاوُد مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا انْتَهَى وَينظر فِي الْجمع بَينهمَا وَكَأن المُرَاد نفي التَّوَارُث بِالْحلف كَمَا هُوَ مَذْهَبنَا وَحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ هَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَاصِم الْأَحول بِهِ ثمَّ قَالَ قَالَ سُفْيَان فسره الْعلمَاء أَي آخَى بَينهم وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِلَفْظِهِ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَا حلف فِي الْإِسْلَام المُرَاد بِهِ نفي التَّوَارُث بِالْحلف كَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ حِين نزل قَوْله تَعَالَى وَأولُوا الْأَرْحَام بَعضهم أولَى بِبَعْض فِي كتاب الله فنسخ التَّوَارُث بِالْحلف

وَالْمُعَاقَدَة انْتَهَى 321 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن سعد بن الرّبيع وَكَانَ نَقِيبًا من نقباء الْأَنْصَار نشزت عَلَيْهِ امْرَأَته حَبِيبَة بنت زيد بن أبي زُهَيْر فلطمها فَانْطَلق بهَا أَبوهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ أَفرَشته كَرِيمَتي فلطمها فَقَالَ لتقْتَص مِنْهُ فَنزلت الرِّجَال قوامون عَلَى النِّسَاء فَقَالَ أردنَا أمرا وَأَرَادَ الله أمرا وَالَّذِي أَرَادَ الله خيرا وَرفع الْقصاص قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأقرب مَا وجدته مَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي النَّسَائِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن هبة الله الْهَاشِمِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدثنِي أبي عَن جدي عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجل من الْأَنْصَار بِامْرَأَة لَهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن زَوجهَا فلَان بن فلَان الْأنْصَارِيّ وَإنَّهُ ضربهَا فَأَبِنْ وَجههَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسَ لَهُ ذَلِك فَنزلت الرِّجَال قوامون عَلَى النِّسَاء الْآيَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أردْت أمرا وَأَرَادَ الله غَيره انْتَهَى وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن الْحسن أَن رجلا لطم وَجه امْرَأَته فَأَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فشكت إِلَيْهِ فَقَالَ الْقصاص فَنزلت الرِّجَال قوامون عَلَى النِّسَاء انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الدِّيات والطبري فِي تَفْسِيره كِلَاهُمَا عَن وَكِيع عَن جرير بن حَازِم عَن الْحسن ... فَذكره وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من قَول مقَاتل قَالَ نزلت فِي سعد بن الرّبيع وَكَانَ من النُّقَبَاء وَفِي امْرَأَته حَبِيبَة بنت زيد

ابْن زُهَيْر وهما من الْأَنْصَار وَذَلِكَ أَنَّهَا نشزت عَلَيْهِ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف 322 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ خير النِّسَاء امْرَأَة إِن نظرت إِلَيْهَا سرتك وَإِن أَمَرتهَا أَطَاعَتك وَإِذا غبت عَنْهَا حفظتك فِي مَالهَا ونفسها وتلا قَوْله تَعَالَى فالصالحات قانتات الْآيَة قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عبد الله بن سَلام أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث مُجَاهِد عَنهُ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة الَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِي آخِره ثمَّ قَالَ يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا أخْبركُم بِخَير مَا يكنز الْمَرْأَة الصَّالِحَة إِذا نظر إِلَيْهَا سرته وَإِذا أمرهَا أَطَاعَته وَإِذا غَابَ عَنْهَا حفظته مُخْتَصر وَسَنَد أبي دَاوُد أخبرنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن يَحْيَى بن عَلّي الْمحَاربي عَن أَبِيه عَن غيلَان بن جَامع عَن جَعْفَر بن إِيَاس عَن مُجَاهِد بِهِ قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَّا أَن الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ فِي سنَنه فَزَاد فِيهِ عُثْمَان بن عُمَيْر أَبَا الْيَقظَان بَين غيلَان وجعفر ثمَّ قَالَ وَقصر بِهِ بعض الروَاة فَلم يذكر فِيهِ عُثْمَان بن عُمَيْر فَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا إِلَى انْقِطَاع رِوَايَة أبي دَاوُد وَاتَّفَقُوا عَلَى عُثْمَان بن عُمَيْر انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الزَّكَاة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي النِّكَاح من حَدِيث عَلّي ابْن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا اسْتَفَادَ الْمُؤمن

بعد تقوى الله خيرا لَهُ من امْرَأَة صَالِحَة إِن أمرهَا أَطَاعَته وَإِن نظر إِلَيْهَا سرته وَإِن أقسم عَلَيْهَا أَبرته وَإِن غَابَ عَنْهَا نَصَحته فِي نَفسهَا وَمَاله انْتَهَى أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي عشرَة النِّسَاء أخبرنَا عَمْرو ابْن عَلّي ثَنَا يَحْيَى ثَنَا ابْن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن خير النِّسَاء فَقَالَ الَّتِي تطيع إِذا أَمر وتسر إِذا نظر وَتَحفظه فِي نَفسهَا وَمَاله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السِّتين من حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن عجلَان عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي النِّسَاء خير قَالَ الَّتِي تسرهُ إِذا نظر وَتُطِيعهُ إِذا أَمر وَلَا تخَالفه بِمَا يكره فِي نَفسهَا وَمَالهَا انْتَهَى قَالَ وَرَوَاهُ اللَّيْث بن سعد عَن مُحَمَّد بن عجلَان قَالَ فِي نَفسهَا وَلَا مَاله انْتَهَى كَلَامه وَهَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن اللَّيْث بن سعد عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ الْبَزَّار وَقَالَ وَمَالهَا وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَله طَرِيق أُخْرَى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسنديهما من حَدِيث أبي معشر عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا خير النِّسَاء امْرَأَة نظرت إِلَيْهَا سرتك وَإِذا أَمَرتهَا أَطَاعَتك وَإِذا غبت عَنْهَا حفظتك فِي نَفسهَا وَمَالك انْتَهَى وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثمَّ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم وَأما حَدِيث عبد الله بن سَلام فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا الْعَبَّاس بن

الْفضل الْأَسْفَاطِي ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا رزيك بن أبي رزيك عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن عبد الله بن سَلام أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ خير النِّسَاء امْرَأَة تسرك إِذا أَبْصرت وتطيعك إِذا أمرت وَتحفظ غَيْبَتِك فِي نَفسهَا وَمَالك انْتَهَى 323 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يُؤْذِي جَاره وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا ... الحَدِيث وَقد تقدم قَرِيبا 324 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ علق سَوْطك حَيْثُ يرَاهُ أهلك قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو وَمن حَدِيث جَابر فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى عَن دَاوُد بن عَلّي بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ علق سَوْطك حَيْثُ يرَاهُ أهلك انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْقصاص حَدثنَا يَحْيَى بن الْعَلَاء عَن ابْن أبي لَيْلَى بِهِ سندا ومتنا وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل ولين دَاوُد بن عَلّي وَقَالَ وَعِنْدِي أَنه لَا بَأْس بِهِ انْتَهَى

وَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَلّي وَالْحسن ابْني صَالح فَقَالَ حَدثنَا حبيب بن الْحسن ثَنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأَكْفَانِيِّ ثَنَا إِسْحَاق بن بهْلُول ثَنَا سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ ثَنَا الْحسن بن صَالح وَعَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلقُوا السَّوْط حَيْثُ يرَاهُ أهل الْبَيْت انْتَهَى وَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث عباد بن كثير الثَّقَفِيّ عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رحم الله رجلا علق فِي بَيته سَوْطًا يُؤَدب بِهِ أَهله انْتَهَى وَضعف عباد بن كثير عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ 325 - قَوْله عَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق كنت رَابِعَة أَربع نسْوَة عِنْد الزُّبَيْر بن الْعَوام فَإِذا غضب عَلَى أَحَدنَا ضربهَا بِعُود المشحب يكسرهُ عَلَيْهَا قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْقصاص قَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا حَفْص بن غياث وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا معمر قَالَا أَنا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ الزُّبَيْر شَدِيدا عَلَى النِّسَاء وَكَانَ يكسر عَلَيْهِنَّ عيدَان المشاحب انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أَسمَاء بنت أبي بكر قَالَت كنت رَابِعَة أَربع نسْوَة فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 326 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن أَبَا مَسْعُود الْأنْصَارِيّ رفع سَوْطه ليضْرب غُلَاما فَبَصر بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فصاح بِهِ أَبَا مَسْعُود لله أقدر عَلَيْك مِنْك عَلَيْهِ فَرَمَى بِالسَّوْطِ وَأعْتق الْغُلَام قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أَبِيه يزِيد عَن أبي مَسْعُود قَالَ كنت أضْرب غُلَاما لي فَسمِعت من خَلْفي صَوتا أَبَا مَسْعُود الله أقدر عَلَيْك مِنْك عَلَيْهِ فَالْتَفت فَإِذا هُوَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله هُوَ حر لوجه الله قَالَ أما إِنَّك لَو لم تفعل لَلَفَحَتْك النَّار انْتَهَى 327 - قَوْله عَن عُبَيْدَة السُّلَيْمَانِي قَالَ شهِدت عليا وَقد جَاءَتْهُ امْرَأَة وَزوجهَا وَمَعَ كل وَاحِد فَتَام من النَّاس فَأخْرج هَؤُلَاءِ حكما وَهَؤُلَاء حكما فَقَالَ عَلّي لِلْحكمَيْنِ أَتَدْرِيَانِ مَا عَلَيْكُمَا إِن رَأَيْتُمَا أَن تفَرقا فَرَّقْتُمَا وَإِن رَأَيْتُمَا أَن تجمعَا جَمعْتُمَا فَقَالَ الزَّوْج أما الْفرْقَة فَلَا فَقَالَ عَلّي كذبت وَالله لَا تَبْرَح حَتَّى ترْضَى بِكِتَاب الله لَك وَعَلَيْك فَقَالَت الْمَرْأَة رضيت بِكِتَاب الله لي وَعلي قلت رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده فِي كتاب الْخلْع أخبرنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين عَن عُبَيْدَة السُّلَيْمَانِي أَنه قَالَ فِي هَذِه الْآيَة وَإِن خِفْتُمْ شقَاق بَينهمَا فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا قَالَ جَاءَ بِرَجُل وَامْرَأَة إِلَى عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه فِي النِّكَاح عَن عبد الْوَهَّاب بِهِ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الطَّلَاق أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب بِهِ وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا ابْن علية عَن أَيُّوب بِهِ وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق الشَّافِعِي بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَالْحَاكِم فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة 328 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أنعم الله عَلَى عبد نعْمَة أحب أَن ترَى نعْمَته عَلَيْهِ قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن أبي الْأَحْوَص وَمن حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث جَابر أما جَابر ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الاسْتِئْذَان من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله يحب أَن يرَى أثر نعْمَته عَلَى عَبده انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن أبي الْأَحْوَص عَن أَبِيه وَعمْرَان بن حُصَيْن وَابْن مَسْعُود انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى أما حَدِيث ابْن أبي الْأَحْوَص واسْمه مَالك بن نَضْلَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَآهُ فِي هَيْئَة سَيِّئَة فَقَالَ لَهُ أما لَك مَال قَالَ من كل المَال آتَانِي الله قَالَ فَهَلا يرَى عَلَيْك إِن الله إِذا أنعم عَلَى عَبده نعْمَة أحب أَن ترَى عَلَيْهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ لِأَن مَالك بن نَضْلَة الْجُشَمِي لَيْسَ لَهُ راو غير ابْنة أبي الْأَحْوَص وَقد خرج مُسلم عَن أبي الْمليح بن أُسَامَة عَن أَبِيه وَلَيْسَ لَهُ راو غير ابْنه وَكَذَلِكَ عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أَبِيه وَذَلِكَ أولَى من ذَلِك كُله انْتَهَى كَلَامه

328 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أنعم الله عَلَى عبد نعْمَة أحب أَن ترَى نعْمَته عَلَيْهِ قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن أبي الْأَحْوَص وَمن حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث جَابر أما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الاسْتِئْذَان من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله يحب أَن يرَى أثر نعْمَته عَلَى عَبده انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن أبي الْأَحْوَص عَن أَبِيه وَعمْرَان بن حُصَيْن وَابْن مَسْعُود انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى أما حَدِيث ابْن أبي الْأَحْوَص واسْمه مَالك بن نَضْلَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَآهُ فِي هَيْئَة سَيِّئَة فَقَالَ لَهُ أما لَك مَال قَالَ من كل المَال آتَانِي الله قَالَ فَهَلا يرَى عَلَيْك إِن الله إِذا أنعم عَلَى عَبده نعْمَة أحب أَن ترَى عَلَيْهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ لِأَن مَالك بن نَضْلَة الْجُشَمِي لَيْسَ لَهُ راو غير ابْنه أبي الْأَحْوَص وَقد خرج مُسلم عَن أبي الْمليح بن أُسَامَة عَن أَبِيه وَلَيْسَ لَهُ راو غير ابْنه وَكَذَلِكَ عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أَبِيه وَذَلِكَ أولَى من ذَلِك كُله انْتَهَى كَلَامه

أما حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيقين أَحدهمَا عَن شُعْبَة عَن فُضَيْل بن فضَالة ثَنَا أَبُو رَجَاء العطاردي عَن عمرَان ابْن حُصَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله إِذا أنعم عَلَى عبد نعْمَة أحب أَن يرَى نعْمَته عَلَيْهِ انْتَهَى وَالْآخر عَن يزِيد بن هَارُون أَنا زِيَاد الْجَصَّاص ثَنَا الْحسن ثَنَا عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَقَالَ أثر نعْمَته وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما قَالَ أَحْمد حَدثنَا أَحْمد بن عبد الْملك وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْه ثَنَا يَحْيَى بن آدم قَالَا ثَنَا شريك عَن ابْن موهب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أنعم الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عبد نعْمَة إِلَّا وَهُوَ يحب أَن يرَى أَثَرهَا عَلَيْهِ وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث مُحَمَّد بن أبي لَيْلَى عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله جميل يحب الْجمال وَيُحب أَن يرَى نعْمَته عَلَى عَبده وَيبغض الْبُؤْس وَالْتِبَاس وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا عمرَان ابْن أبي لَيْلَى عَن أَبِيه عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ بِهِ سندا ومتنا وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث عصمَة بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عَن مُوسَى بن عقبَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله لَيُحِب أَن يرَى نعْمَته عَلَى عَبده وَضعف عصمَة وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد

ابْن عَمْرو بن مُصعب الْكِنْدِيّ الْمروزِي ثَنَا عمي عَن جدي عَمْرو بن مُصعب ثَنَا الْحَارِث بن النُّعْمَان أَبُو النَّضر ثَنَا عُثْمَان بن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن أَبِيه عَن أنس بن مَالك عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله جميل يحب الْجمال وَيُحب أَن يرَى أثر نعْمَته عَلَى عَبده انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا فِي الْكتاب الْمَذْكُور ثَنَا أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا مُوسَى بن عِيسَى الْقرشِي ثَنَا عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدِّمَشْقِي بِهِ وَفِيه قصَّة 329 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَنه قَالَ لأبي هُرَيْرَة بَلغنِي عَنْك أَنَّك تَقول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الله تَعَالَى يُعْطي عَبده الْمُؤمن بِالْحَسَنَة ألف ألف حَسَنَة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا بل سمعته يَقُول إِن الله يُعْطِيهِ ألفي ألف حَسَنَة ثمَّ تَلا وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا قلت رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ بَلغنِي أَن أَبَا هُرَيْرَة يحدث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن الله تَعَالَى يضعف لعَبْدِهِ الْمُؤمن ألف ألف حَسَنَة فَانْطَلَقت فَلَقِيت أَبَا هُرَيْرَة فَقلت بَلغنِي عَنْك أَنَّك تَقول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الله تَعَالَى يضعف الْحَسَنَة ألف ألف حَسَنَة فَقَالَ أجل سمعته يَقُول إِن الله يُعْطي بِالْحَسَنَة ألفي ألف حَسَنَة ثمَّ تَلا إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا إِلَى قَوْله أجرا عَظِيما فَمن يدْرِي قدر قَول الله عَظِيما انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى

وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَبِالْإِسْنَادِ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعلي بن زيد بن جدعَان بِهِ مَنَاكِير لَكِن لَهُ سَنَد آخر عِنْد ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا أَبُو خَلاد سُلَيْمَان بن خَلاد الْمُؤَدب ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب ثَنَا مُحَمَّد بن عقبَة الرِّفَاعِي عَن زِيَاد الْجَصَّاص عَن أبي عُثْمَان نَحوه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة بَرَاءَة حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن نجدة ثَنَا أبي مُحَمَّد بن خَالِد الْوَهْبِي عَن زِيَاد الْجَصَّاص بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد بِسَنَد أَحْمد وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام أبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا لم يَرْفَعَاهُ قَالَ الأول أخبرنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن دَاوُد عَن عَلّي بن زيد عَن أبي عُثْمَان قَالَ بَلغنِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ إِن الله يَقُول إِن الله يَجْزِي لِلْمُؤمنِ الْحَسَنَة ألف ألف حَسَنَة فَأَتَيْته فَقلت لَهُ بَلغنِي كَذَا وَكَذَا قَالَ نعم وَألْفي ألف حَسَنَة وَفِي الْقُرْآن إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا فَمن يدْرِي تِلْكَ الْأَضْعَاف وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما قَالَ الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أخبرنَا معمر عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ جِئْت أَبَا هُرَيْرَة فَقلت بَلغنِي أَنَّك قلت إِن الْحَسَنَة تضَاعف ألف ألف ضعف فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لم تحفظُوا عني وَلَكِن قلت تضَاعف الْحَسَنَة ألفي ألف ضعف انْتَهَى 330 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ سُورَة النِّسَاء عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى

بلغ قَوْله وَجِئْنَا بك عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدا فَبَكَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ حَسبك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عُبَيْدَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقرَأ عَلّي الْقُرْآن فَقلت يَا رَسُول الله أَقرَأ عَلَيْك وَعَلَيْك أنزل قَالَ إِنِّي أحب أَن أسمعهُ من غَيْرِي قَالَ فَقَرَأت عَلَيْهِ سُورَة النِّسَاء حَتَّى جَاءَت هَذِه الْآيَة فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد وَجِئْنَا بك عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدا قَالَ حَسبك الْآن فَالْتَفت إِلَيْهِ فَإِذا عَيناهُ تَذْرِفَانِ انْتَهَى 331 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف صنع طَعَاما وَشَرَابًا فَدَعَا نَفرا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين كَانَت الْخمر مُبَاحَة فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا فَلَمَّا ثَمِلُوا وَجَاء وَقت صَلَاة الْمغرب قدمُوا أحدهم ليُصَلِّي بهم فَقَرَأَ أعبد مَا تَعْبدُونَ وَأَنْتُم عَابِدُونَ مَا أعبد فَنزلت وَكَانُوا لَا يشربون عِنْد أَوْقَات الصَّلَوَات فَإِذا صلوا الْعشَاء شَرِبُوهَا فَلَا يُصْبِحُونَ إِلَّا وَقد ذهب عَنْهُم السكر وَعَلمُوا مَا يَقُولُونَ ثمَّ نزل تَحْرِيمهَا قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَشْرِبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي جَعْفَر الرَّازِيّ عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ صنع لنا عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف طَعَاما فَدَعَانَا وَسَقَانَا من الْخمر فَأخذت الْخمر منا وَحَضَرت الصَّلَاة فقدموني فَقَرَأت قل يأيها الْكَافِرُونَ لَا أعبد مَا تَعْبدُونَ وَنحن نعْبد مَا تَعْبدُونَ قَالَ فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى حَتَّى تعلمُوا مَا تَقولُونَ انْتَهَى بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح

غَرِيب انْتَهَى وَلَفظ أبي دَاوُد عَن عَلّي أَن رجلا دَعَاهُ وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَسَقَاهُمَا قبل أَن تحرم الْخمر فَأمهمْ عَلّي فِي الْمغرب فَقَرَأَ قل يأيها الْكَافِرُونَ فخلط فِيهَا فَنزلت الْآيَة انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِيه رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَأَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن عَطاء بن السَّائِب مُسْندًا عَن عَلّي وَرَوَاهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَإِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَدَاوُد بن الزبْرِقَان عَن عَطاء مُرْسلا وَعَطَاء من الْمُخْتَلطين وَقد أَضْطَرِب فِي مَتنه فَفِي التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد مَا تقدم وَفِي كتاب النَّسَائِيّ أَن الْمُصَلِّي بهم هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَفِي مُسْند الْبَزَّار أمروا رجلا فَصَلى بهم وَلم يسمه وَفِي غَيره فَتقدم بعض الْقَوْم انْتَهَى قَالَ فِي الإِمَام وَلَيْسَ هَذَا عِلّة لِأَن هَذَا لَا يُعَارض فِي تعْيين الرجل وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَمَتنه سَوَاء وَكَذَلِكَ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عَلّي بن أبي طَالب مُتَّصِل الْإِسْنَاد إِلَّا من حَدِيث عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك قبل تَحْرِيم الْخمر فَحرمت من أجل ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَشْرِبَة من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل عَن وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي كِلَاهُمَا عَن سُفْيَان عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي قَالَ دَعَانَا رجل من الْأَنْصَار قبل أَن تحرم الْخمر فَتقدم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَصَلى بهم الْمغرب فَقَرَأَ يأيها الْكَافِرُونَ فَالْتبسَ عَلَيْهِ فِيهَا فَنزلت لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ قَالَ وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى عَطاء ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق مُسَدّد أَنا خَالِد بن عبد الله عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي

عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف صنع طَعَاما فَدَعَا نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فيهم عَلّي بن أبي طَالب فَأَكَلُوا من الطَّعَام وَشَرِبُوا من الْخمر قبل أَن تحرم فَحَضَرت صَلَاة الْمغرب فقدموا عليا فَقَرَأَ قل يأيها الْكَافِرُونَ لَا أعبد مَا تَعْبدُونَ وَنحن عَابِدُونَ مَا عَبدْتُمْ فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى حَتَّى تعلمُوا مَا تَقولُونَ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد لَكِن حَدِيث سُفْيَان أصح فَإِنَّهُ أحفظ من رَوَاهُ عَن عَطاء انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيقين أَحدهمَا عَن سُفْيَان عَن عَطاء بِهِ وَالْآخر عَن حَمَّاد عَن عَطاء بِهِ وَسَمَّى الْمُصَلِّي فِي الطَّرِيقَيْنِ عليا ثمَّ أسْند إِلَى ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة قبل تَحْرِيم الْخمر انْتَهَى 332 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَنبُوا مَسَاجِدكُمْ صِبْيَانكُمْ وَمَجَانِينكُمْ قلت رُوِيَ من حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَأبي أُمَامَة وَمن حَدِيث معَاذ بن جبل وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي أَبْوَاب الْمَسَاجِد من حَدِيث مَكْحُول عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَنبُوا مَسَاجِدنَا صِبْيَانكُمْ وَشِرَاكُمْ وَبَيْعكُمْ وَخُصُومَاتكُمْ وَرفع أَصْوَاتكُم وَإِقَامَة حُدُودكُمْ وسل سُيُوفكُمْ وَاتَّخذُوا عَلَى أَبْوَابهَا الْمَطَاهِر وَجَمِّرُوهَا فِي الْجمع انْتَهَى وَحَدِيث أبي أُمَامَة وَأبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الْعَلَاء ابْن كثير عَن مَكْحُول عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي أُمَامَة وواثلة قَالُوا سمعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَأَعلاهُ بِالْعَلَاءِ بن كثير

عَن مَكْحُول فَنقل ابْن عدي تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَقَالَ الْعقيلِيّ قَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَحَدِيث معَاذ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة حَدثنَا مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي عَن عبد ربه بن عبد الله الشَّامي عَن مَكْحُول عَن معَاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن مُحَمَّد بن مُسلم بِهِ وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من حَدِيث عبد الله بن مُحَرر عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ جَنبُوا مَسَاجِدكُمْ صِبْيَانكُمْ وَمَجَانِينكُمْ انْتَهَى وَضعف عبد الله بن مُحَرر عَن النَّسَائِيّ وَالسَّعْدِي وَابْن معِين وَالْفَلَّاس وَعبد الله بن الْمُبَارك وَقَتَادَة وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة 333 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَأْذَن لأحد أَن يجلس فِي الْمَسْجِد أَو يمر فِيهِ جنبا إِلَّا لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لِأَن بَيته كَانَ فِي الْمَسْجِد قلت رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي المناقب من حَدِيث سَالم بن أبي حَفْصَة عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي يَا عَلّي لَا يحل لأحد أَن يجنب فِي هَذَا الْمجْلس غَيْرِي وَغَيْرك قَالَ عَلّي بن الْمُنْذر قلت لِضِرَار ابْن صرد مَا مَعْنَى هَذَا الحَدِيث قَالَ لَا يحل لأحد أَن يَسْتَطْرِقهُ جنبا غَيْرِي وَغَيْرك انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقد سمع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل مني هَذَا الحَدِيث انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث سعد فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنِي أبي عَن الْحسن بن زيد عَن خَارِجَة ابْن سعد عَن أَبِيه سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي يَا عَلّي لَا يحل لأحد أَن يجنب فِي هَذَا الْمَسْجِد غَيْرِي وَغَيْرك انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن سعد إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا نعلم رَوَى عَن خَارِجَة بن سعد إِلَّا الْحُسَيْن بن زيد هَذَا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد كَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَسَالم بن أبي حَفْصَة كَانَ شِيعِيًّا وَلَا نعلم أحدا ترك حَدِيثه وَلَا يُتَابع عَلَى هَذَا الحَدِيث عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ وَمَعْنى الحَدِيث أَنه كَانَ منزله فِي الْمَسْجِد وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام سدوا كل بَاب فِي الْمَسْجِد إِلَّا بَاب عَلّي هَكَذَا يرويهِ أهل الْكُوفَة وَأهل الْمَدِينَة يَرْوُونَهُ بَاب أبي بكر فَيحْتَمل أَنه أَرَادَ بِهِ أَن يثبت أَخْبَار أهل الْكُوفَة عَلَى أَنَّهَا رويت من وُجُوه بأسانيد حسان انْتَهَى كَلَامه وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد الدَّلال بِالْكُوفَةِ ثَنَا مخول ابْن إِبْرَاهِيم ثَنَا عبد الْجَبَّار بن الْعَبَّاس عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن عمْرَة بنت أَفْعَى عَن أم سَلمَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يجنب فِي هَذَا الْمَسْجِد إِلَّا أَنا وَعلي انْتَهَى وَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى ثَنَا أَبُو مَيْمُونَة عَن عِيسَى الْملَائي عَن عَلّي بن حُسَيْن عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بِيَدِهِ وَقَالَ سَأَلت الله أَن يعطر مَسْجِدي بك وبذريتك ثمَّ أرسل إِلَى أبي بكر فسد بَابه ثمَّ أرسل إِلَى عمر بِمثل ذَلِك ثمَّ إِلَى الْعَبَّاس ثمَّ قَالَ مَا أَنا سددت بَابَكُمْ وَفتحت بَاب عَلّي وَلَكِن الله فعل ذَلِك مُخْتَصر ثمَّ قَالَ وَفِيه عِلَّتَانِ إِحْدَاهمَا أَن أَبَا مَيْمُونَة رجل مَجْهُول لَا نعلم رَوَى عَنهُ غير عبيد الله ابْن مُوسَى وَعِيسَى الْملَائي فَلَا نعلمهُ رَوَى غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَى أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا أَبُو عوَانَة

ثَنَا أَبُو بَلخ عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سد أَبْوَاب الْمَسْجِد إِلَّا بَاب عَلّي فَيدْخل الْمَسْجِد جنبا وَهُوَ طَرِيقه لَيْسَ لَهُ طَرِيق غَيره مُخْتَصر 334 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رجَالًا من الْيَهُود جَاءُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بأطفالهم فَقَالُوا هَل عَلَى هَؤُلَاءِ ذَنْب قَالَ لَا قَالُوا وَالله مَا نَحن إِلَّا كَهَيْئَتِهِمْ مَا عَمِلْنَاهُ بِالنَّهَارِ كفر عَنَّا بِاللَّيْلِ وَمَا عَملنَا بِاللَّيْلِ كفر عَنَّا بِالنَّهَارِ فَنزلت قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول الْكَلْبِيّ قَالَ نزلت فِي رجال من الْيَهُود أَتَوا بأطفالهم إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ فِي أول كِتَابه 335 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَكْذِيبًا لِلْمُنَافِقين حِين قَالُوا لَهُ اعْدِلْ فِي الْقِسْمَة وَالله إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء أَمِين فِي الأَرْض قلت غَرِيب

336 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ تبدل جُلُودهمْ كل يَوْم سبع مَرَّات قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث نَافِع السّلمِيّ أبي هُرْمُز الْبَصْرِيّ عَن نَافِع مولَى ابْن عمر عَن ابْن عمر قَالَ قَرَأَ رجل عِنْد عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيرهَا فَقَالَ عمر أعدهَا فَأَعَادَهَا فَقَالَ معَاذ بن جبل عِنْدِي تَفْسِيرهَا قَالَ تبدل فِي كل سَاعَة مائَة مرّة فَقَالَ عمر هَكَذَا سَمعتهَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَضعف نَافِعًا هَذَا عَن أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاق قَالَ سُئِلَ فُضَيْل بن عِيَاض عَن قَوْله تَعَالَى كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ الْآيَة فَأخْبرنَا عَن هِشَام عَن الْحسن قَالَ تبدل جُلُودهمْ كل يَوْم سبعين ألف مرّة وَغلظ جلد الْكَافِر أَرْبَعُونَ ذِرَاعا انْتَهَى وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَحَدِيث ابْن عدي أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن نَافِع بن يُوسُف السّلمِيّ بِهِ 337 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين دخل مَكَّة يَوْم الْفَتْح غلق عُثْمَان بن طَلْحَة الحَجبي بَاب الْكَعْبَة وَصعد السَّطْح وَأَبَى أَن يدْفع الْمِفْتَاح إِلَيْهِ وَكَانَ عُثْمَان سَادِن الْكَعْبَة وَقَالَ لَو علمت أَنه رَسُول الله لم أمْنَعهُ فَلَوى عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَده وَأَخذه مِنْهُ وَفتح وَدخل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصَلى رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا خرج سَأَلَهُ الْعَبَّاس أَن يُعْطِيهِ الْمِفْتَاح وَيجمع لَهُ السِّقَايَة

والسدانة فَنزلت إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا فَأمر عليا أَن يردهُ إِلَى عُثْمَان وَيعْتَذر إِلَيْهِ فَقَالَ عُثْمَان لعَلي أكرهت وَآذَيْت ثمَّ جِئْت ترفق فَقَالَ لقد أنزل الله فِي شَأْنك قُرْآنًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَة فَقَالَ عُثْمَان أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَنزل جِبْرِيل وَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن السدَانَة فِي أَوْلَاد عُثْمَان أبدا قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيرهما هَكَذَا من غير سَنَد وَكَذَلِكَ فعل الواحدي إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ فَنزل جِبْرِيل ... إِلَى آخِره وَفِيه وَقَالَ مَا دَامَ هَذَا الْبَيْت فَإِن الْمِفْتَاح والسدانة فِي أَوْلَاد عُثْمَان ذكره فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط 338 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله وَمن عَصَانِي فقد عَصَى الله وَمن يطع أَمِيري فقد أَطَاعَنِي وَمن يعْص أَمِيري فقد عَصَانِي قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَمُسلم فِي الْإِمَارَة من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره سَوَاء 339 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن بشرا الْمُنَافِق خَاصم يَهُودِيّا فَدَعَاهُ الْيَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدعَاهُ الْمُنَافِق إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف ثمَّ إنَّهُمَا احْتَكَمَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَضَى لِلْيَهُودِيِّ فَلم يرض الْمُنَافِق وَقَالَ تَعَالَى نَتَحَاكَم إِلَى عمر ابْن الْخطاب فَقَالَ الْيَهُودِيّ لعمر قَضَى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يرض بِقَضَائِهِ فَقَالَ لِلْمُنَافِقِ أَكَذَلِك قَالَ نعم فَقَالَ عمر مَكَانكُمَا

حَتَّى أخرج إلَيْكُمَا فَدخل عمر فَاشْتَمَلَ عَلَى سَيْفه ثمَّ خرج فَضرب عنق الْمُنَافِق حَتَّى برد ثمَّ قَالَ هَكَذَا أَقْْضِي لمن لم يرض بِقَضَاء الله وَرَسُوله فَنزلت وَقَالَ جِبْرِيل إِن عمر فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنْت الْفَارُوق قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي هَذِه الْآيَة ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا ... قَالَ نزلت فِي رجل من الْمُنَافِقين يُقَال لَهُ بشر كَانَ بَينه وَبَين يَهُودِيّ خُصُومَة فَقَالَ الْيَهُودِيّ انْطلق بِنَا إِلَى مُحَمَّد وَقَالَ الْمُنَافِق بل إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف ... فَذكره سَوَاء وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ فِي أول كِتَابه وَكَذَلِكَ فعل الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب أَخْبرنِي عبد الله بن لَهِيعَة عَن أبي الْأسود قَالَ اخْتصم رجلَانِ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَضَى بَينهمَا فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ ردنا إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْطَلقَا إِلَيْهِ فَلَمَّا أَتَيَاهُ قَالَ الرجل يَا بن الْخطاب إِن هَذَا قَضَى لي عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ ردنا إِلَى عمر فَرَدَّنَا إِلَيْك فَقَالَ عمر أَكَذَلِك قَالَ نعم فَقَالَ عمر مَكَانكُمَا حَتَّى أخرج إلَيْكُمَا فأقضي بَيْنكُمَا فَخرج إِلَيْهِمَا مُشْتَمِلًا سَيْفه فَضرب عنق الَّذِي قَالَ ردنا إِلَى عمر وَأدبر الآخر فَارًّا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله عمر قتل صَاحِبي وَلَوْلَا أَنِّي أَعْجَزته لَقَتَلَنِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا كنت أَظن أَن يجترئ عمر عَلَى قتل مُؤمن فَأنْزل الله تَعَالَى فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ الْآيَة فَهدر دم ذَلِك الرجل وَبرئ عمر من قَتله وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَهُوَ مُرْسل وَابْن لَهِيعَة ضَعِيف وَأما الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ أَخْتَصِرهُ وَلم يذكر فِيهِ قصَّة عمر بل ذكر صدر الحَدِيث فَقَط عَن ابْن عَبَّاس

340 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الزُّبَيْر وحاطب بن أبي بلتعة اخْتَصمَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي شراج الْحرَّة كَانَ يسقيان بِهِ النّخل فَقَالَ اسْقِ يَا زبير ثمَّ أرسل المَاء إِلَى جَارك فَغَضب حَاطِب وَقَالَ لِأَن كَانَ ابْن عَمَّتك فَتغير وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ اسْقِ يَا زبير ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر وَاسْتَوْفِ حَقك ثمَّ أرْسلهُ إِلَى جَارك وَرُوِيَ أَنَّهُمَا لما خرجا مرا عَلَى الْمِقْدَاد فَقَالَ قَاتل الله هَؤُلَاءِ يشْهدُونَ أَنه رَسُول الله ثمَّ يَتَّهِمُونَهُ فِي قَضَاء يقْضِي بَينهم وَايْم الله لقد أَذْنَبْنَا ذَنبا مرّة فِي حَيَاة فَدَعَانَا إِلَى التَّوْبَة مِنْهُ وَقَالَ اقْتُلُوا أَنفسكُم فَفَعَلْنَا فَبلغ قَتْلَانَا سبعين ألفا فِي طَاعَة رَبنَا حَتَّى رَضِي عَنَّا فَقَالَ ثَابت ابْن قيس بن شماس أما وَالله إِن الله يعلم مني الصدْق لَو أَمرنِي مُحَمَّد أَن أقتل نَفسِي لقتلتها وَرُوِيَ أَنه قَالَ ذَلِك ثَابت وَابْن مَسْعُود وعمار بن يَاسر فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن من أمتِي رجَالًا الْإِيمَان أثبت فِي قُلُوبهم من الْجبَال الرواسِي وَرُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ وَالله لَو أمرنَا رَبنَا لفعلنَا وَالْحَمْد لله الَّذِي لم يفعل بِنَا ذَلِك فَنزلت فِي حق حَاطِب فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم وَنزلت فِي شَأْن هَؤُلَاءِ وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم أَو اخْرُجُوا من دِيَاركُمْ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَفِي الشّرْب وَفِي الصُّلْح وَمُسلم فِي الْفَضَائِل كِلَاهُمَا عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة لفظ مُسلم عَن عُرْوَة

عَن عبد الله بن الزُّبَيْر أَن رجلا من الْأَنْصَار اخْتصم الزُّبَيْر ... فَذكره قَالَ اخْتصم الزُّبَيْر وَرجل من الْأَنْصَار فِي شراج من الْحرَّة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْقِ يَا زبير ثمَّ أرسل المَاء إِلَى جَارك فَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا رَسُول الله أَن كَانَ ابْن عَمَّتك فَتَلَوَّنَ وَجهه ثمَّ قَالَ اسْقِ يَا زبير ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى ترجع الْجدر ثمَّ أرسل المَاء إِلَى جَارك وَاسْتَوْفَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للزُّبَيْرِ حَقه فِي صَرِيح الحكم قَالَ الزُّبَيْر فَمَا أَحسب هَذِه الْآيَات إِلَّا نزلت فِي ذَلِك فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم انْتَهَى هَكَذَا أوردهُ البُخَارِيّ وَفِيه صُورَة انْقِطَاع لِأَن عُرْوَة لم يسمع من أَبِيه الزُّبَيْر وَإِنَّمَا سمع من أَخِيه عبد الله بن الزُّبَيْر كَمَا أخرجه النَّسَائِيّ وَأحمد عَن ابْن شهَاب أَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر حَدثهُ أَن عبد الله بن الزُّبَيْر حَدثهُ عَن الزُّبَيْر بن الْعَوام أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار ... الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من حَدِيث مُحَمَّد عَن عبد الله بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن عَمه ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن عبد الله بن الزُّبَيْر بن الْعَوام ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَلَا نعلم أحدا أَقَامَ هَذَا الْإِسْنَاد عَن الزُّهْرِيّ بِذكر عبد الله بن الزُّبَيْر غير ابْن أَخِيه وَهُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَهُوَ وهم مِنْهُ فقد أَخْرجَاهُ كَمَا ذَكرْنَاهُ وَقد جعله أَصْحَاب الْأَطْرَاف فِي مُسْند عبد الله بن الزُّبَيْر وَسَاقه أَحْمد فِي مُسْند عبد الله بن الزُّبَيْر قَوْله وَرُوِيَ أَنَّهُمَا لما خرجا مرا عَلَى الْمِقْدَاد ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول الصَّالِحِي وَسَنَده إِلَيْهِ فِي أول كِتَابه

قَوْله وَرُوِيَ أَنه قَالَ ذَلِك ثَابت وَابْن مَسْعُود ... إِلَى آخِره ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول الْحسن وَمُقَاتِل قَالَا لما نزلت هَذِه الْآيَة قَالَ عمر وعمار وَابْن مَسْعُود وَالله لَو أمرنَا لفعلنَا فَالْحَمْد لله الَّذِي عَافَانَا فَبلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن من أمتِي رجَالًا الْإِيمَان فِي قُلُوبهم أثبت من الْجبَال الرواسِي وَكَأن فِي لفظ المُصَنّف تَخْلِيطًا وَتَسْمِيَة الْأنْصَارِيّ حَاطِب بن أبي بلتعة لم أَجِدهُ أَلا عَن ابْن أبي حَاتِم فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا أبي ثَنَا عَمْرو بن عُثْمَان ثَنَا سعيد ابْن عبد الْعَزِيز عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب فِي قَوْله فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ الْآيَة قَالَ أنزلت فِي الزُّبَيْر بن الْعَوام وحاطب بن أبي بلتعة اخْتَصمَا فِي مَاء فَقَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يسْقِي الْأَعْلَى ثمَّ الْأَسْفَل انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل 341 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن ثَوْبَان مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ شَدِيدا لحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَلِيل الصَّبْر عَنهُ فَأَتَاهُ يَوْمًا وَقد تغير وَجهه وَنحل جِسْمه وَعرف الْحزن فِي وَجهه فَسَأَلَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن حَاله فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا فِي من وجع غير أَنِّي إِذا لم أرك اشْتقت إِلَيْك وَاسْتَوْحَشْت وَحْشَة شَدِيدَة حَتَّى أَلْقَاك فَذكرت الْآخِرَة فَخفت أَلا أَرَاك هُنَاكَ لِأَنِّي عرفت أَنَّك ترفع مَعَ النَّبِيين وَإِذا دخلت الْجنَّة كنت فِي منزل دون مَنْزِلك وَإِن لم أَدخل فَذَاك حِين لَا أَرَاك أبدا فَنزلت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يُؤمن عبد حَتَّى أكون أحب من نَفسه

وَمَاله وَأَهله وَولده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ قَالَ المُصَنّف حُكيَ ذَلِك عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة قلت أما حَدِيث ثَوْبَان فَغَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا فِي تَفْسِيره من غير سَنَد وَلَا راو وَنَقله الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْكَلْبِيّ قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي ثَوْبَان ... إِلَى آخِره لم يقل فِيهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ... إِلَى آخِره وَأما مَا حُكيَ من ذَلِك عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة فقد وَقع لي نَحْو ذَلِك عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة لَكِن لم يذكر أَسمَاؤُهُم فَمِنْهَا حَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير حَدثنَا أَبُو عبد الله أَحْمد بن عَمْرو الْخلال الْمَكِّيّ ثَنَا عبد الله بن عمرَان العابدي ثَنَا فُضَيْل بن عِيَاض عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّك لأحب إِلَيّ من نَفسِي وَإنَّك لأحب إِلَيّ من أَهلِي وَأحب إِلَيّ من وَلَدي وَإِنِّي لأَكُون فِي الْبَيْت فَأَذْكرك فَمَا أَصْبِر حَتَّى آتِيك فَأنْظر إِلَيْك وَإِذا ذكرت الْمَوْت عرفت أَنَّك إِذا دخلت الْجنَّة رفعت مَعَ النَّبِيين وَإِذا دَخَلتهَا أخْشَى أَلا أَرَاك فَلم يرد عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى نزل جِبْرِيل بِهَذِهِ الْآيَة وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ الْآيَة انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي ثَنَا أَبُو بكر ثَابت بن عَبَّاس الْبَصْرِيّ ثَنَا خَالِد بن عبد الله عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عَامر الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي لَأحبك حَتَّى إِنِّي لأَذْكُرك فِي الْمنزل فَيشق ذَلِك عَلّي وَأحب أَن أكون مَعَك فِي الدرجَة فَلم يرد عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

شَيْئا فَأنْزل الله وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين الشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث عبد الله بن عمرَان بِهِ سندا ومنتا حَدِيث آخر رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع عشر من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن عَطاء بن السَّائِب عَن الشّعبِيّ قَالَ جَاءَ رجل من الْأَنْصَار إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لأَنْت أحب إِلَيّ من نَفسِي وَوَلَدي وَأَهلي وَمَالِي وَلَوْلَا أَنِّي آتِيك فَأَرَاك لظَنَنْت أَنِّي سأموت وَبكى الْأنْصَارِيّ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يبكيك قَالَ ذكرت أَنَّك سَتَمُوتُ وَنَمُوت فَترفع مَعَ النَّبِيين وَنحن إِن دَخَلنَا الْجنَّة كُنَّا دُونك فَأنْزل الله عَلَى رَسُوله وَمن يطع الله الْآيَة إِلَى قَوْله (عليما) فَقَالَ لَهُ أبشر انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث عُبَيْدَة عَن مَنْصُور عَن مُسلم بن صبيح عَن مَسْرُوق قَالَ قَالَ أَصْحَاب مُحَمَّد يَا رَسُول الله مَا يَنْبَغِي لنا أَن نُفَارِقك فَإنَّا لَا نرَاك إِلَّا فِي الدُّنْيَا فَأَما فِي الْآخِرَة فَإنَّك ترفع فَوْقنَا بِفَضْلِك وَلَا نرَاك فَأنْزل الله تَعَالَى وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين الْآيَة انْتَهَى ثمَّ أخرج عَن أبي الْأَزْهَر ثَنَا روح عَن سعيد عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ أَصْحَاب مُحَمَّد ... فَذكره نَحوه حَدِيث آخر رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ جَاءَ رجل من الْأَنْصَار إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَحْزُونا فَقَالَ لَهُ يَا فلَان مَالِي أَرَاك مَحْزُونا قَالَ يَا نَبِي الله شَيْء فَكرت فِيهِ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ نَحن نغدو عَلَيْك وَنَرُوح نَنْظُر فِي وَجهك وَنُجَالِسك غَدا ترفع مَعَ النَّبِيين فَلَا نصل إِلَيْك فَلم يرد عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيل بِهَذِهِ الْآيَة وَمن يطع الله وَالرَّسُول الْآيَة

342 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من أَحبَّنِي فقد أحب الله وَمن أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله فَقَالَ المُنَافِقُونَ أَلا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُول هَذَا الرجل لقد قارف الشّرك وَهُوَ ينْهَى أَن نعْبد غير الله مَا يُرِيد هَذَا الرجل إِلَّا أَن نتخذه رَبًّا كَمَا اتَّخذت النَّصَارَى عِيسَى فَنزلت من يطع الرَّسُول فقد أطَاع الله قلت غَرِيب جدا 343 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من دَعَا لِأَخِيهِ الْمُسلم بِظهْر الْغَيْب اسْتُجِيبَ لَهُ وَقَالَ لَهُ الْملك وَلَك مثل ذَلِك قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث أم الدَّرْدَاء قَالَت حَدثنِي سَيِّدي أَبُو الدَّرْدَاء أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِذا دَعَا الرجل لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب قَالَت الْمَلَائِكَة آمين وَلَك بِمثل انْتَهَى 344 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السَّلَام عَلَيْك فَقَالَ عَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَقَالَ آخر السَّلَام

عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَقَالَ وَعَلَيْك فَقَالَ الرجل نَقَصْتنِي فَأَيْنَ مَا قَالَ الله وتلا وَإِذا حييتُمْ بِتَحِيَّة الْآيَة فَقَالَ إِنَّك لم تتْرك لي فضلا فَرددت عَلَيْك مثله قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيقين أَحدهمَا من طَرِيق الْأَمَام أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا هِشَام بن لَاحق ثَنَا عَاصِم الْأَحول عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ جَاءَ رجل فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله قَالَ وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَرَحْمَة الله قَالَ وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ثمَّ جَاءَ آخر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلَيْك فَقَالَ الرجل يَا رَسُول الله إِن فلَانا وَفُلَانًا حييتهما بِأَفْضَل مِمَّا حييتني فَقَالَ لَهُ إِنَّك لم تدع شَيْئا قَالَ الله تَعَالَى وَإِذا حييتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيوا بِأَحْسَن مِنْهَا أَو ردوهَا فَرددت عَلَيْك التَّحِيَّة انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد أَيْضا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره سَوَاء وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُوسَى بن سهل الرَّمْلِيّ ثَنَا عبد الله بن السّري الْأَنْطَاكِي حَدثنَا هِشَام بن لَاحق بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل بِهِ سندا ومتنا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا حَدِيث لَا يَصح قَالَ أَحْمد تركت حَدِيث هِشَام بن لَاحق وَقَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ انْتَهَى كَلَامه

الطَّرِيق الثَّانِي رَوَاهُ من حَدِيث عبد السَّلَام بن مطهر ثَنَا نَافِع بن هُرْمُز أَبُو هُرْمُز عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ ثَلَاثَة نفر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الأول السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله ... الحَدِيث نَحوه سَوَاء وَقَالَ فِي آخِره مَا وجدنَا لَهُ من زِيَادَة فَرددْنَا عَلَيْهِ مثل الَّذِي قَالَ مُخْتَصر وَرَوَاهُ فِي الْأَوْسَط أَيْضا وَقَالَ تفرد بِهِ عبد السَّلَام بن مطهر وَلَا يرْوَى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى 345 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تيَمّم لرد السَّلَام قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّيَمُّم عَن يَحْيَى بن بكير ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج قَالَ سَمِعت عُمَيْرًا مولَى ابْن عَبَّاس يَقُول أَقبلت أَنا وَعبد الله بن يسَار مولَى مَيْمُونَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين دَخَلنَا عَلَى أبي الْجُهَيْم بن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْم أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نَحْو بِئْر جمل فَلَقِيَهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَتَى عَلَى جِدَار فَمسح بِوَجْهِهِ وَيَديه ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام انْتَهَى وَلم يصل مُسلم سَنَده بِهِ وَإِنَّمَا قَالَ وَرَوَى اللَّيْث بن سعد عَن جَعْفَر ابْن ربيعَة عَن جَعْفَر بن هُرْمُز عَن عُمَيْر مولَى ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَهَذَا عِنْد الْمُحدثين يُسمى مُعَلّقا وَبَوَّبَ عَلَيْهِ مُسلم بَاب التَّيَمُّم لرد السَّلَام وَلم يذكر فِي هَذَا الْمَعْنى غَيره وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَلّي الْموصِلِي ثَنَا مُحَمَّد ابْن ثَابت الْعَبْدي ثَنَا نَافِع قَالَ انْطَلَقت مَعَ ابْن عمر فِي حَاجَة إِلَى ابْن عَبَّاس

فَقَضَى ابْن عمر حَاجته وَكَانَ من حَدِيثه يَوْمئِذٍ أَن قَالَ مر رجل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سكَّة من سِكَك الْمَدِينَة وَقد خرج من غَائِط أَو بَوْل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى إِذا كَاد الرجل أَن يتَوَارَى فِي السِّكَّة ضرب بيدَيْهِ عَلَى الْحَائِط وَمسح عَلَى وَجهه ثمَّ ضربه أُخْرَى فَمسح ذِرَاعَيْهِ ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ إِنَّه لم يَمْنعنِي أَن أرد عَلَيْك السَّلَام إِلَّا أَنِّي لم أكن عَلَى طَهَارَة انْتَهَى 346 - الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا سلم عَلَيْكُم أهل الْكتاب فَقولُوا وَعَلَيْكُم قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث عبيد الله ابْن أبي بكر عَن جده أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا سلم عَلَيْكُم أهل الْكتاب فَقولُوا وَعَلَيْكُم انْتَهَى 347 - الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ لَا تبدأ الْيَهُودِيّ بِالسَّلَامِ وَإِن بدأك فَقل وَعَلَيْك قلت رَوَى مُسلم بعضه فِي كتاب الاسْتِئْذَان من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تبدأ الْيَهُودِيّ وَلَا النَّصْرَانِي بِالسَّلَامِ وَإِذا لَقِيتُم أحدهم فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أضيق الطَّرِيق انْتَهَى 348 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَكَانَ أَخا أبي جهل لأمه أسلم وَهَاجَر خوفًا من قومه إِلَى الْمَدِينَة وَذَلِكَ قبل هِجْرَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَقْسَمت أمه لَا تَأْكُل وَلَا تشرب وَلَا يَأْوِيهَا سقف حَتَّى يرجع فَخرج أَبُو جهل وَمَعَهُ الْحَارِث بن زيد بن أبي أنيسَة فَأتيَاهُ وَهُوَ فِي أَطَم فَفَتَلَ

مِنْهُ أَبُو جهل فِي الذرْوَة وَالْغَارِب وَقَالَ أَلَيْسَ مُحَمَّدًا يَحُثُّك عَلَى صلَة الرَّحِم انْصَرف وبر أمك وَأَنت عَلَى دينك حَتَّى نزل وَذهب مَعَهُمَا فَلَمَّا فَسْحًا عَن الْمَدِينَة كتفاه وَجلده كل وَاحِد مائَة جلدَة فَقَالَ لِلْحَارِثِ هَذَا أخي فَمن أَنْت يَا حَارِث لله عَلّي إِن وَجَدْتُك خَالِيا أَن أَقْتلك وَقدم بِهِ عَلَى أمه فَحَلَفت لَا يحل كِتَافِهِ أَو يرْتَد فَفعل ثمَّ هَاجر بعد ذَلِك وَأسلم الْحَارِث وَهَاجَر فَلَقِيَهُ عَيَّاش بِظهْر قبَاء وَلم يشْعر بِإِسْلَامِهِ فَانْحَنَى عَلَيْهِ فَقتله ثمَّ أخبر بِإِسْلَامِهِ فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ قتلته وَلم أشعر بِإِسْلَامِهِ فَنزلت وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول السّديّ مَعَ تَغْيِير يسير فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ قَالَ نزلت فِي عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَكَانَ أَخا لأبي جهل بن هِشَام من أمه وَأَنه أسلم وَهَاجَر فِي الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين قبل قدوم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَطَلَبه أَبُو جهل والْحَارث بن هِشَام ومعهما رجل من بني عَامر بن لؤَي فَأتوهُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ عَيَّاش أحب إخْوَته إِلَى أمه وَحَمَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ إِن أمك حَلَفت أَلا يُظِلّهَا بَيت حَتَّى تراك وَهِي مُضْطَجِعَة فِي الشَّمْس فَأْتِهَا فَلْتنْظرْ إِلَيْك ثمَّ ارْجع وَأَعْطوهُ موثقًا من الله لَا يَهْجُونَهُ حَتَّى ترجع إِلَى الْمَدِينَة فَأعْطَاهُ بعض أَصْحَابه بَعِيرًا وَقَالَ إِن خفت مِنْهُم شَيْئا فَاقْعُدْ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَخْرجُوهُ من الْمَدِينَة أَخَذُوهُ فَأَوْثقُوهُ وَجلده العامري فَحلف ليقْتلن العامري فَلم يزل مَحْبُوسًا بِمَكَّة حَتَّى خرج يَوْم الْفَتْح فَاسْتَقْبلهُ العامري وَقد أسلم وَلَا يعلم عَيَّاش بِإِسْلَامِهِ فَقتله فَأنْزل الله الْآيَة وَمن قتل مُؤمنا خطأ فَتَحْرِير رَقَبَة مُؤمنَة ودية مسلمة إِلَى أَهله إِلَّا أَن يصدقُوا فَيتْركُوا الدِّيَة انْتَهَى وَرِوَايَة ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي نَافِع عَن

ابْن عمر عَن أَبِيه عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ اتَّعَدْت أَنا وَعَيَّاش بن وَائِل السَّهْمِي وَهِشَام بن الْعَاصِ لما أردنَا الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة قَالَ فَأَصْبَحت أَنا وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة التناصب وَحبس عَنَّا هِشَام وَفتن فَافْتتنَ فَلَمَّا قدمنَا من الْمَدِينَة نزلنَا فِي بني عَمْرو بن عَوْف بقباء وَخرج أَبُو جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام إِلَى عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَكَانَ ابْن عَمهمَا وأخاهما لِأُمِّهِمَا حَتَّى قدما علينا الْمَدِينَة وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة فَكَلمَاهُ وَقَالا لَهُ إِن أمك نذرت إِلَّا يمس رَأسهَا مشط حَتَّى تراك فرق لَهَا فَقلت لَهُ يَا عَيَّاش إِنَّه وَالله إِن يُرِيدُكَ الْقَوْم إِلَّا عَن دينك فَاحْذَرْهُمْ فوَاللَّه لَو قد آذَى أمك الْقمل لامتشطت وَلَو قد اشْتَدَّ عَلَيْهَا حر مَكَّة لاستظلت فَقَالَ أبر قسم أُمِّي ولي هُنَاكَ مَال آخذه قَالَ فَقلت وَالله إِنَّك لتعلم أَنِّي لمن أَكثر قُرَيْش مَالا فلك نصف مَالِي وَلَا تذْهب مَعَهُمَا قَالَ فَأَبَى عَلَى إِلَّا أَن يخرج مَعَهُمَا فَقلت لَهُ أما إِذا فعلت فَخذ نَاقَتي هَذِه فَإِنَّهَا ذَلُول فَالْزَمْ ظهرهَا فَإِن رَابَك من الْقَوْم ريب فَانْجُ عَلَيْهِ فَخرج عَلَيْهَا مَعَهُمَا حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق قَالَ لَهُ أَبُو جهل يَا أخي وَالله لقد استغلظت بَعِيري هَذَا أَفلا تعقبني عَلَى نَاقَتك هَذِه قَالَ بلَى قَالَ فَأَنَاخَ وأناخا لِيَتَحَوَّل عَلَيْهَا فَلَمَّا اسْتَووا بِالْأَرْضِ عدوا عَلَيْهِ فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا ثمَّ دخلا بِهِ مَكَّة وفتناه فَافْتتنَ مُخْتَصرا من كَلَام طَوِيل وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْكَلْبِيّ قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي عَيَّاش بن أبي ربيعَة فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَلَا راو 349 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ أَنا وَارِث من لَا وَارِث لَهُ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْفَرَائِض وَابْن ماجة فِي الدِّيات كلهم

عَن الْمِقْدَام بن معدي كرب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا وَارِث من لَا وَارِث لَهُ أَعقل عَنهُ وَأَرِثهُ وَالْخَال وَارِث من لَا وَارِث لَهُ يَرِثهُ وَيعْقل عَنهُ انْتَهَى 350 - الحَدِيث الْخَمْسُونَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَضَى بدية الْمَقْتُول فَجَاءَتْهُ امْرَأَته تطلب مِيرَاثهَا من عقله فَقَالَ لَا أعلم لَك شَيْئا أما الدِّيَة للْعصبَةِ الَّذين يعْقلُونَ عَنهُ فَقَامَ الضَّحَّاك بن سُفْيَان الْكلابِي فَقَالَ كتب إِلَيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْمُرنِي أَن أورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من عقل زَوجهَا أَشْيَم فَورثَهَا عمر قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث سعيد بن الْمسيب أَن عمر كَانَ يَقُول الدِّيَة لِلْعَاقِلَةِ لَا تَرث الْمَرْأَة من دِيَة زَوجهَا شَيْئا حَتَّى قَالَ الضَّحَّاك ابْن سُفْيَان الْكلابِي كتب إِلَيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا فَرجع عمر انْتَهَى 351 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ كل مَعْرُوف صَدَقَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل مَعْرُوف صَدَقَة انْتَهَى وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ كل مَعْرُوف صَدَقَة انْتَهَى 352 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَن تَوْبَة قَاتل الْمُؤمن عمدا غير مَقْبُولَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي آخر الْكتاب من حَدِيث سعيد

ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَمن يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم قَالَ لَا تَوْبَة لَهُ انْتَهَى وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاللَّفْظ لمُسلم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس أَلِمَنْ قتل مُؤمنا مُتَعَمدا من تَوْبَة قَالَ لَا انْتَهَى قيل هَذِه إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنهُ وَالْمَشْهُور عَنهُ أَن لَهُ تَوْبَة وَحمل الأول مِنْهُ عَلَى تَغْلِيظ وَإِنَّمَا أفتَى بذلك لِأَنَّهُ ظن أَن السَّائِل سَأَلَ ليقْتل فَأَرَادَ زَجره عَن ذَلِك قلت وَيدل عَلَى ذَلِك مَا رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه ثَنَا أَبُو دَاوُد الْحَفرِي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي سعيد عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رجلا سَأَلَهُ ألقاتل الْمُؤمن تَوْبَة فَقَالَ لَا ثمَّ سَأَلَهُ آخر فَقَالَ نعم فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِن الأول جَاءَنِي وَلم يكن قتل فَقلت لَا تَوْبَة لكَي لَا يقتل وَجَاءَنِي هَذَا وَقد قتل فَقلت لَهُ لَك تَوْبَة لكَي لَا يلقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة انْتَهَى وَمَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا يزِيد بن هَارُون أَنا أَبُو مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن سعد بن عُبَيْدَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَلِمَنْ قتل مُؤمنا تَوْبَة قَالَ لَا إِلَى النَّار فَلَمَّا ذهب قَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ مَا هَكَذَا كنت تفتينا قد كنت تفتينا أَن لمن قتل مُؤمنا تَوْبَة مَقْبُولَة فَمَا بَال هَذَا الْيَوْم قَالَ إِنِّي أَحْسبهُ رجلا مغضبا يُرِيد أَن يقتل مُؤمنا فَوَجَدَهُ كَذَلِك انْتَهَى وَقد وَقع لي نَحْو ذَلِك مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث يُوسُف بن بَحر بن عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي ثَنَا مَرْوَان بن مُحَمَّد ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَيْسَ لقَاتل مُؤمن تَوْبَة انْتَهَى وَأعله بِيُوسُف هَذَا وَقَالَ إِنَّه يرفع الْأَحَادِيث وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ لم يقل فِيهِ غير ذَلِك

وَرَوَى الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق ابْن الْمُبَارك عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَبَى الله أَن يَجْعَل لقَاتل الْمُؤمن تَوْبَة انْتَهَى 353 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ فِي الحَدِيث لزوَال الدُّنْيَا أَهْون عَلَى الله من قتل امْرِئ مُسلم قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث بُرَيْدَة أما حَدِيث ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي أَبْوَاب الدِّيات وَالنَّسَائِيّ فِي تَحْرِيم الدَّم من حَدِيث ابْن أبي عدي عَن شُعْبَة عَن يعْلى بن عَطاء عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لزوَال الدُّنْيَا أَهْون عَلَى الله من قتل رجل مُسلم انْتَهَى ثمَّ أخرجَا عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا قَالَ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ أصح من حَدِيث ابْن أبي عدي انْتَهَى وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير قَالَ البُخَارِيّ الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف عَلَى ابْن عَمْرو انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك وَقَالَ لَا نعلم أسْندهُ عَن شُعْبَة إِلَّا ابْن أبي عدي انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن إِسْمَاعِيل مولَى عبد الله بن عَمْرو عَن عبد الله بن عَمْرو مَرْفُوعا أَيْضا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الدِّيات حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن

يعْلى بن عَطاء عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو مَرْفُوعا أَيْضا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي الْمُحَاربَة من حَدِيث بشير بن المُهَاجر عَن ابْن بُرَيْدَة عَن بُرَيْدَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقتل مُؤمن أعظم عِنْد الله من زَوَال الدُّنْيَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَقَالَ وَبشير بن المُهَاجر يكْتب حَدِيثه وَإِن كَانَ فِيهِ بعض الضعْف انْتَهَى وَأما حَدِيث الْبَراء فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الدِّيات حَدثنَا هِشَام بن عمار ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا مَرْوَان بن جنَاح عَن أبي الْجُهَيْم الْجوزجَاني عَن الْبَراء بن عَازِب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لزوَال الدُّنْيَا أَهْون عَلَى الله من قتل مُؤمن بِغَيْر حق انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم تَمام بن مُحَمَّد الرَّازِيّ فِي فَوَائده وَهُوَ مُجَلد كَامِل فَقَالَ حَدثنَا أَبُو الْحسن خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان ثَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن الْحَنَاجِر ثَنَا مُحَمَّد بن مُصعب ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي المهزم يزِيد بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ من قتل رجلا مُؤمن وَزَاد وَالْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من الْمَلَائِكَة الَّذين عِنْده انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان 354 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ فِي الحَدِيث لَو أَن رجلا قتل بالمشرق وَآخر رَضِي بالمغرب لِأَشْرَكَ فِي دَمه

قلت غَرِيب جدا 355 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ فِي الحَدِيث إِن هَذَا الْإِنْسَان بُنيان الله فَمَلْعُون من هدم بُنْيَانه قلت غَرِيب جدا 356 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ وَفِي الحَدِيث من أعَان عَلَى قتل مُؤمن بِشَطْر كلمة جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ أيس من رَحْمَة الله قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الدِّيات من حَدِيث يزِيد بن أبي زِيَاد عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أعَان عَلَى قتل مُؤمن بِشَطْر كلمة لَقِي الله تَعَالَى مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ أيس من رَحْمَة الله تَعَالَى انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن أبي زِيَاد وَأسْندَ إِلَى البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ أَنَّهُمَا قَالَا فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَوَافَقَهُمَا وَقَالَ حَدِيث غير مَحْفُوظ وكل رواياته مِمَّا لَا يُتَابع عَلَيْهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَيْضا فِي ضعفَاهُ وَقَالَ يزِيد بن أبي زِيَاد ضَعِيف وَلَا يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ نَحوه انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من شرك فِي دم حرَام بِشَطْر كلمة جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة ... الحَدِيث وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ من طَرِيق ابْن عدي ثَنَا عبد الله بن مُوسَى بن الصَّقْر السكرِي ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن كثير الدَّوْرَقِي ثَنَا عبيد الله بن حَفْص بن شرْوَان عَن سَلمَة بن الْعيار أبي مُسلم الْفَزارِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن ماجة وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خلف بن حوشف عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من أعَان ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ غَرِيب تفرد بِهِ حَكِيم عَن خلف انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي نعيم بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَأعله بِحَكِيم بن نَافِع ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى عَمْرو بن مُحَمَّد الْأَعْشَم ثَنَا يَحْيَى ابْن سَالم الْأَفْطَس عَن أَبِيه عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر بن الْخطاب مَرْفُوعا وَأعله بِعَمْرو الْأَعْشَم ثمَّ نقل عَن ابْن حبَان أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع عَلَى الثِّقَات انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كِتَابه الضُّعَفَاء بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ إِنَّه حَدِيث مَوْضُوع لَا أصل لَهُ من حَدِيث الثِّقَات وَعَمْرو الْأَعْشَم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى 357 - الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ أَن مرداس بن نهيك رجلا من أهل فدك أسلم لم

يسلم من قومه غَيره فغزتهم سَرِيَّة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ عَلَيْهَا غَائِب بن فضَالة اللَّيْثِيّ فَهَرَبُوا وَبَقِي مرداس لِثِقَتِهِ بِإِسْلَامِهِ فَلَمَّا رَأَى الْخَيل خَافَ أَن يَكُونُوا من غير أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَلْجَأَ غنمه إِلَى عاقول من الْجَبَل وَصعد الْجَبَل فَلَمَّا تَلَاحَقُوا وَكَبرُوا كبر وَنزل وَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله السَّلَام عَلَيْكُم فَقتله أُسَامَة بن زيد وَاسْتَاقَ غنمه فَأخْبرُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ عَلَيْهِ وجدا شَدِيدا قَالَ قَتَلْتُمُوهُ إِرَادَة مَا مَعَه ثمَّ قَرَأَ عَلَى أُسَامَة وَلَا تَقولُوا لمن ألْقَى إِلَيْكُم السَّلَام لست مُؤمنا الْآيَة فَقَالَ يَا رَسُول الله اسْتغْفر لي قَالَ فَكيف بِلَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ أُسَامَة فَمَا زَالَ يُرَدِّدهَا حَتَّى وددت أَنِّي لم أكن أسلمت إِلَّا يَوْمئِذٍ ثمَّ اسْتغْفر لي وَقَالَ لي أعتق رَقَبَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن السّديّ بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيل الله الْآيَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَرِيَّة عَلَيْهَا أُسَامَة ابْن زيد إِلَى بني ضَمرَة فَلَقوا رجلا مِنْهُم يُدعَى مرداس بن نهيك مَعَه غنيمَة لَهُ فَلَمَّا رَآهُمْ أَوَى إِلَى كَهْف جبل وَاتبعهُ أُسَامَة فَلَمَّا بلغ مرداس الْكَهْف وضع فِيهِ غنمه ثمَّ أقبل إِلَيْهِم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَشد عَلَيْهِ أُسَامَة فَقتله من أجل غنمه فَلَمَّا رجعُوا جعل الْقَوْم يَقُولُونَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت أُسَامَة وَقد لقِيه رجل فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله فَشد عَلَيْهِ فَقتله فَقَالَ لَهُ يَا أُسَامَة كَيفَ أَنْت وَلَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هلا شققت عَن قلبه فَأنْزل الله خَبره وَأخْبرهُ إِنَّمَا قَتله من أجل غنمه فَذَلِك قَوْله تَبْتَغُونَ عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا فَحلف أُسَامَة أَلا يقتل رجلا يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله بعد ذَلِك انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي رجل من بني مرّة بن عَوْف يُقَال لَهُ مرداس بن نهيك وَكَانَ من أهل فدك وَكَانَ مُسلما لم يسلم من قومه غَيره ... فَذكره إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف 358 - الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ عَن زيد بن ثَابت قَالَ كنت إِلَى جنب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَغَشِيتهُ السكينَة فَوَقَعت فَخذه عَلَى فَخذي حَتَّى خشيت أَن تَرضهَا ثمَّ سري عَنهُ فَقَالَ اكْتُبْ فَكتبت فِي كتف لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فَقَالَ ابْن أم مَكْتُوم وَكَانَ أَعْمَى يَا رَسُول الله وَكَيف بِمن لَا يَسْتَطِيع الْجِهَاد من الْمُؤمنِينَ فَغَشِيتهُ السكينَة كَذَلِك ثمَّ قَالَ اقْرَأ يَا زيد فَقَرَأت (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ) فَقَالَ غير أولي الضَّرَر قَالَ زيد أنزلهَا الله وَحدهَا فَأَلْحَقْتهَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لكَأَنِّي أنظر إِلَى مُلْحَقهَا عِنْد صدع فِي الْكَتف قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد وَفِي التَّفْسِير بِنَقص من حَدِيث مَرْوَان بن الحكم أَن يزِيد بن ثَابت أخبرهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمْلَى عَلَيْهِ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل الله فَجَاءَهُ ابْن أم مَكْتُوم وَهُوَ يُمْلِيهَا عَلّي فَقَالَ يَا رَسُول الله وَالله لَو أَسْتَطِيع الْجِهَاد لَجَاهَدْت وَكَانَ أَعْمَى فَأنْزل الله عَلَى رَسُوله وَفَخذه عَلَى فَخذي فَثقلَتْ عَلّي حَتَّى خفت أَن ترض فَخذي ثمَّ سري عَنهُ فَأنْزل الله غير أولي الضَّرَر انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِلَفْظ المُصَنّف من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن خَارِجَة بن زيد قَالَ قَالَ زيد بن ثَابت إِنِّي قَاعد إِلَى جنب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ أُوحِي إِلَيْهِ قَالَ وَغَشيتهُ السكينَة فَوَقع فَخذه عَلَى فَخذي فوَاللَّه مَا وجدت شَيْئا أثقل من فَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ سري عَنهُ فَقَالَ اكْتُبْ يَا زيد فَأخذت كَتفًا فَقَالَ

اكْتُبْ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ الْآيَة إِلَى قَوْله أجرا عَظِيما فَكتبت ذَلِك فِي كتف فَقَامَ ابْن أم مَكْتُوم حِين سَمعهَا وَكَانَ رجلا أَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ بِمن لَا يَسْتَطِيع الْجِهَاد مِمَّن هُوَ أَعْمَى أَو نَحْو ذَلِك قَالَ زيد فوَاللَّه مَا قَضَى كَلَامه حَتَّى غَشيته السكينَة فَوَقَعت فَخذه عَلَى فَخذي فَوجدت من ثقلهَا كَمَا وجدت فِي الْمرة الأولَى ثمَّ سري عَنهُ فَقَالَ اقْرَأ فَقَرَأت عَلَيْهِ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير أولي الضَّرَر قَالَ زيد فَأَلْحَقْتهَا فوَاللَّه فَكَأَنِّي أنظر إِلَى مُلْحَقهَا عِنْد صدع كَانَ فِي الْكَتف انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي الْجِهَاد من مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح إِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 359 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لقد خَلفْتُمْ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مسيرًا وَلَا قطعْتُمْ وَاديا إِلَّا كَانُوا مَعكُمْ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْمَغَازِي من حَدِيث حميد الطَّوِيل عَن أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَجَعَ من غَزْوَة تَبُوك فَدَنَا من الْمَدِينَة فَقَالَ إِن بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مسيرًا وَلَا قطعْتُمْ وَاديا إِلَّا كَانُوا مَعكُمْ قَالُوا يَا رَسُول الله وهم بِالْمَدِينَةِ قَالَ وهم بِالْمَدِينَةِ حَبسهم الْعذر انْتَهَى وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد لقد تركْتُم بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا وَأخرجه مُسلم فِيهِ عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غزَاة فَقَالَ إِن بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مسيرًا وَلَا قطعْتُمْ وَاديا إِلَّا كَانُوا مَعكُمْ حَبسهم الْمَرَض انْتَهَى وَفِي لفظ لَهُ إِلَّا شَركُوكُمْ فِي الْأجر

360 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من فر بِدِينِهِ من أَرض إِلَى أَرض وَإِن كَانَ شبْرًا من الأَرْض اسْتَوْجَبت لَهُ الْجنَّة وَكَانَ رَفِيق أَبِيه إِبْرَاهِيم وَنبيه مُحَمَّد قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِير سُورَة العنكبوت أخبرنَا عبد الله بن حَامِد الْوزان ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن شَاذان ثَنَا جَعونَة بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ ثَنَا صَالح بن مُحَمَّد عَن سُلَيْمَان بن عمر عَن عبَادَة بن مَنْصُور النَّاجِي عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فر بِدِينِهِ من أَرض إِلَى أَرض وَإِن كَانَ شبْرًا من الأَرْض اسْتوْجبَ الْجنَّة وَكَانَ رَفِيق إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد عَلَيْهِمَا السَّلَام انْتَهَى 361 - الحَدِيث السِّتُّونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث بِهَذِهِ الْآيَة إِلَى مُسْلِمِي مَكَّة فَقَالَ جُنْدُب بن ضَمرَة أَو ضَمرَة بن جُنْدُب احْمِلُونِي فَانِي لست من الْمُسْتَضْعَفِينَ وَإِنِّي لأَهْتَدِي الطَّرِيق وَالله لَا أَبيت اللَّيْلَة بِمَكَّة فَحَمَلُوهُ عَلَى سَرِيره مُتَوَجها إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ شَيخا كَبِيرا فَمَاتَ بِالتَّنْعِيمِ وَرُوِيَ أَنه لما أدْركهُ الْمَوْت أَخذ يصفق يَمِينه عَلَى شِمَاله ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَذِه لَك وَهَذِه لِرَسُولِك أُبَايِعك عَلَى مَا بَايَعَك بِهِ رَسُولك فَمَاتَ حميدا فَبلغ خَبره أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا لَو توفّي بِالْمَدِينَةِ لَكَانَ أتم أجرا وَقَالَ الْمُشْركُونَ وهم يَضْحَكُونَ مَا أدْرك هَذَا مَا طلب فَنزلت يَعْنِي قَوْله وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا الْآيَة قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث سهل بن عُثْمَان ثَنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان عَن أَشْعَث بن سوار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أرسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِهَذِهِ الْآيَة إِن الَّذين تَوَفَّاهُم الْمَلَائِكَة ظالمي أنفسهم فَلَمَّا

قَرَأَهَا الْمُسلمُونَ قَالَ جُنْدُب بن ضَمرَة اللَّيْثِيّ وَكَانَ شَيخا كَبِيرا احْمِلُونِي فَإِنِّي لست من الْمُسْتَضْعَفِينَ وَإِنِّي لأَهْتَدِي الطَّرِيق فَجعله بنوه عَلَى السرير مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة فَلَمَّا بلغ التَّنْعِيم أشرف عَلَى الْمَوْت فَصَفَّقَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَاله وَقَالَ اللَّهُمَّ هَذَا لَك وَهَذَا لِرَسُولِك أُبَايِعك عَلَى مَا بَايَعْتُك يَد رَسُولك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَات جُنْدُب فَبلغ خَبره أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا لَو وافى بِالْمَدِينَةِ لَكَانَ أتم أجرا فَأنْزل الله فِيهِ الْآيَة انْتَهَى وَهُوَ فِي الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ ومسند أبي يعلي الْموصِلِي بعضه عَن أَشْعَث بن سوار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج ضَمرَة بن جُنْدُب من بَيته مُهَاجرا فَقَالَ لأَهله احْمِلُونِي فأخرجوني من أَرض الْمُشْركين إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيق قبل أَن يصل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنزل الْوَحْي وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله إِلَى قَوْله غَفُورًا رحِيما انْتَهَى 362 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه أتم فِي السّفر قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه من حَدِيث عمر بن سعيد عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقصر فِي السّفر وَيتم وَيفْطر ويصوم انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ إِسْنَاده صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث الْمُغيرَة بن زِيَاد عَن عَطاء عَن عَائِشَة ... ذكره والمغيرة بن زِيَاد ضَعِيف وَرَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن طَلْحَة بن عَمْرو عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت كل ذَلِك فعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قصر الصَّلَاة فِي السّفر وَأتم انْتَهَى

وَأَصَح هَذِه الْأَسَانِيد سَنَد الدَّارَقُطْنِيّ وَالله أعلم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ قَالَ وَهَذَا أصح إِسْنَاد فِيهِ انْتَهَى 363 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا اعْتَمَرت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة حَتَّى إِذا قدمت مَكَّة قَالَت يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي قصرت الصَّلَاة وَأَتْمَمْت وَأَفْطَرت وَصمت فَقَالَ أَحْسَنت يَا عَائِشَة وَمَا عَابَ عَلّي قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي صَلَاة الْمُسَافِر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن عَائِشَة أَنَّهَا اعْتَمَرت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة حَتَّى إِذا قدمت مَكَّة قَالَت يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي قصرت وَأَتْمَمْت وَأَفْطَرت وَصمت قَالَ أَحْسَنت يَا عَائِشَة وَمَا عَابَ عَلّي انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ إِسْنَاده صَحِيح وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الصَّوْم بالسند الْمَذْكُور وَسكت عَنهُ ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ثمَّ قَالَ الأول إِسْنَاده حسن مُتَّصِل وَعبد الرَّحْمَن أدْرك عَائِشَة وَدخل عَلَيْهَا مَعَ أَبِيه وَسمع مِنْهَا انْتَهَى 364 - الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يتم وَيقصر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ صَلَّى عُثْمَان بمنى أَرْبعا فَقيل لعبد الله بن مَسْعُود فَاسْتَرْجع وَقَالَ صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ أبي بكر رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ عمر رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ عُثْمَان صَدرا من خِلَافَته ثمَّ أتمهَا ثمَّ تَفَرَّقت بكم الطّرق فَلَوَدِدْت أَن لي من أَربع رَكْعَات رَكْعَتَيْنِ

مُتَقَبَّلَتَيْنِ انْتَهَى وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث سَالم عَن أَبِيه عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه صَلَّى صَلَاة الْمُسَافِر بمنى وَغَيره رَكْعَتَيْنِ وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان رَكْعَتَيْنِ صَدرا من خِلَافَته ثمَّ أتمهَا أَرْبعا انْتَهَى زَاد ابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَذَلِكَ حِين اتخذ الْأَمْوَال وَأجْمع عَلَى الْإِقَامَة بِمَكَّة انْتَهَى 365 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ صَلَاة السّفر رَكْعَتَانِ تَمام غير قصر عَلَى لِسَان نَبِيكُم قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي سنَنَيْهِمَا من حَدِيث شُعْبَة عَن زبيد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن عمر قَالَ صَلَاة الْجُمُعَة رَكْعَتَانِ وَصَلَاة الْفطر رَكْعَتَانِ وَصَلَاة الْفجْر رَكْعَتَانِ وَصَلَاة الْأَضْحَى رَكْعَتَانِ وَصَلَاة السّفر رَكْعَتَانِ تَمام غير قصر عَلَى لِسَان نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى قَالَ النَّسَائِيّ وَعبد الرَّحْمَن لم يسمعهُ من عمر وَكَذَلِكَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ هَكَذَا حدث بِهِ شُعْبَة وَالثَّوْري وَمُحَمّد ابْن طَلْحَة عَن زبيد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن عمر وَقد حدث بِهِ يزِيد بن زِيَاد بن أبي الْجَعْد عَن زبيد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن كَعْب ابْن عجْرَة عَن عمر وَشعْبَة وَالثَّوْري حَافِظَانِ وَيزِيد بن زِيَاد فَغير حَافظ انْتَهَى وَهَذِه الطَّرِيق الْأُخْرَى عِنْد ابْن ماجة فِي سنَنه عَن يزِيد بن زِيَاد عَن زبيد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن كَعْب بن عجْرَة ... فَذكره وَقيل إِنَّه عِنْد النَّسَائِيّ أَيْضا وَينظر وَقَالَ ابْن عبد الْحق رَوَاهُ جمَاعه من الثِّقَات وَلم يذكرُوا كَعْب بن عجْرَة

وَالَّذِي ذكره أَيْضا ثِقَة انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَزَّار أَيْضا رَوَاهُ من حَدِيث ياسين الزيات عَن الْأَعْمَش انْتَهَى 366 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ عَن عَائِشَة قَالَت أول مَا فرضت الصَّلَاة فرضت رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فأقرت فِي السّفر وزيدت فِي الْحَضَر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي السّفر وَفِي الْحَضَر فأقرت صَلَاة السّفر وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر انْتَهَى 367 - الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ قَالَ وَجَاء فِي الحَدِيث إقْصَار الْخطْبَة بِمَعْنى تَقْصِيرهَا قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي بَاب الْجُمُعَة من حَدِيث أبي رَاشد عَن عمار بن يَاسر قَالَ أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِقْصَارِ الْخطْبَة انْتَهَى وَسكت عَنهُ ثمَّ الْمُنْذِرِيّ بعده فِي مُخْتَصره إِلَّا أَنه قَالَ وَأَبُو رَاشد هَذَا سمع عمارا وَلم ينْسب وَلم يسم انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الْعَلَاء بن صَالح عَن عدي بن ثَابت عَن أبي رَاشد وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن الْعَلَاء بِهِ وَقَالَ

لَا نعلم رَوَى أَبُو رَاشد عَن عمار إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَفِي مُسْند أبي يعْلى عَن يعْلى بن أُميَّة قَالَ قلت لعمر بن الْخطاب فِيمَا إقْصَار النَّاس بِالصَّلَاةِ وَإِنَّمَا قَالَ الله تَعَالَى فَلَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تقصرُوا من الصَّلَاة إِن خِفْتُمْ أَن يَفْتِنكُم الَّذين كفرُوا وَقد ذهب ذَلِك فَقَالَ عمر عجبت مِمَّا عجبت مِنْهُ فَسَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ صَدَقَة تصدق الله بهَا عَلَيْكُم فاقبلوا صدقته وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أخبرنَا معَاذ بن هِشَام الدستوَائي عَن أَبِيه عَن قَتَادَة عَن سُلَيْمَان الْيَشْكُرِي أَنه سَأَلَ جَابر بن عبد الله عَن إقْصَار الصَّلَاة أَي يَوْم أنزل فَقَالَ جَابر خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى إِذا كُنَّا بِنَخْل أَمر فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ فَصَلى بطَائفَة من الْقَوْم رَكْعَتَيْنِ وَطَائِفَة يَحْرُسُونَهُمْ ثمَّ تَأَخَّرُوا وَجَاءَت الطَّائِفَة الْأُخْرَى فَصَلى بهم رَكْعَتَيْنِ وَالْآخرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ وَكَانَت للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَربع رَكْعَات وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ وَأنزل الله إقْصَار الصَّلَاة انْتَهَى 368 - الحَدِيث السَّابِع وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن طعمة بن أُبَيْرِق أحد بني ظفر سرق درعا من جَار لَهُ اسْمه قَتَادَة بن النُّعْمَان فِي جراب دَقِيق فَجعل الدَّقِيق ينتثر من خرق كَانَ فِيهِ وخبأها عِنْد زيد بن السمين رجل من الْيَهُود فَالْتمست الدرْع عِنْد طعمة فَلم تُوجد وَحلف مَا أَخذهَا وَمَا لَهُ بهَا من علم فَتَرَكُوهُ وَاتبعُوا أثر الدَّقِيق حَتَّى انْتَهَى إِلَى منزل الْيَهُودِيّ فَأَخَذُوهَا فَقَالَ دَفعهَا إِلَى طعمة وَشهد لَهُ نَاس من الْيَهُود فَقَالَت بَنو ظفر انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلُوهُ أَن يُجَادِل عَن صَاحبهمْ وَقَالُوا إِن لم تفعل هلك وَافْتَضَحَ وَبرئ الْيَهُودِيّ فهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن

يفعل وَأَن يُعَاقب الْيَهُودِيّ وَقيل هم أَن يقطع يَده فَنزلت إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ لتَحكم بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله إِلَى قَوْله وَلَا تكن للخائنين خصيما وَرُوِيَ أَن طعمة هرب إِلَى مَكَّة وارتد ونقب حَائِطا بِمَكَّة ليَسْرِق أَهله فَسقط الْحَائِط فَقتله قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِبَعْض تغير من حَدِيث مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن أَبِيه عَن جده قَتَادَة بن النُّعْمَان قَالَ كَانَ أهل بَيت منا يُقَال لَهُ بَنو أُبَيْرِق ... إِلَى أَن قَالَ فَابْتَاعَ عمي رِفَاعَة بن زيد حملا من الدَّرْمَك فَجعله فِي مشربَة لَهُ وَفِي الْمشْربَة سلَاح وَدرع وَسيف فَعَدَّى عَلَيْهِ من تَحت الْبَيْت فَنقبَ الْمشْربَة وَأخذ الطَّعَام وَالسِّلَاح فَلَمَّا أصبح أَتَانِي عمي رِفَاعَة فَقَالَ يَا ابْن أخي إِنَّه عدي علينا فِي اللَّيْلَة فَنقبَ الْبَيْت وَذهب بِطَعَامِنَا وَسِلَاحنَا قَالَ فَتَجَسَّسْنَا فَقيل لنا قد رَأينَا بني أُبَيْرِق قد اسْتَوْقَدُوا هَذِه اللَّيْلَة وَلَا نرَاهُ إِلَّا عَلَى طَعَامكُمْ قَالَ وَكَانَ بَنو أُبَيْرِق قَالُوا وَالله مَا نرَى صَاحبكُم الَّذِي أَخذ مَتَاعكُمْ إِلَّا لبيد بن سهل رجل منا لَهُ صَلَاح وَإِسْلَام فَلَمَّا سمع لبيد اخْتَرَطَ سَيْفه وَقَالَ أَنا أسرق وَالله لَيُخَالِطَنكُمْ هَذَا السَّيْف أَو لنبينن هَذِه السّرقَة قَالَ قَتَادَة فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت لَهُ إِن أهل بَيت منا أهل جفَاء عَمدُوا إِلَى عمي رِفَاعَة فَنقبُوا مشْربَته وَأخذُوا سلاحه وَطَعَامه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام سَأَنْظُرُ فِي ذَلِك فَلَمَّا سمع بَنو أُبَيْرِق أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِن قَتَادَة بن النُّعْمَان وَعَمه عَمدُوا إِلَى أهل بَيت منا أهل إِسْلَام وَصَلَاح فَرَمَوْهُمْ بِالسَّرقَةِ من غير بَيِّنَة وَلَا ثَبت فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِقَتَادَة عَمَدت إِلَى أهل بَيت ذكر مِنْهُم إِسْلَام وَصَلَاح فَرَمَيْتهمْ بِالسَّرقَةِ عَلَى غير ثَبت قَالَ فَرَجَعت فَأخْبرت عمي فَقَالَ الله الْمُسْتَعَان فَلم نَلْبَث أَن نزل الْقُرْآن إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ لتَحكم بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله وَلَا تكن للخائنين

خصيما) بني أُبَيْرِق واستغفر الله مِمَّا قلت لِعِبَادِهِ ... إِلَى آخِره الْآيَات مُخْتَصر وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَلَا نعلم أحدا أسْندهُ عَن إِسْحَاق بن مُحَمَّد إِلَّا مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي وَقد رَوَاهُ يُونُس بن بكير وَغير وَاحِد عَن مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة مُرْسلا لم يذكرُوا فِيهِ عَن أَبِيه عَن جده وَقَتَادَة بن النُّعْمَان هُوَ أَخُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ لأمه انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أَوَاخِر الْحُدُود وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد فِي آخِره وَأَنه نقب عَلَى قوم بَيتهمْ ليَسْرِق مَتَاعهمْ فَألْقَى الله عَلَيْهِ صَخْرَة وَكَانَت قَبره انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن قَتَادَة قَرِيبا من لفظ الْكتاب فَقَالَ حَدثنَا بشر ابْن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ إِلَى قَوْله خوانًا أَثِيمًا قَالَ ذكر لنا أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي شَأْن طعمة بن أُبَيْرِق وَكَانَ من الْأَنْصَار وَهُوَ من بني ظفر سرق درعا لِعَمِّهِ كَانَت وَدِيعَة عِنْده ثمَّ قَذفهَا عَلَى يَهُودِيّ كَانَ يَغْشَاهُم يُقَال لَهُ زيد بن السمين فجَاء الْيَهُودِيّ إِلَى نَبِي الله يَهْتِف فَلَمَّا رَأَى ذَلِك قومه بَنو ظفر جَاءُوا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِيَعْذِرُوا صَاحبهمْ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام قد هم يعذرهُ حَتَّى أنزل الله فِي حَقه مَا أنزل فَقَالَ وَلَا تجَادل عَن الَّذين يَخْتَانُونَ أنفسهم الْآيَة فَلَمَّا بَين الله شَأْن طعمة نَافق وَلحق بالمشركين بِمَكَّة فَأنْزل الله فِي شَأْنه وَمن يُشَاقق الرَّسُول من بعد مَا تبين لَهُ الْهدى الْآيَة انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء دون الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ أول كِتَابه وَنَقله الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْمُفَسّرين أَيْضا بِلَفْظ المُصَنّف

369 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه أَمر بِقطع يَد سَارِق فَجَاءَت أمه تبْكي وَتقول هَذِه أول سَرقَة سَرَقهَا فَاعْفُ عَنهُ فَقَالَ كذبت إِن الله لَا يُؤَاخذ عَبده فِي أول مرّة 370 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسِّتُّونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَلَام ابْن آدم كُله عَلَيْهِ لَا لَهُ إِلَّا مَا كَانَ من أَمر بِمَعْرُوف أَو نهي عَن مُنكر أَو ذكرا لله قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي سنَنه وَابْن ماجة فِي الْفِتَن من حَدِيث مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس الْمَكِّيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أم صَالح عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن أم حَبِيبَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَلَام ابْن آدم عَلَيْهِ لَا لَهُ إِلَّا أَمر بِمَعْرُوف أَو نهي عَن الْمُنكر أَو ذكرا لله انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة عَم وَزَاد فِيهِ فَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد مَا أَشد هَذَا فَقَالَ سُفْيَان وَمَا شدَّة هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا جَاءَت بِهِ امْرَأَة عَن امْرَأَة عَن امْرَأَة وَهَذَا فِي كتاب الله تَعَالَى قَالَ يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا من أذن لَهُ الرَّحْمَن وَقَالَ صَوَابا وَقَالَ وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ وَقَالَ لَا خير فِي كثير من نَجوَاهُمْ إِلَّا من أَمر بِصَدقَة أَو مَعْرُوف أَو إصْلَاح بَين النَّاس انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْخمسين بعد الْمِائَة وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة طه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي

مُسْنده قَالَ ابْن طَاهِر إِسْنَاده شَاذ 371 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسِّتُّونَ رُوِيَ أَن شَيخا من الْعَرَب جَاءَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَنِّي شيخ منهمك فِي الذُّنُوب إِلَّا أَنِّي لم أشرك بِهِ مُنْذُ عَرفته وَآمَنت بِهِ وَلم أَتَّخِذ من دونه وليا وَلم أوقع فِي الْمعاصِي جرْأَة عَلَى الله وَلَا مُكَابَرَة لَهُ وَلَا توهمت طرفَة عين أَنِّي أعجز الله طرفَة عين وَإِنِّي لنَادِم مُسْتَغْفِر فَمَا ترَى حَالي عِنْد الله فَنزلت إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ فِي شيخ من الْأَعْرَاب جَاءَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى الضَّحَّاك أول كِتَابه 372 - الحَدِيث السبعون عَن ابْن مَسْعُود لعن الله الْوَاشِمَات وَالْمُتَنَمِّصَات وَالْمُسْتَوْشِمَات الْمُغيرَات خلق الله قلت هَكَذَا أوردهُ المُصَنّف مَوْقُوفا وَقد رَوَاهُ أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة مَرْفُوعا فَالْبُخَارِي وَمُسلم فِي اللبَاس وَأَبُو دَاوُد فِي التَّرَجُّل وَالتِّرْمِذِيّ فِي الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الزِّينَة كلهم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن الله الْوَاشِمَات وَالْمُسْتَوْشِمَات وَالْمُتَنَمِّصَات وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحسنِ الْمُغيرَات خلق الله انْتَهَى

373 - قَوْله عَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ إِذا جَاءَهُ ولي الْيَتِيمَة نظر فَإِن كَانَت جميلَة غنية قَالَ زَوجهَا غَيْرك وَالْتمس لَهَا من هُوَ خير مِنْك وَإِن كَانَت دَمِيمَة وَلَا مَال لَهَا قَالَ تزوج بهَا فَأَنت أَحَق بهَا قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا هشيم أَنا مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم أَن عمر بن الْخطاب كَانَ إِذا جَاءَهُ ولي الْيَتِيمَة إِلَى آخِره 374 - الحَدِيث الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَن سَوْدَة بنت زَمعَة حِين كرهت أَن يفارقها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرفت مَكَان عَائِشَة من قلبه وهبت لَهَا يَوْمهَا قلت رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب النِّكَاح من حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا رَأَيْت امْرَأَة أحب إِلَى أَن أكون فِي مسالخها من سَوْدَة بنت زَمعَة من امْرَأَة فِيهَا حِدة فَلَمَّا كَبرت قَالَت يَا رَسُول الله قد جعلت يومي مِنْك لعَائِشَة وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يقسم لعَائِشَة يَوْمَيْنِ يَوْمهَا وَيَوْم سَوْدَة انْتَهَى وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد وَلَقَد قَالَت سَوْدَة بنت زَمعَة حِين أَسِنَت وَفرقت أَن يفارقها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله يومي لعَائِشَة فَقبل ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِنْهَا وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه بِهَذَا اللَّفْظ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 375 - الحَدِيث الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يقسم بَين نِسَائِهِ فيعدل وَيَقُول هَذَا

فِيمَا أملك فَلَا تؤاخذني بِمَا تملك وَلَا أملك يَعْنِي الْمحبَّة قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن عبد الله بن يزِيد عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ يَعْنِي الْقلب وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 376 - الحَدِيث الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ فِي الحَدِيث من كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ يمِيل مَعَ إِحْدَاهمَا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَأحد شقيه مائل قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة أَيْضا من حَدِيث همام بن يَحْيَى عَن قَتَادَة عَن النَّضر بن أنس عَن بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَال إِلَى إِحْدَاهمَا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَشقه مائل انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا يعرف مَرْفُوعا إِلَّا من حَدِيث همام ابْن يَحْيَى انْتَهَى قَالَ عبد الْحق وَهَمَّام بن يَحْيَى ثِقَة حَافظ انْتَهَى رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَفِيه أَيْضا كَلَام اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 377 - قَوْله رُوِيَ أَن عمرَان بن حطَّان الْخَارِجِي كَانَ من أَذمّ بني آدم

وَامْرَأَته من أجملهم فأطالت فِي وَجهه النّظر يَوْمًا ثمَّ قَالَت الْحَمد لله فَقَالَ لَهَا مَالك قَالَت حمدت الله عَلَى أَنِّي وَإِيَّاك من أهل الْجنَّة قَالَ وَكَيف قَالَت لِأَنِّي رزقت مثلك فَصَبَرت وَرزقت مثلي فَشَكَرت وَقد وعد الله الْجنَّة عباده الشَّاكِرِينَ وَالصَّابِرِينَ 378 - الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بعث إِلَى أَزوَاج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَال فَقَالَت عَائِشَة إِلَى كل أَزوَاج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث مثل هَذَا قَالُوا لَا بعث إِلَى الْقُرَشِيَّات بِمثل هَذَا وَإِلَى غَيْرهنَّ بِغَيْرِهِ فَقَالَت ارْفَعْ رَأسك كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعدل بَيْننَا فِي الْقِسْمَة بِمَالِه وَنَفسه فَرجع الرَّسُول فَأخْبرهُ فَأَتمَّ لَهُنَّ جَمِيعًا قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا عَلّي بن إِسْحَاق ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك أَنا أَبُو شُجَاع سعيد بن يزِيد سَمِعت الْحَارِث ابْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ يحدث عَن عَلّي بن رَبَاح عَن يَاسِرَة بن سمي الْيَزنِي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول وَهُوَ يخْطب النَّاس يَوْم الْجَابِيَة إِن الله تَعَالَى جعلني خَازِنًا لهَذَا المَال وَقَاسما لَهُ ثمَّ قَالَ بل الله يقسمهُ وَأَنا لَهُ بَادِي بِأَهْل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَشْرَفهم فَفرض لِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة آلَاف إِلَّا جوَيْرِية وَصفِيَّة ومَيْمُونَة فَقَالَت عَائِشَة إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يعدل بَيْننَا فَعدل بَينهُنَّ عمر ثمَّ قَالَ أَنا بَادِي بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرين ... الحَدِيث بِطُولِهِ مُخْتَصر ذكره فِي مُسْنده الْكَبِير فِي مُسْند أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة

379 - قَوْله رُوِيَ أَن معَاذًا كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ فَإِذا كَانَ عِنْد إِحْدَاهمَا لم يتَوَضَّأ فِي بَيت الْأُخْرَى فَمَاتَتَا فِي الطَّاعُون فَدَفْنُهُمَا فِي قبر وَاحِد قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة معَاذ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا قُتَيْبَة بن سعد ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن يَحْيَى بن سعيد أَن معَاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ فَإِذا كَانَ يَوْم إِحْدَاهمَا لم يتَوَضَّأ فِي بَيت الْأُخْرَى فتوفيتا فِي الطَّاعُون فَدَفْنُهُمَا فِي حُفْرَة فَأَسْهم بَينهمَا أَيَّتهمَا يقدم انْتَهَى وَفِي لفظ وَإِذا كَانَ فِي بَيت الْأُخْرَى لم يشرب من بَيت الْأُخْرَى مَاء 380 - الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَنَّهَا لما نزلت إِن يَشَأْ يذهبكم أَيهَا النَّاس وَيَأْتِ بِآخَرين وَكَانَ الله عَلَى ذَلِك قَدِيرًا ضرب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِيَدِهِ عَلَى ظهر سلمَان وَقَالَ إِنَّهُم قوم هَذَا يَعْنِي أَبنَاء فَارس قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما نزلت هَذِه الْآيَة إِن يَشَأْ يذهبكم أَيهَا النَّاس وَيَأْتِ بِآخَرين وَكَانَ الله عَلَى ذَلِك قَدِيرًا ضرب بِيَدِهِ عَلَى ظهر سلمَان وَقَالَ هم قوم هَذَا يَعْنِي عجم الْفرس وَفِيه انْقِطَاع فَإِن الطَّبَرِيّ لم يسمع من شَيْخه

381 - الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَن عبد الله بن سَلام وأسدا وَأُسَيْدًا ابْني كَعْب وثعلبة ابْن قيس وَسلَامًا ابْن أُخْت عبد الله بن سَلام وَسَلَمَة ابْن أَخِيه ويامين بن يَامِين أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا نؤمن بك وبكتابك ومُوسَى والتوراة وعزير ونكفر بِمَا سواهُ من الْكتب وَالرسل فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بل آمنُوا بِاللَّه وَرَسُوله مُحَمَّد وَكتابه الْقُرْآن وَبِكُل كتاب كَانَ قبله فَقَالُوا لَا نَفْعل فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا آمنُوا بِاللَّه وَرَسُوله وَالْكتاب الَّذِي نزل عَلَى رَسُوله وَالْكتاب الَّذِي أنزل من قبل قَالَ فآمنوا كلهم قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن سَلام ... فَذكره بِلَفْظِهِ سَوَاء وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ فِي أول كِتَابه وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ من قَول الْكَلْبِيّ لم يسْندهُ إِلَى ابْن عَبَّاس 382 - الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ من ترك الصَّلَاة مُتَعَمدا فقد كفر قلت تقدم فِي آل عمرَان 383 - الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَلَاث من كن فِيهِ فَهُوَ مُنَافِق وَإِن صَامَ وَصَلى وَزعم أَنه مُسلم من إِذا حدث كذب وَإِذا وعد أخلف وَإِذا ائْتمن خَان

قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث وَإِن صَامَ وَصَلى وَزعم انه مُسلم إِذا حدث كذب وَإِذا وعد أخلف وَإِذا ائْتمن خَان انْتَهَى وَفِي رِوَايَة من عَلَامَات الْمُنَافِق ثَلَاث 384 - الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ رُوِيَ أَن كَعْب بن الْأَشْرَف وفنحاص بن عازورا وَغَيرهمَا قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن كنت نَبيا صَادِقا فأتنا بِكِتَاب من السَّمَاء جملَة كَمَا أَتَى بِهِ مُوسَى فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى يَسْأَلك أهل الْكتاب أَن تنزل عَلَيْهِم كتابا من السَّمَاء قَالَ قَالَت الْيَهُود للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن كنت صَادِقا أَنَّك رَسُول الله فأتنا بِكِتَاب مَكْتُوب من السَّمَاء كَمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى فَنزلت انْتَهَى 385 - الحَدِيث الثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ينزل من السَّمَاء فِي آخر الزَّمَان فَلَا يَبْقَى أحد من أهل الْكتاب إِلَّا يُؤمن بِهِ حَتَّى تكون الْملَّة وَاحِدَة وَهِي مِلَّة الْإِسْلَام وَيهْلك الله فِي زَمَانه الْمَسِيح الدَّجَّال وَتَقَع الأمنة حَتَّى ترتع الْأسود مَعَ الْإِبِل وَالنُّمُور مَعَ الْبَقر والذئاب مَعَ الْغنم وَلعب الصّبيان بالحيات ويلبث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يتوفى وَيُصلي الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ ويدفنونه قلت رَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالسبْعين من الْقسم

الثَّالِث من حَدِيث همام بن يَحْيَى عَن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن آدم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْأَنْبِيَاء إخْوَة لعَلَّات أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد وَإِنِّي أولَى النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم لِأَنَّهُ لم يكن بيني وَبَينه نَبِي وَإنَّهُ نَازل فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَإِنَّهُ رجل مَرْبُوع الْخلق إِلَى الْحمرَة وَالْبَيَاض سبط الشّعْر كَأَن رَأسه يقطر وَإِن لم يصبهُ بَلل بَين مُمَصَّرَتَيْنِ فَيدق الصَّلِيب وَيقتل الْخِنْزِير وَيَضَع الْجِزْيَة وَيفِيض المَال وَيُقَاتل النَّاس عَلَى الْإِسْلَام حَتَّى يهْلك الله فِي زَمَانه الْملَل كلهَا إِلَّا الْإِسْلَام وَيهْلك الله فِي زَمَانه الْمَسِيح الدَّجَّال وَتَقَع الأمنة فِي الأَرْض فِي زَمَانه حَتَّى ترتع الْأسود مَعَ الْإِبِل وَالنُّمُور مَعَ الْبَقر والذئاب مَعَ الْغنم وتلعب الصّبيان بالحيات لَا تَضُرهُمْ فيمكث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يتوفى فَيصَلي عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ ويدفنونه انْتَهَى وَتكشف عَلَيْهِ الْأَطْرَاف وَقَوله لَا يَبْقَى أحد من أهل الْكتاب إِلَّا يُؤمن بِهِ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور بِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه ثمَّ قَالَ هَكَذَا فِي هَذَا الحَدِيث إِن عِيسَى يمْكث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة قَالَ وَفِي مُسلم عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فِي حَدِيث الدَّجَّال قَالَ فيبعث الله عِيسَى بن مَرْيَم فيطلبه فيهلكه ثمَّ يلبث النَّاس بعده سبع سِنِين لَيْسَ بَين اثْنَيْنِ عَدَاوَة ... الحَدِيث قَالَ وَيحْتَمل أَن قَوْله ثمَّ يلبث النَّاس بعده أَي بعد مَوته فَلَا يكون مُخَالفا للْأولِ ( 386 - قَوْله عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ قَالَ لي الْحجَّاج آيَة مَا قرأتها إِلَّا تَخَالَجَ فِي نَفسِي مِنْهَا شَيْء قَوْله تَعَالَى وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته وَإِنِّي أُوتَى بالأسير من الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَأَضْرب عُنُقه فَلَا اسْمَع مِنْهُ ذَلِك فَقلت لَهُ إِن الْيَهُودِيّ إِذا حَضَره الْمَوْت

ضربت الْمَلَائِكَة دبره وَوَجهه وَقَالُوا يَا عَدو الله أَتَاك مُوسَى نَبيا فَكَذبت بِهِ فَيَقُول آمَنت أَنه عبد نَبِي وَيَقُولُونَ لِلنَّصْرَانِيِّ أَتَاك عِيسَى نَبيا فَزَعَمت أَنه الله أَو ابْن الله فَيُؤمن أَنه عبد الله وَرَسُوله حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ إيمَانه قَالَ وَكَانَ مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا ثمَّ نظر إِلَيّ وَقَالَ مِمَّن فَقلت حَدثنِي مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحَنَفِيَّة فَأخذ ينكت الأَرْض بِقَضِيبِهِ ثمَّ قَالَ لقد أَخَذتهَا من عين صَافِيَة أَو من مَعْدِنهَا قَالَ الْكَلْبِيّ فَقلت لَهُ مَا أردْت بِقَوْلِك حَدثنِي مُحَمَّد بن عَلّي قَالَ أردْت أَن أَغيظهُ يَعْنِي بِزِيَادَتِهِ اسْم عَلّي وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه فسره كَذَلِك فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَة فَإِن أَتَاهُ رجل فَضرب عُنُقه قَالَ لَا تخرج نَفسه حَتَّى يُحَرك بهَا شَفَتَيْه قَالَ وَإِن خر من فَوق بَيت أَو احْتَرَقَ أَو أكله سبع قَالَ يتَكَلَّم بهَا فِي الْهَوَاء وَلَا تخرج روحه حَتَّى يُؤمن بِهِ قلت هَذَا الْأَخير رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس لَيْسَ من يَهُودِيّ يَمُوت حَتَّى يُؤمن بِعِيسَى بن مَرْيَم فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه كَيفَ وَالرجل يغرق أَو يَحْتَرِق أَو يسْقط عَلَيْهِ الْجِدَار أَو يَأْكُلهُ السَّبع فَقَالَ لَا تخرج روحه من جسده حَتَّى يقذف فِيهِ الْإِيمَان بِعِيسَى انْتَهَى

387 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَن وَفد نَجْرَان قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم تعيب صاحبنا قَالَ وَمن صَاحبكُم قَالُوا عِيسَى قَالَ وَأي شَيْء أَقُول قَالُوا تَقول إِنَّه عبد الله وَرَسُوله قَالَ إِنَّه لَيْسَ بِعَارٍ أَن يكون عبد الله قَالُوا بلَى فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله الْآيَة قلت عزاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول للكلبي 388 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ رُوِيَ أَنه كَانَ آخر مَا نزل من الْأَحْكَام كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي طَرِيق مَكَّة عَام حجَّة الْوَدَاع فَأَتَاهُ جَابر بن عبد الله فَقَالَ إِن لي أُخْتا فكم آخذ من مِيرَاثهَا إِن مَاتَت وَرُوِيَ أَنه كَانَ مَرِيضا فعاده رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ إِنِّي كَلَالَة فَكيف أصنع فِي مَالِي فَنزلت إِن امْرُؤ هلك الْآيَة قلت الأول غَرِيب وَذكر الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي جَابر بن عبد الله وَأُخْته أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن لي أُخْتا فَمَا لي من مَالهَا بعد مَوتهَا فَنزلت وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ فِي أول كِتَابه وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَرَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ مَرضت فَأَتَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودنِي

فَأُغْمِيَ عَلّي فَتَوَضَّأ ثمَّ صب عَلّي من وضوئِهِ فَأَفَقْت فَقلت يَا رَسُول الله كَيفَ أَقْْضِي فِي مَالِي فَلم يرد عَلّي شَيْئا حَتَّى نزلت آيَة الْمِيرَاث يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة الْآيَة انْتَهَى وَفِي لفظ لمُسلم فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّمَا يَرِثنِي كَلَالَة فَنزلت وَفِي لفظ البُخَارِيّ وَإِنَّمَا لي أَخَوَات فَنزلت آيَة الْفَرَائِض أَخْرجُوهُ فِي كتاب الْفَرَائِض وَغَيره

ذكر ما ورد في آخر آية نزلت

ذكر مَا ورد فِي آخر آيَة نزلت رَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ آخر آيَة نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة الْآيَة انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ آخر آيَة نزلت آيَة الرِّبَا انْتَهَى وَجمع الْبَيْهَقِيّ بَينهمَا فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِأَن كل وَاحِد مِنْهُم أخبر بِمَا عِنْده من الْعلم أَو أَرَادَ أَن مَا ذكر من أَوَاخِر الْآيَات الَّتِي نزلت انْتَهَى وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أخبرنَا مُحَمَّد بن عقيل أَنا عَلّي بن الْحُسَيْن بن وَاقد أَنا أبي ثَنَا يزِيد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ آخر آيَة نزلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله ثمَّ توفى كل نَفْس مَا كسبت وهم لَا يظْلمُونَ انْتَهَى أخبرنَا الْحُسَيْن بن حُرَيْث أَنا الْفضل بن مُوسَى عَن الْحُسَيْن بن وَاقد بِهِ قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف وَفِي بعض النّسخ عَمْرو بن عَلّي عوض مُحَمَّد ابْن عقيل انْتَهَى وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ آخر آيَة نزلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك انْتَهَى 389 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِي فَلأَوْلَى عصبَة ذكر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْفَرَائِض من حَدِيث طَاوس عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِي فَلأَوْلَى رجل ذكر انْتَهَى بِلَفْظ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد فَلأَوْلَى ذكر وَلَفظ أبي يعْلى الْموصِلِي كَلَفْظِ البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ الْبَزَّار وَأما الْعصبَة فَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق لفظ الْعصبَة فِي هَذَا الحَدِيث لَا يحفظ واقره صَاحب التَّنْقِيح عَلَيْهِ 39 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة النِّسَاء فَكَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة ورث مِيرَاثا وَأعْطَى من الْأجر كمن اشْتَرَى محررا وَبرئ من الشّرك وَكَانَ فِي مَشِيئَة الله من الَّذين يتَجَاوَز عَنْهُم قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو جَعْفَر كَامِل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر الشُّرُوطِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك الْكُوفِي ثَنَا أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس الْيَرْبُوعي ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْمُقْرِئ الزَّعْفَرَانِي أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك ثَنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي بِهِ قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء سَلام بن سلم الطَّوِيل وَيُقَال سَلام

عصبَة ذكر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْفَرَائِض من حَدِيث طَاوس عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِي فَلأَوْلَى رجل ذكر انْتَهَى بِلَفْظ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد فَلأَوْلَى ذكر وَلَفظ أبي يعْلى الْموصِلِي كَلَفْظِ البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ الْبَزَّار وَأما الْعصبَة فَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق لفظ الْعصبَة فِي هَذَا الحَدِيث لَا يحفظ وَأقرهُ صَاحب التَّنْقِيح عَلَيْهِ 390 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة النِّسَاء فَكَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة ورث مِيرَاثا وَأعْطِي من الْأجر كمن اشْتَرَى محررا وَبرئ من الشّرك وَكَانَ فِي مَشِيئَة الله من الَّذين يتَجَاوَز عَنْهُم قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو جَعْفَر كَامِل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر الشُّرُوطِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك الْكُوفِي ثَنَا أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس الْيَرْبُوعي ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْمُقْرِئ الزَّعْفَرَانِي أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك ثَنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي بِهِ قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء سَلام بن سلم الطَّوِيل وَيُقَال سَلام

ابْن سليم وَيُقَال سَلام بن سُلَيْمَان كنيته أَبُو سُلَيْمَان من أهل الْمَدَائِن رَوَى عَن حميد الطَّوِيل وَغَيره وَعنهُ أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَغَيره يروي عَن الثِّقَات الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا قَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء انْتَهَى

سورة المائدة

سُورَة الْمَائِدَة

سُورَة الْمَائِدَة ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ حَدِيثا 391 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَائِدَة من آخر الْقُرْآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها قلت لم أَجِدهُ مَرْفُوعا وَإِنَّمَا وجدته مَوْقُوفا عَلَى عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَعَلَى عَائِشَة فَحَدِيث ابْن الْعَاصِ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه ثَنَا قُتَيْبَة ثَنَا عبد الله بن وهب عَن حييّ عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ آخر سُورَة أنزلت سُورَة الْمَائِدَة وَالْفَتْح انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ آخر سُورَة أنزلت إِذا جَاءَ نصر الله انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَلم يقل فِيهِ وَسورَة الْفَتْح وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث جُبَير بن نفير قَالَ حججْت فَدخلت عَلَى عَائِشَة فَقَالَت لي يَا جُبَير تقْرَأ الْمَائِدَة فَقلت نعم فَقَالَت أما إِنَّهَا آخر سُورَة نزلت فَمَا وجدْتُم فِيهَا من حَلَال فأحلوه وَمَا وجدْتُم

من حرَام فحرموه انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى 392 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك فَأَكله الْأسد قلت هَذِه الْقطعَة من حَدِيث أوردهُ المُصَنّف بِتَمَامِهِ فِي سُورَة النَّجْم والْحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِيره سُورَة أبي لَهب من حَدِيث أبي نَوْفَل بن أبي عقرب عَن أَبِيه قَالَ كَانَ لَهب بن أبي لَهب يسب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك فَخرج فِي قافلة يُرِيد الشَّام فنزلوا منزلا فَقَالَ إِنِّي أَخَاف دَعْوَة مُحَمَّد فَقَالُوا لَهُ كلا فحطوا مَتَاعه حوله وقعدوا يحرسونه فجَاء الْأسد فانتزعه فَذهب بِهِ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 393 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعدي بن حَاتِم وَإِن أكل مِنْهُ فَلَا تَأْكُل إِنَّمَا أمسك عَلَى نَفسه قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عدي بن حَاتِم قلت يَا رَسُول الله إِنِّي أرسل كَلْبِي وَأُسَمِّي فَقَالَ إِذا أرْسلت كلبك الْمعلم فَقتل فَكل وَإِذا أكل فَلَا تَأْكُل فَإِنَّمَا أمسك عَلَى نَفسه قلت أرسل كَلْبِي فَأخذ مَعَه كلب آخر قَالَ فَلَا تَأْكُل فَإِنَّمَا سميت عَلَى كلبك وَلم تسم عَلَى كلب آخر انْتَهَى 394 - قَوْله عَن سلمَان وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة إِذا أكل الْكَلْب

ثُلثَيْهِ وَبَقِي ثلثه وَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ فَكل قلت حَدِيث سلمَان رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الصَّيْد من حَدِيث قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن سلمَان قَالَ فِي الْكَلْب يُرْسل عَلَى الصَّيْد إِن أكل ثُلثَيْهِ فَكل الثُّلُث الْبَاقِي انْتَهَى وَحَدِيث سعد وَأبي هُرَيْرَة رَوَاهُمَا ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدثنَا وَكِيع عَن ابْن أبي ذِئْب عَن بكير بن عبد الله الْأَشَج عَن حميد بن مَالك عَن سعد فِي الصَّيْد يُرْسل عَلَيْهِ الْكَلْب قَالَ كُله وَإِن لم يبْق إِلَّا بضعَة مِنْهُ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون أَنا دَاوُد عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ إِذا أرْسلت كلبك وَأكل فَكل وَإِن أكل ثُلثَيْهِ انْتَهَى 395 - قَوْله وَعَن عَلّي إِذا أكل الْبَازِي فَلَا تَأْكُل 396 - قَوْله عَن عَلّي فِي قَوْله تَعَالَى وَطَعَام الَّذين أُوتُوا الْكتاب حل لكم أَنه اسْتثْنى نَصَارَى بني تغلب وَقَالَ إِنَّهُم لَيْسُوا عَلَى النَّصْرَانِيَّة وَإِنَّمَا أخذُوا مِنْهَا شرب الْخمر وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن ذَبَائِح نَصَارَى الْعَرَب فَقَالَ لَا بَأْس بهَا قلت حَدِيث عَلّي رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب النِّكَاح ثَنَا عَبدة عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن أبي معشر عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلّي أَنه كَانَ يكره ذَبَائِح نَصَارَى بني تغلب وَنِسَائِهِمْ وَيَقُول هم من الْعَرَب انْتَهَى وَفِي لفظ كره ذَبَائِح نَصَارَى الْعَرَب وَنِسَائِهِمْ

وَكَأن فِيهِ انْقِطَاعًا بَين إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَعلي لَكِن رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لَا تَأْكُلُوا ذَبَائِح نَصَارَى بني تغلب فَإِنَّهُم لم يَتَمَسَّكُوا من نَصْرَانِيَّتِهِمْ إِلَّا بِشرب الْخمر انْتَهَى وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحَج أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد ابْن سِرين بِهِ وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا عَفَّان ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كلوا ذَبَائِح بني تغلب وَتَزَوَّجُوا نِسَاءَهُمْ انْتَهَى وَرَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي الضَّحَايَا مَالك عَن ثَوْر بن زيد الديلِي عَن عبد الله بن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن ذَبَائِح نَصَارَى الْعَرَب فَقَالَ لَا بَأْس بهَا انْتَهَى 397 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْخُلَفَاء بعده أَنهم كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ لكل صَلَاة قلت أما حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما من حَدِيث عَمْرو ابْن عَامر عَن أنس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يتَوَضَّأ عِنْد كل صَلَاة قَالَ كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ قَالَ يَجْزِي أَحَدنَا الْوضُوء مَا لم يحدث انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس وَزَاد فِيهِ طَاهِرا وَغير طَاهِر وَرَوَى الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ من طَرِيق الطَّحَاوِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن مَرْزُوق ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سُفْيَان ثَنَا عَلْقَمَة عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ

الطَّحَاوِيّ وَهَذَا مَحْمُول عَلَى الْفَضِيلَة لَا عَلَى الْوُجُوب أَو هُوَ مِمَّا خص النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دون أمته أَو هُوَ مَنْسُوخ بِحَدِيث بُرَيْدَة كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح صَلَّى الصَّلَوَات بِوضُوء وَاحِد فَقَالَ لَهُ عمر فعلت شَيْئا لم تكن تَفْعَلهُ قَالَ عمدا فعلته يَا عمر انْتَهَى رَوَاهُ مُسلم وَبِحَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة الغسيل رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من طَرِيق مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حبَان عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَسمَاء بنت زيد بن الْخطاب عَن عبد الله بن حَنْظَلَة الغسيل أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ أَمر بِالْوضُوءِ عِنْد كل صَلَاة طَاهِرا أَو غير طَاهِر فَلَمَّا شقّ ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة وَوضع عَنْهُم الْوضُوء إِلَّا من حدث وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حبَان عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بِهِ ثمَّ قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن سعد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَقَالَ فِيهِ عبيد الله بن عبد الله بن عمر قلت وَعبد الله بن عبد الله بن عمر وَأَخُوهُ عبيد الله كِلَاهُمَا ثِقَة فَأَيا مَا كَانَ فَالسَّنَد صَحِيح وَقد صرح ابْن إِسْحَاق فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ كَمَا هُوَ فِي رِوَايَة أَحْمد فَزَالَ مَحْذُور التَّدْلِيس وَأما حَدِيث الْخُلَفَاء فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطبري فِي تَفْسِيره حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن أبي زَائِدَة ثَنَا أَزْهَر عَن أبن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ كَانَ الْخُلَفَاء أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي يَتَوَضَّئُونَ لكل صَلَاة انْتَهَى 398 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من تَوَضَّأ عَلَى طهر كتب الله لَهُ عشر

حَسَنَات قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي سُنَنهمْ فِي الطَّهَارَة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم الإفْرِيقِي عَن أبي غطيف الْهُذلِيّ عَن عبد الله ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من تَوَضَّأ عَلَى طهر كتب الله لَهُ عشر حَسَنَات انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده ضَعِيف انْتَهَى 399 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح مسح عَلَى خفيه فصل الصَّلَوَات الْخمس بِوضُوء وَاحِد فَقَالَ لَهُ عمر صنعت شَيْئا لم تكن تَصنعهُ فَقَالَ عمدا فعلته يَا عمر قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حَدِيث عَلْقَمَة بن مرْثَد عَن سُلَيْمَان ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه بُرَيْدَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح صَلَّى الصَّلَوَات بِوضُوء وَاحِد فَقَالَ لَهُ عمر فعلت شَيْئا لم تكن تَفْعَلهُ فَقَالَ عمدا فعلته يَا عمر انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ وَاتفقَ يَعْنِي الشَّيْخَيْنِ عَلَى حَدِيث عَلْقَمَة بن مرْثَد عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة الحَدِيث وَالْبُخَارِيّ لم يروه 400 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يُدِير المَاء عَلَى مرفقيه قلت رَوَاهُ الدَّارقطني فِي سنَنه من حَدِيث عباد بن يَعْقُوب ثَنَا الْقَاسِم بن

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جده عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا تَوَضَّأ أدَار المَاء عَلَى مرفقيه انْتَهَى وَمن طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَسكت عَنهُ وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف فَعبَّاد بن يَعْقُوب هُوَ الروَاجِنِي مُتَكَلم فِيهِ رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بآخر وَقَالَ ابْن حبَان فِيهِ رَافِضِي دَاعِيَة يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك انْتَهَى وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل أَيْضا فِيهِ مقَال وَكَذَلِكَ ابْن ابْنه الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عقيل قَالَ فِيهِ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَذكر ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه قَالَ كَانَ مَتْرُوك الحَدِيث وَذكر عَن أبي زرْعَة أَنه قَالَ أَحَادِيثه مُنكرَة وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث أَيْضا وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ يروي عَن جده عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جَابر وَرَوَى عَنهُ إِسْحَق بن مُحَمَّد الْعَزْرَمِي انْتَهَى ذكره فِي أَتبَاع التَّابِعين من كِتَابه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من حَدِيث سُوَيْد بن سعيد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْعقيلِيّ عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جَابر أما الْقَاسِم وجده فَتَقَدما وَأما سُوَيْد بن سعيد فَهُوَ وَإِن أخرج لَهُ مُسلم فقد قَالَ ابْن معِين هُوَ حَلَال الدَّم وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق إِلَّا أَنه كثير التَّدْلِيس وَقيل إِنَّه عمي فِي آخر عمره فَرُبمَا لقن مَا لَيْسَ فِي حَدِيثه فَمن سمع مِنْهُ وَهُوَ بَصِير فَحَدِيثه عَنهُ حسن وَسكت عَنهُ الْبَيْهَقِيّ هُنَا وَقَالَ فِي بَاب من قَالَ لَا يقْرَأ تغير بِآخِرهِ فَكثر الْخَطَأ فِي رِوَايَته انْتَهَى وَالْعجب من الْبَيْهَقِيّ كَيفَ سكت عَن الْقَاسِم هُنَا وَقد قَالَ فِي بَاب لَا يطهر بِالْمُسْتَعْملِ لم يكن بِالْحَافِظِ وَأهل الْعلم مُخْتَلفُونَ فِي الِاحْتِجَاج بِرِوَايَاتِهِ انْتَهَى

401 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه مسح عَلَى ناصيته قلت أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة قَالَ تخلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَتَخَلَّفت مَعَه فَلَمَّا قَضَى حَاجته قَالَ أَمَعَك مَاء فَأَتَيْته بمطهره فَغسل كفيه وَوَجهه ثمَّ ذهب يحسر عَن ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كم الْجُبَّة فَأخْرج يَده من تَحت الْجُبَّة فَألْقَى الْجُبَّة عَلَى مَنْكِبه وَغسل ذِرَاعَيْهِ وَمسح بناصيته وَعَلَى الْعِمَامَة وَعَلَى خفيه ثمَّ ركب وَركبت فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْم وَقد قَامُوا فِي الصَّلَاة فَصَلى بهم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقد ركع بهم رَكْعَة فَلَمَّا أحس بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذهب يتَأَخَّر فَأَوْمَى إِلَيْهِ فَصَلى بهم فَلَمَّا سلم قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقمت فَرَكَعْنَا الرَّكْعَة الَّتِي سبقنَا بهَا انْتَهَى رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه دون ذكر الْعِمَامَة وَلَفظه عَن ابْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَوَضَّأ وَمسح عَلَى ناصيته انْتَهَى 402 - الحَدِيث التَّاسِع عَن ابْن عمر كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَوَضَّأ قوم وَأَعْقَابهمْ بيض تلوح فَقَالَ ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار وَفِي رِوَايَة جَابر ويل لِلْعَرَاقِيبِ قلت هَكَذَا وجدته فِي نسخ الْكَشَّاف عبد الله بن عمر وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله ابْن عَمْرو كَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث يُوسُف بن مَاهك عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ تخلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَنَّا فِي سفرة فَأَدْرَكنَا وَقد أَرْهقنَا الْعَصْر فَجعلنَا نَتَوَضَّأ وَنَمْسَح عَلَى أَرْجُلنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار

مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا انْتَهَى وَلمُسلم عَن أبي يَحْيَى عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ رَجعْنَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى إِذا كُنَّا بِالطَّرِيقِ تعجل قوم عِنْد الْعَصْر فَتَوضئُوا وهم عِجَال فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِم وَأَعْقَابهمْ تلوح لم يَمَسهَا مَاء فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار أَسْبغُوا الْوضُوء انْتَهَى وَهُوَ فِي رِوَايَة أبي نعيم وَأَعْقَابهمْ بيض تلوح وَهَذَا الْمَتْن أقرب إِلَى لفظ المُصَنّف وَأما رِوَايَة جَابر فَهِيَ عِنْد ابْن ماجة فِي سنَنه حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق عَن سعيد بن أبي كريب عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَالْإِمَام أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم كلهم عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَلها طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد الدولابي ثَنَا أبي حَدثنِي الْوَلِيد بن الْقَاسِم بن الْوَلِيد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى قوما يَتَوَضَّئُونَ وَلم تصب أَعْقَابهم المَاء فَقَالَ ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار انْتَهَى وَهِي عِنْد مُسلم من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة أَنه رَأَى قوما يَتَوَضَّئُونَ فَقَالَ لَهُم أَسْبغُوا الْوضُوء فَإِنِّي سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار انْتَهَى وَهِي عِنْد النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَهِي فِي مُسْند أبي يعْلى الْموصِلِي من حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ حَدثنَا عبد الْأَعْلَى ابْن حَمَّاد النَّرْسِي ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان عَن سعيد بن أبي سعيد

عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن ماجة وَفِي غَرِيب السَّرقسْطِي من حَدِيث أبي ذَر أخبرنَا مُحَمَّد بن عَلّي ثَنَا سعيد ثَنَا سُفْيَان عَن عبد الْكَرِيم بن النَّضر عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ أَبُو ذَر أشرف علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن نَتَوَضَّأ فَقَالَ ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار فطفقنا نغسلهَا غسلا وندلكها دلكا انْتَهَى 403 - قَوْله وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه رَأَى رجلا يتَوَضَّأ فَترك بَاطِن قَدَمَيْهِ فَأمره أَن يُعِيد الْوضُوء تَغْلِيظًا عَلَيْهِ وَعَن عَائِشَة قَالَت لِأَن تقطعا أحب إِلَيّ من أَن أَمسَح عَلَى الْقَدَمَيْنِ بِغَيْر خُفَّيْنِ قَوْله وَعَن عَطاء مَا علمت أحدا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مسح الْقَدَمَيْنِ قلت أما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر أَن عمر رَأَى رجلا تَوَضَّأ فَبَقيَ فِي رجله لمْعَة فَقَالَ لَهُ أعد الْوضُوء انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما قَالَ الأول أخبرنَا ابْن علية وَقَالَ الثَّانِي أخبرنَا معمر قَالَا أخبرنَا خَالِد الْحذاء عَن أبي قلَابَة أَن عمر فَذكره إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا قدر ظفر عوض اللمْعَة

وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث بحير بن سعد عَن خَالِد بن معدان عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى رجلا وَفِي ظهر قدمه لمْعَة قدر الدِّرْهَم لم يصبهَا المَاء فَأمره أَن يُعِيد الْوضُوء وَالصَّلَاة انْتَهَى قَالَ أَبُو دَاوُد هَذَا مُرْسل يُرِيد لعدم اسْم الصَّحَابِيّ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي كِتَابه الإِمَام وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يَجْعَل الحَدِيث مُرْسلا وَقد قَالَ الْأَثْرَم قلت لِأَحْمَد هَذَا إِسْنَاد جيد قَالَ نعم مَعَ أَن فِيهِ بَقِيَّة وَهُوَ مُدَلّس لَكِن أَحْمد رَوَاهُ فِي مُسْنده حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أبي الْعَبَّاس حَدثنِي بَقِيَّة حَدثنِي بحير بن سعد بِهِ وَلم يذكر فِيهِ الصَّلَاة فَزَالَتْ شُبْهَة التَّدْلِيس وَالله أعلم وَأما رِوَايَة عَائِشَة فَغَرِيبَة وَفِي الْعِلَل المتناهية لِابْنِ الْجَوْزِيّ قَالَ رَوَى مُحَمَّد ابْن مهَاجر الْبَغْدَادِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أُخْت مَالك ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل عَن دَاوُد بن الْحصين عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت لِأَن تقطع رجْلي بِالْمُوسَى أحب إِلَيّ من أَن أَمسَح عَلَى الْقَدَمَيْنِ انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا مَوْضُوع عَلَى عَائِشَة وَضعه مُحَمَّد بن مهَاجر انْتَهَى 404 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من اتبع عَلَى مَلِيء فَليتبعْ قلت اسْتشْهد بِهِ المُصَنّف عَلَى تَعديَة اتبع بِعلَى قَالَ لِأَنَّهُ بِمَعْنى أُحِيل والْحَدِيث رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مطل الْغَنِيّ ظلم وَإِذا اتبع أحدكُم عَلَى مَلِيء فَليتبعْ انْتَهَى أَخْرجُوهُ فِي الْحِوَالَة وَفِي لفظ لِأَحْمَد فِي مُسْنده وَإِذا أُحِيل أحدكُم عَلَى مَلِيء فَليَحْتَلْ وَهِي عِنْد الْبَزَّار من حَدِيث ابْن عمر

405 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن الْمُشْركين رَأَوْا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه قَامُوا إِلَى صَلَاة الظّهْر يصلونَ مَعًا وَذَلِكَ بعسفان فِي غَزْوَة بني أَنْمَار فَلَمَّا وصلوا ندموا أَن لَو كَانُوا أَكَبُّوا عَلَيْهِم فَقَالُوا إِن لَهُم بعْدهَا صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم من آبَائِهِم وَأَبْنَائِهِمْ يعنون صَلَاة الْعَصْر وهموا بِأَن يوقعوا بهم إِذا قَامُوا لَهَا فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِصَلَاة الْخَوْف قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا يُونُس بن بكير عَن النَّضر أبي عمر عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غزَاة فلقي الْمُشْركين بعسفان فَلَمَّا صَلَّى الظّهْر فرأوه يرْكَع وَيسْجد هُوَ وَأَصْحَابه قَالَ بَعضهم لبَعض يَوْمئِذٍ كَانَ فرْصَة لكم لَو أَغَرْتُم عَلَيْهِم مَا علمُوا بكم حَتَّى تُوَاقِعُوهُمْ قَالَ قَائِل مِنْهُم فَإِن لَهُم صَلَاة أُخْرَى أحب إِلَيْهِم من أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فَاسْتَعدوا حَتَّى تغيرُوا عَلَيْهِم فِيهَا فَأنْزل الله تَعَالَى عَلَى نبيه صَلَاة الْخَوْف انْتَهَى وَفِي مُسلم بعضه رَوَاهُ فِي صَلَاة الْخَوْف عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قوما من جُهَيْنَة فقاتلونا قتالا شَدِيدا فَلَمَّا صلينَا الظّهْر قَالَ الْمُشْركُونَ لَو ملنا عَلَيْهِم مَيْلَة لَاقْتَطَعْنَاهُمْ وَقَالُوا إِنَّه سَتَأْتِيهِمْ صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم من الأولَى فَأخْبر جِبْرِيل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكر ذَلِك لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا حضرت الْعَصْر صفنا صفّين وَذكر صَلَاة الْخَوْف وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نزل بَين ضجنَان وَعُسْفَان فَقَالَ الْمُشْركُونَ إِن لهَؤُلَاء صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم من آبَائِهِم وَأَبْنَائِهِمْ وَهِي صَلَاة الْعَصْر فَأَجْمعُوا أَمركُم فَمِيلُوا عَلَيْهِم مَيْلَة وَاحِدَة وَإِن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأمره أَن يقسم أَصْحَابه ... وَذكر الحَدِيث

406 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بني قُرَيْظَة وَمَعَهُ الشَّيْخَانِ وَعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم يستقرضهم دِيَة مُسلمين قَتلهمَا عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي خطأ يَحْسبهُم مُشْرِكين فَقَالُوا نعم يَا أَبَا الْقَاسِم اجْلِسْ حَتَّى نُطْعِمك ونقرضك فَأَجْلَسُوهُ فِي صفه وهموا بِالْفَتْكِ بِهِ وَعمد عَمْرو بن جحاش إِلَى رَحا عَظِيمَة يَطْرَحهَا عَلَيْهِ فَأمْسك الله يَده وَنزل جِبْرِيل فَأخْبرهُ فَخرج قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة بِئْر مَعُونَة عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق حَدثنِي وَالِدي إِسْحَاق بن يسَار عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَعبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن حزم وَغَيرهمَا من أهل الْعلم قَالُوا قدم أَبُو الْبَراء عَامر بن مَالك بن جَعْفَر عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَلم يسلم وَلم يبعد من الْإِسْلَام وَقَالَ يَا مُحَمَّد لَو بعثت رجَالًا من أَصْحَابك إِلَى أهل نجد يَدعُونَهُمْ إِلَى أَمرك رَجَوْت أَن يَسْتَجِيبُوا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أخْشَى عَلَيْهِم أهل نجد فَقَالَ أَبُو الْبَراء إِنِّي جَار لَهُم فابعثهم فَلْيَدعُوا النَّاس إِلَى أَمرك فَبعث عَلَيْهِ السَّلَام الْمُنْذر بن عمر فِي أَرْبَعِينَ رجلا من أَصْحَابه من خِيَار الْمُسلمين فيهم الْحَارِث بن الصمَّة وَحرَام ابْن ملْحَان وَكَعب بن زيد ... إِلَى أَن قَالَ فَقَاتلُوا الْقَوْم حَتَّى قتلوا عَن آخِرهم إِلَّا كَعْب بن مَالك فَإِنَّهُم تَرَكُوهُ وَبِه رَمق فَارْتثَّ من بَين الْقَتْلَى فَعَاشَ حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق وَكَانَ فِي سرح الْقَوْم عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي وَرجل من الْأَنْصَار من بني عَمْرو بن عَوْف ... إِلَى أَن قَالَ فقاتل الْأنْصَارِيّ الْقَوْم حَتَّى قتل وَأخذ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي أَسِيرًا فَلَمَّا أخْبرهُم أَنه من مُضر أطلقهُ عَامر بن الطُّفَيْل رَئِيس الْمُشْركين وَخرج عَمْرو حَتَّى إِذا كَانَ بِالْقَرْقَرَةِ أقبل رجلَانِ من بني عَامر حَتَّى نزلا فِي ظلّ هُوَ فِيهِ وَكَانَ مَعَ الْعَامِرِيين عهد من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجوَار لم يعلم بِهِ عَمْرو وَقد سَأَلَهُمَا حِين نزلا من أَنْتُمَا قَالَا من بني عَامر

فأمهلهما حَتَّى إِذا نَامَا عدا عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا وَهُوَ يرَى أَنه أصَاب بهما ثَأْره من بني عَامر بِمَا أَصَابُوا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قدم عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبرهُ الْخَبَر فَاشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ وَقَالَ لآدينهما الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ أسْند إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ ثمَّ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى بني النَّضِير يَسْتَعِينهُمْ فِي الْقَتِيلين اللَّذين قَتلهمَا عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فِيمَا حَدثنِي يزِيد بن رُومَان قَالَ كَانَ بَين بني النَّضِير وَبَين عَامر عقد وَحلف فَلَمَّا أَتَاهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَعِينهُمْ فِي الدِّيَة قَالُوا نعم يَا أَبَا الْقَاسِم أَجْلِس فَجَلَسَ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى جَانب جِدَار من بُيُوتهم ثمَّ خلا بَعضهم بِبَعْض فَقَالُوا لَو أَن رجلا يَعْلُو عَلَى هَذَا الْبَيْت فَيلْقَى عَلَيْهِ صَخْرَة فيقتله بهَا فَيُرِيحنَا مِنْهُ فَانْتدبَ مِنْهُم لذَلِك عَمْرو بن جحاش ابْن كَعْب فَصَعدَ لِيلْقَى عَلَيْهِ صَخْرَة كَمَا قَالَ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نفر من أَصْحَابه أَبُو بكر وَعمر وَعلي فَأَتَاهُ الْخَبَر من السَّمَاء بِمَا أَرَادَ الْقَوْم فَقَامَ وَخرج رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ أَمر بِحَرْبِهِمْ وَالسير إِلَيْهِم فَسَار بِالنَّاسِ الحَدِيث بِطُولِهِ وَاعْلَم أَن فِي لفظ المُصَنّف كَمَا يدل عَلَى أَن الْعَامِرِيين كَانَا مُسلمين وَلَفظ الحَدِيث يدل عَلَى أَنَّهُمَا كَافِرَانِ بل صرح الْبَيْهَقِيّ فِيمَا بعد بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عقبَة قَالَ فَلَمَّا كَانَا بِبَعْض الطَّرِيق لقيا رجلَيْنِ من بني كلاب كَانَا كَافِرين وصلا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَهْد فنزلوا منزلا وتحدا فَلَمَّا نَام الكلابيان قَتَلَاهُمَا وَلم يعلمَا أَن لَهما عهدا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الحَدِيث فَلْينْظر فِي ذَلِك وَذكره ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بن النَّضِير عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن رُومَان فَذكره بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين وَهُوَ بَاب الْمَغَازِي حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا بكر بن سهل ثَنَا عبد الْغَنِيّ بن سعيد ثَنَا مُوسَى ابْن عبد الْغَنِيّ بن سعيد ثَنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَعَن مقَاتل عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ هم قوم أَن يَسْطُوا إِلَيْكُم أَيْديهم فَكف أَيْديهم عَنْكُم وَذَلِكَ أَن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي لما انْصَرف من بِئْر مَعُونَة لَقِي رجلَيْنِ كلابيين مَعَهُمَا أَمَان من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَتَلَهُمَا وَلم يعلم أَن مَعَهُمَا أَمَانًا فَوَدَاهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَضَى إِلَى بني النَّضِير وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَعلي فَقَتَلُوهُمْ بني النَّضِير وَقَالُوا مرْحَبًا يَا أَبَا الْقَاسِم مَاذَا جِئْت لَهُ قَالَ رجل من أَصْحَابِي قتل رجلَيْنِ من بني كلاب مَعَهُمَا أَمَان مني وَقد طلب مني دِيَتهمَا فَأُرِيد أَن تُعِينُونِي قَالُوا نعم يَا أَبَا الْقَاسِم فَأَجْلَسُوهُ تَحت الْحصن فِي ظلّ الْجِدَار وَجلسَ أَبُو بكر عَلَى يَمِينه وَعمر عَلَى يسَاره وَعلي بَين يَدَيْهِ وَتَآمَرُوا بني النَّضِير أَن يطْرَحُوا عَلَيْهِ حجرا من فَوق الْحصن فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَا تَآمَرُوا بِهِ فَنَهَضَ عَلَيْهِ السَّلَام وَتَبعهُ أَبُو بكر وَعمر وَعلي فَأنْزل الله الْآيَة انْتَهَى ثمَّ أخرجه عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن رُومَان فَذكره بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ سَوَاء وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ وَعبد الله بن جَعْفَر وَمُحَمّد بن صَالح وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن سهل وَابْن أبي حَبِيبَة وَمعمر بن رَاشد فِي رجال مِمَّن لم أُسَمِّهِم وكل حَدثنِي بِبَعْض هَذَا الحَدِيث وَقد جمعت كل الَّذين حَدثُونِي فَقَالُوا أقبل عَمْرو بن أُميَّة فَذكره مطولا وَفِيه أَن الْعَامِرِيين كَانَا كَافِرين وَفِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَجَعَ إِلَيْهِم وَقَاتلهمْ وَأَن عَمْرو بن جحاش قتل يَوْمئِذٍ وَالله أعلم 47 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نزل منزلا وتفرق النَّاس فِي الْعضَاة يَسْتَظِلُّونَ بهَا فعلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سلاحه بشجرة فجَاء أَعْرَابِي فسل سيف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ فَقَالَ من يمنعك مني قَالَ الله قَالَهَا ثَلَاثًا فَشَام الْأَعرَابِي السَّيْف فصاح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَصْحَابِهِ فَأخْبرهُم وَأَبَى أَن يُعَاقِبهُ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد وَفِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غَزْوَة قبل نجد فَأَدْرَكنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَاد كثير الْعضَاة فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَاد كثير الْعضَاة فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت شَجَرَة فعلق سَيْفه بِغُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ وتفرق النَّاس فِي الْوَادي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن رجلا أَتَانِي وَأَنا نَائِم فَأخذ السَّيْف فَاسْتَيْقَظت وَهُوَ قَائِم عَلَى رَأْسِي فَلم أشعر إِلَّا وَالسيف صَلتا فِي يَده فَقَالَ لي من يمنعك مني قلت الله ثمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَة من يمنعك مني قلت الله قَالَ فَشَام السَّيْف هَا هُوَ جَالس ثمَّ لم يعرض لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَفِي لفظ البُخَارِيّ فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت شَجَرَة وعلق سَيْفه وَثمنا نومَة فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُونَا وَإِذا عِنْده أَعْرَابِي قَالَ إِن هَذَا اخْتَرَطَ عَلّي سَيفي فَاسْتَيْقَظت الحَدِيث ذكره فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع 48 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود وَقد ينسَى الْمَرْء بعض الْعلم بالمعصية وتلا قَوْله تَعَالَى ونسوا حظا مِمَّا ذكرُوا بِهِ قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم عَن عبد الله قَالَ إِنِّي لأحسب الرجل ينسَى الْعلم يُعلمهُ بالخطيئة يعلمهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن المَسْعُودِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد إِلَّا أَنه قَالَ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن وَالْحسن بن سعد قَالَا قَالَ عبد الله فَذكره

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد وَفِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غَزْوَة قبل نجد فَأَدْرَكنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَاد كثير الْعضَاة فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَاد كثير الْعضَاة فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت شَجَرَة فعلق سَيْفه بِغُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ وتفرق النَّاس فِي الْوَادي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن رجلا أَتَانِي وَأَنا نَائِم فَأخذ السَّيْف فَاسْتَيْقَظت وَهُوَ قَائِم عَلَى رَأْسِي فَلم أشعر إِلَّا وَالسيف صَلتا فِي يَده فَقَالَ لي من يمنعك مني قلت الله ثمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَة من يمنعك مني قلت الله قَالَ فَشَام السَّيْف هَا هُوَ جَالس ثمَّ لم يعرض لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَفِي لفظ البُخَارِيّ فَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت شَجَرَة وعلق سَيْفه وَنِمْنَا نومَة فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُونَا وَإِذا عِنْده أَعْرَابِي قَالَ إِن هَذَا اخْتَرَطَ عَلّي سَيفي فَاسْتَيْقَظت ... الحَدِيث ذكره فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع 408 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود وَقد ينسَى الْمَرْء بعض الْعلم بالمعصية وتلا قَوْله تَعَالَى ونسوا حظا مِمَّا ذكرُوا بِهِ قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم عَن عبد الله قَالَ إِنِّي لأحسب الرجل ينسَى الْعلم يُعلمهُ بالخطيئة يعلمهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن المَسْعُودِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد إِلَّا أَنه قَالَ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن وَالْحسن بن سعد قَالَا قَالَ عبد الله ... فَذكره

409 - الحَدِيث الرَّابِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ المستبان مَا قَالَا فعلَى البادي مَا لم يعْتد الْمَظْلُوم قلت أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث الْعَلَاء ابْن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ المستبان مَا قَالَا فعلَى البادي مَا لم يعْتد الْمَظْلُوم انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب من حَدِيث أنس فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن عِيسَى ثَنَا ابْن وهب قَالَ أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن سِنَان بن سعد عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ المستبان مَا قَالَا فعلَى البادي مَا لم يعْتد الْمَظْلُوم انْتَهَى 410 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن الْحَارِث بن بدر جَاءَهُ تَائِبًا بعد مَا كَانَ يقطع الطَّرِيق فَقبل تَوْبَته وَدَرَأَ عَنهُ الْعقُوبَة قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن مجَالد عَن عَامر الشّعبِيّ قَالَ كَانَ حَارِثَة بن بدر التَّمِيمِي من أهل الْبَصْرَة قد أفسد فِي الأَرْض وَحَارب فَكلم الْحسن بن عَلّي وَابْن جَعْفَر وَابْن عَبَّاس وَغَيرهم من قُرَيْش فَكَلَّمُوا عليا فَلم يُؤمنهُ فَأَتَى سعيد بن قيس الْهَمدَانِي فَكَلمهُ فَانْطَلق سعيد إِلَى عَلّي وَخَلفه فِي منزله فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَيفَ تَقول فِيمَن حَارب الله وَرَسُوله وَسَعَى فِي الأَرْض فَسَادًا فَقَرَأَ إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ... الْآيَة كلهَا فَقَالَ أَفَرَأَيْت من تَابَ قبل أَن يقدر عَلَيْهِ فَقَالَ عَلّي أَقُول كَمَا قَالَ الله وَتقبل مِنْهُ قَالَ فَإِن حَارِثَة بن بدر قد تَابَ قبل أَن يقدر عَلَيْهِ فَبعث إِلَيْهِ وَجَاء بِهِ وَأدْخل عَلَيْهِ فَأَمنهُ وَكتب لَهُ كتابا

حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان عَن أَشْعَث عَن الشّعبِيّ عَن عَلّي نَحوه 411 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُقَال للْكَافِرِ يَوْم الْقِيَامَة ... أَرَأَيْت لَو كَانَ لَك ملْء الأَرْض ذَهَبا أَكنت تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُول نعم فَيُقَال لَهُ قد سُئِلت أيسر من ذَلِك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الرقَاق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يُقَال للْكَافِرِ يَوْم الْقِيَامَة ... أَرَأَيْت لَو كَانَ لَك ملْء الأَرْض ذَهَبا أَكنت تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُول ... نعم ... إِلَى آخِره سَوَاء 412 - قَوْله رُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لِابْنِ عَبَّاس يَا أَعْمَى الْبَصَر أَعْمَى الْقلب تزْعم أَن قوما يخرجُون من النَّار وَقد قَالَ الله تَعَالَى وَمَا هم بِخَارِجِينَ مِنْهَا فَقَالَ وَيحك اقْرَأ مَا فَوْقهَا هَذَا للْكفَّار ثمَّ قَالَ المُصَنّف وَهَذَا مِمَّا لفقته الْمُجبرَة وَلَيْسَ بِأول تكاذيبهم وَكَفاك بِمَا فِيهِ من مُوَاجهَة ابْن الْأَزْرَق ابْن عَم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحبر الْأمة بِالْخِطَابِ الَّذِي لَا يَجْسُر عَلَيْهِ أحد وَيَرْفَعهُ إِلَى عِكْرِمَة دَلِيلين ناصبين أَن الحَدِيث فِرْيَة مَا فِيهِ مرية

413 - الحَدِيث السَّادِس عشر رُوِيَ أَن شريفا وَشَرِيفَةٌ زَنَيَا فِي خَيْبَر وهما مُحْصَنَانِ وَحدهمَا الرَّجْم فِي التَّوْرَاة فكرهوا رجمهما لِشَرَفِهِمَا فبعثوا رهطا مِنْهُم إِلَى بني قُرَيْظَة لِيَسْأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن ذَلِك وَقَالُوا إِن أَمركُم بِالْجلدِ وَالتَّحْمِيم فاقبلوا وَإِن أَمركُم بِالرَّجمِ فَلَا تقبلُوا وَأَرْسلُوا الزَّانِيَيْنِ مَعَهم فَأَمرهمْ بِالرَّجمِ فَأَبَوا أَن يَأْخُذُوا بِهِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل اجْعَل بَيْنك وَبينهمْ ابْن صوريا فَقَالَ هَل تعرفُون شَابًّا أَمْرَد أَبيض أَعور يسكن فدك يُقَال لَهُ ابْن صوريا قَالُوا نعم وَهُوَ أعلم يَهُودِيّ عَلَى وَجه الأَرْض وَرَضوا بِهِ حكما فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنْشدك بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الَّذِي فلق الْبَحْر وَرفع فَوْقكُم الطّور وَأَنْجَاكُمْ وَأغْرقَ آل فِرْعَوْن وَالَّذِي أنزل عَلَيْكُم كِتَابه وَحَلَاله وَحَرَامه هَل تَجِدُونَ فِيهِ الرَّجْم عَلَى من أحصن قَالَ نعم فَوَثَبَ عَلَيْهِ سفلَة الْيَهُود فَقَالَ خفت إِن كَذبته أَن ينزل علينا الْعَذَاب ثمَّ سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أَشْيَاء كَانَ يعرفهَا من أَعْلَامه فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله النَّبِي الْأُمِّي الْعَرَبِيّ الَّذِي بشر بِهِ الْمُسلمُونَ وَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالزَّانِيَيْنِ فَرُجِمَا عِنْد بَاب مَسْجده قلت الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَأقرب شَيْء وجدته إِلَى لفظ المُصَنّف مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن الْمُبَارك ثَنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ كنت جَالِسا عِنْد سعيد بن الْمسيب وَعِنْده رجل من مزينة من أَصْحَاب أبي هُرَيْرَة فَقَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة كنت جَالِسا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ جَاءَ نفر من الْيَهُود وَقد زنا رجل مِنْهُم وَامْرَأَة فَقَالَ بَعضهم لبَعض اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِي فَإِنَّهُ بعث بِالتَّخْفِيفِ فَإِن أَفتانا حدا دون الرَّجْم فَعَلْنَاهُ وَإِن أمرنَا بِالرَّجمِ

عَصَيْنَاهُ فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد فِي أَصْحَابه فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم مَا ترَى فِي رجل منا زنا بعد مَا أحصن فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يرجع إِلَيْهِم شَيْئا وَقَامَ مَعَه رجال من الْمُسلمين حَتَّى أَتَوا بَيت مِدْرَاس الْيَهُود فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا معشر الْيَهُود أنْشدكُمْ الله الَّذِي أنزل التَّوْرَاة عَلَى مُوسَى مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاة من الْعقُوبَة عَلَى من زنا إِذا أحصن قَالُوا نحممه وَالتَّحْمِيم أَن يحمل عَلَى حمَار وَيجْعَل وَجهه مِمَّا يَلِي دبر الْحمار وَيُطَاف بِهِ فَسكت حَبْرهمْ وَهُوَ فَتى شَاب فَأَلَظَّ عَلَيْهِ النِّشْدَة فَقَالَ أما إِذا نَشَدتنَا فَإنَّا نجد فِي التَّوْرَاة الرَّجْم عَلَى من أحصن قَالَ فَلم تَرَخَّصْتُمْ أَمر الله قَالَ زنا رجل منا ذُو قرَابَة لملك من مُلُوكنَا فَأخر عَنهُ الرَّجْم فزنا بعده آخر فِي أسرة النَّاس فَأَرَادَ ذَلِك الْملك أَن يَرْجُمهُ فَقَامَ قومه دونه وَقَالُوا لَا وَالله لَا تَرْجمهُ حَتَّى ترْجم فلَانا لِقَرَابَتِهِ فَاصْطَلَحُوا مِنْهُم عَلَى هَذِه الْعقُوبَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنِّي أحكم بِمَا فِي التَّوْرَاة فَأمر عَلَيْهِ السَّلَام بهما فَرُجِمَا انْتَهَى ثمَّ سَاقه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أُخْرَى عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ سَمِعت رجلا من مزينة يحدث سعيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهمْ ... فَذكر نَحوه بِزِيَادَة وَنقص وَفِيه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِابْنِ صوريا أنْشدك بِاللَّه ... الحَدِيث وَفِي آخِره وَأمر عَلَيْهِ السَّلَام بِالزَّانِيَيْنِ فَرُجِمَا عِنْد بَاب مَسْجده وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ أَنه سمع رجلا من مزينة من أهل الْعلم يحدث سعيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهمْ أَن أَحْبَار يهود اجْتَمعُوا فِي بَيت الْمِدْرَاس وَقد زنا رجل مِنْهُم بِامْرَأَة مِنْهُم وهما مُحْصَنَانِ فَقَالُوا ابْعَثُوا بِهَذَا الرجل وَالْمَرْأَة إِلَى مُحَمَّد فَاسْأَلُوهُ فَإِن حكم فيهمَا بالتجبية وَالتَّجْبِيَة أَن يجْلدَا بِحَبل من لِيف مَطْلِي بقار ثمَّ يسود وُجُوههمَا ثمَّ يحْملَانِ عَلَى حِمَارَيْنِ وُجُوههمَا مِمَّا يَلِي دبر الْحمار فَاتَّبعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ ملك فَإِن حكم فيهمَا بِالرَّجمِ فَإِنَّهُ نَبِي فَاحْذَرُوهُ فَأتوهُ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لَهُم يَا معشر يهود أَيْن عُلَمَاؤُكُمْ فَأتوا لَهُ بِعَبْد الله بن صوريا فَقَالُوا هَذَا أعلم من بَقِي بِالتَّوْرَاةِ

فَخَلا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وألظ بِهِ الْمَسْأَلَة وَنَاشَدَهُ بِاللَّه هَل تعلم أَن الله حكم فِيمَن زنا بعد إحْصَانه بِالرَّجمِ فِي التَّوْرَاة فَقَالَ اللَّهُمَّ نعم فَأمر بهما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرُجِمَا عِنْد بَاب مَسْجده انْتَهَى 414 - الحَدِيث السَّابِع عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُم الْقَتْلَى بَوَاء فَقَالَ بَنو النَّضِير نَحن لَا نرضى بذلك فَنزلت أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات ثَنَا عباد بن الْعَوام عَن سُفْيَان بن حُسَيْن عَن ابْن أَشوع عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ بَين حيين من الْعَرَب قتال فَقتل من هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء قَتْلَى فَقَالَ أحد الْحَيَّيْنِ لَا نرضى حَتَّى نقْتل بِالْمَرْأَةِ الرجل وَبِالرجلِ الرجلَيْن وَأَبَى عَلَيْهِم الْآخرُونَ فَارْتَفعُوا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْقَتْلَى بَوَاء أَي سَوَاء قَالَ فَاصْطَلَحَ الْقَوْم بَينهم عَلَى الدِّيات فَحَسبُوا للرجل دِيَة الرجل وَالْمَرْأَة دِيَة الْمَرْأَة وَلِلْعَبْدِ دِيَة العَبْد فَقَضَى لأحد الْحَيَّيْنِ عَلَى الآخرين انْتَهَى 415 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كل لحم أَنْبَتَهُ السُّحت فَالنَّار أولَى بِهِ قلت رُوِيَ من حَدِيث كَعْب بن عجْرَة وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَمن حَدِيث حُذَيْفَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب وَمن حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث كَعْب بن عجْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعَة فِي آخر كتاب الصَّلَاة

حَدثنَا عبد الله بن أبي زِيَاد ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى ثَنَا غَالب أَبُو بشير عَن أَيُّوب بن عَابِد الطَّائِي عَن قيس بن مُسلم عَن طَارق بن شهَاب عَن كَعْب ابْن عجْرَة قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُعِيذك بِاللَّه يَا كَعْب بن عجْرَة من أُمَرَاء يكونُونَ من بعدِي فَمن غشي أَبْوَابهم فَصَدَّقَهُمْ فِي كذبهمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظلمهم فَلَيْسَ مني وَلست مِنْهُم وَلَا يرد عَلّي الْحَوْض وَمن غشي أَبْوَابهم فَلم يُصدقهُمْ فِي كذبهمْ وَلم يُعِنْهُمْ عَلَى ظلمهم فَهُوَ مني وَأَنا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلّي الْحَوْض يَا كَعْب بن عجْرَة الصَّلَاة برهَان وَالصَّوْم جنَّة وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار يَا كَعْب بن عجْرَة إِنَّه لَا يَرْبُو لحم نبت من سحت إِلَّا كَانَت النَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَسَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَلم يعرفهُ إِلَّا من حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى وَاسْتَغْرَبَهُ جدا وَقَالَ مُحَمَّد حَدثنَا ابْن نمير عَن عبيد الله ابْن مُوسَى عَن غَالب بِهَذَا انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام حَدثنَا مُعْتَمر سَمِعت عبد الْملك بن أبي جميلَة يحدث عَن أبي بكر بن بشير عَن كَعْب ابْن عجْرَة ... فَذكره سَوَاء وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا كَعْب بن عجْرَة ... فَذكره بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ سَوَاء وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم فِي مُسْند جَابر بن عبد الله وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَسكت عَنهُ ثمَّ أَعَادَهُ فِي كتاب الْفِتَن من طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم

يخرجَاهُ انْتَهَى وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر ابْن شُمَيْل ثَنَا مُحَمَّد بن نوار ثَنَا كرْدُوس قَالَ خطب حُذَيْفَة بِالْمَدَائِنِ فَقَالَ يأيها النَّاس تَعَاهَدُوا ضَرَائِب غِلْمَانكُمْ فَمَا كَانَ من حَلَال فأحلوه وَمَا كَانَ غير ذَلِك فَارْفُضُوهُ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَيْسَ لَحْمًا ينْبت من سحت فَيدْخل الْجنَّة انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة كرْدُوس بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْأَوْسَط أخرجه عَن أَيُّوب بن سُوَيْد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا يدْخل الْجنَّة لحم نبت من سحت النَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَقَالَ لَا يرويهِ عَن سُفْيَان إِلَّا أَيُّوب وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي علله أَخطَأ فِيهِ أَيُّوب وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَلهُ طرق فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن حُسَيْن بن قيس الرَّحبِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ دِرْهَم رَبًّا أَشد عَلَى الله من سِتّ وَثَلَاثِينَ زنية وَمن نبت لَحْمه من السُّحت فَالنَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن أبان الوَاسِطِيّ ثَنَا أَبُو شهَاب عَن أبي مُحَمَّد الْجَزرِي وَهُوَ حَمْزَة النصيبي عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا من نبت لَحْمه من سحت فَالنَّار أولَى بِهِ مُخْتَصر

وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الصَّغِير عَن سعيد بن رَحْمَة المصِّيصِي ثَنَا مُحَمَّد بن حميد عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يُونُس أَنا ابْن وهب أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي عَن عمر بن حَمْزَة عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل لحم نبت من سحت فَالنَّار أولَى بِهِ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن بشير بن نمير الْمُؤَدب ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد ثَنَا ابْن أبي الموَالِي بِهِ وَرَوَاهُ كَذَلِك إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا مُحَمَّد ابْن سُهَيْل ثَنَا عبد الْملك بن مسلمة ثَنَا ابْن أبي الموَالِي عَن عمر بن حَمْزَة بِهِ وَقَالَ السُّحت هُوَ الْحَرَام وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة عَن سعيد بن بشير الدِّمَشْقِي عَن قَتَادَة عَن الْحسن عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عبد الرَّحْمَن أَعَاذَك الله من أُمَرَاء يكونُونَ بعدِي من دخل عَلَيْهِم وَصدقهمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى جَوْرهمْ فَلَيْسَ مني وَلَا يرد عَلّي حَوْضِي اعْلَم يَا عبد الرَّحْمَن أَن الصَّوْم جنَّة وَالصَّلَاة برهَان يَا عبد الرَّحْمَن إِن الله أَبَى أَن يدْخل الْجنَّة لحم نبت من سحت النَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَصَححهُ وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي عَن يزِيد بن حَصِيفَةَ عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النّظر إِلَى الْمُغنيَة حرَام غنَاؤُهَا حرَام وَثمنهَا كَثمن كلب

وَثمن الْكَلْب سحت وَمن نبت لَحْمه من سحت فَالنَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن عبد الْملك وَأسْندَ إِلَى النَّسَائِيّ أَنه قَالَ مَتْرُوك وَإِلَى أَحْمد قَالَ عِنْده مَنَاكِير وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ وَأما حَدِيث أبي بكر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زيد عَن أسلم الْكُوفِي عَن مرّة الطّيب عَن زيد بن أَرقم عَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من نبت لَحْمه من السُّحت فَالنَّار أولَى بِهِ انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ وَأعله ابْن عدي فِي كَامِله بِعَبْد الْوَاحِد بن زيد وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالسَّعْدِي وَابْن معِين وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي ثَنَا دَاوُد بن فَرَاهِيجَ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ حَدِيث عمر سَوَاء وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة ابْن عدي وَأعله بِيَزِيد وَوَافَقَهُ ابْن الْقطَّان وَضم مَعَه ابْن فَرَاهِيجَ 416 - الحَدِيث التَّاسِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ترَاءَى ناراهما قلت رُوِيَ من حَدِيث جرير بن عبد الله وَمن حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد فَحَدِيث جرير رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ فِي السّير وَالنَّسَائِيّ فِي

الْقصاص من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة إِلَى خثعم فاعتصم نَاس بِالسُّجُود فأسرع فيهم الْقَتْل فَبلغ ذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأمر لَهُم بِنصْف الْعقل وَقَالَ أَنا بَرِيء من كل مُسلم يُقيم بَين أظهر الْمُشْركين قَالُوا يَا رَسُول الله وَلم قَالَ لَا ترَاءَى ناراهما انْتَهَى ثمَّ أخرجه عَن عَبدة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم مُرْسلا لم يذكر فِيهِ جَرِيرًا قَالَ وَهَذَا أصح وَأكْثر أَصْحَاب إِسْمَاعِيل قَالُوا عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس مُرْسلا وَرَوَى حَمَّاد بن سَلمَة عَن الْحجَّاج بن أَرْطَأَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس عَن جرير بِمثل حَدِيث أبي مُعَاوِيَة وَسمعت مُحَمَّدًا يَقُول الصَّحِيح حَدِيث قيس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة بِهِ مُسْندًا وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى أبي مُعَاوِيَة بِهِ مُسْندًا وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا وَكِيع ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد بِهِ مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أخبرنَا مَرْوَان عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد بِهِ مُرْسلا وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة قَالَ وَقد رَوَيْنَاهُ عَن حَفْص بن غياث وَأبي مُعَاوِيَة عَن إِسْمَاعِيل بِهِ مُسْندًا عَن جرير وَهُوَ مَعَ إرْسَاله أصح انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنَا هشيم عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد بِهِ مُرْسلا

وَأما حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي بَاب الْخَاء فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد حَدثنَا أَبُو الزِّنْبَاع روح بن الْفرج وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن مِقْلَاص قَالَا ثَنَا يُوسُف بن عدي ثَنَا حَفْص بن غياث عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن خَالِد بن الْوَلِيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَاس من خثعم فَاعْتَصمُوا بِالسُّجُود فَقَتلهُمْ فوداهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِنصْف الدِّيَة ثمَّ قَالَ أَنا بَرِيء من كل مُسلم أَقَامَ مَعَ الْمُشْركين لَا ترَاءَى ناراهما انْتَهَى وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي الْفرْقَان قَالَ الشَّيْخ شرف الدَّين الطَّيِّبِيّ أصل ترَاءَى تتراءى وَلَكِن حذفت إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا انْتَهَى وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِيه الترائي تفَاعل من الرُّؤْيَة يُقَال ترَاءَى الْقَوْم إِذا رَأَى بَعضهم بَعْضًا وَإسْنَاد الترائي إِلَى النَّار مجَاز من قَوْلهم دَاري تنظر دَار فلَان أَي تقَابلهَا تَقول ناراهما مُخْتَلِفَتَانِ هَذِه تَدْعُو إِلَى الله وَهَذِه تَدْعُو إِلَى الشَّيْطَان فَكيف تتَّفقَانِ انْتَهَى وَقَالَ أَبُو عبيد فِي غَرِيبه لَهُ مَعْنيانِ أَحدهمَا لَا يحل لمُسلم أَن يسكن بِلَاد الْمُشْركين فَيكون مَعَهم بِقدر مَا يرَى كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَالْآخر أَن يكون المُرَاد بالنَّار نَار الْحَرْب أَي ناراهما مُخْتَلِفَتَانِ هَذِه تَدْعُو إِلَى الله وَهَذِه تَدْعُو إِلَى الشَّيْطَان انْتَهَى 417 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ لأبي مُوسَى فِي كَاتبه النَّصْرَانِي لَا تُكْرِمُوهُمْ إِذْ أَهَانَهُمْ الله وَلَا تَأْمَنُوهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمْ الله وَلَا تدنوهم

إِذْ أَقْصَاهُم الله قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى لَا قوام لِلْبَصْرَةِ إِلَّا بِهِ فَقَالَ مَاتَ النَّصْرَانِي وَالسَّلَام قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالسِّتِّينَ أخبرنَا زيد ابْن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْعلوِي بِالْكُوفَةِ أَنا مُحَمَّد بن عَلّي بن دُحَيْم أَنا أَحْمد بن حَازِم أَنا عَمْرو بن حَمَّاد عَن أَسْبَاط عَن سماك عَن عِيَاض الْأَشْعَرِيّ عَن أبي مُوسَى فِي كَاتب لَهُ نَصْرَانِيّ عجب عمر بن الْخطاب من كِتَابه فَقَالَ إِنَّه نَصْرَانِيّ قَالَ أَبُو مُوسَى فَانْتَهرنِي وَضرب فَخذي وَقَالَ أخرجه وَقَرَأَ يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعضهم أَوْلِيَاء بعض وَمن يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُم فَإِنَّهُ مِنْهُم إِن الله لَا يهدي الْقَوْم الظَّالِمين قَالَ أَبُو مُوسَى وَالله مَا تَوليته إِنَّمَا كَانَ يكْتب قَالَ أما وجدت فِي أهل الْإِسْلَام من يكْتب لَك لَا تُدْنِهِمْ إِذْ أَقْصَاهُم الله وَلَا تَأْمَنهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمْ الله وَلَا تُعِزَّهُمْ إِذْ أذلّهم الله فَأخْرجهُ انْتَهَى قَالَ وَقد ذَكرْنَاهُ بِطُولِهِ فِي كتاب أدب القَاضِي من السّنَن انْتَهَى 418 - الحَدِيث الْعشْرُونَ عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لي موَالِي من يهود كثيرا عَددهمْ فَإِنِّي أَبْرَأ إِلَى الله وَرَسُوله من ولايتهم وَأُوَالِي الله وَرَسُوله فَقَالَ عبد الله بن أبي إِنِّي رجل أَخَاف الدَّوَائِر لَا أَبْرَأ من ولَايَة موَالِي وهم يهود بني قينقاع قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل حَدثنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن عَطِيَّة قَالَ جَاءَ رجل يُقَال لَهُ عبَادَة بن الصَّامِت فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي لي موَالٍ من الْيَهُود كثير عَددهمْ حَاضر نَصرهم وَأَنا أَبْرَأ

إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله من ولَايَة يهود فَأنْزل الله فِي عبَادَة إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الْآيَة إِلَى قَوْله بِأَنَّهُم قوم لَا يفقهُونَ انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو كريب ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس بِهِ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَزَاد فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعبد الله بن أبي يَا أَبَا الْحباب مَا نحلت بِهِ من ولَايَة يهود عَلَى عبَادَة بن الصَّامِت فَهُوَ لَك دونه قَالَ قد قبلته فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعضهم أَوْلِيَاء بَعْص الْآيَة وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته أخبرنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي أبي إِسْحَاق بن يسَار عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَزَاد فِيهِ قَالَ وَفِيه وَفِي عبد الله بن أبي نزلت هَذِه الْقِصَّة من الْمَائِدَة يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء الْآيَة إِلَى آخرهَا 419 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن أهل الرِّدَّة كَانُوا إِحْدَى عشرَة فرقة ثَلَاثَة فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني مُدْلِج وَرَئِيسهمْ ذُو الْخمار وَهُوَ الْأسود الْعَنسِي وَكَانَ كَاهِنًا تنبأ بِالْيمن وَاسْتَوْلَى عَلَى بِلَاده وَأخرج عُمَّال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكتب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى معَاذ بن جبل وَإِلَى سَادَات الْيمن فَأَهْلَكَهُ الله عَلَى يَدي فَيْرُوز الديلمي بَيته فَقتله وَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقتْله لَيْلَة قتل فسر الْمُسلمُونَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْغَد فِي آخر شهر ربيع الأول

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقتْله لَيْلَة قتل فسر الْمُسلمُونَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْغَد فِي آخر شهر ربيع الأول

وَبَنُو حنيفَة قوم مُسَيْلمَة تنبأ وَكتب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مُسَيْلمَة رَسُول الله إِلَى مُحَمَّد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما بعد فَإِن الأَرْض نصفهَا لي وَنِصْفهَا لَك فَأجَاب من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَإِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين فحاربه أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه والمسلمون وَقتل عَلَى يَدي وَحشِي قَاتل حَمْزَة وَكَانَ يَقُول قتلت خير النَّاس فِي الْجَاهِلِيَّة وَشر النَّاس فِي الْإِسْلَام يُرِيد فِي جاهليتي وَإِسْلَامِيٌّ وَبَنُو أَسد قوم طليحة بن خويلد تنبأ فَبعث إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَالِدا فَانْهَزَمَ بعد الْقِتَال إِلَى الشَّام ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه وَسبع فِي عهد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَزَارَة قوم عُيَيْنَة بن حصن وغَطَفَان قوم قُرَّة بن سَلمَة الْقشيرِي وَبَنُو سليم قوم الْفُجَاءَة ابْن عبد يَا ليل وَبَنُو يَرْبُوع قوم مَالك بن نُوَيْرَة وَبَعض تَمِيم قوم سجَاح بنت الْمُنْذر المتنبئة الَّتِي زوجت نَفسهَا مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَكِنْدَة قوم الْأَشْعَث بن قيس وَبَنُو بكر بن وَائِل بِالْبَحْرَيْنِ قوم الحطم بن زيد وَكَفَى الله أَمرهم عَلَى يَد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه

وَفرْقَة وَاحِدَة فِي عهد عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه غَسَّان قوم جبلة بن الْأَيْهَم نصرته اللَّطْمَة وَسيرَته إِلَى بِلَاد الرّوم بعد إِسْلَامه

420 - قَوْله رُوِيَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن سَائِلًا سَأَلَهُ وَهُوَ رَاكِع فِي صلَاته فَطرح لَهُ خَاتمه كَأَنَّهُ كَانَ مزجا فِي خِنْصره فَلم يتَكَلَّف لِخَلْعِهِ كَبِير عمل يفْسد بِمثلِهِ صلَاته فَنزلت قلت رَوَاهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي كِتَابه عُلُوم الحَدِيث من حَدِيث عِيسَى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عَلّي بن أبي طَالب ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَسْجِد وَالنَّاس يصلونَ بَين قَائِم وَرَاكِع وَسَاجِد وَإِذا سَائل فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا سَائل أَعْطَاك أحد شَيْئا قَالَ لَا إِلَّا هَذَا الرَّاكِع يَعْنِي عليا أَعْطَانِي خَاتمًا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو سعيد الْأَشَج ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن أَبُو نعيم الْأَحول ثَنَا مُوسَى بن قيس الْحَضْرَمِيّ عَن سَلمَة بن كهيل قَالَ تصدق عَلّي بِخَاتمِهِ وَهُوَ رَاكِع فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ انْتَهَى وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي سِنَان عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عَلّي بن أبي طَالب قَائِما يُصَلِّي فَمر سَائل وَهُوَ رَاكِع فَأعْطَاهُ خَاتمه فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله ... الْآيَة وَفِيه انْقِطَاع فَإِن الضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ ثَنَا خَالِد بن يزِيد الْعمريّ ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن

ابْن عَلّي عَن الْحُسَيْن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمار بن يَاسر يَقُول وقف بعلي سَائل وَهُوَ وَاقِف فِي صَلَاة تطوع فَنزع خَاتمه فَأعْطَاهُ السَّائِل فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعلمهُ ذَلِك فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله ... الْآيَة فقرأها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه ثمَّ قَالَ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَاده وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط إِلَّا أَنه قَالَ إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن عَن الْحسن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمارا ... فَذكره وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي ذَر قَالَ صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا من الْأَيَّام صَلَاة الظّهْر فَسَأَلَ سَائل فِي الْمَسْجِد فَلم يُعْطه أحد شَيْئا فَرفع السَّائِل يَده وَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي سَأَلت فِي مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يُعْطِنِي أحد شَيْئا وَكَانَ عَلّي رَاكِعا فَأَوْمَى إِلَيْهِ بِخِنْصرِهِ الْيَمين وَكَانَ يخْتم فِيهَا فَأقبل السَّائِل حَتَّى أَخذ الْخَاتم فِي خِنْصره وَذَلِكَ بِعَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... وَذكر فِيهِ قصَّة وَلَيْسَ فِي لفظ أحد مِنْهُم أَنه خلعه وَهُوَ فِي الصَّلَاة كَمَا فِي لفظ المُصَنّف 421 - قَوْله رُوِيَ أَن رجلا من النَّصَارَى بِالْمَدِينَةِ كَانَ إِذا سمع الْمُؤَذّن يَقُول أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ حرق الْكَاذِب فَدخلت خادمه بِنَار ذَات لَيْلَة وَهُوَ نَائِم فَتَطَايَرَتْ مِنْهَا شرارة فِي الْبَيْت فَاحْتَرَقَ الْبَيْت وَاحْتَرَقَ هُوَ وَأَهله قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة اتَّخَذُوهَا هزوا

وَلَعِبًا) قَالَ كَانَ رجل من النَّصَارَى بِالْمَدِينَةِ ... إِلَى آخِره 422 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه لما نزلت فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَشَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَقَالَ قوم هَذَا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث شُعْبَة عَن سماك بن حَرْب عَن عِيَاض بن عَمْرو الْأَشْعَرِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هم قوم هَذَا أَومَى بِيَدِهِ إِلَى أبي مُوسَى انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي رِسَالَة الْأَشْعَرِيّ وَهِي جُزْء حَدِيثي وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود عَن سماك عَن عِيَاض عَن أبي مُوسَى قَالَ تَلَوت عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هم قَوْمك يَا أَبَا مُوسَى أهل الْيمن انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله فِيهِ اخْتِلَاف فَفِي بَعْضهَا عَن عِيَاض عَن أبي مُوسَى وَفِي بَعْضهَا عَن عِيَاض أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... انْتَهَى 423 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَنْهُم يَعْنِي قَوْله تَعَالَى فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فَضرب عَلَى عاتق سلمَان وَقَالَ هَذَا وذووه ثمَّ قَالَ لَو كَانَ الْإِيمَان مُعَلّقا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجال من أَبنَاء فَارس

قلت غَرِيب وَهَذَا فِي غير هَذِه الْآيَة فروَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي الْغَيْث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة إِلَى قَوْله وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم فَقيل من هم يَا رَسُول الله فَلم يُرَاجِعهُ حَتَّى سَأَلَ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث وَفينَا سلمَان الْفَارِسِي فَوضع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَده عَلَى سلمَان ثمَّ قَالَ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجال من هَؤُلَاءِ وَرَوَى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا قَوْله تَعَالَى فِي آخر سُورَة الْقِتَال وَإِن تَتَوَلَّوْا يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ وَكَانَ سلمَان إِلَى جنبه قَالَ فَضرب عَلَى فَخذ سلمَان وَقَالَ هَذَا وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لتنَاوله رجال من أَبنَاء فَارس انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي هَذِه الْآيَة حَدِيث أبي مُوسَى الْمُتَقَدّم من طرق وَلم يذكر حَدِيث سلمَان أصلا وَكَأن المُصَنّف وهم وَالله أعلم 424 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن نَفرا من الْيَهُود أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلُوهُ عَمَّن يُؤمن بِهِ من الرُّسُل فَقَالَ أومن بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل ... إِلَى قَوْله وَنحن لَهُ مُسلمُونَ فَقَالُوا حِين سمعُوا ذكر عِيسَى مَا نعلم أهل دين أقل حظا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مِنْكُم وَلَا دينا شرا من دينكُمْ فَنزلت قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب وهناد بن السّري قَالَا ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد ابْن ثَابت حَدثنِي سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نفر من يهود فيهم أَبُو يَاسر بن خطب وَرَافِع بن أبي رَافع وعازورا وآزار

ابْن أبي آزَار وَأشيع فَسَأَلُوهُ عَمَّن يُؤمن بِهِ من الرُّسُل فَقَالَ أُؤْمِن بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل إِلَى إِبْرَاهِيم إِلَى آخر الْآيَة فَلَمَّا ذكر عِيسَى جَحَدُوا نبوته وَقَالُوا لَا نؤمن بِعِيسَى وَلَا نؤمن بِمن آمن بِهِ فَأنْزل الله تَعَالَى قل يأهل الْكتاب هَل تَنْقِمُونَ منا إِلَّا أَن آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل من قبل وَأَن أَكْثَرَكُم فَاسِقُونَ انْتَهَى وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس من قَوْله بِلَفْظ المُصَنّف وَكَذَلِكَ فِي تَفْسِيره الْوَسِيط 425 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ بَعَثَنِي الله بِرِسَالَاتِهِ فضقت بهَا ذرعا فَأَوْحَى الله إِلَيّ إِن لم تبلغ رسَالَاتي عَذَّبْتُك وَضمن لي الْعِصْمَة فَقَوِيت قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا كُلْثُوم بن مُحَمَّد بن أبي سِدْرَة ثَنَا عَطاء بن أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله أَرْسلنِي برسالته فضقت بهَا ذرعا وَعلمت أَن النَّاس مُكَذِّبِي فأوعدني أَن أبلغهَا أَو يُعَذِّبنِي انْتَهَى وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْحسن عَن النَّبِي مُرْسلا من غير سَنَد وَكَذَلِكَ فعل فِي تَفْسِيره الْوَسِيط 426 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام شج فِي وَجهه يَوْم أحد وَكسرت رباعيته

قلت تقدم فِي سُورَة آل عمرَان عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كسرت رباعيته يَوْم أحد وشج فِي رَأسه فَجعل يَسْلت الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول كَيفَ يفلح قوم فعلوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم 427 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن أنس كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحرس حَتَّى نزلت وَالله يَعْصِمك من النَّاس فَأخْرج رَأسه من قبَّة آدم فَقَالَ انصرفوا يأيها النَّاس فَإِن الله قد عصمني من النَّاس قلت غَرِيب من حَدِيث أنس وَلم أَجِدهُ إِلَّا من حَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْحَارِث بن عبيد أبي قدامَة الْإِيَادِي عَن سعيد الْجريرِي عَن عبد الله بن شَقِيق عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحرس حَتَّى نزلت هَذِه الْآيَة وَالله يَعْصِمك من النَّاس فَأخْرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأسه من الْقبَّة فَقَالَ لَهُم يأيها النَّاس انصرفوا فقد عصمني الله انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب قَالَ وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن الْجريرِي عَن عبد الله بن شَقِيق قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحرس وَلم يذكرُوا فِيهِ عَائِشَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الْبَغَوِيّ والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم والمرسل الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية وَابْن مرْدَوَيْه أَيْضا فِي تَفْسِيره من طَرِيق وهب كِلَاهُمَا عَن الْجريرِي عَن عبد الله بن شَقِيق مُرْسلا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه

428 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا خلا يَهُودِيَّانِ بِمُسلم إِلَّا هما بقتْله قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كِتَابه الضُّعَفَاء من طَرِيق يَحْيَى بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا خلا يَهُودِيّ بِمُسلم قطّ إِلَّا حدث نَفسه بقتْله انْتَهَى وَأعله بِيَحْيَى بن عبيد الله وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك وَقَالَ فِيهِ مَا خلا يَهُودِيَّانِ وَفِي لفظ ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا هم بقتْله قَالَ ابْن حبَان يَحْيَى بن عبيد الله بن موهب التَّيْمِيّ الْقرشِي يروي عَن أَبِيه مَا لَا أصل لَهُ فَلَمَّا كثر ذَلِك مِنْهُ سقط عَن الِاحْتِجَاج بِهِ قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَكَانَ ابْن عُيَيْنَة شَدِيد الْحمل عَلَيْهِ وَأَبوهُ ثِقَة انْتَهَى 429 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ عَن النَّجَاشِيّ أَنه قَالَ لجَعْفَر بن أبي طَالب حِين اجْتمع فِي مَجْلِسه الْمُهَاجِرُونَ إِلَى الْحَبَشَة وَالْمُشْرِكُونَ وهم يغرونه عَلَيْهِم وَيطْلبُونَ عنتهمْ عِنْده هَل فِي كتابكُمْ ذكر مَرْيَم قَالَ جَعْفَر فِيهِ سُورَة تنْسب إِلَيْهَا فَقَرَأَ سُورَة مَرْيَم إِلَى قَوْله ذَلِك عِيسَى بن مَرْيَم وَقَرَأَ سُورَة طه إِلَى قَوْله هَل أَتَاك حَدِيث مُوسَى فَبَكَى النَّجَاشِيّ وَكَذَلِكَ فعل قومه الَّذين وفدوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم سَبْعُونَ رجلا حِين قَرَأَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُورَة يس فبكوا قلت غَرِيب

قَوْله وَكَذَلِكَ فعل قومه ... إِلَى آخِره رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي حَارِث ثَنَا عبد الْعَزِيز ثَنَا قيس عَن سَالم الْأَفْطَس عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله تَعَالَى ذَلِك بِأَن مِنْهُم قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا قَالَ هم رسل النَّجَاشِيّ الَّذِي أرسل بِإِسْلَامِهِ وَإِسْلَام قومه وَسبعين رجلا فَدَخَلُوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَرَأَ عَلَيْهِم يس وَالْقُرْآن الْحَكِيم فبكوا وَعرفُوا الْحق فَأنْزل الله فيهم ذَلِك بِأَن مِنْهُم قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَأنزل فيهم الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب من قبله هم بِهِ يُؤمنُونَ إِلَى قَوْله يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد ثَنَا أَحْمد ابْن حشنام ثَنَا بكر بن بكار ثَنَا قيس بن الرّبيع بِهِ 430 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ يرْوَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وصف الْقِيَامَة يَوْمًا لأَصْحَابه فَبَالغ وَأَشْبع الْكَلَام فِي الْإِنْذَار فرقوا واجتمعوا فِي بَيت عُثْمَان بن مَظْعُون وَاتَّفَقُوا عَلَى أَلا يزَالُوا صَائِمين قَائِمين وَأَن لَا يَنَامُوا عَلَى الْفرش وَلَا يَأْكُلُوا اللَّحْم والدوك وَلَا يقربُوا النِّسَاء وَالطّيب وَيَرْفُضُونَ الدُّنْيَا وَيلبسُونَ المسوح ويسيحون فِي الأَرْض ويجبون مَذَاكِيرهمْ فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُم إِنِّي لم أُؤمر بذلك إِن لأنفسكم عَلَيْكُم حَقًا فصوموا وَافْطرُوا وَقومُوا وناموا فَإِنِّي أقوم وأنام وَأَصُوم وَأفْطر وآكل اللَّحْم وَالدَّسم وَآتِي النِّسَاء فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا حجاج

عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد قَالَ أَرَادَ رجال مِنْهُم عُثْمَان بن مَظْعُون وَعبد الله بن عَمْرو وَعلي بن أبي طَالب وَابْن مَسْعُود والمقداد بن الْأسود وَسَالم مولَى أبي حُذَيْفَة فِي أَصْحَاب تبتلوا فجلسوا فِي الْبيُوت واعتزلوا النِّسَاء ولبسوا المسوح وحرموا الطَّيِّبَات الطَّعَام واللباس وهموا بالاخصاء وَأَجْمعُوا لقِيَام اللَّيْل وَصِيَام النَّهَار فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم الْآيَة فَبعث إِلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن لأنفسكم عَلَيْكُم حَقًا صُومُوا وأفطروا وصلوا وناموا فَلَيْسَ منا من ترك سنتنا انْتَهَى حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم وَلَا تَعْتَدوا قَالَ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جلس يَوْمًا فَذكر النَّاس ثمَّ قَامَ وَلم يزدهم عَلَى التخويف فَقَامَ نَاس من أَصْحَابه فَذكره بِزِيَادَة وَنقص وَاخْتِلَاف وَله شَاهد فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلُوا أَزوَاجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن عمله فِي السِّرّ فَقَالَ بَعضهم لَا آكل اللَّحْم وَقَالَ بَعضهم لَا أَتزوّج النِّسَاء وَقَالَ بَعضهم لَا أَنَام عَلَى فرَاش فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا بَال أَقوام يَقُول أحدهم كَذَا وَكَذَا إِنِّي أَصوم وَأفْطر وأنام وأقوم وآكل اللَّحْم وأتزوج النِّسَاء فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني انْتَهَى وَذكر الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لفظ المُصَنّف وَعَزاهُ إِلَى الْمُفَسّرين 431 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَأْكُل الدَّجَاج والفولوذ وَكَانَ يُعجبهُ الْحَلْوَاء وَالْعَسَل وَقَالَ إِن الْمُؤمن حُلْو يحب الْحَلَاوَة قلت هَذِه أَرْبَعَة أَحَادِيث فَحَدِيث أكل الدَّجَاج رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَالنُّذُور عَن زَهْدَم الْجرْمِي قَالَ كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ وَعَلَيْهَا لحم دَجَاج فَدخل رجل من بني تيم الله شَبيه بِالْمَوَالِي فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ فَتَلَكَّأَ فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ فَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْكُل مِنْهُ الحَدِيث وَأما أكله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للفالوذ فَغَرِيب وَقد يسْتَأْنس لَهُ بِحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن يُوسُف ابْن عبد الله بن سَلام عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن سَلام قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي أنَاس من أَصْحَابه إِذْ أقبل عُثْمَان بن عَفَّان وَمَعَهُ رَاحِلَة عَلَيْهَا غِرَارَتَانِ فَسَأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَا الْغِرَارَتَيْنِ قَالَ دَقِيق وَسمن وَعسل فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنخ فَأَنَاخَ ثمَّ دَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ برمة فَجعل فِيهَا من ذَلِك الدَّقِيق وَالسمن وَالْعَسَل ثمَّ أَمر فَأوقد تحتهَا حَتَّى نضج ثمَّ أكل انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ إِنَّه حَدِيث لَا يَصح والوليد بن مُسلم يسْقط الضُّعَفَاء من الْإِسْنَاد وَيُدَلس انْتَهَى كَلَامه وَلم يسْتَدرك الذَّهَبِيّ عَلَى الْحَاكِم فِي مُخْتَصره وَأما حَدِيث الْحَلْوَاء وَالْعَسَل فَرَوَاهُ الْأَئِمَّة فِي كتبهمْ البُخَارِيّ فِي الطَّلَاق وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَشْرِبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي الْوَلِيمَة كلهم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب الْحَلْوَى وَالْعَسَل انْتَهَى وَذكر بَعضهم فِيهِ قصَّة

431 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَأْكُل الدَّجَاج والفولوذ وَكَانَ يُعجبهُ الْحَلْوَاء وَالْعَسَل وَقَالَ إِن الْمُؤمن حُلْو يحب الْحَلَاوَة قلت هَذِه أَرْبَعَة أَحَادِيث فَحَدِيث أكل الدَّجَاج رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَالنُّذُور عَن زَهْدَم الْجرْمِي قَالَ كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ وَعَلَيْهَا لحم دَجَاج فَدخل رجل من بني تيم الله أَحْمد شَبيه بِالْمَوَالِي فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ فَتَلَكَّأَ فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ فَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْكُل مِنْهُ ... الحَدِيث وَأما أكله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للفالوذ فَغَرِيب وَقد يسْتَأْنس لَهُ بِحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن يُوسُف ابْن عبد الله بن سَلام عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن سَلام قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي أنَاس من أَصْحَابه إِذْ أقبل عُثْمَان بن عَفَّان وَمَعَهُ رَاحِلَة عَلَيْهَا غِرَارَتَانِ فَسَأَلَهُ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا الْغِرَارَتَيْنِ قَالَ دَقِيق وَسمن وَعسل فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام أنخ فَأَنَاخَ ثمَّ دَعَا عَلَيْهِ السَّلَام برمة فَجعل فِيهَا من ذَلِك الدَّقِيق وَالسمن وَالْعَسَل ثمَّ أَمر فَأوقد تحتهَا حَتَّى نضج ثمَّ أكل انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ إِنَّه حَدِيث لَا يَصح والوليد بن مُسلم يسْقط الضُّعَفَاء من الْإِسْنَاد وَيُدَلس انْتَهَى كَلَامه وَلم يسْتَدرك الذَّهَبِيّ عَلَى الْحَاكِم فِي مُخْتَصره وَأما حَدِيث الْحَلْوَاء وَالْعَسَل فَرَوَاهُ الْأَئِمَّة فِي كتبهمْ البُخَارِيّ فِي الطَّلَاق وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَشْرِبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي الْوَلِيمَة كلهم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب الْحَلْوَى وَالْعَسَل انْتَهَى وَذكر بَعضهم فِيهِ قصَّة

وَأما حَدِيث الْمُؤمن حُلْو يحب الْحَلَاوَة فَغَرِيب وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث عَلّي بن أبي طَالب الْمُؤمن حُلْو يحب الْحَلَاوَة فَمن حرمهَا عَلَى نَفسه فقد عَصَى الله وَرَسُوله انْتَهَى 432 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا سُئِلت عَن مَعْنَى اللَّغْو فَقَالَت هُوَ قَول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله قلت هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه مَوْقُوفا فِي كتاب الْأَيْمَان عَن هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي قَوْله تَعَالَى لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم قَالَت هُوَ قَول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه مَرْفُوعا من حَدِيث حسان بن إِبْرَاهِيم عَن عَطاء ابْن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت فِي قَوْله تَعَالَى لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَلَام الرجل فِي بَيته كلا وَالله وبلى وَالله انْتَهَى قَالَ أَبُو دَاوُد وَقد رَوَاهُ دَاوُد بن أبي الْفُرَات عَن إِبْرَاهِيم الصَّائِغ عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَوْقُوفا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الزُّهْرِيّ وَعبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان وَمَالك بن مغول عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَوْقُوفا انْتَهَى قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أَشْرَس بن بزيغ عَن إِبْرَاهِيم الصَّائِغ أَنه سَأَلَ عَطاء عَن اللَّغْو فِي الْيَمين فَقَالَ قَالَت عَائِشَة إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هُوَ كَلَام الرجل فِي يَمِينه كلا وَالله وبلى وَالله وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه أَيْضا مَرْفُوعا قَالَ الدَّارقطني فِي علله وَالصَّحِيح من ذَلِك كُله الْمَوْقُوف انْتَهَى وَرَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن هِشَام بن عُرْوَة بِهِ مَوْقُوفا

433 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَارِب الْخمر كعابد الوثن قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا ثَابت بن مُحَمَّد ثَنَا فطر بن خَليفَة عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ شَارِب الْخمر كعابد وثن انْتَهَى قَالَ وَلم يدْخل ثَابت بَين فطر وَمُجاهد أحدا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة الْحسن الْبَصْرِيّ من طَرِيق الْحَارِث ابْن أبي أُسَامَة ثَنَا الْخَلِيل بن زَكَرِيَّا أَنا عَوْف بن أبي جميلَة ثَنَا الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَارِب خمر كعابد وثن انْتَهَى وَهُوَ عِنْد ابْن ماجة مدمن خمر رَوَاهُ فِي كتاب الْأَشْرِبَة حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن الْأَصْبَهَانِيّ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مدمن خمر كعابد وثن انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن ماجة وَقَالَ يشبه أَن يكون فِيمَن اسْتَحلَّهَا انْتَهَى وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده فِي مُسْند ابْن عمر أخبرنَا أَبُو عَامر الْعَقدي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي حميد عَن أبي حميد عَن أبي تَوْبَة الْمصْرِيّ عَن عمر ابْن عبد الْعَزِيز عَن بعض الصَّحَابَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من شرب الْخمر

فَمَاتَ مَاتَ كعابد وثن انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عبيد الله بن عبد الله بن جحش ثَنَا جُنَادَة بن مَرْوَان ثَنَا الْحَارِث بن النُّعْمَان سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْمُقِيم عَلَى الْخمر كعابد وثن مُخْتَصر 434 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه لما نزل تَحْرِيم الْخمر قَالَت الصَّحَابَة يَا رَسُول الله كَيفَ بإخواننا الَّذين مَاتُوا وهم يشربون الْخمر ويأكلون مَال الميسر فَنزلت لَيْسَ عَلَى الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا شُرَيْح نَا أَبُو معشر عَن أبي وهب مولَى أبي هُرَيْرَة قَالَ قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة وهم يشربون الْخمر ويأكلون الميسر فسألوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن ذَلِك فَأنْزل الله تَعَالَى يَسْأَلُونَك عَن الْخمر وَالْميسر الْآيَة فَقَالَ النَّاس لم تحرم علينا إِنَّمَا قَالَ فيهمَا إِثْم وَكَانُوا يشربون الْخمر حَتَّى كَانَ يَوْم من الْأَيَّام صَلَّى رجل الْمغرب فخلط فِي قِرَاءَته فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى فَكَانُوا يشربونها حَتَّى يَأْتِي أحدهم الصَّلَاة وَهُوَ مُفِيق فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر الْآيَة فَقَالُوا انتهينا يَا رب وَقَالَ النَّاس يَا رَسُول الله نَاس قتلوا فِي سَبِيل الله وماتوا عَلَى فرشهم كَانُوا يشربون الْخمر ويأكلون الميسر وَقد جعله الله رجسا من عمل الشَّيْطَان فَأنْزل الله تَعَالَى لَيْسَ عَلَى الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ من وَجه آخر فَقَالَ حَدثنِي الْمثنى ثَنَا عبد الله بن صَالح

حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى لَيْسَ عَلَى الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا قَالُوا يَا رَسُول الله مَا تَقول فِي إِخْوَاننَا الَّذين مَاتُوا كَانُوا يشربون الْخمر ويأكلون الميسر فَأنْزل الله لَيْسَ عَلَى الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَسْعُود ثَنَا أَبُو صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح بِهِ سَوَاء وَبَعض الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَظَالِم وَمُسلم فِي الْأَشْرِبَة كِلَاهُمَا عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ كنت ساقي الْقَوْم فِي منزل أبي طَلْحَة وَكَانَ خمرهم يَوْمئِذٍ الفضيخ فَأمر سَوَّلَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مناديا يُنَادي أَلا إِن الْخمر قد حرمت فَقَالَ أَبُو طَلْحَة أخرج فَأَهْرقهَا قَالَ فَخرجت فَهَرَقْتهَا فِي سِكَك الْمَدِينَة فَقَالَ بعض الْقَوْم قد قتل فلَان وَفُلَان وَفُلَان وَهِي فِي بطونهم فَأنْزل الله لَيْسَ عَلَى الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا الْآيَة انْتَهَى 435 - قَوْله عَن قبيصَة أَنه أصَاب ظَبْيًا وَهُوَ محرم فَسَأَلَ عمر فَشَاور عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أمره بِذبح شَاة فَقَالَ قبيصَة لصَاحبه وَالله مَا علم أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى سَأَلَ غَيره فَأقبل عَلَيْهِ ضربا بِالدرةِ وَقَالَ أتغمض الْفتيا وَتقتل الصَّيْد وَأَنت محرم قَالَ الله تَعَالَى يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم فَأَنا عمر وَهَذَا عبد الرَّحْمَن قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن قبيصَة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَاللَّفْظ لَهُ عَن هشيم أَنا عبد الْملك بن عُمَيْر

عَن قبيصَة بن جَابر الْأَسدي قَالَ ابْتَدَرْت أَنا وَصَاحب لي ظَبْيًا فِي الْعقبَة فَأَصَبْته فَأتيت عمر بن الْخطاب فَذكرت ذَلِك لَهُ وَأَقْبل عَلَى رجل إِلَى جنبه فَنَظَرا فِي ذَلِك فَقَالَ لي اذْبَحْ شَاة فَانْصَرَفت فَأتيت صَاحِبي فَقلت إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يدر مَا يَقُول حَتَّى سَأَلَ غَيره فَقَالَ لي صَاحِبي انْحَرْ نَاقَتك فَسَمعَهَا عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَأقبل عَلّي ضربا بِالدرةِ فَقَالَ تقتل الصَّيْد وَأَنت محرم وَتغمضُ الْفتيا إِن الله قَالَ فِي كِتَابه يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم فَهَذَا ابْن عَوْف وَأَنا عمر ابْن الْخطاب انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 436 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن سراقَة بن مَالك أَو عكاشة بن مُحصن قَالَ يَا رَسُول الله الْحَج علينا فِي كل عَام فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أعَاد مَسْأَلته ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام وَيحك وَمَا يُؤمنك أَن أَقُول نعم وَالله لَو قلت نعم لَوَجَبَتْ وَلَو وَجَبت مَا اسْتَطَعْتُم وَلَو تركْتُم لكَفَرْتُمْ فَاتْرُكُونِي فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِكَثْرَة سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ عَلَى أَنْبِيَائهمْ وَإِذا أَمرتكُم بِأَمْر فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ قلت غَرِيب عَن سراقَة بن مَالك وَالَّذِي وَجَدْنَاهُ عَن سراقَة بن مَالك أَنه قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله عُمْرَتنَا هَذِه لِعَامِنَا هَذَا أم لِلْأَبَد فَقَالَ لَا بل لِلْأَبَد دخلت الْعمرَة فِي الْحَج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَرَوَاهُ مُسلم وَلَفظه عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَهْلَلْنَا أَصْحَاب مُحَمَّد بِالْحَجِّ وَحده فَقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صبح رَابِعَة مَضَت

من ذِي الْحجَّة فَأمرنَا أَن نحل وَقَالَ لَوْلَا هَدْيِي لَحللت كَمَا تحِلُّونَ وَلَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لما سقت الْهَدْي قَالَ فَحَلَلْنَا فَقَالَ سراقَة ابْن مَالك بن جعْشم يَا رَسُول الله لِعَامِنَا هَذَا أم لِلْأَبَد قَالَ لِلْأَبَد مُخْتَصر وَهَذَا هُوَ فسخ الْحَج بِالْعُمْرَةِ وَأما حَدِيث عكاشة بن مُحصن فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا يَحْيَى ابْن وَاضح ثَنَا الْحُسَيْن بن وَاقد عَن مُحَمَّد بن زِيَاد سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يأيها النَّاس كتب الله عَلَيْكُم الْحَج فَقَامَ عكاشة ابْن مُحصن الْأَسدي فَقَالَ أَفِي كل عَام يَا رَسُول الله فَقَالَ أما إِنِّي لَو قلت نعم لَوَجَبَتْ وَلَو وَجَبت ثمَّ تركْتُم لَضَلَلْتُمْ اسْكُتُوا عني مَا سكت عَنْكُم فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِكَثْرَة سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ عَلَى أَنْبِيَائهمْ فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تسألوا عَن أَشْيَاء الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن الْحُسَيْن بن وَاقد بِهِ والْحَدِيث رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ فَمنهمْ من لم يسم الرجل وَمِنْهُم من سَمَّاهُ الْأَقْرَع بن حَابِس فَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلم يسم الرجل

وَلَفظه قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يأيها النَّاس قد فرض الله عَلَيْكُم الْحَج فحجوا فَقَالَ رجل أَفِي كل عَام يَا رَسُول الله فَسكت حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو قلت نعم لَوَجَبَتْ وَلما اسْتَطَعْتُم ثمَّ قَالَ ذروني مَا تركْتُم فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِكَثْرَة سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ عَلَى أَنْبِيَائهمْ إِذا أَمرتكُم بِشَيْء فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَدَعوهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عَلّي بِسَنَد ضَعِيف وَلم يسم الرجل أَيْضا وَلَفظه قَالَ لما نزلت وَللَّه عَلَى النَّاس حج الْبَيْت الْآيَة قَالُوا يَا رَسُول الله أَفِي كل عَام فَسكت قَالُوا أَفِي كل عَام قَالَ لَا وَلَو قلت نعم لَوَجَبَتْ وَلما اسْتَطَعْتُم فَأنْزل لله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِسَنَد ضَعِيف أَيْضا وَسموا الرجل الْأَقْرَع بن حَابِس وَلَفْظهمْ عَن ابْن عَبَّاس أَن الْأَقْرَع بن حَابِس سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْحَج فِي كل سنة أَو مرّة وَاحِدَة قَالَ بل مرّة وَاحِدَة فَمن زَاد فَهُوَ تطوع انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه بِالْأَسَانِيدِ الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة لَا غير وَالله أعلم 437 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ائْتَمرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهوا عَن الْمُنكر حَتَّى إِذا مَا رَأَيْت شحا مُطَاعًا وَهوى مُتبعا وَدُنْيا مُؤثرَة وَإِعْجَاب كل ذِي رَأْي بِرَأْيهِ فَعَلَيْك نَفسك ودع أَمر الْعَوام وَإِن من وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْر فِيهِنَّ كَالْقَبْضِ عَلَى الْجَمْر لِلْعَامِلِ مِنْهُم أجر خمسين رجلا يعْملُونَ مثل عمله قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْمَلَاحِم وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن

ماجة فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك أَنا عتبَة بن أبي حَكِيم ثَنَا عَمْرو ابْن حَارِثَة اللَّخْمِيّ عَن أبي أُميَّة الشَّعْبَانِي قَالَ أتيت أَبَا ثَعْلَبَة الْخُشَنِي فَقلت لَهُ كَيفَ نصْنَع هَذِه الْآيَة قَالَ أَيَّة آيَة قلت قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم لَا يضركم من ضل إِذا اهْتَدَيْتُمْ قَالَ أما وَالله لقد سَأَلت عَنْهَا خَبِيرا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ ائْتَمرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْتَهُوا عَن الْمُنكر حَتَّى إِذا رَأَيْت شحا مُطَاعًا وَهوى مُتبعا وَدُنْيا مُؤثرَة وَإِعْجَاب كل ذِي رَأْي بِرَأْيهِ فَعَلَيْك بِخَاصَّة نَفسك ودع الْعَوام فَإِن من وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْر فِيهِنَّ مثل الْقَبْض عَلَى الْجَمْر لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أجر خمسين رجلا منا أَو مِنْهُم قَالَ لَا بل أجر خمسين رجلا يعْملُونَ مثل عَمَلكُمْ قَالَ ابْن الْمُبَارك وَزَادَنِي غير عتبَة قيل يَا رَسُول الله أجر خمسين رجلا منا أَو مِنْهُم قَالَ لَا بل أجر خمسين رجلا مِنْكُم انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى 438 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه خرج بديل بن أبي مَرْيَم مولَى عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ من الْمُهَاجِرين مَعَ عدي بن زيد وَتَمِيم بن أَوْس الدَّارِيّ وَكَانَا نَصْرَانِيين تجارًا إِلَى الشَّام فَمَرض بديل وَكتب كتابا فِيهِ مَعَه وَطَرحه فِي مَتَاعه وَلم يخبر بِهِ صَاحِبيهِ فَأَمرهمَا أَن يدْفَعَا مَتَاعه إِلَى أَهله وَمَات فَفَتَّشَا مَتَاعه فَأخذ مِنْهُ إِنَاء فضَّة فِيهِ مائَة مِثْقَال مَنْقُوشًا بِالذَّهَب فَأصَاب أهل بديل الصَّحِيفَة وطالبوهما بِالْإِنَاءِ فَجَحَدَا فَرفعُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى (يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت حِين الْوَصِيَّة اثْنَان ذَوا عدل مِنْكُم أَو آخرَانِ من غَيْركُمْ) وَرُوِيَ أَنَّهَا لما نزلت صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَصْر ودعا بعدِي وَتَمِيم وَاسْتَحْلَفَهُمَا عِنْد الْمِنْبَر فَحَلفا ثمَّ وجد الْإِنَاء بِمَكَّة فَقَالُوا إِنَّا اشْتَرَيْنَاهُ من عدي وَتَمِيم فَلَمَّا ظَهرت خِيَانَة الرجلَيْن حلف رجلَانِ من ورثته أَنه إِنَاء صَاحبهمَا وَإِن شَهَادَتهمَا أَحَق من شَهَادَتهمَا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث بن إِسْحَاق عَن أبي النَّضر عَن باذان يَعْنِي أَبَا صَالح مولَى أمة هَانِئ عَن ابْن عَبَّاس عَن تَمِيم الدَّارِيّ فِي هَذِه الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت قَالَ برِئ النَّاس مِنْهَا غَيْرِي وَغير عدي وَكَانَا نَصْرَانِيين يَخْتَلِفَانِ إِلَى الشَّام فَبل الْإِسْلَام فَأتيَا الشَّام لِتِجَارَتِهِمَا وَقدم عَلَيْهِمَا مولَى بني هَاشم يُقَال لَهُ بديل بن أبي مَرْيَم بِتِجَارَة وَمَعَهُ جَام من فضَّة يُرِيد بِهِ الْملك وَهُوَ عظم تِجَارَته فَمَرض فَأَوْصَى لَهما وَأَمرهمَا أَن يبلغَا مَا ترك أَهله قَالَ تَمِيم فَلَمَّا مَاتَ أخذت ذَلِك الْجَام فَبِعْنَاهُ بِأَلف دِرْهَم فاقتسمناه أَنا وعدي بن بدا فَلَمَّا انتهينا إِلَى أَهله دفعنَا إِلَيْهِم مَا كَانَ مَعنا وَفقدُوا الْجَام فَسَأَلُونَا عَنهُ فَقُلْنَا مَا ترك غير هَذَا وَمَا دفع إِلَيْنَا غَيره قَالَ تَمِيم فَلَمَّا أسلمت بعد قدوم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَأَثَّمت من ذَلِك فَأتيت أَهله فَأَخْبَرتهمْ الْخَبَر وَأديت إِلَيْهِم خَمْسمِائَة دِرْهَم وَأَخْبَرتهمْ أَن عِنْد صَاحِبي مثلهَا فَأتوا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُمْ الْبَيِّنَة فَلم يَجدوا فَأَمرهمْ أَن يَسْتَحْلِفُوهُ بِمَا عظم بِهِ عَلَى أهل دينه فَحلف فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِلَى قَوْله أَو يخَافُوا أَن ترد أَيْمَان بعد أَيْمَانهم فَقَامَ عَمْرو ابْن الْعَاصِ وَرِجَال آخر فَنَزَعَا الْخَمْسمِائَةِ دِرْهَم من عدي بن بدا انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَلَيْسَ إِسْنَاده بِصَحِيح وَأَبُو النَّضر هَذَا هُوَ عِنْدِي مُحَمَّد بن

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت حِين الْوَصِيَّة اثْنَان ذَوا عدل مِنْكُم أَو آخرَانِ من غَيْركُمْ وَرُوِيَ أَنَّهَا لما نزلت صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَصْر ودعا بعدِي وَتَمِيم فَاسْتَحْلَفَهُمَا عِنْد الْمِنْبَر فَحَلفا ثمَّ وجد الْإِنَاء بِمَكَّة فَقَالُوا إِنَّا اشْتَرَيْنَاهُ من عدي وَتَمِيم فَلَمَّا ظَهرت خِيَانَة الرجلَيْن حلف رجلَانِ من ورثته أَنه إِنَاء صَاحبهمَا وَإِن شَهَادَتهمَا أَحَق من شَهَادَتهمَا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي النَّضر عَن باذان يَعْنِي أَبَا صَالح مولَى أم هَانِئ عَن ابْن عَبَّاس عَن تَمِيم الدَّارِيّ فِي هَذِه الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت قَالَ برِئ النَّاس مِنْهَا غَيْرِي وَغير عدي بن بدا وَكَانَا نَصْرَانِيين يَخْتَلِفَانِ إِلَى الشَّام قبل الْإِسْلَام فَأتيَا الشَّام لِتِجَارَتِهِمَا وَقدم عَلَيْهِمَا مولَى بني هَاشم يُقَال لَهُ بديل بن أبي مَرْيَم بِتِجَارَة وَمَعَهُ جَام من فضَّة يُرِيد بِهِ الْملك وَهُوَ عظم تِجَارَته فَمَرض فَأَوْصَى لَهما وَأَمرهمَا أَن يبلغَا مَا ترك أَهله قَالَ تَمِيم فَلَمَّا مَاتَ أخذت ذَلِك الْجَام فَبِعْنَاهُ بِأَلف دِرْهَم فاقتسمناه أَنا وعدي بن بدا فَلَمَّا انتهينا إِلَى أَهله دفعنَا إِلَيْهِم مَا كَانَ مَعنا وَفقدُوا الْجَام فَسَأَلُونَا عَنهُ فَقُلْنَا مَا ترك غير هَذَا وَمَا دفع إِلَيْنَا غَيره قَالَ تَمِيم فَلَمَّا أسلمت بعد قدوم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَأَثَّمت من ذَلِك فَأتيت أَهله فَأَخْبَرتهمْ الْخَبَر وَأديت إِلَيْهِم خَمْسمِائَة دِرْهَم وَأَخْبَرتهمْ أَن عِنْد صَاحِبي مثلهَا فَأتوا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُمْ الْبَيِّنَة فَلم يَجدوا فَأَمرهمْ أَن يَسْتَحْلِفُوهُ بِمَا يعظم بِهِ عَلَى أهل دينه فَحلف فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِلَى قَوْله أَو يخَافُوا أَن ترد أَيْمَان بعد أَيْمَانهم فَقَامَ عَمْرو ابْن الْعَاصِ وَرجل آخر فَنَزَعَا الْخَمْسمِائَةِ دِرْهَم من عدي بن بدا انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَلَيْسَ إِسْنَاده بِصَحِيح وَأَبُو النَّضر هَذَا هُوَ عِنْدِي مُحَمَّد بن

السَّائِب الْكَلْبِيّ صَاحب التَّفْسِير وَقد تَركه أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَسمعت مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل يَقُول لَا يعرف لَهُ رِوَايَة عَن أبي صَالح مولَى أم هَانِئ انْتَهَى وَأخرجه التِّرْمِذِيّ أَيْضا مُخْتَصر وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد فِي الْأَقْضِيَة عَن مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم عَن عبد الْملك بن سعيد بن جُبَير عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج رجل من بني سهم مَعَ تَمِيم الدَّارِيّ وعدي بن بدا السَّهْمِي بِأَرْض لَيْسَ بهَا مُسلم فَلَمَّا قدما بِتركَتِهِ فقدوا جَاما من فضَّة مخوضًا بِالذَّهَب فَأَحْلفهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ وجدوا الْجَام بِمَكَّة فَقيل اشتريناهما من تَمِيم وعدي فَقَامَ رجلَانِ من أَوْلِيَائِهِمْ فَحَلفا بِاللَّه لَشَهَادَتنَا أَحَق من شَهَادَتهمَا وَأَن الْجَام لصَاحِبِهِمْ قَالَ وَفِيهِمْ نزلت يأيها الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم الْآيَة وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَمُحَمّد بن أبي الْقَاسِم كُوفِي قيل إِنَّه صَالح الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْوَصَايَا وَلم يُصَرح فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ فَقَالَ وَقَالَ لي عَلّي بن عبد الله يَعْنِي ابْن الْمَدِينِيّ ثَنَا يَحْيَى بن آدم ثَنَا ابْن أبي زَائِدَة عَن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بِهِ سَوَاء وَهَذِه عَادَته فِيمَا لم يكن من شَرطه وَأخرج أَبُو دَاوُد فِي الْأَقْضِيَة أَيْضا عَن هشيم عَن زَكَرِيَّا عَن الشّعبِيّ أَن رجلا من الْمُسلمين حَضرته الْوَفَاة ب دقوقا وَلم يجد أحدا من الْمُسلمين يشْهد عَلَى وَصيته فَأشْهد رجلَيْنِ من أهل الْكتاب فَقدما الْكُوفَة وَأَتيا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ هَذَا أَمر لم يكن بعد الَّذِي كَانَ فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَحْلفهُمَا بعد الْعَصْر بِاللَّه مَا خَانا وَلَا كذبا وَإِنَّهَا لوَصِيَّة الرجل وَتركته فَأَمْضَى شَهَادَتهمَا انْتَهَى

وَهَذَا سَنَد صَحِيح وَقد رويت هَذِه الْقِصَّة مُرْسلَة عَن غير وَاحِد من التَّابِعين عِكْرِمَة وَمُحَمّد بن سِيرِين وَقَتَادَة 449 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ يحلف الشَّاهِد والراوي إِذا اتَّهَمَهُمَا قلت حَدِيثه فِي الرَّاوِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي آخر كتاب الصَّلَاة وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أَسمَاء بن الحكم الْفَزارِيّ عَن عَلّي قَالَ كنت رجلا إِذا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيثا نَفَعَنِي الله عَنهُ بِمَا شَاءَ أَن يَنْفَعنِي وَإِذا حَدثنِي أحد من أَصْحَابه اسْتَحْلَفته فَإِذا حلف لي صدقته قَالَ وحَدثني أَبُو بكر وَصدق أَبُو بكر أَنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول مَا من عبد يُذنب ذَنبا فَيحسن الطّهُور ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ ثمَّ يسْتَغْفر الله إِلَّا غفر الله لَهُ ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة ... الْآيَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَذكر أَن بَعضهم رَوَاهُ مَوْقُوفا وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع وَذكر أَسمَاء هَذَا فِي كِتَابه الثِّقَات وَقَالَ إِنَّه يُخطئ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ أَسمَاء هَذَا مَجْهُول لم يحدث إِلَّا بِهَذَا الحَدِيث وَلم يحدث عَنهُ إِلَّا عَلّي بن ربيعَة انْتَهَى وَقَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه قَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه هَذَا ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يقْدَح إِذْ لَيْسَ من شَرط الصَّحِيح الْمُتَابَعَة وَفِي الصَّحِيح أَحَادِيث

لَا تعرف إِلَّا من ذَلِك الْوَجْه كَحَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث لَهُ وَكَانَ عَلّي بن أبي طَالب إِذا فَاتَهُ حَدِيث وسَمعه من غَيره حلفه 440 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الْمَائِدَة أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات بِعَدَد كل يَهُودِيّ وَنَصْرَانِي تنفس فِي الدُّنْيَا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ والواحدي من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِزِيَادَة فضل سُورَة سُورَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي آخر الْكتاب وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم فِي آل عمرَان

سورة الأنعام

سُورَة الْأَنْعَام

سُورَة الْأَنْعَام ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا 441 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام نزل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صورته قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى جِبْرِيل فِي صورته مرَّتَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة النَّجْم وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَفِي لفظ لَهما رَأَى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح 442 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن جِبْرِيل نزل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ قلت رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ نبئت أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده أم سَلمَة قَالَ فَجعل يتحدث ثمَّ قَامَ فَقَالَ نَبِي الله لأم سَلمَة من هَذَا فَقَالَت دحْيَة الْكَلْبِيّ قَالَت أم سَلمَة مَا حسبته إِلَّا إِيَّاه حَتَّى سَمِعت خطْبَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخبر عَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت لقد رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُنَاجِي فِي حُجْرَتي رجلا شبهته بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيّ فَقَالَ لي هَذَا جِبْرِيل وَهُوَ يُقْرِئك السَّلَام مُخْتَصرا

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده قَالَت رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاضِعا يَدَيْهِ عَلَى معرفَة فرس وَهُوَ يكلم رجلا قلت رَأَيْتُك عَلَى معرفَة فرس دحْيَة الْكَلْبِيّ وَأَنت تكَلمه قَالَ وَرَأَيْتِيهِ قَالَت نعم قَالَ ذَاك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يُقْرِئك السَّلَام قَالَت وَعَلِيهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عفير بن معدان حَدثنِي قَتَادَة عَن أنس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقُول يأتيني جِبْرِيل عَلَى صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ قَالَ أنس وَكَانَ دحْيَة رجلا جسيما جميلا أَبيض انْتَهَى وَرَوَى أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث سَلمَة بن شبيب ثَنَا أَبُو الْمُغيرَة عَن صَفْوَان بن عَمْرو عَن شُرَيْح بن عبيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل فِي خلقته الَّذِي خلق عَلَيْهِ وَكنت أرَاهُ قبل ذَلِك فِي صور مُخْتَلفَة وَأكْثر مَا كنت أرَاهُ فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ مُخْتَصر وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن إِسْحَاق بن سُوَيْد عَن يَحْيَى بن يعمر عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ جِبْرِيل يَأْتِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ انْتَهَى 443 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا عرفت فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يختصمان فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا أَنا فطرتها أَي ابْتَدَأتهَا قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث فِي بَاب كَلَام التَّابِعين فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل فَقَالَ حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت لَا أَدْرِي

مَا فاطر السَّمَوَات ... إِلَى آخِره بِحُرُوفِهِ وَرَوَاهُ كَذَلِك فِي كتاب الْفَضَائِل الْقُرْآن سَوَاء وَمن طَرِيق أبي عبيد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَعَجِبت من الْبَيْهَقِيّ كَيفَ قَالَ فِي كِتَابه الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عِنْد كَلَامه عَلَى الفاطر من أَسْمَائِهِ تَعَالَى أخْبرت عَن أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ أَنه قَالَ أَخْبرنِي الْحسن ابْن عبد الرَّحِيم ثَنَا عبد الله بن زَيْدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو روق عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَهُوَ قد رَوَاهُ مُتَّصِلا فِي شعب الْإِيمَان وَالله أعلم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا ابْن وَكِيع ثَنَا يَحْيَى بن سعيد بِهِ وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة فاطر وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ 444 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَنهم اجْتَمعُوا إِلَى أبي طَالب وَأَرَادُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سوء فَقَالَ (وَالله لن يصلوا إِلَيْك بِجَمْعِهِمْ ... حَتَّى أُوَسَّد فِي التُّرَاب دَفِينا) (فَاصْدَعْ بِأَمْرك مَا عَلَيْك غَضَاضَة ... وَابْشَرْ بِذَاكَ وقر مِنْهُ عيُونا) (وَدَعَوْتنِي وَزَعَمت أَنَّك نَاصح ... وَلَقَد صدقت وَكنت ثمَّ أَمينا) (وَعرضت دينا لَا محَالة أَنه ... من خير أَدْيَان الْبَريَّة دينا) (لَوْلَا الْمَلَامَة أَو حذَارِي مسَبَّة ... لَوَجَدْتنِي سَمحا بِذَاكَ مُبينًا) فَنزلت قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن

إِسْحَاق حَدثنِي يَعْقُوب بن عتبَة بن الْمُغيرَة بن الْأَخْنَس أَنه حدث أَن قُريْشًا حِين قَالَت لأبي طَالب هَذِه الْمقَالة بعث إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ يَا ابْن أخي إِن قَوْمك قد جَاءُونِي وَقَالُوا كَذَا وَكَذَا فَاكْفُفْ عَن قَوْمك مَا يكْرهُونَ فَظن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ أَنه خاذله وَمُسلمُهُ فَبَكَى وَوَلَّى فَأقبل عَلَيْهِ أَبُو طَالب وَقَالَ يَا بن أخي امْضِ عَلَى أَمرك وَافْعل مَا أَحْبَبْت فوَاللَّه لَا أسلمك لشَيْء أبدا قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ قَالَ الشّعْر ... فَذكره سَوَاء مُخْتَصرا 445 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ فقد قَامَت قِيَامَته قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن زِيَاد بن علاقَة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ يَقُولُونَ الْقِيَامَة الْقِيَامَة وَإِنَّمَا قِيَامَة الرجل مَوته وَذكر أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث أنس مَرْفُوعا إِذا مَاتَ أحدكُم فقد قَامَت قِيَامَته وَبِه عَن سُفْيَان عَن أبي قيس قَالَ شهِدت جَنَازَة فِيهَا عَلْقَمَة فَلَمَّا دفن قَالَ أما هَذَا فقد قَامَت قِيَامَته انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُمَا الثَّعْلَبِيّ كِلَاهُمَا فِي سُورَة الْقِيَامَة وَرَوَى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة زِيَاد بن عبد الله النميري من حَدِيث دَاوُد ابْن المحبر ثَنَا عبد الْوَاحِد بن الْخطاب قَالَ سَمِعت زِيَاد بن عبد الله النميري وَنحن فِي جَنَازَة وَذكروا الْقِيَامَة فَقَالَ زِيَاد من مَاتَ فقد قَامَت قِيَامَته انْتَهَى والْحَدِيث مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة قَالَت كَانَت الْأَعْرَاب إِذا قدمُوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلُوهُ عَن السَّاعَة فَينْظر إِلَى أحدث إِنْسَان مِنْهُم فَيَقُول

إِن يَعش هَذَا لم يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ قَالَ هِشَام يَعْنِي مَوْتهمْ انْتَهَى 446 - الحَدِيث الْخَامِس عَن ابْن عَبَّاس كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُسمى الْأمين قلت غَرِيب من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من حَدِيث يعْلى بن أُميَّة قَالَ بلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خمْسا وَعشْرين سنة وَلَيْسَ لَهُ بِمَكَّة اسْم إِلَّا الْأمين لما تَكَامل فِيهِ من خِصَال الْخَيْر وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن أبي طَالب نَحوه 447 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن رُؤَسَاء من الْمُشْركين قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو طردت هَؤُلَاءِ الْأَعْبد عَنَّا يعنون فُقَرَاء الْمُسلمين وهم عمار وصهيب وخباب وسلمان وَأَضْرَابه وأرواح جِبَابهمْ وَكَانَت عَلَيْهِم جباب من صوف جلسنا إِلَيْك وحدثناك فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أَنا بطارد الْمُؤمنِينَ قَالُوا فأقمهم عَنَّا إِذا جِئْنَا فَإِذا قمنا فَأَقْعَدَهُمْ مَعكُمْ إِن شِئْت قَالَ نعم طَمَعا فِي إِيمَانهم وَرُوِيَ أَن عمر قَالَ لَهُ لَو فعلت حَتَّى نَنْظُر إِلَى مَا يصيرون قَالَ فَاكْتُبْ بذلك كتابا فَدَعَا بالصحيفة وبعلي ليكتب فَنزلت فَرَمَى بالصحيفة وَاعْتذر عمر من مقَالَته قَالَ سلمَان وخباب فِينَا نزلت وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْعد

مَعنا وَنَدْنُو مِنْهُ حَتَّى تمس ركبنَا ركبته وَكَانَ يقوم عَنَّا إِذا أَرَادَ الْقيام فَنزلت واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم فَترك الْقيام عَنَّا إِلَى أَن نقوم وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يُمِتْنِي حَتَّى أَمرنِي أَن أَصْبِر نَفسِي مَعَ قوم من أمتِي مَعكُمْ الْمحيا وَمَعَكُمْ الْمَمَات قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد مَعَ تغير يسير من حَدِيث أبي سعيد الْأَزْدِيّ عَن أبي الكنود عَن خباب بن الْأَرَت فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي إِلَى قَوْله فَتكون من الظَّالِمين قَالَ جَاءَ الْأَقْرَع بن حَابِس وعيينة بن حصن الْفَزارِيّ فوجدوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ صُهَيْب وبلال وعمار وخباب قَاعِدا فِي نَاس من الضُّعَفَاء من الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَقرُوهُمْ فَأتوهُ فَخلوا وَقَالُوا إِنَّا نُرِيد أَن نجْعَل لنا مِنْك مَجْلِسا تعرف لنا الْعَرَب فضلنَا فَإِن وُفُود الْعَرَب تَأْتِيك ونستحي أَن تَرَانَا الْعَرَب مَعَ هَذِه الْأَعْبد فَإِذا نَحن جئْنَاك فأقمهم عَنْك فَإِذا نَحن فَرغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهم إِن شِئْت قَالَ نعم قَالُوا فَاكْتُبْ لنا عَلَيْك كتبا فَقَالَ دَعَا بِصَحِيفَة ودعا عليا ليكتب وَنحن قعُود فِي نَاحيَة فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ (وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه مَا عَلَيْك من حسابهم من شَيْء وَمَا من حِسَابك عَلَيْهِم من شَيْء فَتَطْرُدهُمْ فَتكون من الظَّالِمين) ثمَّ ذكر الْأَقْرَع بن حَابِس وعيينة فَقَالَ وَكَذَلِكَ فتنا بَعضهم بِبَعْض لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ من الله عَلَيْهِم من بَيْننَا أَلَيْسَ الله بِأَعْلَم بِالشَّاكِرِينَ ثمَّ قَالَ وَإِذا جَاءَك الَّذين يُؤمنُونَ بِآيَاتِنَا فَقل سَلام عَلَيْكُم كتب ربكُم عَلَى نَفسه الرَّحْمَة قَالَ فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضعنَا ركبنَا عَلَى ركبته وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يجلس مَعنا فَإِذا أَرَادَ أَن يقوم قَامَ وَتَركنَا فَأنْزل الله واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه وَلَا تعد عَيْنَاك عَنْهُم وَلَا تجَالس الْأَشْرَاف وَلَا تُطِع من أَغْفَلنَا قلبه عَن ذكرنَا يَعْنِي عُيَيْنَة والأقرع وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا هَلَاكًا قَالَ أَمر عُيَيْنَة والأقرع ثمَّ ضرب لَهُم مثلا الرجلَيْن

وَمثل الْحَيَاة الدُّنْيَا قَالَ الْخَبَّاب فَكُنَّا نقعد مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا بلغنَا السَّاعَة الَّتِي نقوم قمنا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يقوم انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط بن نصر عَن السّديّ عَن أبي سعيد الْأَزْدِيّ بِهِ وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خباب وَرَوَاهُ ابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَكَذَلِكَ الْبَزَّار وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا خباب وَلَا طَرِيقا لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث سُلَيْمَان بن عَطاء الْحَرَّانِي عَن مسلمة بن عبد الله الْحَنَفِيّ عَن عَمه أبي مشجعَة بن ربعي عَن سلمَان قَالَ جَاءَت الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عُيَيْنَة بن بدر والأقرع بن حَابِس وذووهم فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّك لَو جَلَست فِي صدر الْمَسْجِد ونفيت عَنَّا هَؤُلَاءِ وأرواح جِبَابهمْ يعنون أَبَا ذَر وسلمان وفقراء الْمُسلمين وَكَانَت عَلَيْهِم جباب صوف وَلم يكن عَلَيْهِم غَيرهَا جلسنا إِلَيْك وحدثناك وأخذنا عَنْك فَأنْزل الله تَعَالَى واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي إِلَى قَوْله إِنَّا أَعْتَدْنَا للظالمين نَارا فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يلتمسهم حَتَّى أَصَابَهُم فِي مُؤخر الْمَسْجِد يذكرُونَ الله فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْحَمد لله الَّذِي لم يُمِتْنِي حَتَّى أَمرنِي أَن أَصْبِر نَفسِي مَعَ قوم من أمتِي مَعكُمْ الْمحيا وَالْمَمَات انْتَهَى وَالله الْمُوفق

448 - الحَدِيث السَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلت الله أَن لَا يبْعَث عَلَى أمتِي عذَابا من فَوْقهم أَو من تَحت أَرجُلهم فَأَعْطَانِي ذَلِك وَسَأَلته أَن لَا يَجْعَل بأسهم بَينهم فَمَنَعَنِي وَأَخْبرنِي جِبْرِيل أَن فنَاء أمتِي بِالسَّيْفِ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأقرب مَا وجدته إِلَى هَذَا اللَّفْظ مَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن يزِيد حَدثنِي الْوَلِيد بن أبان ثَنَا جَعْفَر ابْن مُنِير ثَنَا أَبُو بدر شُجَاع بن الْوَلِيد ثَنَا عَمْرو بن قيس عَن رجل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة قل هُوَ الْقَادِر عَلَى أَن يبْعَث عَلَيْكُم عذَابا من فَوْقكُم أَو من تَحت أَرْجُلكُم أَو يلْبِسكُمْ شيعًا وَيُذِيق بَعْضكُم بَأْس بعض قَالَ فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَوَضَّأ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَا ترسل عَلَى أمتِي عذَابا من فَوْقهم وَلَا من تَحت أَرجُلهم وَلَا تَلبسهمْ شيعًا ولَا تذق بَعضهم بَأْس بعض قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله قد أَجَارَ أمتك أَن يُرْسل عَلَيْهِم عذَابا من فَوْقهم أَو من تَحت أَرجُلهم انْتَهَى وَقد ورد هَذَا الحَدِيث من طرق كَثِيرَة بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة فروَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفِتَن عَن سعد بن أبي وَقاص عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ سَأَلت رَبِّي ثَلَاثًا سَأَلته أَن لَا يهْلك أمتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يهْلك أمتِي بِالسنةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يَجْعَل بأسهم بَينهم فَمَنَعَنِيهَا قَالَ وَفِي الْمُوَطَّأ مَالك عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا لأمته بِثَلَاث أَن لَا يظْهر عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم وَلَا يُهْلِكهُمْ بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِيهَا ودعا بِأَن لَا يَجْعَل بأسهم بَينهم فَمَنَعَنِيهَا

قَالَ ابْن عمر فَلَنْ يزَال الْهَرج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة مُخْتَصر وَرَوَى ابْن ماجة فِي سنَنه نَحوه عَن معَاذ بن جبل وَعند النَّسَائِيّ عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا سَأَلت رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي شَيْئَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَة سَأَلته أَلا يَبْتَلِي أمتِي بِالسِّنِينَ فَفعل وَسَأَلته أَن لَا يظْهر عَلَيْهِم عدوا من غَيرنَا وَسَأَلته أَن لَا يلْبِسهُمْ شيعًا فَأَبَى عَلّي أخرجه فِي الصَّلَاة قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح وَعند التِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن وَابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن خباب بن الْأَرَت مَرْفُوعا سَأَلت رَبِّي ثَلَاث خِصَال فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَة سَأَلت رَبِّي أَن لَا يُهْلِكنَا بِمَا أهلك بِهِ الْأُمَم الْمَاضِيَة فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يظْهر علينا عدوا من غَيرنَا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يلْبِسنَا شيعًا فَمَنَعَنِيهَا انْتَهَى وَعند أَحْمد فِي مُسْنده عَن أبي بصرة الْغِفَارِيّ مَرْفُوعا سَأَلت رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَرْبعا فَأَعْطَانِي ثلَاثه وَمَنَعَنِي وَاحِدَة سَأَلت الله أَن لَا يجمع أمتِي عَلَى ضَلَالَة فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يُهْلِكهُمْ بِالسِّنِينَ كَمَا أهلك الْأُمَم قبلهم فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلته أَن لَا يلْبِسهُمْ شيعًا ويُذِيق بَعضهم بَأْس بعض فَمَنَعَنِيهَا انْتَهَى وَعند الطَّبَرَانِيّ عَن عَلّي مَرْفُوعا سَأَلت رَبِّي ثَلَاث خِصَال أَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَة قلت يَا رب لَا تهْلك أمتِي جوعا قَالَ هَذِه لَك قلت يَا رب لَا تسلط عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم يَعْنِي أهل الشّرك فتجتاحهم قَالَ هَذِه لَك قلت يَا رب لَا تجْعَل بأسهم بَينهم فَمَنَعَنِيهَا انْتَهَى وَعند ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا دَعَوْت رَبِّي أَن يرفع عَن أمتِي أَرْبعا فَرفع عَنْهُم ثِنْتَيْنِ وَأَبَى فِي ثِنْتَيْنِ دَعَوْت رَبِّي أَن يرفع عَنْهُم الرَّجْم

من السَّمَاء وَالْغَرق من الأَرْض وَألا يلْبِسهُمْ شيعًا وَألا يُذِيق بَعضهم بَأْس بعض فَرفع الله عَنْهُم الرَّجْم من السَّمَاء وَالْغَرق من الأَرْض وَأَبَى أَن يرفع عَنْهُم الْهَرج وَالْقَتْل انْتَهَى وَفِي هَذَا الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة وَلَكِن مَا ذكرته أَجودهَا إِسْنَادًا وَلم أجد لفظ المُصَنّف إِلَّا فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَلَا راو 449 - الحَدِيث الثَّامِن عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما نزلت عذَابا من فَوْقكُم أعوذ بِوَجْهِك فَلَمَّا نزلت أَو من تَحت أَرْجُلكُم أَو يلْبِسكُمْ شيعًا قَالَ هَاتَانِ أَهْون قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الِاعْتِصَام من حَدِيث عَمْرو ابْن دِينَار عَن جَابر قَالَ لما نزل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قل هُوَ الْقَادِر عَلَى أَن يبْعَث عَلَيْكُم عذَابا من فَوْقكُم قَالَ أعوذ بِوَجْهِك أَو من تَحت أَرْجُلكُم قَالَ أعوذ بِوَجْهِك فَلَمَّا نزلت (أَو يلْبِسكُمْ شيعًا وَيُذِيق بَعْضكُم بَأْس بعض) قَالَ هَاتَانِ أَهْون أَو أيسر انْتَهَى 450 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لمَالِك بن الصَّيف وَهُوَ من أَحْبَار الْيَهُود وَرُؤَسَائِهِمْ أنْشدك بِالَّذِي أنزل التَّوْرَاة عَلَى مُوسَى هَل تَجِد فِيهَا أَن الله يبغض الحبر السمين فَأَنت الحبر السمين قد سمنت من مَالك الَّذِي تُطْعِمُك الْيَهُود فَضَحِك الْقَوْم فَغَضب ثمَّ الْتفت إِلَى عمر فَقَالَ مَا انْزِلْ الله عَلَى بشر من شَيْء فَقَالَ لَهُ قومه وَيلك مَا هَذَا الَّذِي بلغنَا عَنْك قَالَ إِنَّه أَغْضَبَنِي فَنَزَعُوهُ وَجعلُوا مَكَانَهُ كَعْب ابْن الْأَشْرَف وَقيل الْقَائِلُونَ قُرَيْش

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ جَاءَ رجل من الْيَهُود يُقَال لَهُ مَالك بن الصَّيف ... إِلَى قَوْله فَغَضب وَزَاد فَأنْزل الله وَمَا قدرُوا الله حق قدره إِذْ قَالُوا مَا أنزل الله عَلَى بشر من شَيْء قل من أنزل الْكتاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى انْتَهَى وَكَذَلِكَ ذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن سعيد بن جُبَير أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لمَالِك بن الصَّيف ... إِلَى قَوْله فَغَضب وَزَاد ثمَّ قَالَ مَا أنزل الله عَلَى بشر من شَيْء قلت وَقيل الْقَائِلُونَ قُرَيْش رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن مُجَاهِد 451 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رَأَيْت فِيمَا يرَى النَّائِم كَأَن فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فَكَبرَا عَلّي وَأَهَمَّانِي فَأَوْحَى الله إِلَيّ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتهمَا فطَارَا عني فَأَوَّلْتهمَا الْكَذَّابين اللَّذين أَنا بَينهمَا كَذَّاب الْيَمَامَة مُسَيْلمَة وَكَذَّاب صنعاء الْأسود الْعَنسِي قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الرُّؤْيَا من حَدِيث نَافِع بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم مُسَيْلمَة الْكذَّاب عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة فَجعل يَقُول إِن جعل لي مُحَمَّد الْأَمر من بعده تَبعته فَقَدمهَا فِي بشر كثير من قومه فَأقبل إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ ثَابت بن قيس بن شماس وَفِي يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قِطْعَة جَرِيدَة حَتَّى وقف عَلَى مُسَيْلمَة فِي أَصْحَابه قَالَ لَو سَأَلتنِي هَذِه الْقطعَة مَا أعطيتكها وَلنْ أَتَعَدَّى أَمر الله فِيك وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله وَإِنِّي لأرَاك الَّذِي أريت فِيك مَا رَأَيْت فَأَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فَأَهَمَّنِي شَأْنهمَا فَأُوحي إِلَيّ فِي الْمَنَام أَن أَنْفُخَهُمَا فَنَفَخْتهمَا فطَارَا فَأَوَّلْتهمَا كَذَّابين يخرجَانِ بعدِي فَكَانَ أَحدهمَا

الْعَنسِي صَاحب صنعاء وَالْآخر مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الرُّؤْيَا وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 452 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن عبد الله بن سعد بن أبي سرح الْقرظِيّ هُوَ الْقَائِل سَأُنْزِلُ مثل مَا أنزل الله وَكَانَ يكْتب لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ إِذا أَمْلَى عَلَيْهِ سميعا كتب هُوَ عليما حكيما وَإِذا قَالَ عليما حكيما كتب غَفُورًا رحِيما فَلَمَّا نزل وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين إِلَى آخر الْآيَة عجب عبد الله من تَفْصِيل خلق الْإِنْسَان فَقَالَ تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اُكْتُبْهَا فَهَكَذَا نزلت فَشك عبد الله وَقَالَ إِن كَانَ مُحَمَّد صَادِقا لقد أُوحِي إِلَيّ كَمَا أُوحِي إِلَيْهِ وَإِن كَانَ كَاذِبًا فقد قلت كَمَا قَالَ فَارْتَد عَن الْإِسْلَام وَلحق بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ مُسلما قبل فتح مَكَّة قيل وَهُوَ النَّضر بن الْحَارِث قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مُخْتَصرا حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى (وَمن أظلم مِمَّن افتَرَى عَلَى الله كذبا أَو قَالَ أُوحِي إِلَيّ وَلم يُوح إِلَيْهِ شَيْء) إِلَى قَوْله (تُجْزونَ عَذَاب الْهون) قَالَ نزلت فِي عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم وَكَانَ يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ إِذا أَمْلَى عَلَيْهِ سميعا عليما كتب هُوَ عليما حكيما وَإِذا قَالَ عليما حكيما كتب سميعا عليما فَشك وَكفر وَقَالَ إِن كَانَ مُحَمَّد يُوحَى إِلَيْهِ

فقد أُوحِي إِلَيّ وَإِن كَانَ الله ينزله فقد أنزلت مثل مَا أنزل الله قَالَ مُحَمَّد سميعا عليما فَقلت أَنا عليما حكيما فلحق بالمشركين وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف ... إِلَى قَوْله فَارْتَد عَن الْإِسْلَام وَقد ورد فِي هَذِه الْوَاقِعَة أَنَّهَا كَانَت من ابْن خطل رَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث أَصْرَم بن حَوْشَب عَن أبي سِنَان عَن الضَّحَّاك عَن النزال بن سُبْرَة عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ كَانَ ابْن خطل يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ إِذا نزل غَفُور رَحِيم كتب رَحِيم غَفُور وَإِذا نزل سميع عليم كتب عليم سميع فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا اعْرِض عَلّي مَا كتبت فَعرض عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا هَكَذَا أمليتك غَفُور رَحِيم وَرَحِيم غَفُور وَسميع عليم وَعَلِيم سميع وَاحِد فَقَالَ ابْن خطل إِن كَانَ مُحَمَّد نَبيا فَإِنِّي مَا كنت أكتب إِلَّا مَا أُرِيد ثمَّ كفر وَلحق بِمَكَّة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قتل ابْن خطل فَلهُ الْجنَّة فَقتل يَوْم فتح مَكَّة وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَأَرَادَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يسْتَكْتب مُعَاوِيَة فكره أَن يَأْتِي مُعَاوِيَة مَا أَتَى من ابْن خطل فَاسْتَشَارَ جِبْرِيل فَقَالَ اسْتَكْتَبَهُ فَإِنَّهُ أَمِين انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ أَصْرَم قَالَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان كَذَّاب يضع الحَدِيث عَلَى الثِّقَات وَقَالَ ابْن معِين كَذَّاب خَبِيث انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي أَوَاخِر سيرته عُيُون الْأَثر بعد أَن ذكر حَدِيث ابْن عدي هَذَا إِنَّه وهم وَالْحمل فِيهِ عَلَى من دون النزال وَإِنَّمَا هَذِه الْوَقْعَة مَعْرُوفَة عَن أبن أبي سرح وَهُوَ مِمَّن أهْدر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَمه يَوْم الْفَتْح كَابْن خطل وَتشفع ابْن أبي سرح بعثمان بن عَفَّان فَقبله عَلَيْهِ السَّلَام بعد تلوم وَحسن بعد ذَلِك إِسْلَامه حَتَّى لم ينقم عَلَيْهِ فِيهِ شَيْء وَمَات سَاجِدا رَحْمَة الله تَعَالَى انْتَهَى

453 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رَوَى أَبُو وَائِل عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه خطّ خطا ثمَّ قَالَ هَذِه سَبِيل الرشد ثمَّ خطّ عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله خُطُوطًا ثمَّ قَالَ هَذِه سبل عَلَى كل سَبِيل مِنْهَا شَيْطَان يَدْعُو إِلَيْهِ ثمَّ تَلا وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ الْآيَة قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أخبرنَا يَحْيَى بن حبيب ثَنَا حَمَّاد عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ خطّ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا خطا فَقَالَ هَذِه سَبِيل الله ثمَّ خطّ خُطُوطًا عَن يَمِين الْخط وَعَن شِمَاله فَقَالَ هَذِه سَبِيل عَلَى كل سَبِيل مِنْهَا شَيْطَان يَدْعُو إِلَيْهِ ثمَّ تَلا وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ لِلْخَطِّ الأول وَلَا تتبعوا السبل لِلْخُطُوطِ فَتفرق بكم عَن سَبيله ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَرَوَاهُ عَن أبي وَائِل غير وَاحِد وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَسَنَده عَن حَمَّاد بن زيد عَن عَاصِم ابْن أبي النجُود بِهِ 454 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن الْبَراء بن عَازِب كُنَّا نتذاكر السَّاعَة إِذْ أشرف علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ فيمَ تتذاكرون قُلْنَا نتذاكر السَّاعَة قَالَ إِنَّهَا لَا تقوم حَتَّى تروا قبلهَا عشر آيَات الدُّخان ودابة الأَرْض وخسفا بالمشرق وخسفا بالمغرب وخسفا بِجَزِيرَة الْعَرَب

والدجال وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا ويأجوج وَمَأْجُوج ونزول عِيسَى وَنَارًا تخرج من عدن قلت غَرِيب من حَدِيث الْبَراء وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث حُذَيْفَة قَالَ أطْلعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن نتذاكر السَّاعَة فَقَالَ إِن السَّاعَة لَا تقوم حَتَّى تكون عشرَة الدُّخان والدجال وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَالدَّابَّة وَثَلَاثَة خُسُوف خف بالمشرق وَخسف بالمغرب وَخسف فِي جَزِيرَة الْعَرَب ونزول عِيسَى بن مَرْيَم وَفتح يَأْجُوج وَمَأْجُوج ونار تخرج من عدن انْتَهَى 455 - الحَدِيث الرَّابِع عشر فِي الحَدِيث افْتَرَقت الْيَهُود عَلَى إِحْدَى وَسبعين فرقة كلهَا فِي الهاوية إِلَّا وَاحِدَة وَهِي النَّاجِية وافترقت النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة كلهَا فِي الهاوية إِلَّا وَاحِدَة وتفترق أمتِي عَلَى ثَلَاث وَسبعين كلهَا فِي الهاوية إِلَّا وَاحِدَة قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث سعد ابْن أبي وَقاص وَمن حَدِيث مُعَاوِيَة وَمن حَدِيث عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ وَمن حَدِيث عَوْف بن مَالك وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي كتاب الزّهْد من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن

أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افْتَرَقت الْيَهُود عَلَى إِحْدَى وَسبعين فرقة وافترقت النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة وَسَتَفْتَرِقُ أمتِي عَلَى ثَلَاث وَسبعين فرقة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح زَاد أَبُو دَاوُد فِي رِوَايَة مِنْهَا ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّار وَوَاحِدَة فِي الْجنَّة وَزَاد التِّرْمِذِيّ كلهم فِي النَّار إِلَّا مِلَّة وَاحِدَة قَالُوا من هِيَ يَا رَسُول الله قَالَ مَا أَنا عَلَيْهِ وأصحابي انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْعلم وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَقَالَ وَقد احْتج مُسلم بِمُحَمد بن عَمْرو واستدرك عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ لم يحْتَج بِهِ مُنْفَردا وَلَكِن مَقْرُونا بِغَيْرِهِ انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة زيد بن أسلم فَقَالَ حَدثنَا حبيب بن الْحسن ثَنَا عمر بن حَفْص السدُوسِي ثَنَا عَاصِم بن عَلّي ثَنَا أَبُو معشر عَن يَعْقُوب بن زيد بن طَلْحَة عَن زيد بن أسلم عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افْتَرَقت أمة مُوسَى عَلَى إِحْدَى وَسبعين فرقة مِنْهُم فِي النَّار سَبْعُونَ فرقة وَوَاحِدَة فِي الْجنَّة وَتَفَرَّقَتْ أمة عِيسَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة مِنْهَا فِي الْجنَّة وَاحِدَة وَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّار وَتَعْلُو أمتِي عَلَى الْفرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِملَّة وَاحِدَة فِي الْجنَّة وثنتان وَسَبْعُونَ فِي النَّار قَالُوا من هم يَا رَسُول الله قَالَ الْجَمَاعَات مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا أَحْمد بن يُونُس الضَّبِّيّ ثَنَا عَاصِم بن عَلّي بِهِ سَوَاء وَأما حَدِيث سعد بن أبي وَقاص فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس عَن أبي بكر عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن عُبَيْدَة عَن ابْنه سعد عَن أَبِيهَا سعد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه

وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْعلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي بِهِ عَنهُ نَحوه وَقَالَ لَا تقوم بِهِ حجَّة وَإِنَّمَا ذكره شَاهدا وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم عَن عبد الله بن يزِيد عَن عبد الله بن عَمْرو مَرْفُوعا إِن بني إِسْرَائِيل تفَرقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسبعين مِلَّة وَإِن أمتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاث وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة قيل وَمَا هِيَ يَا رَسُول الله قَالَ مَا أَنا عَلَيْهِ الْيَوْم وأصحابي مُخْتَصر وَأما حَدِيث مُعَاوِيَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن لحي الْهَوْزَنِي عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَقَالَ إِسْنَاده تقوم بِهِ الْحجَّة رَوَاهُ أَحْمد والدارمي فِي مسنديهما وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل وَقَالَ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَأما حَدِيث عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا عَن كثير بن عبد الله ابْن عَمْرو بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده عَمْرو بن عَوْف عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن بني إِسْرَائِيل افْتَرَقت عَلَى سبعين فرقة كلهَا ضَالَّة إِلَّا وَاحِدَة ثمَّ افْتَرَقت عَلَى عِيسَى بن مَرْيَم إِحْدَى وَسبعين فرقة كلهَا ضَالَّة إِلَّا وَاحِدَة وَإِنَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ اثْنَتَيْنِ وَسبعين فرقة كلهَا ضَالَّة إِلَّا وَاحِدَة الْإِسْلَام وجماعته وَفِيه قصَّة وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْحَاكِم وَكثير بن عبد الله لَا تقوم بِهِ حجَّة وَأما حَدِيث عَوْف بن مَالك فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عباد ابْن يُوسُف عَن صَفْوَان بن عَمْرو عَن رَاشد بن سعد عَن عَوْف بن مَالك

قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افْتَرَقت الْيَهُود عَلَى إِحْدَى وَسبعين فرقة وافترقت النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسبعين فرقة وَسَتَفْتَرِقُ أمتِي عَلَى ثَلَاث وَسبعين فرقة وَأمتِي تزيد عَلَيْهِم فرقة كلهَا فِي النَّار إِلَّا السوَاد الْأَعْظَم انْتَهَى قَالَ وَلم يروه عَن سلم بن رزين إِلَّا أَبُو عَلّي الْحَنَفِيّ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة أبي غَالب ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر ابْن معبد ثَنَا يَحْيَى بن مطرف ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن الْمُبَارك ثَنَا قُرَيْش بن حبَان ثَنَا أَبُو غَالب بِهِ وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله فَرَوَاهُ أسلم بن سهل الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِبَحْشَلٍ فِي كِتَابه تَارِيخ وَاسِط ثَنَا مُحَمَّد بن الْهَيْثَم ثَنَا شُجَاع بن الْوَلِيد عَن عَمْرو بن قيس عَمَّن حَدثهُ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَفَرَّقت الْيَهُود عَلَى إِحْدَى وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار وَإِن أمتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاث وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة فَقَالَ عمر بن الْخطاب أخبرنَا يَا رَسُول الله من هم قَالَ السوَاد الْأَعْظَم انْتَهَى 456 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أنزلت عَلّي سُورَة الْأَنْعَام جملَة وَاحِدَة يشيعها سَبْعُونَ ألف ملك لَهُم زجل بالتسبيح والتحميد فَمن قَرَأَ الْأَنْعَام صَلَّى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ أُولَئِكَ السبعون ألف ملك بِعَدَد كل آيَة من سُورَة الْأَنْعَام يَوْمًا وَلَيْلَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي عصمَة عَن يزِيد الْعمي

عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أنزلت عَلّي سُورَة الْأَنْعَام ... إِلَى آخِره سَوَاء وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الصَّغِير بعضه قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن نائلة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجلِيّ ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار ثَنَا عبد الله بن عون عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نزلت عَلّي سُورَة الْأَنْعَام جملَة وَاحِدَة يشيعها سَبْعُونَ ألف ملك لَهُم زجل بالتسبيح والتحميد انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَيْضا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه حَدِيث الْكتاب بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَمتْن المُصَنّف سَوَاء وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن عَوْف وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث ابْن عون وَلم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن يُوسُف انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب

سورة الأعراف

سُورَة الْأَعْرَاف

سُورَة الْأَعْرَاف ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا 457 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ من تواضع الله رفع حكمته وَقَالَ انْتَعش نَعشك الله وَمن تكبر وَعدا طوره وهصه الله إِلَى الأَرْض قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام عمر حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَعبد الله بن إِدْرِيس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن معمر بن أبي حَبِيبَة عَن عبيد الله ابْن عدي بن الْخِيَار قَالَ قَالَ عمر إِن العَبْد إِذا تواضع لله رفع الله حكمته وَقَالَ انْتَعش نَعشك الله فَهُوَ فِي نَفسه صَغِير وَفِي أنفس النَّاس كَبِير وَإِن العَبْد إِذا تعظم وَعدا طوره وهصه الله إِلَى الأَرْض وَقَالَ اخْسَأْ خسأك الله فَهُوَ فِي نَفسه كَبِير وَفِي أنفس النَّاس صَغِير حَتَّى لَهو أَحْقَر عِنْدهم من خِنْزِير انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي السَّادِس وَالْخمسين من طَرِيق عَلّي بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن عجلَان بِهِ وَزَاد ثمَّ قَالَ عمر أَيهَا النَّاس لَا تُبغضُوا الله فِي عباده قَالُوا وَكَيف ذَاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ يكون أحدهم إِمَامًا فَيطول عَلَى الْقَوْم الصَّلَاة حَتَّى يبغض إِلَيْهِم مَا هم فِيهِ وَيقْعد أحدهم قَاصا فَيطول عَلَى الْقَوْم حَتَّى يبغض إِلَيْهِم مَا هم فِيهِ وَرَوَاهُ فِي كتاب الْمدْخل عَن أبي عبد الله الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن شَيبَان ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان

وَرُوِيَ بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا البُخَارِيّ ثَنَا عَلّي بن الحكم ثَنَا سَلام أَبُو الْمُنْذر عَن عَلّي ابْن زيد بن جدعَان عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَا من آدَمِيّ إِلَّا وَملك آخذ بِحِكْمَتِهِ فَإِذا رفع نَفسه قيل للْملك ضع حكمته وَإِذا وضع نَفسه قيل للْملك ارْفَعْ حكمته قَالَ الدَّارقطني حَدِيث لَا يثبت عَلّي بن زيد ضَعِيف وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني وَنقل كَلَامه 458 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِن الشَّيْطَان قعد لِابْنِ آدم بأَطْرُقِهِ قعد لَهُ بطرِيق الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ تضع دينك وَدين آبَائِك فَعَصَاهُ فَأسلم ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْهِجْرَة فَقَالَ لَهُ تدع دِيَارك وتتغرب فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْجِهَاد فَقَالَ لَهُ تقَاتل فَتقْتل فَيقسم مَالك وَتنْكح امْرَأَتك فَعَصَاهُ فقاتل قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سننيه الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن سُبْرَة بن الْفَاكِه وَيُقَال ابْن أبي الْفَاكِه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الشَّيْطَان قعد لِابْنِ آدم بأَطْرُقِهِ فَقعدَ لَهُ بطرِيق الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ تسلم وَتَذَر دينك وَدين آبَائِك فَعَصَاهُ وَأسلم ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْهِجْرَة فَقَالَ تهَاجر وَتَدَع أَرْضك وَسماك وَإِنَّمَا مثل المُهَاجر كَمثل الْفرس فِي الطول فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْجِهَاد فَقَالَ تُجَاهِد فَتقْتل فَتنْكح

الْمَرْأَة وَيقسم المَال فَعَصَاهُ فَجَاهد فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمن فعل ذَلِك كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْجِهَاد وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْجِهَاد وَوهم الطَّيِّبِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث سُبْرَة بن معبد وَإِنَّمَا هُوَ سُبْرَة بن الْفَاكِه كَمَا ذكر 459 - قَوْله عَن ابْن عمر أَنه كَانَ إِذا رَأَى فِي عبد من عبيده طَاعَة وَحسن صَلَاة أعْتقهُ وَكَانَ عبيده يَفْعَلُونَ ذَلِك طلبا لِلْعِتْقِ فَقيل لَهُ إِنَّهُم يخدعونك فَقَالَ من خدعنَا بِاللَّه اِنْخَدَعْنَا لَهُ قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمر بن الْخطاب من حَدِيث مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس ثَنَا عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عمر إِذا اشْتَدَّ عجبه بِشَيْء من مَاله قربه لرَبه وَكَانَ رَقِيقه قد عرفُوا مِنْهُ ذَلِك فَرُبمَا شمر أحدهم فَيلْزم الْمَسْجِد فَإِذا رَآهُ ابْن عمر عَلَى هَذِه الْحَالة الْحَسَنَة أعْتقهُ فَيَقُول لَهُ أَصْحَابه يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن وَالله مَا بهم إِلَّا أَن يخدعونك فَقَالَ من خدعنَا بِاللَّه اِنْخَدَعْنَا لَهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة ابْن عمر أَنا مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد بِهِ 460 - الحَدِيث الثَّانِي عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت مَا رَأَيْت من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا رَأَى مني تَعْنِي الْعَوْرَة

قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا مُجَاهِد بن مُوسَى ثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي ثَنَا أَبُو كَامِل بن الْعلَا عَن أبي صَالح أرَاهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أحدا من نِسَائِهِ إِلَّا مقنعا يُرْخِي الثَّوْب عَلَى رَأسه وَمَا رَأَيْته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا رَآهُ مني تَعْنِي الْفرج انْتَهَى وَمن طَرِيق أبي يعْلى رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْوَفَاء وَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي كِتَابه الْمُسَمَّى غرائب مَالك حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق الْفَارِسِي ثَنَا مُحَمَّد بن كَامِل بن مَيْمُون الزيات ثَنَا زيد بن الْحسن ثَنَا مَالك بن أنس حَدثنِي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا نظرت إِلَى فرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا نظر إِلَى فَرجي قطّ انْتَهَى ثمَّ قَالَ مُحَمَّد ابْن كَامِل وَزيد بن حسن ضعيفان وَلَا يَصح هَذَا عَن مَالك وَلَا عَن الزُّهْرِيّ انْتَهَى وَمن طَرِيق الدَّارقطني رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَنقل كَلَامه بِحُرُوفِهِ وَبَعض الحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل فِي بَاب حَيَاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة وَفِي النِّكَاح من حَدِيث عبد الله بن يزِيد عَن مولَى لعَائِشَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا رَأَيْت فرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قطّ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن جحادة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن عَائِشَة مثله انْتَهَى

461 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل مَا شِئْت والبس مَا شِئْت مَا أَخْطَأتك خصلتان سرف ومخيلة قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب وَفِي كتاب اللبَاس ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل مَا شِئْت والبس مَا شِئْت مَا أَخْطَأتك خلَّتَانِ سرف ومخيلة انْتَهَى وَذكره البُخَارِيّ تَعْلِيقا فِي صَحِيحه فِي كتاب اللبَاس فَقَالَ وَقَالَ ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَورد مثله مَرْفُوعا وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الزَّكَاة وَابْن ماجة فِي اللبَاس من حَدِيث قَتَادَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلوا وَاشْرَبُوا وتصدقوا وَالْبَسُوا مَا لم يخالطه إِسْرَاف ومخيلة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 462 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمعدة بَيت الدَّاء وَالْحمية رَأس كل دَوَاء وَأعْطِ كل بدن مَا عودته قلت وَذكر الْمُؤلف لَهُ حِكَايَة فَقَالَ حُكيَ عَن الرشيد أَنه كَانَ لَهُ طَبِيب نَصْرَانِيّ حذق فَقَالَ لعَلي بن حُسَيْن بن وَاقد يَوْمًا لَيْسَ فِي كتابكُمْ من علم الطِّبّ شَيْء وَالْعلم علمَان علم الْأَدْيَان وَعلم الْأَبدَان فَقَالَ لَهُ عَلّي قد جمع الله الطِّبّ فِي نصف آيَة من كِتَابه قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ قَوْله تَعَالَى وكلوا وَاشْرَبُوا

وَلَا تسرفوا) فَقَالَ النَّصْرَانِي وَلَا يُؤثر عَن رَسُولكُم أَيْضا شَيْء فِي الطِّبّ فَقَالَ قد جمع نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الطِّبّ فِي كَلِمَتَيْنِ قَالَ وَمَا هما ... فَذكر لَهُ الحَدِيث قَالَ النَّصْرَانِي مَا ترك كتابكُمْ وَلَا نَبِيكُم لِجَالِينُوسَ طِبًّا قلت غَرِيب جدا ورد فِي هَذَا الْمَعْنى حديثان أَحدهمَا مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن جريج الرهاوي عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمعدة حَوْض الْبدن وَالْعُرُوق إِلَيْهَا وَارِدَة فَإِذا صحت الْمعدة صدرت الْعُرُوق بِالصِّحَّةِ وَإِذا فَسدتْ الْمعدة صدرت الْعُرُوق بِالسقمِ انْتَهَى ثمَّ قَالَ إِسْنَاده ضَعِيف انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَقَالَ حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ وَإِبْرَاهِيم بن جريج قَالَ الْأَزْدِيّ فِيهِ مَتْرُوك وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلَا يعرف من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يسند إِبْرَاهِيم بن جريج غير هَذَا وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا انْتَهَى أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط بالسند الْمَذْكُور وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن يَحْيَى بن عبد الله الْبَابلُتِّي عَن إِبْرَاهِيم بن جريج بِهِ وَأعله بِيَحْيَى الْبَابلُتِّي وَقَالَ إِنَّه كثير الْخَطَأ لَا يقبل مَا انْفَرد بِهِ وَلم يعله بِابْن جريج وَلَا ترْجم لَهُ فِي كِتَابه وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات الحَدِيث الثَّانِي حَدِيث أصل كل دَاء الْبردَة

رَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من ثَلَاث طرق أَحدهَا حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم الْكُوفِي ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أصل كل دَاء الْبردَة انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأَخْطَأ عبد الرَّحْمَن عَلَى يُونُس انْتَهَى الثَّانِي ثَنَا أَبُو يعْلى ثَنَا الحكم بن مُوسَى ثَنَا مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي عَن ابْن جريج عَن رجل عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أصل كل دَاء الْبرد انْتَهَى وَأعله بِمسلمَة وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ الثَّالِث عَن مُحَمَّد بن جَابر عَن تَمام بن نجيح عَن الْحسن عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أصل كل دَاء الْبرد انْتَهَى وَضعف تَمامًا عَن البُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ عَن ابْن معِين قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ حَدِيث مُنكر ثمَّ رَوَاهُ عَن عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن قَوْله قَالَ وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني عَن ابْن حبَان بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن جَابر عَن تَمام بن نجيح بِهِ ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ الْبرد وَقد رَوَاهُ غَيره الْبردَة بِالْهَاءِ وَهِي التُّخمَة حَكَى الْأَعْمَش أَنه قَالَ سَأَلت أَعْرَابِيًا عَن الْبردَة فَقَالَ التُّخمَة قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَلست أحفظ هَذَا عَن عُلَمَائِنَا فَإِن كَانَ صَحِيحا فَالْمَعْنَى حسن انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ الدَّارقطني فِي علله هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم الْحلَبِي عَن مُحَمَّد ابْن جَابر الْحلَبِي عَن تَمام عَن الْحسن عَن أنس وَمُحَمّد بن جَابر وَتَمام ضعيفان وَرُوِيَ عَن عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن قَوْله وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن تَمام بن نجيح وَأعله بِتمَام وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث جدا يروي عَن الثِّقَات أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا انْتَهَى 463 - قَوْله عَن عَلّي فِي قَوْله تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا قَالَ إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر مِنْهُم قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي آخر الْكتاب حَدثنَا وَكِيع عَن أبان ابْن عبد الله البَجلِيّ عَن نعيم بن أبي هِنْد عَن ربعي بن حِرَاش عَن عَلّي فَذكره وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا مُحَمَّد بن نور عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ عَلّي فِي قَوْله تَعَالَى ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الزُّبَيْر أخبرنَا قبيصَة بن عقبَة ثَنَا سُفْيَان عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ عَلّي 464 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ سَيكون قوم يعتدون فِي الدُّعَاء فَحسب الْمَرْء أَن يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل وَأَعُوذ بك من النَّار وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل ثمَّ قَرَأَ إِنَّه لَا يحب الْمُعْتَدِينَ قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث شُعْبَة أَخْبرنِي زِيَاد بن

مِخْرَاق سَمِعت قيس بن عَبَايَة عَن مولَى لسعد يَقُول إِن سَعْدا سمع ابْنا لَهُ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وغرفها وَكَذَا وَكَذَا وَأَعُوذ بك من النَّار وأغلالها وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ سعد لقد سَأَلت الله خيرا كثيرا وتعوذت بِهِ من شَرّ كَبِير وَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول سَيكون قوم يعتدون فِي الدُّعَاء وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل وَأَعُوذ بك من النَّار وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل قَالَ وَلَا أَدْرِي قَوْله وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول هِيَ من قَول سعد أم من قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة بِهِ سندا ومتنا إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق الطَّيَالِسِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَفِي سنَن أبي دَاوُد بعضه رَوَاهُ فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث قيس عَن عبد الله بن مُغفل أَنه سمع ابْنه يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْقصر الْأَبْيَض عَن يَمِين الْجنَّة إِذا دَخَلتهَا فَقَالَ أَي بني سل الله الْجنَّة وتعوذ بِهِ من النَّار فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول سَيكون فِي هَذِه الْأمة قوم يعتدون فِي الدُّعَاء وَالطهُور انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن أبي نعَامَة عَن ابْن مُغفل بِهَذَا الْمَتْن وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الدُّعَاء بِسَنَد أبي دَاوُد وَمَتنه وَلم يذكر فِيهِ الطّهُور 465 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَتَحَنَّث قبل الْبَعْث بحراء فَلَمَّا

أُوحِي إِلَيْهِ جَاءَ قومه يَدعُوهُم قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول صَحِيحه وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان عَن عَائِشَة قَالَت أول مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فِي النّوم وَكَانَ لَا يرَى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء وَكَانَ يخلوا بِغَار حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ مُخْتَصر 466 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين مر بِالْحجرِ فِي غَزْوَة تَبُوك قَالَ لأَصْحَابه لَا يدخلن أحد مِنْكُم الْقرْيَة وَلَا تشْربُوا من مَائِهَا وَلَا تدْخلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع من صَحِيحه فِي الصَّلَاة وَفِي الْمَغَازِي وَفِي التَّفْسِير وَفِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي آخر الْكتاب عَن عبد الله بن عمر قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا لَا تدْخلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَإِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك أَمرهم أَن لَا يشْربُوا من مَائِهَا وَلَا يَسْتَقُوا من بِئْرهَا فَقَالُوا قد عَجنا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا فَأَمرهمْ أَن يطْرَحُوا ذَلِك الْعَجِين وَيُهرِيقُوا ذَلِك المَاء انْتَهَى 467 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي يَا عَلّي أَتَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ عَاقِر نَاقَة صَالح أَتَدْرِي من أَشْقَى الآخرين قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ قَاتلك

قلت رُوِيَ من حَدِيث عمار بن يَاسر وَمن حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وَمن حَدِيث صُهَيْب وَمن حَدِيث عَلّي أما حَدِيث عمار فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني يزِيد بن مُحَمَّد بن خثيم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ حَدثنِي أَبوك مُحَمَّد بن خثيم بن مرْثَد الْمحَاربي عَن عمار بن يَاسر قَالَ كنت أَنا وَعلي بن أبي طَالب رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَة الْعسرَة فَذكرهَا إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَلّي أَلا أخْبرك بِأَشْقَى النَّاس رجلَيْنِ قَالَ بلَى يَا رَسُول الله قَالَ أُحَيْمِر ثَمُود الَّذِي عقر النَّاقة وَالَّذِي يَضْرِبك يَا عَلّي عَلَى هَذِه وَأَشَارَ إِلَى رَأسه حَتَّى يبل هَذِه وَوضع يَده عَلَى لحيته ... الحَدِيث مُخْتَصر وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث جَابر بن سَمُرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثمَّ أخرجه النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى عَن إِسْمَاعِيل بن أبان بِهِ سَوَاء وَأَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين عَن الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا يُوسُف ابْن مُوسَى ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبان ثَنَا نَاصح عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي يَا عَلّي من أَشْقَى ثَمُود قَالَ عَاقِر النَّاقة فَمن أَشْقَى هَذِه الْأمة قَالَ الله أعلم قَالَ قَاتلك انْتَهَى وَأما حَدِيث صُهَيْب فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا وَأَبُو يعْلى فِي مُسْنده من حَدِيث رشدين بن سعد عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد عَن عُثْمَان بن صُهَيْب عَن أَبِيه صُهَيْب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَوْمًا لعَلي يَا عَلّي تَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ الَّذِي عقر النَّاقة يَا رَسُول الله قَالَ صدقت وَتَدْرِي من أَشْقَى الآخرين قَالَ لَا أعلم يَا رَسُول الله قَالَ الَّذِي يَضْرِبك عَلَى هَذِه وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى يَافُوخه فَكَانَ عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَقُول لأهل الْعرَاق أما وَالله لَوَدِدْت أَنه

قد انْبَعَثَ أشقاكم فَخَضَّبَ هَذِه يَعْنِي لحيته من هَذِه يَعْنِي رَأسه انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَيْضا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة وَالشَّمْس وَضُحَاهَا ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن السكن ثَنَا عَاصِم بن عَلّي عَن قيس بن الرّبيع عَن مُسلم الْأَعْوَر عَن ابْن عدي عَن عَلّي قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَلّي أَتَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ قلت عَاقِر نَاقَة ثَمُود قَالَ صدقت فَمن أَشْقَى الآخرين قلت لَا أَدْرِي قَالَ الَّذِي يَضْرِبك عَلَى هَذِه يَعْنِي رَأسه كَمَا عَاقِر نَاقَة الله أَشْقَى من بني ثَمُود انْتَهَى 468 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ المُصَنّف وَمِنْه الْمُجثمَة الَّتِي ورد النَّهْي عَنْهَا وَهِي الْبَهِيمَة ترْبط وَتجمع قَوَائِمهَا قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي وَمن حَدِيث أنس بن مَالك وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَشْرِبَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي الذَّبَائِح من حَدِيث قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الشّرْب من فِي السقاء وَعَن ركُوب الْجَلالَة وَعَن الْمُجثمَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْتَدْركه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْحَج وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّيْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد أبي أَيُّوب الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أكل الْمُجثمَة وَهِي الَّتِي تصبر بِالنَّبلِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء لَا يَسْتَوِي وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَلَا نعلم رَوَى سعيد عَن أبي الدَّرْدَاء غير هَذَا الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَكَأن بَين سعيد وَأبي الدَّرْدَاء رجلا آخر وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي الزمر من حَدِيث الْخَطفَة وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن يزِيد بن عبد الله السَّعْدِيّ عَن سعيد بن الْمسيب بِهِ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عَلّي بن عَاصِم ثَنَا سُهَيْل بِهِ حَدثنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبد الله بن يزِيد رجل من بني سعد بن بكر عَن ابْن الْمسيب بِهِ وَمن طريقهما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأما حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّيْد عَن أم حَبِيبَة بنت الْعِرْبَاض بن سَارِيَة عَن أَبِيهَا الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى أما حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الذَّبَائِح من

وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّيْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد أبي أَيُّوب الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أكل الْمُجثمَة وَهِي الَّتِي تصبر بِالنَّبلِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء لَا يَسْتَوِي وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَلَا نعلم رَوَى سعيد عَن أبي الدَّرْدَاء غير هَذَا الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَكَأن بَين سعيد وَأبي الدَّرْدَاء رجلا آخر وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي الزمر من حَدِيث الْخَطفَة وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن يزِيد بن عبد الله السَّعْدِيّ عَن سعيد بن الْمسيب بِهِ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عَلّي بن عَاصِم ثَنَا سُهَيْل بِهِ حَدثنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبد الله بن يزِيد رجل من بني سعد بن بكر عَن ابْن الْمسيب بِهِ وَمن طريقهما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأما حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّيْد عَن أم حَبِيبَة بنت الْعِرْبَاض بن سَارِيَة عَن أَبِيهَا الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الذَّبَائِح من

حَدِيث جُبَير بن نفير عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تحل الْمُجثمَة وَلَا كل ذِي نَاب من السبَاع وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا أَبُو أويس ابْن عَم مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي ... فَذكره وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا زَكَرِيَّا بن عدي أَنا بَقِيَّة عَن بحير بن سعد عَن خَالِد بن معدان عَن جُبَير بن نفير بِهِ سَوَاء وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة بِسَنَد ابْن أبي شيبَة سَوَاء أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرم يَوْم خَيْبَر كل ذِي نَاب من السبَاع وَالْمُجَثمَة وَالْحمار الْإِنْسِي انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمُجثمَة وَالْجَلالَة وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا حُسَيْن بن عَلّي عَن زَائِدَة عَن مُحَمَّد ابْن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده أَيْضا ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم خَيْبَر حرم الْمُجثمَة وَالْخلْسَة وَالنهبَة مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار بِهِ وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ثَنَا شَبابَة ثَنَا الْمُغيرَة بن مُسلم ثَنَا مطر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَالْجَلالَة وَالشرب من فِي السقاء انْتَهَى

وَرَوَى حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا ثَنَا مُحَمَّد بن يسَار ثَنَا عبد الْوَهَّاب ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو 469 - الحَدِيث الثَّامِن عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما مر بِالْحجرِ قَالَ لَا تسألوا الْآيَات فقد سَأَلَهَا قوم صَالح فَأَخَذتهم الصَّيْحَة فَلم تبْق مِنْهُم إِلَّا رجلا وَاحِدًا كَانَ فِي حرم الله قَالُوا من هُوَ قَالَ ذَاك أَبُو رِغَال فَلَمَّا خرج من الْحرم أَصَابَهُ مَا أصَاب قومه قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر ابْن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ يأيها النَّاس لَا تسألوا نَبِيكُم عَن الْآيَات هَؤُلَاءِ قوم صَالح سَأَلُوا نَبِيّهم أَن يبْعَث لَهُم آيَة فَبعث الله لَهُ النَّاقة فَكَانَت ترد من هَذَا الْفَج فَتَشرب مَاءَهُمْ يَوْم وُرُودهَا وَيَشْرَبُونَ من لَبنهَا مثل مَا كَانُوا يبزوون من مَائِهِمْ فَعَتَوْا عَن أَمر رَبهم فَعَقَرُوهَا فَوَعَدَهُمْ الله ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ مَوْعُودًا من الله غير مَكْذُوب ثمَّ جَاءَتْهُم الصَّيْحَة فَأهْلك الله من كَانَ تَحت مَشَارِق الأَرْض وَمَغْرِبهَا مِنْهُم إِلَّا رجلا كَانَ فِي حرم الله فَمَنعه حرم الله من عَذَاب الله قَالُوا يَا رَسُول الله من هُوَ قَالَ أَبُو رِغَال انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَقَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ هُوَ عَلَى شَرط مُسلم رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم بِهِ وَزَاد فِيهِ زِيَادَة قَالَ معمر وَأَخْبرنِي إِسْمَاعِيل بن أُميَّة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِقَبْر أبي رِغَال فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ هَذَا قبر أبي رِغَال قَالُوا وَمن أَبُو رِغَال قَالَ رجل من ثَمُود كَانَ فِي حرم الله فَمَنعه حرم الله من عَذَاب الله فَلَمَّا خرج أَصَابَهُ مَا أصَاب قومه فَدفن هَاهُنَا وَدفن مَعَه

غُصْن من ذهب فَنزل الْقَوْم فَابْتَدَرُوهُ وَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى اسْتخْرجُوا الْغُصْن قَالَ معمر قَالَ الزُّهْرِيّ وَأَبُو رِغَال هُوَ أَبُو ثَقِيف انْتَهَى وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما والطبري فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه بِزِيَادَتِهِ 470 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِقَبْر أبي رِغَال فَقَالَ أَتَدْرُونَ من هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم فَذكر قصَّة أبي رِغَال وَأَنه دفن هَاهُنَا وَدفن مَعَه غُصْن من ذهب فَابْتَدَرُوهُ وَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ وَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْن قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن بجير بن أبي بجير عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حِين خرجنَا مَعَه إِلَى الطَّائِف فمررنا مَعَه بِقَبْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَذَا قبر أبي رِغَال وَكَانَ بِهَذَا الْحرم يدْفع عَنهُ فَلَمَّا خرج أَصَابَته النقمَة الَّتِي أَصَابَت قومه بِهَذَا الْمَكَان فَدفن فِيهِ وَآيَة ذَلِك أَنه دفن مَعَه غُصْن من ذهب إِن أَنْتُم نَبَشْتُمْ عَنهُ أصبْتُم مَعَه فَابْتَدَرَهُ النَّاس فَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْن انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام والْحَدِيث من أجل بجير بن أبي بجير لَا يَصح فَإِنَّهُ مَجْهُول الْحَال قَالَ ابْن معِين لَا يعرف إِلَّا بِهَذَا الحَدِيث وَلم أسمع أحدا رَوَى عَنهُ غير إِسْمَاعِيل بن أُميَّة انْتَهَى وَقَوله فَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ تقدم فِي الحَدِيث قبله فِي رِوَايَة مرسله

471 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَبَقَك بهَا عكاشة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الطِّبّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عرضت عَلّي الْأُمَم فَجعل النَّبِي وَالنَّبِيَّانِ يَمرونَ مَعَهم الرَّهْط وَالنَّبِيّ لَيْسَ مَعَه أحد حَتَّى رفع لي سَواد عَظِيم قلت مَا هَذَا أمتِي هَذِه قيل مُوسَى وَقَومه قيل انْظُر إِلَى الْأُفق فَإِذا سَواد عَلَى الْأُفق ثمَّ قيل لي انْظُر هَاهُنَا وَهَاهُنَا فِي آفَاق السَّمَاء فَإِذا سَواد قد مَلأ الْأُفق قيل هَذِه أمتك وَيدخل الْجنَّة من هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب ثمَّ دخل وَلم يبين لَهُم فَأَفَاضَ الْقَوْم وَقَالُوا نَحن الَّذين آمنا بِاللَّه وَاتَّبَعنَا رَسُوله فَنحْن هم أم أَوْلَادنَا الَّذين ولدُوا فِي الْإِسْلَام وَإِنَّمَا ولدنَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَبلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَخرج فَقَالَ هم الَّذين لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عكاشة بن مُحصن أَنا مِنْهُم يَا رَسُول الله قَالَ نعم فَقَامَ آخر فَقَالَ أَمنهم أَنا قَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة انْتَهَى وَلمُسلم فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا يدْخل من أمتِي الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب فَقَامَ عكاشة بن مُحصن قَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم فَقَامَ آخر فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة انْتَهَى وَلمُسلم نَحوه عَن عمرَان بن حُصَيْن وَينظر الْأَطْرَاف 472 - الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اعْفُوا اللحَى قلت تقدم فِي الْبَقَرَة

473 - الحَدِيث الثَّانِي عشر فِي الحَدِيث سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء وَفِي غَيره وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن نَاسا قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل نرَى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل تضَارونَ فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا يَا رَسُول الله قَالَ فَإِنَّكُم سَتَرَوْنَهُ كَذَلِك ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَأَخْرَجَا نَحوه عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن نَاسا قَالُوا يَا رَسُول الله هَل نرَى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ هَل تضَارونَ فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا يَا رَسُول الله قَالَ هَل تضَارونَ فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب قَالُوا لَا قَالَ فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَأَخْرَجَا فِي الصَّلَاة عَن قيس بن أبي حَازِم سَمِعت جرير بن عبد الله يَقُول كُنَّا جُلُوسًا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ نظر إِلَى الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر فَقَالَ أما إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ هَذَا الْقَمَر لَا تضَامون فِي رُؤْيَته فَإِن اسْتَطَعْتُم أَن لَا تغلبُوا عَن صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا يَعْنِي الْفجْر وَالْعصر ثمَّ قَرَأَ جرير وَسبح بِحَمْد رَبك قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم عيَانًا انْتَهَى 474 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن الفضيل قَالَ ذكر لنا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا عظمت أمتِي الدُّنْيَا نزع عَنْهَا هَيْبَة الْإِسْلَام وَإِذا تركُوا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر حرمت بركَة الْوَحْي

قلت لم أَجِدهُ عَن الفضيل بن عِيَاض والْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول حَدثنَا عمر بن أبي عمر ثَنَا مُحَمَّد بن المتَوَكل عَن البخْترِي بن عبيد عَن سُلَيْمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا عظمت أمتِي الدُّنْيَا نزع مِنْهَا هَيْبَة الْإِسْلَام وَإِذا تركت الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر حرمت بركَة الْوَحْي وَإِذا تَسَابَّتْ أمتِي سَقَطت من عين الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى ذكره فِي الأَصْل الْخَامِس وَالسبْعين بعد الْمِائَة 475 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس الْكَلْب مُنْقَطع الْفُؤَاد يَلْهَث إِن حمل عَلَيْهِ أَو لم يحمل عَلَيْهِ 476 - قَوْله وَفِي كتاب عمر إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد بَلغنِي أَن أهل الشَّام اتَّخذُوا لَك دلُوكا عجن بِخَمْر وَإِنِّي لَأَظُنكُمْ آل الْمُغيرَة ذَرْء النَّار قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن حميد بن ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى أَن عمر كتب إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد بَلغنِي أَنَّك دخلت حَماما بِالشَّام وَأَن من بهَا من الْأَعَاجِم أعدُّوا لَك دلُوكا عجن بِخَمْر وَإِنِّي لَأَظُنكُمْ آل الْمُغيرَة ذَرْء النَّار انْتَهَى ثمَّ قَالَ يرْوَى ذَرْء بِالْهَمْزَةِ وَيروَى ذرو بِالْوَاو فَمن قَالَ ذَرْء بِالْهَمْزَةِ فَإِنَّهُ أَرَادَ خلق النَّار أَي إِنَّكُم خلقْتُمْ لَهَا من قَوْلهم ذَرأ الله الْخلق يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءًا وَمن قَالَ

ذرو بِالْوَاو فَهُوَ من ذرى يذرو قَالَ تَعَالَى تَذْرُوهُ الرِّيَاح أَي إِنَّكُم تَذَرُون فِي النَّار ذَروا وَالدُّلُوكُ بِفَتْح الدَّال مَا يدلك بِهِ كَالسحُورِ انْتَهَى كَلَامه 477 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول إِذا قَرَأَ وَمِمَّنْ خلقنَا أمة يهْدُونَ بِالْحَقِّ هَذِه لكم وَقد أعطي الْقَوْم بَين أَيْدِيكُم مثلهَا قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن قَتَادَة وَابْن جريج قَالَا بلغنَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة وَمِمَّنْ خلقنَا إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى قَتَادَة وَابْن جريج فِي أول كِتَابه 478 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِن من أمتِي قوما عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْأَوْسَط فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة فِي تَرْجَمَة عبيد الله الطفَاوِي قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن يَحْيَى حَدثنَا النُّفَيْلِي ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن أبي وَاصل عَن عبيد الله الطفَاوِي قَالَ قَالَ جَابر بن عبد الله قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي يُقَاتلُون عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى وَهَذِه عَادَة البُخَارِيّ فِيمَا لم يكن عَلَى شَرطه وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا بهز ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا قَتَادَة عَن مطرف عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي عَلَى الْحق حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وَينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ قَالَ الرّبيع بن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة فَقَالَ إِن من أمتِي قوما عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى وَسَنَده إِلَى الرّبيع ابْن أنس فِي أول كِتَابه

وَرَوَى أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا حَفْص بن عبد الله الْحلْوانِي ثَنَا بهْلُول بن مُورق الشَّامي عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن أَخِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فَيَقُول إمَامهمْ تقدم فَيَقُول أَنْتُم أَحَق أَمر كرم الله بِهِ هَذِه الْأمة انْتَهَى 479 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علا الصَّفَا فَدَعَاهُمْ فخذا فخذا فَحَذَّرَهُمْ بَأْس الله تَعَالَى فَقَالَ قَاتلهم يَعْنِي الْكفَّار إِن صَاحبكُم هَذَا لمَجْنُون بَات يصوت إِلَى الصَّباح قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ عَلَى الصَّفَا فَدَعَا قُريْشًا فخذا فخذا يَا بني فلَان يَا بني فلَان يُحَذرهُمْ بَأْس الله وَوَقَائعه فَقَالَ قَائِلهمْ إِن صَاحبكُم هَذَا لمَجْنُون بَات يصوت إِلَى الصَّباح فَأنْزل الله تَعَالَى أَو لم يتفكروا مَا بِصَاحِبِهِمْ من جنَّة إِن هُوَ إِلَّا نَذِير مُبين انْتَهَت الْآيَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ ذكره الثَّعْلَبِيّ فَقَالَ وَقَالَ قَتَادَة ذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ عَلَى الصَّفَا ... إِلَى آخِره 480 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن السَّاعَة تهيج بِالنَّاسِ وَالرجل يصلح حَوْضه وَالرجل يسْقِي مَاشِيَته وَالرجل يقوم سلْعَته فِي سوقه وَالرجل يخْفض مِيزَانه وَيَرْفَعهُ قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد

عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن السَّاعَة تهيج بِالنَّاسِ ... إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِهَذَا اللَّفْظ والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ أَخْرجَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لتقومن السَّاعَة وَقد نشر الرّجلَانِ ثوبهما بَينهمَا فَلَا يتبايعانه وَلَا يطويانه وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد انْصَرف الرجل بِلَبن لقحته فَلَا يطعمهُ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة هُوَ يلط حَوْضه فَلَا يسْقِي فِيهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد رفع أَكلته إِلَى فِيهِ فَلَا يطْعمهَا انْتَهَى وَلم يُخرجهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا بِلَفْظ الصَّحِيح 481 - الحَدِيث الثَّامِن عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَمُسلم فِي الْمَغَازِي من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا وَسَكنُوا وَلَا تنفرُوا انْتَهَى 482 - الحَدِيث التَّاسِع عشر قيل لما نزلت خُذ الْعَفو وَأمر الْعرف سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جِبْرِيل فَقَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن رَبك يَأْمُرك أَن تصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْحُسَيْن بن الزبْرِقَان النَّخعِيّ ثَنَا حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أُمِّي الْمرَادِي قَالَ لما أنزل الله عَلَى نبيه خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لجبريل مَا هَذَا قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل ... إِلَى آخِره سَوَاء

وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَيْضا أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن أُمِّي الْمرَادِي ... فَذكره وَهُوَ مُرْسل وَأَخْطَأ الطَّيِّبِيّ فِي قَوْله رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث عقبَة بن عَامر وَالَّذِي رَوَاهُ أَحْمد لَيْسَ هُوَ هَذَا الحَدِيث وَلَفظه عَن عقبَة بن عَامر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ يَا عقبَة أَلا أخْبرك بِأَفْضَل أَخْلَاق الدُّنْيَا أَن تصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي الْحُسَيْن بن عَلّي النَّيْسَابُورِي فِيمَا أجَازه لي ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَحْيَى الْأَنْطَاكِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ ثَنَا عبد الله ابْن نَافِع بن ثَابت الزبيرِي ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله الْمَاجشون عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا جِبْرِيل مَا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة قَالَ حَتَّى أسأَل فَصَعدَ ثمَّ نزل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يَأْمُرك أَن تصفح عَمَّن ظلمك وَتُعْطِي من حَرمك وَتصل من قَطعك انْتَهَى حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق بن نيخاب الطَّيِّبِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبد الله ابْن دَاوُد الْخُرَيْبِي ثَنَا عبَادَة بن مُسلم عَن الْعَلَاء بن بدر عَن قيس بن سعد ابْن عبَادَة قَالَ لما نظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى حَمْزَة بن عبد الْمطلب قَالَ وَالله لَأُمَثِّلَن بسبعين مِنْهُم فجَاء جِبْرِيل بِهَذِهِ الْآيَة خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين فَقَالَ يَا جِبْرِيل مَا هَذَا قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل ثمَّ عَاد فَقَالَ إِن الله يَأْمُرك أَن تَعْفُو عَمَّن ظلمك وَتصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك انْتَهَى

483 - الحَدِيث الْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف وَفِي قصَّة أم معبد (فيالقصي مَا زَوَى الله عَنْكُم ... بِهِ من فخار لَا يُبَارَى وسؤدد) قلت حَدِيث أم معبد يرْوَى من حَدِيث أم معبد وَاسْمهَا عَاتِكَة بنت خَالِد من خُزَاعَة وَكَانَ منزلهَا بِقديد قَالَه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَمن حَدِيث زَوجهَا أبي معبد وَمن حَدِيث أَخِيهَا حُبَيْش بن خَالِد كلهم يرويهِ بِمَعْنى وَاحِد فَحَدِيث حُبَيْش بن خَالِد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْهِجْرَة من حَدِيث حزَام بن هِشَام بن خَالِد عَن أَبِيه هِشَام بن حُبَيْش بن خَالِد عَن أَبِيه حُبَيْش بن خَالِد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين خرج من مَكَّة خرج إِلَى الْمَدِينَة هُوَ وَأَبُو بكر وَمولى أبي بكر عَامر بن فهَيْرَة وَدَلِيلهمَا عبد الله بن الْأُرَيْقِط اللَّيْثِيّ مروا عَلَى خَيْمَتي أم معبد الْخُزَاعِيَّة وَكَانَت بَرزَة جلدَة تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْقبَّة ثمَّ تَسْقِي وَتطعم فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مُسنَّتَيْنِ فَنظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد قَالَت شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم قَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت نعم بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها فَدَعَا بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمسح ضرْعهَا وَسَمَّى الله ودعا لَهَا فِي شَاتِهَا فتفاجت عَلَيْهِ وَدرت واجترت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت وَسَقَى أَصْحَابه حَتَّى رووا وَشرب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آخِرهم ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا حَتَّى ملأَهُ ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا ثمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا فَمَا لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا تساوكن هزالًا مُخّهنَّ قَلِيل فَلَمَّا رَأَى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن يَا أم معبد وَالشَّاة عَازِب حِيَال وَلَا حَلُوب فِي الْبَيْت فَقَالَت لَا وَالله إِنَّه مر بِنَا رجل مبارك من حَاله كَذَا وَكَذَا قَالَ صَفيه لي يَا أم معبد

قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه تَجِلَّةً وَلم تزر بِهِ صَلْعَةٌ وسيم قسيم فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي صَوته صَهل وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي لحيته كَثَافَة أَزجّ أقرن إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وَعَلِيهِ الْبَهَاء أجمل النَّاس وَأَبْهَاهُ من بعيد وَأَجْلَاهُ وَأحسنه من قريب حُلْو الْمنطق فصل لَا تزر وَلَا هزر كَأَن منْطقَة خَرَزَات نظم ينحدرن ربعَة لَا بَأْس من طوله وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لقَوْله وَإِن أَمر تبَادرُوا إِلَى قَوْله مَحْفُودٌ مَحْسُود لَا عَابس وَلَا مُفند فَقَالَ أَبُو معبد هُوَ وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكر لنا من أمره مَا ذكر وَلَقَد هَمت أَن أَصْحَبهُ وَلَأَفْعَلَن إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا فَأصْبح صَوت بِمَكَّة عَالِيا يَسْتَمِعُون الصَّوْت وَلَا يَدْرُونَ من صَاحبه وَهُوَ يَقُول (جزي الله رب النَّاس خير جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حلا خَيْمَتي أم معبد) (هما نَزَّلَاهَا بِالْهُدَى واهتدت بِهِ ... فقد فَازَ من أَمْسَى رَفِيق مُحَمَّد) (فيالقصي مَا زَوَى الله عَنْكُم ... بِهِ من فعال لَا تجازى وسؤدد) (ليهون بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها بِالْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَد) (دَعَاهَا بِشَاة حَائِل فتحلبت ... عَلَيْهِ صَرِيحًا ضرَّة الشَّاة مُزْبِد) (فغادره رهنا لَدَيْهَا لحالب ... يُرَدِّدهَا فِي صدر بعد مورد) فَلَمَّا سمع حسان الْهَاتِف بذلك شَبَّبَ يُجَاوب الْهَاتِف فَقَالَ (لقد خَابَ قوم زَالَ عَنْهُم نَبِيّهم ... وَقدس من يسري إِلَيْهِم وَيَغْتَدِي) (ترحل عَن قوم فضلت عُقُولهمْ ... وَحل عَلَى قوم بِنور مُجَدد) (هدَاهُم بِهِ بعد الضَّلَالَة رَبهم ... فَأَرْشَدَهُمْ من يتبع الْحق يرشد) (وَهل يَسْتَوِي ضلال قوم تسفهوا ... عَمى وَهُدَاة يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدٍ) (وَقد نزلت مِنْهُ عَلَى أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عَلَيْهِم بِأَسْعَد) (نَبِي يرَى مَا لَا يرَى النَّاس حوله ... وَيَتْلُو كتاب الله فِي كل مشْهد)

(وَإِن قَالَ فِي يَوْم مقَالَة غَائِب ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْم أَو فِي ضحى الْغَد) (لِيهن أَبَا بكر سَعَادَة جده ... بِصُحْبَتِهِ من يسْعد الله يسْعد) قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ثمَّ أخرجه من حَدِيث عبد الْملك ابْن وهب الْمذْحِجِي ثَنَا الْحر بن الصَّباح النَّخعِيّ عَن أبي معبد ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ من حَدِيث حُبَيْش كَمَا رَوَاهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي كِتَابَيْهِمَا دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَزَادُوا فِيهِ قَالَ عبد الْملك فَبَلغنَا أَن أم معبد هَاجَرت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من حَدِيث أبي معبد وَانْفَرَدَ أَبُو نعيم بِحَدِيث أم معبد رَوَاهُ من حَدِيث سليط بن قيس الْأنْصَارِيّ قَالَ وَكَانَ بَدْرِيًّا عَن أم معبد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بهَا لما خرج إِلَى الْهِجْرَة وَهِي لَا تعرفه فَقَالَ لَهَا يَا أم معبد هَل عنْدك من لبن ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ قَالَ وَقيل إِن رَاوِي هَذَا السِّيَاق سليط بن قيس شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ مَعَ أبي عُبَيْدَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب ثمَّ أسْند إِلَى عبد الْملك بن وهب الْمذْحِجِي أَنه قَالَ بَلغنِي أَن أم معبد هَاجَرت وَأسْلمت وَلَحِقت بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قي تَرْجَمَة أم معبد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ عَن حزَام بن هِشَام عَن أَبِيه عَن أم معبد ... فَذكره الْقِصَّة مختصرة لَيْسَ فِيهَا الشّعْر وَزَاد فِي آخرهَا قَالَت أم معبد فَبَقيت الشَّاة الَّتِي لمس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضرْعهَا عندنَا حَتَّى كَانَ زمَان الرَّمَادَة أَيَّام عمر بن الْخطاب سنة ثَمَانِي عشرَة من الْهِجْرَة وَكُنَّا نَحْلُبهَا صَبُوحًا وغبوقا وَمَا فِي الأَرْض قَلِيل وَلَا كثير قَالَ وَكَانَت أم معبد مُؤمنَة مسلمة قَالَ الْوَاقِدِيّ وَقَالَ غَيره قدمت بعد الْهِجْرَة وَأسْلمت

484 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا رب كَيفَ وَالْغَضَب فَنزلت وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم لما نزلت هَذِه الْآيَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ يَا رب وَالْغَضَب فَنزلت وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ ... انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم هَكَذَا من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط 485 - قَوْله قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي قلت أخبرنَا شَيخنَا الْمسند صدر الدَّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الإِمَام شرف الدَّين مُحَمَّد بن أبي قَاسم المندومي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ أَنا الشَّيْخ نجيب الدَّين عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي سَمَاعا عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة أَنا أَبُو طَاهِر الْمُبَارك بن أبي الْمَعَالِي بن الْمَعْطُوسِ أَنا أَبُو الْغَنَائِم بن الْمُهْتَدي بِاللَّه عَن أبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي أَنا أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم بن مَاس الْبَزَّار ثَنَا أَبُو معشر الْحسن بن سُلَيْمَان الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الْوَاحِد ابْن غياث ثَنَا أَبُو هِلَال ثَنَا الْحسن قَالَ لما اسْتخْلف أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه تكلم بِكَلَام وَالله مَا تكلم بِهِ أحد غَيره فَقَالَ يأيها النَّاس تكلفوني سنة نَبِيكُم مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِن الله كَانَ يعْصم نبيه بِالْوَحْي إِنِّي وَالله لَوَدِدْت أَنكُمْ كفيتموني وَإِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا اعْتَرَانِي فاجتنبوني لَا أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ

وتعاهدوني بِأَنْفُسِكُمْ فَإِن اسْتَقَمْت فَاتبعُوني وَإِن زِغْت فقوموني انْتَهَى وَقع لنا هَذَا فِي الْجُزْء الْمَعْرُوف بِجُزْء الْأنْصَارِيّ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده اُخْبُرْنَا وهب بن جرير بن حَازِم ثَنَا أبي سَمِعت الْحسن يَقُول خطب أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَوْمًا فَقَالَ وَالله مَا أَنا بِخَيْرِكُمْ وَلَقَد كنت لمقامي هَذَا كَارِهًا لَوَدِدْت أَن فِيكُم من يَكْفِينِي أفتظنون أَنِّي أعمل فِيكُم سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا لَا أقوم لَهَا إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يعْصم بِالْوَحْي وَكَانَ مَعَه ملك وَإِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا غضِبت اجتنبوني أَن أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ أَلا فراعوني فَإِن اسْتَقَمْت فَأَعِينُونِي وَإِن زِغْت فقوموني انْتَهَى أخبرنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن رجل عَن الْحسن أَن أَبَا بكر ... فَذكره نَحوه رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر فَقَالَ أخبرنَا وهب بن جرير ثَنَا أبي سَمِعت الْحسن قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر قَامَ خَطِيبًا فوَاللَّه مَا خطب خطبَته أحد فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليت هَذَا الْأَمر وَأَنا كَارِه فوَاللَّه لَوَدِدْت أَن بَعْضكُم كَفَانِيهِ أَلا وَإِنَّكُمْ إِن كلفتموني أَن أعمل فِيكُم بِمثل عمل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم أقِم بِهِ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ عبدا أكْرمه الله بِالْوَحْي وَعَصَمَهُ وَإِنَّمَا أَنا بشر وَلست بِخَير من أحد مِنْكُم فراعوني فَإِن اسْتَقَمْت فَاتبعُوني وَإِن زِغْت فقوموني وَاعْلَمُوا أَن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا رَأَيْتُمُونِي غضِبت فاجتنبوني لَا أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ 486 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَعْرَاف جعل الله يَوْم الْقِيَامَة بَينه وَبَين إِبْلِيس سترا وَكَانَ آدم شَفِيعًا لَهُ يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله

ابْن أَحْمد الشَّيْبَانِيّ ثَنَا أَبُو عَمْرو الْحُرَيْثِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي بِسَنَدِهِ فِي آخر الْكتاب وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَلَى عَادَته فِي ذكر الرَّاوِي وَحذف اسْم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم بِهِ

سورة الأنفال

سُورَة الْأَنْفَال ذكر فِيهَا سَبْعَة وَعشْرين حَدِيثا 487 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه وَقع بَين الْمُسلمين اخْتِلَاف فِي غَنَائِم بدر وَفِي قسمتهَا فسألوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ تقسم وَلمن الحكم فِي قسمتهَا الْمُهَاجِرين أم الْأَنْصَار أم لَهُم جَمِيعًا فَقيل لَهُ قل لَهُم هِيَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي أُمَامَة عَن عبَادَة بن الصَّامِت الصَّامِت قَالَ خرجنَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَشَهِدْنَا مَعَه بَدْرًا فَالتقَى النَّاس فَهزمَ الله الْعَدو فَانْطَلق طَائِفَة فِي آثَارهم وَأَكَبَّتْ طَائِفَة عَلَى الْعَسْكَر يجمعُونَ وَأَحْدَقَتْ طَائِفَة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يُصِيب الْعَدو مِنْهُم غرَّة حَتَّى إِذا كَانَ اللَّيْل وَفَاء النَّاس بَعضهم إِلَى بعض قَالَ الَّذين جمعُوا الْغَنَائِم نَحن حَوَيْنَاهَا وَقَالَ الَّذين خَرجُوا فِي طلب الْعَدو لَسْتُم بِأَحَق منا نَحن نَفينَا عَنْهَا الْعَدو وَقَالَ الَّذين أَحدقُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَسْتُم بِأَحَق بهَا منا نَحن أَحدقنَا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاشْتَغَلْنَا بِهِ فَنزلت يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَالرَّسُول الْآيَة فَقَسمهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين الْمُسلمين انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما قَالَ الْحَاكِم عَلَى شَرط مُسلم 488 - قَوْله وَقيل شَرط لمن كَانَ لَهُ بلَاء فِي ذَلِك الْيَوْم أَن ينفلهُ فَتسَارع

شُبَّانهمْ حَتَّى قتلوا سبعين وأسروا سبعين فَلَمَّا يسر الله الْفَتْح اخْتلفُوا فِيمَا بَينهم وَتَنَازَعُوا فَقَالَ الشبَّان نَحن الْمُقَاتِلُونَ وَقَالَ الشُّيُوخ وَالْوُجُوه الَّذين كَانُوا عِنْد الرَّايَات كُنَّا ردْءًا لكم وَفِئَة تنحازون إِلَيْهَا إِن انْهَزَمْتُمْ فَنزلت الْأَنْفَال قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَتَى مَكَان كَذَا وَكَذَا فَلهُ من النَّفْل كَذَا وَمن فعل كَذَا وَكَذَا فَلهُ من النَّفْل كَذَا وَكَذَا فَتسَارع إِلَيْهِ الشبَّان وَثَبت الشُّيُوخ تَحت الرَّايَات فَلَا فتح الله لَهُم جَاءَ الشبَّان يطْلبُونَ مَا جعل لَهُم فَقَالَ الْأَشْيَاخ لَا تذْهبُوا بِهِ دُوننَا وَإِنَّمَا كُنَّا رِدَاء لكم فَأنْزل الله تَعَالَى وَاتَّقوا الله وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ فقد احْتج البُخَارِيّ بِعِكْرِمَةَ وَمُسلم بِدَاوُد بن أبي هِنْد 489 - الحَدِيث الثَّانِي عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ قتل أخي عُمَيْر يَوْم بدر فقتلت بِهِ سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه فَأَعْجَبَنِي فَجئْت بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت إِن الله قد شَفَى صَدْرِي من الْمُشْركين فَهَب لي هَذَا السَّيْف فَقَالَ لَيْسَ هَذَا لي وَلَا لَك اطرَحهُ فِي الْقَبْض قَالَ فَطَرَحته وَبِي مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله من قتل أخي وَأخذ سَلبِي فَمَا جَاوَزت إِلَّا قَلِيلا حَتَّى جَاءَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد نزلت سُورَة الْأَنْفَال فَقَالَ (يَا سعد إِنَّك سَأَلتنِي السَّيْف وَلَيْسَ لي وَإنَّهُ قد صَار لي

فَاذْهَبْ فَخذه قلت رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مسنديهما وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال قَالُوا حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الله أبي عون الثَّقَفِيّ عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر قتل أخي عُمَيْر وَقتلت سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه فَأتيت بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبْض قَالَ فَرَجَعت وَبِي مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله من قتل أخي وَأخذ سَلبِي قَالَ فَمَا جَاوَزت إِلَّا يَسِيرا حَتَّى نزلت سُورَة الْأَنْفَال فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اذْهَبْ فَخذ سَيْفك انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث وَقَالَ الْقَبْض مَا يجمع من الْغَنَائِم انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ من طَرِيق أبي عبيد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ سندا ومتنا ثمَّ قَالَ أَبُو عبيد هَكَذَا قَالَ فِيهِ سعيد بن الْعَاصِ وَغَيره يَقُول الْعَاصِ بن سعيد وَالْمَحْفُوظ عندنَا الْعَاصِ بن سعيد وَكَانَ سَيْفه يُسمى ذَا الْكَتِيفَة انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره من طَرِيق سعيد بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ سندا ومتنا 490 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ نزلت الْأَنْفَال فِينَا معشر أَصْحَاب بدر حِين اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْل وَضَاقَتْ فِيهِ أَخْلَاقنَا فَنَزَعَهُ الله من أَيْدِينَا فَجعله لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَسمهُ بَين الْمُسلمين عَلَى السوَاء قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب قسم الْفَيْء وَالْإِمَام أَحْمد

وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَابْن هِشَام فِي سيرته والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كلهم من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث ابْن أبي ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى الْأَشْدَق عَن مَكْحُول الدِّمَشْقِي عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنه قَالَ فِي الْأَنْفَال فِينَا نزلت معشر أَصْحَاب بدر حِين اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْل وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقنَا فانتزعه الله من أَيْدِينَا وَجعله إِلَى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَسمهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين الْمُسلمين عَن برَاء يَقُول عَن سَوَاء قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم 491 - الحَدِيث الرَّابِع عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ الْإِيمَان سبع وَسَبْعُونَ شُعْبَة أَعْلَاهَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ مَرْفُوع رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ فَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الْإِيمَان وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة أفضلهَا قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وعجبي من عبد الْحق كَيفَ عزاهُ فِي كتاب الْإِيمَان من أَحْكَامه لِلتِّرْمِذِي فَقَط وَهُوَ ذكره فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لمُسلم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول كتاب الْإِيمَان وَلَفظه (الْإِيمَان بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة وَالْحيَاء من الْإِيمَان

492 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن عير قُرَيْش أَقبلت من الشَّام فِيهَا تِجَارَة عَظِيمَة وَمَعَهَا أَرْبَعُونَ رَاكِبًا مِنْهُم أَبُو سُفْيَان وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَعَمْرو بن هَاشم فَأخْبر جِبْرِيل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبر الْمُسلمين فَأَعْجَبَهُمْ تلقي العير لِكَثْرَة الْخَيْر وَقلة الْقَوْم فَلَمَّا خَرجُوا بلغ أهل مَكَّة خبر خُرُوجهمْ فَنَادَى أَبُو جهل فَوق الْكَعْبَة يأهل مَكَّة النَّجَاء النَّجَاء عَلَى كل صَعب وَذَلُول عِيركُمْ وَأَمْوَالكُمْ إِن أَصَابَهَا مُحَمَّد لن تُفْلِحُوا أبدا بعْدهَا وَقد رَأَتْ أُخْت الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رُؤْيا فَقَالَت لأَخِيهَا إِنِّي رَأَيْت عجبا كَأَن ملكا نزل من السَّمَاء فَأخذ صَخْرَة من الْجَبَل ثمَّ حلق بهَا فَلم يبْق بَيت من بيُوت مَكَّة إِلَّا أَصَابَهُ حجر من تِلْكَ الصَّخْرَة فَحدث بهَا الْعَبَّاس فَقَالَ أَبُو جهل مَا يرْضَى رِجَالهمْ أَن يتنبئوا حَتَّى تنبأ نِسَاؤُهُم فَخرج أَبُو جهل بِجمع أهل مَكَّة وهم النفير فَقيل لَهُ إِن العير أخذت طَرِيق السَّاحِل فَارْجِع بِالنَّاسِ إِلَى مَكَّة فَقَالَ لَا وَالله لَا يكون ذَلِك أبدا حَتَّى نَنْحَر الْجَزُور وَنَشْرَب الْخُمُور وَنُقِيم الْقَيْنَات وَالْمَعَازِف ببدر وَتسمع جَمِيع الْعَرَب بِمَخْرَجِنَا وَأَن مُحَمَّدًا لم يصب العير وَأَنا قد أعضضناه فَمَضَى بهم إِلَى بدر وَبدر مَاء كَانَت الْعَرَب تَجْتَمِع فِيهِ لسوقهم يَوْمًا فِي السّنة فَنزل جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله وَعدكُم إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا العير وَإِمَّا قُريْشًا فَاسْتَشَارَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَصْحَابه وَقَالَ مَا تَقولُونَ إِن الْقَوْم خَرجُوا من مَكَّة عَلَى كل صَعب وَذَلُول فالعير أحب إِلَيْكُم أم النفير قَالُوا بل العير أحب إِلَيْنَا من لِقَاء الْعَدو فَتغير وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ردد عَلَيْهِم فَقَالَ إِن العير قد مَضَت سَاحل الْبَحْر وَهَذَا أَبُو جهل قد أقبل)

فَقَالُوا يَا رَسُول الله عَلَيْك بالعير ودع الْعَدو فَقَامَ عِنْد غضب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبُو بكر وَعمر فَقَالَا فأحسنا ثمَّ قَامَ سعد بن عبَادَة فَقَالَ انْظُر أَمرك فوَاللَّه لَو سرت إِلَى عدن مَا تخلف عَنْك رجل من الْأَنْصَار ثمَّ قَالَ الْمِقْدَاد بن عَمْرو يَا رَسُول الله امْضِ لما أَمرك الله فَإنَّا مَعَك حَيْثُمَا أَحْبَبْت لَا نقُول لَك كَمَا قَالَت بَنو إِسْرَائِيل لمُوسَى اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ مَا دَامَت منا عين تطرف فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ (أَشِيرُوا عَلّي أَيهَا النَّاس) وَهُوَ يُرِيد الْأَنْصَار لأَنهم قَالُوا لَهُ حِين بَايعُوهُ عَلَى الْعقبَة إِنَّا بُرَآء من ذِمَامك حَتَّى تصل إِلَى دِيَارنَا فَإِذا وصلت إِلَيْنَا فَأَنت فِي ذِمَامنَا نَمْنَعك مِمَّا نمْنَع مِنْهُ آبَاءَنَا وَنِسَاءَنَا فَكَأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تخوف أَلا تكون الْأَنْصَار لَا ترَى عَلَيْهِم نصرته إِلَّا عَلَى عدوهم بِالْمَدِينَةِ فَقَامَ سعد بن معَاذ فَقَالَ لَكَأَنَّك تُرِيدنَا يَا رَسُول الله قَالَ أجل قَالَ قد آمنا بك وَصَدَّقنَاك وَشَهِدْنَا أَن مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحق وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِك عُهُودنَا وَمَوَاثِيقنَا عَلَى السّمع وَالطَّاعَة فَامْضِ يَا رَسُول الله لما أردْت فوالذي بَعثك بِالْحَقِّ لَو اسْتعْرضت بِنَا هَذَا الْبَحْر فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك لَا يتَخَلَّف منا رجل وَاحِد وَمَا نكره أَن تلقى بِنَا عدونا إِنَّا لصبر عِنْد الْحَرْب صدق عِنْد اللِّقَاء وَلَعَلَّ الله يُرِيك منا مَا تقر بِهِ عَيْنك فسر بِنَا عَلَى بركَة الله ففرح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبسطه قَول سعد ثمَّ قَالَ (سِيرُوا عَلَى بركَة الله وَأَبْشِرُوا فَإِن الله وَعَدَني إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَالله لكَأَنِّي الْآن أنظر إِلَى مصَارِع الْقَوْم) قلت هَذَا كُله فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى من قَول ابْن إِسْحَاق وَأخرج الطَّبَرِيّ بعضه عَن ابْن عَبَّاس وَبَعضه عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَبَعضه

عَن السّديّ بِتَقْدِيم وَتَأْخِير وَزِيَادَة وَنقص وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما بِتَمَامِهِ عَن ابْن عَبَّاس وَعُرْوَة بن الزُّبَيْر وَابْن إِسْحَاق وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن صَالح عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد ... فَذكر بعضه حَدثنَا عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز عَن أبان بن صَالح عَن سعيد بن الْمسيب ... فَذكر بعضه مُرْسلا 493 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَنه قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين فرغ من بدر عَلَيْك بالعير لَيْسَ دونهَا شَيْء فناداه الْعَبَّاس وَهُوَ فِي وثَاقه لَا يصلح فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم قَالَ لِأَن الله وَعدك إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَقد أَعْطَاك مَا وَعدك قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا عبد بن حميد أَنا عبد الرَّزَّاق عَن إِسْرَائِيل عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما فرغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بدر قيل لَهُ عَلَيْك بالعير لَيْسَ دونهَا شَيْء قَالَ فناداه الْعَبَّاس وَهُوَ فِي وثَاقه لَا يصلح قَالَ لم قَالَ لِأَن الله وَعدك إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَقد أَعْطَاك مَا وَعدك قَالَ صدقت انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَعبد بن حميد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم

494 - الحَدِيث السَّابِع عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر إِلَى الْمُشْركين وهم ألف وَإِلَى أَصْحَابه وهم ثَلَاثمِائَة فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَمد يَدَيْهِ يَدْعُو (اللَّهُمَّ أنْجز لي مَا وَعَدتنِي اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة لَا تعبد فِي الأَرْض فَمَا زَالَ كَذَلِك حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ فَأَخذه أَبُو بكر فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبه وَالْتَزَمَهُ من وَرَائه وَقَالَ يَا نَبِي الله كَفاك مُنَاشَدَتك رَبك فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعدك قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث عبد الله بن عَبَّاس عَن عمر بن الْخطاب قَالَ نظر نَبِي الله إِلَى الْمُشْركين هم ألف وَإِلَى أَصْحَابه وهم ثَلَاثمِائَة وَبضْعَة عشر رجلا فَاسْتقْبل الْقبْلَة ثمَّ مد يَدَيْهِ وَجعل يَهْتِف بيدَيْهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبل الْقبْلَة حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ من مَنْكِبه فَأَتَاهُ أَبُو بكر فَأخذ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبه ثمَّ الْتَزمهُ من وَرَائه وَقَالَ يَا نَبِي الله كَفاك مُنَاشَدَتك رَبك فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعدك فَأنْزل الله إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ فَأَمَدَّهُمْ الله بِالْمَلَائِكَةِ مُخْتَصر 495 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن رجلا من الْمُسلمين بَيْنَمَا هُوَ يشْتَد فِي أثر رجل من الْمُشْركين إِذْ سمع صَوت ضَرْبَة فَنظر إِلَى الْمُشرك وَقد خر مُسْتَلْقِيا وشق وَجهه فَحدث الْأنْصَارِيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (صدقت ذَاك من مدد السَّمَاء قلت هَذِه قِطْعَة من الحَدِيث الَّذِي قبله قَالَ ابْن عَبَّاس بَيْنَمَا رجل من الْمُسلمين يَوْمئِذٍ يشْتَد فِي أثر رجل من الْمُشْركين أَمَامه إِذْ سمع ضَرْبَة بِالسَّوْطِ فَوْقه فَنظر إِلَى الْمُشرك أَمَامه فَخر مُسْتَلْقِيا فَنظر إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ قد حطم أَنفه وشق وَجهه كَضَرْبَة السَّيْف فجَاء الْأنْصَارِيّ فَحدث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ

(صدقت ذَاك من مدد السَّمَاء 496 - قَوْله عَن أبي دَاوُد الْأنْصَارِيّ ثمَّ الْمَازِني قَالَ إِنِّي لَأَتبع رجلا من الْمُشْركين لأَضْرِبهُ يَوْم بدر فَوَقع رَأسه بَين يَدي قبل أَن يصل إِلَيْهِ سَيفي قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده والطبري وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كلهم من حَدِيث ابْن إِسْحَاق حَدثنِي أبي إِسْحَاق بن يسَار عَن رجال من بني مَازِن بن النجار عَن أبي دَاوُد الْمَازِني وَكَانَ شهد بَدْرًا قَالَ إِنِّي لَأَتبع رجلا من الْمُشْركين يَوْم بدر ... إِلَى آخِره 497 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ النعاس فِي الْقِتَال أَمَنَة من الله وَفِي الصَّلَاة وَسْوَسَة من الشَّيْطَان قلت لم أَجِدهُ عَن ابْن عَبَّاس وَإِنَّمَا هُوَ عَن ابْن مَسْعُود رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم عَن أبي رزين قَالَ قَالَ ابْن مَسْعُود النعاس فِي الْقِتَال أَمَنَة من الله وَفِي الصَّلَاة وَسْوَسَة من الشَّيْطَان انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة ابْن مَسْعُود وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْجِهَاد حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود. . فَذكره وَحَكَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن مَسْعُود من غير سَنَد وَكَأن المُصَنّف حصل لَهُ وهم وجد فِي بعض التفاسير عَن عبد الله فَظَنهُ ابْن عَبَّاس

498 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن إِبْلِيس تمثل للْمُسلمين وَكَانَ الْمُشْركُونَ سَبَقُوهُمْ إِلَى المَاء وَنزل الْمُؤْمِنُونَ فِي كثيب أعفر تَسُوخ فِيهِ الْأَقْدَام عَلَى غير مَاء فَنَامُوا فَاحْتَلَمَ أَكْثَرهم فَقَالَ لَهُم أَنْتُم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد تَزْعُمُونَ أَنكُمْ عَلَى الْحق وَإِنَّكُمْ تصلونَ عَلَى غير وضوء وَعَلَى الْجَنَابَة وَقد عطشتم وَلَو كُنْتُم عَلَى حق مَا غَلَبَكُمْ هَؤُلَاءِ عَلَى المَاء وَمَا ينتظرون بكم إِلَّا أَن يجْهد بكم الْعَطش فَإِذا قطع الْعَطش أَعْنَاقكُم مَشوا إِلَيْكُم فَقتلُوا من أَحبُّوا وَسَاقُوا بَقِيَّتكُمْ إِلَى مَكَّة فَحَزِنُوا حزنا شَدِيدا وَأَشْفَقُوا وَأنزل الله الْمَطَر فَمُطِرُوا لَيْلًا حَتَّى جَرَى الْوَادي وَاتخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه الْحِيَاض عَلَى غدْوَة الْوَادي وَسقوا الركاب وَاغْتَسلُوا وَتَوَضَّئُوا وَتَلَبَّدَ الرمل الَّذِي كَانَ بَينهم وَبَين الْعَدو حَتَّى ثبتَتْ الْأَقْدَام عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ يَعدكُم الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ قَالَ أَقبلت عير أهل مَكَّة تُرِيدُ الشَّام فَبلغ أهل الْمَدِينَة ذَلِك فَخَرجُوا وَمَعَهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُرِيدُونَ العير ... إِلَى أَن قَالَ فَنزل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ والمسلمون وَبينهمْ وَبَين المَاء رَملَة دَعصَة وَكَانَ فَأصَاب الْمُسلمين ضعف وَألقَى الشَّيْطَان فِي قُلُوبهم الْقنُوط يوسوسهم تَزْعُمُونَ أَنكُمْ أَوْلِيَاء الله وَفِيكُمْ رَسُوله وَقد غَلَبَكُمْ الْمُشْركُونَ عَلَى المَاء وَأَنْتُم كَذَا فَأمْطر الله تَعَالَى مَطَرا شَدِيدا فَشرب الْمُسلمُونَ وَتطَهرُوا فَأذْهب الله عَنْهُم رجز الشَّيْطَان وَأصَاب الرمل الْمَطَر حَتَّى مَشَى عَلَيْهِ النَّاس وَالدَّوَاب ثمَّ سَارُوا إِلَيْهِم مُخْتَصر

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة والطبري فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه عَن عبد الله بن صَالح بِهِ ... وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير شكّ 499 - الحَدِيث الْعَاشِر قَوْله عَن ابْن عمر قَالَ خرجت سَرِيَّة وَأَنا فيهم فَفرُّوا فَلَمَّا رجعُوا إِلَى الْمَدِينَة اسْتَحْيوا فَدَخَلُوا الْبيُوت فَقلت يَا رَسُول الله نَحن الْفَرَّارُونَ فَقَالَ (بل أَنْتُم الْعَكَّارُونَ وَأَنا فِئَتكُمْ وَانْهَزَمَ رجل من الْقَادِسِيَّة فَأَتَى الْمَدِينَة إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَلَكت فَرَرْت من الزَّحْف فَقَالَ عمر أَنا فِئَتك قلت الأول رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْجِهَاد من حَدِيث يزِيد بن أبي زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن ابْن عمر أَنه كَانَ فِي سَرِيَّة من سَرَايَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَحَاص النَّاس حَيْصَة فَكنت فِيمَن حَاص فَلَمَّا بَرَزْنَا قُلْنَا وَكَيف نصْنَع وَقد فَرَرْنَا من الزَّحْف وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ فَقُلْنَا ندخل الْمَدِينَة لِنَتَثَبَّتَ فِيهَا وَنَذْهَب فَلَا يَرَانَا أحد قَالَ فَدَخَلْنَا فَقُلْنَا لَو عرضنَا أَنْفُسنَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِن كَانَت لنا تَوْبَة أَقَمْنَا وَإِن كَانَ غير ذَلِك ذَهَبْنَا قَالَ فَجَلَسْنَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل صَلَاة الْفجْر فَلَمَّا خرج قمنا إِلَيْهِ فَقُلْنَا نَحن الْفَرَّارُونَ فَأقبل إِلَيْنَا وَقَالَ (لَا بل أَنْتُم الْعَكَّارُونَ قَالَ فَدَنَوْنَا فَقبلنَا يَده فَقَالَ (أَنا فِئَة الْمُسلمين انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث يزِيد بن أبي زِيَاد انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَلم ينصف الْمُنْذِرِيّ إِذْ عزا هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصره لِابْنِ ماجة فَإِن ابْن ماجة لم يذكر مِنْهُ إِلَّا قَوْله قبلنَا يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكره فِي الْأَدَب مَعَ أَن أَصْحَاب الْأَطْرَاف بَينُوهُ وَقَالُوا إِنَّه اخْتَصَرَهُ

وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب الْجِهَاد فِي بَاب ذكر الْيَمَامَة حَدثنَا حُسَيْن بن عَلّي عَن زَائِدَة عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم قَالَ فر رجل من الْقَادِسِيَّة فَأَتَى عمر فَقَالَ لَهُ إِنِّي هَلَكت قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ فَرَرْت من الزَّحْف فَقَالَ عمر أَنا فِئَتك انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي حَوَاشِيه يروي حَاص بِالْحَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ وَيروَى جَاضَ بِالْجِيم وَالضَّاد الْمُعْجَمَة فَالْأول من المحيص وَهُوَ الْمَهْرَب وَالثَّانِي قيل مَعْنَاهُ فر وَقيل عدل عَنهُ قَالَ ابْن الْقُوطِيَّة إِن مَعْنَاهُمَا وَاحِد انْتَهَى وَقَالَ التِّرْمِذِيّ الكار الَّذِي يفر إِلَى إِمَامه لِيَنْصُرهُ لَا يُرِيد الْفِرَار من الزَّحْف انْتَهَى 500 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَنه لما طلعت قُرَيْش يَوْم بدر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هَذِه قُرَيْش جَاءَت بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرهَا يكذبُون رَسُوله اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مَا وَعَدتنِي فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ خُذ قَبْضَة من تُرَاب فَارْمِهِمْ بهَا فَقَالَ لما التقَى الْجَمْعَانِ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (أَعْطِنِي قَبْضَة من حَصْبَاء الْوَادي فَرَمَى بهَا فِي وُجُوههم وَقَالَ (شَاهَت الْوُجُوه فَلم يبْق مُشْرك إِلَّا شغل بِعَيْنيهِ فَانْهَزَمُوا وردفهم الْمُؤْمِنُونَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا أبي ثَنَا أبان الْعَطَّار ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة قَالَ لما ورد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَدْرًا فَوجدَ الْمُشْركُونَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد سبقهمْ إِلَيْهِ فَلَمَّا طلعوا عَلَيْهِ زَعَمُوا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (هَذِه قُرَيْش قد جَاءَت بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرهَا تُحَادك وَتكذب رَسُولك اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مَا وَعَدتنِي فَلَمَّا أَقبلُوا اسْتَقْبَلَهُمْ فَحَثَا فِي وُجُوههم فَهَزَمَهُمْ الله تَعَالَى انْتَهَى

وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ ابْن إِسْحَاق وَارْتَحَلت قُرَيْش حِين أَصبَحت فَلَمَّا أَقبلت وَرَآهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تصوب من الْعَقَنْقَل وَهُوَ الْكَثِيب الَّذِي جَاءُوا مِنْهُ إِلَى الْوَادي قَالَ اللَّهُمَّ هَذِه قُرَيْش قد أَقبلت بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرهَا تُحَادك وَتكذب رَسُولك اللَّهُمَّ فَنَصرك الَّذِي وَعَدتنِي ... إِلَى أَن قَالَ بعد ذَلِك بِنَحْوِ ورقة قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ حفْنَة من حَصْبَاء فَاسْتقْبل بهَا قُريْشًا ثمَّ قَالَ (شَاهَت الْوُجُوه ثمَّ نَفَخَهُمْ بهَا وَأمر أَصْحَابه فَقَالَ (شدوا) فَكَانَت الْهَزِيمَة فَقتل الله من قتل من صَنَادِيد قُرَيْش وَأسر من أسر من أَشْرَافهم فَلَمَّا وضع الْقَوْم أَيْديهم يقتلُون وَيَأْسِرُونَ ... . الحَدِيث بِطُولِهِ وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ لما رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُريْشًا ... فَذكره إِلَى قَوْله (فَنَصرك الَّذِي وَعَدتنِي) لم يذكر الرَّمية لكنه رَوَى فِيمَا بعد حَدثنِي عَابِد بن يَحْيَى عَن أبي الْحُوَيْرِث عَن عمَارَة بن أكيمَة اللَّيْثِيّ عَن حَكِيم بن حزَام قَالَ لقد رَأَيْتنَا يَوْم بدر فَذكر الْقِصَّة وَفِي آخرهَا قَالَ فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كفا من الْحَصَا فَرَمَاهُمْ بهَا وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه) فَمَا بَقِي مِنْهُم أحد إِلَّا امْتَلَأَ وَجهه وَعَيناهُ فَانْهَزَمَ أَعدَاء الله والمسلمون يقتلُون وَيَأْسِرُونَ قَالَ الطَّيِّبِيّ لم يذكر أحد من أَئِمَّة الحَدِيث هَذِه الرَّمية الَّتِي كَانَت يَوْم بدر ثمَّ ذكر حَدِيث مُسلم عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حنينا فَلَمَّا وَاجَهنَا الْعَدو ... . إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا غشوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نزل عَن بغلته ثمَّ قبض قَبْضَة من تُرَاب ثمَّ اسْتقْبل بهَا وُجُوههم وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه) وَهَذَا خطأ مِنْهُ إِذْ لَا امْتنَاع أَن يكون النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعل ذَلِك فِي الْيَوْمَيْنِ وَقد قدمنَا رِوَايَة عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَابْن إِسْحَاق أَنَّهَا كَانَت يَوْم بدر

وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن بهْرَام الأيذجي ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد الْأَسْفَاطِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى السَّحَرِيِّ حَدثنِي أبي ثَنَا مُوسَى بن يَعْقُوب الزمعِي عَن عبد الله بن يزِيد مولَى الْأسود بن سُفْيَان عَن أبي بكر بن سُلَيْمَان ابْن أبي خَيْثَمَة عَن حَكِيم بن حزَام قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخذ كفا من الْحَصْبَاء فَاسْتقْبلنَا بِهِ فرمانا بهَا وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه) فَانْهَزَمْنَا فَأنْزل الله وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رَمَى انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي صَالح بِهِ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْمثنى ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَده يَوْم بدر فَقَالَ (يَا رب إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة فَلَنْ تعبد فِي الأَرْض أبدا) فَأمره جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأخذ قَبْضَة من التُّرَاب فَرَمَى بهَا فِي وُجُوههم فَمَا من الْمُشْركين أحد إِلَّا أصَاب عَيْنَيْهِ وَمنْخرَيْهِ وَفِيه تُرَاب فَوَلوا مُدبرين انْتَهَى وَرَوَى أَيْضا حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعَلي يَوْم بدر أَعْطِنِي حَصى من الأَرْض) فَنَاوَلَهُ حَصى عَلَيْهِ تُرَاب فَرَمَى بِهِ فِي وُجُوه الْقَوْم فَلم يبْق مُشْرك إِلَّا دخل فِي عَيْنَيْهِ من ذَلِك التُّرَاب شَيْء ثمَّ رَدفَهُمْ الْمُسلمُونَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ وَأنزل الله فَلم تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِن الله قَتلهمْ وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رَمَى انْتَهَى فقد ثَبت عَن غير وَاحِد من الْأَئِمَّة أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي يَوْم بدر وَإِن كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعل ذَلِك يَوْم حنين أَيْضا وَالله أعلم 501 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رَوَى أَبُو هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى بَاب أبي بن كَعْب فناداه وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَعجل فِي صلَاته ثمَّ جَاءَ فَقَالَ (مَا مَنعك عَن إجَابَتِي) قَالَ كنت أُصَلِّي قَالَ (ألم تخبر فِيمَا أُوحِي إِلَيّ اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ قَالَ لَا جرم لَا تَدعُونِي إِلَّا أَجَبْتُك

قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَلَيْسَ فِيهِ لَا جرم لَا تَدعُونِي إِلَّا أَجَبْتُك لَكِن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَمَتنه وَزَاد فِي آخِره قَالَ أبي لَا جرم يَا رَسُول الله لَا تَدعُونِي إِلَّا أَجَبْتُك وَإِن كنت أُصَلِّي انْتَهَى بِحُرُوفِهِ وَلم يحسن الطَّيِّبِيّ إِذْ عزاهُ للْبُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد بن الْمُعَلَّى لِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَدِيث الْكتاب 502 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رَوَى أَن الزُّبَيْر كَانَ يُسَايِر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا إِذْ أقبل عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَضَحِك إِلَيْهِ الزُّبَيْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَيفَ حبك لعَلي) فَقَالَ يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي إِنِّي أحبه كَحبي لوَلَدي أَو أَشد حبا قَالَ (فَكيف أَنْت إِذا سرت إِلَيْهِ تُقَاتِلهُ) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة مَعْنَاهُ وَعقد لَهُ بَابا فَقَالَ بَاب إخْبَاره عَلَيْهِ السَّلَام عَن قتال الزُّبَيْر ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن قَتَادَة قَالَ لما وَلَّى الزُّبَيْر يَوْم الْجمل بلغ عليا فَقَالَ لَو كَانَ يعلم أَنه عَلَى حق مَا وَلَّى وَذَاكَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقيهمَا فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة فَقَالَ (أَتُحِبُّهُ يَا زبير قَالَ وَمَا يَمْنعنِي قَالَ فَكيف بك إِذا قَاتلته ثمَّ قَالَ هَذَا مُرْسل وَقد رَوَى مَوْصُولا من وَجه آخر ثمَّ رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن الْأَجْلَح ثَنَا أبي عَن يزِيد الْفَقِير عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت الْمفضل بن فضَالة يحدث أبي عَن أبي حَرْب بن أبي الْأسود الديلِي عَن أَبِيه قَالَ لما دنا عَلّي وَأَصْحَابه من طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَدنت الصُّفُوف بَعْضهَا من بعض خرج عَلّي وَهُوَ عَلَى بغلة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَادَى ادعوا لي الزُّبَيْر بن الْعَوام فَأقبل حَتَّى اخْتلفت أَعْنَاق دَوَابِّهِمَا فَقَالَ

عَلّي يَا زبير نشدتك بِاللَّه أما تذكر يَوْم مر بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن بمَكَان كَذَا وَكَذَا فَقَالَ يَا زبير تحب عليا فَقلت أَلا أحب ابْن خَالَتِي وَابْن عمي وَعَلَى ديني قَالَ (أما وَالله لَتُقَاتِلنَّهُ وَأَنت ظَالِم) قَالَ بلَى وَالله وَلَكِنِّي نَسِيته انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا شريك بن عبد الله عَن الْأسود بن قيس حَدثنِي من رَأَى الزُّبَيْر يُقَصَّص الْخَيل فَنَوَّهَ بِهِ عَلّي بن أبي طَالب يَا أَبَا عبد الله يَا أَبَا عبد الله قَالَ فَأقبل حَتَّى الْتَقت أَعْنَاق دَوَابِّهِمَا فَقَالَ لَهُ عَلّي أنْشدك الله أَتَذكر يَوْمًا أَتَانَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا أناجيك فَقَالَ (أتناجيه وَالله ليقاتلنك وَهُوَ لَك ظَالِم) قَالَ فَضرب الزُّبَيْر وَجه دَابَّته فَانْصَرف انْتَهَى 503 - الحَدِيث الرَّابِع عشر رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حاصر بني قُرَيْظَة إِحْدَى وَعشْرين لَيْلَة فسألوا الصُّلْح كَمَا صَالح إخْوَانهمْ بني النَّضِير عَلَى أَن يَسِيرُوا إِلَى أَذْرُعَات وَأَرِيحَا من أَرض الشَّام فَأَبَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن ينزلُوا إِلَّا عَلَى حكم سعد بن معَاذ فَأَبَوا وَقَالُوا أرسل إِلَيْنَا أَبَا لبَابَة مَرْوَان بن عبد الْمُنْذر وَكَانَ مناصحا لَهُم لِأَن عِيَاله وَمَاله فِي أَيْديهم فَبَعثه إِلَيْهِم فَقَالُوا لَهُ مَا ترَى هَل ننزل عَلَى حكم سعد فَأَشَارَ إِلَى حَلقَة أَنه الذّبْح قَالَ أَبُو لبَابَة فَمَا زَالَت قَدَمَايَ حَتَّى علمت أَنِّي قد خُنْت الله وَرَسُوله فَنزلت فَشد نَفسه عَلَى سَارِيَة من سواري الْمَسْجِد وَقَالَ وَالله لَا أَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى أَمُوت أَو يَتُوب الله عَلّي فَمَكثَ سَبْعَة أَيَّام حَتَّى

خر مغشيا عَلَيْهِ ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ فَقيل لَهُ قد تيب عَلَيْك فَحل نَفسك فَقَالَ لَا وَالله لَا أحلهَا حَتَّى يكون رَسُول الله هُوَ الَّذِي يُحِلنِي فَجَاءَهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَحله بِيَدِهِ فَقَالَ إِن من تَمام تَوْبَتِي أَن أَهجر دَار قومِي الَّتِي أصبت فِيهَا الذَّنب وَأَن أَنْخَلِع من مَالِي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (يجْزِيك أَن تَتَصَدَّق من مَالك بِالثُّلثِ) قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كِلَاهُمَا فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي وَالِدي إِسْحَاق بن يسَار عَن معبد ابْن كَعْب بن مَالك السّلمِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَاصَرَهُمْ خمْسا وَعشْرين لَيْلَة يَعْنِي بني قُرَيْظَة ... إِلَى أَن أجهدهم الْحصار ... . فَذكره بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ ثمَّ بعثوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يبْعَث إِلَيْنَا أَبَا لبَابَة بن عبد الْمُنْذر نَسْتَشِيرهُ فَأرْسلهُ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَامُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ فرق لَهُم وَقَالُوا يَا أَبَا لبَابَة أَتَرَى أَن ننزل عَلَى حكم مُحَمَّد فَقَالَ نعم وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حلقه أَنه الذّبْح قَالَ أَبُو لبَابَة فَمَا زَالَت قَدَمَايَ تَرْجِعَانِ حَتَّى عرفت أَنِّي خُنْت الله وَرَسُوله ثمَّ انْطلق أَبُو لبَابَة عَلَى وَجهه وَلم يَأْتِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى ارْتبط فِي الْمَسْجِد إِلَى عَمُود من عمده وَقَالَ لَا أَبْرَح مَكَاني هَذَا حَتَّى يَتُوب الله عَلّي مِمَّا صنعت وَعَاهد الله تَعَالَى أَلا يطَأ بني قُرَيْظَة أبدا ثمَّ أسْند إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي يزِيد بن عبد الله بن قسيط أَن تَوْبَة أبي لبَابَة نزلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ فِي بَيت أم سَلمَة فَقَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من السحر وَهُوَ يضْحك فَقلت مَا يضْحك يَا رَسُول الله قَالَ (تيب عَلَى أبي لبَابَة فَقلت أَلا أُبَشِّرهُ يَا رَسُول الله (قَالَ بلَى إِن شِئْت فَقُمْت عَلَى بَاب حُجْرَتي وَذَلِكَ قبل أَن يضْرب علينا الْحجاب وَقلت يَا أَبَا لبَابَة أبشر فقد تَابَ الله عَلَيْك فَثَابَ النَّاس إِلَيْهِ لِيُطْلِقُوهُ فَقَالَ لَا وَالله حَتَّى يكون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ الَّذِي يُطلقنِي بِيَدِهِ فَلَمَّا مر عَلَيْهِ خَارِجا إِلَى صَلَاة

الصُّبْح أطلقهُ انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ كَانَت بَنو قُرَيْظَة حلفا لأبي لبَابَة فَاطَّلَعُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى حكم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا أَبَا لبَابَة أَتَأْمُرُنَا أَن ننزل فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حلقه أَنه الذّبْح فَأخْبر عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلبث حينا وَهُوَ عَاتب عَلَيْهِ ثمَّ غزا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَبُوكا وَهِي غَزْوَة الْعسرَة فَتخلف عَنهُ أَبُو لبَابَة فِيمَن تخلف فَلَمَّا قفل رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِنْهَا جَاءَهُ أَبُو لبَابَة يسلم عَلَيْهِ فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَفَزعَ أَبُو لبَابَة فَارْتَبَطَ بِسَارِيَة التَّوْبَة الَّتِي عِنْد بَاب أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سبعا بَين يَوْم وَلَيْلَة فِي حر شَدِيد لَا يَأْكُل فِيهِنَّ وَلَا يشرب وَقَالَ لَا يزَال هَذَا مَكَاني حَتَّى أُفَارِق الدُّنْيَا أَو يَتُوب الله عَلّي فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَا سمع لَهُ صَوت من الْجهد وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينظر إِلَيْهِ بكرَة وَعَشِيَّة ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ فَأرْسل إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِيُطْلِقَهُ فَأَبَى أَن يُطلقهُ إِلَّا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فجَاء عَلَيْهِ السَّلَام فَأَطْلقهُ بِيَدِهِ فَقَالَ أَبُو لبَابَة يَا رَسُول الله إِنِّي أَهجر دَار قومِي الَّتِي أصبت فِيهَا الذَّنب وَأَنْتَقِلَ إِلَيْك فأساكنك وَإِنِّي أَخْلَع من مَالِي صَدَقَة إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ (يُجزئ عَنْك الثُّلُث) فَهجر أَبُو لبَابَة دَار قومه وَسَاكن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَتصدق بِثلث مَاله ثمَّ تَابَ فَلم ير مِنْهُ بعد ذَلِك إِلَّا خير حَتَّى فَارق الدُّنْيَا انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب من تخلف فِي غَزْوَة تَبُوك ثَنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ كَانَ أَبُو لبَابَة مِمَّن تخلف عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة تَبُوك فَربط نَفسه بِسَارِيَة ثمَّ قَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي مِنْهَا وَلَا أَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى أَمُوت أَو يَتُوب الله عَلّي فَمَكثَ سَبْعَة أَيَّام لَا يَذُوق فِيهَا طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى كَانَ يخر مغشيا عَلَيْهِ قَالَ ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ فَقيل لَهُ قد تيب عَلَيْك يَا أَبَا لبَابَة فَقَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي حَتَّى يكون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ الَّذِي يُحِلنِي بِيَدِهِ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحله بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله إِن من تَوْبَتِي أَن أَهجر دَار قومِي الَّتِي أصبت فِيهَا الذَّنب وَأَن أَنْخَلِع من مَالِي كُله

صَدَقَة إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله فَقَالَ (يجْزِيك الثُّلُث يَا أَبَا لبَابَة) انْتَهَى وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول الزُّهْرِيّ والكلبي بِلَفْظ الْكتاب سَوَاء وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه انْتَهَى وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن كَعْب بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو لبَابَة ... بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق 504 - الحَدِيث الْخَامِس عشر رُوِيَ أَن الْأَنْصَار لما أَسْلمُوا وَبَايَعُوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فرقت قُرَيْش أَن يَتَفَاقَم أمره فَاجْتمعُوا فِي دَار الندوة مُتَشَاوِرِينَ فِي أمره فَدخل عَلَيْهِم إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ وَقَالَ أَنا شيخ من نجد مَا أَنا من تهَامَة دخلت مَكَّة فَسمِعت بِاجْتِمَاعِكُمْ فَأَرَدْت أَن أحْضركُم وَلنْ تَعْدَمُوا مني رَأيا وَنصحا فَقَالَ أَبُو البخْترِي إِن تَحْبِسُوهُ فِي بَيت وتشدوا وثَاقه وتسدوا عَلَيْهِ بَابه غير كوَّة تلقونَ إِلَيْهِ طَعَامه وَشَرَابه مِنْهَا وتتربصوا بِهِ ريب الْمنون فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي يأتيكم من يُقَاتِلكُمْ من قومه وَيُخَلِّصهُ من أَيْدِيكُم فَقَالَ هِشَام بن عَمْرو رَأْيِي أَن تَحملُوهُ عَلَى جمل وتخرجوه من بَين أظْهركُم فَلَا يضركم مَا صنع وَاسْتَرَحْتُمْ فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي يفْسد قوما غَيْركُمْ ويقاتلكم بهم فَقَالَ أَبُو جهل رَأْيِي أَن تَأْخُذُوا من كل بطن غُلَاما وتعطوه سَيْفا صَارِمًا فَيَضْرِبُوهُ ضَرْبَة رجل وَاحِد فَيَتَفَرَّق دَمه فِي الْقَبَائِل فَلَا يُقَوي بَنو هَاشم عَلَى حَرْب قُرَيْش كلهم فَإِذا طلبُوا الْعقل عَقَلْنَاهُ وَاسْتَرَحْنَا فَقَالَ الشَّيْخ صدق هَذَا الْفَتَى هُوَ أَجودكُم رَأيا فَتَفَرَّقُوا عَلَى رَأْي أبي جهل مُجْتَمعين عَلَى قَتله فَأخْبر جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمره أَلا يبيت فِي مضجعه

وَأذن الله لَهُ فِي الْهِجْرَة فَأمر عليا فَنَامَ فِي مضجعه وَقَالَ لَهُ (اتَّشَحَ ببردتي فَإِنَّهُ لن يخلص إِلَيْك أَمر تكرههُ) وَبَاتُوا مُتَرَصِّدِينَ فَلَمَّا أَصْبحُوا ثَارُوا إِلَى مضجعه فَأَبْصرُوا عليا فَبُهِتُوا وَاقْتَصُّوا أَثَره فَأبْطل الله مَكْرهمْ وَخيَّب الله سَعْيهمْ قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْفَصْل السَّادِس عشر وَابْن هِشَام فِي سيرته والطبري فِي تَفْسِيره كلهم من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما اجْتمعت قُرَيْش فِي دَار الندوة وَتَشَاوَرُوا فِي أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اعْتَرَضَهُمْ إِبْلِيس فِي هَيْئَة شيخ فَوقف عَلَى بَاب الدَّار فَقَالُوا لَهُ من أَنْت قَالَ شيخ من أهل نجد سَمِعت بِالَّذِي اجْتَمَعْتُمْ لَهُ فَأَرَدْت أَن أحْضركُم وَعَسَى أَن لَا تَعْدَمُوا مني رَأيا وَنصحا فَقَالُوا لَهُ ادخل فَدخل مَعَهم وَقد اجْتمع أَشْرَاف قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة أَبنَاء ربيعَة وَأَبُو سُفْيَان وَأَبُو جهل وَطعيمَة بن عدي وَجبير بن مطعم والْحَارث بن عَامر وَالنضْر بن الْحَارِث أَبُو البخْترِي وَزَمعَة بن الْأسود وَحَكِيم بن حزَام وَأُميَّة بن خلف فِي آخَرين لَا يُحصونَ فَقَالَ بَعضهم لبَعض إِن هَذَا الرجل قد كَانَ من أمره مَا قد رَأَيْتُمْ وَإِنَّا وَالله لَا نَأْمَنهُ من الْوُثُوب علينا فَأَجْمعُوا فِيهِ رَأْيكُمْ فَقَالَ قَائِل مِنْهُم احْبِسُوهُ فِي الْحَدِيد وَأَغْلقُوا عَلَيْهِ الْبَاب ثمَّ تَرَبَّصُوا بِهِ الْمَوْت فَقَالَ إِبْلِيس بئس الرَّأْي فَلَا يُوشك أَن يثب عَلَيْكُم أَصْحَابه فينتزعوه من أَيْدِيكُم ثمَّ يكاثرونكم بِهِ حَتَّى يَغْلِبُونَكُمْ ثمَّ قَالَ آخر نخرجهُ من بِلَادنَا فَإِذا غَابَ أَصْلحنَا أمرنَا فَقَالَ إِبْلِيس وَلَا هَذَا أَيْضا رَأْي فَلَا يُوشك أَن يغلب عَلَى قوم غَيْركُمْ ثمَّ يسير بهم إِلَيْكُم فيطأكم بهم فَقَالَ أَبُو جهل إِن لي فِيهِ رَأيا مَا أَرَاكُم وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ قَالُوا وَمَا هُوَ قَالَ أرَى أَن نَأْخُذ من كل قَبيلَة فَتى جلدا فَنُعْطِيه سَيْفا ثمَّ يَعْمِدُونَ

إِلَيْهِ فَيَضْرِبُونَهُ بهَا ضَرْبَة رجل وَاحِد فَيَتَفَرَّق دَمه فِي الْقَبَائِل وَلَا تقدر بَنو عبد منَاف عَلَى حَرْب قَومهمْ جَمِيعًا فرضوا منا الْعقل فعقلناه لَهُم فَقَالَ إِبْلِيس هَذَا هُوَ الرَّأْي لَا غَيره وَتَفَرَّقُوا مُجْمِعِينَ عَلَى ذَلِك فَأَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمره أَلا يبيت عَلَى فرَاشه تِلْكَ اللَّيْلَة واجتمعوا وَقت الْعَتَمَة يَرْصُدُونَهُ مَتى ينَام فيثبون عَلَيْهِ وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب أَن ينَام عَلَى فرَاشه ويتشح بِبرْدِهِ الْأَخْضَر فَلَمَّا وجدوه عليا بهتُوا وَأذن الله لنَبيه عِنْد ذَلِك فِي الْهِجْرَة مُخْتَصر وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي فِي بَاب من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة حَدثنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة قَالَ لما كثر الْمُسلمُونَ ... فَذكر نَحوه وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي ذكر الْهِجْرَة أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وحَدثني ابْن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس 505 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْإِسْلَام يجب مَا قبله) قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب إِسْلَام عَمْرو بن الْعَاصِ عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن أبي حبيب عَن رَاشد مولَى حبيب بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ عَن حبيب بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ حَدثنِي عَمْرو بن الْعَاصِ من فِيهِ إِلَيّ فِي قَالَ لما جِئْت أُرِيد الْإِسْلَام لقِيت خَالِد بن الْوَلِيد فَقلت لَهُ إِنِّي أُرِيد الْإِسْلَام فَقَالَ وَأَنا وَالله أُرِيد أَن أسلم قَالَ فَجِئْنَا إِلَى الْمَدِينَة فَتقدم خَالِد فَأسلم وَبَايع وَتَقَدَّمت أَنا فَقلت أُبَايِعك وَذكرت مَا تقدم من ذَنبي وَلَا أذكر مَا اسْتَأْخَرَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَايع يَا عَمْرو فَإِن الْإِسْلَام يجب مَا قبله وَالْهجْرَة تجب مَا كَانَ قبلهَا) قَالَ فَبَايَعت

وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ أَنا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن قيس بن وَسقي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ ... فَذكره وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب أَخْبرنِي سُوَيْد بن قيس عَن قيس بن وَسقي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُبَايِعهُ فَأخذت بِيَدِهِ فَقلت أُبَايِعك عَلَى أَن يغْفر لي كل ذَنْب كَانَ فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله وَإِن الْهِجْرَة تجب مَا كَانَ قبلهَا) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يَحْيَى بن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام قَالَ سَمِعت أبي يحدث قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد لما أَرَادَ الله بِي الْخَيْر وَوجدت فِي قلبِي حب الْإِسْلَام أَجمعت الْخُرُوج إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَظَرت من أصَاحب فَلَقِيت عُثْمَان بن أبي طَلْحَة فَذكرت لَهُ الَّذِي أُرِيد فأسرع الْإِجَابَة وَخَرجْنَا جَمِيعًا فَلَمَّا كُنَّا بِالْهَدةِ إِذا عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَحَّبَ بِنَا وَسَأَلنَا فَأَخْبَرنَاهُ الْخَبَر فَإِذا هُوَ يُرِيد مَا نُرِيد فاصطحبنا سبعا حَتَّى قدمنَا الْمَدِينَة أول يَوْم من صفر سنة ثَمَان فَلَمَّا اطَّلَعْنَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سلمت عَلَيْهِ فَرد عَلّي السَّلَام بِوَجْه طلق فَأسْلمت وَشهِدت شَهَادَة الْحق وَقلت يَا رَسُول الله اسْتغْفر لي كل مَا أَوضعت فِيهِ من صد عَن سَبِيل الله فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله اللَّهُمَّ اغْفِر لخَالِد بن الْوَلِيد كل مَا أوضع فِيهِ من صد عَن سَبِيلك) قَالَ ثمَّ تقدم عَمْرو بن الْعَاصِ وَعُثْمَان ابْن طَلْحَة فَأَسْلمَا وَبَايِعًا مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي بِهَذَا الْإِسْنَاد والمتن وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الحميد بن جَعْفَر عَن يزِيد بن أبي حبيب وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الْوَاقِدِيّ بِسَنَدِهِ الْبَيْهَقِيّ

وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْمُغيرَة بن شُعْبَة أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عتبَة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن عَمه عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله) مُخْتَصر من قصَّة إِسْلَام عُرْوَة وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة هَبَّار بن الْأسود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي هِشَام بن عمَارَة عَن سعيد بن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كنت جَالِسا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَسْجده إِذْ طلع هَبَّار بن الْأسود فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله هَذَا هَبَّار بن الْأسود وَأَرَادَ بعض الْقَوْم أَن يقوم إِلَيْهِ فَمَنعه فجَاء حَتَّى وقف وَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَجعل يعْتَذر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِمَّا كَانَ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قد عَفَوْت عَنْك وَالْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله) أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر حَدثنِي وَاقد بن أبي يَاسر عَن يزِيد بن رُومَان قَالَ قَالَ الزُّبَيْر بن الْعَوام لقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يُطَأْطِئ رَأسه من هَبَّار بن الْأسود وَهُوَ يعْتَذر إِلَيْهِ حَيَاء مِنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قد عَفَوْت عَنْك وَالْإِسْلَام يجب مَا كَانَ قبله) مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسندين الْمَذْكُورين وَكثير من الْفُقَهَاء يَعْزُو هَذَا الحَدِيث لمُسلم وَهُوَ غلط فَإِن لفظ مُسلم (الْإِسْلَام يهدم مَا قبله) رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان فِي بَاب كَون الْإِسْلَام يهدم مَا قبله وَكَذَا الْهِجْرَة وَالْحج من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهرِي قَالَ حَضَرنَا عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَة الْمَوْت يبكي طَويلا ... إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا قبله وَأَن الْهِجْرَة تهدم

مَا قبلهَا وَأَن الْحَج يهدم مَا قبله) مُخْتَصر وَكَأن الشَّيْخ محيي الدَّين رَحِمَهُ اللَّهُ لم يقف إِلَّا عَلَى لفظ مُسلم وَلم يَقع لَهُ رِوَايَة يجب فَلذَلِك غلط فِي كِتَابه تَهْذِيب الْأَسْمَاء الْفُقَهَاء الَّذين يذكرُونَهُ بِلَفْظ يجب وَذكر لفظ مُسلم ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ يحت بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة وَعَزاهُ لكتاب الْأَنْسَاب للزُّبَيْرِ بن بكار وَيُرَاجع كَلَامه 506 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن عُثْمَان وجُبَير بن مطعم أَنَّهُمَا قَالَا يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ إخْوَتك بَنو هَاشم لَا يُنكر فَضلهمْ لِمَكَانِك الَّذِي جعلك الله مِنْهُم أَرَأَيْت إِخْوَاننَا بني عبد الْمطلب أَعطيتهم وَحَرَمْتنَا وَإِنَّمَا نَحن وهم بِمَنْزِلَة وَاحِدَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام إِنَّمَا هم بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد) وَشَبك بَين أَصَابِعه قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْخراج وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب قسم الْفَيْء وَابْن ماجة فِي الْجِهَاد كلهم من حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن جُبَير بن مطعم قَالَ لما قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سهم ذَوي الْقُرْبَى من خَيْبَر بَين بني هَاشم وَبني الْمطلب جِئْت أَنا وَعُثْمَان فَقُلْنَا يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ بَنو هَاشم لَا يُنكر فَضلهمْ لِمَكَانِك مِنْهُم إِخْوَاننَا من بني الْمطلب أَعطيتهم وَتَرَكتنَا وَإِنَّمَا نَحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة وَاحِدَة قَالَ (إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام وَإِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد) ثمَّ شَبكَ بَين أَصَابِعه انْتَهَى وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه وَلم يحسن الطَّيِّبِيّ إِذْ عزا هَذَا الحَدِيث للْبُخَارِيّ فَإِن قَوْله (لم يُفَارِقُونِي) إِلَى آخِره لَيْسَ فِي البُخَارِيّ

507 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْخُذ الْخمس فَيضْرب بِيَدِهِ فِيهِ فَيَأْخُذ مِنْهُ قَبْضَة فيجعلها للكعبة وَهُوَ سهم الله ثمَّ يقسم مَا بَقِي عَلَى خَمْسَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَتَى بِالْغَنِيمَةِ قسمهَا عَلَى خَمْسَة أَقسَام ثمَّ يقبض بِيَدِهِ قَبْضَة من الْخمس أجمع ثمَّ يَقُول (هَذَا للكعبة) ثمَّ يَقُول (لَا تجْعَلُوا لله نَصِيبا فَإِن لله الْآخِرَة وَالدُّنْيَا) ثمَّ يَأْخُذ سَهْما لنَفسِهِ وَسَهْما لِذَوي الْقُرْبَى وَسَهْما لِلْيَتَامَى وَسَهْما للْمَسَاكِين وَسَهْما لِابْنِ السَّبِيل انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤْتِي بِالْغَنِيمَةِ فَيقسمهَا عَلَى خَمْسَة فَتكون أَرْبَعَة أَخْمَاس لمن شَهِدَهَا ثمَّ يَأْخُذ الْخمس فَيضْرب بِيَدِهِ فِيهِ فَيَأْخُذ الَّذِي قبض كَفه فَيَجْعَلهُ للكعبة وَهُوَ سهم الله ثمَّ يقسم مَا بَقِي عَلَى خَمْسَة أسْهم فَيكون سهم للرسول وَسَهْم لِذَوي الْقُرْبَى وَسَهْم لِلْيَتَامَى وَسَهْم للْمَسَاكِين وَسَهْم لِابْنِ السَّبِيل انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال ثَنَا حجاج عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ بِهِ 508 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لقد قللُوا فِي أَعيننَا حَتَّى قلت لرجل إِلَى جَنْبي أَترَاهُم سبعين قَالَ أَرَاهُم مائَة فَأَسَرْنَا رجلا مِنْهُم فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ كُنَّا ألفا قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عَمْرو بن مُحَمَّد وَيَحْيَى بن

آدم قَالَا ثَنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله ابْن مَسْعُود ... فَذكره وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 509 - الحَدِيث التَّاسِع عشر فِي الحَدِيث (نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي مَوَاضِع وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور) 510 - الحَدِيث الْعشْرُونَ (مَا رئي إِبْلِيس يَوْمًا أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَغيظ من يَوْم عَرَفَة لما يرَى من نزُول الرَّحْمَة إِلَّا يَوْم بدر) قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي آخر كتاب الْحَج مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا رئي الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَحْقَر وَلَا أَغيظ مِنْهُ يَوْم عَرَفَة لما يرَى من تَنْزِيل الرَّحْمَة وَتجَاوز الله عَن الذُّنُوب الْعِظَام إِلَّا مَا رَأَى يَوْم بدر) قيل وَمَا رَأَى يَوْم بدر قَالَ (أما أَنه قد رَأَى جِبْرِيل يَزع الْمَلَائِكَة) انْتَهَى وَمن طَرِيق مَالك رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحَج ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْعِشْرين وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ ثمَّ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُرْسل صَحِيح وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة مَعْدُود فِي ثِقَات التَّابِعين سمع أنس بن مَالك وَغَيره وَطَلْحَة بن عبيد الله بن كريز أَيْضا تَابِعِيّ ثِقَة وكريز

بِفَتْح الْكَاف فِي خُزَاعَة وَبِضَمِّهَا فِي قُرَيْش قَالَ البُخَارِيّ طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز الْخُزَاعِيّ سمع أم الدَّرْدَاء انْتَهَى وَوهم الشَّيْخ مُحي الدَّين النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك الَّتِي لَهُ فَقَالَ روينَا عَن طَلْحَة عَن عبيد الله أحد الْعشْرَة فَلَيْسَ هَذَا طَلْحَة الصَّحَابِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّقَصِّي وَرَوَى هَذَا الحَدِيث أَبُو النَّضر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْعجلِيّ عَن مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز عَن أَبِيه وَلم يقل فِيهِ عَن أَبِيه غَيره وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب مَا فِي الْمُوَطَّأ انْتَهَى كَلَامه قَالَ فِي الصِّحَاح الْوَازِع الَّذِي يتَقَدَّم الصَّفّ فَيُصْلِحهُ انْتَهَى وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَحشر لِسُلَيْمَان جُنُوده من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالطير فهم يُوزعُونَ الدَّحْر الْبعد قَالَ تَعَالَى مَدْحُورًا أَي مُبْعدًا 511 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن عقبَة بن عَامر سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول عَلَى الْمِنْبَر (أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي) قَالَهَا ثَلَاثًا قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْجِهَاد من حَدِيث أبي عَلّي ثُمَامَة بن شفي سمع عقبَة بن عَامر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر يَقُول وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي انْتَهَى 512 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ فِي الحَدِيث (إِن الشَّيْطَان لَا يقرب صَاحب فرس وَلَا دَارا فِيهَا فرس عَتيق)

وَرُوِيَ أَن صَهِيل الْخَيل تطرد الْجِنّ قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات كلهم عَن مُحَمَّد بن شُعَيْب بن شَابُور من حَدِيث سعيد بن سِنَان عَن يزِيد بن عبد الله بن عريب الْمليكِي عَن أَبِيه عَن جده عريب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله وَآخَرين من دونهم لَا تَعْلَمُونَهُم قَالَ (هم الْجِنّ وَلنْ يخْتل الشَّيْطَان إنْسَانا فِي دَاره فرس عَتيق) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَعِيد بن سِنَان وَقَالَ ضعفه أَحْمد وَابْن معِين وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول فِي سُورَة الْبَقَرَة من حَدِيث مُحَمَّد بن شُعَيْب عَن ابْن مهْدي عَن يزِيد بن عبد الله بن عريب عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (نزلت هَذِه الْآيَة الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار سرا وَعَلَانِيَة فَلهم أجرهم عِنْد رَبهم فِي أَصْحَاب الْخَيل) وَقَالَ (إِن الشَّيْطَان لَا يخْتل أحدا فِي دَاره فرس عَتيق) انْتَهَى وَرَوَى القَاضِي أَبُو الْقَاسِم عَلّي بن مُحَمَّد النَّخعِيّ فِي كتاب السَّبق بِالْخَيْلِ وَهُوَ كتاب لطيف نسخته مَوْقُوفَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ من الْقَاهِرَة حَدثنَا الْحسن ابْن عَلّي بن عَفَّان حَدثنَا الْحسن بن عَطِيَّة عَن طَلْحَة بن زيد عَن الْوَضِين بن عَطاء عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هَذِه الْآيَة وَآخَرين من دونهم لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ قَالَ (نعم الْجِنّ لَا يدْخل الْجِنّ دَارا فِيهَا فرس عَتيق) وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَآخَرين من دونهم لَا تَعْلَمُونَهُم قَالَ هُوَ الشَّيْطَان

لَا يقرب نَاصِيَة فرس لِأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر فَلَا يقربهُ شَيْطَان أبدا) انْتَهَى وَهَذَا سَنَد واه جُوَيْبِر ضَعِيف وَالضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس 513 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بسبعين أَسِيرًا مِنْهُم الْعَبَّاس عَمه وَعقيل بن أبي طَالب فَاسْتَشَارَ أَبَا بكر فيهم فَقَالَ قَوْمك وَأهْلك فَاسْتَبْقِهِمْ لَعَلَّ الله يَتُوب عَلَيْهِم وَخذ مِنْهُم فديَة تقَوِّي بهَا أَصْحَابك وَقَالَ عمر كَذبُوك وَأَخْرَجُوك فَقَدمهُمْ وَاضْرِبْ أَعْنَاقهم فَإِن هَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْكفْر وَإِن الله قد أَغْنَاك عَن الْفِدَاء مكن عليا من عقيل وَمكن حَمْزَة من الْعَبَّاس وَمَكني من فلَان لِنَسِيبٍ لَهُ فَاضْرب أَعْنَاقهم فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله ليلين قُلُوب رجال حَتَّى تكون أَلين من اللين وَإِن الله ليُشَدد قُلُوب رجال حَتَّى تكون أَشد من الْحِجَارَة وَإِن مثلك يَا أَبَا بكر كَمثل إِبْرَاهِيم قَالَ فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني وَمن عَصَانِي فَإنَّك غَفُور رَحِيم وَمثلك يَا عمر مثل نوح قَالَ لَا تذر عَلَى الأَرْض من الْكَافرين ديارًا ثمَّ قَالَ لأَصْحَابه أَنْتُم الْيَوْم عَالَة فَلَا يَفْلِتَنَّ أحد مِنْهُم إِلَّا بِفِدَاء أَو ضرب عنق) وَرَوَى أَنه قَالَ لَهُم (إِن شِئْتُم قَتَلْتُمُوهُمْ وَإِن شِئْتُم فَادَيْتُمُوهُمْ وَاسْتشْهدَ مِنْكُم بِعدَّتِهِمْ) فَقَالُوا بل بِأخذ الْفِدَاء إِذْ اسْتشْهدُوا بِأحد وَكَانَ فدَاء الْأسَارَى عشْرين أُوقِيَّة وَفِدَاء الْعَبَّاس أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة وَالْأُوقِية أَرْبَعُونَ درهما وَسِتَّة دَنَانِير وَرُوِيَ أَنهم لما أخذُوا الْفِدَاء نزلت فإمَّا منا بعد وَإِمَّا فدَاء

فَدخل عمر عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا هُوَ وَأَبُو بكر يَبْكِيَانِ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي فَإِن وجدت بكاء بَكَيْت وَإِن لم أجد بكاء تَبَاكَيْت فَقَالَ (أبْكِي عَلَى أَصْحَابك فِي أَخذهم الْفِدَاء وَلَقَد عرض عَلّي عَذَابهمْ أدنَى من هَذِه الشَّجَرَة) لشَجَرَة قريبَة مِنْهُ قلت هَذِه بَقِيَّة حَدِيث عمر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث السَّابِع وَهُوَ حَدِيث هَذَا آخِره وَفِيه نقص يسير رَوَاهُ مُسلم قَالَ ابْن عَبَّاس فَقتلُوا يَوْمئِذٍ سبعين وأسروا سبعين فَلَمَّا أَسرُّوا الْأسَارَى قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لأبي بكر وَعمر (مَا ترَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأسَارَى) فَقَالَ أَبُو بكر يَا نَبِي الله هم بَنو الْعم وَالْعشيرَة أرَى أَن تَأْخُذ مِنْهُم فديَة فَتكون لنا قُوَّة عَلَى الْكفَّار فَعَسَى الله أَن يهْدِيهم لِلْإِسْلَامِ وَقَالَ عمر لَا وَالله يَا رَسُول الله مَا أرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بكر وَلَكِن أرَى أَن تمَكنا فَنَضْرِب أَعْنَاقهم فَتمكن عليا من عقيل فَيضْرب عُنُقه وَتُمَكِّنِّي من فلَان نسيب لعمر فَأَضْرب عُنُقه فَإِن هَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْكفْر وَصَنَادِيدهَا فَهَوِيَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا قَالَ أَبُو بكر وَلم يَهو مَا قَالَ عمر فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جِئْت فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبُو بكر قَاعِدين يَبْكِيَانِ قلت من أَي شَيْء تبْكي أَنْت وَصَاحِبك فَإِن وجدت بكاء بَكَيْت وَإِن لم أجد بكاء تَبَاكَيْت لِبُكَائِكُمَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أبْكِي للَّذي عرض عَلَى أَصْحَابك من أَخذهم الْفِدَاء لقد عرض عَلّي عَذَابهمْ أدنَى من هَذِه الشَّجَرَة) لشَجَرَة قريبَة مِنْهُ مُخْتَصر وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده والطبري وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن عَمْرو بن مرّة عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا تَقولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأسَارَى) فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله قَوْمك وَأهْلك اسْتَبْقِهِمْ لَعَلَّ الله يَتُوب عَلَيْهِم وَقَالَ عمر يَا رَسُول الله كَذبُوك وَأَخْرَجُوك فَقَدمهُمْ فَاضْرب أَعْنَاقهم وَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة يَا رَسُول الله أَنْت فِي وَاد كثير الْحَطب فأضرم

الْوَادي عَلَيْهِم نَارا قَالَ فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يرد عَلَيْهِم شَيْئا ثمَّ قَالَ (إِن الله ليلين قُلُوب رجال حَتَّى تكون أَلين من اللين وَإِن الله ليُشَدد قُلُوب رجال حَتَّى تكون أَشد من الْحِجَارَة وَإِن مثلك يَا أَبَا بكر كَمثل عِيسَى قَالَ إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم وَإِن مثلك يَا عبد الله مثل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ رَبنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالهم وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبهم فَلَا يُؤمنُوا حَتَّى يرَوا الْعَذَاب الْأَلِيم وَإِن مثلك يَا عمر مثل نوح عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ رب لَا تذر عَلَى الأَرْض من الْكَافرين ديارًا أَنْتُم عَالَة فَلَا يَنْقَلِبْنَ أحد مِنْهُم إِلَّا بِفِدَاء أَو ضَرْبَة عنق) قَالَ ابْن مَسْعُود فَقلت يَا رَسُول الله إِلَّا سُهَيْل ابْن بَيْضَاء فَإِنَّهُ يذكر الْإِسْلَام فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمَا رَأَيْتنِي فِي يَوْم أخوف أَن تقع عَلّي حِجَارَة من السَّمَاء مني فِي ذَلِك الْيَوْم حَتَّى قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِلَّا سُهَيْل ابْن بَيْضَاء) فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ لنَبِيّ أَن يكون لَهُ أَسْرَى الْآيَة انْتَهَى قيل وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه قَوْله وَرُوِيَ أَنه قَالَ (إِن شِئْتُم قَتَلْتُمُوهُمْ وَإِن شِئْتُم فَادَيْتُمُوهُمْ) هَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مَعَ اخْتِلَاف يسير فَقَالَ حَدثنَا أَبُو كريب حَدثنَا ابْن فُضَيْل عَن أَشْعَث بن سوار عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عُبَيْدَة قَالَ أسر الْمُسلمُونَ من الْمُشْركين سبعين وَقتلُوا سبعين فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اخْتَارُوا أَن تَأْخُذُوا مِنْهُم الْفِدَاء فَتَقووْا بِهِ عَلَى عَدوكُمْ وَيقتل مِنْكُم سَبْعُونَ أَو تَقْتُلُوهُمْ) فَقَالُوا بل نَأْخُذ الْفِدْيَة مِنْهُم وَيقتل منا سَبْعُونَ قَالَ فَأخذُوا مِنْهُم الْفِدْيَة وَقتل مِنْهُم سَبْعُونَ ثمَّ أسْند إِلَى أَبَا عُبَيْدَة أَيْضا قَالَ كَانَ فدَاء أُسَارَى بدر مائَة أُوقِيَّة

وَالْأُوقِية أَرْبَعُونَ درهما وَمن الدَّنَانِير سِتَّة انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع حَدثنَا مُحَمَّد بن الْبشر ابْن مَرْوَان الصَّيْرَفِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرْعرة حَدثنَا أَزْهَر عَن ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عُبَيْدَة عَن عَلّي قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي أُسَارَى بدر (إِن شِئْتُم قَتَلْتُمُوهُمْ وَإِن شِئْتُم فَادَيْتُمُوهُمْ وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِالْفِدَاءِ وَاسْتشْهدَ مِنْكُم بِعدَّتِهِمْ) فَأخذُوا الْفِدْيَة فَقتل مِنْهُم سَبْعُونَ قَالَ وَكَانَ آخر السّبْعين ثَابت بن قيس بن شماس انْتَهَى وَرَوَى أَيْضا من حَدِيث أبي صَالح عبد الله بن صَالح ثني مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الْأَسْرَى الْآيَة قَالَ كَانَ الْعَبَّاس يَوْم بدر أَسِيرًا فَافْتَدَى نَفسه بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة ذَهَبا فَقَالَ الْعَبَّاس حِين نزلت هَذِه الْآيَة أَعْطَانَا الله خَصْلَتَيْنِ مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا ... أسرت يَوْم بدر فَافْتَدَيْت نَفسِي بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة ذَهَبا فَأَتَانِي الله أَرْبَعِينَ عبدا وَأَنا أَرْجُو الْمَغْفِرَة الَّتِي وعدنا الله انْتَهَى وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي خَالِد بن الْهَيْثَم مولَى لبني هَاشم عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عَلّي قَالَ أَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم بدر فخيروه فِي الْأَسْرَى أَن يضْرب أَعْنَاقهم أَو يَأْخُذ مِنْهُم الْفِدَاء وَيسْتَشْهد مِنْكُم فِي قَابل عدتهمْ فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَصْحَابه فَقَالُوا بل نَأْخُذ الْفِدْيَة وَيسْتَشْهد منا فَقبل مِنْهُم الْفِدَاء وَقتل مِنْهُم قَابل عدتهمْ بِأحد مُخْتَصر 514 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَو نزل من السَّمَاء عَذَاب لما نجا مِنْهُ غير عمر بن الْخطاب وَسعد بن معَاذ) لقَوْله كَانَ الْإِثْخَان فِي الْقَتْل أحب إِلَيّ

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا سَلمَة قَالَ قَالَ ابْن إِسْحَاق لم يكن أحد من الْمُؤمنِينَ مِمَّن حضر بَدْرًا إِلَّا أحب الْغَنَائِم إِلَّا عمر بن الْخطاب فَإِنَّهُ جعل لَا يلقى أَسِيرًا إِلَّا ضرب عُنُقه وَقَالَ سعد بن معَاذ يَا رَسُول الله الْإِثْخَان فِي الْقَتْل أحب إِلَيّ من اسْتِبْقَاء الرِّجَال فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو نزل من السَّمَاء عَذَاب لما نجا مِنْهُ غير عمر بن الْخطاب وَسعد بن معَاذ) انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ هَكَذَا بِلَفْظ الطَّبَرِيّ من غير سَنَد وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد مُتَّصِل من حَدِيث ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يذكر فِيهِ سعد بن معَاذ وَقد ذكرته فِي أَحَادِيث الْأُصُول الشَّافِعِيَّة وَلَفظه (لَو نزل الْعَذَاب مَا أفلت إِلَّا ابْن الْخطاب) مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي خَالِد بن الْهَيْثَم مولَى لبني هَاشم عَن يَحْيَى بن أبي كثير ... فَذكره بِطُولِهِ وَفِي آخِره وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو نزل من السَّمَاء عَذَاب مَا نجا مِنْهُ إِلَّا عمر كَانَ يَقُول اقْتُل وَلَا تَأْخُذ الْفِدَاء وَكَانَ سعد بن معَاذ يَقُول اقْتُل وَلَا تَأْخُذ الْفِدَاء) مُخْتَصر 515 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ عَن الْعَبَّاس أَنه قَالَ كنت مُسلما لكِنهمْ اسْتَكْرَهُونِي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن يكن مَا تذكر حَقًا فَالله يجْزِيك فَأَما ظَاهر أَمرك فقد كَانَ علينا) وَكَانَ أحد الَّذين ضمنُوا إطْعَام أهل بدر وَخرج بِالذَّهَب لذَلِك قلت هُوَ بعده

516 - 16 الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ للْعَبَّاس (افْدِ ابْني أَخِيك عقيل بن أبي طَالب وَنَوْفَل بن الْحَارِث) فَقَالَ يَا مُحَمَّد تَرَكتنِي أَتَكَفَّف قُريْشًا مَا بقيت فَقَالَ لَهُ (فَأَيْنَ الذَّهَب الَّذِي دَفعته إِلَى أم الْفضل وَقت خُرُوجك من مَكَّة وَقلت لَهَا مَا أَدْرِي مَا يُصِيبنِي فِي تَوَجُّهِي هَذَا فَإِن حدث بِي حدث فَهُوَ لَك ولعَبْد الله وَعبيد الله وَالْفضل فَقَالَ الْعَبَّاس وَمَا يدْريك قَالَ (أَخْبرنِي رَبِّي) قَالَ الْعَبَّاس فَأَنا أشهد أَنَّك صَادِق وَأَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك عَبده وَرَسُوله وَالله لم يطلع عَلَيْهِ أحد إِلَّا الله وَلَقَد دَفعته إِلَيْهَا فِي سَواد اللَّيْل وَلَقَد كنت مُرْتَابا فِي أَمرك فَأَما إِذْ أَخْبَرتنِي بذلك فَلَا ريب قَالَ الْعَبَّاس فَأَبْدَلَنِي الله خيرا من ذَلِك لي الْآن عشرُون عبدا إِن أَدْنَاهُم ليضْرب فِي عشْرين ألفا وَأَعْطَانِي زَمْزَم مَا أحب أَن لي بهَا جَمِيع أَمْوَال أهل مَكَّة وَأَنا أنْتَظر الْمَغْفِرَة من رَبِّي قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل فِي فَضَائِل الْعَبَّاس من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يَحْيَى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت لما بعث أهل مَكَّة فِي فدَاء أَسْرَاهُم وَبعثت زَيْنَب فِي فدَاء أبي الْعَاصِ قَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول الله إِنِّي كنت مُسلما فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الله أعلم بِإِسْلَامِك فَإِن يكن كَمَا تَقول فَالله يجْزِيك بذلك فَأَما ظَاهر أَمرك فقد كَانَ علينا فَافْدِ نَفسك وَابْني أَخِيك نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَعقيل بن أبي الْمطلب وَحَلِيفك عتبَة بن عمر أَخا بني الْحَارِث بن فَهد) قَالَ مَا ذَاك عِنْدِي يَا رَسُول الله قَالَ (فَأَيْنَ المَال الَّذِي دَفَنته أَنْت وَأم الْفضل وَقلت لَهَا إِن أصبت فِي سَفَرِي هَذَا فَهَذَا المَال لبني الْفضل وَعبد الله وَقثم) فَقَالَ وَالله إِنِّي لأعْلم أَنَّك رَسُول الله وَالله إِن هَذَا لشَيْء مَا علمه أحد غَيْرِي وَغير أم الْفضل فَاحْسبْ

لي يَا رَسُول الله مَا أصبْتُم مني عشْرين أُوقِيَّة من مَال كَانَ معي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (افْعَل) ففدا نَفسه وَابْني أَخَوَيْهِ وَحَلِيفه وَأنزل الله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الْأَسْرَى الْآيَة قَالَ فَأَعْطَانِي الله مَكَان الْعشْرين أُوقِيَّة فِي الْإِسْلَام عشْرين عبدا كلهم فِي يَده مَال يضْرب بِهِ مَعَ مَا أَرْجُو من مغْفرَة الله تَعَالَى انْتَهَى ثمَّ قَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ الَّذِي أسر الْعَبَّاس يَوْم بدر أَبُو الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (افْدِ نَفسك وَابْني أَخِيك عقيل بن أبي طَالب وَنَوْفَل بن الْحَارِث فَإنَّك ذُو مَال) قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي كنت مُسلما وَلَكِن الْقَوْم اسْتَكْرَهُونِي فَقَالَ (الله أعلم بِإِسْلَامِك فَإِن يكن مَا تَقول حَقًا فَالله يجْزِيك وَأما ظَاهر أَمرك فقد كَانَ علينا) قَالَ فَإِنِّي لَيْسَ لي مَال قَالَ (فَأَيْنَ المَال الَّذِي وَضعته بِمَكَّة حِين خرجت من عِنْد أم الْفضل بن الْحَارِث وَلَيْسَ بَيْنكُمَا أحد وَقلت لَهَا إِن أصبت فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا ولعَبْد الله كَذَا) قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا علم بِهَذَا أحد غَيْرِي وَغَيرهَا وَإِنِّي لأعْلم أَنَّك رَسُول الله ففدا نَفسه وَابْني أَخِيه ثمَّ قَالَ وَحدثت عَن مُحَمَّد بن حميد حَدثنَا جرير عَن أَشْعَث عَن جَعْفَر ابْن الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر أسر سَبْعُونَ فَجعل عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة ذَهَبا وَجعل عَلَى عَمه الْعَبَّاس مائَة أُوقِيَّة وَعَلَى عقيل ثَمَانِينَ فَقَالَ الْعَبَّاس لِلْقَرَابَةِ صنعت هَذَا وَالَّذِي يحلف بِهِ الْعَبَّاس لقد تَرَكتنِي فَقير قُرَيْش مَا بقيت قَالَ (كَيفَ تكون فَقير قُرَيْش وَقد اسْتوْدعت أم الْفضل بَنَادِق الذَّهَب) فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَالله مَا أخْبرك بِهَذَا إِلَّا الله فَأنْزل الله يَا أَيهَا النَّبِي قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الْأَسْرَى إِلَى قَوْله غَفُور رَحِيم انْتَهَى

وَبِهَذَا السَّنَد الْأَخير والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْفرْقَان فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب أَنا مُحَمَّد بن حميد بِهِ 517 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَال الْبَحْرين ثَمَانُون ألفا فَتَوَضَّأ لصَلَاة الظّهْر وَمَا صَلَّى حَتَّى فرقه وَأمر الْعَبَّاس أَن يَأْخُذ مَا قدر عَلَى حمله وَكَانَ يَقُول هَذَا خير مِمَّا أَخذ مني وَأَرْجُو الْمَغْفِرَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الْأَسْرَى ... الْآيَة قَالَ ذكر لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قدم عَلَيْهِ مَال الْبَحْرين ثَمَانُون ألفا ... إِلَى آخِره وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة هَكَذَا من غير سَنَد وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه قَرِيبا مِنْهُ رَوَاهُ فِي الْفَضَائِل فِي فَضَائِل الْعَبَّاس من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن حميد بن هِلَال عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ بعث إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْبَحْرين بِثَمَانِينَ ألفا فَأمر بهَا فَنثرَتْ إِلَى الْحَصِير وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمثل عَلَى المَال قَائِما وَجعل يُعْطي النَّاس وَمَا كَانَ يَوْمئِذٍ عدد وَلَا وزن مَا كَانَ إِلَّا قبضا فجَاء الْعَبَّاس فَقَالَ يَا رَسُول الله أَعْطِنِي فَقَالَ (خُذ) فَحَثَى فِي خميصة كَانَت عَلَيْهِ ثمَّ ذهب ينْصَرف فَلم يسْتَطع فَقَالَ يَا رَسُول الله ارْفَعْ عَلّي فَتَبَسَّمَ وَهُوَ يَقُول أما آخذ مَا وعد الله فقد أنْجز وَلَا أَدْرِي الْأُخْرَى قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الْأَسْرَى إِن يعلم الله فِي قُلُوبكُمْ خيرا يُؤْتكُم خيرا مِمَّا أَخذ مِنْكُم وَيغْفر لكم هَذَا خير مِمَّا أَخذ مني وَلَا أَدْرِي مَا يصنع فِي الْمَغْفِرَة انْتَهَى وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم

518 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْأَنْفَال وَبَرَاءَة فَأَنا شَفِيع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَشَاهد أَنه بَرِيء من النِّفَاق وَأعْطِي عشر حَسَنَات بِعَدَد كل مُنَافِق وَمُنَافِقَة وَكَانَ الْعَرْش وَحَمَلته يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ أَيَّام حَيَاته فِي الدُّنْيَا) قلت رَوَاهُ الواحدي والثعلبي من حَدِيث سَالم بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْأَنْفَال ... .) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي سُورَة آل عمرَان

سورة التوبة

سُورَة التَّوْبَة

سُورَة التَّوْبَة ذكر فِيهَا سَبْعَة وَخمسين حَدِيثا 519 - الحَدِيث الأول سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الْبَسْمَلَة فِيهَا فَقَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا نزلت عَلَيْهِ السُّورَة أَو الْآيَة قَالَ (اجْعَلُوهَا فِي الْموضع الَّذِي يذكر فِيهِ كَذَا وَكَذَا) وَتُوفِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يبين لنا أَيْن نضعها وَكَانَت قصَّتهَا شَبيهَة بِقِصَّتِهَا فَلذَلِك قرنت بَينهمَا وكانتا تدعيان القرينتين قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث يزِيد الْفَارِسِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سَأَلت عُثْمَان بن عَفَّان مَا حملكم أَن عمدتم إِلَى الْأَنْفَال وَهِي من المثاني وَإِلَى بَرَاءَة وَهِي من المئين فقرنتم بَينهمَا وَلم تكْتبُوا بَينهمَا سطر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبع الطوَال فَقَالَ عُثْمَان كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَان وَهُوَ ينزل عَلَيْهِ السُّور ذَوَات الْعدَد وَكَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الشَّيْء دَعَا بعض من كَانَ يكْتب فَقَالَ (ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَات فِي السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا كَذَا وَكَذَا) وَكَانَت الْأَنْفَال من أول مَا أنزل بِالْمَدِينَةِ وَكَانَت بَرَاءَة من آخر الْقُرْآن وَكَانَت قصَّتهَا شَبيهَة بِقِصَّتِهَا فَظَنَنْت أَنَّهَا مِنْهَا فَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يبين لنا أَنَّهَا مِنْهَا فَمن أجل ذَلِك قرنت بَينهمَا وَلم أكتب بَينهمَا سطر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَوَضَعتهَا فِي السَّبع الطول انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر دَلَائِل النُّبُوَّة وَفِي أَوَائِل الْمعرفَة وَقَوله وكانتا تدعيان القرينتين لم أَجِدهُ إِلَّا عِنْد ابْن رَاهَوَيْه فَإِنَّهُ زَاد فِيهِ قَالَ وكانتا تدعيان الْقَرِينَتَانِ فَوَضَعَتَا فِي السَّبع الطول انْتَهَى وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم أحدا رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا عُثْمَان وَلَا رَوَى ابْن عَبَّاس عَن عُثْمَان إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتَهَى 520 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كتب إِلَى أهل الْحَرْب (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) وَكتب أَيْضا (سَلام عَلَى من اتبع الْهدى) قلت هما فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَمُسلم فِي الْجِهَاد من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن ابْن عَبَّاس أَن أَبَا سُفْيَان أخبرهُ من فِيهِ إِلَى فِيهِ قَالَ انْطَلَقت فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت بيني وَبَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَبينا أَنا بِالشَّام إِذْ جِيءَ بِكِتَاب من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل فَذكره بِطُولِهِ ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ دَعَا بِكِتَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأه فَإِذا فِيهِ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى هِرقل عَظِيم الرّوم سَلام عَلَى من اتبع الْهدى أما بعد فَإِنِّي أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام أسلم تسلم) إِلَى آخِره 521 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن الْمُسلمين عَاهَدُوا الْمُشْركين من أهل مَكَّة وَغَيرهم من الْعَرَب فَنَكَثُوا إِلَّا أُنَاسًا مِنْهُم وهم بَنو ضَمرَة وَبَنُو كنَانَة فنبذا الْعَهْد إِلَى النَّاكِثِينَ وَأمرُوا أَن يَسِيحُوا فِي الأَرْض أَرْبَعَة أشهر آمِنين وهم

الْأَشْهر الْحرم صِيَانة عَن الْقِتَال فِيهَا وَكَانَ نُزُولهَا سنة سبع من الْهِجْرَة وَفتح مَكَّة بِسنة ثَمَان وَكَانَ الْأَمِير فِيهَا عتاب بن أسيد فَأمر رَسُول الله أَبَا بكر عَلَى موسم سنة تسع وَأتبعهُ عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَاكِبًا العضباء لِيَقْرَأهَا عَلَى أهل الْمَوْسِم فَقيل لَهُ لَو بعثت بهَا إِلَى أبي بكر فَقَالَ (لَا يُؤَدِّي عني إِلَّا رجل مني) فَلَمَّا دنا عَلّي سمع أَبَا بكر الرُّغَاء فَوقف وَقَالَ هَذِه رُغَاء نَاقَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فألحقه قَالَ أَمِير أَو مَأْمُور قَالَ بل مَأْمُور وَرُوِيَ أَن أَبَا بكر لما كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق هَبَط جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد لَا يبلغن رِسَالَتك إِلَّا رجل مِنْك فَأرْسل عليا فَرجع أَبُو بكر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَشَيْء نزل من السَّمَاء قَالَ (نعم فسر وَأَنت عَلَى الْمَوْسِم وَعلي يُنَادي بِالْآيِ) فَلَمَّا كَانَ قبل يَوْم التَّرويَة بِيَوْم خطب أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَحَدَّثَهُمْ عَن مناسكهم وَقَامَ عَلّي يَوْم النَّحْر عِنْد جَمْرَة الْعقبَة فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَيْكُم فَقَالُوا بِمَاذَا فَقَرَأَ عَلَيْهِم ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ آيَة وَعَن مُجَاهِد ثَلَاث عشرَة آيَة ثمَّ قَالَ أمرت بِأَرْبَع أَن لَا يقرب الْبَيْت بعد هَذَا الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَلَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا كل نَفْس مُؤمنَة وَأَن يتم إِلَى كل ذِي عهد عَهده فَقَالَ عِنْد ذَلِك يَا عَلّي أبلغ عَنَّا ابْن عمك أَنا قد نَبَذْنَا الْعَهْد وَرَاء ظُهُورنَا وَلَيْسَ بَيْننَا وَبَينه عهد إِلَّا طعن بِالرِّمَاحِ وَضرب بِالسُّيُوفِ

قلت غَرِيب وَفِي سيرة ابْن هِشَام بعضه فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك وَكَذَا فِي دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَكَذَا فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْمَغَازِي من حَدِيث إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن سَالم بن أبي حَفْصَة عَن جَمِيع بن عمر اللَّيْثِيّ قَالَ أتيت عبد الله بن عمر فَسَأَلته عَن عَلّي فَانْتَهرنِي ثمَّ قَالَ أَلا أحَدثك عَن عَلّي أَن رَسُول الله بعث أَبَا بكر وَعمر بِبَرَاءَة إِلَى أهل مَكَّة فَانْطَلقَا فَإِذا هما بِرَاكِب فَقَالَا من هَذَا فَقَالَ أَنا عَلّي بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَبَا بكر هَات الْكتاب الَّذِي مَعَك قَالَ مَا لي يَا عَلّي قَالَ مَا علمت إِلَّا خيرا فَأخذ عَلّي الْكتاب ثمَّ ذهب بِهِ وَرجع أَبُو بكر وَعمر فَقَالَا مَا لنا يَا رَسُول الله فَقَالَ (مَا لَكمَا إِلَّا خير وَلَكِن قيل لي لَا يبلغ عَنْك إِلَّا أَنْت أَو رجل مِنْك) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث شَاذ وَالْحمل فِيهِ عَلَى جَمِيع بن عمر ثمَّ بعده عَلَى إِسْحَاق بن بشر قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره هُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا وَكِيع ابْن الْجراح حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن زيد بن يثيع عَن أبي بكر الصّديق أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَعثه بِبَرَاءَة إِلَى أهل مَكَّة (لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف

بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَلَا تدخل الْجنَّة إِلَّا نَفْس مسلمة وَمن كَانَ بَينه وَبَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُدَّة فَأَجله إِلَى مدَّته وَالله تَعَالَى بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله قَالَ فَسَار بهم ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ لعَلي الْحَقْهُ ورد عَلّي أَبَا بكر وَبَلغهَا قَالَ فَفعل فَلَمَّا قدم أَبُو بكر عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ يَا رَسُول الله أحدث فِي شَيْء قَالَ (مَا حدث فِيك إِلَّا خير لكني أمرت أَلا يبلغ إِلَّا أَنا أَو رجل مني) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا وَكِيع بِهِ 522 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رجلا أَخذ بلجام دَابَّته فَقَالَ مَا الْحَج الْأَكْبَر قَالَ يَوْمك هَذَا خل عَن دَابَّتي يَعْنِي يَوْم النَّحْر قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْحَج حَدثنَا وَكِيع عَن شُعْبَة عَن الحكم عَن يَحْيَى بن الجزار عَن عَلّي أَنه خرج يَوْم النَّحْر عَلَى بغلة بَيْضَاء يُرِيد الْجَبانَة فجَاء رجل فَأخذ بلجام دَابَّته وَسَأَلَهُ عَن الْحَج الْأَكْبَر فَقَالَ هُوَ يَوْمك هَذَا خل سَبِيلهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو الْمثنى حَدثنَا أَبُو دَاوُد حَدثنَا شُعْبَة بِهِ 523 - الحَدِيث الرَّابِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقف يَوْم النَّحْر عِنْد الجمرات فِي حجَّة الْوَدَاع فَقَالَ (هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْحَج ثَنَا مُؤَمل بن الْفضل حَدثنَا الْوَلِيد ثَنَا هِشَام يَعْنِي ابْن الْغَاز حَدثنَا نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقف يَوْم النَّحْر بَين الجمرات الَّتِي حج فِيهَا فَقَالَ (أَي يَوْم هَذَا) قَالُوا يَوْم النَّحْر فَقَالَ (هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر) انْتَهَى وعلقه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فَقَالَ فِي بَاب الْخطْبَة أَيَّام منى وَقَالَ هِشَام

ابْن الْغَاز ثَنَا نَافِع ... فَذكره سندا ومتنا وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِلَفْظ الْحَاكِم سَوَاء قَالَ وَكَانَ ابْن عَبَّاس يكره أَن يَقُول حجَّة الْوَدَاع وَيَقُول حجَّة الْإِسْلَام ثمَّ أخرج عَن طَاوس نَحْو ابْن عَبَّاس ثمَّ أخرج عَن مُجَاهِد قَالَ حج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حجَّتَيْنِ قبل أَن هَاجر وَحجَّة بعد مَا هَاجر انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقف يَوْم النَّحْر بَين الجمرات فِي الْحجَّة الَّتِي حج فَقَالَ للنَّاس (أَي يَوْم هَذَا) قَالُوا هَذَا يَوْم النَّحْر قَالَ (فَأَي بلد هَذَا) قَالُوا الْبَلَد الْحَرَام قَالَ (فَأَي شهر هَذَا) قَالُوا الشَّهْر الْحَرَام قَالَ (هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر فَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُم حرَام كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَد فِي هَذَا الْيَوْم) ثمَّ قَالَ (هَل بلغت) قَالُوا نعم فَطَفِقَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (اللَّهُمَّ اشْهَدْ) ثمَّ ودع النَّاس فَقَالُوا هَذِه حجَّة الْوَدَاع انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَة لم يذكرُوا فِيهِ أَن يَوْم الْحَج الْأَكْبَر يَوْم النَّحْر فَإِن الْأَقَاوِيل فِيهِ عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ مُخْتَلفَة مِنْهُم من قَالَ يَوْم النَّحْر وَمِنْهُم من قَالَ يَوْم عَرَفَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سعيد بن عبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَمَى الْجَمْرَة يَوْم النَّحْر وَقَالَ (هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر) فَقَالَ يَوْم النَّحْر انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة سعيد بن عبد الْعَزِيز وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَفِي الْبَاب أَحَادِيث فَمِنْهَا عِنْد التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن يَوْم الْحَج الْأَكْبَر فَقَالَ (يَوْم النَّحْر) انْتَهَى

ثمَّ أخرجه عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي مَوْقُوفا قَالَ وَهُوَ أصح لِأَنَّهُ رُوِيَ من غير وَجه مَوْقُوفا وَلَا نعلم أحدا رَفعه إِلَّا مَا رُوِيَ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق انْتَهَى وَعند الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن أبي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَوْم النَّحْر يَوْم الْحَج الْأَكْبَر) انْتَهَى وَعند أبي نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة عَن عمر بن هَارُون الْبَلْخِي عَن شُعْبَة بن عَمْرو بن مرّة عَن مرّة بن شرَاحِيل قَالَ حَدثنَا صَاحب هَذَا الْقصر يَعْنِي عبد الله بن مَسْعُود قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نَاقَة حَمْرَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَالَ (أَي بلد هَذَا) قُلْنَا الْمشعر الْحَرَام قَالَ (فَأَي شهر هَذَا) قُلْنَا شهر الله الْأَصَم قَالَ (فَأَي يَوْم هَذَا) قُلْنَا يَوْم النَّحْر قَالَ (صَدقْتُمْ هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر) الحَدِيث 524 - قَوْله رُوِيَ أَن أَعْرَابِيًا سمع رجلا يقْرَأ إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله فَقَالَ الْأَعرَابِي إِن كَانَ الله بَرِيئًا من رَسُوله فَأَنا مِنْهُ بَرِيء فَكَتبهُ الرجل إِلَى عمر فَحَكَى الْأَعرَابِي قِرَاءَته فَعندهَا أَمر عمر بتَعَلُّم الْعَرَبيَّة قلت حَكَى الْقُرْطُبِيّ فِي كِتَابه التذْكَار عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ قدم أَعْرَابِي فِي زمن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ من يُقْرِئُنِي الْقُرْآن قَالَ فَأَقْرَأهُ رجل فَلَمَّا كَانَ فِي سُورَة بَرَاءَة قَرَأَ إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله بِالْجَرِّ فَقَالَ الْأَعرَابِي أَو قد برِئ الله من رَسُوله فَإِن يكن الله بَرِيئًا من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ فَبلغ عمر مقَالَة الْأَعرَابِي فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِي أَتَبرأ من

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي قدمت الْمَدِينَة وَلَا علم لي بِالْقُرْآنِ فَسَأَلت من يُقْرِئُنِي فأقرأني هَذَا سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله فَقلت أَو قد برِئ الله من رَسُوله إِن يكن الله بَرِيئًا من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ فَقَالَ عمر لَيْسَ هَكَذَا يَا أَعْرَابِي قَالَ فَكيف هِيَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله فَقَالَ الْأَعرَابِي وَأَنا وَالله أَبْرَأ مِمَّا برِئ مِنْهُ الله وَرَسُوله فَأمر عمر أَلا يقرئ النَّاس إِلَّا عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ وَأمر أَبَا الْأسود فَوضع النَّحْو انْتَهَى وَلم يعزه 525 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن بني بكر غَدَتْ عَلَى خُزَاعَة فِي غيبَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وظاهرتهم قُرَيْش بِالسِّلَاحِ حَتَّى وَفد عَمْرو بن سَالم الْخُزَاعِيّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأنشده (اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشد مُحَمَّدًا ... حلف أَبينَا وَأَبِيك الْأَتْلَدَا) (إِن قُريْشًا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا ... وَنَقَضُوا ذِمَامك الْمُؤَكَّدَا) (هم بَيَّتُونَا بِالْحَطِيمِ هُجَّدا ... وَقَتَلُونَا ركعا وَسجدا) فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا نصرت إِن لم أَنْصُركُمْ) قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة مُؤْتَة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن مَرْوَان بن الحكم والمسور بن مخرمَة قَالَا

كَانَ فِي صلح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْحُدَيْبِيَة بَينه وَبَين قُرَيْش أَنه من شَاءَ أُعِيد فِي عقد مُحَمَّد وَعَهده دخل وَمن شَاءَ أَن يدْخل فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ دخل فَدخلت خُزَاعَة فِي عقد مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدخلت بَنو بكر فِي عقد قُرَيْش فَمَكَثُوا فِي الْهُدْنَة نَحْو السَّبْعَة أَو الثَّمَانِية عشر شهرا ثمَّ إِن بني بكر الَّذين دخلُوا فِي عقد قُرَيْش وَثبُوا عَلَى خُزَاعَة الَّذين دخلُوا فِي عقد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلًا بِمَاء يُقَال لَهُ الْوَتِير قريب من مَكَّة وَقَالَت قُرَيْش هَذَا ليل وَمَا يعلم بِنَا مُحَمَّد وَلَا يَرَانَا أحد فَأَعَانُوا بني بكر بِالْكُرَاعِ وَالسِّلَاح وَقَابَلُوا خُزَاعَة مَعَهم لِلضِّغْنِ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَركب عمر بن سَالم الْخُزَاعِيّ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد ذَلِك يُخبرهُ الْخَبَر فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ أنْشدهُ (اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشِدًا مُحَمَّدًا ... حلف أَبينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا) (أَن قُريْشًا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا ... وَنَقَضُوا مِيثَاقك الْمُؤَكَّدَا) (فهم أذلّ وَأَقل عددا ... قد جعلُوا لي بِكدَاء مرْصدًا) (هم بَيَّتُونَا بالْوَتِير هُجَّدا ... فَقَتَلُونَا ركعا وَسجدا) (فَانْصُرْنَا رَسُول الله نصرا عتدَا ... وَادعوا عباد الله يَأْتُوا مدَدا) فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نصرت يَا عَمْرو بن سَالم) مُخْتَصر وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَالصَّغِير ثَنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن التسترِي حَدثنَا يَحْيَى بن سُلَيْمَان بن نَضْلَة الْمَدِينِيّ ثَنَا عمي مُحَمَّد بن نَضْلَة عَن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جدة عَلّي بن الْحُسَيْن حَدَّثتنِي مَيْمُونَة بنت الْحَارِث قَالَت كَانَ بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين قُرَيْش ... فَذكر الْقِصَّة وَالشعر بِزِيَادَة وَنقص وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي فِي بَاب فتح مَكَّة عَن عُرْوَة مُرْسلا فَذكر الْقِصَّة وَالشعر وَرَوَاهُ ابْن زَنْجوَيْه فِي كتاب الْأَمْوَال عَن عِكْرِمَة مُرْسلا فَذكر الْقِصَّة وَالشعر وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي مطولا فَذكر الْقِصَّة وَالشعر مُرْسلا عَن

جمَاعَة كَثِيرَة ثمَّ قَالَ وحَدثني عبد الحميد بن جَعْفَر عَن عمرَان بن أبي أنس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يجر طرف رِدَائه وَيَقُول (يَا عَمْرو لَا نصرت إِن لم أنْصر بني كَعْب مِمَّا أنْصر مِنْهُ نَفسِي) 526 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (يَأْتِي فِي آخر الزَّمَان نَاس من أمتِي يأْتونَ الْمَسَاجِد يَقْعُدُونَ فِيهَا حلقا ذكرهم الدُّنْيَا وَحب الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله بهم حَاجَة) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه باخْتلَاف يسير من حَدِيث بزيع أبي الْخَلِيل الْخصاف ثَنَا الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَيكون فِي آخر الزَّمَان قوم يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِد حلقا حلقا مُنَاهُمْ الدُّنْيَا فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله فيهم حَاجَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله ببزيع وَقَالَ لَا أعلم يرويهِ غَيره وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية كَذَلِك قَالَ حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ بزيع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يحدث بِهِ غَيره وَهُوَ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان يرْوَى عَن الثِّقَات الموضوعات انْتَهَى وَاخْتَصَرَهُ ابْن حبَان فَرَوَاهُ فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَيكون فِي آخر الزَّمَان قوم يكون حَدِيثهمْ فِي مَسَاجِدهمْ لَيْسَ لله فيهم حَاجَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الرقَاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَوْف عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان

يَتَحَلَّقُونَ فِي مَسَاجِدهمْ وَلَيْسَ هَمهمْ إِلَّا الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله فيهم حَاجَة) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 527 - الحَدِيث السَّابِع فِي الحَدِيث (الحَدِيث فِي الْمَسْجِد يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل الْبَهِيمَة الْحَشِيش) وَأَعَادَهُ فِي لُقْمَان 528 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الله تَعَالَى إِن بيوتي فِي أرضي الْمَسَاجِد وَإِن زواري فِيهَا عمارها فطوبى لعبد تطهر فِي بَيته ثمَّ زارني فِي بَيْتِي فَحق عَلَى المزور أَن يكرم زَائِره) قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا يَحْيَى بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا عَامر بن سيار ثَنَا سعيد بن زَرْبِي عَن ثَابت عَن أبي عُثْمَان عَن سلمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من تَوَضَّأ فِي بَيته فَأحْسن الْوضُوء ثمَّ أَتَى الْمَسْجِد فَهُوَ زائر لله وَحقّ عَلَى المزور أَن يكرم زَائِره) انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النُّور أخبرنَا معمر عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُولُونَ إِن بيُوت الله فِي الأَرْض الْمَسَاجِد وَإِن حَقًا عَلَى الله أَن يكرم من زَارَهُ فِيهَا انْتَهَى

وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان 529 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ألف الْمَسْجِد أَلفه الله) قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ألف الْمَسْجِد أَلفه الله عَزَّ وَجَلَّ) انْتَهَى وَأعله بِابْن لَهِيعَة وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَيَحْيَى بن سعيد وَغَيرهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي حَدثنَا أبي عَن ابْن لَهِيعَة بِهِ 530 - الحَدِيث الْعَاشِر (إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يعْتَاد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْإِيمَان وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث دراج أبي السَّمْح عَن أبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يتَعَاهَد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان) قَالَ الله إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر انْتَهَى وَأَعَادَهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير قَالَ يعْتَاد وَكَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الصَّلَاة بِلَفْظ يعْتَاد وَقَالا فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْإِيمَان قَالَ ابْن حبَان أَي اشْهَدُوا لَهُ قَالَ الْحَاكِم لم يَخْتَلِفُوا فِي صِحَة هَذِه التَّرْجَمَة وَصدق رِوَايَتهَا انْتَهَى

531 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن أنس قَالَ من أَسْرج فِي مَسْجِد سِرَاجًا لم تزل الْمَلَائِكَة وَحَملَة الْعَرْش يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد ضوء قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ مَرْفُوع رَوَاهُ أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كِتَابه التَّرْغِيب من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر حَدثنَا أَبُو عَامر الْأسد بن مهَاجر بن كثير عَن الحكم بن مَسْقَلَة الْعَبْدي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أَسْرج فِي مَسْجِد من مَسَاجِد الله عَزَّ وَجَلَّ سِرَاجًا لم تزل الْمَلَائِكَة وَحَملَة الْعَرْش يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد ضوء ذَلِك السراج) انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين أَنا خير بن عَرَفَة حَدثنَا هاني بن المتَوَكل حَدثنَا خَالِد بن حميد عَن مسلمة بن عَلّي عَن عبد الله بن مَرْوَان عَن نعْمَة بن دَفِين عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من علق قِنْدِيلًا فِي مَسْجِد صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَاسْتَغْفرُوا لَهُ مَا دَامَ ذَلِك الْقنْدِيل يقد وَمن بسط فِي الْمَسْجِد حَصِيرا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَاسْتَغْفرُوا لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِك الْمَسْجِد من ذَلِك الْحَصِير شَيْء) انْتَهَى 532 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن عليا قَالَ للْعَبَّاس يَا عَم أَلا تُهَاجِرُونَ أَلا تَلْحَقُونَ برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (أَلَسْت فِي أفضل من الْهِجْرَة أَسْقِي حَاج بَيت الله وَأَعْمر الْمَسْجِد الْحَرَام فَلَمَّا نزلت قَالَ الْعَبَّاس مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكًا سِقَايَتنَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أقِيمُوا عَلَى سِقَايَتكُمْ فَإِن لكم فِيهَا خيرا)

قلت فِي تَفْسِير عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عمر وَهُوَ ابْن عبيد عَن الْحسن قَالَ نزلت فِي عَلّي وَالْعَبَّاس وَعُثْمَان وَشَيْبَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ الْعَبَّاس مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكًا سِقَايَتنَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أقِيمُوا عَلَى سِقَايَتكُمْ فَإِن لكم فِيهَا خيرا) انْتَهَى وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَعَن الْحسن قَالَ إِن عليا قَالَ للْعَبَّاس ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَسَنَده إِلَى الْحسن فِي أول كِتَابه وَفِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ قَالَ ابْن سِيرِين وَمرَّة الْهَمدَانِي إِن عليا قَالَ ... إِلَى آخِره 533 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُم وَإِخْوَانكُمْ أَوْلِيَاء قَالَ هِيَ فِي الْمُهَاجِرين خَاصَّة كَانَ قبل فتح مَكَّة من آمن لَا يتم إيمَانه إِلَّا أَن يُهَاجر ويصارم أَقَاربه الْكَفَرَة وَيقطع بِمُوَالَاتِهِمْ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِن نَحن اعْتَزَلنَا من خَالَفنَا فِي الدَّين قَطعنَا آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَعَشَائِرنَا وَذَهَبت تجاراتنا وَهَلَكت أَمْوَالنَا وَخَربَتْ دِيَارنَا وَبَقينَا ضَائِعين فَنزلت فَهَاجرُوا فَجعل الرجل يَأْتِيهِ ابْنه أَو أَبوهُ أَو بعض أَقَاربه فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا ينزله وَلَا ينْفق عَلَيْهِ ثمَّ رخص لَهُم بعد ذَلِك وَقيل نزلت فِي التِّسْعَة الَّذين ارْتَدُّوا بِمَكَّة فَنَهَى الله تَعَالَى عَن مُوَالَاتهمْ قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ

لما أَمر الله تَعَالَى الْمُؤمنِينَ بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ قبل فتح مَكَّة من آمن لَا يتم إيمَانه ... إِلَى آخِره الثَّانِي حَكَاهُ عَن مقَاتل قَالَ نزلت فِي التِّسْعَة الَّذين ارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام وَلَحِقُوا بِمَكَّة فَنَهَاهُ الله تَعَالَى عَن ولايتهم وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه 534 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يطعم أحدكُم طعم الْإِيمَان حَتَّى يحب فِي الله وَيبغض فِي الله حَتَّى يحب فِي الله أبعد النَّاس مِنْهُ وَيبغض فِي الله أقرب النَّاس إِلَيْهِ) قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عبد الله بن الْوَلِيد التجِيبِي عَن أبي مَنْصُور مولَى الْأَنْصَار عَن عَمْرو بن الْحمق أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا يجد العَبْد صَرِيح الْإِيمَان حَتَّى يحب فِي الله وَيبغض فِي الله) وَأخرج أَيْضا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فائد عَن سهل بن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أفضل الْإِيمَان أَن تحب لله وَتبْغض لله) وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي دَاوُد حَدثنَا مُؤَمل بن الْفضل ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب ابْن شَابُور عَن يَحْيَى بن الْحَارِث عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أحب لله وَأبْغض لله وَأعْطَى لله وَمنع لله فقد اسْتكْمل الْإِيمَان) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون عَن سهل بن معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه معَاذ مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء

535 - الحَدِيث الْخَامِس عشر وَرُوِيَ أَن الْمُسلمين كَانُوا يَوْم حنين اثْنَي عشر ألفا الَّذين حَضَرُوا فتح مَكَّة مُنْضَمًّا إِلَيْهِم أَلفَانِ من الطُّلَقَاء وَمن هوَازن وَثَقِيف وهم أَرْبَعَة آلَاف فِيمَن ضامهم من أَمْدَاد الْعَرَب وَكَانُوا الْجَمَّاء الْغَفِير فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ رجل من الْمُسلمين لن نغلب الْيَوْم من قلَّة فَسَاءَتْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقيل قَائِلهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقيل أَبُو بكر وَذَلِكَ قَوْله إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَأدْركت الْمُسلمين كلمة الْإِعْجَاب بِالْكَثْرَةِ وَزَل عَنْهُم أَن الله هُوَ النَّاصِر لَا كَثْرَة الْجنُود فَانْهَزَمُوا حَتَّى بلغ فَلهم مَكَّة وَبَقِي رَسُول الله وَحده لَا يَتَحَلْحَل وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا عَمه الْعَبَّاس آخذ بلجام دَابَّته وَأَبُو سُفْيَان ابْن الْحَارِث ابْن عَمه وَقَالَ (يَا رب ائْتِنِي بِمَا وَعَدتنِي) قَالَ للْعَبَّاس وَكَانَ صيتًا صِيحَ بِالنَّاسِ فَنَادِ الْأَنْصَار فخذا فخذا ثمَّ نَادَى أَصْحَاب الشَّجَرَة يَا أَصْحَاب الْبَقَرَة فَكروا عنقًا وَاحِدًا وهم يَقُولُونَ لبيْك لبيْك وَنزلت الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم الْبيَاض عَلَى خُيُول بلق فَنظر عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ إِلَى قتال الْمُسلمين فَقَالَ (هَذَا حِين حمي الْوَطِيس) ثمَّ أَخذ كفا من تُرَاب فَرَمَاهُمْ بِهِ ثمَّ قَالَ (انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة) فَانْهَزَمُوا

قَالَ وَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرْكض خَلفهم عَلَى بغلته قلت رَوَاهُ مُسلم بِنَقص يسير فِي كتاب الْمَغَازِي من حَدِيث الْعَبَّاس قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين فَذكر الْقِصَّة ... إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَي عَبَّاس نَاد أَصْحَاب السمرَة) فَقَالَ عَبَّاس وَكَانَ رجلا صيتًا بِأَعْلَى صَوته أَي أَصْحَاب السمرَة قَالَ فَعَطَفُوا عطف الْبَقَرَة عَلَى أَوْلَادهَا وَقَالُوا لبيْك لبيْك قَالَ فَاقْتَتلُوا مَعَ الْكفَّار فَنظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى قِتَالهمْ فَقَالَ (هَذَا حِين حمي الْوَطِيس) قَالَ ثمَّ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَصَيَات فَرَمَى بِهن فِي وَجه الْكفَّار ثمَّ قَالَ (انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة) قَالَ وَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يرْكض خَلفهم عَلَى بغلته مُخْتَصر وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة حنين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى يُونُس بن بكير عَن أبي جَعْفَر عِيسَى الرَّازِيّ عَن الرّبيع أَن رجلا قَالَ يَوْم حنين لن نغلب من قلَّة فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم قَالَ الرّبيع وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا مِنْهُم أَلفَانِ من أهل مَكَّة وَإِذا تبِعت طرق الحَدِيث خلص لَك لفظ المُصَنّف 536 - الحَدِيث السَّادِس عشر رُوِيَ أَن نَاسا من الْمُسلمين جَاءُوا فَبَايعُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين وَقع الْهَرَب عَلَى الْإِسْلَام وَقَالُوا يَا رَسُول الله أَنْت خير النَّاس وَأبر النَّاس وَقد سبي أَهْلُونَا وَأَوْلَادنَا وَأخذت أَمْوَالنَا قيل سبي يَوْمئِذٍ

سِتَّة آلَاف نَفْس وَأخذ من الْإِبِل وَالْغنم مَا لَا يُحْصَى فَقَالَ (إِن عِنْدِي مَا ترَوْنَ إِن خير القَوْل أصدقه اخْتَارُوا إِمَّا ذَرَارِيكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ وَإِمَّا أَمْوَالكُم) قَالُوا مَا كُنَّا نعدل بِالْأَحْسَابِ شَيْئا فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (إِن هَؤُلَاءِ جَاءُوا مُسلمين وإِنَّا خَيَّرْنَاهُمْ بَين الذَّرَارِي وَالْأَمْوَال فَلم يعدلُوا بِالْأَحْسَابِ شَيْئا فَمن كَانَ بِيَدِهِ شَيْء وَطَابَتْ نَفسه أَن يردهُ فَشَأْنه وَمن لَا فَلْيُعْطِنَا وَلَكِن قرضا علينا حَتَّى نصيب شَيْئا فَنُعْطِيه مَكَانَهُ) قَالُوا رَضِينَا وَسلمنَا فَقَالَ (إِنِّي لَا أَدْرِي فَلَعَلَّ فِيكُم من لَا يرْضَى فَمروا عُرَفَاءَكُمْ فَلْيَرْفَعُوا ذَلِك إِلَيْنَا) فَرفعت إِلَيْهِ الْعرْفَان قد رَضوا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد مَعَ تَغْيِير يسير من حَدِيث الْمسور ومروان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما جَاءَ وَفد هوَازن سَأَلُوهُ أَن يرد عَلَيْهِم أَمْوَالهم وَسَبْيهمْ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (معي من يرَوْنَ وَإِن أحب الحَدِيث إِلَيّ أصدقه فَاخْتَارُوا إِمَّا السَّبي وَإِمَّا المَال) فَقَالُوا نَخْتَار سبينَا فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْمُسلمين فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ (أما بعد فَإِن إخْوَانكُمْ جَاءُونَا تَائِبين وَإِنِّي قد رَأَيْت أَن يرد إِلَيْهِم سَبْيهمْ فَمن أحب أَن يطيب فَلْيفْعَل وَمن أحب مِنْكُم أَن يكون عَلَى حَظه حَتَّى نُعْطِيه إِيَّاه من أول مَا يفِيء الله علينا فَلْيفْعَل) فَقَالَ النَّاس قد طيبنَا ذَلِك يَا رَسُول الله فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّا لَا نَدْرِي من أذن مِنْكُم مِمَّن لم يَأْذَن فَارْجِعُوا حَتَّى يرفع إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمركُم) فَرجع النَّاس فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ فَأَخْبرُوهُمْ أَنهم قد طيبُوا وَآذَنُوا انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي فِي وقْعَة حنين حَدثنَا معمر عَن

الزُّهْرِيّ عَن كثير بن الْعَبَّاس عَن أَبِيه الْعَبَّاس قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا التقَى الْمُسلمُونَ وَلَّى الْمُسلمُونَ مُدبرين ... إِلَى أَن قَالَ قَالَ الزُّهْرِيّ وَأَخْبرنِي عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ لما رجعت هوَازن إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا يَا رَسُول الله أَنْت أبر النَّاس وأوصلهم وَقد سبي أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأخذت أَمْوَالنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي كنت اسْتَأْنَيْت بكم وَمَعِي من ترَوْنَ وَأحب القَوْل إِلَيّ أصدقه) إِلَى آخر لفظ البُخَارِيّ وَفِيه قَالَ الزُّهْرِيّ وَأَخْبرنِي سعيد ابْن الْمسيب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَبَى يَوْمئِذٍ سِتَّة آلَاف بَين امْرَأَة وَغُلَام ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أنس بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد 537 - الحَدِيث السَّابِع عشر رَوَى الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَالح عَبدة الْأَوْثَان عَلَى الْجِزْيَة إِلَّا من كَانَ من الْعَرَب وَقَالَ لأهل مَكَّة (هَل لكم فِي كلمة إِذا قُلْتُمُوهَا دَانَتْ لكم بهَا الْعَرَب وَأَدت إِلَيْكُم الْجِزْيَة الْعَجم) قلت كَأَنَّهُ حَدِيث مركب فَالْأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَالح عَبدة الْأَوْثَان عَلَى الْجِزْيَة إِلَّا من كَانَ من الْعَرَب مِنْهُم وَقبل الْجِزْيَة من أهل الْبَحْرين وَكَانُوا مجوسا انْتَهَى 538 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن عدي بن حَاتِم قَالَ انْتَهَيْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِي عنقِي صَلِيب من ذهب فَقَالَ (أَلَيْسُوا يحرمُونَ مَا أحل الله فَتُحَرِّمُونَهُ وَيحلونَ مَا حرمه فَتحِلُّونَهُ) قلت بلَى قَالَ (فَتلك عِبَادَتهم)

قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد السَّلَام بن حَرْب عَن عطيف بن أعين عَن مُصعب بن سعد عَن عدي بن حَاتِم قَالَ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِي عنقِي صَلِيب من ذهب فَقَالَ (يَا عدي اطرَح عَنْك هَذَا الوثن) وسمعته يقْرَأ فِي سُورَة بَرَاءَة اتَّخذُوا أَحْبَارهم وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا من دون الله قَالَ (أما إِنَّهُم لم يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِن كَانُوا إِذا أحلُّوا لَهُم شَيْئا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذا حرمُوا عَلَيْهِم شَيْئا حرمُوهُ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عبد السَّلَام ابْن حَرْب وعطيف بن أعين لَيْسَ بِمَعْرُوف وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد بِلَفْظ المُصَنّف وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الرِّدَّة حَدثنِي أَبُو مَرْوَان عَن أبان بن صَالح عَن عَامر بن سعد عَن عدي بن حَاتِم ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عدي بن حَاتِم بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا مَسْرُوق بن الْمَرْزُبَان حَدثنَا عبد السَّلَام ابْن حَرْب بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَمَتنه فَزَاد فِيهِ فَتلك عِبَادَتهم وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عمرَان الْقطَّان حَدثنَا خَالِد الْعَبْدي عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن عدي بن حَاتِم ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف 539 - الحَدِيث التَّاسِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَإِن كَانَ بَاطِنا وَمَا بلغ أَن يزكَّى فَلم يزكَّى فَهُوَ كنز وَإِن كَانَ ظَاهرا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ

وَرَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ لم يرفعهُ إِلَّا سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ رَفعه سُوَيْد ابْن عبد الْعَزِيز وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَرَوَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر مَرْفُوعا كل مَا أُدي بِزَكَاتِهِ فَلَيْسَ بكنز وَإِن كَانَ مَدْفُونا تَحت الأَرْض وكل مَا لَا تُؤَدَّى زَكَاته فَهُوَ كنز وَإِن كَانَ ظَاهرا قَالَ الْبَيْهَقِيّ لَيْسَ بِمَحْفُوظ وَالْمَشْهُور عَن سُفْيَان عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَوْقُوفا من حَدِيث سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (كل مَال وَإِن كَانَ تَحت سبع أَرضين تُؤَدَّى زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وكل مَا لَا تُؤَدَّى زَكَاته وَإِن كَانَ ظَاهرا فَهُوَ كنز) انْتَهَى ثمَّ قَالَ رَفعه سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وَغَيره يرويهِ مَوْقُوفا قَالَ ابْن معِين وسُويد ضَعِيف انْتَهَى قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه مَوْقُوفا عَلَى ابْن عمر قَالَ مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَإِن كَانَ مَدْفُونا وَمَا لم تُؤَد زَكَاته فَهُوَ كنز وَإِن كَانَ ظَاهرا انْتَهَى وَكَذَلِكَ الشَّافِعِي فِي مُسْنده حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر فَذكره نَحوه وَعند أبي دَاوُد فِي الزَّكَاة عَن أم سَلمَة قَالَت كنت ألبس أَوْضَاحًا من ذهب فَقلت يَا رَسُول الله أكنز هُوَ فَقَالَ (مَا بلغ أَن تُؤَدَّى زَكَاته فَزكِّي فَلَيْسَ بكنز) انْتَهَى أخرجه عَن ثَابت بن عجلَان عَن عَطاء عَنْهَا وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ عَلَى شَرط البُخَارِيّ 540 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رجلا سَأَلَهُ عَن أَرض لَهُ بَاعهَا فَقَالَ أَحْزِرْ مَالك الَّذِي أخذت احْفِرْ لَهُ تَحت فرَاش امْرَأَتك قَالَ لَيْسَ بكنز قَالَ مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز

قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الزَّكَاة أخبرنَا ابْن جريج عَن يَعْقُوب ابْن عبد الله بن الْأَشَج عَن بشر بن سعيد أَن رجلا بَاعَ رجلا حَائِطا لَهُ أَو مَالا بِمَال عَظِيم فَقَالَ لَهُ عمر بن الْخطاب أحسن مَوضِع هَذَا المَال فَقَالَ أَيْن أَضَعهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر ضَعْهُ تَحت مقْعد الْمَرْأَة فَقَالَ الرجل وَلَيْسَ بكنز يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَيْسَ بكنز إِذا أدّيت زَكَاته انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الزَّكَاة حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان عَن سعيد بن أبي سعيد أَن عمر سَأَلَ رجلا عَن أَرض بَاعهَا فَقَالَ لَهُ أحرز مَالك وَاحْفِرْ لَهُ تَحت فرَاش امْرَأَتك قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْسَ بكنز ... إِلَى آخِره 541 - قَوْله عَن ابْن عمر قَالَ مَا أدّيت زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَإِن كَانَ تَحت سبع أَرضين وَمَا لم يؤد زَكَاته فَهُوَ الَّذِي ذكر الله وَإِن كَانَ عَلَى ظهر الأَرْض قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الزَّكَاة أخبرنَا عبد الله بن عمر الْعمريّ بِهِ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَإِن كَانَ تَحت سبع أَرضين وَمَا كَانَ ظَاهرا لَا يُؤدى زَكَاته فَهُوَ كنز زَاد فِي لفظ آخر إِنَّمَا الْكَنْز الَّذِي ذكر الله هُوَ مَا لم يؤد زَكَاته انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن وَكِيع حَدثنَا أبي عَن الْعمريّ بِهِ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كل مَا أدّيت زَكَاته وَإِن كَانَ تَحت سبع أَرضين فَلَيْسَ بكنز وكل مَا لَا تُؤَدَّى زَكَاته فَهُوَ كنز وَإِن كَانَ ظَاهرا عَلَى وَجه الأَرْض وَقَالَ هَذَا هُوَ الصَّحِيح مَوْقُوف 542 - الحَدِيث الْعشْرُونَ رَوَى سَالم بن أبي أَجْعَد قَالَ لما نزلت وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة الْآيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَبًّا لِلذَّهَبِ تَبًّا لِلْفِضَّةِ)

قَالَهَا ثَلَاث فَقَالُوا لَهُ أَي مَال نتَّخذ قَالَ (لسلنا ذَاكِرًا وَقَلْبًا خَاشِعًا وَزَوْجَة تعين أحدكُم عَلَى دينه) قلت هَذَا الحَدِيث يرويهِ سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان وَعَن عمر بن الْخطاب فَحَدِيث ثَوْبَان رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِنَقص يسير حَدثنَا عبد بن حميد ثَنَا عبيد الله ابْن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ لما نزلت وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بعض أَسْفَاره فَقَالَ بعض أَصْحَابه نزلت فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة لَو علِمْنَ أَي المَال خير فَنَتَّخِذهُ فَقَالَ (أفضله لِسَان ذَاكر وقلب شَاكر وَزَوْجَة تعينه عَلَى إيمَانه) انْتَهَى قَالَ حَدِيث حسن قَالَ وَسَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد سمع من ثَوْبَان فَقَالَ لَا قلت فَمِمَّنْ سمع من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من جَابر بن عبد الله وَأنس وَذكر غير وَاحِد من الصَّحَابَة انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ بِتَمَامِهِ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمَيْهِ الْوسط وَالصَّغِير من حَدِيث مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا عَمْرو بن مرّة وَالْأَعْمَش وَمَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ لما نزلت وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة الْآيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَبًّا لِلذَّهَبِ تَبًّا لِلْفِضَّةِ) قَالَهَا ثَلَاث ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن إِسْرَائِيل عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ لما أنزلت ... إِلَى آخِره بِتَمَامِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن يسَار ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل بن سندا ومتنا وَفِي مَرَاسِيل ابْن أبي حَاتِم وَسَالم لم يدْرك ثَوْبَان وَبَينهمَا معدان انْتَهَى

وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ ابْن ماجة بِنَقص يسير فِي سنَنه فِي النِّكَاح عَن وَكِيع عَن عبد الله بن عَمْرو بن مرّة عَن أَبِيه عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ لما نزل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة مَا نزل قَالُوا فَأَي المَال نتَّخذ قَالَ عمر أَنا أعلم لكم ذَلِك فَأَوْضَعَ عَلَى بعيره فَأدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا فِي أَثَره فَقَالَ يَا رَسُول الله أَي المَال نتَّخذ قَالَ (ليتَّخذ أحدكُم قلبا شاكرا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وَزَوْجَة مُؤمنَة تعين أحدكُم عَلَى أَمر الْآخِرَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فَلم يذكر فِيهِ ثَوْبَان فَقَالَ أخبرنَا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن عَمْرو بن مرّة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله قَالَ الْمُهَاجِرُونَ فَأَي المَال نتَّخذ قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَإِنِّي أسأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن ذَلِك فَأَدْرَكته عَلَى بَعِيري فَقلت يَا رَسُول الله إِن الْمُهَاجِرين قَالُوا أَي المَال نتَّخذ قَالَ (لِسَانا ذَاكِرًا وَقَلْبًا شاكرا وَزَوْجَة مُؤمنَة تعين أحدكُم عَلَى دينه) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فَلم يذكر فِيهِ عمر فَقَالَ حَدثنَا وَكِيع حَدثنِي عبد الله ابْن عَمْرو ابْن مرّة عَن أَبِيه عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ لما نزل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة مَا نزل قَالُوا فَأَي المَال نتَّخذ يَا رَسُول الله ... إِلَى آخر لفظ ابْن ماجة وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَبِسَنَد ابْن ماجة رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده لكنه ذكره فِي مُسْند ثَوْبَان وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث بُرَيْدَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الحكم بن ظهير حَدثنَا عَلْقَمَة بن مرْثَد عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ لما نزلت وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة قَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

يَا رَسُول الله مَا نكنز الْيَوْم قَالَ (لِسَانا ذَاكِرًا وَقَلْبًا شاكرا وَزَوْجَة تعين أحدكُم عَلَى إيمَانه) انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة حَدثنِي سَالم بن عَطِيَّة سَمِعت عبد الله بن أبي الْهُذيْل قَالَ حَدثنِي صَاحب لي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تَبًّا لِلذَّهَبِ تَبًّا لِلْفِضَّةِ) فَحَدثني صَاحِبي أَنه انْطلق مَعَ عمر بن الْخطاب فَقَالَ يَا رَسُول الله قَوْلك (تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة) مَاذَا نتَّخذ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لِسَانا ذَاكِرًا وَقَلْبًا شاكرا وَزَوْجَة تعين عَلَى الْآخِرَة) انْتَهَى وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث عَلّي رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ أَخْبرنِي أَبُو حُصَيْن عَن أبي الضُّحَى عَن جعدة بن هُبَيْرَة عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي قَوْله تَعَالَى وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَبًّا لِلذَّهَبِ تَبًّا لِلْفِضَّةِ) يَقُولهَا ثَلَاث قَالَ فشق ذَلِك عَلَى أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالُوا أَي مَال نتَّخذ قَالَ (لِسَانا ذَاكِرًا وَقَلْبًا شاكرا وَزَوْجَة تعين أحدكُم عَلَى دينه) انْتَهَى الْحَاصِل أَنه حَدِيث ضَعِيف لما فِيهِ من الِاضْطِرَاب 543 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ترك بَيْضَاء أَو صفراء كوي بهَا) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي ذَر وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة فَحَدِيث أبي ذَر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْوسط فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة

عَن عمر بن عَلّي حَدثنَا ابْن أبي عدي حَدثنَا شُعْبَة عَن عبيد الله بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ عَن أبي الْمُجيب الشَّامي قَالَ كَانَ نعل سيف أبي هُرَيْرَة من فضَّة فَنَهَاهُ عَنهُ أَبُو ذَر وَقَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ترك بَيْضَاء أَو صفراء كوي بهَا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ حَدثنَا أبي حَدثنَا شُعْبَة بِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن أبي عدي بِهِ وَحَدِيث أبي أُمَامَة وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرق حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا بَقِيَّة حَدثنِي عتبَة بن أبي حَكِيم حَدثنِي عمَارَة بن رَاشد اللَّيْثِيّ عَن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال السّلمِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (مَا من عبد يَمُوت فَيتْرك أصفر أَو أَبيض إِلَّا كوي بِهِ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص مُحَمَّد بن الْهَيْثَم حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير المصِّيصِي عَن أَرْطَأَة بن الْمُنْذر عَن يُوسُف الْأَلْهَانِي عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَقَالَ (صفراء أَو بَيْضَاء) وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق حَدثنَا أَحْمد بن عَمْرو حَدثنَا عبد الْوَهَّاب ابْن الضَّحَّاك حَدثنَا عِيسَى بن يزِيد أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أَرْطَأَة بن الْمُنْذر عَن أبي عَامر عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من أحد يتْرك صفراء أَو بَيْضَاء من ذهب أَو فضَّة إِلَّا جعل صَفَائِح ثمَّ كوي بهَا) وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا الْحسن بن حُرَيْث الصُّورِي حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي حَدثنَا عقبَة بن عَلْقَمَة حَدثنَا أَرْطَأَة ابْن الْمُنْذر بِهِ

544 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ توفّي رجل فَوجدَ فِي مِئْزَره دِينَار فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَيَّة) وَتُوفِّي آخر فَوجدَ فِي مِئْزَره دِينَارَانِ فَقَالَ (كَيَّتَانِ) قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي أُمَامَة قَالَ توفّي رجل من أهل الصّفة فَوجدَ فِي مِئْزَره دِينَار فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَيَّة) ثمَّ توفّي آخر فَوجدَ فِي مِئْزَره دِينَارَانِ ثمَّ توفّي آخر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيَّتَانِ) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن قَتَادَة بِهِ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة بِهِ وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَشطر الحَدِيث فِي صَحِيح ابْن حَيَّان رَوَاهُ فِي النَّوْع الْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث ابْن مَسْعُود قَالَ توفّي رجل من أهل الصّفة فَوجدَ فِي مِئْزَره دِينَارَانِ فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (كَيَّتَانِ) انْتَهَى 545 - قَوْله عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ أَرْبَعَة آلَاف فَمَا دونهَا نَفَقَة فَمَا زَاد فَهُوَ كنز قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الزَّكَاة أخبرنَا الثَّوْريّ عَن أبي حُصَيْن عَن أبي الضُّحَى مُسلم بن صبيح عَن جعدة بن هُبَيْرَة عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فَمَا دونهَا نَفَقَة وَمَا فَوْقهَا كنز انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ هَكَذَا من غير سَنَد

546 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الزَّكَاة من حَدِيث أبي الْأسود الديلِي عَن أبي ذَر أَن نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ يصلونَ كَمَا نصلي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُول أَمْوَالهم قَالَ (أَو لَيْسَ قد جعل الله لكم مَا تصدقُونَ بِهِ إِن بِكُل تَسْبِيحَة صَدَقَة وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة وكل تَحْمِيدَة صَدَقَة وكل تَهْلِيلَة صَدَقَة وَأمر بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَة وَنهي عَن مُنكر صَدَقَة وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة) قَالُوا يَا رَسُول الله أَيَأتِي أَحَدنَا شَهْوَته فَيكون لَهَا فِيهَا أجر قَالَ (أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرَام أَكَانَ عَلَيْهِ وزر فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجر) انْتَهَى 547 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي خطبَته فِي حجَّة الْوَدَاع (أَلا إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا مِنْهَا أَرْبَعَة حرم ثَلَاث مُتَوَالِيَات ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جُمَادَى وَشَعْبَان) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْحُدُود عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْحَج من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي بكرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فِي خطبَته فِي حجَّته إِن الزَّمَان) إِلَى آخِره وَذكر أَنه فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث طَوِيل فِي الْحَج عَن ابْن أبي بكرَة عَن أَبِيه وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ حَدثنَا مُوسَى ابْن عبد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقي حَدثنَا زيد بن الْحباب حَدثنَا مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي حَدثنِي

صَدَقَة بن يسارعن ابْن عمر قَالَ خطب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حجَّة الْوَدَاع بِمني فِي أَوسط أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ (أَيهَا النَّاس إِن الزَّمَان) إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب النَّاس فِي حجَّته فَقَالَ (إِن الزَّمَان) إِلَى آخِره 548 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن مَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة إِلَّا وَرى عَنْهَا بغَيْرهَا إِلَّا فِي غَزْوَة تَبُوك قلت هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك الطَّوِيل قَالَ وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَلما يُرِيد غَزْوَة إِلَّا وَرى بغَيْرهَا حَتَّى كَانَت غَزْوَة تَبُوك فَغَزَاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حر شَدِيد واستقبل سفرا بَعيدا وَمَفَازًا فِي غَزْو عَدو كَبِير فَجَلَّى للْمُسلمين أَمرهم لِيَتَأَهَّبُوا هبة عدوهم وَأخْبرهمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيد مُخْتَصر 549 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ يرْوَى أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لما أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْخرُوجِ قَالَ (من يخرج معي) قَالَ أَبُو بكر 550 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه لما طلع الْمُشْركُونَ فَوق الْغَار أشْفق أَبُو بكر عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن تصب الْيَوْم ذهب دين الله فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما)

وَرُوِيَ أَنَّهَا لما دخلا الْغَار بعث الله تَعَالَى حَمَامَتَيْنِ فباضتا فِي أَسْفَله وَالْعَنْكَبُوت فَنسجَتْ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (اللَّهُمَّ أَعم أَبْصَارهم) فَجعلُوا يَتَرَدَّدُونَ حول الْغَار وَلَا يَفْطنُون قلت الأول رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي فَضَائِل أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من حَدِيثه قَالَ نظرت إِلَى أَقْدَام الْمُشْركين عَلَى رؤوسنا وَنحن فِي الْغَار فَقلت يَا رَسُول الله لَو أَن أحدهم نظر إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرنَا فَقَالَ (يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما) انْتَهَى وَأَخْرَجَا عَن أنس نَحوه وَالثَّانِي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات من حَدِيث عون بن عَمْرو الْقَيْسِي سَمِعت أَبَا مُصعب الْمَكِّيّ قَالَ أدْركْت أنس بن مَالك وَزيد ابْن أَرقم والمغيرة بن شُعْبَة فَسَمِعتهمْ يتحدثون أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة الْغَار أَمر الله تَعَالَى بشجرة فَنَبَتَتْ فِي وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسترته وَأمر العنكبوت فَنسجَتْ فِي وَجهه فَسترته وَأمر حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَتَا بِفَم الْغَار وَأَقْبل فتيَان قُرَيْش بِعِصِيِّهِمْ وهراويهم وَسُيُوفهمْ حَتَّى إِذا كَانُوا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِقدر أَرْبَعِينَ ذِرَاعا فَعجل رجل مِنْهُم إِلَى بَاب الْغَار فَرَأَى حَمَامَتَيْنِ بِفَم الْغَار فَرجع إِلَى أَصْحَابه فَقَالُوا لَهُ مَالك قَالَ رَأَيْت حَمَامَتَيْنِ بِفَم الْغَار فَعلمت أَنه لَيْسَ فِيهِ أحد فَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا قَالَ فَعلم أَن الله قد دَرأ عَنهُ بهما فَدَعَا لَهُنَّ وسمت عَلَيْهِنَّ وَفرض جزاهن واتخذن فِي الْحرم زَاد الْبَزَّار وَأَحْسبهُ قَالَ فَأصل كل حمام فِي الْحرم من فراخهما انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا عون بن عَمْرو وَهُوَ من أهل الْبَصْرَة مَشْهُور وَهُوَ أَخُو ريَاح وَلَا نعلم حدث عَن أبي مُصعب بِهَذَا الحَدِيث إِلَّا عون بن عَمْرو انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي أخبرنَا معمر أَخْبرنِي عُثْمَان الْجَزرِي

أَن مقسمًا مولَى ابْن عَبَّاس أخبرهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ تَشَاوَرَتْ قُرَيْش لَيْلَة بِمَكَّة فَقَالَ بَعضهم إِذا أصبح فأثبتوه بِالْوَثَاقِ يُرِيدُونَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ بَعضهم بل اقْتُلُوهُ وَقَالَ بَعضهم بل أَخْرجُوهُ فَأطلع الله نبيه عَلَى ذَلِك فَبَاتَ عَلّي عَلَى فرَاش النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى لحق بِالْغَارِ وَبَات وَبَات الْمُشْركُونَ يَحْرُسُونَ عليا يَحْسبُونَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا أَصْبحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَوْهُ عليا رد الله مَكْرهمْ فَقَالُوا لَهُ أَيْن صَاحبك قَالَ لَا أَدْرِي فَاقْتَصُّوا أَثَره فَلَمَّا بلغُوا الْجَبَل اخْتَلَط عَلَيْهِم فَصَعِدُوا فِي الْجَبَل فَمروا بِالْغَارِ فَرَأَوْا عَلَى بَابه نَسِيج العنكبوت فَقَالُوا لَو دخل هَهُنَا لم يكن نسج العنكبوت عَلَى بَابه فَمَكثَ فِيهِ ثَلَاث لَيَال انْتَهَى وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما ثمَّ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام (اللَّهُمَّ أَعم أَبْصَارهم) لم أَجِدهُ 551 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ عَن ابْن أم مَكْتُوم أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أعلي أَن أنفر قَالَ نعم) حَتَّى نزلت لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حرج 552 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف قَرَأت فِي بعض الْأَخْبَار عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كره لِلْمُؤمنِ أَن يَقُول كسلت قَالَ المُصَنّف لِأَن الْمُنَافِقين وصفوا بِالْكَسَلِ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى وَتقدم فِي أَوَاخِر الْبَقَرَة

553 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى وَمِنْهُم من يَلْمِزك فِي الصَّدقَات إِنَّه ابْن ذِي الْخوَيْصِرَة وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقسم غَنَائِم حنين فَقَالَ لَهُ ابْن ذِي الْخوَيْصِرَة وَهُوَ رَأس الْخَوَارِج يَا رَسُول الله اعْدِلْ فَقَالَ (وَيلك إِن لم أعدل فَمن يعدل) وَقيل هُوَ ابْن الجواظ من الْمُنَافِقين فَقَالَ أَلا ترَوْنَ إِلَى صَاحبكُم إِنَّمَا يقسم صَدقَاتكُمْ فِي رُعَاة الْغنم وَهُوَ يزْعم أَنه يعدل فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا أَبَا لَك أما كَانَ مُوسَى رَاعيا أما كَانَ دَاوُد رَاعيا) فَلَمَّا ذهب قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (احْذَرُوا هَذَا وَأَصْحَابه فَإِنَّهُم مُنَافِقُونَ) قلت الأول رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الزَّكَاة من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي سعيد قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقسم قسما إِذْ جَاءَ ابْن أبي الْخوَيْصِرَة وَلَفظ مُسلم ذُو الْخوَيْصِرَة وَفِي لفظ البُخَارِيّ أَخا عبد الله ابْن ذِي الْخوَيْصِرَة التَّمِيمِي فَقَالَ اعْدِلْ يَا رَسُول الله قَالَ (وَيحك وَمن يعدل إِذا لم أعدل) فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله ائْذَنْ لي فَأَضْرب عُنُقه فَقَالَ (دَعه فَإِن لَهُ أصحابا تَحْتَقِرُونَ صَلَاتكُمْ مَعَ صلَاتهم وَصِيَامكُمْ مَعَ صِيَامهمْ يَمْرُقُونَ من الدَّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية آيَتهم رجل أسود فِي إِحْدَى يَدَيْهِ مثل ثدي الْمَرْأَة أَو مثل الْبضْعَة تدَرْدر يخرجُون عَلَى حِين فَتْرَة من النَّاس) قَالَ وَفِيهِمْ نزلت وَمِنْهُم من يَلْمِزك فِي الصَّدقَات قَالَ أَبُو سعيد أشهد أَنِّي سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأشْهد أَن عليا حِين قَتلهمْ جِيءَ بِالرجلِ عَلَى النَّعْت الَّذِي نَعته رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَذُو الْخوَيْصِرَة اسْمه عبد الله وَيُقَال ابْن ذِي الْخوَيْصِرَة وَيُقَال ابْن أبي الْخوَيْصِرَة

الحَدِيث الثَّانِي غَرِيب 554 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسير فِي غَزْوَة تَبُوك وَركب من الْمُنَافِقين يَسِيرُونَ بَين يَدَيْهِ فَقَالُوا انْظُرُوا إِلَى هَذَا الرجل يُرِيد أَن يفتح قُصُور الشَّام وحصونه هَيْهَات فَأطلع الله نبيه عَلَى ذَلِك فَقَالَ (احْبِسُوا عَلّي الركب) فَأَتَاهُم فَقَالَ (قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا) فَقَالُوا يَا نَبِي الله لَا وَالله مَا كُنَّا فِي شَيْء من أَمرك وَلَا من أَمر أَصْحَابك وَلَكِن كُنَّا فِي شَيْء مِمَّا يَخُوض فِيهِ الركب لِيقصرَ بَعْضنَا عَلَى بعض السّفر قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى حَدثنَا مُحَمَّد بن ثَوْر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَلَئِن سَأَلتهمْ ليَقُولن إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب قَالَ بَيْنَمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن قَتَادَة من غير سَنَد 555 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رَوَى أَبُو الدَّرْدَاء عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (عدن دَار الله الَّتِي لم تَرَهَا عين وَلم يخْطر عَلَى قلب بشر لَا يسكنهَا غير ثَلَاثَة النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء يَقُول الله تَعَالَى طُوبَى لمن دَخلك) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف من حَدِيث يَحْيَى بن عبد الله بن بكير حَدثنِي اللَّيْث بن سعد حَدثنِي زِيَادَة بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن فضَالة بن عبيد عَن أبي الدَّرْدَاء عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله تبَارك وَتَعَالَى ينزل فِي ثَلَاث سَاعَات يبْقين من اللَّيْل ينزل فِي

السَّاعَة الأولَى فَيفتح الذّكر الَّذِي لم يره غَيره فَيَمْحُو مَا يَشَاء وَيثبت ثمَّ ينزل السَّاعَة الثَّانِيَة الثَّانِيَة إِلَى جنَّة عدن وَهِي الَّتِي لم يرهَا غَيره وَلم يخْطر عَلَى قلب بشر لَا يسكنهَا مَعَه من بني آدم غير ثَلَاثَة النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء ثمَّ يَقُول طُوبَى لمن دَخلك ثمَّ ينزل فِي السَّاعَة الثَّالِثَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول أَلا من مُسْتَغْفِر فَأغْفِر لَهُ أَلا من سَائل فَأعْطِيه أَلا من دَاع فَأُجِيبَهُ حَتَّى يكون صَلَاة الْفجْر) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَزِيَادَة بن مُحَمَّد لَا نعلم رَوَى عَنهُ غير اللَّيْث انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُوسَى بن سهل حَدثنَا آدم حَدثنَا اللَّيْث بن سعد حَدثنَا زِيَادَة بن مُحَمَّد بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن آدم بِهِ سَوَاء 556 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول لأهل الْجنَّة هَل رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لنا لَا نرضى وَقد أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من خلقك فَيَقُول أَنا أُعْطِيكُم أفضل من ذَلِك قَالَ أحل عَلَيْكُم رِضْوَانِي فَلَا أَسخط عَلَيْكُم أبدا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَفِي أَطْرَاف خلف فِي صفة الْجنَّة وَلم أَجِدهُ وَفِي مُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله يَقُول لأهل الْجنَّة يأهل الْجنَّة فَيَقُولُونَ لبيْك رَبنَا وَسَعْديك وَالْخَيْر فِي يَديك فَيَقُول هَل رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لنا لَا نرضى يَا رب وَقد أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من خلقك فَيَقُول أَلا أُعْطِيكُم أفضل من ذَلِك فَيَقُولُونَ يَا رب وَأي شَيْء أفضل من ذَلِك فَيَقُول أحل عَلَيْكُم رِضْوَانِي فَلَا أَسخط عَلَيْكُم بعده أبدا) انْتَهَى

557 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى وَاغْلُظْ عَلَيْهِم قَالَ إِن لم يسْتَطع بِيَدِهِ فبلسانه فَإِن لم يسْتَطع فَلْيَكْفَهِر فِي وَجهه قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن وَكِيع حَدثنَا حميد بن عبد الرَّحْمَن وَيَحْيَى بن آدم عَن حسن بن صَالح عَن عَلّي بن الْأَقْمَر عَن عَمْرو بن أبي جُنْدُب عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن آدم بِهِ 558 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقَامَ فِي غَزْوَة تَبُوك شَهْرَيْن ينزل عَلَيْهِ الْقُرْآن وَيَعْتِبُ الْمُنَافِقين المتخلفين فَيسمع من مَعَه مِنْهُم وَمِنْهُم الْجلاس ابْن سُوَيْد وَالله إِن كَانَ مَا يَقُول حَقًا لإِخْوَانِنَا الَّذين خَلَّفْنَاهُمْ وهم سَادَاتنَا وَأَشْرَافنَا فَنحْن شَرّ من الْحمير فَقَالَ عَامر بن قيس الْأنْصَارِيّ لِلْجُلَّاسِ أجل وَالله إِن مُحَمَّدًا صَادِق وَأَنت شَرّ من الْحمار وَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاسْتَحْضرهُ فَحلف بِاللَّه مَا قَالَ فَرفع عَامر يَده فَقَالَ اللَّهُمَّ أنزل عَلَى عَبدك وَنَبِيك تَصْدِيق الصَّادِق وَتَكْذيب الْكَاذِب فَنزل يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا فَقَالَ الْجلاس يَا رَسُول الله لقد عرض الله عَلّي التَّوْبَة وَالله لقد قلته وَصدق عَامر فَتَابَ الْجلاس وَحسنت تَوْبَته قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر ومُوسَى بن عقبَة قَالَا لما أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَافِلًا حَتَّى إِذا دنا من الْمَدِينَة تَلقاهُ عَامَّة الَّذين تخلفوا عَنهُ فَقَالَ لأَصْحَابه (لَا تكلمُوا أحدا مِنْهُم وَلَا تُجَالِسُوهُمْ حَتَّى آذن لكم) وَكَانَ فِيمَن تخلف عَنهُ ثَلَاثَة نفر الَّذين ذكر الله فِي كِتَابه بِالتَّوْبَةِ كَعْب بن مَالك السّلمِيّ وهلال بن أُميَّة الوَاقِفِي ومرارة بن الرّبيع الْعمريّ ...

إِلَى أَن قَالَ ثمَّ ذكر الله تَعَالَى الَّذين تخلفوا وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ فَقَالَ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقين إِلَى قَوْله لِيَجْزِيَهُم الله أحسن مَا كَانُوا يعْملُونَ وَذكر قبلهم من تخلف بِنفَاق فَقَالَ فَرح الْمُخَلفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خلاف رَسُول الله إِلَى قَوْله جَزَاء بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ثمَّ ذكر أهل الْعذر مِمَّن تخلف فَقَالَ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى إِلَى قَوْله وَالله غَفُور رَحِيم وَآيَة بعْدهَا وَذكر من لَا عذر لَهُ مِمَّن تخلف فَقَالَ إِنَّمَا السَّبِيل عَلَى الَّذين يَسْتَأْذِنُونَك وهم أَغْنِيَاء رَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف وَأَرْبع آيَات يتبع بَعْضهَا بَعْضًا وَقَالَ الْجلاس بن سُوَيْد حِين سمع مَا أنزل الله تَعَالَى فِي الْمُخلفين وَالله إِن كَانَ مُحَمَّد صَادِقا لنَحْنُ شَرّ من الْحمير فَقَالَ لَهُ عَامر بن قيس الْأنْصَارِيّ وَهُوَ ابْن عَمه وَالله إِن مُحَمَّدًا لصَادِق وَلَأَنْتُمْ شَرّ من الْحمير وَيلك تخلفت عَن رَسُول الله وَنَافَقَتْ وَانْطَلق عَامر فَأخْبر رَسُول الله بِمَا قَالَ الْجلاس فَأرْسل إِلَيْهِ فَحلف بِاللَّه مَا تكلم بِهِ فَقَالَ عَامر اللَّهُمَّ أنزل عَلَى رَسُولك بَيَان شَأْننَا فَأنْزل الله يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا إِلَى قَوْله من ولي وَلَا نصير وَتَابَ الْجلاس مِمَّا قَالَ واعترف بِذَنبِهِ مُخْتَصر وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق فِي كَلَام طَوِيل وَفِي آخِره قَالَ ابْن إِسْحَاق وَزَعَمُوا أَنه تَابَ وَحسنت تَوْبَته وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَارِم بن الْفضل حَدثنَا حَمَّاد بن زيد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه ... فَذكره أخبرنَا ابْن جريح عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَت أم عُمَيْر بن سعيد عِنْد الْجلاس بن سُوَيْد فَقَالَ الْجلاس فِي غَزْوَة تَبُوك إِن كَانَ مَا يَقُول مُحَمَّد حَقًا فَنحْن شَرّ من الْحمير ... إِلَى آخر لفظ الْبَيْهَقِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول عُرْوَة وَفِي آخِره إِنَّه تَابَ وَحسنت تَوْبَته وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما من قَول الْكَلْبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف وَسَنَدهمَا إِلَيْهِ فِي أول كِتَابَيْهِمَا

559 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن جمَاعَة من الْمُنَافِقين هموا بِالْفَتْكِ برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد مرجعه من غَزْوَة تَبُوك وَذَلِكَ أَنه تواثق مِنْهُم خَمْسَة عشر عَلَى أَن يَدْفَعُوهُ عَن رَاحِلَته إِلَى الْوَادي إِذا تُسنم الْعقبَة بِاللَّيْلِ فَأخذ عمار بن يَاسر بِخِطَام رَاحِلَته يَقُودهَا وَحُذَيْفَة خلفهَا يَسُوقهَا فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ سمع حُذَيْفَة بِوَقع أَخْفَاف الْإِبِل وَقَعْقَعَة السِّلَاح فَالْتَفت فَإِذا قوم مُتَلَثِّمُونَ فَقَالَ إِلَيْكُم يَا أَعدَاء الله فَهَرَبُوا قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا يزِيد بن هَارُون أَنا الْوَلِيد بن عبد الله بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ لما أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غَزْوَة تَبُوك أَمر مناديا فَنَادَى لَا يَأْخُذن الْعقبَة أحد فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْخُذهَا وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسير وَحُذَيْفَة يَقُودهُ وعمار بن يَاسر يَسُوقهُ فَأقبل رَهْط مُتَلَثِّمِينَ عَلَى الرَّوَاحِل حَتَّى غشوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرجع عمار فَضرب وُجُوه الرَّوَاحِل فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ لِحُذَيْفَة (قد قد) فَلحقه عمار فَقَالَ (سُقْ سُقْ) حَتَّى أَنَاخَ فَقَالَ لعمَّار (هَل تعرف الْقَوْم) فَقَالَ لَا كَانُوا مُتَلَثِّمِينَ وَقد عرفت عَامَّة الرَّوَاحِل فَقَالَ (أَتَدْرِي مَا أَرَادوا برَسُول الله) قلت الله وَرَسُوله أعلم قلت أَرَادوا أَن يَمْكُرُوا برَسُول الله فَيَطْرَحُوهُ من الْعقبَة فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك نزع بَين عمار وَبَين رجل مِنْهُم شَيْء مِمَّا يكون بَين النَّاس فَقَالَ أنْشدك الله كم أَصْحَاب الْعقبَة الَّذين أَرَادوا أَن يَمْكُرُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ نرَى أَنهم أَرْبَعَة عشر فَإِن كنت فيهم فهم خَمْسَة عشر انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن عبيد الله بن مُوسَى حَدثنَا الْوَلِيد بن جَمِيع بِهِ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الْأَعْمَش عَن عَمْرو بن مرّة عَن أبي البخْترِي عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ كنت آخِذا

لخطام نَاقَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقُود بِهِ وعمار بن يَاسر يَسُوق النَّاقة حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْعقبَةِ فَإِذا بِاثْنَيْ عشر رَاكِبًا قد اعْتَرَضُوهُ فِيهَا قَالَ فَأَنْبَهْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بهم فَصَرَخَ بهم فَوَلوا مُدبرين فَقَالَ لنا (هَل عَرَفْتُمْ الْقَوْم) قُلْنَا لَا يَا رَسُول الله كَانُوا مُتَلَثِّمِينَ وَلَكنَّا عرفنَا الركاب قَالَ (هَؤُلَاءِ المُنَافِقُونَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة هَل عَرَفْتُمْ مَا أَرَادوا) قُلْنَا لَا قَالَ (أَرَادوا أَن أَن يَرْجُمُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْعقبَة فَيُلْقُوهُ بهَا) قَالُوا يَا رَسُول الله أَلا تبْعَث إِلَى عَشَائِرهمْ فيبعث كل قوم بِرَأْس صَاحبهمْ قَالَ (لَا إِنِّي أكره أَن يتحدث الْعَرَب أَن مُحَمَّدًا قَاتل بِقوم حَتَّى إِذا ظَهره بهم أقبل عَلَيْهِم بِقَتْلِهِم) ثمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ اِرْمِهِمْ بِالدُّبَيْلَةِ) قيل يَا رَسُول الله وَمَا الدُّبَيْلَة قَالَ (شهَاب من نَار يَقع عَلَى نِيَاط قلب أحدهم فَيهْلك) رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الْوَلِيد بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة قَالَ لما كَانَ غَزْوَة تَبُوك أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مناديا ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ وَقد رُوِيَ عَن حُذَيْفَة من غير هَذَا الْوَجْه وَهَذَا الْوَجْه أحْسنهَا اتِّصَالًا وَأَصْلَحهَا إِسْنَادًا والوليد بن جَمِيع كَانَت فِيهِ شِيعِيَّة شَدِيدَة وَقد احْتمل أهل الْعلم حَدِيثه وَحَدثُوا عَنهُ انْتَهَى 560 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن ثَعْلَبَة بن حَاطِب قَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَرْزُقنِي مَالا فَقَالَ يَا ثَعْلَبَة قَلِيل يُؤدى شكره خير من كثير لَا تُطِيقهُ) فَرَاجعه فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَئِن رَزَقَنِي الله مَالا لَأُعْطيَن كل ذِي حق حَقه فَدَعَا لَهُ فَاتخذ غنما فَنمت كَمَا يَنْمُو الدُّود حَتَّى ضَاقَتْ بِالْمَدِينَةِ فَنزل وَاديا وَانْقطع عَن الْجَمَاعَة وَالْجُمُعَة فَسَأَلَ عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقيل كثر مَاله حَتَّى لَا يَسعهُ وَاد فَقَالَ (يَا وَيْح ثَعْلَبَة) فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصدقين لأجل الصَّدقَات فَاسْتَقْبَلَهُمَا النَّاس بِصَدَقَاتِهِمْ وَمَرا بِثَعْلَبَة فَسَأَلَاهُ الصَّدَقَة وَأَقْرَآهُ كتاب رَسُول الله الَّذِي فِيهِ الْفَرَائِض

فَقَالَ مَا هَذِه إِلَّا جِزْيَة مَا هَذِه إِلَّا أُخْت الْجِزْيَة وَقَالَ ارْجِعَا حَتَّى أرَى رَأْيِي فَلَمَّا رجعا قَالَ لَهما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل أَن يُكَلِّمَاهُ (يَا وَيْح ثَعْلَبَة) مرَّتَيْنِ فَنزلت فجَاء ثَعْلَبَة بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ (إِن الله مَنَعَنِي أَن أقبل مِنْك) فَجعل التُّرَاب عَلَى رَأسه فَقَالَ (هَذَا عَمَلك فقد أَمرتك فَلم تُطِعْنِي) فَقبض عَلَيْهِ السَّلَام فجَاء بهَا إِلَى أبي بكر الصّديق فَلم يقبلهَا وَجَاء بهَا إِلَى عمر فِي خِلَافَته فَلم يقبلهَا وَهلك فِي زمَان عُثْمَان قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك من حَدِيث معَاذ بن رِفَاعَة عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم بن معَان أبي عبد الرَّحْمَن مولَى عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن مُعَاوِيَة عَن أبي أُمَامَة أَن ثَعْلَبَة بن حَاطِب الْأنْصَارِيّ أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَرْزُقنِي مَالا قَالَ (وَيحك يَا ثَعْلَبَة قَلِيل يُؤدى شكره خير من كثير لَا تُطِيقهُ) ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك قَالَ (يَا ثَعْلَبَة أما تُرِيدُ أَن تكون مثل رَسُول الله وَالله لَو سَأَلت الله أَن يسير لي الْجَبَل ذَهَبا وَفِضة لَسَارَتْ) ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ قَالَ وَالله لَئِن آتَانِي الله مَالا لَأُوتَيَنَّ كل ذِي حق حَقه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ ارْزُقْ ثَعْلَبَة مَالا) قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ فَاتخذ غنما فَنمت كَمَا يَنْمُو الدُّود حَتَّى ضَاقَتْ بهَا أَزِقَّة الْمَدِينَة فَتنَحَّى بهَا وَكَانَ يشْهد الصَّلَاة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يخرج إِلَيْهَا ثمَّ نمت حَتَّى تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ مرَاعِي الْمَدِينَة فَتنَحَّى بهَا فَكَانَ يشْهد الْجُمُعَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يخرج إِلَيْهَا ثمَّ نمت فَتنَحَّى بهَا فَترك الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات فَكَانَ يتَلَقَّى الركْبَان وَيَقُول لَهُم مَا عنْدكُمْ من الْخَبَر وَمَا كَانَ من أَمر النَّاس وَأنزل الله تَعَالَى خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة الْآيَة قَالَ فَاسْتعْمل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الصَّدقَات رجلَيْنِ رجل من الْأَنْصَار

وَرجل من بني سليم وَكتب لَهُم سنة الصَّدَقَة وَأَسْنَانهَا فَاسْتَقْبلهَا النَّاس بِصَدَقَاتِهِمْ وَمَرا بِثَعْلَبَة فَسَأَلَاهُ الصَّدَقَة وَأَقْرَآهُ كتاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَالله مَا هَذِه إِلَّا أُخْت الْجِزْيَة انْطَلقَا حَتَّى أرَى رَأْيِي فَانْطَلقَا حَتَّى لَحقا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى عَلَى رَسُوله وَمِنْهُم من عَاهَدَ الله لَئِن آتَانَا من فَضله إِلَى قَوْله يكذبُون قَالَ فَركب رجل من الْأَنْصَار قريب لِثَعْلَبَةَ رَاحِلَته حَتَّى أَتَى ثَعْلَبَة فَقَالَ وَيحك يَا ثَعْلَبَة هَلَكت أنزل الله فِيك من الْقُرْآن كَذَا فَأقبل ثَعْلَبَة وَقد وضع التُّرَاب عَلَى رَأسه وَهُوَ يبكي وَيَقُول يَا رَسُول الله يَا رَسُول الله فَلم يقبل مِنْهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صدقته حَتَّى قبض الله رَسُوله ثمَّ أَتَى أَبَا بكر بعد رَسُول الله فَأَبَى أَن يقبل مِنْهُ ثمَّ أَتَى عمر فَأَبَى أَن يقبل مِنْهُ ثمَّ أَتَى عُثْمَان فَأَبَى أَن يقبل مِنْهُ ثمَّ مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَفِي إِسْنَاده نظر قَالَ وَهُوَ مَشْهُور بَين أهل التَّفْسِير قَالَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عرف نفَاقه قَدِيما ثمَّ زِيَادَته حَدِيثا وَمَوته عَلَيْهِ بِمَا أنزل الله عَلَيْهِ من الْآيَة فَلم يَأْخُذهَا مِنْهُ انْتَهَى كَلَامه وَأعله السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَقَالَ قَالَ البُخَارِيّ عَلّي بن يزِيد أَبُو عبد الْملك مُنكر الحَدِيث قَالَ السُّهيْلي وَقد عده ابْن إِسْحَاق فِي الْمُنَافِقين وَذكر هَذِه الْآيَة الَّتِي نزلت فِي أَعنِي ثَعْلَبَة بن حَاطِب لكنه ذكر فِي الْبَدْرِيِّينَ ثَعْلَبَة بن حَاطِب وَلم ينْسبهُ فَلَعَلَّهُ رجل آخر وَافق اسْمه وَإِن كَانَ هُوَ فَذكره فِي الْبَدْرِيِّينَ وهم وَالْمُنَافِق هُوَ ثَعْلَبَة بن حَاطِب بن عَمْرو بن عبيد بن أُميَّة بن زيد بن مَالك بن عَمْرو بن عَوْف بن مَالك بن الْأَوْس انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط

561 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حث عَلَى الصَّدَقَة فجَاء عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة من الذَّهَب وَقيل بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم قَالَ كَانَ لي ثَمَانِيَة آلَاف فأقرضت رَبِّي أَرْبَعَة وَأَمْسَكت أَرْبَعَة لِعِيَالِي فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام (بَارك الله لَك فِيمَا أَعْطَيْت وَفِيمَا أَمْسَكت) فَبَارك الله لَهُ حَتَّى صُولِحَتْ امْرَأَته تماضر عَن ربع الثّمن عَلَى ثَمَانِينَ ألفا وَتصدق عَاصِم بن عدي بِمِائَة وسق من تمر وَجَاء أَبُو عقيل الْأنْصَارِيّ بِصَاع من تمر فَقَالَ بت ليلِي أجر بِالْجَرِيرِ عَلَى صَاعَيْنِ فَتركت صَاعا لِعِيَالِي وَجئْت بِصَاع فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَنْثُرهُ عَلَى الصَّدقَات فَلَمَزَهُمْ المُنَافِقُونَ وَقَالُوا مَا أعْطى عبد الرَّحْمَن وَعَاصِم إِلَّا رِيَاء وَإِن كَانَ الله وَرَسُوله لغَنِيَّيْنِ عَن صَاع أبي عقيل وَلكنه أحب أَن يذكر بِنَفسِهِ ليُعْطَى من الصَّدقَات فَنزلت إِلَّا جهدهمْ قلت رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا طالوت بن عباد حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تصدقوا فَإِنِّي أُرِيد أَن أبْعث بعثا) فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ يَا رَسُول الله عِنْدِي أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم أَلفَانِ أقْرضهُمَا رَبِّي وَأَلْفَانِ لِعِيَالِي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (بَارك الله فِيمَا أَعْطَيْت وَبَارك لَك فِيمَا أَمْسَكت) وَبَات رجل من الْأَنْصَار فَأصَاب صَاعَيْنِ من تمر فَقَالَ يَا رَسُول الله أصبت صَاعَيْنِ من تمر صَاع أقْرضهُ رَبِّي وَصَاع لِعِيَالِي فَلَمَزَهُ المُنَافِقُونَ فَقَالُوا مَا أعْطى الَّذِي أعْطى بن عَوْف إِلَّا رِيَاء وَقَالُوا ألم يكن الله وَرَسُوله غَنِيَّيْنِ عَن صَاع هَذَا فَأنْزل الله تَعَالَى الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين من الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدقَات وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ الْآيَة انْتَهَى ثمَّ رَوَاهُ عَن أبي كَامِل عَن أبي عوَانَة عَن عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه مُرْسلا وَقَالَ لم يسْندهُ أحد إِلَّا طالوت انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُسَدّد حَدثنَا أَبُو عوَانَة بِهِ مُرْسلا وَذكر ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حض عَلَى الصَّدَقَة وَرغب فِيهَا فَقَامَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَتصدق بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم وَقَامَ عَاصِم بن عدي فَتصدق بِمِائَة وسق من تمر فَلَمَزُوهُمَا وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا الرِّيَاء وَكَانَ الَّذِي تصدق بِجهْدِهِ أَبُو عقيل أَتَى بِصَاع تمر فَأَلْقَاهُ فِي الصَّدَقَة فَتَضَاحَكُوا بِهِ وَقَالُوا إِن الله لَغَنِيّ عَن صَاع أبي عقيل وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة حَدثنِي خَالِد بن يسَار عَن ابْن أبي عقيل عَن أَبِيه قَالَ بت أجر الْجَرِير عَلَى ظَهْري عَلَى صَاعَيْنِ من تمر فَانْقَلَبت بِأَحَدِهِمَا إِلَى أَهلِي يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَجئْت بِالْآخرِ أَتَقَرَّب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى فَأتيت بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لي (اُنْثُرْهُ فِي الصَّدَقَة) فَقَالَ المُنَافِقُونَ وَسَخِرُوا مني مَا كَانَ أَغْنَى هَذَا أَن يتَقرَّب إِلَى الله بِصَاع من تمر فَأنْزل الله تَعَالَى الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين من الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدقَات وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ الْآيَتَيْنِ انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث كَذَلِك وَقَالَ الْجَرِير حَبل من آدم يَسْتَقِي بِهِ المَاء وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قَالَ تصدق عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف بِشَطْر من مَاله وَكَانَ لَهُ ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار فَتصدق بأَرْبعَة آلَاف فَقَالَ نَاس من الْمُنَافِقين إِن عبد الرَّحْمَن لعَظيم الرِّيَاء فَقَالَ الله تَعَالَى الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين وَكَانَ لرجل من الْأَنْصَار صَاعَانِ من تمر فجَاء بِأَحَدِهِمَا فَقَالَ نَاس

من الْمُنَافِقين إِن كَانَ الله عَن صَاع هَذَا لَغَنِيّ فَقَالَ الله إِلَّا جهدهمْ وَفِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ وَقَالَ قَتَادَة حث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الصَّدَقَة فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقَالَ يَا رَسُول الله مَالِي ثَمَانِيَة آلَاف جئْتُك بِنِصْفِهَا فاجعلها فِي سَبِيل الله وَأَمْسَكت نصفهَا لِعِيَالِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَارك الله لَك فِيمَا أَعْطَيْت وَفِيمَا أنفقت) فَبَارك الله فِي مَاله حَتَّى إِنَّه خلف امْرَأتَيْنِ فَبلغ ثمن مَاله مائَة وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم وَتصدق يَوْمئِذٍ عَاصِم بن عدي ابْن الْعجْلَاني بِمِائَة وسق من تمر وَجَاء آخر فَقَالَ يَا رَسُول الله بت لَيْلَتي أجر بِالْجَرِيرِ عَلَى صَاعَيْنِ من تمر ... إِلَى آخر لفظ الطَّبَرَانِيّ وَذكر الثَّعْلَبِيّ الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد إِلَّا أَنه لم يذكر فِيهِ الْأَرْبَعين أُوقِيَّة وَلَا ذكر الْمُصَالحَة وَإِنَّمَا قَالَ خلف زَوْجَتَيْنِ بلغ ثمن مَاله لَهما مائَة وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم لكل امْرَأَة ثَمَانُون ألف وَرَوَى الطَّبَرِيّ حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَعَن مُجَاهِد وَعَن أبي سَلمَة وَعَن الرّبيع بن أنس فَلم يذكر فِي شَيْء مِنْهَا الْأَرْبَعين أُوقِيَّة من الذَّهَب وَذكر الْأَرْبَعَة دِرْهَم وَالثَّمَانِيَة آلَاف دِينَار وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله حَدثنَا أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين من الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدقَات قَالَ جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة من ذهب إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجَاء رجل من الْأَنْصَار بِصَاع من تمر فَقَالَ بعض الْمُنَافِقين وَالله مَا جَاءَ عبد الرَّحْمَن بِمَا جَاءَ بِهِ إِلَّا رِيَاء وَإِن كَانَ الله وَرَسُوله لغَنِيَّيْنِ عَن هَذَا الصَّاع انْتَهَى وَرُوِيَ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمي عَن أَبِيه عَن جده عَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا إِلَى النَّاس فَنَادَى فيهم أَن اجْمَعُوا صَدقَاتكُمْ فَجمع النَّاس صَدَقَاتهمْ وَجَاء رجل

بِصَاع من تمر فَقَالَ يَا رَسُول الله بت لَيْلَتي أجر بِالْجَرِيرِ المَاء حَتَّى نلْت صَاعَيْنِ من تمر فَأَمْسَكت أَحدهمَا وَأَتَيْتُك بِالْآخرِ فَأمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَنْثُرهُ فِي الصَّدقَات فَسخرَ مِنْهُ رجال وَقَالُوا إِن الله وَرَسُوله لَغَنِيَّانِ عَن صَاع هَذَا وَجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ يَا رَسُول الله مَالِي ثَمَانِيَة آلَاف فَأَرْبَعَة آلَاف لي وَأَرْبَعَة أقْرضهَا رَبِّي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَارك الله لَك فِيمَا أَمْسَكت وَفِيمَا أَعْطَيْت) وَلَمزه المُنَافِقُونَ فَقَالُوا وَالله مَا أعْطى ابْن عَوْف إِلَّا رِيَاء فَأنْزل الله عذره وَعذر صَاحِبيهِ الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين الْآيَة انْتَهَى 562 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن عبد الله بن عبد الله بن أبي وَكَانَ رجلا صَالحا سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يسْتَغْفر لِأَبِيهِ فِي مَرضه فَفعل فَنزلت فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله قد رخص لي فسأزيد عَلَى السّبْعين) فَنزلت سَوَاء عَلَيْهِم أَسْتَغْفَرْت لَهُم أم لم تستغفر لَهُم قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجَنَائِز وَمُسلم فِي فَضَائِل عمر وَفِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ لما توفّي عبد الله بن أبي جَاءَ ابْنه عبد الله إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ أَن يُعْطِيهِ قَمِيصه يُكفن فِيهِ أَبَاهُ فَأعْطَاهُ ثمَّ سَأَلَهُ أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليُصَلِّي عَلَيْهِ فَأخذ عمر بِثَوْبِهِ وَقَالَ يَا رَسُول الله أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقد نهاك الله أَن تصلي عَلَيْهِ فَقَالَ (إِنَّمَا خيرني فَقَالَ اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم إِن تستغفر لَهُم سبعين مرّة وسأزيده عَلَى سبعين) وَقَالَ إِنَّه مُنَافِق فَصَلى عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله وَلَا تصل عَلَى أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا فَترك الصَّلَاة عَلَيْهِم انْتَهَى وَلَفظ مُسلم وَهُوَ أقرب للفظ المُصَنّف

563 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقوم عَلَى قُبُور الْمُنَافِقين وَيَدْعُو إِلَيْهِم فَلَمَّا مرض رَأس الْمُنَافِقين عبد الله بن أبي بعث إِلَيْهِ ليَأْتِيه فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ (أهْلكك حب الْيَهُود) فَقَالَ يَا رَسُول الله بعثت إِلَيْك لِتَسْتَغْفِر لي لَا لِتؤَنِّبنِي وَسَأَلَهُ أَن يُكَفِّنهُ فِي شعاره الَّذِي يَلِي جلده وَيُصلي عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ دَعَا ابْنه حباب إِلَى جنَازَته فَسَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ حباب بن عبد الله فَقَالَ أَنْت عبد الله ابْن عبد الله الْحباب اسْم شَيْطَان فَلَمَّا هم بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ عمر أَتُصَلِّي عَلَى عَدو الله وَقيل أَرَادَ أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فَجَذَبَهُ جِبْرِيل وَرُوِيَ أَن وَلَده الرجل الصَّالح قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ لَا يرد سَائِلًا أَسأَلك أَن تُكَفِّنَهُ فِي بعض قمصانك وَأَن تقوم عَلَى قَبره لَا يشمت بِهِ الْأَعْدَاء وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قيل لَهُ لم وجهت إِلَيْهِ بِقَمِيصِك وَهُوَ كَافِر فَقَالَ (إِن قَمِيصِي لن يُغني عَنهُ من الله شَيْئا وَإِنِّي أُؤَمِّل من الله أَن يدْخل فِي الْإِسْلَام كثير بِهَذَا السَّبَب) وَيروَى أَنه أسلم ألف من الْخَزْرَج لما رَأَوْهُ طلب الِاسْتِشْفَاء بِثَوْب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يُخَادع قلت رَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْجَنَائِز وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة

تَبُوك من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عبد الله بن أبي يعودهُ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَلَمَّا عرف فِيهِ الْمَوْت قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أما وَالله إِنِّي كنت لأنهاك عَن حب يهود) فَقَالَ قد أبْغضهُم أسعد بن زُرَارَة فَمَا نَفعه زَاد الْحَاكِم فَلَمَّا مَاتَ أَتَاهُ ابْنه فَقَالَ قد مَاتَ فَأعْطِنِي يَا رَسُول الله قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ فَنزع عَلَيْهِ السَّلَام قَمِيصه فَأعْطَاهُ إِيَّاه انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَزَاد الْبَيْهَقِيّ فِي رِوَايَة أُخْرَى عَن الْوَاقِدِيّ ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله لَيْسَ هَذَا بِحِين عتاب هُوَ الْمَوْت فَإِن مت فَاحْضُرْ غسْلي وَأَعْطِنِي قَمِيصك أكفن فِيهِ فَأعْطَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَمِيصه الْأَعْلَى وَكَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ فَقَالَ أَعْطِنِي قَمِيصك الَّذِي يَلِي جِلْدك فَنزع قَمِيصه الَّذِي يَلِي جلده فَأعْطَاهُ ثمَّ قَالَ وَصلي عَلّي واستغفر لي زَاد فِي رِوَايَة أُخْرَى عَن مُوسَى بن أبي عِيسَى فَقَالَ لَهُ ابْنه وَكَانَ يُقَال لَهُ الْحباب فَسَماهُ عبد الله يَا رَسُول الله أعْطه قَمِيصك الَّذِي يَلِي جِلْدك وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ مُرْسَلَتَانِ وَقَوله الْحباب اسْم شَيْطَان رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مُرْسلا عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَمُجاهد وَالشعْبِيّ وَقَتَادَة قَالَ لما ثقل عبد الله بن أبي انْطلق ابْنه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن أبي قد احْتضرَ فَأحب أَن تشهده وَتصلي عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا اسْمك) قَالَ الْحباب بن عبد الله قَالَ (بل أَنْت عبد الله بن عبد الله إِن الْحباب اسْم شَيْطَان) قَالَ فَانْطَلق مَعَه حَتَّى شهده وَألبسهُ قَمِيصه وَصَلى عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن عُرْوَة مُرْسلا وَقَول عمر أَتُصَلِّي عَلَى عَدو الله تقدم فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن عمر أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما أَرَادَ أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عمر أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقد نهاك الله عَنهُ وَحَدِيث جِبْرِيل رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرَادَ أَن يُصَلِّي عَلَى عبد الله بن أبي فَأخذ جِبْرِيل بِثَوْبِهِ وَقَالَ وَلَا تصل عَلَى أحد مِنْهُم مَاتَ

أبدا وَلَا تقم عَلَى قَبره) وَقَوله (إِن قَمِيصِي لن يُغني عَنهُ من الله شَيْئا) رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى حَدثنَا ابْن ثَوْر عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ أرسل عبد الله ابْن أبي بن سلول وَهُوَ مَرِيض إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أهْلكك حب يهود) قَالَ يَا رَسُول الله إِنَّمَا أرْسلت إِلَيْك لِتَسْتَغْفِر لي وَلم أرسل إِلَيْك لِتؤَنِّبنِي وَسَأَلَهُ قَمِيصه أَن يُكفن فِيهِ فَأعْطَاهُ إِيَّاه فَاسْتَغْفر لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمَاتَ فَكفن فِي قَمِيصه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنَفث فِي جلده وَدَلاهُ فِي قَبره فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تصل عَلَى أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا قَالَ وَذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ذَلِك فَقَالَ (وَمَا يُغني عَنهُ قَمِيصِي من الله وَإِنِّي لأرجو أَن يسلم بِهِ ألف من قومه) انْتَهَى وَقَول ابْن عَبَّاس رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سنيد بن دَاوُد حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريح قَالَ أَخْبرنِي الحكم بن أبان أَنه سمع عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما مرض أبي مَرضه الَّذِي توفّي فِيهِ قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اُمْنُنْ عَلّي فَكَفِّنِّي فِي قَمِيصك وصل عَلّي قَالَ فَكَفنهُ فِي قَمِيصه وَصَلى عَلَيْهِ قَالَ ابْن عَبَّاس وَالله مَا أَدْرِي مَا هَذِه الصَّلَاة كَانَت فَالله أعلم وَمَا خَادع مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إنْسَانا قطّ انْتَهَى 564 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الْعَبَّاس عَم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أَخذ أَسِيرًا ببدر لم يَجدوا لَهُ قَمِيصًا وَكَانَ رجلا طوَالًا فَكَسَاهُ عبد الله قَمِيصه وَقَالَ لَهُ الْمُشْركُونَ يَوْم الْحُدَيْبِيَة إِنَّا لَا نَأْذَن لمُحَمد وَلَكنَّا نَأْذَن لَك فَقَالَ لَا إِن لي فِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُسْوَة حَسَنَة فَشكر لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك

وَالضَّمِير فِي لَهُ فِي عَائِد إِلَى ابْن أبي لَا للْعَبَّاس رَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي جَابر بن سليم عَن صَفْوَان بن عُثْمَان قَالَ كَانَت قُرَيْش يَوْم الْحُدَيْبِيَة أرْسلت إِلَى عبد الله بن أبي إِن أَحْبَبْت أَن تدخل فَتَطُوف بِالْبَيْتِ فافعل وَابْنه جَالس عِنْده فَقَالَ لَهُ ابْنه يَا أَبَة أذكرك الله أَن تَطوف بِالْبَيْتِ قبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَبَى ابْن أبي وَقَالَ لَا أَطُوف حَتَّى يطوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَلَامه ذَلِك فسر بِهِ انْتَهَى قلت رَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد فِي بَاب كسْوَة الْأسَارَى من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار سمع جَابر بن عبد الله قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر أَتَى بِأسَارَى وَأتي بِالْعَبَّاسِ وَلم يكن عَلَيْهِ ثوب فَنظر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَهُ قَمِيصًا فوجدوا قَمِيص عبد الله بن أبي يقدر عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِيَّاه فَلذَلِك نزع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَمِيصه الَّذِي ألبسهُ قَالَ ابْن عُيَيْنَة كَانَت لَهُ عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد فَأحب أَن يُكَافِئهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل وَزَاد قَالَ جَابر وَكَانَ الْعَبَّاس أسر يَوْم بدر فَحمل إِلَى الْمَدِينَة فَكَسَاهُ عبد الله بن أبي قَمِيصه فَلذَلِك كَفنه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَمِيصه مُكَافَأَة لما فعل بِالْعَبَّاسِ انْتَهَى 565 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْجفَاء وَالْقَسْوَة فِي الْفَدادِين) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي فِي بَاب قدوم الْأَشْعَرِيين وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث قيس عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ أَشَارَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِيَدِهِ نَحْو الْيَمين فَقَالَ (أَلا إِن الْإِيمَان هَهُنَا وَإِن الْجفَاء وَغلظ الْقُلُوب فِي الْفَدادِين

عِنْد أصُول أَذْنَاب الْإِبِل حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان فِي ربيعَة وَمُضر) انْتَهَى هَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ وَإِن الْجفَاء وَعند مُسلم وَإِن الْقَسْوَة لم يقل وَإِن الْجفَاء 566 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى) انْتَهَى قلت أخرجه الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ فِي الزَّكَاة من حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَتَاهُ قوم بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِم) فَأَتَاهُ أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى) انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي الْأَحْزَاب 567 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ يرَى أَن قَوْله تَعَالَى وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان بِغَيْر وَاو صفة للْأَنْصَار حَتَّى قَالَ لَهُ زيد إِنَّه بِالْوَاو فَقَالَ ائْتُونِي بِأبي فَقَالَ تَصْدِيق ذَلِك فِي أول الْجُمُعَة وَآخَرين مِنْهُم وَفِي أَوسط الْحَشْر وَالَّذين جَاءُوا من بعدهمْ وَفِي آخر الْأَنْفَال وَالَّذين آمنُوا من بعد وَرُوِيَ أَنه سمع رجلا يقْرؤهَا بِالْوَاو فَقَالَ من أَقْرَأَك قَالَ أبي فَدَعَاهُ فَقَالَ أَقْرَأَنِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإنَّك لِتَبِيع الْقرظ بِالبَقِيعِ قَالَ عمر صدقت وَإِن شِئْت قلت شَهِدنَا وَغِبْتُمْ وَنَصَرنَا وَخَذَلْتُمْ وَآوَيْنَا وَطَرَدْتُمْ

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ بِنَقص يسير من طَرِيقين عَن أبي معشر عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ مر عمر بن الْخطاب بِرَجُل يقْرَأ وَالسَّابِقُونَ الْأَولونَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فَأخذ عمر بِيَدِهِ وَقَالَ من أَقْرَأَك هَذَا قَالَ أبي بن كَعْب قَالَ لَا تُفَارِقنِي حَتَّى أذهب بك إِلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ عمر أَنْت أَقرَأت هَذَا هَذِه الْآيَة قَالَ نعم وَسمعتهَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لقد كنت أرَى أَنا رفعنَا رفْعَة لَا يبلغهَا أحد بَعدنَا فَقَالَ أبي تَصْدِيق ذَلِك فِي أول سُورَة الْجُمُعَة (وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم) وَفِي سُورَة الْحَشْر (واللذين جَاءُوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان) وَفِي الْأَنْفَال (وَالَّذين آمنُوا من بعد وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا مَعكُمْ فَأُولَئِك مِنْكُم) إِلَى آخر الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث حبيب بن الشَّهِيد عَن عَمْرو بن عَامر عَن عمر بن الْخطاب نَحوه وَفِيه فَقَالَ أبي لقد أَقْرَأَنيهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنت تبيع الْخبط فَقَالَ عمر فَنعم إِذا انْتَهَى 568 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى سَنُعَذِّبُهُمْ مرَّتَيْنِ قَالَ قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَطِيبًا يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ (اخْرُج يَا فلَان فَإنَّك مُنَافِق اخْرُج يَا فلَان فَإنَّك مُنَافِق) فَأخْرج نَاسا وَفَضَحَهُمْ فَهَذَا الْعَذَاب الأول وَالْعَذَاب الثَّانِي عَذَاب الْقَبْر قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْأَوْسَط حَدثنَا أَحْمد بن يَحْيَى الْحلْوانِي حَدثنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَمْرو الْعَنْقَزِي حَدثنَا أبي حَدثنَا أَسْبَاط بن نصر عَن السّديّ عَن أبي مَالك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَمِمَّنْ حَوْلكُمْ من الْأَعْرَاب مُنَافِقُونَ وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا عَلَى النِّفَاق لَا تعلمهمْ نَحن نعلمهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مرَّتَيْنِ ثمَّ يردون إِلَى عَذَاب عَظِيم قَالَ قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم جُمُعَة خَطِيبًا فَقَالَ

(قُم يَا فلَان فَإنَّك مُنَافِق) فَأخْرجهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَفَضَحَهُمْ وَلم يكن عمر بن الْخطاب شهد تِلْكَ الْجُمُعَة لحَاجَة كَانَت لَهُ فَلَقِيَهُمْ عمر فَاخْتَبَأَ مِنْهُم ثمَّ دخل عمر الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُ رجل يَا عمر أبشر فقد فَضَح الله الْمُنَافِقين الْيَوْم فَهَذَا الْعَذَاب الأول وَالْعَذَاب الثَّانِي عَذَاب الْقَبْر انْتَهَى وَقَالَ لم يروه عَن السّديّ إِلَّا أَسْبَاط انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه حَدثنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَمْرو الْعَنْقَزِي بِهِ سندا ومتنا إِلَّا أَنه قَالَ عوض قُم اخْرُج وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن السّديّ بِهِ وَسَنَده إِلَيْهِ أول كِتَابه 569 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الَّذين اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ كَانُوا ثَلَاثَة أَبُو لبَابَة مَرْوَان بن عبد الْمُنْذر وَأَوْس بن ثَعْلَبَة ووديعة بن خدام وَقيل كَانُوا عشرَة مِنْهُم سَبْعَة أوثقُوا أنفسهم بَلغهُمْ مَا نزل فِي المتخلفين فَأَيْقنُوا بِالْهَلَاكِ فَأوثقُوا أنفسهم عَلَى سواري الْمَسْجِد فَقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدخل الْمَسْجِد فَصَلى رَكْعَتَيْنِ وَكَانَت عَادَته كلما قدم من سفر فَرَآهُمْ مُوثقِينَ فَسَأَلَ عَنْهُم فَذكرُوا لَهُ أَنهم أَقْسمُوا أَنهم لَا يحلوا أنفسهم حَتَّى يكون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ الَّذِي يُحِلهُمْ فَقَالَ (وَأَنا أقسم أَن لَا أحلّهُم حَتَّى أُؤمر فيهم) فَنزلت فَأَطْلَقَهُمْ وَقبل عذرهمْ فَقَالُوا يَا رَسُول الله هَذِه أَمْوَالنَا الَّتِي خلفتنا عَنْك فَتصدق بهَا وَطَهِّرْنَا فَقَالَ (مَا أمرت أَن آخذ من أَمْوَالكُم شَيْئا) فَنزلت خُذ من أَمْوَالهم قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك من طَرِيق عُثْمَان بن

سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ الْآيَة قَالَ كَانُوا عشرَة رَهْط تخلفوا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة تَبُوك فَلَمَّا حضر رُجُوع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أوثق سَبْعَة مِنْهُم أنفسهم بِسوَارِي الْمَسْجِد وَكَانَ ممر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَجَعَ من الْمَسْجِد عَلَيْهِم فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ (من هَؤُلَاءِ الْمُوثقُونَ) قَالَ هَذَا أَبُو لبَابَة وَأَصْحَابه تخلفوا عَنْك يَا رَسُول الله حَتَّى تُطْلِقهُمْ وَتَعْذُرهُمْ قَالَ (وَأَنا أقسم بِاللَّه لَا أطلقهُم وَلَا أَعْذرهُم حَتَّى يكون الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُطْلِقهُمْ ويعذرهم تخلفوا عني وَرَغبُوا عَن الْغَزْو مَعَ الْمُسلمين) فَأنْزل الله تَعَالَى وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ الْآيَة فَأرْسل إِلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَطْلَقَهُمْ وَعذرهمْ فَجَاءُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَقَالُوا يَا رَسُول الله هَذِه أَمْوَالنَا فَتصدق بهَا عَنَّا واستغفر لنا قَالَ (مَا أمرت أَن آخذ أَمْوَالكُم) فَأنْزل الله خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ الْآيَة فَأخذ مِنْهُم الصَّدَقَة واستغفر لَهُم وَكَانَ ثَلَاثَة نفر مِنْهُم لم يُوثقُوا أنفسهم بِالسَّوَارِي فأرجئوا لَا يَدْرُونَ يُعَذبُونَ أَو يُتَاب عَلَيْهِم فَأنْزل الله تَعَالَى لقد تَابَ الله عَلَى النَّبِي والمهاجرين وَالْأَنْصَار الَّذين اتَّبعُوهُ فِي سَاعَة الْعسرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله حَدثنَا أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح بِهِ سندا ومتنا 570 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن الصَّدَقَة تقع فِي يَد الله قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان عَن عبد الله بن السَّائِب عَن عبد الله بن قَتَادَة الْمحَاربي عَن عبد الله ابْن مَسْعُود قَالَ إِن الصَّدَقَة تقع فِي يَد الله تَعَالَى قبل أَن تقع فِي يَد السَّائِل ثمَّ قَرَأَ عبد الله وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده وَيَأْخُذ الصَّدقَات انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ

وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الزَّكَاة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا مَا تصدق أحد بِصَدقَة من طيب وَلَا يقبل الله إِلَّا الطّيب إِلَّا أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ ثمَّ يُرَبِّيهَا لصَاحِبهَا كَمَا يُربي أحدكُم فلوه أَو فَصِيله حَتَّى يكون مثل الْجَبَل أَو أعظم انْتَهَى وَحَدِيث ابْن مَسْعُود فِي كتاب الْأَمْوَال يَعْنِي لِابْنِ زَنْجوَيْه حَدثنَا مُحَمَّد ابْن يُوسُف حَدثنَا سُفْيَان بِهِ سندا ومتنا 571 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ فِي الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا وهم كَعْب بن مَالك وهلال بن أُميَّة ومرارة بن الرّبيع أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر أَصْحَابه أَن لَا يكلموهم وَلَا يسلمُوا عَلَيْهِم وَلم يَفْعَلُوا كَمَا فعل أَبُو لبَابَة من شدّ أنفسهم عَلَى السَّوَارِي وَإِظْهَار الْجزع وَالْغَم فَلَمَّا علمُوا أَن أحدا لَا ينظر إِلَيْهِم فَوضُوا أَمرهم إِلَى الله وَأَخْلصُوا نياتهم وَنَصَحْت تَوْبَتهمْ فَرَحِمهمْ الله قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي آخر الْمَغَازِي وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الرَّقَائِق من حَدِيث كَعْب بن مَالك قَالَ لم أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قطّ فِي غَزْوَة غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَة تَبُوك غير أَنِّي قد تخلفت فِي غَزْوَة بدر وَلم يُعَاتب أحدا تخلف عَنهُ ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه أَنه عَلَيْهِ السَّلَام نهَى الْمُسلمين عَن كَلَامهم الثَّلَاثَة وَلَبِثُوا عَلَى ذَلِك خمسين يَوْمًا ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِم وَفِيهِمْ نزلت لقد تَابَ الله عَلَى النَّبِي والمهاجرين وَالْأَنْصَار الَّذين اتَّبعُوهُ فِي سَاعَة الْعسرَة الْآيَات 572 - الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن بني عَمْرو بن عَوْف لما بنوا مَسْجِد قبَاء بعثوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَأْتِيهم فَأَتَاهُم فَصَلى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ فِيهِ فحسدتهم إِخْوَتهم بَنو غنم بن عَوْف وَقَالُوا نَبْنِي مَسْجِدا وَنُرْسِل

إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليُصَلِّي فِيهِ وَيُصلي فِيهِ أَبُو عَامر الراهب إِذا قدم من الشَّام ليَكُون زِيَادَة عَلَى إِخْوَتهم وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْفَاسِق وَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد لَا أجد أحدا يقاتلونك إِلَّا قاتلتك مَعَهم فَلم يزل يقاتله إِلَى يَوْم حنين فَلَمَّا انْهَزَمت هوَازن خرج هَارِبا إِلَى الشَّام وَأرْسل إِلَى الْمُنَافِقين أَن اسْتَعدوا بِمَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة وَسلَاح فَإِنِّي ذَاهِب إِلَى قَيْصر وَآت بِجُنُود وَنخرج مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه من الْمَدِينَة فبنوا مَسْجِدا إِلَى جنب مَسْجِد قبَاء وَقَالُوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بنينَا مَسْجِدا لذِي الْعلَّة وَالْحَاجة وَاللَّيْلَة الْمَطِيرَة والشاتية وَنحن نحب أَن تصلي لنا فِيهِ وَتَدعُوا لنا بِالْبركَةِ فَقَالَ (إِنِّي عَلَى جنَاح سفر وَحَال شغل وَإِذا قدمنَا إِن شَاءَ الله صلينَا فِيهِ) فَلَمَّا قفل من غَزْوَة تَبُوك سَأَلُوهُ إتْيَان الْمَسْجِد فَنزلت عَلَيْهِ وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا فَدَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن وَوَحْشِي قَاتل حَمْزَة فَقَالَ لَهُم (انْطَلقُوا إِلَى هَذَا الْمَسْجِد الظَّالِم أَهله فَاهْدِمُوهُ واحرقوه) فَفَعَلُوا وَأمر أَن يتَّخذ مَكَانَهُ كناسَة تلقى فِيهَا الْجِيَف وَالْقُمَامَة وَمَات أَبُو عَامر بِالشَّام بِقِنِّسْرِينَ قلت رَوَى الطَّبَرِيّ بعضه من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ وَيزِيد ابْن رُومَان وَعبد الله بن أبي بكر وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة قَالُوا أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى نزل بِذِي أَوَان بلد بَينه وَبَين الْمَدِينَة سَاعَة من نَهَار وَكَانَ أَصْحَاب مَسْجِد الضرار قد أَتَوْهُ وَهُوَ يتجهز لغزوة تَبُوك فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا قد

بنينَا مَسْجِدا لذِي الْعلَّة وَالْحَاجة وَاللَّيْلَة الْمَطِيرَة والشاتية وَإِنَّا نحب أَن تَأْتِينَا فَتُصَلِّي لنا فِيهِ فَقَالَ إِنِّي عَلَى جنَاح سفر وَحَال شغل وَلَو قدمنَا إِن شَاءَ الله لَأَتَيْتُكُمْ فصلينا لكم فِيهِ فَلَمَّا نزل بِذِي أَوَان أَتَاهُ خبر الْمَسْجِد فَدَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَالك بن الدخشم أَخا بني سَالم بن عَوْف ومعن بن عدي فَقَالَ انْطَلقَا إِلَى هَذَا الْمَسْجِد الظَّالِم أَهله فَاهْدِمَاهُ وَحَرِّقَاهُ فَجعلَا يَشْتَدَّانِ حَتَّى دخلاه فهدماه وأحرقاه وَنزل فيهم وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا الْآيَة انْتَهَى وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق لم يتَجَاوَز بِهِ وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من غير سَنَد وَلَا راو وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَعَزاهُ لِلْمُفَسِّرِينَ وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ ذكر ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن ابْن أكيمَة اللَّيْثِيّ عَن ابْن أخي أبي رهم الْغِفَارِيّ أَنه سمع أَبَا رهم الْغِفَارِيّ وَكَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة قَالَ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى نزل بِذِي أَوَان بَينه وَبَين الْمَدِينَة سَاعَة من نَهَار فَأَتَاهُ من مَسْجِد ضرار وَهُوَ يتجهز إِلَى تَبُوك فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا بنينَا مَسْجِدا لذِي الْعلَّة وَالْحَاجة وَاللَّيْلَة الشَّاتِيَة وَإِنَّا نحب أَن تَأْتِينَا فَتُصَلِّي فِيهِ فَقَالَ (إِنِّي عَلَى جنَاح سفر وَحَال شغل وَلَو قدمنَا إِن شَاءَ الله أَتَيْنَاكُم فصلينا لكم فِيهِ) فَلَمَّا نزل بِذِي أَوَان أَتَاهُ خبر الْمَسْجِد فَدَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَالك بن الدخشم ومعن بن عدي فَقَالَ (انْطَلقَا إِلَى هَذَا الْمَسْجِد الظَّالِم أَهله فَاهْدِمَاهُ واحرقاه) فَخَرَجَا مُسْرِعين حَتَّى أَتَيَا بني سَالم بن عَوْف وهم رَهْط مَالك بن الدخشم فَقَالَ مَالك لِمَعْنٍ أَنْظرنِي حَتَّى أخرج إِلَيْك فَدخل إِلَى أَهله وَأخذ سَعَفًا من النّخل فَأشْعلَ فِيهِ نَارا ثمَّ خرجا يَشْتَدَّانِ وَفِيه أَهله فَحَرقَاهُ وَهَدَمَاهُ وَنزل فيهم وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا الْآيَة حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمي عَن أَبِيه عَن جده عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما بنى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَسْجِد قبَاء خرج رجال من الْأَنْصَار مِنْهُم يخرج جد عبد الله بن حنيف ووديعة بن خدام

وَمجمع بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ فبنوا مَسْجِد النِّفَاق فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليخرج (وَيلك مَا أردْت إِلَى مَا أرَى) قَالَ يَا رَسُول الله وَالله مَا أردْت إِلَّا الْحُسْنَى وَهُوَ كَاذِب فَصدقهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَرَادَ أَن يعذرهُ فَأنْزل الله وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا وَكفرا وَتَفْرِيقًا بَين الْمُؤمنِينَ وَإِرْصَادًا لمن حَارب الله وَرَسُوله من قبل يَعْنِي رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ أَبُو عَامر وَكَانَ قد انْطلق إِلَى هِرقل وَكَانُوا يَرْصُدُونَهُ إِذا قدم أَن يُصَلِّي فِيهِ وَكَانَ قد خرج من الْمَدِينَة مُحَاربًا لله وَلِرَسُولِهِ وَلَيَحْلِفُنَّ إِن أردنَا إِلَّا الْحُسْنَى الْآيَة ثمَّ أخرج من حَدِيث عبد الله بن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عَلّي ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا قَالَ هم أنَاس من الْأَنْصَار ابْتَنَوْا مَسْجِدا فَقَالَ لَهُم أَبُو عَامر ابْنُوا مَسْجِدكُمْ وَاسْتَمَدُّوا بِمَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة وَمن سلَاح فَإِنِّي ذَاهِب إِلَى قَيْصر ملك الرّوم فَآت بِجُنُود من الرّوم فَأخْرج مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه فَلَمَّا فرغوا من مَسْجِدهمْ أَتَوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا لَهُ قد فَرغْنَا من بِنَاء مَسْجِدنَا فَنحب أَن تصلي فِيهِ وَتَدْعُو فِيهِ بِالْبركَةِ فَأنْزل الله فِيهِ لَا تقم فِيهِ أبدا الْآيَة انْتَهَى 573 - الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمَسْجِد الَّذِي أسس عَلَى التَّقْوَى فَأخذ حَصْبًا فَضرب بهَا الأَرْض وَقَالَ (هُوَ مَسْجِدكُمْ هَذَا مَسْجِد الْمَدِينَة) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر كتاب الْحَج عَن حميد بن الْخَرَّاط سَمِعت أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ مر بِي عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قلت لَهُ كَيفَ سَمِعت أَبَاك يذكر فِي الْمَسْجِد الَّذِي أسس عَلَى التَّقْوَى قَالَ قَالَ أبي دخلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله أَي المسجدين

الَّذِي أسس عَلَى التَّقْوَى قَالَ فَأخذ كفا من حَصْبَاء فَضرب بِهِ الأَرْض وَقَالَ (هُوَ مَسْجِدكُمْ هَذَا) لمَسْجِد الْمَدِينَة انْتَهَى 574 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَنه لما نزلت فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا مَشَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ حَتَّى وقف عَلَى بَاب مَسْجِد قبَاء فَإِذا الْأَنْصَار جُلُوس فَقَالَ (أَمُؤْمِنُونَ أَنْتُم) فَسكت الْقَوْم ثمَّ أَعَادَهَا فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله إِنَّهُم لمؤمنون وَإِنَّا مَعَهم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَتَرْضَوْنَ بِالْقضَاءِ) قَالُوا نعم قَالَ (أَتَصْبِرُونَ عَلَى الْبلَاء) قَالُوا نعم قَالَ (أتشكرون فِي الرخَاء) قَالُوا نعم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (مُؤمنُونَ وَرب الْكَعْبَة) فَجَلَسَ ثمَّ قَالَ (يَا معشر الْأَنْصَار إِن الله قد أَثْنَى عَلَيْكُم فَمَا الَّذِي تَصْنَعُونَ عِنْد الْوضُوء وَعند الْغَائِط) فَقَالُوا يَا رَسُول الله نتبع الْغَائِط الْأَحْجَار الثَّلَاثَة ثمَّ نتبع الْأَحْجَار المَاء فَتلا عَلَيْهِ السَّلَام فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط مُخْتَصرا فَقَالَ حَدثنَا الْهَيْثَم بن خلف الدوري حَدثنَا الْحسن بن حَمَّاد الْوراق حَدثنَا أَبُو يَحْيَى الْحمانِي عَن يُوسُف ابْن مَيْمُون عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عمر وَمَعَهُ

أنَاس من أَصْحَابه فَقَالَ أَمُؤْمِنُونَ أَنْتُم فَسَكَتُوا ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله نؤمن بِمَا أَتَيْتنَا بِهِ وَنَحْمَد الله فِي الرخَاء وَنَصْبِر فِي الْبلَاء وَنَرْضَى بِالْقضَاءِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (مُؤمنُونَ وَرب الْكَعْبَة) انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ الْحسن الْوراق انْتَهَى 575 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ رُوِيَ أَن الْأَنْصَار حِين بَايعُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْعقبَة قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة اشْترط لِرَبِّك وَلِنَفْسِك مَا شِئْت قَالَ (أشْتَرط لرَبي أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَأَشْتَرِط لنَفْسي أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ أَنفسكُم) قَالَ (فَإِذا فعلنَا ذَلِك فَمَا لنا قَالَ لكم الْجنَّة) قَالُوا ربح البيع لَا نقِيل وَلَا نَسْتَقِيل قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحَارِث حَدثنَا عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَبُو معشر نجيح عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَغَيره قَالُوا لما بَايَعت الْأَنْصَار لَيْلَة الْعقبَة بِمَكَّة قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة ... إِلَى آخِره وَزَاد فَأنْزل الله إِن الله اشْتَرَى من الْمُؤمنِينَ الْآيَة انْتَهَى وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ هَكَذَا من غير سَنَد 576 - الحَدِيث الْخَمْسُونَ رُوِيَ أَنه مر برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَعْرَابِي وَهُوَ يَقْرَأها فَقَالَ كَلَام من هَذَا قَالَ (كَلَام الله) قَالَ بيع وَالله بِرِبْح لَا نقِيلهُ وَلَا نَسْتَقِيلهُ فَخرج إِلَى الْغَزْو وَاسْتشْهدَ

قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن قَالَ مر أَعْرَابِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يقْرَأ هَذِه الْآيَة إِن الله اشْتَرَى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ ... إِلَى آخرهَا فَقَالَ كَلَام من هَذَا قَالَ (كَلَام الله) قَالَ بيع وَالله مربح ... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى الْحسن فِي أول كِتَابه 577 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِعَمِّهِ (لأَسْتَغْفِرَن لَك مَا لم أَنه عَنْك) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أَبِيه أَن أَبَا طَالب لما حَضرته الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده أَبُو جهل فَقَالَ (أَي عَم قل لَا إِلَه إِلَّا الله كلمة أُحَاج بهَا عِنْد الله) فَقَالَ أَبُو جهل وَعبد الله بن أُميَّة ترغب عَن مِلَّة عبد الْمطلب فَلم يَزَالَا يعلمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخر شَيْء كَلمهمْ بِهِ عَلَى مِلَّة عبد الْمطلب فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لأَسْتَغْفِرَن لَك مَا لم أَنه عَنْك) فَنزلت مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين وَلَو كَانُوا أولي قربى من بعد مَا تبين لَهُم أَنهم أَصْحَاب الْجَحِيم وَنزلت إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ بعد أَن رَوَاهُ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

578 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ عَن الْحسن قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن فلَانا يسْتَغْفر لِآبَائِهِ الْمُشْركين فَقَالَ (وَنحن نَسْتَغْفِر لَهُم) فَنزلت مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة لَا عَن الْحسن 579 - قَوْله وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَأَيْت رجلا يسْتَغْفر لِأَبَوَيْهِ وهما مُشْرِكَانِ فَقلت لَهُ فَقَالَ أَلَيْسَ قد اسْتغْفر إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث أبي الْجَلِيل عَن عَلّي قَالَ سَمِعت رجلا يسْتَغْفر لِأَبَوَيْهِ وهما مُشْرِكَانِ فَقلت لَهُ أَتَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْك وهما مُشْرِكَانِ فَقَالَ قد اسْتغْفر إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرك فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَأَبُو يعلي الْموصِلِي 580 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ أَن بعيره أَبْطَأَ بِهِ فَحمل مَتَاعه عَلَى ظَهره وَاتبع أثر الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاشِيا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لما رَأَى سوَاده (كن أَبَا ذَر) فَقَالَ النَّاس هُوَ ذَاك فَقَالَ (رحم الله أَبَا ذَر يمشي وَحده وَيَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده)

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْمَغَازِي من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي بُرَيْدَة بن سُفْيَان الْأَسْلَمِيّ عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ لما سَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى تَبُوك جعل لَا يزَال الرجل يتَخَلَّف فَيَقُولُونَ يَا رَسُول الله تخلف فلَان فَيَقُول (دَعوه إِن يكن فِيهِ خير فسيلحقه الله بكم) حَتَّى قيل يَا رَسُول الله تخلف أَبُو ذَر وَأَبْطَأ بِهِ بعيره فَتلوم أَبُو ذَر بعيره فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخذ مَتَاعه فَجعله عَلَى ظَهره ثمَّ خرج يتبع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاشِيا وَنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بعض مَنَازِله فَنظر نَاظر من الْمُسلمين فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا رجل يمشي عَلَى الطَّرِيق فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كن أَبَا ذَر) فَلَمَّا تَأمله الْقَوْم قَالُوا يَا رَسُول الله هُوَ وَالله أَبُو ذَر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يرحم الله أَبَا ذَر يمشي وَحده وَيَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده) وَسَار أَبُو ذَر إِلَى الربذَة فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت أَوْصَى امْرَأَته وَغُلَامه إِذا مت فاغسلاني وَكَفِّنَانِي ثمَّ احملاني عَلَى قَارِعَة الطَّرِيق فَأول ركب يَمرونَ بكم فَقولُوا هَذَا أَبُو ذَر فَلَمَّا مَاتَ فعلوا بِهِ كَذَلِك فَاطلع ركب فَمَا علمُوا بِهِ حَتَّى كَادَت رِكَابهمْ تطَأ سَرِيره فَإِذا ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي رَهْط من أهل الْكُوفَة فَقَالَ مَا هَذَا فَقيل جَنَازَة أبي ذَر فَاسْتهلَّ ابْن مَسْعُود يبكي وَقَالَ صدق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يرحم الله أَبَا ذَر يمشي وَحده وَيَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده) ثمَّ نزل فَوَلِيه بِنَفسِهِ حَتَّى أجنه فَلَمَّا قدمُوا الْمَدِينَة ذكر لعُثْمَان قَول ابْن مَسْعُود وَمَا ولي مِنْهُ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب غَزْوَة تَبُوك بِسَنَدِهِ وَمَتنه سَوَاء وَذكر ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَمَتنه

581 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ عَن أبي خَيْثَمَة أَنه بلغ بستانه وَكَانَت لَهُ امْرَأَة حسناء فرشت لَهُ فِي الظل وَبسطت لَهُ الْخضر وَقربت إِلَيْهِ الرطب وَالْمَاء الْبَارِد فَنظر وَقَالَ ظلّ ظَلِيل وَرطب يَانِع وَمَاء بَارِد وَامْرَأَة حسناء وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الضح وَالرِّيح مَا هَذَا بِخَير فَقَامَ فَرَحل نَاقَته وَأخذ سَيْفه وَرمحه وَمر كَالرِّيحِ فَمد وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طرفه إِلَى الطَّرِيق فَإِذا بِرَاكِب يزهاه السراب فَقَالَ (كن أَبَا خَيْثَمَة) فَكَانَ هُوَ ففرح بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ واستغفر لَهُ قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بتغيير يسير فِي غَزْوَة تَبُوك عَن الْحَاكِم أَيْضا بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر بن حزم أَن أَبَا خَيْثَمَة أَخا بني سَالم رَجَعَ بعد مسير رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيَّامًا إِلَى أَهله فِي يَوْم حَار فَوجدَ امْرَأتَيْنِ لَهُ فِي عريشين لَهما فِي حَائِط قد رَشَّتْ كل وَاحِدَة عريشها وَبَردت لَهُ فِيهِ مَاء وَهَيَّأْت لَهُ طَعَاما فَلَمَّا دخل قَامَ عَلَى بَاب العريشين فَنظر إِلَى امرأتيه وَمَا صنعتا لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الضح وَالرِّيح وَالْحر وَأَبُو خَيْثَمَة فِي ظلّ بَارِد وَمَاء بَارِد وَطَعَام مُهَيَّأ وَامْرَأَة حسناء مَا هَذَا بِالنِّصْفِ ثمَّ قَالَ لَا وَالله لَا أَدخل عَرِيش وَاحِدَة مِنْكُمَا حَتَّى ألحق برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَهَيَّأَ لي زادا فَفَعَلَتَا ثمَّ قدم نَاضِحَهُ فارتحله ثمَّ خرج فِي طلب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أدْركهُ بتبوك فَلَمَّا دنا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ النَّاس هَذَا رَاكب عَلَى الطَّرِيق مقبل فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كن أَبَا خَيْثَمَة) فَقَالُوا يَا رَسُول الله هُوَ وَالله أَبُو خَيْثَمَة فَسلم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خيرا ودعا لَهُ بِخَير انْتَهَى وَذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي خَيْثَمَة كَذَلِك بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور سَوَاء من غير سَنَد

وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن رِفَاعَة بن ثَعْلَبَة بن أبي مَالك عَن أَبِيه عَن جده قَالَ سَأَلت زيد بن ثَابت عَن غَزْوَة تَبُوك كم كَانَ الْمُسلمُونَ فِيهَا قَالَ كَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ أَبُو خَيْثَمَة وَيُسمى عبد الله بن خَيْثَمَة السالمي رَجَعَ بعد أَن سَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة أَيَّام حَتَّى دخل عَلَى امْرَأتَيْنِ لَهُ فِي يَوْم حَار ... فَذكره بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي ابْن شهَاب وَعبد الله بن أبي بكر وَابْن رُومَان أَن أَبَا خَيْثَمَة ... فَذكره ثمَّ قَالَ الضح هُوَ الشَّمْس انْتَهَى وَذكره مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا أَحْمد بن سِنَان حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن سعد بن خَيْثَمَة حَدثنَا أبي عَن أَبِيه قَالَ تخلفت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة تَبُوك حَتَّى مَضَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدخلت حَائِطا فَرَأَيْت عَرِيشًا قد رش بِالْمَاءِ وَرَأَيْت زَوْجَتي فَقلت مَا هَذَا الْإِنْصَاف إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي السمُوم وَالْحَمِيم قُمْت إِلَى نَاضِح فاحتقبته وَإِلَى تُمَيْرَات فتزودتها ثمَّ خرجت أُرِيد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى إِذا كنت بِبَعْض الطَّرِيق لَحِقَنِي عُمَيْر بن وهب الجُمَحِي فَقلت لَهُ إِنَّك رجل جري وَإِنِّي أعرف حَيْثُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِنِّي امْرُؤ مذنب فَتخلف عني حَتَّى أَخْلو برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتخلف عني عُمَيْر فَلَمَّا طلعت عَلَى الْعَسْكَر فرآني النَّاس فَقَالَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كن أَبَا خَيْثَمَة) فَجئْت فَقلت كدت أهلك يَا رَسُول الله فَحَدَّثته حَدِيثي فَقَالَ لي خيرا ودعا لي انْتَهَى وَقَوله فِي الحَدِيث (كن أَبَا خَيْثَمَة) هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك الطَّوِيل وَلَفْظهمَا قَالَ فَلَمَّا بلغ تَبُوك قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا فعل كَعْب ابْن مَالك) فَقَالَ رجل من بني سَلمَة يَا رَسُول الله حَبسه برْدَاهُ وَنَظره فِي عطفيه فَقَالَ معَاذ بن جبل بئس مَا قلت وَالله يَا رَسُول الله مَا نعلم إِلَّا خيرا فَبَيْنَمَا

هم كَذَلِك إِذا هم بِرَجُل يَزُول بِالسَّرَابِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كن أَبَا خَيْثَمَة) فَإِذا هُوَ أَبُو خَيْثَمَة 582 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ عَن كَعْب أَنه قَالَ لما قفل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سلمت عَلَيْهِ فَرد عَلّي السَّلَام كالمغضب بَعْدَمَا ذَكرنِي وَقَالَ (لَيْت شعري مَا خلف كَعْبًا) فَقيل لَهُ مَا خَلفه إِلَّا حسن برديه وَالنَّظَر فِي عطفيه فَقَالَ معَاذ وَالله مَا أعلم إِلَّا فضلا وإسلاما وَنَهَى عَن كلامنا أَيهَا الثَّلَاثَة فَلم يُكَلِّمنَا أحد لَا من قريب وَلَا من بعيد فَلَمَّا مَضَت أَرْبَعُونَ لَيْلَة أمرنَا أَن نَعْتَزِل نِسَاءَنَا وَلَا نقربهن فَلَمَّا تمت خَمْسُونَ لَيْلَة إِذا أَنا بِنِدَاء من ذرْوَة سلع أبشر يَا كَعْب بن مَالك فَخَرَرْت سَاجِدا وَكنت كَمَا وصفني رَبِّي وَضَاقَتْ عَلَيْهِم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِم أنفسهم وَتَتَابَعَتْ الْبشَارَة فَلبِست ثوبي وَانْطَلَقت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا هُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد وَحَوله الْمُسلمُونَ فَقَامَ إِلَيّ طَلْحَة ابْن عبيد الله يُهَرْوِل إِلَيّ حَتَّى صَافَحَنِي لِيَهنك تَوْبَة الله عَلَيْك فَلم أُنْسُهَا لطلْحَة وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يَسْتَنِير اسْتِنَارَة الْقَمَر (أبشر يَا كَعْب بِخَير يَوْم مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك) ثمَّ تَلا علينا الْآيَة قلت حَدِيث كَعْب بن مَالك رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الرَّقَائِق فِي التَّوْبَة من حَدِيث ابْن شهَاب عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب عَن كَعْب بن مَالك أَنه قَالَ لم أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن غَزْوَة غَزَاهَا قطّ إِلَّا فِي غَزْوَة تَبُوك ... فَذكره إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ جَالس فِي الْقَوْم بتبوك (مَا فعل كَعْب بن مَالك) قَالَ رجل من بني سَلمَة

يَا رَسُول الله حَبسه برْدَاهُ وَالنَّظَر فِي عطفيه فَقَالَ لَهُ معَاذ بن جبل بئس مَا قلت وَالله يَا رَسُول الله مَا علمنَا عَلَيْهِ إِلَّا خيرا ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا بَلغنِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد توجه قَافِلًا من تَبُوك جِئْت إِلَيْهِ فَلَمَّا سلمت تَبَسم تَبَسم الْمُغْضب ... إِلَى أَن قَالَ وَنَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن كلامنا الثَّلَاثَة يَعْنِي كَعْب بن مَالك ومرارة بن الرّبيع العامري وهلال بن أُميَّة الوَاقِفِي قَالَ فَاجْتَنَبَنَا النَّاس ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا مَضَت أَرْبَعُونَ لَيْلَة من الْخمسين إِذا رَسُول رَسُول الله يأتيني فَقَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْمُرك أَن تَعْتَزِل امْرَأَتك ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا صليت صَلَاة الْفجْر صباح خمسين لَيْلَة عَلَى ظهر بَيت من بُيُوتنَا فَبَيْنَمَا أَنا جَالس عَلَى تِلْكَ الْحَال إِذْ سَمِعت صَوت صارخ أَوْفَى عَلَى جبل سلع يَقُول بِأَعْلَى صَوته يَا كَعْب ابْن مَالك أبشر قَالَ فَخَرَرْت سَاجِدا وَعرفت أَن جَاءَ الْفرج فَانْطَلَقت حَتَّى دخلت الْمَسْجِد فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس فِي الْمَسْجِد وَحَوله النَّاس فَقَامَ طَلْحَة بن عبيد الله يُهَرْوِل حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنأَنِي وَالله لم يقم لي من الْمُهَاجِرين غَيره وَلَا أَنْسَاهَا لطلْحَة فَلَمَّا سلمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لي وَهُوَ يَبْرق وَجهه من السرُور (أبشر بِخَير يَوْم مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك) إِلَى أَن قَالَ وَأنزل الله عَلَى رَسُوله لقد تَابَ الله عَلَى النَّبِي والمهجرين وَالْأَنْصَار الْآيَة مُخْتَصر والْحَدِيث بِطُولِهِ سَائِر فِي الصِّحَاح وَالْمَسَانِيد لم يقل فِيهِ أحد إِلَّا هَكَذَا فَقَالَ معَاذ بن جبل وَكَانَ الْوَهم من المُصَنّف فَإِنِّي رَأَيْته كَذَلِك فِي عدَّة نسخ مُعْتَمدَة وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ رَحل من قومِي يَا رَسُول الله خَلفه برديه وَالنَّظَر فِي عطفيه قَالَ وَقَالَ يَعْقُوب خَلفه برْدَاهُ وَالنَّظَر فِي عطفيه وَقَالَ فِيهِ إِذْ سَمِعت نِدَاء من ذرْوَة سلع وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده

583 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لَا يصلح الْكَذِب فِي جد وَلَا هزل وَلَا أَن يعد أحدكُم صَبِيه ثمَّ لَا يُنجزهُ اقْرَءُوا إِن شِئْتُم يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقين فَهَل فِيهَا من رخصَة فِي الْكَذِب قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الواحدي من حَدِيث وهب بن جرير بن حَازِم حَدثنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه مَوْقُوفا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ وَلَا أَن يعد أحدكُم صَبِيه ثمَّ لَا يُنجزهُ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَرْفُوعا مُخْتَصرا من حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يصلح الْكَذِب فِي جد وَلَا هزل وَلَا أَن يعد الرجل ابْنه ثمَّ لَا يُنجزهُ) وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد تَوَاتَرَتْ الرِّوَايَات بِتَوْقِيفِهِ انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا وهب بن جرير حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص بِهِ وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ أَنا عبد الله بن حَامِد الْوزان أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى حَدثنَا وهب بن جرير بِهِ وَقَالَ الواحدي أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْوَاعِظ أَنا عبد الله بن حَامِد بِهِ 584 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (آخر وطئة وَطئهَا الله بوج)

قلت رُوِيَ من حَدِيث يعلي بن مرّة الثَّقَفِيّ وَمن حَدِيث خَوْلَة أما حَدِيث يعلي بن مرّة فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْحُسَيْن بن عَلّي وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَأَعَادَهُ فِي سُورَة الْفَتْح كلهم من حَدِيث عبد الله بن عُثْمَان بن خَيْثَم عَن سعيد بن أبي رَاشد عَن يعلي بن مرّة الثَّقَفِيّ أَن حسنا وَحسَيْنا جَاءَا يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ وَقَالَ (إِن الْوَلَد مَبْخَلَة مَجْبَنَة وَإِن آخر وطئة وَطئهَا الله عَزَّ وَجَلَّ بوج) انْتَهَى وَأما حَدِيث خَوْلَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد عَن ابْن أبي سُوَيْد الثَّقَفِيّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ زعمت الْمَرْأَة الصَّالِحَة خَوْلَة بنت حَكِيم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْوَلَد مَحْزَنَة مَجْبَنَة مجهلَة مَبْخَلَة وَإِن آخر وطئة وَطئهَا الله تَعَالَى بوج) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَالْوَطْأَةُ هُنَا عبارَة عَن نزُول الْبَأْس وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر) وَوَج وَاد بِالطَّائِف انْتَهَى كَلَامه والْحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْبر والصلة لم يذكر فِيهِ الْوَطْأَة وَقَالَ لَا نَعْرِف لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه سَمَاعا من خَوْلَة انْتَهَى 585 - الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أسْهم لِابْني عَامر وَقد قدما بعد تقضي الْحَرْب قلت هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي بردة عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ قَالَ بلغنَا مخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن بِالْيمن فخرجنا مُهَاجِرين إِلَيْهِ

أَنا وَأَخَوَانِ لي أَنا أَصْغَرهم أَحدهمَا أَبُو بردة وَالْآخر أَبُو رهم فِي بضعَة وَخمسين رجلا من قومِي فَرَكبْنَا سفينة فَأَلْقَتْنَا إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ فَوَافَقنَا جَعْفَر بن أبي طَالب وَأَصْحَابه عِنْده فَأَقَمْنَا حَتَّى قدمنَا فَوَافَقنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين افْتتح خَيْبَر فَأَسْهم لنا وَلم يُسهم لأحد غَابَ عَن فتح خَيْبَر إِلَّا أَصْحَاب سَفِينَتنَا مُخْتَصر وَذهل الطَّيِّبِيّ فَعَزاهُ لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فَقَط 586 - قَوْله وَرُوِيَ أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أمد المُهَاجر بن أبي أُميَّة وَزِيَاد بن لبيد بِعِكْرِمَةَ بن أبي جهل مَعَ خَمْسمِائَة نفر فَلَحقُوا بَعْدَمَا فتحُوا فَأَسْهم لَهُم قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجِهَاد حَدثنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يزِيد بن أبي حبيب أَن أَبَا بكر بعث عِكْرِمَة بن أبي جهل مُمِدًّا لِلْمُهَاجِرِ بن أبي أُميَّة وَزِيَاد بن لبيد البياضي فَانْتَهوا إِلَى الْقَوْم فَانْتَهوا إِلَى الْقَوْم وَقد فتح عَلَيْهِم قَالَ فَأَشْركهُمْ فِي الْغَنِيمَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الرِّدَّة فِي بَاب ردة أهل النُّجَيْر حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة مولَى آل الزُّبَيْر بن الْعَوام عَن الْحَارِث بن فُضَيْل قَالَ لما جَاءَ كتاب زِيَاد بن لبيد البياضي الْأنْصَارِيّ وَالْمُهَاجِر بن أبي أُميَّة إِلَى أبي بكر عَمَّا هم فِيهِ من مُكَالَبَة الْعَدو فِي حِصَار النُّجَيْر كتب إِلَى عِكْرِمَة بن أبي جهل أَن يمدهُمْ وَأَن يَسِيرُوا إِلَى زِيَاد وَالْمُهَاجِر فِي سَبْعمِائة فَارس فَقدم عَلَيْهِم عِكْرِمَة وَأَصْحَابه بَعْدَمَا فتحُوا النُّجَيْر بأَرْبعَة أَيَّام فَكَلمُوهُمْ فِي أَن يسهموا لَهُم فَكتب عِكْرِمَة فِي أَمرهم إِلَى أبي بكر فَكتب أَبُو بكر أَن يُسهم لَهُم فأسهموا لَهُم 587 - الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا نزل عَلّي الْقُرْآن إِلَّا آيَة آيَة وحرفا

حرفا مَا خلا سُورَة بَرَاءَة وَقل هُوَ الله أحد فَإِنَّهُمَا أَنْزَلَتَا عَلّي ومعهما سَبْعُونَ ألف صف من الْمَلَائِكَة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله ابْن يَحْيَى حَدثنَا مُحَمَّد بن الْفضل أَنا عبد الله بن الْحُسَيْن حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمار حَدثنَا حمدَان بن عبد الله الْمروزِي حَدثنَا عبد الله بن سعيد حَدثنَا عبد الله بن زيد الْعمي حَدثنَا هِشَام بن عَامر الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا نزل عَلّي الْقُرْآن إِلَّا آيَة آيَة وحرفا حرفا مَا خلا سُورَة بَرَاءَة وَقل هُوَ الله أحد فَإِنَّهُمَا أَنْزَلَتَا عَلّي ومعهما سَبْعُونَ ألف صف من الْمَلَائِكَة كلهم يَقُول يَا مُحَمَّد اسْتَوْصِ بِنِسْبَة الله خيرا)

سورة يونس عليه السلام

سُورَة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام

سُورَة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا 588 - الحَدِيث الأول إِن الْمُؤمن إِذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة حَسَنَة فَيَقُول لَهُ أَنا عَمَلك فَيكون لَهُ نورا وَقَائِدًا إِلَى الْجنَّة وَالْكَافِر إِذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة سَيِّئَة فَيَقُول أَنا عَمَلك فَينْطَلق بِهِ حَتَّى يدْخلهُ النَّار قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا بشر بن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى إِن الَّذين أمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات يهْدِيهم رَبهم بإيمَانهمْ الْآيَة قَالَ بلغنَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الْمُؤمن إِذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة حَسَنَة فَيَقُول لَهُ من أَنْت فوَاللَّه إِنِّي لأرَاك امْرأ صدق فَيَقُول لَهُ أَنا عَمَلك فَيكون لَهُ نورا وَقَائِدًا إِلَى الْجنَّة وَأما الْكَافِر إِذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة سَيِّئَة فَيَقُول لَهُ من أَنْت فوَاللَّه إِنِّي لأرَاك امْرأ سوء فَيَقُول أَنا عَمَلك فَينْطَلق بِهِ حَتَّى يدْخلهُ النَّار) انْتَهَى وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن مُجَاهِد وَمُقَاتِل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسَنَده إِلَيْهِمَا فِي أول كِتَابه وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام ابْن عمر حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن عَمْرو بن قيس عَن عَطِيَّة عَن ابْن عمر قَالَ يسْتَقْبل الْمُؤمن عِنْد خُرُوجه من قَبره عمله أحسن صُورَة رَآهَا قطّ فَيَقُول لَهُ من

أَنْت فَيَقُول لَهُ أَنا الَّذِي كنت مَعَك فِي الدُّنْيَا لَا أُفَارِقك حَتَّى أدْخلك الْجنَّة وَيسْتَقْبل الْكَافِر عمله عِنْد خُرُوجه من قَبره أقبح صُورَة رَآهَا قطّ فَيَقُول لَهُ من أَنْت فَيَقُول لَهُ أَنا الَّذِي كنت مَعَك فِي الدُّنْيَا لَا أُفَارِقك حَتَّى أدْخلك النَّار انْتَهَى 589 - الحَدِيث الثَّانِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ إِن الله ليُصبح الْقَوْم بِالنعْمَةِ ويمسيهم بهَا فَتُصْبِح طَائِفَة مِنْهُم بهَا كَافِرين يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا قلت هَكَذَا رَوَاهُ المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ مَرْفُوع رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْوَاقِعَة وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ كلهم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله تَعَالَى ليُصبح عباده بِالنعْمَةِ أَو ليمسيهم بهَا فَيُصْبِح قوم بهَا كَافِرين يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا) قَالَ مُحَمَّد فَذكرت هَذَا الحَدِيث لسَعِيد بن الْمسيب فَقَالَ وَنحن سمعناه من أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَأبْعد الطَّيِّبِيّ إِذْ اسْتشْهد لَهُ بِحَدِيث لمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا قَالَ الله تَعَالَى مَا أَنْعَمت عَلَى عبَادي من نعْمَة إِلَّا أصبح فريق بهَا كَافِرين يَقُولُونَ الْكَوْكَب وَبِالْكَوْكَبِ مُطِرْنَا رَوَاهُ مُسلم فِي الْإِيمَان 590 - الحَدِيث الثَّالِث حَدِيث بني قُرَيْظَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام هدم دُورهمْ وَأهْلك زُرُوعهمْ وَقلع أَشْجَارهم قلت فِي البُخَارِيّ عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن يهود بني النَّضِير حَاربُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَجْلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير ... الحَدِيث

قَالَ حَارَبت النَّضِير وَقُرَيْظَة فَأَجْلَى بني النَّضِير وَأقر قُرَيْظَة وَمن عَلَيْهِم حَتَّى حَارَبت قُرَيْظَة فَقتل رِجَالهمْ وَقسم نِسَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ وَأَوْلَادهمْ بَين الْمُسلمين إِلَّا بَعضهم لَحِقُوا بِالْمُسْلِمين فَأَمنَهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَسْلمُوا وَأَجْلَى يهود الْمَدِينَة انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا فِي الْجِهَاد 591 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَا تَمْكُر وَلَا تعن مَاكِرًا وَلَا تَبْغِ وَلَا تعن بَاغِيا وَلَا تنكث وَلَا تعن نَاكِثًا) قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا يُونُس عَن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تَمْكُر وَلَا تعن مَاكِرًا فَإِن الله يَقُول وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بأَهْله وَلَا تَبْغِ وَلَا تعن بَاغِيا فَأن الله يَقُول إِنَّمَا بَغْيكُمْ عَلَى أَنفسكُم وَلَا تنكث وَلَا تعن نَاكِثًا فَإِن الله يَقُول وَمن نكث فَإِنَّمَا ينْكث عَلَى نَفسه انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَرَوَى الْحَاكِم بعضه فِي مُسْتَدْركه عَن عُيَيْنَة بن عبد الرَّحْمَن الْغَطَفَانِي سَمِعت أبي يحدث عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَبْغِ وَلَا تعن بَاغِيا) فَإِن الله يَقُول إِنَّمَا بَغْيكُمْ عَلَى أَنفسكُم) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ وَأَعَادَهُ فِي فاطر وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة فاطر 592 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أسْرع الْخَيْر ثَوابًا صلَة الرَّحِم وَأعجل الشَّرّ عقَابا الْبَغي وَالْيَمِين الْفَاجِرَة)

قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا جرير عَن برد بن سِنَان عَن مَكْحُول قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أعجل الْخَيْر ثَوابًا صلَة الرَّحِم وَأعجل الشَّرّ عقَابا الْبَغي وَالْيَمِين الْفَاجِرَة تدع الديار بِلَا قع) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد عَن جرير عَن ثَوْر عَن مَكْحُول مَرْفُوعا ... فَذكره وَهُوَ مُرْسل وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد حَدثنَا صَالح بن مُوسَى عَن مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة وَعَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أسْرع الْخَيْر ثَوابًا صلَة الرَّحِم وأسرع الشَّرّ عُقُوبَة الْبَغي) 593 - الحَدِيث السَّادِس وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (شَيْئَانِ تَعَجُّلِهِمَا الله فِي الدُّنْيَا الْبَغي وعقوق الْوَالِدين) قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَيْضا فِي مُسْنده حَدثنَا الْفضل بن دُكَيْن الْملَائي حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّاسِبِي حَدثنَا سعد مولَى أبي بكرَة حَدثنَا عبيد الله ابْن أبي بكرَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اثْنَتَانِ يعجلهما الله) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا الفضيل بن مُحَمَّد الْمَلْطِي حَدثنَا الْفضل بن دُكَيْن بِهِ وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا حَامِد بن عمر حَدثنَا بكار بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (كل الذُّنُوب يُؤَخر الله مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا الْبَغي وعقوق الْوَالِدين فَإِنَّهُ يعجل بِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا قبل الْمَوْت) انْتَهَى

594 - الحَدِيث السَّابِع عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو بغى جبل عَلَى جبل لَدُكَّ الْبَاغِي قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَقد ورد مَرْفُوعا وموقوفا رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة أخبرنَا فطر بن خَليفَة حَدثنَا أَبُو يَحْيَى القَتَّات عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو أَن جبلا بغى عَلَى جبل لَدُكَّ الْبَاغِي مِنْهُمَا انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَرُوِيَ أَيْضا مَرْفُوعا من طَرِيق واهية رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن حبَان قَالَ أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْقَيْسِي من لَفظه أخبرنَا نصر بن عَلّي الْجَهْضَمِي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَأحمد بن الْفضل هَذَا كَانَ يضع الحَدِيث قَالَ ابْن حبَان كتبت عَنهُ نَحْو خَمْسمِائَة حَدِيث كلهَا مَوْضُوعَة انْتَهَى وَالْمَوْقُوف رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْأَعْمَش عَن أبي يَحْيَى القَتَّات عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس ... فَذكره قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي كتاب الْعِلَل هَذَا حَدِيث اخْتلف فِيهِ عَلَى أبي يَحْيَى القَتَّات فَرَوَاهُ فطر بن خَليفَة عَنهُ عَن مُجَاهِد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَوَاهُ الثَّوْريّ وَإِسْرَائِيل عَنهُ عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس من قَوْله وَهُوَ أصح انْتَهَى كَلَامه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا فطر بن خَليفَة عَن أبي يَحْيَى القَتَّات سَمِعت مُجَاهدًا عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْحَج من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن جده حَدثنَا الْأَعْمَش عَن أبي يَحْيَى القَتَّات عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَعْمَش بِهِ مَوْقُوفا ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاشد حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب حَدثنَا عمي حَدثنَا عبد الله بن عمر وَجَرِير بن حَازِم عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره 595 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَزَعَمت الْمُجبرَة أَن الزِّيَادَة هِيَ النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى وَجَاءَت بِحَدِيث مَرْفُوع إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة نُودُوا أَن يَا أهل الْجنَّة فَيكْشف الْحجاب فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فو الله مَا أَعْطَاهُم الله شَيْئا هُوَ أحب إِلَيْهِ مِنْهُ قلت قَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله مَرْفُوع هُوَ عِنْده بِالْقَافِ أَي مُرَقع مفترى وَهُوَ عِنْد أهل السّنة بِالْفَاءِ والْحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة يَقُول الله تَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئا أَزِيدكُم فَيَقُولُونَ ألم تبيض وُجُوهنَا ألم تُدْخِلنَا الْجنَّة وَتُنْجِينَا من النَّار وَقَالَ فَيكْشف الْحجاب فَمَا أعْطوا شَيْئا أحب إِلَيْهِم من النّظر إِلَى رَبهم) انْتَهَى وَزَاد فِي رِوَايَة ثمَّ تَلا للَّذين أَحْسنُوا الْآيَة وَالْعجب أَن التِّرْمِذِيّ لما رُوِيَ هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابه لم يُحسنهُ وَلم يُصَحِّحهُ وَلَا قَالَ وَفِي الْبَاب عَن أحد من الصَّحَابَة وَإِنَّمَا قَالَ هَكَذَا رَفعه حَمَّاد بن سَلمَة وَقد رَوَاهُ سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى قَوْله لم يذكر فِيهِ عَن صُهَيْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى

أحاديث تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله

أَحَادِيث تَفْسِير الزِّيَادَة بِالنّظرِ إِلَى وَجه الله رُوِيَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أَنا يُونُس أَنا وهب أَنا شبيب عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي تَمِيمَة الهُجَيْمِي أَنه سمع أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يحدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة مناديا يُنَادي يَا أهل الْجنَّة بِصَوْت يسمع أَوَّلهمْ وَآخرهمْ إِن الله وَعدكُم الْحُسْنَى وَزِيَادَة وَالْحُسْنَى الْجنَّة وَزِيَادَة النّظر إِلَى وَجه الرَّحْمَن عَزَّ وَجَلَّ) وَرَوَاهُ هُوَ وَابْن أبي حَاتِم من حَدِيث أبي بكر الْهُذلِيّ عَن أبي تَمِيمَة الهُجَيْمِي بِهِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق عبد الله بن وهب ثَنَا شبيب عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي تَمِيمَة بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن هياج بن بسطَام عَن أَبِيه عَن أبان بن أبي عَيَّاش بِهِ حَدِيث آخر أخرج الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم أَيْضا عَن زُهَيْر عَمَّن سمع أَبَا الْعَالِيَة حَدثنَا أبي بن كَعْب أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله للَّذين أَحْسنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة قَالَ (الْحُسْنَى الْجنَّة وَالزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع حَدثنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا ابْن دِينَار حَدثنَا قَحْطَبَةَ بن غُدَانَة حَدثنَا أَبُو خلدَة عَن أبي الْعَالِيَة بِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ أَيْضا عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي حَفْص عَن أبي الْعَالِيَة بِهِ

حَدِيث آخر رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار عَن ابْن جريح عَن عَطاء عَن كَعْب بن عجْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله للَّذين أَحْسنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة قَالَ الزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان عَن إِبْرَاهِيم بن مُخْتَار بِهِ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن حميد بِهِ وَقَالَ عَطاء الْخُرَاسَانِي وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث حَدِيث عباد بن كثير عَن ثَابت بن الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن كَعْب بن عجْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدِيث آخر أخرج ابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن عَامر بن سعد بن أبي بكر الصّديق فِي قَوْله تَعَالَى للَّذين أَحْسنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة قَالَ الزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي آخر تَفْسِير سُورَة هود بعد أَن رَوَى عَن ابْن عَبَّاس تَفْسِير آيَة قَالَ وَلَعَلَّ مُتَوَهمًا يتَوَهَّم أَن هَذَا وَأَمْثَاله من الْمَوْقُوفَات وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن الصَّحَابِيّ إِذا فسر التِّلَاوَة فَهُوَ مُسْند عِنْد الشَّيْخَيْنِ حَدِيث آخر رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْهَيْثَم بن جميل حَدثنَا أَبُو معشر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى للَّذين أَحْسنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة قَالَ الْحُسْنَى الْجنَّة وَالزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله الْكَرِيم انْتَهَى

حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أبضا من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن ثَابت عَن أنس بن مَالك قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن هَذِه الْآيَة للَّذين أَحْسنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة قَالَ (فَأحْسنُوا الْعَمَل فِي الدُّنْيَا فَلهم الْحُسْنَى الْجنَّة وَالزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله الْكَرِيم) انْتَهَى وَأخرج عَن الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا نَحوه وَعَن الْحَارِث عَن عَلّي مَوْقُوفا نَحوه وَأخرج حَدِيث أبي بكر عَن إِسْرَائِيل عَن عَامر بن سعد عَنهُ 596 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بعض غَزَوَاته لِتَأْخُذُوا مَصَافكُمْ قلت غَرِيب وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَسَأَلت عَنهُ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَن مَالك بن يخَامر عَن معَاذ بن جبل قَالَ أَبْطَأَ عَنَّا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صَلَاة الْفجْر حَتَّى كَادَت الشَّمْس أَن تطلع قَالَ (ثمَّ خرج وأقيمت الصَّلَاة فَصَلى بِنَا صَلَاة تجوز بهَا فَلَمَّا سلم قَالَ كَمَا أَنْتُم عَلَى مَصَافكُمْ) فَثَبت الْقَوْم عَلَى مَصَافهمْ ثمَّ أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فَقَالَ (إِنِّي منبئكم بطئي عَنْكُم الْغَدَاة إِنِّي قُمْت من اللَّيْل فَتَوَضَّأت ثمَّ صليت مَا شَاءَ الله وَإِنِّي رَأَيْت رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي مَنَامِي فرأيته فِي أحسن صُورَة فَقَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى) فَذكر الحَدِيث وَأخرج مُسلم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن الصَّلَاة كَانَت تُقَام لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَأْخُذ النَّاس مَصَافهمْ قبل أَن يقوم مقَامه انْتَهَى ذكره فِي الصَّلَاة

وَأخرج أَبُو دَاوُد أَيْضا فِي صَلَاة الْخَوْف عَن أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة ذَات الرّقاع وَفِيه فَلَمَّا قَامُوا مَشوا الْقَهْقَرَى إِلَى مصَاف أَصْحَابهم 597 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن أبي بن كَعْب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا قَوْله تَعَالَى قل بِفضل الله وبرحمته فَقَالَ (بِكِتَاب الله وَالْإِسْلَام) قلت رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان حَدثنَا أبي عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قل بِفضل الله وبرحمته قَالَ بِفضل الله الْقُرْآن وبرحمته أَن جعلكُمْ من أَهله انْتَهَى غَرِيب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَعلي وَالْحسن وَقَتَادَة وَمُجاهد وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مصنفة مَوْقُوفا عَلَى الْخُدْرِيّ وَعلي وَابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس فِي الْبَاب التَّاسِع عشر أخرجه عَن جرير عَن مَنْصُور حَدثنَا مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله قل بِفضل الله ... إِلَى آخِره 598 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أَوْلِيَاء الله فَقَالَ (هم الَّذين يذكر الله عِنْد رُؤْيَتهمْ) قلت هَكَذَا رَوَاهُ المُصَنّف مُرْسلا وَقد رُوِيَ مُرْسلا وَمُسْندًا فَالْمُسْنَدُ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث مُحَمَّد بن سعيد بن سَابق

حَدثنَا يَعْقُوب بن عبد الله الْأَشْعَرِيّ عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَوْلِيَاء الله قَالَ (الَّذين إِذا رُءُوا ذكر الله) انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده قَالَ الْبَزَّار وَقد رَوَاهُ غير مُحَمَّد بن سعيد عَن يَعْقُوب عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا انْتَهَى وَأما الْمُرْسل فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ والطبري فِي تَفْسِيره حَدثنَا يَحْيَى بن الْيَمَان عَن أَشْعَث بن إِسْحَاق عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مسعر عَن الْهياج بن بسطَام عَن مسعر عَن بكير بن الْأَخْنَس عَن سعيد بن جُبَير قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... الحَدِيث ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث مسعر تفرد بِهِ الْهياج وَبُكَيْر ابْن الْأَخْنَس رَوَى عَنهُ مسعر وَلم يلقه الثَّوْريّ وَلَا شُعْبَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى الْحمانِي حَدثنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي بِهِ مُرْسلا 599 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن عمر سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن من عباد الله عبادا مَا هم بِأَنْبِيَاء وَلَا شُهَدَاء يَغْبِطهُمْ الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة لِمَكَانِهِمْ من الله) قَالُوا يَا رَسُول الله خبرنَا مَا هم وَمَا أَعْمَالهم فَلَعَلَّنَا نحبهمْ فَقَالَ (قوم تحَابوا فِي الله عَلَى غير أَرْحَام بَينهم وَلَا أَمْوَال يَتَعَاطونَهَا فو الله إِن وُجُوههم لنُور وَإِنَّهُم عَلَى مَنَابِر من نور لَا يخَافُونَ

إِذا خَافَ النَّاس وَلَا يَحْزَنُونَ إِذا حزن النَّاس) ثمَّ قَرَأَ الْآيَة قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا جرير بن عبد الحميد عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن عمر بن الْخطاب سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ قَالَ وَأَبُو زرْعَة عَن عمر مُرْسل انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا جرير بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي أول الْكتاب والواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط عَن قيس بن الرّبيع عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن البيع حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن زِيَاد حَدثنَا عبد الصَّمد بن مُوسَى الْقطَّان حَدثنَا جرير بن عبد الحميد عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة عَن عمر بن الْخطاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره حَدثنَا زُهَيْر وَعُثْمَان بن أبي شيبَة قَالَا حَدثنَا جرير بِهِ وَمن طَرِيق أبي دَاوُد رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه التَّرْغِيب والترهيب وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأبي مَالك الْأَشْعَرِيّ وَابْن عمر والْعَلَاء بن زِيَاد وَأنس وَأبي الدَّرْدَاء فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن من عبَادي لعبادا يَغْبِطهُمْ الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء) قيل من هم يَا رَسُول الله قَالَ (هم قوم تحَابوا بِروح الله عَلَى غير أَمْوَال وَلَا أَنْسَاب وُجُوههم نور عَلَى مَنَابِر من نور لَا يخَافُونَ إِن خَافَ النَّاس وَلَا يَحْزَنُونَ إِن حزن النَّاس) ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة أَلا إِن أَوْلِيَاء الله

لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَأما حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن ابْن أبي حُسَيْن عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... نَحوه وَأعله الْبَيْهَقِيّ بِشَهْر بن حَوْشَب وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبر والصلة من حَدِيث زِيَاد بن خَيْثَمَة عَن أَبِيه عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث الْعَلَاء بن زِيَاد فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا مُحَمَّد ابْن بشر حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عمر حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة أَن الْعَلَاء بن زِيَاد كَانَ يحدث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر نَحوه وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن أَسد بن ودَاعَة عَن أبي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا ... نَحوه وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعَاشِر عَن وَاقد بن سَلامَة الْبَصْرِيّ عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر نَحوه وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَأَعلاهُ بِوَاقِدِ قَالَ ابْن عدي لم يَصح حَدِيثه وَنقل الْعقيلِيّ عَن البُخَارِيّ نَحوه قَالَ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ إِلَّا من طَرِيق يُقَارِبه

600 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى قَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن أَو ترَى لَهُ) قلت رُوِيَ من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَأبي الدَّرْدَاء وَابْن مَسْعُود وَجَابِر بن عبد الله بن رِئَاب وَأبي هُرَيْرَة فَحَدِيث عبَادَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ لفظ التِّرْمِذِيّ عَن أبي سَلمَة قَالَ نبئت عَن عبَادَة وَسكت عَنهُ وَلَفظ ابْن ماجة عَن أبي سَلمَة عَن عبَادَة وَبِهِمَا رَوَاهُ الْحَاكِم وَابْن ماجة فِي كتاب الرُّؤْيَا من حَدِيث أبي سَلمَة عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا قَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن أَو ترَى لَهُ) وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي فِي مسانيدهم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَأَعَادَهُ الْحَاكِم فِي كتاب الرُّؤْيَا وَقَالَ عَن أبي سَلمَة قَالَ نبئت عَن عبَادَة بن الصَّامِت ... فَذكره وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَشَاهده حَدِيث أبي الدَّرْدَاء ثمَّ أخرجه عَن أبي الدَّرْدَاء وَسكت عَنهُ قلت ظَاهر هَذَا اللَّفْظ الِانْقِطَاع فَكيف يكون عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ أَو صَحَّحَاهُ بِالْجُمْلَةِ قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَأَبُو سَلمَة لم يسمع من عبَادَة وَالْعجب من الذَّهَبِيّ كَيفَ أقره عَلَى ذَلِك وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن حميد بن عبد الله المري عَن أَبِيه عَن عبَادَة بن الصَّامِت مَرْفُوعا

وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش حَدثنَا صَفْوَان بن عَمْرو السكْسكِي عَن حميد بن عبد الله عَن عبَادَة وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث بَقِيَّة بن الْوَلِيد حَدثنَا صَفْوَان بن عَمْرو السكْسكِي وَعمر بن عَمْرو والأحموسي عَن حميد بن عبد الله أَنه حَدثهمْ عَن عبَادَة بن الصَّامِت وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه عَن عَطاء بن يسَار عَن رجل من أهل مصر قَالَ سَأَلت أَبَا الدَّرْدَاء عَن قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَقَالَ سَأَلت عَنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن أَو ترَى لَهُ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَزَاد فِيهِ وَفِي الْآخِرَة الْجنَّة وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان رَوَاهُ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن عَطاء بن يسَار قَالَ سَأَلت أَبَا الدَّرْدَاء ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي هَذَا قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي من هَذَا الشَّيْخ الَّذِي من أهل مصر فَقَالَ لَا يعرف انْتَهَى وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله بن رِئَاب فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن ابْن صَالح عَن جَابر بن عبد الله بن رِئَاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة قَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُسلم أَو يَرَاهَا لَهُ) انْتَهَى وَسكت عَنهُ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وعده من مُنكرَات الْكَلْبِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر الْقَزاز الْكُوفِي حَدثنَا عبيد بن كثير العامري حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان الخزاز حَدثنَا مفضل بن صَالح عَن جَابر عَن أبي جَعْفَر عَن جَابر بن عبد الله مَرْفُوعا قَالَ وَهُوَ جَابر بن عبد الله

ابْن رِئَاب وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان حَدثنَا عبد السَّلَام بن عبد الحميد الْحَرَّانِي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من طَرِيق ابْن وهب وَأَخْبرنِي جرير بن حَازِم عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن أبي وَائِل وزر بن حُبَيْش عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا قَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن أَو ترَى لَهُ) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من طَرِيق ابْن لَهِيعَة حَدثنَا دراج عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن عبد الله بن عَمْرو عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا قَالَ (هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن هِيَ جُزْء من تِسْعَة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة) وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى من حَدِيث أبي إِسْحَاق عبد الرَّحْمَن بن عمر رجل من أهل الْكُوفَة أَن الْأَعْمَش حَدثهُ عَن أبي صَالح بِهِ قَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو إِسْحَاق هَذَا لَا أعرفهُ والْحَدِيث خطأ انْتَهَى وَفِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن حَاتِم الْمُؤَدب حَدثنَا عمار بن مُحَمَّد ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا هِيَ (الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا العَبْد الصَّالح أَو ترَى لَهُ وَهِي فِي الْآخِرَة الْجنَّة) انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا عَن عباد بن مُوسَى الْخُتلِي حَدثنَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش بِهِ 601 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ذهبت النُّبُوَّة وَبقيت الْمُبَشِّرَات) قلت رُوِيَ من حَدِيث حُذَيْفَة بن أسيد وَمن حَدِيث أبي الطُّفَيْل وَمن حَدِيث أم كرز الْكَعْبِيَّة أما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا الْحسن بن عَلّي الْحلْوانِي حَدثنَا أَبُو عَاصِم عَن مهْدي بن مَيْمُون عَن عُثْمَان بن عبيد الرَّاسِبِي عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة بن أسيد أبي سريحَة الْغِفَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ذهبت النُّبُوَّة وَبقيت الْمُبَشِّرَات) قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا الْمُبَشِّرَات قَالَ (الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الرجل أَو ترَى لَهُ) انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي الطُّفَيْل فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْوسط فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة فِي تَرْجَمَة عُثْمَان بن عبيد فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان عَن حَمَّاد بن زيد عَن عُثْمَان بن عبيد عَن أبي الطُّفَيْل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ذهبت النُّبُوَّة وَبقيت الْمُبَشِّرَات) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُوسَى بن هَارُون حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء حَدثنِي مهْدي بن مَيْمُون حَدثنَا عُثْمَان بن عبيد الرَّاسِبِي عَن أبي الطُّفَيْل مَرْفُوعا وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء بِهِ سندا ومتنا وَأما حَدِيث أم كرز فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس والسِّتين من الْقسم الثَّالِث عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبيد الله بن أبي يزِيد عَن أَبِيه عَن سِبَاع بن ثَابت عَن أم كرز الْكَعْبِيَّة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (ذهبت النُّبُوَّة وَبقيت الْمُبَشِّرَات)

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَأحمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَأَبُو يعلي قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلمهُ يروي عَن أم كرز إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا زُهَيْر حَدثنَا عَفَّان حَدثنَا عبد الْوَاحِد ابْن زِيَاد عَن الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الرسَالَة والنبوة قد انْقَطَعت فَلَا رَسُول بعدِي وَلَكِن بقيت الْمُبَشِّرَات) قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا الْمُبَشِّرَات قَالَ (رُؤْيا الْمُسلمين جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة) انْتَهَى 602 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن أبي ذَر قلت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرجل يعْمل الْعَمَل لله وَيُحِبهُ وَيَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ فَقَالَ (تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْبر والصلة من حَدِيث عبد الله ابْن الصَّامِت الْغِفَارِيّ عَن أبي ذَر قَالَ قلت يَا رَسُول الله الرجل يعْمل الْعَمَل لله فنحبه وَتَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ قَالَ (تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن) انْتَهَى 603 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا غمَّة فِي فَرَائض الله) قلت وَأَعَادَهُ فِي سُورَة أَرَأَيْت قَالَ السّلف الْغُمَّة الستْرَة أَي لَا تستر فِي فَرَائض الله بل يُجَاهر بهَا ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الْبَاب الأول من كتاب الشِّفَاء فِي فصل فَصَاحَته قَالَ وَمن كِتَابه عَلَيْهِ السَّلَام لِوَائِل بن حجر إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع المشابيب وَفِيه فِي التيعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وانطوا الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زنَى مِم بكر فاصعقوه مائَة واستوفضوه عَاما وَمن زنَى مِم ثيب فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي الدَّين وَلَا غمَّة فِي فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام انْتَهَى

604 - الحَدِيث السَّابِع عشر قَالَ المُصَنّف وَالَّذِي يَحْكِي أَنه حِين قَالَ آمَنت يَعْنِي فِرْعَوْن أَخذ جِبْرِيل من حَال الْبَحْر فَدَسَّهُ فِي فِيهِ فللغضب لله عَلَى الْكَافِر فِي وَقت قد علم أَن إيمَانه لَا يَنْفَعهُ وَأما مَا يضم إِلَيْهِ من قَوْله خشيَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة فَمن زيادات الباهتين لله وَمَلَائِكَته وَفِيه جَهَالَتَانِ إِحْدَاهمَا أَن الْإِيمَان يصبح بِالْقَلْبِ كَإِيمَانِ الْأَخْرَس فحال الْبَحْر لَا يمنعهُ وَالْأُخْرَى أَن من ذكر هَذَا الِاعْتِرَاض الأول لَا يمشي إِلَّا عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة لِأَنَّهُ لَا يشْتَرط لَهُ اللَّفْظ بِاللِّسَانِ وَقد يُجَاب عَنهُ بِأَن جِبْرِيل إِنَّمَا أَرَادَ أَن يشْتَغل قلبه لَا لِسَانه بِدَلِيل مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَنه قَالَ وَهُوَ فِي الْغَرق آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل ثمَّ وضع جِبْرِيل فِي فِيهِ الطين فَعلم أَنه أَرَادَ أَن يشغل قلبه ويلهيه عَن الْإِيمَان بِقَلْبِه وَذَلِكَ أَن من كره إِيمَان الْكَافِر وَأحب بَقَاءَهُ عَلَى الْكفْر فَهُوَ كَافِر لِأَن الرِّضَا بالْكفْر كفر

قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث شُعْبَة عَن عدي بن ثَابت وَعَطَاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رَفعه أَحدهمَا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يدس فِي فَم فِرْعَوْن الطين مَخَافَة أَن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله زَاد التِّرْمِذِيّ فيرَحِمَهُ اللَّهُ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن عريب صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث دون زِيَادَة التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان بِزِيَادَة التِّرْمِذِيّ وَفِي التَّفْسِير بِدُونِهَا وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لِأَن أَكثر أَصْحَاب شُعْبَة وَقَفُوهُ عَلَى ابْن عَبَّاس انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَله طَرِيق آخر أَيْضا عِنْد التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لما أغرق الله فِرْعَوْن قَالَ آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل فَقَالَ جِبْرِيل يَا مُحَمَّد فَلَو رَأَيْتنِي وَأَنا آخذ من حَال الْبَحْر فَأَدُسهُ فِي فِيهِ مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ السَّرقسْطِي فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث أخبرنَا مُوسَى بن هَارُون حَدثنَا يَحْيَى بن عبد الحميد حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن عمر بن يعلي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ جِبْرِيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكر فِرْعَوْن فَقَالَ لقد

رَأَيْتنِي وَإِنِّي لألبس فَمه بِالْحُمَاةِ مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة انْتَهَى أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم عَن حكام بن سلم عَن عَنْبَسَة بن سعيد عَن كثير بن زَاذَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد لَو رَأَيْتنِي وَأَنا آخذ من حَال الْبَحْر فَأَدُسهُ فِي فِي فِرْعَوْن مَخَافَة أَن يَقُول رَبِّي الله فَتُدْرِكهُ رَحْمَة الله) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا خطاب بن سعد الدِّمَشْقِي حَدثنَا نصر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي ضَمرَة السّلمِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عبد الله بن أبي قيس حَدثنَا عبد الله بن عمر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد مَا غضب رَبك عَلَى أحد غَضَبه عَلَى فِرْعَوْن إِذْ قَالَ مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي وَإِذ نَادَى فَقَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى فَلَمَّا أدْركهُ الْغَرق اسْتَغَاثَ وَأَقْبَلت أَحْشُو فَاه مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة) انْتَهَى 605 - الحَدِيث الثَّامِن عشر رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ فِرْعَوْن بِفُتْيَا مَا قَول الْأَمِير فِي عبد لرجل نَشأ فِي مَاله وَنعمته فَكفر نعْمَته وَجحد حَقه وَادَّعَى السِّيَادَة دونه فَكتب فِرْعَوْن عَلَيْهَا يَقُول أَبُو الْعَبَّاس الْوَلِيد بن مُصعب جَزَاء هَذَا العَبْد الْخَارِج عَلَى سَيّده الْكَافِر نعماه أَن يغرق فِي الْبَحْر فَلَمَّا ألْجمهُ الْغَرق نَاوَلَهُ جِبْرِيل خطه فَعرفهُ

606 - الحَدِيث التَّاسِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد نزُول قَوْله تَعَالَى فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك فَسَأَلَ الَّذين يقرءُون الْكتاب من قبلك الْآيَة (لَا أَشك وَلَا أسأَل بل أشهد أَنه الْحق) قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك قَالَ بلغنَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا أَشك وَلَا أسأَل) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مثله سَوَاء وَهُوَ معضل 607 - الحَدِيث الْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه لما نزلت واصبر حَتَّى يحكم الله جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَنْصَار فَقَالَ (إِنَّكُم سَتَجِدُونَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي) غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ عَن أنس بِغَيْر سَنَد وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَا معشر الْأَنْصَار ألم أَجِدكُم ضلالا فَهدَاكُم الله بِي) إِلَى أَن قَالَ إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض) مُخْتَصر وَأخرجه أَيْضا عَن أسيد بن حضير أَن رجلا من الْأَنْصَار قَالَ يَا رَسُول الله أَلا تَسْتَعْمِلنِي كَمَا اسْتعْملت فلَانا فَقَالَ (إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض) انْتَهَى

608 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعِشْرين رُوِيَ أَن أَبَا قَتَادَة تخلف عَن تلقي مُعَاوِيَة وَقد قدم الْمَدِينَة وَقد تَلَقَّتْهُ الْأَنْصَار ثمَّ دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَالك لم تتلقنا قَالَ لم تكن عندنَا دَوَاب قَالَ فَأَيْنَ النَّوَاضِح قَالَ قَطعْنَاهَا فِي طَلَبك وَطلب أَبِيك يَوْم بدر وَقد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة) فَقَالَ مُعَاوِيَة فَمَاذَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي) قَالَ فَاصْبِرُوا قَالَ إِذن نصبر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن حسان بن ثَابت (أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب ... أَمِير الظَّالِمين نَثَا كَلَامي) (بِأَنا صَابِرُونَ فمنظروكم ... إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَالْخِصَام) قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي طَالب أَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما قدم الْمَدِينَة لقِيه أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ مُعَاوِيَة تَلقانِي النَّاس كلهم غَيْركُمْ يَا معشر الْأَنْصَار فَمَا يمنعكم أَن تَلْقَوْنِي قَالَ لم يكن لنا دَوَاب فَقَالَ مُعَاوِيَة فَأَيْنَ النَّوَاضِح قَالَ أَبُو قَتَادَة عقرناها فِي طَلَبك وَطلب أَبِيك يَوْم بدر ثمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَة إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لنا (إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة) قَالَ مُعَاوِيَة فَمَا أَمركُم قَالَ أمرنَا أَن نصبر حَتَّى نَلْقَاهُ قَالَ فَاصْبِرُوا حَتَّى تلقوهُ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن حسان حِين بلغه ذَلِك ... فَذكر الْبَيْتَيْنِ إِلَّا أَنه قَالَ عوض الظَّالِمين الْمُؤمنِينَ وَقَالَ عوض يَوْم الْقِيَامَة يَوْم التغابن انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْحَاكِم وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ

609 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة يُونُس أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِيُونُس وَكذب بِهِ وَبِعَدَد من غرق مَعَ فِرْعَوْن) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد بِسَنَدِهِ فِي آخر الْكتاب وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه بِهِ فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر الْعدْل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن شريك الْأَسدي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنَا سَلام بن سليم بِهِ

سورة هود عليه السلام

سُورَة هود عَلَيْهِ السَّلَام

سُورَة هود عَلَيْهِ السَّلَام ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 610 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا فَقَالَ (أَيّكُم أحسن عقلا وَأَوْرَع عَن محارم الله وأسرع فِي طَاعَة الله) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا عَن دَاوُد بن المحبر حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زيد عَن كُلَيْب بن وَائِل عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث الْحَارِث بن أبي أُسَامَة حَدثنَا دَاوُد بن المحبر بِهِ ثمَّ وجدته فِي كتاب الْعقل لداود بن المحبر وَهُوَ جُزْء لطيف رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُور وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة عَلَيْهِ بِخَط بعض الْفُضَلَاء قَالَ عبد الْغَنِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كتاب الْعقل وَضعه أَرْبَعَة وَضعه ميسرَة بن عبد ربه ثمَّ سَرقه دَاوُد ابْن المحبر مِنْهُ فَرَكبهُ بأسانيد غير ميسرَة وَسَرَقَهُ عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي وَركبهُ بأسانيد أُخْرَى وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة تبَارك وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي أَحْمد بن الْحسن بن هَارُون الرَّازِيّ حَدثنَا الْحُسَيْن بن هَارُون النَّيْسَابُورِي حَدثنَا مُحَمَّد بن أَشْرَس حَدثنَا سُلَيْمَان بن عِيسَى

حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ حَدثنَا كُلَيْب بن وَائِل عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ فِي سُورَة الْملك أَيْضا من طَرِيق دَاوُد بن المحبر 611 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَن أَصْحَاب سفينة نوح كَانُوا ثَمَانِيَة نوح وَأَهله وَبَنوهُ الثَّلَاثَة سَام وَحَام وَيَافث وَنِسَاؤُهُمْ) قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا عَلَى قَتَادَة فَقَالَ حَدثنَا بشر بن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَنه لم يتم فِي السَّفِينَة إِلَّا نوح وَامْرَأَته وَبَنوهُ الثَّلَاثَة وَنِسَاؤُهُمْ فَجَمِيعهمْ ثَمَانِيَة انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي العنكبوت 612 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام زوج ابْنَتَيْهِ من عتبَة بن أبي لَهب وَأبي الْعَاصِ بن وَائِل قبل الْوَحْي وهما كَافِرَانِ قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة زَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق وَكَذَلِكَ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ كَانَ أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع من رجال مَكَّة الْمَعْدُودين مَالا وَأَمَانَة وَكَانَت خَدِيجَة خَالَته فَإِن أمه هَالة بنت خويلد أُخْت خَدِيجَة وَخَالَة زَيْنَب فَسَأَلت خَدِيجَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

أَن يُزَوجهُ زَيْنَب وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يُخَالِفهَا وَذَلِكَ قبل أَن ينزل عَلَيْهِ فَلَمَّا أكْرم الله نبيه بِالنُّبُوَّةِ وَآمَنت بِهِ خَدِيجَة وَبنَاته وَصَدَّقْنَهُ وَدَن بِدِينِهِ وَثَبت أَبُو الْعَاصِ عَلَى شركه وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد زوج عتبَة بن أبي لَهب ابْنَته رقية فَلَمَّا دَعَا رَسُول الله قُريْشًا إِلَى أَمر الله فَقَالَ بَعضهم لبَعض إِنَّكُم قد فَرَغْتُمْ مُحَمَّدًا من همه فَردُّوا عَلَيْهِ بَنَاته فاشغلوه بِهن فَمَشَوْا إِلَى أبي الْعَاصِ بن الرّبيع فَقَالُوا لَهُ فَارق صَاحبَتك وَنحن نُزَوِّجك أَي امْرَأَة شِئْت فَقَالَ لَاها الله وَأَبَى عَلَيْهِم ثمَّ مَشوا إِلَى عتبَة بن أبي لَهب فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك فَقَالَ لَهُم إِن زَوَّجْتُمُونِي بنت سعيد بن الْعَاصِ فَارَقت رقية فَزَوجُوهُ بهَا فَفَارَقَ رقية وَلم يكن عَدو الله دخل بهَا كَرَامَة لَهَا وَهَوَانًا لَهُ وَتَزَوجهَا بعده عُثْمَان بن عَفَّان وَفرق الْإِسْلَام بَين أبي الْعَاصِ بن الرّبيع وَزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم تزل عَلَى إسْلَامهَا وَهُوَ عَلَى شركه حَتَّى هَاجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَدِينَة وَهِي مُقِيمَة بِمَكَّة فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْش سَار فيهم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع فأصيب فِي الْأسَارَى يَوْم بدر مُخْتَصر وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زوج ابْنَته أم كُلْثُوم فِي الْجَاهِلِيَّة عتيبة بن أبي لَهب وَزوج رقية لِأَخِيهِ عتبَة بن أبي لَهب فَلَمَّا جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ وَنزلت تبت يدا أبي لَهب سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عتبَة بن أبي لَهب طَلَاق رقية وَسَأَلت رقية ذَلِك فَطلقهَا وطلق عتيبة أم كُلْثُوم فَتزَوج عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رقية فَتُوُفِّيَتْ عِنْده وَلم تَلد لَهُ وَتزَوج أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع زَيْنَب فَولدت لَهُ أُمَامَة مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى الْوَاقِدِيّ قَالَ كَانَت رقية بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل عُثْمَان عِنْد عتبَة بن أبي لَهب وَأم كُلْثُوم عِنْد عتيبة ابْن أبي لَهب زَوجهمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إيَّاهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّة 613 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (رحم الله أخي لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث

أبي سَلمَة وَسَعِيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نَحن أَحَق من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رب أَرِنِي كَيفَ تحْيَى الْمَوْتَى قَالَ أولم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي وَيرْحَم الله لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد وَلَو لَبِثت فِي السجْن مَا لبث يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي) انْتَهَى 614 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سَأَلَ جِبْرِيل عَن قَوْله تَعَالَى وَمَا هِيَ من الظَّالِمين بِبَعِيد فَقَالَ يَعْنِي ظالمي أمتك فَقَالَ (مَا من ظَالِم مِنْهُم إِلَّا وَهُوَ يعرض حجر يسْقط عَلَيْهِ من سَاعَة إِلَى سَاعَة) قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أنس من غير سَنَد 615 - قَوْله عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ ليَأْتِيَن عَلَى جَهَنَّم يَوْم يصفق فِيهِ أَبْوَابهَا لَيْسَ فِيهَا أحد قَالَ المُصَنّف بَلغنِي عَن بعض الضلال أَنه اغْترَّ بِهَذَا الحَدِيث قَالَ فَاعْتقد أَن الْكفَّار لَا يخلدُونَ فِي النَّار وَهَذَا إِن صَحَّ عَن ابْن الْعَاصِ فَمَعْنَاه أَنهم يخرجُون من حر النَّار إِلَى برد الزَّمْهَرِير قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن بشير حَدثنَا أَبُو دَاوُد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بلج عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ يَأْتِي عَلَى النَّار زمَان يخْفق أَبْوَابهَا لَيْسَ فِيهَا أحد يَعْنِي من الْمُوَحِّدين انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَقد رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن الْعَلَاء بن زيد الثَّقَفِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ليَأْتِيَن عَلَى جَهَنَّم يَوْم تَصْطَفِق أَبْوَابهَا

مَا فِيهَا من أمة مُحَمَّد أحد) انْتَهَى وَأعله بِالْعَلَاءِ بن زيد وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَأْتِي عَلَى جَهَنَّم يَوْم مَا فِيهَا من بني آدم أحد يخْفق أَبْوَابهَا) يَعْنِي من الْمُوَحِّدين انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وجعفر بن الزُّبَيْر قَالَ شُعْبَة كَانَ يكذب وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك انْتَهَى كَلَامه 616 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (شيبتني هود والواقعة وَأَخَوَاتهَا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَقَرِيب مِنْهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة الْوَاقِعَة من حَدِيث شَيبَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله قد شبت قَالَ (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت) انْتَهَى وَقَالَ حسن غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثمَّ قَالَ وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى أبي إِسْحَاق فَقَالَ شَيبَان عَن أبي إِسْحَاق عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَقَالَ عَلّي بن صَالح عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي جُحَيْفَة وَقَالَ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن أبي إِسْحَاق عَن مَسْرُوق أَن أَبَا بكر وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَزَاد أَشْيَاء أُخْرَى وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَإِنَّهُ أَطَالَ فِي ذَلِك تَطْوِيلًا كثيرا وَحَدِيث الْكتاب رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْوَاقِعَة فَقَالَ

حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد حَدثنَا مُحَمَّد بن غَالب بن حَرْب حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي حَدثنَا حَمَّاد بن يَحْيَى الأبحر حَدثنَا ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عمرَان ابْن حُصَيْن قَالَ قيل يَا رَسُول الله أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ (شيبتني هود والواقعة وَأَخَوَاتهَا) انْتَهَى 617 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا لَهُ يَا رَسُول الله لقد أسْرع فِيك الشيب فَقَالَ (شيبتني هود) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل حَدثنَا سُفْيَان بن وَكِيع حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر عَن عَلّي بن صَالح عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقد أسْرع فِيك الشيب ... إِلَى آخِره وسُفْيَان بن وَكِيع قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يتهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ البُخَارِيّ كَانَ يَتَلَقَّن رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي إِسْحَاق السبيعِي من حَدِيث مُحَمَّد ابْن عبد الله بن نمير ثَنَا مُحَمَّد بن بشير بِهِ سندا ومتنا وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي أول كِتَابه الْعِلَل من حَدِيث أبي بكر بن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله لقد أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ (شيبتني هود وَأُخُوَّتهَا) انْتَهَى وَتكلم عَلَى هَذَا الحَدِيث وَاخْتِلَاف طرقه وَأَلْفَاظه كلَاما طَويلا نَحْو الْأَرْبَع وَرَقَات وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن حَمَّاد بن يَحْيَى الأبحر عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ أَصْحَابه لقد أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ (شيبتني هود وَأَخَوَاتهَا) انْتَهَى قَالَ وَحَمَّاد بن يَحْيَى فِي حَدِيثه مَا لَا يُتَابع وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من حَدِيث أبي صَخْر عَن يزِيد الرقاشِي عَن

أنس ... فَذكره وَزَاد قَالُوا يَا رَسُول الله فَمَا أخواتها قَالَ (الْوَاقِعَة وَالْقَارِعَة وَسَأَلَ سَائل وَإِذا الشَّمْس كورت) انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب يَا رَسُول الله لقد أسْرع إِلَيْك الشيب فَقَالَ (شيبتني هود وَأَخَوَاتهَا الْوَاقِعَة وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت) انْتَهَى 618 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من دَعَا لظَالِم بِالْبَقَاءِ فقد أحب أَن يعْصَى الله فِي أرضه) قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَذكره الْغَزالِيّ كَذَلِك مَرْفُوعا فِي موضِعين من كِتَابه إحْيَاء عُلُوم الدَّين وَلم نجده إِلَّا من قَول الْحسن رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالسِّتِّينَ عَن عبد الله بن عمر الرقي عَن يُونُس بن عبيد سَمِعت الْحسن يَقُول ... فَذكره وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من قَول سُفْيَان الثَّوْريّ فِي تَرْجَمته 619 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث (إِن الصَّلَاة إِلَى الصَّلَاة كَفَّارَة مَا بَينهمَا مَا اجْتنب الْكَبَائِر) قلت هُوَ فِي مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (الصَّلَوَات الْخمس وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَات لما بَينهُنَّ مَا اجْتنبت الْكَبَائِر) انْتَهَى أخرجه مُسلم أول الصَّلَاة

وَفِي الْجمع لعبد الْحق لم يُخرجهُ البُخَارِيّ وَعند الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة إِلَى الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة الَّتِي بعْدهَا كَفَّارَة لما بَينهمَا قَالَ صَحِيح لَا أعرف لَهُ عِلّة 620 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات أَنَّهَا نزلت فِي أبي الْيُسْر عَمْرو بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ وَذَلِكَ أَنه كَانَ يَبِيع التَّمْر فَأَتَتْهُ امْرَأَة فَأَعْجَبتهُ فَقَالَ لَهَا إِن فِي الْبَيْت أَجود من هَذَا التَّمْر فَذهب بهَا إِلَى بَيته فَضمهَا إِلَى نَفسه وَقبلهَا فَقَالَت لَهُ اتَّقِ الله فَتَركهَا وَنَدم فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ بِمَا فعل فَقَالَ (انْتظر أَمر رَبِّي) فَلَمَّا صَلَّى صَلَاة الْعَصْر نزلت فَقَالَ لأبي الْيُسْر صليت مَعنا هَذِه الصَّلَاة قَالَ نعم قَالَ (اذْهَبْ فَإِنَّهَا كَفَّارَة لما فعلت) وَرُوِيَ أَنه أَتَى أَبَا بكر فَقَالَ اسْتُرْ وَتب إِلَى الله فَأَتَى عمر فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله أَهَذا لَهُ خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة قَالَ (بل للنَّاس عَامَّة) وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهُ (تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا وصل رَكْعَتَيْنِ إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث قيس بن الرّبيع وَشريك عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو قَالَ أَتَتْنِي امْرَأَة تبْتَاع تَمرا فَقلت إِن فِي الْبَيْت تَمرا أطيب مِنْهُ فَدخلت معي فِي الْبَيْت فَأَهْوَيْت إِلَيْهَا فَقَبلتهَا فَقَالَت اتَّقِ الله فَأتيت أَبَا بكر فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ اسْتُرْ عَلَى نَفسك وَتب فَأتيت عمر فَقَالَ مثل ذَلِك فَأتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكرت ذَلِك لَهُ فَأَطْرَقَ طَويلا حَتَّى أُوحِي إِلَيْهِ أقِم الصَّلَاة طرفِي

النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل) إِلَى قَوْله لِلذَّاكِرِينَ قَالَ أَبُو الْيُسْر فَأَتَيْته فقرأها عَلّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَصْحَابه يَا رَسُول الله أَلِهَذَا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة قَالَ (بل للنَّاس عَامَّة) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَقيس ابْن الرّبيع ضعفه وَكِيع وَغَيره وَقد رَوَاهُ شريك عَن ابْن موهب كَمَا رَوَاهُ قيس انْتَهَى وَرَوَاهُ شريك عِنْد النَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وَرَوَاهُ بِسَنَد التِّرْمِذِيّ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الْبَزَّار بِسَنَد النَّسَائِيّ كلهم بِالْمَتْنِ الْمَذْكُور قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن أبي الْيُسْر إِلَّا مُوسَى بن طَلْحَة وَلَا عَن مُوسَى إِلَّا عُثْمَان بن موهب وَرَوَاهُ عَن عُثْمَان شريك وَقيس بن الرّبيع فَروينَاهُ عَن شريك لِأَنَّهُ أجل من قيس انْتَهَى وأصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أَوَائِل مَوَاقِيت الصَّلَاة وَمُسلم فِي الرَّقَائِق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنِّي عَالَجت امْرَأَة فِي أقْصَى الْمَدِينَة وَإِنِّي أصبت مِنْهَا مَا دون أَن أَمسهَا وَأَنا هَذَا فَاقْض فِي بِمَا شِئْت فَقَالَ لَهُ عمر لقد سترك الله لَو سترت نَفسك فَلم يرد عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا فَانْطَلق الرجل فَأتبعهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا فَدَعَاهُ فَتلا عَلَيْهِ أقِم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل إِلَى آخر الْآيَة فَقَالَ رجل من الْقَوْم يَا رَسُول الله أَله خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة فَقَالَ (بل للنَّاس كَافَّة) انْتَهَى وَلَفظ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ هُوَ أقرب إِلَى لفظ الْكتاب وَفِي مُسْند أَحْمد فَقَالَ عمر بن الْخطاب يَا رَسُول الله أَله وَحده أم للنَّاس كَافَّة وَرَوَاهُ تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنهمَا وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَمن طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن معَاذ بن جبل أَنه كَانَ قَاعِدا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا تَقول فِي رجل أصَاب من

امْرَأَة لَا تحل لَهُ فَلم يدع شَيْئا يُصِيبهُ الرجل من امْرَأَته إِلَّا أَصَابَهُ مِنْهَا غير أَنه لم يُجَامِعهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا ثمَّ صل) قَالَ فَأنْزل الله الْآيَة فَقَالَ معَاذ أَهِي لَهُ خَاصَّة أم للْمُسلمين عَامَّة قَالَ (بل للْمُسلمين عَامَّة) وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ كَذَلِك لم يكن فِيهِ وضُوءًا حسنا وَلَفظه فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يتَوَضَّأ وَيُصلي وَقَالَ هَذَا حَدِيث ضَعِيف لَيْسَ بِمُتَّصِل السَّنَد فَإِن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى لم يدْرك معَاذًا ومعاذ مَاتَ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَعمر قتل وَعبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى غُلَام صَغِير ابْن سِتّ سِنِين انْتَهَى وَأَبُو الْيُسْر هَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم اخْتلف فِي اسْمه فَقيل كَعْب بن عَمْرو وَقيل عَمْرو بن غزيَّة قلت الْأَكْثَر عَلَى الأول هَكَذَا سَمَّاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَاقْتصر التِّرْمِذِيّ عَلَى أبي الْيُسْر وَزَاد النَّسَائِيّ ابْن عَمْرو لم يُسَمِّيَاهُ وَهُوَ كَذَلِك كَعْب بن عَمْرو فِي كتب الصَّحَابَة وَأَسْمَاء الرِّجَال وَالْمُصَنّف سَمَّاهُ عَمْرو بن غزيَّة تبعا لِلثَّعْلَبِي فَإِنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيره نزلت هَذِه الْآيَة فِي عَمْرو بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ 621 - الحَدِيث الْحَادِي عشر فِي الحَدِيث بَقينَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي رقبناه قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة عَن عَاصِم عَن حميد عَن معَاذ ابْن جبل قَالَ بَقينَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صَلَاة الْعَتَمَة فَتَأَخر حَتَّى ظن الظَّان أَنه لَيْسَ بِخَارِج وَمنا من يَقُول صَلَّى حَتَّى خرج فَقَالُوا لَهُ فَقَالَ (أعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاة فَإِنَّكُم قد فضلْتُمْ بهَا عَلَى سَائِر الْأُمَم) انْتَهَى

الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة هود أعْطى من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِنوح وَمن كذب وَهود وَصَالح وَشُعَيْب وَلُوط وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى وَكَانَ يَوْم الْقِيَامَة من السُّعَدَاء) قلت رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن عَاصِم حَدثنَا شَبابَة بن سوار حَدثنَا مخلد عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر الْعدْل أَنا إِبْرَاهِيم بن شريك الْأَسدي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب

سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام

سورة يوسف عليه السلام

سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ذكر فِيهَا وَاحِدًا وَعشْرين حَدِيثا 623 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا قيل من الْكَرِيم فَقولُوا الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى أم كُنْتُم شُهَدَاء إِذْ حضر يَعْقُوب الْمَوْت وَفِي بَاب قَوْله تَعَالَى لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات وَفِي التَّفْسِير أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن دِينَار عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكَرِيم بن الْكَرِيم) إِلَى آخِره سَوَاء وَغلط الطَّيِّبِيّ فَقَالَ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة وَالَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي النَّاس أكْرم قَالَ (أكْرمهم عِنْد الله أَتْقَاهُم) قَالُوا لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك قَالَ (فَأكْرم النَّاس يُوسُف نَبِي الله بن نَبِي الله بن نَبِي الله بن خَلِيل الله) ذكره البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَلَيْسَ هَذَا حَدِيث الْكتاب وَلَا قَرِيبا مِنْهُ وَلَكِن رَوَاهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْكتاب التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم

الحَدِيث الثَّانِي رَوَى جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَهُودِيّا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَخْبرنِي عَن النُّجُوم الَّتِي رآهن يُوسُف فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى نزل جِبْرِيل فَأخْبرهُ فَقَالَ (إِن أَخْبَرتك هَل تسلم) قَالَ نعم قَالَ (خرثان والطارق وَالذَّيَّال وَقَابِس وَعَمُودَان وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح وَالْفَرغ وَوَثَّاب وَذُو الْكَتِفَيْنِ وَالشَّمْس وَالْقَمَر نَزَلْنَ من السَّمَاء فسجدن لَهُ) فَقَالَ الْيَهُودِيّ إِي وَالله وَالله إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرُّؤْيَا من حَدِيث عَمْرو بن حَمَّاد عَن طَلْحَة حَدثنَا أَسْبَاط بن نصر عَن السّديّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَ بُسْتَان الْيَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَل تعرف النُّجُوم الَّتِي رَآهَا يُوسُف يَسْجُدْنَ لَهُ فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى جَاءَهُ جِبْرِيل فَأخْبرهُ فَقَالَ (يَا يَهُودِيّ لله عَلَيْك إِن أَخْبَرتك أَن تسلم قَالَ نعم) فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هِيَ خربَان والطارق وَالذَّيَّال وَقَابِس وَالْعَمُودَانِ وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح وَذُو الكتفات وَوَثَّاب رَآهَا يُوسُف مُحِيطَة بِأَكْنَافِ السَّمَاء سَاجِدَة فَقَصَّهَا عَلَى أَبِيه فَقَالَ لَهُ أَبوهُ إِن هَذَا أَمر قد تشَتت وسيجمعه الله بعد) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ عَلَيْهِ طَرِيق آخر لَهُ رَوَاهُ الْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما كلهم عَن الحكم بن ظهير الْفَزارِيّ عَن السّديّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن جَابر قَالَ جَاءَ يَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم يرويهِ إِلَّا جَابر وَلَا طَرِيقا عَنهُ إِلَّا هَذَا الطَّرِيق وَالْحكم بن ظهير لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم انْتَهَى

وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ الحكم بن ظهير وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى الحكم بن ظهير أَبُو مُحَمَّد كُوفِي لَيْسَ بِثِقَة انْتَهَى وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه للْحكم بن ظهير حَدِيثا فِي الدَّعْوَات وَسكت عَنهُ وَقَالَ وَالْحكم بن ظهير ترك حَدِيثه بعض أهل الحَدِيث انْتَهَى وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء الحكم بن ظهير كَانَ يشْتم الصَّحَابَة ويروي عَن الثِّقَات الْأَشْيَاء الموضوعات قَالَ ابْن معِين فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بالحكم وَقَالَ إِنَّه حَدِيث لَا يَصح وَلَيْسَ لَهُ وَجه يثبت انْتَهَى وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات فَقَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ وَاضعه قصد شين الْإِسْلَام بِمثل هَذَا قَالَ وَالْحكم بن ظهير قَالَ ابْن حبَان كَانَ يروي عَن الثِّقَات الموضوعات وَالسُّديّ قَالَ ابْن نمير كَذَّاب وَقَالَ وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث انْتَهَى وَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي علله بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ إِن أَبَا زرْعَة سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر لَيْسَ بِشَيْء وَسَنَد الْحَاكِم وَارِد عَلَى الْبَزَّار فِي قَوْله لَا نعلم لَهُ طَرِيقا غَيره وَعَلَى الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي قَوْله تفرد بِهِ الحكم بن ظهير وَلَهُمَا عُذْرهمَا 625 - الحَدِيث الثَّالِث جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع إِن الصَّبْر الْجَمِيل الَّذِي لَا شكوى فِيهِ قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا عَمْرو بن عون أَنا هشيم عَن عبد الرَّحْمَن بن يَحْيَى عَن حبَان بن أبي جبلة قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى فَصَبر جميل فَقَالَ (صَبر لَا شكوى فِيهِ من بَث لم يصبر) انْتَهَى

626 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكلم أَرْبَعَة فِي المهد وهم صغَار ابْن ماشطة بنت فِرْعَوْن وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام) قلت اسْتشْهد لَهُ الطَّيِّبِيّ بِحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا ثَلَاثَة عِيسَى بن مَرْيَم وَصَاحب جريج وَصبي كَانَ يرضع أمه فَمر رجل رَاكب دَابَّة حسن الْهَيْئَة فَقَالَت أمه اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثل هَذَا فَالْتَفت الصَّبِي وَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله ... إِلَى آخِره ذكره البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي قَوْله تَعَالَى وَاذْكُر فِي الْكتاب مَرْيَم وَمُسلم فِي كتاب الْبر والصلة وَهَذَا خطأ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ حَدِيث الْكتاب وَحَدِيث الْكتاب رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَأحمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم والطبري فِي تَفْسِيره وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس عشر كلهم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَطاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما أسرِي بِي مرت بِي رَائِحَة طيبَة فَقلت مَا هَذِه الرَّائِحَة قَالُوا هَذِه رَائِحَة ماشطة ابْنة فِرْعَوْن وَأَوْلَادهَا كَانَت يَوْمًا تمشطهَا فَوَقع الْمشْط من يَدهَا فَقَالَت بِسم الله قَالَت ابْنة فِرْعَوْن باسم أبي فَقَالَت لَا بل باسم الله رَبِّي وَرَبك وَرب أَبِيك فَقَالَت أخبر بذلك أبي قَالَت نعم فَأَخْبَرته فَدَعَا بهَا وَبِوَلَدِهَا فَقَالَت لَهُ لي إِلَيْك حَاجَة قَالَ مَا هِيَ قَالَت تجمع عِظَامِي وَعِظَام أَوْلَادِي فتدفنا جَمِيعًا قَالَ ذَلِك لَك فَأتي بِأَوْلَادِهَا فَجعل يُلقيهِمْ وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى إِذا كَانَ آخر وَلَدهَا وَكَانَ مُرْضعًا قَالَ لَهَا يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق ثمَّ ألقيت مَعَ وَلَدهَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تكلم أَرْبَعَة وهم صغَار هَذَا وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى

ابْن مَرْيَم) انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل عِيسَى من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا جرير بن حَازِم حَدثنَا مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا أَرْبَعَة عِيسَى بن مَرْيَم وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَابْن ماشطة فِرْعَوْن) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي سُورَة مَرْيَم وَيروَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (تكلم فِي المهد خَمْسَة) فَذكر الْأَرْبَعَة وَزَاد (ولد الْمَرْأَة الَّتِي أحرقت بِالْأُخْدُودِ) وَهُوَ فِي مُسلم وَقَالَ فِي سُورَة البروج قَالَ الضَّحَّاك الَّذين تكلمُوا فِي المهد سِتَّة فَذكر هَؤُلَاءِ الْخَمْسَة وَزَاد يَحْيَى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام 627 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث نهَى أَن يَأْكُل الرجل مُتكئا قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَابْن مَسْعُود وَأبي الدَّرْدَاء فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَدثنَا ابْن نمير عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَأْكُل أَحَدنَا بِشمَالِهِ وَأَن يَأْكُل مُتكئا انْتَهَى وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي حَدثنَا أَبُو الْمعَافى الْحَرَّانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن أبي عبد الرَّحِيم عَن زيد بن أبي أنبسة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَومينِ وَعَن صَلَاتَيْنِ وَعَن لباسين وَعَن مطْعمين وَعَن نِكَاحَيْنِ وَعَن بيعَتَيْنِ فَأَما الصومان فَيوم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى وَأما الصَّلَاتَان فَصَلَاة بعد الْغَدَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس وَصَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس ... إِلَى أَن

قَالَ وَأما الْمُطْعِمَانِ فَأن يَأْكُل الرجل بِشمَالِهِ وَيَمِينه صَحِيحه وَأَن يَأْكُل الرجل مُتكئا مُخْتَصر وَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب ابْن نجدة حَدثنَا أَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع حَدثنَا أَرْطَاة بن الْمُنْذر عَن عبد الله بن رُزَيْق عَن عَمْرو بن الْأسود عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَأْكُل مُتكئا وَلَا تَتَخَطَّى رِقَاب النَّاس يَوْم الْجُمُعَة) قَالَ لم يرو عَن أبي الدَّرْدَاء إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ أَرْطَاة بن الْمُنْذر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن زُرَيْق أبي عبد الله الْأَلْهَانِي عَن عَمْرو بن الْأسود بِهِ وَزَاد فيجعلك الله جِسْرًا لَهُم وَلَا تتخذن من الْمَسْجِد مُصَلَّى لَا تصلي إِلَّا فِيهِ انْتَهَى وَقَالَ فِي رُزَيْق ينْفَرد بأَشْيَاء لَا تشبه حَدِيث الْأَثْبَات لَا يحْتَج بِهِ إِلَّا عِنْد الْوِفَاق حَدِيث آخر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عَمْرو بن سعيد الْقرشِي حَدثنَا أَبُو قُتَيْبَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن أبي إهَاب قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن نَأْكُل متكئين انْتَهَى وَرَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما عَن أبي جُحَيْفَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا آكل مُتكئا) وَفِي لفظ (وَأَنا متكئ) انْتَهَى 628 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَرَرْت بِيُوسُف فِي اللَّيْلَة الَّتِي عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَقلت لجبريل من هَذَا فَقَالَ يُوسُف قَالُوا يَا رَسُول الله

كَيفَ رَأَيْته قَالَ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن روح بن الْقَاسِم حَدثنِي عمَارَة بن جُوَيْبِر أَبُو هَارُون الْعَبْدي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصف يُوسُف حِين رَآهُ فِي السَّمَاء الثَّالِثَة قَالَ (رَأَيْت رجلا صورته كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر فَقلت يَا جِبْرِيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف) قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قد أعطَاهُ الله من الْحسن مَا لم يُعْط أحدا من النَّاس قبله وَلَا بعده حَتَّى كَانَ يُقَال وَالله أعلم بِهِ أعطي نصف الْحسن وَقسم النّصْف الآخر بَين النَّاس انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طرق كلهَا دَائِرَة عَلَى أبي هَارُون الْعَبْدي بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد الْحَاكِم وَمَتنه وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة حَدِيث الْإِسْرَاء من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَفِيه (ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَإِذا أَنا بِرَجُل أحسن مَا خلق الله تَعَالَى قد فضل عَلَى النَّاس بالْحسنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب فَقلت يَا جِبْرِيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف) الحَدِيث بِطُولِهِ وَينظر 629 - الحَدِيث السَّابِع فِي الحَدِيث (الله فِي عون العَبْد مَا دَامَ العَبْد فِي عون أَخِيه الْمُسلم وَمن فرج عَن مُؤمن كربَة من كرب الدُّنْيَا فرج الله عَنهُ كربَة من كرب الْآخِرَة) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نَفْس عَن مُؤمن كربَة من كرب الدُّنْيَا نَفْس الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن يسر عَلَى

مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن ستر مُسلما ستره الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالله فِي عون العَبْد مَا كَانَ العَبْد فِي عون أَخِيه وَمن سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله لَهُ بِهِ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة وَمَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه) انْتَهَى 630 - الحَدِيث الثَّامِن عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَأْخُذهُ النّوم لَيْلَة من اللَّيَالِي وَكَانَ يطْلب من يَحْرُسهُ حَتَّى جَاءَ سعد فَسمع غَطِيطه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن عَائِشَة قَالَت أرق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات لَيْلَة فَقَالَ (لَيْت رجلا صَالحا من أَصْحَابِي يَحْرُسنِي اللَّيْلَة) قَالَت وَسَمعنَا صَوت السِّلَاح فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من هَذَا) فَقَالَ سعد بن أبي وَقاص يَا رَسُول الله جِئْت أَحْرُسُك قَالَت عَائِشَة فَنَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى سَمِعت غَطِيطه انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل بالسند والمتن وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 631 - الحَدِيث التَّاسِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يَقِفن مَوَاقِف التهم) قلت وَأَعَادَهُ فِي الْأَحْزَاب

632 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِلْمَارِّينَ بِهِ فِي مُعْتَكفه وَعِنْده بعض نِسَائِهِ (هِيَ فُلَانَة) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي ... من حَدِيث عَلّي بن حُسَيْن عَن صَفِيَّة بنت حييّ قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعْتَكف فَأَتَيْته أَزورهُ لَيْلًا فَحَدَّثته ثمَّ قُمْت فَانْقَلَبت فَقَامَ معي لِيقلبنِي وَكَانَ مَسْكَنهَا فِي دَار أُسَامَة بن زيد فَمر رجلَانِ من الْأَنْصَار فَلَمَّا رَأيا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْرعَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَى رِسْلكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّة بنت حييّ) فَقَالَا سُبْحَانَ الله يَا رَسُول الله قَالَ (إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم إِنِّي خشيت أَن يقذف فِي قُلُوبكُمَا سوءا) انْتَهَى 633 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لقد عجبت من يُوسُف وَكَرمه وَصَبره وَالله يغْفر لَهُ حِين سُئِلَ عَن الْبَقَرَات الْعِجَاف وَالسمان وَلَو كنت مَكَانَهُ مَا أَجَبْتهم حَتَّى اشْترط أَن يُخْرِجُونِي وَلَقَد عجبت مِنْهُ حِين أَتَاهُ الرَّسُول قَالَ ارْجع إِلَى رَبك وَلَو كنت مَكَانَهُ وَلَبِثت فِي السجْن مَا لبث لَأَسْرَعت الْإِجَابَة وبادرتهم الْبَاب وَلما ابْتَغَيْت الْعذر إِن كَانَ لَحَلِيمًا ذَا أَنَاة قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يزِيد الْحَوْزِيِّ عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (عجبت لصبر أخي يُوسُف وَكَرمه وَالله يغْفر لَهُ حَيْثُ أرسل إِلَيْهِ لِيَسْتَفْتِيَ فِي الرُّؤْيَا وَلَو كنت لم أفعل حَتَّى أخرج وَعَجِبت لِصَبْرِهِ وَكَرمه وَالله يغْفر لَهُ حَيْثُ أُتِي ليخرج فَلم يخرج حَتَّى أخْبرهُم بِعُذْرِهِ وَلَو كنت أَنا لَبَادَرت الْبَاب وَلَوْلَا الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا لما لبث فِي السجْن طول مَا لبث حَتَّى

يَبْتَغِي الْفرج من عِنْد غير الله) يَعْنِي قَوْله اذْكُرْنِي عِنْد رَبك انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَعنِي من طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه بِهِ قَالَ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مُرْسلا فَقَالَ أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَلم يقل فِيهِ إِن كَانَ حَلِيمًا ذَا أَنَاة وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ أخرج الطَّبَرِيّ عَن ابْن إِسْحَاق عَن رجل لم يسمه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يرحم الله يُوسُف لَو كنت أَنا الْمَحْبُوس ثمَّ أرسل إِلَيّ لَخَرَجت سَرِيعا إِن كَانَ حَلِيمًا ذَا أَنَاة) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر عَن الزُّهْرِيّ وَحَدِيث أَيْضا عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 634 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) قلت وَأَعَادَهُ فِي الشُّعَرَاء رُوِيَ من حَدِيث الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَمن حَدِيث أبي بكر الصّديق وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَمن حَدِيث أنس بن مَالك وَمن حَدِيث عبد الله بن سَلام وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث أبي سعيد فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي تَفْسِيره سُورَة بني إِسْرَائِيل وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة عَن

أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَبِيَدِي لِوَاء الْحَمد وَلَا فَخر وَمَا من نَبِي يَوْمئِذٍ آدم فَمن سواهُ إِلَّا تَحت لِوَائِي وَأَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر) ثمَّ ذكر حَدِيث الشَّفَاعَة قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس انْتَهَى هَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ سَيَأْتِي وَعلي بن زيد قَالَ فِيهِ ابْن حبَان كَانَ كثير الْوَهم فَاسْتحقَّ التّرْك إِلَّا أَنه كَانَ شَيخا جَلِيلًا وَأسْندَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ لَيْسَ بِشَيْء وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث بشر بن شغَاف عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَأول شَافِع وَمُشَفَّع بيَدي لِوَاء الْحَمد تَحْتَهُ آدم فَمن دونه) انْتَهَى وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّانِي مِنْهُ من حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي شَدَّاد أَبُو عمار عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله اصْطَفَى من ولد إِسْمَاعِيل كنَانَة وَاصْطَفَى من كنَانَة قُريْشًا وَاصْطَفَى من قُرَيْش بني هَاشم وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم فَأَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَأول شَافِع وَأول مُشَفع) انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي بكر الصّديق فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث ... عَن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ أصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات يَوْم فَصَلى الْغَدَاة ... فَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة وَفِيه فَإِذا نظر إِلَى ربه خر سَاجِدا قدر جُمُعَة وَيفتح الله عَلَيْهِ من الدُّعَاء شَيْئا لم يَفْتَحهُ عَلَى بشر

قطّ فَيَقُول (أَي رَبِّي جَعَلتني سيد ولد آدم وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر) الحَدِيث بِطُولِهِ وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد الله بن إِسْحَاق الْعَطَّار حَدثنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عقيل حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن عبيد الله ضعفه غير وَاحِد وَالقَاسِم مَتْرُوك تَالِف انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن حيدران حَدثنَا مبارك مولَى عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أول من يدْخل الْجنَّة وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع وَأول مُشَفع بيَدي لِوَاء الْحَمد يَوْم الْقِيَامَة آدم فَمن دونه تَحت لِوَائِي فَآتي رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى فَيُقَال لي من فَأَقُول أَحْمد فَيفتح فَإِذا رَأَيْت رَبِّي خَرَرْت لَهُ سَاجِدا فَأَحْمَد بِمَحَامِد لَا يحمد بهَا أحد قبلي وَلَا بعدِي يلهمنيها الله تَعَالَى) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الْعَزِيز إِلَّا مبارك وَقد حدث عَنهُ بمناكير وَلَا نعلم رَوَى مبارك عَن غير عبد الْعَزِيز انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَأبي نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن مَنْصُور بن مُزَاحم حَدثنَا أَبُو سعيد الْمُؤَدب عَن زِيَاد بن مَيْمُون عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا نَحوه ... إِلَى قَول (لِوَاء الْحَمد بيَدي وَلَا فَخر) وَأما حَدِيث عبد الله بن سَلام فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث مُوسَى بن أعين عَن معمر بن رَاشد عَن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي يَعْقُوب عَن بشر بن شغَاف عَن عبد الله بن سَلام قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَأول شَافِع وَأول مُشَفع لِوَاء الْحَمد بيَدي يَوْم الْقِيَامَة آدم فَمن دونه) انْتَهَى وَأما حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث إِسْحَاق بن يَحْيَى عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر مَا من أحد إِلَّا وَهُوَ تَحت لِوَائِي يَوْم الْقِيَامَة) وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ إِنَّه مُنْقَطع فَإِن إِسْحَاق لم يدْرك عبَادَة قَالَ غير وَاحِد من الْحفاظ انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي أول كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة حَدثنَا عَلّي ابْن مُحَمَّد بن نضر الْوراق حَدثنَا أَحْمد بن زَنْجوَيْه حَدثنَا أَبُو معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْقطيعِي حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَأَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَأَنا صَاحب لِوَاء الْحَمد بيَدي وَلَا فَخر وَأَنا أول من يدْخل الْجنَّة وَلَا فَخر آخذ بِحَلقَة بَاب الْجنَّة فَيُؤذن لي فيستقبلني الْجَبَّار تَعَالَى فَأخر لَهُ سَاجِدا فَيَقُول يَا مُحَمَّد ارْفَعْ رَأسك وَاشْفَعْ تشفع وسل تعط فَأَقُول رب أمتِي أمتِي) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما عَن حَمَّاد بن زيد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة قَالَ خَطَبنَا ابْن عَبَّاس عَلَى مِنْبَر الْبَصْرَة فَقَالَ قَالَ رَسُول الله) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه لم يكن نَبِي إِلَّا لَهُ دَعْوَة قد تَنَجزهَا فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي قد اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة وَأَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَبِيَدِي لِوَاء الْحَمد وَلَا فَخر آدم فَمن دونه تَحت لِوَائِي وَلَا فَخر) الحَدِيث بِطُولِهِ

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى خَارِجَة ابْن مُصعب عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) مُخْتَصر قَالَ ثمَّ قَالَ ابْن حبَان خَارِجَة ابْن مُصعب لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْإِسْرَاء فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عَمْرو بن سيار التَّمِيمِي حَدثنَا أبي حَدثنَا سعيد بن رزين حَدثنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم وَعِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات) فَذكر حَدِيث الْإِسْرَاء بِطُولِهِ وَقَالَ فِي آخِره (فَأَنا بِنِعْمَة الله سيد ولد آدم وَلَا فَخر وَأَنا عبد مَقْبُوض وَمَا عِنْد الله خير وَأَبْقَى) مُخْتَصر وَأعلم أَن الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر بن عَاصِم فِي كتاب الْآدَاب وَهُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) 635 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رحم الله أخي يُوسُف لَو لم يقل اجْعَلنِي عَلَى خَزَائِن الأَرْض لَاسْتَعْمَلَهُ من سَاعَته وَلكنه أخر ذَلِك سنة)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا مخلد بن جَعْفَر الباقرجي حَدثنَا الْحسن بن علوِيَّة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه 636 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن فَيَقُول (أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل هَامة وَمن كل عين لَامة) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَأَبُو دَاوُد فِي السّنة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الطِّبّ وَالنَّسَائِيّ فِي الْبعُوث من حَدِيث الْمنْهَال عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن وَيَقُول (إِن أَبَاكُمَا كَانَ يعوذ بهَا إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة وَمن كل عين لَامة) انْتَهَى 637 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة إِلَّا أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا ترَى إِلَى يَعْقُوب حِين أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ لم يسترجع وَإِنَّمَا قَالَ يَا أسفا) قلت رَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله ... إِلَى آخِره وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ

إِلَى إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق أَنا أَبُو عَامر عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ سَوَاء ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رفع بعض الضِّعَاف هَذَا الحَدِيث إِلَى ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَيْسَ بِشَيْء انْتَهَى وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب حَدثنِي مُحَمَّد بن سعيد الْهَبَّاري حَدثنَا إِسْحَاق بن الرّبيع حَدثنَا سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة إِلَّا أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا ترَى إِلَى يَعْقُوب حِين أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ لم يسترجع إِنَّمَا قَالَ يَا أسفا عَلَى يُوسُف) انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنِي مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمر بن الْخطاب رجل من أهل الْكُوفَة عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَعْطَيْت أمتِي شَيْئا لم يُعْطه أحد من الْأُمَم عِنْد الْمُصِيبَة إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة) انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي بِهِ 638 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سَأَلَ جِبْرِيل مَا بلغ من وجد يَعْقُوب عَلَى يُوسُف قَالَ (وجد سبعين ثَكْلَى قَالَ فَمَا كَانَ لَهُ من الْأجر قَالَ أجر مائَة شَهِيد وَمَا سَاءَ ظَنّه بِاللَّه قطّ) قلت لم يروه الطَّبَرِيّ إِلَّا من قَول الْحسن فَقَالَ حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا حكام

عَن عِيسَى بن يزِيد عَن الْحسن أَنه قيل لَهُ مَا بلغ وجد يُوسُف فَقَالَ وجد سبعين ثَكْلَى قَالَ فَمَا كَانَ لَهُ من الْأجر قَالَ أجر مائَة شَهِيد وَمَا سَاءَ ظَنّه بِاللَّه قطّ انْتَهَى وَرَوَى الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث جرير عَن لَيْث عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ دخل جِبْرِيل عَلَى يُوسُف فَسَأَلَهُ هَل لَهُ علم بِيَعْقُوب قَالَ نعم قَالَ مَا فعل قَالَ ابْيَضَّتْ عَيناهُ قَالَ مَا بلغ حزنه قَالَ حزن سبعين ثَكْلَى ... إِلَى آخِره 639 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه بَكَى عَلَى وَلَده إِبْرَاهِيم وَقَالَ (الْقلب يجزع وَالْعين تَدْمَع وَلَا نقُول مَا يسْخط الرب وَإِنَّا عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجَنَائِز وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ دَخَلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أبي سيف الْقَيْن وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيم فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقبله وَشمه ثمَّ دخل عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَإِبْرَاهِيم يجود بِنَفسِهِ فَجعلت عينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن وَأَنت يَا رَسُول الله فَقَالَ (يَا ابْن عَوْف إِنَّهَا رَحْمَة) ثمَّ أتبعهَا بِأُخْرَى فَقَالَ (إِن الْعين تَدْمَع وَالْقلب يحزن وَلَا نقُول إِلَّا مَا يُرْضِي رَبنَا عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّا بِفِرَاقِك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ) انْتَهَى 640 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن النَّبِي أَنه بَكَى عَلَى ولد بعض بَنَاته وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقيل يَا رَسُول الله تبْكي وَقد نَهَيْتنَا عَن الْبكاء فَقَالَ (مَا نَهَيْتُكُمْ عَن الْبكاء وَإِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَن صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ صَوت عِنْد الْفَرح وَصَوت عِنْد التَّرَحِ)

قلت لم يرد هَذَا فِي ولد بَنَاته عَلَيْهِ السَّلَام وَإِنَّمَا ورد فِي إِبْرَاهِيم وَلَده رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَانْطَلق بِهِ إِلَى ابْنه إِبْرَاهِيم فَوَجَدَهُ يجود بِنَفسِهِ فَأَخذه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَضعه فِي حجره فَبَكَى فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن أَو تبْكي أَو لم تكن نهيت عَن الْبكاء قَالَ (لَا وَلَكِن نهيت عَن صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ صَوت عِنْد مُصِيبَة خَمش وُجُوه وشق جُيُوب وَرَنَّة شَيْطَان وَصَوت عِنْد نَغمَة لعب وَلَهو وَمَزَامِير شَيْطَان) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد بن حميد وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَله طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم فِي كِتَابه الْمُسْتَدْرك رَوَاهُ فِي فَضَائِل مَارِيَة الْقبْطِيَّة عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أَخذ النَّبِي بيَدي فَانْطَلَقت مَعَه ... إِلَى آخِره وَسكت عَنهُ وَالَّذِي قَالَ ورد فِي ولد بَنَاته فَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أُسَامَة بن زيد كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأرْسلت إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاته تَدعُوهُ وَتُخْبِرهُ أَن صَبيا أَو ابْنا لَهَا فِي الْمَوْت فَقَالَ للرسول (ارْجع إِلَيْهَا فَأَخْبرهَا أَن لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى فَمُرْهَا فَلتَصْبِر وَتحْتَسب) فَعَاد الرَّسُول فَقَالَ إِنَّهَا قد أَقْسَمت لَتَأْتِيَنَّهَا فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة ومعاذ بن جبل وَانْطَلَقت مَعَهم فَرفع إِلَيْهِ الصَّبِي وَنَفسه تقَعْقع بهَا كَأَنَّهَا فِي شن فَفَاضَتْ عَيناهُ فَقَالَ لَهُ سعد مَا هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ (هَذِه رَحْمَة جعلهَا الله فِي قُلُوب عباده وَإِنَّمَا يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء) انْتَهَى وَكَأن المُصَنّف خلط حَدِيث بِحَدِيث وَلم يحسن الطَّيِّبِيّ إِذْ عزا حَدِيث الْكتاب لِلصَّحِيحَيْنِ ظنا مِنْهُ أَنه هُوَ هَذَا الحَدِيث

641 - قَوْله وَقيل أَدّوا إِلَيْهِ كتاب يَعْقُوب من يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله إِلَى عَزِيز مصر أما بعد فَإنَّا أهل بَيت مُوكل بِنَا الْبلَاء أما جدي فسرت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَرمي بِهِ فِي النَّار فَنَجَّاهُ الله مِنْهَا وَجعلت عَلَيْهِ بردا وَسلَامًا وَأما أبي فَوضعت السكين عل قَفاهُ فَفَدَاهُ الله وَأما أَنا فَكَانَ لي ابْن وَهُوَ أحب أَوْلَادِي إِلَيّ فَذهب بِهِ إِلَى الْبَريَّة ثمَّ أَتَوْنِي بِقَمِيصِهِ مُلَطَّخًا بِالدَّمِ وَقَالُوا قد أكله الذِّئْب فَذَهَبت عَيْنَايَ من بُكَائِي عَلَيْهِ ثمَّ كَانَ لي ابْن وَكَانَ أَخَاهُ من أمه وَكنت أَتَسَلَّى بِهِ فَذَهَبُوا بِهِ ثمَّ رجعُوا وَقَالُوا إِنَّه سرق وَإنَّك حَبسته لذَلِك وَإِنَّا أهل بَيت لَا نَسْرِق وَلَا نَلِد سَارِقا فَإِن رَددته عَلّي وَإِلَّا دَعَوْت عَلَيْك دَعْوَة تدْرك السَّابِع من ولدك وَالسَّلَام قلت سَيَأْتِي ذكر هَذَا الْكتاب من رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي الصافات وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ وَلَكِن رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا أَبُو حَامِد بن أبي حَامِد الْعدْل حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الضَّبِّيّ حَدثنَا أَبُو بكر ابْن أبي نصر الدَّرَاورْدِي حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد حَدثنَا سُلَيْمَان بن مَنْصُور ابْن عمار حَدثنِي أبي ثَنَا يُوسُف بن الصَّباح الْفَزارِيّ عَن عبد الله بن يُونُس عَن أبي فَرْوَة قَالَ لما كَانَ من أَمر الْإِخْوَة مَا كَانَ كتب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف وَهُوَ لَا يعلم أَنه يُوسُف بن يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله أما بعد فَإنَّا أهل بَيت ... إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد قَالَ فَلَمَّا قَرَأَ يُوسُف الْكتاب لم يَتَمَالَك الْبكاء وَعيلَ صبره انْتَهَى 642 - الحَدِيث التَّاسِع عشر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة يَوْم الْفَتْح

فَقَالَ لقريش (مَا ترونني فَاعِلا بكم) قَالُوا نظن خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم وَقد قدرت فَقَالَ (أَقُول مَا قَالَ أخي يُوسُف لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم) الْآيَة قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي تَفْسِيره سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث سَلام بن مِسْكين عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الله بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة ... إِلَى أَن قَالَ فجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى طَاف بِالْبَيْتِ فَجعل يمر بِتِلْكَ الْأَصْنَام فَيَطْعَنُهَا بِسِيَةِ الْقوس وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا حَتَّى إِذا فرغ وَصَلى جَاءَ فَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ قَالَ (يَا معشر قُرَيْش مَا تَقولُونَ) قَالُوا نقُول ابْن أَخ وَابْن عَم رَحِيم كريم ثمَّ أعَاد عَلَيْهِم القَوْل فَقَالُوا مثل ذَلِك فَقَالَ (أَقُول كَمَا قَالَ أخي يُوسُف لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ) مُخْتَصر وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فتح مَكَّة وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف حَدثنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنِي مخلد بن الْحسن بن علوِيَّة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر عَن ابْن سمْعَان عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعِضَادَةِ الْبَاب يَوْم فتح مَكَّة وَقد لَاذَ النَّاس بِالْبَيْتِ فَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده) ثمَّ قَالَ (مَا تظنون بِي) قَالُوا نظن خيرا ... إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي بعض أهل الْعلم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ عَلَى بَاب الْكَعْبَة فَقَالَ (لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده) إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة عَن طَاوس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة ... إِلَى آخِره وَقَالَ فِيهِ وَقد قدرت فَأَسْجِحْ

وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة ... إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ وَعَن أبي عبيد رَوَاهُ ابْن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب الْأَمْوَال بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي عَلّي بن مُحَمَّد بن عبيد الله عَن مَنْصُور الحَجبي عَن أمة صَفِيَّة بنت شيبَة عَن برة بنت أبي تجراة قَالَت أَنا أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين خرج من الْبَيْت فَوقف عَلَى الْبَاب وَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ أشرف عَلَى النَّاس وهم جُلُوس حول الْكَعْبَة فَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي صدق وعده) إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ 643 - الحَدِيث الْعشْرُونَ رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان لما جَاءَ ليسلم قَالَ لَهُ الْعَبَّاس إِذا أتيت الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاتْلُ عَلَيْهِ لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم فَفعل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (غفر الله لَك وَلمن علمك) قلت غَرِيب جدا 644 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (علمُوا أَرِقَّاءَكُم سُورَة يُوسُف فَإِنَّهُ أَيّمَا مُسلم تَلَاهَا وَعلمهَا أَهله وَمَا ملكت يَمِينه هون الله عَلَيْهِ سَكَرَات الْمَوْت وَأَعْطَاهُ الْقُوَّة أَلا يحْسد مُسلما) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ

قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف فَإِن سَلام بن سليم وَيُقَال سلم مَتْرُوك وَهَارُون بن كثير قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول قَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَقد سَاق لَهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر مُتَابعًا من طَرِيق الْقَاسِم بن الحكم عَن هَارُون بن كثير بِهِ وَمن طَرِيق شَبابَة عَن مخلد بن عبد الْوَاحِد الْبَصْرِيّ عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر نَحوه قَالَ وَهُوَ مُنكر من سَائِر طرقه انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس

سُورَة الرَّعْد

سورة الرعد

سُورَة الرَّعْد ذكر فِيهَا عشرَة أَحَادِيث 645 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَوْلَا عَفْو الله وتجاوزه مَا هَنأ أحد الْعَيْش وَلَوْلَا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد) قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَإِن رَبك لذُو مغْفرَة للنَّاس عَلَى ظلمهم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَوْلَا عَفْو الله وتجاوزه) الحَدِيث إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مُرْسل وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا نصر بن بكر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن نصير أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بِهِ 646 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول (سُبْحَانَ من يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ) وَكَانَ إِذا اشْتَدَّ الرَّعْد يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك وَلَا تُهْلِكنَا بِعَذَابِك وَعَافنَا قبل ذَلِك) قلت هما حديثان فَالْأول رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو أَحْمد حَدثنَا

إِسْرَائِيل عَن لَيْث عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا سمع الرَّعْد قَالَ (سُبْحَانَ من يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن يَحْيَى حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو أَحْمد حَدثنَا عتاب بن زِيَاد عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب مَوْقُوفا عَلَى عبد الله بن الزُّبَيْر وموقوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء مَوْقُوفا عَلَى كَعْب بن مَالك وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أبي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد وَالثَّانِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَأَة عَن أبي مطر عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا سمع صَوت الرَّعْد وَالصَّوَاعِق قَالَ (اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك) إِلَى آخِره قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالْبُخَارِيّ فِي كتاب الْمُفْرد فِي الْأَدَب 647 - الحَدِيث الثَّالِث عَن ابْن عَبَّاس أَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد مَا هُوَ فَقَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة عَن عبد الله بن

الْوَلِيد عَن بكير بن شهَاب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَقبلت يهود إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا أخبرنَا يَا أَبَا الْقَاسِم عَن الرَّعْد مَا هُوَ قَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب حَيْثُ شَاءَ الله) قَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْت الَّذِي نسْمع قَالَ (زَجْرَة بالسحاب إِذا زَجره حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أَمر) قَالُوا صدقت مُخْتَصر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي آخر تَرْجَمَة المحمدين عَن أبي عمرَان الْجونِي حَدثنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله أَن خُزَيْمَة بن ثَابت وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد قَالَ (هُوَ ملك بِيَدِهِ مِخْرَاق إِذا رفع برقتْ وَإِذا زجر رعدَتْ وَإِذا ضربت صعِقَتْ) مُخْتَصر 648 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن أَرْبَد أَخا لبيد بن ربيعَة العامري قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين وَفد عَلَيْهِ مَعَ عَامر بن الطُّفَيْل قَاصِدين لقَتله فَرَمَى الله عَامِرًا بغدة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَأرْسل عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أم من حَدِيد قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أقبل عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وهما عَامِدَانِ يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا اللَّفْظ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث عَلّي بن أبي سارة الشَّيْبَانِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا إِلَى رجل من فَرَاعِنَة الْعَرَب أَن ادْعُه لي) قَالَ يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْتَى من ذَلِك قَالَ (اذْهَبْ فَادعه) فَأَتَاهُ وَقَالَ إِن رَسُول الله يَدْعُوك قَالَ أَرَسُول الله وَمَا الله أَمن ذهب هُوَ أم من فضَّة

أَو من نُحَاس فَرجع فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَا قَالَ فَبَعثه إِلَيْهِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَة بعث الله سَحَابَة حِيَال رَأسه نزلت مِنْهَا صَاعِقَة ذهبت بِقحْفِ رَأسه وَأنزل الله وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بعلي بن أبي سارة وَقَالَ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ مثله أَو دونه انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث دَيْلَم بن غَزوَان عَن ثَابت عَن أنس نَحوه سَوَاء قَالَ الْبَزَّار وَدَيْلَم هَذَا بَصرِي صَالح انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه لم يقل فِيهِ أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أَو من حَدِيد فَقَالَ حَدثنَا مسْعدَة بن سعد الْعَطَّار حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان حَدثنِي عبد الرَّحْمَن وَعبد الله ابْنا زيد بن أسلم عَن أَبِيهِمَا عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس أَن أَرْبَد بن قيس بن جُزْء بن خَالِد بن جَعْفَر ابْن كلاب وعامر بن الطُّفَيْل بن مَالك قدما الْمَدِينَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْتَهَيَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس فَجَلَسَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل يَا مُحَمَّد مَا تجْعَل لي إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم) قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل أَتجْعَلُ لي الْأَمر من بعْدك إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ لَك وَلَا لقَوْمك وَلَكِن لَك أَعِنَّة الْخَيل) فَقَالَ أَنا الْآن فِي أَعِنَّة خيل نجد اجْعَل لي الْوَبر وَلَك الْمدر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا) فَلَمَّا قفا من عِنْده قَالَ عَامر أما وَالله لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا ورجالا فَقَالَ (يمنعك الله من ذَلِك) فَلَمَّا خرج أَرْبَد وعامر قَالَ عَامر يَا أَرْبَد إِذا اشْتغل عَنْك مُحَمَّد بِالْحَدِيثِ فَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَإِن النَّاس إِذا قتلت مُحَمَّدًا لم يزِيدُوا عَلَى أَن يرْضوا بِالدِّيَةِ وَيَكْرَهُوا الْحَرْب وسنعطيهم الدِّيَة قَالَ أَرْبَد أفعل فَأَقْبَلَا رَاجِعين إِلَيْهِ فَقَالَ عَامر يَا مُحَمَّد قُم معي أُكَلِّمك فَقَامَ مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَلَسْنَا إِلَى الْجِدَار

ووقف مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسل أَرْبَد السَّيْف فَلَمَّا وضع يَده عَلَى السَّيْف يَبِسَتْ يَده فَلم يسْتَطع أَن يَسلهُ فَأَبْطَأَ أَرْبَد عَلَى عَامر بِالضَّرْبِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا صنع فَانْصَرف عَنْهُمَا فَلَمَّا خرج عَامر وأربد من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحرَّةِ نزلا فَخرج إِلَيْهِمَا سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير فَقَالَا اُشْخُصَا يَا عدوي الله لَعَنَكُمَا الله فَقَالَ عَامر من هَذَا يَا سعد فَقَالَ هَذَا أسيد بن حضير الْكَاتِب فَخَرَجَا حَتَّى إِذا كَانَا بِالرَّقْمِ أرسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته وَخرج عَامر حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحَرِيمِ أرسل الله عَلَيْهِ قرحَة فأدركه اللَّيْل فِي بَيت امْرَأَة من بني سلول فَجعل يمس قُرْحَته فِي حلقه وَيَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير فِي بَيت سَلُولِيَّة ترغب أَن يَمُوت فِي بَيتهَا ثمَّ ركب فرسه فَأحْضرهُ حَتَّى مَاتَ عَلَيْهِ فَأنْزل الله فيهمَا الله أعلم مَا تحمل كل أُنْثَى إِلَى قَوْله من وَال انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه 649 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث (وَلَا تَجْعَلهُ علينا ماحلا مُصدقا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق) رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَأنس وَعَن معقل بن يسَار وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سُفْيَان عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق من جعله أَمَامه قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَمن جعله خَلفه قَادَهُ إِلَى النَّار) انْتَهَى وَمن حَدِيث أنس رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ حدثت عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَمن شفع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة نجا وَمن مَحل بِهِ كَبه الله فِي النَّار) انْتَهَى وَفِيه انْقِطَاع وحجاج ضَعِيف وَحَدِيث معقل بن يسَار رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث عبيد الله بن أبي حميد عَن أبي الْمليح عَن معقل بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ أحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه وَاقْتَدوا بِهِ وَلَا تكفرُوا بِشَيْء مِنْهُ وَمَا تشابه عَلَيْكُم مِنْهُ فَردُّوهُ إِلَى الله وَإِلَى أولي الْعلم كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ وآمنوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَلْيَسَعْكُمْ الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْبَيَان فَإِنَّهُ شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَإِنِّي أَعْطَيْت سُورَة الْبَقَرَة من الذّكر الأول وَأعْطيت طه وَيَاسِين وَالْخَوَاتِيم من أَلْوَاح مُوسَى وَأعْطيت فَاتِحَة الْكتاب من تَحت الْعَرْش) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن حبَان وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان ثمَّ نقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث يعرف بِالربيعِ ابْن بدر وَقد رَوَاهُ عبد الله بن الْأَجْلَح عَن الْأَعْمَش فَوَقفهُ انْتَهَى 650 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِمَا يَعْنِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد فَقَالَ (اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت) فَأُجِيب فيهمَا قلت لم يتَقَدَّم هَذَا فِيمَا مَضَى من الْأَحَادِيث وَلَكِن ذكر الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول حَدِيث أَرْبَد وعامر عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد قَالَ نزلت هَذِه

الْآيَة وَالَّتِي قبلهَا فِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وَذَلِكَ أَنَّهُمَا أَقبلَا يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ رجل من أَصْحَابه يَا رَسُول الله هَذَا عَامر بن طفيل قد أقبل نَحْوك فَقَالَ (دَعه إِن يرد الله بِهِ خيرا يهده) فَأقبل حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا لي إِن أسلمت قَالَ (لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم) قَالَ تجْعَل لي الْأَمر بعْدك قَالَ (لَيْسَ ذَلِك إِلَيّ إِنَّمَا ذَلِك إِلَى الله يَجعله حَيْثُ يَشَاء) قَالَ فتجعلني عَلَى الْوَبر وَأَنت عَلَى الْمدر قَالَ (لَا) قَالَ فَمَاذَا تجْعَل لي قَالَ (لَك أَعِنَّة الْخَيل) قَالَ أَو لَيْسَ ذَلِك الْيَوْم إِلَيّ وَكَانَ أَوْصَى بِهِ أَرْبَد بن ربيعَة إِذا رَأَيْتنِي ُأكَلِّمهُ فدر من خَلفه وَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَلَمَّا دَار أَرْبَد خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاخْتَرَطَ من سَيْفه قدر شبر حَبسه الله عَنهُ فَلم يقدر عَلَى سَله وَجعل عَامر يومي عَلَيْهِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا يصنع بِسَيْفِهِ فَقَالَ (اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت) فَأرْسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فِي يَوْم صَائِف فَأَحْرَقتهُ وَوَلَّى عَامر هَارِبا فَخرجت عَلَى ركبته غُدَّة وَنزل عَامر بَيت امْرَأَة سَلُولِيَّة وَهُوَ يَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة ثمَّ خرج فَمَاتَ عَلَى ظهر فرسه فَأنْزل الله فِيهِ هَذِه الْآيَة سَوَاء مِنْكُم من أسر القَوْل وَمن جهر بِهِ الْآيَة انْتَهَى 651 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عَلَى رَأس كل حول فَيَقُول سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْمثنى حَدثنَا سُوَيْد حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عِنْد رَأس الْحول فَيَقُول سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار قَالَ وَكَانَ أَبُو بكر وَعُثْمَان يَفْعَلُونَ ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا رجل من أهل الْمَدِينَة عَن

سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ ... فَذكره سَوَاء وَهَذَا معضل وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد هَكَذَا من غير سَنَد 652 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن أَبَا جهل بن هِشَام قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سير بِقِرَاءَتِك الْجبَال عَن مَكَّة حَتَّى يَتَّسِع لنا فنتخذ فِيهَا الْبَسَاتِين والقطائع كَمَا سخرت لداود إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فلست بِأَهْوَن عَلَى الله من دَاوُد أَو سخر لنا بِهِ الرّيح لنركبها ونتجر إِلَى الشَّام ثمَّ نرْجِع فِي يَوْمنَا فقد شقّ علينا قطع الْمسَافَة الْبَعِيدَة كَمَا سخرت لِسُلَيْمَان أَو ابْعَثْ لنا رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة مِمَّن مَاتَ من آبَائِنَا مِنْهُم قصي بن كلاب فَنزلت وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَلّي الْأنْصَارِيّ حَدثنَا خلف بن تَمِيم المصِّيصِي عَن عبد الْجَبَّار ابْن عمر الْأَيْلِي عَن عبد الله بن عَطاء بن إِبْرَاهِيم عَن جدته أم عَطاء مولاة الزُّبَيْر قَالَت سَمِعت الزُّبَيْر بن الْعَوام يَقُول لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين صَاح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا آل عبد بني منَاف) فَجَاءَتْهُ قُرَيْش فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذرهُمْ فَقَالُوا تزْعم أَنَّك نَبِي يُوحَى إِلَيْك وَأَن سُلَيْمَان سخر لَهُ الرّيح وَالْجِبَال وَأَن مُوسَى سخر لَهُ الْبَحْر وَأَن عِيسَى كَانَ يَحْيَى الْمَوْتَى فَادع الله أَن يسير عَنَّا هَذِه الْجبَال وَيفجر لنا الأَرْض أَنهَارًا فنتخذها مَحَارِث فَنَزْرَع وَنَأْكُل وادع الله أَن يَحْيَى لنا مَوتَانا فنكلمهم وَيُكَلِّمُونَا أَو ادْع الله أَن يصير هَذِه الصَّخْرَة الَّتِي تَحْتك ذَهَبا فَنَنْحِت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَن رحْلَة الشتَاء قَالَ فَبَيْنَمَا نَحن حوله إِذْ نزل عَلَيْهِ

الْوَحْي فَلَمَّا سري عَنهُ قَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد أَعْطَانِي الله مَا سَأَلْتُم وَلَو شِئْت لَكَانَ وَلَكِن أَخْبرنِي أَنه إِن أَعْطَاكُم ذَلِك ثمَّ كَفرْتُمْ إِنَّه مُعَذِّبكُمْ عذَابا لَا يعذبه أحدا من الْعَالمين) فَنزلت وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَت قُرَيْش لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فباعد جبلي مَكَّة أخشبيها هذَيْن مسيرَة أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة فَإِنَّهَا ضيقَة حَتَّى نَزْرَع فِيهَا وَنَرْعَى وَابعث لنا آبَاءَنَا من الْمَوْت حَتَّى يُكَلِّمُونَا وَيُخْبِرُونَا أَنَّك نَبِي أَو احْمِلْنَا إِلَى الشَّام أَو إِلَى الْيمن أَو إِلَى الْحيرَة حَتَّى نَذْهَب وَنَجِيء فِي لَيْلَة كَمَا زعمت أَنَّك فعلته فَأنْزل الله وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال أَو قطعت بِهِ الأَرْض أَو كلم بِهِ الْمَوْتَى وَهُوَ مُرْسل انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو زرْعَة حَدثنَا أَبُو منْجَاب ابْن الْحَارِث أَنا بشر بن عمَارَة حَدثنَا عمر بن حسان عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ قَالَ قلت لَهُ وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة قَالَ قَالُوا لمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو سيرت لنا جبال مَكَّة حَتَّى نَتَّسِع فَنَحْرُث فِيهَا أَو قطعت بِنَا الأَرْض كَمَا كَانَ سُلَيْمَان يقطع لِقَوْمِهِ بِالرِّيحِ أَو أَحييت لنا الْمَوْتَى كَمَا كَانَ عِيسَى يَحْيَى الْمَوْتَى لِقَوْمِهِ فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة قَالَ فَقلت لَهُ هَل ترَوْنَ هَذَا الحَدِيث عَن أحد من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ نعم عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن بشر بن عمَارَة بِهِ 653 - الحَدِيث التَّاسِع كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يزَال يبْعَث السَّرَايَا فَنُغَيِّر حول مَكَّة ونختطف مِنْهُم وَنصِيب من مَوَاشِيهمْ قلت فِي صَحِيح مُسلم عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

أَبَا بكر إِلَى فَزَارَة ... فَذكره فِي السِّيرَة فِي ذكر سيرة ابْن أبي حَدْرَد قَالَ ابْن إِسْحَاق قَالَ ابْن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَعِينهُ عَلَى نِكَاحي ... إِلَى أَن قَالَ وَأَقْبل رجل من بني جشم حَتَّى نزل بقَوْمه وَمن مَعَه بِالْغَابَةِ يُرِيد أَن يجمع قيسا عَلَى حَرْب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرجلَيْنِ من الْمُسلمين فَقَالَ (اخْرُجُوا إِلَى هَذَا الرجل حَتَّى تَأْتُوا مِنْهُ بِخَبَر) وَخَرجْنَا ومعنا سِلَاحنَا من النبل وَالسُّيُوف فَجِئْنَاهَا مَعَ غرُوب الشَّمْس فَكَمَنْت فِي نَاحيَة وَأمرت صَاحِبي فَكَمَنَا فِي نَاحيَة أُخْرَى نَنْتَظِر غرَّة الْقَوْم وَأَن نصيب مِنْهُم شَيْئا فَمر بِي رَاع لَهُم يَسُوق إبِلا وَغنما فَنَفَحَتْهُ بِسَهْم فَوَقع فِي فُؤَاده وَوَثَبْت إِلَيْهِ فَجَزَزْتُ رَأسه وَكَبرت وَكبر صَاحِبَايَ وَاسْتَقْنَا إبِلا عَظِيمَة وَغنما كَثِيرَة فَجِئْنَا بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجئْت بِرَأْسِهِ أحملهُ فَأَعَانَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تِلْكَ الْإِبِل بِثَلَاثَة عشر بَعِيرًا فِي صَدَاقي فَجمعت إِلَيّ أَهلِي مُخْتَصر وَذكر ابْن سعد والواقدي فِي سَرِيَّة قُطْبَة بن عَامر قَالَ وَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُطْبَة بن عَامر فِي عشْرين رجلا إِلَى حَيّ من خثعم بِنَاحِيَة تبَالَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة أَي يُفَرِّقهُمْ فِي كل مَكَان فَخَرجُوا عَلَى عشرَة أَبْعِرَة يعتقبونها وَشن عَلَيْهِم الْغَارة وَأَقَامُوا حَتَّى نَامُوا ثمَّ أَغَارُوا عَلَيْهِم فَاقْتَتلُوا حَتَّى أَكثر الْجَرْحى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا وَقتل قُطْبَة بن عَامر وَسَاقُوا الْإِبِل وَالشَّاء وَالنِّسَاء إِلَى الْمَدِينَة وَقسمت فيهم فَكَانَت سُهْمَانهمْ أَرْبَعَة أَبْعِرَة وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم بعد أَن أخرج الْخمس وَذكر ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي سَرِيَّة عكاشة بن مُحصن فِي جمَاعَة إِلَى الْغمر عَلَى يَوْمَيْنِ من الْمَدِينَة مَاء لبني أَسد فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَاسْتَاقَ مِائَتي بعير فَقدم بهَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكر أَيْضا سَرِيَّة أبي عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى ذِي الْقِصَّة لَيْلَة من الْمَدِينَة فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَأَغَارُوا عَلَى بني ثَعْلَبَة وَأخذُوا نعما من نعامهم وَرَثَة من مَتَاعهمْ وَقدمُوا بِهِ الْمَدِينَة فَخمسهُ عَلَيْهِ السَّلَام

وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى بني سليم بالجموم وَهِي بطن نخل فَأَصَابُوا مِنْهُ نعما وَشاء وَأَسْرَى وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الطّرف عَلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا من الْمَدِينَة فَخرج إِلَى بني ثَعْلَبَة فِي خَمْسَة عشر رجلا فَأصَاب نعما وَشاء وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الْعيص عَلَى أَربع لَيَال من الْمَدِينَة وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي وَذكر الَّتِي قبلهَا أَيْضا فِي مائَة وَسبعين رَاكِبًا حِين بلغه أَن عيرًا لقريش أَقبلت من الشَّام فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا وَأخذُوا فضَّة كَثِيرَة لِصَفْوَان بن أُميَّة وأسروا أُنَاسًا مِنْهُم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَقدمُوا بهم الْمَدِينَة فَاسْتَجَارَ أَبُو الْعَاصِ بِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَجَارَتْهُ وَذكر أَيْضا سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى بني سعد بن بكر بِفَدَكَ عَلَى سِتّ لَيَال من الْمَدِينَة فِي مائَة رجل فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَأخذ خَمْسمِائَة بعير وَألْفي شَاة ... وَذكره الْوَاقِدِيّ ثمَّ ذكر سَرِيَّة مُحَمَّد بن سَلمَة إِلَى القرطاء بطن من بني بكر بن كلاب عَلَى سبع لَيَال من الْمَدِينَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَار اللَّيْل وَكَمن النَّهَار حَتَّى انْتَهَى فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَقتل مِنْهُم نَفرا وهرب سَائِرهمْ وَاسْتَاقَ مائَة وَخمسين بَعِيرًا وَثَلَاثَة آلَاف شَاة وَلم يتَعَرَّض لِلطَّعْنِ وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَة فَخمس عَلَيْهِ السَّلَام مَا جَاءَ بِهِ وَذكرهَا الْوَاقِدِيّ ثمَّ ذكر سَرِيَّة غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ إِلَى الْمِيفَعَة عَن الْمَدِينَة بِثمَانِيَة برد فِي مائَة وَثَلَاثِينَ رجلا فَقتل من بني عَوَالٍ وَبني عبد بن ثَعْلَبَة وَاسْتَاقُوا نعما وَشاء فقدموا بِهِ الْمَدِينَة وَلم يَأْسِرُوا أحدا وَفِي هَذِه السّريَّة قتل أُسَامَة بن زيد الرجل الَّذِي قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ ذكر سَرِيَّة أبي قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب بِنَجْد قَالُوا بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

أَبَا قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب فِي خَمْسَة عشر رجلا فَهَجَمُوا عَلَى حَاضر مِنْهُم فَقتلُوا مِنْهُم وَاسْتَاقُوا من الْإِبِل مِائَتي بعير وَمن الْغنم ألفي شَاة وَسبوا سبيا كثيرا وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ ذكر سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى الْيمن يُقَال مرَّتَيْنِ أَحدهمَا فِي شهر رَمَضَان سنة عشرَة من الْهِجْرَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عليا إِلَى الْيمن وَعقد لَهُ لِوَاء وَقَالَ لَهُ امْضِ وَلَا تلْتَفت فَإِذا نزلت بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تقَاتلهمْ حَتَّى يُقَاتِلُوك) فَخرج فِي ثَلَاثمِائَة فَارس حَتَّى نزل فِي بِلَاد مذْحج فَفرق أَصْحَابه عَلَيْهَا فَأتوا بِنَهْب وَغَنَائِم وَنسَاء وَأَطْفَال وَنعم وَشاء وَغير ذَلِك وَجعل عَلّي عَلَيْهَا بُرَيْدَة بن الْحصيب ثمَّ لَقِي جمعهم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا فَقَاتلهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم عشْرين رجلا ثمَّ دعاهم إِلَى الْإِسْلَام فَأَسْرعُوا وَأَجَابُوا وَبَايَعَهُ نفر من رُؤَسَائِهِمْ عَلَى الْإِسْلَام وَقَالُوا نَحن عَلَى من وَرَاءَنَا من قَومنَا وَهَذِه صَدَقَاتنَا فَخذ مِنْهَا حق الله ثمَّ قفل عَلّي فَوَافَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة قد قدمهَا لِلْحَجِّ سنة عشرَة وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي ابْن أبي سُبْرَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي فَرْوَة عَن عَمْرو بن الحكم قَالَ بعث رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شُجَاع بن وهب فِي أَرْبَعَة فِي أَرْبَعَة وَعشْرين رجلا إِلَى جمع من هوَازن بِالسَّبْيِ وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَيْهِم فَخرج وَكَانَ يسير اللَّيْل ويكمن النَّهَار حَتَّى صبحهمْ وهم غَارونَ فَأَصَابُوا نعما كثيرا وَشاء وَنسَاء فَاسْتَاقُوا ذَلِك كُله حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وَكَانَت سِهَامهمْ خَمْسَة عشر بَعِيرًا لكل رجل وَعدلُوا الْبَعِير بِعشْرَة من الْغنم وَغَابَتْ السّريَّة خَمْسَة عشر يَوْمًا انْتَهَى وَرُوِيَ أَيْضا حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن أبي بكر ابْن حزم قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب فِي خمسين وَمِائَة رجل عَلَى مائَة بعير وَخمسين فرسا ليهْدم الْفلس وَهُوَ صنم لِطَيِّئٍ وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَارُوا حَتَّى غاروا عَلَى أَحيَاء من الْعَرَب وَهدم الْفلس وَخَرَّبَهُ وَشن الْغَارة

مَعَ الْفجْر فَسبوا حَتَّى ملوا أَيْديهم من السَّبي وَالنعَم وَالشَّاء وَسبي يَوْمئِذٍ أُخْت عدي بن حَاتِم وهرب أَخُوهَا عدي ثمَّ انصرفوا رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة وأنزلت أُخْت عدي بَيت رَملَة بنت الْحَارِث وَكَانَت تَقول إِذا مر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله أهلك الْوَالِد وَغَابَ الْوَافِد فَامْنُنْ علينا من الله عَلَيْك فَمن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ فِي الْيَوْم الرَّابِع وَوَصلهَا مُخْتَصر سَرِيَّة خضرَة قَالَ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن سهل بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ عبد الله بن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَلم أجد شَيْئا أصدقهَا فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَعِينهُ فَقَالَ لي (مَا وَافَقت عندنَا شَيْئا وَلَكِنِّي أَجمعت أَن أبْعث أَبَا قَتَادَة فِي أَرْبَعَة عشر رجلا نَحْو غطفان فَأخْرج مَعَهم فَعَسَى أَن تصيب شَيْئا) قَالَ فَخرجت مَعَهم إِلَى غطفان نَحْو نجد نسير اللَّيْل ونكمن النَّهَار حَتَّى جِئْنَا غطفان فهجمنا عَلَى حَاضر عَظِيم مِنْهُم وَجَرَّدْنَا سُيُوفنَا وَكَبَّرْنَا فَقَتَلْنَا مِنْهُم وَسَبَيْنَا وَاسْتَقْنَا الشَّاء وَالنعَم قَالَ الْوَاقِدِيّ وحَدثني عبد الله بن جَعْفَر عَن جَعْفَر بن عَمْرو قَالَ غَابُوا خمس عشرَة لَيْلَة وَجَاءُوا بِمِائَتي بعير وَألف شَاة وَسبوا النِّسَاء كثيرا وَكَانَت سُهْمَانهمْ بعد الْخمس اثْنَي عشر بَعِيرًا لكل رجل وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم قَالَ ابْن أبي حَدْرَد فَدخلت بِزَوْجَتِي وَرَزَقَنِي الله خيرا كثيرا مُخْتَصر 654 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الرَّعْد أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِوَزْن كل سَحَاب مَضَى وكل سَحَاب يكون إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَبعث يَوْم الْقِيَامَة من الْمُوفينَ بِعَهْد الله) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْفَارِسِي بِقِرَاءَتِي

عَلَيْهِ حَدثنَا أَبُو عمر إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد البوسنجي حَدثنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل ابْن عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم إِسْنَاده فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط حَدثنَا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلّي الْخفاف حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة إبراهيم عليه السلام

سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام

سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 655 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من أَذَى جَاره وَرثهُ الله دَاره) 656 - الحَدِيث الثَّانِي عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَات يَوْم إِن الله ضرب مثل الْمُؤمن بشجرة فَأَخْبرُونِي مَا هِيَ) فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي وَكنت صَبيا فَوَقع فِي قلبِي أَنَّهَا النَّخْلَة فَهبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا أَصْغَر الْقَوْم وَرُوِيَ فَمَنَعَنِي مَكَان عمر وَاسْتَحْيَيْت فَقَالَ عمر يَا بني لَو كنت قلتهَا لَكَانَ أحب إِلَيّ من حمر النعم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّهَا (النَّخْلَة) قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيُوجد فِي بعض النّسخ ابْن عَبَّاس وَلَيْسَ بِصَحِيح قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْعلم وَفِي الْبيُوع وَفِي الْأَطْعِمَة وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَى بِحِمَار فَقَالَ (إِن من الشّجر شَجَرَة مثلهَا كَمثل الْمُسلم) فَأَرَدْت أَن أَقُول هِيَ النَّخْلَة فَإِذا أَنا أَصْغَر الْقَوْم فَسكت فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هِيَ

النَّخْلَة) وَزَاد مُسلم فَذكرت ذَلِك لعمر فَقَالَ لِأَن يكون قلت هِيَ النَّخْلَة أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا انْتَهَى 657 - الحَدِيث الثَّالِث عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر قبض روح الْمُؤمن فَقَالَ (ثمَّ تُعَاد روحه فِي جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فِي قَبره ويقولان لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام وَنَبِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث الْمنْهَال بن عَمْرو عَن زَاذَان عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار قَالَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر وَلما يلْحد بعد قَالَ فَقَعَدْنَا حول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء يرفع بَصَره وَيخْفِضهُ ثمَّ قَالَ (إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر) إِلَى أَن قَالَ (ثمَّ يُعَاد روحه إِلَى جسده فَتَأْتِيه الْمَلَائِكَة فَيَقُولُونَ من رَبك فَيَقُول الله فَيَقُولُونَ وَمَا دينك فَيَقُول الْإِسْلَام فَيَقُولُونَ مَا هَذَا الرجل الَّذِي خرج فِيكُم فَيَقُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي) مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم بِطُولِهِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُخْتَصر أَخْرجَاهُ عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا قَالَ يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي

الْآخِرَة) نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر يُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول رَبِّي الله ونبيي مُحَمَّد فَذَلِك قَوْله تَعَالَى يثبت الله الَّذين آمنُوا الْآيَة انْتَهَى 658 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ المُصَنّف وَمِنْه قَوْله (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) قلت هُوَ حَدِيث مَرْفُوع رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ وَمن حَدِيث أبي بردة وَمن حَدِيث أبي الْحَمْرَاء وَمن حَدِيث أبي مُوسَى وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من حمل علينا السَّيْف فَلَيْسَ منا وَمن غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع والثمانين من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا وَالْمَكْر وَالْخداع فِي النَّار) انْتَهَى وَأما حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث عبد الله بن عِيسَى عَن عُمَيْر بن سعيد عَن عَمه واسْمه الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى البقيع فَرَأَى طَعَاما يُبَاع فِي غَرَائِر فَأدْخل يَده فَأخْرج شَيْئا كرهه فَقَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَأما حَدِيث أبي بردة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا أسود بن عَمْرو حَدثنَا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى عَن جَمِيع بن عُمَيْر عَن خَاله أبي بردة بن

نيار أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... بِنَحْوِهِ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم حَدثنَا أَبُو الْمُنْذر يَحْيَى بن الْمُنْذر الْكِنْدِيّ شيخ صَدُوق أَنا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى بِهِ سَوَاء وَأما حَدِيث أبي الْحَمْرَاء فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدثنَا فضل بن دُكَيْن عَن يُونُس عَن أبي دَاوُد عَن أبي الْحَمْرَاء مَرْفُوعا ... نَحوه قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكُبْرَى بعد أَن رَوَاهُ بِسَنَدِهِ سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَا يَصح لأبي الْحَمْرَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث وَأَبُو دَاوُد نفيع الْأَعْمَى ذَاهِب الحَدِيث لَا أكتب حَدِيثه قلت فَأَبُو الْحَمْرَاء مَا أُسَمِّهِ فَلم يعرفهُ انْتَهَى وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة بِخَط بعض الْفُضَلَاء أَبُو الْحَمْرَاء ذكره فِي الصَّحَابَة ابْن أبي خَيْثَمَة وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَغوِيّ وَذكره العسكري أَيْضا فِي الصَّحَابَة وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث مولَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَكَذَلِكَ ذكره ابْن عَسَاكِر فِي التَّارِيخ فِي موَالِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث وَأما حَدِيث أبي مُوسَى فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو حُسَيْن القَاضِي حَدثنَا يَحْيَى الْحمانِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي الْوسط حَدثنَا الْعَبَّاس بن الرّبيع بن ثَعْلَب حَدثنَا أبي حَدثنَا يَحْيَى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار عَن عبد الله بن عِيسَى حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن مجمع بن بَحر عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين

من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا القعْنبِي أَن حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة حَدثهمْ عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ منا من لم يرحم صَغِيرنَا وَيعرف حق كَبِيرنَا وَلَيْسَ منا من غَشنَا وَلَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حَتَّى يحب للنَّاس مَا يحب لنَفسِهِ) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنَا حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَلم يذكر فِيهِ عليا ذكره فِي تَرْجَمَة ضميرَة بن أبي ضميرَة مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد عَن ثَوْر بن يزِيد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَيْضا أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا يَحْيَى بن المتَوَكل عَن الْقَاسِم بن عبيد الله عَن عَمه سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر فِي السُّوق بِطَعَام لرجل فَأدْخل يَده فِيهِ فَأخْرج مِنْهُ شَيْئا لَيْسَ كَالظَّاهِرِ فَأَنف بِصَاحِبِهِ ثمَّ قَالَ لرجل مَعَه (نَاد فِي النَّاس لَيْسَ منا من غَشنَا) انْتَهَى وَعَن ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى لم يذكر فِيهِ قصَّة الطَّعَام ثمَّ قَالَ وَأَبُو عقيل يَحْيَى بن المتَوَكل أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو بكر بن عَيَّاش انْتَهَى وَلم يُضعفهُ هُوَ بِشَيْء وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب حَدثنَا أَبُو معشر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَسكت عَنهُ

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى بن المتَوَكل أبي عقيل الْبَاهِلِيّ وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَالسَّعْدِي وَالْفَلَّاس وَوَافَقَهُمْ وَأما حَدِيث الْبَراء فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير فِي تَرْجَمَة سعيد بن مَيْمُون قَالَ قَالَ لي مَنْصُور عَن مُحَمَّد بن عِيسَى الواشبي أَنه سمع شَرِيكا عَن سعيد بن مَيْمُون عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَله لفظ آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ من حَدِيث قيس بن أبي عَرزَة الْغِفَارِيّ وَيُقَال الْجُهَنِيّ وَيُقَال البَجلِيّ وَكَانَ من الصَّحَابَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى رجل يَبِيع طَعَاما فَقَالَ لَهُ (يَا هَذَا أَسْفَل هَذَا الطَّعَام مثل أَعْلَاهُ) قَالَ نعم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من غش الْمُسلمين فَلَيْسَ مِنْهُم) انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث أبي عَلّي الْحَنَفِيّ حَدثنَا أَبُو هَارُون السَّامِي عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عَائِشَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي جُزْء وَضعه فِي جمع طرق حَدِيث (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنِي سُلَيْمَان بن هِلَال عَن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ربيعَة عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) وَأما حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة حَدثنَا سعيد بن عَمْرو حَدثنَا حَاتِم ابْن إِسْمَاعِيل حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن عبد الله بن أبي ربيعَة مَرْفُوعا نَحوه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ حَدِيث الْبَراء فِي مُعْجَمه الْوسط عَن سوار بن مُصعب عَن مطرف بن طريف عَن أبي الجهم عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر

بِطَعَام فَأدْخلهُ فِيهِ وَقَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى 659 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي سُورَة الانشقاق 660 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة إِبْرَاهِيم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من عبد الْأَصْنَام وَعدد من لم يَعْبُدهَا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة الحجر

سُورَة الْحجر

سُورَة الْحجر ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث 661 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي دُعَائِهِ (واجعله الْوَارِث منا) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن الْمُبَارك حَدثنَا يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر قَالَ قَلما كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقوم من مجْلِس حَتَّى يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعْوَات لأَصْحَابه (اللَّهُمَّ اقْسمْ لنا من خشيتك مَا تحول بِهِ بَيْننَا وَبَين مَعَاصِيك وَمن طَاعَتك مَا تبلغنَا بِهِ جنتك وَمن الْيَقِين مَا تهون علينا مصائب الدُّنْيَا وَمَتعْنَا بِأَبْصَارِنَا وَأَسْمَاعِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا واجعله الْوَارِث منا وَاجعَل ثَأْرنَا عَلَى من ظلمنَا وَانْصُرْنَا عَلَى من عَادَانَا وَلَا تجْعَل مُصِيبَتنَا فِي ديننَا وَلَا تجْعَل الدُّنْيَا أكبر هَمنَا وَلَا مبلغ علمنَا وَلَا تسلط علينا من لَا يَرْحَمنَا) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر انْتَهَى قيل وَصَححهُ الْحَاكِم من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب الدُّعَاء من الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ من دُعَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ

وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد أَن خَالِد بن أبي عمرَان حدث عَن نَافِع عَن ابْن عمر ... فَذكره بِلَفْظ السّنَن وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَلَعَلَّ هَذَا السَّنَد هُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مَحْمُود بن مُحَمَّد الْمروزِي حَدثنَا دَاوُد بن رشيد حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر عَن مُوسَى بن عقبَة عَن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عَلّي عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُو (اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري حَتَّى تَجْعَلهُ الْوَارِث مني وَعَافنِي فِي ديني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي) مُخْتَصر وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن الحكم أَنا بكر عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر ... فَذكره قَالَ الْبَزَّار وَعبيد الله بن زحر لين الحَدِيث وَقد تفرد وَرَوَاهُ الْبَزَّار أَيْضا من حَدِيث حَمْزَة الزيات عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (اللَّهُمَّ عَافنِي فِي جَسَدِي وَعَافنِي فِي بَصرِي واجعله الْوَارِث مني لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم سُبْحَانَ الله رب الْعَرْش الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن حبيب إِلَّا حَمْزَة وَبِالسَّنَدِ والمتن الْمَذْكُورين رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي أخر الدَّعْوَات حَدثنَا يَحْيَى بن مُوسَى حَدثنَا جَابر بن نوح حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ الْحَاكِم إِلَّا أَنه قَالَ (وَخذ مِنْهُ بِثَأْرِي) وَقَالَ حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى

662 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن امْرَأَة حسناء كَانَت فِي الْمُصَليَات خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ بعض الْقَوْم يَسْتَقْدِم لَيْلًا ينظر إِلَيْهَا وَبَعض الْقَوْم يسْتَأْخر لينْظر إِلَيْهَا فَنزلت وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم الْآيَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث نوح بن قيس الْحدانِي عَن عَمْرو بن مَالك عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبد الله الربعِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَت امْرَأَة حسناء من أحسن النَّاس تصلي خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ بعض الْقَوْم يتَقَدَّم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الأول لِأَن لَا يَرَاهَا وَيَسْتَأْخِر بَعضهم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الْمُؤخر فَإِذا ركع نظر من تَحت إبطه فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ابْن عَبَّاس وَلَا طَرِيقا إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى وَالتِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه سكت عَنهُ لم يُصَحِّحهُ وَلم يُحسنهُ وَإِنَّمَا قَالَ وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك فَلم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَهُوَ أشبه أَن يكون أصح من حَدِيث نوح انْتَهَى وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك بِهِ مُرْسلا 663 - قَوْله عَن الْحَارِث الْأَعْوَر قَالَ كنت جاسا عِنْد عَلّي بن أبي طَالب

إِذْ جَاءَ ابْن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي أما وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى فيهم وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل فَقَالَ لَهُ قَائِل كلا الله أعدل من أَن يَجْمَعُكَ وَطَلْحَة فِي مَكَان وَاحِد قَالَ فَلِمَنْ هَذِه الْآيَة لَا أم لَك قلت رُوِيَ من حَدِيث الْحَارِث وَمن حَدِيث غَيره فَحَدِيث الْحَارِث عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَعند الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ كنت عِنْد عَلّي بن أبي طَالب إِذْ جَاءَ عمرَان بن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي وَأَدْنَاهُ وَأَجْلسهُ مَعَه ثمَّ قَالَ وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين قَالَ الْحَارِث الله أجل وَأَعْدل من ذَلِك فَقَالَ عَلّي فَمن هم إِذا لَا أم لَك انْتَهَى وَأَطْنَبَ الْعقيلِيّ فِي تَكْذِيب الْحَارِث وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل والطبري فِي تَفْسِيره عَن أبي حَبِيبَة مولَى لطلْحَة قَالَ دخل عمرَان بن طَلْحَة عَلَى عَلّي ... فَذكره نَحوه وَصَححهُ وَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث ربعي بن حِرَاش قَالَ إِنِّي لعِنْد عَلّي جَالس إِذْ جَاءَهُ ابْن طَلْحَة فَسلم عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ فَقَالَ ترحب بِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد قتلت وَالِدي وَأخذت مَالِي قَالَ أما مَالك فَهُوَ مَعْزُول فِي بَيت المَال اغْدُ إِلَيْهِ فَخذه وَأما أَبوك فَإِنِّي أَرْجُو أَن أكون أَنا وَأَبُوك من الَّذين قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين فَقَالَ رجل من هَمدَان الله أعدل من ذَلِك قَالَ فَمن إِذا إِن لم نَكُنْ أُولَئِكَ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

664 - الحَدِيث الثَّالِث عَن جَابر قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا (لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا من أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم) ثمَّ زجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَاقَته فأسرع حَتَّى خلفهَا قلت غَرِيب من حَدِيث جَابر وَلَكِن الثَّعْلَبِيّ قَالَ رَوَى ابْن عمر وَجَابِر قَالَا مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر ... فَذكره إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ قَالَ الْبَغَوِيّ فِي سُورَة الْأَعْرَاف رَوَى أَبُو الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر ... إِلَى آخِره والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة ابْن عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي غير مَوضِع وَمُسلم فِي آخر الْكتاب من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم) ثمَّ زجر فأسرع حَتَّى خلفهَا انْتَهَى وَلَيْسَ فِي الحَدِيث ذكر النَّاقة قَالَ النَّوَوِيّ حذف للْعلم بِهِ قَالَ وَخَلفهَا بتَشْديد اللَّام انْتَهَى وَزَاد فِي طَرِيق آخر وَكَانَ ذَلِك فِي غَزْوَة تَبُوك 665 - الحَدِيث الرَّابِع فِي الحَدِيث (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص ... بِنَحْوِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي لبَابَة ... بِنَحْوِهِ وَزَاد فِي آخِره فَقلت لِابْنِ أبي مليكَة أَرَأَيْت إِذا لم يكن حسن الصَّوْت قَالَ يُحسنهُ مَا اسْتَطَاعَ انْتَهَى وَزَاد فِي حَدِيث سعد قَالَ وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ انْتَهَى وَذهل النَّوَوِيّ فِي كتاب التِّبْيَان فَعَزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَقَالَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدين انْتَهَى وَكَذَلِكَ الطَّيِّبِيّ عزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَلم يعزه الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره للْبُخَارِيّ وَغلط الْقُرْطُبِيّ فِي كِتَابه التذْكَار فَعَزاهُ لمُسلم وَلم يعزه للْبُخَارِيّ وَلَا لأبي دَاوُد وَلم يذكرهُ صَاحب جَامع الْأُصُول فِي كِتَابه أصلا وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا فَقَالَ بعد أَن رَوَاهُ من حَدِيث سعد وَقد رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة بِغَيْر هَذَا الْمَتْن (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتغني الْقُرْآن) انْتَهَى ذكره فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَاعْلَم أَن الْعلمَاء مُخْتَلفُونَ فِي هَذَا الحَدِيث عَلَى قَوْلَيْنِ فَمنهمْ من حمله عَلَى الْغناء الْمَمْدُود وَهُوَ رفع الصَّوْت بِهِ وَمِنْهُم من حمله عَلَى الْغناء الْمَقْصُور وَهُوَ اليساد وَقد اخْتلف فهم الروَاة فِيهِ كَذَلِك كَمَا تقدم عِنْد أبي دَاوُد وَالْأَكْثَر عَلَى الأول وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث أبي هُرَيْرَة (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ تَغنى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ) أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي رِوَايَة لَهما النَّبِي حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ وَبِحَدِيث الْبَراء بن عَازِب زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه زَاد الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَإِن حسن الصَّوْت يزِيد الْقُرْآن حسنا انْتَهَى وَهَذِه الزِّيَادَة تدفع قَول من يَجعله عَلَى الْقلب أَي زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ

مَعَ أَنه ورد بِهَذَا اللَّفْظ روا هـ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْأَعْمَش عَن طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ) انْتَهَى وَسكت عَنهُ فَثَبت أَن كلا من الْمَعْنيين صَحِيح عَلَى حَاله وَيشْهد لَهُ أَيْضا حَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي المُهَاجر عَن فضَالة بن عبيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ من صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ انْتَهَى وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِأَن تَغنى مَبْنِيّ من الْمَمْدُود لَا من الْمَقْصُور وَأجَاب عَنهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث مُخْتَارًا لِلْقَوْلِ الثَّانِي وَمُرَجِّحًا لَهُ فَقَالَ وَقد وَجَدْنَاهُ مَبْنِيا من الْمَقْصُور فَفِي الصَّحِيح وَأما الَّتِي هِيَ ستر فَرجل يَظُنهَا تغَنِّيا وَتَعَفُّفًا وَتَغَنِّيًا من الْمَقْصُور مصدر تَغنى قَالَ وَهُوَ فَاش فِي لُغَة الْعَرَب وَأَشْعَارهَا يَقُولُونَ تَغَنَّيْت تغَنِّيا وَتَغَانَيْت تَغَانِيًا بِمَعْنى اسْتَغْنَيْت قَالَ الْمُغيرَة يُعَاتب أَخَاهُ (كِلَانَا غَنِي عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تغَنِّيا) أَي أَشد اسْتغْنَاء قَالَ وَأَيْضًا فَلَو كَانَ المُرَاد بِهِ تَحْسِين الصَّوْت كَمَا فهم أُولَئِكَ لَاسْتَحَقَّ تَاركه الْعقُوبَة وَدخل فِي الْوَعيد لقَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) قَالَ وَيدل عَلَى صِحَة مَا قُلْنَاهُ مَا حَدثنَا وَأسْندَ إِلَى عَابس الْغِفَارِيّ أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ (بيع الحكم وَقَطِيعَة الرَّحِم وَالِاسْتِخْفَاف بِالدَّمِ وَأَن يتَّخذ النَّاس الْقُرْآن مَزَامِير يقدمُونَ الرجل بَينهم لَيْسَ بأفقههم وَلَا بأعلمهم وَلَكِن لِيُغنيَهُمْ بِهِ غناء) انْتَهَى وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَغَيرهمَا وَلَيْسَ فِيهِ حجَّة فَإِن التَّغَنِّي كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل

الْقُرْآن عَلَى نَوْعَيْنِ وَكِلَاهُمَا فِيهِ تَحْسِين الصَّوْت وَلَكِن أَحدهمَا يحزن وَيذكر الْآخِرَة وَلَا يَصْحَبهُ طرب وَلَا لَهو فَهَذَا هُوَ الْمَنْدُوب إِلَيْهِ وَالْآخر يَصْحَبهُ الطَّرب وَاللَّهْو الَّذِي يبسط النَّفس وَتَشَوُّقِ الْمُنْكَرَات فَهَذَا هُوَ الْمنْهِي عَنهُ وَعَلِيهِ يحمل حَدِيث عَابس قَالَ وَقد ورد مَا يدل عَلَى ذَلِك رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن حَفْص بن مَالك الْفَزارِيّ قَالَ شيخ يُسمى أَبَا مُحَمَّد يحدث عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اقْرَءُوا الْقُرْآن بِلُحُونِ الْعَرَب وَأَصْوَاتهَا وَإِيَّاكُم وَلُحُون أهل الْعِشْق وَالْفِسْق وَأهل الْكِتَابَيْنِ وَسَيَأْتِي قوم يرجعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيع الْغناء وَالنوح لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ قُلُوبهم مَفْتُونَة وَقُلُوب من يُعجبهُ شَأْنهمْ) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو عبيد حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد عَن بَقِيَّة عَن حَفْص بن مَالك الْفَزارِيّ بِهِ وَهُوَ وَإِن كَانَ حَدِيثا ضَعِيفا لَكِن يسْتَأْنس بِهِ فَإِن بَقِيَّة يُدَلس عَن الضُّعَفَاء وَأَبُو مُحَمَّد مَجْهُول قَالَه ابْن عدي وَقد سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قِرَاءَة أبي مُوسَى وَقَالَ (لقد أُوتِيَ مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد) وَقَوله لَاسْتَحَقَّ تَاركه الْعقُوبَة قلت لَا يلْزم وَلَيْسَ المُرَاد نفي الدَّين وَالْملَّة وَإِنَّمَا المُرَاد نفي الْكَمَال أَو نفي مَا كَانَت عَلَيْهِ الْعَرَب قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي كتاب الشَّهَادَات أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ قَالَ سَمِعت الرّبيع يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ رجل يَسْتَغْنِي بِهِ قَالَ لَيْسَ هَذَا مَعْنَاهُ إِنَّمَا مَعْنَاهُ يَقْرَؤُهُ تَحْزِينًا قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَيُؤَيّد مَا قَالَ الشَّافِعِي قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ) وَحَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ (لقد أعطي هَذَا مِزْمَارًا من مَزَامِير آل وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ قَالَ وَرَوَى أنس قَالَ كَانَ أَنْجَشَة يَحْدُو بِالنسَاء وَكَانَ الْبَراء بن مَالك يَحْدُو بِالرِّجَالِ وَكَانَ أَنْجَشَة إِذا حدا أَعْنَقت الْإِبِل فَقَالَ

لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَيحك يَا أَنْجَشَة ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ) وَعَن عِكْرِمَة قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يسير إِلَى الشَّام حَادِيًا يَحْدُو فَقَالَ (أَسْرعُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْحَادِي) وَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَادِيًا فِي ركب من بني تَمِيم فَأمره أَن يَحْدُو وَقَالَ لَهُ (إِن حادينا وَنى من آخر اللَّيْل) وَمِمَّا يدل لِلْجُمْهُورِ مَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا عبد الله بن الْمُحَرر عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء حلية وَحلية الْقُرْآن الصَّوْت الْحسن) انْتَهَى وَهُوَ ضَعِيف وَفِي الفردوس من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص غنوا بِالْقُرْآنِ وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا سعيد بن رزين حَدثنَا حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة بن قيس قَالَ كنت رجلا قد أَعْطَانِي الله حسن الصَّوْت فِي الْقُرْآن وَكَانَ عبد الله يستقرئني وَيَقُول اقْرَأ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (حسن الصَّوْت تَزْيِين لِلْقُرْآنِ) انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشَّافِعِي أَنه قَالَ فِي قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) مَعْنَاهُ حسن الصَّوْت لَا بِمَعْنى يَسْتَغْنِي بِهِ فَذكر لَهُ كَلَام ابْن عُيَيْنَة فَقَالَ لَو أَرَادَ الِاسْتِغْنَاء لقَالَ لَيْسَ منا من لم يسْتَغْن فَعلمنَا أَنه إِنَّمَا أَرَادَ التَّغَنِّي انْتَهَى 666 - الحَدِيث الْخَامِس حَدِيث أبي بكر من أُوتِيَ الْقُرْآن فَرَأَى أَن أحدا أُوتِيَ من الدُّنْيَا أفضل مِمَّا أُوتِيَ فقد صغر عَظِيما وَعظم صَغِيرا قلت غَرِيب من حَدِيث أبي بكر وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن إِسْمَاعِيل

ابْن رَافع عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله بن المُهَاجر عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أعْطى الْقُرْآن فَرَأَى أَن أحدا قد أعطي أفضل مِمَّا أعطي فقد عظم مَا صغر الله وَصغر مَا عظم الله وَمن قَرَأَ الْقُرْآن فَكَأَنَّمَا استدرجت النُّبُوَّة بَين جَنْبَيْهِ غير أَنه لَا يُوحَى إِلَيْهِ) انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَى ابْن عدي فِي كَامِله عَن حَمْزَة بن أبي حَمْزَة النصيبي عَن زيد بن رفيع عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من تعلم الْقُرْآن فَظن أَن أحدا أَغْنَى مِنْهُ فقد حقر عَظِيما وَعظم صَغِيرا) انْتَهَى وَأعله بِحَمْزَة هَذَا وَقَالَ إِنَّه يضع الحَدِيث انْتَهَى 667 - الحَدِيث السَّادِس وَلعن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَاصِفَة والمستعصفة قَالَ المُصَنّف يَقُولُونَ لِلسَّاحِرَةِ عاضة قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث سَلمَة بن وهرام عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن الْعَاصِفَة والمستعصفة انْتَهَى وَضعف سَلمَة ابْن وهرام عَن أَحْمد وَرَاوِيه عَن سَلمَة زَمعَة بن صَالح وَهُوَ أَيْضا فِيهِ مقَال قَالَ ابْن عدي وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا عَنهُ زَمعَة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث زَمعَة بن صَالح عَن سَلمَة بِهِ سَوَاء وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الصَّلَاة أخبرنَا بن جريج قَالَ سَأَلت عَطاء عَن الشّعْر الَّذِي يُوصل فِي الرَّأْس فَقَالَ أما الْوَصْل فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة فَقَالَ أنس حِينَئِذٍ وآكل الرِّبَا وموكله وَالشَّاهِد وَالْمكَاتب والعاصفة والمستعصفة فَقَالَ عَطاء قد سمعنَا ذَلِك مُخْتَصر

668 - الحَدِيث السَّابِع عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر فِي قَوْله تَعَالَى (3 إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ) قَالَ هم خَمْسَة نفر ذَوُو أَسْنَان وَشرف الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل وَالْأسود بن عبد يَغُوث وَالْأسود بن الْمطلب والْحَارث بن الطُّلَاطِلَة وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَاتُوا كلهم قبل بدر قَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أكفيكهم فَأَوْمأ إِلَى سَاق الْوَلِيد فَمر بِنِبَالٍ فَتعلق بِثَوْبِهِ سهم فَلم يَنْعَطِف تَعَظُّمًا لأَخذه فَأصَاب عرقا فِي عقبه فَقَطعه فَمَاتَ وَأَوْمَأَ إِلَى أَخْمص الْعَاصِ بن وَائِل فَدخلت فِيهَا شَوْكَة فَقَالَ لدغت لدغت وَانْتَفَخَتْ رجله حَتَّى صَارَت كالرحا وَمَات وَأَشَارَ إِلَى عَيْني الْأسود بن الْمطلب فَعميَ وَأَشَارَ إِلَى أنف الْحَارِث ابْن قيس فَامْتَخَطَ قَيْحا فَمَاتَ وَإِلَى الْأسود بن عبد يَغُوث وَهُوَ قَاعد فِي أصل شَجَرَة فَجعل يَنْطَح رَأسه بِالشَّجَرَةِ وَضرب وَجهه بِالشَّوْكَةِ حَتَّى مَاتَ قلت حَدِيث عُرْوَة أخرجه ابْن هِشَام فِي سيرته عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ كَانَ عُظَمَاء الْمُسْتَهْزِئِينَ خَمْسَة نفر من قومه وَكَانُوا ذَوي أَسْنَان وَشرف فِي قَومهمْ الْأسود بن الْمطلب وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام دَعَا عَلَيْهِ لما يبلغهُ من أَذَاهُ فَقَالَ (اللَّهُمَّ اعم بَصَره واثكله وَلَده) وَالْأسود بن عبد يَغُوث والوليد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل والْحَارث بن الطُّلَاطِلَة قَالَ فَلَمَّا تَمَادَوْا فِي الشَّرّ وَأَكْثرُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الِاسْتِهْزَاء أنزل الله تَعَالَى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر الْآيَة ثمَّ إِن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم يطوفون بِالْبَيْتِ فَقَامَ وَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى جنبه فَمر بِهِ الْأسود بن الْمطلب

فَرَمَى فِي وَجهه بِوَرَقَة خضراء فَعميَ وَمر بِهِ الْأسود بن عبد يَغُوث فَأَشَارَ إِلَى بَطْنه فَاسْتَسْقَى بَطْنه فَمَاتَ مِنْهُ وَمر بِهِ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَأَشَارَ إِلَى أثر جرح كَانَ بِأَسْفَل كَعبه أَصَابَهُ قبل ذَلِك بسنين وَذَلِكَ أَنه مر بِرَجُل من خُزَاعَة يريش نبْلًا لَهُ فَتعلق سهم من نبله بِإِزَارِهِ فَخدش رجله فَانْتقضَ بِهِ فَقتله وَمر بِهِ الْعَاصِ بن وَائِل فَأَشَارَ إِلَى أَخْمص رجله فَخرج عَلَى حمَار لَهُ يُرِيد الطَّائِف فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شبْرقَة فَدخلت فِي أَخْمص رجله شَوْكَة فَقتلته وَمر بِهِ الْحَارِث بن الطُّلَاطِلَة فَأَشَارَ إِلَى رَأسه فَامْتَخَطَ قَيْحا فَقتله مُخْتَصر وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق أَيْضا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِسَنَدِهِ وَمَتنه فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْعِشْرين وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما عَن جَعْفَر بن إِيَاس عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ قَالَ هم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل وَالْأسود بن عبد يَغُوث وَالْأسود بن الْمطلب أَبُو زَمعَة والْحَارث بن عطيل السَّهْمِي قَالَ أَتَاهُ جِبْرِيل فَشَكَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأرَاهُ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَأَوْمَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أنجله قَالَ (مَا صنعت) قَالَ كفيته ثمَّ أرَاهُ الْأسود بن عبد يَغُوث فَأَوْمَى إِلَى رَأسه فَقَالَ (مَا صنعت) قَالَ كفيته ثمَّ أرَاهُ الْحَارِث بن العطيل السَّهْمِي فَأَوْمَى إِلَى رَأسه أَو قَالَ بَطْنه قَالَ مَا صنعت) قَالَ كفيته فَمر بِهِ الْعَاصِ بن وَائِل فَأَوْمأ إِلَى أَخْمُصُهُ فَقَالَ مَا صنعت) قَالَ كفيته فَأَما الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَمر بِرَجُل من خُزَاعَة هُوَ يريش نبْلًا لَهُ فَأصَاب أنجله فقطعها وَأما الْأسود بن الْمطلب فَعَمَى وَأما الْأسود ابْن عبد يَغُوث فَخرج فِي رَأسه قُرُوح فَمَاتَ مِنْهَا وَأما الْحَارِث بن العطيل فَأَخذه المَاء الْأَصْفَر فِي بَطْنه حَتَّى خرج قرؤه من فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا وَأما الْعَاصِ بن وَائِل فَركب إِلَى الطَّائِف عَلَى حمَار فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شبْرقَة يَعْنِي شَوْكَة فَدخلت فِي أَخْمص قدمه فَقتلته انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ حَدثنَا حُسَيْن بن مَنْصُور حَدثنَا مُبشر بن عبد الله حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن جَعْفَر بن إِيَاس سندا ومتنا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُبشر بن عبد الله بِهِ سَوَاء 669 - الحَدِيث الثَّامِن يُوجد فِي بعض نسخ هُنَا وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا حزبه أَمر فزع إِلَى الصَّلَاة وَهَذَا تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة 670 - الحَدِيث التَّاسِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْحجر كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار والْمُسْتَهْزِئِين بِمُحَمد) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان حَدثنَا أَبُو الْخَلِيل عَن عَلّي ابْن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة النَّحْل

سورة النحل

سُورَة النَّحْل ذكر فِيهَا سَبْعَة عشر حَدِيثا 671 - الحَدِيث الأول رَوَى أَن أبي بن خلف جَاءَ بِعظم رَمِيم إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَتَرَى أَن الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا قد رم قلت ذكره المُصَنّف فِي سُورَة يس أتم من هَذَا وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 672 - الحَدِيث الثَّانِي فِي حَدِيث عِكْرِمَة لَا تَأْكُلُوا ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت يَعْنِي الْكلأ قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اتَّقوا السُّحت) قَالُوا وَمَا السُّحت يَا رَسُول الله قَالَ

* 1 *

(بيع الشّجر وَثمن الْخمر وَإِجَارَة الْأمة الْمُسَاحَقَة) انْتَهَى وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة عبد الرَّزَّاق وَقَالَ هَذَا مُرْسل وَحَدِيث عِكْرِمَة أخرجه أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال مَوْقُوفا عَلَيْهِ أخرجه عَن معمر بن رَاشد عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ لَا تَأْكُلُوا من ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت يَعْنِي الْكلأ وَنَحْوه انْتَهَى

673 - قَوْله عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رجلا يَقُول إِن الظَّالِم لَا يضر إِلَّا نَفسه فَقَالَ بلَى وَالله حَتَّى إِن الْحُبَارَى لتَمُوت فِي وَكرها بظُلْم الظَّالِم وَعَن ابْن مَسْعُود كَاد الْجعل يهْلك فِي وَكره بذنب ابْن آدم قلت الأول رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث أبي حَاتِم الرَّازِيّ أَنا نعيم بن حَمَّاد أَنا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ عَن عَمْرو بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ سمع أَبُو هُرَيْرَة رجلا يَقُول ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير بِهِ الثَّانِي رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي الْأَحْوَص قَالَ قَرَأَ ابْن مَسْعُود وَلَو يُؤَاخذ الله النَّاس الْآيَة قَالَ كَاد الْجعل يعذب فِي جُحْره بذنب ابْن آدم انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْأَيْمَان وَسَيَأْتِي فِي فاطر 674 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْخمر حرَام بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب) قلت رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْفُرَات الْكُوفِي عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (حرمت الْخمر بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب) مُخْتَصر وَفِيه قصَّة وَأعله بِمُحَمد بن الْفُرَات

وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ لَيْسَ بِشَيْء وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَفِيه كَلَام طَوِيل مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 675 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِن أخي يشتكي بَطْنه فَقَالَ (اسْقِهِ الْعَسَل) فَذهب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ قد سقيته فَمَا نفع ... الحَدِيث قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي كتاب الطِّبّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ جَاءَ رجل فَقَالَ إِن أخي اسْتطْلقَ بَطْنه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْقِهِ عسلا) فَسَقَاهُ ثمَّ جَاءَهُ فَقَالَ إِنِّي سقيته عسلا فَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ لَهُ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ جَاءَ الرَّابِعَة فَقَالَ (اسْقِهِ عسلا) فَسَقَاهُ فبرئ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (صدق الله وَكذب بطن أَخِيك) انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي الطِّبّ كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ 676 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور فَعَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا وَكِيع عَن مسعر عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور انْتَهَى

وَحدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن الْأسود عَن عبد الله قَالَ عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْقُرْآن وَالْعَسَل انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك مفرقا وَقد رُوِيَ بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن) انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الطِّبّ من طَرِيق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا عَلّي بن سَلمَة حَدثنَا زيد بن الْحباب بِهِ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ قَالَ وَقد وَقفه وَكِيع عَن سُفْيَان ثمَّ أخرجه من طَرِيق ابْن أبي شيبَة كَذَلِك انْتَهَى قلت قد رَوَاهُ سُفْيَان بن وَكِيع عَن وَكِيع فرفعه أَيْضا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل كَذَلِك عَن سُفْيَان بن وَكِيع عَن أَبِيه وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور) انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَهَذَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ مَرْفُوعا من رِوَايَة زيد بن الْحباب عَنهُ وَأما عَن وَكِيع فَلم يرفعهُ عَنهُ إِلَّا ابْنه سُفْيَان وَهُوَ فِي الأَصْل مَوْقُوف انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف انْتَهَى 677 - الحَدِيث الْخَامِس عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِنَّمَا هم إخْوَانكُمْ فاكسوهم مِمَّا تلبسُونَ وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تطْعمُونَ) فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤُهُ رِدَاؤُهُ وَإِزَاره إزَاره من غير تفَاوت قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي فِي الْعتْق وَمُسلم فِي الْإِيمَان

وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة كلهم من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد قَالَ رَأَيْت أَبَا ذَر وَعَلِيهِ حلَّة وَعَلَى غُلَامه مثلهَا فَسَأَلته عَن ذَلِك فَذكر أَنه سَاب رجلا عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ فَأَتَى الرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة) قلت عَلَى سَاعَتِي هَذِه من كبر السن قَالَ (نعم هم إخْوَانكُمْ جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تلبسُونَ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبهُمْ فَإِن كلفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) انْتَهَى وَقَوله فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤُهُ رِدَاؤُهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام المُصَنّف 678 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ فَبِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ) قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مهما أُوتِيتُمْ من كتاب الله فَالْعَمَل بِهِ لَا عذر لأحد فِي تَركه فَإِن لم يكن فِي كتاب الله فَسنة مني مَاضِيَة وَإِن لم يكن سنة مني فَمَا قَالَ أَصْحَابِي إِن أَصْحَابِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء فأيما أَخَذْتُم بِهِ اهْتَدَيْتُمْ وَاخْتِلَاف أَصْحَابِي لكم رَحْمَة) انْتَهَى ثمَّ أخرجه من حَدِيث أبي زرْعَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى حَدثنَا حَدثنَا يزِيد بن هَارُون عَن جُوَيْبِر عَن جَوَاب بن عبيد الله قَالَ قَالَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن مثل أَصْحَابِي

كَمثل النُّجُوم فِي السَّمَاء من أَخذ بِنَجْم مِنْهَا اهْتَدَى وَبِأَيِّ قَول أَصْحَابِي أَخَذْتُم فقد اهْتَدَيْتُمْ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا حَدِيث مَشْهُور وَأَسَانِيده كلهَا ضَعِيفَة لم يثبت مِنْهَا شَيْء انْتَهَى أما حَدِيث جَاءَ فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِغَرَائِب مَالك فَقَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الْعَبْسِي حَدثنَا الْحسن بن مهْدي بن عَبدة الْمروزِي حَدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد السكرِي حَدثنَا أَبُو يَحْيَى بكر بن عِيسَى الْمروزِي حَدثنَا جميل بن يزِيد عَن مَالك بن أنس عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا وجدْتُم فِي كتاب الله فَالْعَمَل بِهِ لَا يَسَعكُمْ تَركهَا إِلَى غَيره وَمَا لم تَجِدُوهُ فِي كتاب الله وَكَانَت مني سنة فَالْعَمَل بهَا لَا يَسَعكُمْ تَركهَا إِلَى غَيرهَا وَمَا لم تُؤْتوا بِهِ فِي كتاب الله وَلم تكن فِي سنة فَإلَى أَصْحَابِي فَبِأَي قَول أَصْحَابِي أَخَذْتُم اهْتَدَيْتُمْ إِنَّمَا مثل أَصْحَابِي مثل النُّجُوم من أَخذ بِنَجْم مِنْهَا اهْتَدَى) انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا لَا يثبت عَن مَالك وَرُوَاته عَن مَالك مَجْهُولُونَ انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي كتاب المؤتلف والمختلف من طَرِيق آخر فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل بن خلف حَدثنَا عبد الله بن روح حَدثنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي حَدثنَا الْحَارِث ابْن غصين عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ) انْتَهَى ذكره فِي تَرْجَمَة الْحَارِث بن غصين بالصَّاد الْمُهْملَة وَقَالَ الْحَارِث بن غصين يروي عَن مَنْصُور وَالْأَعْمَش وحصين وَلَيْث بن أبي سليم وَغَيرهم رَوَى عَنهُ سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي وَيَحْيَى بن يعْلى الْأَسْلَمِيّ وَغَيرهمَا انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر هَذِه الرِّوَايَة معلولة بِسَلام الْمَدَائِنِي فَإِنَّهُ ضَعِيف انْتَهَى

وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أَنا أَبُو الْفَتْح بن مَنْصُور بن عَلّي الأنماظي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن رَشِيق حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدثنَا جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي أَنا وهب بن جرير بن حَازِم عَن أَبِيه عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مثل أَصْحَابِي مثل النُّجُوم من اقْتَدَى بِشَيْء مِنْهَا اهْتَدَى) انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر بن عبد الْوَاحِد نقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن طَاهِر كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَن الثِّقَات وَلَو سلمت هَذِه الرِّوَايَة مِنْهُ لكَانَتْ صَحِيحَة وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه فَضَائِل الصَّحَابَة كِلَاهُمَا من حَدِيث حَمْزَة الْجَزرِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّمَا أَصْحَابِي مثل النُّجُوم فَأَيهمْ أَخَذْتُم بقوله اهْتَدَيْتُمْ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل إِنَّه حَدِيث مُنكر قَالَ وَحَمْزَة الْجَزرِي هُوَ حَمْزَة بن حَمْزَة النصيبي يضع الحَدِيث انْتَهَى وَقَالَ ابْن طَاهِر حَمْزَة النصيبي كَذَّاب قَالَ وَرَوَاهُ بشر بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ عَن الزُّبَيْر بن عدي عَن أنس وَبشر هَذَا يروي عَن الزُّبَيْر مَوْضُوعَات انْتَهَى حَدِيث فِي الْمَعْنى رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْمدْخل أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب حَدثنَا بكر بن سهل حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد حَدثنَا عبد الرَّحِيم ابْن زيد الْعمي عَن أَبِيه عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَأَلت رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا يخْتَلف فِيهِ أَصْحَابِي من بعدِي فَأَوْحَى إِلَيّ يَا مُحَمَّد إِن أَصْحَابك عِنْدِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء بَعْضهَا أَضْوَأ من بعض فَمن أَخذ بِشَيْء مِمَّا هم عَلَيْهِ من اخْتلَافهمْ فَهُوَ عِنْدِي عَلَى هدى) انْتَهَى

وَهُوَ مَعْلُول بِعَبْد الرَّحِيم الْعَمى قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ تَرَكُوهُ وَقَالَ أَبُو دَاوُد ضَعِيف الحَدِيث وَفِيه أَيْضا شَائِبَة الِانْقِطَاع بَين سعيد وَعمر 679 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمن علمه الْفَرَائِض حِين قَالَ وَالله لَا زِدْت عَلَيْهَا وَلَا نقصت (أَفْلح إِن صدق) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي سُهَيْل عَن أَبِيه أَنه سمع طَلْحَة بن عبيد الله يَقُول جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أهل نجد ثَائِر الرَّأْس يسمع دوِي صَوته وَلَا نفقه مَا يَقُول حَتَّى دنا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا هُوَ يسْأَل عَن الْإِسْلَام فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (خمس صلوَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة) فَقَالَ هَل عَلّي غَيْرهنَّ قَالَ لَا إِلَّا إِن تطوع وَصِيَام رَمَضَان) قَالَ هَل عَلّي غَيره قَالَ لَا إِلَّا أَن تطوع) وَذكر لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزَّكَاة فَقَالَ هَل عَلّي غَيرهَا قَالَ لَا إِلَّا أَن تطوع) قَالَ فَأَدْبَرَ الرجل وَهُوَ يَقُول وَالله لَا أَزِيد عَلَى هَذَا وَلَا أنقص فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَفْلح إِن صدق) انْتَهَى وَوَقع فِي رِوَايَة لمُسلم (أَفْلح وَأَبِيهِ إِن صدق) 680 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا) قلت رُوِيَ من حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة من حَدِيث سَالم ابْن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَن خير أَعمالكُم الصَّلَاة وَلَا يحافظ عَلَى الْوضُوء إِلَّا مُؤمن) انْتَهَى

قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه سَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ هَل سمع سَالم من ثَوْبَان قَالَ لَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الطَّهَارَة كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَلست أعرف لَهُ عِلّة انْتَهَى وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ والدارمي وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي بَاب فَضِيلَة الْوضُوء كَذَلِك وَسكت عَنهُ لكنه رَوَاهُ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ كَذَلِك وَقَالَ حَدِيث مُنْقَطع فَإِن سالما لم يسمع من ثَوْبَان انْتَهَى وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا هَاشم بن مرْثَد الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا صَفْوَان بن صَالح حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن ابْن ثَوْبَان عَن حسان بن عَطِيَّة عَن أبي كَبْشَة السَّلُولي عَن ثَوْبَان ... فَذكره سَوَاء وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه وَسكت عَنهُ وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ ... مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم زَاد ابْن رَاهَوَيْه وَقَوله وَلنْ تُحْصُوا أَي لن تُطِيقُوا الاسْتقَامَة وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يروي عَن عبد بن عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى

وَأما حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق مُحَمَّد ابْن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَنه سمع إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع يحدث عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله ... فَذكره وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بمُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهُذلِيّ وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه قَالَ وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن ثَوْبَان بِإِسْنَاد ثَابت انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم أَنا يَحْيَى بن أَيُّوب حَدثنَا إِسْحَاق بن أسيد عَن أبي حَفْص الدِّمَشْقِي عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ يرفع الحَدِيث قَالَ (اسْتَقِيمُوا وَنِعما إِن اسْتَقَمْتُمْ وَخير أَعمالكُم الصَّلَاة وَلنْ يحافظ عَلَى الْوضُوء إِلَّا مُؤمن) انْتَهَى 681 - الحَدِيث التَّاسِع قَالَ وَذَلِكَ لدَعْوَة نَبينَا (اللَّهُمَّ عَاد من عَادَاهُ) قلت رُوِيَ من حَدِيث زيد بن أَرقم وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَأنس بن مَالك وَابْن عمر وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وَجَابِر بن عبد الله وَحُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ وَحبشِي بن جُنَادَة أما حَدِيث زيد بن أَرقم فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي من طَرِيق أبي عوَانَة عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش حَدثنَا حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي الطُّفَيْل عَن زيد بن أَرقم قَالَ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم بيد عَلّي وَقَالَ (من كنت وليه فَهَذَا وليه اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ

وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا أخبرنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا عمرَان بن أبان حَدثنَا شريك قلت لأبي إِسْحَاق هَل سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يحدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) قَالَ نعم مُخْتَصر وَأما حَدِيث سعد بن أبي وَقاص فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من طرق ثَلَاثَة دَائِرَة عَلَى المُهَاجر بن مِسْمَار عَن عَائِشَة بنت سعد عَن سعد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بيد عَلّي وَقَالَ (من كنت وليه فَهَذَا وليه اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) مُخْتَصر وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عقدَة فِي كتاب الْمُوَالَاة من حَدِيث عَلّي ابْن زيد بن جدعَان عَن سعيد بن الْمسيب عَن سعد ... فَذكره وَقَالَ فِيهِ من كنت مَوْلَاهُ وَأما حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث الْحسن ابْن الْحُسَيْن العرني عَن رِفَاعَة بن إِيَاس الضَّبِّيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كُنَّا مَعَ عَلّي يَوْم الْجمل فَبعث إِلَى طَلْحَة بن عبيد الله فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ عَلّي يَا طَلْحَة نشدتك بِاللَّه ألم تسمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) قَالَ نعم قَالَ فَلم تُقَاتِلنِي قَالَ لم أذكر وَانْصَرف طَلْحَة انْتَهَى وَسكت عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره الْحسن العرني لَيْسَ بِثِقَة وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث مُسلم الْملَائي عَن خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَمِعت سعد بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم بعد حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ (هَل تعلمُونَ أَنِّي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم)

قُلْنَا نعم قَالَ (اللَّهُمَّ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) مُخْتَصر وَسكت عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ وَمُسلم الْأَعْوَر الْملَائي مَتْرُوك وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَلهُ طرق فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَالْبَزَّار حَدثنَا شريك عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) انْتَهَى وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي حَدثنَا عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ حَدثنَا إِدْرِيس بن يزِيد الأودي عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن عقدَة فِي كتاب الْمُوَالَاة فَقَالَ فِيهِ عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَأما حَدِيث أنس بن مَالك فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير عَن طَلْحَة ابْن مصرف عَن عميرَة بن سعد قَالَ شهِدت عليا عَلَى الْمِنْبَر نَاشد أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من سَمعه يَقُول يَوْم غَدِير خم مَا قَالَ فَقَالَ اثْنَا عشر رجلا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سعيد وَأنس بن مَالك فَشَهِدُوا أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عمر بن شبيب الْمسلي عَن عبد الله بن عِيسَى عَن عَطِيَّة عَن بن عمر مَرْفُوعا بِلَفْظ النَّسَائِيّ سَوَاء وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن نشيط عَن جميل بن عمَارَة عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول وَهُوَ آخذ بيد عَلّي (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ وَجَمِيل بن عمَارَة لَا نعلم رَوَى عَنهُ إِلَّا إِسْمَاعِيل بن نشيط وَلَا نعلم حدث عَن سَالم إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتَهَى

وَأما حَدِيث جرير فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدثنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ حَدثنَا الْحسن بن صَالح بن زُرَيْق الْعَطَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن عون أَبُو عون الزيَادي حَدثنَا حَرْب ابْن شُرَيْح عَن بشر بن حَرْب عَن جرير عبد الله البَجلِيّ قَالَ شَهِدنَا حجَّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَلغنَا مَكَانا يُقَال لَهُ غَدِير خم فَنَادَى الصَّلَاة جَامِعَة فَاجْتَمَعْنَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسطنَا وَقَالَ (يأيها النَّاس بِمَ تَشْهَدُون) قَالُوا نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ (ثمَّ مَه) قَالُوا وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله قَالَ فَمن وَلِيكُم قَالُوا الله وَرَسُوله مَوْلَانَا قَالَ فَضرب بِيَدِهِ إِلَى عضد عَلّي وَقَالَ (من يكن الله وَرَسُوله موليَاهُ فَإِن هَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ مُخْتَصر وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله فَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن بكر بن سوارة عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب وَأبي سَلمَة عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) وَفِيه قصَّة وَأما حَدِيث حُذَيْفَة بن أسيد فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث زيد بن الْحسن الْأنمَاطِي حَدثنَا مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره مُخْتَصر وَفِيه قصَّة وَرَوَاهُ ابْن عقدَة من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن أبي هَارُون الْعَبْدي عَن ربيعَة السَّعْدِيّ عَن حُذَيْفَة فَذكره وَأما حَدِيث حبشِي بن جُنَادَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن قرم الضَّبِّيّ عَن أبي إِسْحَاق سَمِعت حبشِي بن جُنَادَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (وَيَوْم غَدِير خم) فَذكره وَزَاد (أعن من أَعَانَهُ) وَأما حَدِيث عمار بن يَاسر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِير سُورَة الْمَائِدَة فَقَالَ

حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الْعمريّ حَدثنَا إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن بن عَلّي بن الْحُسَيْن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمار بن يَاسر يَقُول وقف بعلي سَائل وَهُوَ وَاقِف فِي صَلَاة تطوع فَنزع خَاتمه فَأعْطَاهُ السَّائِل فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعلمهُ ذَلِك فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ فقرأها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه ثمَّ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) انْتَهَى ثمَّ وَقع لي فِي كتاب الْمُوَالَاة لِلْحَافِظِ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن عقدَة فَوَجَدته رَوَاهُ عَن جمَاعَة آخَرين من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ فَمِنْهَا حَدِيث عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أخرجه عَن حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر عَن مَنْصُور بن أبي الْأسود عَن الْأَجْلَح عَن أبي الضَّحَّاك عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره وَمِنْهَا حَدِيث ابْنه عبد الله بن الْعَبَّاس أخرجه من حَدِيث سُلَيْمَان بن قرم عَن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عَلّي يَوْم غَدِير خم وَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره وَمِنْهَا حَدِيث الْحسن بن عَلّي أخرجه عَن لَبِيب بن عبد الرَّحْمَن الشاكري سَمِعت الْحسن بن الْحسن أَخا عبد الله بن الْحسن يذكر عَن أَبِيه عَن جده بِلَفْظ ابْن عَبَّاس سَوَاء وَمِنْهَا حَدِيث الْحُسَيْن بن عَلّي أخرجه عَن سعيد بن عُثْمَان وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد ابْن عقبَة الشَّيْبَانِيّ قَالَا حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَلّي بن الْحُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب

حَدثنَا أبي عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب حَدثنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن شَيبَان حَدثنَا عبد الله عَن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ حَدثنِي حسن الْحذاء حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن جَعْفَر عَن أَبِيه قَالَ خطب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم فَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره وَمِنْهَا حَدِيث ابْن عمر أخرجه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن نشيط عَن جميل ابْن عمَارَة الْوَالِبِي عَن سَالم بن عبد الله بن عمر سَمِعت أبي يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكر بِنَحْوِهِ وَمِنْهَا حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب حَدثنَا الْحسن بن عَلّي الْأَشْعَرِيّ اللؤْلُؤِي حَدثنِي عتاب بن كَلوب أَبُو الْمثنى من كِتَابه حَدثنَا مطرف بن سَمُرَة بن جُنْدُب عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع أخرجه من حَدِيث الْفضل بن سُفْيَان زِيَاد اليمامي حَدثنَا أَيُّوب بن عُيَيْنَة حَدثنِي إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث زيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ حَدِيث زيد بن ثَابت رَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث حسان بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة بن كهيل عَن أَبِيه عَن أبي عبد الله الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن ثَابت مَرْفُوعا نَحوه حَدثنَا الْحُسَيْن بن الْقَاسِم البَجلِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الرَّسْعَنِي حَدثنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي حَدثنَا كَامِل بن الْعَلَاء عَن أبي صَالح عَن زيد بن ثَابت مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث حَدثنَا مُحَمَّد بن فضل الْأَشْعَرِيّ حَدثنَا رَجَاء بن عبد الله الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن فطر وَأبي الْجَارُود عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ قَالَ عَلّي أنْشد الله من شهد يَوْم غَدِير خم فَقَامَ سَبْعَة عشر رجلا فَشَهِدُوا أَن رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره فيهم عدي بن حَاتِم الطَّائِي وَسَهل ابْن سعد وَأَبُو لَيْلَى وَأَبُو قدامَة الْأَنْصَارِيُّونَ وَأَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان وَأَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ وَعقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَمِنْهَا حَدِيث حَدثنَا الْمُنْذر بن مُحَمَّد حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنَا عُمَيْر بن عمرَان حَدثنَا أَبُو مَرْيَم عَن الْمنْهَال عَن زر بن حُبَيْش قَالَ شهد اثْنَا عشر رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنهم سَمِعُوهُ يَقُول يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ) الحَدِيث فيهم قيس بن ثَابت بن شماس وهَاشِم بن عتبَة بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ وحبِيب بن بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ وَمِنْهَا حَدِيث أخبرنَا يَعْقُوب بن يُوسُف بن زِيَاد الضَّبِّيّ حَدثنَا أَحْمد بن حَمَّاد حَدثنِي عبد الله بن الْحجَّاج عَن عبد الله بن شريك عَن حَبَّة العرني أَن قوما من الْأَنْصَار قَالُوا سمعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره فيهم جبلة بن عَمْرو وَسَهل بن حنيف وَعُثْمَان بن حنيف فِي جمَاعَة من الْأَنْصَار وَمِنْهَا حَدِيث عمار بن يَاسر حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَلّي بن عَابس حَدثنِي عَمْرو بن عُمَيْر أَبُو الْخطاب الهجري حَدثنِي زيد بن وهب الْجُهَنِيّ سَمِعت أَبَا نوح الْحِمْيَرِي سَمِعت عمار بن يَاسر بِلَفْظ ابْن عَبَّاس وَمِنْهَا حَدِيث أبي ذَر حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الْقَطوَانِي حَدثنَا مُحَمَّد ابْن خلف النَّهْرِي حَدثنَا عَلّي بن الْحسن الْعَبْدي عَن سعد بن طريف عَن الْأَصْبَغ ابْن نباتة عَن أبي ذَر مَرْفُوعا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَن الْأَصْبَغ بن نباتة عَن أبي عَمْرو بن عمر بن مُحصن الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَبِه أَيْضا عَن الْأَصْبَغ عَن أبي زَيْنَب بن عَوْف الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَبِه أَيْضا عَن الْأَصْبَغ عَن ثَابت بن وذيبة الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا

وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن ثَابت بن عبد الله الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن عبيد بن عَازِب الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن أبي فضَالة الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ رَوَاهُ بالسند الْمَذْكُور وَجمع فِيهِ الشِّيعَة وَفِيه يَوْم غَدِير خم وَمِنْهَا حَدِيث سلمَان الْفَارِسِي حَدثنَا أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْجعْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد النَّخعِيّ حَدثنِي حسن بن شَدَّاد الْجعْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن أبي حَمْزَة الثمالِي عَن أبي عقيل عَن سلمَان مَرْفُوعا وَمِنْهَا حَدِيث يعلي بن مرّة وَخُزَيْمَة بن ثَابت وَأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَسَهل ابْن حنيف حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قُتَيْبَة الْأنْصَارِيّ حَدثنَا حسن بن زِيَاد بن عمر حَدثنَا عمر بن سعد الْبَصْرِيّ عَن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرّة عَن أَبِيه عَن جده يعلي بن مرّة سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) فَلَمَّا قدم عَلّي الْكُوفَة نَشد النَّاس من سمع ذَلِك من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَنْشد بضعَة عشر رجلا فيهم خُزَيْمَة بن ثَابت ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَأَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَسَهل بن حنيف وَنَاجِيَة بن عمر الْخُزَاعِيّ وَعَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ وَيزِيد بن شرَاحِيل الْأنْصَارِيّ وَيُقَال زيد وعامر بن لَيْلَى الْغِفَارِيّ وَمِنْهَا حَدِيث جَابر بن عبد الله أخرجه من حَدِيث هَارُون بن الجهم بن يُونُس ابْن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما رَجَعَ من حجَّة الْوَدَاع قَامَ فَخَطب النَّاس بِالْجُحْفَةِ ثمَّ أَخذ بيد عَلّي فَقَالَ من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدثنَا مطلب بن شُعَيْب حَدثنَا عبد الله

بن صَالح ثني ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله بن هُبَيْرَة وَبكر بن سوَادَة عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر بن عبد الله وَفِيه قصَّة وَمِنْهَا حَدِيث أبي رَافع أخرجه من حَدِيث مخول عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن مُحَمَّد بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن جده عَن أبي رَافع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَرْفُوعا وَمِنْهَا حَدِيث زيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن جَعْفَر الْخلال حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ حَدثنَا يُونُس بن أَرقم عَن وهب بن عبد الله الْهنائِي عَن أبي الطُّفَيْل عَن زيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ قَالَ تنَاول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد عَلّي بن أبي طَالب وَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) الحَدِيث وَمِنْهَا حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قُتَيْبَة حَدثنَا حسن ابْن عَلّي الْحلْوانِي حَدثنَا عمر بن لأَبَان حَدثنَا مَالك بن الْحُسَيْن بن مَالك بن الْحُوَيْرِث عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث جَابر بن سَمُرَة السوَائِي حَدثنَا عَلّي بن الْحسن الْقَسْمَلِي حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن الهلقام حَدثنَا صبح الْمَحْمِلِيُّ عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث ضميرَة الْأَسْلَمِيّ أخرجه عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن أبي أَوْفَى أخرجه عَن الْحسن بن عمار عَن أَبِيه عَن عبد الله بن أَوْفَى مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن بشر الْمَازِني أخرجه عَن خَالِد الْعَبْدي وَسَعِيد بن عَنْبَسَة الْقطَّان كِلَاهُمَا عَن عبد الله بن بشر السّلمِيّ عَن عبد الله بن بشر الْمَازِني مَرْفُوعا وَمِنْهَا حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يعمر الديلِي أخرجه عَن حُصَيْن بن مُخَارق

عَن مُحَمَّد بن خَالِد الضَّبِّيّ عَن بكير بن عَطاء عَن عبد الرَّحْمَن بن يعمر الديلِي مَرْفُوعا نَحوه نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث أبي الطُّفَيْل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خرَاش حَدثنَا حُسَيْن ابْن يزِيد الصدائي حَدثنَا أبي عَن فطر عَن أبي إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن سبع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة الْكِنَانِي مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث سعد بن جُنَادَة الْعَوْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الرَّاشِدِي حَدثنَا حسن بن صَالح بن أبي الدَّوَاهِي حَدثنَا مُحَمَّد بن خُلَيْد الْعَوْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه الْحسن بن عَطِيَّة أَنه سمع جده سعد ابْن جُنَادَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَمِنْهَا حَدِيث عَامر بن عُمَيْر حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الْقَطوَانِي حَدثنَا الْمُنْذر ابْن جَيْفَر الْعَبْدي حَدثنَا مُوسَى بن أَكْتَل النميري عَن عَمه عَامر بن عُمَيْر النميري العامري مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث حَبَّة بن جُوَيْن العرني أخرجه عَن بصر بن مُزَاحم حَدثنَا عبد الله ابْن مُسلم الْملَائي عَن أَبِيه عَن حَبَّة بن جُوَيْن العرني مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث عَامر بن لَيْلَى بن ضَمرَة حَدثنَا أَحْمد بن عمر بن كَبْشَة حَدثنَا الْحسن ابْن عَلّي الطَّائِي حَدثنِي مُحَمَّد بن زِيَاد عَن عبد الله بن سِنَان عَن أبي الطُّفَيْل عَامر ابْن وَاثِلَة عَن عَامر بن لَيْلَى بن ضَمرَة مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث وَحشِي بن حَرْب حَدثنَا سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد الشوسي حَدثنَا عَلّي بن بَحر بن الْبري الْقطَّان حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم الدِّمَشْقِي حَدثنَا وَحشِي بن

حَرْب عَن أَبِيه عَن جده وَحشِي بن حَرْب مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث عَائِشَة حَدثنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن شَيبَان حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الحكم حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ عَن السّري بن إِسْمَاعِيل عَن الشّعبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن مَسْعُود عَن عَائِشَة مَرْفُوعا نَحوه وَمِنْهَا حَدِيث أم سَلمَة أخرجه عَن هَارُون بن خَارِجَة عَن فَاطِمَة بنت عَلّي عَن أم سَلمَة قَالَت أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عَلّي يَوْم غَدِير خم فَقَالَ من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره قَالَ ابْن عبد الْهَادِي فِي كِتَابه الَّذِي صنفه فِي الرَّد عَلَى الْخَطِيب فِي الْبَسْمَلَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقدَة الْحَافِظ بَاب الْأَسَانِيد الْمظْلمَة وَمجمع الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَقَالَ ابْن عدي كَانَ مقدما فِي الشِّيعَة ذَا فضل وَحفظ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ رَافِضِيًّا 682 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن عبد الله بن مَسْعُود قَرَأت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ لي يَا بن أم عبد قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم هَكَذَا أَقْرَأَنِي جِبْرِيل عَن اللَّوْح الْمَحْفُوظ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره مسلسلا قلت قَرَأت عَلَى الشَّيْخ أبي الْفضل مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي الْحُسَيْن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بِالْبَصْرَةِ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي مُحَمَّد عبد الله بن عجلَان يَقُول أعوذ بالسميع الْعَلِيم

قَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي عُثْمَان إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى مُحَمَّد بن عبد الله بن بسطَام قَالَ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى روح بن عبد الْمُؤمن فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى سَلام أبي الْمُنْذر فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى عَاصِم فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى زر بن حُبَيْش فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَأَنِّي قَرَأت عَلَى عبد الله بن مَسْعُود فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَأَنِّي قَرَأت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت أعوذ بِالسَّمْعِ الْعَلِيم فَقَالَ لي (يَا بن أم عبد قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ جِبْرِيل عَن الْقَلَم عَن اللَّوْح الْمَحْفُوظ) انْتَهَى وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه 683 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن نَاسا من أهل مَكَّة فتنُوا فَارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام بعد دُخُولهمْ فِيهِ وَكَانَ فيهم من أكره فَأَجْرَى كلمة الْكفْر عَلَى لِسَانه وَهُوَ مُعْتَقد للْإيمَان مِنْهُم عمار وَأَبَوَاهُ يَاسر وَسُميَّة وصهيب وبلال وخباب وَسَالم عذبُوا فَأَما سميَّة فَربطت بَين بَعِيرَيْنِ ووجي فِي قبلهَا بِحَرْبَة وَقَالُوا إِنَّك أسلمت من أجل الرِّجَال فَقلت وَقتل يَاسر وهما أول قَتِيلين فِي الْإِسْلَام وَأما عمار فَأَعْطَاهُمْ مَا أَرَادوا بِلِسَانِهِ مكْرها فَقيل يَا رَسُول الله إِن عمارا كفر فَقَالَ (كلا إِن عمارا ملئ إِيمَانًا

من قرنه إِلَى قدمه وَاخْتَلَطَ الْإِيمَان بِلَحْمِهِ وَدَمه) فَأَتَى عمار رَسُول الله وَهُوَ يبكي فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمسح عَيْنَيْهِ وَيَقُول (مَالك إِن عَادوا لَك فعد لَهُم بِمَا قلت) قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره هَكَذَا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل بِلَال عَن الْحُسَيْن بن عَلّي الْجعْفِيّ حَدثنَا زَائِدَة عَن عَاصِم عَن زر عَن عبد الله قَالَ أول من أظهر إِسْلَامه سَبْعَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبُو بكر وعمار وَأَبوهُ يَاسر وَأمه سميَّة وصهيب والمقداد فَأَما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمَنعه الله بِعَمِّهِ أبي طَالب وَأما أَبُو بكر فَمَنعه الله بقَوْمه وَأما سَائِرهمْ فَأَخذهُم الْمُشْركُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاع الْحَدِيد وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْس فَمَا من أحد إِلَّا وَقد أَتَاهُم مَا أَرَادوا غير بِلَال فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفسه فِي الله وَهَان عَلَى قومه فَأَعْطوهُ الْولدَان فَجعلُوا يطوفون بِهِ فِي شعاب مَكَّة وَجعل يَقُول أحد أحد انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة بِلَال أخبرنَا جرير بن عبد الحميد عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ أول من أظهر الْإِسْلَام سَبْعَة ... فَذكره إِلَى آخِره وَزَاد وَجَاء أَبُو جهل فَجعل يشْتم سميَّة وَيَرْفث ثمَّ طَعنهَا فَقَتلهَا فَهِيَ أول شَهِيد فِي الْإِسْلَام انْتَهَى

وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن عمر أَبُو الْمُنْذر حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ أول شَهِيد اسْتشْهد فِي الْإِسْلَام سميَّة أم عمار أَتَاهَا أَبُو جهل لَعنه الله فَطَعَنَهَا بِحَرْبَة فِي قبلهَا حَتَّى قَتلهَا انْتَهَى 684 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن مُسَيْلمَة أَخذ رجلَيْنِ فَقَالَ لأَحَدهمَا مَا تَقول فِي مُحَمَّد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَا تَقول فِي قَالَ أَنْت أَيْضا فَخَلَّاهُ وَقَالَ للْآخر مَا تَقول فِي مُحَمَّد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَا تَقول فِي قَالَ أَنا أَصمّ فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَأَعَادَ جَوَابه فَقتله فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (أما الأول فقد أَخذ بِرُخْصَة الله وَأما الثَّانِي فقد صدع بِالْحَقِّ فهنيئا لَهُ) قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجِهَاد بتغيير يسير فَقَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن يُونُس عَن الْحسن أَن عيُونا لمُسَيْلمَة أخذُوا رجلَيْنِ من الْمُسلمين فَأتوهُ بهما فَقَالَ لأَحَدهمَا أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ إِنِّي أَصمّ فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ مثله فَأمر بِهِ فَقتل وَقَالَ للْآخر أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ نعم فَأرْسلهُ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله هَلَكت قَالَ (وَمَا شَأْنك) فَأخْبرهُ بِقِصَّتِهِ وقصة صَاحبه فَقَالَ (أما صَاحبك فَمَضَى عَلَى إيمَانه وَأما أَنْت فَأخذت بِالرُّخْصَةِ) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل وَبَوَّبَ لَهُ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر قَالَ سَمِعت أَن مُسَيْلمَة الْكذَّاب أحد رجلَيْنِ ... فَذكر الْقِصَّة بِنَحْوِهِ وَهَذَا معضل وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الزَّكَاة فِي بَاب مُسَيْلمَة حَدثنِي يَعْقُوب بن مُحَمَّد ابْن أبي صعصعة عَن مُوسَى بن ضَمرَة بن سعيد عَن أَبِيه عَن عباد بن تَمِيم

قَالَ لما توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أقبل عَمْرو بن الْعَاصِ من عمان فَسمع بِهِ مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَاعْترضَ لعَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ عمي حبيب بن زيد بن عَاصِم وَعبد الله ابْن وهب الْأَسْلَمِيّ فِي السَّاقَة فَأَصَابَهُمَا فَقَالَ مُسَيْلمَة لِلْأَسْلَمِيِّ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ نعم فَتَركه مَحْبُوسًا فِي حَدِيد وَأما عمي فَقَالَ لَهُ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ لَا أسمع فَقَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم وَجعل كلما قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ لَا أسمع وَإِذا قَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم فَأمر بِهِ فَقطع عضوا عضوا حَتَّى قطع يَدَيْهِ من الْمَنْكِبَيْنِ وَرجلَيْهِ من الْوَرِكَيْنِ وَأحرقهُ بالنَّار وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن الْعَاصِ أَنا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي الضَّحَّاك أَبُو عُثْمَان قَالَ سَمِعت الزُّهْرِيّ يَقُول لما أقبل عَمْرو ابْن الْعَاصِ من عمان ... إِلَى آخر لفظ الْوَاقِدِيّ 685 - الحَدِيث الثَّالِث عشر فِي الحَدِيث نَادَى مُنَاد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَوْسِمِ بمنى إِنَّهَا أَيَّام طعم وَنعم فَلَا تَصُومُوا قلت غَرِيب جدا 686 - قَوْله رَوَى الشّعبِيّ عَن فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقلت غَلطت فَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ الْأمة الَّذِي يعلم الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَرَسُوله وَكَانَ معَاذ كَذَلِك

قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ قَرَأت عِنْد عبد الله بن مَسْعُود إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقَالَ ابْن مَسْعُود إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا قَالَ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ فَأَعَادَ ثمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْأمة الَّذِي يعلم النَّاس الْخَيْر وَالْقَانِت الَّذِي يُطِيع الله وَرَسُوله انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة سَمِعت فِرَاسًا يحدث عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عبد الله قَالَ إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقَالَ رجل من أَشْجَع يُقَال لَهُ فَرْوَة بن نَوْفَل إِنَّمَا ذَاك إِبْرَاهِيم فَقَالَ عبد الله إِنَّا كُنَّا نُشبههُ بإبراهيم ثمَّ قَالَ عبد الله الْأمة معلم الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَلِرَسُولِهِ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن الشّعبِيّ حَدثنِي فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ قَالَ قَالَ ابْن مَسْعُود إِن معَاذ بن جبل كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا فَقيل إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا فَقَالَ الْأمة الَّذِي يعلم النَّاس الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَالرَّسُول وَكَانَ معَاذ بن جبل يعلم النَّاس الْخَيْر وَكَانَ مُطيعًا لله وَرَسُوله انْتَهَى وَسكت عَنهُ الْحَاكِم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل من حَدِيث سُفْيَان عَن زَكَرِيَّا عَن الشّعبِيّ بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق 687 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ حِين قيل أَلا تسْتَخْلف لَو

كَانَ أَبُو عُبَيْدَة حَيا لَاسْتَخْلَفْته وَلَو كَانَ معَاذ حَيا لَاسْتَخْلَفْته وَلَو كَانَ سَالم حَيا لَاسْتَخْلَفْته فَأَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (أَبُو عُبَيْدَة أَمِين هَذِه الْأمة ومعاذ أمة لله قَانِت لَيْسَ بَينه وَبَين الله يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا المُرْسَلُونَ وَسَالم شَدِيد الْحبّ لله لَو كَانَ لَا يخَاف الله لم يَعْصِهِ) 688 - الحَدِيث الْخَامِس عشر رُوِيَ أَن الْمُشْركين مثلُوا بِالْمُسْلِمين يَوْم أحد بَقَرُوا بطونهم وَقَطعُوا مَذَاكِيرهمْ مَا تركُوا أحدا غير مَمْثُولٍ بِهِ إِلَّا حَنْظَلَة بن الراهب فَوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عَمه حَمْزَة وَقد مثل بِهِ فَقَالَ (وَالَّذِي أَحْلف بِهِ لَئِن أَظْفرنِي الله بهم لَأُمَثِّلَن بسبعين مَكَانك) فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَإِن عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ الْآيَة فَكفر عَن يَمِينه وكف عَمَّا أَرَادَ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَحَدِيث حَمْزَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي كتاب السّير من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش عَن عبد الْملك بن أبي غنية أَو غَيره عَن الحكم بن عتيبة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما انْصَرف الْمُشْركُونَ عَن قَتْلَى أحد فَرَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَمِّهِ حَمْزَة منْظرًا سَاءَهُ قد شقّ بَطْنه وَاصْطلمَ أَنفه وجدعت أذنَاهُ فَقَالَ لَوْلَا أَن يحزن النَّاس أَو يكون سنة بعدِي لتركته حَتَّى يَبْعَثهُ الله من بطُون الطير وَالسِّبَاع لَأُمَثِّلَن مَكَانَهُ بسبعين رجلا) ثمَّ دَعَا بِبُرْدَةٍ فَغَطَّى بهَا وَجهه فَخرجت رِجْلَاهُ فَغَطَّى وَجهه وَجعل عَلَى رجلَيْهِ شَيْئا من الْإِذْخر ثمَّ قدمه فَكبر عَلَيْهِ عشرا وَجعل يجاء بِالرجلِ فَيُوضَع وَحَمْزَة مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سبعين صَلَاة وَكَانَ الْقَتْلَى سبعين فَلَمَّا دفنُوا وَفرغ مِنْهُم نزلت هَذِه الْآيَة ادْع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة

وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة) الْآيَة فَصَبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يمثل بِأحد انْتَهَى ثمَّ قَالَ لم يروه غير إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث عَن غير الشاميين انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث صَالح المري عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر يَوْم أحد إِلَى حَمْزَة وَقد قتل وَمثل بِهِ فَرَأَى منْظرًا لم ير قطّ أوجع لِقَلْبِهِ مِنْهُ فَقَالَ (رَحِمك الله قد كنت وصُولا للرحم فعولًا لِلْخَيْرَاتِ) ثمَّ حلف وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ (وَالله لَأُمَثِّلَن بسبعين مِنْهُم مَكَانك) فَنزل الْقُرْآن وَهُوَ فِي مَكَانَهُ لم يبرح وَإِن عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ الْآيَة فَكفر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمْسك عَمَّا أَرَادَ انْتَهَى 689 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ المُصَنّف وَقد وَردت الْأَخْبَار بِالنَّهْي عَن الْمثلَة قلت رَوَاهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ مُسْتَوْفِي فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 690 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة النَّحْل لم يحاسبه الله بِمَا أنعم عَلَيْهِ فِي دَار الدُّنْيَا وَإِن مَاتَ فِي يَوْم تَلَاهَا أَو لَيْلَة كَانَ لَهُ من الْأجر كَالَّذي مَاتَ وَأحسن الْوَصِيَّة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن اسْلَمْ عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة بني إسرائيل

سُورَة بني إِسْرَائِيل

سُورَة بني إِسْرَائِيل ذكر فِيهَا وَاحِدًا وَأَرْبَعين حَدِيثا 691 - الحَدِيث الأول رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (بَينا أَنا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فِي الْحجر عِنْد الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان إِذْ أَتَانِي جِبْرِيل بِالْبُرَاقِ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَيْتا أَنا نَائِم فِي الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان إِذْ أَتَانِي آتٍ فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه فاستخرج قلبِي فَغسله ثمَّ أُعِيد ثمَّ أتيت بِدَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار أَبيض يُقَال لَهُ الْبراق يضع خطْوَة عِنْد أقْصَى طرفه) الحَدِيث بِطُولِهِ 692 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ نَائِما فِي بَيت أم هَانِئ بعد صَلَاة الْعشَاء فَأُسْرِيَ بِهِ وَرجع من ليلته وقص الْقِصَّة عَلَى أم هَانِئ وَقَالَ (مثل لي النَّبِيُّونَ فَصليت بهم) وَقَامَ ليخرج إِلَى الْمَسْجِد فتشبثت أم هَانِئ بِثَوْبِهِ فَقَالَ مَالك) قَالَت أخْشَى أَن يكذبك قَوْمك إِن أَخْبَرتهم قَالَ (وَإِن كَذَّبُونِي) قَالَ فَخرج فَجَلَسَ إِلَيْهِ أَبُو جهل فَأخْبرهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحَدِيث الْإِسْرَاء فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر بني كَعْب بن لؤَي هَلُمَّ فَحَدثهُمْ فَمن بَين مُصَفِّق وَوَاضِع يَده عَلَى

رَأسه تَعَجبا وَإِنْكَارا وارتد نَاس مِمَّن كَانَ آمن بِهِ وَسَعَى رجال إِلَى أبي بكر فَقَالَ إِن كَانَ قَالَ ذَلِك لقد صدق قَالَ أَتُصَدِّقُهُ عَلَى ذَلِك قَالَ إِنِّي لَأُصَدِّقهُ عَلَى أبعد من ذَلِك فَسُمي الصّديق وَفِيهِمْ من سَافر إِلَى مَا تمّ فاستنعتوه الْمَسْجِد فَجُليَ لَهُ بَيت الْمُقَدّس فَطَفِقَ ينظر إِلَيْهِ وَيُنْعِتُهُ لَهُم فَقَالُوا أما النَّعْت فقد أصَاب فَقَالُوا أخبرنَا عَن عيرنَا فَأخْبرهُم بِعَدَد جمَالهَا وَأَحْوَالهَا وَقَالَ (تقدم يَوْم كَذَا مَعَ طُلُوع الشَّمْس يقدمهَا جمل أَوْرَق) فَخَرجُوا يَشْتَدُّونَ ذَلِك الْيَوْم نَحْو الثَّنية فَقَالَ قَائِل مِنْهُم هَذِه وَالله الشَّمْس قد شَرقَتْ وَقَالَ آخر هَذِه وَالله العير قد أَقبلت يقدمهَا جمل أَوْرَق كَمَا قَالَ مُحَمَّد ثمَّ لم يُؤمنُوا وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سحر مُبين قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا رزق الله بن مُوسَى حَدثنَا شَبابَة بن سوار حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن أبي الْمسَاوِر عَن عِكْرِمَة عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت بَات رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة أسرِي بِهِ فِي بَيْتِي فَفَقَدته من اللَّيْل فَامْتنعَ مني النّوم مَخَافَة أَن يكون عرض لَهُ بعض قُرَيْش فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَأخذ بيَدي فَأَخْرجنِي فَإِذا عَلَى الْبَيْت دَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار فَحَمَلَنِي عَلَيْهَا وَكَانَ يضع حَافره مد بَصَره إِذا أَخذ بِي فِي هُبُوطه طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ وَإِذا أَخذ بِي فِي صُعُوده طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقصرت يَدَاهُ) ثمَّ انْطلق حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأرَانِي إِبْرَاهِيم يشبه خلقه خلقي وَخلقِي خلقه وَأرَانِي مُوسَى أَدَم طَويلا سبط الشّعْر شبهته بِرِجَال أَزْد شنُوءَة وَأرَانِي عِيسَى بن مَرْيَم ربعَة أَبيض يضْرب إِلَى الْحمرَة شبهته بِعُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَأرَانِي الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين الْيُمْنَى شبهته بِقطن بن عبد الْعزي

وَأَنا أُرِيد أَن أخرج إِلَى قُرَيْش فَأخْبرهُم بِمَا رَأَيْت فَأخذت بِثَوْبِهِ فَقلت إِنِّي أذكرك الله أَنَّك تَأتي قوما يكذبُونَك وَيُنْكِرُونَ مَقَالَتك فَأَخَاف أَن يَسْطُو بك قَالَت فَضرب ثَوْبه من يَدي ثمَّ خرج إِلَيْهِم فَأَتَاهُم وهم جُلُوس فَأخْبرهُم مَا أَخْبرنِي فَقَالَ جُبَير بن مطعم فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَن لَو كنت لَك سَابًّا كَمَا كنت مَا تَكَلَّمت عَمَّا تَكَلَّمت بِهِ وَأَنت بَين أظهرنَا فَقَالَ رجل من الْقَوْم يَا مُحَمَّد هَل مَرَرْت بِإِبِل لنا فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا قَالَ نعم وَالله وَجَدتهمْ قد أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُم وهم فِي طلبه) قَالَ فَهَل مَرَرْت بِإِبِل لبني فلَان قَالَ نعم وَجَدتهمْ بمَكَان كَذَا وَكَذَا قد انْكَسَرت لَهُم نَاقَة حَمْرَاء وَوجدت عِنْدهم قَصْعَة من مَاء فَشَرِبت مَا فِيهَا) قَالُوا فَأخْبرنَا عدتهَا وَمَا فِيهَا من الرُّعَاة قَالَ قد كنت عَن عدتهَا مَشْغُولًا) فَقَامَ فَأَتَى بِالْإِبِلِ فَعَدهَا وَعلم مَا فِيهَا من الرُّعَاة ثمَّ أَتَى قُريْشًا فَقَالَ لَهُم سَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرُّعَاة فلَان وَفُلَان وَسَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرُّعَاة ابْن أبي قُحَافَة وَفُلَان وَفُلَان وَهِي مُصَبِّحَتكُمْ الْغَدَاة عَلَى الثَّنية) قَالَ فَغَدوْا إِلَى الثَّنية ينظرُونَ أصدقهم مَا قَالَ فَاسْتَقْبلُوا الْإِبِل فَسَأَلُوهُمْ هَل ضل لكم بعير قَالُوا نعم فسألوا الآخرين هَل انْكَسَرت لكم نَاقَة حَمْرَاء قَالُوا نعم قَالُوا فَهَل كَانَت عنْدكُمْ قَصْعَة قَالَ أَبُو بكر أَنا وَالله وَضَعتهَا فَمَا شربهَا أحد وَلَا أَهْرَاقُوا فِي الأَرْض وَصدقه أَبُو بكر وآمن بِهِ فَسُمي يَوْمئِذٍ الصّديق وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى من حَدِيث عَوْف بن أبي جميلَة عَن زُرَارَة ابْن أَوْفَى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما كَانَ لَيْلَة أسرِي بِي ثمَّ أَصبَحت بِمَكَّة فضقت بأَمْري وَعرفت أَن النَّاس مُكَذِّبِي فَقَعَدت مُعْتَزِلا حَزينًا) قَالَ فَمر بِهِ أَبُو جهل فجَاء حَتَّى جلس إِلَيْهِ وَقَالَ كَالْمُسْتَهْزِئِ هَل اسْتَفَدْت من شَيْء قَالَ نعم) قَالَ مَا هُوَ قَالَ (أسرِي بِي اللَّيْلَة) فَقَالَ إِلَى أَيْن قَالَ (إِلَى بَيت الْمُقَدّس) قَالَ ثمَّ أَصبَحت بَين أظهرنَا قَالَ (نعم) فَقَالَ أَبُو جهل معشر بني كَعْب بن لؤَي هَلُمَّ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا

فَقَالَ لَهُ حدث قَوْمك فَقَالَ (إِنِّي أسرِي بِي اللَّيْلَة) قَالُوا إِلَى أَيْن قَالَ (إِلَى بَيت الْمُقَدّس) قَالُوا ثمَّ أَصبَحت بَين أظهرنَا قَالَ نعم) قَالَ فَمن بَين مُصَفِّق وَمن بَين وَاضع يَده عَلَى رَأسه مُتَعَجِّبا قَالَ وَفِيهِمْ من سَافر وَرَأَى الْمَسْجِد فَقَالُوا لَهُ هَل تَسْتَطِيع أَن تنْعَت لنا الْمَسْجِد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَذَهَبت أنعته لَهُم حَتَّى الْتبس عَلّي بعض النَّعْت فجِئ بِالْمَسْجِدِ فَجعلت أَنعَت وَأَنا أنظر إِلَيْهِ) فَقَالَ الْقَوْم أما النَّعْت فقد أصَاب انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت لما أسرِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى أصبح النَّاس يتحدثون بذلك فَارْتَد نَاس وَسعوا إِلَى أبي بكر فَقَالُوا هَل لَك فِي صَاحبك يزْعم أَنه أسرِي بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ لَئِن قَالَ ذَلِك لقد صدق قَالُوا وَتصدقه أَنه ذهب إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَجَاء قبل أَن يصبح قَالَ نعم إِنِّي لَأُصَدِّقهُ بِمَا هُوَ أبعد من ذَلِك أصدقه بِخَبَر السَّمَاء فِي غدْوَة أَو رَوْحَة فَلذَلِك سمي أَبُو بكر الصّديق انْتَهَى قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَكَذَلِكَ فعل الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوَسَاوِسِيُّ حَدثنَا ضَمرَة ابْن ربيعَة عَن يَحْيَى بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أبي صَالح مولَى أم هَانِئ عَن أم هَانِئ ... فَذكره بِزِيَادَة أَلْفَاظ وَفِي آخِره فَقَالَ لَهُ الْمطعم بن عدي يَا مُحَمَّد صف لنا بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ (دَخلته لَيْلًا وَخرجت مِنْهُ لَيْلًا) فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَصورهُ فِي جنَاحه فَجعل يَقُول (بَاب مِنْهُ كَذَا وَبَاب مِنْهُ كَذَا) يَنْعَتهُ لَهُم وَأَبُو بكر يَقُول لَهُ صدقت ثمَّ قَالُوا لَهُ أخبرنَا عَن عيرنَا فَأخْبرهُم بهَا وَقَالَ (يقدمهَا جمل أَوْرَق هَا هُوَ ذَا يطلع بَين الثَّنية) فَانْطَلقُوا فوجدوه كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسحرِ

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي إِسْحَاق بن حَازِم عَن وهب بن كيسَان عَن أبي مرّة مولَى عقيل عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب ... فَذكره باخْتلَاف قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقد رُوِيَ حَدِيث الْمِعْرَاج من طرق كَثِيرَة بأسانيد ضَعِيفَة قَالَ فَمِنْهَا مَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأسْندَ إِلَى جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيت أم هَانِئ رَاقِدًا وَقد صَلَّى الْعشَاء الْآخِرَة ... وَذكر حَدِيثا طَويلا قَالَ ابْن دحْيَة فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بالتنوير فِي مولد السراج الْمُنِير وَقد ورد حَدِيث الْإِسْرَاء من رِوَايَة عمر بن الْخطاب وَعلي وَابْن مَسْعُود وَأبي ذَر وَمَالك بن صعصعة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَابْن عَبَّاس وَشَدَّاد بن أَوْس وَأبي بن كَعْب وَعبد الرَّحْمَن بن قرط وَأبي حَبَّة وَأبي لَيْلَى الْأنْصَارِيّ وَعبد الله ابْن عَمْرو وَجَابِر الْأنْصَارِيّ وَحُذَيْفَة وَبُرَيْدَة وَأبي أَيُّوب وَأبي أُمَامَة وَسمرَة ابْن جُنْدُب وَأبي الْحَمْرَاء وصهيب الرُّومِي وَعَائِشَة وَأُخْتهَا أَسمَاء وَأم هَانِئ مِنْهُم من رَوَاهُ بِطُولِهِ وَمِنْهُم من اخْتَصَرَهُ 693 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت وَالله مَا فقد جَسَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِن عرج بِرُوحِهِ قلت قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة حَدثنِي يَعْقُوب بن عتبَة بن الْمُغيرَة ابْن الْأَخْنَس أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسْرى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَانَت رُؤْيا من الله صَادِقَة وحَدثني بعض آل أبي بكر أَن عَائِشَة كَانَت تَقول مَا فقد جَسَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِن أسرِي بِرُوحِهِ انْتَهَى

694 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دفع إِلَى سَوْدَة بنت زَمعَة أَسِيرًا فَأقبل يَئِن بِاللَّيْلِ فَقَالَت لَهُ مَالك تَئِنُّ فَشَكَى ألم الْقد فَأَرختْ من كِتَافِهِ فَلَمَّا نَامَتْ أخرج يَده وهرب فَلَمَّا أصبح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا بِهِ فَأعْلم بِشَأْنِهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اقْطَعْ يَديهَا) فَرفعت سَوْدَة يَديهَا تتَوَقَّع الْإِجَابَة وَأَن يقطع الله يَديهَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنِّي سَالَتْ الله أَن يَجْعَل لَعْنَتِي وَدُعَائِي عَلَى من لَا يسْتَحق من أَهلِي رَحْمَة لِأَنِّي بشر أغضب كَمَا تغْضب الْبشر فَلْتردَّ سَوْدَة يَديهَا) قلت غَرِيب من حَدِيث سَوْدَة وَوَقع لي عَن عَائِشَة فِي الْجُزْء الْمَعْرُوف بِجُزْء ابْن الطلابة وَأَنا أذكرهُ بسندي أخبرنَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين أَبُو عمر عبد الْعَزِيز ابْن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدَّين أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن الإِمَام برهَان الدَّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الشَّافِعِي أمتع الله بِبَقَائِهِ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهر صفر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ أَنا الشَّيْخ أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن الإِمَام رفيع الدَّين إِسْحَاق ابْن الْمُؤَيد الإبرفوهي قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي سنة سَبْعمِائة أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْمُبَارك ابْن أبي الْحسن بن أبي الْحسن بن أبي الْجُود أَنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي غَالب بن الطلابة أَنا أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن عَلّي بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْأنمَاطِي أَنا الشَّيْخ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس المخلص حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد حَدثنَا أَحْمد بن صَالح حَدثنَا ابْن أبي فديك حَدثنِي ابْن أبي ذِئْب عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء عَن ذكْوَان مولَى عَائِشَة عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا بأسير فَلَهَتْ مَعَ نسْوَة كن عِنْدهَا حَتَّى خرج الْأَسير فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَالك) ودعا عَلَيْهَا ثمَّ خرج وَأمر النَّاس بِطَلَبِهِ فَلم يَنْشَبُوا أَن جَاءُوا

بِهِ فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَائِشَة تقلب يَديهَا فَقَالَ (مَالك) قلت قد دَعَوْت عَلّي فَأَنا أنْتَظر مَتى يكون فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام فَرفع يَدَيْهِ مدا ثمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر آسَف وأغضب كَمَا يغْضب الْبشر فأيما مُؤمن أَو مُؤمنَة دعوتك عَلَيْهِ بدعوة فاجعلها عَلَيْهِ زَكَاة وطهرا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه أَخْبرنِي ذكْوَان مولَى عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا بأسير وَقَالَ لَهَا (احْتَفِظِي بِهِ) قَالَت فلهوت مَعَ امْرَأَة فَخرج وَلم أشعر فَدخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَ عَنهُ فَقلت وَالله لَا أَدْرِي غفلت عَنهُ فَخرج فَقَالَ (قطع الله يدك) ثمَّ خرج عَلَيْهِ السَّلَام فصاح بِهِ فَخَرجُوا فِي طلبه حَتَّى وجدوه ثمَّ دخل فرآني وَأَنا أقلب يَدي فَقَالَ (مَالك) فَقلت أنْتَظر دعوتك فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ ... إِلَى آخِره 695 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث (خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة) قلت رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده حَدثنَا روح بن عبَادَة حَدثنَا أَبُو نعَامَة بِهِ فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو عبيد ابْن الْقَاسِم بن سَلام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غريبيهما كلهم من حَدِيث أبي نعَامَة الْعَدوي وأسمه عَمْرو بن عِيسَى عَن مُسلم بن بديل عَن إِيَاس بن زُهَيْر عَن سُوَيْد بن هُبَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (خير مَال الْمَرْء مهرَة مأمورة أَو سكَّة مأبورة) انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا أَبُو نعَامَة الْعَدوي بِهِ مَوْقُوفا عَلَى سُوَيْد بن هُبَيْرَة ثمَّ قَالَ وَغير النَّضر يرفعهُ انْتَهَى

وَفِي التَّنْقِيح وَمُسلم بن بديل الْعَدوي وَإيَاس بن زُهَيْر أَبُو طَلْحَة ذكرهمَا ابْن أبي حَاتِم وَلم يذكر فيهمَا جرحا وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ وَقَالَ معَاذ عَن أبي نعَامَة بِإِسْنَادِهِ عَن سُوَيْد بَلغنِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... قَالَ أَبُو عبيد وَالْمهرَة الْمَأْمُورَة أَي كَثِيرَة النَّسْل وَالسِّكَّة أَي النّخل الْمُصْطَفّ وَقَالَ الْمَأْبُورَة تنَاسبا لقَوْله (ارْجِعْنَ مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات لِأَنَّهُ من التَّأْبِير وَهُوَ مَا يصلح النّخل من سقِِي وَغَيره 696 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن رجلا من الْمُشْركين قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أرَى أَمرك هَذَا حَقِيرًا فَقَالَ إِنَّه سيأمر) قلت غَرِيب جدا وَلَو اسْتشْهد الصِّنْف بِحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ لَكَانَ أولَى أَخْرجَاهُ فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل وَفِيه قَالَ أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا خرجنَا قلت لِأَصْحَابِي لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة إِنَّه لَيَخَافهُ ملك بني الْأَصْفَر وَالله مَا زلت مُسْتَيْقنًا أَن أمره سَيظْهر حَتَّى أَدخل الله قلبِي الْإِسْلَام ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَالْمُصَنّف اسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله لمن فسر قَوْله أمرنَا مُتْرَفِيهَا بِمَعْنى كَثرْنَا أَخْرجَاهُ عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان

697 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته لدُنْيَا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ) قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَلكُل امْرِئ مَا نَوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ) انْتَهَى 698 - قَوْله قَالَت عَائِشَة نَحَلَنِي أَبُو بكر كَذَا قلت رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ أخبرنَا ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن أَبَا بكر نَحَلَنِي جذاذ عشْرين وسْقا من مَاله بِالْعَالِيَةِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا من النَّاس أحد أحب إِلَى ... الحَدِيث وَسَيَأْتِي تَمَامه فِي سُورَة فاطر 699 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رضَا الله من رضَا الْوَالِدين وَسخطه فِي سَخَطِهِمَا) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي بَاب الْبر والصلة من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث حَدثنَا شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد وَسخط الرب فِي سخط الْوَالِد) انْتَهَى ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا قَالَ وَهَذَا أصح

وَلَا نعلم أحدا رَفعه غير خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة وخَالِد ثِقَة مَأْمُون انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحدا أسْندهُ إِلَّا خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة انْتَهَى قلت قد تَابعه جمَاعَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبر والصلة من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا آدم بن أبي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْخمسين من حَدِيث الْقَاسِم بن سليم الصَّواف عَن شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من حَدِيث الْحُسَيْن بن الْوَلِيد حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا ثمَّ قَالَ ورويناه أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث وَأبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَزيد ابْن الزَّرْقَاء وَغَيرهم مَرْفُوعا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده فِي الزَّوَائِد عقيب مُسْند ابْن مَسْعُود من حَدِيث ابْن عمر فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن عَلّي بن يزِيد بن أبي يزِيد الْأنْصَارِيّ حَدثنَا عصمَة بن مُحَمَّد بن فضَالة بن عبيد الْأنْصَارِيّ عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد وَسخط الرب من سخط الْوَالِد) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن يَحْيَى بن سعيد إِلَّا عصمَة بن مُحَمَّد انْتَهَى

700 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ يفعل الْبَار مَا شَاءَ أَن يفعل فَلَنْ يدْخل النَّار وَيفْعل الْعَاق مَا شَاءَ أَن يفعل فَلَنْ يدْخل الْجنَّة قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الْعَبَّاس الطوسي فَقَالَ حَدثنَا حبيب بن الْحسن حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْرُوق الطوسي حَدثنَا يَعْقُوب ابْن إِسْحَاق حَدثنَا أَحْمد بن عبيد الله الغزاني حَدثنَا مُحَمَّد بن السماك عَن عَائِذ عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يُقَال لِلْبَارِّ اعْمَلْ مَا شِئْت فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَك وَيُقَال لِلْعَاقِّ اعْمَلْ مَا شِئْت فَإِنِّي لَا أَغفر لَك) انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أَحْمد بن غَالب غُلَام الْخَلِيل بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلام السّلمِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن سماك الْكُوفِي عَن حَامِد بن شُرَيْح عَن عَطاء عَن عَائِشَة ... فَذكره 701 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ رجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أَبَوي بلغا من الْكبر أَلِي مِنْهُمَا مَا وليا مني فِي الصغر فَهَل قضيت لَهما قَالَ لَا فَإِنَّهُمَا كَانَا يفْعَلَانِ ذَلِك وهما يُحِبَّانِ بَقَاءَك) فَقَالَ وَأَنت تفعل ذَلِك وَأَنت تُرِيدُ مَوْتهمَا)

702 - الحَدِيث الْحَادِي عشر وشكا رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَاهُ وَأَنه يَأْخُذ مَاله فَدَعَا بِهِ فَإِذا هُوَ شيخ يتَوَكَّأ عَلَى عَصا فَسَأَلَهُ فَقَالَ إِنَّه كَانَ ضَعِيفا وَأَنا قوي وَفَقِيرًا وَأَنا غَنِي فَكنت لَا أمْنَعهُ شَيْئا من مَالِي وَالْيَوْم أَنا ضَعِيف وَهُوَ قوي وَأَنا فَقير وَهُوَ غَنِي وَيبْخَل عَلّي بِمَالِه فَبَكَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ (مَا من حجر وَلَا مدر يسمع هَذَا إِلَّا بَكَى) ثمَّ قَالَ للْوَلَد (أَنْت وَمَالك لأَبِيك) 703 - الحَدِيث الثَّانِي عشر وشكا آخر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سوء خلق أمه فَقَالَ لم تكن سَيِّئَة الْخلق حِين حَملتك تِسْعَة أشهر) قَالَ إِنَّهَا سَيِّئَة الْخلق قَالَ لم تكن كَذَلِك حِين أَرْضَعتك حَوْلَيْنِ كَامِلين) قَالَ إِنَّهَا سَيِّئَة الْخلق قَالَ لم تكن كَذَلِك حِين أَسهرت لَيْلهَا وَأَظْمَأت نَهَارهَا) قَالَ لقد جَازَيْتهَا قَالَ مَا فعلت) قَالَ حججْت بهَا عَلَى عَاتِقي قَالَ (مَا جزيتهَا وَلَا طَلْقَة)

704 - قَوْله عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا فِي الطّواف يحمل أمه وَهُوَ يَقُول إِنَّهَا لِمَطِيَّةٍ لَا تذْعَر ... إِذا الركاب نَفرت لَا تنفر) (مَا حَملتنِي وَأَرْضَعَتْنِي أَكثر ... الله رَبِّي ذُو الْجلَال الْأَكْبَر) تَظُنُّنِي جزيتهَا يَا ابْن عمر قَالَ لَا وَلَا زفرَة قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة أخبرنَا شُعْبَة عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ ابْن عمر يطوف بِالْبَيْتِ فَرَأَى رجلا يطوف حَامِلا أمه وَهُوَ يَقُول ... فَذكره إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْخمسين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى شُعْبَة بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب مُخْتَصر فَقَالَ حَدثنَا ابْن أبي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَة عَن سعيد بن بن أبي بردة عَن أَبِيه أَن ابْن عمر كَانَ يطوف بِالْبَيْتِ فَرَأَى رجلا يَمَانِيا يطوف وَهُوَ حَامِلا أمه وَيَقُول (إِنِّي لَهَا بَعِيرهَا الْمُذَلل ... إِذا ذعرت ركابهَا لم أَذْعَر) ثمَّ قَالَ يَا ابْن عمر أَترَانِي جزيتهَا قَالَ لَا وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه 705 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إيَّاكُمْ وعقوق الْوَالِدين فَإِن الْجنَّة تُوجد رِيحهَا من مسيرَة ألف عَام وَلَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا شيخ زَان وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِن الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين)

قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مُحَمَّد بن الْفُرَات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (احْذَرُوا الْبَغي فَإِنَّهُ لَيْسَ من الْعقُوبَة أسْرع من عُقُوبَة الْبَغي وصلوا أَرْحَامكُم فَإِنَّهُ لَيْسَ من ثَوَاب أعجل من ثَوَاب صلَة الرَّحِم وَإِيَّاكُم وَالْيَمِين الْفَاجِرَة فَإِنَّهَا تدع الديار من أَهلهَا بَلَاقِع وَإِيَّاكُم وعقوق الْوَالِدين فَإِن الْجنَّة تُوجد رِيحهَا من مسيرَة خَمْسمِائَة عَام وَلَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِنَّمَا الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين وَالْكذب كُله إِثْم إِلَّا مَا نَفَعت بِهِ مُسلما أَو دفعت بِهِ عَن دين فَلَا بَأْس) انْتَهَى وَأعله بِمُحَمد بن الْفُرَات وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن طريف البَجلِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي حَدثنِي جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا الله وصلوا أَرْحَامكُم فَإِنَّهُ لَيْسَ من ثَوَاب أسْرع من صلَة الرَّحِم وَإِيَّاكُم وَالْبَغي فَإِنَّهُ لَيْسَ من عُقُوبَة أسْرع من عُقُوبَة بغي وَإِيَّاكُم وعقوق الْوَالِدين فَإِن ريح الْجنَّة تُوجد من مسيرَة ألف عَام وَالله لَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا شيخ زَان وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِنَّمَا الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين) انْتَهَى 706 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن حُذَيْفَة أَنه اسْتَأْذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قتل أَبِيه وَهُوَ فِي صف الْمُشْركين فَقَالَ لَهُ (دَعه بلية غَيْرك)

707 - 07الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن من أبر الْبر أَن يصل الرجل أهل ود أَبِيه) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر مَرْفُوعا ... فَذكره وَفِيه قصَّة زَاد فِي لفظ آخر بعد أَن يولي 708 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن عبد الله بن عمر قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرف يَا سعد قَالَ أَو فِي الْوضُوء سرف قَالَ نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الْقَصْد فِي الْوضُوء من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن حييّ بن عبد الله الْمعَافِرِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرف) فَقَالَ أَفِي الْوضُوء إِسْرَاف قَالَ نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لمُسْند أَحْمد وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور

709 - الحَدِيث السَّابِع عشر كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سُئِلَ شَيْئا وَلَيْسَ عِنْده أعرض عَن السَّائِل وَسكت حَيَاء قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْوَاحِد وَالْأَرْبَعِينَ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْجِهَاد من حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يسْأَل شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ أَو سكت وَفِيه قصَّة حنين قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَقد ذَكرْنَاهُ بِتَمَامِهِ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَيقرب مِنْهُ حَدِيث أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْخَطِيب حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي حَدثنَا الْحسن بن عَنْبَسَة حَدثنَا مُحَمَّد ابْن كثير الْكُوفِي عَن أبي الْعَلَاء الْخفاف عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن حَبَّة العرني عَن عَلّي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سُئِلَ شَيْئا فَأَرَادَ أَن يَفْعَله قَالَ نعم) وَإِذا أَرَادَ أَن لَا يفعل سكت وَلم يقل قطّ لشَيْء لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِي يَوْمًا فَسَأَلَهُ فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ فَسكت فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كالمنتهر لَهُ سل مَا شِئْت) فَقَالَ أَسأَلك رَاحِلَة قَالَ لَك ذَلِك) قَالَ وَزَادا قَالَ لَك ذَلِك أَعْطوهُ مَا سَأَلَ) فَأَعْطوهُ ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم بَين مَسْأَلَة الْأَعرَابِي وَمَسْأَلَة عَجُوز بني إِسْرَائِيل إِن مُوسَى لما أَمر أَن يقطع الْبَحْر فَانْتَهَى إِلَى آخِره ضربت وُجُوه الدَّوَابّ فَرَجَعت فَقَالَ مُوسَى يَا رب فَقَالَ إِنَّك عِنْد قبر يُوسُف فَاحْتمل عِظَامه مَعَك فَجعل مُوسَى لَا يدْرِي أَيْن هُوَ قَالُوا إِن كَانَ أحد يُعلمهُ فعجوز بني إِسْرَائِيل فَأرْسل إِلَيْهَا مُوسَى فَسَأَلَهَا عَنهُ فَقَالَت وَالله لَا أدلك عَلَيْهِ حَتَّى تُعْطِينِي مَا أَسأَلك فَقَالَ لَك ذَلِك قَالَت فَإِنِّي أَسأَلك أَن أكون مَعَك فِي الْجنَّة فَجعل مُوسَى يرادها فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أعْطهَا ذَلِك فَإِنَّهُ لَا ينْقصك فَأَعْطَاهَا ودلته عَلَى الْقَبْر فَأخْرج الْعِظَام وَجَاوَزَ الْبَحْر) انْتَهَى

710 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن جَابر قَالَ بَينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس إِذْ أَتَاهُ صبي فَقَالَ إِن أُمِّي تستكسيك درعا فَقَالَ من سَاعَة إِلَى سَاعَة تظهر فعد إِلَيْنَا) فَذهب إِلَى أمه فَقَالَت لَهُ قل لَهُ إِن أُمِّي تستكسيك الدرْع الَّذِي عَلَيْك فَدخل دَاره وَنزع قَمِيصه وَأَعْطَاهُ وَقعد عُريَانا وَأذن بِلَال وَانْتَظرُوا فَلم يخرج إِلَى الصَّلَاة 711 - الحَدِيث التَّاسِع عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وعيينة بن حصن فجَاء عَبَّاس بن مرداس وَأَنْشَأَ يَقُول (أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع) (وَمَا كَانَ حصن وَلَا حَابِس ... يَفُوقَانِ جدي فِي مجمع) (وَمَا كنت دون امْرِئ مِنْهُمَا ... وَمن تضع الْيَوْم لَا يرفع) فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا أَبَا بكر اقْطَعْ لِسَانه عني أعْطه مائَة من الْإِبِل) فَنزلت قلت رَوَاهُ فِي مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع بن خديج قَالَ أعْطى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَصَفوَان ابْن أُميَّة وعيينة بن حصن والأقرع بن حَابِس كل إِنْسَان مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن مرداس ... فَذكر الشّعْر بِعَيْنِه قَالَ فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مائَة انْتَهَى إِلَّا أَنه قَالَ فِي الشّعْر بدر

عوض حصن وَقَالَ مرداس عوض جدي وَقَالَ من يخْفض عوض وَمن يضع وَزَاد الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة وَابْن إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله بن أبي بكر بن حزم وَغَيره ... فَذكر الْقِصَّة وَفِي آخرهَا اذْهَبُوا فَاقْطَعُوا عني لِسَانه فوادوه حَتَّى رَضِي فَكَانَ ذَلِك قطع لِسَانه وَكَذَلِكَ ذكره ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة الطَّائِف من قَول ابْن إِسْحَاق وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس بن مرداس من قَول عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَمن قَول عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد ... فَذكر الْقِصَّة وفيهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اقْطَعُوا لِسَانه عني) فَأعْطَاهُ مائَة من الْإِبِل وَيُقَال خمسين وَفِي رِوَايَة عُرْوَة فَأعْطَاهُ حلَّة وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي غَزْوَة هوَازن حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد قَالَ وَأعْطَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عُيَيْنَة الْفَزارِيّ أَيْضا مائَة وَأعْطَى الْعَبَّاس بن مرداس أَرْبعا من الْإِبِل فَقَالَ يُعَاتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْطَعُوا عني لِسَانه فَأَعْطوهُ مائَة من الْإِبِل) 712 - الحَدِيث الْعشْرُونَ فِي الحَدِيث (من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج) قلت غَرِيب وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْقَضَاء من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن يَحْيَى بن رَاشد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (وَمن قَالَ فِي مُؤمن بِمَا

لَيْسَ فِيهِ أسْكنهُ الله ردغة الخبال حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ) مُخْتَصر وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبيُوع عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَمن قَالَ فِي مُؤمن مَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج) مُخْتَصر وَصَححهُ وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْخمسين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن الْمُبَارك عَنهُ عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبد الله بن سُلَيْمَان أَن إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الْمعَافِرِي حَدثهُ عَن سهل بن معَاذ بن أنس عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ يُرِيد شينه بِهِ حَبسه الله عَلَى جسر جَهَنَّم حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ)) مُخْتَصر وَلَفظ المُصَنّف رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث من قَول حسان بن عَطِيَّة قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن حسان بن عَطِيَّة قَالَ من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَقفه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج مِنْهُ انْتَهَى قَالَ والقفو الْقَذْف يُقَال قَفَوْت الرجل أَقْفُوهُ إِذا قَذَفته انْتَهَى وَلم يُورِدهُ صَاحب النِّهَايَة إِلَّا من قَول حسان بن عَطِيَّة وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْجُزْء الَّذِي جمعه من أَحَادِيث حَمْزَة الزيات عَن حَمْزَة الْجَزرِي عَن مطر الْوراق عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قذف مُؤمنا أَو مُؤمنَة حبس فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي الله بالمخرج) مُخْتَصر وَرَوَاهُ فِي مُسْند الشاميين من حَدِيث مطر الْوراق عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه سَوَاء 713 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَنه لما تزاحف الْفَرِيقَانِ يَوْم بدر وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْعَريش مَعَ أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يَدْعُو وَيَقُول (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك عَهْدك وَوَعدك) ثمَّ خرج وَعَلِيهِ الدرْع يحرض النَّاس وَيَقُول

سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر وَلَعَلَّ الله تَعَالَى أرَاهُ مصَارِعهمْ فِي مَنَامه فَكَانَ يَقُول حِين ورد مَاء بدر (وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى مصَارِع الْقَوْم) وَهُوَ يومي إِلَى الأَرْض وَيَقُول (هَذَا مصرع فلَان هَذَا مصرع فلَان) فَتَسَامَعَتْ قُرَيْش بِمَا أوحى إِلَى رَسُول الله من أَمر بدر وَمَا أرِي فِي مَنَامه من مصَارِعهمْ وَكَانُوا يَضْحَكُونَ ويستسخرون قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه فروَى البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَهُوَ فِي قبَّة يَوْم بدر (اللَّهُمَّ إِنِّي أنْشدك عَهْدك وَوَعدك اللَّهُمَّ إِن تشَاء لَا تعبد الْيَوْم) فَأخذ أَبُو بكر بِيَدِهِ فَقَالَ حَسبك فَخرج وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر انْتَهَى وَرَوَى مُسلم فِي الْمَغَازِي فِي قصَّة الطَّائِف عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هَذَا مصرع فلَان) وَيَضَع يَده عَلَى الأَرْض هَاهُنَا وَهَاهُنَا قَالَ فَمَا مَاطَ أحدهم عَن مَوضِع يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 714 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا خيل الله ارْكَبِي) قلت رَوَاهُ الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ فِي بَاب حَدِيث الْمثلَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْفَارِسِي أَنا يَحْيَى بن عبد الْوَهَّاب أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَاتِب أَنا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا إِسْحَاق بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق

سَمِعت أبي يَقُول حَدثنَا أَبُو حَمْزَة عَن عبد الْكَرِيم وَسُئِلَ عَن أَبْوَال الْإِبِل فَقَالَ حَدثنِي سعيد بن جُبَير عَن الْمُحَاربين فَقَالَ كَانَ نَاس أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا نُبَايِعك عَلَى الْإِسْلَام فَبَايعُوهُ وهم كذبة لَيْسَ الْإِسْلَام يُرِيدُونَ ثمَّ قَالُوا إِنَّا نَجْتَوِي الْمَدِينَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه اللقَاح تَغْدُو عَلَيْكُم وَتَروح فَاشْرَبُوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا) فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ الصَّرِيخ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَن قتلوا الرَّاعِي وَسَاقُوا النعم فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنُوديَ فِي النَّاس (يَا خيل الله ارْكَبِي) فَرَكبُوا لَا ينْتَظر فَارس فَارِسًا وَركب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَثَرهم فَلم يزَالُوا فِي طَلَبهمْ حَتَّى أَدْركُوهُم فَقتل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقطع وَسمر الْأَعْين قَالَ وَمَا مثل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل وَلَا بعد وَنَهَى عَن الْمثلَة وَكَانَ أنس بن مَالك يَقُول نَحْو ذَلِك غير أَنه قَالَ وَأَحْرَقَهُمْ بالنَّار بَعْدَمَا قَتلهمْ انْتَهَى وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي بَاب غَزْوَة بني قُرَيْظَة قَالَ وَرَوَى ابْن عَابِد أَخْبرنِي الْوَلِيد بن مُسلم أَخْبرنِي سعيد بن بشير عَن قَتَادَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْأَحْزَاب مناديا يُنَادي (يَا خيل الله ارْكَبِي) انْتَهَى وَعَجِيب من السُّهيْلي كَيفَ عزا هَذِه اللَّفْظَة لمُسلم ذكره فِي الرَّوْض الْأنف فِي أول غَزْوَة حنين وَهِي أَوَاخِر الْكتاب وَأما أَبُو دَاوُد فَإِنَّهُ قَالَ فِي كتاب الْجِهَاد فِي سنَنه بَاب النداء عِنْد النفير (يَا خيل الله ارْكَبِي) ثمَّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَن سَمُرَة بن جُنْدُب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَمّى خَيْلنَا خيل الله وَفِيه نظر لمن تَأمله

وَهُوَ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من قَول عَلّي رَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث أبي نَضرة عَن أَسِير بن جَابر قَالَ قَالَ لي صَاحب وَأَنا بِالْكُوفَةِ هَل لَك فِي أَن تنظر رجلا ... فَذكر قصَّة أويس الْقَرنِي إِلَى أَن قَالَ فَنَادَى مُنَادِي عَلّي يَا خيل الله ارْكَبِي وَأَبْشِرِي ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ فِي كتاب الرِّدَّة لِلْوَاقِدِي من قَول خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ حَدثنِي مُحَمَّد ابْن صَالح بن دِينَار عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد أَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ لأَصْحَابه يَوْم الْيَمَامَة يَا خيل الله ارْكَبِي فَرَكبُوا وَسَارُوا إِلَى بني حنيفَة فَقَتَلُوهُمْ وَأسرُوهُمْ مُخْتَصر 715 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف فِي الرَّد عَلَى أهل السّنة تَفْضِيلهمْ الْبشر عَلَى الْمَلَائِكَة وَقد لَفَظُوا أَخْبَارًا مِنْهَا مَا رووا أَن الْمَلَائِكَة قَالَت رَبنَا إِنَّك أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا ويتمتعون وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ قلت هَذَا الحَدِيث رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَجَابِر فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خَالِد المصِّيصِي حَدثنَا حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر حَدثنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَن الْمَلَائِكَة قَالَت يَا رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَيلبسُونَ وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك وَلَا نَأْكُل وَلَا نشرب وَلَا نَلْهُو فَكَمَا جعلت لَهُم الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لنا الْآخِرَة قَالَ لَا أجعَل ذُرِّيَّة من

خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ) انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن ماهان حَدثنَا أبي حَدثنَا طَلْحَة بن زيد عَن صَفْوَان بن سليم بِهِ سندا ومتنا وَقَالَ لم يروه عَن صَفْوَان إِلَّا طَلْحَة بن زيد وَأَبُو غَسَّان وَتفرد بِهِ عَن طَلْحَة مُحَمَّد بن ماهان وَتفرد بِهِ عَن أبي غَسَّان حجاج الْأَعْوَر انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره من قَول زيد بن أسلم فَقَالَ حَدثنَا معمر عَن زيد بن أسلم قَالَ قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رَبنَا أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا وَيَتَنَعَّمُونَ وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ الله وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله رَوَى عبد الْمجِيد بن أبي رواد عَن معمر عَن زيد ابْن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قَالَت الْمَلَائِكَة أَي رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا فَأَعْطِنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله تَعَالَى لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ) وَقد رَوَاهُ سُرَيج بن يُونُس عَن عبد الْمجِيد فَوَقفهُ وَهُوَ أصح انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية كَذَلِك وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَكَانَ الْحميدِي يتَكَلَّم فِي عبد الْمجِيد وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك انْتَهَى وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي بَاب وَصفه تَعَالَى بِالْيَدِ أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد الصفار حَدثنَا جُنَيْد ابْن حَكِيم حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عبد ربه بن صَالح قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم اللَّخْمِيّ يحدث عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما خلق الله آدم وَذريته قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رب خلقتهمْ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَيَنْكِحُونَ فَاجْعَلْ لَهُم الدُّنْيَا وَلنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله لَا أجعَل من خلقت بيَدي كمن قلت

لَهُ كن فَكَانَ) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا أَحْمد بن يعلي الدِّمَشْقِي حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عُثْمَان بن علاق قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم بِهِ 716 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من الْمَلَائِكَة الَّذين عِنْده قلت رُوِيَ مَوْقُوفا كَمَا ذكره المُصَنّف وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَيْضا فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْفِتَن حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة حَدثنَا أَبُو المهزم يزِيد بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من بعض مَلَائكَته) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان عَن أبي المهزم بِهِ مَوْقُوفا الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من مَلَائكَته انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَأَبُو الْمَهْزُوم مَتْرُوك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِأبي المهزم وَقَالَ كَانَ كثير الْخَطَأ فَلَمَّا كثرت فِي رِوَايَته مُخَالفَة الْأَثْبَات خرج عَن حد الْعُدُول وَقد تَركه شُعْبَة انْتَهَى وَفِي حَدِيث آخر مَرْفُوع رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عبيد الله بن تَمام عَن خَالِد الْحذاء عَن بشر بن شغَاف عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا شَيْء أكْرم عَلَى الله يَوْم الْقِيَامَة من ابْن آدم) قيل يَا رَسُول الله وَلَا الْمَلَائِكَة قَالَ وَلَا الْمَلَائِكَة الْمَلَائِكَة مَجْبُورُونَ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَر) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ عبيد الله بن تَمام وَقد رَوَاهُ غَيره عَن خَالِد الْحذاء بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْأَصَح ثمَّ أخرجه كَذَلِك

وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقَالَ عبيد الله بن تَمام يروي أَحَادِيث مَقْلُوبَة وَهُوَ ضَعِيف 717 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن ثقيفا قَالَت للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ندخل فِي أَمرك حَتَّى تُعْطِينَا خِصَالًا نفتخر بهَا عَلَى الْعَرَب لَا نَعْشِرُ وَلَا نحْشر وَلَا نجبي فِي صَلَاتنَا وكل رَبًّا فَهُوَ لنا وكل رَبًّا علينا فَهُوَ مَوْضُوع عَنَّا وَأَن تَمَتعنَا بِاللات سنة وَلَا نكسرها بِأَيْدِينَا عِنْد رَأس الْحول وَأَن تمنع من قصد وَادِينَا وَج فَعَضَدَ شَجَره فَإِذا سَأَلتك الْعَرَب لم فعلت ذَلِك فَقل إِن الله أَمرنِي بِهِ وَجَاءُوا بِكِتَابِهِمْ فَكتب (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لثقيف لَا يعشرُونَ وَلَا يحشرون) فَقَالُوا وَلَا يجبونَ فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالُوا لِلْكَاتِبِ اكْتُبْ وَلَا يجبونَ وَالْكَاتِب ينظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ عمر بن الْخطاب فسل سَيْفه وَقَالَ أسعرتم قلب نَبينَا يَا معشر ثَقِيف أَسعر الله قُلُوبكُمْ نَارا فَقَالُوا لسنا نُكَلِّم إياك إِنَّمَا نُكَلِّم مُحَمَّدًا فَنزلت 718الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّهَا لما نزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاك الْآيَة كَانَ يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تَكِلنِي إِلَى نَفسِي طرفَة عين) قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

وَذكر الَّذِي قبله عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد 719 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر حَسَدْته الْيَهُود وكرهوا قربه مِنْهُم فَاجْتمعُوا وَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الْأَنْبِيَاء إِنَّمَا بعثوا بِالشَّام وَهِي بِلَاد مُقَدَّسَة وَكَانَت مهَاجر إِبْرَاهِيم فَلَو خرجت إِلَى الشَّام لآمَنَّا بك واتبعناك وَقد علمنَا أَنه لَا يمنعك من الْخُرُوج إِلَّا خوف الرّوم فَإِن كنت نَبيا فَالله مانعك مِنْهُم فَعَسْكَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل بِذِي الحليفة حَتَّى يجْتَمع إِلَيْهِ أَصْحَابه وَيَرَاهُ النَّاس عَازِمًا عَلَى الْخُرُوج إِلَى الشَّام لِحِرْصِهِ عَلَى دُخُول النَّاس فِي دين الله فَنزلت وَإِذا لَا يلبثُونَ خِلافك فَرجع 720 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل لدلوك الشَّمْس حِين زَالَت الشَّمْس وَصَلى بِي الظّهْر) قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الجزار حَدثنَا سعيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه حَدثنَا

أَيُّوب بن عتبَة حَدثنَا أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن ابْن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه أَن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين دلكت الشَّمْس يَعْنِي حِين زَالَت فَقَالَ لَهُ قُم فصل فَقَامَ فَصَلى الظّهْر ثمَّ ذكر بَاقِي الصَّلَوَات بأعدادهن ... ثمَّ قَالَ وَأَيوب بن عتبَة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ قُم فصل وَذَلِكَ لدلوك حِين مَالَتْ فَقَامَ فَصَلى الظّهْر أَرْبعا انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك بشر بن عمر الزهْرَانِي حَدثنِي سَلمَة بن بِلَال حَدثنَا يَحْيَى ابْن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه وَزَاد بَاقِي الصَّلَوَات وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَينظر فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَرَوَاهُ بِهَذَا السَّنَد الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ إِنَّه مُنْقَطع لم يسمعهُ أَبُو بكر من أبي مَسْعُود وَإِنَّمَا هُوَ بَلَاغ بلغه انْتَهَى قَالَه فِي السّنَن وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عمر بن قيس عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (دلوك الشَّمْس زَوَالهَا) انْتَهَى وَقَالَ إِنَّمَا يرْوَى هَذَا الحَدِيث مَوْقُوفا عَلَى ابْن عمر وَلم يسْندهُ عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا عمر ابْن قيس وَكَانَ لين الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سهل بن بكار عَن أبي عوَانَة عَن الْأسود ابْن قيس عَن نُبيح الْعَنزي عَن جَابر بن عبد الله قَالَ دَعَوْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن شَاءَ من أَصْحَابه يطْعمُون عِنْدِي ثمَّ خَرجُوا حِين زَالَت الشَّمْس فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اخْرُج يَا أَبَا بكر) فَهَذَا حِين دلكت الشَّمْس انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن مَسْعُود عقبه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد 721 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي الْمقَام الْمَحْمُود هُوَ الْمقَام الَّذِي أشفع فِيهِ لأمتي) قلت رُوِيَ من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث كَعْب بن مَالك وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما حَدِيث أنس فَذكره البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد وَلم يصل سَنَده بِهِ فَقَالَ وَقَالَ حجاج بن منهال حَدثنَا همام حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك الْيَوْم فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا فَيَأْتُونَ آدم عَلَيْهِ السَّلَام) إِلَى أَن قَالَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُول لَهُم لست هُنَاكُم ائْتُوا مُحَمَّدًا) قَالَ فَيَأْتُوني فَأَسْتَأْذِن عَلَى رَبِّي فَيُؤذن لي ثمَّ أشفع) إِلَى أَن قَالَ فَأَقُول يَا رب مَا بَقِي فِي النَّار إِلَّا من وَجب عَلَيْهِ الخلود) ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا قَالَ وَهَذَا الْمقَام الَّذِي وعده نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ) مُخْتَصر أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره هَذِه السُّورَة وَفِي الزَّكَاة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الشَّمْس لَتَدْنُو حَتَّى يبلغ الْعرق نصف الْأذن فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ اسْتَغَاثُوا بِآدَم فَيَقُول لست صَاحب ذَلِك ثمَّ مُوسَى فَيَقُول كَذَلِك ثمَّ بِمُحَمد فَيشفع بَين الْخلق فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذ بِحَلقَة الْجنَّة فَذَلِك يَوْمئِذٍ يَبْعَثهُ الله مقَاما مَحْمُودًا انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من

حَدِيث سَلمَة بن كهيل عَن أبي الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيكون أول شَافِع روح الْقُدس جِبْرِيل ثمَّ إِبْرَاهِيم ثمَّ مُوسَى ثمَّ عِيسَى ثمَّ يقوم نَبِيكُم رَافعا لَا يشفع أحد بعده فِيمَا يشفع فِيهِ وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا عَارِم بن الْفضل حَدثنَا سعيد بن زيد حَدثنَا عَلّي بن الحكم الْبنانِيّ عَن عُثْمَان بن عمر أبي الْيَقظَان عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ ابْنا مليكَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَا إِن أمنا تكرم الزَّوْج وَتعطف عَلَى الْوَلَد وَذكر الضَّيْف غير أَنَّهَا وَأَدت فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ (أمكُمَا فِي النَّار) قَالَ فَأَدْبَرَا وَالسوء يرَى فِي وُجُوههمَا فَأمر بهما فَردا وَالسُّرُور يرَى فِي وُجُوههمَا رَجَاء أَن يكون قد حدث شَيْء فَقَالَ (أُمِّي مَعَ أمكُمَا) فقاتل رجل من الْمُنَافِقين وَمَا يُغني هَذَا عَن أمه شَيْئا وَنحن نَطَأ عقبه فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هَل وَعدك رَبك فِيهَا أَو فيهمَا فَقَالَ مَا شَاءَ الله رَبِّي وَمَا أَطْعمنِي فِيهِ وَإِنِّي لأَقوم الْمقَام الْمَحْمُود يَوْم الْقِيَامَة) فَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا رَسُول الله وَمَا ذَاك الْمقَام الْمَحْمُود قَالَ ذَاك إِذا جِيءَ بكم حُفَاة عُرَاة غرلًا) ثمَّ ذكره بِطُولِهِ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير حَدثنَا بنْدَار حَدثنَا غنْدر حَدثنَا شُعْبَة عَن سَلمَة ابْن كهيل حَدثنَا أَبُو الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيقوم نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَا يشفع أحد بِمثل شَفَاعَته وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عَلّي بن الحكم بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ أما حَدِيث كَعْب بن مَالك فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن كَعْب بن مَالك

أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يبْعَث الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي عَلَى تل وَيَكْسُونِي رَبِّي حلَّة خضراء ثمَّ يُؤذن لي فَأَقُول مَا شَاءَ الله أَن أَقُول فَذَلِك الْمقَام الْمَحْمُود) انْتَهَى وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأحمد فِي مُسْنده وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن يزِيد الْفَقِير عَن جَابر فِي بَاب الشَّفَاعَة بِلَفْظ آخر وَيُرَاجع أَيْضا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مد الله الأَرْض مد الْأَدِيم حَتَّى لَا يكون لبشر من النَّاس إِلَّا مَوضِع قَدَمَيْهِ فَأَكُون أول من يُدعَى جِبْرِيل عَن يَمِين الرَّحْمَن فَأَقُول أَي رب إِن هَذَا أَخْبرنِي أَنَّك أَرْسلتهُ إِلَيّ فَيَقُول صدق ثمَّ أشفع فَأَقُول يَا رب عِبَادك عَبَدُوك فِي أَطْرَاف الأَرْض) قَالَ (فَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد أرْسلهُ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ بِهِ كَذَلِك مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مُرْسلا وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة عَن الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر) قَالَ فَيفزع النَّاس ثَلَاث فَزعَات فَيَأْتُونَ آدم) فَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة وَفِي آخِره فَيُقَال ارْفَعْ رَأسك وَاشْفَعْ تشفع وَقل يسمع لِقَوْلِك وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي قَالَ الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا) مُخْتَصر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما عَن وَكِيع عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أبي هُرَيْرَة

قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا وَسُئِلَ عَنْهَا قَالَ (هِيَ الشَّفَاعَة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الواحدي فِي الْأَوْسَط وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث ابْن ثَوْبَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وَعدك رَبك قَالَ يحْشر النَّاس عُرَاة غرلًا) فَذكره بِطُولِهِ وَأما حَدِيث سعد فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي حنيفَة عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمقَام الْمَحْمُود فَقَالَ هُوَ الشَّفَاعَة) انْتَهَى 722 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ عَن حُذَيْفَة قَالَ يجمع النَّاس فِي صَعِيد فَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك بَين يَديك وَبِك وَإِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت) قَالَ فَهَذَا قَوْله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك ... الْآيَة قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود حَدثنَا خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق سَمِعت صلَة بن زفر يَقُول سَمِعت حُذَيْفَة يَقُول يجمع النَّاس فِي صَعِيد وَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر فِي يَديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك وَابْن عَبدك وَبِك وَإِلَيْك وَلَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت) فَهَذَا قَوْله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك

مقَاما مَحْمُودًا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَزَاد فِيهِ سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت كَمَا ذكره فِي الْكتاب وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام حُذَيْفَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن بشار عَن غنْدر عَن شُعْبَة بِهِ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة بِهِ وَمن طَرِيق أبي دَاوُد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن شُعْبَة بِهِ بِلَفْظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده 723 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتعْمل عتاب بن أسيد عَلَى أهل مَكَّة وَقَالَ (انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى أهل الله) فَكَانَ شَدِيدا عَلَى الْمُرِيب لينًا عَلَى الْمُؤمن وَقَالَ لَا وَالله لَا أعلم مُتَخَلِّفًا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة فِي جمَاعَة إِلَّا ضربت عُنُقه فَإِنَّهُ لَا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة إِلَّا مُنَافِق فَقَالَ أهل مَكَّة يَا رَسُول الله لقد اسْتعْملت عَلَى أهل الله عتاب بن أسيد أَعْرَابِيًا جَافيا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (إِنِّي رَأَيْت فِيمَا يرَى النَّائِم كَأَن عتاب بن أسيد أَتَى بَاب الْجنَّة فَأخذ حَلقَة الْبَاب فقلقها قِلْقَالًا شَدِيدا حَتَّى فتح لَهُ فَدَخلَهَا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْكَلْبِيّ قَالَ سُلْطَانا نَصِيرًا عتاب بن أسيد اسْتَعْملهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أهل مَكَّة فَقَالَ (انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى

أهل الله ... فَذكره إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمد الْأَشَج حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن زيد حَدثنَا الْحُسَيْن بن حَفْص حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن خَليفَة عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَاجعَل لي من لَدُنْك سُلْطَانا نَصِيرًا قَالَ عتاب بن أسيد أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مَكَّة ... فَذكره وَلم يذكر فِيهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام 724 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه لما نزلت وَقل جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل يَوْم الْفَتْح قَالَ جِبْرِيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خُذ مخصرتك فَأَلْقِهَا فَجعل يَأْتِي صنما صنما وينكت بِالْمِخْصَرَةِ فِي عينه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل فَينكب الصَّنَم عَلَى وَجهه حَتَّى أَلْقَاهَا جَمِيعًا وَبَقِي صنم خُزَاعَة وَكَانَ فَوق الْكَعْبَة وَكَانَ من قَوَارِير صفر فَقَالَ (يَا عَلّي ارْمِ بِهِ) وَحمله رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَمَى بِهِ فَكَسرهُ فَجعل أهل مَكَّة يعْجبُونَ وَيَقُولُونَ مَا رَأينَا رجلا أَسحر من مُحَمَّد قلت غَرِيب وَرَوَاهُ مُخْتَصرا النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي حَدثنَا أَحْمد بن حَرْب حَدثنَا أَسْبَاط عَن نعيم بن حَكِيم الْمَدَائِنِي حَدثنَا أَبُو مَرْيَم قَالَ قَالَ عَلّي انْطَلَقت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَة فَقَالَ لي (اجْلِسْ) فَجَلَست فَصَعدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مَنْكِبي فَنَهَضت بِهِ فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضعْفي

قَالَ لي (اجْلِسْ) فَجَلَست فَنزل نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لي اصْعَدْ أَنْت عَلَى مَنْكِبي) فَنَهَضَ بِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإنَّهُ ليُخَيل لي أَنِّي لَو شِئْت لَنِلْت أفق السَّمَاء فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة وَعَلَيْهَا تِمْثَال من صفر أَو نُحَاس فَجعلت أعَالجهُ يَمِينا وَشمَالًا وَقُدَّام وَمن بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه حَتَّى إِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْذِفْهُ) فَقَذَفْتُ بِهِ فَكَسرته كَمَا تكسر الْقَوَارِير ثمَّ نزلت فَانْطَلَقت أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَسْتَبِق حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ خشيَة أَن يَلْقَانَا أحد من النَّاس انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا شَبابَة حَدثنَا نعيم ... بِهِ سَوَاء وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ فِيهِ فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة فَقَالَ لي (ألق صَنَمهمْ الْأَكْبَر صنم قُرَيْش) وَكَانَ نُحَاسا مُؤَبَّدًا بِأَوْتَادٍ من حَدِيد فَجعلت أعَالجهُ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل الْآيَة قَالَ فَلم أزل أعَالجهُ حَتَّى اسْتَمْكَنت فِيهِ ... الحَدِيث وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 725 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه لَهُ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا ابْن بَاقِل رَاقِم بن أَحْمد الْقَارِي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مدرك البُخَارِيّ حَدثنَا عبيد الله بن وَاصل حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف حَدثنَا أَحْمد بن الْحَارِث الغساني حَدثنَا سَاكِنة ابْن الْجَعْد قَالَ سَمِعت رَجَاء الغنوي يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه الله) انْتَهَى

726 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ عَن ابْن بُرَيْدَة قَالَ لقد مَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح قلت فِي الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَة مَا بلغ الْإِنْس وَالْجِنّ ولَا الْمَلَائِكَة وَلَا الشَّيَاطِين علم الرّوح وَلَقَد مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح 727 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن الْيَهُود أرْسلت إِلَى قُرَيْش أَن سلوه عَن أَصْحَاب الْكَهْف وَعَن ذِي القرنين وَعَن الرّوح فَإِن أجَاب عَنْهَا أَو سكت فَلَيْسَ بِنَبِي وَإِن أجَاب عَن بعض وَسكت عَن بعض فَهُوَ نَبِي فَبين لَهُم الْقصَّتَيْنِ وَأبْهم أَمر الرّوح وَهُوَ مُبْهَم فِي التَّوْرَاة فَنَدِمُوا عَلَى سُؤَالهمْ قلت ذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة أَن أهل مَكَّة بعثوا رهطا مِنْهُم إِلَى الْيَهُود يَسْأَلُونَهُمْ عَن أَشْيَاء يمْتَحنُونَ بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا لَهُم سلوه عَن ثَلَاث فَإِن عرفهَا فَهُوَ نَبِي سلوه عَن أَقوام ذَهَبُوا فِي الأَرْض فَلَا يدْرِي مَا صَنَعُوا وَسَلُوهُ عَن رجل بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا وَسَلُوهُ عَن الرّوح فَلَمَّا رجعُوا سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن ذَلِك فَقَالَ (غَدا أُجِيبكُم) الحَدِيث بِطُولِهِ وَيُرَاجع 728 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَالَ لَهُم ذَلِك يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا قَالُوا أَنَحْنُ مختصون بِهَذَا الْخطاب

أم أَنْت مَعنا فِيهِ فَقَالَ بل نَحن وَأَنْتُم لم نُؤْت من الْعلم إِلَّا قَلِيلا فَقَالُوا مَا أعجب شَأْنك سَاعَة تَقول وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا وَسَاعَة تَقول هَذَا فَنزلت وَلَو أَنما فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام ... الْآيَة قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي سُورَة لُقْمَان هَكَذَا من غير سَنَد وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة لُقْمَان حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مهْرَان حَدثنَا سَعْدَان بن نصر حَدثنَا عَلّي ابْن عَاصِم حَدثنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة قَالَ عَلّي لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا ... فَذكره بتغيير وَزِيَادَة وَنقص وَتَطْوِيل 729 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم فَقَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة أَصْنَاف صنفا مشَاة وَصِنْفًا ركبانا وَصِنْفًا عَلَى وُجُوههم) قيل يَا رَسُول الله وَكَيف يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم قَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم أما إِنَّهُم يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كل حدب وَشَوْك) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى

وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور والْحَدِيث مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الرقَاق وَمُسلم فِي التَّوْبَة عَن أنس أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر الْكَافِر عَلَى وَجهه قَالَ (أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرجلَيْن فِي الدُّنْيَا قَادر عَلَى أَن يمْشِيه عَلَى وَجهه يَوْم الْقِيَامَة) قَالَ قَتَادَة بلَى وَعزة رَبنَا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ الْكتاب فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن دُحَيْم حَدثنَا أَحْمد بن حَازِم أَنا يعلي بن عبيد حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن نفيع أبي دَاوُد عَن أنس قَالَ قيل يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر النَّاس عَلَى وُجُوههم قَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَرجُلهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم) انْتَهَى 730 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ قوم وَلَا دين لَهُم وَإِن هَذَا الْقُرْآن لتصبحون يَوْمًا وَمَا فِيكُم مِنْهُ شَيْء فَقَالَ رجل وَكَيف ذَلِك وَقد أَثْبَتْنَاهُ فِي قُلُوبنَا وَمَصَاحِفنَا يُعلمهُ أَبْنَاؤُنَا فَقَالَ يسري عَلَيْهِ لَيْلًا فَيُصْبِح النَّاس مِنْهُ فُقَرَاء ترفع الْمَصَاحِف وَينْزع مَا فِي الْقُلُوب قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز ابْن رفيع عَن شَدَّاد بن معقل قَالَ سَمِعت ابْن مَسْعُود يَقُول إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا يَبْقَى من دينكُمْ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ أَقوام وَلَا دين لَهُم وَلَينْزَعَنَّ الْقُرْآن من بَين أظْهركُم قَالُوا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن أَلسنا نَقْرَأ الْقُرْآن وَقد أثْبته الله فِي قُلُوبنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفنَا قَالَ يُسرى عَلَى الْقُرْآن لَيْلًا فَلَا يَبْقَى فِي قلب عبد مِنْهُ شَيْء وَلَا فِي مصحف مِنْهُ شَيْء وَيُصْبِح النَّاس كَالْبَهَائِمِ ثمَّ قَرَأَ عبد الله وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك ... الْآيَة انْتَهَى

وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فضل الْقُرْآن وَفِي الْفِتَن وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن زُهَيْر عَن عبد الْعَزِيز بِهِ وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث شريك عَن عبد الْعَزِيز بِهِ 731 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن بعض الْيَهُود سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات فَقَالَ (أوحى الله إِلَى مُوسَى أَن قل لبني إِسْرَائِيل لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تسحرُوا وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان ليَقْتُلهُ وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَأَنْتُم يهود خَاصَّة لَا تعدوا فِي السبت) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُحَاربَة وَابْن ماجة فِي الْأَدَب من حَدِيث عبد الله بن سَلمَة عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن يهوديين قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِي نَسْأَلهُ فَقَالَ لَا تقل لَهُ نَبِي فَإِنَّهُ إِن سَمعك صَارَت لَهُ أَرْبَعَة أعين فَأتيَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَاهُ عَن قَول الله تَعَالَى وَلَقَد أَتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تسحرُوا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان فيقتله وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَعَلَيْكُم يَا يهود خَاصَّة أَلا تعدوا فِي السبت) فَقبلا يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَقَالا نشْهد أَنَّك نَبِي قَالَ (فَمَا يَمْنَعكُمَا) قَالَا إِن دَاوُد دَعَا الله أَلا يزَال فِي ذُريَّته نَبِي وَإِنَّا نَخَاف إِن أسلمنَا أَن تَقْتُلنَا الْيَهُود انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح لَا نَعْرِف لَهُ عِلّة بِوَجْه من الْوُجُوه وَلم يخرجَاهُ وَلَا خرجا لِصَفْوَان شَيْئا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَلم يذكر فِيهِ السحر وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلم يذكر فِيهِ السحر وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْمَغَازِي وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِلَفْظ السّنَن وَأحمد رَوَاهُ من طَرِيقين لم يذكر فِي احدهما قذف المحصنة وَقَالَ فِي الآخر وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة أَو قَالَ لَا تَفِرُّوا من الزَّحْف شكّ شُعْبَة والْحَدِيث فِيهِ إشْكَالَانِ أَحدهمَا أَنهم سَأَلُوا عَن تِسْعَة وَأجَاب فِي الحَدِيث بِعشْرَة وَهَذَا لَا يرد عَلَى رِوَايَة أبي نعيم وَالطَّبَرَانِيّ لِأَنَّهُمَا لم يذكرَا فِيهِ السحر وَلَا عَلَى رِوَايَة أَحْمد أَيْضا لِأَنَّهُ لم يذكر الْقَذْف مرّة وَشك فِي أُخْرَى فَيَبْقَى الْمَعْنى فِي رِوَايَة غَيرهم أَي خُذُوا مَا سَأَلْتُمُونِي عَنهُ وَأَزِيدكُمْ مَا يخْتَص بكم لِتَعْلَمُوا وُقُوفِي عَلَى مَا يشْتَمل عَلَيْهِ كتابكُمْ الْإِشْكَال الثَّانِي أَن هَذِه وَصَايَا فِي التَّوْرَاة لَيْسَ فِيهَا حجج عَلَى فِرْعَوْن وَقَومه فَأَي مُنَاسبَة بَين هَذَا وَبَين إِقَامَة الْبَرَاهِين عَلَى فِرْعَوْن وَمَا جَاءَ هَذَا إِلَّا من عبد الله ابْن سَلمَة فَإِن فِي حفظه شَيْئا وَتَكَلَّمُوا فِيهِ وَأَن لَهُ مَنَاكِير وَلَعَلَّ ذَيْنك الْيَهُودِيين إِنَّمَا سَأَلَا عَن الْعشْر كَلِمَات فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ بِالتسْعِ آيَات فَوَهم فِي ذَلِك وَالله أعلم وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَذَلِك بِلَفْظ السّنَن

732 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يخْفض صَوته بِالْقُرْآنِ فِي صلَاته وَيَقُول أُنَاجِي رَبِّي وَقد علم حَاجَتي وَكَانَ عمر يرفع صَوته وَيَقُول أزْجر الشَّيْطَان وَأُوقِظ الْوَسْنَان فَأمر أَبَا بكر أَن يرفع قَلِيلا وَأمر عمر أَن يخْفض قَلِيلا قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي قَتَادَة وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَلّي وَأما حَدِيث أبي قَتَادَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّهَجُّد من حَدِيث ابْن إِسْحَاق السيلَحِينِي أَخْبرنِي حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِأبي بكر يُصَلِّي يخْفض من صَوته وَمر بعمر بن الْخطاب وَهُوَ يُصَلِّي رَافعا صَوته قَالَ فَلَمَّا اجْتمعَا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا أَبَا بكر مَرَرْت بك وَأَنت تصلي خَافِضًا صَوْتك) قَالَ قَالَ قد أسمعت من نَاجَيْت يَا رَسُول الله وَقَالَ لعمر بن الْخطاب مَرَرْت بك وَأَنت تصلي رَافعا صَوْتك) قَالَ يَا رَسُول الله أُوقِظ الْوَسْنَان وَأطْرد الشَّيْطَان انْتَهَى بِلَفْظ أبي دَاوُد وَزَاد فِي رِوَايَة بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أَبَا بكر ارْفَعْ من صَوْتك شَيْئا وَقَالَ لعمر اخْفِضْ من صَوْتك شَيْئا) انْتَهَى وَلَفظ التِّرْمِذِيّ عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأبي بكر (مَرَرْت بك وَأَنت تقْرَأ تخْفض من صَوْتك) فَقَالَ إِنِّي أسمعت من نَاجَيْت فَقَالَ ارْفَعْ قَلِيلا) وَقَالَ لعمر (مَرَرْت بك وَأَنت تقْرَأ ترفع صَوْتك) قَالَ إِنِّي أُوقِظ الْوَسْنَان وَأطْرد الشَّيْطَان قَالَ (اخْفِضْ قَلِيلا) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب صَحِيح وَإِنَّمَا أسْندهُ يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَأكْثر النَّاس

رَوَوْهُ هَكَذَا عَن عبد الله بن رَبَاح مُرْسلا انْتَهَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعشَاء فَقَامَ أَبُو بكر فَقَرَأَ ... إِلَى آخِره فَقَالَ أبي أَخطَأ فِيهِ السيلَحِينِي وَالصَّحِيح عَن عبد الله بن رَبَاح أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الْخَامِس حَدثنَا ابْن خُزَيْمَة أَنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم حَدثنَا يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِهَذِهِ الْقِصَّة لم يقل فِيهِ لأبي بكر ارْفَعْ شَيْئا وَلَا لعمر اخْفِضْ شَيْئا زَاد (وَقد سَمِعتك يَا بِلَال وَأَنت تقْرَأ من هَذِه السُّورَة وَمن هَذِه السُّور وَقَالَ كلكُمْ أصَاب) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن عَمْرو بِهِ وَلم يذكر فِيهِ قصَّة بِلَال وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب أَيْضا فَقَالَ أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد ابْن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد الصفار حَدثنَا عَبَّاس بن الْفضل حَدثنَا منْجَاب حَدثنَا ابْن أبي زَائِدَة يَحْيَى بن زَكَرِيَّا عَن أَبِيه عَن أبي إِسْحَاق عَن هَانِئ بن هَانِئ عَن عَلّي قَالَ كَانَ أَبُو بكر يُخَافت من صَوته إِذا قَرَأَ وَكَانَ عمر يجْهر بقرَاءَته فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لأبي بكر لم تخَافت) قَالَ إِنِّي اسْمَع من أُنَاجِي وَقَالَ لعمر لم تجْهر) قَالَ أطْرد الشَّيْطَان وَأُوقِظ الْوَسْنَان قَالَ فَكل طيب) انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ هَذَا الحَدِيث فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ

نبئت أَن أَبَا بكر ... فَذكره مُرْسلا وَفِيه فَقَالَ أُنَاجِي رَبِّي وَقد علم حَاجَتي ... الحَدِيث لم أجد هَذِه اللَّفْظَة إِلَّا عِنْده 733 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أفْصح الْغُلَام من بني عبد الْمطلب علمه هَذِه الْآيَة وَقل الْحَمد لله الَّذِي لم يتَّخذ ولدا ... إِلَى آخرهَا قلت رَوَاهُ ابْن السّني فِي كِتَابه عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن زَيْدَانَ البَجلِيّ حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الْكَرِيم بن أبي أُميَّة عَن عَمْرو ابْن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أفْصح الْغُلَام ... إِلَى آخِره وَمن طَرِيق ابْن السّني رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الْكَرِيم بن أبي أُميَّة عَن عَمْرو بن شُعَيْب قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره معضلا لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه عَن جده 734 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة بني إِسْرَائِيل فرق قلبه عِنْد ذكر الْوَالِدين كَانَ لَهُ قِنْطَار فِي الْجنَّة وَالْقِنْطَار ألف أُوقِيَّة وَمِائَتَا أُوقِيَّة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث ابْن عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الشُّرُوطِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن شريك بن الْفضل الْكُوفِي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس اليرعوبي

حَدثنَا سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَلم يقل فِيهِ وَمِائَتَا أُوقِيَّة وَإِنَّمَا قَالَ وَالْقِنْطَار ألف أُوقِيَّة الْأُوقِيَّة مِنْهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا انْتَهَى رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَبِسَنَدِهِ الثَّانِي بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ الْمَذْكُور

سورة الكهف

سُورَة الْكَهْف

سُورَة الْكَهْف ذكر فِيهَا سِتَّة عشر حَدِيثا 735 - قَوْله رُوِيَ أَن مُعَاوِيَة غزا الرّوم فَمر بالكهف فَقَالَ لَو كشف لنا عَن هَؤُلَاءِ فَنَظَرْنَا إِلَيْهِم فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس لَيْسَ لَك ذَلِك قد منع الله من هُوَ خير مِنْك فَقَالَ لَو اطَّلَعت عَلَيْهِم لَوَلَّيْت مِنْهُم فِرَارًا وَلَمُلئت مِنْهُم رعْبًا فَقَالَ مُعَاوِيَة لَا أَنْتَهِي حَتَّى أعلم علمهمْ فَبعث نَاسا لينظروهم فَلَمَّا دخلُوا جَاءَتْهُم ريح فَأَحْرَقَتْهُمْ قلت رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن يعلي بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير أَنه غزا مَعَ مُعَاوِيَة غَزْوَة الْمضيق نَحْو الرّوم فَمروا بالكهف فَقَالَ مُعَاوِيَة لَو كشف لنا ... إِلَى آخِره 736 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن عرْفجَة أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من ورق فَأَنْتن فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يتَّخذ أنفًا من ذهب قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن طرفَة

عَن عرْفجَة بن أسعد أَنه قطع أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من ورق ... إِلَى آخِره وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 737 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (هُوَ كَعَكرِ الزَّيْت) يَعْنِي الْمهل قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج أبي السَّمْح عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ كَالْمهْلِ كَعَكرِ الزَّيْت فَإِذا قرب إِلَيْهِ سَقَطت فَرْوَة وَجهه فِيهِ) انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي تَفْسِير سُورَة المعارج وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث رشدين بن سعد وَقد تكلم فِيهِ من قبل حفظه انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج بِهِ قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن دراج بِهِ 738 - قَوْله قَالَت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها لمن سَأَلَهَا عَن محرم يشد عَلَيْهِ هِمْيَانه قَالَت أوثق عَلَيْك نَفَقَتك قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَنَاسِك حَدثنَا حَفْص بن غياث عَن يَحْيَى بن سعيد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت عَن الْهِمْيَان للْمحرمِ فَقَالَت أوثق عَلَيْك نَفَقَتك انْتَهَى

739 - قَوْله يُحْكَى عَن الْمَنْصُور أَنه بلغه أَن أَبَا حنيفَة خَالف ابْن عَبَّاس فِي الِاسْتِثْنَاء الْمُنْفَصِل فَغَضب عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو حنيفَة هَذَا يرجع عَلَيْك افْترض لمن يُبَايِعك بِالْإِيمَان أَن يخرج من عنْدك فَيَسْتَثْنِي فَاسْتَحْسَنَهُ قلت قَول ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَالنُّذُور من حَدِيث الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِذا حلف الرجل عَلَى يَمِين فَلهُ أَن يَسْتَثْنِي وَلَو إِلَى سنة وَإِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي هَذَا وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت قَالَ إِذا ذكر اسْتثْنى وَكَانَ الْأَعْمَش يَأْخُذ بهَا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَقَالَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمَعْنَاهُ أَنه إِذا نسي أَن يَقُول فِي كَلَامه أَو حلفه إِن شَاءَ الله وَذكر وَلَو بعد سنة فَالسنة أَن نقُول لَهُ ذَلِك ليَكُون آتِيَا بِسنة الِاسْتِثْنَاء حَتَّى وَلَو بعد الْحِنْث لَا أَنه يكون رَافعا لحنث الْيَمين وَمُسْقِطًا لِلْكَفَّارَةِ انْتَهَى قَالَ بعض الْعلمَاء وَهَذَا الْأَلْيَق يحمل كَلَام ابْن عَبَّاس عَلَيْهِ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الْعَزِيز بن الْحصين عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول الله تَعَالَى وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت قَالَ إِذا نسيت الِاسْتِثْنَاء فَاسْتَثْنِ إِذا ذكرت قَالَ هِيَ لرَسُول الله خَاصَّة وَلَيْسَ لأحد منا أَن يُسْتَثْنَى إِلَّا بصلَة الْيَمين انْتَهَى 740 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث (ليقل أحدكُم فَتَاي وَفَتَاتِي وَلَا يقل عَبدِي وَلَا أمتِي) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْعتْق وَمُسلم فِي الْأَلْفَاظ من الْأَدَب ... وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَابْن ماجة فِي الْأَدَب كلهم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يقل أحدكُم أطْعم رَبك

أَرض رَبك اسْقِ رَبك وَليقل سَيِّدي مولَايَ وَلَا يقل أحدكُم عَبدِي أمتِي وَليقل فَتَاي وَفَتَاتِي وَغُلَامِي) انْتَهَى وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لمُسْند أَحْمد 741 - قَوْله عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاس إِن نَوْفًا ابْن امْرَأَة كَعْب يزْعم أَن الْخضر لَيْسَ بِصَاحِب مُوسَى وَأَن مُوسَى هُوَ مُوسَى بن مِيشَا فَقَالَ كذب عَدو الله قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء فِي قصَّة مُوسَى وَالْخضر من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى صَاحب الْخضر لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحب بني إِسْرَائِيل فَقَالَ ابْن عَبَّاس كذب عَدو الله ثمَّ ذكر قصَّة مُوسَى وَالْخضر انْتَهَى وَرَوَى مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق فِي سيرته عَن الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ جَلَست عِنْد ابْن عَبَّاس وَعِنْده نفر من أهل الْكتاب فَقَالَ بَعضهم يَا أَبَا الْعَبَّاس إِن نَوْفًا ابْن امْرَأَة كَعْب يزْعم أَن مُوسَى الَّذِي طلب الْعَالم إِنَّمَا هُوَ مُوسَى بن مِيشَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أَنْت سمعته يَا سعيد قَالَ نعم قَالَ كذب نوف ثمَّ ذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا 742 - الحَدِيث الرَّابِع عَن ابْن عَبَّاس أَن نجدة الحروري كتب إِلَيْهِ كَيفَ جَازَ قَتله يَعْنِي غُلَام مُوسَى وَقد نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قتل الْولدَان فَكتب إِلَيْهِ إِن علمت من حَال الْولدَان مَا علمه عَالم مُوسَى فلك أَن تقتل قلت الحَدِيث فِي مُسلم بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ فِي الْجِهَاد من حَدِيث يزِيد ابْن هُرْمُز قَالَ كتب نجدة بن عَامر إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله عَن العَبْد وَالْمَرْأَة يحْضرَانِ

الْمغنم هَل يقسم لَهما وَعَن قتل الْولدَان وَعَن الْيَتِيم مَتى يَنْقَطِع عَنهُ الْيُتْم وَعَن ذَوي الْقُرْبَى من هم فَكتب إِلَيْهِ ابْن عَبَّاس سَأَلتنِي عَن العَبْد وَالْمَرْأَة يحْضرَانِ الْمغنم هَل يقسم لَهما شَيْء إنَّهُمَا ليسَا لَهما شَيْء من الْمغنم إِلَّا أَن يحْذيَا من الْغَنِيمَة وَسَأَلتنِي عَن قتل الْولدَان فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقتلهُمْ إِلَّا أَن علم مِنْهُم مَا علم صَاحب مُوسَى من الْغُلَام الَّذِي قَتله وَسَأَلتنِي عَن الْيَتِيم مَتى يَنْقَطِع عَنهُ الْيُتْم فَإِنَّهُ لَا يَنْقَطِع عَنهُ اسْم الْيُتْم حَتَّى يبلغ وَيُؤْنس مِنْهُ الرشد وَسَأَلتنِي عَن ذَوي الْقُرْبَى من هم فَإنَّا زَعمنَا أَنا هم فَأَبَى علينا ذَلِك قَومنَا انْتَهَى رَوَاهُ من طرق فِي بَعْضهَا الْخضر عوض صَاحب مُوسَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ الْخضر وَرَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ فَأن كنت تعلم من الْولدَان مَا يُعلمهُ عَالم مُوسَى كَانَ ذَلِك لَك وَفِي لفظ فَقلت وَلَكِن لَا تعلم فَاجْتَنِبْهُمْ 743 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رحم الله أخي مُوسَى اسْتَحَى فَقَالَ ذَلِك) يَعْنِي قَوْله قد بلغت من لدني عذرا قلت رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مسلمة بن عَلْقَمَة عَن دَاوُد ابْن أبي هِنْد عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل ... فَذكر الحَدِيث قَالَ ابْن عَبَّاس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى اسْتَحَى عِنْد ذَلِك فَقَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا انْتَهَى بِحُرُوفِهِ 744 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (رحم الله أخي مُوسَى لَو لبث مَعَ صَاحبه لَأبْصر أعجب الْأَعَاجِيب)

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْقرَاءَات من سنَنه وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَاللَّفْظ لَهُ عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ذكر أحدا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفسِهِ فَقَالَ ذَات يَوْم (رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى لَو لبث مَعَ صَاحبه لَأبْصر الْعجب العاجب وَلكنه قَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَذَلِك وَرَوَاهُ مُسلم فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء قَرِيبا من هَذَا اللَّفْظ وَلَفظه قَالَ رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى لَوْلَا أَنه عجل لرَأَى الْعجب وَلَكِن أَخَذته من صَاحبه ذمَامَة فَقَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا وَلَو صَبر لرَأَى الْعجب مُخْتَصر 745 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا) قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ أخبرنَا مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنَا الْفرْيَابِيّ حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا قَالَ (كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا) انْتَهَى وَهُوَ فِي مُسلم فِي فِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فَانْطَلقَا حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمجَالِس فَاسْتَطْعَمَا فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا وَلَفظ النَّسَائِيّ هُوَ لفظ الْكتاب 746 - قَوْله وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما فَقيل كنز من ذهب وَفِضة وَقيل لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ عجبت لمن يعرف الْمَوْت

كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن يعرف النَّار كَيفَ يضْحك وَعَجِبت لمن يعرف الدُّنْيَا وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ هُوَ يطمئن إِلَيْهَا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله قلت الأول رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث يزِيد بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ عَن يزِيد بن يزِيد ابْن جَابر عَن مَكْحُول عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ ذهب وَفِضة انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ يزِيد بن يُوسُف مَتْرُوك وَإِن كَانَ حَدِيثه أشبه مَا رُوِيَ فِي تَفْسِير الْكَنْز انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَيزِيد بن يُوسُف لَيْسَ بِهِ بَأْس وَمن قبله وَبعده ثِقَات انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن يُوسُف وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَلينه هُوَ وَقَالَ وَهُوَ مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه الثَّانِي رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا فَالْمَرْفُوع رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنَا بشر ابْن الْمُنْذر حَدثنَا الْحَارِث بن عبد الله الْيحصبِي عَن عَيَّاش بن عَبَّاس العتباني عَن ابْن حُجَيْر عَن أبي ذَر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكَنْز الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم عجبت لمن يعرف الْمَوْت كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن يعرف النَّار كَيفَ يضْحك وَعَجِبت لمن يعرف الدُّنْيَا وَتَحْوِيلهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ هُوَ يطمئن إِلَيْهَا وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقضَاءِ وَالْقدر كَيفَ ينصب فِي طلب الرزق وَعَجِبت لمن يُوقن بِالْحِسَابِ كَيفَ يعْمل الْخَطَايَا لَا إِلَه إِلَّا الله

مُحَمَّد رَسُول الله) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي ذَر إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَالْمَوْقُوف رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس وَعَن عَلّي فَحَدِيث ابْن عَبَّاس لَهُ ثَلَاث طرق أَحدهَا عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ عَن رشدين بن سعد عَن أبي حَازِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الْكَنْز الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه لوح من ذهب ... فَذكره وَالثَّانِي عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عون حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح بن فَيْرُوز حَدثنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن هَذِه الْآيَة وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب ... فَذكره أَيْضا نَحوه ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل عَن مَالك وجعفر بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن صَالح مَجْهُولَانِ انْتَهَى وَالثَّالِث عِنْد ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبين بن سُفْيَان عَن أبي حَازِم عَن ابْن عَبَّاس نَحوه قَالَ ابْن عدي وَأبين بن سُفْيَان أَحَادِيثه كلهَا مَنَاكِير انْتَهَى وَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس من حَدِيث جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن النزال بن سُبْرَة عَن عَلّي بن أبي طَالب فِي قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ عجبا لمن يعرف الْمَوْت كَيفَ يفرح ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن حَدثنَا عَتيق بن يَعْقُوب حَدثنَا عَلّي بن عبيد الله بن عمر بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن جده يرفعهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب ... الحَدِيث وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث ضرار بن صرد حَدثنَا مُحَمَّد

ابْن مَرْوَان حَدثنَا أبان عَن أنس قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ كَانَ لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ) إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو حَفْص بن شاهين فِي كتاب الْجَنَائِز حَدثنَا مُحَمَّد بن هَارُون ابْن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا زيد بن سعيد الوَاسِطِيّ حَدثنَا مُوسَى بن بِلَال الْعَنسِي حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان بِهِ 747 - قَوْله قيل ملك الدُّنْيَا أَرْبَعَة مُؤْمِنَانِ الْإِسْكَنْدَر ذُو القرنين وَسليمَان ابْن دَاوُد وَكَافِرَانِ نمْرُود وَبُخْتنَصَّرَ قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل بِسَنَدِهِ عَن مُجَاهِد قَالَ لم يملك الأَرْض كلهَا إِلَّا أَرْبَعَة مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ ... فَذكره 748 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (سمي ذَا القرنين لِأَنَّهُ طَاف قَرْني الدُّنْيَا) قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف من قَول الزُّهْرِيّ فَقَالَ حَدثنَا مُسلم بن عبد الله الْحُسَيْنِي حَدثنَا الْخضر بن دَاوُد حَدثنَا الزُّبَيْر بن بكار حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن سُلَيْمَان بن أسيد عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ قَالَ إِنَّمَا سمي ذَا القرنين لِأَنَّهُ بلغ قرن الشَّمْس من مغْرِبهَا وَقرن الشَّمْس من مطْلعهَا فَسُمي ذَا القرنين 749 - الحَدِيث التَّاسِع عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كنت رَدِيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

عَلَى جمل فَرَأَى الشَّمْس حِين غَابَتْ فَقَالَ أَتَدْرِي يَا أَبَا ذَر أَيْن تغرب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (فَإِنَّهَا تغرب فِي عين حامية) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف من حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن سُفْيَان بن حُسَيْن عَن الحكم بن عتيبة عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن أبي ذَر قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ عَلَى حمَار وَالشَّمْس عِنْد غُرُوبهَا فَقَالَ هَل تَدْرِي أَيْن تغرب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (فَإِنَّهَا تغرب فِي عين حامية) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْقرَاءَات كَذَلِك إِلَّا أَنه زَاد فِي عين حامية غير مَهْمُوزَة انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي بِلَفْظ الْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ أبي دَاوُد وَزَاد الْبَزَّار قَالَ تَنْطَلِق حَتَّى تَخِر لِرَبِّهَا سَاجِدَة تَحت الْعَرْش فَإِذا كَانَ خُرُوجهَا أذن الله لَهَا فَإِذا أَرَادَ الله أَن يطْلعهَا من مغْرِبهَا حَبسهَا فَيَقُول اطلعِي من حَيْثُ غربت فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا انْتَهَى قَالَ وَقد رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ يُونُس بن عبيد وَسليمَان الْأَعْمَش وَهَارُون ابْن سعيد وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن الحكم بن عتيبة عَن إِبْرَاهِيم إِلَّا سُفْيَان بن حُسَيْن انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي سُورَة الْأَنْعَام عِنْد قَوْله تَعَالَى يَوْم يَأْتِي بعض آيَات رَبك وَعَجِبت لِلْمُنْذِرِيِّ كَيفَ عزا هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصره لِلصَّحِيحَيْنِ مُقَلدًا

لأَصْحَاب الْأَطْرَاف وَحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ هُوَ هَذَا وَلَفْظهمَا عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد حِين غَابَتْ الشَّمْس وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس فَقَالَ يَا أَبَا ذَر أَتَدْرِي أَيْن تذْهب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ فَإِنَّهَا تذْهب فَتَسْتَأْذِن فِي السُّجُود فَيُؤذن لَهَا وَكَأَنَّهَا قد قيل اطلعِي من حَيْثُ جِئْت فَتَطلع من مغْرِبهَا) وَهَذَا الْمَتْن لَيْسَ هُوَ متن أبي دَاوُد وَلَكِن فِيهِ بعضه 750 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صفتهمْ يَعْنِي يَأْجُوج وَمَأْجُوج لَا يَمُوت أحد مِنْهُم حَتَّى ينظر إِلَى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السِّلَاح) قلت رَاه ابْن عدي فِي الْكَامِل وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَقَالَ يَأْجُوج أمة وَمَأْجُوج أمة كل أمة أَرْبَعَة آلَاف أمة لَا يَمُوت الرجل مِنْهُم حَتَّى ينظر إِلَى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السِّلَاح) انْتَهَى قَالَ ابْن عدي هَذَا حَدِيث مُنكر مَوْضُوع وَمُحَمّد بن إِسْحَاق هَذَا لَيْسَ هُوَ صَاحب الْمَغَازِي وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عكاشة بن مَحِيض الْأَسدي وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق هَذَا هُوَ الْعُكَّاشِي قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث انْتَهَى وَمن هَذَا الطَّرِيق رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والواحدي والثعلبي فِي تفاسيرهم وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء عَن عَمْرو بن أَوْس عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج لَهُم قدرَة يُجَامِعُونَ مَا شَاءُوا

وَشَجر يُلَقِّحُونَ مَا شَاءُوا وَلَا يَمُوت رجل مِنْهُم إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا) انْتَهَى وَفِي صَحِيح ابْن حبَان عَن عمرَان بن مَيْمُون الأودي عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج أقل مَا يتْرك أحدهم لصلبه ألفا) انْتَهَى وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم فِي الْفِتَن عَن وهب بن جَابر عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج من ولد آدم وَلنْ يَمُوت مِنْهُم رجل إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا) مُخْتَصر 751 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا أخبرهُ بِهِ يَعْنِي السد فَقَالَ لَهُ كَيفَ رَأَيْته قَالَ كَالْبردِ المحبر طَريقَة سَوْدَاء وَطَرِيقَة حَمْرَاء قَالَ قد رَأَيْته) قلت وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا بشر بن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله قد رَأَيْت سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج قَالَ (انْعَتْهُ لي) قَالَ كَالْبردِ المحبر طَريقَة سَوْدَاء وَطَرِيقَة حَمْرَاء قَالَ (قد رَأَيْته) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة حَدثنَا أَبُو الْجمَاهِر حَدثنَا سعيد بن بشير عَن قَتَادَة عَن رجل عَن أبي بكرَة الثَّقَفِيّ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنِّي قد رَأَيْته يَعْنِي السد قَالَ كَيفَ هُوَ) قَالَ كَالْبردِ المحبر قَالَ قد رَأَيْته وَحدثنَا قَتَادَة أَنه قَالَ طَريقَة حَمْرَاء من نُحَاس وَطَرِيقَة سَوْدَاء من حَدِيد) انْتَهَى حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا ابْن أبي عمر حَدثنَا سُفْيَان عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن رجل من أهل الْمَدِينَة أَنه قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله قد رَأَيْت الرَّدْم الَّذِي بَين يَأْجُوج وَمَأْجُوج قَالَ

كَيفَ رَأَيْته) قَالَ رَأَيْته مثل الْبرد الْحبرَة طَريقَة حَمْرَاء وَطَرِيقَة سَوْدَاء قَالَ رَأَيْته) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين بالسند الأول والمتن سَوَاء وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنَا عَمْرو بن مَالك حَدثنَا مُحَمَّد ابْن عمرَان حَدثنَا عبد الْملك بن أبي نعَامَة الْحَنَفِيّ عَن يُوسُف بن أبي مَرْيَم الْحَنَفِيّ قَالَ بَينا أَنا قَاعد مَعَ أبي بكرَة إِذْ جَاءَ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة من أَنْت قَالَ تعلم رجلا أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ أَنه رَأَى الرَّدْم فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة وَأَنت هُوَ قَالَ نعم قَالَ اجْلِسْ حَدثنَا قَالَ انْطَلَقت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى أَرض لَيْسَ لَهُم إِلَّا الْحَدِيد يَعْمَلُونَهُ فَدخلت بَيْتا فاستلقيت فِيهِ عَلَى ظَهْري وَجعلت رجْلي عَلَى جِدَاره فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْغُرُوب سَمِعت صَوتا لم أسمع مثله فَجَلَست فَقَالَ لي رب الْبَيْت لَا تذعرن فَإِن هَذَا لَا يَضرك هَذَا صَوت قوم يَنْصَرِفُونَ هَذِه السَّاعَة من هَذَا السد ثمَّ قَالَ لي أَيَسُرُّك أَن ترَاهُ قلت نعم قَالَ فَغَدَوْت إِلَيْهِ فَإِذا ألبنه حَدِيد كل وَاحِدَة مثل الصَّخْرَة وَإِذا كَأَنَّهُ الْبرد المحبر مَسَامِيرهُ مثل الْجُذُوع فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ صفه لي) فَقلت كَأَنَّهُ الْبرد المحبر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من سره أَن ينظر إِلَى رجل قد أَتَى الرّوم فَلْينْظر إِلَى هَذَا) انْتَهَى ثمَّ قَالَ لَا نعلم يرويهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير أبي بكرَة وَلَا نعلم لَهُ طَرِيقا غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى 752 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن جُنْدُب بن زُهَيْر قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أعمل الْعَمَل لله فَإِذا اطلع عَلَيْهِ سرني فَقَالَ إِن الله لَا يقبل مَا شُورِكَ فِيهِ) قلت غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس فَقَالَ قَالَ

ابْن عَبَّاس نزلت هَذِه الْآيَة فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا فِي جُنْدُب بن زُهَيْر أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره 753 - الحَدِيث الثَّالِث عشر وَرُوِيَ أَنه قَالَ (لَهُ أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَمن حَدِيث أبي ذَر فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث أبي سِنَان سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي أعمل الْعَمَل فَيطلع عَلَيْهِ فَيُعْجِبنِي قَالَ (لَك أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب وَقد رَوَاهُ الْأَعْمَش عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا سعيد بن سِنَان بِهِ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي الصَّحِيح عِنْدِي مُرْسل انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنِّي أعمل الْعَمَل فَأسرهُ فَيظْهر فَأَفْرَح بِهِ قَالَ كتب لَك أَجْرَانِ) الحَدِيث وَأما حَدِيث أبي ذَر فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن أَسْبَاط عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي ذَر نَحوه

ثمَّ قَالَ لم يقل أحد عَن أبي صَالح عَن أبي ذَر غير يُوسُف عَن الثَّوْريّ وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى الثَّوْريّ فَرَوَاهُ يَحْيَى بن يمَان عَنهُ فَقَالَ عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَرَوَاهُ قبيصَة عَنهُ فَقَالَ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَرَوَاهُ أَبُو سِنَان عَن حبيب عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَالْمَحْفُوظ عَن الثَّوْريّ عَن حبيب عَن أبي صَالح مُرْسلا 754 - الحَدِيث الرَّابِع عشر وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا (الشّرك الْأَصْغَر) قَالُوا وَمَا الشّرك الْأَصْغَر يَا رَسُول الله قَالَ (الرِّيَاء) قلت رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث أبي بكر أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد حَدثنَا حَامِد بن مُحَمَّد حَدثنَا سُرَيج ابْن يُونُس حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... ذكره سَوَاء وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد بِهِ سندا ومتنا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي هَذِه السُّورَة وَرَوَى أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا أَحْمد بن حَمَّاد ابْن رَغْبَة حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن يعلي ابْن شَدَّاد بن أَوْس عَن أَبِيه قَالَ كُنَّا نعد الرِّيَاء عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الشّرك الْأَصْغَر وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَلام حَدثنَا إِسْحَاق بن عِيسَى الطباع عَن مَالك بن أنس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن عَاصِم بن عَمْرو بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الشّرك الْأَصْغَر) قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا

الشّرك الْأَصْغَر قَالَ الرِّيَاء) انْتَهَى ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك تفرد بِهِ إِسْحَاق الطباع وَهُوَ ثِقَة وَلَا أعلم رَوَاهُ عَنهُ غير عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن سَلام وَهُوَ من الثِّقَات انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد حَدثنَا يُونُس حَدثنَا لَيْث عَن يزِيد بن الْهَاد عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو بِهِ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث ابْن أبي مَرْيَم حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو بِهِ 755 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن رَسُول الله قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف من آخرهَا كَانَت لَهُ نورا من قرنه إِلَى قدمه وَمن قَرَأَهَا كلهَا كَانَت لَهُ نورا من الأَرْض إِلَى السَّمَاء) قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو بكر بن السّني فِي كِتَابه عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن لَهِيعَة حَدثنِي زبان بن فائد عَن سهل بن معَاذ عَن أَبِيه معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ أول سُورَة الْكَهْف كَانَت لَهُ نورا من قرنه إِلَى قدمه وَمن قَرَأَهَا كلهَا كَانَت لَهُ نورا من الأَرْض إِلَى السَّمَاء) انْتَهَى بِلَفْظ أَحْمد وَلَفظ ابْن السّني هُوَ لفظ المُصَنّف وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فائد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره

756 - الحَدِيث السَّادِس عشر وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ عِنْد مضجعه قل إِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ كَانَ لَهُ فِي مضجعه نور يتلألأ إِلَى مَكَّة حَشْو ذَلِك النُّور مَلَائِكَة يصلونَ عَلَيْهِ حَتَّى يقوم وَإِن كَانَ مضجعه بِمَكَّة كَانَ لَهُ نور يتلألأ من مضجعه إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور حَشْو ذَلِك النُّور مَلَائِكَة يصلونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظ) قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده مُخْتَصرا أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا أَبُو قُرَّة الْأَسدي ثمَّ الصَّيْدَاوِيُّ رجل من أهل الْبَادِيَة قَالَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يحدث عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ فِي ليلته فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا كَانَ لَهُ نور من عدن أبين إِلَى مَكَّة حشْوَة الْمَلَائِكَة) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِهَذَا السَّنَد والمتن بِحُرُوفِهِ وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره لكنه زَاد (يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَمتْن المُصَنّف سَوَاء

سورة مريم

سُورَة مَرْيَم

سُورَة مَرْيَم ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا 757 - الحَدِيث الأول سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن السّري فَقَالَ (هُوَ الْجَدْوَل) قلت رُوِيَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث ابْن عمر فَحَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُعَاوِيَة ابْن يَحْيَى الصَّدَفِي عَن أبي سِنَان سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء ابْن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ السّري النَّهر انْتَهَى قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يرفعهُ عَن أبي إِسْحَاق إِلَّا أَبُو سِنَان انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمُعَاوِيَة بن يَحْيَى وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَوْقُوفا عَلَى الْبَراء رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ هُوَ الْجَدْوَل النَّهر الصَّغِير انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق تَعْلِيقا وَلَفظه قَالَ وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء سريا قَالَ هُوَ النَّهر الصَّغِير بالسُّرْيَانيَّة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره رَوَاهُ مَوْقُوفا أخبرنَا الثَّوْريّ عَن

أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ السّري الْجَدْوَل يَعْنِي النَّهر الصَّغِير انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس عَن إِسْرَائِيل مَوْقُوفا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو شُعَيْب عبد الله ابْن الْحسن الْحَرَّانِي حَدثنَا يَحْيَى بن عبد الله الْبَابلُتِّي حَدثنَا أَيُّوب بن نهيك قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس يَقُول سَمِعت ابْن عمر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن السّري الَّذِي قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لِمَرْيَم قد جعل رَبك تَحْتك سريا نهر أخرجه الله لتشرب مِنْهُ) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عِكْرِمَة حَدثنَا أَحْمد بن يَعْقُوب حَدثنَا أَبُو شُعَيْب بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ حَدِيث غَرِيب وَأَيوب بن نهيك هَذَا هُوَ الْحلَبِي قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُنكر الحَدِيث 785 - الحَدِيث الثَّانِي وَنَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَوْم الصمت قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَجَابِر فَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْوَصَايَا من حَدِيث يَحْيَى ابْن مُحَمَّد الْجَارِي حَدثنِي عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن أَبِيه عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش أَنه سمع شُيُوخًا من بني عَمْرو بن عَوْف وَمن خَاله عبد الله بن أبي أَحْمد قَالَ قَالَ عَلّي حفظت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ

لَا يتم بعد احْتِلَام وَلَا صمَات يَوْم إِلَى اللَّيْل) انْتَهَى وَيَحْيَى بن مُحَمَّد الْجَارِي مُتَكَلم فِيهِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ يَحْيَى الْجَارِي وَتكلم عَلَيْهِ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَتقدم ذَلِك فِي سُورَة النِّسَاء وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الرَّضَاع أخبرنَا معمر عَن حرَام بن عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْني جَابر عَن أَبِيهِمَا جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل وَلَا مُوَاصلَة فِي الصّيام وَلَا يتم بعد حلم وَلَا رضَاع بعد الْفِطَام) مُخْتَصر وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي سُورَة النِّسَاء 759 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله يَا أُخْت هَارُون قَالَ إِنَّمَا عنوا هَارُون النَّبِي) قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد بل ورد خِلَافه فروَى مُسلم فِي آخر اللبَاس عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن سماك عَن عَلْقَمَة بن وَائِل عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى نَجْرَان فَقَالُوا لي أَرَأَيْتُم شَيْئا تَقْرَءُونَهُ يَا أُخْت هَارُون وَبَين مُوسَى وَعِيسَى مَا شَاءَ الله من السنين فَلم أدر مَا أُجِيبهُم حَتَّى أخْبرت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فَهَلا أَخْبَرتهم أَنهم كَانُوا يسمون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلهم) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ابْن إِدْرِيس انْتَهَى وَعَزاهُ فِي جَامع الْأُصُول لمُسلم فَلْينْظر وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَعْقُوب حَدثنَا ابْن علية عَن سعيد ابْن أبي صَدَقَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ نبئت أَن كَعْبًا قَالَ إِن قَوْله يَا أُخْت

هَارُون) لَيْسَ بهَارُون أخي مُوسَى قَالَ فَقَالَت لَهُ عَائِشَة كذبت فَقَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَه فَهُوَ أعلم وَأخْبر وَإِلَّا فَأَنا أجد بَينهمَا سِتّمائَة سنة قَالَ فَسَكَتَتْ انْتَهَى وَاحْتج الطَّبَرِيّ بِهَذَيْنِ الْحَدِيثين لمن قَالَ إِنَّه هَارُون آخر غير هَارُون النَّبِي وَلم يذكر فِي القَوْل الآخر أَنه هَارُون النَّبِي حَدِيثا مَرْفُوعا بل رُوِيَ عَن السّديّ أَنه قَالَ هُوَ هَارُون أَخُو مُوسَى 760 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت قَالَ نَفَّاعًا حَيْثُ كنت قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يُونُس بن عبيد حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحَافِظ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب حَدثنَا شُعَيْب بن مُحَمَّد الْكُوفِي حَدثنَا هشيم بن بشير عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قَول عِيسَى رَحْمَة الله علينا وَعَلِيهِ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت قَالَ جعلني نَفَّاعًا أَيْنَمَا تَوَجَّهت) انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث يُونُس تفرد بِهِ هشيم وَعنهُ شُعَيْب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب الْموصِلِي بِهِ سَوَاء 761 - الحَدِيث الْخَامِس سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر فَقَالَ (حِين يذبح الْكَبْش وَالْفَرِيقَانِ ينْظرَانِ)

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَقد رُوِيَ من حَدِيث الْخُدْرِيّ وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة فَحَدِيث الْخُدْرِيّ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيئَةِ كَبْش أَمْلَح فينادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ ثمَّ يُنَادي يأهل النَّار فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ فَيذْبَح ثمَّ يَقُول يأهل الْجنَّة خُلُود فَلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود فَلَا موت) ثمَّ قَرَأَ وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر وهم فِي غَفلَة انْتَهَى وَحَدِيث ابْن عمر أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا صَار أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة وَأهل النَّار إِلَى النَّار أُتِي بِالْمَوْتِ حَتَّى يَجْعَل بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يذبح ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة لَا موت وَيَأْهِلُ النَّار لَا موت فَيَزْدَاد أهل الْجنَّة فَرحا إِلَى فَرَحهمْ وَيُزَاد أهل النَّار حزنا إِلَى حزنهمْ) انْتَهَى وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الثَّامِن وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هَذِه الْآيَة قَالَ يُنَادَى مُنَاد) فَذكره نَحوه قَالَ الْحَاكِم حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا نَافِع بن خَالِد الطَّاحِي حَدثنَا نوح ابْن قيس عَن أَخِيه خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيُوقف بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَقُولُونَ لبيْك رَبنَا فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَيُقَال لأهل النَّار مثل ذَلِك ثمَّ يذبح كَمَا تذبح الشَّاة فَيَأْمَن هَؤُلَاءِ وَيَنْقَطِع رَجَاء هَؤُلَاءِ) انْتَهَى

وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أنس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث الْخُدْرِيّ انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير رَوَاهُ البُخَارِيّ عَنهُ بِلَفْظ يأهل الْجنَّة خُلُود بِلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود بِلَا موت انْتَهَى وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الذّبْح وَينظر ابْن حبَان 762 - الحَدِيث السَّادِس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار تدخل مدَاخِل الْأَبْرَار فَإِن كَلَّمتنِي سبقت لمن حسن خلقه أظلهُ تَحت عَرْشِي وَأَسْكَنَهُ حَظِيرَة الْقُدس وَأُدْنِيه من جواري) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنِي مُحَمَّد بن دَاوُد بن أسلم الصَّدَفِي حَدثنَا عمر بن سوار السرُوجِي حَدثنَا مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بِهِ وَابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن عبد الله بن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ حَدثنَا أَبُو أُميَّة بن يعلي عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم) فَذكره إِلَى آخِره ولين مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ عَامَّة حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ فَقَالَ حَدثنَا عمر بن أبي عمر يرفعهُ إِلَى أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَا إِبْرَاهِيم حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار) إِلَى آخِره وَهَذَا معضل 763 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة)

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الصَّلَاة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة حم غَافِر الْمُؤمن وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء من حَدِيث ذَر عَن يسيع الْحَضْرَمِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) ثمَّ قَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَلَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ذَر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَأحمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي الزمر وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) ثمَّ قَرَأَ ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه 764 - الحَدِيث الثَّامِن عَن أنس بن مَالك يرفعهُ فِي قَوْله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث شَيبَان عَن قَتَادَة فِي قَوْله وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ حَدثنَا أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لما عرج بِي إِلَى السَّمَاء رَأَيْت إِدْرِيس فِي السَّمَاء الرَّابِعَة) انْتَهَى

وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَقد رَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام وَغير وَاحِد عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث الْمِعْرَاج بِطُولِهِ وَهَذَا عِنْدِي مُخْتَصر من ذَاك انْتَهَى وَحَدِيث الْمِعْرَاج فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة وَفِيه ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جِبْرِيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد فَفتح لنا فَإِذا أَنا بِإِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ بِي ودعا لي قَالَ الله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا انْتَهَى 765 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن سعد حَدثنِي أبي حَدثنِي عمي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَمَاتَ فِيهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد بِهِ سَوَاء 766 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ عَن النَّابِغَة الْجَعْدِي أَنه لما أنْشد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الشّعْر الَّذِي آخِره (بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وسناؤنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا) قَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِلَى أَيْن يَا أَبَا لَيْلَى) قَالَ إِلَى الْجنَّة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما من حَدِيث يعْلى بن الْأَشْدَق قَالَ سَمِعت النَّابِغَة نَابِغَة بني جعدة يَقُول أنشدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قولي (بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا)

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِلَى أَيْن الْمظهر يَا أَبَا لَيْلَى) قلت إِلَى الْجنَّة قَالَ أجل إِن شَاءَ الله) قَالَ ثمَّ قَالَ أَنْشدني) فَأَنْشَدته من قولي (وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ ... بَوَادِر تَحْمِي صَفوه أَن تكدرا) (وَلَا خير فِي جهل إِذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم إِذا مَا أورد الْأَمر أصْدرَا) فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (أَجدت لَا يفضض الله فَاك) قَالَ يعْلى بن الْأَشْدَق فَلَقَد رَأَيْته وَقد أَتَى عَلَيْهِ نَيف وَمِائَة سنة وَلم تذْهب لَهُ سنّ ... وَرَوَاهُ الْبَزَّار كَذَلِك فِي مُسْنده وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَيْضا رَوَاهُ من حَدِيث مُجَاهِد بن سليم بن عبد الله بن جَراد قَالَ سَمِعت النَّابِغَة ... فَذكره وَالْقَصِيدَة طَوِيلَة 767 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (اتْلُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا) قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي التَّهَجُّد من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن رَافع أبي رَافع عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الرَّحْمَن بن السَّائِب قَالَ قدم علينا سعد بن أبي وَقاص وَقد كف بَصَره فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ من أَنْت فَأَخْبَرته فَقَالَ مرْحَبًا يَا ابْن أخي بَلغنِي أَنَّك حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن هَذَا الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا وَتَغَنوا بِهِ فَمن لم يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مسنديهما وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَله طَرِيق أُخْرَى رَوَاهَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسنديهما من حَدِيث

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الله بن السَّائِب عَن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْرَءُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ عَن سعد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر هَذَا لين الحَدِيث انْتَهَى 768 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فتحازنوا) قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ريَاح بن عَمْرو الْقَيْسِي من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن سيف حَدثنَا عُوين بن عَمْرو أَخُو ريَاح الْقَيْسِي حَدثنَا الْجريرِي عَن أبي بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْرَأ الْقُرْآن بحزن فَإِنَّهُ نزل بحزن) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده كَذَلِك وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَأعله بِعُوَيْنٍ بن عَمْرو وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي أخر تَفْسِيره حَدثنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس حَدثنَا أَبُو زيد سعيد بن أَوْس حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن قَابُوس بن أبي ظبْيَان عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَاقْرَءُوهُ بحزن) انْتَهَى 769 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام احْتبسَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَقيل خَمْسَة عشر حِين سُئِلَ عَن قصَّة أَصْحَاب الْكَهْف وَذي القرنين وَالروح فَلم يدر كَيفَ يُجيب وَرَجا أَن يُوحَى إِلَيْهِ فِيهِ فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَلَمَّا نزل جِبْرِيل قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

(أَبْطَأت حَتَّى سَاءَ ظَنِّي وَاشْتقت إِلَيْك) فَقَالَ إِنِّي كنت أشوق وَلَكِنِّي عبد مَأْمُور إِذا بعثت نزلت وَإِذا حبست احْتبست وَأنزل الله هَذِه الْآيَة وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك وَسورَة الضُّحَى قلت رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق فِي سيرته بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنِي شيخ من أهل مصر قدم علينا مُنْذُ بضع وَأَرْبَعين سنة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن قُريْشًا جَاءُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أخبرنَا عَن فتية ذَهَبُوا فِي الدَّهْر الأول قد كَانَت لَهُم قصَّة عَجِيبَة وَعَن رجل كَانَ طَوافا قد بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغْرِبهَا وَأخْبرنَا عَن الرّوح مَا هِيَ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (غَدا أخْبركُم عَمَّا سَأَلْتُم) وَلم يسْتَثْن فانصرفوا عَنهُ فَمَكثَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا يذكرُونَ خمس عشرَة لَيْلَة لَا يحدث الله إِلَيْهِ فِي ذَلِك وَحيا وَلَا يَأْتِيهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَحْزَن ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشق عَلَيْهِ مَا يتَكَلَّم أهل مَكَّة ثمَّ جَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِسُورَة أَصْحَاب الْكَهْف فِيهَا مُعَاتَبَته إِيَّاه عَلَى حزنه عَلَيْهِم وَخبر مَا سَأَلُوهُ عَنهُ من أَمر الْفتية وَالرجل الطّواف وَالروح قَالَ ابْن إِسْحَاق فَذكر لي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لجبريل حِين جَاءَهُ (لقد احْتبست عني يَا جِبْرِيل حَتَّى سُؤْت ظنا) فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك مُخْتَصر وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره نَحوه وَفِيه قَالَ فَأَبْطَأَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يَأْتِيهِ لتَركه الِاسْتِثْنَاء ... الحَدِيث وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ثمَّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَعَن عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَمُقَاتِل والكلبي قَالُوا احْتبسَ جِبْرِيل ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ إِلَى الْمَذْكُورين أول كِتَابه

770 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن جَابر بن عبد الله أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْوُرُود فَقَالَ إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة قَالَ بَعضهم لبَعض أَلَيْسَ قد وعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار قَالَ فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة) قلت غَرِيب وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان قَالَ إِذا جَازَ الْمُؤْمِنُونَ الصِّرَاط نَادَى بَعضهم ألم يعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خَالِد بن معدان وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدثنَا بكار ابْن أبي مَرْوَان عَن خَالِد بن معدان ... فَذكره وَعَن أبي عبيد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْحَادِي وَالسبْعين بعد الْمِائَة أخبرنَا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد يرفعهُ إِلَى خَالِد بن معدان ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا سُفْيَان عَن رجل عَن خَالِد ابْن معدان ... فَذكره وَلم يذكر الْبَغَوِيّ هَذَا الحَدِيث فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل وخَالِد بن معدان من كبار التَّابِعين صحب معَاذ بن جبل فَمن بعده من الصَّحَابَة

771 - الحَدِيث الرَّابِع عشر وَعَن جَابر أَنه سُئِلَ عَن الْآيَة فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمنِينَ بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى أَن للنار ضَجِيجًا من بردهَا) قلت رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم قَالُوا ثَلَاثَتهمْ حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد البرْسَانِي عَن أبي سميَّة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَمن قَائِل لَا يدخلهَا مُؤمن وَمن قَائِل يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فسألنا جَابِرا عَن ذَلِك فَقَالَ وَقد أَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمن بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى إِن لِجَهَنَّم ضَجِيجًا من بردهمْ ثمَّ يُنجي الله الَّذين اتَّقوا) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس عشر وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَقَالَ إِسْنَاده حسن ذكره فِي الْبَاب التَّاسِع وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور حَدثنَا سُلَيْمَان بِهِ وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد أبي سهل عَن مسَّة الْأَزْدِيَّة عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَقَالَ قوم لَا يدخلهَا مُؤمن وَقَالَ آخَرُونَ يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ وَقَالَ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْوُرُود) إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

772 - الحَدِيث الْخَامِس عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى من فيح جَهَنَّم) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الطِّبّ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى من فيح جَهَنَّم فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ) انْتَهَى 773 - الحَدِيث السَّادِس عشر فِي الحَدِيث (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي رَيْحَانَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه عَاد مَرِيضا من وعك بِهِ وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (اُبْشُرْ فَإِن الله تَعَالَى يَقُول هِيَ نَارِي أُسَلِّطهَا عَلَى عَبدِي الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا ليَكُون حَظه من النَّار فِي الْآخِرَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْجَنَائِز وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَسَّال حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي حَدثنَا عُبَيْس بن مَيْمُون حَدثنِي قَتَادَة عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ الْمُؤمن من النَّار) انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ حَدثنَا هشيم عَن الْمُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ

(الْحمى خطّ كل مُؤمن من النَّار) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم أسْندهُ عَن هشيم إِلَّا عُثْمَان بن مخلد انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ لَا بَأْس بِهِ لكنه خُولِفَ فِي رفع هَذَا الحَدِيث فَرَوَاهُ منْدَل بن عَلّي عَن هشيم بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَأما حَدِيث أبي رَيْحَانَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عصمَة بن سَالم الْهنائِي حَدثنَا الْأَشْعَث بن جَابر الْحدانِي عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي رَيْحَانَة مَرْفُوعا (الْحمى من فيح جَهَنَّم وَهِي نصيب الْمُؤمن من النَّار) انْتَهَى قَالَ أَبُو طَاهِر هَذَا إِسْنَاد فِيهِ جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَأَبُو رَيْحَانَة أُسَمِّهِ شَمْعُون انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب عَن يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن مطرف عَن أبي الْحصين عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا الْحمى كي من جَهَنَّم فَمَا أصَاب الْمُؤمن كَانَ حَظه من النَّار) انْتَهَى وَأما حَدِيث عُثْمَان فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ من حَدِيث فضل بن حَمَّاد الوَاسِطِيّ حَدثنَا عبد الله بن عمرَان الْقرشِي حَدثنَا مَالك بن دِينَار عَن معبد الْجُهَنِيّ عَن عُثْمَان ابْن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار) انْتَهَى وَأعله بِفضل بن حَمَّاد وَبِعَبْد الله بن عمرَان أَيْضا وَقَالَ إِسْنَاد غير مَحْفُوظ وَيروَى بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا وَهُوَ حَدِيث صَحِيح وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أخبرنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْموصِلِي حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان حَدثنَا صَالح بن أَحْمد الْهَرَوِيّ حَدثنَا أَحْمد بن رَاشد الْهِلَالِي حَدثنَا حميد بن عبد الرَّحْمَن الرواسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن الْحسن بن عَمْرو عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار وَحمى لَيْلَة تلْغي خَطَايَا

سنة) انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر وَالْحسن بن صَالح تَركه يَحْيَى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأما حَدِيث سعد بن معَاذ فَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمته أخبرنَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي حَدثنَا أَبُو المتَوَكل أَن سعد ابْن معَاذ ذكر لَهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كَانَت بِهِ حمى فَهِيَ حَظه من النَّار) قَالَ فَسَأَلَهَا سعد فَلَزِمته وَلم تُفَارِقهُ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا انْتَهَى 774 - قَوْله عَن الْحسن أَنَّهَا نزلت فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْمَشْهُور أَنَّهَا فِي الْعَاصِ بن وَائِل قَالَ خباب بن الْأَرَت كَانَ لي دين عَلَيْهِ فاقتضيته قَالَ لَا وَالله حَتَّى تكفر بِمُحَمد ... الحَدِيث قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِجَارَة وَمُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث مَسْرُوق عَن خباب بن الْأَرَت قَالَ كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ لي دين عَلَى الْعَاصِ بن وَائِل فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ لَا أُعْطِيك حَتَّى تكفر بِمُحَمد فَقلت لَا وَالله لَا أكفر بِمُحَمد حَتَّى يُمِيتك الله ثمَّ تبْعَث فَقَالَ إِنِّي لمَيت ثمَّ مَبْعُوث قلت نعم قَالَ دَعْنِي حَتَّى أَمُوت ثمَّ أبْعث فسأوتي مَالا وَولدا فَأَقْضِيك فَنزلت أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا ... الْآيَات انْتَهَى 775 - الحَدِيث السَّابِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وهم يَد عَلَى من سواهُم) قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث معقل ابْن يسَار وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عمر

أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي كتاب الدِّيات من حَدِيث قيس بن عباد عَن عَلّي أَنه أخرج من قرَاب سَيْفه كتابا عهد إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا فِيهِ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وهم يَد عَلَى من سواهُم وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم أَلا لَا يقتل مُؤمن بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده من أحدث أَو أَوَى مُحدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب قسم الْفَيْء وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن ماجة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن حُبَيْش عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وهم يَد عَلَى من سواهُم يسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَيرد عَلَى أَقْصَاهُم) انْتَهَى وَأما حَدِيث معقل بن يسَار فَرَوَاهُ ابْن ماجة أَيْضا حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنَا أنس بن عِيَاض أَبُو ضَمرَة عَن عبد السَّلَام بن أبي الْجنُوب عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلمُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ) انْتَهَى وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَيجْبر عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد عَلَى من سواهُم) مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ احْمَد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم

وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث طَلْحَة بن مصرف عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤْمِنُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ يعْقد عَلَيْهِم أَوَّلهمْ وَيرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم) مُخْتَصر 776 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي قَوْله تَعَالَى يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا قَالَ وَالله مَا يحشرون عَلَى أَرجُلهم وَلَكنهُمْ عَلَى نُوق رِحَالهَا ذهب وَعَلَى نَجَائِب سُرُوجهَا ياقوت قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَعبد الله بن أَحْمد فِي مُسْند أَبِيه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن النُّعْمَان ابْن سعد عَن عَلّي فِي هَذِه الْآيَة يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا قَالَ أما وَالله لَا يحشرون عَلَى أَقْدَامهم وَلَكنهُمْ يأْتونَ بِنُوق لم ير الْخَلَائق مثلهَا عَلَيْهَا رحال الذَّهَب وَأَزِمَّتهَا الزبرجد فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ثمَّ ينْطَلق بهم حَتَّى يقرعُوا بَاب الْجنَّة انْتَهَى وَسَنَد عبد الله بن أَحْمد حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد أَنا عَلّي بن مسْهر عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق بِهِ وَرَفعه ابْن عدي فِي الْكَامِل رَوَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن هَاشم أبي مَالك الْجَنبي حَدثنَا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا فَقَالَ يَا عَلّي وَهل يكون الْوَفْد إِلَّا الركب وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم لَيَأْتُونَ إِلَى قُبُورهم بِنُوق) الحَدِيث ولين عَمْرو بن هَاشم وَقَالَ أَرْجُو أَنه صَدُوق انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي فِي كتاب الْبَعْث لَهُ وَهُوَ جُزْء حَدِيثي فَقَالَ حَدثنَا عباد بن يَعْقُوب الرواجي حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن النُّعْمَان بن سعد عَن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هَذِه الْآيَة يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا الْآيَة ... إِلَى آخر اللَّفْظ الأول ثمَّ قَالَ لم يرفعهُ عَن ابْن فُضَيْل إِلَّا عباد انْتَهَى كَلَامه 777 - الحَدِيث الثَّامِن عشر عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه ذَات يَوْم أَيعْجزُ أحدكُم أَن يتَّخذ كل صباح وَمَسَاء عِنْد الله عهدا) قَالُوا وَكَيف ذَلِك قَالَ يَقُول كل صباح وَمَسَاء اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة إِنِّي أَعهد إِلَيْك بِأَنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَحدك لَا شريك لَك وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك وَأَنَّك إِن تَكِلنِي إِلَى نَفسِي تقربني من الشَّرّ وَتُبَاعِدنِي عَن الْخَيْر وَإِنِّي لَا أَثِق إِلَّا بِرَحْمَتك فَاجْعَلْ لي عهدا تُوفينِيهِ يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك لَا تخلف الميعاد فَإِذا قَالَ ذَلِك طبع عَلَيْهِ بِطَابع وَوضع تَحت الْعَرْش فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن الَّذين كَانَ لَهُم عِنْد الله عهد فَيدْخلُونَ الْجنَّة) قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَلم أَجِدهُ إِلَّا مَوْقُوفا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية كلهم من حَدِيث المَسْعُودِيّ عَن عون بن عبد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي فَاخِتَة عَن الْأسود بن يزِيد عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا فَإِن الله يَقُول اتَّخذُوا عِنْد الرَّحْمَن عهدا فَإِن الله يَقُول يَوْم الْقِيَامَة من كَانَ لَهُ عِنْدِي عهد فَليقمْ قَالَ فَقُلْنَا فَعلمنَا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض ... إِلَى قَوْله إِنَّك لَا تخلف الميعاد قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَى أَبُو وَائِل عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لأَصْحَابه ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ مَرْفُوعا فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول لَكِن من حَدِيث أبي بكر فَقَالَ حَدثنَا عمر بن أبي عمر حَدثنَا أَبُو عبد الله بن أبي أُميَّة الْفَزارِيّ عَن أبي عَلّي بن الرماح عَن عَمْرو بن مَيْمُون حَدثنِي مقَاتل بن حَيَّان عَن الْأسود ابْن هِلَال عَن أبي بكر الصّديق قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَالَ فِي دبر الصَّلَوَات هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض) إِلَى قَوْله إِنَّك لَا تخلف الميعاد إِلَّا كتبهَا فِي رق ثمَّ خَتمه بِخَاتمِهِ ثمَّ رَفعه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن الَّذين كَانَ لَهُم عِنْد الله عهد فَدفع إِلَيْهِم) انْتَهَى ذكره فِي الأَصْل السَّادِس وَالسبْعين بعد الْمِائَة وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَحْزَاب حَدثنَا عَلَى بن أبي حَامِد الْمَدِينِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان قَالَ وجدت فِي كتاب عقبَة بن قبيصَة حَدثنَا أبي حَدثنَا حَمْزَة الزيات عَن عون بن عبد الله عَن رجل من بني سليم عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَهْد الْمَسْئُول أَن تَقول اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة إِنِّي أَعهد إِلَيْك فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا أَلا تَكِلنِي إِلَى عمل يقربنِي من الشَّرّ وَيُبَاعِدنِي من الْخَيْر وَإِنِّي لَا أَثِق إِلَّا بِرَحْمَتك فَاجْعَلْ لي عهدا عنْدك تُؤَدِّيه إِلَيّ يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك لَا تخلف الميعاد) انْتَهَى 778 - الحَدِيث التَّاسِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ادَّعَى إِلَى غير موَالِيه) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي فِي مُسلم عَن عَلّي بن أبي طَالب عَن

النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَمن ادَّعَى إِلَى غير أَبِيه أَو انْتَمَى إِلَى غير موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) مُخْتَصرا أخرجه مُسلم فِي الْعتْق عَن ابْن شريك التَّيْمِيّ عَن عَلّي ... فَذكره وَقد تقدم بِتَمَامِهِ فِي 37 من الْبَقَرَة وَهُوَ فِي البُخَارِيّ لَيْسَ فِيهِ اللَّفْظ الْمَذْكُور وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن من ادَّعَى فِيهِ مُطَاوع دعِي بِمَعْنى نسب وَذكره السَّرقسْطِي فِي غَرِيبه من غير سَنَد بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ رُوِيَ عَن عَلّي بن أبي طَالب أَنه قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ إِن الله بعث مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَاما غير خَاص أَدَّى مَا أَدَّى عَلَانيَة غير سر وَقد بَلغنِي أَن نَاسا يَزْعمُونَ أَن عِنْدِي من رَسُول الله مَا لَيْسَ عِنْد النَّاس وَأَنا أعوذ بِاللَّه إِلَّا أَن يكون فِي قرابي هَذَا شَيْء ثمَّ أخرج من قرَابه صحيفَة فقرأها رَافعا صَوته قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ادَّعَى إِلَى غير موَالِيه أَو تولى مولَى قوم دونهم فَعَلَيهِ لعنة الله ... إِلَى آخر لفظ الصَّحِيح 779 - الحَدِيث الْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لعَلي يَا عَلّي قل اللَّهُمَّ اجْعَل لي عنْدك عهدا وَاجعَل لي فِي صُدُور الْمُؤمنِينَ مَوَدَّة) فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا عبد الْخَالِق أَنا أَبُو عَلّي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الصَّواف بِبَغْدَاد حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْحسن بن عَلّي الْفَارِسِي حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكُوفِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي بن أبي طَالب (يَا عَلّي قل اللَّهُمَّ اجْعَل لي عنْدك عهدا وَاجعَل لي فِي صُدُور الْمُؤمنِينَ مَوَدَّة) فَأنْزل الله تَعَالَى إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات سَيجْعَلُ لَهُم الرَّحْمَن ودا انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن السّري وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع قَالَا حَدثنَا الْحسن بن عَلّي بن النُّعْمَان حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْجُزْء الَّذِي جمعه من أَحَادِيث حَمْزَة الزيات وَهُوَ جُزْء لطيف جملَته ثَمَان وَرَقَات فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن عَلّي الْفَسَوِي حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الْقَسرِي بِهِ سندا ومتنا 780 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (يَقُول الله عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيل قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ فَيُحِبهُ جِبْرِيل فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء إِن الله قد أحب فلَانا فَأَحبُّوهُ فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء ثمَّ تُوضَع لَهُ الْمحبَّة فِي الأَرْض) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَدَب وَمُسلم فِي الْبر والصلة من حَدِيث سهل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا أحب الله عبدا نَادَى جِبْرِيل إِن الله يحب فلَانا فَأَحبهُ فَيُحِبهُ جِبْرِيل فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض) انْتَهَى للْبُخَارِيّ وَزَاد مُسلم (وَإِذا أبْغض عبدا دَعَا جِبْرِيل فَيَقُول إِنِّي أبْغض فلَانا فَأَبْغضهُ قَالَ فَيبْغضهُ جِبْرِيل ثمَّ يُنَادي فِي أهل السَّمَاء إِن الله يبغض فلَانا فَأَبْغضُوهُ قَالَ فَيبْغضُونَهُ ثمَّ تُوضَع لَهُ الْبغضَاء فِي الأَرْض) انْتَهَى 781 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة مَرْيَم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من كذب زَكَرِيَّا وَصدق بِهِ وَيَحْيَى وَمَرْيَم وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ومُوسَى وَهَارُون وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس

وَعشر حَسَنَات بِعَدَد من دَعَا الله فِي الدُّنْيَا وَبِعَدَد من لم يدع الله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ وَبِعَدَد من دَعَا لله ولدا وَبِعَدَد من لم يدع لَهُ ولدا) عوض قَوْله من يدع الله فِي الدُّنْيَا وَمن لم يدع وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة طه

سُورَة طه

سُورَة طه ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث 782 - الحَدِيث الأول رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يقوم فِي تَهَجُّده عَلَى إِحْدَى رجلَيْهِ فَأمره أَن يطَأ الأَرْض بقدميه مَعًا فَقيل طه وَأَصله طَأْهَا قلت رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا عبيد الله ابْن مُوسَى حَدثنَا كيسَان أَبُو عمر عَن يزِيد بن بِلَال عَن عَلّي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرواح بَين قَدَمَيْهِ يقوم عَلَى كل رجل حَتَّى نزلت طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى انْتَهَى وَقَالَ أَحَادِيث يزِيد بن بِلَال عَن عَلّي لَا نعلم لَهُ طَرِيقا إِلَّا من حَدِيث كيسَان انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع عشر مِنْهُ أخبرنَا أَبُو عَلّي الرُّوذَبَارِي أَنا الْحُسَيْن بن الْحسن بن أَيُّوب الطوسي حَدثنَا أَبُو يَحْيَى بن أبي مَسَرَّة حَدثنَا خَلاد بن يَحْيَى حَدثنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي حَدثنَا مَيْمُون بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أول مَا أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي كَانَ يقوم عَلَى صُدُور قَدَمَيْهِ إِذا صَلَّى فَأنْزل الله تَعَالَى طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى انْتَهَى وَرَوَى القَاضِي عِيَاض فِي الْبَاب الأول من الشِّفَاء من حَدِيث عبد بن حميد حَدثنَا هَاشم بن الْقَاسِم عَن أبي جَعْفَر عَن الرّبيع بن أنس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَلَّى قَامَ عَلَى رجل وَرفع الْأُخْرَى فَأنْزل الله تَعَالَى طه يَعْنِي طأ

الأَرْض يَا مُحَمَّد مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى) انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي حَدثنَا شُعَيْب بن وَاقد الصفار حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن فطر بن خَليفَة عَن مُنْذر الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة عَن عَلّي قَالَ لما نزل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أَيهَا المزمل قُم اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا فَقَامَ اللَّيْل كُله حَتَّى تورمت قدماه فَجعل يرفع رجلا وَيَضَع أُخْرَى فهبط عَلَيْهِ جِبْرِيل فَقَالَ طه طأ الأَرْض بقدميك يَا مُحَمَّد مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى انْتَهَى حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَامر حَدثنَا أبي عَن جدي قَالَ سَمِعت نَهْشَلَا عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى طه قَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رُبمَا قَرَأَ الْقُرْآن إِذا صَلَّى فَقَامَ عَلَى رجل وَاحِدَة فَأنْزل الله تَعَالَى طه بِرِجْلَيْك مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى انْتَهَى 783 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه صَلَّى بِاللَّيْلِ حَتَّى اسمغدت قدماه فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل أبق عَلَى نَفسك فَإِن لَهَا عَلَيْك حَقًا قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي أَبُو صَالح خلف بن مُحَمَّد حَدثنِي صَالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد حَدثنِي حَاتِم بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي عَن نصر بن كثير عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْر عَن عَائِشَة قَالَت لما كَانَت لَيْلَة النّصْف من شعْبَان انْسَلَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مِرْطِي ثمَّ قَالَت وَالله مَا كَانَ مِرْطُنَا من خَز وَلَا قَز وَلَا كُرْسُف وَلَا كتَّان وَلَا صوف قُلْنَا سُبْحَانَ الله فَمن أَي شَيْء كَانَ قَالَت إِن كَانَ سداه لشعرا وَإِن كَانَت لحْمَته لمن وبر الْإِبِل قَالَت فَخَشِيت أَن يكون أَتَى بعض

نِسَائِهِ فَقُمْت أَلْتَمِسهُ فِي الْبَيْت فَتَقَع قدمه عَلَى قدمي وَهُوَ ساجد فَحفِظت من قَوْله (سجد لَك سوَادِي وَأمن لَك فُؤَادِي أَبُوء لَك بِالنعَم وَاعْتَرَفت لَك بِالذنُوبِ ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي ذُنُوبِي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت) قَالَت فَمَا زَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي قَائِما وَقَاعِدا حَتَّى أصبح وَحَتَّى اسمغدت قدماه فَقُمْت أغمزها وَأَقُول بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله أَتعبت نَفسك أَلَيْسَ قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا عَائِشَة (أَفلا أكون عبدا شكُورًا) انْتَهَى وَلَيْسَ فِيهِ كَلَام جِبْرِيل 784 - قَوْله أَمر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَخلع نَعْلَيْه لِأَنَّهُمَا كَانَا من جلد حمَار ميت غير ذكي قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث حَفْص بن غياث عَن حميد بن قيس عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَوْم كلم الله مُوسَى كَانَ عَلَيْهِ جُبَّة صوف وَسَرَاويل صوف وَكسَاء صوف وَنَعْلَان من جلد حمَار غير ذكي) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي اللبَاس وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا يعرف إِلَّا من حَدِيث حميد بن عَلّي الْأَعْرَج وَهُوَ مُنكر الحَدِيث وَحميد بن قيس الْأَعْرَج الْمَكِّيّ صَاحب مُجَاهِد ثِقَة انْتَهَى وَكَانَ الْحَاكِم وهم فِي قَوْله حميد بن قيس فَليُرَاجع 785 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نَام عَن صَلَاة أَو نَسِيَهَا فليصلها إِذا ذكرهَا)

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نسي صَلَاة أَو نَام عَنْهَا فكفارتها أَن يُصليهَا إِذا ذكرهَا) انْتَهَى وَرَوَى الْأَئِمَّة السِّتَّة بِهَذَا السَّنَد من نسي فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك انْتَهَى 786 - قَوْله وَقَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أقِم الصَّلَاة لذكرى قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن وهب أَخْبرنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة التَّعْرِيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قفل من غَزْوَة خَيْبَر فَسَار لَيْلَة حَتَّى إِذا أدْركهُ الْكرَى عرس ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ تَوَضَّأ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة وَصَلى لَهُم الصُّبْح فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاة قَالَ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أقِم الصَّلَاة للذِّكْرَى قَالَ يُونُس وَكَانَ ابْن شهَاب يقْرؤهَا كَذَلِك مُخْتَصرا قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَأخرجه مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَينظر وَرَوَاهُ مُسلم لم يذكر فِيهِ إِلَّا قَول يُونُس وَلَفظه فَلَمَّا قَضَى صلَاته قَالَ من نسي الصَّلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أقِم الصَّلَاة لذكرى قَالَ يُونُس وَكَانَ ابْن شهَاب يقْرؤهَا للذِّكْرَى وَهِي عِنْد البُخَارِيّ معلقَة من حَدِيث أنس فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا همام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك أقِم الصَّلَاة لذكري ثمَّ قَالَ قَالَ مُوسَى قَالَ همام سمعته يَقُول بعد أقِم الصَّلَاة للذِّكْرَى وَقَالَ حبَان حَدثنَا همام حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... نَحوه انْتَهَى

وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب قَالَ لما قفل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَيْبَر فَذكر قصَّة التَّعْرِيس ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا فرغ قَالَ (من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله يَقُول أقِم الصَّلَاة لذكري قَالَ معمر فَقلت لِلزهْرِيِّ أبلغك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقْرَأها للذِّكْرَى قَالَ نعم مُخْتَصر 787قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس كَانَ فِي لِسَان مُوسَى رثَّة لما رُوِيَ من حَدِيث الْجَمْرَة قلت غَرِيب عَن ابْن عَبَّاس وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قصَّة مُوسَى وَفرْعَوْن عَن وهب بن مُنَبّه ... فَذكرهَا إِلَى أَن قَالَ فَمَكثَ مُوسَى عِنْد أمه حَتَّى فَطَمته ثمَّ ردته إِلَيْهِ فَنَشَأَ مُوسَى فِي حجر فِرْعَوْن وَامْرَأَته فاتخذاه ولدا فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا يلْعَب بَين يَدي فِرْعَوْن وَبِيَدِهِ قضيب خَفِيف إِذْ رفع الْقَضِيب فَضرب بِهِ رَأس فِرْعَوْن فَغَضب فِرْعَوْن وَتَطير مِنْهُ حَتَّى هم بقتْله فَقَالَت لَهُ آسِيَة أَيهَا الْملك لَا تغْضب فَإِنَّهُ صَغِير لَا يعقل وَجَربه إِن شِئْت اجْعَل فِي هَذَا جَمْرَة وذهبا فَانْظُر أَيهمَا يقبض فَأمر فِرْعَوْن بذلك فَلَمَّا مد مُوسَى يَده ليقْبض عَلَى الذَّهَب قبض الْملك الْمُوكل بِهِ عَلَى يَده فَردهَا إِلَى الْجَمْرَة فَأَخذهَا وَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ثمَّ قَذفهَا حِين وجد حَرَارَتهَا فَقَالَت آسِيَة ألم أقل لَك فَكف عَنهُ فِرْعَوْن ... وَيُقَال إِن الْعقْدَة الَّتِي فِي لِسَان مُوسَى أثر تِلْكَ الْجَمْرَة الَّتِي التقمها وَسكت عَنهُ وَحَدِيث الْجَمْرَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا يزِيد بن هَارُون أَنا أصبغ بن زيد حَدثنَا الْقسم بن أبي أَيُّوب أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ سَأَلت عبد الله بن عَبَّاس عَن قَول الله تَعَالَى لمُوسَى وَفَتَنَّاك فُتُونًا فَذكر حَدِيث الْفُتُون بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا دخلت امْرَأَة فِرْعَوْن

بمُوسَى عَلَى فِرْعَوْن فَجعله فِي حجره فَتَنَاول مُوسَى لحية فِرْعَوْن فَمدَّهَا إِلَى الأَرْض فَقَالَ لَهَا مَا بدا لَك فِي هَذَا الْغُلَام أَلا تَرين مَا يصنع قَالَت اجْعَل بيني وَبَيْنك أمرا تعرف فِيهِ الْحق ائْتِ بجَمْرَتَيْن وَلُؤْلُؤَتَيْن فَقَربهُنَّ إِلَيْهِ فَإِن بَطش بِاللُّؤْلُؤِ واجتنب الْجَمْرَتَيْن عرفت أَنه يعقل وَإِن تنَاول الْجَمْرَتَيْن وَلم يرد اللُّؤْلُؤَتَيْن علمت أَن أحدا لَا يُؤثر الْجَمْرَتَيْن عَلَى اللُّؤْلُؤَتَيْن وَهُوَ يعقل فَقرب ذَلِك إِلَيْهِ فَتَنَاول الْجَمْرَتَيْن فانتزعوها مِنْهُ مَخَافَة أَن تحرقا يَده فَقَالَت الْمَرْأَة أَلا ترَى فَصَرفهُ الله عَنهُ بَعْدَمَا كَانَ قد هم بِهِ مُخْتَصر 788 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَنه كَانَ فِي لِسَان الْحسن بن عَلّي رثَّة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ورثهَا من عَمه مُوسَى) قلت غَرِيب جدا 789 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير حَدثنَا حَملَة بن مُحَمَّد الْغَزِّي بِمَدِينَة غَزَّة حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو الْغَزِّي أَنا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَوْف عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة) انْتَهَى ثمَّ قَالَ لم يروه عَن الثَّوْريّ إِلَّا الْفرْيَابِيّ انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب التَّيَمُّم حَدثنَا ابْن علية عَن عَوْف عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره مُرْسلا

قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب تفرد بِهِ الْفرْيَابِيّ عَن الثَّوْريّ وَالْفِرْيَابِي ثِقَة والمرسل أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى 790 - قَوْله وَفِي حَدِيث عمر إِنِّي لأكْره أَن أرَى أحدكُم فَارغًا سَبَهْلَلا) لَا فِي أَمر دنيا وَلَا فِي أَمر آخِرَة قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول ابْن مَسْعُود هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَذكره المُصَنّف أتم من هَذَا فِي سُورَة ألم نشرح وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله 791 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي موت الْفجأَة (رَحْمَة للْمُؤْمِنين وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ) قلت رَوَى أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع حَدثنَا عبيد الله بن الْوَلِيد عَن عبيد الله ابْن عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن موت الْفجأَة فَقَالَ (رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف لِلْفَاجِرِ) انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أَنا يَحْيَى بن الْعَلَاء عَن ابْن سابط عَن حَفْصَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (موت الْفجأَة تَخْفيف عَلَى الْمُؤمن وَأَخْذَة أَسف عَلَى الْكَافِر) انْتَهَى ثمَّ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مَوْقُوفا أَيْضا

وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة وَعَلَى ابْن مَسْعُود من طرق وَكَذَلِكَ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد رَوَاهُ مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة وَابْن مَسْعُود وَقَالَ الْأَزْدِيّ فِي كِتَابه لهَذَا الحَدِيث طرق لَا يَصح فِيهَا شَيْء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي الزخرف وَرَوَى أَبُو حَفْص عمر بن شاهين فِي كتاب الْجَنَائِز حَدثنَا عبيد الله بن عمر ابْن سعيد الطَّالقَانِي حَدثنَا عمار بن عبد الْمجِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ عَن حَفْص بن هَارُون عَن سمْعَان بن الْمهْدي عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (موت الْفجأَة رَحْمَة للْمُؤْمِنين وَعَذَاب للْكَافِرِينَ) انْتَهَى وَأخرج أَبُو دَاوُود عَن عبيد بن خَالِد مَرْفُوعا وموقوفا موت الْفجأَة أَخْذَة أَسف قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة وَسَنَده صَحِيح والإسف بِالْكَسْرِ الْغَضَب انْتَهَى 792 - الحَدِيث السَّابِع عَن عبد الله بن قسيط عَن رَافع قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى يَهُودِيّ وَقَالَ قل لَهُ يَقُول لَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقْرضنِي إِلَى رَجَب) فَقَالَ وَالله لَا أَقْرَضته إِلَّا برهن فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء وَأمين فِي الأَرْض) زَاد فِي بعض النّسخ احْمِلْ إِلَيْهِ دِرْعِي الْحَدِيد) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن يزِيد ابْن عبد الله بن قسيط عَن أبي رَافع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أضَاف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَنِيفا فَلم يكن عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يصلح فَأرْسل إِلَى رجل من الْيَهُود يَقُول لَك مُحَمَّد رَسُول الله (أَسْلفنِي دَقِيقًا إِلَى هِلَال رَجَب) قَالَ لَا إِلَّا برهن فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته فَقَالَ (أما وَالله إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء أَمِين فِي الأَرْض وَلَو أَسْلفنِي أَو بَاعَنِي لَأَدَّيْت إِلَيْهِ) فَلَمَّا خرجت من عِنْده نزلت هَذِه الْآيَة وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم ... إِلَى آخر الْآيَة تَعْزِيَة عَن الدُّنْيَا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعنهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم كَذَلِك سندا ومتنا وَزَادُوا فِيهِ اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيد إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَسكت الْبَزَّار عَنهُ وَذكر الطَّيِّبِيّ هُنَا إشْكَالًا فَقَالَ وَفِيه نظر لِأَن هَذِه السُّورَة مَكِّيَّة وَرهن الدرْع عِنْد الْيَهُودِيّ مدنِي كَمَا ورد فِي البُخَارِيّ فِي الْبيُوع عَن قَتَادَة عَن أنس وَلَقَد رهن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ درعا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْد يَهُودِيّ وَأخذ مِنْهُ شَعِيرًا لأَهله وسمعته يَقُول مَا أَمْسَى عِنْد آل مُحَمَّد صَاع بر وَلَا حب وَإِن عِنْده لتسْع نسْوَة وَرَوَى فِي الْجِهَاد أَيْضا عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدِرْعه مَرْهُونَة عِنْد يَهُودِيّ سَلَفُهُنَّ صَاعَانِ من شعير انْتَهَى وَقد يُجَاب عَن هَذَا بِأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ بِدَلِيل أَن الْمَطْلُوب فِي الحَدِيث الأول دَقِيق وَفِي الثَّانِي شعير وَالْمَطْلُوب لَهُ فِي الأول الضَّيْف وَفِي الثَّانِي أَهله وَفِي مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَنا عِيسَى بن يُونُس حَدثنَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدِرْعه مَرْهُونَة فَافْتَكَّهَا أَبُو بكر وَسلمهَا إِلَى عَلّي

انْتَهَى هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسلا ذكره فِي مُسْند جَابر عَن الشّعبِيّ عَنهُ وَرُوِيَ أَيْضا أخبرنَا مُحَمَّد بن الفضيل حَدثنَا الْأَعْمَش عَن أنس قَالَ كَانَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ درع مَرْهُونَة عَن يَهُودِيّ فَمَا وجد مَا يَفْتكهَا بِهِ حَتَّى مَاتَ انْتَهَى وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قبض النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِن درعه مَرْهُونَة عِنْد رجل يَهُودِيّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعا من شعير أَخذهَا رزقا لِعِيَالِهِ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح 793 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة طه أعطي يَوْم الْقِيَامَة ثَوَاب الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار) قلت ذكره ابْن غَنَائِم التنيسِي فِي كتاب الْفَائِق فِي اللَّفْظ الرايق وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان 794 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقْرَأ أهل الْجنَّة من الْقُرْآن إِلَّا طه وَيس) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو عَمْرو ... حَدثنَا أَبُو نصر مَنْصُور بن مُحَمَّد السَّرخسِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْفضل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يُوسُف حَدثنَا الْمسيب عَن زِيَاد عَن الْحسن أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... الحَدِيث

سورة الأنبياء

سُورَة الْأَنْبِيَاء

سُورَة الْأَنْبِيَاء ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا 795 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد حَدثنَا ابْن أبي الْوَزير مُحَمَّد بن عمر حَدثنَا سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن أبي جبيرَة بن الضَّحَّاك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة) انْتَهَى وَسكت عَنهُ إِلَّا أَنه قَالَ لَا نعلم رَوَى أَبُو جبيرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا هذَيْن الْحَدِيثين وَأسْندَ لَهُ حَدِيثا آخر فِي النَّهْي عَن التَّنَابُز بِالْأَلْقَابِ وَأَبُو جبيرَة بن الضَّحَّاك هُوَ أَخُو ثَابت ابْن الضَّحَّاك وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الطُّفَيْل فَقَالَ حَدثنَا أَبُو عَمْرو بن هَمدَان حَدثنَا الْحسن بن سُفْيَان حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّباح حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس عَن أبي جبيرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَفِي النِّهَايَة فِي الحَدِيث (بعثت فِي نسم السَّاعَة) وَالنَّسَمُ جمع نسمَة وَهِي النَّفس وَالروح أَي بعثت فِي ذِي أَرْوَاح خلقهمْ الله قريب السَّاعَة وَقَالَ الْجَوْهَرِي نسم السَّاعَة ابْتِدَاؤُهَا وَنَسَم الرّيح أَولهَا وَفِي الحَدِيث (بعثت فِي نسم السَّاعَة) انْتَهَى وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن من حَدِيث الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نَفْس السَّاعَة فَسَبَقتهَا كَمَا سبقت هَذِه لهَذِهِ) لِأُصْبُعَيْهِ السبابَة وَالْوُسْطَى انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب لَا نعرفه من من حَدِيث الْمُسْتَوْرد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه نَفْس السَّاعَة قربهَا جعل لَهَا نفسا كَنَفس الْإِنْسَان انْتَهَى وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة سبأ 796 - قَوْله وَفِي خطْبَة بعض الْمُتَقَدِّمين ولت الدُّنْيَا حذاء وَلم تبْق إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن خَالِد بن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ خطب بِنَا عتبَة بن غَزوَان وَكَانَ أَمِيرا عَلَى الْبَصْرَة فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِن الدُّنْيَا قد آذَنت بِصرْم وَوَلَّتْ حذاء وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عتبَة بن غَزوَان بن جَابر بن وهيب يكنى أَبَا عبد الله وَسمعت بَعضهم يكنيه أَبَا غَزوَان قديم الْإِسْلَام وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا وَاسْتَعْملهُ عمر بن الْخطاب عَلَى الْبَصْرَة وَكَانَ أول خطْبَة خطبهَا بِالْبَصْرَةِ أَن قَالَ الْحَمد لله أَحْمَده وَأَسْتَعِينهُ وَأُؤْمِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّل عَلَيْهِ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أما بعد أَيهَا النَّاس فَإِن الدُّنْيَا قد ولت حذاء ... إِلَى آخرهَا توفّي سنة سبع عشرَة وَهُوَ ابْن سبع وَخمسين سنة انْتَهَى 797 - الحَدِيث الثَّانِي اسْتَعِينُوا عَلَى حَوَائِجكُمْ بِالْكِتْمَانِ جعله المُصَنّف من كَلَام النَّاس ثمَّ قَالَ وَيرْفَع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

قلت رُوِيَ من حَدِيث معَاذ بن جبل وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث معَاذ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمَيْهِ الْكَبِير وَالصَّغِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي آخر الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خَالِد بن معدان كلهم من حَدِيث سعيد بن سَلام الْعَطَّار حَدثنَا ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاح الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ فَإِن كل ذِي نعْمَة مَحْسُود) انْتَهَى وَفِي رِوَايَة للطبراني (اسْتَعِينُوا عَلَى أُمُوركُم) وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَعِيد الْعَطَّار وَأسْندَ إِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ يذكر بِوَضْع الحَدِيث وَإِلَى ابْن نمير أَنه قَالَ كَذَّاب وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَيْضا وَقَالَ سعيد ضَعِيف وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن عدي عَن حُسَيْن بن علوان عَن ثَوْر بن يزِيد بِهِ ثمَّ قَالَ وحسين هَذَا كَانَ يضع الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ فِي الأولَى سعيد الْعَطَّار قَالَ ابْن حَنْبَل كَذَّاب وَفِي الثَّانِي حُسَيْن قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي كتاب تَارِيخ جرجان أخبرنَا الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدثنِي أَبُو بكر عَن عُمَيْر حَدثنَا بشار بن نصر بن يسَار الْبَزَّار الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا الْهَيْثَم بن أَيُّوب الطَّالقَانِي حَدثنَا سهل بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ عَن مُحَمَّد بن مطرف عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَعِينُوا عَلَى الْحَوَائِج بِكِتْمَانِهَا فَإِن لكل نعْمَة حَاسِدًا) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث الْحسن ابْن عبيد الله الْأَبْزَارِيِّ بِسَنَدِهِ إِلَى عَطاء عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ الطَّبَرَانِيّ ثمَّ

قَالَ هَذَا من عمل الْأَبْزَارِيِّ وَكَانَ مَاجِنًا كذابا وَقَالَ مهنا سَالَتْ أَحْمد بن حَنْبَل وَيَحْيَى بن معِين عَن حَدِيث اسْتَعِينُوا عَلَى طلب الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ فَقَالَا هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَيْسَ لَهُ أصل انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي إِن هَذَا حَدِيث مُنكر لَا يعرف لَهُ أصل وَضعف سَلام بن سعيد من أجل هَذَا الحَدِيث انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رُوِيَ من حَدِيث معَاذ بن جبل وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث بُرَيْدَة أما حَدِيث معَاذ فَرَوَاهُ سعيد بن سَلام الْعَطَّار عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد ابْن معدان عَن معَاذ بن جبل وَسَعِيد هَذَا بَصرِي يكنى أَبَا الْحسن كَذَّاب وخَالِد بن معدان لم يلق معَاذًا وَرَوَاهُ حُسَيْن بن علوان عَن ثَوْر وحسين مَتْرُوك الحَدِيث وَرَوَاهُ شُعْبَة عَن ثَوْر وَلَا يثبت عَنهُ وَرُوِيَ عَن حَفْص بن غياث عَن ثَوْر وَحَفْص ثِقَة إِلَّا أَن الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ غير ثِقَة وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ طَاهِر بن الْفضل الْحلَبِي عَن حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ ابْن حبَان وَضعه طَاهِر عَلَى حجاج وَلم يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد من أَصْحَاب حجاج وَرُوِيَ أَيْضا من طَرِيق الْخُلَفَاء من ولد ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحسن بن عَلّي صَاحب السّلْعَة عَن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي عَن الْمَأْمُون عَن آبَائِهِ وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن عَلّي بن بَالَوَيْهِ الثَّلْجِي حَدثنَا الطَّالِبِيُّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم معقل حَدثنَا أَبُو الْفضل الْمروزِي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس حَدثنَا السينَانِي حَدثنَا الْحُسَيْن بن وَاقد عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... وَهَذَا الْإِسْنَاد إِن سلم من الطَّالِبِيُّ فَإِنِّي لم أعرفهُ فَهُوَ أَجود مَا ورد فِي الْبَاب فَإِن إِبْرَاهِيم

ثِقَة وَأَبُو الْفضل الْمروزِي لَعَلَّه صَدَقَة بن الْفضل أحد أَرْكَان الحَدِيث وَعِيسَى ثِقَة والسيناني الْفضل بن مُوسَى ثِقَة انْتَهَى وَحَدِيث طَاهِر بن الْفضل الْحلَبِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَالله أعلم 798 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ وحضوريين قَالَ المُصَنّف وَسحُول وَحُضُور قَرْيَتَانِ بِالْيمن ينْسب إِلَيْهِمَا الثِّيَاب ثمَّ اسْتشْهد بِالْحَدِيثِ قلت الأول رَوَاهُ أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن عَائِشَة قَالَت كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة انْتَهَى وَلم أَجِدهُ بِلَفْظ المُصَنّف وَأما رِوَايَة الحضوريين فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصَّاغَانِي حَدثنَا أَبُو الْجَواب حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم بن عبيد الله عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَلَاثَة أَثوَاب ثَوْبَيْنِ حضوريين وثوب حبرَة انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ الصَّاغَانِي عَن أبي الْجَواب انْتَهَى وَفِي الصِّحَاح حُضُور بِفَتْح الْحَاء بلد بِالْيمن 799 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن أمة قَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَيْن رَبك) فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاء فَقَالَ إِنَّهَا مُؤمنَة) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قَالَ بَيْنَمَا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت لَهُ يَرْحَمك الله ...

إِلَى أَن قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله جَارِيَة لي صَكَكْتهَا صَكَّة فَعظم ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله أَفلا أعْتقهَا قَالَ ائْتِنِي بهَا) فَجِئْته بهَا فَقَالَ لَهَا (أَيْن الله) قَالَت فِي السَّمَاء قَالَ من أَنا) قَالَت أَنْت رَسُول الله قَالَ (أعْتقهَا فَإِنَّهَا مُؤمنَة) انْتَهَى بِلَفْظ أبي دَاوُد وَطوله مُسلم 800 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى جِبْرِيل سَاقِطا كالحلس قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد وَالْتزم فِي أَوله أَن مَا يرويهِ من الْأَحَادِيث صَحِيح ثَابت بأسانيد ثَابِتَة صَحِيحَة مَوْصُولَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا الْحَارِث بن عبيد الْإِيَادِي عَن ابْن عمرَان الْجونِي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَيْنَمَا أَنا قَاعد إِذْ جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَوَكَزَ بَين كَتِفي فَقُمْت إِلَى شَجَرَة فِيهَا كَوَكْرَيْ الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَسَمت وَارْتَفَعت حَتَّى سدت الْخَافِقين وَأَنا أقلب طرفِي وَلَو شِئْت أَن أمس السَّمَاء لَمَسِسْت فَالْتَفت إِلَيّ جِبْرِيل كَأَنَّهُ حلْس لَاطَ فَعرفت فضل علمه بِاللَّه عَلّي وَفتح بَاب من أَبْوَاب السَّمَاء فَرَأَيْت النُّور الْأَعْظَم وَإِذا دون الْحجاب رَفْرَف الدّرّ والياقوت وَأَوْحَى الله إِلَيّ مَا شَاءَ أَن يُوحَى) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن أبي عمرَان إِلَّا الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ مَشْهُور من أهل الْبَصْرَة وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بن عبيد عَن أبي عمرَان وَقد رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... انْتَهَى وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

كَانَ فِي مَلأ من أَصْحَابه فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَنكتَ فِي ظَهْري فَذهب بِي إِلَى شَجَرَة فِيهَا مثل وَكري الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَنَشَأَتْ بِنَا سَحَابَة حَتَّى مَلَأت الْأُفق فَلَو بسطت يَدي إِلَى السَّمَاء لَنِلْتهَا ثمَّ أَنَّهَا دُلي بِسَبَب فَهَبَطت فَوَقع النُّور فَوَقع جِبْرِيل مغشيا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ حلْس فَعرفت فضل خَشيته عَلَى خَشْيَتِي فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَنَبِيًّا عبدا أم نَبيا ملكا وَإِلَى الْجنَّة مَا أَنْت فَأَوْمَى إِلَيّ جِبْرِيل وَهُوَ مُضْطَجع بل نَبيا عبدا) انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَالْأول فِيهِ الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ وَإِن أخرج لَهُ مُسلم فِي صَحِيحه فقد ضعفه لِابْنِ معِين وَقَالَ أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان كثير الْوَهم فَلَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَهَذَا الحَدِيث من غَرَائِبه وَلَعَلَّه مَنَام وَالله أعلم وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية بَاب ذكر أَشْيَاء رُوِيَ أَنه رَآهَا عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَذكر أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مَا رَوَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن مَيْمُون حَدثنَا سُفْيَان عَن مَالك بن مغول عَن زبيد عَن مرّة قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود إِن نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر سِدْرَة الْمُنْتَهَى إِلَى أَن قَالَ فَوَقع جِبْرِيل فَصَارَ كالحلس الْمُلقى ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يَصح وَابْن مَيْمُون مُنكر الحَدِيث وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الله عبيد بن عَمْرو عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَرَرْت فِي السَّمَاء الرَّابِعَة بِجِبْرِيل وَهُوَ كالحلس الْبَالِي من خشيَة الله تَعَالَى) انْتَهَى وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو

حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا عبيد الله بن عَمْرو بِهِ سَوَاء 801 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَنا من دَد وَلَا الدَّد مني) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي الشَّهَادَات وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب من حَدِيث أبي زُكَيْرٍ يَحْيَى بن مُحَمَّد بن قيس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لست من دَد وَلَا دَد مني) انْتَهَى زَاد الْبَزَّار قَالَ يَحْيَى يَقُول لست من الْبَاطِل وَلَا الْبَاطِل مني ثمَّ قَالَ وَلَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن أنس وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عَمْرو ابْن أبي عَمْرو إِلَّا يَحْيَى بن قيس انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى وَقَالَ عَامَّة رواياته مُسْتَقِيمَة إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَهُوَ يعرف بِهِ انْتَهَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقد رَوَاهُ الدَّرَاورْدِي عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْمطلب بن عبد الله عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء قَالَ وَسَأَلت أبي وَأَبا زرْعَة أَيهمَا أشبه حَدِيث يَحْيَى أَو حَدِيث الدَّرَاورْدِي فَقَالَا حَدِيث الدَّرَاورْدِي أشبه انْتَهَى 802 - الحَدِيث السَّابِع جَاءَ فِي الحَدِيث (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا خَالِقهَا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا الله) وَفِي لفظ

أبي دَاوُد (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا رب النَّار) 803 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ المُصَنّف فِي قَوْله وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا المُرَاد بِالرَّحْمَةِ الْجنَّة قَالَ وَمِنْه فِي الحَدِيث (هَذِه رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ وَمُسلم فِي صفة النَّار عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَحَاجَّتْ النَّار وَالْجنَّة فَقَالَت

النَّار أُوثِرت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَت الْجنَّة فَمَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ فَقَالَ الله تَعَالَى للجنة أَنْت رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء من عبَادي وَقَالَ للنار أَنْت عَذَابي أعذب بك من أَشَاء من عبَادي وَلكُل وَاحِدَة مِنْكُمَا ملؤُهَا) انْتَهَى وَأخرجه مُسلم عَن الْخُدْرِيّ من حَدِيث أبي صَالح عَنهُ بِنَحْوِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة سَوَاء 804 - الحَدِيث التَّاسِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (مَا من مكروب يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ يَعْنِي دُعَاء يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي ظلمت نَفسِي) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده سعد بن أبي وَقاص قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دَعْوَة ذِي النُّون إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين فَإِنَّهُ لم يدع بهَا رجل مُسلم فِي شَيْء قطّ إِلَّا اسْتَجَابَ الله لَهُ) انْتَهَى وَسكت التِّرْمِذِيّ عَنهُ إِلَّا أَنه قَالَ وَرَوَاهُ جمَاعَة عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن سعد عَن سعد فَلم يقل فِيهِ عَن أَبِيه انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْفَضَائِل عَن كثير بن يزِيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب عَن مُصعب بن سعد عَن سعد فَذكره وَقَالَ إِنَّه شَاهد لحَدِيث إِبْرَاهِيم وَلَفظه فِيهِ قَالَ أَلا أخْبركُم بِشَيْء إِذا نزل بِأحد مِنْكُم كرب أَو بلَاء فَدَعَا بِهِ إِلَّا فرج عَنهُ قيل بلَى يَا رَسُول الله قَالَ دُعَاء ذِي النُّون لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين) انْتَهَى

وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن سعد 805 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل الْمَسْجِد وحول الْكَعْبَة ثلثمِائة وَسِتُّونَ صنما وَكَانَت صَنَادِيد قُرَيْش فِي الْحطيم فَجَلَسَ إِلَيْهِم عَلَيْهِ السَّلَام فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله ... الْآيَة فَأقبل عبد الله ابْن الزبعري فأخبروه بِمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَدَعوهُ فَقَالَ عبد الله أَأَنْت قلت ذَلِك قَالَ نعم) قَالَ قد خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَيْسَ الْيَهُود عبدُوا عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى عبدُوا الْمَسِيح وبنوا مليح عبدُوا الْمَلَائِكَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (بل هم عبدُوا الشَّيَاطِين الَّتِي أَمرتهم بذلك) فَنزلت إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول أخبرنَا عمر بن أَحْمد بن عمر الْمَاوَرْدِيّ أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر الرَّازِيّ أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب أَنا عَلّي بن الْمَدِينِيّ حَدثنَا يَحْيَى بن نوح حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن أبي رزين عَن أبي يَحْيَى قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس لما نزلت إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ شقّ ذَلِك عَلَى قُرَيْش وَقَالُوا يشْتم آلِهَتنَا فجَاء ابْن الزبعري فَقَالَ مَا لكم قَالُوا يشْتم آلِهَتنَا قَالَ فَمَا قَالَ قَالُوا قَالَ إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ قَالَ ادعوهُ لي فَلَمَّا دعِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا مُحَمَّد هَذَا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد

من دون الله قَالَ لَا بل لكل من عبد من دون الله) فَقَالَ ابْن الزبعري خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَسْت تزْعم أَن الْمَلَائِكَة عباد صَالِحُونَ وَأَن عِيسَى عبد صَالح وَأَن عُزَيْرًا عبد صَالح وَهَذِه بَنو مليح يعْبدُونَ الْمَلَائِكَة وَهَذِه النَّصَارَى يعْبدُونَ عِيسَى وَهَذِه الْيَهُود يعْبدُونَ عُزَيْرًا قَالَ فَضَجَّ أهل مَكَّة فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَيُّوب بِهِ سندا ومتنا وَفِي أَوَائِل سيرة ابْن هِشَام عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا فِي الْمَسْجِد مَعَ رجال قُرَيْش فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم ... الْآيَة وَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَقْبل عبد الله بن الزبعري حَتَّى جلس فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة زعم مُحَمَّد أَنا وَمَا نعْبد من آلِهَتنَا هَذِه حصب جَهَنَّم فَقَالَ عبد الله بن الزبعري أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَسَلُوا مُحَمَّدًا أكل مَا يعبد من دون الله فِي جَهَنَّم مَعَ من عَبده فَنحْن نعْبد الْمَلَائِكَة وَالْيَهُود تعبد عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى تعبد الْمَسِيح فَعجب الْوَلِيد وَمن كَانَ مَعَه فِي الْمجْلس من قَول عبد الله ابْن الزبعري وَرَأَوا أَنه قد احْتج وَخَاصم فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (إِن كل من أحب أَن يعبد من دون الله فَهُوَ مَعَ من عَبده إِنَّهُم إِنَّمَا يعْبدُونَ الشَّيَاطِين وَمن أَمرتهم بِعِبَادَتِهِ) فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَصدر الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي آخر مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ عَن عَلّي بن عبد الله بن الْعَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة يَوْم الْفَتْح وَعَلَى الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما قد شدت أَقْدَامهَا بِرَصَاصٍ فجَاء وَمَعَهُ

قضيب يهوي إِلَى كل صنم مِنْهَا فيخر لوجهه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا حَتَّى مر عَلَيْهَا كلهَا انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ ابْن إِسْحَاق وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَاعْتِرَاض ابْن الزبعري عَنهُ غير لَازم فَإِن الْخطاب مَخْصُوص بِقُرَيْش وَمَا يعْبدُونَ من الْأَصْنَام وَكَذَلِكَ أَتَى بِمَا الْوَاقِعَة عَلَى مَا لَا يعقل انْتَهَى وَهَذَا مَنْقُوص بِمَا فِي متن الواحدي أَن ابْن الزبعري قَالَ يَا مُحَمَّد هَذَا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد من دون الله فَقَالَ لَا بل لكل من عبد من دون الله فَقَالَ خصمتك وَرب الْكَعْبَة ... وَفِي متن السِّيرَة قريب من ذَلِك 806 - قَوْله رُوِيَ أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَرَأَ الْآيَة الْمَذْكُورَة ثمَّ قَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ يجر رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي يزِيد الْهَمدَانِي حَدثنَا لَيْسَ بن أبي سليم عَن ابْن عَم النُّعْمَان

ابْن بشير وَكَانَ من سمار عَلّي قَالَ تَلا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه الْآيَة إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة فَقَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ عَلّي يجر رِدَاءَهُ وَيَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا انْتَهَى بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ لم يذكر فِيهِ سَعْدا وَلَفظ ابْن أبي حَاتِم وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَو قَالَ سعد شكّ فِيهِ وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن دَاوُد بن علية الْحَارِثِيّ عَن لَيْث بن أبي سليم بِهِ ... فَذكره وَلم يذكر فِيهِ سَعْدا كَالثَّعْلَبِيِّ 807 - الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حِين يفرغ من صَلَاة الْفجْر من الْقِرَاءَة وَيكبر وَيرْفَع رَأسه (سمع الله لمن حَمده رَبنَا وَلَك الْحَمد) ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد وَسَلَمَة بن هِشَام وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ اللَّهُمَّ شدد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف اللَّهُمَّ الْعَن لحيان وَرِعْلًا وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله) قَالَ ثمَّ بلغنَا أَنه ترك ذَلِك لما نزلت لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء ... انْتَهَى 808 - الحَدِيث الثَّانِي عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ اقْترب للنَّاس حسابهم حَاسبه الله حسابا يَسِيرا وَصَافحهُ وَسلم عَلَيْهِ كل نَبِي ذكر فِي الْقُرْآن) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلّي بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْجِرْجَانِيّ الْمُقْرِئ حَدثنَا أَبُو عَلّي بن حُبَيْش الْمُقْرِئ الدينَوَرِي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى الرقَاق الرَّازِيّ حَدثنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي حَدثنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن

عبد الْوَاحِد الْفَزارِيّ عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس

سورة الحج

سُورَة الْحَج

سُورَة الْحَج ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 809 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم ... نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق فَقَرَأَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم ير أَكثر بكاء من تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمَّا أَصْبحُوا لم يَحُطُّوا السُّرُوج عَن الدَّوَابّ وَلم يضْربُوا الْخيام وَقت النُّزُول وَلم يَطْبُخُوا قدرا وَكَانُوا من بَين حَزِين وَبَاكٍ وَمُفَكِّرٌ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث الْحسن عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره وَقد تقَارب من أَصْحَاب السّير رفع بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوته يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم ... إِلَى قَوْله وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد فَلَمَّا سمع أَصْحَابه بذلك حثوا الْمطِي وَعرفُوا أَنه عِنْد قَول يَقُوله فَلَمَّا تَأَشَّبُوا حوله قَالَ أَتَدْرُونَ أَي يَوْم ذَاك ذَاك يَوْم يُنَادَى آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فينادي بِهِ ربه عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُول يَا آدم ابْعَثْ بعثا إِلَى النَّار فَيَقُول يَا رب وَمَا بعث النَّار فَيَقُول من كل ألف تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتسْعُونَ

فِي النَّار وَوَاحِد فِي الْجنَّة قَالَ فَأبْلسَ أَصْحَابه حَتَّى مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ فَلَمَّا رَأَى ذَلِك قَالَ أَبْشِرُوا وَاعْمَلُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّكُم لمع خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْء إِلَّا كَثرَتَاهُ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَمن هلك من بني أَدَم وَبني إِبْلِيس) قَالَ فَسرِّي عَنهُ ثمَّ قَالَ اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أَنْتُم فِي النَّاس إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جنب الْبَعِير أَو الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الدَّابَّة) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان قَالَ وَعِنْدِي أَنَّهُمَا لم يخرجَاهُ خشيَة الْإِرْسَال وَقد سمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن ثمَّ أَعَادَهُ فِي كتاب الْقرَاءَات وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَأكْثر أَئِمَّتنَا الْمُتَقَدِّمين عَلَى أَن الْحسن سمع من عمرَان بن حُصَيْن وَأَعَادَهُ أَيْضا فِي كتاب الْأَهْوَال وَنقل عَن البُخَارِيّ وَمُسلم أَنَّهُمَا قَالَا لم يسمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن قَالَ وَعِنْدِي أَنه سمع مِنْهُ انْتَهَى وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما وَرَوَى عمرَان بن حُصَيْن وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَغَيرهمَا أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنَا مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مسيره فِي غَزْوَة بني المصطلق إِذْ أنزل الله عَلَيْهِ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم إِلَى قَوْله وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد فَوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نَاقَته وَرفع بهَا صَوته ... إِلَى آخر لفظ السّنَن 810 - الحَدِيث الثَّانِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رجلا من الْيَهُود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف

قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا الحكم بن معبد الْخُزَاعِيّ حَدثنَا عَلّي بن الْحَارِث حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ أسلم رجل من الْيَهُود فَذهب مَاله وَولده فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال) فَقَالَ إِنِّي لم أصب من هَذَا الدَّين خيرا ذهب بَصرِي وَمَالِي وَوَلَدي فَقَالَ يَا يَهُودِيّ الْإِسْلَام يسبك الرِّجَال كَمَا يسبك النَّار خبث الْحَدِيد وَالْفِضَّة وَالذَّهَب) فَنزلت وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَى عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رجلا من الْيَهُود أسلم إِلَى آخر لفظ المُصَنّف غَرِيب عَن الْخُدْرِيّ وَهُوَ فِي كتاب الْعقيلِيّ عَن جَابر فَقَالَ حَدثنَا عَلّي بن الْعَبَّاس الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن هياج الْأَزْدِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن صبيح حَدثنَا عَنْبَسَة بن سعيد اخو أبي الرّبيع السمان عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُ يَهُودِيّ فَأسلم عَلَى يَدَيْهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله فأصيب فِي عينه وَأُصِيب فِي وَلَده فَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال إِنَّك إِن رجعت عَن الْإِسْلَام ضربت عُنُقك إِن الْإِسْلَام سبك الرِّجَال يخرج خبثهمْ كَمَا يخرج الْكِير خبث الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد إِذا ألقِي فِيهِ) انْتَهَى وَأعله بِعَنْبَسَةَ بن سعيد وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق 811 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث (لَو وضعت مقمعَة مِنْهَا فِي الأَرْض فَاجْتمع عَلَيْهَا الثَّقَلَان مَا أَقلوهَا) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث عبد الله بن

وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَو أَن مِقْمَعًا من حَدِيد وضع فِي الأَرْض فَاجْتمع عَلَيْهِ الثَّقَلَان مَا أَقلوهُ من الأَرْض) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث ابْن لَهِيعَة حَدثنَا دراج بِهِ سندا ومتنا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَلَهُم مَقَامِع من حَدِيد لَو وضع مقْمَع مِنْهَا فِي الأَرْض ... إِلَى آخِره وَبِالسَّنَدَيْنِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَبِالسَّنَدِ الثَّانِي رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره 812 - قَوْله عَن عبد الله بن عمر أَنه كَانَ لَهُ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالْآخر فِي الْحرم فَإِذا أَرَادَ أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فَقَالَ كُنَّا نُحدث أَن من الْإِلْحَاد فِيهِ أَن يَقُول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنَا عَمْرو بن حكام الْبَصْرِيّ عَن شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالْآخر فِي الْحرم فَإِذا أَرَادَ أَن يُصَلِّي صَلَّى فِي الْحرم وَإِذا أَرَادَ أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لي ... آخِره سَوَاء وَفِي نسخ الْكَشَّاف عبد الله بن عمر هَكَذَا وجدته وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عَمْرو وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن أَشْعَث بن عبد الله عَن شُعْبَة بِهِ

813 - الحَدِيث الرَّابِع عَن الْحسن قَالَ أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَقُول ذَلِك فِي حجَّة الْوَدَاع يَعْنِي النداء بِالْحَجِّ لقَوْله تَعَالَى وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ وَرُوِيَ أَن الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام صعد أَبَا قبيس وَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن وَسَنَده إِلَيْهِ مَذْكُور فِي أول كِتَابه وَالثَّانِي رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس لم يقل فِيهِ صعد أَبَا قبيس وَإِنَّمَا قَالَ قَامَ عِنْد الْحجر وَفِي لفظ قَامَ عِنْد مقَامه وَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم فَأَجَابُوهُ لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك 814 - قَوْله وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه بعث بِهَدي وَقَالَ فِيهِ إِذا نَحرته فَكل وَتصدق وَابعث مِنْهُ إِلَى عتبَة يَعْنِي ابْنه قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة أَن عبد الله بعث مَعَه بِهَدي فَقَالَ كل أَنْت وَأَصْحَابك ثلثا وَتصدق بِثلث وَابعث إِلَى أخي عتبَة بِثلث قيل لِسُفْيَان تطوع قَالَ نعم انْتَهَى وَعتبَة بن مَسْعُود وَهُوَ أَخُو عبد الله بن مَسْعُود صَحَابِيّ أَيْضا وَله رِوَايَة 815 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث كلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا)

قلت رُوِيَ من حَدِيث نُبَيْشَة وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ فَحَدِيث نُبَيْشَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه سنَنه فِي الْأَضَاحِي حَدثنَا مُسَدّد حَدثنَا يزِيد ابْن زُرَيْع حَدثنَا خَالِد الْحذاء عَن أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَن لُحُوم الْأَضَاحِي أَن تَأْكُلُوهَا فَوق ثَلَاث لكَي تَسَعكُمْ جَاءَ الله بِالسَّعَةِ وكلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا أَلا وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكل وَشرب وَذكر الله عَزَّ وَجَلَّ) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما عَن خَالِد الْحذاء بِهِ والْحَدِيث فِي مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَلَيْسَ فِيهِ وَاتَّجرُوا وَقَول الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِتَمَامِهِ فِيهِ نظر فَإِن النَّسَائِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْفَرْع وَالْعَتِيرَة من حَدِيث نُبَيْشَة لَيْسَ فِيهِ وَائْتَجِرُوا وَرَوَاهُ فِي الضَّحَايَا كلوا وَادخرُوا وتصدقوا وَلكنه من حَدِيث عَائِشَة فَكَلَامه غير مُحَرر وَكَأَنَّهُ قلد أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَالله أعلم وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ سُلَيْمَان بن مُوسَى أَخْبرنِي زبيد أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أَتَى أَهله فَوجدَ قَصْعَة من قديد الْأَضَاحِي فَأَبَى أَن يَأْكُلهُ فَأَتَى قَتَادَة بن النُّعْمَان فَأخْبرهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فَقَالَ (إِنِّي كنت أَمرتكُم أَلا تَأْكُلُوا الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاثَة أَيَّام وَإِنِّي أحله لكم فَكُلُوا مِنْهُ مَا شِئْتُم وَلَا تَبِيعُوا لُحُوم الْهَدْي وَالْأَضَاحِي وكلوا وتصدقوا وَاسْتَمْتِعُوا بِجُلُودِهَا وَلَا تَبِيعُوهَا وَإِن أطعمْتُم من لَحمهَا فَكُلُوا إِن شِئْتُم) وَقَالَ فِي هَذَا الحَدِيث عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَالْآن كلوا وَائْتَجِرُوا وَادخرُوا) انْتَهَى وَفِي النِّهَايَة وَائْتَجِرُوا بِالْهَمْزَةِ أَي تصدقوا طَالِبين لِلْأجرِ وَلَا يجوز فِيهِ اتَّجرُوا بِالْإِدْغَامِ لِأَن الْهمزَة لَا تُدْغَم فِي التَّاء لِأَنَّهُ من الْأجر لَا من التِّجَارَة وَقد أجَاز الْهَرَوِيّ الْإِدْغَام وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالْحَدِيثِ أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صلَاته فَقَالَ (من يتجر مَعَ هَذَا فَيصَلي مَعَه) وَهَذِه الرِّوَايَة تكون من التِّجَارَة لَا

من الْأجر انْتَهَى كَلَامه وَوَقع هَذَا اللَّفْظ فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة عَن بهز بن حَكِيم عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون وَلَا تفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا بهَا فَلهُ أجرهَا وَمن منعهَا إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء) انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره مُؤْتَجِرًا أَي طَالبا لِلْأجرِ 816 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه صَلَّى الصُّبْح فَلَمَّا سلم قَامَ قَائِما واستقبل النَّاس بِوَجْهِهِ وَقَالَ (عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) وتلا هَذِه الْآيَة قلت رُوِيَ من حَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك وَمن حَدِيث أَيمن بن خُزَيْمٌ فَحَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَقْضِيَة وَابْن ماجة فِي الْأَحْكَام من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن أَبِيه عَن حبيب ابْن النُّعْمَان الْأَسدي عَن خُزَيْمٌ بن فاتك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى صَلَاة الصُّبْح فَلَمَّا انْصَرف قَامَ قَائِما فَقَالَ (عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَرَأَ فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان وَاجْتَنبُوا قَول الزُّور انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لِلتِّرْمِذِي وَلم أَجِدهُ وَلَا عزاهُ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف إِلَيْهِ بل عزاهُ لأبي دَاوُد وَابْن ماجة فَقَط قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام حَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك لَا يَصح لِأَنَّهُ من رِوَايَة زِيَاد الْعُصْفُرِي وَهُوَ مَجْهُول عَن حبيب بن النُّعْمَان الْأَسدي وَلَا

يعرف بِغَيْر هَذَا وَلَا يعرف حَاله انْتَهَى وَأما حَدِيث أَيمن بن خُزَيْمٌ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن فاتك بن فضَالة عَن أَيمن بن خُزَيْمٌ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) إِلَى آخِره سَوَاء ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد وَقد اخْتلفُوا فِي رِوَايَة هَذَا الحَدِيث عَن سُفْيَان بن زِيَاد وَلَا نَعْرِف لِابْنِ خُزَيْمٌ سَمَاعا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره الْحَدِيثين بِسَنَدَيْهِمَا ومتنيهما وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 817 - حَدِيث رَوَى ابْن عمر عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه أهْدَى بُخْتِيَّة طلبت مِنْهُ بثلاثمائة دِينَار فَسَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَبِيعهَا وَيَشْتَرِي بِثمنِهَا بدنا فَنَهَاهُ عَن ذَلِك وَقَالَ بل أهدها) قلت تقدم أَوَائِل الْبَقَرَة فِي الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ 818 - الحَدِيث السَّابِع وَأهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنفه برة من ذهب قلت وَقع فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَرَوَاهُ غَيره قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج حَدثنَا مُحَمَّد بن منهال حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ ح وَحدثنَا النُّفَيْلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ قَالَ عبد الله بن أبي نجيح

حَدثنِي مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هداياه جملا كَانَ لأبي جهل فِي رَأسه برة فضَّة قَالَ ابْن منهال برة من ذهب زَاد النُّفَيْلِي يغِيظ بِهِ الْمُشْركين انْتَهَى وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا نصر بن عَلّي حَدثنَا أَبُو بَحر عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن عَلّي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهْدَى فِي حجَّته مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنَفَة برة من ذهب انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الْكَرِيم إِلَّا إِسْرَائِيل انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا إِسْرَائِيل بِهِ وَقَالَ برة من فضَّة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث بِسَنَد ابْن رَاهَوَيْه وَمَتنه وَنقل عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ الْبرة الْحلقَة تجْعَل فِي أنف الْبَعِير انْتَهَى وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة جملا لأبي جهل فِي رَأسه برة من فضَّة ليغيظ الْمُشْركين بذلك انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى لم يذكر فِيهِ رِوَايَة الذَّهَب وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهْدَى عَام الْحُدَيْبِيَة فِي هَدِيَّة جمل أبي جهل الَّذِي اسْتَلَبَ يَوْم بدر فِي أَنفه برة من فضَّة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ فِيهِ عَلَيْهِ خشَاش من ذهب وَهُوَ الزِّمَام وَحَدِيث الْبرة من فضَّة رُوِيَ أَيْضا من حَدِيث جَابر وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْمَغَازِي من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حج

قبل أَن يُهَاجر حجَجًا وَحج بَعْدَمَا هَاجر الْوَدَاع وَكَانَ جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل فِي أَنفه برة من فضَّة فَنحر بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَنحر عَلّي مِنْهَا مَا غبر انْتَهَى وَسكت عَنهُ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب حج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ تفرد بِهِ زيد بن الْحباب وَبَلغنِي عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ هَذَا خطأ وَإِنَّمَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن مُجَاهِد عَن النَّبِي مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه وَحَدِيث سَلمَة رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْبدن عَام الْحُدَيْبِيَة جملا كَانَ تَحت أبي جهل يَوْم بدر فِي رَأسه برة من فضَّة انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه 819 - قَوْله وَكَانَ ابْن عمر يَسُوق الْبدن مُجَللَة بِالْقبَاطِيِّ فَيتَصَدَّق بِلُحُومِهَا وجللها قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي كتاب الْحَج عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ يُجَلل بدنه الْقبَاطِي وَالْأَنْمَاط وَالْحلَل ثمَّ يبْعَث بهَا إِلَى الْكَعْبَة يَكْسُوهَا إِيَّاهَا انْتَهَى قَالَ وَسَأَلت عبد الله بن دِينَار مَا كَانَ عبد الله بن عمر يصنع بِجلَال بدنه حِين كُسِيت الْكَعْبَة هَذِه الْكسْوَة قَالَ كَانَ يتَصَدَّق بهَا انْتَهَى وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَنَاسِك حَدثنَا سُرَيج بن النُّعْمَان حَدثنَا فليح عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عمر يُجَلل بدنه قبل أَن تُكْسَى الْكَعْبَة الْحلَل وَالْأَنْمَاط وَالْقَبَاطِي ثمَّ يَنْزِعهَا قبل أَن يَنْحَرهَا فَيُرْسل بهَا إِلَى خَزَنَة الْكَعْبَة كسْوَة للكعبة فَلَمَّا كُسِيت الْكَعْبَة ترك ذَلِك انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنِي جدي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع ... بِلَفْظ ابْن أبي شيبَة حَدثنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى عَن الْوَاقِدِيّ عَن عبد الله بن عمر عَن نَافِع ... فَذكر نَحوه 820 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن اسْم الْبَدنَة تخْتَص بِالْإِبِلِ وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ نحرنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة انْتَهَى وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأُضْحِية عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَالْجَزُور عَن سَبْعَة) انْتَهَى وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن جَابر مَرْفُوعا وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن حَفْص بن جَمِيع عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء 821 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن مُشْركي مَكَّة كَانُوا يُؤْذونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه أَذَى شَدِيدا وَكَانُوا يأْتونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بَين مَضْرُوب ومشجوج ويتظلمون إِلَيْهِ فَيَقُول (اصْبِرُوا فَإِنِّي لم أومر بِقِتَال) حَتَّى هَاجر

فأنزلت هَذِه الْآيَة أذن للَّذين يقاتلونك بَعْدَمَا نهي عَن الْقِتَال فِي نَيف وَسبعين آيَة قلت غَرِيب جدا وَعَزاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط لِلْمُفَسِّرِينَ 822 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سُئِلَ عَن الْأَنْبِيَاء فَقَالَ (مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا قيل فكم الرُّسُل مِنْهُم قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا) قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هِشَام بن يَحْيَى الغساني حَدثنَا أبي عَن جدي يَحْيَى الغساني عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَائِذ بِاللَّه عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَحده فَقَالَ يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا) قَالَ فَرَكَعْتهمَا ثمَّ عدت فَجَلَست فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّك أَمرتنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاة قَالَ خير مَوْضُوع فَاسْتَكْثر أَو اسْتَقل) قلت يَا رَسُول الله أَي الْعَمَل أفضل قَالَ إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله) قلت يَا رَسُول الله

فَأَي الْمُؤمنِينَ أكمل إِيمَانًا قَالَ أحْسنهم أَخْلَاقًا) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْمُسلمين أسلم قَالَ من سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّلَاة أفضل قَالَ طول الْقُنُوت) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْهِجْرَة أفضل قَالَ من هجر السَّيِّئَات) قلت يَا رَسُول الله فَمَا الصّيام قَالَ فرض مَجْزِي وَعند الله أَضْعَاف كَثِيرَة) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْجِهَاد أفضل قَالَ من عقر جَوَاده وَأُهْرِيقَ دَمه) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ جهد الْمقل) قلت يَا رَسُول الله فأيما أنزل الله عَلَيْك أعظم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ) ثمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَر مَا السَّمَوَات السَّبع مَعَ الْكُرْسِيّ إِلَّا كحلقة ملقاة فِي فلاة وَفضل الْعَرْش عَلَى الْكُرْسِيّ كفضل الفلاة عَلَى الْحلقَة) قلت يَا رَسُول الله كم الْأَنْبِيَاء قَالَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا) قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل من ذَلِك قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا) قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قَالَ آدم) قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قَالَ نعم خلقه الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه) قلت يَا رَسُول الله كم أنزل الله من كتاب قَالَ مائَة كتاب وَأَرْبَعَة كتب أنزل عَلَى شِيث خَمْسُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى أَخْنُوخ ثَلَاثُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى إِبْرَاهِيم عشر صَحَائِف وَأنزل عَلَى مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان) قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا كَانَت صحيفَة إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَت أَمْثَالًا مِنْهَا أَيهَا الْملك الْمُسَلط الْمُبْتَلَى الْمَغْرُور إِنِّي لم أَبْعَثك لِتجمع الدُّنْيَا بَعْضهَا إِلَى بعض وَلَكِنِّي بَعَثْتُك لِترد عني دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنِّي لَا أردهَا وَلَو كَانَت من كَافِر وَعَلَى الْعَاقِل مَا لم يكن مَغْلُوبًا عَلَى عقله أَن يكون لَهُ سَاعَات سَاعَة يُنَاجِي فِيهَا ربه وَسَاعَة يُحَاسب فِيهَا نَفسه وَسَاعَة يتفكر فِيهَا فِي صنع الله وَسَاعَة يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ من الْمطعم وَالْمشْرَب وَنَحْوه وَعَلَى الْعَاقِل أَلا يكون ظَاعِنًا إِلَّا لثلاث تزَود لِمَعَاد وَمَرَمَّة لِمَعَاش وَلَذَّة فِي غير محرم وَعَلَى الْعَاقِل أَن يكون بَصيرًا بِزَمَانِهِ مُقبلا عَلَى شَأْنه حَافِظًا

لِلِسَانِهِ وَمن حسب كَلَامه من عمله قل كَلَامه إِلَّا فِيمَا يعنيه) قلت يَا رَسُول الله فَمَا كَانَت صحف مُوسَى قَالَ كَانَت عبرا كلهَا عجبت لمن أَيقَن بِالْمَوْتِ كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن أَيقَن بالنَّار ثمَّ هُوَ يضْحك وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقدرِ ثمَّ هُوَ ينصب وَعَجِبت لمن رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ اطْمَأَن إِلَيْهَا وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْحِسَابِ غَدا ثمَّ لَا يعْمل قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِتِلَاوَة الْقُرْآن وَذكر الله فَإِنَّهُ نور لَك فِي الأَرْض وَذخر لَك فِي السَّمَاء) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ إياك وَكَثْرَة الضحك فَإِنَّهُ يُمِيت الْقلب وَيذْهب بِنور الْوَجْه) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِالصَّمْتِ إِلَّا من خير فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان عَنْك وَعون لَك عَلَى أَمر دينك) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ أحب الْمَسَاكِين وَجَالسهمْ) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ انْظُر إِلَى من تَحْتك وَلَا تنظر إِلَى من فَوْقك فَإِنَّهُ أَجْدَر أَلا تَزْدَرُوا نعْمَة الله) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ قل الْحق وَإِن كَانَ مرا) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ ليردك عَن النَّاس مَا تعرف من نَفسك وَكَفَى بك عَيْبا أَن تعرف من النَّاس مَا تجْهَل من نَفسك أَو تَجِد عَلَيْهِم فِيمَا تَأتي) ثمَّ ضرب بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ يَا أَبَا ذَر لَا عقل كالتدبير وَلَا ورع كَالْكَفِّ وَلَا حسب كحسن الْخلق) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل عَن يَحْيَى بن سعيد السَّعْدِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر ... فَذكره بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء وَسكت عَنهُ وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَقَالَ إِن يَحْيَى السَّعْدِيّ ضَعِيف انْتَهَى وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما من حَدِيث معَان بن رِفَاعَة السلَامِي عَن عَلّي بن يزِيد الدِّمَشْقِي عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن

وَهُوَ مولَى يزِيد بن مُعَاوِيَة السَّامِي عَن أبي أُمَامَة أَن أَبَا ذَر سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا فَقَالَ كم المُرْسَلُونَ مِنْهُم فَقَالَ ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة عشر جما غفيرا) انْتَهَى وَمَعَان وَعلي بن يزِيد وَالقَاسِم ثَلَاثَتهمْ ضعفاء وَقد خَالف ابْن حبَان فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ فَأوردهُ فِي كِتَابه الموضوعات واتهم بِهِ إِبْرَاهِيم بن هِشَام وَلَا شكّ أَنه تكلم فِيهِ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل من أجل هَذَا الحَدِيث 823 - الحَدِيث الْحَادِي عشر حَدِيث تِلْكَ الغرانيق العلى) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا يُوسُف بن حَمَّاد حَدثنَا أُميَّة بن خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِيمَا أَحسب أَشك فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ بِمَكَّة فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْله تَعَالَى أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى فَجَرَى عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى الشَّفَاعَة مِنْهَا تُرْتَجَى قَالَ فَسمع ذَلِك مُشْرِكُوا مَكَّة فسروا بذلك فَاشْتَدَّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقَى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته فَينْسَخ الله مَا يلقى الشَّيْطَان ثمَّ يحكم الله آيَاته انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِسْنَاد مُتَّصِل يجوز ذكره إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا نعلم أحدا أسْند هَذَا الحَدِيث عَن شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا أُميَّة وَلم نَسْمَعهُ نَحن إِلَّا

من يُوسُف بن حَمَّاد وَكَانَ ثِقَة وَغير أُميَّة يحدث بِهِ عَن أبي بشر عَن سعيد ابْن جُبَير مُرْسلا وَإِنَّمَا يعرف هَذَا الحَدِيث عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَأُميَّة ثِقَة مَشْهُور انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَفظه عَن سعيد بن جُبَير لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سعيد بن جُبَير مُرْسلا لم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَأخرجه الطَّبَرِيّ عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَعَن قَتَادَة وَعَن أبي الْعَالِيَة وَأخرجه أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس وَلَكِن فِيهِ عدَّة مَجَاهِيل عينا وَحَالا وَقد أَطَالَ النَّاس الْكَلَام عَلَى هَذَا الحَدِيث وَفِي الطعْن فِيهِ وَمِمَّنْ أَجَاد فِي ذَلِك القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَمُلَخَّص كَلَامه قَالَ وَقد توجه لبَعض الْمُلْحِدِينَ سُؤَالَات وَذكر مِنْهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ سُورَة النَّجْم قَالَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى قَالَ تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى وَيروَى تَرْتَضِي فَلَمَّا ختم السُّورَة سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْكفَّار لما سَمِعُوهُ أَثْنَى عَلَى آلِهَتهم وَفِي رِوَايَة إِن الشَّيْطَان أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ تمنى ألو نزل عَلَيْهِ شَيْء يُقَارب بَينه وَبَين قومه وَفِي رِوَايَة أَلا ينزل عَلَيْهِ شَيْء ينفرهُمْ عَنهُ وَذكر هَذِه الْقِصَّة وَأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَهُ فَعرض عَلَيْهِ السُّورَة فَلَمَّا بلغ الْكَلِمَتَيْنِ فَقَالَ مَا جئْتُك بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ فَحزن لذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَسْلِيَة لَهُ وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي الْآيَة وَقَوله وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك الْآيَة ثمَّ قَالَ وَيَكْفِيك فِي توهين هَذَا الحَدِيث أَنه حَدِيث لم يُخرجهُ أحد من أهل الصِّحَّة وَلَا رَوَاهُ ثِقَة بِسَنَد سليم مُتَّصِل وَإِنَّمَا

أولع بِهِ وبمثله الْمُفَسِّرُونَ والمؤرخون المولعون بِكُل غَرِيب الْمُتَلَقِّفُونَ من الصُّحُف كل صَحِيح وَسَقِيم وَصدق القَاضِي بكر بن الْعَلَاء الْمَالِكِي حَيْثُ قَالَ لقد بلي النَّاس بِبَعْض أهل الْأَهْوَاء وَالتَّفْسِير وَتعلق بذلك الْمُلْحِدُونَ مَعَ ضعف نقلته واضطراب رواياته وَانْقِطَاع إِسْنَاده وَاخْتِلَاف كَلِمَاته فَقَائِل يَقُول إِنَّه فِي الصَّلَاة وَآخر يَقُول قَالَهَا فِي نَادِي قومه حِين أنزلت عَلَيْهِ السُّورَة وَأخر يَقُول قَالَهَا وَقد أَصَابَته سنة وَآخر يَقُول بل حدث نَفسه فَسَهَا وَآخر يَقُول إِن الشَّيْطَان قَالَهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما عرضهَا عَلَى جِبْرِيل قَالَ مَا هَكَذَا أقرأتك وَأخر يَقُول بل علمهمْ الشَّيْطَان أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَهَا فَلَمَّا بلغ النَّبِي ذَلِك قَالَ وَالله مَا هَكَذَا أنزلت) إِلَى غير ذَلِك من اخْتِلَاف الروَاة وَمن حكيت عَنهُ هَذِه الْحِكَايَة من الْمُفَسّرين وَغَيرهم لم يسندها أحد مِنْهُم وَلَا رَفعهَا إِلَى صَاحب وَأكْثر الطّرق عَنْهُم ضَعِيفَة وَالْمَرْفُوع فِيهَا حَدِيث الْبَزَّار وَقد بَين الْبَزَّار أَنه لَا يعرف من طَرِيق يجوز ذكره سُوَى مَا ذكر وَفِيه من الضعْف مَا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ وُقُوع الشَّك وَحَدِيث الْكَلْبِيّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ لَا تجوز رِوَايَته لكذبه وَقُوَّة ضعفه

وَالَّذِي مِنْهُ فِي الصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَرَأَ والنجم وَهُوَ بِمَكَّة فَسجدَ وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنّ وَالْإِنْس انْتَهَى هَذَا توهِينه من جِهَة النَّقْل ثمَّ ذكر توهِينه من جِهَة الْمَعْنى بِوُجُوه كَثِيرَة يطول ذكرهَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يُوسُف بن حَمَّاد بِهِ عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ بِمَكَّة فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى فَألْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى فَلَمَّا بلغ آخرهَا سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَأنزل الله وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمي حَدثنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَينا هُوَ يُصَلِّي فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ ... فَذكر نَحوه وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث يَحْيَى بن كثير حَدثنَا الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَأَبُو بكر الْهُذلِيّ وَأَيوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكر نَحوه وَرَوَاهُ فِي سُورَة النَّجْم حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَلّي الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الطَّيَالِسِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرْعرة حَدثنَا أَبُو عَاصِم النَّبِيل حَدثنَا عُثْمَان بن الْأسود عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى تِلْكَ الغرانيق العلى وَشَفَاعَتهنَّ تُرْتَجَى ففرح الْمُشْركُونَ بذلك وَقَالُوا قد ذكر آلِهَتنَا فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَقَالَ اقْرَأ عَلّي مَا جئْتُك بِهِ فَقَرَأَ لَهُ كَذَلِك فَقَالَ مَا أَتَيْتُك بِهَذَا وَإِن هَذَا لمن الشَّيْطَان فَأنْزل الله وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول ...

الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يُونُس ابْن مُحَمَّد بن فضَالة الطَّفْرِيُّ عَن أَبِيه قَالَ وحَدثني كثير بن زيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب قَالَا جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا مَجْلِسا فِي نَاد من تِلْكَ الأندية حول الْكَعْبَة فَقَرَأَ عَلَى قومه والنجم إِذا هوى ... إِلَى آخر الْمَتْن الَّذِي قبله 824 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن عقبَة بن عَامر قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قَالَ نعم إِن لم تسجدها فَلَا تقرأهما) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن مشرح بن هاعان عَن عقبَة بن عَامر قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قَالَ نعم وَمن لم يسجدها فَلَا يقرأهما) انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَلم يُصَحِّحهُ وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا حَدِيث لم نَكْتُبهُ مُسْندًا إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعبد الله بن لَهِيعَة أحد الْأَئِمَّة وَإِنَّمَا نقم عَلَيْهِ اخْتِلَاطه فِي آخر عمره انْتَهَى وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ قَالَ لَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ انْتَهَى 825 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَجَعَ من بعض غَزَوَاته فَقَالَ (رَجعْنَا من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر) قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد

وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد وَهُوَ مُجَلد لطيف أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا تمْتَام حَدثنَا عِيسَى بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يَحْيَى بن يعلي عَن لَيْث عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قوم غزَاة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام قدمتم خير مقدم من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر) قيل وَمَا الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالَ مجاهدة العَبْد هَوَاهُ) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا إِسْنَاد فِيهِ ضعف انْتَهَى وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أَخْبرنِي حَدثنَا أَبُو مَسْعُود مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَقْدِسِي سَمِعت إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة يَقُول لِأُنَاس جَاءُوا من الْغَزْو وَقد جئْتُمْ من الْجِهَاد الْأَصْغَر فَمَا فَعلْتُمْ فِي الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالُوا يَا أَبَا إِسْمَاعِيل وَمَا الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالَ جِهَاد الْقلب انْتَهَى 826 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْحَج أعطي من الْأجر كحجة حَجهَا وَعمرَة اعْتَمَرَهَا بِعَدَد من حج وَاعْتمر فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس

سورة المؤمنون

سُورَة الْمُؤْمِنُونَ

سُورَة الْمُؤْمِنُونَ ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا 827 - الحَدِيث الأول عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يُصَلِّي رَافعا بَصَره إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة رَمَى ببصره نَحْو مَسْجده قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا صَلَّى رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء فَنزلت الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون فطأطأ رَأسه انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ لَوْلَا خلاف فِيهِ عَلَى مُحَمَّد فقد قيل عَنهُ مُرْسلا وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَهَذَا الْمُرْسل الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن ابْن سِيرِين عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا أَنه قَالَ عوض رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء نظر هَكَذَا وَهَكَذَا وَأخرجه الطَّبَرِيّ مُرْسلا كَذَلِك وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره 828 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبْصر رجلا يعبث بلحيته فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَو خشع قلب هَذَا خَشَعت جوارحه) قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل

السَّادِس وَالْأَرْبَعِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد حَدثنَا سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى رجلا يعبث بلحيته فِي الصَّلَاة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو خشع قلب هَذَا خَشَعت جوارحه) انْتَهَى وَسليمَان بن عَمْرو هَذَا يشبه أَن يكون هُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ فَإِنِّي لم أجد أحدا فِي هَذِه الطَّبَقَة غَيره وَقد اتَّفقُوا عَلَى ضعفه قَالَ ابْن عدي أَجمعُوا عَلَى أَنه يضع الحَدِيث 829 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما بلغ قَوْله خلقا آخر قَالَ عمر فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ فَنزلت قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من طَرِيق أبي دَاوُد حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب وَافَقت رَبِّي فِي أَربع قلت يَا رَسُول الله لَو صلينَا خلف الْمقَام فَأنْزل الله وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى وَقلت يَا رَسُول الله لَو اتَّخذت عَلَى نِسَائِك حِجَابا فَإِنَّهُ يدْخل عَلَيْك الْبر والفاجر فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعا فَاسْأَلُوهُنَّ من وَرَاء حجاب وَقلت لِأَزْوَاج النَّبِي لتَنْتَهُنَّ أَو لِيُبدلَهُ الله أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن فَأنْزل الله عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن وَنزلت وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين إِلَى قَوْله ثمَّ أَنْشَأْنَاهُ خلقا آخر فَقلت فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ فَنزلت انْتَهَى

وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث بشر بن السّري حَدثنَا رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لما نزلت وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة ... إِلَى آخر الْآيَة قَالَ عمر فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ فَنزلت فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا أَبُو عُبَيْدَة بن فُضَيْل بن عِيَاض حَدثنَا بشر بن السّري بِهِ 830 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كَانَ يكْتب لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَطَقَ بقوله تَعَالَى فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ قبل إمْلَائِهِ فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام اكْتُبْ فَهَكَذَا أنزلت) فَقَالَ عبد الله إِن كَانَ مُحَمَّد يُوحَى إِلَيْهِ فَأَنا نَبِي يُوحَى إِلَيّ فلحق بِمَكَّة كَافِرًا ثمَّ أسلم يَوْم الْفَتْح قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن عبد الله بن سعد ... إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول ذكره عَن الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس وَقد تقدم فِي سُورَة الْأَنْعَام أَيْضا 831 - قَوْله وَفِي قِرَاءَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَائِشَة يأْتونَ مَا آتوا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يَحْيَى بن رَاشد الْفُرَات عَن خَالِد الْحذاء عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر عَن أَبِيه أَنه سَأَلَ عَائِشَة عَن قَوْله تَعَالَى وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا كَيفَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَقْرَأها يُؤْتونَ أَو

يأْتونَ قَالَت أَيهمَا أحب إِلَيْك قَالَ وَالَّذين يأْتونَ مَا آتوا قَالَت أشهد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقْرَأها وَكَذَلِكَ أنزلت انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذهْنِي فِي مُخْتَصره بِيَحْيَى بن رَاشد وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ حَدثنِي أَبُو خلف مولَى بني جمح أَن عبيد بن عُمَيْر سَأَلَ عَائِشَة ... فَذكره وَأعله ابْن كثير فِي تَفْسِيره بِإِسْمَاعِيل بن مُسلم قَالَ وَالْمعْنَى عَلَى الْقِرَاءَة الأولَى وَهِي قِرَاءَة السَّبْعَة لِأَنَّهُ قَالَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخيرَات وهم لَهَا سَابِقُونَ وَلَو كَانَ عَلَى الْقِرَاءَة الْأُخْرَى لَأَوْشَكَ أَلا يَكُونُوا من السَّابِقين بل من الْمُقْتَصِدِينَ أَو الْمُقَصِّرِينَ انْتَهَى 832 - الحَدِيث الْخَامِس عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا قَالَت حِين قَرَأَ وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا وَقُلُوبهمْ وَجلة يَا رَسُول الله هُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيسْرق وَيشْرب الْخمر وَهُوَ مَعَ ذَلِك يخَاف الله قَالَ لَا يَا ابْنة الصّديق وَلَكِن الَّذِي يُصَلِّي ويصوم وَيتَصَدَّق وَهُوَ عَلَى ذَلِك يخَاف الله أَلا يقبل مِنْهُ) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد بن وهب الْهَمدَانِي عَن عَائِشَة قَالَت سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن هَذِه الْآيَة وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا ... الْآيَة قَالَت هم الَّذين يشربون الْخمر وَيَسْرِقُونَ قَالَ لَا يَا ابْنة الصّديق وَلَكنهُمْ الَّذين يَصُومُونَ وَيصلونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وهم يخَافُونَ أَلا يقبل مِنْهُم أُولَئِكَ الَّذين يُسَارِعُونَ فِي الْخيرَات انْتَهَى وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَقد رَوَى عبد الرَّحْمَن بن سعيد هَذَا الحَدِيث عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعَاشِر بِسَنَدِهِ وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف وَعبد الرَّحْمَن بن سعيد لم يدْرك عَائِشَة انْتَهَى وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن جرير عَن لَيْث بن أبي سليم وهشيم عَن الْعَوام بن حَوْشَب جَمِيعًا عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَطَرِيق آخر عِنْد الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط عَن جرير عَن لَيْث عَن عمْرَة عَن عَائِشَة وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا حَدثنَا ابْن حميد واسْمه مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ حَدثنَا الحكم بن بشير حَدثنَا عَمْرو بن قيس عَن عبد الرَّحْمَن بن سعيد الْهَمدَانِي عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن عَائِشَة قَالَت ... فَذكره 833 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف) فَابْتَلَاهُمْ الله بِالْقَحْطِ حَتَّى أكلُوا الْجِيَف وَالْكلاب وَالْعِظَام الْمُحْتَرِقَة وَالْقد وَالْأَوْلَاد قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَقد ذكره المُصَنّف فِي سُورَة الدُّخان وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

834 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا مُضر وَلَا ربيعَة فَإِنَّهُمَا كَانَا مُسلمين وَلَا تسبوا قيسا فَإِنَّهُ كَانَ مُسلما وَلَا تسبوا الْحَارِث بن كَعْب وَلَا أَسد بن خُزَيْمَة وَلَا تَمِيم بن مر فَإِنَّهُم كَانُوا عَلَى الْإِسْلَام وَمَا شَكَكْتُمْ فِيهِ من شَيْء فَلَا تَشكوا فِي أَن تبعا كَانَ مُسلما) قلت فِي أول الرَّوْض الْأنف لِلسُّهَيْلِي قَالَ وَفِي الحَدِيث الْمَرْفُوع لَا تسبوا مُضر وَلَا ربيعَة فَإِنَّهُمَا كَانَا مُؤمنين) ذكره الزُّبَيْر بن بكار انْتَهَى 835 - قَوْله وَالْخطْبَة الَّتِي خطبهَا أَبُو طَالب فِي نِكَاح خَدِيجَة بنت خويلد كفَى برغائها مناديا 836 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَنه لما أسلم ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَلحق بِالْيَمَامَةِ وَمنع الْميرَة

من أهل مَكَّة وَأَخذهم الله بِالسِّنِينَ حَتَّى أكلُوا العلهز جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أنْشدك الله وَالرحم أَلَسْت تزْعم أَنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين قَالَ بلَى) قَالَ فقد قتلت الْآبَاء بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاء بِالْجُوعِ) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي آخر بَاب حَدِيث الْإِفْك أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو قُتَيْبَة سَلمَة بن الْفضل الْآدَمِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَاشم حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة يَحْيَى بن وَاضح حَدثنَا عبد الْمُؤمن بن خَالِد الْحَنَفِيّ عَن علْبَاء بن أَحْمَر عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ لما أُتِي بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ أَسِير خَلى سَبيله فَأسلم وَلحق بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ فحال بَين أهل مَكَّة وَبَين الْميرَة من الْيَمَامَة حَتَّى أكلت قُرَيْش العلهز فجَاء إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَان ابْن حَرْب فَنَاشَدَهُ الله وَالرحم أَلَسْت تزْعم أَنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين قَالَ بلَى) فَقَالَ فقد قتلت الْآبَاء بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاء بِالْجُوعِ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد بِهِ وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد حَدثنَا يزِيد النَّحْوِيّ أَن عِكْرِمَة حَدثهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أَتَى ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ ... فَذكره إِلَى آخِره وَاخْتَصَرَهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فَقَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن عقيل حَدثنَا عَلّي بن الْحُسَيْن بن وَاقد حَدثنَا أبي بِهِ قَالَ جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أنْشدك الله وَالرحم فقد أكلنَا العلهز يَعْنِي الْوَبرَة وَالدَّم فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا ... الْآيَة 837 - قَوْله قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وليتكُمْ وَلست بِخَيْرِكُمْ

قلت أخرجه ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ حَدثنِي أنس بن مَالك قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر فِي السَّقِيفَة وَكَانَ الْغَد جلس أَبُو بكر عَلَى الْمِنْبَر فَقَامَ عمر فَتكلم قبل أبي بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي كنت قلت لكم بالْأَمْس مقَالَة مَا وَجدتهَا فِي كتاب الله وَلَا كَانَت عهدا عَهده رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِنِّي كنت أرَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيدبر أمرنَا بقول يكون آخِرنَا وَإِن الله قد أَبْقَى فِيكُم كِتَابه الَّذِي بِهِ هدى الله وَرَسُوله فَإِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ هدَاكُمْ الله فَإِن الله قد جمع أَمركُم عَلَى خَيركُمْ صَاحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار فَقومُوا فَبَايعُوهُ فَبَايع النَّاس أَبَا بكر بيعَة الْعَامَّة ثمَّ تكلم أَبُو بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد أَيهَا النَّاس فَإِنِّي قد وليت عَلَيْكُم وَلست بِخَيْرِكُمْ فَإِن أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن أَسَأْت فقوموني الصدْق أَمَانَة وَالْكذب خِيَانَة والضعيف فِيكُم قوي عِنْدِي حَتَّى آخذ لَهُ حَقه وَالْقَوِي مِنْكُم ضَعِيف عِنْدِي حَتَّى آخذ مِنْهُ الْحق أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت الله وَرَسُوله فَإِذا عصيت وَرَسُوله فَلَا طَاعَة لي عَلَيْكُم قومُوا إِلَى صَلَاتكُمْ يَرْحَمكُمْ الله انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَفِي غرائب مَالك من حَدِيث فتيَان بن أبي السَّمْح حَدثنِي مَالك بن أنس عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن أَبَا بكر خطب بعد وَفَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليتكُمْ وَلست بِخَيْرِكُمْ أَلا وَإِن أقواكم عِنْدِي الضَّعِيف حَتَّى آخذ لَهُ الْحق وَإِن أَضْعَفكُم عِنْدِي الْقوي حَتَّى آخذ مِنْهُ الْحق إِنَّمَا أَنا مُتبع وَلست بِمُبْتَدعٍ فَإِن أَنا أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن زِغْت فقوموني أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله لي وَلكم انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ فتيَان عَن مَالك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر أخبرنَا عبد الله بن مُوسَى أَنا هِشَام بن عُرْوَة أَظُنهُ عَن أَبِيه قَالَ لما ولي أَبُو بكر خطب النَّاس فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد ... إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عَلّي بن هَاشم ابْن الْبَرِيد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ خطب أَبُو بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليت أَمركُم وَلست بِخَيْرِكُمْ وَلكنه نزل الْقُرْآن وَسن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعلمنَا فَعلمنَا وَاعْلَمُوا أَيهَا النَّاس إِن أَكيس الْكيس التقَى وَإِن أعجز الْعَجز الْفُجُور وَإِن أقواكم عِنْدِي الضَّعِيف ... إِلَى آخِره حَدثنَا عَلّي بن هَاشم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر نَحوه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي آخر كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لي عمر هَل تَدْرِي يَا ابْن عَبَّاس مَا حَملَنِي عَلَى مَقَالَتي الَّتِي قلتهَا حِين توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت لَا قَالَ قَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا فوَاللَّه إِن كنت لأَظُن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَيَبْقَى فِي أمته حَتَّى يشْهد عَلَيْهَا بآخر أَعمالهَا فَإِنَّهُ الَّذِي حَملَنِي عَلَى مَا قلت فَقَامَ أَبُو بكر تكلم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد ... إِلَى آخِره بِلَفْظ أبي عبيد 838 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا عاين الْمُؤمن الْمَلَائِكَة قَالُوا نُرْجِعك إِلَى الدُّنْيَا فَيَقُول إِلَى دَار الهموم وَالْأَحْزَان بل قدومًا عَلَى الله وَأما الْكَافِر فَيَقُول رب ارْجِعُونِ ... الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن بن حجاج عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَائِشَة إِذا عاين الْمُؤمن الْمَلَائِكَة) إِلَى آخِره وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عَائِشَة مَرْفُوعا من غير سَنَد

839 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وهم فِيهَا كَالِحُونَ قَالَ تَشْوِيه النَّار فتتقلص شفته الْعليا حَتَّى تبلغ وسط رَأسه وَتَسْتَرْخِي شفته السُّفْلَى حَتَّى تبلغ سرته) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك أَنا سعيد بن يزِيد أَبُو شُجَاع عَن أبي السَّمْح عَن أبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وهم فِيهَا كَالِحُونَ تَشْوِيه النَّار فتتقلص شفته الْعليا حَتَّى تبلغ وسط رَأسه وَتَسْتَرْخِي شفته السُّفْلَى حَتَّى تضرب سرته) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور 840 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْمُؤْمِنُونَ بَشرته الْمَلَائِكَة بِالروحِ وَالريحَان وَمَا تقر بِهِ عينه عِنْد نزُول ملك الْمَوْت) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ حَدثنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس 841 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن سُورَة قد أَفْلح) أَولهَا وَآخِرهَا من كنوز الْعَرْش

من عمل بِثَلَاث آيَات من أَولهَا واتعظ بِأَرْبَع آيَات من آخرهَا فقد نجا وأفلح قلت غَرِيب جدا 842 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن عمر بن الْخطاب كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي يسمع عِنْده دوِي كَدَوِيِّ النَّحْل فَمَكثْنَا سَاعَة فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَرفع يَدَيْهِ (اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تنْقصنَا وَأَكْرمنَا وَلَا تهنا وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمنَا وَآثرنَا وَلَا تُؤثر علينا وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضنَا) ثمَّ قَالَ لقد أنزلت عَلّي عشر آيَات من أَقَامَهُنَّ دخل الْجنَّة) ثمَّ قَرَأَ قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى ختم الْعشْر آيَات قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّلَاة من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا يُونُس بن سليم الصَّنْعَانِيّ عَن يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْر عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي سمع عِنْد وَجهه كَدَوِيِّ النَّحْل ... إِلَى آخِره قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا حَدِيث مُنكر لَا نعلم أحدا رَوَاهُ غير يُونُس بن سليم وَيُونُس بن سليم لَا أعرفهُ انْتَهَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي يُونُس بن سليم لَا أعرفهُ وَلَا يعرف هَذَا الحَدِيث من حَدِيث الزُّهْرِيّ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ

عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن كَذَلِك وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِيُونُس بن سليم وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَكَذَلِكَ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَتعقب الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره عَلَى الْحَاكِم بِتَصْحِيحِهِ إِيَّاه وَقَالَ سُئِلَ عبد الرَّزَّاق عَن شَيْخه يُونُس بن سليم فَقَالَ أَظُنهُ لَا شَيْء انْتَهَى

سورة النور

سُورَة النُّور

سُورَة النُّور ذكر فِيهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا 843 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام رجم يهوديين زَنَيَا قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة قد زَنَيَا فَانْطَلق عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى جَاءَ يهود فَقَالَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاة) قَالُوا تسود وُجُوههمَا وَنُحَمِّمهُمَا وَنُخَالِف بَين وُجُوههمَا وَيُطَاف بهما قَالَ فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ إِن كُنْتُم صَادِقين) فَجَاءُوا بهَا فقرأها حَتَّى إِذا مروا بِآيَة الرَّجْم وضع الْفَتَى الَّذِي يقْرَأ يَده عَلَى آيَة الرَّجْم وَقَرَأَ مَا بَين يَديهَا وَمَا وَرَاءَهَا فَقَالَ لَهُ عبد الله بن سَلام وَهُوَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مره فَليرْفَعْ يَده فَرَفعهَا فَإِذا تحتهَا آيَة الرَّجْم فَأمر بهما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرُجِمَا قَالَ عبد الله بن عمر فَكنت فِيمَن رَجمهَا فَلَقَد رَأَيْته يَقِيهَا من الْحِجَارَة بِنَفسِهِ انْتَهَى 844 - الحَدِيث الثَّانِي وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من أشرك بِاللَّه فَلَيْسَ بمحصن) قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أشرك بِاللَّه فَلَيْسَ بمحصن) قَالَ إِسْحَاق وَوَقفه مرّة أُخْرَى انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَقَالَ لم يرفعهُ غير إِسْحَاق وَالصَّوَاب مَوْقُوف وَينظر فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة

845 - الحَدِيث الثَّالِث وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو سرقت فَاطِمَة بنت مُحَمَّد لَقطعت يَدهَا) قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْحُدُود من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا من يكلم فِيهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا وَمن يَجْرُؤ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَلمهُ أُسَامَة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَشفع فِي حد من حُدُود الله) ثمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ إِنَّمَا هلك الَّذين من قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد وَايْم وَالله لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لَقطعت يَدهَا) انْتَهَى 846 - الحَدِيث الرَّابِع فِي الحَدِيث يُؤْتَى بوال نقص من الْحَد سَوْطًا فَيَقُول رَحْمَة لِعِبَادِك فَيُقَال لَهُ أَنْت أرْحم بِهِ مني فَيُؤْمَر إِلَى النَّار وَيُؤْتَى بِمن زَاد سَوْطًا فَيَقُول لِيَنْتَهُوا عَن مَعَاصِيك فَيُؤْمَر بِهِ إِلَى النَّار) قلت غَرِيب وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو وَائِل خَالِد بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدثنَا عبد الله بن بكر السَّهْمِي حَدثنَا خلف بن خلف عَن إِبْرَاهِيم بن سَالم عَن عَمْرو بن ضرار عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤْتَى بِالَّذِي ضرب فَوق الْحَد فَيَقُول لَهُ الله تَعَالَى عَبدِي لم ضربت فَوق الْحَد فَيَقُول غضِبت لَك فَيَقُول أَكَانَ غضبك أَشد من غَضَبي وَيُؤْتَى بِالَّذِي قصر فَيَقُول عَبدِي

لم قصرت فَيَقُول رَحمته فَيَقُول أَكَانَت رحمتك أَشد من رَحْمَتي ثمَّ يُؤمر بهما جَمِيعًا إِلَى النَّار) انْتَهَى 847 - الحَدِيث الْخَامِس عَن أبي هُرَيْرَة إِقَامَة حد بِأَرْض خير لأَهله من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة قلت هَكَذَا ذكره مَوْقُوفا وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا فَالْمَوْقُوفُ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّرقَة أخبرنَا عَمْرو بن زُرَارَة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية أَنا يُونُس بن عبيد عَن جرير بن يزِيد البَجلِيّ عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو ابْن جرير عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُسَدّد حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية بِهِ مَوْقُوفا أما الْمَرْفُوع فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا أخبرنَا سُوَيْد بن نصر أَنا عبد الله عَن عِيسَى بن يزِيد عَن جرير بِهِ مَرْفُوعا إِلَّا أَنه قَالَ ثَلَاثِينَ صباحا وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع والثمانين من الْقسم الأول كَذَلِك مَرْفُوعا وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا عَلَى الشَّك وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي أول الْحُدُود من طَرِيق ابْن الْمُبَارك كَمَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا وَرَوَاهُ أَيْضا مَرْفُوعا من حَدِيث ابْن عمر حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا سعيد بن سِنَان عَن أبي الزَّاهِرِيَّة عَن كثير بن مرّة عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِقَامَة حد من حُدُود الله خير من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي حَدثنَا إِسْمَاعِيل ابْن علية حَدثنَا يُونُس بن عبيد بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا

848 - الحَدِيث السَّادِس وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (الْبكر بالبكر جلد مائَة وتغريب عَام) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حَدِيث حطَّان بن عبد الله الرقاشِي عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خُذُوا عني خُذُوا عني قد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا الْبكر بالبكر جلد مائَة وَنفي سنة وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ جلد مائَة وَالرَّجم) انْتَهَى 849 - قَوْله رُوِيَ عَن الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَنهم جلدُوا وَنَفَوْا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضرب وَغرب مَاتَ أَبَا بكر ضرب وَغرب وَأَن عمر ضرب وَغرب انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 850 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَا معشر النَّاس اتَّقوا الزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة فَأَما اللَّاتِي فِي الدُّنْيَا فَيذْهب الْبَهَاء وَيُورث الْفقر وَينْقص الْعُمر وَأما اللَّاتِي فِي الْآخِرَة فَيُوجب سخط الرب وَسُوء الْحساب وَالْخُلُود فِي النَّار) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل من حَدِيث مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن

الْكُوفِي عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن حُذَيْفَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا معشر النَّاس اتَّقوا الزِّنَا فَإِنَّهُ فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة) فَذكرهَا وَزَاد ثمَّ تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن سخط الله عَلَيْهِم وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِسْنَاده ضَعِيف فَإِن مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي مَتْرُوك وَأَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي مَجْهُول وَالتَّخْلِيد فِي الْآيَة إِنَّمَا ورد فِي الْكفَّار انْتَهَى وَقَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ مسلمة الْخُشَنِي انْتَهَى وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَمن طَرِيق ابْن مرْدَوَيْه رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن مسلمة بِهِ وَأعله بِمسلمَة وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة رِوَايَته غير مَحْفُوظَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق غير مسلمة أخرجه عَن مُحَمَّد بن شُعَيْب أَخْبرنِي مُعَاوِيَة بن يَحْيَى عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَله طَرِيق آخر فِي مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ رَوَاهُ من حَدِيث كَعْب بن عَمْرو ابْن جَعْفَر أبي النَّضر الْبَلْخِي حَدثنَا أَبُو جَابر عرس بن فَهد الْموصِلِي حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة حَدثنِي يزِيد بن هَارُون عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال) فَذكرهَا ثمَّ قَالَ قَالَ الْخَطِيب إِسْنَاده ثِقَات إِلَّا كَعْبًا انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط فِي سُورَة الْإِسْرَاء فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تقربُوا الزِّنَا من طَرِيق آخر سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْبُحَيْرِي يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن يَعْقُوب يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو عُثْمَان بن الْخطاب الْمَعْرُوف

بِأبي الدُّنْيَا يَقُول سَمِعت عَلّي بن أبي طَالب يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول إيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة) فَذكرهَا إِلَّا أَنه قَالَ وَالدُّخُول عوض الخلود وَينظر من نُسْخَة أُخْرَى وَيُحَرر سَنَده فَكَأَن فِيهِ نقصا 851 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَنه كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُوسِرَات من بَغَايَا الْمُشْركين فَرغب فُقَرَاء الْمُهَاجِرين فِي نِكَاحهنَّ وَاسْتَأْذَنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت وَانْكِحُوا الأيامي مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ وَإِمَائِكُمْ قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن سُفْيَان التمار الْعُصْفُرِي قَالَ سَمِعت سعيد بن جُبَير يَقُول كَانَ بَغَايَا بِمَكَّة قبل الْإِسْلَام فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَرَادَ رجال من أهل الْإِسْلَام أَن يَتَزَوَّجُوهُنَّ فَحرم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَلِك عَلَيْهِم وَفِيهِمْ نزلت وَانْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُم ... الْآيَة انْتَهَى 852 - قَوْله عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن الرجل إِذا زنَى بِامْرَأَة لَيْسَ لَهُ أَن يَتَزَوَّجهَا وَإِن بَاشَرَهَا كَانَ زَانيا قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي

الطَّلَاق كِلَاهُمَا عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ عَن عَائِشَة فِي رجل فجر بِامْرَأَة لَيْسَ لَهُ أَن يَتَزَوَّجهَا فَإِن تزَوجهَا فَلم يَزَالَا زَانِيَيْنِ مَا اصْطَحَبَا انْتَهَى وَأَخْرَجَا نَحوه عَن ابْن مَسْعُود وَأخرجه ابْن أبي شيبَة عَن الْبَراء بن عَازِب 853 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن رجل نكح امْرَأَة زنَى بهَا فَقَالَ أَوله سفاح وَآخره نِكَاح وَالْحرَام لَا يحرم الْحَلَال) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن رجل زنَى بِامْرَأَة وَأَرَادَ أَن يَتَزَوَّجهَا أَو ابْنَتهَا فَقَالَ (الْحَرَام لَا يحرم الْحَلَال) انْتَهَى زَاد الطَّبَرَانِيّ إِنَّمَا يحرم مَا كَانَ بِنِكَاح حَلَال انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بعثمان هَذَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ انْتَهَى وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَعبد الرَّزَّاق فِي الطَّلَاق حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم الرماني عَن سعيد بن جُبَير قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الرجل يُصِيب من الْمَرْأَة حَرَامًا ثمَّ يَبْدُو لَهُ أَن يتَزَوَّج بهَا قَالَ أَوله سفاح وَآخره نِكَاح انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَرَوَى ابْن ماجة فِي النِّكَاح حَدثنَا يَحْيَى بن مُعلى بن مَنْصُور حَدثنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْقَرَوِي حَدثنَا عبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يحرم الْحَرَام الْحَلَال) انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ تفرد بِهِ عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْوَقَّاصِ وَهُوَ ضَعِيف وَالصَّحِيح عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مُرْسلا وموقوفا وَحَدِيث عبد الله ابْن عمر الْعمريّ أمثل وَالله أعلم وَحَدِيث ابْن ماجة فِيهِ ابْن إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْقَرَوِي رَوَى لَهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَلَيْسَ بِإسْحَاق بن عبد الله الْقَرَوِي ذَاك مَجْرُوح 854 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْحَد لَا يُورث) قلت غَرِيب جدا 855 - الحَدِيث الْحَادِي عشر أَنه لما نزلت آيَة الْقَذْف قَرَأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر فَقَامَ عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ فَقَالَ جعلني الله فدَاك إِن وجد رجل مَعَ امْرَأَته رجلا فَأخْبر جلد ثَمَانِينَ وَردت شَهَادَته أبدا وَفسق وَإِن ضربه بِالسَّيْفِ قتل وَإِن سكت سكت عَلَى غيظ وَإِلَى أَن يَجِيء بأَرْبعَة شُهَدَاء قَضَى الرجل حَاجته وَمَضَى اللَّهُمَّ افْتَحْ فَخرج الرجل فَاسْتَقْبلهُ هِلَال بن أُميَّة أَو عُوَيْمِر فَقَالَ مَا وَرَاءَك قَالَ شَرّ وجدت عَلَى امْرَأَتي خَوْلَة بنت عَاصِم شريك بن سَحْمَاء فَقَالَ وَالله هَذَا سُؤَالِي مَا أسْرع مَا ابْتليت بِهِ فَرَجَعَا فَأخْبر عَاصِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكلم خَوْلَة فَقَالَت لَا أَدْرِي الْغيرَة أَدْرَكته أم بخلا عَلَى الطَّعَام وَكَانَ شريك نَزِيلهُمْ فَقَالَ هِلَال لقد رَأَيْته عَلَى بَطنهَا فَنزلت الْآيَة وَلَا عَن بَينهمَا وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد قَوْله وَقَوْلها أَن لعنة الله عَلَيْهِ أَن غضب عَلَيْهَا آمين) وَقَالَ الْقَوْم آمين

وَقَالَ لَهَا إِن كنت أَلممْت بذنب فاعترفي بِهِ فَالرَّجْم أَهْون عَلَيْك من غضب الله إِن غَضَبه هُوَ النَّار وَقَالَ تَحَيَّنُوا بهَا الْولادَة فَإِن جَاءَت بِهِ أُصَيْهِب أثيج يضْرب إِلَى السوَاد فَهُوَ لِشَرِيك وَإِن جَاءَت بِهِ أَوْرَق جَعدًا جمالِيًّا خَدلج السَّاقَيْن فَهُوَ لغير الَّذِي رميت بِهِ) وَقَالَ ابْن عَبَّاس فَجَاءَت بِهِ أشبه خلق الله بِشريك فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَوْلَا الْأَيْمَان لَكَانَ لي وَلها شَأْن) قلت غَرِيب بِهَذَا السِّيَاق وَفِيه تَخْلِيط فَإِن حَدِيث عَاصِم بن عدي رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن ابْن عَبَّاس من غير هَذَا الْوَجْه وَرَوَى مُسلم أَوله عَن ابْن مَسْعُود وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْأَسَامِي وقصة هِلَال وَشريك رَوَاهَا مُسلم وَلَيْسَ فِيهَا ذكر عَاصِم وَغَيره وَنَقله الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا بِتَمَامِهِ عَن ابْن عَبَّاس 856 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضرب عبد الله بن أبي وَحسان وَمِسْطَحًا وَقعد صَفْوَان لحسان فَضَربهُ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِسَنَدِهِ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت لما تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقِصَّة الَّتِي نزل بهَا عُذْري عَلَى النَّاس نزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأمر برجلَيْن وَامْرَأَة فَضربُوا الْحَد وَكَانَ رَمَاهَا عبد الله بن أبي ومسطح بن أَثَاثَة وَحسان بن ثَابت وَحمْنَة بنت جحش رَمَوْهَا بِصَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ جلد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

حسان بن ثَابت وَعبد الله بن أبي وَمِسْطَحًا وَحمْنَة بنت جحش كل وَاحِد ثَمَانِينَ جلدَة ثمَّ تَابُوا غير عبد الله بن أبي فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى نفَاقه انْتَهَى هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسلا فِي تَرْجَمَة عَائِشَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث عَائِشَة فَلم يذكر فِيهِ عبد الله بن أبي رَوَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَائِشَة قَالَت لما نزل عُذْري من السَّمَاء قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وتلا يَعْنِي الْقُرْآن فَلَمَّا نزل من الْمِنْبَر أَمر بِالرجلَيْنِ وَالْمَرْأَة فَضربُوا حَدهمْ وَسَمَّاهُمْ حسان بن ثَابت ومسطح بن أَثَاثَة وَيَقُولُونَ إِن الْمَرْأَة حمْنَة بنت جحش وَلم يعله ابْن الْقطَّان إِلَّا بِابْن إِسْحَاق وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى عبد الله بن أبي وَإِلَى مسطح بن أَثَاثَة وَإِلَى حسان بن ثَابت وَإِلَى حمْنَة بنت جحش فَلَمَّا أَتَى بهم جلدهمْ الْحَد انْتَهَى وَرَوَاهُ من حَدِيث الْحسن العرني عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَربهمْ حدا حدا إِلَّا عبد الله بن أبي فَإِنَّهُ ضربه حَدَّيْنِ انْتَهَى وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدِيث الْإِفْك حَدثنِي يَعْقُوب بن يَحْيَى عَن عباد عَن عِيسَى بن معمر عَن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر قَالَ سَأَلت عَائِشَة عَمَّا قَالَ أهل الْإِفْك ... فَذكر بِطُولِهِ وَفِي آخِره قَالَت فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّاس مَسْرُورا ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ تَلا عَلَيْهِم مَا نزل فِي بَرَاءَة عَائِشَة ثمَّ أَمر بهم فَضربُوا الْحَد عبد الله بن أبي ومسطح بن أَثَاثَة وَحسان ابْن ثَابت قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال إِنَّه لم يَضْرِبهُمْ وَهُوَ أثبت عندنَا انْتَهَى وَأما ضرب صَفْوَان لحسان بِالسَّيْفِ فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب حَدِيث الْإِفْك من حَدِيث ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ كَانَ حسان بن ثَابت قد كثر عَلَى صَفْوَان بن الْمُعَطل فِي شَأْن عَائِشَة فَاعْترضَ

لَهُ صَفْوَان لَيْلَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأسه فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ يَا صَفْوَان مَا دعَاك إِلَى مَا صنعت) فَقَالَ يَا رَسُول الله آذَانِي وَكثر عَلّي فَقَالَ ادعوا حسانا) فَأتي بِهِ فَقَالَ يَا حسان أحسن فِيمَا أَصَابَك) قَالَ هِيَ لَك يَا رَسُول الله فأعجبه ذَلِك وَأَعْطَاهُ سِيرِين الْقبْطِيَّة مُخْتَصر وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل صَفْوَان من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قعد صَفْوَان بن الْمُعَطل لحسان بن ثَابت فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فجَاء حسان يَسْتَعْدِي عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ أَن يَهَبهَا لَهُ فَوَهَبَهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعوضهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَائِطا من نخل وَجَارِيَة رُومِية تُدعَى سِيرِين فَبَاعَ حسان الْحَائِط من مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بِمَال عَظِيم فِي ولَايَته انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي عبد الحميد بن جَعْفَر عَن ابْن رُومَان وَعبد الله بن يزِيد بن قسيط عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن صَالح عَن عَاصِم بن عمر قَالُوا لما قَالَ ابْن أبي ومسطح وَحسان مَا قَالُوا وَنزل الْقُرْآن خرج صَفْوَان مُصْلِتًا السَّيْف حَتَّى أَتَى حسان بن ثَابت فَضَربهُ فجَاء حسان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ احْبِسُوا صَفْوَان فَإِن مَاتَ حسان فَاقْتُلُوهُ بِهِ) فَبلغ سعد بن عبَادَة فجَاء حَتَّى اسْتَرْضَى حسان وَكَلمه أَن يهب لَهُ حَقه فَمَضَى حسان وَعَفا عَن صَفْوَان بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْطَاهُ أَرضًا وَأَعْطَاهُ سِيرِين مُخْتَصر 857 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رُوِيَ أَن مسطحًا ابْن خَالَة أبي بكر كَانَ فَقِيرا من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَكَانَ أَبُو بكر ينْفق عَلَيْهِ فَلَمَّا فرط مِنْهُ مَا فرط آلَى أَن لَا ينْفق عَلَيْهِ فَنزلت أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم وَقرأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ بلَى أحب أَن يغْفر الله لي وَرجع إِلَى مسطح نَفَقَته وَقَالَ وَالله لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا

قلت هُوَ فِي حَدِيث الْإِفْك رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عَائِشَة وَفِي آخِره فَقَالَ أَبُو بكر وَكَانَ ينْفق عَلَى مسطح لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقره وَالله لَا أنْفق عَلَيْهِ شَيْئا أبدا بعد الَّذِي قَالَ لعَائِشَة فَأنْزل الله وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم وَالسعَة إِلَى قَوْله أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم فَقَالَ أَبُو بكر وَالله إِنِّي لأحب أَن يغْفر الله لي فَرجع إِلَى مسطح النَّفَقَة الَّتِي كَانَ ينْفق عَلَيْهِ وَقَالَ لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا 858قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ بِالْبَصْرَةِ يَوْم عَرَفَة وَكَانَ يسْأَل عَن تَفْسِير الْقُرْآن حَتَّى سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَات فَقَالَ من أذْنب ذَنبا ثمَّ تَابَ مِنْهُ قبلت تَوْبَته إِلَّا من خَاضَ فِي أَمر عَائِشَة قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ الْمَكِّيّ حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا هشيم أَنا الْعَوام بن حَوْشَب حَدثنَا شيخ من بني كَاهِل عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ سُورَة النُّور فَفَسَّرَهَا فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِه الْآيَة إِن الَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات لعنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَهُم عَذَاب عَظِيم قَالَ هَذِه فِي عَائِشَة وَأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَجْعَل لمن فعل ذَلِك تَوْبَة وَجعل لمن رَمَى امْرَأَة من الْمُؤْمِنَات من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ التَّوْبَة وَالَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات ثمَّ لم يَأْتُوا بأَرْبعَة شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة وَلَا تقبلُوا لَهُم شَهَادَة أبدا وَأُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذين تَابُوا من بعد ذَلِك وَأَصْلحُوا فَإِن الله غَفُور رَحِيم قَالَ فهم بعض الْقَوْم إِلَى ابْن عَبَّاس فَيقبل رَأسه من حسن مَا فسر انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه

859 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها لقد أَعْطَيْت تسعا مَا أَعطيتهنَّ امْرَأَة لقد نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِصُورَتي فِي رَاحَته حِين أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَتَزَوَّجنِي وَلَقَد تزَوجنِي بكرا وَمَا تزوج بكرا غَيْرِي وَلَقَد توفّي وَإِن رَأسه لفي حجري وَلَقَد قبر فِي بَيْتِي وَلَقَد حَفَّتْهُ الْمَلَائِكَة فِي بَيْتِي وَإِن كَانَ الْوَحْي لينزل عَلَيْهِ فِي أَهله فَيَتَفَرَّقُونَ عَنهُ وَإنَّهُ لينزل عَلَيْهِ وَإِنِّي مَعَه فِي لِحَافه وَإِنِّي لابنَة خَلِيفَته وَصديقه وَلَقَد نزل عُذْري من السَّمَاء وَلَقَد خلقت طيبَة عِنْد طيب وَلَقَد وعدت مغْفرَة وَرِزْقًا كَرِيمًا قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا أَبُو حَفْص عمر عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ بِهِ سندا ومتنا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ عَمَّن حَدثهُ عَن عَائِشَة فَلْينْظر فِيهِ فَإِن أحد اللَّفْظَيْنِ تَصْحِيف وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ بِهِ وَقَالَ عَن جدته رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ حَدثنَا أَبُو نصر النُّعْمَان بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْجِرْجَانِيّ أَنا مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم النابلي حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُفْيَان التِّرْمِذِيّ حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا أَبُو عمر حَفْص عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن جدته عَن عَائِشَة قَالَت لقد أَعْطَيْت تسعا مَا أعطيتهَا امْرَأَة ... فَذكره وَرَوَاهُ بتغيير يسير الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل عَائِشَة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد أَنا عبد الرَّحْمَن بن الضَّحَّاك أَن عبد الله بن صَفْوَان أَتَى عَائِشَة

وَمَعَهُ آخر فَسَأَلَاهَا عَن نَفسهَا فَقَالَت خلال فِي تسع لم تكن فِي أحد إِلَّا مَا آتَى الله مَرْيَم وَالله مَا أَقُول ذَلِك تفخرا بِهِ عَلَى أحد من صُوَيْحِبَاتِي نزل الْملك بِصُورَتي وَتَزَوَّجنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لسبع سِنِين وَأهْديت ابْنة تسع وَتَزَوَّجنِي بكرا لم يشركهُ فِي أحد من النَّاس وَكنت وَكنت أحب النَّاس إِلَيْهِ وَنزل فِي آيَات من الْقُرْآن كَادَت الْأُمَم أَن تهْلك فِيهِنَّ وَرَأَيْت جِبْرِيل وَلم يره أحد من نِسَائِهِ غَيْرِي وَقبض فِي بَيْتِي وَلم يَله أحد إِلَّا الْملك وَأَنا انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَمُسْنَده وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد ابْن أبي شيبَة وَأَتَاهُ الْوَحْي وَأَنا وَهُوَ فِي لِحَاف وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا إِسْحَاق بن دَاوُد الصَّواف حَدثنَا يَحْيَى بن غيلَان حَدثنَا عبد الله بن بزيع عَن أبي حنيفَة عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن عَامر الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت أَعْطَيْت سبعا لم يُعْطهَا نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كنت من أحب النِّسَاء إِلَيْهِ نفسا وَأحب النَّاس إِلَيْهِ أَبَا وَتَزَوَّجنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بكرا وَلم يتَزَوَّج بكرا غَيْرِي وَكَانَ جِبْرِيل ينزل عَلَيْهِ وَأَنا مَعَه فِي لِحَاف وَاحِد وَلم يفعل ذَلِك لأحد غَيْرِي وَكَانَ لي يَوْمَانِ وَلَيْلَتَانِ وَلِنِسَائِهِ يَوْم وَلَيْلَة وَأنزل عُذْري من السَّمَاء وَكَاد أَن يهْلك بِي فِئَام من النَّاس وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين سحرِي وَنَحْرِي انْتَهَى 860 - الحَدِيث الْخَامِس عشر رُوِيَ عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا الِاسْتِئْنَاس قَالَ يتَكَلَّم الرجل بِالتَّسْبِيحَةِ وَالتَّكْبِيرَة وَالتَّحْمِيدَة يَتَنَحْنَح يُؤذن أهل الْبَيْت وَالسَّلَام أَن يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم أَدخل ثَلَاث مَرَّات فَإِن أذن لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ)

قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان عَن وَاصل بن السَّائِب عَن أبي سُورَة عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله هَذَا السَّلَام فَمَا الِاسْتِئْنَاس قَالَ يتَكَلَّم الرجل تَسْبِيحَة وَتَكْبِيرَة وَتَحْمِيدَة وَيَتَنَحْنَح وَيُؤذن أهل الْبَيْت) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَمُسْنَده وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 861 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه أَتَى بَاب عمر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَدخل قَالَهَا ثَلَاثًا ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الاسْتِئْذَان ثَلَاث) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الاسْتِئْذَان من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ اسْتَأْذَنت عَلَى عمر بن الْخطاب ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لي فَرَجَعت فَقَالَ ردُّوهُ فَرَجَعت فَقَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا قَالَ قد اسْتَأْذَنت ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لي وَقد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اسْتَأْذن أحدكُم ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لَهُ فَليرْجع) فَقَالَ لتَأْتِيني عَلَى هَذَا بِبَيِّنَة وَإِلَّا فعلت وَفعلت فَذَهَبت إِلَى مجْلِس من مجَالِس الْأَنْصَار فَأَخْبَرتهمْ فَقَامَ أَبُو سعيد مَعَه فَشهد لَهُ مُخْتَصر 862 - الحَدِيث السَّابِع عشر وَاسْتَأْذَنَ رجل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَأَلِجُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لامْرَأَة تسمى رَوْضَة قومِي إِلَى هَذَا فَعَلِّمِيهِ فَإِنَّهُ لَا يحسن أَن يسْتَأْذن قولي لَهُ يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل) فَسَمعَهَا الرجل فَقَالَهَا فَقَالَ لَهُ ادخل

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب عَن مَنْصُور عَن ربعي بن حِرَاش عَن رجل من بني عَامر أَنه اسْتَأْذن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ فِي بَيت فَقَالَ أَأَلِجُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِخَادِمِهِ أَخْرِجِي إِلَى هَذَا فَعَلِّمِيهِ الاسْتِئْذَان فَقولِي لَهُ قل السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل) فَسَمعهُ الرجل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل فَأذن لَهُ فَدخل انْتَهَى وَلَفظ أبي دَاوُد اخْرُج إِلَى هَذَا فَعلمه عَلَى التَّذْكِير وَلَفظ النَّسَائِيّ اخْرُجِي عَلَى التَّأْنِيث وَلَفظ البُخَارِيّ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِلْجَارِيَةِ اخْرُجِي وَلم يسمهَا أحد مِنْهُم رَوْضَة إِلَّا الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ سَمَّاهَا فَقَالَ حَدثنَا هشيم أَنا مَنْصُور عَن ابْن سِيرِين وَأخْبرنَا يُونُس بن عبيد عَن عَمْرو بن سعيد الثَّقَفِيّ أَن رجلا اسْتَأْذن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 863 - الحَدِيث الثَّامِن عشر فِي الحَدِيث (من سبقت عينه اسْتِئْذَانه فقد دمر) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا بكر بن سهل الدمياطي حَدثنَا عبد الله ابْن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن السّفر بن بشير عَن يزِيد بن شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَدخل عينه فِي بَيت بِغَيْر إِذن أَهله فقد دمر وَمن صَلَّى بِقوم فَخص نَفسه بِدَعْوَى فقد خَانَهُمْ) انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد حَدثنَا يزِيد ابْن هَارُون عَن أصبغ بن يزِيد حَدثنِي مَنْصُور عَن ثَوْر بن يزِيد عَن يزِيد ابْن شُرَيْح عَن أبي حَيّ الْمُؤَذّن عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يحل لمُسلم أَن ينظر فِي بَيت حَتَّى يسْتَأْذن فَإِن فعل فقد دمر) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب عَن يزِيد بن هَارُون بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنِي هشيم عَن عَوْف عَن

الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اطلع فِي بَيت قوم بِغَيْر إذْنهمْ فقد دمر) انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ الْكسَائي دمر يَعْنِي دخل قَالَ أَبُو عبيد والدمور أَن يدْخل عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَإِن دخل بِإِذن فَلَيْسَ بدمور انْتَهَى وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ يُقَال دمر يدمر دُمُورًا إِذا دخل بِغَيْر إِذن انْتَهَى وَدَمرَ بِالتَّشْدِيدِ أَي أهلك انْتَهَى 864 - الحَدِيث التَّاسِع عشر رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَأَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي قَالَ نعم) قَالَ إِنَّهَا لَيْسَ لَهَا خَادِم غَيْرِي أَأَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا كلما دخلت فَقَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة) قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله أَسْتَأْذن عَلَى أُمِّي قَالَ نعم) فَقَالَ الرجل إِنِّي مَعهَا فِي الْبَيْت فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَأْذن عَلَيْهَا) قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي خَادِمهَا قَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة) قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن جريج أَخْبرنِي زِيَاد أَن صَفْوَان أخبرهُ عَن عَطاء بن يسَار أَن رجلا قَالَ ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن زيد بن أسلم أَن رجلا قَالَ ... الحَدِيث 865 - قَوْله رُوِيَ أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ يَا رَسُول قد أنزل الله

عَلَيْك آيَة فِي الاسْتِئْذَان وَإِنَّا نَخْتَلِف فِي تِجَارَتِنَا فَنَنْزِل هَذِه الْخَانَات أَفلا ندْخلهَا 3 4 5 6 7 8 9 10 11 * بِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى

وَلم أجد هَذَا الْكَلَام فِي سنَن أَبُو أبي دَاوُد فَإِن صَحَّ فَيُعَكر عَلَيْهِ مَا فِي الصَّحِيح أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل ينظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ يَوْم الْعِيد فِي الْمَسْجِد وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ تنظر إِلَيْهِم من وَرَائه وَهُوَ يَسْتُرهَا مِنْهُم حَتَّى ملت وَرجعت وَاسْتدلَّ ابْن حبَان فِي صَحِيحه بِحَدِيث أم سَلمَة عَلَى تَحْرِيم نظر الْمَرْأَة إِلَى الرِّجَال الْأَجَانِب مُطلقًا وَبِه قَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء وَيُعَكر عَلَيْهِم حَدِيث عَائِشَة الْمَذْكُور وَحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فِي مُسلم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا اعْتَدَى فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ رجل أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابك عِنْده وَفِي لفظ فَإنَّك إِذا وضعت خِمَارك لم يَرك وَفِي لفظ اعْتدي فِي بَيت ابْن عمك ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ ضَرِير الْبَصَر تلقين ثَوْبك عِنْده) الحَدِيث وَذكره أَيْضا فِي أول حَدِيث الْجَسَّاسَة انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عبد الله بن عَمْرو بن أم مَكْتُوم وَقد ورد أَن الَّتِي كَانَت مَعَ أم سَلمَة زَيْنَب رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا منْدَل عَن يُونُس حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن نَبهَان مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت اسْتَأْذن ابْن أم مَكْتُوم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا وَزَيْنَب عِنْده فَقَالَ قوما فاحتجبا) فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْمَى لَا يُبصرنَا قَالَ إِن كَانَ لَا يبصركن فَإِنَّكُنَّ تبصرنه) انْتَهَى وَيُمكن أَن تَكُونَا وَاقِعَتَيْنِ أَو يكون الْخطاب وَقع لاثْنَتَيْنِ وَكَانُوا ثَلَاثَة بِدَلِيل قَوْله فَإِنَّكُنَّ تبصرنه) 867 - قَوْله عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت مَا رَأَيْت نسَاء خيرا من نسَاء الْأَنْصَار لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ قَامَت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ إِلَى مرْطهَا الْمرجل فَصَعدت مِنْهُ

صدعة فَاخْتَمَرت فَأَصْبَحْنَ عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنِي مُسلم بن خَالِد الزنْجِي حَدثنَا عبد الله بن عُثْمَان بن خَيْثَم عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت بَيْنَمَا نَحن عِنْد عَائِشَة فَذَكرنَا نسَاء قُرَيْش وَفَضْلهنَّ فَقَالَت عَائِشَة إِن لِنسَاء قُرَيْش فضلا وَإِنِّي وَالله مَا رَأَيْت أفضل من نسَاء الْأَنْصَار وَلَا أَشد تَصْدِيقًا بِكِتَاب الله وإيمانا بِهِ لقد أنزلت سُورَة النُّور وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ فَانْقَلَبَ رِجَالهنَّ يَتلون عَلَيْهِنَّ مَا أنزل يَتْلُو الرجل عَلَى زَوجته وَابْنَته وَأُخْته وَذَوي قرَابَته قَالَت فَمَا مِنْهُنَّ امْرَأَة إِلَّا قَامَت إِلَّا مرْطهَا الْمرجل فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وإيمانا فَأَصْبَحْنَ وَرَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصُّبْح مُعْتَجِرَات وَكَأن عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى حَدثنَا أَحْمد ابْن مهْدي حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم حَدثنَا دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنِي عبد الله بن عُثْمَان بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا روح بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عُثْمَان بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي اللبَاس مُخْتَصرا من حَدِيث قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن ابْن حَيْوِيل عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت يرحم الله نسَاء الْمُهَاجِرَات الأول لما أنزل الله وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ شققْنَ عَلَى مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير مُعَلّقا وَلَفظه قَالَ أَحْمد بن شبيب حَدثنَا أبي عَن يُونُس قَالَ ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة ... فَذكره

وَالطِّيبِي عزاهُ للْبُخَارِيّ وَالْمُنْذِرِي فِي مُخْتَصره لم يعزه وَكِلَاهُمَا غير فَإِن الطَّيِّبِيّ أطلق الْعزو وَالْمُنْذِرِي من عَادَته أَن يَعْزُو الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة 868 - قَوْله عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَبَاحَتْ النّظر لِعَبْدِهَا إِلَيْهَا وَقَالَت لذكوان إِنَّك إِذا وَضَعتنِي فِي الْقَبْر فَأَنت حر قلت رَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا ابْن جريج أَخْبرنِي ابْن أبي مليكَة أَن عَائِشَة قَالَت إِذا غيبني أَبُو عَمْرو ودلاني فِي حفرتي فَهُوَ حر انْتَهَى وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ الْوَاقِدِيّ ذكْوَان أَبُو عَمْرو مولَى عَائِشَة وَكَانَت قد دَبرته وَقَالَت لَهُ إِذا واريتني فَأَنت حر مَاتَ ليَالِي الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي خلَافَة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَائِشَة أخبرنَا أنس بن عِيَاض عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت إِذا كفنت وحنطت ودلاني ذكْوَان فِي حفرتي فَهُوَ حر انْتَهَى وَأما كَون عَائِشَة أَبَاحَتْ نظر عَبدهَا إِلَيْهَا فَيشْهد لَهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن عَمْرو بن مَيْمُون بن مهْرَان عَن سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ اسْتَأْذَنت عَلَى عَائِشَة فَقَالَت من هَذَا قلت سُلَيْمَان قَالَت كم بَقِي عَلَيْك من مُكَاتَبَتك قلت عشرَة أَوَاقٍ قَالَت ادخل فَإنَّك عبد مَا بَقِي عَلَيْك دِرْهَم 869 - قَوْله عَن سعيد بن الْمسيب مثل مَا قَالَت عَائِشَة ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ لَا يَغُرنكُمْ سُورَة النُّور فَإِن المُرَاد بهَا الْإِمَاء

قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن طَارق عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لَا يَغُرنكُمْ الْآيَة إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم إِنَّمَا عَنى بِهِ الْإِمَاء دون العبيد انْتَهَى 870 - قَوْله عَن مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكلابِيَّة أَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخل عَلَيْهَا وَمَعَهَا خصي فَتَقَنَّعت مِنْهُ فَقَالَ إِنَّه خصي فَقَالَت يَا مُعَاوِيَة أَتَرَى أَن الْمثلَة بِهِ يحل مَا حرمه الله تَعَالَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكَلْبِيَّة أم يزِيد بن مُعَاوِيَة 871 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ أَنه أهْدَى لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خصي فَقبله ثمَّ اسْتَضْعَفَهُ المُصَنّف وَقَالَ لَا يقبل فِيمَا تعم بِهِ الْبَلْوَى إِلَّا حَدِيث مَكْشُوف وَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ قبله لِيعْتِقَهُ أَو غير ذَلِك قلت فِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَارِيَة وَسِيرِين وَألف مِثْقَال ذهب وَعشْرين ثوبا من قَبَاطِي مصر وَالْبَغْلَة الشَّهْبَاء دُلْدُل وَحِمَارًا أَشهب يُقَال لَهُ يَعْفُور وَخَصِيًّا يُقَال لَهُ مَأْبُور وَعَسَلًا من عسل بنها فأعجب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ودعا فِي عسل بنها بِالْبركَةِ انْتَهَى وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَأُخْتهَا سِيرِين وَغُلَامًا خَصيا اسْمه مَأْبُور وَبغلة تسمى دُلْدُل وَقَدحًا من قَوَارِير

كَانَ رَسُول الله يشرب فِيهِ انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي صعصعة عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة قَالَ أهْدَى الْمُقَوْقس صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سنة سبع من الْهِجْرَة بمارية وَأُخْتهَا سِيرِين وَألف مِثْقَال من الذَّهَب وَعشْرين ثوبا وَبغلته الدلْدل وَحِمَاره عفير وَيُقَال يَعْفُور وَخصي يُقَال لَهُ مَأْبُور وَهُوَ أَخُو مَارِيَة بعث ذَلِك كُله مَعَ حَاطِب بن أبي بلتعة فَعرض حَاطِب بن أبي بلتعة عَلَى مَارِيَة الْإِسْلَام ورغبها فِيهِ فَأسْلمت وَأسْلمت أُخْتهَا وَأقَام الْخصي عَلَى دينه حَتَّى أسلم بِالْمَدِينَةِ بعد فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى 872 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من العيمة والغيمة وَالْأَيمَة والكزم وَالْقَرْمُ) 873 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي يَعْنِي النِّكَاح) قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب النِّكَاح حَدثنَا ابْن جريج أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن ميسرَة أَنه سمع عبيد بن سعد يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من

أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَمن سنتي النِّكَاح) انْتَهَى وَفِي لفظ وَمن اسْتنَّ سنتي فَهُوَ مني وَمن سُنَنِي النِّكَاح) وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا زُهَيْر حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق الأول وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَفِي الْمعرفَة قَالَ وَهُوَ مُرْسل وَقد رُوِيَ عَن أبي حرَّة عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة ... انْتَهَى قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبي حرَّة وَاصل بن عبد الرَّحْمَن عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَإِن من سنتي النِّكَاح) انْتَهَى وَأسْندَ إِلَى ابْن معِين أَنه قَالَ فِي أبي حرَّة صَالح إِلَّا أَن فِي حَدِيثه عَن الْحسن ضعفا يَقُولُونَ لم يسمعهُ من الْحسن قَالَ ابْن عدي وَلم أجد فِي حَدِيثه حَدِيثا مُنْكرا انْتَهَى 874 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كَانَ لَهُ مَا يتَزَوَّج بِهِ فَلم يتَزَوَّج فَلَيْسَ منا) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَالنَّسَائِيّ فِي الكنى وَفِيه عَن أبي الْمُغلس عُمَيْر ثمَّ قَالَ وَيَحْيَى بن معِين يَقُول إِنَّه اسْمه مَيْمُون من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح السّلمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ مُوسِرًا لِأَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأحمد والدارمي وَإِسْحَاق

ابْن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَلَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا عَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث بَعضهم عَن ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح عَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره وَخَالف بَعضهم فَقَالَ لَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا بِعَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ إِسْحَاق وَصَدقُوا انْتَهَى كَلَامه قلت رَوَاهُ كَذَلِك الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا الحكم بن مُوسَى حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا ابْن جريج حَدثنِي أَبُو الْمُغلس سَمِعت أَبَا نجيح السّلمِيّ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من قدر عَلَى أَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا) انْتَهَى فَصرحَ أَبُو نجيح فِيهِ بِالسَّمَاعِ وَكلهمْ رَوَوْهُ بِلَفْظ أبي دَاوُد مَا خلا الثَّعْلَبِيّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 875 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا تزوج أحدكُم عج شَيْطَانه يَا ويله عصم ابْن آدم مني ثُلثي دينه) قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي حَدثنَا عبيد الله بن عمر عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيّمَا شَاب تزوج فِي حَدَاثَة سنه عج شَيْطَانه يَا ويله عصم مني دينه) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَأعله بِخَالِد بن إِسْمَاعِيل وَنقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ يضع الحَدِيث وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِهَذَا الْإِسْنَاد وَمتْن المُصَنّف بِسَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ عوض عَن جَابر عَن أبي هُرَيْرَة فَلْينْظر

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه بِمُسْنَدِهِ فِي مُسْنده وَمَتنه وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْكتاب سَوَاء وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن خَالِد بن إِسْمَاعِيل بِهِ بِلَفْظ أبي يعلي 876 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا عِيَاض لَا تَزَوَّجن عجوزا وَلَا عاقرا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من حَدِيث مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي حَدثنَا يَحْيَى بن جَابر عَن جُبَير بن نفير عَن عِيَاض بن غنم الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عِيَاض لَا تَزَوَّجن عجوزا وَلَا عاقرا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن مُعَاوِيَة هَذَا ضَعِيف وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ قلت وَالْأَحَادِيث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ذَلِك والْآثَار كَثِيرَة قَوْله فَمِنْهَا حَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ثَابت عَن أنس أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلُوا أَزوَاجه عَلَيْهِ السَّلَام عَن عمله فِي السِّرّ فَقَالَ بَعضهم لَا آكل اللَّحْم وَقَالَ بَعضهم لَا أَتزوّج النِّسَاء وَقَالَ بَعضهم لَا أَنَام عَلَى فرَاش فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (مَا بَال أَقوام يَقُول أحدهم كَذَا وَكَذَا لكني أَصوم وَأفْطر وأنام وأقوم وآكل اللَّحْم وأتزوج النِّسَاء فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني) انْتَهَى حَدِيث آخر فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا (يَا معشر الشَّبَاب من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ

وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء) حَدِيث آخر فِي السّنَن من غير وَجه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تزوجوا تَوَالَدُوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي مُبَاهٍ بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة) وَفِي رِوَايَة حَتَّى السقط حَدِيث آخر فِي صَحِيح ابْن حبَان فِي الْقسم الأول مِنْهُ عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْمر بِالْبَاءَةِ وَيُنْهِي عَن التبتل نهيا شَدِيدا وَيَقُول تزوجوا الْوَدُود الْوَلُود فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد حَدِيث آخر رَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد حَدثنِي مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَن مَكْحُول عَن غُضَيْف بن الْحَارِث عَن عَطِيَّة بن بشر الْمَازِني أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لِعَكَّافِ بن وَادعَة الْهِلَالِي أَلَك زَوْجَة) قَالَ لَا قَالَ أَفَلَك جَارِيَة) قَالَ لَا قَالَ وَأَنت صَحِيح مُوسر) قَالَ نعم قَالَ فَأَنت إِذن من إخْوَان الشَّيَاطِين إِمَّا أَن تكون من رُهْبَان النَّصَارَى فَأَنت مِنْهُم أَو تكون منا فَإِن من سنتنا النِّكَاح إِن شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ والمتزوجون أُولَئِكَ المبرؤون الْمُطهرُونَ من الْخَنَا وَيحك يَا عَكَّاف إنَّهُنَّ صَوَاحِب دَاوُد وَصَوَاحِب أَيُّوب وَصَوَاحِب يُوسُف وَصَوَاحِب كُرْسُف) قلت يَا رَسُول الله وَمن كُرْسُف قَالَ كَانَ رجلا يعبد الله تَعَالَى عَلَى سَاحل الْبَحْر ثَلَاثِينَ عَاما فَابْتَلَى أَن كفر بِاللَّه الْعَظِيم فِي سَبَب امْرَأَة عَشِقَهَا فَتَدَاركهُ الله بِمَا سلف مِنْهُ من عبَادَة ربه فَتَابَ فغفر لَهُ وَيحك يَا عَكَّاف إِنَّك من الْمُذَبْذَبِينَ) فَقَالَ يَا رَسُول الله زَوجنِي الْآن قبل أَن أَبْرَح قَالَ قد زَوجتك كَرِيمَة بنت كُلْثُوم الْحِمْيَرِي عَلَى اسْم الله وَالْبركَة) انْتَهَى قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَفِي هَذَا جَوَاز النِّكَاح من غير خطْبَة انْتَهَى وَضعف ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية هَذَا الحَدِيث وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح

وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه بشر بن عَطِيَّة وَلَا عَطِيَّة وَمُعَاوِيَة بن يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الْعقيلِيّ عَطِيَّة عَن عَكَّاف لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يَصح من هَذَا شَيْء انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَترْجم عَلَيْهِ حَدِيث عَطِيَّة بن بشر الْمَازِني وَرَوَاهُ أَحْمد أَيْضا عَن عبد الرَّزَّاق عَن مُحَمَّد بن رَاشد عَن مَكْحُول عَن أبي ذَر وَقيل إِنَّه مَوْضُوع وَقد اخْتلف فِي إِسْنَاده كَمَا ذَكرْنَاهُ قَالَه فِي التَّنْقِيح وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن برد بن سِنَان عَن مَكْحُول عَن عَطِيَّة بن بشر بِهِ وَعَن أبي يعلي الْموصِلِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِمُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث جدا قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَحَدِيث آخر أخرجه الْموصِلِي أَيْضا عَن خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي حَدثنَا عبيد الله بن عمر عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لَو لم يبْق من أَجلي إِلَّا يَوْم وَاحِد لقِيت الله تَعَالَى بِزَوْجَة إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ) انْتَهَى وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَعَن أبي يعلي الْموصِلِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِخَالِد هَذَا وَقَالَ إِنَّه يروي الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ حَدِيث آخر رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْإِصْطَخْرِي ثَنَا مُحَمَّد بن سُهَيْل بن مخلد الْإِصْطَخْرِي حَدثنَا عصمَة بن المتَوَكل حَدثنَا زَافِر بن سُلَيْمَان عَن إِسْرَائِيل بن يُونُس عَن جَابر عَن يزِيد الرقاشِي عَن

أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من تزوج فقد اسْتكْمل نصف الْإِيمَان فليتق الله فِي النّصْف الْبَاقِي) وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ بِسَنَدِهِ عَن مَالك بن سُلَيْمَان حَدثنَا هياج بن بسطَام عَن خَالِد الْحذاء عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك ... فَذكره ثمَّ قَالَ هَذَا لَا يَصح وَفِيه آفَات يزِيد الرقاشِي قَالَ أَحْمد مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَهياج قَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَمَالك بن سُلَيْمَان قَدَحُوا فِيهِ انْتَهَى كَلَامه حَدِيث آخر رَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي حَدثنَا عَمْرو بن حُصَيْن حَدثنَا حُصَيْن حَدثنَا حسان بن سياه حَدثنَا عَاصِم عَن زر عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ذَروا الْحَسْنَاء الْعَقِيم وَعَلَيْكُم بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُود فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم حَتَّى بِالسقطِ يظل حبنطيا بِبَاب الْجنَّة فَيُقَال لَهُ ادخل فَيَقُول حَتَّى يدْخل وَالِدَايَ معي) انْتَهَى 877 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أَتَى عَلَى أمتِي مائَة وَثَمَانُونَ سنة فقد حلت لَهُم الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُءُوس الْجبَال) قلت رَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَة حَدثنَا الْحسن ابْن وَاقد الْحَنَفِيّ قَالَ أَظُنهُ من حَدِيث بهز بن حَكِيم قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة فقد حلت لأمتي الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُءُوس الْجبَال) انْتَهَى وَهُوَ معضل وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى أبي يَحْيَى سُلَيْمَان بن عِيسَى الْخُرَاسَانِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن

مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أَتَى عَلَى أمتِي) الحَدِيث ثمَّ قَالَ هَذَا مَوْضُوع وَسليمَان بن عِيسَى يضع الحَدِيث قَالَه ابْن عدي انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث أبي أُمَامَة 878 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا تنَال الْمَعيشَة فِيهِ إِلَّا بالمعصية فَإِذا كَانَ ذَلِك الزَّمَان حلت الْعُزُوبَة) قلت رَوَاهُ الْخطابِيّ فِي كتاب الْعُزْلَة حَدثنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان النجاد حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي حَدثنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور الْجُشَمِي حَدثنَا سليم بن سَالم حَدثنَا السّري بن يَحْيَى عَن الْحسن عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا يسلم لذِي دين دينه إِلَّا من فر بِدِينِهِ من شَاهِق إِلَى شَاهِق وَمن حجر إِلَى حجر فَإِذا كَانَ ذَلِك لم تنَلْ الْمَعيشَة إِلَّا بِمَعْصِيَة الله فَإِذا كَانَ ذَلِك حلت الْعزبَة) قَالَ وَكَيف تحل الْعزبَة يَا رَسُول الله وَأَنت تَأمر بِالتَّزْوِيجِ قَالَ إِذا كَانَ ذَلِك كَانَ هَلَاك الرجل عَلَى أَيدي أَبَوَيْهِ فَإِن لم يكن لَهُ أَبَوَانِ كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي زَوجته فَإِن لم تكن لَهُ زَوْجَة كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي وَلَده فَإِن لم يكن لَهُ ولد كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي الْقرَابَات وَالْجِيرَان) قَالُوا وَكَيف ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ يُعَيِّرُونَهُ بِضيق الْمَعيشَة وَيُكَلِّفُونَهُ مَا لَا يُطيق فَعِنْدَ ذَلِك يُورد نَفسه الْمَوَارِد الَّتِي يهْلك فِيهَا) وَرَوَاهُ عَلّي بن معبد أَيْضا فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة حَدثنَا عبد الله بن

الْمُبَارك عَن مبارك بن فضَالة عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان) إِلَى آخِره سَوَاء وَهُوَ مُرْسل 879 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ التمسوا الرزق بِالنِّكَاحِ) قلت لم يروه بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ بِمَعْنَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح من حَدِيث أبي السَّائِب سلم ابْن جُنَادَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تزوجوا النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ يَأْتينكُمْ بِالْمَالِ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ لِتَفَرُّد سلم بن جُنَادَة بِهِ مُسْندًا وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك وَقَالَ وَغير أبي السَّائِب يرويهِ مُرْسلا وَهُوَ أصح انْتَهَى قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله من حَدِيث أبي تَوْبَة عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِهِ مُرْسلا لَكِن رَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان فَقَالَ حَدثنَا الْحَافِظ أَبُو أَحْمد بن عدي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفضل الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز الْعَطَّار حَدثنَا حُسَيْن بن علوان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ... فَذكره فقد تَابعه عبد الْمُؤمن الْعَطَّار كَمَا ترَاهُ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله

ابْن نَاجِية حَدثنَا سلم بن جُنَادَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة بِهِ مُسْندًا فقد تَابعه أَيْضا ابْن نَاجِية وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد بن نصرويه حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب أَنا أَبُو زرْعَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْفراء حَدثنَا مُسلم بن خَالِد عَن سعيد بن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 880 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه شكا إِلَيْهِ رجل الْفقر فَقَالَ عَلَيْك بِالْبَاءَةِ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن بشر حَدثنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى الصفار حَدثنَا أَبُو عبد الله أَحْمد بن نَاصح حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن مُحَمَّد بن عجلَان أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَشَكا إِلَيْهِ الْحَاجة فَقَالَ لَهُ عَلَيْك بِالْبَاءَةِ) انْتَهَى 881 - قَوْله عَن عمر قَالَ عجبت لمن لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة أَن عمر بن الْخطاب قَالَ عجبت لرجل لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ وَالله تَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِم الله من فَضله انْتَهَى أخبرنَا هِشَام بن حسان عَن الْحسن عَن عمر نَحوه 882 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حَدِيث بَرِيرَة هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة)

قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَحْم بقر فَقيل هَذَا يصدق بِهِ عَلَى بَرِيرَة فَقَالَ هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة) انْتَهَى 883 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة وَهُوَ أول عبد كُوتِبَ فِي الْإِسْلَام فَأَتَاهُ بِأول نجم فَدفعهُ إِلَيْهِ عمر وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهِ عَلَى مُكَاتَبَتك فَقَالَ لَو أَخَّرته إِلَى آخر نجم قَالَ أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع حَدثنَا وَكِيع عَن أبي شبيب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة فَجَاءَهُ بنجمة حِين حل فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا أُميَّة اسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو تركته حَتَّى يكون فِي آخر نجم قَالَ إِنِّي أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك ثمَّ قَرَأَ وَآتُوهُمْ من مَال الله الَّذِي آتَاكُم قَالَ عِكْرِمَة هُوَ أول نجم أَدَّى فِي الْإِسْلَام انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا وَكِيع بِهِ 884 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه كَانَ لعبد الله بن أبي رَأس النِّفَاق سِتّ جوَار معَاذَة ومسيك وَأُمَيْمَة وَعمرَة وأرْوَى وَقتيلَة وَكَانَ يُكْرهن عَلَى الْبغاء وَضرب عَلَيْهِنَّ ضَرَائِب فشكت ثِنْتَانِ مِنْهُنَّ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء ... الْآيَة قلت رَوَاهُ مُسلم مُخْتَصرا فِي آخر صَحِيحه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر أَن جَارِيَة لعبد الله بن أبي يُقَال لَهَا مُسَيْكَة وَأُخْرَى يُقَال لَهَا أُمَيْمَة كَانَ يُرِيدهُمَا عَلَى الزِّنَا فَشَكَتَا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا إِلَى قَوْله غَفُور رَحِيم

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده فَقَالَ فِيهِ عَن الْأَعْمَش حَدثنِي أَبُو سُفْيَان قَالَ الْبَزَّار وَفِي هَذَا رد عَلَى من يَقُول إِن الْأَعْمَش لم يسمع من أبي سُفْيَان وَإِنَّمَا هُوَ صحيفَة انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَسَنَده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه 885 - حَدِيث (ليقل أحدكُم فَتَاي وَفَتَاتِي) قلت تقدم فِي الْكَهْف 886 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة زَيْت الزَّيْتُون فَتَدَاوَوْا بِهِ فَإِنَّهُ مَصَحَّة من الْبَاسُور) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا يَحْيَى بن عُثْمَان بن صَالح حَدثنَا أبي حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة) إِلَى آخِره سَوَاء وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب طب الْفُقَرَاء وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي علله حَدثنِي أبي عَن يَحْيَى بن عُثْمَان عَن أَبِيه ثمَّ قَالَ أبي هَذَا حَدِيث كذب انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ 887 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا خير فِي شَجَرَة فِي مقنأة وَلَا نَبَات فِي مقنأة وَلَا خير فيهمَا فِي مُضحى)

قلت غَرِيب جدا 888 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه مَكَثُوا عشر سِنِين خَائِفين وَلما هَاجرُوا كَانُوا بِالْمَدِينَةِ يُصْبِحُونَ فِي السِّلَاح وَيُمْسُونَ فِيهِ حَتَّى قَالَ رجل مَا يَأْتِي علينا يَوْم نَأْمَن فِيهِ وَنَضَع فِيهِ السِّلَاح فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا تَغْبُرُونَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى يجلس الرجل مِنْكُم فِي الْمَلأ الْعَظِيم مُحْتَبِيًا لَيْسَ فِيهِ حَدِيدَة) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن أبي جَعْفَر عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض قَالَ مكث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين خَائفًا يدعوا الله سرا وَعَلَانِيَة ثمَّ أَمر بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة فَمَكثَ بهَا هُوَ وَأَصْحَابه خَائِفين ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ مجتبيا عوض مَجْلِسا وَأَشَارَ إِلَيْهِ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول فَقَالَ وَرَوَى الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة فِي هَذِه الْآيَة قَالَ مكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَأَصْحَابه بِمَكَّة عشر سِنِين ... إِلَى آخِره وَهَذَا مُرْسل وَأسْندَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص يسير فَرَوَاهُ من حَدِيث الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه الْمَدِينَة وآوتهم الْأَنْصَار رَمَتْهُمْ الْعَرَب عَن قَوس وَاحِدَة لَا يبيتُونَ إِلَّا بِالسِّلَاحِ وَلَا يُصْبِحُونَ إِلَّا فِيهِ فَقَالَ ترَوْنَ أَنا نَعِيش حَتَّى نبيت آمِنين مُطْمَئِنين لَا نَخَاف إِلَّا الله فَنزلت وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض الْآيَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره

889 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخلَافَة بعدِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ يملك الله من يَشَاء فَيصير ملكا ثمَّ يصير بزيزي قطع سَبِيل وَسَفك دِمَاء وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حَقّهَا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب من حَدِيث سعيد بن جمْهَان عَن سفينة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخلَافَة فِي أمتِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ ملك بعد ذَلِك) وَفِي لفظ يملك الله من يَشَاء قَالَ سعيد قَالَ لي سفينة أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر قَالَ وَخِلَافَة عمر قَالَ وَخِلَافَة عُثْمَان قَالَ وَخِلَافَة عَلّي فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سنة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث سعيد بن جمْهَان انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْمدْخل وَزَاد فِيهِ قَالَ فَقلت لَهُ مُعَاوِيَة هُوَ أول الْمُلُوك وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَسكت عَنهُ وَلَفْظهمَا قَالَ سعيد أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر سنتَانِ وَخِلَافَة عمر عشر سِنِين وَخِلَافَة عُثْمَان اثْنَا عشر وَخِلَافَة عَلّي سِتّ سِنِين وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَلم يرو الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا حَدِيث سفينة هَذَا

وَرَوَى أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد وَالطَّيَالِسِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح ومعاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله تَعَالَى بَدَأَ هَذَا الْأَمر نبوة وَرَحْمَة وَكَائِنًا خلَافَة وَرَحْمَة وَكَائِنًا ملكا عَضُوضًا وَكَائِنًا عنْوَة وَجَبْرِيَّة وَفَسَادًا فِي الْأمة يسْتَحلُّونَ الْفروج وَالْخُمُور وَالْحَرِير ينْصرُونَ عَلَى ذَلِك وَيُرْزَقُونَ حَتَّى يلْقوا الله) انْتَهَى وَلم يذكر الثَّعْلَبِيّ إِلَّا حَدِيث الْفِتَن وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة فِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة أَنه سَيكون نبوة كَذَا وَكَذَا ثمَّ تكون بزيزي قطع سَبِيل وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حق) البزيزي بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الزَّاي الأولَى وَالْقصر وَمَعْنَاهُ السَّلب وَالْغَلَبَة وَقطع سَبِيل عطف بَيَان أَو بدل انْتَهَى وَقَالَ السَّرقسْطِي فِي كِتَابه الْبَز الْغَلَبَة وَالسَّلب يُقَال ابْتَزَّ الرجل إِذا جرد من ثِيَابه وَالِاسْم البزيزي وَالْبزَّة الْهَيْئَة الْحَسَنَة من الثِّيَاب 890 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن مُدْلِج بن عمر وَكَانَ غُلَاما أَنْصَارِيًّا أرْسلهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقت الظّهْر إِلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لِيَدْعُوهُ فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ نَائِم وَقد انْكَشَفَ عَنهُ ثَوْبه فَقَالَ عمر لَوَدِدْت أَن الله عَزَّ وَجَلَّ نهَى آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَخَدَمنَا أَن يدخلُوا علينا هَذِه السَّاعَات إِلَّا بِإِذن ثمَّ انْطلق مَعَه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَجَدَهُ وَقد نزلت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى طَوَّافُونَ عَلَيْكُم الْآيَة وَقيل نزلت فِي أَسمَاء بنت مرْثَد قَالَت إِنَّا لنَدْخُل عَلَى الرجل وَالْمَرْأَة وَلَعَلَّهُمَا يكونَانِ فِي لِحَاف وَاحِد وَقيل دخل عَلَيْهَا

غُلَام كَبِير فِي وَقت كرهت دُخُوله فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت إِن خدمنا وغلماننا يدْخلُونَ علينا فِي حَال نكْرههَا فَأنْزل الله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لِيَسْتَأْذِنكُم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم قلت الأول نَقله الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَالثَّانِي نَقله الثَّعْلَبِيّ والواحدي عَن مقَاتل 891 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ فِي الحَدِيث إِن أطيب مَا يَأْكُل الْمَرْء من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه) قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْبيُوع وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْأَحْكَام وَابْن ماجة فِي التِّجَارَات من حَدِيث عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب مَا أكل الرجل من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَبَعْضهمْ قَالَ فِيهِ عَن أمه عَن عَائِشَة وَأَكْثَرهم قَالَ عَن عمته عَن عَائِشَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لكنه قَالَ فِيهِ عَن أمه وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ والدارمي وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة

وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَأطَال فِي ذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ وَذكر أَنه مَحْفُوظ مَرْفُوعا وموقوفا وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام هَذَا حَدِيث يرويهِ عمَارَة بن عُمَيْر وَاخْتلف عَلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته أَنَّهَا سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت فِي حجري يَتِيم فَآكل من مَاله فَقَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب) فَذكره وَقَالَ الحكم عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن أمه عَن عَائِشَة فَذكره قَالَ وَأمه وَعَمَّته لَا يعرفان انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث حبيب الْمعلم وَابْن ماجة من حَدِيث الْحجَّاج ابْن أَرْطَأَة وَكِلَاهُمَا عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أَتَى أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أبي يُرِيد أَن يجتاح مَالِي قَالَ أَنْت وَمَالك لوالدك إِن أطيب مَا أكلْتُم من كسبكم وَإِن أَمْوَال أَوْلَادكُم من كسبكم فكلوه هَنِيئًا) انْتَهَى 892 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ عَن أنس بن مَالك قَالَ خدمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين وَرُوِيَ سبع سِنِين فَمَا قَالَ لشَيْء فعلته لم فعلته وَلَا قَالَ لي لشَيْء كَسرته لما كَسرته وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه أصب المَاء عَلَى يَدَيْهِ فَرفع رَأسه إِلَيّ فَقَالَ أَلا أعلمك ثَلَاث خِصَال تنْتَفع بهَا) قلت بلَى بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله قَالَ مَتى لقِيت من أمتِي أحدا فَسلم عَلَيْهِ يطلّ عمرك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ)

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ من حَدِيث أبي نصر اليسع بن زيد بن سهل الزَّيْنَبِي حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ خدمت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين ... إِلَى آخِره سَوَاء إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ الْأَوَّابِينَ) وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان فَذكره بِتَمَامِهِ الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ وَالْيَسع هَذَا ذكره شَيخنَا الذَّهَبِيّ فَقَالَ اليسع بن سهل الزَّيْنَبِي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل وَلم أر لَهُم فِيهِ كلَاما وَهُوَ آخر من زعم أَنه سمع من سُفْيَان مَاتَ سنه نَيف وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ انْتَهَى وَالْمَوْجُود من هَذَا الحَدِيث فِي عدَّة كتب عَن أنس قَالَ أَوْصَانِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِخمْس خِصَال قَالَ أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وَسلم عَلَى من لقِيت من أمتِي يكثر حَسَنَاتك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَى أهلك يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَارْحَمْ الصَّغِير وَوقر الْكَبِير تكن من رُفَقَائِي) انْتَهَى وَرُوِيَ من طرق أَحدهَا عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا عُوَيْد بن أبي عمرَان عَن أَبِيه عبد الْملك أبي عمرَان عَن أنس ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَالثَّانِي عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحم حَدثنَا عَمْرو ابْن أبي خَليفَة عَن ضرار بن مُسلم عَن انس ... فَذكره وَالثَّالِث رَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا عَلّي بن الْجُنَيْد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أنس ... فَذكره

وَمن طَرِيق مُسَدّد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير وَالرَّابِع عِنْد ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس ... ولين أَزور تَلْيِينًا يَسِيرا قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رَوَاهُ أَشْعَث بن برَاز عَن ثَابت عَن انس وَأَشْعَث مَتْرُوك الحَدِيث وَرَوَاهُ الْفضل بن الْعَبَّاس الْبَصْرِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ الْعقيلِيّ فضل مَجْهُول وَلم يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ دونه أَو مثله وَرَوَاهُ عُوَيْد بن أبي عمرَان الْجونِي عَن أَبِيه عَن انس وعويد لَا شَيْء وَرَوَاهُ سعيد بن زون الثَّعْلَبِيّ عَن أنس وَسَعِيد بن زون أَيْضا لَا شَيْء وَرَوَاهُ الْأَزْوَر بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن انس وَالْأَزْوَر مُنكر الحَدِيث ضَعِيف انْتَهَى وَحَدِيث عُوَيْد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه يروي عَن أَبِيه مَا لَيْسَ من حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ انْتَهَى 893 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة النُّور أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل مُؤمن ومؤمنة فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة الفرقان

سُورَة الْفرْقَان

سُورَة الْفرْقَان ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 894 - الحَدِيث الأول قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لَا ترَاءَى ناراهما) قلت تقدم فِي الْمَائِدَة 895 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن عقبَة بن أبي معيط صنع طَعَاما ودعا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَبَى أَن يَأْكُل من طَعَامه حَتَّى ينْطق بِالشَّهَادَتَيْنِ وَكَانَ أبي بن خلف صديقه فَعَاتَبَهُ وَقَالَ صَبَأت يَا عقبَة قَالَ لَا وَلَكِن آلَى أَلا يَأْكُل من طَعَامي وَهُوَ فِي بَيْتِي فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ فَشَهِدت لَهُ وَالشَّهَادَة لَيست فِي نَفسِي فَقَالَ وَجْهي من وَجهك حرَام إِن لقِيت مُحَمَّدًا فَلم تطَأ قَفاهُ وتبزق فِي وَجهه وتلطم عينه فَوَجَدَهُ سَاجِدا فِي دَار الندوة فَفعل ذَلِك فَقَالَ رَسُول الله لَا أَلْقَاك خَارِجا من مَكَّة إِلَّا عَلَوْت رَأسك بِالسَّيْفِ) فَقتل يَوْم بدر أَمر عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بقتْله وَقيل قَتله عَاصِم بن ثَابت بن أَفْلح الْأنْصَارِيّ وَقَالَ يَا مُحَمَّد إِلَى من الصبية قَالَ إِلَى النَّار) وَطعن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَيَا بِأحد فَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ وَفِيهِمَا نزلت وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى

يَدَيْهِ) الْآيَة قلت رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ بِنَقص يسير فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فصل الْغَزَوَات وَهُوَ الْفَصْل الثَّامِن وَالْعشْرُونَ فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْقمرِي الْبزورِي حَدثنَا أَحْمد بن فرج حَدثنَا أَبُو عمر الدوري حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عقبَة بن أبي معيط لَا يقدم من سفر إِلَّا صنع طَعَاما فَجمع عَلَيْهِ أهل مَكَّة قَالَ وَكَانَ يكثر مجالسة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيُعْجِبهُ حَدِيثه وَلَكِن تغلب عَلَيْهِ الشَّقَاء فَقدم ذَات يَوْم من سفر فَصنعَ طَعَاما ثمَّ دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى طَعَامه فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أَنا بِالَّذِي آكل من طَعَامك حَتَّى تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله) فَقَالَ لَهُ يَا ابْن أخي دَعْنِي واطعم قَالَ مَا أَنا بِالَّذِي أفعل حَتَّى تَقول) قَالَ فَشهد عقبَة بذلك وَطعم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من طَعَامه فَبلغ ذَلِك أبي بن خلف فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَصَبَوْت يَا عقبَة قَالَ لَا وَلَكِن دخل عَلّي فَأَبَى أَن يطعم من طَعَامي إِلَّا أَن اشْهَدْ لَهُ فَاسْتَحْيَيْت أَن يخرج من بَيْتِي قبل أَن يطعم فَشَهِدت لَهُ فَطَعِمَ فَقَالَ مَا أَنا بِالَّذِي أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَأتيه فَتَبَزَّقَ فِي وَجهه وَتَطَأ عَلَى عُنُقه قَالَ فَفعل عقبَة ذَلِك فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَالله لَا أَلْقَاك خَارِجا من مَكَّة إِلَّا عَلَوْت رَأسك بِالسَّيْفِ) فَأسر عقبَة يَوْم بدر فَقتل صبرا وَلم يقتل من الْأسَارَى يَوْمئِذٍ غَيره قَتله ثَابت بن الْأَفْلَح انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر وَحدثنَا أَبُو عَاصِم حَدثنَا عِيسَى وحَدثني الْحَارِث حَدثنَا الْحسن حَدثنَا وَرقا جَمِيعًا عَن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ... قَالَ دَعَا عقبَة بن أبي معيط النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى طَعَام صنعه ... إِلَى قَوْله لَيست فِي نَفسِي ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن قَتَادَة عَن مقسم فِي قَوْله وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ... الْآيَة قَالَ اجْتمع عقبَة بن أبي معيط وَأبي

ابْن خلف فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه بَلغنِي أَنَّك أتيت مُحَمَّدًا فَاسْتَمَعْت مِنْهُ وَالله لَا أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَتْفُل فِي وَجهه وَتكَذبه فَلم يُسَلِّطهُ فَقتل عقبَة يَوْم بدر صبرا وَأما أبي بن خلف فَقتله النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِيَدِهِ يَوْم أحد فِي الْقِتَال وهما اللَّذَان أنزل الله فيهمَا وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ... انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ثمَّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَلَا راو 896 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من تعلم الْقُرْآن وَعلمه وعلق مُصحفا لم يتعاهده وَلم ينظر فِيهِ جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مُتَعَلقا بِهِ وَيَقُول يَا رب الْعَالمين عَبدك هَذَا اتَّخَذَنِي مَهْجُورًا اقْضِ بيني وَبَينه) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الطّيب الرّبيع بن مُحَمَّد الْحَاتِمِي وَأَبُو نصر مُحَمَّد بن عَلّي بن الْفضل الْخُزَاعِيّ قَالَا أَنا أَبُو الْحسن عَلّي بن مُحَمَّد بن عقبَة الشَّيْبَانِيّ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم الْخضر بن أبان الْقرشِي حَدثنَا أَبُو هَدِيَّة إِبْرَاهِيم بن هدبة حَدثنَا أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تعلم) إِلَى آخِره سَوَاء 897 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَت عَائِشَة فِي صفة قِرَاءَته عَلَيْهِ السَّلَام لَا كَسَرْدِكُمْ هَذَا لَو أَرَادَ السَّامع أَن يعد حُرُوفه لعَدهَا قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي المناقب وَالشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْرد الحَدِيث سَرْدكُمْ

هَذَا وَلَكِن كَانَ يتَكَلَّم بِكَلَام فصل يحفظه من جلس إِلَيْهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَعَزاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل لمُسلم فِي الْفَضَائِل وَذكره عبد الْحق فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث ابْن وهب أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب أَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر حَدثهُ أَن عَائِشَة قَالَت أَلا يُعْجِبك أَبُو هُرَيْرَة ... إِلَى أَن قَالَت إِن رَسُول ال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يكن يسْرد الحَدِيث كَسَرْدِكُمْ وَهَذَا لم يصل البُخَارِيّ سَنَده بِهِ فَقَالَ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب صفة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اللَّيْث عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب بِهِ وَعزا الْبَيْهَقِيّ أَيْضا للْبُخَارِيّ من حَدِيث سُفْيَان عَن الثَّوْريّ عَن عُرْوَة قَالَ جلس أَبُو هُرَيْرَة إِلَى جنب حجرَة عَائِشَة ... إِلَى أَن قَالَت إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا كَانَ يحدث حَدِيثا لَو عده الْعَاد أَحْصَاهُ وَينْظرَانِ وَأَعَادَهُ فِي المزمل 898 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عَلَى ثَلَاثَة أَثلَاث ثلث عَلَى الدَّوَابّ وَثلث عَلَى وُجُوههم وَثلث عَلَى أَقْدَامهم يَنْسلونَ نَسْلًا) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة أَصْنَاف صنفا مشَاة وَصِنْفًا ركبانا وَصِنْفًا عَلَى وُجُوههم) قيل يَا رَسُول الله وَكَيف يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم قَالَ إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم أما أَنهم يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كل حدب وَشَوْك) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن

وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق مُسَدّد حَدثنَا بشر بن الْمفضل حَدثنَا عَلّي بن زيد حَدثنَا أَوْس بن أبي أَوْس عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء إِلَّا أَنه قدم ثلث الْأَقْدَام عَلَى ثلث الْوُجُوه وَأخرج الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال عَن الْوَلِيد بن جَمِيع الْقرشِي حَدثنِي أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة عَن حُذَيْفَة بن أسيد عَن أبي ذَر قَالَ حَدثنِي الصَّادِق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن النَّاس يحشرون ثَلَاثَة أَفْوَاج فوجا طاعمين كاسين راكبين وفوجا يَمْشُونَ ويسعون وفوجا تسحبهم الْمَلَائِكَة عَلَى وُجُوههم إِلَى النَّار) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ قَالَ الذَّهَبِيّ الْوَلِيد بن جَمِيع رَوَى لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ انْتَهَى وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الزّهْد وَفِي تَفْسِير سُورَة ... عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّكُم مَحْشُورُونَ ركبانا ورجالا وَتجرونَ عَلَى وُجُوهكُم) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة يس أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يَحْيَى حَدثنَا شبْل سَمِعت أَبَا قزعة يحدث عَمْرو بن دِينَار عَن حَكِيم ابْن مُعَاوِيَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تحشرون ركبانا وَمُشَاة وَعَلَى وُجُوهكُم يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أَفْوَاهكُم الْفِدَام يُوفونَ سبعين أمة أَنْتُم أكْرمهم عَلَى الله) مُخْتَصرا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي قزعة عَن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة عَن أَبِيه فَذكره

899 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا صَلَاة إِلَّا بِطهُور) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَوَقع فِي رِوَايَة لِلتِّرْمِذِي فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن سماك بن حَرْب ح وَحدثنَا هناد حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن سماك عَن مُصعب بن سعد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول) قَالَ هناد فِي حَدِيثه إِلَّا بِطهُور انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أُسَامَة قَالَ لَا يقبل الله صَلَاة إِلَّا بِطهُور وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث ابْن عمر وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَرَوَى أَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث عباد بن كثير عَن أبي أُميَّة عبد الْكَرِيم حَدثنِي الْحسن بن أبي الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقبل الله صَلَاة إِلَّا بِطهُور) وَهُوَ عِنْد ابْن عدي فِي كَامِله عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِإِسْمَاعِيل بن مُسلم والْحَدِيث رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ابْن عمر (لَا يقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول) انْتَهَى وَأقرب مَا وَجَدْنَاهُ للفظ الْكتاب مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي حَدثنَا عِيسَى بن يزِيد بن عبد الله بن أنيس حَدثنَا عِيسَى بن سُبْرَة عَن أَبِيه عَن جده قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر ذَات يَوْم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس لَا صَلَاة إِلَّا بِوضُوء) الحَدِيث

وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة حَدِيث أبي ثفال عَن رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع جدته تحدث عَن أَبِيهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا صَلَاة إِلَّا بِوضُوء وَلَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ) 900 - الحَدِيث السَّابِع سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن بِئْر بضَاعَة فَقَالَ المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء إِلَّا مَا غير لَونه أَو طعمه أَو رِيحه) قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله ابْن رَافع بن خديج عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قيل يَا رَسُول الله أَنَتَوَضَّأُ من بِئْر بضَاعَة وَهِي بِئْر يلقى فِيهَا الْحيض وَلُحُوم الْكلاب وَالنَّتن فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة قَوْله إِلَّا مَا غير لَونه أَو طعمه أَو رِيحه) لَيْسَ فِي حَدِيث بِئْر بضَاعَة وَإِنَّمَا فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث رَاشد ابْن سعد عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء إِلَّا مَا غلب عَلَى لَونه أَو طعمه أَو رِيحه) وَفِيه كَلَام 901 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا من عَام أقل مَطَرا من عَام وَلَكِن الله قسم ذَلِك بَين عباده عَلَى من يَشَاء وتلا قَوْله تَعَالَى وَلَقَد صرفناه

بَينهم لِيذكرُوا) الْآيَة قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن الْحسن بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا من عَام أمطر من عَام وَلَكِن الله يصرفهُ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَى الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء نَحوه مَرْفُوعا من حَدِيث عَلّي بن حميد السَّلُولي حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أحد بِأَكْسَبَ من أحد وَمَا من عَام بِأَمْطَر من عَام وَلَكِن الله يصرفهُ حَيْثُ يحب وَإِن الله يُعْطي المَال من يحب وَمن لَا يحب وَلَا يُعْطي الْإِيمَان إِلَّا من يحب) انْتَهَى ثمَّ قَالَ لَا يُتَابع عَلَى رَفعه عَلَى بن حميد ثمَّ أخرجه عَن عَمْرو بن مَرْزُوق حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا قَالَ وَهَذَا أولَى انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث حَمَّاد بن شُعَيْب عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا 902 - الحَدِيث الثَّامِن فِي الحَدِيث (أحبب حَبِيبك هونا مَا) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه بَاب الْبر والصلة من حَدِيث سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أرَاهُ رَفعه قَالَ أحبب حَبِيبك هونا مَا عَسى أَن يكون بَغِيضك يَوْمًا مَا وَأبْغض بَغِيضك هونا مَا عَسى أَن يكون حَبِيبك يَوْمًا

مَا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقد رَوَاهُ الْحسن بن أبي جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ ضَعِيف أَيْضا وَالصَّحِيح هَذَا عَن عَلّي مَوْقُوفا انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا عمي أَحْمد بن مُحَمَّد بن ماهان حَدثنَا أبي عَن عباد بن كثير عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي الصَّلْت عبد السَّلَام بن صَالح الْهَرَوِيّ عَن جميل بن زيد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... نَحوه سَوَاء وَعبد السَّلَام الْهَرَوِيّ ضَعِيف جدا وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه يروي فِي فَضَائِل عَلّي وَأَهله الْعَجَائِب لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن هِشَام الْمُسْتَمْلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الفِهري حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل عَن عبد الله بن عَمْرو ابْن الْعَاصِ مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَأخرجه ابْن عدي فِي كَامِله عَن الْحسن بن دِينَار عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه لَيْسَ فِيهِ سُوَيْد بن عَمْرو قَالَ وَأجْمع من تكلم فِي الرِّجَال عَلَى ضعف الْحسن بن دِينَار عَلَى أَنِّي لم أجد لَهُ حَدِيثا جَاوز الْحَد فِي الْإِنْكَار وَهُوَ إِلَى الضعْف أقرب انْتَهَى وَالْمَوْقُوف عَن عَلّي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي

وَالْأَرْبَعِينَ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن هُبَيْرَة عَن عَلّي أَنه قَالَ أحبب حَبِيبك هونا مَا ... إِلَى آخِره وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله لَا يَصح رَفعه وَالصَّحِيح عَن عَلّي مَوْقُوف انْتَهَى وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لِلشِّهَابِ وَهُوَ فِي الشهَاب عَن ابْن عمر وأسنده الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب بِسَنَد الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر وَقَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث يرويهِ سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وسُويد هَذَا يضع الْأَسَانِيد الصَّحِيحَة عَلَى الْمُتُون الْوَاهِيَة وَرَوَاهُ أَيْضا كَذَلِك الْحسن بن دِينَار عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَالْحسن هَذَا مَتْرُوك وَرَوَاهُ أَيْضا الْحسن بن أبي جَعْفَر الْجفْرِي عَن أَيُّوب وَهُوَ مَتْرُوك كلهم رَفَعُوهُ وَلَا يَصح رَفعه وَإِنَّمَا هُوَ عَن عَلّي مَوْقُوف وَالله أعلم وَحَدِيث الْحسن بن أبي جَعْفَر فِي فَوَائِد تَمام أخرجه عَنهُ عَن أَيُّوب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن عَلّي بن أبي طَالب مَرْفُوعا وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة حَدثنَا يَحْيَى بن الْفضل الْعَنزي حَدثنَا أَبُو عَامر الْعَقدي حَدثنَا هَارُون بن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي عَن ابْن سِيرِين عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن عَلّي مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَأعله بِسُوَيْدِ وَقَالَ إِنَّه يضع الْمُتُون الْوَاهِيَة عَلَى الْأَسَانِيد الصَّحِيحَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَلَيْسَ هَذَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِنَّمَا هُوَ من قَول عَلّي بن أبي طَالب وَقد رَفعه الْحسن ابْن أبي جَعْفَر عَن أَيُّوب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن عَلّي وَهُوَ خطأ فَاحش انْتَهَى

903 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث (الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ) قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز عَن مَكْحُول قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ هَينُونَ كَالْجمَلِ الْألف) قَالَ وَيروَى الْأنف الَّذِي إِن قيد انْقَادَ وَإِن أُنِيخ عَلَى صَخْرَة ناخ انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ قَالَ هَذَا مُرْسل ثمَّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن أَبِيه عَن نَافِع ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره قَالَ وَالْأول مَعَ إرْسَاله أصح انْتَهَى وَهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بِهِ وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه من مُنْكَرَاته وَقَالَ ابْن طَاهِر لَا يُتَابع عَلَى رواياته قَالَ وَرُوِيَ من حَدِيث أنس رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الْوَقار عَن مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن الثَّقَفِيّ عَن حميد عَن أنس وزَكَرِيا هَذَا يضع الحَدِيث 904 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كفَى سَرفًا أَلا يَشْتَهِي الرجل شَيْئا إِلَّا اشْتَرَاهُ فَأَكله قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن رجل عَن الْحسن أَن عمر بن الْخطاب فِي قَوْله تَعَالَى لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا قَالَ كفَى سَرفًا أَلا يَشْتَهِي الرجل شَيْئا إِلَّا اشْتَرَاهُ فَأَكله انْتَهَى

وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا سعيد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يُونُس عَن الْحسن قَالَ عمر كفَى بِالْمَرْءِ سَرفًا أَن يَأْكُل كل مَا اشْتَهَى وَفِيه قصَّة وَقد رُوِيَ نَحوه مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن ماجة فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَدثنَا هِشَام ابْن عمار حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد حَدثنَا يُوسُف بن أبي كثير عَن نوح بن ذكْوَان عَن الْحسن عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من السَّرف أَن تَأْكُل مَا اشْتهيت) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ 905 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن ابْن مَسْعُود قلت يَا رَسُول الله أَي الذَّنب أعظم قَالَ أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تقتل ولدك خشيَة أَن يَأْكُل مَعَك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي ... وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أبي وَائِل عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الذَّنب أعظم قَالَ أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تقتل ولدك مَخَافَة أَن يطعم مَعَك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك) انْتَهَى

906 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفرْقَان لَقِي الله يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ مُؤمن بِأَن السَّاعَة آتِيَة لَا ريب فِيهَا وَأدْخل الْجنَّة بِغَيْر نصب) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس إِلَّا أَنه قَالَ وَأدْخل الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب

سورة الشعراء

سُورَة الشُّعَرَاء

سُورَة الشُّعَرَاء ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث 907 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صبَّتْ فِي أُذُنه الْبرم) قلت غَرِيب جدا وَذكره ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَقَالَ الْبرم وَهُوَ الْكحل الْمُذَاب 908 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ وَلَا تحلفُوا بِاللَّه وَلَا تحلفُوا إِلَّا وَأَنْتُم صَادِقُونَ) قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْإِيمَان بِنَقص أخبرنَا أَبُو بكر بن عَلّي حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ بن معَاذ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة

قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالْأَنْدَادِ وَلَا تحلفُوا بِاللَّه إِلَّا وَأَنْتُم صَادِقُونَ) انْتَهَى وَرَوَى أَيْضا أخبرنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان حَدثنَا يزِيد أَنا هِشَام عَن الْحسن عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ) انْتَهَى وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كَانَ حَالفا فَلَا يحلف إِلَّا بِاللَّه وَكَانَت قُرَيْش تحلف بِآبَائِهَا فَقَالَ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ) انْتَهَى 909 - قَوْله أَلا ترَى هِرقل حِين سَأَلَ أَبَا سُفْيَان عَن أَتبَاع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قَالَ ضعفاء النَّاس وَأَرَاذِلهمْ قَالَ مَا زَالَت أَتبَاع الْأَنْبِيَاء كَذَلِك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ حَدثنِي أَبُو سُفْيَان بن حَرْب من فِيهِ إِلَى فِي قَالَ انْطَلَقت فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت بَيْننَا وَبَين النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبينا أَنا بِالشَّام إِذْ جِيءَ بِكِتَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل جَاءَ بِهِ دحْيَة الْكَلْبِيّ فَدفعهُ عَظِيم بصرَى إِلَى هِرقل فَقَالَ هِرقل هَل هَا هُنَا أحد من قوم هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي قَالُوا نعم قَالَ أَبُو سُفْيَان فَدُعِيت فِي نفر من قُرَيْش فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وأجلسنا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَيّكُم أقرب نسبا مِنْهُ قَالَ أَبُو سُفْيَان فَقلت أَنا فَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ وَجعل أَصْحَابِي خَلْفي وَقَالَ لِترْجُمَانِهِ قل لَهُم إِنِّي سَائِلكُمْ عَن أَمر هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي ثمَّ سَأَلَهُمْ كَيفَ حسب هَذَا الرجل فِيكُم قَالَ قلت هُوَ فِينَا ذُو حسب قَالَ فَهَل كَانَ من آبَائِهِ ملك قلت لَا قَالَ فَهَل كُنْتُم تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قبل أَن يَقُول مَا قَالَ قلت لَا قَالَ من تبعه أَشْرَاف النَّاس أم ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ قلت بل ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ فَهَل يزِيدُونَ أم ينقصُونَ قَالَ قلت بل يزِيدُونَ ثمَّ قَالَ

لِترْجُمَانِهِ قل لَهُ إِنِّي سَأَلت عَن حَسبه فِيكُم فَزَعَمت أَنه فِيكُم ذُو حسب وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبْعَث فِي أَحْسَاب قَومهَا وَسَأَلْتُك هَل كَانَ فِي آبَائِهِ ملك فَزَعَمت أَن لَا فَقلت لَو كَانَ فِي آبَائِهِ ملك قلت رجل يطْلب ملك آبَائِهِ وَسَأَلْتُك عَن أَتْبَاعه أَضُعَفَاء النَّاس أم أَشْرَافهم فَقلت بل ضُعَفَاؤُهُمْ وَكَذَلِكَ أَتبَاع الرُّسُل ... الحَدِيث بِطُولِهِ 910 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما دخل مَكَّة قَالَ كل رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع تَحت قدمي هَاتين وَأول مَا أَضَعهُ رَبًّا الْعَبَّاس) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج من حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ مكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسع سِنِين لم يحجّ ثمَّ أذن فِي النَّاس فِي السّنة الْعَاشِرَة ... إِلَى أَن قَالَ وكل شَيْء من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي مَوْضُوع وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة وَأول دم أَضَعهُ دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع وَأول رَبًّا أَضَعهُ رَبًّا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَإِنَّهُ مَوْضُوع كُله) مُخْتَصرا وغفل الطَّيِّبِيّ فَعَزاهُ لِلتِّرْمِذِي وَابْن ماجة عَن عَمْرو بن الْأَحْوَص سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فِي حجَّة الْوَدَاع أَلا إِن كل رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع لكم رُؤُوس أَمْوَالكُم لَا تظْلمُونَ وَلَا تظْلمُونَ) 911 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الصَّفَا فَنَادَى يَا بني عبد الْمطلب يَا بني هَاشم يَا بني عبد منَاف افْتَدَوْا أَنفسكُم يَا عَبَّاس عَم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا صَفِيَّة عمَّة النَّبِي إِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم)

وَرُوِيَ أَنه جمع بني عبد الْمطلب وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا الرجل مِنْهُم يَأْكُل الْجَذعَة وَيشْرب اللَّبن عَلَى رجل شَاة وَقَعْب من لبن فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا حَتَّى صدرُوا ثمَّ أَنْذرهُمْ فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب لَو أَخْبَرتكُم أَن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا أَكنت مصدقي قَالُوا نعم قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد) وَرُوِيَ أَنه قَالَ يَا بني عبد الْمطلب يَا بني هَاشم يَا بني عبد منَاف افْتَدَوْا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا اغني عَنْكُم من الله شَيْئا ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة بنت أبي بكر وَيَا حَفْصَة بنت عمر وَيَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَيَا صَفِيَّة عمَّة مُحَمَّد اشترين أَنْفُسكُنَّ من النَّار فَإِنِّي لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا) قلت أما الأول وَالثَّالِث فَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى صعد الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاه فَقَالُوا من هَذَا الَّذِي يَهْتِف فَقَالُوا مُحَمَّد فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا بني فلَان يَا بني فلَان يَا بني عبد منَاف فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد) فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا جمعتنَا فَنزلت هَذِه السُّورَة تبت يدا أبي لَهب وَرَوَى مُسلم من حَدِيث عَائِشَة قَالَت لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين قَامَ رَسُول الله عَلَى الصَّفَا فَقَالَ يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب يَا بني عبد الْمطلب لَا أملك لكم من الله شَيْئا سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم)

وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَقَالَ يَا بني عبد منَاف وَيَا بني هَاشم لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا يَا عَبَّاس بن عبد الْمطلب لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ عَائِشَة لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا قَالَ ابْن حبَان وَهَذَا الْخَبَر مَنْسُوخ لِأَن فِيهِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لَا يشفع لأحد وَأَحَادِيث الشَّفَاعَة إِنَّمَا كَانَت بِالْمَدِينَةِ بعد ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَزَاد فِيهِ أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا حَدِيث عَائِشَة وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة من طرق كَثِيرَة مُسندَة ومرسلة وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر حَفْصَة لَكِن رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا بني هَاشم اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا) ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة بنت أبي بكر وَيَا حَفْصَة بنت عمر وَيَا أم سَلمَة وَيَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَيَا أم الزُّبَيْر عمَّة رَسُول الله اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا) وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي من سمع عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل وَاسْتَكْتَمَنِي اسْمه عَن ابْن عَبَّاس عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين عرفت أَنِّي إِن بادأت بهَا قومِي ... إِلَى أَن قَالَ فَاصْنَعْ لنا يَا عَلّي رجل شَاة عَلَى صَاع من طَعَام وَأعد لنا عس لبن ثمَّ اجْمَعْ لي بني عبد الْمطلب فَفعلت فَاجْتمعُوا وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا فيهم أَعْمَامه

أَبُو طَالب وَحَمْزَة وَالْعَبَّاس وَأَبُو لَهب فَقدمت إِلَيْهِم تِلْكَ الْجَفْنَة فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حذْيَة فَشَقهَا بِأَسْنَانِهِ ثمَّ رَمَى بهَا فِي نَوَاحِيهَا وَقَالَ (كلوا بِسم الله) فَأكل الْقَوْم حَتَّى نَهِلُوا عَنهُ مَا ترَى إِلَّا آثَار أَصَابِعهم وَالله إِن كَانَ الرجل ليَأْكُل مثلهَا ثمَّ قَالَ اِسْقِهِمْ يَا عَلّي) فَجئْت بذلك الْقَعْب فَشَرِبُوا مِنْهُ حَتَّى نَهِلُوا جَمِيعًا وَالله إِن كَانَ الرجل مِنْهُم ليشْرب مثله ... الحَدِيث مُخْتَصرا وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن أبي شيبَة حَدثنَا شريك عَن الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن عباد بن عبد الله الْأَسدي عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اصْنَع لي رجل شَاة عَلَى صَاع من طَعَام وَأعد قَعْبًا من اللَّبن) فَفعلت ثمَّ قَالَ اجْمَعْ لي بني عبد الْمطلب فَجمعتهمْ وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا فَوضعت الطَّعَام بَينهم فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَإِن مِنْهُم لمن يَأْكُل الْجَذعَة وَيشْرب الْعس ثمَّ جِئْت بالقعب فَشَرِبُوا حَتَّى رووا فَقَالَ بَعضهم يرَوْنَ أَنه أَبُو لَهب مَا رَأينَا سحرًا مثل الْيَوْم ثمَّ عرض عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا عرض انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما من حَدِيث ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الْغفار بن الْقَاسِم عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل ابْن الْحَارِث بن عبد الْمطلب عَن ابْن عَبَّاس عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين ... فَذكره بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِسَنَد الطَّبَرِيّ وَمتْن أبي نعيم سَوَاء وَقَوله فِي الْكتاب فِيهِ ثمَّ أَنْذرهُمْ فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب لَو أَخْبَرتكُم أَن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا) هُوَ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كَمَا تقدم عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم 912 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود فوَاللَّه إِنِّي لأَرَاكُمْ

من خلف ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَبَاقِي السِّتَّة فِي الصَّلَاة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود فو الله إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعد ظَهْري) انْتَهَى وَلَفظ النَّسَائِيّ (من خلف ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ) انْتَهَى وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فو الله مَا يخْفَى عَلّي ركوعكم وَلَا سُجُودكُمْ وَإِنِّي لأركم من وَرَاء ظَهْري) انْتَهَى قَالَ البُخَارِيّ وَلَا خُشُوعكُمْ عوض سُجُودكُمْ 913 - الحَدِيث السَّادِس فِي الحَدِيث الْكَلِمَة يختطفها الجني فَيَقْرَؤُهَا فِي أذن وليه فيزيد فِيهَا أَكثر من مائَة كذبة) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عَائِشَة قَالَت سَأَلَ نَاس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْكُهَّان فَقَالَ لَهُم لَيْسُوا بِشَيْء قَالُوا يَا رَسُول الله فَإِنَّهُم يحدثُونَ أَخْبَارًا بالشَّيْء أَحْيَانًا يكون حَقًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تِلْكَ الْكَلِمَة من الْحق يَخْطفهَا الجني فَيقر فِي أذن وليه قر الدَّجَاجَة فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكثر من مائَة كذبة) انْتَهَى 914 - الحَدِيث السَّابِع عَن كَعْب بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ اهجهم فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَهو أَشد عَلَيْهِم من النبل) قلت غَرِيب وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي آخر أَبْوَاب الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ فِي الْحَج من حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل مَكَّة فِي عمْرَة الْقَضَاء

وَعبد الله بن رَوَاحَة بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُول (خلوا بني الْكفَّار عَن سَبيله ... الْيَوْم نَضْرِبكُمْ عَلَى تَنْزِيله) ضربا يزِيل الْهَام عَن مقِيله ... وَيذْهل الْخَلِيل عَن خَلِيله) فَقَالَ لَهُ عمر يَا ابْن رَوَاحَة بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِي حرم الله تَقول الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خل عَنهُ يَا عمر فَلَهو أسْرع فيهم من نضح النبل) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب قَالَ وَرُوِيَ أَن الَّذِي كَانَ يَقُول الشّعْر بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ كَعْب بن مَالك قَالَ وَهَذَا أصح عِنْد بعض أهل الحَدِيث لِأَن عبد الله بن رَوَاحَة قتل يَوْم مُؤْتَة وَإِنَّمَا كَانَت عمْرَة الْقَضَاء بعد ذَلِك انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي روق عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ قَالَ هم الْمُشْركُونَ الَّذين كَانُوا يَهْجُونَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه ثمَّ قَالَ إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات يَعْنِي حسانا وَعبد الله بن رَوَاحَة وَكَعب بن مَالك كَانُوا يَذبُّونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه بِهِجَاء الْمُشْركين ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه قَالَ لما نزلت وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله مَاذَا ترَى فِي الشّعْر فَقَالَ إِن الْمُؤمن يُجَاهد بِسَيْفِهِ وَلسَانه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لكَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبلِ) انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة كَعْب بن مَالك أخبرنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء أَنا عبد الله بن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لكعب بن مَالك هيه) فأنشده فَقَالَ لَهو أَشد عَلَيْهِم من وَقع النبل) انْتَهَى وَأخرج مُسلم فِي فَضَائِل حسان عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ اهجوا قُريْشًا فَإِنَّهُ أَشد عَلَيْهَا من رشق النبل)

915 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول لحسان قل وروح الْقُدس مَعَك) قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي المناقب من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لحسان اهج الْمُشْركين فَإِنَّهُ روح الْقُدس مَعَك) انْتَهَى رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَحْزَاب من حَدِيث مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب من يحمي أَعْرَاض الْمُسلمين) فَقَالَ حسان أَنا يَا رَسُول الله قَالَ نعم اهجهم فَإِنَّهُ روح الْقُدس سيعينك عَلَيْهِم) انْتَهَى والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُم اهجهم وَجِبْرِيل مَعَك) انْتَهَى 916 - قَوْله وَقد تَلَاهَا أَبُو بكر عَلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما حِين عهد إِلَيْهِ قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الوَاسِطِيّ حَدثنَا الْهَيْثَم ابْن مَحْفُوظ أَبُو سعيد النَّهْدِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن المحبر حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كتب أبي وَصيته بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بكر بن أبي قُحَافَة عِنْد خُرُوجه من الدُّنْيَا حِين يُؤمن الْكَافِر وَيَنْتَهِي الْفَاجِر وَيصدق الْكَاذِب إِنِّي اسْتخْلفت عَلَيْكُم عمر بن الْخطاب فَإِن يعدل فَذَلِك ظَنِّي بِهِ وَإِن يجر وَيظْلم فَإِنِّي لَا أعلم الْغَيْب وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر

الْوَاقِدِيّ حَدثنِي أَبُو بكر بن عبد الله بن أبي سُبْرَة عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأخْبرنَا بردَان بن أبي النَّضر عَن أبي النَّضر عَن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ وَأخْبرنَا عَمْرو بن عبد الله بن عَنْبَسَة عَن عبد الله الْبَهِي دخل حَدِيث بَعضهم فِي بعض أَن أَبَا بكر الصّديق لما اسْتعزَّ بِهِ دَعَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعُثْمَان بن عَفَّان فَقَالَ لعُثْمَان أَخْبرنِي عَن عمر بن الْخطاب فَقَالَ لَهُ أَنْت أعرف بِهِ منا وَالله مَا علمي بِهِ إِلَّا أَن سَرِيرَته أحسن من عَلَانِيَته وَلَيْسَ فِينَا جَمِيعًا مثله وَقَالَ عبد الرَّحْمَن مثل ذَلِك وَاسْتَشَارَ مَعَهُمَا سعيد بن زيد وَأسيد بن الْحضير وَغَيرهمَا من الْمُهَاجِرين فَلم يخْتَلف فِيهِ أحد فَأمر أَبُو بكر بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَقَالَ لعُثْمَان بن عَفَّان اكْتُبْ فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّجِيم هَذَا مَا عهد أَبُو بكر بن أبي قُحَافَة فِي آخر عَهده بالدنيا خَارِجا مِنْهَا وَأول عَهده بِالآخِرَة دَاخِلا فِيهَا حَيْثُ يُؤمن الْكَافِر وَيَنْتَهِي الْفَاجِر وَيصدق الْكَاذِب إِنِّي اسْتخْلفت عَلَيْكُم بعدِي عمر بن الْخطاب فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا وَإِنِّي لم آل الله وَرَسُوله وديني وَإِيَّاكُم وَنَفْسِي خيرا فَإِن عدل فَذَلِك ظَنِّي بِهِ وَعلمِي فِيهِ وَإِن بدل فَلِكُل امْرِئ مَا اكْتسب وَالْخَيْر أردْت وَلَا أعلم الْغَيْب وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون فَأمر بِخَتْم الْكتاب ثمَّ رفع يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لم أرد إِلَّا صَلَاحهمْ وَقد عملت فيهم بِمَا أَنْت أعلم بِهِ وَاجْتَهَدت لَهُم رَأْيِي وَوليت عَلَيْهِم خَيرهمْ وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ فَاخْلُفْنِي فيهم فَإِنَّهُم عِبَادك وَنَوَاصِيهمْ بِيَدِك أَصْلحهم لَهُ وَأَصْلحهُ لَهُم واجعله من خلفائك الرَّاشِدين يتبع هدى نبيك وَهدى الصَّالِحين بعده ثمَّ دَعَا أَبُو بكر عمر فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى وَأمر عُثْمَان فَخرج بِالْكتاب مَخْتُومًا فَقَالَ عُثْمَان للنَّاس تُبَايِعُونَ لمن فِي هَذَا الْكتاب قَالُوا نعم فَقَالَ عَلّي قد علمنَا بِهِ هُوَ عمر بن الْخطاب فرضوا بِهِ جَمِيعًا وَقَامُوا فَبَايعُوهُ مُخْتَصر من كَلَام طَوِيل 917 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الشُّعَرَاء كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِنوح وَكذب بِهِ وَهود وَشُعَيْب

وَصَالح وَإِبْرَاهِيم وَبِعَدَد كل من كذب بِعِيسَى وَصدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة النمل

سُورَة النَّمْل ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا 918 - الحَدِيث الأول سَمّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء والبراء بن عَازِب وَعبد الله بن عَمْرو وَجَابِر وَابْن مَسْعُود فَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ أَبُو دَاوُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْعلم وَابْن ماجة فِي السّنة فَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس قَالَ كنت جَالِسا مَعَ أبي الدَّرْدَاء فِي مَسْجِد دمشق فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاء إِنِّي جئْتُك من مَدِينَة الرَّسُول لحَدِيث بَلغنِي أَنَّك تحدثه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا جِئْت لحَاجَة قَالَ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من سلك طَرِيقا يطْلب فِيهِ علما سلك بِهِ طَرِيقا من طرق الْجنَّة وَإِن الْمَلَائِكَة لتَضَع أَجْنِحَتهَا رضَا لطَالب الْعلم وَإِن الْعَالم ليَسْتَغْفِر لَهُ من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحِيتَان فِي جَوف المَاء وَإِن فضل الْعَالم عَلَى العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب وَإِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَإِنَّمَا ورثوا الْعلم فَمن أَخذه أَخذ بحظ وافر) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلَّا عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة وَلَيْسَ إِسْنَاده عِنْدِي بِمُتَّصِل هَكَذَا حَدثنَا مَحْمُود بن خِدَاش هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا يروي هَذَا الحَدِيث عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا أصح من حَدِيث مَحْمُود بن خِدَاش انْتَهَى

وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَقد اخْتلف فِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا فَقيل فِيهِ كثير بن قيس وَقيل قيس بن كثير وَفِي بَعْضهَا أَن كثير بن قيس ذكر أَنه جَاءَهُ رجل من الْمَدِينَة وَفِي بَعْضهَا عَن كثير بن قيس قَالَ أتيت أَبَا الدَّرْدَاء وَهُوَ جَالس فِي مَسْجِد دمشق وَفِي بَعْضهَا جَاءَهُ رجل من أهل الْمَدِينَة وَهُوَ بِمصْر وَمِنْهُم من أثبت فِي إِسْنَاده دَاوُد بن جميل وَمِنْهُم من أسْقطه وَرُوِيَ عَن كثير ابْن قيس عَن يزِيد بن سَمُرَة عَن أبي الدَّرْدَاء انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول كَرِوَايَة أبي دَاوُد وَخَالفهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَذكره فِي الْعِلَل وَأعله بِالِاضْطِرَابِ وَضعف رَاوِيه فَقَالَ وَعَاصِم بن رَجَاء وَمن فَوْقه إِلَى أبي الدَّرْدَاء ضعفاء وَلَا يثبت انْتَهَى وَأعله ابْن الْقطَّان أَيْضا فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام فَقَالَ دَاوُد بن جميل وَكثير ابْن قيس لَا يعلمَانِ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم رَوَى عَن كثير غير دَاوُد والوليد ابْن مرّة وَلَا نعلم رَوَى عَن دَاوُد غير عَاصِم بن رَجَاء ... إِلَى أَن قَالَ فالمتحصل من علته هُوَ الْجَهْل بِحَال رَاوِيَيْنِ من رُوَاته وَالِاضْطِرَاب فِيهِ مِمَّن لم تثبت عَدَالَته يَعْنِي عَاصِمًا انْتَهَى وَفِيه نظر فَإِن عَاصِم بن رَجَاء قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ ابْن عبد الْبر ثِقَة مَشْهُور وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهُ فِي صَحِيحه وَرَوَى عَنهُ جمَاعَة من الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن والخربي وَغَيرهمَا وَدَاوُد بن جميل وَكثير بن قيس ذكرهمَا ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهما فِي صَحِيحه وَرَوَى عَن كثير جمَاعَة دَاوُد بن جميل والوليد بن مرّة الْأَوْزَاعِيّ وَرِوَايَته عَنهُ فِي المعجم الْكَبِير للطبراني وَذكر ابْن حبَان فِي الثِّقَات أَنه رَوَى عَنهُ يزِيد بن سَمُرَة نعم لم أر من رَوَى عَن دَاوُد بن جميل غير

عَاصِم وَلِهَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم إِنَّه مَجْهُول لَا يعرف هُوَ وَلَا أَبوهُ وَلَا نعلم أحدا رَوَى عَنهُ غير عَاصِم بن رَجَاء وَذكره الْأَزْدِيّ أَيْضا فِي الضُّعَفَاء وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي دَاوُد عَن الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ لقِيت شبيب بن شيبَة فَحَدثني بِهِ عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة عَن أبي الدَّرْدَاء بِمَعْنَاهُ مَرْفُوعا وَعُثْمَان ابْن أبي سَوْدَة قَالَ فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد ثِقَة ثَبت وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتوقف فِيهِ ابْن الْقطَّان لعدم مَعْرفَته بِثِقَتِهِ وَأما شبيب بن شيبَة فَلم أر لَهُ ذكر إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث مُسلم عَن شُعَيْب بن زُرَيْق سَمِعت عُثْمَان بن أبي سَوْدَة قَالَ قدم رجل من الْمَدِينَة عَلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاء أما الَّذِي قدمت لَهُ فَذكر الحَدِيث وَفِيه الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء لَيْسَ فِيهِ إِن وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه من رِوَايَة أبي دَاوُد وَإِسْنَاده جيد وَشُعَيْب ابْن زُرَيْق قَالَ فِيهِ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة انْتَهَى وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق سَالِمَة من الضعْف وَالِاضْطِرَاب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي ثَنَا أبي شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن عتبَة ابْن عبد الله عَن يُونُس بن يزِيد عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي الدَّرْدَاء فَذكره فَشَيْخ الطَّبَرَانِيّ هُوَ مطين صَاحب الْمسند إِمَام حَافظ وَبَاقِي رِجَاله مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح لَيْسَ فيهم من تكلم فِيهِ غير مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي الْمَعْرُوف بِالتَّلِّ وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وَقَالَ ابْن عدي لم أر بحَديثه بَأْسا وَضَعفه ابْن معِين وَابْن حبَان وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَالله أعلم وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب فضل الْعَالم الْعَفِيف عَلَى الْجَاهِل الشريف حَدثنَا أَحْمد بن عَاصِم مُحَمَّد بن عَاصِم الْأَيْلِي ثَنَا زَكَرِيَّا

ابْن يَحْيَى السَّاجِي ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي ثَنَا مُحَمَّد بن مطرف ثَنَا شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء يُحِبهُمْ أهل السَّمَاء وَتَسْتَغْفِر لَهُم الْحيتَان فِي الْبَحْر) انْتَهَى وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي ابْن مُسلم الْعقيلِيّ ثَنَا عبد الْكَبِير بن عمر الخطائري ثَنَا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا عَلّي بن شبْرمَة عَن شريك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَلَكِن ورثوا الْعلم) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان ثَنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثَنَا زفر بن الهديل ثَنَا أَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت عَن حَمَّاد عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء انْتَهَى وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن حَامِد الْبَلْخِي من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكْرمُوا الْعلمَاء فَإِنَّهُم وَرَثَة الْأَنْبِيَاء فَمن أكْرمهم فقد أكْرم الله وَرَسُوله وَفِي إِسْنَاده الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ ثَنَا الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ وَنقل كَلَام الْمَذْكُورين 919 - قَوْله قَالَ عمر كل النَّاس أفقه من عمر قلت تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة النِّسَاء وَكَذَا أَحَالهُ الطَّيِّبِيّ

920 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) قلت تقدم فِي يُوسُف 921 - الحَدِيث الثَّالِث أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَبَّاس أَن يحبس أَبَا سُفْيَان حَتَّى تمر عَلَيْهِ الْكَتَائِب قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ لما سَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْفَتْح بلغ ذَلِك قُريْشًا فَخرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزَام وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان فَرَآهُمْ نَاس من حرس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأسلم أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا سَار قَالَ للْعَبَّاس احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم الْخَيل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين فحبسه الْعَبَّاس فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تمر كَتِيبَة كَتِيبَة عَلَى أبي سُفْيَان فمرت كَتِيبَة فَقَالَ يَا عَبَّاس من هَذِه قَالَ غفار فَقَالَ مَا لي وَلِغفار ثمَّ مرت جُهَيْنَة فَقَالَ مثل ذَلِك ثمَّ مرت سعد بن هديم فَقَالَ مثل ذَلِك وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك حَتَّى أَقبلت كَتِيبَة لم ير مثلهَا قَالَ من هَذِه قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه وَرَايَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ الزُّبَيْر ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ مُرْسل فَليعلم ذَلِك رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فتح مَكَّة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه ابْن إِسْحَاق

922 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه قلت حَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْمَغَازِي عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله خَلِّنِي أَنْتَخِبُ من الْقَوْم مائَة رجل فَاتبع الْقَوْم فَلَا أُبْقِي مِنْهُم أحد إِلَّا قتلته فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَورد فِيهِ أَحَادِيث فَمِنْهَا حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من رِوَايَة عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل من الْيَهُود فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يمسك السَّمَوَات عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالْخَلَائِق عَلَى أصْبع ثمَّ يَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره الْآيَة حَدِيث آخر رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْإِيمَان من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأعْلم آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة وَآخر أهل النَّار خُرُوجًا رجل يُؤْتَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال أَعرضُوا عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه وَارْفَعُوا عَنهُ كِبَارهَا فَيعرض عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه فَيُقَال لَهُ عملت كَذَا وَكَذَا فِي يَوْم كَذَا وَكَذَا فَيَقُول نعم لَا يَسْتَطِيع أَن يُنكر وَهُوَ مُشفق من كبار ذنُوبه أَن تعرض عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ فَإِن لَك مَكَان كل سَيِّئَة حَسَنَة فَيَقُول رب قد عملت أَشْيَاء لَا أَرَاهَا هَاهُنَا) فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث أبي عمره الْأنْصَارِيّ واسْمه ثَعْلَبَة عَمْرو بن مُحصن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة فَأصَاب النَّاس مَخْمَصَة شَدِيدَة فَاسْتَأْذنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نحر بعض ظهْرهمْ

فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله كَيفَ بِنَا إِذا لَقينَا الْعَدو غَدا وَنحن جِيَاع وَلَكِن إِن رَأَيْت يَا رَسُول الله أَن نَدْعُو النَّاس بِبَقِيَّة أَزْوَادهم قَالَ فَجعل الرجل يَجِيء بِالْحَفْنَةِ من الطَّعَام فَمَا زَاد وَأَعْلَاهُمْ من جَاءَ بِصَاع فَجَمعه عَلَى نطع ثمَّ دَعَا الله بِمَا شَاءَ أَن يَدْعُو ثمَّ أَتَى النَّاس بِأَوْعِيَتِهِمْ قَالَ فَلم يبْق فِي الْجَيْش وعَاء إِلَّا مَلِيء وَبَقِي مثله قَالَ فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ (أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله لَا يلقاه بهما عبد مُؤمن إِلَّا حجبتاه عَن النَّار يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَسكت عَنهُ فِي الْفَضَائِل عَن أبي مَالك النَّخعِيّ عَن الْأسود بن قيس عَن نُبيح الْعَنزي عَن أم أَيمن قَالَت قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِاللَّيْلِ فَبَال فِي فخاره فَقُمْت وَأَنا عَطْشَانَة فَشَربته وَأَنا لَا أشعر فَلَمَّا أصبح أَمرنِي أَن أهريقها فَقلت لَهُ إِنِّي شربته فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ لَا تتجعي بَطْنك أبدا انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنته من جِهَة زَمعَة بن صَالح عَن سَلمَة ابْن وهرام عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عبد الله بن رَوَاحَة مُضْطَجعا إِلَى جنب امْرَأَته فَقَامَ إِلَى جَارِيَة لَهُ فِي نَاحيَة الْحُجْرَة فَوَقع عَلَيْهَا فَقَامَتْ امْرَأَته فَأخذت الشَّفْرَة وَقَامَت إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهَا قَالَ لَهَا مَا رَأَيْت قَالَت رَايَتك تفعل كَذَا وَكَذَا فَجحد فَقلت لَهُ اقْرَأ فَقَالَ (أَتَانَا رَسُول الله يَتْلُو كِتَابه ... كَمَا لَاحَ مَشْهُور من الْفجْر سَاطِع) (أَتَى بِالْهُدَى بعد الْعَمى فَقُلُوبنَا ... بِهِ مُوقِنَات أَن مَا قَالَ وَاقع) (يبيت يُجَافِي جفْنه عَن فرَاشه ... إِذا اسْتَقَلت بالمشركين الْمضَاجِع) فَقَالَت آمَنت بِاللَّه وكذبت الْبَصَر ثمَّ غَدا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاخبره فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى وَزَمعَة ضَعِيف إِلَّا أَن ابْن عَبدِي مَشاهُ

حَدِيث آخر رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الحميد بن صَيْفِي بن صُهَيْب عَن أَبِيه عَن جده صُهَيْب قَالَ دخلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده أَصْحَابه وَبَين أَيْديهم تمر يَأْكُلُونَهُ وَكنت رمد إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَأْكُل التَّمْر فَإِن بِعَيْنَيْك المَاء فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّمَا آكله بشق عَيْني الصَّحِيحَة قَالَ فَضَحِك عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطِّبّ وَقَالَ فِيهِ فَتَبَسَّمَ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَسَنَده جيد وَعند الْحَاكِم فِي آخر الْمُسْتَدْرك عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بدا آخر ضرس من أَضْرَاسه وَصَححهُ حَدِيث آخر رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأعْلم آخر أهل النَّار خُرُوجًا وَآخر أهل الْجنَّة دُخُولا إِلَى أَن قَالَ فَيَقُول الله تَعَالَى اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة فَإِن لَك مثل الدُّنْيَا وَعشر أَمْثَالهَا فَيَقُول أَتسخر بِي وَأَنت الْملك) قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خبْزَة وَاحِدَة يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأ أحدكُم خبزته فِي السّفر قَالَ فَأَتَى رجل من الْيَهُود وَقَالَ بَارك الرَّحْمَن عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم أَلا أخْبرك بِنزل أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة قَالَ بلَى تكون الأَرْض خبْزَة وَاحِدَة قَالَ فَنظر إِلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ أَلا أخْبرك بِإِدَامِهِمْ قَالَ بلَى قَالَ إدَامهمْ بَالَام نون قَالَ وَمَا هَذَا قَالَ ثَوْر وَنون يَأْكُل من زَائِدَة كَبِدهَا سَبْعُونَ ألفا) انْتَهَى

حَدِيث آخر رَوَاهُ مُسلم فِي الطَّلَاق عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْقَوْم جُلُوس بِالْبَابِ لم يُؤذن لَهُم قَالَ فَأذن لنا فَدَخَلْنَا قَالَ وَجَلَسْنَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَالنِّسَاء حوله وَسَاكِت فَاحم فَقَالَ عمر لأُكلمَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَدَعُهُ يضْحك فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة وَهِي تَسْأَلنِي النَّفَقَة فَقُمْت فَوَجَأْت عُنُقهَا قَالَ فَضَحِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه الحَدِيث مُخْتَصر حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الطَّلَاق وَابْن ماجة فِي الْأَحْكَام من حَدِيث زيد بن أَرقم قَالَ أَتَى عَلّي وَهُوَ بِالْيمن بِثَلَاثَة وَقَعُوا عَلَى امْرَأَة فِي طهر وَاحِد فَسَالَ اثْنَيْنِ أَتُقِرَّانِ لهَذَا بِالْوَلَدِ قَالَا لَا حَتَّى سَأَلَهُمْ جَمِيعًا ثمَّ أَقرع بَينهم فَألْحق الْوَلَد بِالَّذِي صَارَت عَلَيْهِ الْقرعَة وَجعل عَلَيْهِ ثُلثي الدِّيَة فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل وَزَاد فِيهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أعلم فِيهَا إِلَّا مَا قَالَ عَلّي) وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غَزْوَة تَبُوك أَو خَيْبَر وَفِي سهواتها ستر فَهبت ريح فَكشفت نَاحيَة السّتْر عَن بَنَات لعَائِشَة لعب فَقَالَ مَا هَذَا يَا عَائِشَة قَالَت بَنَاتِي وَرَأَى بَينهُنَّ فرسا لَهَا جَنَاحَانِ قَالَ وَمَا هَذَا قَالَت فرس قَالَ فرس لَهَا جَنَاحَانِ قَالَت أما سَمِعت أَن لِسُلَيْمَان خيلا لَهَا أَجْنِحَة قَالَت فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى وَسكت عَنهُ ثمَّ الْمُنْذِرِيّ بعده حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد فِي الاسْتِسْقَاء من حَدِيث عَائِشَة قَالَت شكا النَّاس إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُحُوط الْمَطَر إِلَى أَن قَالَت فَأَنْشَأَ الله سَحَابَة فَرعدَت وَبَرقَتْ ثمَّ أمْطرت بِإِذن الله فَلم يَأْتِ مَسْجده حَتَّى سَالَتْ السُّيُول فَلَمَّا

رَأَى سُرْعَتهمْ إِلَى الْكن ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ أشهد أَن الله عَلَى كل شَيْء قدير مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ 923 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كرم الْكتاب خَتمه قلت رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح مولَى أم هَانِئ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كرم الْكتاب خَتمه وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى إِنِّي ألقِي إِلَيّ كتاب كريم انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُعَاوِيَة بن مُحَمَّد ثَنَا صَالح بن مُحَمَّد عَن مَرْوَان بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَرَامَة الْكتاب خَتمه انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ ثَنَا يَحْيَى بن طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ عَن ابْن جريج بِهِ قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا التَّخْلِيط وَقع فِيهِ من جِهَة مُحَمَّد بن مَرْوَان فَإِنَّهُ مرّة عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَمرَّة رَوَاهُ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد ابْن مَرْوَان يعرف بِالسُّدِّيِّ الصَّغِير مَتْرُوك الحَدِيث والكلبي مثله انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ عَن ابْن جريج بِهِ وَقَالَ لم يروه عَن ابْن جريج إِن مُحَمَّد بن مَرْوَان انْتَهَى 924 - الحَدِيث السَّادِس كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكْتب إِلَى الْعَجم فَقيل لَهُ إِنَّهُم لَا يقبلُونَ إِلَّا

كتابا مَخْتُومًا فَاصْطَنع خَاتمًا قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن مَاجَه فِي اللبَاس من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ أَرَادَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يكْتب إِلَى الْعَجم فَقيل لَهُ إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا بِخَاتم وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ أَن يكون مَخْتُومًا فَاتخذ خَاتمًا من فضَّة وَنقش فِيهِ مُحَمَّد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَفِيه رِوَايَة اصْطنع خَاتمًا من ورق وَزَاد فِي رِوَايَة فَكَانَ فِي يَده حَتَّى قبض وَفِي يَد أبي بكر حَتَّى قبض وَفِي يَد عمر حَتَّى قبض وَفِي يَد عُثْمَان فِينَا هُوَ عِنْد بِئْر إِذْ سقط فِي الْبِئْر فَأمر بهَا فَنُزِحَتْ فَلم يقدر عَلَيْهِ انْتَهَى 925 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ قَوْله تَعَالَى (آللَّهُ خير أم مَا يشركُونَ) قَالَ بل الله خير وَأجل وَأَبْقَى وَأكْرم قلت قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَقد رُوِيَ فِي ختم الْقُرْآن حَدِيث مُنْقَطع بِسَنَد ضَعِيف إِلَّا أَنه لَيْسَ فِيهِ من يعرف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث ثمَّ قَالَ أَنا أَبُو نصر بن قَتَادَة وَهُوَ عمر بن عبد الْعَزِيز أَنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن خمرويه الْكَرَابِيسِي الْهَرَوِيّ ثَنَا احْمَد بن نجدة بن الْعُرْيَان ابْن شَدَّاد الْقرشِي ثَنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا عَمْرو بن عمر عَن جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي جَعْفَر قَالَ كَانَ عَلّي بن الْحُسَيْن يذكر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا ختم الْقُرْآن قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَكذب الْعَادِلُونَ بِاللَّه وَضَلُّوا ضلالا بَعيدا لَا إِلَه إِلَّا الله وَكذب الْمُشْركين من الْعَرَب وَالْمَجُوس وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ وَمن دَعَا لله ولدا أَو صَاحبه أَو ندا أَو مثلا أَو عدلا أَو شَبِيها وَإِن رَبنَا أعظم من أَن نتَّخذ شَرِيكا فِيمَا خلقت الْحَمد لله الَّذِي لم يتَّخذ ولدا وَلم يكن لَهُ شريك فِي الْملك وَلم يكن لَهُ ولي من الذل وَكبره تَكْبِيرا الله أكبر كَبِيرا وَالْحَمْد لله كثيرا وَسُبْحَان الله بكرَة

وَأَصِيلا الْحَمد لله الَّذِي أنزل عَلَى عَبده الْكتاب وَلم يَجْعَل لَهُ عوجا قيمًا إِلَى قَوْله إِن يَقُولُونَ إِلَّا كذبا الْحَمد لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض وَله الْحَمد فِي الْآخِرَة وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير يعلم مَا يلج فِي الأَرْض وَمَا يخرج مِنْهَا وَمَا ينزل من السَّمَاء وَمَا يعرج فِيهَا فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيم الغفور الْحَمد لله وَسَلام عَلَى عباده الَّذين اصْطَفَى آللَّهُ خير أم مَا يشركُونَ بل الله خير وَأجل وَأَتْقَى وَأكْرم وَأعظم مِمَّا يشركُونَ وَالْحَمْد لله بل أَكْثَرهم يعلمُونَ الْحَمد لله فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض جَاعل الْمَلَائِكَة رسلًا أولي أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث وَربَاع يزِيد فِي الْخلق مَا يَشَاء إِن الله عَلَى كل شَيْء قدير مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم صدق الله وَبَلغت رسله وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين اللَّهُمَّ صل عَلَى جَمِيع الْمَلَائِكَة وَالْمُرْسلِينَ وَارْحَمْ عِبَادك الْمُؤمنِينَ من أهل السَّمَوَات وَالْأَرضين وَاخْتِمْ لنا بِخَير وَافْتَحْ لنا بِخَير وَبَارك لنا فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وانفعنا بِالْآيَاتِ وَالذكر الْحَكِيم رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَلَا راو 926 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمن قَالَ وَمن يَعْصِمهَا فقد غَوى بئس خطيب الْقَوْم أَنْت قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الْجُمُعَة من حَدِيث عدي بن حَاتِم أَن رجلا خطب عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَمن يطع الله وَرَسُوله فقد رشد وَمن يَعْصِيهمَا فقد غَوى فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بئس الْخَطِيب أَنْت قل وَمن يعْص الله وَرَسُوله فقد غَوى) انْتَهَى

927 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها من زعم أَنه يعلم مَا فِي غَد فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي ... وَمُسلم فِي الْإِيمَان عَن مَسْرُوق قَالَ كنت مُتكئا عِنْد عَائِشَة فَقَالَت يَا أَبَا عَائِشَة ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة قلت مَا هن قَالَت من زعم أَن مُحَمَّد رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة وَمن زعم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتم شَيْئا من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة وَمن زعم أَنه يخبر مَا فِي غَد فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة مُخْتَصر 928 - الحَدِيث الثَّانِي عشر جَاءَ فِي الحَدِيث (إِن دَابَّة الأَرْض وَهِي الْجَسَّاسَة طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن النَّضر بن مُحَمَّد الأودي عَن أَبِيه عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن شهَاب بن عبد الرَّحْمَن بن طَارق عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دَابَّة الأَرْض طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب فَتَسِم الْمُؤمن بَين عَيْنَيْهِ مُؤمن وَتَسِم الْكَافِر بَين عَيْنَيْهِ كَافِر وَمَعَهَا عَصا مُوسَى وَخَاتم سُلَيْمَان) انْتَهَى وَبَعضه فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم وَسَيَأْتِي بعده 929 - الحَدِيث الثَّالِث عشر سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الدَّابَّة من أَيْن تخرج فَقَالَ (من أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة وَأَكْرمهَا عَلَى الله يَعْنِي الْمَسْجِد الْحَرَام) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث طَلْحَة بن عَمْرو

الْحَضْرَمِيّ عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة بن أسيد أبي سريحَة الْأنْصَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكون للدابة ثَلَاث خرجات ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ بَيْنَمَا النَّاس فِي أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة عَلَى الله وَخَيرهَا وَأَكْرمهَا الْمَسْجِد الْحَرَام لم ترعهم إِلَّا وَهِي ترعوا بَين الرُّكْن وَالْمقَام فَارْفض النَّاس عَنْهَا وَتثبت عِصَابَة من الْمُؤمنِينَ وَعرفُوا أَنهم لم يعْجزُوا الله فَبَدَأت بهم فَجلت وُجُوههم حَتَّى جَعلتهَا كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّي ثمَّ ولت فِي الأَرْض لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب حَتَّى أَن الرجل ليَتَعَوَّذ مِنْهَا بِالصَّلَاةِ فَتَأْتِيه من خَلفه فَتَقول لَهُ يَا فلَان الْآن تصلي فَتَسِمهُ فِي وَجهه ثمَّ تَنْطَلِق ... مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ أبين حَدِيث فِي الدَّابَّة انْتَهَى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَقَالَ وَطَلْحَة بن عَمْرو غير قوي انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عِصَام بن رواد بن الْجراح ثَنَا أبي ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ سَمِعت حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان يَقُول ذكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الدَّابَّة فَقلت يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَيْن تخرج فَقَالَ من أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة عَلَى الله بَينا عِيسَى يطوف بِالْبَيْتِ مَعَه الْمُسلمين إِذْ اضْطَرَبَتْ الأَرْض تَحْتهم فَتَنْشَق الصَّفَا مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى وَتخرج الدَّابَّة من الصَّفَا أول مَا يَبْدُو مِنْهَا رَأسهَا مُلَمَّعَة ذَات وبر وَرِيش لن يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب تسم النَّاس مُؤمن وَكَافِر فَأَما الْمُؤمن فَتتْرك وَجهه كَأَنَّهُ كَوْكَب دري وَأما الْكَافِر فَتنْكت بَين عَيْنِيَّة نُكْتَة سَوْدَاء انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تخرج دَابَّة الأَرْض

وَلها ثَلَاث خرجات فَأول خرجَة مِنْهَا بِأَرْض الْبَادِيَة وَالثَّانيَِة فِي أعظم الْمَسَاجِد وَأَشْرَفهَا وَأَكْرمهَا وَلها عنق مشرف ... فَذكره بِطُولِهِ 930 - الحَدِيث الرَّابِع عشر رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما خرج من مَكَّة مُهَاجرا حَتَّى بلغ الْحَزْوَرَة اسْتَقْبلهَا بِوَجْهِهِ الْكَرِيم وَقَالَ أعلم أَنَّك أحب بِلَاد الله إِلَى الله وَلَوْلَا أَن اهلك أَخْرجُونِي مَا خرجت قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث عدي بن الْحَمْرَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي المناقب فِي بَاب فضل مَكَّة وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الْحَج من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَة وَهُوَ يَقُول وَالله إِنَّك لخير أَرض الله وَأحب أَرض الله عَلَى الله وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت مِنْك مَا خرجت انْتَهَى هَكَذَا لَفظهمْ الثَّلَاثَة وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَقد رَوَاهُ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ كَمَا رَوَاهُ عقيل وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء عِنْدِي أصح انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي تَصْحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْهِجْرَة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي والدارمي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا يعلم لعبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ بِهِ سَوَاء

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ بِهِ سَوَاء وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء ... فَذكره بِلَفْظ السّنَن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذكر أَحَادِيث رجال من الصَّحَابَة رووا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رويت أَحَادِيثهم من وُجُوه صِحَاح لَا مطْعن فِي نَاقِلِيهَا وَلم يخرجَا من أَحَادِيثهم شَيْئا يَعْنِي البُخَارِيّ وَمُسلمًا فَيلْزم إخْرَاجهَا عَلَى مَذْهَبهمَا فَذكر جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء الزُّهْرِيّ رَوَى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْن جُبَير بن مطعم قَالَه الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سوق الْحَزْوَرَة بِمَكَّة وَقَالَ وَالله إِنَّك لخير أَرض الله وَأحب الْبِلَاد إِلَى الله وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت مِنْك مَا خرجت انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه أَنا معمر بِهِ سَوَاء وَعَن عبد الرازق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَالَ فِيهِ لَوْلَا أَن أهلك أَخْرجُونِي مِنْك مَا خرجت انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا وهم وهم فِيهِ معمر وَقد رَوَاهُ بَعضهم أَيْضا عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ أَيْضا وهم وَالصَّحِيح حَدِيث عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرازق أَيْضا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا معمر وَبِهَذَا الحَدِيث اسْتدلَّ أَحْمد عَلَى تَفْضِيل مَكَّة عَلَى الْمَدِينَة وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم

ثَنَا سعيد بن جُبَير وَأَبُو الطُّفَيْل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمَكَّة مَا أطيبك من بلد وَأَحَبَّك إِلَى وَلَوْلَا أَن قومِي أَخْرجُونِي مِنْك مَا سكنت غَيْرك انْتَهَى قَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى 931 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ طس سُلَيْمَان كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِسُلَيْمَان وَكذب بِهِ وَهود وَشُعَيْب وَصَالح وَإِبْرَاهِيم وَيخرج من قَبره وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَقِيه ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْمعدل ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثَنَا أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل وَعَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن مَيْمُون عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة القصص

سُورَة الْقَصَص

سُورَة الْقَصَص

سورة القصص

سُورَة الْقَصَص ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا 932 - الحَدِيث الأول رُوِيَ فِي حَدِيث لَو قَالَ هُوَ قُرَّة عين لي كَمَا قَالَت امْرَأَته لهداه الله كَمَا هداها قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي تَفْسِير سُورَة طه حَدثنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا أصبغ بن زيد ثَنَا الْقَاسِم بن أبي أَيُّوب أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى لمُوسَى علية السَّلَام وَفَتَنَّاك فُتُونًا فَذكر حَدِيث الْفُتُون بِطُولِهِ فَلَمَّا سمع الذَّبَّاحُونَ بِأَمْر مُوسَى اقْبَلُوا بشفَارهمْ إِلَى امْرَأَة فِرْعَوْن ليَذْبَحُوهُ ففالت لَهُم أَقروهُ فَإِن هَذَا الْوَاحِد لَا يزِيد فِي بني إِسْرَائِيل حَتَّى آتِي فِرْعَوْن فَأَسْتَوْهبهُ مِنْهُ فَإِن وهبه لي كُنْتُم قد أَحْسَنْتُم وَأَجْمَلْتُمْ وَإِن أَمر بذَبْحه لم أَلمكُم فَأَتَت فِرْعَوْن فَقَالَت لَهُ قُرَّة عين لي وَلَك فَقَالَ فِرْعَوْن يكون لَك فَأَما أَنا فَلَا حَاجَة لي فِيهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي يحلف بِهِ لَو أقرّ فِرْعَوْن أَن يكون عين كَمَا أقرَّت امْرَأَته لهداه الله كَمَا هداها وَلَكِن الله حرمه ذَلِك ... الحَدِيث بِطُولِهِ 933 - الحَدِيث الثَّانِي يروي أَنه لم يبْعَث نَبِي إِلَّا عَلَى رَأس أَرْبَعِينَ قلت غَرِيب

934 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن الظلمَة وَأَتْبَاع الظلمَة وَأَعْوَان الظلمَة حَتَّى من لَاق لَهُم دَوَاة أَو بَرَى لَهُم قَلما فَيجْمَعُونَ فِي تَابُوت وَاحِد فَيُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّم قلت غَرِيب وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْمنصف سَوَاء 935 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي التَّعْزِيَة أجركُم الله وَرَحِمَكُمْ قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز حَدثنَا وَكِيع عَن عمرَان ابْن أبي زَائِدَة بن نشيط عَن حُسَيْن بن أبي عَائِشَة عَن أبي خَالِد الْوَالِبِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عزى رجلا فَقَالَ لَهُ يرَحِمَهُ اللَّهُ ويأجركم انْتَهَى وَالْمنصف احْتج بِهِ عَلَى أَن قَوْله تَأْجُرنِي ثَمَانِي حجج من الْأجر الَّذِي هُوَ الثَّوَاب وَرَوَاهُ بِلَفْظ الْكتاب أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث أَحْمد ابْن الْحسن عرف بِابْن طَبَاطَبَا حَدثنِي أبي الْحسن حَدثنِي أبي إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه إِسْمَاعِيل عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن الْحسن عَن أمه فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا الْحُسَيْن بن عَلّي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا عزى قَالَ أجركُم الله وَرَحِمَكُمْ وَإِذا هَنأ قَالَ بَارك الله لكم وَبَارك عَلَيْكُم انْتَهَى وَرَوَى ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى بن عبد الله التَّيْمِيّ أَنا ابْن أبي ذِئْب عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عزى رجلا مُسلما بِرَجُل ذمِّي فَقَالَ أجرك الله وَأعظم أجرك انْتَهَى وَأعله بِإِسْمَاعِيل

هَذَا وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى وَأخرج أَبُو دَاوُد عَن عمَارَة بن عَمْرو بن حزم عَن أبي بن كَعْب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لرجل أعْطى فِي زَكَاة مَاله نَاقَة سَمِينَة هَذَا الَّذِي عَلَيْك فَإِن تَطَوَّعت بِخَير أجرك الله وَقَبلنَا مِنْك وَفِيه قصَّة قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح أَو حسن وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَزَاد ابْنه عبد الله قَالَ عمَارَة وَقد وليت الصَّدقَات فِي زمن مُعَاوِيَة فَأخذت من ذَلِك الرجل ثَلَاثِينَ حقة لِأَلف وَخَمْسمِائة بعير 936 - الحَدِيث الْخَامِس فِي حَدِيث كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَرِيكي وَكَانَ خير شريك لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الشّركَة من حَدِيث السَّائِب بن يزِيد أَنه انه قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كنت شَرِيكي فَكنت خير شريك لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِي انْتَهَى 937 - الحَدِيث السَّادِس سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أبعدهُمَا وأبطأهما وَرُوِيَ أَنه قَالَ قَضَى أَوْفَاهُمَا وَتزَوج صُغْرَاهُمَا قلت رَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أبعدهُمَا وأبطأهما انْتَهَى وَسَاقه من طَرِيقا آخر وَقَالَ أَوْفَاهُمَا ثمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هَذَا حَدِيث يرويهِ سُفْيَان بن عُيَيْنَة ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى بن أبي يَعْقُوب وَكَانَ رجلا صَالحا عَن الْحسن بن أبان

عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ ... الحَدِيث قَالَ وَإِبْرَاهِيم بن يَحْيَى لَا يعرف بِغَيْر هَذَا وَلَا يعرف رُوِيَ عَنهُ إِلَّا ابْن عُيَيْنَة وَلَيْسَ كل صَالح ثِقَة فِي الحَدِيث بل قيل لَا نرَى الْكَذِب من الصَّالِحين فِي الحَدِيث وَذَلِكَ لِسَلَامَةِ صُدُورهمْ وَتَحْسِينهمْ الظَّن بِمن يُحَدِّثهُمْ وتشاغلهم بِمَا هم فِيهِ عَن ضبط الحَدِيث وَحفظه وَمن لم تثبت عَدَالَته لَا يَصح حَدِيثه وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عُوَيْد بن عمرَان الْجونِي عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أَوْفَاهُمَا وَأَبَرهمَا قَالَ وَإِن سُئِلت أَي الْمَرْأَتَيْنِ تزوج فَقل الصُّغْرَى مِنْهُمَا انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل وَزَاد فِيهِ وَهِي الَّتِي قَالَت يَا أَبَت اسْتَأْجرهُ إِن خبر من اسْتَأْجَرت الْقوي الْأمين ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح قَالَ ابْن معِين عُوَيْد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد إِن سَأَلَك الْيَهُود أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى فَقل أَوْفَاهُمَا وَإِن سَأَلُوا أَيهمَا تزوج فَقل الصُّغْرَى مِنْهُمَا 938 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا حَكَى عَن ربه الْكِبْرِيَاء رِدَائي

وَالْعَظَمَة إزَارِي فَمن نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلقيته فِي النَّار قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ وَالْعَظَمَة إزَاره فَمن يُنَازعنِي عَذبته انْتَهَى وَهُوَ من مُفْرَدَات مُسلم ذكره فِي آخر الْبر والصلة 939 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن أَبَا طَالب قَالَ عِنْد مَوته يَا معشر بني هَاشم أطِيعُوا مُحَمَّدًا وَصَدقُوهُ تُفْلِحُوا وَتَرْشُدُوا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَم تَأْمُرهُمْ بِالنَّصِيحَةِ لأَنْفُسِهِمْ وتدعها لنَفسك قَالَ فَمَا تُرِيدُ يَا ابْن أخي قَالَ أُرِيد مِنْك كلمة وَاحِدَة فَإنَّك فِي آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا أَن تَقول لَا إِلَه إِلَّا الله أشهد لَك بهَا عِنْد الله قَالَ يَا ابْن أخي قد علمت إِنَّك لصَادِق وَلَكِنِّي أكره أَن يُقَال جزع عِنْد الْمَوْت وَلَوْلَا أَن يكون عَلَيْك وَعَلَى بني أَبِيك غَضَاضَة بعدِي لقلتهَا ولأقررت بهَا عَيْنك بهَا عِنْد الْفِرَاق لما رَأَى من شدَّة وَجدك وَنَصِيحَتِك وَلَكِنِّي سَوف أَمُوت عَلَى مِلَّة الْأَشْيَاخ عبد الْمطلب وهَاشِم وَعبد منَاف قَالَت قُرَيْش وَقيل الْقَائِل الْحَارِث ابْن عُثْمَان بن نَوْفَل نَحن نعلم أَنَّك لعَلَى الْحق وَلَكنَّا تخَاف إِن اتَّبَعْنَاك وَخَالَفنَا الْعَرَب بذلك وَإِنَّمَا نَحن أَكلَة رَأس أَي قَلِيلُونَ أَن يتخطفونا من أَرْضنَا قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سعيد بن الْمسيب عَن

أَبِيه الْمسيب بن حزن المَخْزُومِي ... مُخْتَصرا 940 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث أَن أهل الْجنَّة يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْبَة عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن أهل الْجنَّة يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَتْفلُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ قَالُوا فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ حَشا وَرشح كَرَشْحِ الْمسك يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس كَمَا يُلْهمُون النَّفس انْتَهَى وَفِي لفظ يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير عَن أبي الزُّبَيْر عَنهُ وَلَفْظَة التَّقْدِيس غَرِيبَة 941 - الحَدِيث الْعَاشِر قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ لَا إِلَّا كَمَا يضر الْعضَاة الْخبط قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن مُعلى الدِّمَشْقِي ثَنَا هِشَام ابْن عمار ثَنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بِلَال بن أبي الدَّرْدَاء حَدَّثتنِي أُمِّي عَن جدَّتهَا أم الدَّرْدَاء قَالَت قلت يَا رَسُول الله هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ نعم كَمَا يضر الشّجر الْخبط انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان عَن رجل مكي عَن ابْن أبي حُسَيْن أَن سَائِلًا سَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيَضُرُّ النَّاس الْغَبْطُ قَالَ نعم كَمَا يضر الْعضَاة الْخبط قَالَ إِرَادَة الْغَبْطُ السعَة وَالْغِبْطَة السرُور انْتَهَى

وَذكره السَّرقسْطِي فِي غَرِيبه بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا انه لم يسْندهُ وَقَالَ المُرَاد بِهِ الْحَسَد 942 - الحَدِيث الْحَادِي عشر حَدِيث مُوسَى وَقَارُون لما أذن الله للْأَرْض أَن تطيع مُوسَى فَأمرهَا مُوسَى فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِم طوله المُصَنّف قلت اخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أَتَى مُوسَى قومه أَمرهم بِالزَّكَاةِ فَجَمعهُمْ قَارون فَقَالَ لَهُم جَاءَكُم بِالصَّلَاةِ وَجَاءَكُم بأَشْيَاء فاحتملتموها فَتَحملُوا أَن تُعْطُونَهُ أَمْوَالكُم فَقَلُّوا لَا نَحْتَمِلُ أَن نُعْطِيه أَمْوَالنَا فَمَا ترَى قَالَ أرَى أَن أرسل إِلَى بغي من بني إِسْرَائِيل فَتَرْمِيه بِأَنَّهُ أَرْدَاهَا عَلَى نَفسهَا فَدَعَا الله مُوسَى عَلَيْهِم فَأمر الله الأَرْض أَن تُطِيعهُ فَقَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى أَعْنَاقهم فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم فَغَيَّبَتْهُمْ فَأَوْحَى الله إِلَى مُوسَى يَا مُوسَى سَأَلَك عبَادي وَتَضَرَّعُوا إِلَيْك فَلم تجبهمْ فَوَعِزَّتِي لَو أَنهم دَعونِي لَأَجَبْتهمْ قَالَ ابْن عَبَّاس وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض خسف بِهِ إِلَى الأَرْض السُّفْلَى انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرازق ثمَّ الطَّبَرِيّ فِي تفسيريهما أخبرنَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان قَالَ سَمِعت عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي وَهُوَ مُسْتَند إِلَى الْمَقْصُورَة فَذكر نَبِي الله سُلَيْمَان بن دَاوُد وَمَا آتَاهُ الله من الْملك ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة أَيّكُم يأتيني بِعَرْشِهَا حَتَّى بلغ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقرًّا عِنْده قَالَ

هَذَا من فضل رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أم أكفر) وَلم يقل هَذَا من كَرَامَتِي ثمَّ قَرَأَ إِن رَبِّي غَنِي كريم ثمَّ ذكر قَارون وَمَا أُوتِيَ من الْكُنُوز فَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتهُ عَلَى علم عِنْدِي قَالَ بلغنَا أَنه أُوتِيَ الْكُنُوز وَالْمَال حَتَّى جعل بَاب دَاره من ذهب وَجعل دَاره كلهَا من صَفَائِح الذَّهَب وَكَانَ الْمَلأ من بني إِسْرَائِيل يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ يُطعمهُمْ الطَّعَام وَيَتَحَدَّثُونَ فَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلم تَدعه الْقَسْوَة وَالْبَلَاء حَتَّى أرسل إِلَى امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل مَذْكُورَة بِجَمَال مَعْرُوفَة بِأَفْعَال لَهَا هَل لَك فِي أَن أُمَوِّلك وَأُعْطِيك وَأَخْلِطك بِنِسَائِي عَلَى أَن تَأتِينِي وَالْمَلَأ من بني إِسْرَائِيل عِنْدِي فتقولين يَا قَارون أَلا تنْهَى مُوسَى عني فَقَالَت بلَى قَالَ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابه واجتمعوا عِنْده دَعَاهَا فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسهم فَقلب الله قَلبهَا وَرِزْقهَا التَّوْبَة فَقَالَت مَا أجد الْيَوْم تَوْبَة من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله فَقَالَت إِن قَارون بعث إِلَيّ وَقَالَ لي كَيْت وَكَيْت وَإِنِّي لم أجد الْيَوْم تَوْبَة فضلا من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله قَالَ فَنَكس قَارون رَأسه وَعرف أَنه قد هلك وَفَشَا الحَدِيث فِي النَّاس حَتَّى بلغ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ شَدِيد الْغَضَب فَلَمَّا بلغه ذَلِك تَوَضَّأ وَصَلى وَسجد فَبَكَى وَقَالَ يَا رب عَدوك قَارون كَانَ لي مُؤْذِيًا وَذكر أَشْيَاء ثمَّ لم ينْتَه حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي يَا رب سَلطنِي عَلَيْهِ قَالَ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أَمر الأَرْض بِمَا شِئْت فَتُطِيعك فجَاء مُوسَى يمشي إِلَى قَارون فَرَآهُ قَارون فَعرف الْغَضَب فِي وَجهه فَقَالَ يَا مُوسَى ارْحَمْنِي ثمَّ قَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ قَالَ فَأَخَذتهم الأَرْض إِلَى أَقْدَامهم وَسَاخَتْ دَاره عَلَى قدر ذَلِك فَقَالَ قَارون يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ وَسَاخَتْ دَاره فِي الأَرْض عَلَى قدر ذَلِك وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى حُلُوقهمْ وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَخسفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَأَصْحَابه فَقيل لَهُ يَا مُوسَى مَا أفضك أما وَعِزَّتِي لَو إيَّايَ دَعَا لِرَحْمَتِهِ انْتَهَى

قَوْله وَفِي الْأَخْبَار والْآثَار مَا يدل عَلَيْهِ يَعْنِي وُقُوع الرعب فِي قُلُوب جَمِيع النَّاس يَوْم الْموقف قلت أما الْأَخْبَار فَمِنْهَا حَدِيث الشَّفَاعَة عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث طَوِيل وَفِيه يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين فِي صَعِيد وَاحِد فَيبْصرُهُمْ النَّاظر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي تَدْنُو مِنْهُم الشَّمْس فَيبلغ النَّاس من الْغم وَالْكرب مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يحْتَملُونَ ثمَّ سَاق الرَّاوِي الحَدِيث إِلَى أَن آدم يَقُول نَفسِي نَفسِي وَكَذَا إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا الحَدِيث بِطُولِهِ 944 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ أَن يكون شِرَاك نَعله أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه يدْخل تحتهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن وَكِيع عَن أَبِيه عَن أَشْعَث السمان عَن أبي سَلام الْأَعْرَج عَن عَلّي قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ من شِرَاك نَعله أَن يكون أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه فَيدْخل فِي قَوْله تَعَالَى تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ثَنَا وَكِيع عَن أَشْعَث بِهِ

945 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ طسم الْقَصَص كَانَ لَهُ من الْأجر بِعَدَد من صدق مُوسَى وَكذبه وَلم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِنَقص من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن حواص ثَنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء ابْن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ طسم الْقَصَص لم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا إِن كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ ترجعون انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد الأول فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَبِسَنَدِهِ الثَّانِي بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة العنكبوت

سُورَة العنكبوت

سُورَة العنكبوت ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 946 - الحَدِيث الأول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيد الشُّهَدَاء مهجع وَهُوَ أول من يُدعَى إِلَى بَاب الْجنَّة من هَذِه الْأمة قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ قَالَ مقَاتل نزلت هَاتَانِ الْآيَتَانِ فِي مهجع ابْن عبد الله مولَى عمر بن الْخطاب كَانَ أول من قتل من الْمُسلمين يَوْم بدر رَمَاه عَامر الْحَضْرَمِيّ بِسَهْم فَقتله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيد الشُّهَدَاء مهجع وَهُوَ أول من يُدعَى إِلَى بَاب الْجنَّة من هَذِه الْأمة انْتَهَى وَسَنَده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه وَكَذَلِكَ قَالَه الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ قَالَه الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة فِي كتاب الْأَوَائِل عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أول من اسْتشْهد يَوْم فِي بدر مهجع مولَى عمر بن الْخطاب انْتَهَى وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم عَن هِقْل بن زِيَاد عَن الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي أَبُو عمار عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير السودَان ثَلَاثَة لُقْمَان وبلال وَمهجع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَصَححهُ قَالَ الذَّهَبِيّ هَكَذَا قَالَ مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا أعرف هَذَا انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة مهجع وَهِي فِي الطَّبَقَة الأولَى من الصَّحَابَة مهجع مولَى عمر بن الْخطاب وَقَالَ إِنَّه من أهل الْيمن أَصَابَهُ سبي

فَمن عَلَيْهِ عمر وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَقتل يَوْم بدر ثمَّ أخرج عَن الزُّهْرِيّ وَدَاوُد بن الْحصين قَالَا أول قَتِيل قتل من الْمُسلمين يَوْم بدر مهجع مولَى عمر ابْن الْخطاب قَتله عَامر بن الْحَضْرَمِيّ انْتَهَى 947 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ قد كَانَ من قبلكُمْ يُؤْخَذ فَيُوضَع الْمِنْشَار عَلَى رَأسه فَيُفَرق فرْقَتَيْن مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَيُمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد مَا دون عظمه من لحْمَة وَعصب مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَفِي الْإِكْرَاه من حَدِيث خباب بن الْأَرَت قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ مُتَوَسِّد بردة لَهُ فِي ظلّ الْكَعْبَة قُلْنَا لَهُ أَلا تَسْتَنْصِر لنا أَلا تَدْعُو الله لنا قَالَ كَانَ الرجل فِيمَن كَانَ قبلكُمْ يحْفر لَهُ فِي الأَرْض فَيجْعَل فِيهَا ثمَّ يجاء بِالْمُشَارِ فَيُوضَع عَلَى رَأسه فَيجْعَل فرْقَتَيْن مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَالله لَا لَيتِمَّن هَذَا الْأَمر حَتَّى يسير الرَّاكِب من صنعاء إِلَى حَضرمَوْت لَا يخَاف إِلَّا الله وَالذِّئْب عَلَى غنمه وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون انْتَهَى 948 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن سعد بن أبي وَقاص لما أسلم قَالَت لَهُ أمه وَهِي حمْنَة بنت أبي سُفْيَان بن أُميَّة بَلغنِي أَنَّك قد صَبَأت فوَاللَّه لَا يُظِلنِي سقف بَيت من الضح وَالرِّيح وَإِن الطَّعَام وَالشرَاب عَلّي حرَام حَتَّى تكفر بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ أحب وَلَدهَا إِلَيْهَا فَأَبَى سعد وَبقيت ثَلَاثَة أَيَّام كَذَلِك فجَاء سعد إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشكا إِلَيْهِ فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَإِن جَاهَدَاك عَلَى أَن تشرك بِي الْآيَة فَأمره عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَتَرَضَّاهَا وَيُدَارِيهَا بِالْإِحْسَانِ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ

وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل عَن سعد قَالَ أنزلت فِي أَربع آيَات من الْقُرْآن قَالَ حَلَفت أم سعد أَلا تكَلمه أبدا حَتَّى يكفر بِدِينِهِ وَلَا تَأْكُل وَلَا تشرب وَقَالَت زعمت أَن الله أَوْصَاك بِوَالِدَيْك وَأَنا أمك وَأَنا آمُرك بِهَذَا وَمَكَثت ثَلَاثًا حَتَّى غشي عَلَيْهَا من الْجهد فَقَامَ ابْن لَهَا يُقَال لَهُ عمار فَسَقَاهَا فَجعلت تَدْعُو عَلَى سعد فَأنْزل الله تَعَالَى وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا وَإِن جَاهَدَاك عَلَى أَن تشرك بِي الْآيَة الحَدِيث مُخْتَصر وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ سَوَاء من غير سَنَد وَلَا راو 949 - قَوْله رُوِيَ أَن عَيَّاش بن ربيعَة المَخْزُومِي هَاجر مَعَ عمر بن الْخطاب مُتَرَافِقين حَتَّى نزلا الْمَدِينَة فَخرج أَبُو جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام أَخَوَاهُ لأمه أَسمَاء بنت مخرمَة امْرَأَة من بني تَمِيم من بني حَنْظَلَة فَنزلَا بعياش فَقَالَا لَهُ إِن من دين مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام صلَة الْأَرْحَام وبر الْوَالِدين وَقد تركت أمك لَا تطعم وَلَا تأوي بَيْتا حَتَّى تراك وَهِي اشد حبا لَك منا فَاخْرُج مَعنا وفتلا مِنْهُ فِي الذرْوَة وَالْغَارِب فَاسْتَشَارَ عمر فَقَالَ هما يخدعانك وَلَك عَلّي أَن أقسم مَالِي بيني وَبَيْنك فَمَا زَالا بِهِ حَتَّى أَطَاعَهُمَا وَعَصى عمر فَقَالَ عمر أما إِذْ عَصَيْتنِي فَخدَّ نَاقَتي فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا بعير يلْحقهَا فَإِن رَابَك مِنْهُمَا ريب فَارْجِع فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى الْبَيْدَاء قَالَ أَبُو جهل إِن نَاقَتي قد خلت فَاحْمِلْنِي مَعَك قَالَ نعم فَنزل لِيُوَطِّئ لنَفسِهِ وَله فَأَخَذَاهُ وشدا وثَاقه وَنزلا فجلداه كل وَاحِد مِنْهُمَا مائَة جلدَة وذهبا بِهِ إِلَى أمه فَقَالَت لَهُ لَا تزَال فِي عَذَاب حَتَّى ترجع عَن دين مُحَمَّد

قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِنَقص يسير حَدثنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد بن قمير أَنا صَدَقَة بن سَابق عَن مُحَمَّد بن سَابق حَدثنِي نَافِع عَن ابْن عمر عَن عمر ابْن الْخطاب قَالَ لما اجْتَمَعنَا لِلْهِجْرَةِ ابتعدت أَنا وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وَهِشَام بن الْعَاصِ الْمِيضَاة ميضاة بني غفار فَوق سرف وَقُلْنَا أَيّكُم لم يصبح عِنْدهَا فقد احْتبسَ فَلْيَنْطَلِقْ صَاحِبَاه فَجَلَسَ عَنَّا هِشَام بن الْعَاصِ فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة نزلنَا فِي بني عَمْرو بن عَوْف بقباء وَخرج أَبُو جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام إِلَى عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَكَانَ ابْن عَمهمَا وأخاهما لِأُمِّهِمَا حَتَّى قدما علينا الْمَدِينَة وَكَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ إِن أمك نذرت أَلا تمس رَأسهَا بِمشْط حَتَّى تراك فرق لَهَا فَقلت لَهُ يَا عَيَّاش إِنَّه وَالله يردك الْقَوْم عَن دينك فَاحْذَرْهُمْ فوَاللَّه لَو قد أَذَى أمك الْقمل لامتشطت وَلَو قد أَشْتَدّ عَلَيْهَا حر مَكَّة لاستظلت فَقَالَ إِن لي هُنَاكَ مَالا فَآخذهُ قَالَ فَقلت وَالله لتعلم أَنِّي من أَكثر قُرَيْش مَالا فلك نصف مَالِي وَلَا تذْهب مَعَهُمَا قَالَ فَأَبَى عَلّي إِلَّا أَن يخرج مَعَهُمَا فَقلت لَهُ أما إِذْ فعلت مَا فعلت فَخذ نَاقَتي هَذِه فَإِنَّهَا ذَلُول فَالْزَمْ ظهرهَا فَإِن رَابَك من الْقَوْم ريب فَانْجُ عَلَيْهَا فَخرج مَعَهُمَا عَلَيْهَا حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطّرق قَالَ أَبُو جهل بن هِشَام يَا عَيَّاش وَالله لقد اسْتَبْطَأَتْ بَعِيري هَذَا أَفلا تحملنِي عَلَى نَاقَتك هَذِه قلت بلَى فَأَنَاخَ وأناخا لِيَتَحَوَّل عَلَيْهَا فَلَمَّا اسْتَووا بِالْأَرْضِ عديا عَلَيْهِ فَأَوْثَقَاهُ ثمَّ أدْخلَاهُ مَكَّة وفتناه فَافْتتنَ مُخْتَصر من كَلَام طَوِيل وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ الْمُذكر وَمَتنه سَوَاء وَقد تقدم فِي النِّسَاء وَنَقله الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ الْمنصف عَن مقَاتل 950 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أَصْحَاب السَّفِينَة كَانُوا ثَمَانِيَة نوح وَأَهله وَبَنوهُ الثَّلَاثَة وَأَهْلُوهُمْ

قلت غَرِيب وَتقدم فِي هود 951 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ فَقَالَ الْعَالم من عقل عَن الله تَعَالَى فَعمل بِطَاعَتِهِ واجتنب سخطه قلت رَوَاهُ دَاوُد بن المحبر فِي كتاب الْعقل ثَنَا عباد بن كثير عَن ابْن جريج عَن عَطاء وَأبي الزُّبَيْر عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة وَتلك الْأَمْثَال نَضْرِبهَا للنَّاس وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ فَقَالَ الْعلم ... إِلَى آخِره سَوَاء وَعَن دَاوُد بن المحبر رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أسَامَه فِي مُسْنده وَمن طَرِيق الْحَارِث بن أبي أسَامَه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ والواحدي فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَنقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ كَنَابِ الْعقل وَضعه أَرْبَعه أَوَّلهمْ ميسرَة بن عبد ربه ثمَّ سَرقه دَاوُد بن المحبر مِنْهُ فَرَكبهُ بأسانيد غير أَسَانِيد ميسرَة وَسَرَقَهُ عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي فَأَتَى بأسانيد أخر انْتَهَى وَقَالَ الشَّيْخ شرف الدَّين الدمياطي رُوِيَ من طَرِيق دَاوُد بن المحبر ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت أسقطت سقطا فَسَماهُ عبد الله وَكَنَّانِي بِأم عبد الله دَاوُد بن المحبر قَالَ فِيهِ أَحْمد شبه لَا شَيْء لَا يدْرِي مَا الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِكَذَّابٍ وَلكنه جَفا الحَدِيث وَتعبد فَلَمَّا كبر كثر خَطؤُهُ وَتَصْحِيفه إِلَّا أَنه ثِقَة وَقَالَ بن عدي لَهُ كتاب فِي الْعقل فِيهِ أَحَادِيث مُنكرَة وَله خَارج كتاب الْعقل أَحَادِيث صَالِحَة وَيُشبه أَن يكون الْأَمر فِيهِ كَمَا قَالَ ابْن معِين وَهُوَ فِي الأَصْل صَدُوق انْتَهَى كَلَامه

952 - الحَدِيث السَّادِس عَن أبي عَبَّاس قَالَ من لم تَأمره صلَاته بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَهُ عَن النكر لم يَزْدَدْ بِصَلَاتِهِ إِلَّا بعدا من الله قلت هَكَذَا ذكره مَوْقُوفا وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا أما الْموقف فَلم يروه إِلَّا الطَّبَرِيّ حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا خَالِد بن عبد الله عَن الْعَلَاء بن الْمسيب عَمَّن ذكره عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من لم تَأمره صلَاته ... إِلَى آخر الحَدِيث أما الْمَرْفُوع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث يَحْيَى بن أبي طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن لَيْث بن أبي سليم عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من لم تَنْهَهُ صلَاته عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لم يَزْدَدْ بِصَلَاتِهِ من الله إِلَّا بعدا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا يَحْيَى بن أبي طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ وَرَوَاهُ بن مرْدَوَيْه أَيْضا فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن طَلْحَة بِهِ وَيَحْيَى هَذَا أحد شُيُوخ التِّرْمِذِيّ ذكره بن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِشَيْء وَلَيْث مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ وَرُوِيَ هَذَا الْمَرْفُوع أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ ثَنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صَلَّى صَلَاة لم تَأمره صلَاته بِمَعْرُوف وَلم تَنْهَهُ عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لم تزِدْه صلَاته من الله إِلَّا بعدا انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا بَاطِل لَا أصل لَهُ وَمُحَمّد بن الْحسن الْمصْرِيّ مَجْهُول انْتَهَى وَذكره ابْن حبَان فِي ضعفَاهُ وَقَالَ مُحَمَّد هَذَا يروي عَن مَالك مَا لَا أصل لَهُ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ انْتَهَى

شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاري ثَنَا حَفْص بن غياث عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَفْظ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد الرازق فِي تفسيريهما عَن الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل ابْن مُسلم بِهِ والعطاري فِي سَنَد الْبَيْهَقِيّ فِيهِ مقَال وَذكره صَاحب الفردوس من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَوَقفه الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا الْأَعْمَش عَن مَالك بن الْحَارِث عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ قَالَ عبد الله ... فَذكره 953 - الحَدِيث السَّابِع قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن فلَان يُصَلِّي بِالنَّهَارِ وَيسْرق بِاللَّيْلِ فَقَالَ إِن صلَاته لتردعه قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر فَحدث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من رِوَايَة عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن فلَانا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذا أصبح سرق فَقَالَ إِن صلَاته ستنهاه انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين من حَدِيث وَكِيع بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عِيسَى بن يُونُس ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث محَاضِر بن الْمُوَرِّع عَن الْأَعْمَش بِهِ وَحَدِيث جَابر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَرَشِي ثَنَا زِيَاد ابْن عبد الله عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر قَالَ جَاءَ رجل إِلَى آخِره قَالَ وَقد اخْتلفُوا فِي إِسْنَاده فَرَوَاهُ غير وَاحِد عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر وَبَعْضهمْ يرويهِ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر انْتَهَى كَلَامه قلت وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس بِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه ثمَّ أخرجه عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر نَحوه سَوَاء 954 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن فَتى من الْأَنْصَار كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّلَوَات وَلَا يدع شَيْئا من الْفَوَاحِش إِلَّا رَكبه فوصف لَهُ فَقَالَ إِن صلَاته ستنهاه فَلم يلبث أَن تَابَ قلت غَرِيب 955 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا حَدثكُمْ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَقُولُوا آمنا بِاللَّه وَكتبه وَرُسُله فَإِن كَانَ بَاطِلا لم تُصَدِّقُوهُمْ وَإِن كَانَ حَقًا لم تكذبوهم

قلت وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْعلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي ابْن أبي نملة أَن أَبَاهُ أَبَا نملة الْأنْصَارِيّ أخبرهُ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس إِذْ جَاءَهُ رجل من الْيَهُود فَمر بِجنَازَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَل تَتَكَلَّم هَذِه الْجِنَازَة فَقَالَ الله أعلم فَقَالَ الْيَهُودِيّ أشهد أَنَّهَا لَتَتَكَلَّمَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا حَدثكُمْ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تكذبوهم وَقُولُوا آمنا بِاللَّه وَكتبه وَرُسُله فَإِن كَانَ بَاطِلا لم تُصَدِّقُوهُ وَإِن كَانَ حَقًا لم تُكَذِّبُوهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعَاشِر من الْقسم الأول وَزَاد فِيهِ وَقَالَ قَاتل الله الْيَهُود لقد أَتَوا علما انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَمثل هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح فَإِن نملة بن أبي نملة مَجْهُول الْحَال وَلَا يعرف بِغَيْر هَذَا الحَدِيث وَلَا رَوَى عَنهُ غير الزُّهْرِيّ وَأَبوهُ أَبُو نملة مَعْرُوف فِي الصَّحَابَة واسْمه عمار بن معَاذ بن زُرَارَة شهد بَدْرًا مَعَ أَبِيه معَاذ ثمَّ الْمشَاهد كلهَا وَتُوفِّي فِي خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان رحمهمَا الله وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة نملة بن أبي نملة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى عَنهُ جمَاعَة الزُّهْرِيّ وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَغَيرهمَا وَله سَنَد آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا عُثْمَان بن خَالِد ابْن عَمْرو السلَفِي ثَنَا عبد الله بن عبد الْجَبَّار ثَنَا الْحَارِث بن عُبَيْدَة ثَنَا بَقِيَّة ابْن الْوَلِيد عَن مُحَمَّد بن الْوَلِيد عَن الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن عَامر بن ربيعَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمر بِجنَازَة فَقَالَ رجل من الْيَهُود يَا مُحَمَّد ... الحَدِيث

956 - الحَدِيث الْعَاشِر جَاءَ فِي صفة هَذِه الْأمة صُدُورهمْ أَنَاجِيلهمْ قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا سهل بن أبي سهل الوَاسِطِيّ ثَنَا الْجراح بن مخلد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن فَرْوَة ثني أبي عَن أبي مَرْوَان أَن سِنَان بن الْحَارِث حَدثهُ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صِفَتي أَحْمد المتَوَكل لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غليظ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ الْحَسَنَة وَلَا يُكَافِئ بِالسَّيِّئَةِ مولده مَكَّة وَمُهَاجره طيبَة وَأمته الْحَمَّادُونَ يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَنْصَافهمْ ويوضئون أَطْرَافهم أَنَاجِيلهمْ صُدُورهمْ يصفونَ للصَّلَاة كَمَا يصفونَ لِلْقِتَالِ قُرْبَانهمْ الَّذِي يَتَقَرَّبُون بِهِ إِلَى رَبهم دِمَاؤُهُمْ لُيُوث بِالنَّهَارِ وَرُهْبَان بِاللَّيْلِ انْتَهَى وَفِي كتاب الرِّدَّة لِلْوَاقِدِي حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ربيعَة عَن أَبِيه أَن يَهُودِيّا من أهل سبأ يُقَال لَهُ نعْمَان وَكَانَ أعلم أَحْبَار يهود قدم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا رَآهُ آمن بِهِ وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء وَقَالَ لَهُ إِن أبي دفع إِلَيّ سفرا مَخْتُومًا وَقَالَ لي لَا تَقْرَأهُ عَلَى يهود حَتَّى تسمع بِنَبِي قد خرج من يثرب فَلَمَّا سَمِعت بك فَتحته فَإِذا فِيهِ صِفَتك كَمَا أَرَاك السَّاعَة وَفِيه مَا يحل وَمَا يحرم وَفِيه أَنه خير الْأَنْبِيَاء وَأمته خير الْأُمَم وأسمه أَحْمد أمته الْحَمَّادُونَ قُرْبَانهمْ دِمَاؤُهُمْ وَأَنَاجِيلهمْ صُدُورهمْ لَا يحْضرُون قتالا إِلَّا وَجِبْرِيل مَعَهم تَحَنن الله عَلَيْهِم كَتَحَنُّنِ النسْر عَلَى فِرَاخه قَالَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب أَن يسمع أَصْحَابه حَدِيثه انْتَهَى

957 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن نَاسا من الْمُسلمين أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بكتف قد كتبُوا فِيهَا بعض مَا تَقول الْيَهُود قَلما نظر إِلَيْهَا أَلْقَاهَا وَقَالَ كفَى بهَا حَمَاقَة قوم أَو ضَلَالَة قوم أَن يَرْغَبُوا عَمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيّهم إِلَى مَا جَاءَ بِهِ غير نَبِيّهم فَنزلت أولم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا عَلَيْك الْكتاب الْآيَة قلت رَوَاهُ دَاوُد فِي مراسيله عَن يَحْيَى بن جعدة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آتَاهُ قوم من الْمُسلمين بِكِتَاب فِي كتف فَقَالَ كفَى بِقوم ضَلَالَة أَن يَبْتَغُوا كتبا غير كِتَابهمْ إِلَى نَبِي غير نَبِيّهم فَأنْزل الله تَعَالَى أولم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا عَلَيْك الْكتاب يُتْلَى عَلَيْهِم انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا الْحجَّاج عَن ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة أَن نَاسا من الْمُسلمين بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من حَدِيث يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة فَذكره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الْفرْيَابِيّ وَابْن وهب والْحميدِي وَأَبُو الطَّاهِر عَن سُفْيَان عَن عَمْرو من دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة نَحوه انْتَهَى 958 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن الله تَعَالَى وعد رَسُوله أَلا يعذب قومه وَلَا يَسْتَأْصِلهُمْ وَأَن يُؤَخر عَذَابهمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قلت غَرِيب وَيُخَالِفهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي كِتَابه الْمُسْتَدْرك فِي الْفِتَن من حَدِيث سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

أَن أمتِي أمة مَرْحُومَة لَيْسَ عَلَيْهَا الْآخِرَة عَذَاب إِنَّمَا عَذَابهَا فِي الدُّنْيَا الزلَال وَالْقَتْل وَالْبَلَاء انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 959 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من فر بِدِينِهِ من ارْض إِلَى أَرض وَإِن كَانَ شبْرًا من الأَرْض اسْتوْجبَ الْجنَّة وَكَانَ رَفِيق إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا وَقد تقدم فِي النِّسَاء 960 - الحَدِيث الرَّابِع عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة العنكبوت كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل الْمُؤمنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير ثَنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة العنكبوت إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الرّوم

سورة الروم

سُورَة الرّوم ذكر فِيهَا سِتَّة عشر حَدِيثا 961 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن الرّوم وَفَارِس تَحَارَبُوا بَين أَذْرُعَات وَبصرَى فَغلبَتْ فَارس الرّوم فَبلغ الْخَبَر مَكَّة فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلَى الْمُسلمين لِأَن فَارس مجوس لَا كتاب لَهُم وَالروم أهل كتاب وَفَرح الْمُشْركُونَ وشتموا وَقَالُوا إِن النَّصَارَى أهل كتاب وَنحن وَفَارِس أُمِّيُّونَ وَقد ظهر إِخْوَاننَا عل إخْوَانكُمْ ولنظهرن نَحن عَلَيْكُم فَنزلت آلم غلبت الرّوم الْآيَة فَقَالَ لَهُم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا يُقرر الله أعينكُم فوَاللَّه لَيظْهرَن الرّوم عَلَى فَارس بعد بضع سِنِين فَقَالَ لَهُ أبي بن خلف كذبت يَا أَبَا فُضَيْل اجْعَل بَيْننَا أَََجَلًا أناحبكم عَلَيْهِ وَالْمُنَاحَبَة الْمُرَاهنَة فناحبه عَلَى عشر قَلَائِص من كل وَاحِد مِنْهُمَا وَجعلا الْأَجَل ثَلَاث سِنِين فَأخْبر أَبُو بكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع فَزَايِدْهُ فِي الْخطر وَمَاده فِي الْأَجَل فَجَعَلَاهَا مائَة قلُوص إِلَى تسع وَمَات أبي من جرح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَذَلِكَ عِنْد رَأس سبع سِنِين وَقيل كَانَ النَّصْر يَوْم بدر لِلْفَرِيقَيْنِ فَأخذ أَبُو بكر الْخطر من ذُرِّيَّة أبي وَجَاء بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ تصدق بِهِ

قلت غَرِيب وَأقرب مَا وجدته وَإِن طرقه تَغْيِير يسير مَا رَوَاهُ سنيد بن دَاوُد فِي تَفْسِيره حَدثنِي حجاج عَن أبي بكر بن عبد الله عَن عِكْرِمَة قَالَ كَانَت امْرَأَة فِي فَارس لَا تَلد إِلَّا الْأَبْطَال فَدَعَاهَا كسْرَى فَقَالَ إِنِّي أُرِيد أَن أبْعث إِلَى الرّوم جَيْشًا وَاسْتعْمل عَلَيْهِم رجلا من بنيك فَأَشِيرِي عَلّي أَيهمْ أسْتَعْمل فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِولد لَهَا يُدعَى شهربراز فَاسْتَعْملهُ قَالَ أَبُو بكر بن عبد الله فَحدثت هَذَا الحَدِيث عَطاء الْخُرَاسَانِي فَقَالَ عَطاء الْخُرَاسَانِي فَحَدثني يَحْيَى بن يعمر أَن قَيْصر بعث رجلا يُدعَى قطمة بِجَيْش من الرّوم وَبعث كسْرَى بشهربراز فَالْتَقَيَا بأذرعات وَبصرَى فَغَلَبَتْهُمْ فَارس فَفَرِحت بذلك كفار قُرَيْش وَكَرِهَهُ الْمُسلمُونَ قَالَ عِكْرِمَة وَلَقي الْمُشْركُونَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا إِنَّكُم أهل كتاب وَالنَّصَارَى أهل كتاب وَنحن أُمِّيُّونَ وَقد ظهر إِخْوَاننَا من أهل فَارس عَلَى إخْوَانكُمْ من أهل الْكتاب وَإِنَّكُمْ إِن قَاتَلْتُمُونَا لَنَظْهَرَنَّ عَلَيْكُم فوَاللَّه لَتظْهرنَّ الرّوم عَلَى فَارس أخبرنَا بذلك نَبينَا صلوَات الله عَلَيْهِ فَقَامَ أبي بن خلف فَقَالَ كذبت يَا أَبَا فُضَيْل فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر أَنْت أكذب يَا عَدو الله فَقَالَ أُنَاحِبك عشر قَلَائِص مني وَعشر قَلَائِص مِنْك فَإِن ظَهرت الرّوم عَلَى فَارس غرمت إِلَيّ ثَلَاث سِنِين ثمَّ جَاءَ أَبُو بكر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ مَا هَكَذَا ذكرت إِنَّمَا الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع فَزَايِدْهُ فِي الْخطر وَمَاده فِي الْأَجَل فَخرج أَبُو بكر فلقي أَبَيَا فَقَالَ لَعَلَّك نَدِمت قَالَ لَا تعال أُزَايِدك فِي الْخطر وَأُمَادّك فِي الْأَجَل فاجعلها مائَة قلُوص لمِائَة قلُوص إِلَى تسع سِنِين قَالَ قد فعلت وَظَهَرت الرّوم عَلَى فَارس قبل ذَلِك فَغَلَبَهُمْ الْمُسلمُونَ وَهَذَا مُرْسل وَذكر التِّرْمِذِيّ مِنْهُ قِطْعَة وَقَالَ فِيهِ وَكَانَ ذَلِك قبل تَحْرِيم الرِّهَان وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة

وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم وَهَذَا أقرب مَا وَجَدْنَاهُ 962 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه ذكر الْجنَّة وَمَا فِيهَا من النَّعيم وَفِي الْقَوْم أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من سَماع قَالَ نعم يَا أَعْرَابِي إِن فِي الْجنَّة نَهرا حَافَّاته الْأَبْكَار من كل بَيْضَاء خوصانية يَتَغَنَّيْنَ بِأَصْوَات لم تسمع الْخَلَائق بِمِثْلِهَا قطّ فَذَلِك أفضل نعيم الْجنَّة قَالَ الرَّاوِي فَسَأَلت أَبَا الدَّرْدَاء بِمَ يَتَغَنَّيْنَ قَالَ بالتسبيح قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث سُلَيْمَان بن عَطاء عَن مسلمة ابْن عبد الله الْجُهَنِيّ عَن عَمه أبي مشجعَة بن ربعي عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر النَّاس فَذكر الْجنَّة وَمَا فِيهَا من الْأَرْوَاح وَالنَّعِيم وَفِي أخريات الْقَوْم أَعْرَابِي فَجَثَا لِرُكْبَتَيْهِ وَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من سَماع فَذكره إِلَى آخِره ولين سُلَيْمَان بن عَطاء وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي حَدِيثه بعض مَنَاكِير قَالَ ابْن عدي وَهُوَ كَمَا قَالَ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ 963 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ إِن فِي الْجنَّة لَأَشْجَارًا عَلَيْهَا أَجْرَاس من فضَّة فَإِذا أَرَادَ أهل الْجنَّة السماع بعث الله ريحًا من تَحت الْعَرْش فَيَقَع فِي تِلْكَ الْأَشْجَار فَتحَرك تِلْكَ الْأَجْرَاس بِأَصْوَات لَو سَمعهَا أهل الدُّنْيَا لماتوا كلهم طَربا

قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عبد الله بن عَرَادَة الشَّيْبَانِيّ عَن الْقَاسِم بن مُطيب عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ إِن فِي الْجنَّة لَأَشْجَارًا إِلَى آخِره وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عتاب بن بشير عَن عبد الله ابْن مُسلم بن هُرْمُز الهرمزي عَن مُجَاهِد قَالَ قيل لأبي هُرَيْرَة هَل فِي الْجنَّة من سَماع قَالَ نعم شَجَرَة أَصْلهَا من ذهب وَأَغْصَانهَا الْفضة وَثَمَرهَا الْيَاقُوت والزبرجد يبْعَث لَهُ ريح فَيَحُك بَعْضهَا بَعْضًا فَمَا سمع شَيْء قطّ أحسن مِنْهُ انْتَهَى 964 - الحَدِيث الرَّابِع عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أقرَّت صَلَاة السّفر وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر رَكْعَتَيْنِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحهمَا من طرق عَن عَائِشَة وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر الْمَدِينَة وَهِي عِنْد أَحْمد فِي مُسْنده عَنْهَا قَالَت فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ بِمَكَّة فَلَمَّا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة زَاد مَعَ كل رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا صَلَاة الْمغرب فَإِنَّهَا وتر النَّهَار وَصَلَاة الْفجْر لطول قرَاءَتهَا وَرَوَى البُخَارِيّ مَعْنَاهُ عَن عَائِشَة أَيْضا قَالَت فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ هَاجر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَفرضت أَرْبعا انْتَهَى ذكره بعد كتاب المناقب فِي بَاب من أَيْن أَرخُوا التَّارِيخ

965 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من سره أَن يُكَال لَهُ بالقفيز الأوفى فَلْيقل فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ الْآيَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحجَّاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة بن مُسلم ثَنَا بشر بن الْحُسَيْن ثَنَا الزبيرِي عَن عدي عَن أنس بن مَالك قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من سره أَن يُكَال لَهُ إِلَى آخِره 966 - الحَدِيث السَّادِس وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَالَ حِين يصبح فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ إِلَى قَوْله وَكَذَلِكَ تخرجُونَ أدْرك مَا فَاتَهُ فِي يَوْمه ذَلِك وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي أدْرك مَا فَاتَهُ فِي ليلته قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سعيد بن بشير عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَيْلَمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَالَ حِين يصبح إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ وَابْن عدي فِي كِتَابَيْهِمَا وَأَعلاهُ بِسَعِيد بن بشير ونقلا عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ لَا يَصح حَدِيثه قَالَ الْعقيلِيّ وَهُوَ مَجْهُول وَقَالَ ابْن عدي وَلَا أعلم لسَعِيد بن بشير النجراني غير هَذَا الحَدِيث وَإِلَيْهِ أَشَارَ البُخَارِيّ بقوله لَا يَصح حَدِيثه

967 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِكَايَة عَن الله كل عبَادي خلقت حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين وَأمرُوهُمْ أَن يشركوا بِي غَيْرِي قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة النَّار من حَدِيث عِيَاض بن حمَار الْمُجَاشِعِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَات يَوْم فِي خطبَته عَن الله عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي خلقت عبَادي حنفَاء كلهم وَأَنَّهُمْ أَتَتْهُم الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم وَأمرُوهُمْ أَن يشركوا بِي مَا لم أنزل بِهِ سُلْطَانا الحَدِيث بِطُولِهِ 968 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل مَوْلُود يُولد عَلَى الْفطْرَة حَتَّى يكون أَبَوَاهُ هما اللَّذَان يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد عَلَى الْفطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة جَمْعَاء هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدَّين الْقيم انْتَهَى 969 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث المستغزر يُثَاب من هِبته قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول شُرَيْح رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع ثَنَا ابْن أبي زَائِدَة عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين عَن شُرَيْح قَالَ المستغزر يُثَاب من هِبته أَو ترد عَلَيْهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين بِهِ

قَالَ ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة ورد عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ الْجَانِب المستغزر يُثَاب من هِبته قَالَ وَهُوَ الَّذِي يطْلب أَكثر مِمَّا يهدي انْتَهَى 970 - الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَله طَرِيقَانِ عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن حُسَيْن بن قيس عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا هَاجَتْ ريح اسْتَقْبلهَا بِوَجْهِهِ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من خير هَذِه الرّيح وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا أرْسلت بِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِحُسَيْن بن قيس وَنقل تَضْعِيفه عَن أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالطَّرِيق الآخر رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أَخْبرنِي من لَا أتهم أَنا الْعَلَاء ابْن رَاشد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي بَاب الاسْتِسْقَاء وَزَاد قَالَ ابْن عَبَّاس أَلا ترَى إِلَى قَوْله تَعَالَى فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا صَرْصَرًا وَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِم الرّيح الْعَقِيم وَقَالَ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاح لَوَاقِح وَيُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي كتاب الدُّعَاء الْكَبِير لَهُ وَزَاد قَالَ الْأَصَم سَمِعت الرّبيع بن سُلَيْمَان

يَقُول كَانَ الشَّافِعِي إِذا قَالَ أَخْبرنِي من لَا أتهم يُرِيد بِهِ إِبْرَاهِيم بن أبي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ وَإِذا قَالَ أَخْبرنِي الثِّقَة يُرِيد بِهِ يَحْيَى بن حسان انْتَهَى وَالْمُصَنّف قد اسْتدلَّ بِهِ عَلَى أَن الرِّيَاح هِيَ الْجنُوب وَالشمَال وَالصبَا وَهِي ريَاح الرَّحْمَة وَالدبور هِيَ ريح الْعَذَاب 971 - الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض قلت غَرِيب 972 - الحَدِيث الثَّانِي عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من امْرِئ مُسلم يرد عَن عرض أَخِيه إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يرد عَنهُ نَار جَهَنَّم قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْبر والصلة من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا أَبُو بكر النَّهْشَلِي عَن مَرْزُوق أبي بكر التَّيْمِيّ عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من رد عَن عرض أَخِيه رد الله عَن وَجهه النَّار يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَمَانعه من الصِّحَّة مَرْزُوق هَذَا فَإِنَّهُ لم تثبت عَدَالَته انْتَهَى

وَرَوَاهُ كَذَلِك أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْخمسين وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث أَسمَاء بنت يزِيد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم فِي الْحِيلَة فِي تَرْجَمَة شهر بن حَوْشَب كلهم من حَدِيث عبيد الله ابْن أبي زِيَاد القداح عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بن يزِيد الْأَنْصَارِيَّة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِالْقداحِ وَلينه يَسِيرا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن لَيْث بن أبي سليم عَن شهر بن حَوْشَب بِهِ وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَيْضا عَن لَيْث بن أبي سليم عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء 973 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن ابْن عمر قَالَ قرأتها عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ضعف يَعْنِي بِفَتْح الضَّاد فأقرأني من ضعف يَعْنِي بضَمهَا قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْقرَاءَات من حَدِيث فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن عبد الله بن عمر أَنه قَرَأَ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ضعف فَقَالَ لَهُ انْتَهَى من ضعف قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث فُضَيْل بن مَرْزُوق انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالْبَزَّار وَسكت عَنهُ وَوهم ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه فَعَزاهُ لِلتِّرْمِذِي فِي تَرْجَمَة عَطِيَّة عَن الْخُدْرِيّ وَأَهْمَلَهُ فِي تَرْجَمَة عَطِيَّة عَن ابْن عمر

قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَالَّذِي شَاهَدْنَاهُ فِي غير مَا نُسْخَة من التِّرْمِذِيّ إِنَّمَا ذكره عَن عَطِيَّة عَن ابْن عمر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا من حَدِيث سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَرَأت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الَّذِي خَلقكُم من ضعف فَقَالَ لي قل من ضعف وَلَا تقل ضعفا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبد الْجَبَّار بن نَافِع الضَّبِّيّ عَن أَيُّوب بن مُوسَى عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه 974 - الحَدِيث الرَّابِع عشر فِي الحَدِيث مَا بَين فنَاء الدُّنْيَا إِلَى الْبَعْث أَرْبَعِينَ قَالُوا لَا نعلم أَهِي أَرْبَعُونَ سنة أم أَرْبَعُونَ ألف سنة قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا بَين النفختين أَرْبَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا هُرَيْرَة أَرْبَعُونَ سنة قَالَ أَبيت قَالُوا أَرْبَعُونَ شهرا قَالَ أَبيت قَالُوا أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ أَبيت انْتَهَى 975 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الرّوم كَانَ لَهُ من الْأجر عشر

حَسَنَات بِعَدَد كل ملك سبح لله بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَأدْركَ مَا ضيع يَوْمه وَلَيْلَته قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أَمَامه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة لُقْمَان

سورة لقمان

سُورَة لُقْمَان ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 967 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهَا وَلَا أَثْمَانهنَّ قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث عَائِشَة أما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم أبي عبد الرَّحْمَن عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَات وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلَا خير فِي التِّجَارَة فِيهِنَّ وَثَمَنهنَّ حرَام فِي مثل هَذَا نزلت هَذِه الْآيَة وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا يروي من حَدِيث الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة وَالقَاسِم ثِقَة وَعلي ين يزِيد يضعف فِي الحَدِيث قَالَه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَالْبَغوِيّ فِي تفاسيرهم وَأَلْفَاظهمْ فِيهِ قَالَ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهِنَّ وَأكل أَثْمَانهنَّ حرَام انْتَهَى وَهُوَ لفظ الْكتاب

وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَعلي ابْن يزِيد ضعفه أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَأحسن مَا وجدنَا فِيهِ قَول ابْن عدي وَقَالَ هُوَ صَالح فِي نَفسه إِلَّا أَن يروي عَنهُ ضَعِيف وَهَذَا قد رَوَى عَنهُ ابْن زحر وَقد ضعفه أَبُو حَاتِم وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَوَثَّقَهُ البُخَارِيّ وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي التِّجَارَات ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْقطَّان ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن عَاصِم عَن أبي الْمُهلب عَن عبيد الله الإفْرِيقِي عَن أبي أُمَامَة قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن بيع الْمُغَنِّيَات وَعَن شِرَائِهِنَّ وَعَن كَسْبهنَّ وَعَن أكل أَثْمَانهنَّ انْتَهَى وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا أَبُو ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة فَذكره بِلَفْظ الطَّبَرِيّ بِزِيَادَة الحَدِيث الَّذِي بعده وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن عَلّي بن زيد بِدُونِ الزِّيَادَة وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي عَن يزِيد بن خصيفَة عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عمر بن الْخطاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ النّظر إِلَى الْمُغنيَة حرَام وَغِنَاهَا حرَام وَثمنهَا كَثمن الْكَلْب سحت مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن عبد الْملك وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ وَاسْنِدِ إِلَى النَّسَائِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مَتْرُوك الحَدِيث وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن عَلّي بن يزِيد

الصدائي عَن الْحَارِث بن نَبهَان عَن إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمُغَنِّيَات وَعَن بيعهنَّ وشرائهن وَالتِّجَارَة فِيهِنَّ وَقَالَ كَسْبهنَّ حرَام انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِالْحَارِثِ بن نَبهَان وَفِيه أَيْضا غَيره وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله حرم الْقَيْنَة وَبَيْعهَا وَثمنهَا وَتَعْلِيمهَا وَالِاسْتِمَاع إِلَيْهَا ثمَّ قَرَأَ وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث انْتَهَى وَأعله بليث بن أبي سليم قَالَ ابْن حبَان قد اخْتَلَط فِي آخر عمره فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ انْتَهَى وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عقيب حَدِيث أبي أُمَامَة فَقَالَ وَرُوِيَ عَن لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ 977 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ مَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَّا يبْعَث الله عَلَيْهِ شَيْطَانَيْنِ أَحدهمَا عَلَى الْمنْكب وَالْآخر عَلَى هَذَا الْمنْكب فَلَا يزَالَانِ يَضْرِبَانِهِ بِأَرْجُلِهِمَا حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يسكت قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رَشِيدين بن سعد عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا رفع رجل صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه والْحَارث بن أبي أُسَامَة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث مطرح بن يزِيد عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد الْأَلْهَانِي عَن الْقَاسِم عَن أبي أَمَامه مَرْفُوعا لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حرَام وَمَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره بِهَذَا السَّنَد الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والثعلبي ثمَّ الواحدي فِي تفاسيرهم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا مُلْحقًا بِالْحَدِيثِ الَّذِي قبله حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سُفْيَان الرقي ثَنَا أَيُّوب بن مُحَمَّد الْوزان ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث الزيَادي عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِمُسْنَد الشاميين ثَنَا مُحَمَّد بن عمار الدِّمَشْقِي ثَنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد الْخلال ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد بِهِ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات إِلَى آخِره سَوَاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن مسلمة بن عَلّي أبي سعيد الْخُشَنِي ثني يَحْيَى بن الْحَارِث بِهِ وَضعف مسلمة عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة انْتَهَى 978 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ فِي الحَدِيث الحَدِيث فِي الْمَسْجِد يَأْكُل الْحَسَنَات كم تَأْكُل الْبَهِيمَة الْحَشِيش قلت اسْتدلَّ بِهِ المُصَنّف عَلَى أَن المُرَاد بِهِ الحَدِيث الْمُنكر وَتقدم فِي بَرَاءَة 979 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ رجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أبر قَالَ أمك قَالَ

ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبَاك قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قلت يَا رَسُول الله من أبر إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب انْتَهَى وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لِلتِّرْمِذِي وَمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم فِي الْبر والصلة عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي قَالَ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبوك انْتَهَى 980 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا صِيَام لمن لم يعزم الصّيام من اللَّيْل قلت تقدم فِي الْبَقَرَة وَكَذَا قَوْله أَلا يرَى إِلَى قَوْله لمن لم يبيت الصّيام من اللَّيْل تقدم فِي أَوَاخِر الْبَقَرَة 981 - الحَدِيث السَّادِس فِي الحَدِيث إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِعَزَائِمِهِ قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَبِي النَّوْع الْحَادِي وَالسبْعين

من الْقسم الأول من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن حَرْب بن قيس عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين وَعمارَة بن غزيَّة احْتج بِهِ مُسلم وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ ابْن معِين هُوَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَضَعفه ابْن حزم وَحده وَحرب بن قيس ذكره ابْن أبي حَاتِم وَلم يذكر فِيهِ جرحا وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة فِي تَرْجَمَة هِشَام بن حسان وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا ثَنَا أَبُو مُسلم الْكشِّي ثَنَا معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن الحكم عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَلْقَمَة وَقَالَ لم يروه مَرْفُوعا عَن شُعْبَة إِلَّا معمر وَرَوَاهُ غنْدر وَبكر بن بكار وَغَيرهمَا مَوْقُوفا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْعقيلِيّ عَن معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى رَفعه وَوَقفه غَيره وَهُوَ أولَى انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب فَقَالَ إِنَّه من أَقْرَان معمر وَلم يُتَابع عَلَى رَفعه وَقد رَوَاهُ روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة مَوْقُوفا وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق

السبيعِي عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه من قَوْله الصَّحِيح انْتَهَى قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا زيد بن الْحباب حَدثنِي عمر بن عبد الله بن أبي خثعم اليمامي أَنا يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أقصر الصَّلَاة فِي سَفَرِي قَالَ نعم إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِفَرِيضَتِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بعمر بن أبي خثعم وَقَالَ إِن عمر مُنكر الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن سعيد بن سعيد بن أبي المَقْبُري ثني أخي عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِسَعْد هَذَا وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر وَسعد هَذَا لم يتَكَلَّم فِيهِ وَلَكِن لَهُ مَنَاكِير مِنْهَا هَذَا الحَدِيث وَقد عده ابْن عدي من مَنَاكِيره قلت وَرَوَاهُ يَحْيَى بن عبيد الله عَن أَبِيه كَذَلِك وَيَحْيَى ضَعِيف انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من طَرِيقين أَحدهمَا عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي أَنه سمع الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله يحب أَن يعْمل بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يعْمل بِفَرَائِضِهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة جدا وَوَافَقَهُمْ وَالْآخر عَن عمر بن عبيد الْبَصْرِيّ ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه

قلت وَمَا عَزَائِمه قَالَ فَرَائِضه وَضعف عمر بن عبيد هَذَا وَقَالَ لم يروه بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيره انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد الثَّانِي والمتن رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه وَحَجمه ثَلَاثَة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط قَالَ ابْن طَاهِر وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث من حَدِيث عَلّي رَوَاهُ عِيسَى بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَلّي عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي مَرْفُوعا قَالَ وَعِيسَى هَذَا من أهل الْكُوفَة عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا الْفضل بن الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار ثَنَا عمر بن عبد الْجَبَّار ثَنَا عبد الله بن يزِيد بن آدم عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي أُمَامَة وواثلة بن الْأَسْقَع وَأنس بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يحب أَن يُؤْتَى رخصه كَمَا يحب العَبْد مغْفرَة ربه انْتَهَى وَقَالَ لَا يرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار انْتَهَى قَوْله وَقَوْلهمْ عَزمَة من عَزمَات رَبنَا قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون لَا يفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلهُ أجرهَا فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

وَعَزاهُ الشَّيْخ فِي الْإِلْمَام إِلَى التِّرْمِذِيّ وَهُوَ خطأ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّمَا لم يخرجَاهُ لِأَنَّهُ لَا يثبت عِنْدهمَا مُعَاوِيَة بن حيدة رِوَايَة ثِقَة غير ابْنه عَلَى عَادَتهمَا فِي الصَّحَابِيّ أَو التَّابِع أَو تَابع التَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه فِي الصَّحِيح انْتَهَى وَقد وثق بهز بن حَكِيم أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن الْجَارُود وَغَيرهم وَلَكِن ابْن حبَان قَالَ إِنَّه كَانَ يُخطئ كثيرا قَالَ وَلَوْلَا حَدِيث إِنَّا آخذوه وَشطر إبِله لَأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَات انْتَهَى قَالَ الشَّيْخ فِي الإِمَام وَلَا يتَعَيَّن أَن يكون الشَّيْخَانِ تركا تَخْرِيجه لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ فقد يكونَانِ لم يريَا بَهْزًا من شَرطهمَا وَهُوَ وَإِن وَثَّقَهُ جمَاعَة فقد قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ بِمَشْهُور وَقَوله إِن الصَّحَابِيّ وَالتَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه هَذَا قد أبْطلهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فِي الْكتاب الَّذِي وَضعه فِي أَوْهَام الْمدْخل للْحَاكِم انْتَهَى كَلَامه 983 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سرعَة الْمَشْي يذهب بهاء الْمُؤمن قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي جَعْفَر يَعْقُوب بن الْفَرَجِيِّ من حَدِيث أبي معشر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ سرعَة الْمَشْي تذْهب بهاء الْمُؤمن انْتَهَى وَأَبُو معشر فِيهِ مقَال وَأخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن عمار بن مطر الْعَنْبَري الرهاوي ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَأعله بِعَمَّار هَذَا وَقَالَ

أَنه مُنكر الحَدِيث وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْوَلِيد بن سَلمَة قَاضِي الْأُرْدُن ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن صهْبَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَأعله بعمر بن صهْبَان وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ غَالب أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَيْضا وَأسْندَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ عمر بن صهْبَان لَا يُسَاوِي فلسًا وَقَالَ فِي أبي معشر اخْتَلَط فِي آخر عمره وَكَثُرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن الْوَلِيد بن سَلمَة الْمَذْكُور ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَقَالَ الْوَلِيد بن سَلمَة الطَّبَرَانِيّ قَاضِي الْأُرْدُن كَانَ يضع الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَابْنه إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد ثِقَة انْتَهَى 984 - قَوْله قَالَت عَائِشَة فِي حق عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ إِذا مَشَى أسْرع قلت غَرِيب وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ عمر إِذا مَشَى أسْرع وَإِذا قَالَ أسمع وَإِذا ضرب أوجع وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَت الشِّفَاء بنت عبد الله كَانَ عمر إِذا مَشَى إِلَى آخِره سَوَاء

985 - الحَدِيث الثَّامِن يروي أَن أيسر مَا يعذب بِهِ أهل النَّار الْأَخْذ بالأنفاس قَالَت غَرِيب جدا 968 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث فِي جَذَعَة ابْن نيار تجزي عَنْك وَلنْ تُجزئ عَن أحد بعْدك قلت تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة 987 - قَوْله رُوِيَ أَن الْحَارِث بن عَمْرو بن حَارِثَة أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن السَّاعَة مَتى قِيَامهَا وَإِنِّي قد ألقيت حباتي فِي الأَرْض وَقد أَبْطَأت عَنَّا السَّمَاء فَمَتَى تمطر وَأَخْبرنِي عَن امْرَأَتي فقد اشْتَمَلت عَلَى حمل مَا فِي بَطنهَا أذكر أم أُنْثَى وَإِنِّي علمت مَا علمت أمس فَمَا أعمل غَدا وَهَذَا مولدِي قد عَرفته فَأَيْنَ أَمُوت فَنزلت إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة قلت رَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما من حَدِيث ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ جَاءَ رجل من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن امْرَأَتي حُبْلَى فَأَخْبرنِي مَا تَلد وَبَلَدنَا مُجْدِبَة فَأَخْبرنِي مَا ينزل الْغَيْث وَقد علمت مَتى ولدت فَأَخْبرنِي مَتى أَمُوت فَأنْزل الله إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ الْمنصف من غير سَنَد وَلَا راو

988 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَفَاتِيح الْغَيْب خمس وتلا الْآيَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد عَن عبد الله ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَفَاتِيح الْغَيْبِيِّ خمس ثمَّ قَرَأَ عَن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث الْآيَة وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّعْد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أطول من هَذَا وَبِه فِي التَّوْحِيد أَخْضَر مِنْهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي الاسْتِسْقَاء وَهُوَ من أَفْرَاده 989 - قَوْله رُوِيَ أَن ملك الْمَوْت مر عَلَى سُلَيْمَان فَجعل ينظر إِلَى رجل من جُلَسَائِهِ يديم النّظر إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل من هَذَا قَالَ ملك الْمَوْت فَقَالَ كَأَنَّهُ يُرِيدنِي وَسَأَلَ سُلَيْمَان أَن يحملهُ عَلَى الرّيح وَيُلْقِيه بِبِلَاد الْهِنْد فَفعل ثمَّ قَالَ ملك الْمَوْت لِسُلَيْمَان كَانَ دوَام نَظَرِي إِلَيْهِ تَعَجبا مِنْهُ لِأَنِّي أمرت أَن أَقبض روحه بِالْهِنْدِ قلت رَوَاهُ ابْن أبي شَيْبه فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء حَدثنَا عبد الله ابْن نمير ثَنَا الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ دخل ملك الْمَوْت عَلَى سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَجعل ينظر إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الله بن نمير وَرَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عبد الله بن نمير بِهِ سندا ومنتا 990 - الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة لُقْمَان كَانَ لُقْمَان رَفِيقه

يَوْم الْقِيَامَة وَأعْطِي من الْحَسَنَات عشرا بِعَدَد من عمل بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَن الْمُنكر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي كَعْب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ عَن ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس

سُورَة آلم تَنْزِيل السَّجْدَة

سورة آلم تنزيل السجدة

سُورَة آلم تَنْزِيل السَّجْدَة ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 991 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للْمُغِيرَة لَو نظرت إِلَيْهَا قلت احْتج بِهِ المُصَنّف عَلَى أَن لَو فِيهِ لِلتَّمَنِّي والْحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي سُنَنهمْ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا وَأحمد والدارمي وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَابْن شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما وَكلهمْ لم يذكرُوا فِيهِ لَو أَخْرجُوهُ كلهم من حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَنه خطب امْرَأَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْظُر إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا انْتَهَى وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَلم يجد أحدا رَوَاهُ بِلَفْظَة لَو إِلَّا أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فَإِنَّهُ رَوَاهُ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ حَدثنِي أَبُو مُعَاوِيَة عَن عَاصِم عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ للْمُغِيرَة وَقد خطب امْرَأَة لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا انْتَهَى وَلَو احْتج المُصَنّف بقوله تَعَالَى أَو تَقول حِين ترَى الْعَذَاب لَو أَن لي كرة فَأَكُون من الْمُحْسِنِينَ لَكَانَ أولَى مَعَ أَن التَّمَنِّي فِي الحَدِيث غير ظَاهر وَالتَّمَنِّي فِي الْآيَة ظَاهر قطعا لوُجُود النصب فِي جَوَابه

992 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي تَفْسِيرهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ قيام العَبْد من اللَّيْل قلت رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن معَاذ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ قيام العَبْد من اللَّيْل انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَمَعْنَاهُ عِنْد التِّرْمِذِيّ فِي الْإِيمَان وَابْن ماجة فِي الْفِتَن عَن أبي وَائِل عَن معَاذ قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فَأَصْبَحت يَوْمًا قَرِيبا مِنْهُ إِلَى أَن قَالَ أَلا أدلك عَلَى أَبْوَاب الْخَيْر الصَّوْم جنَّة وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار وَصَلَاة الرجل فِي جَوف اللَّيْل ثمَّ قَرَأَ تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 993 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة جَاءَ مُنَاد يُنَادي بِصَوْت يسمع الْخَلَائق كلهم سَيعْلَمُ أهل الْجمع الْيَوْم من أولَى بِالْكَرمِ ثمَّ يرجع فينادي ليقمْ الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع فَيقومُونَ وَهُوَ قَلِيل ثمَّ يرجع فينادي ليقمْ الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ الله فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَيقومُونَ وهم قَلِيل

فَيسرحُونَ جَمِيعًا إِلَى الْجنَّة ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما أخبرنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي صَعِيد وَاحِد فَيسْمعهُمْ الدَّاعِي وَينْفذهُمْ الْبَصَر ثمَّ يقوم مُنَاد فينادي سَيعْلَمُ أهل الْجمع الْيَوْم من أولَى بِالْكَرمِ فَيَقُول أَيْن الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ الله فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يعود فينادي أَيْن الَّذين كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن عبد الر حمن بن إِسْحَاق بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور فَذكره إِلَى قَوْله فينادي ليقمْ الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس انْتَهَى وَاخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة النُّور عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الله بن عَطاء عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يجمع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد فَيَنْفُذهُمْ الْبَصَر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي فينادي مُنَاد سَيعْلَمُ أهل الْجمع لمن الْكَرم الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يَقُول أَيْن الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع ثمَّ يَقُول أَيْن الَّذين كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله ثمَّ يُنَادي أَيْن الْحَمَّادُونَ الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ رَبهم وَصَححهُ

994 - قَوْله عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أنَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ من صَلَاة الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة فَنزلت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع الْآيَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي قيام اللَّيْل من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك فِي هَذِه الْآيَة تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع يدعونَ رَبهم خوفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ قَالَ كَانُوا يَنْتَفِلُونَ مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء يصلونَ قَالَ وَكَانَ الْحسن يَقُول هُوَ قيام اللَّيْل انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحَارِث بن وجيه سَمِعت مَالك ابْن دِينَار يَقُول سَأَلت أنس بن مَالك عَن قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ كَانَ أنَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ من الْمغرب إِلَى الْعشَاء وَأنزل الله فيهم هَذِه الْآيَة انْتَهَى وَله سَنَد آخر عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عبد الحميد بن سُلَيْمَان حَدثنِي مُصعب عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ قَالَ بِلَال كُنَّا نجلس وناس من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ بعد الْمغرب إِلَى الْعشَاء فَنزلت هَذِه الْآيَة تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع انْتَهَى قَالَ وَلَا نعلم رَوَى أسلم عَن بِلَال إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم لَهُ طَرِيقا عَن بِلَال إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى 955 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر بله مَا أطلعتهم عَلَيْهِ اقْرَءُوا إِن شِئْتُم فَلَا تعلم نَفْس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة عين قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة وَاللَّفْظ لمُسلم

عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَقُول الله تَعَالَى أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر ذخْرا بله مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأَ فَلَا تعلم نَفْس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين انْتَهَى قَوْله ذخْرا بله مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ زِيَاد لمُسلم قَالَ الْبَيْهَقِيّ لَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ ذخْرا بله مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ بل انْفَرد بِهِ مُسلم 996 - قَوْله رُوِيَ أَنه شجر بَين عَلّي بن أبي طَالب والوليد بن عقبَة بن أبي معيط يَوْم بدر كَلَام فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد اسْكُتْ فَإنَّك صبي أَنا أشب مِنْك شبَابًا وَأجْلَد مِنْك جلدا وأذرب مِنْك لِسَانا وَأحد مِنْك سانا وَأَشْجَع مِنْك جنَانًا وَأَمْلَأُ مِنْك حَشْوًا فِي الكتبية فَقَالَ لَهُ عَلّي اسْكُتْ فَإنَّك فَاسق فَنزلت أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمن كَانَ فَاسِقًا قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْحَافِظ ثَنَا إِسْحَاق بن بَيَان ثَنَا حُبَيْش بن مُبشر الْفَقِيه ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى ثَنَا ابْن أبي لَيْلَى عَن الحكم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط لعَلي بن أبي طَالب أَنا أحد مِنْك سِنَانًا وَأنْشط مِنْك لِسَانا وَأَمْلَأُ للكتبية مِنْك فَقَالَ لَهُ عَلّي اسْكُتْ يَا فَاسق فَإِنَّمَا أَنْت فَاسق فَنزلت أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمن كَانَ فَاسِقًا قَالَ يَعْنِي بِالْمُؤمنِ عليا وَبِالْفَاسِقِ الْوَلِيد بن عقبَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا إِسْحَاق ابْن بَيَان بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا عَن عَلّي بن منْدَل عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن أبن عَبَّاس فَذكره 997 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ آلم تَنْزِيل وتبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك أعطي من الْأجر كَمَا لَو أَحْيَا لَيْلَة الْقدر قلت وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا لَيْسَ فِيهِ وتبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وَهَكَذَا هُوَ الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه ثَنَا دَاوُد فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا الْحُسَيْن بن مَنْصُور الروماني ثَنَا دَاوُد بن معَاذ المصِّيصِي ثَنَا فَهد أَبُو الْخَيْر الْموصِلِي وَعبد الله ابْن وهب الْمصْرِيّ قَالَا ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وآلم تَنْزِيل السَّجْدَة بَين الْمغرب وَالْعشَاء فَكَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَة الْقدر انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان لَيْسَ فِيهِ بَين الْمغرب وَالْعشَاء

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 998 - الحَدِيث السَّادِس وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قَرَأَ آلم تَنْزِيل فِي بَيته لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاثَة أَيَّام قلت غَرِيب جدا

سُورَة الْأَحْزَاب

سورة الأحزاب

سُورَة الْأَحْزَاب ذكر فِيهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا 999 - الحَدِيث الأول عَن زر قَالَ قَالَ لي أبي بن كَعْب كم تَعدونَ سُورَة الْأَحْزَاب قلت ثَلَاثًا وَسبعين آيَة قَالَ فو الَّذِي يحلف بِهِ أبي بن كَعْب إِن كَانَت لتعدل سُورَة الْبَقَرَة أَو أطول وَلَقَد قَرَأنَا مِنْهَا آيَة الرَّجْم الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّة نكالا من الله وَالله عَزِيز حَكِيم قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الرَّجْم من حَدِيث مَنْصُور عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر بن حُبَيْش قَالَ قَالَ أبي بن كَعْب كم تَعدونَ سُورَة الْأَحْزَاب قُلْنَا ثَلَاثًا وَسبعين آيَة قَالَ فو الَّذِي يحلف بِهِ أبي بن كَعْب إِن كَانَت لتعدل سُورَة الْبَقَرَة أَو أطول وَلَقَد كَانَ فِيهَا آيَة الرَّجْم الشَّيْخ وَالشَّيْخَة ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي وَالْمِائَة وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْحُدُود عَن حَمَّاد بن زيد عَن عَاصِم بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَبِسَنَد الْحَاكِم رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَاصِم بِهِ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحُدُود أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم

بِهِ وَزَاد قَالَ الثَّوْريّ بلغنَا أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانُوا يقرءُون الْقُرْآن أجِيبُوا يَوْم مُسَيْلمَة فَذهب حُرُوف من الْقُرْآن انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا ابْن فضَالة عَن عَاصِم بِهِ وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل فَرفعت فِيمَا رفعت وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1000 - قَوْله وَأما مَا يُحْكَى أَن تِلْكَ الزِّيَارَة كَانَت فِي صحيفَة فِي بَيت عَائِشَة فَأَكَلتهَا الدَّاجِن فَمن تَأْلِيفَات الْمَلَاحِدَة وَالرَّوَافِض قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الرَّضَاع من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر عَن عمره عَن عَائِشَة وَعَن عبد الرَّحْمَن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت لقد نزلت آيَة الرَّجْم وَالرضَاعَة وكانتا فِي صحيفَة تَحت سَرِيرِي فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ فَدخل دَاجِن فَأكلهَا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي سَنَده وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الرَّضَاع من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَسكت وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي تَرْجَمَة مَحْمُود الوَاسِطِيّ وَرَوَى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث ثَنَا هَارُون بن عبد الله ثَنَا عبد الصَّمد ثَنَا أبي قَالَ سَمِعت حُسَيْنًا عَن ابْن أبي بردة أَن الرَّجْم أنزل

فِي سُورَة الْأَحْزَاب وَكَانَ مَكْتُوبًا فِي خوصَة فِي بَيت عَائِشَة فَأَكَلتهَا شَاتِهَا انْتَهَى 1001 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر إِلَى الْمَدِينَة كَانَ يحب إِسْلَام الْيَهُود قُرَيْظَة وَالنضير وَبني قينقاع وَقد تَابعه نَاس مِنْهُم عَلَى النِّفَاق وَكَانَ يلين لَهُم جَانِبه وَيكرم صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَإِذا أَتَى مِنْهُم قَبِيح تجَاوز عَنْهُم وَكَانَ يسمع مِنْهُم فَنزلت وَلَا تُطِع الْكَافرين الْآيَة وَرُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَعِكْرِمَة بن أبي جهل وَأَبا الْأَعْوَر السّلمِيّ قدمُوا عَلَيْهِ فِي الْمُوَادَعَة الَّتِي كَانَت بَينهم وَبَينه وَقَامَ مَعَهم عبد الله بن أبي ومتعب بن قُشَيْر وَالْجد بن قيس فَقَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ارْفض ذكر آلِهَتنَا وَقل إِنَّهَا تضر وَتَنْفَع وَتشفع وَنحن نَدعك وَرَبك قَالَ فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلَى الْمُؤمنِينَ وهموا بِقَتْلِهِم فَنزلت قلت غَرِيب وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول 1002 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ فِي زيد بن حَارِثَة وَكَانَ رجلا من كلب سبي صَغِيرا وَكَانَت الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا يَتَغَاوَرُونَ ويتسابون فَاشْتَرَاهُ حَكِيم بن حزَام لِعَمَّتِهِ خَدِيجَة فَلَمَّا تزَوجهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهبته لَهُ وَطَلَبه أَبوهُ وَعَمه فَخير فَاخْتَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْتقهُ وَكَانُوا يَقُولُونَ زيد بن مُحَمَّد فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة وَمَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحد ... الْآيَة

قلت رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي أول تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ وَكَانَ من أَمر زيد بن حَارِثَة أَنه أَصَابَته منَّة من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ من سَبَايَا الْعَرَب من كلب فِي بَيت مِنْهُم كَانَ حَكِيم بن حزَام اشْتَرَاهُ من سوق حُبَاشَة بِمَكَّة سوق للْعَرَب يتسوقون بِهِ فِي كل سنة وَاشْتَرَاهُ لِخَدِيجَة بنة خويلد فَوَهَبته لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكبر مِنْهُ بِعشر سِنِين فَتَبَنَّاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحفظ عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زيد بن مُحَمَّد حَتَّى أنزل الله ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ انْتَهَى وَهَذِه اللَّفْظَة فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر قَالَ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زيد بن مُحَمَّد حَتَّى أنزل الله ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ انْتَهَى 1003 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أخْشَى عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْعمد قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّالِث عَن جَعْفَر بن برْقَان عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أخْشَى عَلَيْكُم بعدِي الْفقر وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْغِنَى وَالتَّكَاثُر وَمَا أخْشَى عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْعمد انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة التكاثر وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث ثَابت بن

عجلَان عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما إِنِّي لست أَخَاف عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أَخَاف عَلَيْكُم الْعمد انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا فِي مُسْند الشاميين ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْمُنْذر الْحِمصِي ثَنَا أبي ثَنَا بَقِيَّة عَن ثَابت بن عجلَان ثني عَطاء بن أبي رَبَاح بِهِ 1004 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رفع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّلَاق ثَنَا مُحَمَّد بن الْمُصَفَّى ثَنَا الْوَلِيد ابْن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله وضع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ انْتَهَى وَهُوَ سَنَد ضَعِيف لَكِن رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عبيد بن عُمَيْر عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا إِن الله تجَاوز عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الطَّلَاق وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث جَعْفَر بن جبر بن فرقد ثني أبي عَن الْحسن عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رفع الله عَن هَذِه الْأمة ثَلَاثًا الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَالْأَمر يكْرهُونَ عَلَيْهِ انْتَهَى وعده من مُنكرَات جَعْفَر وَفِي الحَدِيث كَلَام طَوِيل وَله طرق أُخْرَى بيّنت ذَلِك فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة 1005 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا من مُؤمن إِلَّا أَنا أولَى بِهِ فِي الدُّنْيَا

وَالْآخِرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم النَّبِي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فأيما مُؤمن هلك وَترك مَالا فلترثه عصبته من كَانُوا وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مُؤمن إِلَّا وَأَنا أولَى النَّاس بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم النَّبِي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فأيما مُؤمن ترك مَالا فلترثه عصبته من كَانُوا وَإِن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَليَأْتِنِي أَنا مَوْلَاهُ انْتَهَى 1006 - قَوْله قَالَت عَائِشَة لسنا أُمَّهَات النِّسَاء قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف ثَنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا عبيد الله بن الْهَيْثَم الْعَبْدي ثَنَا أَبُو قُتَيْبَة مُسلم بن قُتَيْبَة ثَنَا مطر الْأَعْنَق حَدَّثتنِي خرقاء قَالَت قلت لعَائِشَة يَا أمة فَقَالَت لست أم النِّسَاء إِنَّمَا أَنا أم الرِّجَال انْتَهَى ذكره فِي بَاب خرقاء وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عَائِشَة أخبرنَا الْفضل بن دُكَيْن ثَنَا سُفْيَان عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة يَا أمة فَقَالَت عَائِشَة إِنِّي لست بأمك إِنَّمَا أَنا أم الرِّجَال انْتَهَى 1007 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور انْتَهَى البُخَارِيّ فِي الاسْتِسْقَاء وَفِي بَدْء الْخلق وَفِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الاسْتِسْقَاء

1008 - الحَدِيث الثَّامِن من حَدِيث الْأَحْزَاب وَيَوْم الخَنْدَق رُوِيَ أَن الله تَعَالَى أرسل جُنُودا لم تَرَوْهَا وهم الْمَلَائِكَة وَكَانُوا ألفا بعث الله عَلَيْهِم صبا بَارِدَة فِي لَيْلَة شَاتِيَة فَأَخْصَرَتْهُمْ وَسَفتْ التُّرَاب فِي وُجُوههم وَأمر الْمَلَائِكَة فَقلعت الْأَوْتَاد وَقطعت الْأَطْنَاب وَأَطْفَأت النيرَان وَأَكْفَأت الْقُدُور وَمَاجَتْ الْخُيُول بَعْضهَا فِي بعض وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب وَكَبرت الْمَلَائِكَة فِي جَوَانِب عَسْكَرهمْ فَقَالَ طليحة بن خويلد الْأَسدي أما مُحَمَّد فقد بَدَأَكُمْ بِالسحرِ فَالنَّجَاةُ النجَاة فَانْهَزَمُوا من غير قتال وَحين سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِقْبَالِهِمْ ضرب الخَنْدَق عَلَى الْمَدِينَة وَأَشَارَ عَلَيْهِ بذلك سلمَان الْفَارِسِي ثمَّ خرج فِي ثَلَاثَة آلَاف من الْمُسلمين فَضرب مُعَسْكَره وَالْخَنْدَق بَينه وَبَين الْقَوْم وَأمر بِالذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاء فَرفعُوا فِي الْآطَام وَاشْتَدَّ الْخَوْف وَظن الْمُؤْمِنُونَ كل ظن وَنجم النِّفَاق من الْمُنَافِقين حَتَّى قَالَ معتب بن قُشَيْر كَانَ مُحَمَّد يعدنا كنوز كسْرَى وَقَيْصَر وَنحن لَا نقدر نَذْهَب إِلَى الْغَائِط وَكَانَت قُرَيْش قد أَقبلت فِي عشرَة آلَاف من الْأَحَابِيش وَبني كنَانَة وَأهل تهَامَة وَقَائِدهمْ أَبُو سُفْيَان وَخرج غطفان فِي ألف وَمن تَابعهمْ من أهل نجد وَقَائِدهمْ عُيَيْنَة بن حصن وعامر بن الطُّفَيْل فِي هوَازن وضامتهم الْيَهُود من قُرَيْظَة وَالنضير وَمَضَى عَلَى الْفَرِيقَيْنِ قريب من شهر لَا حَرْب بَينهم إِلَّا الرَّمْي بِالنَّبلِ وَالْحِجَارَة حَتَّى أنزل الله النَّصْر قلت هَذَا كُله فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة الخَنْدَق مُعَرفا فِي طول الْقِصَّة عَن ابْن إِسْحَاق من قَوْله وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن

الزُّبَيْر وَعبد الله بن أبي بكر بن حزم وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَغَيرهم من عُلَمَائِنَا أَنه كَانَ من حَدِيث الخَنْدَق ... فَذكره مطولا بِزِيَادَات وَنقص 1009 - الحَدِيث التَّاسِع عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه إِن الْأَحْزَاب سائرون إِلَيْكُم تسعا أَو عشرا يَعْنِي فِي آخر تسع ليل أَو عشر فَلَمَّا رَأَوْهُمْ قد أَقبلُوا لِلْمِيعَادِ قَالُوا هَذَا مَا وعدنا الله وَرَسُوله 1010 - الحَدِيث الْعَاشِر فِي الحَدِيث من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي المناقب وَابْن ماجة فِي السّنة من حَدِيث الصَّلْت بن دِينَار الْأَزْدِيّ عَن أبي نَضرة مُنْذر بن مَالك عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من سره أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة بن عبيد الله انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث الصَّلْت بن دِينَار وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم وَضَعفه انْتَهَى قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَد آخر فَقَالَ ثَنَا يَحْيَى بن عُثْمَان بن صَالح ثَنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان ابْن عِيسَى بن مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله حَدثنِي أبي ثني جدي عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه طَلْحَة بن عبيد الله قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَآنِي يَقُول من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد ... الحَدِيث

الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن طَلْحَة ثَبت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد حَتَّى أُصِيبَت يَده فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أوجب طَلْحَة قلت لم يروه هَكَذَا بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا عبد الله بن حَامِد ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن شَاذان ثَنَا جَيْعُونَةَ بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ ثَنَا صَالح بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حزم عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فِي قَوْله تَعَالَى من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ قَالَت مِنْهُم طَلْحَة بن عبيد الله ثَبت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَلَكِن رُوِيَ مفرقا فَحَدِيث أوجب طَلْحَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْجِهَاد من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن الزُّبَيْر عَن أَبِيه الزُّبَيْر بن الْعَوام قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دِرْعَانِ يَوْم أحد فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَة فَلم يسْتَطع فَأقْعدَ طَلْحَة تَحْتَهُ فَصَعدَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَة قَالَ فَسمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول أوجب طَلْحَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْمَغَازِي وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ

وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَحَدِيث أُصِيبَت يَده رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْجِهَاد أخبرنَا عَمْرو بن سَواد أَنا ابْن وهب أَخْبرنِي يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما كَانَ يَوْم أحد كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَاحيَة فِي اثْنَي عشر رجلا من الْأَنْصَار وَفِيهِمْ طَلْحَة بن عبيد الله فأدرجهم الْمُشْركُونَ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا قَالَ كَمَا أَنْت فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَنا يَا رَسُول الله فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ الْتفت فَإِذا الْمُشْركُونَ قَالَ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا فَقَالَ كَمَا أَنْت فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَنا فَقَالَ أَنْت فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ لم يزل يَقُول ذَلِك وَيخرج إِلَيْهِم رجل من الْأَنْصَار فَيُقَاتل قتال من قبله حَتَّى يقتل حَتَّى بَقى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَطَلْحَة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا فقاتل طَلْحَة قتال الْأَحَد عشر حَتَّى ضربت يَده فَانْقَطَعت أَصَابِعه فَقَالَ حس فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو قلت بِسم الله لَرَفَعَتْك الْمَلَائِكَة وَالنَّاس ينظرُونَ ثمَّ رد الله الْمُشْركين انْتَهَى وَرُوِيَ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي من حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن قيس قَالَ رَأَيْت يَد طَلْحَة شلاء وقِي بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد انْتَهَى 1012 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَبِيحَة اللَّيْلَة الَّتِي انهزم فِيهَا الْأَحْزَاب وَرجع الْمُسلمُونَ إِلَى الْمَدِينَة وَوَضَعُوا سِلَاحهمْ عَلَى فرسه الحيزوم وَالْغُبَار عَلَى وَجه الْفرس وَعَلَى السرج فَقَالَ مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ من مُتَابعَة قُرَيْش فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمسح الْغُبَار عَن وَجه الْفرس وَعَن سَرْجه فَقَالَ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْمَلَائِكَة لم تضع السِّلَاح إِن الله يَأْمُرك بِالْمَسِيرِ إِلَى بني قُرَيْظَة وَأَنا عَامِد إِلَيْهِم

فَإِن الله داقهم دق الْبيض عَلَى الصَّفَا وَإِنَّهُم لكم طعمة فَأذن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي النَّاس أَن من كَانَ سَامِعًا مُطيعًا فَلَا يُصَلِّي الْعَصْر إِلَّا فِي بني قُرَيْظَة فَمَا صَلَّى كثير من النَّاس الْعَصْر إِلَّا بعد الْعشَاء الْآخِرَة لأجل قَول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَاصَرَهُمْ خمْسا وَعشْرين لَيْلَة حَتَّى جهدهمْ الْحصار فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَنْزِلُونَ عَلَى حكمي فَأَبَوا فَقَالَ عَلَى حكم سعد بن معَاذ فَرَفَضُوا بِهِ فَقَالَ سعد حكمت فيهم أَن تقتل مُقَاتلَتهمْ وَتَسْبِي ذَرَارِيهمْ وَنِسَاؤُهُمْ فَكبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لقد حكمت بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة ثمَّ اسْتَنْزَلَهُمْ وَخَنْدَق فِي سوق الْمَدِينَة خَنْدَقًا وَقَدَّمَهُمْ وَضرب أَعْنَاقهم وهم من ثَمَانمِائَة إِلَى تِسْعمائَة وَقيل كَانُوا سِتّمائَة مقَاتل وَسَبْعمائة أَسِير قلت هَذَا كُله فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة عَن ابْن إِسْحَاق من قَوْله إِلَّا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لقد حكمت بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة فَإِنَّهُ أسْندهُ حَدثنِي عَاصِم بن عُمَيْر بن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد ابْن معَاذ عَن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لسعد لقد حكمت فيهم بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى سوق الْمَدِينَة فَخَنْدَق بهَا خَنْدَق ثمَّ بعث إِلَيْهِم فَضربت أَعْنَاقهم فِي تِلْكَ الْخَنَادِق فَخرج بهم إِلَيْهِ أَرْسَالًا وهم سِتّمائَة أَو سَبْعمِائة وَالْمُكثر يَقُول كَانُوا بَين الثَّمَانمِائَة إِلَى التسْعمائَة وَبَقِيَّة الحَدِيث مفرق فِي طول الْقِصَّة إِلَّا قَوْله فَإِن الله داقهم دق الْبيض عَلَى الصَّفَا فَإِنَّهُ قَالَ بدله إِنِّي عَامِد إِلَيْهِم فَمُزَلْزِل بهم وَرَوَاهَا بِهَذَا اللَّفْظ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فَقَالَ فِي الْفَصْل الثَّامِن وَالْعِشْرين وَهُوَ فصل الْمَغَازِي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد فِي جمَاعَة قَالُوا ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ ثَنَا الحكم بن مُوسَى ثَنَا مُبشر بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي ثَنَا معَاذ ابْن رِفَاعَة حَدثنِي أَبُو الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما رابط النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير

وَطَالَ الْمكْث بهم أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يغسل رَأسه فَقَالَ عَفا الله عَنْك يَا مُحَمَّد مَا أسْرع مَا مللتهم وَالله مَا نَزَعْنَا من لِأُمَّتِنَا شَيْئا مُنْذُ نزلت عَلَيْهِم قُم فَشد عَلَيْك سِلَاحك وَالله لأذقنهم كَمَا يدق الْبيض عَلَى الصَّفَا قَالَ فَأَتْبَعته بَصرِي حَتَّى تقذفذ فِي الْمَدِينَة فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك نهضنا إِلَيْهِ فَفَتحهَا الله انْتَهَى 1013 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل عقارهم يَعْنِي الْأَحْزَاب للمهاجرين دون الْأَنْصَار فَقَالَت الْأَنْصَار فِي ذَلِك فَقَالَ إِنَّكُم فِي مَنَازِلكُمْ وَقَالَ عمر أما نُخَمِّسُ كَمَا خمست يَوْم بدر قَالَ لَا إِنَّمَا جعلت هَذِه طعمة لي دون النَّاس قَالُوا رَضِينَا بِمَا صنع الله وَرَسُوله قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة بن زيد عَن أم الْعَلَاء قَالَت لما غنم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير قسم مَا أَفَاء الله عَلَيْهِ فَأعْطَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط أحدا من الْأَنْصَار من ذَلِك الْفَيْء شَيْئا إِلَّا رجلَيْنِ كَانَا مُحْتَاجين سهل بن حنيف وَأَبا دُجَانَة مُخْتَصر وحَدثني أَبُو بكر بن عبد الله عَن الْمسور بن رِفَاعَة قَالَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَمْوَال وَالْحَلقَة فوجدوا من الْحلقَة خمسين درعا وَخمسين بَيْضَة وثلاثمائة وَأَرْبَعين سَيْفا وَكَانَ الَّذِي ولي قبضهَا مُحَمَّد بن مسلمة وَيُقَال إِنَّهُم غَيَّبُوا بعض سِلَاحهمْ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله أَلا نُخَمِّسُ كَمَا خمست مَا أُصِيب من بدر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا أجعَل شَيْئا جعله الله لي دون الْمُؤمنِينَ بقوله مَا أَفَاء الله عَلَى رَسُوله من أهل الْقرى الْآيَة كَهَيئَةِ مَا وَقع فِيهِ السهْمَان للْمُسلمين مُخْتَصر 1014 - الحَدِيث الرَّابِع عشر رُوِيَ أَن آيَة التَّخْيِير لما نزلت غم ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَدَأَ

بعائشة وَكَانَت أحبهنَّ إِلَيْهِ فَخَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآن فَاخْتَارَتْ الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَرُئِيَ الْفَرح فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ اخْتَار جَمِيعهنَّ اخْتِيَارهَا فَشكر الله لَهُنَّ ذَلِك وَأنزل لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد وَلَا أَن تبدل بِهن من أَزوَاج وَرُوِيَ انه قَالَ لعَائِشَة إِنِّي ذَاكر لَك أمرا وَلَا عَلَيْك أَلا تجعلي فِيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآن قَالَت أَفِي هَذَا أَستَأْمر أَبَوي إِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَرُوِيَ أَنَّهَا قَالَت لَا تخير أَزوَاجك إِنِّي اخْتَرْتُك قَالَ إِنَّمَا بَعَثَنِي الله مبلغا وَلم يَبْعَثنِي مُتَعَنتًا قلت الأول رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الْأَعْلَى ثَنَا سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزينتهَا ... الْآيَة قَالَ أمره الله أَن يُخَيِّرهُنَّ بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْجنَّة وَالنَّار قَالَ قَتَادَة وَهِي غيرَة من عَائِشَة فِي شَيْء أَرَادَتْهُ من الدُّنْيَا وَكَانَت تَحْتَهُ تسع نسْوَة عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَزَيْنَب بنت جحش ومَيْمُونَة بني الْحَارِث الْهِلَالِيَّة جوَيْرِية بنت الْحَارِث من بني المصطلق وَصفِيَّة بنت حييّ وَكَانَت أحبهنَّ إِلَيْهِ فَلَمَّا اخْتَارَتْ الله رَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة رئي الْفَرح فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَتَابَعْنَ عَلَى ذَلِك فشكرهن الله عَلَى ذَلِك فَقَالَ لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد ... الْآيَة فَقَصره الله عَلَيْهِنَّ وَهن التسع اللَّاتِي اخْترْنَ الله وَرَسُوله انْتَهَى وَالثَّانِي رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الطَّلَاق من

حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت لما أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِتَخْيِير أَزوَاجه بَدَأَ بِي فَقَالَ إِنِّي ذَاكر لَك أمرا فَلَا عَلَيْك أَلا تعجلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك وَقد علم أَن أَبَوي لم يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ ثمَّ قَالَ إِن الله قَالَ يأيها النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك ... إِلَى تَمام الْآيَتَيْنِ فَقلت لَهُ فَفِي هَذَا أَستَأْمر أَبَوي فَإِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة قَالَت ثمَّ فعل أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِثْلَمَا فعلت انْتَهَى الثَّالِث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الطَّلَاق من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ فَوجدَ النَّاس جُلُوسًا ... فَذكر قصَّة عَائِشَة بِعَينهَا وَفِي آخِره قَالَت بل أخْتَار الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَأَسْأَلك أَلا تخبر امْرَأَة من نِسَائِك قَالَ لَا تَسْأَلنِي امْرَأَة مِنْهُنَّ إِلَّا أخْبرتهَا إِن الله لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا متمعنتا وَلَكِن بَعَثَنِي معلما ميسرًا مُخْتَصر وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس ... فَذَكَرَاهُ مطولا وَفِي آخِره قَالَ معمر فَأخْبرنَا أَيُّوب عَن عَائِشَة قَالَت لَهُ لَا تخبر نِسَاءَك أَنِّي اخْتَرْتُك فَقَالَ لَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله أَرْسلنِي مبلغا وَلم يُرْسِلنِي مُتَعَنتًا وَعَزاهُ الطَّيِّبِيّ لِأَحْمَد فَقَط 1015 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها خيرنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاخترناه فَلم يعده طَلَاقا وَرُوِيَ أَفَكَانَ طَلَاقا قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ بَعضهم فِي النِّكَاح وَبَعْضهمْ فِي الطَّلَاق من رِوَايَة مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت خيرنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يعده طَلَاقا انْتَهَى وَفِي رِوَايَة فَلم نعده طَلَاقا وَفِي رِوَايَة أَفَكَانَ طَلَاقا وَالثَّلَاثَة فِي الصَّحِيحَيْنِ

1016 - الحَدِيث السَّادِس عشر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأبي الدَّرْدَاء (إِن فِيك جَاهِلِيَّة قَالَ جَاهِلِيَّة كفر أم إِسْلَام قَالَ بل جَاهِلِيَّة كفر) قلت غَرِيب وَالَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ذَلِك لأبي ذَر أَخْرجَاهُ فِي الْعتْق من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ كَانَ بيني وَبَين رجل من إخْوَانِي كَلَام وَكَانَت أمه أَعْجَمِيَّة فَعَيَّرْته بِأُمِّهِ فَشَكَانِي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لي (أُعِيرَت فلَانا بِأُمِّهِ قلت نعم قَالَ يَا أَبَا ذَر إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة هم إخْوَانكُمْ) الحَدِيث مُخْتَصر وَلم يذكر الطَّيِّبِيّ غير حَدِيث أبي ذَر من غير أَن يَعْتَرِضهُ وَالَّذِي عيره أَبُو ذَر بِأُمِّهِ هُوَ بِلَال بن رَبَاح قَالَه الْمُنْذِرِيّ 1017 - الحَدِيث السَّابِع عشر رُوِيَ أَن أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر الله الرِّجَال فِي الْقُرْآن بِخَير وَمَا فِينَا خير نذْكر بِهِ إِنَّا نَخَاف أَلا يقبل منا طَاعَة فَنزلت إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات ... الْآيَة وَرُوِيَ أَن السَّائِل أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قلت رَوَى النَّسَائِيّ من حَدِيث شريك عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله مَا لي أسمع الرِّجَال يذكرُونَ فِي الْقُرْآن وَالنِّسَاء لَا يذكرُونَ فَأنْزل الله إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات الْآيَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري فِي تَفْسِيره عَن أبي مُعَاوِيَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بِهِ

وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد ثَنَا عُثْمَان بن حَكِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة عَن أم سَلمَة فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة فَذكره وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَن أم عمَارَة الْأَنْصَارِيَّة بِنَحْوِ حَدِيث أم سَلمَة سَوَاء وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن الْحسن الْأَشْقَر ثَنَا أَبُو كُدَيْنَة عَن قَابُوس عَن أبيَّة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قُلْنَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله مَا لَهُ لَيْسَ يذكر إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَلَا يذكر الْمُؤْمِنَات بِشَيْء فَأنْزل الله إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات وَالْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات الْآيَة 1018 - قَوْله وَرُوِيَ أَنه لما نزل فِي نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا نزل قَالَ نسَاء الْمُسلمين فَمَا نزل فِينَا شَيْء فَنزلت قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ دخل نسَاء من الْمُؤْمِنَات عَلَى نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقُلْنَ قد ذَكَرَكُنَّ الله فِي الْقُرْآن وَلم نذْكر بِشَيْء مَا فِينَا مَا يذكر فَأنْزل الله تَعَالَى إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات الْآيَة وَرَوَاهُ ابْن سعيد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا عَن قَتَادَة نَحوه 1019 - الحَدِيث الثَّامِن عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتَيْقَظَ من نَومه وَأَيْقَظَ امْرَأَته فَصَليَا جَمِيعًا رَكْعَتَيْنِ كتبا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرا وَالذَّاكِرَات)

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي صَلَاة اللَّيْل من حَدِيث الْأَعْمَش عَن الْأَغَر أبي مُسلم الْمَدِينِيّ عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة قَالَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتَيْقَظَ من اللَّيْل وَأَيْقَظَ امْرَأَته) إِلَى آخِره قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ بَعضهم مَوْقُوفا عَلَى أبي سعيد وَلم يذكر فِيهِ أَبَا هُرَيْرَة انْتَهَى قلت وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما أخبرنَا الثَّوْريّ عَن عَلّي بن الْأَقْمَر عَن الْأَغَر عَن الْخُدْرِيّ مَوْقُوفا وَرَوَاهُ مَرْفُوعا ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح 1020 - الحَدِيث التَّاسِع عشر رُوِيَ أَن رَسُول الله خطب زَيْنَب بنت جحش بنت عمته أُمَيْمَة بنت عبد الْمطلب عَلَى مَوْلَاهُ زيد بن حَارِثَة فَأَبت وَأَبَى أَخُوهَا عبد الله فَنزلت وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة إِذا قَضَى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة الْآيَة فَقَالَا رَضِينَا برَسُول الله فَأَنْكحهَا إِيَّاه وسَاق إِلَيْهَا مهرهَا سِتِّينَ درهما وَحِمَارًا وَمِلْحَفَة وَدِرْعًا وَإِزَار وَخمسين مدا من الطَّعَام وَثَلَاثِينَ صَاعا من تمر قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي النِّكَاح وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الْحسن بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثني الْحسن بن أعين الْحَرَّانِي ثَنَا حَفْص بن سُلَيْمَان عَن الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي حَدثنِي مَذْكُور مولَى زَيْنَب بنت جحش عَن زَيْنَب بنت جحش قَالَت خطبني عدَّة من قُرَيْش فَأرْسلت أُخْتِي حمْنَة إِلَى

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَشِيرهُ فَقَالَ لَهَا أَيْن هِيَ مِمَّن يعلمهَا كتاب رَبهَا وَسنة نبيها قَالَت وَمن هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ زيد بن حَارِثَة قَالَ فَغضِبت حمْنَة غَضبا شَدِيدا وَقَالَت يَا رَسُول الله أَتزوّج بنت عَمَّتك مَوْلَاك قَالَت وجاءتني فأعلمتني فَغضِبت غَضبا شَدِيدا من غَضَبهَا وَقلت أَشد من قَوْلهَا فَأنْزل الله وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة إِذا قَضَى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة من أَمرهم قَالَت فَأرْسلت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقلت إِنِّي أسْتَغْفر الله وَأطِيع الله وَرَسُوله أفعل مَا رَأَيْت فَزَوجنِي زيد انْتَهَى وَالْحُسَيْن بن أبي السّري ضعفه أَبُو دَاوُد وَغَيره وَحَفْص بن سُلَيْمَان الْأَسدي قَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ 1021 - الحَدِيث الْعشْرُونَ قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَقيل أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَهِي أول من هَاجر من النِّسَاء فَوهبت نَفسهَا للنَّبِي فَقَالَ قد قبلت وَزوجهَا زيدا فَسَخِطَتْ هِيَ وأخوها وَقَالا إِنَّمَا أردنَا رَسُول الله فَزَوَّجنَا عَبده قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس أَنا ابْن وهب قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد ابْن أسلم فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة الْآيَة قَالَ نزلت فِي أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَكَانَت أول من هَاجر من النِّسَاء فَوهبت نَفسهَا للنَّبِي فَقَالَ قد قبلت فَزَوجهَا زيد بن حَارِثَة فَسَخِطَتْ هِيَ وأخوها وَقَالا إِنَّمَا أردنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَزَوَّجنَا عَبده انْتَهَى وَذكر الثَّعْلَبِيّ هَذِه الرِّوَايَة وَالَّتِي قبلهَا بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد

1022 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعِشْرين رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبْصر زَيْنَب بَعْدَمَا أنْكحهَا زيد فَوَقَعت فِي نَفسه فَقَالَ (سُبْحَانَ الله مُقَلِّب الْقُلُوب) وَسمعت زَيْنَب بِالتَّسْبِيحَةِ فَذَكرتهَا لزيد فَفطن وَألقَى الله فِي نَفسه كَرَاهَة صحبتهَا وَالرَّغْبَة عَنْهَا فَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أُرِيد أَن أُفَارِق صَاحِبَتي فَقَالَ (مَا لَك أَرَابَك مِنْهَا شَيْء) قَالَ لَا وَالله مَا رَأَيْت مِنْهَا إِلَّا خيرا وَلكنهَا تتعظم عَلّي بِشَرَفِهَا وَيُؤْذِينِي فَقَالَ أمسك عَلَيْك زَوجك وَاتَّقِ الله ثمَّ طَلقهَا بعد فَلَمَّا اعْتدت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أجد أحد أوثق فِي نَفسِي مِنْك أَخطب لي زَيْنَب) قَالَ زيد فَانْطَلَقت فَإِذا هِيَ تخمر عَجِينَتَهَا فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا حِين علمت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكرهَا فَوليتهَا ظَهْري قلت يَا زَيْنَب أَبْشِرِي إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَطبك فَفَرِحت وَقَالَت مَا أَنا بِصَانِعَةٍ شَيْئا حَتَّى أوَامِر رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدهَا وَنزل الْقُرْآن زَوَّجْنَاكهَا فَتَزَوجهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَا أولم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى امْرَأَة مَا أولم عَلَيْهَا ذبح شَاة وَأطْعم النَّاس الْخبز وَاللَّحم إِلَى أَن امْتَدَّ النَّهَار انْتَهَى قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي النِّكَاح مُخْتَصر من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ لما انْقَضتْ عدَّة زَيْنَب قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لزيد اذْكُرْهَا عَلّي قَالَ فَانْطَلق زيد حَتَّى أَتَاهَا وَهِي تخمر عَجِينهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكرهَا فَوليتهَا ظَهْري وَنَكَصت عَلَى عَقبي قفلت يَا زَيْنَب إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكرك قَالَت مَا أَنا بِصَانِعَةٍ شَيْئا حَتَّى أوَامِر رَبِّي فَقَامَتْ

إِلَى مَسْجِدهَا وَنزل الْقُرْآن وَجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدخل عَلَيْهَا بِغَيْر إِذن ثمَّ ذكر قصَّة الْحجاب وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس وَاللَّفْظ لمُسلم قَالَ مَا أولم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر وَأفضل مِمَّا أولم عَلَى زَيْنَب أطْعمهُم خبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ وَفِي رِوَايَة ذبح شَاة وَرَوَى الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس أَنا وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد زوج زيد بن حَارِثَة زَيْنَب بنت جحش ابْنة عمته فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا يُريدهُ وَعَلَى الْبَاب ستر من شعر فَرفعت الرّيح السّتْر فَانْكَشَفَتْ وَهِي فِي حُجْرَتهَا حَاسِرَة فَوَقع إعْجَابهَا فِي قلب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا وَقع ذَلِك كرهت إِلَى زيد فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أُرِيد أَن أُفَارِق صَاحِبَتي قَالَ أَرَابَك مِنْهَا شَيْء فَقَالَ لَا وَالله يَا رَسُول الله مَا رَابَنِي مِنْهَا شَيْء وَلَا إِلَّا رَأَيْت إِلَّا خيرا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمسك عَلَيْك زَوجك الْآيَة انْتَهَى وَذكر الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد 1023 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعِشْرين عَن عَائِشَة قَالَت لَو كتم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا مِمَّا أُوحِي إِلَيْهِ لكَتم هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله أمسك عَلَيْك زَوجك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة إِلَى أَن قَالَ وَلَو كَانَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَاتِما شَيْئا مِمَّا أنزل الله عَلَيْهِ لكَتم هَذِه الْآيَة وَإِذا تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ الْآيَة مُخْتَصر وَسَيَأْتِي فِي حم عسق وَفِي الْجمع لعبد الْحق الصَّحِيح انه عزاهُ لمُسلم فَقَط

1024 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعِشْرين رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أَرَادَ قتل عبد الله بن أبي السَّرْح وَأَعْتَرِض عُثْمَان بِشَفَاعَتِهِ لَهُ قَالَ عمر لقد كَانَ عَيْني إِلَى عَيْنك هلا تُشِير إِلَيّ فَأَقْتُلهُ فَقَالَ (إِن الْأَنْبِيَاء لَا تُومِضْ ظَاهِرهمْ وَبَاطِنهمْ وَاحِد) قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث الْحسن بن بشر البَجلِيّ ثَنَا الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة من النَّاس عبد الْعُزَّى بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن سعد بن أبي سرح وَأم سارة فَأَما ابْن خطل فَإِنَّهُ قتل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة قَالَ وَنذر رجل من الْأَنْصَار أَن يقتل عبد الله بن سعد إِذا رَآهُ وَكَانَ أَخا عُثْمَان بن عَفَّان من الرضَاعَة فَأَتَى بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليشفع لَهُ فَجعل الْأنْصَارِيّ يتَرَدَّد وَيكرهُ أَن يقدم عَلَيْهِ فَبَايعهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ للْأَنْصَارِيِّ (قد انْتَظَرْتُك أَن توفّي بِنَذْرِك) قَالَ يَا رَسُول الله أَفلا أَوْمَضْت إِلَيّ قَالَ إِنَّه لَيْسَ للنَّبِي أَن يُومِض مُخْتَصر طَرِيق آخر رَوَى عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح ثَنَا معمر عَن عُثْمَان الْجَزرِي عَن مقسم مولَى ابْن عَبَّاس قَالَ لما كَانَت الْمدَّة الَّتِي بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين قُرَيْش فَذكره بِطُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى أَن قَالَ وَأمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة عبد الله بن أبي سرح وَابْن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة الْكِنَانِي وَامْرَأَة أُخْرَى قَالَ ثمَّ جَاءَهُ عُثْمَان بن عَفَّان بِابْن أبي سرح فَقَالَ بَايعه يَا رَسُول الله فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ جَاءَهُ فَبَايعهُ فَقَالَ علية السَّلَام (لقد أَعرَضت عَنهُ ليَقْتُلهُ بَعْضكُم) فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هلا أَوْمَضْت إِلَيْنَا يَا رَسُول الله

قَالَ (إِن النَّبِي لَا يُومِض) وَهُوَ مُرْسل طَرِيق آخر رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَنْفَال حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتك الْآيَة قَالَ ذكر لنا رجلا كَانَ يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَافَقَ وَلحق بالمشركين بِمَكَّة فَسمع ذَلِك رجل من الْأَنْصَار فَنَذر لَئِن أمكنه الله مِنْهُ لَيَقْتُلَنهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة عبد الله بن سعد بن أبي سرح وَمقيس بن ضَبَابَة وَابْن خطل وَامْرَأَته فجَاء عُثْمَان بِابْن أبي سرح وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا عبد الله قد جَاءَ تَائِبًا فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا سمع بِهِ الْأنْصَارِيّ جَاءَ مُتَقَلِّدًا سَيْفه وَجعل يطِيف بِهِ وَهُوَ ينظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَجَاء أَن يومي إِلَيْهِ ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قدم يَده إِلَيْهِ فَبَايعهُ ثمَّ قَالَ (وَالله لقد تَلَوَّمْتك فِيهِ لِتوفي بِنَذْرِك) فَقَالَ يَا نَبِي الله إِنِّي هِبتك فلولا أَوْمَضْت إِلَيّ فَقَالَ إِنَّه لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يُومِض انْتَهَى وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر عمر وَلَا قَوْله ظَاهِرهمْ وَبَاطِنهمْ وَاحِدًا وَمَعْنى الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد فِي الْجِهَاد عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة قَالَ (اقْتُلُوهُمْ وَإِن وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقين بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة) عِكْرِمَة بن أبي جهل وَعبد الله بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح فَأَما ابْن خطل فَأدْرك مُتَعَلقا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقتله سعيد بن حُرَيْث إِلَى أَن قَالَ وَأما عبد الله بن أبي سرح فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فَلَمَّا دَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْبيعَة جَاءَ بِهِ حَتَّى أوقفهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله بَايع عبد الله فَنظر إِلَيْهِ ثَلَاثًا كل ذَلِك يَأْبَى فَبَايعهُ بعد ثَلَاث ثمَّ أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ (أما كَانَ فِيكُم رشيد يقوم إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْت يَدي عَن بيعَته فيقتله) قَالُوا وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُول الله مَا فِي نَفسك هلا أَوْمَأت إِلَيْنَا بِعَيْنَيْك قَالَ (لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يكون لَهُ خَائِنَة أعين) مُخْتَصر

وَلَفظ يُومِض فِي سنَن أبي دَاوُد فِي الْجَنَائِز فِي بَاب أَيْن يقوم الإِمَام من الْمَيِّت وَلكنه فِي غير هَذِه الْقِصَّة 1025 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعِشْرين رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي ابْنه إِبْرَاهِيم حِين توفّي (لَو عَاشَ لَكَانَ نَبيا) قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الْجَنَائِز حَدثنَا عبد القدوس بن مُحَمَّد ثَنَا دَاوُد بن شبيب ثَنَا أَبُو شيبَة إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان نَا الحكم بن عتيبة عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة وَلَو عَاشَ لَكَانَ صديقا نَبيا وَلَو عَاشَ لأعتقت أَخْوَاله القبط وَمَا اسْترق قبْطِي) انْتَهَى وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن ابْن أبي أوفي قَالَ مَاتَ إِبْرَاهِيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَغِيرا وَلَو قضي أَن يكون بعد مُحَمَّد نَبِي عَاشَ ابْنه وَلَكِن لَا نَبِي بعده انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف عَن الْحَارِث بن رَجَب الضَّبِّيّ عَن أبي شيبَة بِهِ 1026 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ذكر الله عَلَى فَم كل مُسلم) وَرُوِيَ (فِي قلب كل مُسلم) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ سَأَلَ رجل

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرجل منا يذبح وَيُنْسِي أَن يُسَمِّي قَالَ (اسْم الله عَلَى فَم كل مُسلم) وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمَرْوَان بن سَالم الْغِفَارِيّ وَكَذَلِكَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف جدا 1027 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ رُوِيَ عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت خطبني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاعتذرت إِلَيْهِ فعذرني ثمَّ أنزل الله هَذِه إِنَّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك إِلَى قَوْله وَبَنَات عمك وَبَنَات عَمَّاتك وَبَنَات خَالك وَبَنَات خَالَاتك اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك فَلم أحل لَهُ لِأَنِّي لم أُهَاجِر مَعَه كنت من الطُّلَقَاء قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث السّديّ عَن أبي صَالح عَن أم هَانِئ قَالَت خطبني إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث السّديّ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ 1028 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ حِين تَغَايَرْنَ وابتغين زِيَادَة النَّفَقَة وغظن

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَجرهنَّ شهرا وَنزل التَّخْيِير فَأَشْفَقْنَ أَن يطلقن فَقُلْنَ يَا رَسُول الله افْرِضْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الطَّلَاق من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالنَّاس عَلَى الْبَاب جُلُوس لم يُؤذن لَهُم فَجَلَسَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَالنَّاس حوله وَهُوَ سَاكِت فَقَالَ عمر لأُكلمَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَدَعهُ يضْحك فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة وَهِي تَسْأَلنِي النَّفَقَة فَقُمْت فَوَجَأْت عُنُقهَا قَالَ فَضَحِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ثمَّ قَالَ (هن حَولي كَمَا ترَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَة) فَقَامَ أَبُو بكر إِلَى عَائِشَة يجَأ عُنُقهَا وَقَامَ عمر إِلَى حَفْصَة يجَأ عُنُقهَا كِلَاهُمَا يَقُول تَسْأَلَانِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا لَيْسَ عِنْده فَنَهَاهُمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقُلْنَ وَالله لَا نسْأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد هَذَا الْمجْلس مَا لَيْسَ عِنْده وَأنزل الله آيَة التَّخْيِير فَذكره وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذمارِي عَن سُفْيَان حَدثنِي سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسع نسْوَة فخشين أَن يُطَلِّقهُنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله أقسم لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت فَنزلت ترجى من تشَاء الْآيَة وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرَادَ أَن يُفَارق نِسَاءَهُ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا وَسَيَأْتِي قَرِيبا بِتَمَامِهِ وَهُوَ مُرْسل

1029 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعِشْرين يرْوَى أَن عَائِشَة قَالَت يَا رَسُول الله إِنِّي أرَى رَبك يُسَارع فِي هَوَاك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه كَانَت خَوْلَة بنت حَكِيم من اللَّاتِي وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت عَائِشَة أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرجل فَلَمَّا نزلت ترجى من تشَاء مِنْهُنَّ قلت يَا رَسُول الله مَا أرَى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى 1030 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْجَى من نِسَائِهِ خَمْسَة سَوْدَة وَجُوَيْرِية وَصفِيَّة ومَيْمُونَة وَأم حَبِيبَة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا يَشَاء وَأَوَى أَرْبَعَة عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب وَرُوِيَ انه كَانَ يُسَوِّي مَعَ مَا أطلق لَهُ وَخير فِيهِ إِلَّا سَوْدَة فَإِنَّهَا وهبت لَيْلَتهَا لعَائِشَة وَقَالَت لَا تُطَلِّقنِي حَتَّى أحْشر فِي جملَة نِسَائِك قلت الأول رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين فِي قَوْله تَعَالَى ترجى من تشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء فَكَانَ مِمَّن أَوَى عَائِشَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب وَحَفْصَة وَكَانَ قِسْمَتهنَّ من نَفسه وَمَاله فهن سَوَاء وَكَانَ مِمَّن أَرْجَى سَوْدَة وَجُوَيْرِية وَأم حَبِيبَة ومَيْمُونَة وَصفِيَّة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا شَاءَ وَكَانَ أَرَادَ أَن يُفَارِقهُنَّ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك مَا شِئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره حَدثنَا معمر عَن مَنْصُور بِهِ

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد عَن جرير بِهِ وَهُوَ مُرْسل وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذمارِي عَن سُفْيَان ثني سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ المرجئات خمْسا وَمن أَوَى أَرْبعا فَذَكرهنَّ وَهَذَا مُرْسل وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي مُسْند سَوْدَة ثَنَا عمر بن حَفْص السدُوسِي ثَنَا أَبُو بِلَال الْأَشْعَرِيّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يفضل بَعْضنَا عَلَى بعض فِي الْقسم وَكَانَ كل يَوْم إِلَّا وَهُوَ يطِيف بِنَا وَيَدْنُو من كل وَاحِدَة منا من غير مَسِيس حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الَّتِي هِيَ يَوْمهَا وَيثبت عِنْدهَا وَلَقَد قَالَت لَهُ سَوْدَة بنت زَمعَة وَقد أَرَادَ أَن يفارقها يومي مِنْك وَنَصِيبِي لعَائِشَة فَقبل ذَلِك مِنْهَا وفيهَا نزلت وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا الْآيَة انْتَهَى زَاد فِيهِ من طَرِيق أُخْرَى وَالله مَا بِي رَغْبَة فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي أحْشر فِي جملَة نِسَائِك فَيكون لي مَا لَهُنَّ وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا حَفْص بن غياث عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق سَوْدَة فَلَمَّا خرج إِلَى الصَّلَاة أَمْسَكت بِثَوْبِهِ فَقَالَت وَالله مَا لي فِي الرِّجَال من حَاجَة وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أحْشر فِي أَزوَاجك قَالَ فَرَاجعهَا وَجعل يَوْمهَا لعَائِشَة وَهُوَ مُرْسل وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن سَوْدَة خشيت أَن يطلقهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا تُطَلِّقنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجعَل يومي لعَائِشَة فَفعل انْتَهَى وَينظر 1031 - قَوْله وَالتسع اللَّاتِي مَاتَ عَنْهُن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَائِشَة بنت أبي بكر وَحَفْصَة بنت عمر وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة

وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَصفِيَّة بنت حييّ الْخَيْبَرِية ومَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة وَزَيْنَب بنت جحش الأَسدِية وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث الْمُصْطَلِقِيَّة قلت رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده تسع نسْوَة فَذَكرهنَّ سَوَاء وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَدِهِ إِلَى قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ توفّي عَن تسع نسْوَة خمس من قُرَيْش عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم حَبِيبَة وَسَوْدَة وَأم سَلمَة وَثَلَاثَة من سَائِر الْعَرَب مَيْمُونَة وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَمن بني إِسْرَائِيل صَفِيَّة انْتَهَى وَحَدِيث قَتَادَة هَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي آخر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج خمس عشرَة امْرَأَة وَدخل بِثَلَاثَة عشر وَتُوفِّي عَن تسع مِنْهُنَّ خمس من قُرَيْش فَذَكرهنَّ سَوَاء وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي أول فَضَائِل عَائِشَة بِسَنَدِهِ إِلَى أبي عبيد الْقَاسِم ابْن سَلام قَالَ صَحَّ عندنَا وَثَبت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج ثَمَانِي عشر امْرَأَة مِنْهُنَّ وَاحِدَة من بني إِسْرَائِيل وَلم يتَزَوَّج فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَّا خَدِيجَة ثمَّ تزوج بعْدهَا فِي الْإِسْلَام سَوْدَة بِمَكَّة ثمَّ تزوج عَائِشَة قبل الْهِجْرَة بِسنتَيْنِ ثمَّ تزوج بِالْمَدِينَةِ بعد وقْعَة بدر بِأم سَلمَة ثمَّ تزوج حَفْصَة بنت عمر سنة ثِنْتَيْنِ فَهَؤُلَاءِ الْخَمْسَة من قُرَيْش ثمَّ تزوج سنة ثَلَاث زَيْنَب بنت جحش ثمَّ تزوج جوَيْرِية سنة خمس ثمَّ تزوج أم حَبِيبَة سنة سِتّ ثمَّ تزوج صَفِيَّة سنة سبع ثمَّ تزوج مَيْمُونَة ثمَّ تزوج فَاطِمَة بنت شُرَيْح ثمَّ تزوج زَيْنَب بنت خُزَيْمَة ثمَّ تزوج هِنْد بنت يزِيد ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت النُّعْمَان ثمَّ تزوج فَتِيلَة بنت قيس أُخْت الْأَشْعر ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت شيبَة السلمِيَّة انْتَهَى وَأسْندَ إِلَى معمر بن الْمثنى قَالَ أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَيْنَب وَآخر من مَاتَ مِنْهُنَّ أم سَلمَة انْتَهَى

وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ قبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تسع لَا اخْتِلَاف فِيهِنَّ وَهن عَائِشَة إِلَى آخِرهنَّ سَوَاء قَالَ الْوَاقِدِيّ وَالْمجْمَع عَلَيْهِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج أَربع عشرَة امْرَأَة الْآتِي سميتهن وَأَسْمَاء بنت النُّعْمَان الْجَوْنِية الَّتِي استعاذت مِنْهُ وَفَاطِمَة بنت الضَّحَّاك الْكلابِيَّة وَخَدِيجَة بنت خويلد وَزَيْنَب بنت خُزَيْمَة وَرَيْحَانَة بنت زيد النَّضْرِية وَمَاتَتْ عِنْده خَدِيجَة بنت خويلد وَزَيْنَب وَرَيْحَانَة انْتَهَى 1032 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن عُيَيْنَة بن حصن دخل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة من غير اسْتِئْذَان فَقَالَ علية السَّلَام (يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتِئْذَان) قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل قطّ مِمَّن مَضَى مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذِه الْجُمْلَة إِلَى جَنْبك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه (عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ) قَالَ عُيَيْنَة أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِن الله قد حرم ذَلِك) فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ (أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين سيد قومه) قلت رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جرير ابْن عبد الله البَجلِيّ أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي أول النِّكَاح من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن زيد بن اسْلَمْ عَن

عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ الْبَدَل فِي الْجَاهِلِيَّة أَن يَقُول الرجل للرجل تنزل لي عَن امْرَأَتك وَأنزل عَن امْرَأَتي وَأَزِيدك قَالَ فَانْزِل الله وَلَا أَن تبدل بِهن من أَزوَاج وَلَو أعْجبك حسنهنَّ قَالَ فَدخل عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة بِغَيْر إِذن فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتِئْذَان قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل من مُضر مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذِه الْحُمَيْرَاء الَّتِي هِيَ جَنْبك يَا رَسُول الله قَالَ (هَذِه عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ) فَقَالَ عُيَيْنَة يَا رَسُول الله أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق قَالَ (يَا عُيَيْنَة إِن الله حرم ذَلِك) قَالَ فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله من هَذَا قَالَ (هَذَا أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين لسَيِّد قومه) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نَحْفَظهُ عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِسْحَاق لين الحَدِيث فَكَتَبْنَاهُ وَبينا علته انْتَهَى وَأما حَدِيث جرير فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير فَقَالَ ثَنَا عَلّي ابْن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا يَحْيَى بن مُطِيع هُوَ الشَّيْبَانِيّ ثَنَا يَحْيَى بن عبد الْملك ابْن أبي غنية عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ دخل عُيَيْنَة بن حصن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة بِغَيْر إِذن فَقَالَ من هَذِه الْجَالِسَةُ إِلَى جَانِبك قَالَ (هَذِه عَائِشَة) قَالَ أَفلا أنزل لَك عَن خير مِنْهَا يَعْنِي امْرَأَته فَقَالَ لَهُ لَا ثمَّ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اخْرُج فَاسْتَأْذن) قَالَ إِنَّهَا يَمِين عَلّي أَلا أَسْتَأْذن عَلَى مُضَرِي فَقَالَت عَائِشَة من هَذَا قَالَ (هَذَا أَحمَق مُتبع) انْتَهَى وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عُيَيْنَة بن حصن أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّمِيمِي عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت دخل عُيَيْنَة ابْن حصن عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من هَذِه الْحُمَيْرَاء إِلَى آخِره

1033 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ النِّسَاء يَعْنِي نسخ قَوْله تَعَالَى لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي النِّكَاح من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عَطاء قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ النِّسَاء انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَأحمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَعبد الرازق وَابْن مرْدَوَيْه والطبري فِي التَّفْسِير أخبرنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ من النِّسَاء مَا شَاءَ انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرازق رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده أَيْضا حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا أَبُو عَاصِم عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عَائِشَة فَذكره وَقد رُوِيَ نَحْو هَذَا من حَدِيث أم سَلمَة رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو زرعه ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن شيبَة ثني عمر بن أبي بكر حَدثنِي الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي النَّضر مولَى عمر بن عبد الله عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة قَالَت لم يمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى

أحل لَهُ أَن يتَزَوَّج من النِّسَاء مَا شَاءَ إِلَّا ذَات محرم انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يَزْدَان بن أبي النَّضر عَن أَبِيه عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة فَذكره وَرَوَاهُ أَيْضا أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر ثَنَا ابْن أبي سُبْرَة وَسَعِيد بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس مثله انْتَهَى 1034 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أولم عَلَى زَيْنَب بِتَمْر وَسَوِيق وشَاة وَأمر أَن يدعوا بِالنَّاسِ فترادفوا أَفْوَاجًا يَأْكُل كل فَوْج ثمَّ يخرج وَيدخل فَوْج إِلَى أَن قَالَ وَالله يَا رَسُول الله دَعَوْت حَتَّى مَا أجد أحدا أَدْعُوهُ فَقَالَ (ارْفَعُوا طَعَامكُمْ) وتفرق النَّاس وَبَقِي ثَلَاثَة نفر يتحدثون فَأَطَالُوا فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام لِيَنْطَلِقُوا فَذهب إِلَى حجرَة عَائِشَة فَقَالَ (السَّلَام عَلَيْكُم أهل الْبَيْت) قَالُوا وَعَلَيْك السَّلَام يَا رَسُول الله كَيفَ وجدت أهلك وَطَاف بالحجرات وَسلم عَلَيْهِنَّ وَدَعَوْنَ لَهُ وَرجع فَإِذا الثَّلَاث جُلُوس يتحدثون فَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام شَدِيد الْحيَاء فَتَوَلَّى فَلَمَّا رَأَوْهُ مُتَوَلِّيًا خَرجُوا فَرجع وَنزلت آيَة الْحجاب قلت رَوَى البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث أنس قَالَ بِنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِزَيْنَب بنة جحش بِخبْز وَلحم فَأرْسلت عَلَى طَعَام دَاعيا فَيَجِيء قوم فَيَأْكُلُونَ وَيخرجُونَ حَتَّى مَا أجد أحد أَدْعُو فَقلت يَا نَبِي الله مَا أجد أحد أَدَعهُ قَالَ (ارْفَعُوا طَعَامكُمْ) وَبَقِي ثَلَاثَة رَهْط يتحدثون فِي الْبَيْت فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْطَلق إِلَى حجرَة عَائِشَة فَقَالَ (السَّلَام عَلَيْكُم أهل الْبَيْت وَرَحْمَة الله) فَقَالَت وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله كَيفَ وجدت أهلك بَارك الله

لَك فَيُقْرِي حجر نِسَائِهِ كُلهنَّ يَقُول لَهُنَّ كَمَا قَالَ لعَائِشَة وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَت عَائِشَة ثمَّ رَجَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا ثَلَاثَة رَهْط فِي الْبَيْت يتحدثون وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَدِيد الْحيَاء فَخرج مُنْطَلقًا نَحْو حجرَة عَائِشَة فَمَا أَدْرِي أخْبرته أَو أخبر أَنه الْقَوْم خَرجُوا حَتَّى إِذا وضع رجله فِي أُسْكُفَّة الْبَاب دَاخِلَة وَأُخْرَى خَارِجَة أَرْخَى السّتْر بيني وَبَينه وأنزلت آيَة الْحجاب انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا فِي آخر الْأَطْعِمَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس فَذكره بِتَغَيُّر يسير 1035 - قَوْله عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت حَسبك فِي الثُّقَلَاء أَن الله لم يَحْتَمِلهُمْ فَقَالَ فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن مُحَمَّد بن حبيب ثَنَا أَبُو مُوسَى عمرَان بن مُوسَى ثَنَا أَبُو عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن خرذاد الْأَنْطَاكِي أَنا عمر بن مَرْزُوق ثَنَا جوَيْرِية بن أَسمَاء قَالَ قرئَ بَين يَدي إِسْمَاعِيل بن حَكِيم هَذِه الْآيَة فَقَالَ هَذَا أدب أدب الله بِهِ الثُّقَلَاء وَسمعت الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت الْغلابِي يَقُول سَمِعت عَائِشَة تَقول إِلَى آخِره

1036 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ فِي سَبَب آيَة الْحجاب قَالَ الْمنصف رَحِمَهُ اللَّهُ رُوِيَ أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يحب ضرب الْحجاب عَلَيْهِنَّ محبَّة شَدِيدَة وَكَانَ يذكرهُ كثيرا وَيَوَد أَن ينزل فِيهِ وَكَانَ يَقُول لَو أطَاع فيكُن مَا رَأَتْكُنَّ عين وَقَالَ يَا رَسُول الله يدْخل عَلَيْك الْبَار والفاجر فَلَو أمرت أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بالحجاب فَنزلت قَالَ وَرُوِيَ أَنه مر عَلَيْهِنَّ وَهن مَعَ النِّسَاء فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُنَّ احْتَجِبْنَ فَإِن لَكِن عَلَى النِّسَاء فضلا كَمَا أَن لزوجكن عَلَى الرِّجَال فضلا فَقَالَت زَيْنَب يَا ابْن الْخطاب إِنَّك لَتَغَار علينا وَالْوَحي ينزل فِي بُيُوتنَا فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرا فَنزلت وَرُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يطعم وَمَعَهُ بعض أَصْحَابه فأصابت يَد وَاحِد مِنْهُم يَد عَائِشَة فكره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَلِك فَنزلت قلت رَوَى النَّسَائِيّ من حَدِيث أنس عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قلت يَا رَسُول الله يدْخل عَلَيْك الْبَار والفاجر فَلَو حجبت أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ فَأنْزل الله آيَة الْحجاب انْتَهَى وَعَزاهُ الواحدي للْبُخَارِيّ فِي تَفْسِيره وَينظر وَرَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مسعر عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة قَالَت كنت آكل مَعَ النَّبِي حَيْسًا فِي قَعْب فَمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَدَعَاهُ فَأكل فأصابت أُصْبُعه أُصْبُعِي فَقَالَ حس أَواه لَو كنت أطَاع فيكُن مَا رَأَتْكُنَّ عين فَنزل الْحجاب انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير

وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْفَضَائِل ثَنَا مُحَمَّد بن بشر ثَنَا مسعر عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد فَذكره مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مُرْسلا وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث يرويهِ مسعر وَاخْتلف عَنهُ فَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَنهُ عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة وَغَيره يرويهِ عَن مسعر عَن مُوسَى عَن مُجَاهِد مُرْسلا وَالصَّوَاب الْمُرْسل انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا المَسْعُودِيّ ثَنَا أَبُو نهشل عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالحجاب فَقَالَت زَيْنَب يَا بن الْخطاب إِنَّك لَتَغَار علينا وَالْوَحي ينزل فِي بُيُوتنَا فَأنْزل الله تَعَالَى (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعا فَسْأَلُوهُنَّ من وَرَاء حجاب) الْآيَة حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا همام ثَنَا عَطاء بن السَّائِب عَن أبي وَائِل بِهِ وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي أُسَامَة عَن مُجَاهِد عَن الشّعبِيّ قَالَ مر عمر عَلَى نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهن مَعَ نسَاء فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُنَّ احْتَجِبْنَ فَإِن لَكِن عَلَى النِّسَاء فضلا كَمَا أَن لزوجكن عَلَى الرِّجَال فضلا فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرا حَتَّى أمروا بالحجاب انْتَهَى 1037 - قَوْله وَذكر أَن بَعضهم قَالَ أننهى أَن نُكَلِّم بَنَات عمنَا إِلَّا من وَرَاء حجاب لَئِن مَاتَ مُحَمَّد لأَتَزَوَّجَن فُلَانَة فَأعْلم الله أَن ذَلِك محرم قلت قَالَ الطَّيِّبِيّ ذكر الْبَغَوِيّ أَن هَذَا الْقَائِل هُوَ طَلْحَة بن عبيد الله وَفِي رِوَايَة بدل فُلَانَة عَائِشَة انْتَهَى

وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة أَن رجلا قَالَ لَو قد مَاتَ مُحَمَّد لأَتَزَوَّجَن عَائِشَة فَأنْزل الله (وَمَا كَانَ لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله وَلَا أَن تنْكِحُوا أَزوَاجه من بعده) الْآيَة وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا مُحَمَّد بن أبي حَمَّاد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى (وَمَا لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله) الْآيَة قَالَ نزلت فِي رجل هم أَن يتَزَوَّج بِبَعْض نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعده قَالَ رجل لِسُفْيَان أَهِي عَائِشَة قَالَ هَكَذَا ذكرُوا ثمَّ أسْند إِلَى السّديّ أَن الَّذِي عزم عَلَى ذَلِك طَلْحَة بن عبيد الله حَتَّى نزل تَحْرِيم ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن حميد ثَنَا مهْرَان بِهِ سندا ومتنا لم يذكر قَول السّديّ وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثني عبد الله بن جَعْفَر عَن ابْن أبي عون عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن حزم فِي قَوْله تَعَالَى (مَا كَانَ لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله) الْآيَة قَالَ نزلت فِي طَلْحَة بن عبيد الله لِأَنَّهُ قَالَ إِذا توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوجت عَائِشَة انْتَهَى 1038 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ فِي حَدِيث (من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي فَأَبْعَده الله) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وَمن حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث حَفْص بن غياث عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَقَالَ (آمين آمين آمين) قلت

يَا رَسُول الله إِنَّك صعدت الْمِنْبَر قلت (آمين آمين آمين) قَالَ (إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ من أدْرك شهر رَمَضَان وَلم يغْفر لَهُ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن أدْرك أَبَوَيْهِ أَحدهمَا فَلم يَبرهُمَا فَمَاتَ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن ذكرت عِنْده وفلم يصل عَلَيْك فَمَاتَ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين) انْتَهَى وَحَدِيث جَابر بن سَمُرَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبان ثَنَا قيس بن الرّبيع عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَذكره سَوَاء وَحَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث عمرَان بن أبان الوَاسِطِيّ ثَنَا مَالك بن الْحسن بن مَالك بن الْحُوَيْرِث عَن أَبِيه عَن جده مَالك ابْن الْحُوَيْرِث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رقى عتبَة الْمِنْبَر فَقَالَ (آمين) ثَلَاث مَرَّات فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعشْرين من الْقسم الثَّالِث لَكِن لم يقل فِيهِ فَدخل النَّار وَقد رَوَاهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة وَلَيْسَ فِيهِ يدْخل النَّار رَوَاهُ ابْن عَبَّاس وَجَابِر بن عبد الله وعمار بن يَاسر وَبُرَيْدَة وَعبد الله ابْن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر إِذْ قَالَ (آمين) ثَلَاث مَرَّات فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ من ذكرت عِنْده فَلم يصل فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين قَالَ وَمن أدْرك وَالِديهِ أَو أَحدهمَا عَلَيْك فَمَاتَ قلم يغْفر لَهُ فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين) انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان عَن أَبِيه عبد الله ابْن كيسَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فَذكره وَحَدِيث جَابر بن عبد الله رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَارئ بِبَغْدَاد ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي ثَنَا أَبُو يَحْيَى صَاحب الطَّعَام واسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى الْعَبْدي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر فَذكره نَحوه وَحَدِيث عمار بن يَاسر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام ثَنَا سَلمَة بن عبيد الله الرهاوي ثَنَا عُثْمَان بن أبي عُبَيْدَة عَن مُحَمَّد بن عمار بن يَاسر قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَذكره وَحَدِيث بُرَيْدَة رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا جرير عَن عَطاء ابْن السَّائِب عَن أَصْحَابه عَن بُرَيْدَة قَالَ قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر فَذكره نَحوه وَحَدِيث الزبيدِيّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله ابْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن مُسلم بن يزِيد الصَّدَفِي عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَذكره وَهَذِه الْأَحَادِيث كلهَا كَمَا نرَاهَا مُتَطَابِقَة أَن هَذَا الحَدِيث من كَلَام جِبْرِيل يُخَاطب بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَيْسَ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْمُصَنّف أوردهُ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْلم ذَلِك 1039 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ رُوِيَ أَنه قيل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت قَوْله الله تَعَالَى إِن الله مَلَائكَته يصلونَ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هَذَا من الْعلم الْمكنون وَلَوْلَا أَنكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَلَيْهِ مَا أَخْبَرتكُم بِهِ إِن الله وكل

بِي ملكَيْنِ فَلَا أذكر عِنْد عبد مُسلم فَيصَلي عَلّي إِلَّا قَالَ ذَانك الْملكَانِ غفر الله لَك وَقَالَ الله وَمَلَائِكَته جَوَابا لِذَيْنِك الْملكَيْنِ آمين وَلَا أذكر عِنْد عبد مُسلم فَلَا يُصَلِّي عَلّي إِلَّا قَالَ ذَانك الْملكَيْنِ لَا غفر الله لَك وَقَالَ الله وَمَلَائِكَته جَوَابا لِذَيْنِك الْملكَيْنِ آمين) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن هَارُون أَنا شَيبَان عَن الحكم بن عبد الله بن خطَّاف عَن أم أنيس بنت الْحسن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيهَا الْحسن قَالَ قَالُوا يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه 1040 - قَوْله وَالِاحْتِيَاط أَن يُصَلِّي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلما ذكر لما ورد من الْأَخْبَار قلت فِيهِ أَحَادِيث رَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى عَلّي وَاحِدَة صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا) حَدِيث آخر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله ابْن عَلّي بن حُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن حُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْبَخِيل الَّذِي من ذكرت عِنْده فَلم يُصَلِّي عَلّي) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَاهُ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بالسند والمتن الْمَذْكُورين عَن حُسَيْن بن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ فِيهِ عَلّي بن أبي طَالب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الدُّعَاء وَصَحِيحه

حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا من طَرِيق ابْن وهب عَن عَمْرو عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله بن عَلّي بن الْحُسَيْن أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْبَخِيل من ذكرت عِنْده وَلم يصل عَلّي) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة بن مُسلم الْخُرَاسَانِي عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ذكرت عِنْده فَليصل عَلّي فَمن صَلَّى عَلّي مرّة صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا) انْتَهَى وَسَنَده جيد حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يُصَلِّي عَلّي) وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَسكت عَنهُ وَلم يُصَحِّحهُ حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُوسَى بن يَعْقُوب الزمعِي ثَنَا عبد الله بن كيسَان أَن عبد الله بن شَدَّاد أخبرهُ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أولَى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَلّي صَلَاة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول فَقَالَ فِيهِ عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَهَذَا غير قَادِح فَإِنَّهُ رَوَى عَن أَبِيه وَعَن ابْن مَسْعُود فَلَعَلَّهُ سَمعه مِنْهُمَا وَلَكِن أعله ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه بِعَبْد الله بن كيسَان وَقَالَ إِنَّه لَا يعرف حَاله وَلَا نَعْرِف رَوَى عَنهُ إِلَّا مُوسَى بن يَعْقُوب هَذَا انْتَهَى قلت رَوَى عَنهُ أَيْضا ابْنه إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان وَهُوَ عِنْد الطَّبَرَانِيّ كَمَا تقدم قَرِيبا فِي الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثِينَ

حَدِيث آخر رَوَى ابْن ماجة من حَدِيث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نسي الصَّلَاة عَلّي خطئَ طَرِيق الْجنَّة) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث فطر بن خَليفَة عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد ابْن عَلّي بن حُسَيْن عَن جده حُسَيْن بن عَلّي مَرْفُوعا من ذكرت عِنْده فَخَطِئَ الصَّلَاة عَلّي خطئَ طَرِيق الْجنَّة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الضَّحَايَا من حَدِيث عمر بن حَفْص بن غياث ثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن ماجة سَوَاء حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث عَاصِم بن عبيد الله الْعَدوي عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من صَلَّى عَلّي صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة مَا صَلَّى عَلّي فَلْيقل عبد من ذَلِك أَو ليكْثر انْتَهَى وَعَاصِم هَذَا وَإِن تكلم فِيهِ فقد رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث عَاصِم بن عبيد الله هَذَا عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل عُثْمَان بن مَظْعُون وَهُوَ ميت وَقَالَ فِيهِ حَدِيث حسن صَحِيح مَعَ أَنه قد رُوِيَ من غير طَرِيق عَاصِم فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من طَرِيق عبد الرازق عَن عبد الله ابْن عمر عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن أَبِيه فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ عوض (صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة) (صَلَّى الله عَلَيْهِ) وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَقَالَ لم يرو هَذَا الحَدِيث عَن شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء إِلَّا عِيسَى بن يُونُس انْتَهَى قلت عِيسَى بن يُونُس أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ وَكَذَلِكَ شُعْبَة وَيعْلي بن عَطاء أخرج لَهُ مُسلم

حَدِيث آخر رَوَى ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدثنَا زِيَاد بن يَحْيَى ثَنَا معمر ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَلّي بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن أبي رَافع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا طَنَّتْ أذن أحدكُم فَلْيذكرْنِي وَليصل عَلّي وَليقل ذكر الله من ذَكرنِي بِخَير) انْتَهَى فِيهِ عدم الِاكْتِفَاء بِالذكر حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ حَدِيث آخر رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس عشر من حَدِيث سعد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة عَن أَبِيه كَعْب ابْن عجْرَة قَالَ ارْتَقَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَقَالَ أول دَرَجَة (آمين) ثمَّ ارْتَقَى دَرَجَة ثَانِيَة فَقَالَ (آمين) ثمَّ ارْتَقَى دَرَجَة ثَالِثَة فَقَالَ (آمين) ثمَّ نزل فَقيل لَهُ فَقَالَ (إِن جِبْرِيل عرض لي فَقَالَ بعد من أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّانِيَة قَالَ بعد من إِذا ذكرت عِنْده وَلم يصل عَلَيْك فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّالِثَة قَالَ بعد من أدْرك أَبَوَاهُ الْكبر أَو أَحدهمَا عِنْده فَلم يدْخل يدْخلَاهُ الْجنَّة فَقلت آمين انْتَهَى وَأَبُو يعلي والْحَارث بن أبي أُسَامَة حَدِيث آخر رَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل من حَمَّاد بن سَلمَة أَنا معبد وهلال الْعَنزي الْعَبْدي أَنا فلَان فِي مَسْجِد دمشق عَن عَوْف بن مَالك عَن أبي ذَر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن أضلّ النَّاس من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي) مُخْتَصرا حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن شيبَة أَخْبرنِي عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ عَن عِصَام بن زيد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رقى الْمِنْبَر ... بِنَحْوِ حَدِيث كَعْب ابْن عجْرَة إِلَّا انه قَالَ عوض بعد شقي وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا الْعَبَّاس

ابْن إِسْمَاعِيل الطَّيَالِسِيّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُغْرِي ثَنَا الْفضل بن مُبشر عَن جَابر نَحوه حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة أخبرنَا أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن سلم الْبَلْخِي أَنا النَّضر بن شَمل عَن أبي قُرَّة الْأَسْلَمِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر بن الْخطاب قَالَ إِن الدُّعَاء مَوْقُوف بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يصعد مِنْهُ شَيْء حَتَّى يصلى عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَى نَحوه مَرْفُوعا الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء مَحْجُوب عَن الله حَتَّى يصلى عَلَى النَّبِي مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد) انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى عَلّي عِنْد قَبْرِي سمعته وَمن صَلَّى عَلّي نَائِيا أبلغته) وَضعف مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن جمَاعَة وَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل وَلَا هُوَ مَحْفُوظ وَقَالَ ابْن دحْيَة فِي الْعلم الْمَشْهُور هَذَا حَدِيث مَوْضُوع تقرب بِهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ وَكَانَ كذابا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم وَهُوَ جُزْء حَدِيثي ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن مَرْوَان فِيهِ نظر وَلَكِن يؤكده مَا أخبرنَا بِهِ الْحسن بن بَشرَان أَنا حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَإِسْرَائِيل قَالَا أَنا ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْسَ أحد من أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي علية صَلَاة إِلَّا وَهِي تبلغه يَقُول لَهُ الْملك فلَان يُصَلِّي عَلَيْك انْتَهَى كَلَامه حَدِيث آخر رَوَى الْأَمَام أَبُو بكر بن أبي عَاصِم فِي كتاب الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ جُزْء حَدِيثي من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن مسلمة بن يزِيد الصَّدَفِي عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ قَالَ

صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا الْمِنْبَر فَقَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَأَبْعَده الله ثمَّ أبعده الله فَقلت آمين) انْتَهَى 1041 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ كلهم فِي الزَّكَاة من حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَتَاهُ قوم بِصَدَقَاتِهِمْ قَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِم) فَأَتَاهُ أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى) انْتَهَى وَتقدم فِي بَرَاءَة 1042 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يَقِفن مَوَاقِف التهم) قلت غَرِيب وَتقدم فِي سُورَة يُوسُف 1043 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا حَكَى عَن ربه قَالَ (يَشْتمنِي ابْن آدم وَلم يَنْبغ لَهُ أَن يَشْتمنِي آذَانِي وَلم يَنْبع لَهُ أَن يُؤْذِينِي فَأَما شَتمه إيَّايَ فَقَوله إِنِّي اتَّخذت ولدا وَأما أَذَاهُ فَقَوله إِن الله لَا يُعِيدنِي بعد أَن بَدَأَنِي)

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ كَذبَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ أَن يكذبنِي وَشَتَمَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ أَن يَشْتمنِي أما تَكْذِيبه إيَّايَ فَقَوله لَا أُعِيدهُ كَمَا بَدأته وَلَيْسَ آخر الْخلق بِأَعَز من أَوله وَأما شَتمه إيَّايَ فَقَوله اتخذ الله ولدا وَأَنا الله أحد صَمد لم أَلد وَلم أولد وَلم يكن لي كفوا أحد) انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير أول سُورَة الْبَقَرَة من حَدِيث نَافِع بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَفِي شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ رَوَاهُ البُخَارِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق عَن همام ابْن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَهُوَ من مُفْرَدَات البُخَارِيّ وَلَيْسَ فِيهِ وَآذَانِي 1044 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْأَحْزَاب وَعلمهَا أَهله وَمَا ملكت يَمِينه أعطي الْأمان من عَذَاب الْقَبْر) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان

سُورَة سبأ

سورة سبأ

سُورَة سبأ ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1045 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سمع رجلا يَقُول اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من الْقَلِيل فَقَالَ عمر مَا هَذَا الدُّعَاء إِنِّي سَمِعت الله يَقُول وَقَلِيل من عبَادي الشكُور فَأَنا أَدْعُوهُ أَن يَجْعَلنِي من ذَلِك الْقَلِيل فَقَالَ عمر كل النَّاس أعلم من عمر قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن الْعَوام عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ قَالَ رجل عِنْد عمر اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من الْقَلِيل ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد ابْن عبَادَة ثَنَا سُفْيَان عَن مسعر قَالَ سمع عمر ... إِلَى آخِره 1046 - الحَدِيث الأول عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فَإِذا أذن لمن أذن أَن يشفع فزعته الشَّفَاعَة) قلت غَرِيب وَالتَّفْزِيع هُوَ إِزَالَة الْفَزع

1047 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقد تقدم فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء 1048 - الحَدِيث الثَّالِث عَن ابْن مَسْعُود دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وحول الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما فَجعل يطعنها بِعُود وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل أَن الْبَاطِل كَانَ زهوقا وَمَا يُبْدِي وَمَا يُعِيد قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الْمَغَازِي من حَدِيث أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن ابْن مَسْعُود دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَفِي لفظ يَوْم الْفَتْح 1049 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة سبأ لم يبْق رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا كَانَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة رَفِيقًا ومصافحا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الْمَلَائِكَة

سورة الملائكة

سُورَة الْمَلَائِكَة ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 1050 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس مَا كنت أَدْرِي مَا فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى اخْتصم إِلَيّ أَعْرَابِيَّانِ فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا أَنا فطرتها أَي ابْتَدَأتهَا قلت تقدم فِي أول الْأَنْعَام 1051 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَله سِتّمائَة جنَاح قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى جِبْرِيل فِي صورته وَله سِتّمائَة جنَاح انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة النَّجْم وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان فِي سِيَاق حَدِيث الْمِعْرَاج وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الثَّالِث وَلَفظه قَالَ (رَأَيْت جِبْرِيل عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَله سِتّمائَة جنَاح ينتثر من ريشه الدّرّ والياقوت) انْتَهَى وَهُوَ أصرح

1052 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ جِبْرِيل أَن يتَرَاءَى لَهُ فِي صورته فَقَالَ لَهُ إِنَّك لن تطِيق ذَلِك قَالَ (إِنِّي أحب أَن تفعل) فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمُصَلى فِي لَيْلَة مُقْمِرَة فَأَتَاهُ جِبْرِيل علية السَّلَام فِي صورته فَغشيَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَفَاق وَجِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام مُسْنده وَاضِعا إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى صَدره وَالْأُخْرَى بَين كَتفيهِ فَقَالَ (سُبْحَانَ الله مَا كنت أرَى أَن شَيْئا من الْخلق هَكَذَا) فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل فَكيف لَو رَأَيْت إسْرَافيل لَهُ اثْنَا عشر جنَاحا جنَاح بالمشرق وَجَنَاح بالمغرب وَأَن الْعَرْش عَلَى كَاهِله وَأَنه لَيَتَضَاءَل الْأَحَايِين لِعَظَمَة الله تَعَالَى حَتَّى يعود مثل الْوَصع قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا اللَّيْث بن سعد عَن عقيل عَن ابْن شهَاب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَ جِبْرِيل إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد وَالْوَصْع عُصْفُور صَغِير حَتَّى مَا يحمل عَرْشه إِلَّا عَظمته انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل جيد وَمن جِهَة ابْن مبارك رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره 1053 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي قَوْله يزِيد فِي الْخلق مَا يَشَاء قَالَ (هُوَ الْوَجْه الْحسن وَالشعر الْحسن وَالصَّوْت الْحسن)

1054 - الحَدِيث الرَّابِع سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه فَقَالَ (هَل مَرَرْت بوادي أهلك محلا ثمَّ مَرَرْت بِهِ يَهْتَز خضرًا) قَالُوا نعم سُؤال (فَكَذَلِك يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَتلك آتِيَة فِي خلقه) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة أَنا يعْلى بن عَطاء عَن وَكِيع بن عدس عَن عَمه أبي رزين الْعقيلِيّ لَقِيط ابْن عَامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أكلنَا يرَى ربه يَوْم الْقِيَامَة وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلَيْسَ كلكُمْ ينظر الْقَمَر مخليا بِهِ) قَالَ بلَى قَالَ (فَالله أعظم) قَالَ قلت يَا رَسُول الله كَيفَ يحيي الله الْمَوْتَى وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه قَالَ (أما مَرَرْت بوادي أهلك محلا) قَالَ بلَى قَالَ (ثمَّ مَرَرْت بِهِ يَهْتَز خضرًا) قَالَ قلت بلَى قَالَ (فَكَذَلِك يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَته فِي خلقه) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الِاعْتِقَاد وَفِي كتاب الْبَعْث والنشور وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما من حَدِيث شُعْبَة أَنا يعْلى بن عَطاء بِهِ وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المؤتلف والمختلف حَمَّاد بن سَلمَة يَقُول وَكِيع ابْن حدس وَغَيره يَقُول وَكِيع بن عدس قَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه الأول هُوَ الصَّوَاب انْتَهَى كَلَامه وَلم يعز الطَّيِّبِيّ الحَدِيث إِلَّا لمُسْند رزين الْعَبدَرِي

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا عبد الله بن حَمَّاد بن نمير ثَنَا عبد الْأَعْلَى عَن برد بن سِنَان عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَن أبي رزين الْعقيلِيّ فَذكر نَحوه وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط وَاعْلَم أَن بعض الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد وَابْن ماجة أَخْرجَاهُ فِي كتاب السّنة فَأَبُو دَاوُد فِي بَاب الرُّؤْيَة وَابْن ماجة فِي بَاب مَا أنْكرت الْجَهْمِية وَوهم ابْن كثير فَعَزاهُ فِي تَفْسِيره بِتَمَامِهِ إِلَيْهِمَا وَهُوَ فيهمَا عَن حَمَّاد بن سَلمَة بالسند الْمَذْكُور والمتن إِلَى قَوْله (فَالله أعظم) وَكَأَنَّهُ قلد أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَالله أعلم 1055 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب قَالَ (هُوَ قَول الرجل سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر إِذا قَالَهَا العَبْد عرج بهَا الْملك إِلَى السَّمَاء فَحَيَّا بهَا وَجه الرَّحْمَن فَإِذا لم يكن للْعَبد عمل صَالح لم يقبل مِنْهُ) قلت لم أَجِدهُ هَكَذَا مَرْفُوعا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا عِنْد الثَّعْلَبِيّ فَقَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الدينَوَرِي ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد الْهَمدَانِي ثَنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن السكن الْبَصْرِيّ ثَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْمَكِّيّ ثَنَا عَلّي بن عَاصِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله (إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ) قَالَ (هُوَ قَول الرجل سُبْحَانَ الله) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَوْقُوفا عَلَى ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن

عبد الله المَسْعُودِيّ عَن عبد الله بن الْمخَارِق عَن أَبِيه بن سليم عَن عبد الله ابْن مَسْعُود قَالَ إِذا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيث أَتَيْنَاكُم بِتَصْدِيق ذَلِك فِي كتاب الله إِن العَبْد إِذا قَالَ سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر قبض عَلَيْهِنَّ ملك فَضَمَّهُنَّ تَحت جنَاحه وَصعد بِهن لَا يمر بِهن عَلَى جمع من الْمَلَائِكَة إِلَّا اسْتَغْفرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يحيي بهَا وَجه الرَّحْمَن ثمَّ تَلا عبد الله إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْقرشِي الْبَغْدَادِيّ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَعْرُوف بِالْمَكِّيِّ ثَنَا عَلّي بن عَاصِم بِهِ سندا ومتنا إِلَّا أَنه قَالَ عوض لم يقبل مِنْهُ لم ترفع 1056 - الحَدِيث السَّادِس فِي الحَدِيث لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا وَعَملا وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة قلت رَوَى من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَحَدِيث أنس رَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كتاب الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحسن الْحَرَشِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم ثَنَا أَبُو عتبَة أَحْمد ابْن الْفرج ثَنَا بَقِيَّة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أنس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا عَن عملا وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة) انْتَهَى وَمن طَرِيق الْخَطِيب رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه التَّحْقِيق فِي مَسْأَلَة نِيَّة الْوضُوء وَغلط فِي سَنَده فَقَالَ عَن إِيَاس عَن أنس قَالَ ابْن عبد الْهَادِي فِي تَنْقِيح التَّحْقِيق وَهُوَ غلط وَإِنَّمَا هُوَ أبان قَالَ

وَقد حسن ابْن عَسَاكِر هَذَا الحَدِيث وَغلط فَإِن هَذَا الحَدِيث لَا يَصح مَرْفُوعا وَإِنَّمَا يعرف من كَلَام الثَّوْريّ وَأَبُو عتبَة أَحْمد بن الْفرج ضعفه ابْن جوصا وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثَة وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان كتبنَا عَنهُ وَأَبَان بن أبي عَيَّاش مَتْرُوك انْتَهَى كَلَامه وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء عَن زَكَرِيَّا عَن خَالِد بِهِ من حَدِيث خَالِد بن عبد الدَّائِم عَن نَافِع بن يُزْبِد عَن زهرَة بن معبد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قُرْآن فِي صَلَاة خير من قُرْآن فِي غير صَلَاة وَقُرْآن فِي غير صَلَاة خير مِمَّا سواهُ من الذّكر وَالصَّدَََقَة خير من الصَّلَاة وَالصِّيَام جنَّة حَصِينَة من النَّار وَلَا قَول إِلَّا بِعَمَل وَلَا قَول وَلَا عمل إِلَّا بنية وَلَا قَول وَعمل وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة) ولين خَالِدا وَقَالَ أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن حبَان هَكَذَا وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء ثَنَا عمر بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي ثَنَا زَكَرِيَّا ابْن يَحْيَى الْوَقَّاد ثَنَا خَالِد بن عبد الدَّائِم بِهِ ثمَّ قَالَ وزَكَرِيا بن يَحْيَى الْوَقَّاد قَالَ فِيهِ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث وخَالِد بن عبد الدَّائِم قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الْمَشْهُورَة انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث أَحْمد ابْن الْحُسَيْن بن أبان الْمصْرِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن يسَار عَن ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا وَعَملا وَنِيَّة إِلَّا بِمَا يُوَافق الْكتاب وَالسّنة) انْتَهَى وَأعله بِأَحْمَد هَذَا وَقَالَ إِنَّه يضع لَا يحل أَن يحْتَج بِهِ

1057 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الصِّلَة وَالصَّدَََقَة يعمرَانِ الديار وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَار) قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده لكنه قَالَ عوض الصَّدَقَة حسن الْخلق فَقَالَ حَدثنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن مهرام عَن عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَاسِم ثَنَا الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (صلَة الرَّحِم وَحسن الْخلق وَحسن الْجوَار يعمرَانِ الديار وَيزدْنَ فِي الْأَعْمَار) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون ثَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه ثَنَا عبد الحميد بن مُوسَى الفناد الوَاسِطِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام الْعَنْبَري ثَنَا أَبُو حصن جميل بن يُونُس الْأنْصَارِيّ ثَنَا عصمَة ابْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ثَنَا يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (صلَة الرَّحِم وَحسن الْخلق وبر الْوَالِدين يُعَمِّرْنَ الديار وَيزدْنَ فِي الْأَعْمَار وَإِن كَانَ الْقَوْم فجار) انْتَهَى 1058 - قَوْله عَن كَعْب أَنه قَالَ حِين طعن عمر لَو أَن عمر دَعَا الله لأخر فِي أَجله فَقيل أَلَيْسَ قد قَالَ تَعَالَى فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قَالَ فقد قَالَ تَعَالَى (وَمَا يعمر من معمر) الْآيَة قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الرَّزَّاق حَدثنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ كَعْب وَالله لَو سَأَلَ الله عمر

حِين طعن لأخر فِي أَجله فَقيل لَهُ يَا أَبَا إِسْحَاق أَتَقول هَذَا وَقد قَالَ الله فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قَالَ فقد قَالَ تَعَالَى وَمَا يعمر من معمر وَلَا ينقص من عمره إِلَّا فِي كتاب انْتَهَى ذكره فِي آخر مُسْند ابْن عَبَّاس 1059 - الحَدِيث الثَّامِن فِي الحَدِيث أعلمكُم بِاللَّه أَشدّكُم لَهُ خشيَة قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا 1060 - الحَدِيث التَّاسِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي أَرْجُو أَن أكون أَتْقَاكُم لله وَأعْلمكُمْ بِهِ) قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار أَن رجلا قبل امْرَأَته وَهُوَ صَائِم فَوجدَ من ذَلِك وجدا شَدِيدا فَأرْسل امْرَأَته فَسَأَلت أم سَلمَة عَن ذَلِك فَقَالَت أم سَلمَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقبل وَهُوَ صَائِم فَرَجَعت فَأخْبرت زَوجهَا فَقَالَ لسنا مثل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحل لرَسُوله مَا يَشَاء فَبلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَغَضب وَقَالَ (إِنِّي لأرجو أَن أكون أَتْقَاكُم لله وَأعْلمكُمْ بِحُدُودِهِ) انْتَهَى وَعَن مَالك رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّوْم أخبرنَا ابْن جريج عَن زيد بن أسلم بِهِ 1061 - الحَدِيث الْعَاشِر رَوَى عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ)

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث حَفْص بن خَالِد أبي جَابر ثني مَيْمُون بن سياه عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَر (ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا) فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِيهِ إرْسَال بَين مَيْمُون وَعمر قَالَ وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا من وَجه غير قوي ثمَّ أخرجه عَن سعيد بن مَنْصُور ثَنَا فرج بن فضَالة ثَنَا أَزْهَر بن عبد الله الْحرَازِي عَمَّن عمر يَقُول فَذكره مَوْقُوفا لم يرفعهُ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط عَن الْفضل بن عميرَة الظفاوي عَن مَيْمُون بن سياه الْكرْدِي عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَر إِلَى آخر لقط الْبَيْهَقِيّ وَأعله بِالْفَضْلِ بن عُمَيْر وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى إِسْنَاده وَقد رُوِيَ بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا انْتَهَى كَلَامه وَبِسَنَد الْعقيلِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ 1062 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة فِي قُبُورهم وَلَا فِي مَحْشَرهمْ وَلَا فِي مَسِيرهمْ وَكَأَنِّي بِأَهْل لَا إِلَه إِلَّا الله يخرجُون من قُبُورهم يَنْفضونَ التُّرَاب عَن وُجُوههم وَيَقُولُونَ (الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن) قلت رَوَى من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس فَحَدِيث ابْن عمر لَهُ طرق أَحدهَا عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَفِي كتاب الدُّعَاء

وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة فِي قُبُورهم) إِلَى آخِره وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم وَعبد الرَّحْمَن ضَعِيف جدا لَكِن تَابعه أَخُوهُ عبد الله كَمَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث عبد الله بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه بِهِ طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ ثَنَا يَحْيَى بن مُوسَى الْمروزِي ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الله بن وهب الْكُوفِي عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم عَن أبن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره طَرِيق آخر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث بهْلُول بن عبيد عَن سَلمَة بن كهيل عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله ببهلول وَقَالَ إِن أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثِّقَات عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأعله ببهلول وَقَالَ إِنَّه يسرق الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي عَن مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله) إِلَى آخِره وَلم يذكر الْخَطِيب مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي بِجرح وَلَا تَعْدِيل وَهُوَ كَذَلِك فِي فَوَائِد تَمام وَأعله ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء بالطائفي وَقَالَ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ

وَهَذَا خبر بَاطِل إِنَّمَا يرْوَى عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم بِهِ وَحَدِيث أنس رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْقَاسِم بن مُطيب عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله) إِلَى آخِره وَلِحَدِيث ابْن عمر طَرِيق آخر عِنْد النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى عَن سُلَيْمَان ابْن عبد الْعَزِيز بن أبي دَاوُد عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم بِهِ سندا ومتنا 1063 - الحَدِيث الثَّانِي عشر فِي الحَدِيث الَّذِي أعذر الله فِيهِ لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا هِشَام بن يُونُس ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن أَبِيه عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْعُمر الَّذِي أعذر الله لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة أَو لم نُعَمِّركُمْ مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد ثَنَا عبيد بن الْحسن ثَنَا سلمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد وَرُبمَا لم يقل عَن سهل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْعُمر الَّذِي أعذر الله فِيهِ لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة) انْتَهَى وَهُوَ فِي البُخَارِيّ بِلَفْظ آخر رَوَاهُ فِي ... من حَدِيث مُحَمَّد بن معن الْغِفَارِيّ عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من عمره الله سِتِّينَ سنة فقد أعذر الله إِلَيْهِ فِي الْعُمر انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَعمار أمتِي مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين وَأَقلهمْ من يجوز ذَلِك) قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى

وَهُوَ عَجِيب من التِّرْمِذِيّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ فِي الزّهْد أَيْضا من حَدِيث كَامِل أبي الْعَلَاء عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (عمر أمتِي من السِّتين إِلَى السّبْعين سنة) انْتَهَى وَقَالَ حسن غَرِيب وَقد رُوِيَ من غير وَجه عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السّبْعين من الْقسم الثَّالِث بِسَنَد التِّرْمِذِيّ الأول وَمَتنه وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم 1064 - قَوْله وَفِي حَدِيث أبي بكر ذُو بطن خَارجه جَارِيَة قلت رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن أَبَا بكر كَانَ نَحَلَنِي جدَاد عشْرين وسْقا من مَاله بِالْعَالِيَةِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا من النَّاس أحد أحب إِلَيّ عني بعدِي مِنْك وَلَا أعز عَلّي فقرا مِنْك وَإِنِّي كنت نحلتك جدَاد عشْرين وسْقا فَلَو كنت حُزْته لَكَانَ لَك وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْم مَال وَارِث وَإِنَّمَا هُوَ أَخَوَاك وَأُخْتَاك فَاقْتَسمُوهُ عَلَى كتاب الله قَالَت يَا أَبَت وَالله لَو كَانَ كَذَا وَكَذَا لتركته وَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء فَمن الْأُخْرَى قَالَ ذُو بطن بنت خَارِجَة أَرَاهَا جَارِيَة فَولدت جَارِيَة أَخُوهَا عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَبنت خَارِجَة هِيَ حَبِيبَة بنت خَارِجَة بن زيد زَوْجَة أبي بكر كَانَت ذَلِك الْوَقْت حَامِلا فَولدت أم كُلْثُوم انْتَهَى وَعَن مَالك رَوَاهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي موطئِهِ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَتقدم بعضه فِي سُورَة الْإِسْرَاء

1065 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لرجل مقبل من الشَّام من لقِيت بِهِ قَالَ كَعْب قَالَ مَا سمعته يَقُول قَالَ سمعته يَقُول إِن السَّمَوَات تَدور عَلَى منْكب ملك قَالَ كذب كَعْب أما ترك يَهُودِيَّته بعد ثمَّ قَرَأَ إِن الله يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولَا الْآيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن ثَنَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ من أَيْن جِئْت قَالَ من الشَّام قَالَ من لقِيت قَالَ لقِيت كَعْبًا قَالَ مَا حَدثَك كَعْب قَالَ حَدثنِي أَن السَّمَوَات تَدور عَلَى منْكب ملك قَالَ لقد كذب كَعْب إِن الله يَقُول (إِن الله يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولَا) الْآيَة وَهَذَا سَنَد صَحِيح وَهُوَ كَمَا ترَاهُ عَن ابْن مَسْعُود لَا عَن ابْن عَبَّاس وَلعلَّة اشْتبهَ عَلَى المُصَنّف عبد الله بِعَبْد الله وَقد تقدم لَهُ نَحْو هَذَا وَلَيْسَ فِيهِ أَيْضا قَوْله أما ترك يَهُودِيَّته وَرَوَى ابْن وهب عَن مَالك أَن السَّمَاء لَا تَدور وَاحْتج بِهَذِهِ الْآيَة وَبِحَدِيث إِن بالمغرب بَابا للتَّوْبَة لَا يزَال مَفْتُوحًا حَتَّى تطلع الشَّمْس مِنْهُ وَهُوَ فِي الصَّحِيح وَالله أعلم 1066 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَا تَمْكُرُوا وَلَا تعينُوا مَاكِرًا فَإِن الله يَقُول وَلَا يَحِيق الْمَكْر السَّيئ إِلَّا بأَهْله وَلَا تَبْغُوا وَلَا تعينُوا بَاغِيا فَإِن الله يَقُول إِنَّمَا بَغْيكُمْ عَلَى أَنفسكُم

قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَقد تقدم أَوله فِي يُونُس 1067 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود أَن الْجعل يعذب فِي جُحْره بذنب ابْن آدم 1068 - قَوْله وَعَن أنس قَالَ إِن الضَّب ليَمُوت هزلا فِي حجره بذنب ابْن آدم قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقد تقدم فِي النَّحْل وَالثَّانِي لم أَجِدهُ عَن أنس وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي هُرَيْرَة كَمَا عزاهُ المُصَنّف فِي سُورَة النَّحْل وَقد تقدم هُنَاكَ 1069 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْمَلَائِكَة دَعَتْهُ ثَمَانِيَة أَبْوَاب الْجنَّة أَن أَدخل من أَي بَاب شِئْت) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْمَلَائِكَة دَعَتْهُ يَوْم الْقِيَامَة ثَمَانِيَة أَبْوَاب الْجنَّة) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سُورَة يس

سورة يس

سُورَة يس ذكر فِيهَا عشرَة أَحَادِيث 1070 - قَوْله رَوَى أَن أَبَا جهل حلف إِن رَأَى مُحَمَّدًا يُصَلِّي لَيَرْضَخَنَّ رَأسه فَأَتَاهُ وَمَعَهُ حجر ليدمغه فَلَمَّا رفع يَده انْثَنَتْ إِلَى عُنُقه وَلَزِقَ الْحجر بِيَدِهِ حَتَّى فكوه عَنْهَا بِجهْد فَرجع إِلَى قومه فَأخْبرهُم فَقَالَ آخر أَنا أَقتلهُ بِهَذَا الْحجر فَذهب فَأَعْمَى الله بَصَره قلت رَوَاهُ بِنَقص يسير أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْفَصْل الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت عَن سعيد أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِن أَبَا جهل قَالَ إِنِّي أعَاهد الله لَأَجْلِسَن غَدا لمُحَمد بِحجر مَا أُطِيق حمله فَإِذا سجد فِي صلَاته فضخت بِهِ رَأسه فَلَمَّا أصبح أَخذ أَبُو جهل حجرا كَمَا وصف وَغدا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي بَين الرُّكْنَيْنِ وغدت قُرَيْش فَجَلَست فِي أَنْدِيَتهمْ ينتظرون مَا يفعل أَبُو جهل فَلَمَّا سجد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ احْتمل أَبُو جهل الْحجر ثمَّ أقبل نَحوه حَتَّى إِذا دنا مِنْهُ رَجَعَ مُنْهَزِمًا مَرْعُوبًا قد يَبِسَتْ يَدَاهُ عَلَى الْحجر حَتَّى قذف الْحجر من يَده انْتَهَى وَهُوَ فِي أَوَائِل سيرة ابْن هِشَام من قَول ابْن إِسْحَاق فِي كَلَام طَوِيل

1071 - الحَدِيث الأول عَن جَابر قَالَ أردنَا النقلَة إِلَى الْمَسْجِد وَالْبِقَاع حوله خَالِيَة فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَانَا فِي دِيَارنَا وَقَالَ (يَا بني سَلمَة بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ النقلَة إِلَى الْمَسْجِد) فَقُلْنَا نعم بعد علينا الْمَسْجِد وَالْبِقَاع حوله خَالِيَة فَقَالَ (عَلَيْكُم دِيَاركُمْ فَإِنَّمَا تكْتب لكم آثَاركُم) قَالَ فَمَا وَدِدْنَا حَضْرَة الْمَسْجِد لما قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ مُسلم بِتَغَيُّر يسير فِي الصَّلَاة فِي بَاب كَثْرَة الْخَطَأ إِلَى الْمَسَاجِد من حَدِيث أبي نَضرة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خلت الْبِقَاع حول الْمَسْجِد فَأَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَنْتَقِلُوا إِلَى قريب من الْمَسْجِد فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُم (إِنَّه بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ أَن تَنقلُوا قرب الْمَسْجِد) فَقَالُوا نعم يَا رَسُول الله قَالَ (يَا بني سَلمَة دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم) فَقَالُوا مَا كَانَ يسرنَا أَنا كُنَّا تَحَوَّلْنَا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول بِلَفْظ المُصَنّف بِحُرُوفِهِ إِلَّا أَنه قَالَ فَمَا وَدِدْنَا أَنا بِحَضْرَة الْمَسْجِد 1072 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (سباق الْأُمَم ثَلَاثَة لم يكفروا بِاللَّه طرفَة عين عَلّي بن أبي طَالب وَصَاحب ياسين وَمُؤمن آل فِرْعَوْن) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِنَقص فِي مُعْجَمه من حَدِيث حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (السباق ثَلَاثَة فَالسَّابِق إِلَى مُوسَى يُوشَع بن نون وَالسَّابِق إِلَى عِيسَى صَاحب ياسين وَالسَّابِق إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب) انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والعقيلي فِي الضُّعَفَاء وَأعله بِحُسَيْن

الْأَشْقَر وَقَالَ إِنَّه شيعي مَتْرُوك وَلَا يعرف هَذَا إِلَّا من جِهَته وَهُوَ حَدِيث مُنكر وَرَوَاهُ بِلَفْظ المُصَنّف الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عَمْرو بن جَمِيع عَن مُحَمَّد بن أبي لَيْلَى عَن أَخِيه عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سباق الْأُمَم ثَلَاثَة) إِلَى آخِره سَوَاء وَحَدِيث السباق أَرْبَعَة رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (السباق أَرْبَعَة أَنا سَابق الْعَرَب وبلال سَابق الْحَبَشَة وصهيب سَابق الرّوم وسلمان سَابق الْفرس) انْتَهَى وَلم يُصَحِّحهُ وَإِنَّمَا قَالَ تفرد بِهِ عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت انْتَهَى قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَعمارَة بن زَاذَان واه ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه وَزَاد فِيهِ إِلَى الْجنَّة وَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي علله بِهَذَا السَّنَد وَقَالَ سَمِعت أبي وَأَبا زرْعَة يَقُولَانِ هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد 1073 - الحَدِيث الثَّالِث فِي حَدِيث مَرْفُوع نصح قومه حَيا وَمَيتًا قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد السكونِي الْكُوفِي ثَنَا عَلّي بن مُحَمَّد بن خَالِد الْمُطَرز ثَنَا عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد ثَنَا أبي ثَنَا بَيَان عَن قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَأهل مَكَّة حَرْب وَأهل الطَّائِف حَرْب وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالِسا إِذْ جَاءَهُ عُرْوَة بن مَسْعُود فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أقبل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا

رَسُول الله إِنِّي أسلمت لم يغزها وَلم يطَأ أرْضهَا جَيش قَالَ نعم قَالَ فَاجْعَلْنِي رَسُولك إِلَيْهِم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتَخَوَّف أَن يَقْتُلُوك) قَالَ لَو وَجَدُونِي نَائِما لم يوقظوني قَالَ (فَأَنت رَسُولي إِلَيْهِم) فَانْطَلق إِلَيْهِم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَرَمَاهُ رجل مِنْهُم بِسَهْم فَأصَاب مَقْتَله فَوَقع وَاجْتمعَ حوله بَنو عَمه فَكَانَ يَقُول لَهُم وَهُوَ فِي النزع يَا معشر ثَقِيف ايتُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاطْلُبُوا مِنْهُ الْأمان قبل أَن يبلغهُ موتِي فيغزوكم فَمَا زَالَ هَذَا كَلَامه حَتَّى قبض رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لقد نصحهمْ حَيا وَمَيتًا) وَشبهه بِصَاحِب ياسين إِذْ نصح قومه حَيا وَمَيتًا فَقَالَ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين انْتَهَى 1074 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَنه قيل لَهُ إِن قوما مَا يَزْعمُونَ أَن عليا مَبْعُوث قبل يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ بئس الْقَوْم نَحن إِذا نَكَحْنَا نِسَاءَهُ وَقَسمنَا مِيرَاثه قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الصَّحَابَة عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن عَمْرو بن الْأَصَم قَالَ قلت لِلْحسنِ بن عَلّي إِن هَذِه الشِّيعَة تزْعم أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام مَبْعُوث قبل يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ كذبُوا مَا أُولَئِكَ شيعَة لَو كَانَ مَبْعُوثًا مَا زَوجْنَا نِسَاءَهُ وَلَا اقْتَسَمْنَا مَاله انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة من حَدِيث عمرَان بن الْحَارِث قَالَ بَينا نَحن عِنْد ابْن عَبَّاس إِذْ جَاءَ رجل فَقَالَ من أَيْن جِئْت قَالَ من الْعرَاق قَالَ من أَيهمْ قَالَ من الْكُوفَة قَالَ فَمَا الْخَبَر قَالَ تَركتهم وهم يتحدثون أَن عليا خَارج إِلَيْهِم فَقَالَ لَا أَبَا لَك لَو شعرنَا ذَلِك مَا أَنْكَحنَا نِسَاءَهُ مُخْتَصر وَهُوَ حَدِيث الْكتاب فَإِنَّهُ من رِوَايَة بن عَبَّاس

1075 - الحَدِيث الرَّابِع أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر بله مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي سُورَة السَّجْدَة 1076 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث يَقُول العَبْد يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي لَا أُجِيز عَلّي شَاهدا إِلَّا من نَفسِي فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الزّهْد من حَدِيث عبيد الله الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبيد الْمَكِّيّ عَن فُضَيْل عَن الشّعبِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك فَقَالَ (هَل تَدْرُونَ مِم أضْحك) قَالَ قُلْنَا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (من مُخَاطبَة العَبْد لرَبه فَيَقُول يَا رب ألم تُجِرْنِي من الظُّلم فَيَقُول بلَى فَيَقُول فَإِنِّي لَا أُجِيز عَلَى نَفسِي إِلَّا شَاهدا مني قَالَ فَيَقُول فَكَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك شَهِيدا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبين شُهُودًا قَالَ فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل) انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الْأَهْوَال بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَقَالَ الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ لِلشَّعْبِيِّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى

وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الانفطار بعد أَن رَوَاهُ لَا أعلم أحدا رَوَاهُ عَن الثَّوْريّ غير الْأَشْجَعِيّ وَهُوَ حَدِيث غَرِيب 1077 - الحَدِيث السَّادِس قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا النَّبِي لَا أكذب ... أَنا ابْن عبد الْمطلب) وَقَالَ (هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت ... وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت) قلت أخرجهَا البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد وَمُسلم فِي الْمَغَازِي الأول من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب قَالَ لَهُ رجل أَفَرَرْتُم عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين قَالَ لَا لَكِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يفر إِن هوَازن كَانُوا قوما رُمَاة وَإِنَّا لما لَقِينَاهُمْ حملنَا عَلَيْهِم فَانْهَزَمُوا فَأقبل الْمُسلمُونَ عَلَى الْغَنَائِم استقبلونا بِالسِّهَامِ فَأَما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يفر فَلَقَد رَأَيْته وَإنَّهُ لعَلَى بغلته الْبَيْضَاء وَإِن أَبَا سُفْيَان آخذ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (أَنا النَّبِي لَا كذب أَنا ابْن عبد الْمطلب) انْتَهَى الثَّانِي من حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي بعض الْمشَاهد وَقد دميت أَصَابِعه فَقَالَ (هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت) إِلَى آخِره 1078 - الحَدِيث السَّابِع حَدِيث تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك) قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث ابْن عمر أَن تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك) قَالَ وَكَانَ عبد الله بن عمر يزِيد فِي تَلْبِيَة لبيْك لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر بَين يَديك وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل انْتَهَى وَقَوله كسر أَبُو حنيفَة وَرفع الشَّافِعِي وَكِلَاهُمَا تَعْلِيل يَعْنِي همزَة إِن وَهَذَا الْخلاف لَا أعرفهُ لَكِن قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام قَالَ الْخطابِيّ هما

رِوَايَتَانِ وَالْكَسْر أَجود قَالَ ثَعْلَب من كسر فقد عَم وَمن فتح فقد خص قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من النِّعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا تَقْتَضِي التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بهَا إِلَّا عَلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص انْتَهَى كَلَامه 1079 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن جمَاعَة من كفار قُرَيْش مِنْهُم أبي بن خلف وَأَبُو جهل وَالْعَاص بن وَائِل والوليد بن الْمُغيرَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُم أبي أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُول مُحَمَّد إِن الله يبْعَث الْأَمْوَات قَالَ وَاللات والعزى لأسيرن لَهُ ولأخصمنه وَأخذ عظما بَالِيًا فَجعل يفته بِيَدِهِ وَيَقُول يَا مُحَمَّد أَتَرَى الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا رم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نعم وَيَبْعَثُك وَيُدْخِلك جَهَنَّم) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة هَكَذَا بِلَفْظ المُصَنّف وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عَمْرو بن عون ثَنَا هَيْثَم أَنا أَبُو بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَاصِ بن وَائِل أَخذ عظما من الْبَطْحَاء فَفتهُ بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيُحْيِي الله هَذَا بعد مَا أرَى فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (نعم يُمِيتك الله ثمَّ يُحْيِيك ثمَّ يدْخلك جَهَنَّم) قَالَ وَنزلت الْآيَات من آخر يس انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَحَدِيث أبي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن خَالِد عَن حُصَيْن عَن أبي مَالك قَالَ جَاءَ أبي بن خلف بِعظم فَجعل يفتته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَأنْزل الله آخر سُورَة يس انْتَهَى

وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عمي ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس من حَدِيث الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن عبد الله ابْن أبي جَاءَ بِعظم يفتته فَذكر نَحوه وَهَذَا فِيهِ نَكَارَة فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَعبد الله بن أبي بن سلول إِنَّمَا كَانَ فِي الْمَدِينَة وَعَلَى كل تَقْدِير فَسَوَاء كَانَت فِي أبي بن خلف أَو فِي الْعَاصِ بن وَائِل أَو فيهمَا فَهِيَ عَامَّة فِي كل من أنكر الْبَعْث وَقد تقدم فِي أول النَّحْل شَيْء من هَذَا وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث نهشل بن سعيد عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي جهل جَاءَ بِعظم حَائِل بَال إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فذراه فَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَقَالَ الله يَا مُحَمَّد قل يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أول مرّة وَهُوَ بِكُل خلق عليم انْتَهَى 1080 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْسَ من شَجَرَة إِلَّا وفيهَا نَار إِلَّا الْعنَّاب 1081 - الحَدِيث التَّاسِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس يُرِيد بهَا وَجه الله تَعَالَى غفر الله لَهُ وَأَعْطَاهُ من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف منا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ

غسله ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ سُورَة يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من شراب الْجنَّة يشْربهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان) قلت رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من طَرِيق مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى ثَنَا شَبابَة ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بنى زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس من قَرَأَ يس وَهُوَ يُرِيد بهَا الله عَزَّ وَجَلَّ غفر الله لَهُ وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْ عشر مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف مِنْهَا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ عَلَيْهِ ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من الْجنَّة فَيَشْرَبهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَيمْكث فِي قَبره وَهُوَ رَيَّان وَيبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ رَيَّان وَيُحَاسب وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان) انْتَهَى وَلم أَجِدهُ فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا بِلَفْظ الْقُضَاعِي وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا فَذكره سَوَاء وَقَوله فِي الحَدِيث أَن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس هُوَ فِي التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن هَارُون أبي مُحَمَّد عَن مقَاتل بن حبَان عَن قَتَادَة عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلبا وَإِن قلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس كتب الله لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن وَهَارُون أَبُو مُحَمَّد شيخ مَجْهُول وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر الصّديق وَأبي هُرَيْرَة وَحَدِيث أبي بكر الصّديق لَا يَصح وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة مَنْظُور فِيهِ قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن حميد الْمَكِّيّ مولَى آل عَلْقَمَة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرويهِ عَن حميد إِلَّا زيدا انْتَهَى وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة الْبَزَّار وَسكت عَنهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان فَقَالَ حميد هَذَا مولَى بني عَلْقَمَة لَا نَعْرِف رَوَى عَنهُ إِلَّا زيد بن الْحباب قَالَ وَقد ذكر هُوَ ذَلِك فِي أَحْكَامه الْكُبْرَى انْتَهَى 1082 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع قَارِئهَا وَتغْفر

لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم الْمَلْطِي بِمصْر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمد بن عمرَان الرَّازِيّ عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع لِقَارِئِهَا وَيغْفر لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس) انْتَهَى وَعَزاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التذْكَار لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عَائِشَة وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم من حَدِيث أبي بكر وَينظر

سُورَة الصافات

سورة الصافات

سُورَة الصافات ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1083 - الحَدِيث الأول فِي الحَدِيث عجب ربكُم من إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة إجَابَته إيَّاكُمْ قلت غَرِيب وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث يرْوَى عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن مُحَمَّد بن عَمْرو يرفعهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (عجب ربكُم من إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة أَجَابَتْهُ إيَّاكُمْ) ثمَّ قَالَ وَهُوَ أَن يرفع الرجل صَوته بِالدُّعَاءِ قَالَ وَبَعض الْمُحدثين يرويهِ من أزلّكُم قَالَ وَالْأَزَلُ الشدَّة قَالَ وَأرَاهُ الْمَحْفُوظ انْتَهَى كَلَامه 1084 - الحَدِيث الثَّانِي كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب التَّيَامُن فِي كل شَيْء قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة وَأَبُو دَاوُد فِي اللبَاس وَالْبَاقِي فِي الطَّهَارَة من حَدِيث مَسْرُوق وَعَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب التَّيَمُّن مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنه كُله وَطهُوره وَترَجله وَنَعله وَلَفظ التَّيَامُن من عِنْد النَّسَائِيّ 1085 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث الْعَاقِل من دَان نَفسه قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمَوْجُود الْكيس من دَان نَفسه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه فِي الزّهْد من حَدِيث أبي بكر بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب

عَن شَدَّاد بن أَوْس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكيس من دَان نَفسه وَعمل لما بعد الْمَوْت وَالْعَاجِز من اتبع نَفسه هَواهَا وَتَمَنَّى عَلَى الله الْأَمَانِي) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن قَالَ وَمَعْنى دَان نَفسه أَي حَاسَبَهَا فِي الدُّنْيَا قبل يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره لَا وَالله لَيْسَ عَلَى شَرط وَاحِد مِنْهُمَا قَالَ فَأَبُو بكر بن أبي مَرْيَم واه انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي والْحَارث ابْن أبي أُسَامَة فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة شَدَّاد بن أَوْس وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن شَدَّاد بن أَوْس وَلَا طَرِيق لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن دَان بِمَعْنى سَاس وَقَالَ ابْن طَاهِر وَهُوَ حَدِيث مَدَاره عَلَى أبي بكر بن أبي مَرْيَم وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى 1086 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو تمت تِلْكَ الذبْحَة لَصَارَتْ سنة وَذبح النَّاس أَبْنَاءَهُم 1087 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَشْرِقُوا ضَحَايَاكُمْ فَإِنَّهُم عَلَى الصِّرَاط مَطَايَاكُمْ)

قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الْفَقِيه الرَّازِيّ الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب لَهُ أخبرنَا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَنا أَبُو بكر عبد الله ابْن مُحَمَّد القَتَّات ثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن يَحْيَى بن الْحجَّاج بن سعيد الشَّيْبَانِيّ ثَنَا عَبَّاس ابْن يزِيد الْيَشْكُرِي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (اسْتَفْرِهُوا أُضْحِيَتكُم فَإِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة لَا تَرْكَبُونَ شَيْئا من الدَّوَابّ إِلَّا الْبدن وَالْأُضْحِيَّة) انْتَهَى والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة ذكره فِي أَوَائِله 1088 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَنه لما ذبحه قَالَ جِبْرِيل الله أكبر فَقَالَ الذَّبِيح لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فَقَالَ إِبْرَاهِيم الله أكبر وَللَّه الْحَمد فَبَقيت سنة 1089 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا ابْن الذبيحين) قلت غَرِيب 1090 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَن أَعْرَابِيًا قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا ابْن الذبيحين فَتَبَسَّمَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ (إِن عبد الْمطلب لما حفر بِئْر زَمْزَم نذر لله لَئِن سهل لَهُ أمرهَا لَيَذْبَحَن أحد وَلَده فَخرج السهْم عَلَى عبد الله فَمَنعه أَخْوَاله وَقَالُوا لَهُ أفد ابْنك بِمِائَة من الْإِبِل فَفَدَاهُ بِمِائَة من الْإِبِل وَالثَّانِي إِسْمَاعِيل)

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء من حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد الْعُتْبِي من ولد عَتبه بن أبي سُفْيَان عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي عبد الله بن سعيد عَن الصنَابحِي قَالَ كُنَّا عِنْد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَتَذَاكَرَ الْقَوْم الذَّبِيح فَقَالَ بَعضهم هُوَ إِسْمَاعِيل وَقَالَ بَعضهم هُوَ إِسْحَاق فَقَالَ مُعَاوِيَة عَلَى الْخَبِير سَقَطْتُمْ كُنَّا يَوْمًا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله خلفت الْبِلَاد يَابسا وَالْمَاء عَابِسا هلك الْعِيَال وَضاع المَال فعد عَلّي بِمَا أَفَاء الله عَلَيْك يَا بن الذبيحين قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يُنكر عَلَيْهِ فَقُلْنَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا الذَّبِيحَانِ قَالَ إِن عبد الْمطلب لما أَمر بِحَفر زَمْزَم نذر لله إِن سهل لَهُ أمرهَا أَن ينْحَر بعض وَلَده فَأخْرجهُمْ فَأَسْهم بَينهم فَخرج السهْم عَلَى عبد الله فَأَرَادَ ذبحه فَمَنعه أَخْوَاله من بني مَخْزُوم وَقَالُوا ارْض رَبك وَافد ولدك قَالَ فَفَدَاهُ بِمِائَة نَاقَة قَالَ فَهُوَ الذَّبِيح وَإِسْمَاعِيل الثَّانِي انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه سندا ومتنا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَإِسْنَاده واه وَتَفْسِيره الذبيحين من كَلَام مُعَاوِيَة كَمَا ترَاهُ فَيكون قَول المُصَنّف فَسئلَ عَن ذَلِك أَي سُئِلَ رجل عَن ذَلِك مَعَ احْتِمَال عوده عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعوده عَلَى الْأَعرَابِي أَيْضا وَهُوَ مُصَرح بِهِ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكر بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَفِيه فَقيل يَا رَسُول الله وَمَا الذَّبِيحَانِ قَالَ (إِن عبد الْمطلب) الحَدِيث وَفِي غَرِيب الحَدِيث لِلسَّرَقُسْطِيِّ تركت الْبِلَاد يَابسا أَي ذَاهِبَة المَاء وَالْمَاء عَابِسا أَي نَاشِفًا يُقَال عبس عَلَيْهِ الْوَسخ أَي نشف انْتَهَى 1091 - الحَدِيث الثَّامِن حَدِيث كتاب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِمَّا يدل عَلَى أَن الذَّبِيح إِسْحَاق كتاب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف بن يَعْقُوب

إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه غرائب مَالك من حَدِيث إِسْحَاق بن وهب الجُمَحِي الطهرمسي ثَنَا عبد الله بن وهب عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أُوحِي الله إِلَى ملك الْمَوْت إِن رَأَيْت يَعْقُوب بن إِسْرَائِيل فَسلم عَلَيْهِ فَأَتَاهُ فَسلم فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله قَالَ أَنا ملك الْمَوْت قَالَ مرْحَبًا بِمن كنت أَتَمَنَّى لقيَاهُ وَلَو بعد حِين أَسأَلك يَا ملك الْمَوْت بِالَّذِي ملكك قبض روح ابْن آدم هَل قبضت روح يُوسُف قَالَ لَا وَإنَّهُ لحي عَلَى الأَرْض قَالَ فَدَعَا بنيه وَبني بنيه فَقَالَ ائْتُونِي بدواه وَقِرْطَاس فَاكْتُبُوا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله إِلَى عَزِيز مصر أما بعد فَإنَّا أهل بَيت مُوكل بِنَا أَسبَاب الْبلَاء أما جدي إِبْرَاهِيم فَأَبْلَاهُ الله بالنَّار حَتَّى فدَاه وَأما إِسْحَاق فَأَبْلَاهُ الله بِالذبْحِ حَتَّى فدَاه وَأما أَنا فَكَانَ لي ولد قُرَّة عَيْني وَأحب إِلَيّ من ملْء الدُّنْيَا ذَهَبا وَفِضة فَارْحَمْ الْيَوْم كبر سني وَانْحِنَاء ظَهْري وَذَهَاب بَصرِي فَرد عَلّي وَلَدي فَأَوْحَى الله إِلَى يَعْقُوب أَتَشْكُونِي إِلَى عوادك فَقَالَ يَا إِلَه إِبْرَاهِيم أَسأَلك بِحَق إِبْرَاهِيم خَلِيلك عَلَيْك وَإِسْحَق ذبيحك عَلَيْك وَأَنا إسرائيلك إِلَّا رحمت الْيَوْم كبر سني وَانْحِنَاء ظَهْري وَذَهَاب بَصرِي رد عَلَى وَلَدي فَأَوْحَى الله إِلَى جِبْرِيل إِن رَأَيْت عَبدِي يُوسُف فَسلم عَلَيْهِ قَالَ فَدخل عَلَيْهِ السجْن فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الصّديق فَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله قَالَ أما تعرفنِي قَالَ لَا وَإِنِّي أرَى صُورَة حَسَنَة وَأَشَمَّ رَائِحَة طيبَة لَا تشبه رَوَائِح الْخَطَّائِينَ قَالَ أَيهَا الصّديق إِن الله طهر إِسْحَاق بِالنُّبُوَّةِ بِأَطْهَرَ الْأَطْهَار ذكر كلمة قيد لَك الزَّمَان بِملك مصر وَأَهْلهَا تملك مُلُوكهَا وتخدمك أَشْرَافهَا يأيها الصّديق قل اللَّهُمَّ يَا كَبِير كل كَبِير وَيَا من لَا ند لَهُ وَلَا شريك وَلَا وَزِير وَيَا خَالق الشَّمْس وَالْقَمَر الْمُنِير يَا منزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْقُرْآن الْعَظِيم وَيَا مُجيب دَعْوَة الْمُضْطَرين وَرَجَاءَهُمْ وَيَا رَاحِم الطِّفْل الصَّغِير وَيَا مُطلق الْأَسير وَيَا رَازِق الْفَقِير اكْفِنَا اللَّهُمَّ من أَمر دُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا

وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته انْتَهَى ثمَّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بَاطِل وَإِسْحَاق بن وهب الطهرمسي يضع الحَدِيث عَلَى ابْن وهب وَغَيره حدث عَنهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد أَحَادِيث لَا أصل لَهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْحَادِي وَالْعِشْرين بعد الْمِائَتَيْنِ حَدثنَا عمر بن أبي عمر ثَنَا عِصَام بن الْمثنى الْحِمصِي عَن أَبِيه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ كتب يَعْقُوب كتابا فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من يَعْقُوب نَبِي الله ابْن إِسْحَاق ذبيح الله إِلَى آخِره وَذكره المُصَنّف فِي سُورَة يُوسُف بِأَلْفَاظ لَيست فِي هَذَا وَقد تقدم 1092 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل تَسْبِيح فِي الْقُرْآن فَهُوَ صَلَاة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النُّور عِنْد قَوْله تَعَالَى يسبح لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رجال فَقَالَ الْمُعَانَى بن عمرَان عَن سُفْيَان عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل تَسْبِيح فِي الْقُرْآن فَهُوَ صَلَاة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْحَدِيد من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان بِهِ سندا ومتنا وَزَاد كل سُلْطَان فِي الْقُرْآن فَهُوَ حجَّة وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة غَافِر من قَول قَتَادَة فَقَالَ أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَسبح بِحَمْد رَبك بالْعَشي وَالْإِبْكَار قَالَ هِيَ صَلَاة الصُّبْح وَصَلَاة الْعَصْر وكل شَيْء فِي الْقُرْآن من التَّسْبِيح فَهُوَ صَلَاة انْتَهَى 1093 - الحَدِيث التَّاسِع قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّك لِتُحَبّ القرع قَالَ أجل هِيَ شَجَرَة أخي يُونُس قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء من حَدِيث الْحسن ابْن عمَارَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون ثَنَا عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْتَقم يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام الْحُوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين قَالَ فَرَمَى بِهِ عَلَى شاطئ النَّهر لَيْسَ لَهُ جلد وَلَا شعر فَصَارَ كَأَنَّهُ فرج قَالَ وَأنْبت الله عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين) قَالَ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (واليقطين القرع) مُخْتَصر 1094 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَكَانُوا خَارِجين إِلَى مَزَارِعهمْ وَمَعَهُمْ الْمساحِي قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الله أكبر خرجت خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم) الْآيَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي النِّكَاح وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى خَيْبَر لَيْلًا وَكَانَ إِذا أَتَى بلَيْل لم يقربهُمْ حَتَّى يصبح فَلَمَّا خرجت الْيَهُود بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا مُحَمَّد بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين انْتَهَى وَطوله مُسلم وَفِيه تَزْوِيج صَفِيَّة

الحَدِيث التَّاسِع قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّك لِتُحَبّ القرع قَالَ أجل هِيَ شَجَرَة أخي يُونُس قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء من حَدِيث الْحسن ابْن عمَارَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون ثَنَا عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْتَقم يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام الْحُوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين قَالَ فَرَمَى بِهِ عَلَى شاطئ النَّهر لَيْسَ لَهُ جلد وَلَا شعر فَصَارَ كَأَنَّهُ فرج قَالَ وَأنْبت الله عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين) قَالَ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (واليقطين القرع) مُخْتَصر 1094 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَكَانُوا خَارِجين إِلَى مَزَارِعهمْ وَمَعَهُمْ الْمساحِي قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الله أكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم) الْآيَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي النِّكَاح وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى خَيْبَر لَيْلًا وَكَانَ إِذا أَتَى بلَيْل لم يقربهُمْ حَتَّى يصبح فَلَمَّا أصبح خرجت الْيَهُود بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الله أكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين انْتَهَى وَطوله مُسلم وَفِيه تَزْوِيج صَفِيَّة

1095 - قَوْله عَن عَلّي قَالَ من أحب أَن يكتال بالمكيال الأوفى من ألأجر يَوْم الْقِيَامَة فَلْيَكُن آخر كَلَامه إِذا قَامَ من مَجْلِسه سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ إِلَى آخر السُّورَة قلت رَوَاهُ عَن الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن حَمْزَة الثمالِي عَن الْأَصْبَغ بن نباتة قَالَ قَالَ عَلّي بن أبي طَالب من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى فَلْيقل حِين يفرغ من صلَاته سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة إِلَى آخرهَا وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط عَن الْأَصْبَغ بن نباتة وَقَالَ فِيهِ فَلْيَكُن آخر كَلَامه من مَجْلِسه وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره مُسْندًا مُرْسلا فَقَالَ ثَنَا عمار بن خَالِد الوَاسِطِيّ عَن شَبابَة عَن يُونُس عَن أبي إِسْحَاق عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى) إِلَى آخِره 1096 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ وَالصَّافَّات أعْطى من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل جني وَشَيْطَان وَتَبَاعَدَتْ عَنهُ مَرَدَة الشَّيَاطِين وَبرئ من الشّرك وَشهد لَهُ حافظاه يَوْم الْقِيَامَة أَنه آمن بِالْمُرْسَلين قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الصافات) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سُورَة ص

سورة ص

سُورَة ص ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1097 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه لما أسلم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَرح بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَرحا شَدِيدا وشق عَلَى قُرَيْش وَبلغ مِنْهُم فَاجْتمع خَمْسَة وَعِشْرُونَ من صَنَادِيدهمْ وَمَشوا إِلَى أبي طَالب وَقَالُوا أَنْت شَيخنَا وَكَبِيرنَا وَقد علمت مَا فعل السُّفَهَاء يُرِيدُونَ الَّذين دخلُوا فِي الْإِسْلَام وَجِئْنَاك يَا أَبَا طَالب لِتَقضي بَيْننَا وَبَين بن أَخِيك فَاسْتَحْضر أَبُو طَالب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ يَا ابْن أخي هَؤُلَاءِ قَوْمك يَسْأَلُونَك السُّؤَال فَلَا تمل عَلَيْهِم كل الْميل فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَاذَا يَسْأَلُونِي) قَالُوا اُرْفُضْنَا وَارْفض ذكر آلِهَتنَا وَإِلَهك وَنَدَعك وَإِلَهك فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَرَأَيْتُم إِن أَعطيتكُم مَا سَأَلْتُم أمعطي أَنْتُم كلمة وَاحِدَة تَمْلِكُونَ بهَا الْعَرَب وَتَدين لكم بهَا الْعَجم) قَالُوا نعم فَقَالَ (قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله) فَقَامُوا فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث يَحْيَى بن عمَارَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مرض أَبُو طَالب فَجَاءَت قُرَيْش وَجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعند رَأس أبي طَالب مجْلِس رجل فَقَامَ أَبُو جهل كي يمنعهُ ذَلِك وَشَكَوْهُ إِلَى أبي طَالب فَقَالَ يَا بن أخي مَا تُرِيدُ من قَوْمك قَالَ (يَا عَم أُرِيد مِنْهُم كلمة تدين لَهُم الْعَرَب وَتُؤَدِّي إِلَيْهِم بهَا الْجِزْيَة الْعَجم) قَالَ كلمة وَاحِدَة

قَالَ مَا هِيَ قَالَ (لَا إِلَه إِلَّا الله) فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا إِن هَذَا لشَيْء عُجاب قَالَ وَنزل فيهم ص وَالْقُرْآن ذِي الذّكر حَتَّى إِن هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام يَجْعَل مثل هَذَا الحَدِيث مُرْسلا قَالَ لَا إِلَّا من جِهَة الِاحْتِمَال الَّذِي فِي قَول الصَّحَابِيّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَن لَا يكون سَمعه من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَلَكِن من جِهَة أَن الصَّحَابِيّ إِذا أخبر بِقصَّة وَلم يذكر أَنه شَاهدهَا وَلَا حَدثهُ بهَا من شَاهدهَا وَلَا فِيهِ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبرهُ فَإِنَّهُ يكون مُرْسلا لِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون تَلقاهُ عَن صَحَابِيّ آخر مِمَّن شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَيصير هَذَا بِمَثَابَة مَا لَو قَالَ ابْن عَبَّاس نَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد الْبَيْت فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَأَسْرَى بِهِ أَو تَحنث فِي غَار حراء فَجَاءَهُ الْملك وَنَحْو ذَلِك مِمَّا علم أَنه لم يُشَاهِدهُ قَالَ وَلَيْسَ بِنَافِع فِي مثل هَذَا أَن يُقَال يحْتَمل انه شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ لَيْسَ بِالِاحْتِمَالِ يثبت الِاتِّصَال وَاعْترض بِهَذَا الْكَلَام عَلَى أَحَادِيث كَثِيرَة وَقعت من صَحِيح مُسلم فِي هَذَا النَّوْع فِي مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة مِنْهَا حَدِيث الْمسيب بن حزن قَالَ لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة جَاءَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ عِنْده أَبَا جهل وَعبد الله بن أبي أُميَّة فَذكره وَمِنْهَا حَدِيث أنس أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر

1098 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَشْرِبَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلَفظه (كفوا فَوَاشِيكُمْ) وَالْفَوَاشِي جمع فَاشِية وَهِي الْمَوَاشِي كَالْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم وَغَيرهَا سميت بِهِ لِأَنَّهَا تَفْشُو أَي تَنْتَشِر وَفَحْمَة الْعشَاء الظلمَة الَّتِي بَين الصَّلَاتَيْنِ وَالَّتِي بَين الْغَدَاة وَالْعشَاء عسعسة 1099 - الحَدِيث الثَّالِث عَن أم هَانِئ دخل علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ ثمَّ صَلَّى صَلَاة الضُّحَى وَقَالَ (يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الْمُجَاشِعِي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الْكرْمَانِي ثَنَا الْحجَّاج بن نصير ثَنَا أَبُو بكر الْهُذلِيّ واسْمه سلْمَى عَن عَطاء ابْن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت أَمر بِهَدِّهِ الْآيَة فَمَا أَدْرِي مَا هِيَ قَوْله بالْعَشي وَالْإِشْرَاق حَتَّى حَدَّثتنِي أم هَانِئ بنت أبي طَالب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا فَدَعَا بِوضُوء فِي جفْنه كَأَنِّي أنظر إِلَى أثر الْعَجِين فَتَوَضَّأ ثمَّ قَامَ فَصَلى الضُّحَى فَقَالَ (يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق) انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث حجاج بن نصير بِهِ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه كَذَلِك

وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل أم هَانِئ من حَدِيث سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن أَيُّوب بن صَفْوَان عَن عبد الله بن الْحَارِث أَن ابْن عَبَّاس كَانَ لَا يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى أدخلْنَاهُ عَلَى أم هَانِئ فَقلت لَهَا أَخْبِرِي ابْن عَبَّاس بِمَا أخبرتينا بِهِ فَقَالَت أم هَانِئ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيْتِي فَصَلى صَلَاة الضُّحَى ثَمَانِي رَكْعَات فَخرج ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَقُول لقد قَرَأت مَا بَين اللَّوْحَيْنِ فَمَا عرفت صَلَاة الْإِشْرَاق إِلَّا السَّاعَة يسبحْنَ بالْعَشي وَالْإِشْرَاق ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق انْتَهَى وَسكت عَنهُ 1100 - الحَدِيث الرَّابِع فِي وصف كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا نذر وَلَا هذر قلت هُوَ فِي حَدِيث أم معبد وَقد تقدم بِطرقِهِ فِي سُورَة الْأَعْرَاف وَقَالُوا فِي تَفْسِير هَذَا إِن مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ اخْتِصَار مخل وَلَا تَطْوِيل مُمل بل هُوَ وسط لَيْسَ بِقَلِيل وَلَا كثير وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث عَائِشَة قَالَت كَانَ كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فصلا يفهمهُ من سَمعه انْتَهَى 1101 - قَوْله عَن سعيد بن الْمسيب والْحَارث الْأَعْوَر عَن عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من حَدثكُمْ بِحَدِيث دَاوُد عَلَى مَا يَرْوُونَهُ الْقصاص جلدته مائَة وَسِتِّينَ جلدَة وَهُوَ حد الْفِرْيَة عَلَى الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه

عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ 1102 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من سره أَن يقوم لَهُ النَّاس صُفُونا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) قلت غَرِيب وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث لَاحق بن حميد أبي مجلز أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان دخل بَيْتا فِيهِ ابْن عَامر وَابْن الزُّبَيْر فَقَامَ ابْن عَامر وَجلسَ ابْن الزُّبَيْر فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من سره أَن يتَمَثَّل لَهُ النَّاس قيَاما فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد فِيهِ من سره أَن يتَمَثَّل لَهُ النَّاس قيَاما إِذا جَاءَ مُقبلا فَليَتَبَوَّأ الحَدِيث وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث ثَنَا هشيم أَنا الْعَوام ابْن حَوْشَب عَن عزْرَة بن الْحَارِث عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ كُنَّا إِذا صلينَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرفع رَأسه قمنا مَعَه صُفُوفا فَإِذا سجد تَبِعْنَاهُ انْتَهَى قَالَ وَلِلنَّاسِ فِي تَفْسِير الصَّافِن وَجْهَان فَمنهمْ من قَالَ كل صَاف قَدَمَيْهِ قَائِما فَهُوَ صَافِن وَالْقَوْل الآخر إِن الصَّافِن من الْخَيل الَّذِي قلب أحد حَوَافِرِهِ وَقَامَ عَلَى ثَلَاث قَوَائِم وَمِنْه قِرَاءَة عبد الله بن مَسْعُود واذْكُرُوا اسْم الله عَلَيْهَا صَوَافِن

1103 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْجِهَاد من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفقه هَذَا الحَدِيث أَن الْجِهَاد قَائِم مَعَ كل إِمَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَأَخْرَجَاهُ عَن عُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي مَرْفُوعا بِنَحْوِهِ وَبِزِيَادَة الْأجر وَالْغنيمَة وَأخرجه مُسلم عَن جرير بِنَحْوِ حَدِيث عُرْوَة سَوَاء 1104 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي زيد الْخَيل حِين وَفد عَلَيْهِ وَأسلم (مَا وصف لي رجل فرأيته إِلَّا كَانَ دون مَا بَلغنِي إِلَّا زيد الْخَيل) وَسَماهُ زيد الْخَيْر قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود فِي بَاب وَفد طَيئ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفد طَيئ مِنْهُم زيد الْخَيل فَلَمَّا انْتَهوا إِلَيْهِ كَلمُوهُ وَعرض عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإِسْلَام فأسلموا وَحسن إسْلَامهمْ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا ذكر لي رجل من الْعَرَب بِفضل ثمَّ جَاءَنِي إِلَّا رَأَيْته دون مَا يُقَال لي مِنْهُ إِلَّا زيد الْخَيل) ثمَّ سَمَّاهُ زيد الْخَيْر الحَدِيث بِطُولِهِ وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي ذكر الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ ثني أَبُو بكر بن عبد الله أبي سُبْرَة عَن أبي عُوَيْمِر الطَّائِي وَكَانَ

يَتِيم الزُّهْرِيّ قَالَ وَحدثنَا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثَنَا عباد الطَّائِي عَن أَشْيَاخهم قَالُوا قدم وَفد طَيء عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَمْسَة عشر رجلا رَأْسهمْ زيد الْخَيل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام فاسلموا وَأَجَازَهُمْ بِخَمْسَة أَوَاقٍ فضَّة لكل رجل مِنْهُم فَأعْطَى زيد الْخَيل اثْنَتَيْ عشر أوقيه وَنَشَأ وَقَالَ (مَا ذكر لي رجل) إِلَى آخر لفظ الْبَيْهَقِيّ 1105 - قَوْله وَسَأَلَ رجل بِلَال رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن قوم يَسْتَبقُونَ من السَّابِق فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ الرجل أردْت الْخَيل قَالَ وَأَنا أردْت الْخَيْر قلت رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا ابْن عَائِشَة عَن أبي عوَانَة عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ رهان فَقَالَ رجل لِبلَال من سبق قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمن صَلَّى قَالَ أَبُو بكر قَالَ إِنَّمَا أَعنِي فِي الْخَيل قَالَ وَأَنا أَعنِي فِي الْخَيْر انْتَهَى ذكره فِي بَاب صَلَّى قَالَ وَالْمُصَلي الَّذِي يَجِيء عَلَى أثر السَّابِق انْتَهَى كَلَامه 1106 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (قَالَ سُلَيْمَان لأطوفن اللَّيْلَة عَلَى سبعين امْرَأَة تَأتي كل وَاحِدَة بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله وَلم يقل إِن شَاءَ الله فَطَافَ عَلَيْهِنَّ فَلم تحمل إِلَّا امْرَأَة) وَاحِدَة جَاءَت بشق رجل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ الله لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ)

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد لأطوفن اللَّيْلَة عَلَى سبعين امْرَأَة كُلهنَّ يَأْتِين بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله فَقَالَ لَهُ صَاحبه قل إِن شَاءَ الله فَلم يقل إِن شَاءَ الله فَلم تحمل مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَة جَاءَت بشق رجل وَايْم الَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ الله لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ) انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَان وَقَالَ فِي آخِره قَالَ شُعَيْب وَابْن أبي الزِّنَاد تسعين امْرَأَة وَهُوَ أصح انْتَهَى 1107 - قَوْله وَأما مَا يُحْكَى من حَدِيث الْخَاتم والشيطان وَعبادَة الوثن فِي بَيت سُلَيْمَان فَالله أعلم بِصِحَّتِهِ ثمَّ ذكره قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره من حَدِيث ابْن عَبَّاس فَذكر حَدِيث الْخَاتم والشيطان قَرِيبا مِمَّا حَكَاهُ المُصَنّف وَذكره ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَقَالَ إِسْنَاده قوي وَكَأَنَّهُ مِمَّا تَلقاهُ ابْن عَبَّاس من أهل الْكتاب إِن صَحَّ عَنْهُم وَفِيهِمْ طَائِفَة لَا يَعْتَقِدُونَ نبوة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَالظَّاهِر أَنهم يكذبُون عَلَيْهِ وَفِيه مُنكرَات من أَشدّهَا ذكر النِّسَاء وَالْمَشْهُور عَن مُجَاهِد وَغَيره من أَئِمَّة السّلف أَن ذَلِك الجني لم يُسَلط عَلَى نسَاء سُلَيْمَان بل عَصَمَهُنَّ الله مِنْهُ تَشْرِيفًا لنَبيه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ وَقد رويت هَذِه الْقِصَّة عَن سعيد بن الْمسيب وَزيد بن أسلم وَجَمَاعَة من السّلف وَكلهَا مُتَلَقَّاة من قصَص أهل الْكتاب قلت رَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عِنْد قَوْله تَعَالَى وَمَا كفر سُلَيْمَان وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا أخبرنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال ابْن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ الَّذِي أصَاب أَصْحَاب سُلَيْمَان ابْن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام بِسَبَب امْرَأَة من أَهله يُقَال لَهَا جَرَادَة وَكَانَت أحب نِسَائِهِ

إِلَيْهِ وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَأْتِي نِسَاءَهُ أَو يدْخل الْخَلَاء أَعْطَاهَا الْخَاتم فجَاء نَاس من أهل جَرَادَة يُخَاصِمُونَ قوما إِلَى سُلَيْمَان فَكَانَ هوى سُلَيْمَان أَن يكون الْحق لأهل جَرَادَة فَيَقْضِي لَهُم فَعُوقِبَ إِذْ لم يكن هَوَاهُ عَلَيْهِم وَإِنَّمَا أَرَادَ الله أَن يَبْتَلِيه دخل الْخَلَاء وَأَعْطَاهَا الْخَاتم فجَاء الشَّيْطَان فِي سُورَة سُلَيْمَان وَقَالَ لَهَا هَاتِي خَاتمِي فَدَفَعته إِلَيْهِ فَلَمَّا لبسه دَانَتْ لَهُ الشَّيَاطِين وَالْإِنْس وَالْجِنّ وكل شَيْء فَجَاءَهَا سُلَيْمَان فَطلب مِنْهَا الْخَاتم فَقَالَت لَهُ اخْرُج لست بِسُلَيْمَان قَالَ سُلَيْمَان إِن ذَلِك أَمر الله أَبْتَلِي بِهِ فَخرج فَجعل كلما قَالَ أَنا سُلَيْمَان رَجَمُوهُ حَتَّى يدمون عقبه وَمكث هَذَا الشَّيْطَان فيهم مُقيما ينْكح نِسَاءَهُ وَيَقْضِي بَينهم وَانْطَلَقت الشَّيَاطِين فَكَتَبُوا كتبا فِيهَا سحر وَكفر وَدَفَنُوهَا تَحت كرْسِي سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ أَثَارُوهَا وَقَالُوا كَانَ سُلَيْمَان يفتن بِهَذَا الْأنس وَالْجِنّ قَالَ فَأكفر النَّاس سُلَيْمَان حَتَّى بعث الله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْزِل الله عَلَيْهِ وَمَا كفر سُلَيْمَان وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا وَلما أنكر النَّاس من أَمر سُلَيْمَان وَأَرَادَ الله أَن يرد عَلَيْهِ ملكه جَاءُوا إِلَى نِسَائِهِ فَسْأَلُوهُنَّ فَقُلْنَ إِنَّه ليَأْتِينَا وَنحن حيض وَمَا كَانَ يأتينا قيل ذَلِك فَلَمَّا رَأَى الشَّيْطَان أَنه حضر هَلَاكه هرب وَألقَى الْخَاتم فِي الْبَحْر فَتَلَقَّتْهُ سَمَكَة وَخرج سُلَيْمَان يحمل عَلَى سَاحل بَحر فَحمل لرجل سمكًا بِسَمَكَةٍ مِنْهُ فَلَمَّا بلغ بِهِ أعطَاهُ السَّمَكَة الَّتِي فِي بَطنهَا الْخَاتم فَذهب بهَا فشق بَطنهَا يُرِيد أَن يشويها فَإِذا الْخَاتم فِيهَا فَلَمَّا لبسه أقبل إِلَيْهِ الْإِنْس وَالْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَأرْسل فِي طلب الشَّيْطَان فَجعلُوا لَا يطيقُونَهُ حَتَّى احْتَالُوا عَلَيْهِ فوجدوه نَائِما قد سكر فَأَخَذُوهُ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى سُلَيْمَان فَأمر بتخت من رُخَام فَنقرَ ثمَّ أدخلهُ فِي جَوْفه ثمَّ سَده بِالنُّحَاسِ ثمَّ أَمر بِهِ فَطرح فِي الْبَحْر انْتَهَى 1108 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه أَتَى بِمَخْدَعٍ قد خبث بِأُمِّهِ فَقَالَ (خُذُوا عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ فَاضْرِبُوهُ بهَا ضَرْبَة)

قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي سنَنَيْهِمَا الأول فِي الرَّجْم وَالثَّانِي فِي الْحُدُود من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَعْقُوب بن عبد الله بن الْأَشَج عَن أبي أُمَامَة سهل بن حنيف عَن سعيد بن سعد بن عبَادَة قَالَ كَانَ بَين أَبْيَاتنَا رجل ضَعِيف مُخْدج فَلم يرع الْحَيّ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أمة من إمَائِهِمْ يخْبث بهَا قَالَ ذَلِك سعد بن عبَادَة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (اضْرِبُوهُ حَده) قَالُوا يَا رَسُول الله هُوَ أَضْعَف من ذَلِك لَو ضَرَبْنَاهُ مائَة قَتَلْنَاهُ فَقَالَ (خُذُوا لَهُ عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَة وَاحِدَة) قَالَ فَفَعَلُوا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم أسْند سعيد بن سعد إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي أُمَامَة مُرْسلا وَرَوَاهُ دَاوُد بن مهْرَان عَن ابْن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي أُمَامَة عَن الْخُدْرِيّ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة عَن أَبِيه وَغير إِسْحَاق يرويهِ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْحُدُود من حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف أَنه أخبرهُ بعض أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره باخْتلَاف لفظ 1109 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاث عَلَامَات يُنَازع من فَوْقه وَيَتَعَاطَى مَا لَا ينَال وَيَقُول مَا لَا يعلم) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني ثَنَا أَحْمد بن عُمَيْر بن يُوسُف ثَنَا مُحَمَّد ابْن عَوْف ثَنَا مُحَمَّد بن الصفي ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح بن يزِيد ثَنَا أَرْطَاة بن الْمُنْذر

عَن ضَمرَة بن حبيب عَن سَلمَة بن نفَيْل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاث عَلَامَات) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من كَلَام أَرْطَاة ابْن الْمُنْذر فَقَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَلّي الْفَقِيه الإِمَام الشَّاشِي ثَنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد ثَنَا كثير بن عبيد ثَنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن أَرْطَاة بن الْمُنْذر قَالَ آيَة الْمُتَكَلف ثَلَاث إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ وَيتَكَلَّم فِيمَا لَا يعلم وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية من كَلَام وهب بن مُنَبّه بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ 1110 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة ص كَانَ لَهُ بِوَزْن كل جبل سَخَّرَهُ الله لداود عَلَيْهِ السَّلَام عشر حَسَنَات وَعَصَمَهُ أَن يصر عَلَى ذَنْب صَغِير أَو كَبِير) قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الزمر

سورة الزمر

سُورَة الزمر ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا 1111 - الحَدِيث الأول كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَخَوَّلُ أَصْحَابه بِالْمَوْعِظَةِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي آخر الدَّعْوَات وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث شَقِيق قَالَ كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يذكرنَا كل يَوْم خَمِيس فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّا نحب حَدِيثك وَنَشْتَهِيهِ وَلَوَدِدْنَا أَنَّك حَدَّثتنَا كل يَوْم فَقَالَ مَا يَمْنعنِي أَن أحدثكُم إِلَّا كَرَاهِيَة أَن أَملكُم إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّام كَرَاهِيَة السَّآمَة علينا انْتَهَى 1112 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أفضل الصَّلَاة صَلَاة الْقُنُوت) قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَالَّذِي فِي الصَّحِيح وَغَيره أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت) انْتَهَى وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بِالْقُنُوتِ الْقيام وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله ابْن حبشِي الْخَثْعَمِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل قَالَ (طول الْقيام) انْتَهَى وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن الْقُنُوت فَقَالَ مَا أعرف الْقُنُوت إِلَّا طول

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثني ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مدينا الْموصِلِي بِبَغْدَاد ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن الْقيام ثمَّ قَرَأَ أَمن هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا انْتَهَى وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار فِي بَاب الْقِرَاءَة فِي رَكْعَتي الْفجْر حَدثنَا مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا الْحميدِي ثَنَا سُفْيَان قَالَ سَمِعت أَبَا الزُّبَيْر يحدث عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أفضل الصَّلَاة طول الْقيام) انْتَهَى 1113 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (ينصب الله الموازين يَوْم الْقِيَامَة فَيُؤتَى بِأَهْل الصَّلَاة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الصَّدَقَة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْحَج فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان وَيصب عَلَيْهِم الْأجر صبا قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب حَتَّى يتَمَنَّى أهل الْعَافِيَة أَن أَجْسَادهم تقْرض بالمقابض مِمَّا يذهب بِهِ أهل الْبلَاء من الْفضل ويحوزونه) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا السّري بن سهل الجنديسابوري ثَنَا عبد الله بن رشيد ثَنَا مجاعَة بن الزُّبَيْر عَن قَتَادَة عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يُؤْتَى بِالشُّهَدَاءِ يَوْم الْقِيَامَة فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ وَيُؤْتَى بالمتصدقين فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ ثمَّ يُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان فَيصب عَلَيْهِم الْأجر حَتَّى إِن أهل الْعَافِيَة لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْموقف أَن أَجْسَادهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ من حسن ثَوَاب الله لَهُم) انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة جَابر بن زيد بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَد آخر وَمتْن الْكتاب فَقَالَ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّحَّاك ثَنَا نصر بن مَرْزُوق ثَنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا بكر بن حُبَيْش عَن ضرار بن عَمْرو

عَن زيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ينصب الْمِيزَان) إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب بِهَذَا السَّنَد وَبكر ابْن حُبَيْش وَضِرَار وَالرَّقَاشِيُّ كلهم ضِعَاف وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا بكر بن حُبَيْش ثَنَا ضرار بن عَمْرو بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه زَاد الصَّوْم بعد الصَّلَاة 1114 - الحَدِيث الرَّابِع قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه فَقيل يَا رَسُول الله كَيفَ انْشِرَاح الصَّدْر قَالَ (إِذا دخل النُّور الْقلب انْشَرَحَ وَانْفَتح) فَقيل يَا رَسُول الله فَمَا عَلامَة ذَلِك قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الْخلد والتجافي عَن دَار الْغرُور وَالتَّأَهُّب للْمَوْت قبل نُزُوله) قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس والثمانين حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ حَدثنِي أَبُو سُهَيْل بن أبي أنس عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عمر أَن رجلا قَالَ يَا نَبِي الله أَي الْمُؤمن أَكيس قَالَ (أَكْثَرهم ذكرا للْمَوْت وَأَحْسَنهمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا وَإِذا دخل النُّور فِي الْقلب انْفَتح وَاسْتَوْسَعَ) قَالُوا فَمَا آيَة ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الخلود والتجافي عَن دَار الْغرُور والاستعداد للْمَوْت قبل نُزُوله) ثمَّ قَرَأَ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه انْتَهَى

مُحَمَّد ثني أبي عَن أَبِيه ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله ابْن الْحَارِث عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَفَمَن شرح الله صَدره) إِلَى آخِره والْحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ) فَقَالَ (إِن النُّور إِذا دخل الصَّدْر اِنْفَسَحَ) إِلَى آخِره فَقيل يَا رَسُول الله إِلَى آخِره وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين وَسكت عَنهُ الْحَاكِم وَهَذِه الْآيَة فِي الْأَعْرَاف وَكَأَنَّهُ اخْتِلَاف لفظ من الرَّاوِي وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن سعيد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان الرهاوي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه بِهِ بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا عِيسَى بن مَيْمُون ثَنَا مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة (أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ) قَالُوا يَا رَسُول الله فَهَل تَنْشَرِح الصُّدُور قَالَ (نعم) قَالُوا هَل لذَلِك عَلامَة قَالَ (نعم التَّجَافِي عَن دَار الْغرُور) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن عَلّي بن الْحسن الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان ثني أبي

عَن أَبِيه بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ (وَانْفَسَحَ) 1115 - قَوْله كَمَا جَاءَ فِي وَصفه يَعْنِي الْقُرْآن لَا ينْفد وَلَا ينشاق وَلَا يخلق عَلَى كَثْرَة الرَّد قلت تقدم فِي آل عمرَان وَلَيْسَ فِيهِ لَا ينْفد وَلَا ينشاق لَكِن ذكر القَاضِي عِيَاض الحَدِيث الْمَذْكُور فِي الشِّفَاء فِي آل عمرَان بِلَفْظ ثمَّ قَالَ وَعَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد فِيهِ لَا يخْتَلف وَلَا يتشان فِيهِ نبأ الْأَوَّلين والآخرين انْتَهَى 1116 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُكَرر عَلَى أَصْحَابه مَا كَانَ يَعِظهُمْ بِهِ وَينْصَح ثَلَاث مَرَّات وَسبعا قلت غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ وَإِذا أَتَى إِلَى قوم فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا انْتَهَى وَزَاد أَحْمد فِي مُسْنده وَكَانَ يسْتَأْذن ثَلَاثًا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ يشبه أَن يكون تَسْلِيمه عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاثًا كَانَ تَسْلِيم الاسْتِئْذَان كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى وَأبي سعيد وَإِلَّا فَالسنة فِي التَّسْلِيم مرّة وَاحِدَة

قلت يُعَكر عَلَى هَذَا زِيَادَة أَحْمد فِي مُسْنده كَمَا ذَكرْنَاهُ 1117 - قَوْله قَالَ عبد الله بن عمر فِي قَوْله تَعَالَى ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون لقد عِشْنَا بُرْهَة من دَهْرنَا وَنحن نرَى أَن هَذِه الْآيَة أنزلت فِينَا وَفِي أهل الْكتاب قُلْنَا كَيفَ نَخْتَصِم وَنَبِينَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد وَكِتَابنَا وَاحِد حَتَّى رَأَيْت بَعْضنَا يضْرب وُجُوه بعض بِالسَّيْفِ فَعرفت أَنَّهَا نزلت فِينَا وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ كُنَّا نقُول رَبنَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد فَمَا هَذِه الْخُصُومَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين وَشد بَعْضنَا عَلَى بعض بِالسُّيُوفِ قُلْنَا نعم هَذَا هُوَ وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَت الصَّحَابَة مَا خُصُومَتنَا وَنحن إخْوَان فَلَمَّا قتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالُوا هَذِه خُصُومَتنَا قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث زيد بن أبي أنيسَة عَن الْقَاسِم بن عَوْف الْبكْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول لقد عِشْنَا إِلَى آخِره قَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ وَرَوَى خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم عَن الْخُدْرِيّ قَالَ كُنَّا نقُول إِلَى آخر كَلَامه وَالثَّالِث رَوَاهُ عبد الرازق والطبري والثعلبي فِي تفاسيرهم من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ لما نزلت ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون قَالَت الصَّحَابَة فيمَ خُصُومَتنَا إِلَى آخِره

1118 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس فِي ابْن آدم نَفْس وروح بَينهمَا مثل شُعَاع الشَّمْس فَالنَّفْس الَّتِي بهَا الْعقل وَالتَّمَيُّز وَالروح الَّتِي بهَا النَّفس وَالْحَرَكَة فَإِذا نَام العَبْد قبض الله نَفسه وَلم يقبض روحه قلت غَرِيب جدا 1119 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك) ثَلَاث مَرَّات قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن أبي زَائِدَة ثَنَا حجاج ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ يَقُول ثني أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي انه سمع ثَوْبَان مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك) انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة بِهِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب

التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة بِهِ سندا ومتنا وَلم يَقُولَا إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا مرّة 1120 - الحَدِيث السَّابِع فِي حَدِيث من الشّرك الْخَفي أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل) أَي لأجل الرجل قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث كثير بن زيد الْمدنِي عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا وَنحن نتذاكر الدَّجَّال فَقَالَ (غير الدَّجَّال أخوف عَلَيْكُم الشّرك الْخَفي أَن يعْمل الرجل لمَكَان الرجل) مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَلَفظ أَحْمد أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي سعيد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَربيح بن عبد الرَّحْمَن حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم فَذكرهمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ عَن كثير بن زيد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بقوله لِمَكَانِك أَي لِأَجلِك 1121 - الحَدِيث الثَّامِن قيل سَأَلَ عُثْمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) فَقَالَ (يَا عُثْمَان مَا سَأَلَني عَنْهَا أحد قبلك

تَفْسِيرهَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَسُبْحَان الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن بِيَدِهِ الْخَيْر يَحْيَى وَيُمِيت وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي كَلَامه عَلَى الظَّاهِر من أَسمَاء الله تَعَالَى وَالطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أغلب بن تَمِيم ثَنَا مخلد أَبُو الْهُذيْل الْعَبْدي عَن عبد الرَّحِيم عَن عبد الله ابْن عمر أَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ عَن أغلب بن تَمِيم هَذَا وَيعرف بالكندي وَيُقَال المَسْعُودِيّ وَضَعفه وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الموضوعات قَالَ أما أغلب بن تَمِيم فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَأما مخلد فَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث وَأما عبد الرَّحِيم فَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة يُوسُف بن يَعْقُوب القَاضِي وَهُوَ فِي رِوَايَة الْعقيلِيّ عبد الرَّحْمَن ابْن عدي الْمدنِي وَهُوَ ضَعِيف قَالَ وَهَذَا الحَدِيث من الموضوعات الْبَارِدَة الَّتِي لَا تلِيق بِمنْصب النُّبُوَّة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي فِي تفسيريهما وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ ثَنَا زيد بن الْمُبَارك ثَنَا سَلام بن وهب الجندي ثَنَا أبي عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس أَن عُثْمَان بن عَفَّان فَذكره حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السُّوسِي ثَنَا عبد الله بن سعد بن يَحْيَى القَاضِي ثَنَا سعيد بن بزيع الرقي ثَنَا سعيد بن مسلمة بن هِشَام ثني كُلَيْب بن

وَائِل عَن عبد الله بن عمر عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَزَاد فيهمَا يَا عُثْمَان من قَالَهَا كل يَوْم مائَة مرّة أعطي بهَا عشر خِصَال فَذكر أَشْيَاء الْوَضع ظَاهر عَلَيْهَا وَهُوَ الَّذِي ذكره ابْن الْجَوْزِيّ وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ 1122 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله تَعَالَى يمسك السَّمَوَات يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَسَائِر الْخلق عَلَى أصْبع ثمَّ يَهُزهُنَّ وَيَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَعَجبا مِمَّا قَالَ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ حبر فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يمسك السَّمَوَات عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالْخَلَائِق عَلَى أصْبع ثمَّ يَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه تَعَجبا لَهُ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره الْآيَة انْتَهَى وَوَقع للْمُصَنف هُنَا تَصْحِيف فِي قَوْله إِن جِبْرِيل وَإِنَّمَا هُوَ حبر كَمَا هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ أَن يَهُودِيّا وَفِي لفظ أَن رجلا من أهل الْكتاب وَفِي لفظ لمُسلم جَاءَ حبر من الْيَهُود وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كِتَابَيْهِمَا وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا وَأحمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم لم يخرجُوا عَن هَذِه الْأَلْفَاظ

1123 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَنه نهَى عَن خطْفَة السَّبع قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَاحْمَدْ فِي مسانيدهم أخبرنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبيد الله بن يزِيد رجل من بني سعد ابْن بكر قَالَ سَأَلت سعيد بن الْمسيب إِن نَاسا من قومِي يَأْكُلُون الضبع فَقَالَ إِنَّهَا لَا تحل وَعِنْده شيخ من أهل الشَّام فَقَالَ الشَّيْخ أخْبرك بِمَا سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول فِيهِ قلت نعم قَالَ سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أكل كل خطْفَة وَنُهْبَة وَمُجَثمَة وكل ذِي نَاب من السَّبع فَقَالَ سعيد صدق انْتَهَى وَرَوَى الدِّرَامِي فِي مُسْنده فِي الضَّحَايَا أخبرنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا أَبُو أويس بن عَم مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْخَطفَة وَالْمُجَثمَة وَالنهبَة وكل ذِي نَاب من السبَاع انْتَهَى وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور ثَنَا عبد الله القعْنبِي ثَنَا أَبُو أويس عبد الله بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن القعْنبِي بِهِ وَقد تقدم فِي الْأَعْرَاف قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه الْخَطفَة هِيَ أَن يُرْمَى الصَّيْد فَيَنْقَطِع مِنْهُ عُضْو وَكَأَنَّهُ اخْتَطَف مِنْهُ ذَلِك الْعُضْو لأَخذه إِيَّاه بِسُرْعَة فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ وَلَا يَأْكُل الْعُضْو انْتَهَى وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى التَّسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ كَالْقبْضَةِ

وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي أَيْضا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء 1124 - الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَظَالِم وَفِي الْإِكْرَاه وَمُسلم فِي الْبر والصلة وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ ثَلَاثَتهمْ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث زُهَيْر بن الْأَقْمَر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الْفُحْش فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش وَإِيَّاكُم وَالشح فَإِنَّهُ أهلك من كَانَ قبلكُمْ أَمرهم بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا وبالقطيعة فَقطعُوا) وَأخرجه مُسلم عَن عبد الله بن مقسم عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الشُّح فَأن الشُّح أهلك من كَانَ قبلكُمْ حملهمْ عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمهمْ) انْتَهَى 1125 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الزمر لم يقطع الله رَجَاءَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَأَعْطَاهُ الله ثَوَاب الْخَائِفِينَ الَّذين خَافُوا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الزمر) إِلَى آخِره لم يقل فِيهِ (الَّذين خَافُوا)

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان وَقَالَ الْحَافِّينَ الَّذين يحفونَ بِعَرْشِهِ وَرَوَاهُ بالسند الثَّانِي وَقَالَ الَّذين خَافُوا الله تَعَالَى وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس 1126 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالزمر قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أبي لبَابَة مَرْوَان عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ينَام حَتَّى يقْرَأ الزمر وَبني إِسْرَائِيل وَلَفظ النَّسَائِيّ وَكَذَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَصُوم حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يفْطر وَيفْطر حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يَصُوم وَكَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالرَّمْز انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِهَذَا الْمَتْن وَسكت عَنهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده

سُورَة غَافِر الْمُؤمن

سورة غافرالمؤمن

سُورَة غَافِر الْمُؤمن ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1127 - قَوْله رَوَى أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه افْتقدَ رجلا ذَا بَأْس شَدِيد من أهل الشَّام فَقيل تتَابع فِي الشَّرَاب فَقَالَ عمر لكَاتبه اكْتُبْ من عمر ابْن الْخطاب إِلَى فلَان بن فلَان سَلام عَلَيْك إِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَختم الْكتاب وَقَالَ لرَسُوله لَا تَدْفَعهُ إِلَيْهِ حَتَّى تَجدهُ صَاحِيًا ثمَّ أَمر من عِنْده بِالدُّعَاءِ لَهُ بِالتَّوْبَةِ فَلَمَّا أَتَتْهُ الصَّحِيفَة جعل يَقْرَأها وَيَقُول قد وَعَدَني الله أَن يغْفر لي وَحَذَّرَنِي عِقَابه فَلم يزل يُرَدِّدهَا حَتَّى بَكَى ثمَّ نزع فَأحْسن النُّزُوع وَحسنت تَوْبَته فَلَمَّا بلغ عمر أمره قَالَ هَكَذَا فَاصْنَعُوا إِذا رَأَيْتُمْ أَخَاكُم قد زل زلَّة فَسَدِّدُوهُ ووفقوه وَادعوا لَهُ أَن يَتُوب الله عَلَيْهِ وَلَا تَكُونُوا إخْوَان الشَّيْطَان عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يزِيد بن الْأَصَم ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا مُحَمَّد بن سهل ثَنَا عبد الله بن عمر ثَنَا كثير بن هِشَام أَنا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا يزِيد بن الْأَصَم أَن رجلا كَانَ ذَا بَأْس وَكَانَ يوفد إِلَى عمر ابْن الْخطاب لِبَأْسِهِ وَكَانَ من أهل الشَّام وَإِن عمر فَقده فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ تتَابع فِي الشَّرَاب إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا كثير بن هِشَام بِهِ إِلَى قَوْله وَحَذَّرَنِي

عِقَابه لم يذكر بَاقِيه وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي ثَنَا مُوسَى بن مَرْوَان الرقي ثَنَا عمر بن أَيُّوب ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان بِهِ بِلَفْظ ابْن حميد وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة خَيْبَر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ لما ولي عمر بن الْخطاب ولي النُّعْمَان بن عدي بن نظلة ميسَان فَأرْسل النُّعْمَان إِلَى امْرَأَته بِأَبْيَات وَكَانَت امْتنعت من الْخُرُوج مَعَه (فَمن مبلغ الْحَسْنَاء أَن حَلِيلهَا ... بِمَيْسَان يُسْقَى فِي زجاج وَحَنْتَم) (إِذا كنت نَدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي ... وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّم) (لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه ... تَنَادمنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّم) فَبلغ ذَلِك عمر فَكتب إِلَيْهِ عمر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل الْكتاب إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَبعد فقد بَلغنِي قَوْلك لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه الْبَيْت وَايْم الله لقد سَاءَنِي ثمَّ عَزله فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يكن مَا قلته شَيْئا وَقع وَإِنَّمَا هُوَ فضل شعر وَمَا شربت وَالله الْخمر قطّ فَقَالَ عمر أَظن ذَلِك وَلَكِن وَالله لَا تعْمل لي عملا أبدا انْتَهَى 1128 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن جدالا فِي الْقُرْآن كفر) قلت رَوَى من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا يُونُس بن عبد الرَّحِيم الْعَسْقَلَانِي ثَنَا ضَمرَة بن ربيعَة عَن عبد الله ابْن شَوْذَب عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة

قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْجِدَال فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن شَوْذَب وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَقَالَ الشَّيْخَانِ لم يحْتَجَّا بعمر بن أبي سَلمَة وَسكت عَنهُ وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا جِدَال فِي الْقُرْآن كفر انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسعد لم يسمع من أبي سَلمَة انْتَهَى وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا فليح بن سُلَيْمَان عَن سَالم أبي النَّضر عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تجادلوا فِي الْقُرْآن فَإِن جدالا فِيهِ كفر) انْتَهَى وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ والْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (المراء فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم وَمَعْنى الحَدِيث المراء الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى جَحدهَا أَو وُقُوع الشَّك فِيهَا فَهَذَا هُوَ الْكفْر وَأما التَّنَازُع فِي مَعَاني الْقُرْآن وَأَحْكَامه فَجَائِز إِجْمَاعًا انْتَهَى

1129 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم وَلَكِن تَفَكَّرُوا فِيمَا خلق الله من الْمَلَائِكَة فَإِن خلقا من الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُ إسْرَافيل زَاوِيَة من زَوَايَا الْعَرْش عَلَى كَاهِله وَقَدمَاهُ فِي الأَرْض السُّفْلَى وَقد مرق رَأسه من سبع سموات وَأَنه ليتضائل من عَظمَة الله حَتَّى يصير كَأَنَّهُ الْوَضع قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم) إِلَى آخِره 1130 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث إِن الله تَعَالَى أَمر جَمِيع الْمَلَائِكَة أَن يغدوا وَيَرُوحُوا بِالسَّلَامِ عَلَى حَملَة الْعَرْش تَفْضِيلًا لَهُم عَلَى سَائِر الْمَلَائِكَة 1131 - الحَدِيث الرَّابِع فِي الحَدِيث تحشرون حُفَاة عُرَاة غرلًا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الرقَاق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا) قلت يَا رَسُول الله النِّسَاء وَالرِّجَال جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ (يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض) انْتَهَى 1132 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طَاف بِالْبَيْتِ فَتَلقاهُ الْمُشْركُونَ حِين فرغ

من ذَلِك فَأَخَذُوهُ بِمَجَامِع رِدَائه فَقَالُوا أَنْت الَّذِي تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) فَقَامَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَالْتَزمهُ من وَرَائه وَقَالَ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم رَافعا صَوته بذلك وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ أخبرنَا هناد بن السّري عَن عَبدة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه سُئِلَ مَا أَشد شَيْء رَأَيْت قُريْشًا بلغُوا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مر بهم ذَات يَوْم فَقَالُوا أَنْت تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا فَقَالَ (أَنا) فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأخذُوا بِمَجَامِع ثِيَابه قَالَ فَرَأَيْت أَبَا بكر محتضنة من رُوَائِهِ يصْرخ وَإِن عَيْنَيْهِ تَنْضَحَانِ وَهُوَ يَقُول أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَالَ فِيهِ رَافعا صَوته وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ انْتَهَى وَطوله ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَرَوَاهُ فِي النَّوْع الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق أبي إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قلت لَهُ مَا أكبر مَا رَأَيْت قُريْشًا نَالَتْ من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ حَضرتهمْ وَقد اجْتمع أَشْرَافهم يَوْمًا فِي الْحجر فَذكرُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا مَا رَأينَا مثل هَذَا الرجل سفه أَحْلَامنَا وَشتم آبَاءَنَا وَعَابَ ديننَا وَفرق جماعاتنا وَسَب آلِهَتنَا وَلَقَد صَبرنَا مِنْهُ عَلَى أَمر عَظِيم فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأقبل يمشي حَتَّى اسْتَلم الرُّكْن ثمَّ مر بهم طَائِفًا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا مر بهم غَمَزُوهُ بِبَعْض القَوْل فَعرفت ذَلِك فِي وَجهه فَمر بهم الثَّانِيَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا ثمَّ مر بهم الثَّالِثَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى وقف ثمَّ قَالَ (أتسمعون يَا معشر قُرَيْش أما وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لقد جِئتُكُمْ بِالذبْحِ) قَالَ فَأَطْرَقَ الْقَوْم حَتَّى مَا مِنْهُم إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأسه طَائِر ثمَّ انْصَرف عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد اجْتَمعُوا

فِي الْحجر وَأَنا مَعَهم فَقَالَ بَعضهم لبَعض ذكرْتُمْ مَا بلغ مِنْكُم وَمَا بَلغَكُمْ عَنهُ حَتَّى إِذا ناداكم بِمَا كُنْتُم تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هم فِي ذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ رجل فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَتقول كَذَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رجلا مِنْهُم أَخذ بِمَجَامِع رِدَائه وَقَامَ أَبُو بكر دونه يَقُول وَهُوَ يبكي وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله قَالَ ثمَّ انصرفوا عَنهُ فَذَلِك أَشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغت مِنْهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البرَاز فِي مُسْنده وَابْن هِشَام فِي أَوَائِل سيرته وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْبرْقَانِي فِي كِتَابه يعلي وَأَبُو الْموصِلِي فِي مُسْنده 1133 - الحَدِيث السَّادِس فِي الحَدِيث إِذا شغل عَبدِي طَاعَتي عَن الدُّعَاء أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي الصَّحِيح من شغله ذكري عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين وَفِي التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن بِسَنَد ضَعِيف عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول الله تَعَالَى من شغله قِرَاءَة الْقُرْآن عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين) وَفِي مُصَنف عبد الرازق فِي كتاب الصَّلَاة أَنا سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن

مَالك بن الْحَارِث قَالَ يَقُول الله عَزَّ وَجَلَّ إِذا شغل عَبدِي ثَنَاؤُهُ عَلّي عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين انْتَهَى 1134 - الحَدِيث السَّابِع رَوَى النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) وَقَرَأَ ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَقدم تقدم فِي سُورَة مَرْيَم 1135 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث كَامِل بن الْعَلَاء عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء وَقَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة انْتَهَى وَسكت عَنهُ 1136 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَلْيقل عَلَى إثْرهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق أَنا الْحُسَيْن بن وَاقد ثَنَا الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَزَاد

فَإِن الله يَقُول فَادعوهُ مُخلصين لَهُ الدَّين الْحَمد لله رب الْعَالمين وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1137 - قَوْله عَن عَلّي قَالَ إِن الله بعث نَبيا أسود قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن التِّرْمِذِيّ ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا إِسْرَائِيل عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي بن أبي طَالب فِي قَوْله تَعَالَى مِنْهُم منى قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ بعث الله عبدا حَبَشِيًّا نَبيا فَهُوَ الَّذِي لم نَقْصُصْ عَلَيْك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن آدم بن إِيَاس وَقَالَ تَفِر بِهِ آدم وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن حَامِد أَنا أَبُو مُحَمَّد الْمُزنِيّ ثَنَا مطين ثَنَا عُثْمَان ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن شريك عَن جَابر عَن أبي الطُّفَيْل عَن عَلّي قَالَ كَانَ أَصْحَاب الْأُخْدُود نَبِيّهم حبشِي بعث نَبِي من الْحَبَشَة إِلَى قومه ثمَّ قَرَأَ وَلَقَد أرسلنَا رسلًا من قبلك مِنْهُم من قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ فَدَعَاهُمْ فَتَبِعَهُ نَاس فَأَخَذُوهُمْ وخدوا لَهُم أُخْدُودًا من نَار فَمن تبع النَّبِي رَمَوْهُ فِيهَا وَمن تَبِعَهُمْ تَرَكُوهُ فَجَاءُوا بِامْرَأَة مَعهَا صبي رَضِيع فَجَزِعت فَقَالَ لَهَا الصَّبِي مري وَلَا تُنَافِقِي فَإنَّك عَلَى الْحق انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة البروج من حَدِيث منْجَاب بن الْحَارِث ثَنَا طلق بن غَنَّام عَن قيس بن الرّبيع عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي قَالَ بعث نَبِي من الْحَبَش إِلَى قومه فَذكره

1138 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْمُؤمن لم تبْق روح نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَلَا مُؤمن إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي حَاتِم ثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح ثَنَا شَبابَة بن سوار وَمن طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة حم الْمُؤمن لم يبْق نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَإِلَّا صلوا عَلَيْهِ وَاسْتَغْفرُوا لَهُ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوسط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس

سُورَة حم فصلت

سورة حم فصلت

سُورَة حم فصلت ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1139 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ فِي مَلأ من قُرَيْش قد الْتبس علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ لنا رجلا عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَالله لقد سَمِعت الشّعْر وَالْكهَانَة وَالسحر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا فَإِن كنت تُرِيدُ الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك اللِّوَاء فَكنت رَئِيسا وَإِن كَانَت بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن أَي بَنَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك مَالا تَسْتَغْنِي بِهِ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَاكِت فَلَمَّا فرغ قَالَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فَمه وَنَاشَدَهُ الله وَالرحم وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش فَلَمَّا احْتبسَ عَنْهُم قَالُوا مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صَبأ فَانْطَلقُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا يَا عتبَة مَا حَبسك عَنَّا إِلَّا أَنَّك قد صَبَأت فَغَضب وَأقسم أَلا يكلم مُحَمَّدًا أبدا ثمَّ قَالَ وَالله لقد كَلمته فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ شعر وَلَا كُهَّانه وَلَا سحر وَلما بلغ صَاعِقَة عَاد وَثَمُود أَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْأَجْلَح بن عبد الله الْكِنْدِيّ عَن الذَّيَّال بن حَرْمَلَة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَبُو جهل فِي مَلأ من قُرَيْش لقد انْتَشَر علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة لقد سَمِعت السحر وَالْكهَانَة وَالشعر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي إِن كَانَ كَذَلِك فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا وَآبَاءَنَا فَإِن كنت إِنَّمَا بك الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك ألويتنا وَكنت رَأْسنَا مَا بقيت وَإِن كَانَ بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن من أَي أَبْيَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا تَسْتَغْنِي بِهِ أَنْت وَعَقِبك من بعْدك وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَاكِت لَا يتَكَلَّم فَلَمَّا فرغ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب فصلت آيَاته قُرْآنًا عَرَبيا حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مِثَال صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فِيهِ وَنَاشَدَهُ الرَّحِم ليكف عَنهُ لفظ ابْن مرْدَوَيْه وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش وَاحْتبسَ عَنْهُم فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صبا إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبهُ طَعَامه وَمَا ذَلِك إِلَّا من حَاجَة أَصَابَته انْطَلقُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأتوهُ فَقَالَ أَبُو جهل وَالله يَا عتبَة مَا حَسبنَا إِلَّا أَنَّك صَبَأت إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبَك أمره فَإِن كَانَت بك حَاجَة جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا يُغْنِيك عَن طَعَام مُحَمَّد فَغَضب وَأقسم بِاللَّه لَا يكلم مُحَمَّدًا أبدا وَقَالَ لقد علمْتُم أَنِّي من أَكثر قُرَيْش مَالا وَلَكِنِّي أَتَيْته فَقص عَلَيْهِم الْقِصَّة فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ بِسحر وَلَا شعر وَلَا كهَانَة قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر

وَرَوَاهُ أبي ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَوَائِل الْمَغَازِي وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ عبد حميد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَسَنَد ابْن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن الْأَجْلَح بِهِ وَهَذَا إِسْنَاد صَالح فالأجلح بن عبد الله الْكِنْدِيّ أَبُو جُحَيْفَة الْكُوفِي يُقَال اسْمه يَحْيَى وَإِنَّمَا الْأَجْلَح لقب لَهُ وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ (وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين الْعجلِيّ مكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ) وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بذلك وَقَالَ ابْن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا إِلَّا أَنه يعد من شيعَة الْكُوفَة وَهُوَ عِنْدِي صَدُوق مُسْتَقِيم الحَدِيث وَأما الذَّيَّال بن حَرْمَلَة فَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي كِتَابه وَلم يذكرهُ بِجرح وَإِنَّمَا قَالَ رَوَى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَعنهُ الْأَجْلَح وحجاج بن أَرْطَاة وَفطر سَمِعت أبي يَقُول ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة فَقَالَ ثني يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ حدثت أَن عتبَة بن ربيعَة فَذكره هَكَذَا مُرْسلا بِزِيَادَة وَنقص 1140 - الحَدِيث الثَّانِي عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَقلت مَا أخوف مَا يخَاف عَلّي فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلِسَانِهِ نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الطِّبّ وَابْن ماجة فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن مَاعِز عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله حَدثنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قلت يَا رَسُول الله مَا أخوف مَا أَخَاف عَلّي فاخذ بِلِسَان نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ

حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَحْقَاف من حَدِيث شُعْبَة عَن يعلي ابْن عَطاء عَن عبد الله بن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله مرني بِأَمْر فِي الْإِسْلَام لَا أسَال عَنهُ أحدا غَيْرك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَنًّا أَبْقَى فَأخذ بِلِسَان نَفسه انْتَهَى وَيُوجد فِي بعض نسخ النَّسَائِيّ عَن سُفْيَان بن عبد الله عَن أَبِيه وَهُوَ غلط نبه عَلَيْهِ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ وَهُوَ سَنَد صَحِيح رِجَاله كلهم ثِقَات وَشطر الحَدِيث فِي مُسلم رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان عَن عُرْوَة عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله قل لي فِي الْإِسْلَام قولا لَا أسأَل عَنهُ أحدا بعْدك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) انْتَهَى 1141 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة السَّجْدَة أعطَاهُ الله بِكُل حرف عشر حَسَنَات) قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد وَذكره فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم التنيسِي وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قَالَ بِعَدَد كل حرف

سُورَة الشورى

سورة الشورى

سُورَة الشورى ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 1142 - قَوْله فِي حَدِيث رقيقَة بنت ضَيْفِي فِي سقيا عبد الْمطلب أَلا وَفِيهِمْ الطّيب الطَّاهِر لذاته قلت حَدِيث سقيا عبد الْمطلب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ فَرَوَاهُ فِي تَرْجَمَة رقيقَة بنت أبي صَيْفِي فِي بَاب الرَّاء من مُسْند النِّسَاء حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد الْبَرْبَرِي ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى أَبُو السكين الطَّائِي ثَنَا عمر أبي زحر بن حصن عَن جده حميد بن منْهب ثني عُرْوَة بن مُضرس قَالَ حدث مخرمَة بن نَوْفَل عَن أمه رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم وَكَانَت لِدَة عبد الْمطلب قَالَت تَتَابَعَت عَلَى قُرَيْش سنُون أَمْحَلت الضَّرع وأدقت الْعظم فَبينا أَنا رَاقِدَة إِذا هَاتِف يصْرخ بِصَوْت صَحِلَ يَقُول معشر قُرَيْش إِن هَذَا النَّبِي الْمَبْعُوث قد أَظَلَّتْكُم أَيَّامه وَظَهَرت أَعْلَامه فَحَيَّهَلا بِالْحَيَاءِ وَالْخصب أَلا فانظروا رجلا مِنْكُم أَبيض وَسِيطًا جِسَامًا عظاما أَوْطَفُ الْأَهْدَاب سهل الْخَدين أَشمّ الْعرنِين لَهُ فَخر يَكْظِم عَلَيْهِ وَسنة يهدي إِلَيْهِ فَلْيخْلصْ هُوَ وَولده وليهبط إِلَيْهِ من كل بطن رجل فليشنوا من المَاء وليمسوا من الطّيب وليستلموا الرُّكْن ثمَّ ليرقوا أَبَا قبيس ثمَّ ليَدع الرجل ثمَّ ليؤمن من الْقَوْم فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد أقشعر جلدي وَوَلِهَ عَقْلِي فَاقْتَصَصْت رُؤْيَايَ ثمَّ نمت فِي شعاب مَكَّة فوالحرمة وَالْحرم مَا بَقِي بهَا أبطحي إِلَّا قَالَ هَذَا شِيمَة الْفرج هَذَا شيبَة الْحَمد وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ رجال قُرَيْش وَهَبَطَ إِلَيْهِ من كل بطن رجل فَشُنُّوا

من المَاء وَمَسُّوا من الطّيب ثمَّ مَسُّوا واستلموا الرُّكْن ثمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قبيس وَاصْطَفُّوا حوله حَتَّى اسْتَووا بِذرْوَةِ الْجَبَل قَامَ عبد الْمطلب وَمَعَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غُلَام قد أَيفع أَو كرب فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ سَاد الْخلَّة وَكَاشف الْكُرْبَة أَنْت معلم غير معلم وَمَسْئُول غير مبخل وَهَذِه عبيدك وإماؤك بِعَذِرَاتٍ حَرمك يَشكونَ إِلَيْك سنتهمْ أذهبت الْخُف وأمحقت الظلْف اللَّهُمَّ فَأمْطر علينا مُغْدِقًا مربعًا قَالَت فَوَرَبِّ الْكَعْبَة مَا انصرفوا حَتَّى تَفَجَّرَتْ السَّمَاء بِمَائِهَا واكتظ الْوَادي بثجيجه وَسمعت شَيْخَانِ قُرَيْش وجلتها عبد الله بن جدعَان وَحرب بن أُميَّة وَهِشَام بن الْمُغيرَة يَقُولُونَ لعبد الْمطلب هَنِيئًا لَك أَبَا الْبَطْحَاء وَقَالَت رقيقَة (بِشَيْبَة الْحَمد أسْقَى الله بَلْدَتنَا ... وَقد فَقدنَا الْحَيَاة واجلوذ الْمَطَر) (فجَاء بِالْمَاءِ جَوْنِي لَهُ سبل ... سَحا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْغَام وَالشَّجر) (منا من الله باليمون طَائِره ... وَخير من بشرت يَوْمًا بِهِ مُضر) (مبارك الْأَمر يُسْتَسْقَى الْغَمَام بِهِ ... مَا فِي الْأَنَام لَهُ عدل وَلَا خطر) وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثني الْوَلِيد بن عبد الله بن جَمِيع عَن ابْن لعبد الرَّحْمَن بن موهب بن رَبَاح الْأَشْعَرِيّ حَلِيف بني زهرَة عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي مخرمَة بن نَوْفَل بِهِ 1143 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه لما نزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى قيل يَا رَسُول الله من قربتك الَّذين وَجَبت علينا مَوَدَّتهمْ قَالَ (عَلّي وَفَاطِمَة وَأَبْنَاؤُهُمَا) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا

حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر عَن قيس بن الرّبيع عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى قَالُوا يَا رَسُول الله إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا رجل سَمَّاهُ ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر بِهِ سَوَاء وحسين الْأَشْقَر شيعي مختلق وَذكر نزُول هَذِه الْآيَة فِي الْمَدِينَة بعيد فَإِنَّهَا مَكِّيَّة وَلم تكن إِذْ ذَاك لفاطمة أَوْلَاد بِالْكُلِّيَّةِ فَأَنَّهَا لم تتَزَوَّج بعلي إِلَّا بعد بدر من السّنة الثَّانِيَة وَالْحق تَفْسِير الْآيَة بِمَا فَسرهَا حبر الْأمة ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة طَاوس عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى فَقَالَ سعيد بن جُبَير قربى آل مُحَمَّد فَقَالَ ابْن عَبَّاس عجلت إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يكن بطن من قُرَيْش إِلَّا كَانَ لَهُم فِيهِ قرَابَة فَقَالَ إِلَّا أَن يصلوا مَا بيني وَبَيْنكُم من الْقَرَابَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي عَن حَرْب بن الْحسن بن الطَّحَّان بِهِ سندا ومتنا ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن حدير ثَنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْمُنْذر ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر فَذكره مَوْقُوفا 1144 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حسد النَّاس لي فَقَالَ (أما ترْضَى أَن تكون رَابِع أَرْبَعَة أول من يدْخل الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَأَزْوَاجنَا عَن أَيْمَاننَا وَشَمَائِلنَا وَذُرِّيَّتنَا خلف أَزوَاجنَا)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا منْدَل بن عَلّي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده أبي رَافع أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعَلي (إِن أول أَرْبَعَة يدْخلُونَ الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَذُرِّيَّاتنَا خلف ظُهُورنَا وَأَزْوَاجنَا خلف ذرياتنا شِيعَتِنَا عَن أَيْمَاننَا وَعَن شَمَائِلنَا) انْتَهَى حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد المري الْقَنْطَرِي ثَنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا يَحْيَى بن يعلي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بِهِ وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الحمشادي ثَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثني أَبُو بكر بن مَالك ثني مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبيد الله بن عَائِشَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو عَن عمر بن مُوسَى عَن زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 1145 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (حرمت الْجنَّة عَلَى من ظلم أهل بَيْتِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي وَمن اصْطنع صَنِيعَة إِلَى أحد من ولد عبد الْمطلب وَلم يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنا أُجَازِيهِ عَلَيْهَا إِذا لَقِيَنِي يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا يَعْقُوب بن السّري ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَفِيد ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن عَامر أَنا أبي ثَنَا عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى ابْن جَعْفَر أَنا أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنا أبي مُحَمَّد بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي الْحُسَيْن بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (حرمت الْجنَّة) إِلَى آخِره

1146 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن الْأَنْصَار قَالُوا فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقَالَ عَبَّاس أَو ابْن عَبَّاس لنا الْفضل عَلَيْكُم يَا معشر الْأَنْصَار فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَاهُم فِي مجَالِسهمْ فَقَالَ (يَا معشر الْأَنْصَار ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله بِي) قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله (ألم تَكُونُوا ضلالا فَهدَاكُم الله بِي) قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ (أَفلا تُجِيبُونِي) قَالُوا مَا نقُول يَا رَسُول الله قَالَ (أَلا تَقولُونَ ألم يخْرجك قَوْمك فَآوَيْنَاك أولم يُكذِّبُوك فَصَدَّقْنَاك أولم يَخْذُلُوك فَنَصَرْنَاك) قَالَ فَمَا زَالَ يَقُول حَتَّى جثوا عَلَى الركب وَقَالُوا أَمْوَالنَا وَمَا فِي أَيْدِينَا لله وَرَسُوله فَنزلت قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد السَّلَام ثَنَا يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت الْأَنْصَار فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أَو الْعَبَّاس شكّ عبد السَّلَام لنا الْفضل عَلَيْكُم إِلَى آخِره قَالَ فَنزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن عبد الْمُؤمن ابْن عَلّي عَن عبد السَّلَام عَن يزِيد بن أبي زِيَاد مثله وَفِي نزُول هَذِه الْآيَة بِالْمَدِينَةِ نظر فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَلَيْسَ يظْهر من هَذِه الْآيَة وَهَذَا السِّيَاق مُنَاسبَة فَالله أعلم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن عبد السَّلَام بن حَرْب عَن يزِيد ابْن أبي زِيَاد بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا عبد السَّلَام

ابْن حَرْب عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا فَخَطب فَقَالَ للْأَنْصَار (ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله) إِلَى آخِره وَقَالَ لم يروه عَن يزِيد إِلَّا عبد السَّلَام 1147 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ شَهِيدا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مغفورا لَهُ أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ تَائِبًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مُؤمنا مُسْتَكْمل الْإِيمَان أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد بشره ملك الْمَوْت بِالْجنَّةِ ثمَّ مُنكر وَنَكِير أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد يزف إِلَى الْجنَّة كَمَا تزف الْعَرُوس إِلَى بَيت زَوجهَا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد فتح الله لَهُ فِي قَبره بَابَيْنِ إِلَى الْجنَّة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد جعل الله قَبره مَزَار مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ عَلَى السّنة وَالْجَمَاعَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد مَاتَ كَافِرًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض مُحَمَّد لم يشم رَائِحَة الْجنَّة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اُخْبُرْنَا عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن الْبَلْخِي ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف بن إِسْحَاق ثَنَا مُحَمَّد بن أسلم الطوسي ثَنَا يعلي ابْن عبيد عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد فَذكره سَوَاء

1148 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَال جَمَعُوهُ فَقَالُوا يَا رَسُول الله هدَانَا الله بك وَأَنت ابْن أُخْتنَا وتعروك نَوَائِب وَحُقُوق وَمَا لَك سَعَة فَاسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى مَا يَنُوبك فَنزلت ورده قلت غَرِيب وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخِره من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِمَعْنَاهُ فَقَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر ثَنَا نصير بن زِيَاد عَن عُثْمَان بن أبي الْيَقظَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت الْأَنْصَار فِيمَا بَينهم لَو جَمعنَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَالا فَبسط يَدَيْهِ لَا يحول بَينه وَبَين أحد فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا أردنَا أَن نجمع لَك من أَمْوَالنَا فَأنْزل الله قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى فَخَرجُوا مُخْتَلفين فَقَالَ بَعضهم ألم تروا إِلَى مَا قَالَ رَسُول الله وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيُقَاتل عَن أهل بَيته وَيَنْصُرهُمْ فَأنْزل الله أم يَقُولُونَ افتَرَى عَلَى الله كذبا إِلَى قَوْله وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده فَعرض لَهُم بِالتَّوْبَةِ انْتَهَى 1149 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أخوف مَا أَخَاف عَلَى أمتِي زهرَة الدُّنْيَا وَكَثْرَتهَا) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون

ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أخوف مَا أَخَاف عَلَى أمتِي زهرَة الدُّنْيَا وَكَثْرَتهَا) وَكَانَ يُقَال خير الرزق مَا لَا يُطْغِيك وَلَا يُلْهِيك انْتَهَى وَذكر الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة من غير سَنَد وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم من زهرَة الدُّنْيَا وَزينتهَا) ذكره البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع وَمُسلم فِي الزَّكَاة 1150 - قَوْله وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قيل لَهُ اشْتَدَّ الْقَحْط وَقَنطَ النَّاس فَقَالَ مُطِرُوا إِذن وَقَرَأَ وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا قلت رَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا قَالَ ذكر لنا أَن رجلا أَتَى عمر ابْن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قحط الْمَطَر وَقَنطَ النَّاس فَقَالَ مُطِرُوا إِذن انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث روح ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فَذكره وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا الْآيَة 1151 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا من اخْتِلَاج عرق وَلَا خدش عود وَلَا نكبة حجر إِلَّا بذنب وَلما يعْفُو الله عَنهُ أَكثر) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان لم يذكر فِيهِ الْحجر فَقَالَ فِي الْبَاب السّبْعين مِنْهُ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا شَيبَان عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقُول (لَا يصب ابْن آدم خدش عود وَلَا عَثْرَة قدم وَلَا اخْتِلَاج عرق إِلَّا بذنب وَمَا يعْفُو الله عَنهُ أَكثر) انْتَهَى قَالَ وَهَذَا مُرْسل وَقد رَوَاهُ الْحسن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى قلت رَوَاهُ كَذَلِك عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل ابْن مُسلم عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من خدش عود وَلَا عَثْرَة قدم وَلَا اخْتِلَاج عرق إِلَّا بذنب وَمَا يعْفُو الله عَنهُ أَكثر) ثمَّ قَرَأَ وَمَا أَصَابَتْكُم من مُصِيبَة فبمَا كسبت أَيْدِيكُم وَيَعْفُو عَن كثير انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا عَمْرو بن عبد الله الأودي ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم بِهِ وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث احْمَد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم بِهِ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أَنا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فَذكر بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن بكير عَن ابْن فُضَيْل عَن الصَّلْت بن بهْرَام عَن أبي وَائِل عَن الْبَراء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق سَوَاء 1152 - الحَدِيث التَّاسِع عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَقد رَفعه من عُفيَ عَنهُ فِي الدُّنْيَا عُفيَ عَنهُ فِي الْآخِرَة وَمن عُوقِبَ فِي الدُّنْيَا لم يثن عَلَيْهِ الْعقُوبَة فِي الْآخِرَة قلت رَوَى ابْن ماجة مَعْنَاهُ فِي سنَنه فِي كتاب الْحُدُود من حَدِيث يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي جُحَيْفَة عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أصَاب ذَنبا فِي الدُّنْيَا فَعُوقِبَ بِهِ فَالله أعدل من أَن يثني عَلَى عَبده

عُقُوبَته وَمن أذْنب ذَنبا فَستر الله عَلَيْهِ وَعَفا عَنهُ فَالله أكْرم من أَن يعود فِي شَيْء عَفى عَنهُ) انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة بِإِسْنَاد مُتَّصِل ثَابت انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَكَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر الْحُدُود وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ وَيُونُس ابْن أبي إِسْحَاق السبيعِي فِيهِ مقَال وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عِيسَى بن يُونُس عَن إِسْمَاعِيل ابْن عبد الْملك بن أبي الصَّغِير الْمَكِّيّ عَن يُونُس بن حباب عَن عَلّي مَرْفُوعا بِلَفْظ الْحَاكِم وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1153 - قَوْله عَن الْحسن قَالَ مَا تشَاور قوم قطّ إِلَّا هُدُوا لأَرْشَد أَمرهم قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن عَن إِيَاس بن دَغْفَل قَالَ قَالَ الْحسن فَذكره وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن الْحسن أَنه قَالَ وَالله مَا تشَاور قوم إِلَّا هُدُوا لأَفْضَل مَا يحضر بهم ثمَّ تَلا وَأمرهمْ شُورَى بَينهم انْتَهَى

وَذكره المُصَنّف فِي سُورَة آل عمرَان مَرْفُوعا وَذَكَرْنَاهُ هُنَاكَ للبيهقي بِمَعْنَاهُ 1154 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد من كَانَ لَهُ عَلَى الله أجر فَليقمْ فَيقوم خلق فَيُقَال لَهُم مَا أجركُم عَلَى الله فَيَقُولُونَ نَحن الَّذين عَفَوْنَا عَمَّن ظلمنَا فَيُقَال لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة بِإِذن الله تَعَالَى) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْخمسين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث يَحْيَى بن خلف أبي سَلمَة الْبَاهِلِيّ ثَنَا الْفضل بن يسَار عَن غَالب الْقطَّان عَن الْحسن عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا وقف الْعباد لِلْحسابِ يُنَادي مُنَاد لَهُم من كَانَ أجره عَلَى الله فَلْيدْخلْ الْجنَّة فَيُقَال وَمن ذَا الَّذِي أجره عَلَى الله فَيَقُول الْعَافُونَ عَن النَّاس فَقَامَ كَذَا وَكَذَا فَدَخَلُوهَا بِغَيْر حِسَاب) انْتَهَى وَزَاد الْبَيْهَقِيّ ثمَّ قَرَأَ فَمن عَفا وَأصْلح فَأَجره عَلَى الله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله بِالْفَضْلِ بن يسَار وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَقد رَوَى من غير هَذَا الْوَجْه بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عبد الله الْعدْل ثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بشر ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن جَعْفَر بن جلاس الدِّمَشْقِي ثَنَا أَبُو عبد الْملك أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن بشر الْقرشِي ثَنَا زُهَيْر بن عباد الرواسِي ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة) إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ عوض فَيقوم خلق فَيقوم عنق كَبِير

وَكَذَلِكَ أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الدِّمَشْقِي ثَنَا زُهَيْر بن عباد بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين من حَدِيث خلف بن هِشَام ثَنَا أَبُو الْمطرف مُغيرَة الشَّامي عَن الْعَرْزَمِي عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذْ جمع الله الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن أهل الْفضل فَيقوم نَاس وهم يسير فَيَنْطَلِقُونَ سرَاعًا إِلَى الْجنَّة فَتَلقاهُمْ الْمَلَائِكَة فَيَقُولُونَ إِنَّا نَرَاكُمْ سرَاعًا إِلَى الْجنَّة فَمن أَنْتُم فَيَقُولُونَ نَحن أهل الْفضل فَيَقُولُونَ وَمَا فَضلكُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا إِذا ظلمنَا صَبرنَا وَإِذا أُسِيء علينا حملنَا فَيُقَال لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة فَنعم أجر العاملين) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ مَتنه غَرِيب وَإِسْنَاده ضَعِيف 1155 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن زَيْنَب أسمعت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها بِحَضْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ يَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعَائِشَة (دُونك فَانْتَصِرِي) قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ بتغيير يسير من حَدِيث خَالِد بن سَلمَة عَن الْبَهِي عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا علمت حَتَّى دخلت عَلّي زَيْنَب بِغَيْر إِذن وَهِي غَضْبَى ثمَّ قَالَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَسبك إِذا قلبت لَك ابْنة أبي بكر ذويبتيها ثمَّ أَقبلت عَلّي فَأَعْرَضت عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دُونك فَانْتَصِرِي) فَأَقْبَلت عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتهَا قد يبس رِيقهَا فِي فِيهَا مَا ترد عَلَى شَيْئا فَرَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَهَلَّل وَجهه انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي النِّكَاح كَذَلِك إِلَّا أَنه قَالَ أَقبلت لَك بنية أبي بكر ذُرَيْعَتَيْهَا وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَقَالَ زيبعتيها

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل ولين خَالِد بن سَلمَة وَنقل عَن ابْن معِين أَنه قَالَ فِيهِ كَانَ ثِقَة إِلَّا أَنه كَانَ يبغض عليا وَمَعْنَاهُ فِي سنَن أبي دَاوُد رَوَاهُ فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث عَلّي بن زيد ابْن جدعَان عَن أم مُحَمَّد امْرَأَة أَبِيه زيد بن جدعَان عَن عَائِشَة قَالَت دخل عَلّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْدنَا زَيْنَب بنت جحش إِلَى أَن قَالَ فَأَقْبَلت زَيْنَب تقحم لعَائِشَة فَنَهَاهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَأَبت أَن تَنْتَهِي فَقَالَ لعَائِشَة (سبيهَا) فَسَبَّتْهَا فَغَلَبَتْهَا مُخْتَصر وَعلي بن زيد بن جدعَان لَا يحْتَج بِهِ وَأم مُحَمَّد هَذِه مَجْهُولَة وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره الْحَدِيثين الْمَذْكُورين بِسَنَدَيْهِمَا وَمَتْنهمَا سَوَاء 1156 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن الْيَهُود قَالُوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا تكلم الله وَتنظر إِلَيْهِ فَإنَّا لن نؤمن لَك حَتَّى تفعل ذَلِك فَقَالَ (لم ينظر مُوسَى إِلَى الله) فأنزلت وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا 1157 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن عَائِشَة من زعم أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَالَت أولم تسمعوا ربكُم وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا الْآيَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة من زعم أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَمَا كَانَ لبشر أَن، يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من

وَرَاء حجاب) وَمن زعم أَن مُحَمَّدًا يعلم مَا فِي غَد الْغَيْب فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت وَمَا تَدْرِي نَفْس مَاذَا تكسب غَدا وَمن زعم أَن مُحَمَّدًا كتم شَيْئا مِمَّا أوحى إِلَيْهِ ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت يأيها الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك الْآيَة انْتَهَى وَتقدم فِي الْأَحْزَاب 1158 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم عسق كَانَ مِمَّن تصلي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ويسترحمون لَهُ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم عسق كَانَ مِمَّن تصلي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَتَرَحَّمُونَ عَلَيْهِ) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ المُصَنّف

سُورَة الزخرف

سورة الزخرف

سُورَة الزخرف ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1159 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا وضع رجله فِي الركاب قَالَ (بِسم الله) فَإِذا اسْتَوَى عَلَى الدَّابَّة قَالَ (الْحَمد لله عَلَى كل حَال (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون) وَكبر ثَلَاثًا وَهَلل ثَلَاثًا وَكَانَ إِذا ركب السَّفِينَة قَالَ (بِسم الله مجْراهَا مرْسَاها) قلت أما الأول فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي السّير من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن عَلّي بن ربيعَة قَالَ شهِدت عَلّي بن أبي طَالب أَتَى بِدَابَّة ليرْكبَهَا فَلَمَّا وضع رجله فِي الركاب قَالَ بِسم الله فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظهرهَا قَالَ الْحَمد لله ثمَّ قَالَ (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون) ثمَّ قَالَ الله أكبر ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ الْحَمد لله ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت ثمَّ ضحك فَقيل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَي شَيْء ضحِكت قَالَ رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعل كَمَا فعلت ثمَّ ضحك فَقلت يَا رَسُول الله من أَي شَيْء ضحِكت فَقَالَ (إِن رَبك تَعَالَى يعجب من عبيده إِذا قَالَ اغْفِر لي ذُنُوبِي يعلم أَنه لَا يغْفر الذُّنُوب غَيْرِي) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي عشر من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن ابْن أبي لَيْلَى عَن الحكم عَن عَلّي بن ربيعَة عَن عَلّي بن أبي طَالب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا وضع رجله فِي الركاب إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِسَنَد السّنَن وَلَفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد السّنَن وَمَتْنهَا وَحَدِيث السَّفِينَة غَرِيب لَكِن رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَا من فعله إِذْ لَا يعرف أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ركب السَّفِينَة قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْأَيْلِي الْمُفَسّر ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الْأَيْلِي ثَنَا عبد الحميد بن الْحسن الْهِلَالِي عَن نهشل عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَمَان لأمتي من الْغَرق إِذا ركبُوا الْفلك أَن يَقُولُوا بِسم الله وَمَا قدرُوا الله حق قدره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يشركُونَ بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا إِن رَبِّي لغَفُور رَحِيم انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا عبد الله بن وهيب الْغَزِّي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثَنَا سيف بن الْحجَّاج الْكُوفِي عَن يَحْيَى بن الْعَلَاء البَجلِيّ عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز عَن الْحُسَيْن بن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه سَوَاء وَحَدِيث الدَّابَّة فِي مُسلم بعضه رَوَاهُ فِي كتاب الْحَج من حَدِيث عَلّي الْأَزْدِيّ عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعيره خَارِجا إِلَى سفر كبر ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون مُخْتَصر

1160 - قَوْله عَن الْحُسَيْن بن عَلّي أَنه رَأَى رجلا ركب دَابَّة فَقَالَ (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا) فَقَالَ الْحُسَيْن أَبِهَذَا أمرْتُم قَالَ وَبِمَ أمرنَا قَالَ أَن تَذكرُوا نعْمَة ربكُم كَأَنَّهُ ترك التَّحْمِيد فَنَبَّهَهُ عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر ثَنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي هَاشم الوَاسِطِيّ عَن أبي مخلد عَن الْحُسَيْن بن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه رَأَى رجلا ركب دَابَّة فَقَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن بن عَلّي وَبِهَذَا أمرت قَالَ فَكيف أَقُول قَالَ يَقُول الْحَمد لله الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ وَمن عَلّي بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجَعَلَنِي فِي خير أمة أخرجت للنَّاس فَهَذِهِ النِّعْمَة يَقُول يبْدَأ بِهَذَا لقَوْله تَعَالَى ثمَّ تَذكرُوا نعْمَة ربكُم إِذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن ثَنَا سُفْيَان عَن أبي هَاشم بِهِ 1161 - قَوْله قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه اخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا أَبُو بكر ابْن عَيَّاش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن أبي الْعَدَبَّس الْأَسدي عَن عمر أَنه قَالَ اخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ وَلَا تلِثوا بدار معْجزَة وَأَصْلحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَام قبل أَن تُخِيفَكُمْ انْتَهَى وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع من الْقسم الرَّابِع عَن قَتَادَة قَالَ سَمِعت أَبَا عُثْمَان النَّهْدِيّ يَقُول أَتَانَا كتاب عمر بن الْخطاب وَنحن بِأَذربِيجَان مَعَ عتبَة بن فرقد أما بعد فَاتَّزِرُوا وَارْتَدوا وَانْتَعِلُوا إِلَى أَن قَالَ وَاخْشَوْشنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَاخْلَوْلقُوا وَارْمُوا الْأَغْرَاض وانزلوا نَزْوًا مُخْتَصرا

1162 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو وزنت الدُّنْيَا عِنْد الله جنَاح بعوضة لما سَقَى الْكَافِر مِنْهَا شربة مَاء) قلت رُوِيَ من حَدِيث سهل بن سعد وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر أما حَدِيث سهل بن سعد فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو كَانَت الدُّنْيَا تعدل عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شربة) انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الحميد بن سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم بِهِ وَقَالَ صَحِيح غَرِيب من هَذَا الْوَجْه وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث زَكَرِيَّا بن مَنْظُور عَن أبي حَازِم بِهِ وَلَفظه قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِذِي الحليفة فَإِذا هُوَ بِشَاة ميتَة شَائِلَة رجلهَا فَقَالَ (أَتَرَوْنَ هَذِه هنيَّة عَلَى صَاحبهَا وَلَو كَانَت الدُّنْيَا تزن عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَة أبدا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق بِسَنَد ابْن ماجة وَمَتنه إِلَّا أَنه قَالَ شربة عوض قَطْرَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ وزَكَرِيا بن مَنْظُور ضَعَّفُوهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَأعله بِعَبْد الحميد بن سُلَيْمَان وَقَالَ تَابعه زَكَرِيَّا بن مَنْظُور وَهُوَ دونه انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين عَن أبي معشر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُحَمَّد بن عمار بن جَعْفَر بن سعد عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ مَا أعْطى كَافِرًا مِنْهَا شَيْئا وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف لم يذكر المَاء وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة الْمعَافى بن عمرَان وَقَالَ لم يَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث الْحسن بن عمَارَة انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن أبي عون عَن أبي مُصعب عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا لَا أصل لَهُ من حَدِيث مَالك وَالْحمل فِيهِ عَلّي ابْن أبي عون وَحَدِيث ابْن عَبَّاس فِيهِ الْحسن بن عمَارَة وَهُوَ ضَعِيف وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة طريقاه ضعيفان وَحَدِيث سهل أَيْضا طريقاه ضعيفان وَله طَرِيق ثَالِث رَوَاهُ صَالح بن مُوسَى عَن أبي حَازِم وَصَالح هَذَا من ولد طَلْحَة بن عبيد الله لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث انْتَهَى 1163 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث إِن موت الْفجأَة رَحْمَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعا موت الْفجأَة رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ انْتَهَى وَقد تقدم فِي طه

1164 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ عَلَى قُرَيْش إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم امتعضوا من ذَلِك امتعاضا شَدِيدا فَقَالَ عبد الله بن الزبعْرَى يَا مُحَمَّد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجَمِيع الْأُمَم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هُوَ لكم ولآلهتكم وَلِجَمِيعِ الْأُمَم) فَقَالَ خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَسْت تزْعم أَن عِيسَى بن مَرْيَم نَبِي وَتثني عَلَيْهِ خيرا وَعَلَى أمه وَقد علمت أَن النَّصَارَى يَعْبُدُونَهُمَا وعزير يعبد وَالْمَلَائِكَة يعْبدُونَ فَإِن كَانَ هَؤُلَاءِ فِي النَّار فقد رَضِينَا أَن نَكُون نَحن وَآلِهَتنَا مَعَهم فَفَرِحُوا وَضَحِكُوا وَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى الْآيَة قلت غَرِيب وَتقدم نَحوه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء 1165 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث إِن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ينزل عَلَى ثنية الْبَيْت الْمُقَدّس يُقَال لَهَا أفِيق وَعَلِيهِ ممصرتان وَشعر رَأسه دَهِين وَبِيَدِهِ حَرْبَة وَبهَا يقتل الدَّجَّال فَيَأْتِي بَيت الْمُقَدّس وَالنَّاس فِي صَلَاة الصُّبْح وَالْإِمَام يؤم بهم فَيتَأَخَّر الإِمَام فَيقدمهُ عِيسَى وَيُصلي خَلفه عَلَى شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يقتل الْخِنْزِير وَيكسر الصَّلِيب وَيخرب البيع وَالْكَنَائِس وَيقتل النَّصَارَى إِلَّا من آمن بِهِ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَهُوَ مفرق فِي غُضُون الْأَحَادِيث

فَقَوله ينزل عَلَى ثنية أفِيق عِنْد الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يكون للْمُسلمين ثَلَاثَة أَمْصَار) وَفِيه فَيَنْحَاز الْمُسلمُونَ إِلَى عقبَة أفِيق وَقَوله وَعليَّة ممصرتان عِنْد ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأحمد عَن أبي هُرَيْرَة وَفِيه فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رجل مَرْبُوع إِلَى الْحمرَة وَالْبَيَاض عَلَيْهِ ثَوْبَان مُمَصَّرَانِ الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَي مصبوغتان بِالْمِصْرِ وَهُوَ الْمغرَة وَقَوله وَالنَّاس فِي صَلَاة الصُّبْح فَفِي ابْن ماجة فِي حَدِيث طَوِيل عَن أبي أُمَامَة فَبَيْنَمَا إمَامهمْ يُصَلِّي بهم الصُّبْح إِذْ نزل عِيسَى بن مَرْيَم فَرجع الإِمَام يمشي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّم عِيسَى فَيَضَع يَده بَين كَتفيهِ ثمَّ يَقُول لَهُ تقدم فصل فَإِنَّهَا لَك أُقِيمَت فَيصَلي بهم إمَامهمْ الحَدِيث وَقَوله فَيقْتل الْخِنْزِير وَيكسر الصَّلِيب فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة 1166 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا ينْزع رجل فِي الْجنَّة ثَمَرهَا إِلَّا نبت مَكَانهَا مِثْلَاهَا) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث ثَوْبَان وَقد تقدم فِي سُورَة الْبَقَرَة 1167 - قَوْله قيل لِابْنِ عَبَّاس قَرَأَ ابْن مَسْعُود وَنَادَوْا يَا مَال فَقَالَ مَا أشغل أهل النَّار عَن التَّرْخِيم وَعنهُ إِنَّمَا يُجِيبهُمْ مَالك بعد ألف سنة

قلت الأول غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب إِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى وَمُسلم فِي من حَدِيث يعلي بن أُميَّة قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرَأ عَلَى الْمِنْبَر وَنَادَوْا يَا مَالك قَالَ سُفْيَان فِي قِرَاءَة عبد الله يَا مَال انْتَهَى وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن سُفْيَان عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَنَادَوْا يَا مَالك قَالَ مكث عَنْهُم ألف سنة ثمَّ يَقُول إِنَّكُم مَاكِثُونَ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهُوَ عِنْد الطَّبَرِيّ من قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسَيَأْتِي بعده 1168 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يلقى عَلَى أهل النَّار الْجُوع حَتَّى يعدل مَا هم فِيهِ من الْعَذَاب فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيدعونَ مَالِكًا ليَقْضِ علينا رَبك) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز عَن الْأَعْمَش عَن شمر بن عَطِيَّة عَن شهر بن حَوْشَب عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يلقى عَلَى أهل النَّار الْجُوع فيعدل مَا هم فِيهِ من الْعَذَاب فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَام من ضَرِيع لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ فَيُغَاثُونَ بِطَعَام ذِي غُصَّة فَيذكرُونَ أَنهم كَانُوا يجيرون الْغصَص فِي الدُّنْيَا بِالشرابِ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشرابِ فَيدْفَع إِلَيْهِم الْحَمِيم بِكَلَالِيب الْحَدِيد فَإِذا دنت

من وُجُوههم شَوَتْ وُجُوههم فَإِذا دخلت بطونهم قطعت مَا فِي بطونهم فَيَقُولُونَ ادعوا خَزَنَة جَهَنَّم فَيَقُولُونَ ألم تَكُ تَأْتيكُمْ رسلكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بلَى قَالُوا فَادعوا وَمَا دُعَاء الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال قَالَ فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيَقُولُونَ يَا مَالك ليَقْضِ علينا رَبك قَالَ فَيُجِيبهُمْ إِنَّكُم مَاكِثُونَ قَالَ الْأَعْمَش نبئت أَن بَين دُعَائِهِمْ وَإجَابَة مَالك إيَّاهُم ألف عَام فَيَقُولُونَ ادعوا ربكُم فَلَا أحد خير من ربكُم فَيَقُولُونَ رَبنَا غلبت علينا شِقْوَتنَا وَكُنَّا قوما ضَالِّينَ رَبنَا أخرجنَا مِنْهَا فَإِن عدنا فَإنَّا ظَالِمُونَ قَالَ فَيُجِيبهُمْ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون فَعِنْدَ ذَلِك يَيْأَسُوا من كل خير وَيَأْخُذُونَ فِي الزَّفِير وَالْحَسْرَة وَالْوَيْل) انْتَهَى وَسكت عَنهُ لَكِن ذكر عَن بَعضهم أَنهم لَا يَرْفَعُونَهُ قَالَ وَقُطْبَة بن عبد الْعَزِيز ثِقَة عِنْد أهل الحَدِيث انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز بِهِ مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث شريك عَن الْأَعْمَش بِهِ مَوْقُوفا وَفِيه إِن بَين دُعَائِهِمْ وَإجَابَة مَالك إيَّاهُم ألف عَام من كَلَام أبي الدَّرْدَاء وَرَوَاهُ من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز بِهِ مَرْفُوعا وَسَاقه فِيهِ من قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا من قَول الْأَعْمَش كَمَا هُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ 1169 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ (سُورَة الزخرف كَانَ مِمَّن يُقَال لَهُ يَوْم الْقِيَامَة يَا عباد لَا خوف عَلَيْكُم الْيَوْم وَلَا أَنْتُم تَحْزَنُونَ ادخُلُوا الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الزخرف) إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط

سُورَة الدُّخان

سورة الدخان

سُورَة الدُّخان ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1170 - الحَدِيث الأول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى فِي هَذِه اللَّيْلَة مائَة رَكْعَة يَعْنِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان أرسل الله تَعَالَى إِلَيْهِ مائَة ملك ثَلَاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجنَّةِ وَثَلَاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ من عَذَاب النَّار وَثَلَاثُونَ يدْفَعُونَ عَنهُ آفَات الدُّنْيَا وَعشرَة يدْفَعُونَ عَنهُ مَكَائِد الشَّيْطَان) قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب بِتَغَيُّر يسير حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَلّي بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي ثَنَا عبد الرازق عَن تَوْبَة عَن عُثْمَان بن عبد الله عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى لَيْلَة النّصْف من شعْبَان مائَة رَكْعَة يقْرَأ فِي كل رَكْعَة الْحَمد لله وقل هُوَ الله أحد عشر مَرَّات لم يمت حَتَّى يرِيه الله فِي مَنَامه مائَة ملك ثَلَاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجنَّةِ وَثَلَاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ من عَذَاب النَّار وَثَلَاثُونَ يَحْفَظُونَهُ من خطاياه وَعشرَة يكلئونه من عدوه) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي فِي كتاب فَضَائِل شعْبَان من حَدِيث عَلّي بن عَاصِم عَن عَمْرو بن مِقْدَام عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره سَوَاء ثمَّ أخرجه من حَدِيث سهل بن مَنْصُور ثَنَا الْحسن بن علوان عَن جَعْفَر

ابْن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب فَذكره وَلم يرفعهُ وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر فِي كِتَابه فَضَائِل شعْبَان وَهُوَ جُزْء حَدِيثي وَكَذَا الَّذِي قبله من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني أَنا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان ثَنَا مُوسَى بن مَرْوَان ثَنَا يَحْيَى بن الحكم عَن عمر ابْن ثَابت عَن جَعْفَر الْمَدَائِنِي عَن يَحْيَى القَتَّات قَالَ ثني بضعَة وَثَلَاثُونَ رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ فَذكره وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث ابْن عمر بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور 1171 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله يرحم أمتِي فِي هَذِه اللَّيْلَة بِعَدَد شعر أَغْنَام بني كلب) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّوْم وَابْن ماجة فِي التَّهَجُّد من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت فقدت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات لَيْلَة فَخرجت أطلب فَإِذا هُوَ بِالبَقِيعِ رَافع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ (يَا عَائِشَة أَكنت تَخَافِينَ أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله) قَالَت قد قلت وَمَا بِي ذَلِك وَلَكِنِّي ظَنَنْت أَنَّك أتيت بعض نِسَائِك فَقَالَ (إِن الله تَعَالَى ينزل لَيْلَة النّصْف من شعْبَان إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيغْفر لأكْثر من عدد شعر غنم كلب) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث الْحجَّاج وَسمعت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ يضعف هَذَا الحَدِيث وَقَالَ إِن يَحْيَى بن أبي كثير لم يسمع من عُرْوَة وَالْحجاج لم يسمع من يَحْيَى بن أبي كثير انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ عَن عَطاء بن عجلَان عَن عبد الله بن أبي ملكية عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان يعْتق الله فِيهَا من النَّار أَكثر من عدد شعر غنم كلب) مُخْتَصر وَقَالَ تفرد بِهِ عَطاء بن عجلَان عَن ابْن أبي ملكية قَالَ ابْن معِين عَطاء بن عجلَان لَيْسَ بِشَيْء كَانَ يوضع لَهُ حَدِيث فَيحدث بِهِ وَقَالَ الفلاس وَالسَّعْدِي كَذَّاب انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْغَسِيلِيِّ ثَنَا وهب ثَنَا سعيد بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ عَن أبي نعْمَان السَّعْدِيّ عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن أنس بن مَالك عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا (أَتَدْرِينَ مَا هَذِه اللَّيْلَة هَذِه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان لله فِيهِ عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد سعر غنم كلب) قَالَت وَمَا بَال غنم كلب قَالَ (لَيْسَ فِي الْعَرَب أَكثر غنما مِنْهُم) مُخْتَصر قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي إِسْنَاده بعض من يجهل انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ إِنَّه لَا يَصح قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ سعيد بن عبد الْكَرِيم مَتْرُوك انْتَهَى قَالَ ابْن دحْيَة فِي الْعلم الْمَشْهُور هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق هَذَا من ولد حَنْظَلَة الغسيل قَالَ فِيهِ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار وَيسْرق الحَدِيث وَشَيْخه وهب أكذب النَّاس وَسَعِيد مَتْرُوك وَلَيْسَ فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان حَدِيث يَصح ذكر أهل التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح انْتَهَى

1172 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله تَعَالَى يغْفر لجَمِيع الْمُسلمين فِي تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَّا لِكَاهِنٍ أَو سَاحر أَو مُشَاحِن أَو مدمن خمر أَو عَاق للْوَالِدين أَو مصر عَلَى الزِّنَا) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأقرب مَا وجدته حديثان أَحدهمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين عَن سَلام ابْن سليم أَنا سَلام الطَّوِيل عَن وهب الْمَكِّيّ عَن أبي رهم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه دخل عَلَى عَائِشَة فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا سعيد إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَكنت تَخَافِينَ أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ هَذِه اللَّيْلَة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَللَّه فِيهَا عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد شُعُور غنم كلب لَا ينظر الله فِيهَا إِلَى مُشْرك وَلَا إِلَى مُشَاحِن وَلَا إِلَى قَاطع رحم وَلَا إِلَى مُسبل وَلَا إِلَى عَاق وَالِديهِ وَلَا مدمن خمر) مُخْتَصر وَالثَّانِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات الْكَبِير من حَدِيث سعيد ابْن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ عَن أبي نعْمَان السَّعْدِيّ عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن أنس ابْن مَالك عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا (أَتَدْرِينَ مَا هَذِه اللَّيْلَة هَذِه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان لله فِيهَا عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد شعر غنم كلب) قَالَت وَمَا بَال غنم كلب قَالَ (لَيْسَ فِي الْعَرَب أَكثر غنما مِنْهُم لَا أَقُول فيهم سِتَّة نفر مدمن خمر وَلَا عَاق وَالِديهِ وَلَا مصر عَلَى الزِّنَا وَلَا عَلَى الرِّبَا وَلَا مصارم وَلَا مُصَور وَلَا قَتَّات) مُخْتَصرا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي إِسْنَاده بعض من يجهل

وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ بِسَعِيد وَقد تقدم فِي الحَدِيث قبله وَالله أعلم وَرَوَى ابْن ماجة فِي سنَنه فِي التَّهَجُّد عَن الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَم عَن أَبِيه عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله ليطلع فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَيغْفر لجَمِيع خلقه إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَو مُشَاحِن) وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث مَكْحُول عَن مَالك بن يخَامر عَن معَاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يطلع الله إِلَى خلقه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان) إِلَى آخِره سَوَاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَرَوَى البرَاز فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْملك عَن مُصعب ابْن أبي ذِئْب عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَو عَمه عَن أبي بكر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي بكر إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقد رُوِيَ عَن غير أبي بكر وَأَعْلَى من رَوَاهُ أَبُو بكر وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده شَيْء فجلالة أبي بكر تُحسنهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب وَأعله ابْن عدي والعقيلي فِي كِتَابَيْهِمَا بِعَبْد الْملك وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَالْبَزَّار من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن عبد الله ابْن زِيَاد بن أنعم عَن عبَادَة بن نسي عَن كثير بن مرّة عَن عَوْف بن مَالك مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالْبَزَّار أَيْضا من حَدِيث هِشَام بن عبد الرَّحْمَن عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء

وَلم يروه الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أبي بكر بِسَنَد البرَاز وَمَتنه 1173 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَ لَيْلَة الثَّالِث عشر من شعْبَان فِي أمته فَأعْطِي الثُّلُث مِنْهَا ثمَّ سَأَلَ لَيْلَة الرَّابِع عشر فَأعْطَى الثُّلثَيْنِ ثمَّ سَأَلَ لَيْلَة الْخَامِس عشر فَأعْطِي الْجَمِيع إِلَّا من شرد عَلَى الله شِرَاد الْبَعِير قلت غَرِيب 1174 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أول الْآيَات الدُّخان ونزول عِيسَى ابْن مَرْيَم ونار تخرج من قَعْر عدن أبين تَسوق النَّاس إِلَى الْمَحْشَر) قَالَ حُذَيْفَة يَا رَسُول الله فَمَا الدُّخان فَتلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان الْآيَة وَقَالَ (يمْلَأ مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب يمْكث أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَة أما الْمُؤمن فَيُصِيبهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام وَأما الْكَافِر فَهُوَ كَالسَّكْرَانِ يخرج من مَنْخرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَدبره) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي عِصَام بن رواد بن الْجراح ثَنَا أبي ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ سَمِعت حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أول الْآيَات الدَّجَّال ونزول عِيسَى بن مَرْيَم ونار تخرج من قَعْر عدن أبين وَالدُّخَان) قَالَ حُذَيْفَة يَا رَسُول الله وَمَا الدُّخان فَتلا إِلَى آخِره سَوَاء وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَضَعفه الطَّبَرِيّ فَقَالَ وحَدثني مُحَمَّد مُحَمَّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي انه سَأَلَ رَوَّادًا عَن هَذَا الحَدِيث هَل سَمعه من سُفْيَان فَقَالَ لَا قَالَ فَقلت أَقرَأته عَلَيْهِ

قَالَ لَا قَالَ فَقلت لَهُ أَقْْرِئ عَلَيْهِ وَأَنت حَاضر فَقَالَ لَا قلت فَمن أَيْن جِئْت بِهِ قَالَ جَاءَنِي بِهِ قوم فَعَرَضُوهُ عَلّي وَقَالُوا لي اسْمَعْهُ منا فَقَرَءُوهُ ثمَّ ذَهَبُوا فَحَدثُوا بِهِ عني قَالَ ابْن كثير وَقد أَجَاد الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ مَوْضُوع بِهَذَا السَّنَد انْتَهَى 1175 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خمس قد مَضَت الرّوم وَالدُّخَان وَالْقَمَر وَالْبَطْشَة وَاللزَام قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي التَّوْبَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خمس قد مضين الرّوم وَالدُّخَان وَاللزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر انْتَهَى 1176 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ انه قيل لِابْنِ مَسْعُود إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يَقُول إِنَّه دُخان يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِ النَّاس فَقَالَ من علم علما فَلْيقل بِهِ وَمن لم يعلم فَلْيقل الله أعلم ثمَّ قَالَ أَلا وَسَأُحَدِّثُكُمْ أَن قُريْشًا لما استعصمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ (اللَّهُمَّ أشدد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف فَأَصَابَهُمْ الْجهد حَتَّى أكلُوا الْجِيَف وَالْعِلْهِز وَكَانَ الرجل يرَى بَين السَّمَاء وَالْأَرْض الدُّخان وَكَانَ يحدث الرجل فَيسمع كَلَامه وَلَا يرَاهُ من الدُّخان فَمَشى إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَان وَنَفر مَعَه وَنَاشَدُوهُ الله وَالرحم وَعَاهَدُوهُ إِن دَعَا لَهُم وكشف عَنْهُم أَن يُؤمنُوا فَلَمَّا كشف عَنْهُم رجعُوا إِلَى شركهم

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الاسْتِسْقَاء وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مَسْرُوق قَالَ كُنَّا عِنْد عبد الله بن مَسْعُود جُلُوسًا وَهُوَ مُضْطَجع بَيْننَا فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يقص وَيَزْعُم فِي هَذِه الْآيَة يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين قَالَ يَأْتِي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة دُخان فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذهُمْ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام فَقَالَ عبد الله من علم علما فَلْيقل بِهِ وَمن لم يعلم فَلْيقل الله اعْلَم فَإِن من فقه الرجل أَن يَقُول لما لَا علم لَهُ الله أعلم إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَن قُريْشًا لما اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِم بسنين كَسِنِي يُوسُف فَأَصَابَهُمْ قحط وَجهد حَتَّى أكلُوا الْجُلُود وَالْمَيتَات وَكَانَ ينظر إِلَى السَّمَاء فَيرَى بَينه وَبَينهَا كَهَيئَةِ الدُّخان من الْجهد فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِنَّك جِئْت تَأمر بِطَاعَة الله وَبِصِلَة الرَّحِم وَإِن قَوْمك قد هَلَكُوا فَادع الله لَهُم فَدَعَا لَهُم فَمُطِرُوا فَلَمَّا أَصَابَتْهُم الرَّفَاهِيَة عَادوا إِلَى مَا كَانُوا فَأنْزل الله تَعَالَى فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين الْآيَة انْتَهَى وَلم أجد العلهز فِي شَيْء من طرقه وَإِنَّمَا هُوَ مَوْجُود فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْمُؤمنِينَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أنْشدك الله وَالرحم فقد أكلنَا العلهز يَعْنِي الْوَبر وَالدَّم فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقد رُوِيَ فِي قصَّة أبي سُفْيَان مَا دلّ عَلَى أَن ذَلِك كَانَ بعد الْهِجْرَة وَلَعَلَّه مَرَّتَانِ انْتَهَى 1177 - الحَدِيث السَّابِع قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من مُؤمن مَاتَ فِي غربَة غَابَتْ فِيهَا بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض)

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث يَحْيَى ابْن يَحْيَى ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن صَفْوَان بن عَمْرو عَن شُرَيْح بن عبيد الْحَضْرَمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا أَلا لَا غربَة عَلَى مُؤمن مَا مَاتَ مُؤمن فِي غربَة غَابَتْ عَنهُ فِيهَا بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض) انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَكَذَا وجدته مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يَحْيَى بن طَلْحَة ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن صَفْوَان بن عَمْرو بِهِ سَوَاء وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ 1178 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تسبوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم) قلت رُوِيَ من حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة ثَنَا أَبُو زرْعَة عَمْرو بن جَابر الْحَضْرَمِيّ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا تسبوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن الطَّبَرَانِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَله طَرِيق آخر عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك رَوَاهُ من حَدِيث حبيب عَن مَالك عَن أبي حَازِم بن دِينَار أَنه سمع سهل بن سعد السَّاعِدِيّ يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَلْعَنُوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ حبيب عَن مَالك

وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا أَحْمد بن عَلّي الْأَبَّار ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بزَّة ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سماك ابْن حَرْب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تسبوا تبعا فَأَنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ لم يروه عَن سُفْيَان إِلَّا مُؤَمل انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد ابْن زَكَرِيَّا ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سُفْيَان بِهِ سندا ومتنا 1179 - الحَدِيث التَّاسِع وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا أَدْرِي أَكَانَ تبع نَبيا أَو غير نَبِي) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق عبد الرازق أَنا معمر عَن ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَدْرِي تبع كَانَ نَبيا أَو غير نَبِي) انْتَهَى وَلم أَجِدهُ فِي تَفْسِير عبد الرازق وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَدْرِي تبع أَلَعِين هُوَ أم لَا وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْر نَبِي أم لَا) انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِلَّا أَنه قَالَ عوض عُزَيْر ذُو القرنين وَزَاد وَمَا أَدْرِي الْحُدُود كَفَّارَات لأَهْلهَا أَو لَا انْتَهَى وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم ثمَّ قَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ عبد الرازق وَحَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أَن الْحُدُود كَفَّارَات لأَهْلهَا أصح وَأثبت إِسْنَادًا ثمَّ سَاقه من طَرِيق البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى عبَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ

تُبَايِعُونِي عَلَى أَن لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا فَمن وَفَى مِنْكُم فَأَجره عَلَى الله وَمن أصَاب من ذَلِك شَيْئا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَة لَهُ) 1180 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة أصبح يسْتَغْفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث عمر بن أبي خثعم ثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الدُّخان) إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعمر بن أبي خثعم يضعف قَالَ مُحَمَّد مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَقَالَ عمر بن أبي خثعم مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بعمر بن عبد الله بن أبي خثعم وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عمر بن أبي رَاشد اليمامي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كَانَ يروي الموضوعات عَن الثِّقَات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح وَأسْندَ عَن ابْن معِين انه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء 1181 - الحَدِيث الْحَادِي عشر وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الَّتِي يذكر فِيهَا الدُّخان فِي لَيْلَة جُمُعَة أصبح مغفورا) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن أَيْضا من حَدِيث هِشَام أبي الْمِقْدَام عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة

الْجُمُعَة غفر لَهُ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَأَبُو الْمِقْدَام يضعف وَالْحسن لم يسمع من أبي هُرَيْرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ بِهَذَا السَّنَد أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَفِيه عَن الْحسن قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَهُوَ مُخَالف لِلتِّرْمِذِي كَذَا وجدته فِي ثَلَاث نسخ وَعنهُ الإِمَام أَبُو بكر بن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان كلهم بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ هِشَام أَبُو الْمِقْدَام وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والثعلبي

سُورَة الجاثية

سورة الجاثية

سُورَة الجاثية ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1182 - الحَدِيث الأول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي قتل الْحَيَّات من حَدِيث ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّفْظ لمُسلم قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا الدَّهْر فَأن الله هُوَ الدَّهْر) انْتَهَى وَلَفظ البُخَارِيّ قَالَ قَالَ الله تَعَالَى يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر بيَدي الْأَمر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار انْتَهَى 1183 - الحَدِيث الثَّانِي فِي الحَدِيث من جثا جَهَنَّم وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن جثا جمع جثوَة وَهِي الْجَمَاعَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْأَمْثَال وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَفِي التَّفْسِير فِي آخر سُورَة الْحَج وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث أبي سَلام أَن الْحَارِث بن الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ حَدثهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ من جثا جَهَنَّم) قَالَ رجل يَا رَسُول الله وَإِن صَلَّى وَصَامَ قَالَ (نعم وَإِن صَلَّى وَصَامَ فَادعوا بدعوة الله الَّتِي سَمَّاكُم بهَا الْمُسلمين الْمُؤمنِينَ عباد الله) انْتَهَى وَطوله التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَأَبُو سَلام اسْمه مَمْطُور قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل والْحَارث الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة وَله غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالْخمسين من الْقسم الأول

ثمَّ قَالَ والْحَارث الْأَشْعَرِيّ هُوَ أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ من سَاكِني الشَّام انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أول الصَّوْم وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لِأَنَّهُمَا لم يجدا لِلْحَارِثِ الْأَشْعَرِيّ رَاوِيا غير مَمْطُور بن سَلام فَتَرَكَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث آدم ابْن عَلّي قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن النَّاس يصيرون يَوْم الْقِيَامَة جثا كل أمة تتبع نبيها يَقُولُونَ أَي فلَان أشفع لنا حَتَّى تَنْتَهِي الشَّفَاعَة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذَلِك يَوْم يَبْعَثهُ الله الْمقَام الْمَحْمُود) انْتَهَى 1184 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ حم الجاثية ستر الله عَوْرَته وَسكن رَوْعَته يَوْم الْحساب) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سُورَة الْأَحْقَاف

سورة الأحقاف

سُورَة الْأَحْقَاف ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا 1185 - الحَدِيث الأول قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (لَا أملك لكم من الله شَيْئا) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُريْشًا فَاجْتمعُوا فَعم وَخص وَقَالَ يَا بني كَعْب بن لؤَي يَا بني مرّة بن كَعْب يَا بني عبد شمس وَيَا بني عبد منَاف وَيَا بني وهَاشِم وَيَا بني عبد الْمطلب أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار يَا فَاطِمَة أَنْقِذِي نَفسك من النَّار إِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا غير أَن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا انْتَهَى 1186 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن عبد الله بن سَلام قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة وَالْولد ينْزع إِلَى أَبِيه أَو أمه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فَنَار تَحْشُرهُمْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَأما أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت وَأما الْوَلَد فَإِذا سبق مَاء الرجل نَزعه وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة نَزَعته) فَقَالَ أشهد أَنَّك رَسُول الله حَقًا ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله إِن الْيَهُود قوم بهت وَإِن علمُوا بِإِسْلَامِي قبل أَن تَسْأَلهُمْ عني بَهَتُونِي عنْدك فَجَاءَت الْيَهُود فَقَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَي رجل

عبد الله فِيكُم) فَقَالُوا خيرنا وَابْن خيرنا وَسَيِّدنَا وَابْن سيدنَا وَأَعْلَمنَا وَابْن أعلمنَا فَقَالَ (أَرَأَيْتُم إِن أسلم عبد الله) قَالُوا أَعَاذَهُ الله فَخرج إِلَيْهِم عبد الله فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَقَالُوا شَرنَا وَابْن شَرنَا وَانْتَقَصُوهُ قَالَ هَذَا يَا رَسُول الله مَا كنت أَخَاف وَأحذر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَفِي التَّفْسِير من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ سمع عبد الله بن سَلام بِمقدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة وَهُوَ فِي أَرض يخْتَرف فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة وَمَا ينْزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه أَو إِلَى أمه قَالَ (أَخْبرنِي بِهن جِبْرِيل آنِفا) قَالَ جِبْرِيل قَالَ نعم قَالَ ذَلِك عَدو الْيَهُود من الْمَلَائِكَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه الْآيَة من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله عَلَى قَلْبك أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فَنَار تحْشر النَّاس من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَأما أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت وَإِذا سبق مَاء الرجل مَاء الْمَرْأَة نزع الْوَلَد وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة نزعت قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله إِن الْيَهُود قوم بهت الحَدِيث إِلَى آخِره 1187 - الحَدِيث الثَّالِث عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لأحد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض إِنَّه من أهل الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام وَفِيه نزل وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله فَآمن قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَامر بن سعد عَن أَبِيه سعد قَالَ مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لحي يمشي عَلَى وَجه الأَرْض إِنَّه فِي الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام زَاد البُخَارِيّ وَفِيه نزلت هَذِه الْآيَة وَشهد شَاهد

من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله) الْآيَة قَالَ وَلَا أَدْرِي مَالك بن أنس قَالَ الْآيَة أَو هِيَ فِي الحَدِيث انْتَهَى فَائِدَة رَوَى الطَّبَرِيّ عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ إِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن شَاهدا من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله هُوَ عبد الله بن سَلام وَآل حم إِنَّمَا أنزلت بِمَكَّة كَمَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس عَن الزُّبَيْر من عدَّة طرق وَعبد الله بن سَلام إِنَّمَا أسلم بِالْمَدِينَةِ وَإِنَّمَا كَانَت مُحَاجَّة من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقَوْله فَقَالَ قل أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله ولكفرتم بِهِ وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله قَالَ التَّوْرَاة مثل الْفرْقَان ومُوسَى مثل مُحَمَّد فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَي فَآمن هَذَا الَّذِي من بني إِسْرَائِيل بِنَبِيِّهِ وَكتابه وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَنْتُم فَكَذَّبْتُمْ نَبِيكُم وَكِتَابكُمْ إِن الله لَا يهدي إِلَى قَوْله إفْك قديم انْتَهَى ثمَّ رَوَى من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثَنَا شُعَيْب بن صَفْوَان ثَنَا عبد الْملك أَن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن سَلام قَالَ قَالَ عبد الله بن سَلام فِي أنزلت هَذِه الْآيَة قل أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله إِلَى قَوْله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ انْتَهَى وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا وَكِيع عَن ابْن عون قَالَ قيل لِلشَّعْبِيِّ قَوْله وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله هُوَ عبد الله بن سَلام فَقَالَ كَيفَ يكون عبد الله بن سَلام وَالسورَة مَكِّيَّة انْتَهَى 1188 - قَوْله وَعَن عَائِشَة أَنَّهَا أنْكرت نزُول هَذِه الْآيَة فِي أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا وَلما كتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرْوَان أَن يُبَايع النَّاس ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ عبد الرَّحْمَن لقد جئْتُمْ بهَا هِرَقْلِيَّة أَتُبَايِعُونَ لِأَبْنَائِكُمْ فَقَالَ مَرْوَان أَيهَا النَّاس هُوَ الَّذِي قَالَ الله فِيهِ وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا

فَسمِعت عَائِشَة فَغضِبت وَقَالَت وَالله مَا هُوَ بِهِ وَلَو شِئْت أَن أُسَمِّيهِ لَسَمَّيْته وَلَكِن الله لعن أَبَاك وَأَنت فِي صلبه فَأَنت فضَض من لعنة الله قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد قَالَ لما بَايع مُعَاوِيَة لِابْنِهِ قَالَ مَرْوَان سنة أبي بكر وَعمر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن سنة هِرقل وَقَيْصَر قَالَ مَرْوَان هَذَا الَّذِي أنزل الله فِيهِ وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا الْآيَة فَبلغ ذَلِك عَائِشَة فَقَالَت كذب وَالله مَا هُوَ بِهِ وَلَو شِئْت أَن أُسَمِّيهِ لَسَمَّيْته وَلَكِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن أَبَا مَرْوَان ومروان فِي صلبه فضَض من لَعنه الله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفِتَن وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فِيهِ انْقِطَاع فَإِن مُحَمَّدًا لم يسمع من عَائِشَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي أول تَارِيخه ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد أَن مُعَاوِيَة كتب إِلَى مَرْوَان بن الحكم أَن يُبَايع النَّاس ليزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر لقد جئْتُمْ بهَا هِرَقْلِيَّة إِلَى آخر لفظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أُميَّة بن خَالِد ثَنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد قَالَ لما بُويِعَ ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ مَرْوَان بن الحكم سنة أبي بكر وَعمر إِلَى آخِره 1189 - قَوْله عَن عمر لَو شِئْت دَعَوْت بصلانق وَصِنَاب وَكَرَاكِر وأسمنة وَلَكِنِّي رَأَيْت الله تَعَالَى نَعَى عَلَى قوم طَيِّبَاتهمْ فَقَالَ أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا

وَعنهُ قَالَ لَو شِئْت لَكُنْت أطيبكُم طَعَاما وَأَحْسَنُكُمْ لباسا وَلَكِنِّي اُسْتُبْقِيَ طَيِّبَاتِي قلت الأول رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا جرير بن حَازِم أَنه سمع الْحسن يَقُول قدم عَلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَفد أهل الْبَصْرَة مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالُوا وَكُنَّا ندخل عَلَيْهِ وَله كل يَوْم خبز يلت فَرُبمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَة بِسمن وَأَحْيَانا بِزَيْت وَأَحْيَانا بِاللَّبنِ فَرُبمَا وَافَقنَا القدائد الْيَابِسَة قد دقَّتْ ثمَّ أَغْلَى عَلَيْهَا وَرُبمَا وَافَقنَا اللَّحْم الْغَرِيض وَهُوَ قَلِيل فَقَالَ لنا يَوْمًا إِنِّي وَالله لقد أرَى تقذركم وَكَرَاهِيَتُكُمْ طَعَامي وَإِنِّي وَالله لَو شِئْت لَكُنْت أطيبكُم طَعَاما وَأَرَقِّكُمْ عَيْشًا أما وَالله مَا أَجْهَل الْكَرَاكِر وَأَسْنِمَة وصلا وَصِنَاب وصلانق قَالَ جرير وَالصَّلَا هُوَ الشواء وَالصِّنَاب الخرول والصلانق الْخبز الرقَاق وَلَكِنِّي سَمِعت الله عير أَقْوَامًا بِأَمْر فَعَلُوهُ فَقَالَ أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا الْآيَة انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ ثَنَا أَبُو نوح عَن جرير بن حَازِم عَن الْحسن عَن عمر قَالَ لَو شِئْت لَدَعَوْت بصلانق إِلَى أَخّرهُ وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر أَنا أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة حَدثنِي جرير بن حَازِم بِهِ وَلم يذكر فِيهِ كَلَام جرير وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد فَقَالَ ثَنَا عَفَّان ثَنَا جرير بن حَازِم بِهِ بِتَمَامِهِ وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا عَن عمر بن الْخطاب أَنه كَانَ يَقُول لَو شِئْت لَكُنْت. أطيبكُم طَعَاما إِلَى آخِره وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمر بن الْخطاب من حَدِيث عَفَّان ثَنَا جرير بن حَازِم

ثَنَا الْحسن أَن عمر قَالَ وَالله لَو شِئْت إِلَى آخِره 1190 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دخل عَلَى أهل الصّفة وهم يُرَقِّعُونَ ثِيَابهمْ بِالْأدمِ مَا يَجدونَ لَهَا رِقَاعًا فَقَالَ (أَنْتُم الْيَوْم خير أم يَغْدُو أحدكُم فِي حلَّة وَيروح فِي حلَّة أُخْرَى وَيُغدى عَلَيْهِ بِجَفْنَة وَيرَاح بِأُخْرَى وَيسْتر بَيته كَمَا تستر الْكَعْبَة) قَالُوا نَحن يَوْمئِذٍ خير قَالَ (بل أَنْتُم الْيَوْم خير) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل يَوْمًا عَلَى أَصْحَاب الصّفة وهم يُرَقِّعُونَ ثِيَابهمْ بِالْأدمِ مَا يَجدونَ لَهَا رِقَاعًا إِلَى آخِره سَوَاء وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَهَذَا مُرْسل وَرَوَى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أَصْحَاب الصّفة حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد أَنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيّ ثَنَا هناد بن السّري ثَنَا يُونُس بكير ثَنَا سِنَان ابْن سِنْبِسٍ الْحَنَفِيّ ثني الْحسن قَالَ بنيت صفة لِضُعَفَاء الْمُسلمين فَجعل الْمُسلمُونَ يوغلون إِلَيْهَا مَا اسْتَطَاعُوا من خير فَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ يَأْتِيهم فَيَقُول (السَّلَام عَلَيْكُم يأهل الصّفة) فَيَقُولُونَ وَعَلَيْك السَّلَام يَا رَسُول الله فَيَقُول (كَيفَ أَصْبَحْتُم) فَيَقُولُونَ بِخَير يَا رَسُول الله فَيَقُول (أَنْتُم الْيَوْم خير أم يَوْم يُغدى عَلَى أحدكُم بِجَفْنَة وَيرَاح بِأُخْرَى وَيَغْدُو فِي حلَّة وَيروح فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتكُمْ كَمَا تستر الْكَعْبَة) فَقَالُوا نَحن يَوْمئِذٍ خير يُعْطِينَا الله فنشكر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (بل أَنْتُم الْيَوْم خير) انْتَهَى وَالْآخر مُرْسل وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة من حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ حَدثنِي من سمع عَلّي بن أبي طَالب يَقُول إِنَّا لجُلُوس مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْمجْلس

إِذْ طلع علينا مُصعب بن عُمَيْر مَا عَلَيْهِ إِلَّا بردة لَهُ مَرْقُوعَة بِفَرْوٍ فَلَمَّا رَآهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَكَى للَّذي كَانَ فِيهِ من النِّعْمَة وَالَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَيفَ بكم إِذا غَدا أحدكُم فِي حلَّة وَرَاح فِي أُخْرَى وَوضعت بَين يَدَيْهِ صَحْفَة وَرفعت أُخْرَى وَيسْتر بَيته كَمَا تستر الْكَعْبَة قَالُوا يَا رَسُول الله نَحن يَوْمئِذٍ خير نكفي الْمُؤْنَة ونفرغ لِلْعِبَادَةِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم يَوْم خير) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب 1191 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا رَأَى الرّيح فزع وَقَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك خَيرهَا وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا أرْسلت بِهِ) وَإِذا رَأَى مخيلة قَالَ وَقعد وَجَاء وَذهب وَتغَير لَونه فَنَقُول لَهُ يَا رَسُول الله مَا تخَاف فَيَقُول (إِنِّي أَخَاف أَن أكون مثل قوم عَاد وَثَمُود حَيْثُ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه بتغيير يسير فِي بَاب صَلَاة الاسْتِسْقَاء من حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَأَى الرّيح قَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسَالَك من خَيرهَا وَخير مَا فِيهَا وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أرْسلت بِهِ) وَإِذا تَخَيَّلت السَّمَاء تغير لَونه وَخرج وَدخل وَأَقْبل وَأدبر فَسَأَلته عَائِشَة فَقَالَ (أخْشَى أَن يكون كَمَا قَالَ قوم عَاد هَذَا عَارض مُمْطِرنَا انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّلَاة وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء بالسند الْمَذْكُور قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَأَى مخيلة أقبل وَأدبر فَإِذا مطرَت سرى عَنهُ قَالَت فَقلت لَهُ فَقَالَ (وَمَا أَدْرِي لَعَلَّه كَمَا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارَضنَا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار وَأَبُو يعلي فِي مسنديهما وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1192 - الحَدِيث الثَّامِن فِي حَدِيث أبي ذَر لَو كَانَ هَاهُنَا أحد من أَنْفَارنَا قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْفَضَائِل وَهُوَ حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر بِطُولِهِ وَأَنا أذكرهُ مُخْتَصرا عَن عبد الله بن الصَّامِت قَالَ قَالَ أَبُو ذَر خرجنَا من قَومنَا غفار وَكَانُوا وَكَانُوا يحلونَ الشَّهْر الْحَرَام أَنا وَأخي أنيس وَأمنا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نزلنَا عَلَى خَال لنا ذُو مَال وَذُو هَيْئَة فَأَكْرَمَنَا خَالنَا وَأحسن إِلَيْنَا فَحَسَدنَا قومه فَقَالُوا لَهُ إِنَّك إِذا خرجت عَن أهلك خَلفك إِلَيْهِم أنيس فجَاء خَالنَا فَنَثَا مَا قيل لَهُ قَالَ فَقلت لَهُ أما مَا مَضَى من مَعْرُوفك فقد كدرته وَلَا جماع لنا فِيمَا بعد قَالَ فَقَرَّبْنَا صِرْمَتنَا فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا حَتَّى نزلنَا بِحَضْرَة مَكَّة فَقَالَ لي أنيس إِن لي حَاجَة بِمَكَّة فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيك قَالَ فَانْطَلق فَرَاثَ عَلّي ثمَّ أَتَانِي فَقلت مَا حَسبك قَالَ لقِيت رجلا يزْعم أَن الله أرْسلهُ قَالَ فَقلت مَا تَقول لَهُ النَّاس قَالَ يَقُولُونَ شَاعِر سَاحر كَاهِن قَالَ وَكَانَ أنيس شَاعِرًا فَقَالَ إِنِّي سَمِعت قَول الْكُهَّان فَمَا يَقُول بقَوْلهمْ وَقد وضعت قَوْله عَلَى قَول الشّعْر فَمَا هُوَ بِشَعْرِهِمْ وَوَاللَّه إِنَّه لصَادِق وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ قَالَ فَقلت لَهُ هَل أَنْت كَافِي حَتَّى أَنطلق وَأنْظر قَالَ انْطلق وَكن من أهل مَكَّة عَلَى حذر قَالَ انْطَلَقت حَتَّى قدمت مَكَّة فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم فَقلت أَيْن هَذَا الرجل الَّذِي يَدعُونَهُ الصَّابِئ قَالَ فَأَشَارَ إِلَيّ فَمَال أهل الْوَادي عَلّي بِكُل مَدَرَة وَعظم حَتَّى خَرَرْت مغشيا عَلّي فَلَمَّا أَفَقْت أتيت زَمْزَم فَشَرِبت من مَائِهَا وَاغْتَسَلت ثمَّ جِئْت فَدخلت بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا فَلَبثت ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَة مَالِي طَعَام إِلَّا مَاء زَمْزَم فَسَمنت حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني وَمَا وجدت عَلَى كَبِدِي سخْفَة جوع قَالَ فَبَيْنَمَا

أَنا فِي لَيْلَة قَمْرَاء إِضْحِيَان وَقد ضرب الله عَلَى أَصْمِخَة أهل مَكَّة فَمَا يطوف بِالْبَيْتِ غير امْرَأتَيْنِ فَأَتَتَا عَلّي ثمَّ انطلقتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ لَو كَانَ هَاهُنَا أحد من أَنْفَارنَا قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبُو بكر وهما هَابِطَانِ من الْجَبَل فَقَالَ مَا لَكمَا قَالَتَا الصَّابِئ بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا قَالَ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَصَاحبه حَتَّى اسْتَلم الْحجر ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ وَصَلى ثمَّ أَتَيْته فَكنت أول من حَيَّاهُ بِتَحِيَّة الْإِسْلَام فَقَالَ عَلَيْك وَرَحْمَة الله مِمَّن أَنْت قلت من غفار إِلَى أَن قَالَ فَتَحَمَّلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَومنَا غفارًا فَأسلم بَعضهم وَقَالَ بَقِيَّتهمْ إِذا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أسلمنَا فَلَمَّا قدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أسلم بَقِيَّتهمْ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (غفار غفر الله لَهَا وَأسلم سَالَمَهَا الله) مُخْتَصرا وَهَذَا مُعظم الحَدِيث وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالْمُصَنّف اسْتدلَّ بِهِ عَلَى أَن النَّفر يجمع عَلَى أَنْفَار 1193 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن الْجِنّ كَانَت تسْتَرق السّمع فَلَمَّا حرست السَّمَاء وَرَجَمُوا بِالشُّهُبِ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا لنبأ حدث فَنَهَضَ سَبْعَة نفر أَو تِسْعَة من أَشْرَاف جن نَصِيبين أَو نِينَوَى مِنْهُم زَوْبَعَة فَضربُوا حَتَّى بلغُوا تهَامَة ثمَّ انْدَفَعُوا إِلَى وَادي نَخْلَة فَوَافَقُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ وَاقِف فِي جَوف اللَّيْل يُصَلِّي أَو فِي صَلَاة الْفجْر فَاسْتَمعُوا لقرَاءَته وَذَلِكَ عِنْد مُنْصَرفه من الطَّائِف حِين خرج إِلَيْهِم يستنصرهم فَلم يُجِيبُوهُ إِلَى طلبته وَأغْروا بِهِ سُفَهَاء ثَقِيف قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْجِنّ وَمَا رَآهُمْ انْطلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي طَائِفَة من أَصْحَابه عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَقد حيل بَين الشَّيَاطِين وَبَين

خبر السَّمَاء فَانْطَلقُوا يضْربُونَ مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا فَمر النَّفر الَّذين أخذُوا نَحْو تهَامَة وَهُوَ بِنَخْل عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْفجْر فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن اسْتَمعُوا لَهُ وَقَالُوا هَذَا الَّذِي حَال بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء فَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا يَا قَومنَا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا مُخْتَصر وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عَاصِم عَن زر عَن ابْن مَسْعُود قَالَ هَبَطُوا يَعْنِي الْجِنّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يقْرَأ الْقُرْآن بِبَطن نَخْلَة فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصتُوا وَكَانُوا تِسْعَة أحدهم زَوْبَعَة فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ يَسْتَمِعُون الْقُرْآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصتُوا الْآيَة إِلَى ضلال مُبين وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 1194 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن سعيد بن جُبَير انه قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْجِنّ وَلَا رَآهُمْ وَلَكِن كَانَ يَتْلُوا فِي صلَاته فَمروا بِهِ فَقَرَأَ مُسْتَمِعِينَ وَهُوَ لَا يشْعر فَأَنْبَأَهُ الله بِاسْتِمَاعِهِمْ قلت تقدم فِي الحَدِيث قبله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير وَقد يُعَكر عَلَى هَذَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث جَابر قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه فَقَرَأَ عَلَيْهِم سُورَة الرَّحْمَن من أَولهَا إِلَى آخرهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ (مَالِي أَرَاكُم سكُوتًا لقد قرأتها عَلَى الْجِنّ لَيْلَة الْجِنّ فَكَانُوا أحسن ردودا مِنْكُم كلما أتيت عَلَى قَوْله فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ قَالُوا وَلَا بِشَيْء من آلَائِكَ رَبنَا نكذب فلك الْحَمد) انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي سُورَة الرَّحْمَن عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِهِ وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ 1195 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَوْمًا (إِنِّي أمرت أَن أَقرَأ عَلَى الْجِنّ اللَّيْلَة فَمن يَتبعني) قَالَهَا ثَلَاثًا فَأَطْرقُوا إِلَّا عبد الله بن مَسْعُود قَالَ لم يحضر لَيْلَة الْجِنّ أحد غَيْرِي قَالَ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّة فِي شعب الْحجُون فَخط لي خطا وَقَالَ (لَا تخرج حَتَّى أَعُود إِلَيْك) ثمَّ افْتتح الْقُرْآن وَسمعت لَغطا شَدِيدا حَتَّى خفت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَغَشيتهُ أَسْوِدَة كَثِيرَة حَالَتْ بيني وَبَينه حَتَّى لَا أسمع صَوته ثمَّ انْقَطَعُوا كَقطع السَّحَاب فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هَل رَأَيْت شَيْئا) قلت نعم رجلَانِ أسودان مُسْتَشْعِرِينَ بِثِيَاب بيض فَقَالَ (أُولَئِكَ جن نَصِيبين وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا) وَالسورَة الَّتِي قَرَأَهَا عَلَيْهِم (اقْرَأ باسم رَبك) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأخرج الطَّبَرِيّ عَن قَتَادَة أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ قَالَ ذكر لنا أَنهم صرفُوا إِلَيْهِ من نِينَوَى وَأَن نَبِي الله قَالَ (إِنِّي أمرت أَن أَقرَأ عَلَى الْجِنّ فَأَيكُمْ يَتبعني) فَأَطْرقُوا ثمَّ اِسْتَتْبَعَهُمْ فَأَطْرقُوا ثمَّ أستتبعهم فَأَطْرقُوا إِلَّا عبد الله بن مَسْعُود قَالَ فَأتبعهُ ابْن مَسْعُود حَتَّى دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شعبًا يُقَال لَهُ شعب الْحجُون قَالَ وَخط عَلَى ابْن مَسْعُود خطا وَقَالَ (لَا تخرج حَتَّى أَعُود إِلَيْك) قَالَ وَسمعت لَغطا شَدِيدا حَتَّى خفت عَلَى نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلما رَجَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت لَهُ مَا هَذَا اللَّغط الَّذِي سمعته قَالَ (اخْتَصَمُوا إِلَى فِي قَتِيل فَقضيت بَينهم بِالْحَقِّ) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل

وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة الْجِنّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عُثْمَان بن سنة الْخُزَاعِيّ وَكَانَ من أهل الشَّام أَنه سمع عبد الله بن مَسْعُود يَقُول إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه وَهُوَ بِمَكَّة (من أحب مِنْكُم أَن يحضر اللَّيْلَة أَمر الْجِنّ فَلْيفْعَل) فَلم يحضر مِنْهُم أحد غَيْرِي قَالَ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّة خطّ لي بِرجلِهِ خطا ثمَّ أَمرنِي أَن أَجْلِس فِيهِ ثمَّ انْطلق حَتَّى قَامَ فَافْتتحَ الْقُرْآن فَغَشِيتهُ أَسْوِدَة كَثِيرَة حَالَتْ بيني وَبَينه حَتَّى مَا أسمع صَوته ثمَّ انْطَلقُوا وَطَفِقُوا يَتَقَطَّعُون مثل قطع السَّحَاب ذَاهِبين حَتَّى بَقِي مِنْهُم رَهْط وَفرغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ الْفجْر ثمَّ أَتَانِي فَقَالَ (مَا فعل الرَّهْط) قلت هم أُولَئِكَ يَا رَسُول الله ثمَّ أَخذ عظما وَرَوْثًا فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاه زادا ثمَّ نهَى أَن يَسْتَطِيب أحد بِعظم أَو رَوْث انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من حَدِيث معمر عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عبد الله بن عَمْرو بن غيلَان الثَّقَفِيّ أَنه قَالَ لِأَبْنِ مَسْعُود حدثت أَنَّك كنت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة الْجِنّ قَالَ أجل قَالَ فَكيف كَانَ قَالَ فَذكر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطّ عَلَيْهِ خطا وَقَالَ (لَا تَبْرَح مِنْهُ) وَغشيَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثل الْعَجَاجَة السَّوْدَاء حَتَّى إِذا كَانَ قَرِيبا من الصُّبْح أَتَانِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لي (هَل رَأَيْت شَيْئا) قلت نعم رَأَيْت رجَالًا سُودًا مُسْتَشْعِرِينَ بِثِيَاب بيض قَالَ (أُولَئِكَ جن نَصِيبين سَأَلُونِي الْمَتَاع) قَالَ فَمَتَّعْتهمْ بِكُل عظم وَحَائِل أَو بَعرَة أَو رَوْثَة فَقلت يَا رَسُول الله وَمَا يُغني ذَلِك عَنْهُم قَالَ (إِنَّهُم لَا يَجدونَ عظما إِلَّا وجدوا عَلَيْهِ لَحْمه يَوْم أكل وَلَا رَوْثًا إِلَّا وجدوا فِيهِ حَبَّة يَوْم أكل فَلَا يسْتَنْج أحدكُم بِعظم وَلَا رَوْث) انْتَهَى وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله تَعَالَى (وَإِذ صرفنَا

إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ) قَالَ هم جن نَصِيبين جَاءُوا من جَزِيرَة الْموصل وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنْظرنِي حَتَّى آتِيك) وَخط عَلَيْهِ خطا فَلَمَّا خَشِيَهُمْ ابْن مَسْعُود كَاد أَن يذهب فَذكر قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يبرح فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو ذهبت لم تلقني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) 1196 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَحْقَاف كتب الله لَهُ عشر حَسَنَات بِعَدَد كل رَملَة فِي الدُّنْيَا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْأَحْقَاف أعطي من الْأجر بِعَدَد كل رمل فِي الدُّنْيَا عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات) انْتَهَى رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط

سُورَة الْقِتَال

سورة القتال

سُورَة الْقِتَال ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1197 - الحَدِيث الأول رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى أبي عزة الجُمَحِي وَعَلَى ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وفادي رجلا برجلَيْن من الْمُشْركين قلت هُوَ ثَلَاثَة أَحَادِيث فَالْأول فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ مِمَّن سمي لنا من الْأسَارَى مِمَّن من عَلَيْهِ بِغَيْر فدَاء أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَالْمطلب بن حنْطَب وَصَيْفِي بن أبي رِفَاعَة وَأَبُو عزة عَمْرو بن عبد الله بن جمح الجُمَحِي مُخْتَصر وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَأَبُو عزة الجُمَحِي كَانَ مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر فَأسرهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مِمَّن من عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد خرج وَرجع مَعَ الْمُشْركين فَأسرهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَتله صبرا انْتَهَى وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد أَبُو عزة الجُمَحِي أسر يَوْم بدر فَمن عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ خرج عَلَيْهِ يَوْم أحد مَعَ الْمُشْركين فَأسرهُ أَيْضا فَقَالَ لَهُ من عَلّي يَا مُحَمَّد فَقَالَ (لَا يلْدغ الْمُؤمن من الْجُحر مرَّتَيْنِ) ثمَّ أَمر بِهِ عَاصِم بن ثَابت ابْن أبي الْأَفْلَح فَضرب عُنُقه انْتَهَى وَأسْندَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن الشَّافِعِي قَالَ وَكَانَ من الْمَمْنُون عَلَيْهِم يَوْم

بدر بِغَيْر فديَة أَبُو عزة الجُمَحِي تَركه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لبنَاته وَأخذ عَلَيْهِ عهدا أَلا يقاتله فَخرج عَلَيْهِ يَوْم أحد وَرجع مَعَ الْمُشْركين فَمَا أسر من الْمُشْركين غَيره فَلَمَّا جِيءَ بِهِ قَالَ يَا مُحَمَّد اُمْنُنْ عَلّي وَدعنِي أَعُود لبناتي وَأَنا لَا أَعُود لِقِتَالِك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لَا تمسح عَارِضَيْك وَتقول خدعت مُحَمَّدًا مرَّتَيْنِ) ثمَّ أَمر بِهِ فَضربت عُنُقه انْتَهَى وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من يَوْم بدر عَلَى أبي عزة عَمْرو بن عبد الله ابْن عُمَيْر الجُمَحِي فَذكره بِنَحْوِهِ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَحَدِيث ثُمَامَة رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خيلا قبل نجد فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن أَثَال فَذكر قصَّته بِطُولِهَا وَهُوَ فِي نسخ الْكَشَّاف وَمن عَلَى أَثَال وَهُوَ غلط الثَّالِث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْجِهَاد من حَدِيث أبي الْمُهلب عَن عمرَان ابْن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدى رجلَيْنِ من الْمُسلمين بِرَجُل من الْمُشْركين انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَذكر فِيهِ قصَّة وَالَّذِي فِي الْكتاب أَنه فَادَى رجلا برجلَيْن من الْمُشْركين وَهِي رِوَايَة ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن الشَّافِعِي أخبرنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ ثَنَا أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أبي قلَابَة الْجرْمِي عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدى رجلا من الْمُسلمين برجلَيْن من الْمُشْركين قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا وَقع فِي هَذَا

الْمَتْن وَأَظنهُ غَلطا من الْكَاتِب وَالصَّحِيح مَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس أَنا أَبُو الرّبيع الشَّافِعِي بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسرُّوا رجلا من بني عقيل وَكَانَت ثَقِيف أسرت رجلَيْنِ من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَفَدَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالرجلَيْنِ اللَّذين أسرتهمَا ثَقِيف انْتَهَى 1198 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ فِي الشّعب يَوْم أحد وَقد فَشَتْ فيهم الْجِرَاحَات فَنَادَى الْمُشْركُونَ أعل هُبل فَنَادَى الْمُسلمُونَ الله أَعلَى وَأجل فَنَادَى الْمُشْركُونَ يَوْم بِيَوْم وَالْحَرب سِجَال إِن لنا عزى وَلَا عزى لكم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قُولُوا الله مَوْلَانَا وَلَا مولَى لكم إِن الْقَتْلَى مُخْتَلفَة أما قَتْلَانَا وَأَحْيَاء يرْزقُونَ وَأما قَتْلَاكُمْ فَفِي النَّار يُعَذبُونَ) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن هَذِه الْآيَة نزلت يَوْم أحد وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الشّعب وَقد فَشَتْ فيهم الْجِرَاحَات إِلَى آخِره سَوَاء وَكَذَلِكَ ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة من غير سَنَد وَفِي البُخَارِيّ بعضه رَوَاهُ فِي غَزْوَة أحد عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ لَقينَا الْمُشْركين يَوْم أحد فَذكر الْقِصَّة إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَان نَحن لنا الْعُزَّى وَلَا عزى لكم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَجِيبُوهُ) قَالُوا مَا نقُول قَالَ (قُولُوا الله مَوْلَانَا وَلَا مولَى لكم) فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَوْم بِيَوْم وَالْحَرب سِجَال مُخْتَصر وَلم يذكر ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا متن البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ 1199 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس لَا يَمُوت أحد فِي مَعْصِيّة الله إِلَّا تضرب الْمَلَائِكَة

فِي وَجهه وَدبره 1200 - الحَدِيث الثَّالِث عَن أنس مَا خَفِي عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد هَذِه الْآيَة أحد من الْمُنَافِقين يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَلَو نشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتهمْ بِسِيمَاهُمْ قَالَ فَكَانَ يعرفهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَقَد كُنَّا فِي بعض الْغَزَوَات وفيهَا تِسْعَة من الْمُنَافِقين يَشْكُونَهُمْ النَّاس فَبَاتُوا ذَات لَيْلَة وَأَصْبحُوا عَلَى وَجه كل وَاحِد مَكْتُوب هَذَا مُنَافِق قلت غَرِيب وَهُوَ فِي الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا 1201 - الحَدِيث الرَّابِع عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَوْنَ أَنه لَا يضر مَعَ الْإِيمَان ذَنْب كَمَا أَنه ينفع لَا مَعَ الشّرك عمل قلت رَوَاهُ الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب الصَّلَاة ثَنَا أَبُو قدامَة ثَنَا وَكِيع ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَوْنَ أَنه لَا يضر مَعَ لَا إِلَه إِلَّا الله ذَنْب كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك عمل فَنزلت أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم انْتَهَى وَقد ورد فِي ذَلِك أَحَادِيث مَرْفُوعَة فَمِنْهَا حَدِيث رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده إِلَّا انه قَالَ عوض يَحْيَى بن الْيَمَان أَبُو احْمَد فَلْينْظر أخبرنَا يَحْيَى بن الْيَمَان

ثَنَا سُفْيَان عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر عَن أَبِيه عَن مَسْرُوق قَالَ سَمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يضر مَعَ الْإِسْلَام ذَنْب كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك عمل) انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة سُفْيَان الثَّوْريّ ثمَّ قَالَ حَدِيث غَرِيب من رِوَايَة الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم تفرد بِهِ يَحْيَى بن الْيَمَان انْتَهَى وَأعله عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي كتاب الْإِيمَان بِيَحْيَى بن الْيَمَان وَقَالَ إِنَّه لَا يحْتَج بحَديثه انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث حجاج بن نصير عَن مُنْذر بن زِيَاد الطَّائِي عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن عمر ابْن الْخطاب قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا ينفع مَعَ الشّرك شَيْء كَمَا لَا يضر مَعَ الْإِيمَان شَيْء) انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِحجاج بن نصير وَمُنْذِر بن زِيَاد فَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه وحجاج هَذَا ضعفه ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِيهِ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم وَابْن الْمَدِينِيّ مَتْرُوك وَقَالَ الْعقيلِيّ مُنْذر بن زِيَاد مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ قَالَ عَمْرو بن عَلّي الفلاس كَانَ الْمُنْذر بن زِيَاد كذابا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَله مَنَاكِير قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رَوَاهُ أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيّ عَن عبد الله بن معدان الْأَزْدِيّ عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِنِّي لأرجو أَلا يمْنَع مَعَ التَّوْحِيد ذَنْب كَمَا لَا يمْنَع مَعَ الشّرك عمل وَقَالَ هَذَا أَيْضا بَاطِل وَهُوَ من عمل الْهَرَوِيّ

1202 - الحَدِيث الْخَامِس عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا نرَى أَنه لَيْسَ شَيْء من حَسَنَاتنَا إِلَّا مَقْبُولًا حَتَّى نزلت وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم فَقُلْنَا مَا هَذَا الَّذِي يبطل أَعمالنَا فَقُلْنَا الْكَبَائِر وَالْمُوجِبَات وَالْفَوَاحِش حَتَّى نزلت إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء فَكَفَفْنَا عَن القَوْل فِي ذَلِك فَكُنَّا نَخَاف عَلَى من أصَاب الْكَبَائِر وَنَرْجُو لمن لم يصبهَا قلت ثمَّ رَوَى الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث قبله من طَرِيق عبد الله بن الْمُبَارك أَخْبرنِي بكير بن مَعْرُوف عَن مقَاتل بن حَيَّان عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا معشر أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نرَى أَنه لَيْسَ شَيْء من الْحَسَنَات إِلَّا مَقْبُولًا حَتَّى نزلت أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم فَقُلْنَا مَا هَذَا الَّذِي يبطل أَعمالنَا ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن الْحسن ثَنَا سعيد بن يَعْقُوب الطَّالقَانِي ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك بِهِ سندا ومتنا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 1203 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله) انْتَهَى 1204 - الحَدِيث السَّابِع سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْقَوْم فِي قَوْله تَعَالَى يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ وَكَانَ سلمَان إِلَى جنبه فَضرب عَلَى فَخذه وَقَالَ (هَذَا

وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لتنَاوله رجال من فَارس) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة فَقَالُوا وَمن يسْتَبْدل بِنَا قَالَ فَضرب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى فَخذ سلمَان وَقَالَ (هَذَا وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث إِلَّا أَنه قَالَ الدَّين عوض الْإِيمَان ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ... إِلَى آخِره وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي 1205 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يسْقِيه من أَنهَار الْجنَّة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البوسنجي ثَنَا سعيد بن جَعْفَر قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة مُحَمَّد) إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الْفَتْح

سورة الفتح

سُورَة الْفَتْح ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 1206 - الحَدِيث الأول عَن مُوسَى بن عقبَة قَالَ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ رجل من أَصْحَابه مَا هَذَا بِفَتْح لقد صُدِدْنَا عَن الْبَيْت وَصد هدينَا فَبلغ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (بئس الْكَلَام هَذَا بل هُوَ أعظم الْفتُوح قد رَضِي الْمُشْركُونَ أَن يَدْفَعُوكُمْ عَن بِلَادهمْ بِالرَّاحِ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيرغبُوا إِلَيْكُم فِي الْأمان وَقد رَأَوْا مِنْكُم مَا كَرهُوا) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا جدي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر ثَنَا مُحَمَّد ابْن فليح عَن مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ وَأخْبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد ثَنَا أبي ثَنَا ابْن لَهِيعَة ثَنَا أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة رَاجعا فَقَالَ رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالله مَا هَذَا بِفَتْح لقد صُدِدْنَا عَن الْبَيْت وَصد هدينَا وَعَكَفَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ورد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلَيْنِ من الْمُسلمين خرجا فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن هَذَا لَيْسَ بِفَتْح فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بئس الْكَلَام هَذَا أعظم الْفتُوح لقد رَضِي الْمُشْركُونَ أَن يَدْفَعُوكُمْ بِالرَّاحِ عَن بِلَادهمْ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيرغبُوا إِلَيْكُم فِي الْأمان وَقد رَأَوْا مِنْكُم مَا كَرهُوا وَقد أَظْفَرَكُم الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِم وردوكم سَالِمين غَانِمِينَ مَأْجُورِينَ فَهَذَا أعظم الْفتُوح) الحَدِيث بِطُولِهِ

1207 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَنه كَانَ فِي فتح الْحُدَيْبِيَة آيَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه نزح مَاؤُهَا حَتَّى لم يبْق فِيهَا قَطْرَة فَتَمَضْمَض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ مجه فِيهَا فَدرت المَاء حَتَّى شرب جَمِيع من كَانَ مَعَه وَقيل فَجَاشَ المَاء حَتَّى امْتَلَأت وَلم ينفذ مَاؤُهَا بعد قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحه فِي فَضَائِل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة عَلَى شَفير الْبِئْر فَدَعَا بِمَاء فَمَضْمض وَمَج فِي الْبِئْر فَمَشى غير بعيد ثمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى روينَا وَرويت رِكَابنَا انْتَهَى وَأخرج أَيْضا عَن الْمسور ومروان قَالَا خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة ... إِلَى أَن قَالَ فَعدل عَنْهُم حَتَّى نزل بأقصى الْحُدَيْبِيَة عَلَى ثَمد قَلِيل المَاء فَلم يلبث النَّاس أَن نَزَحُوهُ وَشَكوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَطش فَانْتزع سَهْما من كِنَانَته ثمَّ أَمرهم أَن يَجْعَلُوهُ فِيهِ فوَاللَّه مَا زَالَ يَجِيش لَهُم بِالريِّ حَتَّى صدرُوا عَنهُ مُخْتَصرا وَهَذَا مُخَالف للْأولِ أَو تَكُونَا وَاقِعَتَيْنِ أَو فعلا فِي بِئْر وَاحِدَة يدل عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي ثني الْهَيْثَم بن وَاقد عَن عَطاء بن أبي مَرْوَان عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي أَرْبَعَة عشر رجلا مِمَّن أسلم من الصَّحَابَة أَن نَاجِية بن الْأَعْجَم حَدثهمْ قَالَ دَعَاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين شكي إِلَيْهِ قلَّة المَاء يَعْنِي فِي الْحُدَيْبِيَة فَدفع إِلَيّ سَهْما من كِنَانَته وَأمر بِدَلْو من مَائِهَا فَمَضْمض فَاه مِنْهُ ثمَّ مجه فِي الدَّلْو وَقَالَ لي (انْزِلْ بِالْمَاءِ فَصَبَّهُ فِي الْبِئْر وحثحث المَاء بِالسَّهْمِ) فَفعلت فوالذي بَعثه بِالْحَقِّ مَا كدت أخرج حَتَّى كَاد يغمرني وَفَارَتْ كَمَا تَفُور الْقدر حَتَّى اسْتَوَى المَاء بشفيرها وَجعلُوا يَغْتَرِفُونَ مِنْهَا حَتَّى نَهِلُوا من آخِرهم مُخْتَصر

قَالَ الْوَاقِدِيّ وَثني مُحَمَّد بن الْحِجَازِي عَن أسيد بن أبي أسيد عَن أبي قَتَادَة قَالَ لما دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرجل فَنزل بِالسَّهْمِ وَتوجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَج فَاه فِيهِ ثمَّ رده إِلَى الْبِئْر جَاشَتْ بِالرَّوَاءِ مُخْتَصر وَقَوله فَجَاشَ المَاء رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قصَّة الْحُدَيْبِيَة من طرق قَالَ فِي طَرِيق مِنْهَا فَجَاشَ المَاء حَتَّى ضرب المَاء بِعَطَن وَلمُسلم فِي قصَّة خَيْبَر من حَدِيث سَلمَة قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن أَربع عشرَة مائَة وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاة لَا ترْوِيهَا فَقعدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى جبا الرَّكية فإمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصق قَالَ فَجَاشَتْ فسقيا وَاسْتَقَيْنَا ... الحَدِيث بِطُولِهِ 1208 - الحَدِيث الثَّالِث عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَايعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت الشَّجَرَة عَلَى الْمَوْت وَعَلَى أَلا نفر فَمَا نكث أحد منا الْبيعَة إِلَّا جد بن قيس وَكَانَ منافقا اخْتَبَأَ تَحت إبط بعيره وَلم يسر مَعَ الْقَوْم أَخْزَاهُ الله قلت رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْإِمَارَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَنه سُئِلَ كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة قَالَ كُنَّا أَربع عشرَة مائَة فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة وَهِي سَمُرَة فَبَايَعْنَاهُ غير جد بن قيس الْأنْصَارِيّ اخْتَبَأَ تَحت بطن بعيره انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبرَاز فِي مسنديهما من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ لم نُبَايِع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمَوْت إِنَّمَا بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نفر بَايَعْنَاهُ كلنا إِلَّا الْجد بن قيس فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ تَحت بطن بعيره انْتَهَى

1209 - الحَدِيث الرَّابِع رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أَرَادَ الْمسير إِلَى مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة مُعْتَمِرًا اسْتنْفرَ من حول الْمَدِينَة من أهل الْبَوَادِي وَالْإِعْرَاب لِيخْرجُوا مَعَه حذرا من قُرَيْش أَن يعرضُوا لَهُ بِحَرب أَو يَصُدُّوهُ عَن الْبَيْت وَأحرم هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسَاق الْهَدْي ليعلم أَنه لَا يُرِيد حَربًا فتناقل كثير من الْأَعْرَاب وَقَالَ يذهب إِلَى قوم قد غَزوه فِي عقر دَاره بِالْمَدِينَةِ وَاعْتَلُّوا بِالشغلِ بِأَهَالِيِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَأَنه لَيْسَ لَهُم من يقوم بِأَشْغَالِهِمْ قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِنَقص يسير فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد قَالَ أرِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ وَقَالَ تَعَالَى سَيَقُولُ لَك الْمُخَلفُونَ من الْأَعْرَاب شَغَلَتْنَا أَمْوَالنَا وَأَهْلُونَا يَعْنِي أَعْرَاب الْمَدِينَة جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَذَلِكَ أَنهم اِسْتَتْبَعَهُمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِخُرُوجِهِ إِلَى مَكَّة فَقَالُوا أنذهب مَعَه إِلَى قوم جَاءُوهُ فَقتلُوا أَصْحَابه فَنُقَاتِلهُمْ فِي دِيَارهمْ فَاعْتَلُّوا بِالشغلِ مُخْتَصر 1210 - الحَدِيث الْخَامِس رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين ترك الْحُدَيْبِيَة بعث جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ رَسُولا إِلَى أهل مَكَّة فَهموا بِهِ فَمَنعه الْأَحَابِيش فَلَمَّا رَجَعَ دَعَا بعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ليَبْعَثهُ فَقَالَ إِنِّي أَخَافهُم عَلَى نَفسِي لما عرف من عَدَاوَتِي إيَّاهُم وَمَا بِمَكَّة عدي يَمْنعنِي وَلَكِنِّي أدلك عَلَى رجل هُوَ أعْربهَا مني وَأحب إِلَيْهِم عُثْمَان بن عَفَّان فَبَعثه فَخَبرهُمْ أَنه لم يَأْتِ بِحَرب وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم) ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة قلت وجدته مفرقا فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة ... إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا

وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة قلت وجدته مفرقا فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة ... إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا

عمر ليَبْعَثهُ إِلَى مَكَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف قُريْشًا عَلَى نَفسِي وَلَيْسَ بهَا أحد من بني عدي يَمْنعنِي وَقد عرفت قُرَيْش عَدَاوَتِي إِيَّاهَا وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا وَلَكِن أدلك عَلَى رجل هُوَ أعز مني عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ فَدَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَعثه إِلَى قُرَيْش يُخْبِرهُمْ أَنه لم يَأْتِ لِحَرْب وَأَنه جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فَخرج عُثْمَان حَتَّى أَتَى مَكَّة فَلَقِيَهُ أبان بن سعيد بن الْعَاصِ فَنزل عَن دَابَّته وَحمله بَين يَدَيْهِ وَردفهُ خَلفه وَأَجَارَهُ حَتَّى بلغ رِسَالَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْطَلق عُثْمَان حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَان وَعُظَمَاء قُرَيْش فَبَلغهُمْ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أرْسلهُ بِهِ فَقَالُوا لعُثْمَان إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فَطُفْ فَقَالَ مَا كنت لأَفْعَل حَتَّى يطوف بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْش عِنْدهَا فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْمُسْلِمين أَن عُثْمَان قتل ... مُخْتَصر من حَدِيث فتح مَكَّة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ ... فَذكره مُرْسلا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور ثمَّ أخرج عَن ابْن إِسْحَق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بلغه أَن عُثْمَان قد قتل قَالَ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم) ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَكَانَت بيعَة الرضْوَان تَحت الشَّجَرَة فَقَالَ النَّاس يَقُولُونَ بايعهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمَوْت وَجَابِر يَقُول لم يُبَايِعنَا عَلَى الْمَوْت وَلَكِن بَايعنَا عَلَى أَلا نفر ... إِلَى أَن قَالَ وَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الَّذِي ذكر من أم عُثْمَان بَاطِل مُخْتَصر وَقَوله فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة رَوَاهُ مُسلم فِي الْإِمَارَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَنه سُئِلَ كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة قَالَ كُنَّا أَربع عشرَة مائَة فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة وَهِي سَمُرَة وَقَول جَابر لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَمْرو بن مرّة عَن جَابر قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة ألفا وَأَرْبَعمِائَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) قَالَ جَابر لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَوضِع الشَّجَرَة انْتَهَى

وَحَدِيث عبد الله بن الْمُغَفَّل رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَنا مُحَمَّد بن عقيل أَنا عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي عَن ثَابت ثني عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية فِي أصل الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَان تِلْكَ الشَّجَرَة فَرَفَعته عَن ظَهره ... وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الحَدِيث التَّاسِع وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) تقدم تَقْرِيبًا وَأما عدد التَّابِعين فَفِيهِ ثَلَاث رِوَايَات كَمَا ذكر المُصَنّف فَالرِّوَايَة الأولَى أَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد قَالَ سَأَلت جَابر ابْن عبد الله عَن أَصْحَاب الشَّجَرَة فَقَالَ لَو كُنَّا مائَة لَكَفَانَا كُنَّا ألفا وَخَمْسمِائة انْتَهَى وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة أَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَمْرو بن مرّة عَن جَابر قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة ... وَقد تقدم قَرِيبا بِتَمَامِهِ وَأما الرِّوَايَة الثَّالِثَة فَأَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى قَالَ كَانَ أَصْحَاب الشَّجَرَة ألفا وثلاثمائة وَكَانَت أسلم ثمن الْمُهَاجِرين انْتَهَى ذكر هَذِه الْأَحَادِيث فِي الْمَغَازِي وَذكر الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة الرِّوَايَات الثَّلَاث وَعَزاهَا لِلصَّحِيحَيْنِ ثمَّ اسند إِلَى قَتَادَة قَالَ قلت لسَعِيد بن الْمسيب كم كَانَ الَّذين شهدُوا بيعَة الرضْوَان قَالَ خمس عشرَة مائَة قَالَ قلت فَإِن جَابر ابْن عبد الله قَالَ كَانُوا أَربع عشرَة مائَة قَالَ يرَحِمَهُ اللَّهُ لقد وهم هُوَ وَالله حَدثنِي أَنهم كَانُوا خمس عشرَة مائَة انْتَهَى وَهَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس وَعَزاهُ الْبَيْهَقِيّ للْبُخَارِيّ وَلم أَجِدهُ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا يدل عَلَى أَنه كَانَ يَقُول فِي الْقَدِيم خمس عشرَة ثمَّ يذكر الْوَهم فَقَالَ أَربع عشرَة وَرِوَايَة الْأَرْبَع

عشرَة أصح كَذَلِك رَوَاهُ الْبَراء بن عَازِب وَمَعْقِل بن يسَار وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع انْتَهَى قلت فَحَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع رَوَاهُ مُسلم قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن أَربع عشرَة مائَة فَدَعَانَا لِلْبيعَةِ فِي أقْصَى الشَّجَرَة قَالَ فَبَايَعته أول النَّاس ... الحَدِيث وَحَدِيث معقل بن يسَار رَوَاهُ مُسلم أَيْضا عَنهُ قَالَ لقد رَأَيْتنِي يَوْم الشَّجَرَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايع النَّاس وَأَنا غُصْن من أَغْصَانهَا عَن رَأسه وَنحن لم نُبَايِعهُ عَلَى الْمَوْت وَلَكِن بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نفر انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه ثمَّ قَالَ وَفِي هَذَا رد عَلَى من يَقُول إِن هَذِه الرِّوَايَة بهَا جَابر قَالَ وَالصَّحِيح ألف وَخَمْسمِائة انْتَهَى وَحَدِيث الْبَراء مَا وجدته 1211 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن عِكْرِمَة بن أبي جهل خرج فِي خَمْسمِائَة فَبعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من هَزَمه وَأدْخلهُ حيطان مَكَّة وَكَانَ ذَلِك فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى قَالَ لما خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْهَدْي وَانْتَهَى إِلَى ذِي الحليفة قَالَ لَهُ عمر يَا نَبِي الله تدخل عَلَى قوم حَرْب لَك بِغَيْر سلَاح وَلَا كرَاع قَالَ فَبعث إِلَى الْمَدِينَة فَلم يدع فِيهَا كُرَاعًا وَلَا سِلَاحا إِلَّا حمله فَلَمَّا دنا من مَكَّة منعُوهُ أَن يدْخل فَسَار حَتَّى أَتَى منى فَنزل بهَا فَأَتَاهُ عينه أَن عِكْرِمَة بن أبي جهل قد خرج عَلَيْك فِي خَمْسمِائَة فَقَالَ لخَالِد بن الْوَلِيد (يَا خَالِد هَذَا ابْن عمك

وَقد أَتَاك فِي الْخَيل) فَقَالَ خَالِد أَنا سيف الله وَسيف رَسُوله فَيَوْمئِذٍ سمي سيف الله يَا رَسُول الله ارْمِ بِي إِن شِئْت فَبَعثه عَلَى خيل فلقي عِكْرِمَة فِي الشّعب فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة ثمَّ عَاد فِي الثَّانِيَة فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة ثمَّ عَاد فِي الثَّالِثَة فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة فَأنْزل الله وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة إِلَى قَوْله عذَابا أَلِيمًا قَالَ فَكف الله تَعَالَى النَّبِي عَنْهُم من بعد أَن أظفرهم عَلَيْهِم لِبَقَايَا من الْمُسلمين كَانُوا أَبقوا فِيهَا كَرَاهِيَة أَن تَطَأهُمْ الْخَيل انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره كَذَلِك قَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَهَذَا السِّيَاق فِيهِ نظر فَإِنَّهُ لَا يجوز أَن يكون عَام الْحُدَيْبِيَة لِأَن خَالِدا لم يكن أسلم بل كَانَ حِينَئِذٍ طَلِيعَة للْمُشْرِكين كَمَا ورد فِي الصَّحِيح وَلَا يجوز أَن يكون فِي عمْرَة الْقَضَاء لأَنهم قَاضَوْهُ عَلَى أَن يَأْتِي فِي الْعَام الْقَابِل فَيَعْتَمِر وَيُقِيم بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَلما قدم لم يُمَانِعُوهُ وَلَا حَارَبُوهُ وَلَا قَاتلُوهُ وَلَا عَام الْفَتْح لِأَنَّهُ لم يسق عَام الْفَتْح هَديا وَإِنَّمَا جَاءَ مُحَاربًا مُقَاتِلًا فِي جَيش عَرَمْرَم فَهَذَا السِّيَاق فِيهِ خلل فَلْيتَأَمَّل انْتَهَى 1212 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه نحرُوا بِالْحُدَيْبِية لما أحْصرُوا وَقَالَ المُصَنّف وَبَعض الْحُدَيْبِيَة من الْحرم وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَت فِي الْحل وَمُصَلَّاهُ فِي الْحرم قلت رُوِيَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الشَّهَادَات من حَدِيث ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج مُعْتَمِرًا فحال كفار قُرَيْش بَينه وَبَين الْبَيْت فَنحر هَدْيه وَحلق رَأسه بِالْحُدَيْبِية وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَن يعْتَمر الْعَام الْقَابِل وَلَا يحمل بهَا سِلَاحا وَلَا يُقيم بهَا إِلَّا مَا أَحبُّوا فَاعْتَمَرَ من الْعَام الْمقبل فَدَخلَهَا كَمَا كَانَ صَالحهمْ فَلَمَّا أَقَامَ بهَا ثَلَاثًا أَمرُوهُ أَن يخرج فَخرج انْتَهَى

وَعند البُخَارِيّ عَن الْمسور ومروان فِي الْحَج أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه (قومُوا فَانْحَرُوا ثمَّ احْلقُوا) قَالَ البُخَارِيّ عَقِيبه وَالْحُدَيْبِيَة خَارج الْحرم انْتَهَى وَقَوله وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فِي حَدِيث الْفَتْح ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت ... فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي فِي الْحرم وَهُوَ مُضْطَرب فِي الْحل وَقد تقدم مِنْهُ قِطْعَة فِي الحَدِيث الْخَامِس 1213 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله تَعَالَى بوج) قلت تقدم فِي آخر بَرَاءَة 1214 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما نزل بِالْحُدَيْبِية بعثت قُرَيْش سُهَيْل ابْن عَمْرو الْقرشِي وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص بن الْأَحْنَف عَلَى أَن يعرضُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يرجع من عَامه ذَلِك عَلَى أَن تخلي لَهُ قُرَيْش مَكَّة من الْعَام الْقَابِل ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك وَكَتَبُوا مِنْهُم كتابا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فَقَالَ سُهَيْل وَأَصْحَابه مَا نَعْرِف هَذَا وَلَكِن اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ثمَّ قَالَ اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل مَكَّة فَقَالُوا لَو كُنَّا نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا صَدَدْنَاك عَن الْبَيْت وَلَا قَاتَلْنَاك

وَلَكِن اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله أهل مَكَّة فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اكْتُبْ مَا يُرِيدُونَ فَإِنِّي أشهد أَنِّي رَسُول الله وَأَنا مُحَمَّد بن عبد الله) قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر فَذكر حَدِيث إرْسَال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عُثْمَان بن عَفَّان إِلَى أهل مَكَّة كَمَا تقدم فِي الحَدِيث الْخَامِس وَقَالَ فِيهِ فَرجع عُرْوَة إِلَى قُرَيْش فَقَالَ إِنَّمَا جَاءَ الرجل وَأَصْحَابه عمارا فَخلوا بَينه وَبَين الْبَيْت فليطوفوا فَشَتَمُوهُ ثمَّ بعثت قُرَيْش سُهَيْل بن عمروا وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص لِيُصْلِحُوا عَلَيْهِم فَكَلَّمُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدعوهُ إِلَى الصُّلْح وَالْمُوَادَعَة ... الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ أخرج عَن ابْن إِسْحَاق ثني الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور ومروان قَالَا فدعَتْ قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو وَقَالُوا اذْهَبْ إِلَى هَذَا الرجل وَصَالَحَهُ أَن يرجع عَنَّا عَامه هَذَا لَا تَتَحَدَّث الْعَرَب أَنه دخل علينا عنْوَة فَخرج سُهَيْل من عِنْدهم حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَقع الصُّلْح عَلَى أَن يوضع الْحَرْب بَينهم عشر سِنِين وَأَن يَأْمَن النَّاس بَعضهم من بعض وَأَن يرجع عَنْهُم عَامهمْ ذَلِك حَتَّى إِذا الْعَام الْمقبل خلوا بَينه وَبَين مَكَّة فَأَقَامَ بهَا ثَلَاثًا ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي عَن ثَابت ثني عبد الله بن الْمُغَفَّل قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية فِي أصل الشَّجَرَة الَّتِي قَالَ الله إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة وَكَأَنِّي بِغُصْن من أَغْصَان تِلْكَ الشَّجَرَة عَلَى ظهر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَفَعته عَن ظَهره وَعلي بن أبي طَالب وَسُهيْل ابْن عَمْرو بَين يَدَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فَأخذ سُهَيْل يَده فَقَالَ مَا نَعْرِف الرَّحْمَن الرَّحِيم اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقَالَ (اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله أهل مَكَّة) فَأمْسك يَده لقد ظَلَمْنَاك إِن كنت رَسُولا اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقَالَ (اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب وَأَنا رَسُول الله) قَالَ فَكتب ... الحَدِيث بِطُولِهِ

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعض هَذِه الْأَلْفَاظ وَلَكِن مَا ذَكرْنَاهُ أقرب إِلَى لفظ الْكتاب 1215 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى فِي مَنَامه قبل خُرُوجه إِلَى الْحُدَيْبِيَة كَأَنَّهُ وَأَصْحَابه قد دخلُوا مَكَّة آمِنين وَقد حَلقُوا وَقصرُوا فَقص الرُّؤْيَا عَلَى أَصْحَابه فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَحَسبُوا أَنهم دَاخِلُوهَا فِي عَامهمْ وَقَالُوا إِن رُؤْيا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حق فَلَمَّا تَأَخّر ذَلِك قَالَ عبد الله ابْن أبي وَعبد الله بن نفَيْل وَرِفَاعَة بن الْحَارِث وَالله مَا حلقنا وَلَا قَصرنَا وَلَا رَأينَا الْمَسْجِد فَنزلت لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْحق الْآيَة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ أرَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة هُوَ وَأَصْحَابه آمِنين مُحَلِّقِينَ رُءُوسهم وَمُقَصِّرِينَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه حِين نحر بِالْحُدَيْبِية أَيْن رُؤْيَاك يَا رَسُول الله فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ إِلَى قَوْله فَجعل من دون ذَلِك فتحا قَرِيبا فَكَانَ تَصْدِيق رُؤْيَاهُ فِي السّنة الْمُقبلَة فتح خَيْبَر ثمَّ اعْتَمر بعد ذَلِك وَهَذَا مُرْسل وَرَوَى الطَّبَرِيّ ثني يُونُس أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد ابْن أسلم فِي قَوْله لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْآيَة قَالَ قَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي قد رَأَيْت أَنكُمْ سَتَدْخُلُونَ الْمَسْجِد الْحَرَام مُحَلِّقِينَ رءوسكم وَمُقَصِّرِينَ) فَلَمَّا نزل بِالْحُدَيْبِية وَلم يدْخل ذَلِك الْعَام طعن المُنَافِقُونَ فِي ذَلِك فَقَالُوا أَيْن رُؤْيَاهُ

فَأنْزل الله لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ الْآيَة انْتَهَى 1216 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَا تعلبوا صوركُمْ) 1217 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر فِي وَجهه السُّجُود فَقَالَ إِن صُورَة وَجهك أَنْفك فَلَا تعلب وَجهك وَلَا تَشِنْ صُورَتك قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن أبي الشعْثَاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا يتَنَحَّى إِذا سجد قَالَ لَا تعلب صُورَتك يَقُول لَا توثرها قلت مَا تعلب صُورَتك قَالَ لَا تغير لَا تَشِنْ انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن عَطاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر السُّجُود فِي وَجهه فَقَالَ لَا تعلب صُورَتك انْتَهَى ثمَّ قَالَ علبت الشَّيْء أعلبه عُلَبًا وعلوبا إِذا أثرت فِيهِ انْتَهَى 1218 - الحَدِيث الثَّالِث عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ) قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أنس فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي زيد ثَابت ابْن مُوسَى عَن شريك عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ) انْتَهَى وَقد طعن ابْن عدي والعقيلي وَابْن حبَان فِي ثَابت بِسَبَب رِوَايَته لهَذَا الحَدِيث وَذَلِكَ عَلَى مَا نقل ابْن طَاهِر عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم قَالَ دخل ثَابت بن مُوسَى الزَّاهِد عَلَى شريك القَاضِي وَكَانَ شريك رجلا مزاحا وثابت رجلا صَالحا وَالْمُسْتَمْلِي بَين يَدي شريك وَشريك يَقُول لَهُ ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يذكر الْمَتْن فَلَمَّا نظر إِلَى ثَابت قَالَ يباسطه (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ) فَظن ثَابت لِغَفْلَتِه أَنه رَوَى هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد وَكَانَ ثَابت يحدث بِهِ عَن شريك بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعَن قوم من الْمَجْرُوحين سَرقُوهُ من ثَابت وَرَوَوْهُ عَن شريك انْتَهَى كَلَامه وَكَذَلِكَ قَالَه ابْن عدي فِي الْكَامِل كَمَا قَالَه مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم سَوَاء وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بِهَذَا الْإِسْنَاد وَنقل كَلَام ابْن عدي قَالَ ابْن طَاهِر كل من رَوَاهُ عَن شريك غير ثِقَة وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي كِتَابه مُسْند الشهَاب وَقد وَقع لنا هَذَا الحَدِيث من طَرِيق عَن ثِقَات غير ثَابت وَغير شريك وَذَلِكَ كَمَا أخبرنَا فساق بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله بن شبْرمَة الشريكي ثَنَا شريك وَعَن سعيد ابْن حَفْص ثَنَا شريك وَعَن مُوسَى بن عَلّي ثَنَا شريك وَعَن كثير بن عبد الله ابْن كثير ثَنَا شريك بِهِ ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَأحمد بن عَلّي الْبحار وَمُحَمّد بن عَلّي بن الرّبيع قَالُوا ثَنَا عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَابْن جريج عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث الْحُسَيْن بن حَفْص عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حَدِيث عَلّي بن الْحُسَيْن الحلمي ثَنَا جرير بن عبد الحميد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حَدِيث أبي الْعَتَاهِيَة الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الشَّاعِر ثَنَا الْأَعْمَش

عَن أبي سُفْيَان بِهِ فَهَذِهِ ثَمَانِيَة طرق وَلم يصحح ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب شَيْئا من هَذِه الطّرق وَإِنَّمَا قَالَ وَقد رَوَاهُ قوم من الضُّعَفَاء عَن ثِقَات عَن الْأَعْمَش ثمَّ ذكرهَا قَالَ وَظن صَاحب الشهَاب أَن الحَدِيث صَحِيح لِكَثْرَة رُوَاته وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ لم يكن من أهل الشَّام انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث عبد الحميد بن بَحر الْكُوفِي عَن شريك بِهِ ثمَّ قَالَ وَعبد الحميد هَذَا كَانَ يسرق الْأَخْبَار لَا يحل الِاحْتِجَاج بحَديثه وَهُوَ سَرقه من ثَابت وثابت أَخطَأ فِيهِ وَحَدِيث أنس رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث حَكَّامَة بنت عُثْمَان بن دِينَار قَالَت حَدثنِي أبي عَن أَخِيه مَالك بن دِينَار عَن أنس مَرْفُوعا بِلَفْظِهِ سَوَاء ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا السَّنَد فِيهِ عُثْمَان بن دِينَار رَوَت عَنهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا انْتَهَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي هَذَا حَدِيث مَوْضُوع 1219 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْفَتْح فَكَأَنَّمَا كَانَ مِمَّن شهد مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتح مَكَّة) هُوَ هَكَذَا فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الحجرات

سورة الحجرات

سُورَة الحجرات ذكر فِيهَا سَبْعَة وَعشْرين حَدِيثا 1220 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة إِلَى تهَامَة سَبْعَة وَعشْرين رجلا عَلَيْهِم الْمُنْذر بن عَمْرو السَّاعِدِيّ فَقَتلهُمْ بَنو عَامر وَعَلَيْهِم عَامر بن الطُّفَيْل إِلَّا ثَلَاثَة نفر نَجوا فَلَقوا رجلَيْنِ من بني سليم بِقرب الْمَدِينَة فاعتزيا لَهُم إِلَى بني عَامر لأَنهم أعز من بني سليم فَقَتَلُوهُمَا وَسَلَبُوهُمَا ثمَّ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (بئْسَمَا صَنَعْتُم) كَانَا من سليم وَالسَّلب مَا كسوتهمَا فَوَدَاهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس عشر أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى مقَاتل بن حَيَّان فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة وَاسْتعْمل عَلَيْهِم الْمُنْذر ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ فَذكر قصَّة أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة وَرُجُوع ثَلَاثَة نفر مِنْهُم إِلَى الْمَدِينَة وَأَنَّهُمْ لقوا رجلَيْنِ من بني سليم جاءين من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا من أَنْتُمَا فاعتزيا إِلَى بني عَامر فَقَتَلُوهُمَا وَأتوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأخبروه الْخَبَر فكره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَتلهمَا فَنزلت الْآيَة انْتَهَى وَرُوِيَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن مُوسَى بن عقبَة وَمُحَمّد بن إِسْحَاق قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَرِيَّة قبل نجد وَفِي لفظ قبل أَرض بني سليم وَهِي يَوْمئِذٍ بِئْر مَعُونَة وَكَانَ أَمِيرهمْ الْمُنْذر بن عَمْرو أَخا بني سَاعِدَة وَرَئِيس الْمُشْركين يَوْمئِذٍ

عَامر بن الطُّفَيْل حَتَّى إِذا كَانَ الْمُسلمُونَ بِبَعْض الطَّرِيق بعثوا حرَام بن ملْحَان إِلَى الْمُشْركين ليقْرَأ عَلَيْهِم كتاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا أَتَاهُ لم ينظر فِي كِتَابه وَغدا عَلَيْهِ عَامر فَقتله وَاتبع الْمُشْركُونَ أَثَره حَتَّى وجدوا الْقَوْم مُقْبِلين هم وَالْمُنْذر وَقَاتل الْقَوْم حَتَّى قتل الْمُسلمُونَ عَن آخِرهم وَارْتثَّ فِي الْقَتْلَى كَعْب بن زيد حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق وَكَانَ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فِي سرح الْقَوْم فَأَخذه عَامر بن الطُّفَيْل فَأعْتقهُ وَكَانَ ثَلَاثَة نفر من سَرِيَّة الْمُنْذر بن عَمْرو تخلفوا عَلَى ضَالَّة يَبْغُونَهَا فَانْطَلق أحدهم نَحْو الْمُشْركين فَقتل وَأما الْآخرَانِ فَأَقْبَلَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق لقيا رجلَيْنِ من بني كلاب كَافِرين قد كَانَا وصلا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَهْد فَنزلَا منزلا فَنَامَا فَقَتَلَاهُمَا وَلم يعلمَا أَن لَهما عهدا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قدم عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لآدينهما) مُخْتَصر من حديثين أَحدهمَا عَن مُوسَى بن عقبَة وَالْآخر عَن ابْن إِسْحَاق 1221 - الحَدِيث الثَّانِي عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ فَقَالَت لِلْجَارِيَةِ اسْقِهِ عسلا فَقلت إِنِّي صَائِم فَقَالَت قد نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَوْم هَذَا الْيَوْم وَفِيه نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قلت غَرِيب وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن حَمَّاد ثَنَا عَبَّاس بن يزِيد ثَنَا بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن مَالك بن حمرَة عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ أَنه يَوْم عَرَفَة ... الحَدِيث انْتَهَى ذكره فِي بَاب حَمْزَة وَحُمرَة وَقَالَ مَالك بن حمرَة هَذَا بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَبُو عَطِيَّة الْهَمدَانِي رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق وَمُحَمّد

ابْن سِيرِين انْتَهَى وَلم يذكرهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد 1222 - الحَدِيث الثَّالِث عَن الْحسن أَن نَاسا ذَبَحُوا يَوْم الْأَضْحَى قبل الصَّلَاة فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر وَعنهُ لما اسْتَقر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ أَتَتْهُ الْوُفُود من الْآفَاق وَأَكْثرُوا عَلَيْهِ الْمسَائِل فنهوا أَن يبتدئوه بِالْمَسْأَلَة حَتَّى يكون هُوَ الْمُبْتَدِي قلت الأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ هم قوم ذَبَحُوا قبل أَن يُصَلِّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا الذّبْح وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ ذكر لنا أَن نَاسا كَانُوا يَقُولُونَ لَو أنزل كَذَا لَو صنع كَذَا لَو قيل كَذَا قَالَ وَقَالَ الْحسن هم أنَاس من الْمُسلمين ذَبَحُوا قبل صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَمرهمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر انْتَهَى وَالثَّانِي غَرِيب 1223 - الحَدِيث الرّبع عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي وَلَا تَجْهَرُوا

لَهُ بالْقَوْل) قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله وَالله لَا أُكَلِّمك إِلَّا السرَار أَو أَخا السرَار حَتَّى ألْقَى الله وَعَن عمر أَنه كَانَ يكلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَأَخِي السرَار وَلَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ وَكَانَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِذا قدم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفد أرسل إِلَيْهِم من يعلمهُمْ كَيفَ يسلمُونَ وَيَأْمُرهُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت الأول غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة ... إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ كَأَخِي السرَار وَلم يصل سَنَده بِهِ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت إِن الَّذين يَغُضُّونَ أَصْوَاتهم عِنْد رَسُول الله قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب يَا رَسُول الله لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك

ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث طَارق بن شهَاب عَن أبي بكر قَالَ لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قلت يَا رَسُول الله آلَيْت أَن لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث حُصَيْن بن عمر عَن مُخَارق عَن طَارق بِهِ قَالَ وحصين حدث بِأَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط وَحَدِيث عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ قَالَ ابْن الزُّبَيْر لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي كَانَ عمر بعد ذَلِك إِذا حدث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدثهُ كَأَخِي السرَار لم يسمعهُ حَتَّى فِي الْكتاب يَسْتَفْهِمهُ مُخْتَصر وَحَدِيث أبي بكر غَرِيب 1224 - الحَدِيث الْخَامِس أَنه قَالَ للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لما انهزم النَّاس يَوْم أحد (اُصْرُخْ بِالنَّاسِ) وَكَانَ الْعَبَّاس أَجْهَر النَّاس صَوتا وَرُوِيَ أَن غَارة أَتَتْهُم يَوْمًا فصاح الْعَبَّاس يَا صَبَاحَاه فَأسْقطت الْحَوَامِل لشدَّة صَوته وَزَعَمت الروَاة أَنه كَانَ يزْجر السبَاع عَن الْغنم فَيفْتق مرَارَة

السَّبع فِي جَوْفه 1225 - الحَدِيث السَّادِس عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ فِي أُذُنه وقر وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَكَانَ إِذا تكلم رفع صَوته وَكَانَ يكلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَتَأَذَّى بِصَوْتِهِ 1226 - الحَدِيث السَّابِع وَعَن أنس قَالَ لما نزلت فقد ثَابت فَفَقدهُ رَسُول الله فَأخْبر بِشَأْنِهِ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله لقد أنزلت هَذِه الْآيَة وَأَنا رجل جهير الصَّوْت فَأَخَاف أَن يكون حَبط عَمَلي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لست هُنَاكَ إِنَّك تعيش بِخَير وَتَمُوت بِخَير وَإنَّك من أهل الْجنَّة) قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي فَضَائِل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افْتقدَ ثَابت بن قيس فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسا فِي بَيته مُنَكسًا رَأسه فَقَالَ لَهُ مَا شَأْنك فَقَالَ شَرّ كَانَ يرفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقد حَبط عمله وَهُوَ من أهل النَّار فَأَتَى الرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ أَنه قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ مُوسَى

فَرجع إِلَيْهِ الْمرة الْآخِرَة بِبِشَارَة عَظِيمَة فَقَالَ (اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ لست من أهل النَّار وَلَكِنَّك من أهل الْجنَّة) انْتَهَى وَزَاد فِيهِ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قَالَ أنس كُنَّا نرَاهُ يمشي بَين أظهرنَا وَنحن نعلم أَنه من أهل الْجنَّة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْيَمَامَة جَاءَ ثَابت بن قيس وَقد تحَنط وَلبس أَكْفَانه وَقَالَ بئْسَمَا تعودُونَ أَقْرَانكُم ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل انْتَهَى 1227 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع لما يقتل حَبطًا أَو يلم) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ (لَا وَالله مَا أخْشَى عَلَيْكُم أَيهَا النَّاس إِلَّا مَا يخرج الله لكم من زهرَة الدُّنْيَا) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَصمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ (كَيفَ قلت) قَالَ قلت أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ قَالَ (إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير أَو خير هُوَ أَن كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر أكلت حَتَّى امْتَلَأت خَاصرتهَا اسْتقْبلت الشَّمْس ثَلَطَتْ أَو بَالَتْ ثمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَت فَأكلت فَمن يَأْخُذ مَالا بِحقِّهِ يُبَارك لَهُ فِيهِ وَمن يَأْخُذ مَالا بِغَيْر حَقه فَمثله كَمثل الَّذِي يَأْكُل وَلَا يشْبع) 1228 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن وَفد تَمِيم أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقت الظّهْر وَهُوَ رَاقِد فَجعلُوا يُنَادُونَهُ يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَاسْتَيْقَظَ فَخرج وَنزلت وَلَو أَنهم صَبَرُوا حَتَّى تخرج إِلَيْهِم الْآيَة وَسُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم لَوْلَا أَنهم أَشد قتالا لِلْأَعْوَرِ الدَّجَّال لَدَعَوْت الله عَلَيْهِم أَن يُهْلِكهُمْ)

قلت الأول رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والثعلبي فِي تَفْسِيره من حَدِيث يعْلى بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن عمر بن الحكم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَت بَنو تَمِيم فَدَخَلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وَرَاء الحجرات أَن اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد فَأَذَى ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صِيَاحهمْ فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا ... الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ وَنزل الْقُرْآن فيهم (إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات) الْآيَة وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي آخر غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ قدمت وُفُود الْعَرَب عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى أَن قَالَ وَلما قدم وَفد بني تَمِيم دخلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وَرَاء الحجرات يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَأَذَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صِيَاحهمْ وَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا فَأذن لَهُم فَقَامَ عُطَارِد بن حَاجِب فَخَطب وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَابت بن قيس أَن يجِيبه قَالَ فَأَجَابَهُ ثَابت بِخطْبَة أفْصح مِنْهَا ثمَّ قَامَ شَاعِرهمْ الزبْرِقَان بن بدر فَذكر شعرًا فِي الْمُفَاخَرَة فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حسان بن ثَابت أَن يجِيبه فَأَجَابَهُ ثمَّ عَاد فَذكر شعرًا فَأَجَابَهُ حَتَّى تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا ... بِطُولِهِ وَفِي آخِره وَنزل فيهم الْقُرْآن إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة مُخْتَصر وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم وَفد بني تَمِيم وهم سَبْعُونَ رجلا أَو ثَمَانُون رجلا مِنْهُم الزبْرِقَان بن بدر وَعُطَارِد بن حَاجِب وَقيس ابْن عَاصِم وَقيس بن الْحَارِث وَعَمْرو بن الْأَهْتَم الْمَدِينَة فَانْطَلق مَعَهم عُيَيْنَة ابْن حصن الْفَزارِيّ حَتَّى أَتَوا منزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَادَوْهُ من وَرَاء الحجرات

بِصَوْت جَاف يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد إِن مَدْحنَا زين وَإِن شَتمنَا شين نَحن أكْرم الْعَرَب فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَذبْتُمْ بل مِدْحَة الله الزين وَشَتمه الشين وَأكْرم مِنْكُم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم) فَقَالُوا إِنَّا أَتَيْنَاك لِنُفَاخِرَك ... فَذكره بِطُولِهِ وَفِي آخِره فَقَالَ التَّمِيمِيُّونَ فَقَالُوا وَالله إِن خَطِيبه لأخطب من خَطِيبنَا وشاعره أشعر من شَاعِرنَا قَالَ وَفِيهِمْ أنزل الله إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن الزُّهْرِيّ ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة ثَابت بن قيس وَقَالَ فِيهِ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد أذن بِلَال لِلظهْرِ ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي بالسند الْمَذْكُور وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله ابْن يُوسُف ثَنَا أَحْمد بن عِيسَى بن السكين الْبَلَدِي ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم الْحَرَّانِي ثَنَا يعْلى بن الْأَشْدَق ثَنَا سعيد بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن قَول الله تَعَالَى إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات أَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ من هم قَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم) إِلَى آخِره وَلمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زرْعَة قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا أَزَال أحب بني تَمِيم من ثَلَاث سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سمعته يَقُول (هم أَشد أمتين عَلَى الدَّجَّال) 1229 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة أَخا عُثْمَان لأمه وَهُوَ الَّذِي ولاه عُثْمَان الْكُوفَة بعد سعد بن أبي وَقاص فَصَلى بِالنَّاسِ

صَلَاة الْفجْر أَرْبعا وَهُوَ سَكرَان فَقَالَ هَل أَزِيدكُم فَعَزله عُثْمَان عَنْهُم وَبَعثه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصدقا إِلَى بني الْمُصْطَفَى وَكَانَت بَينهم وَبَينه إحْنَة فَلَمَّا شَارف دِيَارهمْ ركبُوا مُسْتَقْبلين لَهُ فحسبهم مُقَاتِلِيهِ فَرجع وَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد ارْتَدُّوا وَمنعُوا الزَّكَاة فَوَرَدُوا وَقَالُوا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله فَاتَّهمهُمْ فَقَالَ (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا هُوَ عِنْدِي كنفسي يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ) ثمَّ ضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَقيل بعث إِلَيْهِم خَالِد بن الْوَلِيد فَوَجَدَهُمْ منادين بِالصَّلَاةِ مُتَهَجِّدِينَ فَسَلمُوا إِلَيْهِ الصَّدقَات فَرجع قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن ثَابت مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني المصطلق بعد الْوَقْعَة يَأْخُذ صدقَات أَمْوَالهم فَلَمَّا سمعُوا خرج إِلَيْهِ ركب مِنْهُم يَسْتَقْبِلُونَهُ فَظن أَنهم سَارُوا إِلَيْهِ لِيُقَاتِلُوا فَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بني المصطلق مَنَعُونِي صَدَقَاتهمْ وَلما سمعُوا بمرجعه أَقبلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وصلوا وَرَاءه فِي الصُّفُوف فَلَمَّا فرغوا قَالُوا إِنَّا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله يَا رَسُول الله ذكر لنا أَنَّك أرْسلت لنا رجلا يصدق أَمْوَالنَا فَسُرِرْنَا بذلك وقرت أَعيننَا ثمَّ سمعنَا أَنه رَجَعَ فَخَشِينَا أَن يكون ذكره غَضبا من الله أَو من رَسُوله قَالَت فَمَا زَالُوا يعذرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى نزلت فيهم الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا انْتَهَى للطبراني

وَزَاد ابْن رَاهَوَيْه قَالَ فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن لصَلَاة الْعَصْر فَصَلى الْمَكْتُوبَة ثمَّ دخل بَيْتِي فَصلي بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ لم يصلهمَا قبل وَلَا بعد قَالَ فَبعثت إِلَيْهَا عَائِشَة مَا هَذِه الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيْتك فَقَالَت هَذِه سَجْدَتَانِ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر فَشَغلهُ بَنو المصطلق فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن سَابق ثَنَا عِيسَى ابْن دِينَار ثني أبي أَنه سمع الْحَارِث بن ضرار الْخُزَاعِيّ يَقُول قدمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني إِلَى الْإِسْلَام فَدخلت فِيهِ وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاة فَقلت يَا رَسُول الله أرجع إِلَى قومِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأَدَاء الزَّكَاة وَترسل إِلَيّ رَسُولا لأَبَان كَذَا ليأتك مَا جمعت من الزَّكَاة فَلَمَّا بلغ الأبان الَّذِي بَينه وَبَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَأْته الرَّسُول ظن أَنه حدث فِيهِ سخط من الله أَو من رَسُوله فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قومه وَأخْبرهمْ بذلك وَقَالَ لَهُم انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق وَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوَلِيد بن عقبَة ليقْبض مَا عِنْده فَلَمَّا رَآهُمْ فرق وَرجع فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الْحَارِث قَالَ إِلَى من بَعثهمْ قَالُوا إِلَيْك فَلَمَّا دخل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَنْت منعت الزَّكَاة وَأَرَدْت قتل رَسُولي قَالَ لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَأَيْته وَلَا رَآنِي وَلَكِن لما احْتبسَ رَسُولك خشيت أَن يكون سخطَة من الله وَرَسُوله فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا الْآيَة انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وقصة الْوَلِيد بن عقبَة فِي الصَّلَاة رَوَاهَا مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْحُدُود عَن حُصَيْن بن الْمُنْذر قَالَ شهِدت عُثْمَان بن عَفَّان أُتِي الْوَلِيد بن عقبَة وَقد صَلَّى

الْغَدَاة بِالْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ أَزِيدكُم فَشهد عَلَيْهِ رجلَانِ قَالَ أَحدهمَا رَأَيْته يشْربهَا وَقَالَ الآخر رَأَيْته يتقياها فَقَالَ عُثْمَان إِنَّه لم يتقياها حَتَّى شربهَا فَقَالَ لعَلي أقِم عَلَيْهِ الْحَد وَقَالَ لِابْنِ أَخِيه عبد الله بن جَعْفَر أقِم عَلَيْهِ الْحَد فَأخذ السَّوْط فجلده وَعلي يعد حَتَّى إِذا بلغ أَرْبَعِينَ جلدَة قَالَ لَهُ أمسك جلد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعِينَ وَجلد أَبُو بكر أَرْبَعِينَ وَجلد عُثْمَان ثَمَانِينَ وكل سنة انْتَهَى هَكَذَا فِي مُسلم وَقد صلي الْغَدَاة رَكْعَتَيْنِ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَقَالُوا فِيهِ وَقد صَلَّى الْغَدَاة أَرْبعا فَلْينْظر وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالْحَدِيثَانِ الْمَذْكُورَان عَن الطَّبَرَانِيّ سَنَده وَمَتنه فيهمَا وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن عبد القدوس عَن الْأَعْمَش عَن مُوسَى ابْن الْمسيب عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني وَلِيعَةَ وَكَانَت بَينهم شَحْنَاء فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا اسْتَقْبلُوهُ خشِي وَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لَهُ إِن بني وَلِيعَةَ مَنَعُونِي الصَّدَقَة وَأَرَادُوا قَتْلِي فَلَمَّا بَلغهُمْ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَذبُوهُ وَقَالُوا إِن بَيْننَا وَبَينه شَحْنَاء فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ هُوَ هَذَا) وَضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي وَفِيهِمْ نزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ ... الْآيَة 1230 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مجْلِس بعض الْأَنْصَار وَهُوَ عَلَى حمَار فَبَال الْحمار فَأمْسك عبد الله بن أبي بِأَنْفِهِ وَقَالَ خل سَبِيل حِمَارك فقد آذَانا نَتنه فَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة وَالله إِن بَوْل حِمَاره لَأَطْيَب من مسكك

وَرُوِيَ أَن حِمَاره لأَفْضَل مِنْك وَبَوْل حِمَاره أطيب من مسكك وَمَضَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ وَطَالَ الْخَوْض بَينهمَا حَتَّى اسْتَبَّا وتجالدا وَجَاء الْأَوْس والخزرج فتجالدوا بِالْعِصِيِّ وَقيل بِالْأَيْدِي وَالنعال وَالسَّعَف فَرجع إِلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأصْلح بَينهمَا وَنزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة قلت غَرِيب من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أنس بتغيير يسير من حَدِيث مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن أنس قَالَ قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو أتيت عبد الله بن أبي فَانْطَلق إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَركب حمارا وَانْطَلق الْمُسلمُونَ يَمْشُونَ مَعَه وَهِي أَرض سبخَة فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَال الْحمار فَقَالَ عبد الله بن أبي إِلَيْك عني فوَاللَّه لقد آذَانِي نَتن حِمَارك فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار مِنْهُم وَالله لحِمَار رَسُول الله أطيب ريحًا مِنْك فَاسْتَبَّا فَغَضب لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه وَكَانَ بَينهمَا ضرب بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنعال فَبَلغنَا أَنَّهَا نزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة انْتَهَى رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الشَّهَادَات وَمُسلم فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد وَلم يروه ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وسنديهما وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط 1231 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي كَيفَ حكم الله فِيمَن بغى من هَذِه الْأمة) قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (لَا يُجهز عَلَى جَرِيحهَا لَا يقتل أَسِيرهَا لَا يطْلب هَارِبهَا وَلَا يقسم فَيْئهَا)

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب قتال أهل الْبَغي من حَدِيث كوثر ابْن حَكِيم عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي) إِلَى آخِره سَوَاء وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ كوثر بن حَكِيم مَتْرُوك انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده والثعلبي فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا ابْن عمر وَلَا طَرِيق لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف كوثر بن حَكِيم عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَقَالُوا إِنَّه مُنكر الحَدِيث وَلَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ قَالَ فِي التَّنْقِيح هَذَا حَدِيث غير ثَابت تفرد بِهِ كوثر بن حَكِيم وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ قَالَ الإِمَام أَحْمد وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء 1232 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يعِيبهُ وَلَا يَتَطَاوَل عَلَيْهِ فِي الْبُنيان فَيسْتر عَلَيْهِ الرّيح إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ قدره) ثمَّ قَالَ (احْفَظُوا وَلَا يحفظه مِنْكُم إِلَّا قَلِيل) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عمر بن الْخطاب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق المسوحي ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن رَافع ثَنَا سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم) إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ (وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ إِلَّا أَن يغْرف لَهُ مِنْهَا وَلَا يَشْتَرِي لِبَنِيهِ الْفَاكِهَة فَيخْرجُونَ مِنْهَا إِلَى صبيان جَاره ثمَّ لَا يُطْعِمُونَهُمْ

مِنْهَا) ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (احْفَظُوا) إِلَى آخِره وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ) 1233 - الحَدِيث الرَّابِع عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (النِّسَاء لحم عَلَى وَضم) قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك مَوْقُوفا عَلَى عمر بن الْخطاب من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن عَلْقَمَة عَن يَحْيَى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه عَن عمر بن الْخطاب قَالَ إِنَّمَا النِّسَاء لحم عَلَى وَضم إِلَّا مَا ذب عَنهُ فَخُذُوا عَلَى أَيدي نِسَائِكُم حَتَّى يبصر الشَّاب مَوضِع قَدَمَيْهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث بالسند والمتن وَقَالَ الْوَضم مَا يوضع عَلَيْهِ اللَّحْم من خَشَبَة أَو بَارِية أَو غير ذَلِك كَأَنَّهُ يَقُول النِّسَاء فِي الضعْف كَاللَّحْمِ الْمَوْضُوع عَلَى الْوَضم الَّذِي لَا يمْتَنع من أحد إِلَّا أَن يذب عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بكر الْفرْيَابِيّ فِي سنَنه 1234 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أَحول كَلْبا وَعَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل لَو رَأَيْت رجلا يرضع عَنْزًا فَضَحكت

مِنْهُ لَخَشِيت أَن أصنع مثل الَّذِي صنع قلت رَوَاهُمَا ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أكون كَلْبا انْتَهَى وَالثَّانِي أخرجه عَن أبي مُوسَى فَقَالَ ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث عَن عبد الله بن بكر عَن أَبِيه قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَو رَأَيْت رجلا يرضع شَاة فِي الطَّرِيق فسخرت مِنْهُ خفت أَلا أَمُوت حَتَّى أَرْضعهَا انْتَهَى 1235 - الحَدِيث الْخَامِس عشر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اذْكروا الْفَاجِر بِمَا فِيهِ) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّامِن وَالسِّتِّينَ بعد الْمِائَة كلهم من حَدِيث الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر اُذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كي يحذرهُ النَّاس) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا يعد فِي أَفْرَاد الْجَارُود وَقد رُوِيَ عَن غَيره وَلَيْسَ بِشَيْء ثمَّ رُوِيَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْعَلَاء بن بشر ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة) انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا إِن صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فَاجِرًا مُعْلنا بِفُجُورِهِ أَو هُوَ مِمَّن يشْهد فِي أُمُور النَّاس وَيتَعَلَّق بِهِ شَيْء من الديانَات فَيحْتَاج إِلَى بَيَان حَاله لِئَلَّا يعْتَمد عَلَيْهِ انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن الْجَارُود بن يزِيد بِهِ وَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل

وَلَا يُتَابع الْجَارُود عَلَيْهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ الْجَارُود بن يزِيد أَبُو عَلّي النَّيْسَابُورِي يروي عَن الثِّقَات مَا لَا أصل لَهُ كَذَلِك وَأسْندَ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر وَأطَال ابْن عدي فِي تَضْعِيفه وَأخرجه أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن نجيح السجْزِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر) إِلَى آخِره قَالَ وَسليمَان هَذَا مِمَّن يضع الحَدِيث وَهَذَا عَن الثَّوْريّ بَاطِل وَإِنَّمَا يرويهِ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بِهِ وَأخرجه أَيْضا عَن عَمْرو بن الْأَزْهَر الْعَتكِي الوَاسِطِيّ عَن بهز ابْن حَكِيم وَضعف عَمْرو بن الْأَزْهَر عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ وكل من رَوَى هَذَا الحَدِيث فَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الحَدِيث من وضع الْجَارُود سَرقه من الْجَارُود جمَاعَة مِنْهُم عَمْرو بن الْأَزْهَر حدث بِهِ عَن بهز وَعَمْرو كَذَّاب وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن عِيسَى وَكَانَ دجالًا فَرَوَاهُ عَن الثَّوْريّ عَن بهز وَمِنْهُم الْعَلَاء ابْن بشر رَوَاهُ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز وَابْن عُيَيْنَة لم يسمع من بهز وَغير لَفظه فَقَالَ لَيْسَ لفَاسِق غيبَة انْتَهَى وَقَالَ ابْن طَاهِر حَدِيث أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر رَوَاهُ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد وَكَأن الْجَارُود أَدخل حَدِيثا فِي حَدِيث فَإِنَّهُ رَوَى عَن بهز أَحَادِيث مُسْتَقِيمَة وَقد رَوَى عَن معمر بن رَاشد عَن بهز وَلَيْسَ بِثَابِت قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق قَالَ ابْن معِين عبد الْوَهَّاب معضل وَرَوَى عَن عمر بن الْخطاب وَطَرِيقه غير مَعْرُوف رَوَاهُ يُوسُف ابْن أبان ثَنَا الْأَبْرَد بن حَاتِم أَخْبرنِي منهال السراج عَن عمر بن الْخطاب

وَحَدِيث لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة رَوَاهُ الْعَلَاء بن بشر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بِهِ وَهُوَ حَدِيث مُنكر لم يروه عَن ابْن عُيَيْنَة أحد من أَصْحَابه إِلَّا الْعَلَاء ابْن بشر انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثني أبي ثَنَا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن بهز بن حَكِيم بِهِ وَقَالَ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب انْتَهَى 1236 - الحَدِيث السَّادِس عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن من حق الْمُؤمن عَلَى أَخِيه أَن يُسَمِّيه بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِ) قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى وَرَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي ثني

الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَكْرُوه أَن يَدْعُو أحدكُم أَخَاهُ يَا هَناه وَيَا هَذَا وَلَكِن ليَدع أحدكُم أَخَاهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق انْتَهَى 1237 - الحَدِيث السَّابِع عشر عَن ابْن عَبَّاس أَن صَفِيَّة بنت حييّ أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَت إِن النِّسَاء يُعَيِّرْنَنِي وَيَقُلْنَ يَا يَهُودِيَّة بنت يهوديين فَقَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام (هلا قلت إِن أبي هَارُون وَإِن عمي مُوسَى وَإِن زَوجي مُحَمَّد) قلت وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب المناقب من طَرِيق عبد الرازق أَنا معمر عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بلغ صَفِيَّة أَن حَفْصَة قَالَت بنت يَهُودِيّ فَبَكَتْ فَدخل عَلَيْهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي تبْكي فَقَالَ (مَا يبكيك) قَالَت قَالَت لي حَفْصَة إِنِّي ابْنة يَهُودِيّ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّك لابنَة نَبِي وَإِن عمك لنَبِيّ وَإنَّك لتَحْت نَبِي فَفِيمَ تَفْخَر عَلَيْك) ثمَّ قَالَ (اتقِي الله يَا حَفْصَة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَرَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث هَاشم بن سعيد الْكُوفِي ثَنَا كنَانَة حَدَّثتنَا صَفِيَّة بنت حييّ قَالَت دخل عَلّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد بَلغنِي عَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَلَام فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ (أَلا قلت وَكَيف تَكُونَانِ خيرا مني وَزَوْجي مُحَمَّد وَأبي هَارُون وَعمي مُوسَى) وَكَانَ الَّذِي بلغَهَا أَنهم قَالُوا نَحن أكْرم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِنْهَا نَحن أَزوَاج النَّبِي وَبَنَات عَمه انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث هَاشم الْكُوفِي وَلَيْسَ إِسْنَاده بذلك الْقوي انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد

1238 - الحَدِيث الثَّامِن عشر رَوَى فِي قَوْله تَعَالَى لَا يسخر قوم من قوم قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ بِهِ وقر فَكَانُوا يُوسعُونَ لَهُ فِي مجْلِس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَى قوما يَقُول تَفَسَّحُوا حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لرجل تَنَح فَلم يَتَنَحَّ فَقَالَ من هَذَا فَقَالَ الرجل أَنا فلَان فَقَالَ بل أَنْت ابْن فُلَانَة لأم كَانَ يعير بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَخَجِلَ الرجل فَنزلت فَقَالَ ثَابت لَا أَفْخَر بعْدهَا عَلَى أحد فِي الْحسب قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس هَكَذَا من غير سَنَد 1239 - الحَدِيث التَّاسِع عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله حرم من الْمُسلم دَمه وَعرضه وَأَن نظن بِهِ ظن السوء) قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن الْكَذِب) الحَدِيث زَاد مُسلم (كل الْمُسلم عَلَى الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه إِن الله لَا ينظر إِلَى صوركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَلكنه ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالكُمْ) مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا عَبدة بن سُلَيْمَان عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر إِلَى الْكَعْبَة فَقَالَ (مَا أعظمك وَأعظم حرمتك للْمُسلمِ أعظم حُرْمَة مِنْك حرم الله دَمه وَمَاله وَعرضه وَأَن يظنّ بِهِ ظن السوء) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث حَفْص بن عبد الرَّحْمَن عَن شبْل بن عباد عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن

عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَرَوَى ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الله بن أبي قيس الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن عمر قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطوف بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُول (مَا أطيبك وَأطيب رِيحك مَا أعظمك وَأعظم حرمتك وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لحُرْمَة الْمُؤمن أعظم عِنْد الله حُرْمَة مِنْك مَاله وَدَمه وَأَن يظنّ بِهِ إِلَّا خير) انْتَهَى 1240 - الحَدِيث الْعشْرُونَ رُوِيَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ من طَرِيق عُثْمَان ابْن سعيد الدَّارمِيّ أَنا الرّبيع بن نَافِع أَنا رواد بن الْجراح حَدثهمْ عَن أبي سعد السَّاعِدِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ فِي إِسْنَاده ضعف وَإِن صَحَّ فَيحمل عَلَى الْفَاسِق الْمُعْلن بِفِسْقِهِ انْتَهَى وَرَوَاهُ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترفقي ثَنَا رواد بن الْجراح عَن أبي سعد بِهِ وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من خلع جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى أعله بِأَبَان بن أبي عَيَّاش وَقَالَ هُوَ مولَى لأنس وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ فِيهِ مَتْرُوكَانِ

الرّبيع بن بدر وَأَبَان بن أبي عَيَّاش انْتَهَى وَذكره ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَن أَحَادِيث الشهَاب من الطَّرِيقَيْنِ الْمَذْكُورين وَقَالَ هما ضعيفان فَفِي الأول أبان بن أبي عَيَّاش وَهُوَ مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي رواد بن الْجراح وَهُوَ شَامي ضَعِيف وَأَبُو سعد مثله انْتَهَى وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَبُو سعد السَّاعِدِيّ شيخ يروي عَن أنس ابْن مَالك الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى 1241 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه خطب فَرفع صَوته حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يخلص الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تتبعوا عورات الْمُسلمين فَإِن من تتبع عورات الْمُسلمين تتبع الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف بَيته) قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي بَرزَة وَمن حَدِيث الْبَراء ابْن عَازِب وَمن حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث بُرَيْدَة أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث أَوْفَى بن دلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَنَادَى بِصَوْت رفيع قَالَ (يَا معشر من أسلم بِلِسَانِهِ وَلم يفض الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تُؤْذُوا الْمُسلمين وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف رَحْله) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي أول الْقسم الثَّانِي وَهُوَ سَنَد صَحِيح فَإِن أَوْفَى بن دلهم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَلَا يضرّهُ تفرد يَحْيَى بن أَكْثَم فَإِنَّهُ مقرون بالجارود بن معَاذ وَقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة الْأَئِمَّة وَبَاقِي

رِجَاله رجال الصَّحِيحَيْنِ وَأما حَدِيث أبي بَرزَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سعيد بن عبد الله بن جريج عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ مَرْفُوعا نَحوه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أبي بكر بن عَيَّاش عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَفِي الْبَاب السَّابِع وَالسبْعين من حَدِيث مُصعب بن سَلام ثَنَا حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُصعب بن سَلام قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات يَوْم حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يُؤمن بِقَلْبِه لَا تَغْتَابُوا الْمُسلمين وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من تتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَهُوَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ أَبُو يعْلى وَأما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن بكر ثَنَا مَيْمُون أَبُو مُحَمَّد الْمرَائِي ثَنَا مُحَمَّد بن عباد المَخْزُومِي عَن ثَوْبَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تُؤْذُوا عباد الله وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من طلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم طلب الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ فِي بَيته) انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث قدامَة بن مُحَمَّد

الْأَشْجَعِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن شبيب الطَّائِفِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب فَأَسْمع الْعَوَائِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِقُدَامَةَ هَذَا وَقَالَ حَدِيث غَيره مَحْفُوظ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله إِسْمَاعِيل الطَّائِي وَقَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر غير مَحْفُوظ انْتَهَى وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ ثَنَا سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي ثَنَا أَبُو نميلَة ثني رُمَيْح بن هِلَال الطَّائِي ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ صلينَا الظّهْر خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا انْفَتَلَ أقبل علينا غَضْبَان فَنَادَى بِصَوْت أسمع الْعَوَائِق فِي جَوف الْخُدُور (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يدْخل الْإِيمَان فِي قلبه لَا تَذُمُّوا الْمُسلمين وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يطْلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم هتك الله ستره وَأَبْدَى عَوْرَته وَلَو كَانَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى 1242 - قَوْله عَن زيد بن وهب قَالَ قُلْنَا لِابْنِ مَسْعُود هَل لَك فِي الْوَلِيد بن عقبَة تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ ابْن مَسْعُود إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن أَن ظهر لنا شَيْء أَخذنَا بِهِ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن

الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى ابْن مَسْعُود فَقيل هَذَا فلَان تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ عبد الله إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن إِن ظهر لنا شَيْء نَأْخُذ بِهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي السّرقَة ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الْأَعْمَش بِهِ وَمن طَرِيق عبد الرازق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْخمسين وَفِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْحُدُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير عَن أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي عَن الْأَعْمَش بِهِ وَقَالَ فِيهِ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَهَانَا عَن التَّجَسُّس فَإِن يظْهر لنا شَيْء نَأْخُذهُ بِهِ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحد أسْندهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا أَسْبَاط وَقد رَوَاهُ غير أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش وَقَالَ إِن الله نَهَانَا أَو إِنَّا نهينَا انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن حَدِيث رَوَاهُ أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى رجل ابْن مَسْعُود ... إِلَى آخِره بِلَفْظ الْحَاكِم فَقَالَ أَبُو زرعه أَخطَأ فِيهِ أَسْبَاط إِنَّمَا هُوَ إِن الله نَهَانَا هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة وَغَيره وَهُوَ الصَّحِيح انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ خطأ وَالصَّحِيح عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب عَن عبد الله قَالَ نهينَا عَن التَّجَسُّس انْتَهَى 1243 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْغَيْبَة فَقَالَ (أَن تذكر أَخَاك بِمَا

يكره فَإِن كَانَ فِيهِ فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته) قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَالْبُخَارِي وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْبر والصلة وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حَدِيث أبي الْعَلَاء عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَتَدْرُونَ مَا الْغَيْبَة) قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (ذكرك أَخَاك بِمَا يكره قيل أَفَرَأَيْت إِن كَانَ فِي أخي مَا أَقُول قَالَ (إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقول فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته) انْتَهَى وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لمُسلم فَقَط وَكَذَلِكَ عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ قَالَ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ 1244 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ عَن ابْن عَبَّاس أَن سلمَان كَانَ يخْدم رجلَيْنِ من الصَّحَابَة وَيُسَوِّي لَهما طَعَاما فَنَامَ عَن شَأْنه يَوْمًا فبعثاه إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَبْغِي لَهما إدَامًا وَكَانَ أُسَامَة عَلَى طَعَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا عِنْدِي شَيْء فَأَخْبرهُمَا سلمَان فَعِنْدَ ذَلِك قولا لَو بَعَثْنَاهُ إِلَى بِئْر سَمْحَة لغَار مَاؤُهَا فَلَمَّا رَاحا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهما (مَالِي أرَى خضرَة اللَّحْم فِي أَفْوَاهكُمَا فَقَالَا مَا تناولنا لَحْمًا فَقَالَ إنَّكُمَا قد اغْتَبْتُمَا) وَنزلت أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث عَفَّان ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى أَن الْعَرَب كَانَت تخْدم بَعضهم بَعْضًا فِي الْأَسْفَار وَكَانَ مَعَ أبي بكر وَعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما رجل يَخْدُمهُمَا فَاسْتَيْقَظَا ذَات يَوْم وَهُوَ نَائِم لم يُهَيِّئ لَهما طَعَاما فَقَالَ

أَحدهمَا لصَاحبه إِن هَذَا ليوائم نوم نَبِيكُم فَأَيْقَظَاهُ ثمَّ أَرْسلَاهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يستأدمانه طَعَاما فَقَالَ (اذْهَبْ فَأَخْبرهُمَا أَنَّهُمَا ايتدما) فَأتيَاهُ فَسَأَلَاهُ عَن ذَلِك فَقَالَ (قد ايتدمتما بِلَحْم أَخِيكُمَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى لَحْمه بَين ثَنَايَاكُمَا) قَالَا فَاسْتَغْفر لنا يَا رَسُول الله قَالَ (هُوَ يسْتَغْفر لَكمَا) انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَلَا ذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس 1245 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه طَاف يَوْم فتح مَكَّة فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ كريم وَفَاجِر شقي هَين عَلَى الله تَعَالَى) ثمَّ قَرَأَ الْآيَة قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ثَنَا عَلّي بن حجر أَنا عبد الله بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب النَّاس يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ (يأيها النَّاس إِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَاظُمهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاس رجلَانِ مُؤمن تقى كريم عَلَى الله وَفَاجِر هَين عَلَى الله وَالنَّاس بَنو آدم وَخلق الله آدم من تُرَاب قَالَ الله يأيها النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى إِلَى قَوْله عليم خَبِير انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعبد الله بن جَعْفَر يضعف ضعفه يَحْيَى بن معِين وَغَيره وَهُوَ وَالِد عَلّي بن الْمَدِينِيّ وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس انْتَهَى وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْعِشْرين من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر

مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ سَوَاء وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فتح مَكَّة وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه كلهم عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طَاف يَوْم الْفَتْح عَلَى رَاحِلَته يسْتَلم الْأَركان بِمِحْجَنِهِ فَلَمَّا خرج لم يجد منَاخًا فَنزل عَلَى أَيدي الرِّجَال ثمَّ قَامَ فخطبهم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي اذْهَبْ عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا بِآبَائِهَا النَّاس رجلَانِ) إِلَى آخِره وَقرن ابْن أبي شيبَة مَعَ مُوسَى بن عُبَيْدَة أَخَاهُ عبد الله بن عُبَيْدَة كِلَاهُمَا عَن ابْن دِينَار بِهِ وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث الْمعَافي ابْن عمرَان وَابْن وهب كِلَاهُمَا عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله قد أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَفَخْرهَا بِالْآبَاءِ النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ وَفَاجِر شقي أَنْتُم بَنو آدم وآدَم من تُرَاب لَيَدَعَن رجال فَخْرهمْ بِأَقْوَام إِنَّمَا هم فَحم من فَحم جَهَنَّم أَو لَيَكُونن أَهْون عَلَى الله من الْجعلَان الَّتِي تدفع بِأَنْفِهِ النتن) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة حَدثنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره لم يقل فِيهِ عَن أَبِيه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الزُّبَيْر ثَنَا هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ قَالَ الْبَزَّار هَكَذَا رَوَاهُ غير وَاحِد عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَقد رَوَاهُ الْمعَافي بن عمرَان عَن هِشَام بن سعيد عَن سعد عَن أبي هُرَيْرَة وَتَابعه عَلَيْهِ غَيره

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ آخر حَدِيث فِي كتاب التِّرْمِذِيّ آخر المناقب بِسَنَد أبي دَاوُد وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث حسن ثمَّ قَالَ وَسَعِيد المَقْبُري سمع من أبي هُرَيْرَة ويروي عَن أَبِيه كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة أَشْيَاء كَثِيرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا عبد الله بن رَجَاء أَنا عبد الْملك بن قدامَة الْحَاطِبِيُّ ثني أبي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام فتح مَكَّة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى ثمَّ قَالَ (أما بعد يأيها النَّاس فَإِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَظُّمهَا بِآبَائِهَا) إِلَى آخر لفظ التِّرْمِذِيّ فِي حَدِيث ابْن عمر وَقُدَامَة بن حَاطِب الْحَاطِبِيُّ يعد فِي الصَّحَابَة وَالتِّرْمِذِيّ أخرجه عَن أبي عَامر الْعَقدي ثَنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد ابْن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَقد رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَغَيره عَن هِشَام بن سعد بِنَحْوِ رِوَايَة أبي عَامر ثمَّ أخرجه عَن مُوسَى بن أبي عَلْقَمَة الْفَروِي عَن هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَقَالَ أَيْضا حَدِيث حسن انْتَهَى 1246 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من سره أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى) قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي الْمِقْدَام هِشَام ابْن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من أحب أَن يكون أَقْوَى النَّاس فَليَتَوَكَّل عَلَى الله وَمن أحب أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى وَمن أحب أَن يكون أَغْنَى النَّاس فَلْيَكُن بِمَا فِي يَد الله أوثق مِنْهُ بِمَا فِي يَده) مُخْتَصر وَفِيه طول وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ هِشَام بن زِيَاد مَتْرُوك انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه بِطُولِهِ وَأعله بِهِشَام بن زِيَاد وَقَالَ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث طَرِيق يثبت انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي وَضعف هِشَام بن زِيَاد عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِن الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى هِشَام بِهِ سَوَاء وَقَالَ إِنَّهُم تكلمُوا فِي هِشَام بِسَبَب هَذَا الحَدِيث وَإنَّهُ كَانَ يَقُول أَولا حَدثنِي يَحْيَى عَن مُحَمَّد بن كَعْب ثمَّ ذكر بعد أَنه سَمعه من مُحَمَّد بن كَعْب وَهَكَذَا وجد فِي كتاب عَفَّان ثمَّ قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأَبُو سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى قَالَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا أبي ثني عبد الرَّحْمَن الضَّبِّيّ عَن الْقَاسِم بن عُرْوَة عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني عبد الله بن عَبَّاس يرفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنه قدم وَأخر بعض الْأَلْفَاظ 1247 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ عَن يزِيد بن شَجَرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سوق الْمَدِينَة فَرَأَى غُلَاما أسود يُنَادي من يشتريني عَلَى شَرط أَلا يَمْنعنِي الصَّلَوَات الْخمس خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاشْتَرَاهُ رجل وَكَانَ يُصَلِّي ورَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَاهُ عِنْد كل صَلَاة فَفَقدهُ فَسَأَلَ عَنهُ صَاحبه فَقَالَ مَحْمُوم فعاده ثمَّ سَأَلَ عَنهُ بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَقيل هُوَ لما بِهِ فَجَاءَهُ وَهُوَ ذمائه فَتَوَلَّى غسله وَدَفنه فَدخل عَلَى الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَمر عَظِيم فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم

قلت هَكَذَا ذكره الثَّعْلَبِيّ والواحدي سَوَاء 1248 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات أعطي من الْأجر بِعَدَد من أطَاع الله عَزَّ وَجَلَّ وَعَصَاهُ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سُورَة ق

سورة ق

سُورَة ق ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 1249 - الحَدِيث الأول عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب) رَوَاهُ مُسلم فِي آخر الْفِتَن وَزَاد فِي لفظ مِنْهُ خلق وَفِيه يركب انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَأْكُل التُّرَاب كل شَيْء من الْإِنْسَان إِلَّا عجب ذَنبه) قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ (هُوَ مثل حَبَّة الْخَرْدَل مِنْهُ يَنْبُتُونَ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ فَإِن أَرَادَ بِهَذَا الْإِسْنَاد فَغَرِيب وَإِن أَرَادَ أَصله فَوَهم وَالظَّاهِر أَنه مَقْصُوده عَلَى عَادَة أَوْهَامه فِي ذَلِك وَالله أعلم وَعجب الذَّنب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا بَاء مُوَحدَة وَيروَى بِالْمِيم وَهُوَ الْعظم أَسْفَل الصلب وَهُوَ مَكَان الدبث من الْحَيَوَان وَذَوَات الْأَرْبَع 1250 - الحَدِيث الثَّانِي وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن مقْعد مَلَكَيْك عَلَى ثَنِيَّتك وَلِسَانك قَلَمهمَا وَرِيقك مِدَادهمَا وَأَنت تجْرِي فِيمَا لَا يَعْنِيك لَا تَسْتَحي من الله وَلَا مِنْهُمَا)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْخُتلِي ثَنَا أَحْمد بن أَيُّوب الْمرْجَانِي ثَنَا جميل بن الْحسن ثَنَا أَرْطَاة بن الْأَشْعَث الْعَدوي عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مقْعد مَلَكَيْك) إِلَى آخِره 1251 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (كَاتب الْحَسَنَات عَلَى يَمِين الرجل وَكَاتب السَّيِّئَات عَلَى يسَاره وَكَاتب الْحَسَنَات أَمِين عَلَى كَاتب السَّيِّئَات فَإِذا عمل حَسَنَة كتبهَا ملك الْيَمين عشرا وَإِذا عمل سَيِّئَة قَالَ صَاحب الْيَمين صَاحب الشمَال دَعه سبع سَاعَات لَعَلَّه يسبح أَو يسْتَغْفر) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (صَاحب الْيَمين أَمِين عَلَى صَاحب الشمَال فَإِذا عمل العَبْد حَسَنَة كتبهَا بِعشر أَمْثَالهَا وَإِذا عمل سَيِّئَة قَالَ لَهُ صَاحب الْيَمين امْكُث سِتّ سَاعَات فَإِن أسْتَغْفر لم يكْتب عَلَيْهِ وَإِلَّا أَثْبَتَت عَلَيْهِ السَّيئَة) انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده والواحدي فِي الْوَسِيط من حَدِيث بشر بن نمير عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا ... فَذَكَرَاهُ وَفِيه فَيَقُول لَهُ أمسك فَيمسك سبع سَاعَات فَإِن اسْتغْفر لم تكْتب عَلَيْهِ وَإِن لم يسْتَغْفر كتبت سَيِّئَة انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن ثَوْر بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد عِنْد قَوْله تَعَالَى (لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله) حَدثنِي الْمثنى ثَنَا إِبْرَاهِيم بن

عبد السَّلَام بن صَالح الْقشيرِي ثَنَا عَلّي بن جرير عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبد الحميد بن جَعْفَر عَن كنَانَة قَالَ دخل عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن العَبْد كم مَعَه ملك قَالَ (عَلَى يَمِينك ملك وَهُوَ عَلَى حَسَنَاتك وَهُوَ أَمِين عَلَى الْملك الَّذِي عَلَى الشمَال إِذا عملت حَسَنَة كتبت عشرا وَإِذا عملت سَيِّئَة قَالَ الَّذِي عَلَى الشمَال للَّذي عَلَى الْيَمين اكْتُبْ فَيَقُول لَهُ لَا لَعَلَّه يسْتَغْفر الله وَيَتُوب) مُخْتَصر وَاخْتَصَرَهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عُرْوَة فَرَوَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ثَنَا عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن عُرْوَة بن رُوَيْم عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن صَاحب الشمَال ليرْفَع الْقَلَم سِتّ سَاعَات عَن العَبْد الْمُسلم الْمُخطئ فَإِن نَدم واستغفر الله مِنْهَا أَلْقَاهَا عَنهُ وَإِلَّا كتبهَا وَاحِدَة انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث عَاصِم وَعُرْوَة لم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1252 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبت صلَاته فِي عليين) قلت رُوِيَ مُرْسلا وَمُسْندًا فَالْمُسْنَدُ رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عَائِشَة فَحَدِيث أنس رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه غرائب مَالك من حَدِيث الْحسن بن اللَّيْث بن حَاجِب ثني أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَسدي قَالَ قَرَأت عَلَى مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من صَلَّى الْمغرب ثمَّ صَلَّى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يتَكَلَّم بِشَيْء كتبَتَا فِي عليين

فَإِن صَلَّى أَرْبعا كَانَ كَالْمُعَقبِ غَزْوَة بعد غَزْوَة فَإِن صَلَّى ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة بنى لَهُ فِي الْجنَّة قصر من ياقوت فِيهِ من الشّجر وَنور الثَّمر مَالا يُحْصِيه إِلَّا رب وَالْعَالمِينَ) انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى مَالك وَمن دونه فِي الْإِسْنَاد ضعفاء انْتَهَى وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ أَبُو حَفْص عمر بن أَحْمد بن عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن شاهين فِي كتاب التَّرْغِيب فَقَالَ ثَنَا عمر بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان الزيَادي ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الحميد الوَاسِطِيّ الْعَطَّار ثَنَا مُحَمَّد بن عون بن عمَارَة عَن حَفْص بن جَمِيع عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من صَلَاة أحب إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ من صَلَاة الْمغرب بهَا يفتح العَبْد لَيْلَة وَيخْتم نَهَاره لم يحطهَا عَن مُسَافر من صلاهَا وَصَلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يكلم جَلِيسا كتبت صلَاته فِي عليين أَو رفعت) شكّ ابْن عون فَإِن صَلَّى بعْدهَا أَربع رَكْعَات قبل أَن يكلم جَلِيسا بنى الله لَهُ قَصْرَيْنِ من ياقوت بَينهمَا من الْجنان مَالا يُعلمهُ إِلَّا الله وَإِن صَلَّى بعْدهَا سِتا قبل أَن يكلم جَلِيسا غفر لَهُ ذنُوب أَرْبَعِينَ عَاما) انْتَهَى وَأما الْمُرْسل فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الصَّلَاة قَالَا حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز بن عمر قَالَ سَمِعت مَكْحُولًا يَقُول بَلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبَتَا) أَو قَالَ رُفِعَتَا فِي عليين انْتَهَى 1253 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لِمعَاذ بن جبل (يَا معَاذ اسْمَع مَا أَقُول

لَك) ثمَّ حَدثهُ بعد ذَلِك 1254 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ ثَارَاتِ الْمَوْت وَسَكَرَاته) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْمَاوَرْدِيّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَادَّة الْكَرَابِيسِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سَلمَة بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم بن بهدله عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ) إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس

سُورَة الذاريات

سورة الذاريات

سُورَة الذاريات ذكر فِيهَا حديثين 1255 - قَوْله عَن عَلّي بن أبي طَالب أَنه قَالَ عَلَى الْمِنْبَر سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي فَقَامَ ابْن الْكواء فَقَالَ مَا الذاريات قَالَ الرِّيَاح قَالَ فَالْحَامِلَات وقرا قَالَ السَّحَاب قَالَ فَالْجَارِيَات يسرا قَالَ الْفلك قَالَ (فَالْمُقَسِّمَات أمرا) قَالَ الْمَلَائِكَة وَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي الطُّفَيْل قَالَ رَأَيْت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلّي بن أبي طَالب قَامَ عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد قَالَ فَمن الَّذين بدلُوا نعْمَة الله كفرا وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار قَالَ مُنَافِقُو قُرَيْش انْتَهَى قَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد الرَّزَّاق فِي تفسريهما وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده نَحوه مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ ثَنَا سعيد بن سَلام الْعَطَّار ثَنَا أَبُو بكر بن أبي سُبْرَة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد ابْن الْمسيب قَالَ جَاءَ صبيغ بن عَسَلِي التَّمِيمِي إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَخْبرنِي عَن الذاريات ذَروا قَالَ هِيَ الرِّيَاح وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْحَامِلَات وقرا قَالَ

هِيَ السَّحَاب وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْجَارِيَات يسرا قَالَ هِيَ السفن وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ ثمَّ أَمر بِهِ عمر فَضرب مائَة وَجعله فِي بَيت فَلَمَّا برأَ دَعَا بِهِ فَضَربهُ مائَة أُخْرَى وَحمله عَلَى قتب وَكتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن امْنَعْ النَّاس عَن مُجَالَسَته فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أَتَى صبيغ أَبَا مُوسَى فَحلف لَهُ بِالْإِيمَان الْمُغَلَّظَة أَنه مَا يجد فِي نَفسه مِمَّا كَانَ يجد شَيْئا فَكتب فِي ذَلِك إِلَى عمر فَكتب عمر مَا إخَاله إِلَّا قد صدق فَخَل بَينه وَبَين النَّاس انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَإِنَّمَا ذكرته لأبين علته فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَتَى من جِهَة أبن أبي سُبْرَة فِيمَا أَحسب وَابْن أبي سبره لين الحَدِيث وَسَعِيد بن سَلام لم يكن من أَصْحَاب الحَدِيث انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن مُوسَى عَن ابْن أبي سُبْرَة بِهِ سندا ومتنا وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثني مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى والذاريات قَالَ هِيَ الرِّيَاح (فَالْحَامِلَات وقرا) قَالَ السَّحَاب فَالْجَارِيَات قَالَ هِيَ السفن فَالْمُقَسِّمَات أمرا قَالَ هِيَ الْمَلَائِكَة انْتَهَى 1256 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده الْأكلَة وَالْأكْلَتَان وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ) قَالُوا فَمَا هُوَ قَالَ (الَّذِي لَا يجد وَلَا يتَصَدَّق عَلَيْهِ) قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الزَّكَاة من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي يطوف عَلَى النَّاس فَتَردهُ اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ) قَالُوا فَمَا الْمِسْكِين يَا رَسُول الله قَالَ (الَّذِي لَا يجد غنى يُغْنِيه وَلَا يفْطن لَهُ فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ) انْتَهَى

1257 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الذاريات أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل ريح هبت وَجَرت فِي الدُّنْيَا) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الذاريات) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم قي يُونُس

سَمُرَة الطّور

سورة الطور

سُورَة الطّور ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1258 - قَوْله عَن عَلّي أَنه سَأَلَ يَهُودِيّا أَيْن مَوضِع النَّار فِي كتابكُمْ قَالَ فِي الْبَحْر قَالَ لَا أرَاهُ إِلَّا صَادِقا لقَوْله وَالْبَحْر الْمَسْجُور قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ عَلّي لرجل من الْيَهُود أَيْن جَهَنَّم قَالَ الْبَحْر قَالَ مَا أرَاهُ إِلَّا مَاء قَالَ وَالْبَحْر الْمَسْجُور وَإِذا الْبحار سجرت انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن عَلَيْهِ ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد بِهِ 1259 - الحَدِيث الأول عَن جُبَير بن مطعم قَالَ أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ُأكَلِّمهُ فِي الْأسَارَى فَأَلْفَيْته فِي صَلَاة الْفجْر يقْرَأ سُورَة الطّور فَلَمَّا بلغ إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع أسلمت خوفًا من أَن ينزل الْعَذَاب قلت لم أَجِدهُ كَذَلِك فقد أخرجه الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ كلهم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرَأ بِالطورِ فِي صَلَاة الْمغرب زَاد البُخَارِيّ فِي طَرِيق فَلَمَّا بلغ هَذِه الْآيَة أم خلقُوا من غير شَيْء أم هم الْخَالِقُونَ ... إِلَى آخرهَا كَاد قلبِي يطير انْتَهَى وَزَاد فِي طَرِيق آخر وَكَانَ قد جَاءَ فِي فدَاء الْأسَارَى يَوْم بدر

1260 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله يرفع ذُرِّيَّة الْمُؤمن فِي دَرَجَته وَإِن كَانُوا دونه لِيُقِر بهم عينه) قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث قيس بن الرّبيع عَن عَمْرو بن مرّة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله ليرْفَع ذُرِّيَّة الْمُؤمن إِلَيْهِ فِي دَرَجَته وَإِن كَانُوا دونه فِي الْعَمَل لِيُقِر بهم عينه) ثمَّ قَرَأَ وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلم أحدا أسْندهُ إِلَّا قيس وَقد رَوَاهُ الثَّوْريّ عَن عَمْرو بن مرّة عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة سعيد بن جُبَير عَن قيس بن الرّبيع بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث غَرِيب تفرد بِهِ قيس عَن عَمْرو بن مرّة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث قيس بِهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله ليرْفَع) الحَدِيث وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف قيسا عَن أَحْمد وَابْن معِين وَابْن الْمُبَارك وَلينه ابْن عدي وَنقل عَن شُعْبَة أَنه قَالَ فِيهِ لَا بَأْس بِهِ انْتَهَى وَالْمَوْقُوف الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَزَّار رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا الثَّوْريّ عَن عَمْرو بن مرّة بِهِ فَذكره مَوْقُوفا وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَسكت عَنهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الِاعْتِقَاد وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما

1261 - الحَدِيث الثَّالِث عَن قَتَادَة أَنه قيل لَهُ فِي قَوْله تَعَالَى (غلْمَان لَهُم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون) هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن فضل المخدوم عَلَى الْخَادِم كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب) قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون قَالَ بَلغنِي أَنه قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم فَقَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر بِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم إِلَى آخِره وَأخرجه الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن فَقَالَ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الْبونِي ثَنَا الْحُسَيْن بن الْمكتب الْموصِلِي ثَنَا الْمُعَلَّى بن مهْدي أَنا مِسْكين بن حَوْشَب عَن الْحسن فِي هَذِه الْآيَة وَيَطوف عَلَيْهِم غلْمَان لَهُم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون قَالَ قَالُوا يَا رَسُول الله الْخَادِم كَاللُّؤْلُؤِ فَكيف بالمخدوم قَالَ (كَمَا بَين الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَالْكَوَاكِب) انْتَهَى 1262 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة من يُنَادي الْخَادِم من خُدَّامه فَيُجِيبهُ ألف بِبَابِهِ لبيْك لبيْك) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن عَلّي بن عمر ابْن حُبَيْش ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَاصِم ثَنَا عمر بن عبد الْعَزِيز الْبَصْرِيّ ثَنَا يُوسُف بن أبي طيبَة عَن وَكِيع بن الْجراح عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن

عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة من يُنَادي الْخَادِم فَيُجِيبهُ ألف يُنَادِيه كلهم لبيْك لبيْك) انْتَهَى وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن عَمْرو بن الْحَارِث أَن دَرَّاجًا أَبَا السَّمْح حَدثهُ عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة الَّذِي لَهُ ثَمَانُون ألف خَادِم وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَة وَينصب لَهُ فِيهِ من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد وَيَاقُوت كَمَا بَين الْجَابِيَة وَصَنْعَاء) انْتَهَى وَهُوَ فِي الفردوس عَن عَائِشَة بِلَفْظ المُصَنّف 1263 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الطّور كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يُؤمنهُ من عَذَابه وَأَن يُنَعِّمَهُ فِي جنته) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْحسن الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة وَالطور ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة والنجم

سورة النجم

سُورَة النَّجْم ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1264 - الحَدِيث الأول حَدِيثا عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن عتبَة بن أبي لَهب وَكَانَت تَحْتَهُ ابْنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الشَّام فَقَالَ لَآتِيَن مُحَمَّدًا فَلَأُوذِيَنَّهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هُوَ كَافِر بِالنَّجْمِ إِذا هوى وَبِالَّذِي دنا فَتَدَلَّى ثمَّ تفل فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ورد عَلَيْهِ ابْنَته وَطَلقهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك) وَكَانَ أَبُو طَالب حَاضرا فَوَجَمَ لَهَا وَقَالَ مَا كَانَ أَغْنَاك يَا بن أخي عَن هَذِه الدعْوَة فَرجع عتبَة إِلَى أَبِيه فَأخْبرهُ ثمَّ خَرجُوا إِلَى الشَّام فنزلوا منزلا فَأَشْرَف عَلَيْهِم رَاهِب من الدَّيْر فَقَالَ لَهُم إِن هَذِه أَرض مسبعَة فَقَالَ أَبُو لَهب لأَصْحَابه أَعِينُونَا يَا معشر قُرَيْش فَإِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فَجمعُوا جمَالهمْ وَأَنَاخُوهَا حَولهمْ وَأَحْدَقُوا بِعتبَة فجَاء الْأسد يشْتم وُجُوههم حَتَّى ضرب عتبَة فَقتله قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب السَّادِس وَالْعِشْرين من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ فَضَربهُ الْأسد بِذَنبِهِ ضَرْبَة وَاحِدَة فَمَاتَ مَكَانَهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة رقية بنة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث زُهَيْر بن الْعَلَاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ كَانَت

أم كُلْثُوم بنة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت عتيبة بن أبي لَهب وَكَانَت رقية تَحت أَخِيه عتبَة بن أبي لَهب فَلَمَّا أنزل الله تَعَالَى تبت يدا أبي لَهب قَالَ أَبُو لَهب لابْنَيْهِ عتيبة وَعتبَة رَأْسِي من رءوسكما حرَام إِن لم تطلقَا ابْنَتي مُحَمَّد وَسَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عتبَة طَلَاق ابْنَته رقية وَسَأَلته رقية ذَلِك مُطلقهَا وطلق عتيبة أم كُلْثُوم قَالَ فَلَمَّا طَلَّقَاهُمَا جَاءَ عتيبة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ كفرت بِدينِك وَفَارَقت ابْنَتك ثمَّ سَطَا عَلَيْهِ فشق قَمِيص النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَخرج نَحْو الشَّام تَاجِرًا فنزلوا بمَكَان يُقَال لَهُ الزَّرْقَاء لَيْلًا فَطَافَ بهم الْأسد فَعدا عَلَيْهِ من بني الْقَوْم فَقتله قَالَ زُهَيْر بن الْعلَا وحَدثني هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه فَذكره نَحوه وَقَالَ فَلَمَّا طَاف بِي الْأسد تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانُوا نَامُوا وَجعلُوا عتيبة وَسطهمْ فَأقبل الْأسد يَتَخَطَّاهُمْ حَتَّى أَخذ بِرَأْس عتيبة ففدغه وَخلف عُثْمَان بن عَفَّان بعده عَلَى رقِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما انْتَهَى ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عُرْوَة بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَفِي آخِره سعر حسان وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِيره سُورَة تبت عَن عَبَّاس بن الْفضل الْأَزْرَق ثَنَا الْأسود بن شَيبَان ثَنَا أَبُو نَوْفَل بن أبي عقرب عَن أَبِيه قَالَ كَانَ لَهب بن أبي لَهب يسب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيَدْعُو عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَجهز أَبُو لَهب الْبَز إِلَى الشَّام وَبعث مَعَه وَلَده وَقَالَ لِغِلْمَانِهِ إِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فتعاهدوه فَكَانُوا إِذا نزلُوا منزلا ألزقوه بِالْحَائِطِ وَجعلُوا عَلَيْهِ الثِّيَاب وَالْمَتَاع قَالَ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ سبع فنشله فَقتله انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كَذَلِك وَقَالَ هَكَذَا قَالَ عَبَّاس بن الْفضل لَهب بن أبي لَهب وعباس لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَأهل الْمَغَازِي يَقُولُونَهُ عتبَة بن أبي لَهب وَمِنْهُم من يَقُول عتيبة انْتَهَى

1265 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام أحب أَن يرَى جِبْرِيل فِي صورته الَّتِي جبل عَلَيْهَا فَاسْتَوَى لَهُ فِي الْأُفق الْأَعْلَى وَهُوَ أفق الشَّمْس فَمَلَأ الْأُفق وَقيل مَا رَآهُ أحد من الْأَنْبِيَاء فِي صورته الْحَقِيقَة إِلَّا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرَّتَيْنِ مرّة فِي الأَرْض وَمرَّة فِي السَّمَاء قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَالَت أَنا أول هَذِه الْأمة سَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل لم أره عَلَى صورته الَّتِي رَأَيْته عَلَيْهَا غير هَاتين الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْته متهبطا من السَّمَاء سَادًّا عظم خلقه مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) الحَدِيث وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَلَفظه قَالَ قلت هَل رَأَى مُحَمَّد ربه فَقَالَت لقد تَكَلَّمت بِشَيْء قف لَهُ شعري ثمَّ قَرَأت لقد رَأَى من آيَات ربه الْكُبْرَى وَقَالَت من أخْبرك أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم الْفِرْيَة وَلكنه رَأَى جِبْرِيل لم يره فِي صورته إِلَّا مرَّتَيْنِ مرّة عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَمرَّة فِي جِيَاد لَهُ سِتّمائَة جنَاح قد سد الْأُفق وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث مِنْهُ 1266 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث لَا صَلَاة إِلَى أَن ترْتَفع الشَّمْس مِقْدَار رُمْحَيْنِ قلت احْتج بِهِ المُصَنّف وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي بعده عَلَى أَن التَّقْدِير جَاءَ بِالْقَوْسِ وَالرمْح وَالسَّوْط وَغير ذَلِك

وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث عَمْرو بن عبسة أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث بِطُولِهِ وَصَححهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحَارِث بن الضَّحَّاك ثني مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يحدث عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا جرير عَن مَنْصُور عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد عَن كَعْب بن مرّة السّلمِيّ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تميل الشَّمْس ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُول حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس انْتَهَى وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله من حَدِيث الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بِهِ سَوَاء 1267 - الحَدِيث الرَّابِع فِي الحَدِيث لَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة وَمَوْضِع قُذَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ المُصَنّف والقذ السَّوْط قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي بَاب صفة الْجنَّة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَرَوْحَة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَو مَوضِع قذ يَعْنِي سَوْطه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَو أَن امْرَأَة من أهل الْجنَّة اطَّلَعت عَلَى

الأَرْض لَأَضَاءَتْ مَا بَينهمَا وَلَمَلَأَتْهُ ريحًا وَلنَصِيفهَا يَعْنِي الْخمار عَلَى رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) وَفِيه قصَّة وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك بِدُونِ الْقِصَّة 1268 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى (أريت عَلَى كل ورقة من وَرقهَا ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قيل لَهُ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي شَيْء رَأَيْت يغشى تِلْكَ السِّدْرَة قَالَ (رَأَيْتهَا يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب وَرَأَيْت عَلَى كل ورقة ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل 1269 - الحَدِيث السَّادِس وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ يَغْشَاهَا رَفْرَف من طير خضر وَعَن ابْن مَسْعُود وَغَيره يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب قلت الأول غَرِيب وَقَوله ابْن مَسْعُود رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن مَالك بن مغول عَن طَلْحَة بن مصرف عَن مرّة عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ فرَاش من ذهب أعطي نَبِيكُم

عِنْدهَا ثَلَاثًا فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة وَأعْطِي خَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة وَغفر لأمته الْمُقْحمَات مَا لم يشركوا بِاللَّه شَيْئا انْتَهَى 1270 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَن الْعُزَّى كَانَت لغطفان وَهِي سَمُرَة فَبعث إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قطعهَا فَخرجت مِنْهَا شَيْطَانَة نَاشِرَة شعرهَا دَاعِيَة وَيْلَهَا وَاضِعَة يَدهَا عَلَى رَأسهَا فَجعل يضْربهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا وَهُوَ يَقُول (يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... إِنِّي رَأَيْت الله قد أَهَانَك) وَرجع فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد أبدا) قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسند والمتن الْمَذْكُورين وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله الْأَزْرَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد الْهُذلِيّ عَن سعيد بن عَمْرو الْهُذلِيّ قَالَ قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة يَوْم الْجُمُعَة لعشر لَيَال بَقينَ من شهر رَمَضَان فَبَثَّ السَّرَايَا فِي كل وَجه وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَى من لم يكن عَلَى الْإِسْلَام فَخرج هِشَام بن الْعَاصِ فِي مِائَتَيْنِ قبل يَلَمْلَم وَخرج خَالِد ابْن سعيد بن الْعَاصِ فِي ثَلَاثمِائَة قبل عُرَنَة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمهَا فَخرج خَالِد بن الْوَلِيد فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا من أَصْحَابه إِلَى الْعُزَّى حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ فَهَل رَأَيْت شَيْئا قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا فَارْجِع فَاهْدِمْهَا فَرجع إِلَيْهَا فَخرجت لَهُ امْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد بن الْوَلِيد ضربا بِالسَّيْفِ فجدلها بِاثْنَتَيْنِ وَهُوَ يَقُول يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... الْبَيْت ثمَّ رَجَعَ فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَقد أَيِست أَن تعبد أَبَد) انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَهُوَ أقرب إِلَى لفظ المُصَنّف

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَعَن عِكْرِمَة عَن أبي عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ليهدمها وَكَانَت نَخْلَة عَلَيْهَا سَادِن فجَاء خَالِد فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ (رَأَيْت شَيْئا) قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا ارْجع فَاهْدِمْهَا) فَرجع إِلَيْهَا خَالِد فَهَدمهَا فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة وَاضِعَة يَديهَا عَلَى رَأسهَا وَهِي تَدْعُو بِالْوَيْلِ فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد فَضرب رَأسهَا بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقُول (يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... إِنِّي وجدت الله قد أَهَانَك) ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد بعد الْيَوْم أبدا) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَجَمَاعَة فَذكر سَرَايَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمِنْهَا سَرِيَّة خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ بِسَنَد الْأَزْرَقِيّ وَمَتنه قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة وَبث السَّرَايَا بعث خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ... الحَدِيث وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِنَقص من حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل ثَنَا الْوَلِيد بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَخْلَة وَكَانَت بهَا الْعُزَّى فَأَتَاهَا خَالِد وَكَانَت عَلَى ثَلَاث سمُرَات فَقطع السَّمُرَات وَهدم الْبَيْت الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (أرجع فَإنَّك لم تصنع شَيْئا) فَرجع خَالِد فَلَمَّا أَبْصرت بِهِ السَّدَنَة وهم حَجَبتهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَل وهم يَقُولُونَ يَا عزى يَا عزى فَأَتَاهَا خَالِد فَإِذا امْرَأَة عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا تحتفن التُّرَاب عَلَى رَأسهَا فَعَمَّتهَا خَالِد بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (تِلْكَ الْعُزَّى) انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فَتْحة مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين بِسَنَدِهِ وَمَتنه 1271 - الحَدِيث الثَّامِن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى قَالَ (وَفِي عمله كل يَوْم بِأَرْبَع رَكْعَات فِي صدر النَّهَار) قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا هَذِه الْآيَة وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى ثمَّ قَالَ (أَتَدْرِي مَا الَّذِي وَفَى) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (وَفَى عمل يَوْمه بِأَرْبَع رَكْعَات فِي أول النَّهَار) انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر وَزَاد ابْن مرْدَوَيْه فِيهِ وَزعم أَنَّهَا صَلَاة الضُّحَى انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن أبي يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن عَافِيَة ثَنَا جدي ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة ... فَذكره 1272 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله خَلِيلَة الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول إِذا أصبح وَإِذا أَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ إِلَى قَوْله وَحين تظْهرُونَ قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة كلهم من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فَايِد عَن سهل بن معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله

إِبْرَاهِيم الْخَلِيل الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول كلما أصبح وَأَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ حَتَّى ختم الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُشْتَمل عَلَى جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فَايِد بِهِ 1273 - قَوْله وَكَانَت قُرَيْش تَقول لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبُو كَبْشَة تَشْبِيها لَهُ بِرَجُل من أَشْرَافهم يُقَال لَهُ أَبُو كَبْشَة قلت كَأَنَّهُ وهم إِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ ابْن أبي كَبْشَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي سُفْيَان لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة 1274 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لم ير ضَاحِكا بعْدهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع ثَنَا زِيَاد ابْن أبي مُسلم عَن صَالح أبي الْخَلِيل قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ لم ير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَاحِكا بعد انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله ابْن قُرَيْش الْأَسدي قَالَ وجدت فِي سَماع الْفرج بن الْيَمَان ثَنَا عمر بن يزِيد ثَنَا معبد بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ قَالَ

فَمَا رئي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعْدهَا ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا حَتَّى ذهب من الدُّنْيَا انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع ... إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ إِلَّا أَنه زَاد بعد قَوْله ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا 1275 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من صدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجحد بِهِ بِمَكَّة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أمه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكذب بِهِ) انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَلم يقل فيهمَا بِمَكَّة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلم يقل بِمَكَّة

سُورَة الْقَمَر

سورة القمر

سُورَة الْقَمَر ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1276 - الحَدِيث الأول عَن ابْن عَبَّاس وَأنس وَابْن مَسْعُود أَن الْكفَّار سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آيَة فانشق الْقَمَر مرَّتَيْنِ قَالَ ابْن عَبَّاس انْفَلق فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت وَقَالَ ابْن مَسْعُود رَأَيْت حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر قلت أما حَدِيث أنس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث قَتَادَة عَنهُ أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر مرَّتَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْفَضَائِل وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة زَاد البُخَارِيّ فِي لفظ حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من رِوَايَة عرَاك بن مَالك عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى زمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي معمر عَنهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمنى إِذْ انْفَلق الْقَمَر فلقَتَيْنِ وَكَانَت فلقَة وَرَاء الْجَبَل وَكَانَت فلقَة دونه فَقَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اشْهَدُوا) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن زيد بن وهب عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ وَلَقَد رَأَيْت حراء بَين الشقتَيْنِ

وَرَوَى أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ انْفَلق الْقَمَر عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت قَالَ ابْن مَسْعُود وَلَقَد رَأَيْت جبل حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر انْتَهَى وَقد وري حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر من حَدِيث ابْن عمر وَهُوَ فِي مُسلم من رِوَايَة مُجَاهِد عَنهُ وَمن حَدِيث جُبَير بن مطعم رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن حُصَيْن ابْن عبد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَارَ فرْقَتَيْن فرقة عَلَى هَذَا الْجَبَل وَفرْقَة عَلَى هَذَا الْجَبَل فَقَالُوا سحرنَا مُحَمَّد فَقَالُوا إِن كَانَ سحرنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيع أَن يسحر النَّاس كلهم انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة 1277 - الحَدِيث الثَّانِي عَن حُذَيْفَة أَنه خطب بِالْمَدَائِنِ فَقَالَ أَلا إِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْأَهْوَال من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ نزلنَا الْمَدَائِن فَكُنَّا مِنْهَا عَلَى فَرسَخ فَجَاءَت الْجُمُعَة فَحَضَرَ أبي وَحَضَرت مَعَه فَخَطَبنَا حُذَيْفَة فَقَالَ أَلا إِن الله يَقُول اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر أَلا وَإِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا وَإِن الدُّنْيَا قد أَذِنت بِفِرَاق أَلا وَإِن الْيَوْم الْمِضْمَار وَغدا السباق فَقلت إِنِّي لأستبق النَّاس غَدا فَقَالَ يَا بني إِنَّك لجَاهِل إِنَّمَا السباق بِالْأَعْمَالِ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجُمُعَة وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَمن طَرِيقه الثَّعْلَبِيّ فِي تفسيرهما وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه قي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن عَطاء بن السَّائِب 1278 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عِكْرِمَة قَالَ لما نزلت سَيهْزمُ الْجمع قَالَ عمر أَي جمع يهْزم فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع عرف تَأْوِيلهَا قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَن عمر بن الْخطاب قَالَ لما نزلت سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر قَالَ عمر أَي جمع يهْزم أَي جمع يغلب قَالَ عمر فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدر رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر فَعرفت تَأْوِيلهَا يَوْمئِذٍ انْتَهَى وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي كمسنده بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن عمر بن الْخطاب قَالَ ... الحَدِيث بِحُرُوفِهِ 1279 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْقَمَر فِي كل غب بَعثه الله يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر) من قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَقِيه ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْعدْل ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور

ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة اقْتَرَبت السَّاعَة فِي كل غب بعث يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَمن قَرَأَهَا فِي كل لَيْلَة فَهُوَ أفضل وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مُسْفِر عَلَى وُجُوه الْخَلَائق) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سُورَة الرَّحْمَن جلّ وَعلا

سورة الرحمن جل وعلا

سُورَة الرَّحْمَن جلّ وَعلا ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1280 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) قلت رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من حَدِيث ربيعَة ابْن عَامر أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات من طَرِيقين أَحدهمَا عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَقد رُوِيَ عَن أنس من غير هَذَا الْوَجْه ثمَّ أخرجه من حَدِيث المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة وَعَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ قَالَ حَدِيث غَرِيب غير مَحْفُوظ وَإِنَّمَا يرْوَى عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن حميد عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ أصح انْتَهَى وَالْأول رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما وَبِالسَّنَدِ الثَّانِي رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسنديهما قَالَ أَبُو يعلي الْموصِلِي غلط فِيهِ المؤمل وَالصَّحِيح مَا رَوَاهُ أَبُو سَلمَة ثَنَا حَمَّاد عَن ثَابت وَحميد عَن الْحسن عَن النَّبِي مُرْسلا

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث روح بن عبَادَة ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت وَحميد عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَقَالَ ابْن طَاهِر وَقد تَابع المؤمل فِيهِ روح بن عبَادَة وروح حَافظ ثِقَة انْتَهَى وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث رشدين بن سعد ثَنَا مُوسَى بن حبيب عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ وَأما حَدِيث ربيعَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي الْبعُوث وَفِي التَّفْسِير من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن يَحْيَى بن حسان عَن ربيعَة بن عَامر بن بجاد مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ أبن طَاهِر إِسْنَاده لَا بَأْس بِهِ وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان ثَنَا ابْن عَيَّاش ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) انْتَهَى

1281 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سمع رجلا يُصَلِّي وَهُوَ يَقُول يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام فَقَالَ (لقد اسْتُجِيبَ لَك) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات أَيْضا من حَدِيث سعيد الْجريرِي عَن أبي الْورْد عَن اللَّجْلَاج عَن معَاذ بن معَاذ بن جبل قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا يَدْعُو يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك تَمام النِّعْمَة فَقَالَ (أَي شَيْء تَمام النِّعْمَة) قَالَ دَعْوَة دَعَوْت بهَا أَرْجُو الْخَيْر قَالَ (فَإِن تَمام النِّعْمَة دُخُول الْجنَّة) وَسمع رجلا وَهُوَ يَقُول يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام فَقَالَ (قد اسْتُجِيبَ لَك) وَسمع رجلا وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الصَّبْر قَالَ (سَأَلت الله الْبلَاء فَاسْأَلْهُ الْعَافِيَة) انْتَهَى قَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُنْفَرد فِي الْأَدَب وَأحمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم رَوَى عَن اللَّجْلَاج إِلَّا أَبُو الْورْد انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أَبُو زرْعَة وَأَبُو الْورْد لَا يُسمى انْتَهَى 1282 - الحَدِيث الثَّالِث وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن فَقيل لَهُ مَا هَذَا الشَّأْن قَالَ (من شَأْنه أَن يغْفر ذَنبا ويفرج كربا وَيرْفَع قوما وَيَضَع آخَرين) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو وَمن حَدِيث عبد وَالله بن منيب فَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي

قَوْله كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن قَالَ (من شَأْنه أَن يغْفر ذَنبا ويفرج كربا وَيرْفَع قوما وَيَضَع آخَرين) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات قَالَ الْبَزَّار وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن أبي الدَّرْدَاء من غير وَجه وَهَذَا من أحسن إِسْنَاد يرْوَى بِهِ انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا مُحَمَّد بن الْحَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن السَّلمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل فِيهِ وَيرْفَع قوما ... إِلَى آخِره وَأما حَدِيث عبد الله بن منيب فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عَمْرو ابْن بكر السكْسكِي ثَنَا الْحَارِث بن عُبَيْدَة بن رَبَاح الغساني عَن أَبِيه عُبَيْدَة عَن منيب بن عبد الله بن منيب الْأَزْدِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَفْظ ابْن ماجة سَوَاء وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم أسْند عبد الله بن منيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1283 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ) قلت تقدم فِي الْفرْقَان

1284 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن أَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن رحم الله ضعفه وَأَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ) وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَمتْن الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ

سُورَة الْوَاقِعَة

سورة الواقعة

سُورَة الْوَاقِعَة ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1285 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (الثُّلتان من أمتِي) قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أما حَدِيث أبي بكر فَرَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده حَدثنَا خاقَان بن عبد الله بن الْأَهْتَم السَّعْدِيّ أَبُو الصَّباح حَدثنَا عَلّي بن زيد عَن عقبَة بن صهْبَان عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ (هما جَمِيعًا من أمتِي) وَمن طَرِيق مُسَدّد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ وَقَالَ الثلَّة الْجَمَاعَة وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا ثَنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز ثَنَا حجاج بن الْمنْهَال ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن عَلّي بن زيد عَن عقبَة بن صهْبَان عَن أبي بكرَة فِي قَوْله تَعَالَى ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ كلتاهما جَمِيعًا من هَذِه الْأمة قَالَ الطَّيَالِسِيّ وَقد رَوَاهُ الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن حَمَّاد بن سَلمَة فرفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث لم يثبت وَكَانَ يَحْيَى الْقطَّان قد حدث بِهِ عَن حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ مَرْفُوعا ثمَّ تَركه انْتَهَى وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي والثعلبي وَمن طَريقَة الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي هَذِه الْآيَة ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هما جَمِيعًا من أمتِي) انْتَهَى وَضَعفه الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ قَالَ وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خبر من وَجه غير صَحِيح أَنه قَالَ (الثُّلَّتَانِ من أمتِي) ثمَّ سَاقه بالسند الْمَذْكُور وَضَعفه ابْن عدي بَابَانِ بن أبي عَبَّاس وَقَالَ هُوَ مولَى لأنس بن مَالك وَهُوَ مُنكر الحَدِيث وَأَرْجُو أَنه مِمَّن لَا يكذب وَلكنه يغلط انْتَهَى 1286 - الْحَدث الثَّانِي فِي الحَدِيث أَوْلَاد الْكفَّار خدم أهل الْجنَّة قلت رُوِيَ من حَدِيث سَمُرَة وَمن حَدِيث أنس فَحَدِيث سَمُرَة رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَالْوسط وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْوسط كلهم من حَدِيث عِيسَى بن شُعَيْب ثَنَا عباد بن مَنْصُور عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ سَأَلنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أَوْلَاد الْمُشْركين فَقَالَ (هم خدم أهل الْجنَّة) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرويهِ عَن النَّبِي إِلَّا سَمُرَة وَلَا رَوَاهُ عَنهُ إِلَّا أَبُو رَجَاء العطاردي انْتَهَى وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَلَا رَوَاهُ عَن أبي رَجَاء إِلَّا عباد بن مَنْصُور انْتَهَى

وَقَالَ البُخَارِيّ عِيسَى بن شُعَيْب بَصرِي صَدُوق انْتَهَى وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا الْفضل بن سهل ثَنَا الْحجَّاج ابْن نصير ثَنَا مبارك بن فضَالة عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَطْفَال الْمُشْركين خدم أهل الْجنَّة) انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَهَذَا مُنَاقض لقَوْله لَا نعلمهُ يرويهِ عَن النَّبِي إِلَّا سَمُرَة وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا الرّبيع بن صبيح عَن يزِيد بن أبان الرقاشِي قَالَ قُلْنَا لأنس بن مَالك يَا أَبَا حَمْزَة مَا تَقول فِي أَطْفَال الْمُشْركين فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم يكن لَهُم سيئات فَيُعَذَّبُوا بهَا وَلم يكن لَهُم حَسَنَات فَيَكُونُوا بهَا من أهل الْجنَّة هم خدم أهل الْجنَّة) انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة الرّبيع بن صبيح عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى الرّبيع وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بِهِ 1287 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أم سَلمَة سَأَلته عَن قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء فَقَالَ (يَا أم سَلمَة هن اللواتي قبضن فِي أَرض الدُّنْيَا عَجَائِز شُمْطًا رَمضًا جَعلهنَّ الله بعد الْكبر أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد فِي الاسْتوَاء كَمَا أَتَاهُنَّ أَزوَاجهنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا) فَلَمَّا سَمِعت عَائِشَة ذَلِك من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت وَاوَجَعَاه فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (لَيْسَ هُنَاكَ وجع)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري فِي تَفْسِيره بِنَقص لم يذكرَا فِيهِ كَلَام عَائِشَة كِلَاهُمَا من حَدِيث عَمْرو بن هَاشم الْبَيْرُوتِي ثَنَا سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة عَن هِشَام ابْن حسان عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة قَالَت قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن قَوْله عربا أَتْرَابًا قَالَ هن اللواتي قبضن فِي دَار الدُّنْيَا عَجَائِز رَمْضَاءُ شَمْطَاء خَلقهنَّ الله بعد الْكبر فَجعلْنَ عذارى عربا مُتَعَشقَات مُتَحَببَات لِأَزْوَاجِهِنَّ أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد) وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا بكر بن سُهَيْل ثَنَا عَمْرو بن هَاشم بِهِ سندا ومتنا وَرَوَاهُ بِلَفْظ المُصَنّف الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عِيسَى بن عمر بن مَيْمُون ثَنَا الْمسيب بن إِسْحَاق ثَنَا عِيسَى بن مُوسَى غُنْجَار ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء الْآيَة فَقَالَ (يَا أم سَلمَة هن اللواتي قبضن فِي دَار الدُّنْيَا عَجَائِز شُمْطًا رَمضًا جَعلهنَّ الله بعد الْكبر أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد فِي الاسْتوَاء) ثمَّ قَالَ وَأخْبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد ثَنَا الْحسن بن علوِيَّة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى ثَنَا الْمسيب بن شريك فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء الْآيَة قَالَ (هن عَجَائِز الدُّنْيَا أَنْشَأَهُنَّ الله خلقا جَدِيدا كلما أَتَاهُنَّ أَزوَاجهنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا فَلَمَّا سَمِعت عَائِشَة ذَلِك قَالَت وَاوَجَعَاه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ هُنَاكَ وجع) انْتَهَى وَفِي التِّرْمِذِيّ مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة رَوَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن يزِيد ابْن أبان الرقاشِي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله (إِن أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء) قَالَ إِن من الْمُنْشَآت الْآتِي كُنَّا فِي الدُّنْيَا عَجَائِز عمشًا رَمضًا) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة وَيزِيد الرقاشِي وهما يُضعفَانِ فِي الحَدِيث انْتَهَى

1288 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن عجوزا قَالَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ (إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا الْعَجَائِز) فَوَلَّتْ وَهِي تبْكي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَخْبرُوهَا أَنَّهَا لَيست يَوْمئِذٍ بِعَجُوزٍ) قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل فِي بَاب مزاح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث الْمُبَارك ابْن فضَالة عَن الْحسن قَالَ أَتَت عَجُوز للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ (يَا أم فلَان إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز) قَالَ فَوَلَّتْ وَهِي تبْكي فَقَالَ (أَخْبرُوهَا أَنَّهَا لَا تدْخلهَا وَهِي عَجُوز إِن الله يَقُول (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء) الْآيَة انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل ضَعِيف وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَذكر أَن ابْن الْجَوْزِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْوَفَاء من حَدِيث خَارِجَة بن مُصعب عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن عجوزا دخلت فَقَالَت الحَدِيث وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة قَالَت دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عَائِشَة وَعِنْدهَا عَجُوز فَقَالَ (من هَذِه) قَالَت إِحْدَى خَالَاتِي قَالَ (أَنا إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة الْعَجز) فَدخل الْعَجُوز من ذَلِك مَا شَاءَ الله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ خلقا آخر) انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا أَحْمد بن طَارق الْوَالِبِي ثَنَا مسْعدَة بن اليسع ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة قَالَت أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَجُوز من الْأَنْصَار فَقَالَت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز) فَلَقِيت مِمَّا قَالَ مشقة فَقَالَ (إِن الله إِذا أدْخلهُنَّ الْجنَّة حَوْلهنَّ أَبْكَارًا) انْتَهَى

1289 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جَرَادًا مردا بيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ) قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي صفة الْجنَّة وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير وَفِي الْوسط فِي حرف الْمِيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور عَن يزِيد بن هَارُون وَعَفَّان أَنا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جردا جردا بيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَلَى خلق آدم سِتُّونَ ذِرَاعا فِي عرض سَبْعَة أَذْرع) انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ قَالَ ابْن حَاتِم فِي علله قَالَ أبي وَرَوَاهُ أَبُو سَلمَة عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَكِلَاهُمَا صَحِيحَانِ انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه مُخْتَصرا من حَدِيث عمرَان الْقطَّان عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن معَاذ بن جبل أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جردا مردا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاثِينَ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَبَعض أَصْحَاب قَتَادَة رَوَوْهُ عَن قَتَادَة مُرْسلا لم يُسْنِدُوهُ انْتَهَى وَذكره فِي صفة الْجنَّة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور ثمَّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن شَيبَان عَن قَتَادَة بِهِ فَذكره مَوْقُوفا وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي أول الطَّبَقَات أخبرنَا يَحْيَى بن السكن أَنا حَمَّاد بن سَلمَة أَنا عَلَى بن زيد بِهِ فَذكره مُرْسلا لَيْسَ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة

1290 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يَقُولَن أحدكُم زرعت وَليقل حرثت) قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث مُسلم بن أبي مُسلم الْجرْمِي ثَنَا مخلد بن الْحُسَيْن عَن هِشَام ابْن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يقل أحدكُم زرعت وَليقل حرثت) ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ إِلَى آخرهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مخلد بن الْحُسَيْن والطبري وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي بَاب إحْيَاء الْموَات من جِهَة الْبَزَّار وَسكت عَنهُ فَهُوَ صَحِيح عِنْده وَأقرهُ ابْن الْقطَّان عَلَى ذَلِك 1291 - الحَدِيث السَّابِع فِي الحَدِيث مثل الْعَالم كَمثل الْحمة يَأْتِيهَا الْبعدَاء وَيَتْرُكهَا الْقُرَبَاء فَبَيْنَمَا هم إِذْ غَار مَاؤُهَا فَانْتَفع بهَا قوم وَبَقِي قوم تتفكنون) قَالَ المُصَنّف قرئَ يتفكنون وَمَعْنَاهُ تَنْدمُونَ وَاسْتشْهدَ بِالْحَدِيثِ 1292 - الحَدِيث الثَّامِن وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (نَاركُمْ هَذِه الَّتِي يُوقد بَنو آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي صفة النَّار من حَدِيث أبي الزِّنَاد

عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نَاركُمْ هَذِه الَّتِي يُوقد ابْن آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم) قَالُوا وَالله إِن كَانَت لكَافِيَة يَا رَسُول الله قَالَ (فَإِنَّهَا قد فضلت عَلَيْهَا بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا كلهَا مثل حرهَا) انْتَهَى 1293 - الحَدِيث التَّاسِع وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يُسلمهُ) قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَظَالِم وَفِي الْإِكْرَاه وَمُسلم فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يُسلمهُ من كَانَ فِي حَاجَة أَخِيه كَانَ الله فِي حَاجته وَمن فرج عَن مُسلم كربَة فرج الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن ستر مُسلما ستره الله يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَعَجِبت من الشَّيْخ زكي الدَّين يَقُول فِي مُخْتَصره وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ثمَّ قَالَ وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بعضه بِمَعْنَاهُ وَمُسلم وَالْبُخَارِيّ أَخْرجَاهُ بِعَيْنِه سندا ومتنا وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا لَا تَحَاسَدُوا إِلَى أَن قَالَ الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ 1294 - الحَدِيث الْعَاشِر رَوَت عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَروح بِالضَّمِّ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْقرَاءَات النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر عَن بديل بن ميسرَة عَن عبد الله بن شَقِيق عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقْرَأ فَروح وَرَيْحَان انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث هَارُون الْأَعْوَر انْتَهَى

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ بِرَفْع الرَّاء وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِسَنَد السّنَن وَمَتْنهَا وَسكت عَنهُ وَأَعَادَهُ فِي كتاب الْقرَاءَات من حَدِيث حَمَّاد عَن بديل بن ميسرَة بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى 1295 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل ليله لم تصبه فاقة أبدا) قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر من حَدِيث الْحجَّاج ابْن منهال ثَنَا السّديّ بن يَحْيَى الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْهَيْثَم عَن شُجَاع عَن أبي فَاطِمَة أَن عُثْمَان بن عَفَّان عَاد ابْن مَسْعُود فِي مَرضه فَقَالَ مَا تَشْتَكِي قَالَ ذُنُوبِي قَالَ فَمَا تشْتَهي قَالَ وَجه رَبِّي قَالَ أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا قَالَ الطَّبِيب أَمْرَضَنِي قَالَ أَلا آمُر لَك بِعَطَائِك قَالَ منحتنيه قبل الْيَوْم فَلَا حَاجَة لي فِيهِ قَالَ تَدعه لأهْلك وَعِيَالك قَالَ إِنِّي عَلَّمْتهمْ شَيْئا إِذا قَالُوهُ لم يَفْتَقِرُوا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ الْوَاقِعَة كل لَيْلَة لم يفْتَقر) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ شُجَاع هَذَا هَكَذَا رَوَاهُ الْحجَّاج بن منهال فَقَالَ فِيهِ عَن أبي فَاطِمَة وَخَالفهُ ابْن وهب وعباس بن الْفضل الْبَصْرِيّ وَيزِيد بن أبي حَكِيم فَرَوَوْه عَن السّديّ بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود هَكَذَا قَالُوهُ بِنُقْطَة فَوق الطَّاء ثمَّ رَوَاهُ بأسانيدهم الثَّلَاثَة كَذَلِك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة لم تصبه فاقة أبدا) وَكَانَ ابْن مَسْعُود بِأَمْر بَنَاته يقْرَأن بهَا فِي كل لَيْلَة انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه شَجَّاهَا هَذَا وَقَالَ إِنَّه هُوَ أَبُو ظَبْيَة وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن مُحَمَّد بن

منيب الْعَدنِي عَن السّري بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة كل لَيْلَة لم تصبه فاقة أبدا) فَكَانَ أَبُو ظَبْيَة لَا يَدعهَا انْتَهَى ثمَّ رَوَاهُ عَن إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل عَن مُحَمَّد بن الْمُنِيب الْعَدنِي عَن السّري ابْن يَحْيَى عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد وَقد أمرت بَنَاتِي أَن يَقْرَأْنَهَا كل لَيْلَة لم يذكر فِيهِ شجاعا وَعَن أبي يعْلى رَوَاهُ أَبُو بكر بن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بِهَذَا الْإِسْنَاد الثَّانِي وَمَتنه وَهُوَ سَنَد جيد وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق ابْن وهب حَدثنِي السّري ابْن يَحْيَى أَن شجاعا حَدثهُ عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل لَيْلَة لم تصبه فاقة) انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا حَدِيث مُنكر وشجاع وَالسري لَا أَعْرفهُمَا انْتَهَى وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي بكر العطاردي ثَنَا السّري بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة الْجِرْجَانِيّ قَالَ دخل عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى ابْن مَسْعُود فَذكر بِاللَّفْظِ الْمُتَقَدّم سَوَاء وَرَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد من حَدِيث عَمْرو بن الرّبيع عَن السّري بن يَحْيَى عَن أبي شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن عبد الله بن مَسْعُود فَذكره بِاللَّفْظِ الأول أَيْضا وَذكره عبد الْحق فِي آخر أَحْكَامه من جِهَة ابْن عبد الْبر وَسكت عَنهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَقَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يظنّ بِهَذَا الحَدِيث صِحَة فَابْن عبد الْبر يرويهِ عَن عَمْرو بن الرّبيع فَذكر سَنَده قَالَ وَلَا يتَحَقَّق كَون أبي ظَبْيَة هَذَا هُوَ الكلَاعِي وَلَا يعرف أَبُو ظَبْيَة غير الكلَاعِي وَالْكَلَاعِيُّ

إِنَّمَا تعرف رِوَايَته عَن معَاذ بن جبل والمقداد وَهُوَ ثِقَة وَلَا يتَحَقَّق أَيْضا كَون أبي شُجَاع هَذَا هُوَ سعيد بن يزِيد الإسْكَنْدراني وَهُوَ أَيْضا ثِقَة يروي عَنهُ اللَّيْث وَابْن الْمُبَارك وَنَحْوهمَا وَالسري بن يَحْيَى ثِقَة أَيْضا وَعَمْرو بن الرّبيع بن طَارق أَيْضا ثِقَة أَيْضا وَبَاقِي السَّنَد لَا يعرف لَهُم حَال قَالَ وَذكر أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام هَذَا الحَدِيث فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن عَن شُجَاع عَن أبي ظيبة عَن ابْن مَسْعُود وَذكره ابْن وهب فِي جَامعه فَقَالَ ثني السّري بن يَحْيَى أَن شجاعا حَدثهُ عَن أبي ظَبْيَة عَن عبد الله بن مَسْعُود هَكَذَا قَالَ إِن شجاعا فَإِن لم يكن وهما فَهُوَ مِمَّا يُؤَكد الْجَهْل بِهِ أَو يكون مُخْتَلفا فِيهِ فَيُقَال شُجَاع أَو أَبُو شُجَاع انْتَهَى كَلَامه وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المؤتلف والمختلف أَبُو طيبَة الْجِرْجَانِيّ اسْمه عِيسَى ابْن سُلَيْمَان لَهُ حَدِيث مُرْسل يرويهِ السّري بن يَحْيَى أَبُو الْهَيْثَم عَن شُجَاع عَن أبي طيبَة عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل لَيْلَة لم يفْتَقر أبدا ذكره فِيمَن اسْمه طيبَة بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَلم يذكر فيهم من اسْمه شُجَاع وَكَذَلِكَ فعل الزَّمَخْشَرِيّ فِي مؤتلفه وَقد اعْترض ابْن مَاكُولَا عَلَى الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ لَيْسَ هُوَ بِأبي طيبَة إِنَّمَا هُوَ أَبُو فَاطِمَة وَهَذَا اعْتِرَاض غير صَحِيح فَأكْثر الرِّوَايَات عَلَى أبي طيبَة وَأَبُو فَاطِمَة وَقع فِي رِوَايَة للبيهقي فِي الشّعب كَمَا تقدم وَفِي الْمِيزَان لشَيْخِنَا الذَّهَبِيّ أَن أَبَا طيبَة هُوَ عِيسَى وَقد ضعف ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي ضُعَفَائِهِ غَيره وشجاع مَجْهُول الْعين دون الْحَال فقد تبين ضعف هَذَا الحَدِيث من وُجُوه أَحدهمَا الِانْقِطَاع كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي علله نقلا عَن أَبِيه وَالثَّانِي نَكَارَة مَتنه كَمَا قَالَ أَحْمد

وَالثَّالِث ضعف رُوَاته كَمَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ وَالرَّابِع الإضراب فَمنهمْ من يَقُول أَبُو طيبَة بِالطَّاءِ الْمُهْملَة بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَمِنْهُم من يَقُول بِظَاء مُعْجَمه بعْدهَا بَاء موحده وَمِنْهُم من يَقُول أَبُو فَاطِمَة كَمَا ذكرهمَا الْبَيْهَقِيّ وَمِنْهُم من يَقُول أَبُو شُجَاع وَمِنْهُم من يَقُول عَن أبي شُجَاع وَقد اجْتمع عَلَى ضعفه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَابْنه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ تَلْوِيحًا وَتَصْرِيحًا وَالله أعلم وَذكره النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى فَقَالَ أَبُو ظَبْيَة شُجَاع عَن ابْن عمر رَوَى عَنهُ السّري بن يَحْيَى انْتَهَى لم يقل غَيره

سُورَة الْحَدِيد

سورة الحديد

سُورَة الْحَدِيد ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1296 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو أنْفق أحدكُم ملْء أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه) قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي السّنة كلهم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا أَصْحَابِي فَلَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه) انْتَهَى وَنسخ الْكَشَّاف مُطَابقَة عَلَى ملْء أحد وَكَأن التَّصْحِيف من المُصَنّف وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ شَيخنَا الْمزي فِي أَطْرَافه وَهُوَ وهم وَقع مِنْهُ فِي حَال الْكِتَابَة بِدَلِيل أَنه ذكر أَولا حَدِيث أبي مُعَاوِيَة ثمَّ ثنى بِحَدِيث جرير وَذكر الْمَتْن وَبَقِيَّة الْإِسْنَاد عَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ثمَّ ثلث بِحَدِيث وَكِيع ثمَّ ربع بِحَدِيث شُعْبَة وَلم يذكر الْمَتْن وَلَا بَقِيَّة السَّنَد عَنْهُمَا بل قَالَ عَن الْأَعْمَش بِإِسْنَاد جرير وَأبي مُعَاوِيَة بِمثل حَدِيثهمَا إِلَى آخر كَلَامه فلولا أَن إِسْنَاد جرير وَأبي مُعَاوِيَة وَاحِد لما جَمعهمَا جَمِيعًا فِي الْحِوَالَة عَلَيْهِمَا قَالَ وَالوهم تَارَة يكون فِي الْحِفْظ وَتارَة فِي القَوْل وَتارَة يكون فِي الْكِتَابَة وَالوهم هُنَا وَقع فِي الْكِتَابَة وَقد وَقع فِي بعض نسخ ابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ وهم أَيْضا انْتَهَى

1297 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ مَا كَانَ بَين إسْلَامنَا وَبَين أَن عُوتِبْنَا بِهَذِهِ الْآيَة إِلَّا أَربع سِنِين يَعْنِي قَوْله تَعَالَى ألم يَأن للَّذين آمنُوا الْآيَة قلت أخرجه مُسلم فِي التَّفْسِير عَنهُ قَالَ مَا كَانَ بَين إسْلَامنَا وَبَين أَن عَاتَبَنَا الله بِهَذِهِ الْآيَة ألم يَأن للَّذين آمنُوا إِلَّا أَربع سِنِين انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى 1298 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن الله تَعَالَى أنزل أَربع بَرَكَات من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أنزل الْحَدِيد وَالْمَاء وَالنَّار وَالْملح) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو سُفْيَان الْحُسَيْن بن عبد الله الدهْقَان ثَنَا الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن خلف الْخياط ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن الْفرج الْعدْل ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عبد الْملك بن مَالك التَّمِيمِي عَن عبد الله بن خَليفَة عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله تَعَالَى أنزل) إِلَى آخِره وَهُوَ فِي الفردوس كَذَلِك من حَدِيث ابْن عمر 1299 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث جعفرا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي سبعين رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيّ يَدعُوهُ فَقدم عَلَيْهِ فَدَعَاهُ فَاسْتَجَاب لَهُ فَقَالَ نَاس مِمَّن آمن من أهل مَمْلَكَته وهم أَرْبَعُونَ رجلا ائْذَنْ لنا فِي الْوِفَادَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأذن لَهُم فقدموا مَعَ جَعْفَر وَقد تهَيَّأ لِوَقْعَة أحد فَلَمَّا رَأَوْا مَا بِالْمُسْلِمين من خصَاصَة اسْتَأْذنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَجَعُوا

وَقدمُوا بِأَمْوَالِهِمْ فآسوا بهَا الْمُسلمين فَأنْزل الله الَّذين آتَيْنَاهُم إِلَى قَوْله وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ فَلَمَّا سمع من لم يُؤمن من أهل الْكتاب قَوْله يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ فَخَروا عَلَى الْمُسلمين وَقَالُوا من آمن بِكِتَابِكُمْ وَكِتَابنَا فَلهُ اجْرِ مرّة وَمن لم يُؤمن بِكِتَابِكُمْ فَلهُ أجر كأجركم فَمَا فَضلكُمْ علينا فَنزلت قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان ثَنَا يَعْقُوب عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَعْفَر فِي سبعين رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيّ يَدعُوهُ فَقدم عَلَيْهِ فَدَعَاهُ فَاسْتَجَاب لَهُ وآمن بِهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْد انْصِرَافه قَالَ نَاس مِمَّن آمن بِهِ من أهل مَمْلَكَته وهم أَرْبَعُونَ رجلا ائْذَنْ لنا فِي الْوِفَادَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقدموا مَعَ جَعْفَر عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد تهَيَّأ لِوَقْعِهِ أحد فَلَمَّا رَأَوْا بِالْمُسْلِمين من الْخَصَاصَة وَشدَّة الْحَال اسْتَأْذنُوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا نَبِي الله إِن لنا أَمْوَالًا وَنحن نرَى مَا بِالْمُسْلِمين من الْخَصَاصَة فَإِن أَذِنت لنا انصرفنا فَجِئْنَا بِأَمْوَالِنَا فواسينا الْمُسلمين بهَا فَأذن لَهُم فانصرفوا فَأتوا بِأَمْوَالِهِمْ فَوَاسَوْا بهَا الْمُسلمين فَأنْزل الله فيهم الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب من قبله هم بِهِ مُؤمنُونَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ وَكَانَت النَّفَقَة الَّتِي وَاسَوْا بهَا الْمُسلمين فَلَمَّا سمع أهل الْكتاب مِمَّن لم يُؤمن بقوله يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا فَخَروا عَلَى الْمُسلمين فَقَالُوا يَا معشر الْمُسلمين أما من آمن منا بِكِتَابِكُمْ وَكِتَابنَا فَلهُ أجره مرَّتَيْنِ وَمن لم يُؤمن بِكِتَابِكُمْ فَلهُ أجر كَأُجُورِكُمْ فَمَا فَضلكُمْ علينا فَأنْزل الله (يأيها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وآمنوا بِرَسُولِهِ يُؤْتكُم كِفْلَيْنِ من رَحمته) فَجعل لَهُم أَجْرَيْنِ وَزَادَهُمْ النُّور وَالْمَغْفِرَة وَهَذَا مُرْسل

وَذكر الثَّعْلَبِيّ عَن سعيد بن جُبَير بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور من غير سَنَد 1300 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْحَدِيد كتب من الَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرُسُله) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي بِسَنَدِهِ الْمَعْرُوف وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة المجادلة

سورة المجادلة

سُورَة المجادلة ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا 1301 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة رَآهَا زَوجهَا وَهِي تصلي وَهُوَ أَوْس بن الصَّامِت أَخُو عبَادَة وَكَانَت حَسَنَة الْجِسْم فَرَاوَدَهَا فَأَبت فَغَضب وَكَانَ بِهِ خفَّة لمَم فَظَاهر مِنْهَا فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت إِن أَوْسًا تزَوجنِي وَأَنا شَابة مَرْغُوب فِي فَلَمَّا خلا سني وَنَثَرت بَطْني أَي كثر وَلَدهَا جعلني عَلَيْهِ كَأُمِّهِ رَوَى أَنَّهَا قَالَت إِن لي صبية صغَارًا إِن ضَمَمْتهمْ إِلَى جَاعُوا وَإِن ضَمَمْتهمْ إِلَيْهِ ضَاعُوا فَقَالَ مَا عِنْدِي فِي أَمرك شَيْء وَرُوِيَ أَنه قَالَ لَهَا حرمت عَلَيْهِ فَقَالَت يَا رَسُول الله مَا ذكر طَلَاقا وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو وَلَدي وَأحب النَّاس إِلَيّ قَالَ حرمت عَلَيْهِ فَقَالَت أَشْكُو إِلَى الله فَاقَتِي وَوحْدَتِي كلما قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرمت عَلَيْهِ هَتَفت وَشَكتْ إِلَى الله تَعَالَى فَنزلت قد سمع الله الْآيَة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنَيْهِمَا بروايات مُخْتَلفَة وَفِي أبي دَاوُد مِنْهُ شَيْء يسير وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَخَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيُقَال خُوَيْلَة وَالْأول أشهر وَالرِّوَايَة الثَّالِثَة عِنْد الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن نجيح

أبي معشر الْمدنِي عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ كَانَت خَوْلَة بنت ثَعْلَبه تَحت أَوْس ابْن الصَّامِت وَكَانَ رجلا بِهِ لمَم فَقَالَ فِي بعض هِجْرَاته أَنْت عَلّي كَظهر أُمِّي ثمَّ نَدم وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا حرمت فَجَاءَت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا نَبِي الله إِن أَوْس بن الصَّامِت أَبُو وَلَدي وَأحب النَّاس إِلَيّ وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب مَا ذكر طَلَاقا وَإِنَّمَا قَالَ أَنْت عَلّي كَظهر أُمِّي ثمَّ نَدم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (كَمَا أَرَاك إِلَّا حرمت عَلَيْهِ) فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا تقل كَذَلِك وَالله مَا ذكر طَلَاقا فَرَادتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرَارًا ثمَّ قَالَت اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْك فَاقَتِي وَحْدَتي وَمَا يشق عَلّي من فِرَاقه اللَّهُمَّ فَأنْزل عَلَى نبيك وَفِي لفظ لَهُ عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ فَجعلت كلما قَالَ لَهَا حرمت عَلَيْهِ هَتَفت وَقَالَت أَشْكُو إِلَى الله فَاقَتِي فَلم ترم مَكَانهَا حَتَّى نزلت الْآيَة فَدَعَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ لَهُ أعتق رَقَبَة قَالَ لَا أجد قَالَ (فَصم شَهْرَيْن مُتَتَابعين) قَالَ لَا أَسْتَطِيع أَن أَصوم الْيَوْم الْوَاحِد قَالَ (أطْعم سِتِّينَ مِسْكينا) قَالَ أما هَذَا فَنعم فَهَذَا مُرْسل وَالَّذِي قبله أَيْضا 1302 - الحَدِيث الثَّانِي عَن عَائِشَة قَالَت الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد كلمت المجادلة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَانب الْبَيْت وَأَنا عِنْده لَا أسمع وَقد سمع الله لَهَا قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الطَّلَاق وَابْن ماجة فِي السّنة من حَدِيث الْأَعْمَش عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد جَاءَت خَوْلَة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَشْكُو زَوجهَا فَكَانَ يخْفَى عَلّي كَلَامهَا فَأنْزل الله قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك الْآيَة

وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم والطبري فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فَقَالَ وَقَالَ الْأَعْمَش عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكره فِي كتاب التَّوْحِيد وَأَلْفَاظهمْ كلهم الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد جَاءَت المجادلة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تكَلمه وَأَنا فِي نَاحيَة الْبَيْت لَا أسمع مَا يَقُول فَأنْزل الله قد سمع الله إِلَى آخر الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلَفظه قَالَت تبَارك الَّذِي وسع سَمعه كل شَيْء إِنِّي لأسْمع كَلَام خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيخْفَى عَلَى بعضه وَهِي تَشْتَكِي زَوجهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي تَقول يَا رَسُول الله أكل شَبَابِي وَنَثَرت لَهُ بَطْني حَتَّى إِذا كبر سني وَانْقطع وَلَدي ظَاهر مني اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْك قَالَت عَائِشَة فَمَا بَرحت حَتَّى نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بهؤلاء الْآيَات (قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا) وَزوجهَا أَوْس بن الصَّامِت انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 1303 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لسَلمَة بن صَخْر البياضي حِين قَالَ لَهُ يَا رَسُول الله ظَاهَرت من امْرَأَتي ثمَّ أَبْصرت خلْخَالهَا فِي لَيْلَة قَمْرَاء فَوَاقَعْتهَا فَقَالَ (اسْتغْفر الله وَلَا تعد حَتَّى تكفر قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي كتبهمْ من حَدِيث الْفضل بن مُوسَى عَن معمر عَن الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا ظَاهر من امْرَأَته ثمَّ وَاقعهَا قبل أَن يكفر فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ قَالَ (مَا حملك عَلَى مَا صنعت) قَالَ رَأَيْت بَيَاض سَاقيهَا فِي الْقَمَر قَالَ (فَاعْتَزلهَا حَتَّى تكفر عَنْك) وَلَفظ التِّرْمِذِيّ قَالَ رَأَيْت خلْخَالهَا فِي ضوء الْقَمَر قَالَ (فَلَا تَقربهَا

حَتَّى تفعل مَا أَمرك الله) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر بِهِ فَذكره مُرْسلا قَالَ النَّسَائِيّ والمرسل أولَى بِالصَّوَابِ انْتَهَى وَرووا إِلَّا النَّسَائِيّ من حَدِيث سَلمَة بن صَخْر البياضي قَالَ كنت امْرَءًا أسْتَكْثر من النِّسَاء لَا أرَى رجلا يُصِيب من ذَلِك مَا كنت أُصِيب فَلَمَّا دخل رَمَضَان ظَاهَرت من امْرَأَتي حَتَّى يَنْسَلِخ رَمَضَان فَبَيْنَمَا هِيَ تُحَدِّثنِي ذَات لَيْلَة انْكَشَفَ لي مِنْهَا شَيْء فَوَثَبت عَلَيْهَا فَوَاقَعْتهَا الحَدِيث بِطُولِهِ وَلَيْسَ فِيهِ اسْتغْفر الله إِلَى آخِره 1304 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون صَاحبهمَا فَإِن ذَلِك يحزنهُ) وَرُوِيَ دون الثَّالِث قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَأخرجه مُسلم فِي آخر الاسْتِئْذَان وَهُوَ بعد الْأَدَب من حَدِيث أبي وَائِل شَقِيق عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون صَاحبهمَا فَإِن ذَلِك يحزنهُ) انْتَهَى دون آخر انْتَهَى والْحَدِيث فِيهِ رِوَايَات فدون آخر اتفقَا عَلَيْهِ وَدون صَاحبهمَا وَدون وَاحِد انْفَرد بهما مُسلم وَدون ثَالِث انْفَرد بهَا البُخَارِيّ وَأَخْرَجَا عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا إِذا كَانَ ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عمر وَزَاد فِيهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ قَالَ قلت فَإِن كَانُوا أَرْبَعَة قَالَ لَا بَأْس بِهِ انْتَهَى 1305 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (بَين الْعَالم وَالْعَابِد مائَة دَرَجَة بَين كل دَرَجَتَيْنِ

حضر الْجواد الْمُضمر سبعين سنة) قلت رَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن مُحَرر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد سَبْعُونَ دَرَجه مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة مائَة عَام حضر الْفرس السَّرِيع) انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِعَبْد الله بن مُحَرر ثمَّ أسْند عَن ابْن الْمُبَارك بَعرَة أحب إِلَيّ مِنْهُ وَعَن أبن معِين قَالَ ضَعِيف وَعَن السّديّ هَالك وَعَن النَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس مَتْرُوك الحَدِيث وَعَن قَتَادَة مُنكر الحَدِيث وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ رواياته غير مَحْفُوظَة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب أخبرنَا أَبُو الْخَيْر ابْن هَارُون أَنا أَبُو الْفرج الْبُرْجِي أَنا مُحَمَّد بن عمر بن حَفْص ثَنَا إِسْحَاق بن الْفَيْض ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم عَن سَلام عَن خَارِجَة بن مُصعب عَن زيد ابْن أسلم عَن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد سَبْعُونَ دَرَجَة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ حضر الْجواد سبعين عَاما) انْتَهَى وَفِي كتاب الْعلم لِابْنِ عبد الْبر قَالَ وَرَوَى ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَين الْعَالم وَالْعَابِد مائَة دَرَجَة بَين كل دَرَجَتَيْنِ حضر الْجواد الْمُضمر سبعين سنة) انْتَهَى 1306 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب)

قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَقد تقدم فِي سُورَة النَّمْل 1307 - الحَدِيث السَّابِع وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يشفع يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة الْأَنْبِيَاء ثمَّ الْعلمَاء ثمَّ الشُّهَدَاء) قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي آخر سنَنه من حَدِيث عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن عَلان بن أبي مُسلم عَن أبان بن عُثْمَان عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يشفع يَوْم الْقِيَامَة) إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَأَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم وَأخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَأَعلاهُ بِعَنْبَسَةَ ونقلا عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ تَرَكُوهُ وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَمَتنه 1308 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس خير سُلَيْمَان بَين الْعلم وَالْمَال وَالْملك فَاخْتَارَ الْعلم فَأعْطِي الْعلم وَالْملك وَالْمَال قلت ذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم هَكَذَا من غير سَنَد وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا عَلَى اصْطِلَاحه فِي حذف اسْمه عَلَيْهِ السَّلَام

1309 - 09 الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم يَا إِبْرَاهِيم إِنِّي أحب كل عليم) قلت ذكره ابْن عبد الْبر أَيْضا فِي كتاب الْعلم من غير سَنَد فَقَالَ وَرُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أوحى الله) إِلَى آخِره 1310 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من أفضل مَا أُوتيت الْعَرَب الشّعْر يقدمهُ الرجل أَمَام حَاجته فيستمطر بِهِ الْكَرِيم وَيُسْتَنْزَلُ بِهِ اللَّئِيم 1311 - الحَدِيث التَّاسِع وَرُوِيَ أَن النَّاس أَكْثرُوا مُنَاجَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَا يُرِيدُونَ حَتَّى أَملوهُ فَأمروا بِالصَّدَقَةِ لمن أَرَادَ الْمُنَاجَاة قَالَ عَلّي لما نزلت دَعَاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (مَا تَقول فِي دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ قلت حَبَّة أَو شعيرَة قَالَ (إِنَّك لَزَهِيد) قَالَ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك اشْتَدَّ عَلَيْهِم فَارْتَدَعُوا وَكفوا أما الْغَنِيّ فلشحه وَأما الْفَقِير فَلِعُسْرَتِهِ قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي بِنَقص يسير من حَدِيث عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عَلّي بن عَلْقَمَة الْأَنمَارِي عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول

فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة) قَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا ترَى فِي دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ (فَنصف دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ (فكم) قلت شعيرَة قَالَ (إِنَّك لَزَهِيد) قَالَ فَنزلت أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات الْآيَة قَالَ فَبِي خفف الله عَن هَذِه الْأمة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من هَذَا الْوَجْه وَمَعْنى شعيرَة أَي وزن شعيرَة من ذهب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا عَلّي وَلَا نَحْفَظهُ عَن عَلّي إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَعُثْمَان بن الْمُغيرَة رَوَى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرَة وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني عَلّي ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا مُعَاوِيَة عَن ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول الْآيَة قَالَ وَذَلِكَ أَن الْمُسلمين أَكْثرُوا الْمسَائِل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى شَقوا عَلَيْهِ فَأَرَادَ أَن يُخَفف عَن نبيه فَلَمَّا قَالَ ذَلِك ضن كثير من النَّاس فَكف كثير من النَّاس عَن الْمَسْأَلَة فَأنْزل الله بعد هَذَا فَإذْ لم تَفعلُوا وَتَابَ الله عَلَيْكُم الْآيَة فَوسعَ الله عَلَيْهِم انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه كَذَلِك 1312 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِن فِي كتاب الله لآيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا بِعَمَل بهَا أحد بعدِي كَانَ لي دِينَار فَصَرَفته فَكنت إِذا نَاجَيْته تَصَدَّقت بدرهم قَالَ الْكَلْبِيّ تصدق بِهِ فِي عشر كَلِمَات سَأَلَهُنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى قَالَ

قَالَ عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِن فِي كتاب الله لآيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا يعْمل بهَا أحد بعدِي آيَة النَّجْوَى (يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة) الْآيَة قَالَ كَانَ عِنْدِي دِينَار فَبِعْته بِعشْرَة دَرَاهِم فناجيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكنت كلما نَاجَيْته قدمت بَين يَدي نَجْوَايَ درهما ثمَّ نسخت فَلم يعْمل بهَا أحد فَنزلت أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات الْآيَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن لَيْث عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ عَلّي فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَقَالَ الْكَلْبِيّ لم أَجِدهُ 1313 الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن عبد الله بن نَبْتَل الْمُنَافِق كَانَ يُجَالس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يرفع حَدِيثه إِلَى الْيَهُود فَبَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حجرَة من حجره إِذْ قَالَ (يدْخل عَلَيْكُم الْآن رجل قلبه قلب جَبَّار وَينظر بِعَين شَيْطَان) فَدخل ابْن نَبْتَل وَكَانَ أَزْرَق فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (علام تَشْتمنِي أَنْت وَأَصْحَابك) فَحلف بِاللَّه مَا فعل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (فعلت) فَانْطَلق فجَاء بِأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا بِاللَّه مَا سبوه فَنزلت قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص يسير من حَدِيث سماك بن حَرْب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ظلّ حجرَة وَقد كَاد الظل أَن يَتَقَلَّص فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَان فَينْظر إِلَيْكُم

بِعَين الشَّيْطَان فَإِذا جَاءَكُم فَلَا تُكَلِّمُوهُ) فَلم يَلْبَثُوا أَن طلع عَلَيْهِم رجل أَزْرَق أَعور فَقَالَ حِين رَآهُ دَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (علا تَشْتمنِي أَنْت وَأَصْحَابك) فَقَالَ ذَرْنِي آتِك بهم فَانْطَلق فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا وَمَا فعلوا فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ يَوْم يَبْعَثهُم الله جَمِيعًا فَيحلفُونَ لَهُ كَمَا يحلفُونَ لكم وَيَحْسبُونَ أَنهم عَلَى شَيْء أَلا إِنَّهُم هم الْكَاذِبُونَ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ قي دَلَائِل النُّبُوَّة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَهَذَا سَنَد جيد وَابْن مرْدَوَيْه أَيْضا 1314 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تجْعَل لِفَاجِر وَلَا الْفَاسِق عِنْدِي نعْمَة فَإِنِّي وجدت فِيمَا أوحيت لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه الْآيَة قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا أَحْمد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي ثَنَا جَعْفَر الْأَحْمَر عَن كثير ابْن عَطِيَّة عَن رجل قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ لَا تجْعَل لِفَاجِر عِنْدِي يدا وَلَا نعْمَة فَإِنِّي أجد فِيمَا أنزلت (لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر) الْآيَة انْتَهَى وَهُوَ فِي الفردوس لأبي شُجَاع الديلمي من حَدِيث معَاذ 1315 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن أَبَا قُحَافَة سبّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَكَّهُ أَبُو بكر صَكه سقط مِنْهَا إِلَى الأَرْض فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَو فعلته) قَالَ نعم قَالَ (لَا تعد) قَالَ وَالله لَو كَانَ السَّيْف إِلَى جَانِبي لقتلته

قلت غَرِيب وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن جريج قَالَ حدثت أَن أَبَا قُحَافَة إِلَى آخِره وَزَاد فَأنْزل الله لَا تَجِد قوما الْآيَة وَكَذَلِكَ ذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول نَحوه سَوَاء 1316 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رُوِيَ أَن أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح قتل أَبَاهُ عبد الله بن الْجراح يَوْم أحد وَأَبُو بكر دَعَا ابْنه إِلَى البرَاز يَوْم بدر وَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعْنِي أكن فِي الرَّعْلَة الأولَى قَالَ (متعنَا بِنَفْسِك يَا أَبَا بكر أما تعلم أَنَّك عِنْدِي بِمَنْزِلَة سَمْعِي وبصري) وَمصْعَب بن عُمَيْر قتل أَخَاهُ عبيد بن عُمَيْر يَوْم أحد وَعمر قتل خَاله الْعَاصِ بن هِشَام يَوْم بدر وَعلي وَحَمْزَة وَعبيدَة بن الْحَارِث قتلوا شيبَة وَعتبَة ابْني رَبِيعه والوليد ابْن عتبَة يَوْم بدر قلت فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى مقَاتل بن حَيَّان عَن مرّة الْهَمدَانِي عَن عبد الله ابْن مَسْعُود فِي الْآيَة وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم يَعْنِي أَبَا عُبَيْدَة قتل أَبَاهُ فَذكره إِلَى آخِره وَفِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي عُبَيْدَة بن الْجراح فَذكره إِلَى آخِره 1317 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة المجادلة كتب من

حزب الله يَوْم الْقِيَامَة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سُورَة الْحَشْر

سورة الحشر

سُورَة الْحَشْر ذكر فِيهَا سَبْعَة أَحَادِيث 1318 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن بني النَّضِير صَالحُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَلا يَكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ فَلَمَّا ظَهَرُوا يَوْم بدر قَالُوا هُوَ النَّبِي الَّذِي نَعته فِي التَّوْرَاة لَا ترد لَهُ راية فَلَمَّا هزم الْمُسلمُونَ يَوْم أحد ارْتَابُوا وَنَكَثُوا فَخرج كَعْب بن الْأَشْرَف فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا إِلَى مَكَّة فَحَالَفُوا عَلَيْهِ قُريْشًا عِنْد الْكَعْبَة فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ فَقتل كَعْبًا غيلَة وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة ثمَّ صبحهمْ بِالْكَتَائِبِ وَهُوَ عَلَى حمَار مَخْطُوم بِلِيفٍ فَقَالَ لَهُم اخْرُجُوا من الْمَدِينَة فَقَالُوا الْمَوْت أحب إِلَيْنَا من ذَلِك فَتَنَادَوْا بِالْحَرْبِ وَقيل اسْتمْهلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة أَيَّام لِيَتَجَهَّزُوا لِلْخُرُوجِ فَدس عبد الله بن أبي الْمُنَافِق إِلَيْهِم لَا تخْرجُوا من الْحصن فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَنحْن مَعكُمْ لَا نَخْذُلكُمْ وَإِن خَرجْتُمْ لَنخْرجَنَّ مَعكُمْ فَدُرِّبُوا عَلَى الْأَزِقَّة وَحَصَّنُوهَا فَحَاصَرَهُمْ إِحْدَى وَعشْرين لَيْلَة فَلَمَّا قذف الله فِي قُلُوبهم الرعب وَأَيِسُوا من نصر الْمُنَافِقين طلبُوا الصُّلْح فَأَبَى عَلَيْهِم إِلَّا الْجلاء عَلَى أَن يحمل كل ثَلَاث أَبْيَات عَلَى بعير مَا شَاءُوا من مَتَاعهمْ فَجَلَوْا إِلَى الشَّام إِلَى أرِيحَا وَأَذْرعَات إِلَّا آل بَيْتَيْنِ مِنْهُم آل أبي الْحقيق وَآل حييّ بن أَخطب فَإِنَّهُم لَحِقُوا بِخَيْبَر وَلَحِقت طَائِفَة بِالْحيرَةِ

فَلت غَرِيب وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد 1319 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين أَمر أَن يقطع نَخْلهمْ وَيحرق قَالُوا يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى عَن الْفساد فِي الأَرْض فَمَا بَال قطع النّخل وَتَحْرِيقهَا وَكَانَ فِي أنفس الْمُؤمنِينَ شَيْء من ذَلِك فَنزلت يَعْنِي قَوْله مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا الْآيَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن عبد الله بن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بنى النَّضِير فَتَحَصَّنُوا فَقطع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النّخل وَحرق فَنَادوا حِين رَأَوْا النّخل تقطع وَتحرق يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى عَن الْفساد فَمَا بَال قطع النّخل وَحَرقه وَكَانَ من أنفس الْمُؤمنِينَ من ذَلِك شَيْء فَأنْزل الله مَا قطعْتُمْ من لينَة الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا سَلمَة بن الْفضل حَدثنِي مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق ثَنَا يزِيد بن رُومَان قَالَ لما نزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير تحَصَّنُوا مِنْهُ فِي الْحُصُون فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِقطع النّخل وَالتَّحْرِيق فِيهَا بالنَّار فَنَادَوْهُ يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى إِلَى آخِره وَذكره ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني النَّضِير من قَول ابْن إِسْحَاق وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثني أَبُو صَالح عَن ابْن عَبَّاس فَذكره وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي وَثني يَحْيَى بن عبد الْعَزِيز قَالَ أرسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سعد بن عبَادَة فَضرب قُبَّته إِلَى أَن قَالَ وَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالنَّخْلِ

فَقطعت وَحرقت قَالَ فَأرْسل حييّ بن أَخطب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا مُحَمَّد إِنَّك كنت تنْهَى عَن الْفساد إِلَى آخِره 1320 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رجلَيْنِ كَانَا يقْطَعَانِ أَحدهمَا الْعَجْوَة وَالْآخر اللَّوْن فَسَأَلَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَحدهمَا إِنَّمَا تركتهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ الآخر إِنَّمَا قَطَعْتهمَا غيظا للْكفَّار قلت غَرِيب وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة اُخْبُرْنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي أَنا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ثَنَا آدم ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى مَا قطعْتُمْ من لينَة يَعْنِي من نَخْلَة قَالَ نهَى بعض الْمُهَاجِرين بَعْضًا عَن قطع النّخل وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ من مَغَانِم الْمُسلمين وَقَالَ الَّذين قطعُوا بل هُوَ غيظ لِلْعَدو فَنزل الْقُرْآن بِتَصْدِيق من نهَى عَن قطعه وَتَحْلِيل من قطعه من الْإِثْم فَقَالَ إِنَّمَا قطعه وَتَركه بِإِذن الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني يَحْيَى بن عبد الْعَزِيز فَذكر الْقِصَّة وَفِيه فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالنَّخْلِ فَقطعت وَحرقت وَاسْتعْمل عَلَى قطعهَا رجلَيْنِ من أَصْحَابه أَبَا لَيْلَى الْمَازِني وَعبد الله بن سَلام وَكَانَ أَبُو لَيْلَى يقطع الْعَجْوَة وَكَانَ عبد الله بن سَلام يقطع اللَّوْن فَقيل لَهما فِي ذَلِك فَقَالَ أَبُو لَيْلَى كَانَت الْعَجْوَة احْرِقْ لَهُم وَقَالَ عبد الله بن سَلام قد عرفت أَن الله سَيَغْنَمُهُ أَمْوَالهم وَكَانَت الْعَجْوَة خير أَمْوَالهم فَأنْزل الله تَعَالَى رضَا بِمَا صنعا مَا قطعْتُمْ من لينَة الْآيَة 1321 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْإِفَاضَة من عَرَفَات (لَيْسَ الْبر فِي إيجَاف الْخَيل وَلَا إيضَاع الْإِبِل عَلَى هينَتكُمْ)

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج من حَدِيث الْأَعْمَش عَن الحكم عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَفَاضَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عَرَفَة وَعَلِيهِ السكينَة ورديفه أسَامَه فَقَالَ (يأيها النَّاس عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ فَإِن الْبر لَيْسَ بِإِيجَاف الْخَيل وَالْإِبِل) قَالَ فَمَا رَأَيْتهَا بعد رَافِعَة يَديهَا عَادِية حَتَّى أَتَى جمعا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَأخرج البُخَارِيّ فِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه دفع مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عَرَفَة فَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَاءه زجرا شَدِيدا وَضَربا لِلْإِبِلِ فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِم وَقَالَ (يأيها النَّاس عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ فَإِن الْبر لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ) انْتَهَى 1322 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود أَنه لَقِي رجلا محرما وَعَلِيهِ ثِيَابه فَقَالَ لَهُ انْزعْ عَنْك هَذَا فَقَالَ لَهُ الرجل اقْرَأ عَلّي فِي هَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى قَالَ نعم فَقَرَأَ علية (وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ) الْآيَة قلت رَوَاهُ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم أخبرنَا مُحَمَّد ابْن خَليفَة ثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ بِمَكَّة ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سهل الْأُشْنَانِي ثَنَا الْحُسَيْن بن عَلّي بن الْأسود ثَنَا يَحْيَى بن آدم ثَنَا قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بكر بن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ لَقِي عبد الله بن مَسْعُود رجلا محرما وَعَلِيهِ ثِيَابه فَقَالَ لَهُ انْزعْ عَنْك هَذَا فَقَالَ لَهُ الرجل أَتَقْرَأُ عَلّي بِهَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى قَالَ نعم وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن أبي شيبَة ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بِهِ سندا ومتنا

1323 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قسم أَمْوَال بني النَّضِير عَلَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط الْأَنْصَار إِلَّا ثَلَاثَة نفر مُحْتَاجين أَبَا دُجَانَة سماك بن خَرشَة وَسَهل ابْن حنيف والْحَارث بن الصمَّة وَقَالَ لَهُم (إِن شِئْتُم قسمت للمهاجرين من أَمْوَالكُم وداركم وَشَارَكْتُمُوهُمْ فِي هَذِه الْغَنِيمَة وَإِن شِئْتُم كَانَت لكم دِيَاركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَلم يقسم لكم شَيْء من الْغَنِيمَة) فَقَالَت الْأَنْصَار بل يقسم لَهُم من دِيَارنَا وَأَمْوَالنَا وَنُؤْثِرهُمْ بِالْقِسْمَةِ وَلَا نشاركهم فِيهَا فَنزلت قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة ابْن زيد عَن أم الْعَلَاء قَالَت لما غنم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير قَالَ لِثَابِت بن قيس بن شماس ادْع لي الْأَنْصَار كلهَا فَدَعَا الْأَوْس والخزرج فَتكلم وَحمد الله ثمَّ ذكر الْأَنْصَار وَمَا صَنَعُوا مَعَ الْمُهَاجِرين وَإِنْزَالهمْ إيَّاهُم فِي مَنَازِلهمْ وأثرهم عَلَى أنفسهم ثمَّ قَالَ (إِن أَحْبَبْتُم قسمت بَيْنكُم وَبَين الْمُهَاجِرين مِمَّا أَفَاء الله عَلّي من بني النَّضِير وَيكون الْمُهَاجِرُونَ عَلَى مَا هم عَلَيْهِ من السُّكْنَى فِي مَسَاكِنكُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَإِن أَحْبَبْتُم أَعطيتهم وَخَرجُوا من دُوركُمْ) فَقَالَ سعد بن عبَادَة وَسعد بن معَاذ يَا رَسُول الله بل نقسمهُ للمهاجرين وَيَكُونُونَ فِي دُورنَا كَمَا كَانُوا وَنَادَتْ الْأَنْصَار رَضِينَا يَا رَسُول الله فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَار وَأَبْنَاء الْأَنْصَار) فقسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أَفَاء الله عَلَيْهِ فَأعْطَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط أحدا من الْأَنْصَار إِلَّا رجلَيْنِ كَانَا مُحْتَاجين سهل بن حنيف وَأَبا دُجَانَة وَنفل سعد بن معَاذ بِسيف ابْن أبي الْحقيق وَكَانَ لَهُ ذكر عِنْدهم انْتَهَى وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن كفار قُرَيْش كتبُوا إِلَى ابْن أبي وَمن كَانَ مَعَه يعبد الْأَوْثَان من الْأَوْس والخزرج فَذكره قصَّة بني النَّضِير وَفِي آخِره وَكَانَت نخل بني النَّضِير لرَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَاصَّة أعطَاهُ الله إِيَّاهَا وَخَصه بهَا فَقَالَ مَا أَفَاء الله عَلَى رَسُوله مِنْهُم فَمَا أَوجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خيل يَقُول بِغَيْر قتال فَأعْطَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَكْثَرهَا للمهاجرين قسمهَا بَينهم وَقسم مِنْهَا لِرجلَيْنِ من الْأَنْصَار وَلم يقسم لغَيْرِهِمَا من الْأَنْصَار مُخْتَصر وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بني النَّضِير عَن ابْن إِسْحَاق ثني عبد الله ابْن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قسم أَمْوَال بني النَّضِير عَلَى الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين دون الْأَنْصَار إِلَّا أَن سهل بن جنيف وَأَبا دُجَانَة سماك بن خَرشَة ذكرا فقرا فَأَعْطَاهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره سندا ومتنا وَذكر الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره لفظ المُصَنّف بِحُرُوفِهِ عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَفِي الرَّوْض الْأنف لِلسُّهَيْلِي ابْن إِسْحَاق يَقُول أعطي أَبَا دُجَانَة وَسَهل ابْن حنيف وَغير ابْن إِسْحَاق يَقُول أعْطى ثَلَاثَة وَذكر فيهم الْحَارِث بن الصمَّة 1324 - الحَدِيث السَّادِس عَن أبي هُرَيْرَة سَأَلت حَبِيبِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن اسْم الله الْأَعْظَم قَالَ (عَلَيْك بِأخر سُورَة الْحَشْر فَأكْثر قِرَاءَته) فَأَعَدْت عَلَيْهِ فَأَعَادَ عَلّي فَأَعَدْت عَلَيْهِ فَأَعَادَ عَلّي قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو عُثْمَان بن أبي بكر الْحِيرِي ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ابْن الْحَجَّاجِي ثَنَا عبد الله بن أبان بن شَدَّاد أَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحبرِي حَدثهمْ قَالَ ثَنَا عَلّي بن زُرَيْق ثَنَا هِشَام عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سَأَلت حَبِيبِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَوَى الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أَنا أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن الْحسن

الْحَافِظ أَنا عَلّي بن عمر بن مهْدي ثَنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن حَمْزَة بن صَالح الْأَنْطَاكِي ثَنَا أَحْمد بن نجدة ثَنَا أَبُو الْمُغيرَة عبد القدوس بن الْحجَّاج ثَنَا يَحْيَى بن ثَعْلَبَة ثني الحكم بن عتيبة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْم الله الْأَعْظَم فِي سِتّ آيَات من سُورَة الْحَشْر) انْتَهَى 1325 - الحَدِيث السَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْحَشْر غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ الدينَوَرِي ثَنَا ابْن حمدَان ثَنَا أبي ثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم ثَنَا أَبُو الْأَشْهب عَن يزِيد بن أبان عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ آخر سُورَة الْحَشْر) إِلَى آخِره وَأما ابْن مرْدَوَيْه فَلم يروه أصلا وَلَا الواحدي فِي الْوَسِيط

سُورَة الممتحنة

سورة الممتحنة

سُورَة الممتحنة ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1326 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن مولاة لأبي عَمْرو بن صَيْفِي بن هَاشم يُقَال لَهَا سارة أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يُجهز لِلْفَتْحِ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَمُسْلِمَة جِئْت) قَالَت لَا قَالَ (أفمهاجرة) قَالَت لَا قَالَ (فَمَا جَاءَ بك) فَقَالَت كُنْتُم الْأَهْل وَالْمُوَالَى وَالْعشيرَة وَقد ذهبت الموَالِي يَعْنِي قتلوا يَوْم بدر فَاحْتَجت حَاجَة شَدِيدَة فَحَث عَلَيْهَا بني عبد الْمطلب فَكَسَوْهَا وَحملُوهَا وزودوها فَأَتَاهَا حَاطِب ابْن أبي بلتعة وَأَعْطَاهَا عشرَة دَنَانِير وَكَسَاهَا بردا واستحملها كتابا إِلَى أهل مَكَّة نسخته من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أعلمُوا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُرِيدكُمْ فَخُذُوا حذركُمْ فَخرجت سارة وَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بالْخبر فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عليا وَعمَّارًا وَعمر وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر والمقداد وَأَبا مرْثَد وَكَانُوا فُرْسَانًا وَقَالَ (انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة فَخُذُوهُ مِنْهَا وَحلوهَا فَإِن أَبَت فَأَضْرَبُوا عُنُقهَا) فَأَدْرَكُوهَا فَجحدت وَحلفت فَهموا بِالرُّجُوعِ فَقَالَ عَلّي مَا كذبنَا وَلَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسل سَيْفه وَقَالَ أَخْرِجِي الْكتاب أَو تَضَعِي رَأسك فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا

وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم فَاسْتَحْضر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَاطِبًا وَقَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا كفرت مُنْذُ أسلمت وَلَا غشتك مُنْذُ نَصَحْتُك وَلَا أَحْبَبْتهم مُنْذُ فَارَقْتهمْ وَلَكِنِّي كنت امْرَءًا مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَرُوِيَ عَزِيزًا فيهم أَي غَرِيبا وَلم أكن من أَنْفسهَا وكل من مَعَك من الْمُهَاجِرين لَهُم قَرَابَات بِمَكَّة يحْمُونَ أَهَالِيهمْ وَأَمْوَالهمْ غَيْرِي فَخَشِيت عَلَى أَهلِي فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ عِنْدهم يدا وَقد علمت أَن الله ينزل عَلَيْهِم بأسه وَأَن كتابي لَا يَنْفَعهُمْ شَيْئا فَصدقهُ وَقبل عذره فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ (وَمَا يدْريك يَا عمر لَعَلَّ الله قد اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم) فَفَاضَتْ عينا عمر وَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم فَنزلت هُوَ كَذَلِك بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ فِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ والْحَدِيث رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة بِنَقص أَلْفَاظ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي موضِعين فِي الْجِهَاد وَرَوَاهُ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي المناقب وَأَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حَدِيث عبيد الله بن أبي رَافع عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد فَقَالَ (انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا) فَانْطَلَقْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذا نَحن بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا هَلُمِّي الْكتاب قَالَت مَا عِنْدِي من كتاب فَقُلْنَا لتخْرجن الْكتاب أَو لتلْقين الثِّيَاب فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا فأتينا بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا فِيهِ من حَاطِب بن أبي بلتعة

إِلَى نَاس من الْمُشْركين يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا حَاطِب مَا هَذَا قَالَ لَا تجْعَل عَلّي يَا رَسُول الله إِنِّي كنت امْرَءًا مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَلم أكن من أَنْفسهَا وَكَانَ مَعَك من الْمُهَاجِرين بهَا قَرَابَات يحْمُونَ بهَا أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي فيهم ذَلِك أَن أَتَّخِذ مِنْهُم يدا يحْمُونَ بهَا قَرَابَتي وَمَا فعلت ذَلِك كفرا وَلَا ارْتِدَادًا عَن ديني وَلَا رضَا بالْكفْر فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه قد صدقكُم) فَقَالَ عمر دَعْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه قد شهد بَدْرًا فَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم) قَالَ وَفِيه أنزل الله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء السُّورَة انْتَهَى وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا وَأَبا مرْثَد الغنوي وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وكلنَا فَارس فَقَالَ انْطَلقُوا الحَدِيث ذكره فِي كتاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين وَرَوَاهُ فِي كتاب الاسْتِئْذَان وَفِيه فَقَالَ عَلّي مَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِيه فَقَالَ عمر إِنَّه قد خَان الله وَرَسُوله فَدَعْنِي أضْرب عُنُقه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلَيْسَ من أهل بدر وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد وَجَبت لكم الْجنَّة) قَالَ فَدَمَعَتْ عينا عمر وَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَفِيه فَأَخْرَجته من حجزَتهَا الرِّوَايَتَانِ فِي صَحِيح ابْن حبَان ذكر الأول فِي النَّوْع الثَّانِي من الْقسم الثَّالِث عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي فَذكره بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ الأول وَفِيه فَأَخْرَجته من حجزَتهَا ثمَّ أَعَادَهُ فِي النَّوْع الْحَادِي عشر مِنْهُ فَذكره بِسَنَد الصَّحِيحَيْنِ وَمَتنه إِلَّا أَنه قَالَ بَعَثَنِي أَنا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة والمقداد بن الْأسود وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ لأبي دَاوُد قَالَت مَا معي من كتاب فَقَالَ عَلّي وَالَّذِي يحلف بِهِ لأَقْتُلَنك أَو لتخرجي الْكتاب الحَدِيث بِطُولِهِ

وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن هِشَام وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني الْمُنْذر بن سعيد عَن يزِيد بن رُومَان قَالَ لما أجمع فَذكره بِلَفْظ ابْن هِشَام ثمَّ قَالَ وحَدثني عتبَة بن جبيرَة عَن الْحصين بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد قَالَ هِيَ سارة وَجعل لَهَا عشرَة دَنَانِير وَفِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن الزُّبَيْر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَغَيره من عُلَمَائِنَا قَالُوا لما أجمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السّير إِلَى مَكَّة كتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى قُرَيْش كتابا يُخْبِرهُمْ فِيهِ بأَمْره ثمَّ أعطَاهُ امْرَأَة زعم مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنَّهَا من مزينة زَاد الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي يُقَال لَهَا كنُود وَزعم غَيره أَنَّهَا سارة مولاة لبني عبد الْمطلب وَجعل لَهَا جعلا عَلَى أَن تبلغه قُريْشًا فَجَعَلته فِي رَأسهَا ثمَّ فتلت عَلَيْهِ قُرُونهَا ثمَّ خرجت بِهِ وَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخَبَر من السَّمَاء بِمَا فعل حَاطِب فَبعث عَلّي بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فَقَالَ (أدْركَا امْرَأَة قد كتب مَعهَا حَاطِب بِكِتَاب إِلَى قُرَيْش يُحَذرهُمْ مَا قد اجْتَمَعنَا عَلَيْهِ من أَمرهم) فَخَرَجَا حَتَّى أَدْركَاهَا بِالْحُلَيْفَة فَاسْتَنْزَلَاهَا فَالْتَمَسَا رَحلهَا فَلم يجدا شَيْئا فَقَالَ عَلَى وَالله مَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا كذبنَا لتخْرجن هَذَا الْكتاب أَو ليكشفنك فَلَمَّا رَأَتْ الْجد قَالَت لَهُ أعرض فَأَعْرض فَحلت قُرُون رَأسهَا وَدفعت الْكتاب إِلَيْهِ فَأَتَى بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا حَاطِبًا الحَدِيث وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث أبي سِنَان سعيد بن سِنَان عَن عَمْرو بن مرّة الْجملِي عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي البخْترِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ لما أَرَادَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَأْتِي مَكَّة أسر إِلَى أنَاس من أَصْحَابه أَنه يُرِيد مَكَّة فيهم حَاطِب بن أبي بلتعة وَأَفْشَى فِي النَّاس أَنه يُرِيد خَيْبَر قَالَ فَكتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُرِيدكُمْ فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَبَعَثَنِي وَأَبا مرْثَد وَلَيْسَ منا رجل إِلَّا وَعِنْده فرس فَقَالَ ائْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ امْرَأَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى رَأينَا الْمَكَان فَقُلْنَا لَهَا هَاتِي الْكتاب فَقَالَت مَا معي كتاب ففتشناها فَلم نجده فَقُلْنَا لَهَا

لَتُخْرِجنَّهُ أَو لَنُجَرِّدَنَّكِ قَالَ عَمْرو بن مرّة فَأَخْرَجته من حجزَتهَا وَقَالَ حبيب بن أبي ثَابت فَأَخْرَجته من قبلهَا فَأتوا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الحَدِيث وَقَوله وَرُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدِّمَشْقِي ثَنَا الْحسن بن بشر الْكُوفِي ثَنَا الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ أَمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة من النَّاس عبد الْعُزَّى بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن سعد بن أبي سرح وَأم سارة مولاة لقريش وَفِي لفظ سارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فشكت إِلَيْهِ الْحَاجة فَأَعْطَاهَا شَيْئا ثمَّ أَتَاهَا رجل فَبعث مَعهَا بِكِتَاب إِلَى أهل مَكَّة فَذكر قصَّة حَاطِب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحسن بن بشر بِهِ سندا ومتنا وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ تفرد بِهِ الْحسن بن بشر وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق قَالَ فِيهِ وَسَارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب وَزَاد خَامِسًا قَالَ وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ فَإِنَّهُ لما حمل الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بِنْتي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَكَّة يُرِيد الْمَدِينَة جلس لَهما فَرَمَى بهما الأَرْض وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر الْحَج من حَدِيث عمر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل الْحُوَيْرِث عوض سارة ثمَّ رَوَاهُ فِي آخر الْبيُوع من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه وَجعل عوضهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْبيُوع وَسكت عَنهُ

وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَمَغَازِي الْوَاقِدِيّ وَهَبَّار بن الْأسود وَقَيْنَتَا ابْن خطل كَانَتَا تُغنيَانِ بهجوه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ وَأما ابْن خطل فَإِنَّهُ كَانَ مُسلما وَبَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصدقا وَمَعَهُ آخر من الْأَنْصَار فَعمد ابْن خطل عَلَى الْأنْصَارِيّ وَهُوَ نَائِم فَقتله ثمَّ ارْتَدَّ مُشْركًا فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْفَتْح بقتْله وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقتله أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَقيل سعيد بن حُرَيْث المَخْزُومِي وَقيل عمار بن يَاسر وَالْأول أثبت ثمَّ أسْند عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قَالَ سَمِعت أَبَا بَرزَة يَقُول أَنا أخرجت عبد الله بن خطل من تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة فَضربت عُنُقه بَين الرُّكْن وَالْمقَام وَأما ابْن أبي سرح فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مِمَّن أسلم وَهَاجَر وَكَانَ يكْتب الْوَحْي للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ارْتَدَّ وَلحق بالمشركين فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان فَأَتَى بِهِ وَاسْتَأْمَنَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحسن بعد ذَلِك إِسْلَامه ولاه عمر ثمَّ عُثْمَان بعده وَأما عِكْرِمَة فَإِنَّهُ فر إِلَى الْيمن وَلَحِقتهُ امْرَأَته أم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام فَردته فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَأما الْحُوَيْرِث بن نقيذ وَكَانَ يُؤْذِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة فَقتله عَلّي بن أبي طَالب يَوْم الْفَتْح وَأما مقيس بن ضَبَابَة فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مُسلما وَلكنه قتل رجلا من الْأَنْصَار بأَخيه هِشَام بن ضَبَابَة بعد أَن أَخذ الدِّيَة وَكَانَ الْأنْصَارِيّ قتل أَخَاهُ مُسلما خطأ فِي غَزْوَة ذِي قرد وَهُوَ يرَى أَنه من الْعَدو ثمَّ لحق بِمَكَّة مُرْتَدا فَقتله يَوْم الْفَتْح نميلَة بن عبد الله اللَّيْثِيّ وَهُوَ ابْن عَمه وَأما هَبَّار بن الْأسود فَهُوَ الَّذِي عرض لِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بعث بهَا زَوجهَا أَبُو الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَة فَنَخَسَ بهَا فَأسْقطت وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطنهَا وَأَهْرَقت الدِّمَاء وَلم يزل بهَا مَرضهَا حَتَّى مَاتَت سنة ثَمَان فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (إِن وجدْتُم هَبَّارًا فَأَحْرقُوهُ بالنَّار) ثمَّ قَالَ (اقْتُلُوهُ وَلَا تحرقُوهُ) فَلم يُوجد ثمَّ إِنَّه أسلم

بعد الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَصَحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل النَّاس يَسُبُّونَهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من سبك فَسَبهُ) فَانْتَهوا عَنهُ وَأما قَيْنَتَا ابْن خطل فقتلت إِحْدَاهمَا وَاسْتُؤْمِنَ لِلْأُخْرَى فَعَاشَتْ مُدَّة ثمَّ مَاتَت فِي حَيَاته عَلَيْهِ السَّلَام وَأما سارة فَاسْتُؤْمِنَ لَهَا أَيْضا فَأَمَّنَهَا عَلَيْهِ السَّلَام وَعَاشَتْ إِلَى أَن أَوْطَأَهَا رجل فرسا بِالْأَبْطح فَمَاتَتْ فِي زمن عمر انْتَهَى وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأما الْقَيْنَتَانِ اللَّتَان أَمر بِقَتْلِهِمَا فهما سارة وَفَرْتَنَا فَأسْلمت فَرَّتْنَا وَأمنت سارة وَعَاشَتْ إِلَى زمن عمر انْتَهَى وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ بقتل سِتَّة نفر وَأَرْبع نسْوَة عِكْرِمَة بن أبي جهل وَهَبَّار بن الْأسود وَعبد الله بن أبي سرح وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ وَهِنْد بنت عتبَة وَسَارة مولاة عَمْرو بن هِشَام وَفَرْتَنَا وَقَرِيبَة فَقتل مِنْهُم ابْن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ انْتَهَى وَكَذَلِكَ قَالَه الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي 1327 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج أم حَبِيبَة فَلَانَتْ عِنْد ذَلِك عَرِيكَة أبي سُفْيَان وَاسْتَرْخَتْ شَكِيمَته فِي الْعَدَاوَة وَكَانَت أم حَبِيبَة قد أسلمت وَهَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش إِلَى الْحَبَشَة فَتَنَصَّرَ وَأَرَادَهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّة فَأَبت وَصَبَرت عَلَى دينهَا وَمَات زَوجهَا فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّجَاشِيّ فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ وسَاق عَنهُ إِلَيْهَا مهرهَا أَربع مائَة دِينَار وَبلغ ذَلِك أَبَاهَا فَقَالَ ذَلِك الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي النِّكَاح من حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة أُلَّاف دِرْهَم وَبعث بهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مُرْسلا عَن الزُّهْرِيّ أَن النَّجَاشِيّ زوج أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى صدَاق أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَكتب بذلك إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقبل انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة آلَاف وَبعث بهَا إِلَيْهِ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ هن وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما كَذَلِك وَزَاد فِيهِ وَلم يُرْسل إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مُهُور أَزوَاجه أَرْبَعمِائَة دِرْهَم انْتَهَى ثمَّ رَوَى فِي فَضَائِل أم حَبِيبَة بِسَنَدِهِ إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ تزوج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت قبله تَحت عبيد الله بن جحش الْأَسدي وَكَانَ قد هَاجر بهَا من مَكَّة إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ افْتتن وَتَنصر وَمَات نَصْرَانِيّا وَأثبت الله الْإِسْلَام لأم حَبِيبَة حَتَّى رجعت إِلَى الْمَدِينَة فَخَطَبَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَزَوجهَا إِيَّاه عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ الزُّهْرِيّ وَزَعَمُوا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهَا إِيَّاه وسَاق عَنهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة انْتَهَى

ثمَّ أسْند إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني إِسْحَاق بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلّي عَن أَبِيه قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ يخْطب عَلَيْهِ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت تَحت عبيد الله بن جحش وَزوجهَا إِيَّاه وَأصْدقهَا النَّجَاشِيّ من عِنْده عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعمِائَة دِينَار انْتَهَى ثمَّ أسْند أَيْضا إِلَى الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد بن أبي عون قَالَ لما بلغ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب نِكَاح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابْنَته قَالَ ذَلِك الْفَحْل لَا يفرع أَنفه هَكَذَا وجدته فِي نُسْخَة مُعْتَمدَة وَهَكَذَا وجدته فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة يفرع بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَبَينه فِي الْحَاشِيَة وَوَجَدته فِي عُيُون الْأَثر يقزع وَوَجَدته فِي طَبَقَات ابْن سعد بِالْفَاءِ وَالرَّاء كَمَا فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة ثمَّ أسْند الْحَاكِم إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني عبد الله بن عَمْرو بن زُهَيْر عَن إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ابْن سعيد بن الْعَاصِ قَالَ قَالَت أم حَبِيبَة لما مَاتَ عبيد الله بن جحش رَأَيْت فِي النّوم كَأَن أبي يَقُول لي يَا أم الْمُؤمنِينَ فَفَزِعت وَأَوَّلْتهَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَزَوَّجنِي قَالَت فَمَا هُوَ إِلَّا أَن انْقَضتْ عدتي فَمَا شَعرت إِلَّا برَسُول النَّجَاشِيّ جَارِيَة يُقَال لَهَا أَبْرَهَة كَانَت تقوم عَلَى بَنَاته دخلت عَلّي فَقَالَت إِن الْملك يَقُول لَك إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَيّ أَن أزَوجك مِنْهُ فَقلت بشرك الله بِالْخَيرِ ثمَّ قَامَت فَدفعت لَهَا سواري من فضَّة وخواتيم فضَّة كَانَت فِي أَصَابِع رِجْلَيْهَا سُرُورًا بِمَا بَشرَتهَا وَأرْسلت إِلَى خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ فَوَكَّلَتْهُ فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء أَمر النَّجَاشِيّ جَعْفَر بن أبي طَالب وَمن هُنَاكَ من الْمُسلمين فَحَضَرُوا فَخَطب النَّجَاشِيّ فَقَالَ الْحَمد لله الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار بِحَق حَمده وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وحدة لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم أما بعد فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَيّ أَن أزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَقد أَجَبْته إِلَى مَا دَعَا وَقد أَصدقتهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار ثمَّ سكب الدَّنَانِير فَتكلم خَالِد بن سعيد فَقَالَ الْحَمد لله أَحْمَده أَسْتَعِينهُ وَأَسْتَنْصِرهُ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ بِالْهُدَى وَدين الْحق

لِيظْهرهُ عَلَى الدَّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ أما بعد فقد أجبْت إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَزَوجته أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَبَارك الله لرَسُوله ثمَّ قبض الدَّنَانِير ودعا النَّجَاشِيّ بِطَعَام فَأَكَلُوا ثمَّ تفَرقُوا فَلَمَّا وصل الذَّهَب أم حَبِيبَة أرْسلت مِنْهُ إِلَى أَبْرَهَة خمسين دِينَارا الَّتِي بَشرَتهَا فَردَّتهَا وَردت جَمِيع مَا أخذت مِنْهَا وَقَالَت قد عزم عَلّي الْملك أَن لَا أرزأك شَيْئا وَقد أسلمت لله وَاتَّبَعت رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا وصلت إِلَيْهِ فَأَقْرئِيهِ مني السَّلَام واعلميه أَنِّي قد اتبعت دينه وَقد أَمر الْملك نِسَاءَهُ أَن يبْعَثْنَ إِلَيْك بِكُل مَا عِنْدهن من الْعطر قَالَت فَلَمَّا كَانَ الْغَد جَاءَتْنِي بِعُود وَوَرس وَعَنْبَر وَزَباد كثير وَكَانَت هِيَ الَّتِي جَهَّزْتنِي فَلَمَّا قدمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخْبرته الْخَبَر وَمَا فعل النَّجَاشِيّ وَمَا فعلت أَبْرَهَة معي وَأَقْرَأْته مِنْهَا السَّلَام فَقَالَ (وَعَلَيْهَا السَّلَام وَرَحْمَة الله) انْتَهَى وَسكت عَن هَذِه الْأَحَادِيث الواقدية كلهَا وَرَوَى ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنِي زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحُسَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث فِي أم حَبِيبَة إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعمِائَة دِينَار فَقَالَ مُحَمَّد بن عَلّي مَا نرَى عبد الْملك ابْن مَرْوَان وقف صدَاق النِّسَاء عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار إِلَّا عَن ذَلِك وَكَانَ الَّذِي أملكهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ انْتَهَى وَقَالَ أَبُو نعيم فِي كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر قَالَ وَبعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمْرو بن أُمِّيّه الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَأصْدقهَا عَنهُ من مَاله أَرْبَعمِائَة دِينَار وَبعث بهَا إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ ذَلِك فِي سنة سِتّ من الْهِجْرَة بعد رُجُوع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَيْبَر قَالَ وَلَا أعلم فِي ذَلِك خلافًا انْتَهَى كَلَامه وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثني سيف ابْن سُلَيْمَان عَن ابْن أبي نجيح وَثني عبد الله بن مُحَمَّد الجُمَحِي عَن أَبِيه عَن عبد الْعَزِيز بن سابط فَذكر قصَّة الْمُهَاجِرين إِلَى أَرض الْحَبَشَة

الْهِجْرَة الأولَى كَانُوا أحد عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة مِنْهُم عُثْمَان بن عَفَّان وَزَوجته رقية بنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْهجْرَة الثَّانِيَة كَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا وَاحِد وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة فَلَمَّا سمعُوا بِهِجْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَدِينَة رَجَعَ بَعضهم وَبَقِي بَعضهم فَلَمَّا كَانَ شهر ربيع الأول سنة سبع من الْهِجْرَة أرسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي بِكِتَاب يَدعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَسَأَلَهُ أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَكَانَت هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش وَتَنصر وَمَات فَزَوجهُ النَّجَاشِيّ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَوَلَّى تَزْوِيجهَا خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَسَأَلَهُ أَن يبْعَث إِلَيْهِ بِمن بَقى من أَصْحَابه فَفعل وَحَملهمْ مَعَ عَمْرو بن أُميَّة حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فوجدوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد فتح خَيْبَر فَكلم عَلَيْهِ السَّلَام الْمُسلمين أَن يُدْخِلُوهُمْ فِي سِهَامهمْ فَفَعَلُوا مُخْتَصر وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مصنفة فِي النِّكَاح ثَنَا عَبدة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي جَعْفَر أَن النَّجَاشِيّ زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن النَّضر من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زوجه النَّجَاشِيّ أم حَبِيبَة أَصْدف عَنهُ من مَاله مِائَتي دِينَار انْتَهَى وَرَوَى فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبَيْر أَن عبيد الله بن جحش مَاتَ بِالْحَبَشَةِ نَصْرَانِيّا وَمَعَهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَأَنْكحهَا عُثْمَان بن عَفَّان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أجل أَنَّهَا بنت صَفيه بنت أبي الْعَاصِ وَصفيه عمَّة عُثْمَان بن عَفَّان وَأخرج من حَدِيث بَقِيَّة ثَنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم عَن عَطِيَّة بن قيس أَن أم حَبِيبَة كَانَت بِأَرْض الْحَبَشَة وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام تزَوجهَا وَأصْدقهَا عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار انْتَهَى وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النِّسَاء من طَرِيق أبي عبيد ثَنَا أَبُو الْيَمَان عَن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب أَن أم حَبِيبَة كَانَت

بِأَرْض الْحَبَشَة مَعَ جَعْفَر بن أبي طَالب وَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزَوجهَا فَأَصدق عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار انْتَهَى وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي عُيُون الْأَثر وَقع فِي الصَّحِيح أخرج مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زميل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما كَانَ الْمُسلمُونَ لَا ينظرُونَ إِلَى أبي سُفْيَان وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا نَبِي الله ثَلَاث أَعطيتهنَّ قَالَ نعم عِنْدِي أحسن الْعَرَب أم حَبِيبَة أزَوّجكَهَا قَالَ نعم قَالَ وَمُعَاوِيَة تَجْعَلهُ كَاتبا بَين يَديك قَالَ نعم وَتُؤَمِّرنِي حَتَّى أقَاتل الْكفَّار كَمَا كنت أقَاتل الْمُسلمين قَالَ نعم قَالَ أَبُو زميل لَوْلَا أَنه طلب ذَلِك من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أعطَاهُ لِأَنَّهُ لم يكن يسْأَل شَيْئا إِلَّا قَالَ نعم انْتَهَى قَالَ عبد الْحق فِي الْجمع فِي الصَّحِيحَيْنِ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ وَالصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام تزَوجهَا قبل إِسْلَام أبي سُفْيَان انْتَهَى وَقَول أبي سُفْيَان يَوْم الْفَتْح للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسأَلك ثَلَاثًا فَذكر مِنْهُنَّ أَن يتَزَوَّج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة يَعْنِي ابْنَته فَأَجَابَهُ عَلَيْهِ السَّلَام لما سَأَلَ قَالَ وَهَذَا مُخَالف لما اتّفق عَلَيْهِ أَرْبَاب السّير وَالْعلم بالْخبر قَالَ وَأجَاب عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ جَوَابا يتساءل هزلا فَقَالَ يحْتَمل أَن أَبَا سُفْيَان ظن أَنه تَجَدَّدَتْ لَهُ عَلَيْهَا ولَايَة بِمَا حصل لَهُ من الْإِسْلَام فَأَرَادَ تَجْدِيد العقد يَوْم ذَاك لَا غير 1328 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق قدمت عَلَيْهَا أمهَا قتيلة بنت عبد الْعُزَّى وَهِي مُشركَة بِهَدَايَا فَلم تقبلهَا وَلم تَأذن لَهَا فِي الدُّخُول فَنزلت بِعني قَوْله تَعَالَى لَا يَنْهَاكُم الله الْآيَة فَأمرهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن تدْخلهَا وَتقبل مِنْهَا وتكرمها

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق ابْن الْمُبَارك عَن مُصعب بن ثَابت ابْن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قدمت قتيلة بنت عبد الْعُزَّى عَلَى ابْنَتهَا أَسمَاء بنت أبي بكر وَكَانَ أَبُو بكر طَلقهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقدمت عَلَى ابْنَتهَا بِهَدَايَا صَبَّابًا وَسمنًا وَأَقِطًا فَأَبت أَسمَاء أَن تقبلهَا أَو تدْخلهَا منزلهَا حَتَّى أرْسلت إِلَى عَائِشَة أَن سَلِي عَن هَذَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته فَأمرهَا أَن تقبل هَدَايَاهَا وَتدْخلهَا منزلهَا فَأنْزل الله تَعَالَى لَا يَنْهَاكُم الله عَن الَّذين لم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدَّين الْآيَتَيْنِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَحَدِيث أَسمَاء فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عُرْوَة عَنْهَا بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ 1329 - الحَدِيث الرَّابِع كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول للممتحنة (بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا خرجت من بغض زوج بِاللَّه مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض بِاللَّه مَا خرجت التمَاس دنيا بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَرَسُوله) قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث قيس بن الرّبيع عَن الْأَغَر بن الصَّباح عَن خَليفَة بن حُصَيْن عَن أبي نصر الْأَسدي قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس كَيفَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمْتَحن النِّسَاء قَالَ كَانَ إِذا أَتَتْهُ امْرَأَة لتسلم حَلفهَا بِاللَّه مَا خرجت لِبُغْض زوج بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لِاكْتِسَابِ دنيا وَبِاللَّهِ مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض وَبِاللَّهِ مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَلِرَسُولِهِ) انْتَهَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا سَلمَة بن شبيب ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا قيس بن الرّبيع بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ مَوْجُود فِي نسخ التِّرْمِذِيّ الَّتِي هِيَ من رِوَايَة

الصَّدَفِي دون غَيرهَا وَلم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَقَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي من حَدِيث قَتَادَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا 1330 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن صلح الْحُدَيْبِيَة كَانَ عَلَى أَن من أَتَاكُم من أهل مَكَّة يرد إِلَيْنَا وَمن أَتَى مِنْكُم مَكَّة لَا يرد إِلَيْكُم وَكَتَبُوا بذلك كتابا وختموه فَجَاءَت سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة مسلمة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية وَأَقْبل زَوجهَا مُسَافر المَخْزُومِي وَقيل صَيْفِي بن الراهب فَقَالَ يَا مُحَمَّد ارْدُدْ عَلّي امْرَأَتي فَإنَّك قد شرطت علينا أَن ترد علينا من أَتَاك منا وَهَذِه طِينَة الْكتاب لم تَجف فَنزلت بَيَانا لِأَن الشَّرْط إِنَّمَا كَانَ فِي الرِّجَال دون النِّسَاء وَعَن الضَّحَّاك كَانَ بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين الْمُشْركين عهد أَلا يَأْتِيك منا امْرَأَة لَيست عَلَى دينك إِلَّا رَددتهَا إِلَيْنَا فَإِن دخلت فِي دينك وَلها زوج أَن ترد عَلَى زَوجهَا الَّذِي أنْفق عَلَيْهَا وَلِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام من الشَّرْط مثل ذَلِك وَعَن قَتَادَة ثمَّ نسخ هَذَا الحكم وَهَذَا الْعَهْد بِبَرَاءَة فَاسْتَحْلَفَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَلَفت فَأعْطَى زَوجهَا مَا أنْفق وَتَزَوجهَا عمر قلت غَرِيب ذكره الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد 1331 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن من لحق بالمشركين من نسَاء الْمُؤمنِينَ الْمُهَاجِرين رَاجِعَة عَن

الْإِسْلَام سِتّ نسْوَة أم الحكم بنت أبي سُفْيَان كَانَت تَحت عِيَاض بن شَدَّاد الفِهري وَفَاطِمَة بنت أبي أُميَّة كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَهِي أُخْت أم سَلمَة وَبرْوَع بنت عقبَة كَانَت تَحت شماس بن عُثْمَان وَعَبدَة بنت عبد الْعُزَّى ابْن نَضْلَة وَزوجهَا عَمْرو بن عبد ود وَهِنْد بنت أبي جهل كَانَت تَحت هِشَام ابْن الْعَاصِ وَأم كُلْثُوم بنت جَرْوَل كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَأَعْطَاهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُهُور نِسَائِهِم من الْغَنِيمَة قلت غَرِيب وَذكره هَكَذَا الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَلَا راو 1332 - الحَدِيث السَّابِع رَوَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فرغ يَوْم فتح مَكَّة من بيعَة الرِّجَال أَخذ فِي بيعَة النِّسَاء وَهُوَ عَلَى الصَّفَا وَعمر بن الْخطاب أَسْفَل مِنْهُ يُبَايِعهُنَّ بِإِذْنِهِ ويبلغهن عَنهُ وَهِنْد بنت عتبَة امْرَأَة أبي سُفْيَان مُتَقَنعَة مُتَنَكِّرَة خوفًا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يعرفهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا) فَرفعت هِنْد رَأسهَا وَقَالَت وَالله لقد عَبدنَا الْأَصْنَام وَإنَّك لتأْخذ علينا أمرا مَا رَأَيْنَاك أَخَذته عَلَى الرِّجَال تبَايع الرِّجَال عَلَى الْإِسْلَام وَالْجهَاد فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ وَلَا يَسْرِقن فَقَالَت إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح وَإِنِّي أصبت من مَاله هَنَات فَمَا أَدْرِي أَيحلُّ أم لَا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أصبت من مَالِي فِيمَا مَضَى وَفِيمَا غبر فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرفهَا فَقَالَ لَهَا (وَإنَّك لهِنْد بنت عتبَة) قَالَت نعم فَاعْفُ عَمَّا سلف يَا نَبِي الله عَفا الله عَنْك فَقَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت أَو تَزني الْحرَّة وَفِي رِوَايَة مَا زنت مِنْهُنَّ امْرَأَة قطّ فَقَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ فَقَالَت رَبَّيْنَاهُمْ

صغَارًا وَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَأنْتم وهم أعلم وَكَانَ ابْنهَا حنظله بن أبي سُفْيَان قد قتل يَوْم بدر فَضَحِك عمر حَتَّى اسْتَلْقَى وَتَبَسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان فَقَالَت وَالله إِن الْبُهْتَان لأمر عَظِيم الْقبْح وَمَا تَأْمُرنَا إِلَّا بِالرشد وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فَقَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف فَقَالَت وَالله مَا جلسنا فِي مَجْلِسنَا هَذَا وَفِي أَنْفُسنَا أَن نَعْصِيك فِي شَيْء وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة أَنه دَعَا بقدح مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمس أَيْدِيهنَّ وَقيل صَافَحَهُنَّ وَكَانَ عَلَى يَده ثوب قطري وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي عَن عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر عمر بن الْخطاب فَقَالَ قل لَهُنَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَكَانَت هِنْد بنة عتبَة بن ربيعَة الَّتِي شقَّتْ بطن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقَالَت إِنِّي إِن أَتكَلّم يعرفنِي فَيَقْتُلنِي فَتَنَكَّرت فرقا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَت كَيفَ تقبل من النِّسَاء مَا لم تقبله من الرِّجَال فَنظر إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لعمر قل لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقن قَالَت هِنْد وَالله إِنِّي لَأُصِبْت من مَال أبي سُفْيَان الهنت مَا أَدْرِي أحل لي أم لَا قَالَ فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصرف عَنْهَا ثمَّ قَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت يَا رَسُول الله وَهل تَزني الْحرَّة قَالَ لَا ثمَّ قَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ قَالَت هِنْد أَنْت قَتلتهمْ يَوْم بدر فَأَنت وهم أبْصر قَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ قَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف قَالَ مَنعهنَّ أَن يَنحن وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ

الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيدعونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور انْتَهَى وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مقَاتل بن حَيَّان فَذكره كَمَا تقدم وَزَاد فَلَمَّا قَالَ وَلَا تقتلن أَوْلَادكُنَّ قَالَت هِنْد رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا فَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَضَحِك عمر بن الْخطاب حَتَّى اسْتَلْقَى قَوْله وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة إِنَّه دَعَا بقدح مَاء إِلَى آخِره رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا عبد الله بن حَكِيم عَن حجاج عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْده المَاء فَإِذا بَايع النِّسَاء غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ انْتَهَى وَفِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْحَاء الْمُهْملَة لأبي نعيم عَن صغدي بن سِنَان ثَنَا عُثْمَان بن عبد الْملك عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن قَالَت مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله إِنَّا نحب أَن نُبَايِعك ونصافحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء) ثمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مَاء فَخَاضَ فِيهِ يَده فَقَالَ (ضعن أَيْدِيكُنَّ فِيهِ) وَكَانَت بيعتهن انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي مُطِيع الحكم بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن ابْن عجلَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَافح النِّسَاء دَعَا بقدح من مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ وَكَانَت هَذِه بيعتهن انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا أُسَامَة ابْن زيد اللَّيْثِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فَذكره سَوَاء ببقبق قَوْله وَقيل صَافَحَهُنَّ وَعَلَى يَده ثوب قطري

رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن الشّعبِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بَايع النِّسَاء أَتَى بِبرد قطري فَوَضعه عَلَى يَده وَقَالَ (لَا أُصَافح النِّسَاء) انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مُرْسلا قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَافح النِّسَاء وَعَلَى يَده ثوب قطري وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات الْمُرْسلين قَوْله وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الْقسم الثَّانِي عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَطِيَّة عَن جدته أم عَطِيَّة قَالَت لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أَمر نسَاء الْأَنْصَار فجمعن فِي بَيت ثمَّ أرسل إلَيْهِنَّ عمر فجَاء عمر فَسلم علينا فَقَالَ أَنا رَسُول رَسُول الله إلَيْكُنَّ فَقُلْنَ مرْحَبًا برَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ مد يَده من خَارج الْبَيْت وَمَدَدْنَا أَيْدِينَا من دَاخل الْبَيْت فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَبَايَعْنَاهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى وَفِي الصَّحِيح مَا يدْفع هَذِه الرِّوَايَات عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايع النِّسَاء بالْكلَام بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه سَيِّئًا قَالَت وَمَا مست يَده يَد امْرَأَة قطّ إِلَّا امْرَأَة يملكهَا انْتَهَى رَوَاهُ البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْجِهَاد بِلَفْظ وَالله مَا مست يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد امْرَأَة قطّ غير أَنه يُبَايِعهُنَّ بالْكلَام وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحَيْهِمَا وَمَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي أول الْجِهَاد مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ من حَدِيث مُحَمَّد بن

الْمُنْكَدر عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة قَالَت أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نسْوَة نُبَايِعهُ عَلَى الْإِسْلَام فَقلت يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَلُمَّ نُبَايِعك فَقَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِنَّمَا قولي لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة) وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ فِي لفظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ إِنَّمَا قولي لامْرَأَة كَقَوْلي لمِائَة امْرَأَة وَهُوَ فِي مُسْند أَحْمد باللفظين وَكَذَلِكَ الطَّبَقَات لِابْنِ سعد وَذكر الْحَازِمِي فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ حَدِيث الشّعبِيّ بِلَفْظ أبي دَاوُد ثمَّ قَالَ وَهَذَا مُرْسل لَا يُقَاوم الْأَحَادِيث الثَّابِتَة ثمَّ ذكر حَدِيث أُمَيْمَة هَذَا ثمَّ قَالَ فَإِن كَانَ ثَابتا فَفِيهِ دَلَائِل عَلَى النّسخ وَله شَاهد فِي بعض الْأَحَادِيث انْتَهَى وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح ثني ابْن أبي سُبْرَة عَن مُوسَى بن عقبَة عَن أبي حَبِيبَة مولَى الزُّبَيْر عَن عبد الله بن الزُّبَيْر قَالَ لما كَانَ يَوْم الْفَتْح أسلم عشرَة نسْوَة من قُرَيْش مِنْهُنَّ هِنْد بنت عتبَة وَأم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام امْرَأَة عِكْرِمَة بن أبي جهل فَأَتَيْنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فبايعنه فَقَالَت هِنْد يَا رَسُول الله نُصَافِحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِن قولي لمِائَة امْرَأَة مثل قولي لامْرَأَة وَاحِدَة) قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال وضع عَلَى يَده ثوبا ثمَّ مَسَحْنَ عَلَى يَده وَيُقَال إِنَّه أَتَى بقدح من مَاء فَوضع يَده فِيهِ ثمَّ جَعلهنَّ يَضعن أَيْدِيهنَّ فِيهِ قَالَ وَالْأول أثبت عندنَا مُخْتَصر 1333 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الممتحنة كَانَ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات شُفَعَاء يَوْم الْقِيَامَة) قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن الْخَبَّازِي الْمُقْرِئ أَنا ابْن حسان أَنا الفرقدي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الممتحنة) إِلَى آخِره سَوَاء

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة الصف

سُورَة الصَّفّ ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1334 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رجلا آذَى الْمُسلمين وَنَكَى فيهم فَقتله صُهَيْب وَانْتَحَلَ قَتله آخر فَقَالَ عمر لِصُهَيْب أخبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّك قتلته فَقَالَ إِنَّمَا قتلته لله وَلِرَسُولِهِ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله قَتله صُهَيْب قَالَ كَذَلِك يَا أَبَا يَحْيَى قَالَ نعم فَنزلت فِي الْمُنْتَحل قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن فَنْجَوَيْهِ الدينَوَرِي ثَنَا ابْن أبي صقْلَابٍ ثَنَا أَبُو الْحَارِث بن سعيد بِدِمَشْق ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا مُحَمَّد بن يَعْقُوب ابْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ ثَنَا حُصَيْن بن حُذَيْفَة الصُّهَيْبِيُّ ثَنَا يَحْيَى عَن سعيد بن الْمسيب عَن صُهَيْب قَالَ كَانَ رجل يَوْم بدر قد آذَى الْمُسلمين ونكاهم فَقتله صُهَيْب فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله قتلت فلَانا ففرح بذلك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر وَعبد الرَّحْمَن لِصُهَيْب أخبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّك قتلته فَإِن فلَانا يَنْتَحِلهُ فَقَالَ صُهَيْب إِنَّمَا قتلته لله وَرَسُوله فَقَالَ عمر وَعبد الرَّحْمَن يَا رَسُول الله إِنَّمَا قَتله صُهَيْب قَالَ كَذَلِك يَا أَبَا يَحْيَى قَالَ نعم يَا رَسُول الله فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ... انْتَهَى 1335 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزُّبَيْر ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب المناقب ثَنَا أَحْمد بن حَرْب

ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزُّبَيْر ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل وَكَذَلِكَ فِي مُسْنده أَيْضا ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة سندا ومتنا والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه أَخْرجَاهُ فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لكل نَبِي حوارِي وَحَوَارِيي الزُّبَيْر انْتَهَى 1336 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الصَّفّ كَانَ عِيسَى مُصَليا عَلَيْهِ مُسْتَغْفِرًا لَهُ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة رَفِيقَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن الْخَبَّازِي ثَنَا ابْن حَنش الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى الرَّازِيّ ثَنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي ثَنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سُورَة الْجُمُعَة

سورة الجمعة

سُورَة الْجُمُعَة

ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا 1337 - الحَدِيث الأول فِي حَدِيث أشعياء إِنِّي أبْعث أَعْمَى فِي عُمْيَان وَأُمِّيًّا فِي أُمِّيين قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول وهب بن مُنَبّه رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة حَدثنَا أبي ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جميل ثَنَا مُحَمَّد بن سهل بن عَسْكَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم ثني عبد الصَّمد بن معقل قَالَ سَمِعت وهب بن مُنَبّه يَقُول أوحى الله إِلَى نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل يُقَال لَهُ أشعياء أَن قُم فِي بني إِسْرَائِيل فَإِنِّي سَأُطلقُ لسَانك بِوَحْي فَقَامَ فَقَالَ يَا سَمَاء أسمعي يَا أَرض أنصتي فَإِن الله يُرِيد أَن يقْضِي شَأْنًا وَيُدبر أمرا هُوَ منفذه إِنَّه يُرِيد أَن يحول الرِّيف إِلَى الفلاة وَالْآجَام إِلَى الْغِيطَان والأنهار فِي الصَّحَارِي وَالنعْمَة فِي الْفُقَرَاء وَالْملك فِي الرُّعَاة قَالَ الله إِنِّي مبتعث كَذَلِك نَبيا أُمِّيا من أُمِّيين أَعْمَى من عُمْيَان ضَالًّا من ضَالِّينَ أفتح بِهِ آذَانا صمًّا وَأَعْيُنًا عميا وَقُلُوبًا غلفًا وَأُسَدِّدهُ لكل أَمر جميل وَأهب لَهُ كل خلق كريم وَأَجْعَل السكينَة لِبَاسه وَالْبر شعاره وَالتَّقْوَى ضَمِيره وَالْحكمَة مَنْطِقه والصدق وَالْوَفَاء طَبِيعَته وَالْعَفو وَالْمَعْرُوف خلقه وَالْحق شَرِيعَته وَالْعدْل سيرته وَالْهُدَى أَمَامه وَالْإِسْلَام مِلَّته اسْمه أَحْمد أهدي بِهِ بعد الضَّلَالَة وَأعلم بِهِ من الْجَهَالَة وَأَرْفَع بِهِ بعد الْخَمَالَة وَأعرف بِهِ بعد النكرَة وَأكْثر بِهِ بعد الْقلَّة وَأغْنِي بعد الْعيلَة وَأجْمع بِهِ بعد الْفرْقَة وَأُؤَلِّف بِهِ بَين أُمَم مُتَفَرِّقَة وَقُلُوب مُخْتَلفَة وَأَهْوَاء مُتَشَتِّتَة وَأَسْتَنْقِذ بِهِ فِئَامًا من النَّاس عَظِيما من الْمهْلكَة وَأَجْعَل أمته خير أمة أخرجت للنَّاس يأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن

الْمُنكر مُوَحِّدين مُؤمنين مُخلصين مُصدقين بِمَا جَاءَت بِهِ رُسُلِي انْتَهَى حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن الْبَراء ثَنَا عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس ابْن سِنَان عَن أَبِيه عَن جده وهب بن مُنَبّه فَذكره 1338 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَنه كَانَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْجُمُعَة مُؤذن وَاحِد وَكَانَ إِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر أذن عَلَى الْمَسْجِد فَإِذا نزل أَقَامَ الصَّلَاة وَكَانَ أَبُو بكر وَعمر عَلَى ذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ عُثْمَان وَكثر النَّاس وَتَبَاعَدَتْ الْمنَازل زَاد مُؤذنًا آخر فَأمر بِالتَّأْذِينِ الأول عَلَى دَاره الَّتِي تسمى الزَّوْرَاء فَإِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر أذن الْمُؤَذّن الْأَذَان الثَّانِي فَإِذا نزل أَقَامَ الصَّلَاة فَلم يعب عَلَيْهِ ذَلِك قلت رَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد أَن الْأَذَان كَانَ أَوله حِين يجلس الإِمَام عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأبي بكر وَعمر فَلَمَّا كَانَ خلَافَة عُثْمَان وَكثر النَّاس أَمر عُثْمَان يَوْم الْجُمُعَة بِالْأَذَانِ الثَّالِث فَأذن بِهِ عَلَى الزَّوْرَاء انْتَهَى وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ لم يكن لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا مُؤذن وَاحِد وَفِي رِوَايَة كَانَ يُؤذن بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة 1339 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن الْأَنْصَار قَالُوا إِن الْيَهُود يَوْمًا مَا يَجْتَمعُونَ فِيهِ كل سَبْعَة أَيَّام وَلِلنَّصَارَى يَوْمًا مثل ذَلِك فَهَلُمُّوا نجْعَل لنا يَوْمًا نَجْتَمِع فِيهِ فَنَذْكُر الله وَنُصَلِّي فَقَالُوا يَوْم السبت للْيَهُود وَيَوْم الْأَحَد لِلنَّصَارَى فَاجْعَلُوهُ

يَوْم الْعرُوبَة وَكَانَ يُقَال لَهَا الْعرُوبَة فَاجْتمعُوا إِلَى أسعد بن زُرَارَة فَصَلى بهم يَوْمئِذٍ رَكْعَتَيْنِ وَذكرهمْ فَسَموهُ يَوْم الْجُمُعَة لِاجْتِمَاعِهِمْ فِيهِ فَأنْزل الله آيَة الْجُمُعَة فَهِيَ أول جُمُعَة كَانَت فِي الْإِسْلَام قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجُمُعَة أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين قَالَ جمع أهل الْمَدِينَة قبل أَن يقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقبل أَن ينزل الْجُمُعَة وهم الَّذين سَموهَا الْجُمُعَة فَقَالَت الْأَنْصَار للْيَهُود يَوْم وَلِلنَّصَارَى مثله فَهَلُمَّ نجْعَل لنا يَوْمًا نَجْتَمِع فِيهِ وَنَذْكُر الله وَنُصَلِّي فَقَالُوا يَوْم السبت للْيَهُود وَيَوْم الْأَحَد لِلنَّصَارَى فَاجْعَلُوهُ يَوْم الْعرُوبَة وَكَانُوا يسمون يَوْم الْجُمُعَة يَوْم الْعرُوبَة فَاجْتمعُوا إِلَى أسعد بن زُرَارَة فَذكرهمْ وَصَلى بهم فَسَموهُ الْجُمُعَة حِين اجْتَمعُوا فِيهِ فَأنْزل الله بعد ذَلِك يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَاخْتَصَرَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي أُمَامَة ابْن سهل بن حنيف عَن أَبِيه حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك قَالَ كنت قَائِد أبي حِين كف بَصَره فَإِذا خرجت بِهِ إِلَى الْجُمُعَة اسْتغْفر لأبي أُمَامَة أسعد ابْن زُرَارَة فَمَكثت حينا أسمع مِنْهُ ذَلِك فَسَأَلته يَوْمًا عَن ذَلِك فَقَالَ أَي بني كَانَ أسعد بن زُرَارَة أول من جمع بِنَا فِي الْمَدِينَة قبل مقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَقِيع الْخضمات قلت وَكم كُنْتُم قَالَ كُنَّا أَرْبَعِينَ رجلا انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة مُصعب بن عُمَيْر من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة قَالَ لما انْصَرف أهل الْعقبَة الأولَى وهم اثْنَا عشر رجلا وَأسلم بعض الْأَنْصَار أرْسلُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن ابْعَثْ إِلَيْنَا رجلا يعلمنَا الْقُرْآن وَشَرَائِع الدَّين فَبعث إِلَيْهِم مُصعب بن عُمَيْر وَكَانَ يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَيُعلمهُم الْإِسْلَام حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام فِي دور الْأَنْصَار فَكتب مُصعب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَأْذِنهُ فِي أَن يجمع بهم فَأذن لَهُ وَكتب إِلَيْهِ أَن

انْظُر الْيَوْم الَّذِي تجهز الْيَهُود فِيهِ لِسَبْتِهَا فَإِذا زَالَت الشَّمْس فَأرْدف إِلَى الله بِرَكْعَتَيْنِ واخطب فيهم فَجمع بهم مُصعب بن عُمَيْر فِي دَار سعد بن خَيْثَمَة وهم اثْنَا عشر رجلا فَهُوَ أول من جمع فِي الْإِسْلَام وَرَوَى قوم من الْأَنْصَار أَن أول من جمعهم أَبُو أُمَامَة اِسْعَدْ بن زُرَارَة مُخْتَصر 1340 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن أول جُمُعَة جمعهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه لما قدم الْمَدِينَة مُهَاجرا نزل قبَاء عَلَى بني عَمْرو بن عَوْف وَأقَام بهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس فَأَسَّسَ مَسْجِدهمْ ثمَّ خرج يَوْم الْجُمُعَة عَامِدًا الْمَدِينَة فَأَدْرَكته الْجُمُعَة فِي بني سَالم بن عَوْف فِي بطن وَادِيهمْ فَخَطب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصَلى الْجُمُعَة قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن عبد الرَّحْمَن بن عويم قَالَ أَخْبرنِي بعض قومِي قَالَ قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة مَضَت من ربيع الأول فَأَقَامَ بقباء الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس فَأَسَّسَ الْمَسْجِد وَصَلى فِيهِ تِلْكَ الْأَيَّام حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة خرج عَلَى نَاقَته الْقَصْوَاء وَبَنُو عَمْرو بن عَوْف يَزْعمُونَ أَنه لبث فيهم ثَمَان عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج وَقد اجْتمع النَّاس فَأَدْرَكته الصَّلَاة فِي بني سَالم فَصلاهَا بِمن مَعَه فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي فَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا بِالْمَدِينَةِ انْتَهَى وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق لم يتَجَاوَز بِهِ فَذكر كلَاما طَويلا فِي الْهِجْرَة إِلَى أَن قَالَ فَأَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقباء فِي بني عَمْرو ابْن عَوْف يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم الْخَمِيس وَأسسَ مَسْجِدهمْ ثمَّ أخرجه الله من بَين أظهرهم يَوْم الْجُمُعَة أَدْرَكته الْجُمُعَة فِي بني سَالم بن عَوْف فَصلاهَا فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي وَادي رَانُونَاء وَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَصر

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ نَحوه عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر مُرْسلا قَالَ تلقى الْمُسلمُونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَقوهُ إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لهِلَال شهر ربيع الأول ... إِلَى أَن قَالَ وَمكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بني عَمْرو بن عَوْف ثَلَاث لَيَال وَقيل أَكثر وَاتَّخذُوا فيهم مَسْجِدا وَهُوَ الَّذِي فِي الْقُرْآن أَنه أسس عَلَى التَّقْوَى ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ركب يَوْم الْجُمُعَة فَمر عَلَى بني سَالم فَصَلى فيهم الْجُمُعَة وَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ مُخْتَصر وَلَيْسَ فِيهَا ذكر الْخطْبَة وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة ذكره فِي آخر حَدِيث الْهِجْرَة أَن الْمُسلمين تلقوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِظهْر الْحرَّة فَعدل بهم ذَات الْيَمين حَتَّى نزل بهم فِي بني عَمْرو ابْن عَوْف وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ من شهر ربيع الأول فَلبث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بني عَمْرو بن عَوْف بضع عشرَة لَيْلَة وَأسسَ الْمَسْجِد الَّذِي أسس عَلَى التَّقْوَى وَصَلى فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ركب رَاحِلَته وَسَار وَالنَّاس مَعَه حَتَّى بَركت عِنْد مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُخْتَصر 1341 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ خلق آدم وَفِيه أَدخل الْجنَّة وَفِيه أهبط إِلَى الأَرْض وَفِيه تقوم السَّاعَة هُوَ عِنْد الله يَوْم الْمَزِيد قلت هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فِيهِ قَوْله وَهُوَ عِنْد الله يَوْم الْمَزِيد أَخْرجَاهُ فِي الْجُمُعَة من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ خلق آدم وَفِيه أَدخل الْجنَّة وَفِيه أخرج مِنْهَا وَفِي رِوَايَة أهبط وَفِيه تقوم السَّاعَة 1342 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي كَفه مرْآة

بَيْضَاء وَقَالَ هَذَا يَوْم الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك ليَكُون لَك عيدا ولامتك من بعْدك وَهُوَ سيد الْأَيَّام عندنَا وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَة يَوْم الْمَزِيد قلت رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث حُذَيْفَة أما حَدِيث أنس فَلهُ طرق مِنْهَا عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عمر بن يُونُس اليمامي ثَنَا جَهْضَم بن عبد الله ابْن أبي الطُّفَيْل ثني أَبُو طيبَة عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن انس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك لتَكون لَك عيدا ولامتك من بعْدك قلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهَا قَالَ هِيَ السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ سيد الْأَيَّام عندنَا وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَة يَوْم الْمَزِيد قلت فَلم تَدعُونَهُ يَوْم الْمَزِيد قَالَ إِن الله تَعَالَى إِذا صير أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة أخرجُوا إِلَى دَار الْمَزِيد فَيخْرجُونَ فِي كُثْبَان الْمسك ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ يرجعُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ فَتَقول لَهُم أَزوَاجهم لقد خَرجْتُمْ من عندنَا بِصُورَة وَرَجَعْتُمْ إِلَيْنَا بغَيْرهَا فَيَقُولُونَ تجلى لنا الْجَبَّار عَزَّ وَجَلَّ فَنَظَرْنَا إِلَى مَا جِئْنَا بِهِ عَلَيْكُم فهم يَتَقَلَّبُونَ فِي مسك الْجنَّة وَنَعِيمهَا فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْم وَهُوَ يَوْم الْمَزِيد مُخْتَصر وَرَوَاهُ كَذَلِك الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة ق إِلَّا أَنه أَدخل بَين أبي طيبَة وَعُثْمَان بن عُمَيْر رجلا آخر فَقَالَ ثني أَبُو ظَبْيَة عَن مُعَاوِيَة الْعَبْسِي عَن عُثْمَان ابْن عُمَيْر طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن زُهَيْر ثَنَا مُحَمَّد ابْن عُثْمَان بن كَرَامَة ثَنَا خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي ثَنَا عبد السَّلَام بن حَفْص عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن انس بن مَالك ... فَذكره

طَرِيق آخر رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ ثني مُوسَى بن عُبَيْدَة ثني أَبُو الْأَزْهَر مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق بن طَلْحَة عَن عبيد بن عُمَيْر أَنه سمع أنس بن مَالك يَقُول أَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمِرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مَا هَذِه قَالَ هَذِه الْجُمُعَة فضلت بهَا أَنْت وَأمتك وَهُوَ عندنَا يَوْم الْمَزِيد قَالَ يَا جِبْرِيل وَمَا يَوْم الْمَزِيد قَالَ إِن رَبك اتخذ فِي الفردوس وَاديا فِيهِ كتب مسك فَإِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ... إِلَى آخِره كَمَا تقدم وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة إِلَّا أَنه قَالَ مُوسَى بن عقبَة عوض ابْن عُبَيْدَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن الحكم الْبَيَانِي عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن أنس ... فَذكره وَرَوَاهُ من حَدِيث عَنْبَسَة بن سعيد عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن أنس بِهِ طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما قَالَ ابْن أبي شيبَة أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي وَقَالَ إِسْحَاق أخبرنَا جرير قَالَا أَنا لَيْث بن أبي سليم عَن عُثْمَان بن عُمَيْر بِهِ سَوَاء طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا شَيبَان بن فروخ ثَنَا الصَّعق ابْن حزن ثَنَا عَلّي بن الحكم الْبنانِيّ عَن أنس ... فَذكره بِلَفْظ الشَّافِعِي طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط أَيْضا من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن أَبِيه عَن سَالم بن عبد الله انه سمع انس ابْن مَالك يَقُول قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده كَهَيئَةِ الْمرْآة الْبَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة

سَوْدَاء فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة بعث بهَا إِلَيْك رَبك تكون عيدا لَك وَلِأُمَّتِك من بعْدك فَقلت مَا لنا فِيهَا قَالَ خير كثير أَنْتُم الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة وفيهَا سَاعَة لَا يُوَافِقهَا عبد يُصَلِّي يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه فَقلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فَقَالَ هَذِه السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة وَنحن نُسَمِّيه عندنَا يَوْم الْمَزِيد انْتَهَى طَرِيق آخر رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب بن سَابُور حَدثنِي عمر مولَى عفرَة عَن انس فَذكره بِالْفَظِّ الأول وَله طرق أُخْرَى أضربت عَنْهَا لِضعْفِهَا وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث يَحْيَى بن كثير ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُبَارك عَن الْقَاسِم بن مُطيب عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَانِي جِبْرِيل فَذكره بِاللَّفْظِ الأول وَله طَرِيق آخر عِنْد ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية عَن عبد الله بن عَرَادَة الشَّيْبَانِيّ ثَنَا الْقَاسِم بن الْمطلب عَن الْأَعْمَش فَذكره وَأعله بِعَبْد الله بن عَرَادَة وَنقل عَن ابْن معِين انه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء وَعَن ابْن عدي انه قَالَ عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ 1343 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن لله فِي كل جُمُعَة سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار قلت رُوِيَ من حَدِيث انس وَله طرق أَحدهَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن ثَابت

عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لله تَعَالَى فِي كل جُمُعَة أَو قَالَ لَيْلَة جُمُعَة سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار كلهم قد اسْتوْجبَ النَّار انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سَنَده ضعف انْتَهَى وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأَعلاهُ بالأزور قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ من الْمَنَاكِير فَكَانَ يُخطئ وَهُوَ لَا يعلم حَتَّى صَار مِمَّن لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَأما ابْن عدي فَإِنَّهُ مَشاهُ فَقَالَ أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الْأَزْوَر مَتْرُوك والْحَدِيث غير ثَابت انْتَهَى وَقَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير فِي حرف الْمِيم فِي تَرْجَمَة الْمُعْتَمِر بن نَافِع فَقَالَ ثَنَا سَلمَة بن شبيب ثَنَا زيد بن الْحباب عَن الْمُعْتَمِر بن نَافِع عَن أبي عبد الله الْعَنزي عَن ثَابت الْبنانِيّ حَدثنِي أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة الْجُمُعَة وَيَوْم الْجُمُعَة أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة الله تَعَالَى فِي كل سَاعَة مِنْهَا سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار كلهم قد اسْتوْجبَ النَّار عَلَى نَفسه انْتَهَى طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ عَن عبد الْوَاحِد بن زيد عَن الْبنانِيّ عَن انس مَرْفُوعا بِلَفْظ البُخَارِيّ سَوَاء قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا لَا يَصح قَالَ ابْن معِين عبد الْوَاحِد بن زيد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الفلاس مَتْرُوك انْتَهَى 1344 - الحَدِيث الثَّامِن وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة كتب لَهُ أجر شَهِيد

وَوُقِيَ فتْنَة الْقَبْر قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَقَرِيب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر قَالَ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس الْوراق ثَنَا أَحْمد بن دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا الْحسن بن سوار أَبُو الْعَلَاء ثَنَا عمر بن مُوسَى بن الْوَجِيه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة أجِير من عَذَاب الْقَبْر وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِ طَابع الشُّهَدَاء انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَجَابِر تفرد بِهِ عَنهُ عمر بن مُوسَى وَهُوَ مدنِي فِيهِ لين انْتَهَى وَفِي سنَن أبي قُرَّة مُوسَى بن طَارق الزبيدِيّ فِي الْجُمُعَة قَالَ ذكر ابْن جريج أَخْبرنِي سُفْيَان عَن ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَفِي فتْنَة الْقَبْر وَمَات شَهِيدا انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا ابْن جريج عَن رجل عَن ابْن شهَاب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَفِي فتْنَة الْقَبْر وَكتب شَهِيدا انْتَهَى والْحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه بِسَنَد مُنْقَطع وَلَيْسَ فِيهِ كتب الله لَهُ أجر شَهِيد أخرجه فِي الْجَنَائِز عَن ربيعَة بن سيف عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مُسلم يَمُوت يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا وَقَاه الله فتْنَة الْقَبْر انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَلَيْسَ بِمُتَّصِل لَا يعرف لِرَبِيعَة سَماع من عبد الله وَإِنَّمَا يرْوَى عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَنهُ انْتَهَى قلت وَصله الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فَرَوَاهُ من حَدِيث ربيعَة بن سيف عَن عِيَاض ابْن عقبَة الفِهري عَن عبد الله بن عَمْرو فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده

وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث بَقِيَّة حَدثنِي مُعَاوِيَة بن سعيد التجِيبِي سَمِعت أَبَا قبيل سَمِعت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وقِي فتْنَة الْقَبْر انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده سَوَاء والْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْجَنَائِز عَن ربيعَة بن سيف عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لفاطمة لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدا الحَدِيث وَلَيْسَ لِرَبِيعَة غير هذَيْن الْحَدِيثين مَعَ أَن فِيهِ مقَالا 1345 - الحَدِيث التَّاسِع فِي الحَدِيث إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة قعدت الْمَلَائِكَة عَلَى أَبْوَاب الْمَسْجِد بِأَيْدِيهِم صحف من فضَّة وَأَقْلَام من ذهب يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول عَلَى مَرَاتِبهمْ قلت الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَلَيْسَ فِيهِ بِأَيْدِيهِم صحف من فضَّة وَأَقْلَام من ذهب أَخْرجَاهُ فِي الْجُمُعَة من حَدِيث سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وقفت الْمَلَائِكَة عَلَى بَاب الْمَسْجِد يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول عَلَى مَرَاتِبهمْ فَمثل المهجر كَمثل الَّذِي يهدي بَدَنَة ثمَّ كَالَّذي يهدي بقرة ثمَّ كَبْشًا ثمَّ دجَاجَة ثمَّ بَيْضَة فَإِذا خرج الإِمَام طَوَوْا صُحُفهمْ وَاسْتَمعُوا للذّكر انْتَهَى ثمَّ وجدته فِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه رَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف عِنْد قَوْله تَعَالَى وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا لِمِيقَاتِنَا قَالَ ثَنَا زيد بن عَلّي بن دُحَيْم ثَنَا أَحْمد بن حَازِم أَنا أَبُو صَالح الْحرار ثَنَا عَمْرو بن شمر عَن سعد بن طريف عَن الْأَصْبَغ بن نباتة عَن عَلّي عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ يَوْم

الْجُمُعَة نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام فَرَكزَ لِوَاءُهُ بِهِ وَعدا سَائِر الْمَلَائِكَة إِلَى الْمَسَاجِد الَّتِي يجمع فِيهَا الْجُمُعَة فركزوا أَلْوِيَتهم بِأَبْوَاب الْمَسَاجِد ثمَّ نشرُوا قَرَاطِيس من فضَّة وأقلاما من ذهب ثمَّ كتبُوا الأول فَالْأول مِمَّن بكر إِلَى الْجُمُعَة فَإِذا بلغ من الْمَسْجِد سبعين رجلا قد بَكرُوا طَوَوْا الْقَرَاطِيس فَكَانَ أُولَئِكَ السبعون كَالَّذِين اخْتَارَهُمْ مُوسَى من قومه وَالَّذين اخْتَارَهُمْ مُوسَى من قومه كَانُوا أَنْبيَاء انْتَهَى 1346 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن ابْن مَسْعُود انه بكر فَرَأَى ثَلَاثَة نفر سَبَقُوهُ فَاغْتَمَّ وَأخذ يُعَاتب نَفسه وَيَقُول أَرَاك رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الْجُمُعَة ثَنَا كثير بن عبيد الْحِمصِي عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن معمر عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة قَالَ خرجت مَعَ عبد الله بن مَسْعُود إِلَى الْجُمُعَة فَوجدَ ثَلَاثَة فَقَالَ رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن النَّاس يَجْلِسُونَ من الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة عَلَى قدر رَوَاحهمْ إِلَى الْجُمُعَات الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث ثمَّ قَالَ رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي عشر عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن مَرْوَان بن سَالم عَن الْأَعْمَش بِهِ قَالَ الْبَزَّار ومروان بن سَالم لين الحَدِيث وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله بعد أَن رَوَاهُ بِسَنَد ابْن ماجة وَقد رُوِيَ عَن عبد الْمجِيد عَن مَرْوَان بن سَالم ومروان بن سَالم مُنكر الحَدِيث ضَعِيف الحَدِيث جدا لَيْسَ لَهُ حَدِيث قَائِم يكْتب انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقد رُوِيَ من حَدِيث عبد الْمجِيد عَن سُفْيَان

الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش بِهِ ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يَصح عَن الثَّوْريّ انْتَهَى 1347 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق وَلَا فطر وَلَا أَضْحَى إِلَّا فِي مصر جَامع قلت غَرِيب وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا عَلَى عَلّي فَقَالَ ثَنَا عباد بن الْعَوام عَن حجاج عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق وَلَا صَلَاة فطر وَلَا أَضْحَى إِلَّا فِي مصر جَامع أَو مَدِينَة عَظِيمَة انْتَهَى 1348 - الحَدِيث الثَّانِي عشر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تَركهَا يَعْنِي الْجُمُعَة وَله إِمَام عَادل أَو جَائِر ... الحَدِيث قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي الْجُمُعَة من حَدِيث عبد الله ابْن مُحَمَّد الْعَدوي عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يأيها النَّاس تُوبُوا إِلَى الله قبل أَن تَمُوتُوا وَبَادرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة قبل أَن تشْغَلُوا وصلوا الَّذِي بَيْنكُم وَبَين ربكُم بِكَثْرَة ذكركُمْ وَكَثْرَة الصَّدَقَة فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة تُرْزَقُوا وَتنصرُوا وَتجبرُوا وَاعْلَمُوا أَن الله قد افْترض عَلَيْكُم الْجُمُعَة فِي مقَامي هَذَا فِي يومي هَذَا فِي شَهْري هَذَا فِي عَامي هَذَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَمن تَركهَا وَله إِمَام عَادل أَو جَائِز اسْتِخْفَافًا بهَا أَو جحُودًا بهَا فَلَا جمع الله شَمله وَلَا بَارك الله فِي أمره أَلا وَلَا صَلَاة لَهُ وَلَا زَكَاة لَهُ وَلَا حج لَهُ وَلَا صَوْم لَهُ وَلَا بر لَهُ حَتَّى يَتُوب وَمن تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ

الا وَلَا تؤمن امْرَأَة رجلا وَلَا يؤم أَعْرَابِي مُهَاجرا وَلَا يؤم فَاجر مُؤمنا إِلَّا أَن يَقْهَرهُ بسُلْطَان يخَاف سَيْفه وَسَوْطه انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة بشر الْأُمِّي وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأسْندَ إِلَى وَكِيع أَنه قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدوي يضع الحَدِيث وَإِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ مُنكر الحَدِيث وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِن هَذَا الحَدِيث مَعْرُوف بِهِ انْتَهَى وَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث جدا عَلَى قلَّة رِوَايَته لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ ثمَّ ذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق اخبرني الْوَلِيد بن بكير عَن مُحَمَّد بن عَلّي عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان ثَنَا أبي عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بِهِ وَأعله بِمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ إِنَّه يروي عَن أَبِيه وَغَيره الْعَجَائِب وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن حبَان هَكَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء حَدثنَا عمر بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الْوَقَّاد ثَنَا خَالِد بن عبد الدَّائِم ثَنَا نَافِع بن يزِيد عَن زهرَة بن معبد عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب فَقَالَ ... الحَدِيث ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح قَالَ ابْن حبَان خَالِد بن عبد الدَّائِم يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا تشبه أَحَادِيث الثِّقَات وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الْمَشْهُورَة انْتَهَى وَقَالَ ابْن عدي زَكَرِيَّا بن يَحْيَى كَانَ يضع الحَدِيث انْتَهَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث يرويهِ زهرَة بن معبد عَن سعيد بن

الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة وَخَالفهُ عَلّي بن زيد بن جدعَان فَرَوَاهُ عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر وَكِلَاهُمَا غير ثَابت انْتَهَى وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا يَحْيَى بن حبيب بن عدي ثَنَا مُوسَى بن عَطِيَّة الْبَاهِلِيّ ثَنَا فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن الله كتب عَلَيْكُم الْجُمُعَة فِي مقَامي هَذَا ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ لم يرو هَذَا الحَدِيث عَن عَطِيَّة إِلَّا فُضَيْل بن مَرْزُوق وَلَا عَن فُضَيْل إِلَّا مُوسَى بن عَطِيَّة تفرد بِهِ يَحْيَى ابْن حبيب بن عدي قَالَ وَرَوَاهُ أَسد بن مُوسَى وَعبد الله بن صَالح الْعجلِيّ عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن الْوَلِيد بن بكير عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدوي عَن عَلّي ابْن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 1349 - الحَدِيث الثَّالِث عشر وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَربع إِلَى الْوُلَاة الْفَيْء وَالصَّدقَات وَالْحُدُود وَالْجمعَات قلت غَرِيب وَرَفعه صَاحب الْهِدَايَة كَمَا رَفعه المُصَنّف وَهُوَ فِي غَالب كتب الْفِقْه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر 1350 - قَوْله وَعَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه صعد الْمِنْبَر فَقَالَ الْحَمد لله وَارْتجَّ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن أَبَا بكر وَعمر كَانَا يعدَّانِ لهَذَا الْمقَام مقَالا

وَإِنَّكُمْ إِلَى إِمَام قَوَّال وَسَتَأْتِيكُمْ الْخطب ثمَّ نزل وَكَانَ بِحَضْرَة الصَّحَابَة من غير نَكِير 1351 - الحَدِيث الرَّابِع عشر رُوِيَ أَن أهل الْمَدِينَة أَصَابَهُم جوع وَغَلَاء شَدِيد فَقدم دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ بِتِجَارَة من زَيْت الشَّام وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَقَامُوا إِلَيْهِ خَشوا أَن يسْبقُوا إِلَيْهِ فَمَا بَقِي مَعَه إِلَّا يسير قيل ثَمَانِيَة وَقيل أحد عشر وَاثنا عشر وَأَرْبَعُونَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو خَرجُوا جَمِيعًا لَأَضْرَمَ الله عَلَيْهِم الْوَادي نَارا قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل عَن السّديّ عَن أبي مَالك قَالَ قدم دحْيَة بن خَليفَة بِتِجَارَة زَيْت من الشَّام وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا رَأَوْهُ قَامُوا خَشوا أَن يسْبقُوا إِلَيْهِ فَنزلت وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة الْآيَة انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا ... الْآيَة قَالَ أصَاب أهل الْمَدِينَة جوع وَغَلَاء سعر فَقدمت عير وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَسَمِعُوا بهَا وَخَرجُوا إِلَيْهَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِم يخْطب كَمَا هُوَ فَأنْزل الله وَتَرَكُوك قَائِما فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو اتبع آخِرهم أَوَّلهمْ لَالْتَهَبَ عَلَيْهِم الْوَادي نَارا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث

من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَينا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَقدمت عير إِلَى الْمَدِينَة فَابْتَدَرَهَا أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى لم يبْق مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لم يبْق مِنْكُم أحد لَسَالَ بكم الْوَادي نَارا وَنزلت هَذِه الْآيَة وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن شبيب ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فجَاء دحْيَة بن خَليفَة بِبيع سلْعَة لَهُ فَمَا بَقِي فِي الْمَسْجِد أحد إِلَّا خرج إِلَّا نفر وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِم فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ هَذَا الحَدِيث بِهَذِهِ الْحِكَايَة لَا نعلمهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَرِوَايَة الاثْنَي عشر فِي الصَّحِيحَيْنِ أَخْرجَاهُ من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب قَائِما يَوْم الْجُمُعَة فَجَاءَت عير من الشَّام فَانْفَتَلَ النَّاس حَتَّى لم يبْق إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فأنزلت هَذِه الْآيَة وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا ... الْآيَة وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ أَقبلت عير فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ الْأَشْبَه رِوَايَة أَنه كَانَ فِي الْخطْبَة وَكَأن المُرَاد بقوله يُصَلِّي الْخطْبَة وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث كَعْب بن عجْرَة انه دخل الْمَسْجِد وَعبد الرَّحْمَن ابْن أم الحكم يخْطب قَاعِدا فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْخَبيث يخْطب قَاعِدا وَقد قَالَ تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوك قَائِما أخرجه مُسلم انْتَهَى فِي لفظ لمُسلم إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فيهم أَبُو بكر وَعمر وَفِي لفظ أَنا فيهم وَرِوَايَة الْأَرْبَعين رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه من حَدِيث عَلّي بن عَاصِم عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَيْنَمَا

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَخْطُبنَا يَوْم الْجُمُعَة إِذْ أَقبلت عير تحمل الطَّعَام حَتَّى نزلُوا بِالبَقِيعِ فَانْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتركُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ مَعَه إِلَّا أَرْبَعُونَ رجلا أَنا فيهم وَانْزِلْ الله الْآيَة ثمَّ قَالَ لم يقل فِيهِ أَرْبَعُونَ إِلَّا عَلّي بن عَاصِم عَن حُصَيْن وَخَالفهُ أَصْحَاب حُصَيْن فَقَالُوا لم يبْق مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا اثْنَا عشر رجلا انْتَهَى فَائِدَة ورد مَا يدل عَلَى أَن هَذِه الْوَاقِعَة كَانَت حِين كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقدم الصَّلَاة عَلَى الْخطْبَة فِي الْجُمُعَة رَوَى أَبُو دَاوُد فِي مراسيله ثَنَا مَحْمُود بن خَالِد عَن الْوَلِيد أَخْبرنِي أَبُو معَاذ بكير بن مَعْرُوف أَنه سمع مقَاتل بن حَيَّان قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي يَوْم الْجُمُعَة قبل الْخطْبَة مثل الْعِيدَيْنِ حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب وَقد صَلَّى الْجُمُعَة فَدخل رجل فَقَالَ إِن دحْيَة بن خَليفَة قد قدم لتِجَارَة وَكَانَ إِذا قدم تَلقاهُ أَهله بِالدُّفُوفِ فَخرج النَّاس لم يَظُنُّوا إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي ترك الْخطْبَة شَيْء فَأنْزل الله وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا الْآيَة فَقدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخطْبَة يَوْم الْجُمُعَة وَأخر الصَّلَاة فَكَانَ لَا يخرج أحد لحَدث أَو رُعَاف بعد النَّهْي حَتَّى يسْتَأْذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُشِير إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تلِي الْإِبْهَام فَيَأْذَن لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ من الْمُنَافِقين من يثقل عَلَيْهِ الْخطْبَة وَالْجُلُوس فِي الْمَسْجِد فَكَانَ إِذا اسْتَأْذن رجل من الْمُسلمين قَامَ الْمُنَافِق إِلَى جنبه يسْتَتر بِهِ حَتَّى يخرج فَأنْزل الله تَعَالَى قد يعلم الله الَّذين يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُم لِوَاذًا الْآيَة وَمن طَرِيق أبي دَاوُد وَرَوَاهُ الْحَازِمِي فِي النَّاسِخ والمنسوخ وَذكر انه مُرْسل مَنْسُوخ بالأحاديث الْمُتَّصِلَة الثَّابِتَة بِالْإِجْمَاع وَالله أعلم 1352 - الحَدِيث الْخَامِس عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجُمُعَة أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من أَتَى الْجُمُعَة وَبِعَدَد من لم يَأْتهمْ فِي أَمْصَار الْمُسلمين قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ حَدثنَا أَبُو مُوسَى عمرَان بن مُوسَى ثَنَا مكي بن عَبْدَانِ ثَنَا سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو معَاذ عَن أبي عصمَة عَن زيد الْعمي عَن أبي نَضرة عَن

ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجُمُعَة ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس

سورة المنافقين

سُورَة الْمُنَافِقين

ذكر فِيهَا حديثين 1353 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين لَقِي بني المصطلق عَلَى الْمُريْسِيع وَهُوَ مَاء لَهُم وَهَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم ازْدحم عَلَى المَاء جَهْجَاه بن سعيد أجِير لعمر يَقُود فرسه وَسنَان الْجُهَنِيّ حَلِيف لعبد الله بن أبي واقتتلا فَصَرَخَ جَهْجَاه يَا للمهاجرين وَسنَان يَا للْأَنْصَار فَأَعَانَ جَهْجَاه جِعَال من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَلَطم سِنَانًا فَقَالَ عبد الله لجعال وَأَنت هُنَاكَ قَالَ مَا صَحِبنَا مُحَمَّد إِلَّا لنلطم وَالله مَا مثلنَا وَمثلهمْ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِل سمن كلبك يَأْكُلك أما وَالله لَئِن رَجعْنَا الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل عَنى الْأَعَز بِنَفسِهِ وَبِالْأَذَلِّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ مَاذَا فَعلْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ أَحْلَلْتُمُوهُم بِلَادكُمْ وَقَاسَمْتُمُوهُمْ أَمْوَالكُم وَالله لَو أَمْسَكْتُم عَن جِعَال وَذَوِيهِ فضل الطَّعَام لم يركبُوا رِقَابكُمْ ولأوشكوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَنْكُم فَلَا تنفقوا عَلَيْهِم حَتَّى يَنْفضوا من حول مُحَمَّد فَسمع بذلك زيد بن أَرقم وَكَانَ حَدثا فَقَالَ أَنْت وَالله الذَّلِيل الْقَلِيل الْمُبْغض فِي قومه وَمُحَمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي عز من الرَّحْمَن وَقُوَّة من الْمُسلمين فَقَالَ عبد الله اسْكُتْ فَإِنَّمَا كنت أَلعَب فَأخْبر زيد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق قَالَ إِذا ترْعد أنف كَثِيرَة بِيَثْرِب

قَالَ فَإِن كرهت أَن يقْتله مُهَاجِرِي فَأمر بِهِ أَنْصَارِيًّا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَكيف إِذا تحدث النَّاس أَن مُحَمَّدًا يقتل أَصْحَابه وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعبد الله أَنْت صَاحب الْكَلَام الَّذِي بَلغنِي قَالَ وَالله الَّذِي انْزِلْ عَلَيْك الْكتاب مَا قلت شَيْئا من ذَلِك إِن زيدا لَكَاذِب فَقَالَ الْحَاضِرُونَ يَا رَسُول الله شَيخنَا وَكَبِيرنَا لَا يصدق عَلَيْهِ غُلَام عَسى أَن يكون قد وهم فَروِيَ أَنه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لزيد لَعَلَّك غضِبت عَلَيْهِ قَالَ لَا قَالَ فَلَعَلَّهُ أَخطَأ سَمعك قَالَ لَا قَالَ فَلَعَلَّهُ شبه عَلَيْك قَالَ لَا فَلَمَّا نزلت لحق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زيدا من خلف فَعَرَكَ أُذُنه وَقَالَ وفت أُذُنك يَا غُلَام إِن الله قد صدقك وَكذب الْمُنَافِقين إِلَى هُنَا ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي بِغَيْر سَنَد وَلما أَرَادَ عبد الله أَن يدْخل الْمَدِينَة اعْتَرَضَهُ ابْنه حباب وَهُوَ عبد الله بن عبد الله غير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْمه وَقَالَ حباب اسْم شَيْطَان وَقَالَ لَهُ وَرَاءَك وَالله لَا تدْخلهَا حَتَّى تَقول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَعَز وَأَنا الْأَذَل فَلم يزل حَبِيسًا فِي يَده حَتَّى أمره عَلَيْهِ السَّلَام بِتَخْلِيَتِهِ وَرُوِيَ أَنه قَالَ لَهُ لَئِن لم تقر لله وَرَسُوله بِالْعِزَّةِ لَأَضرِبَن عُنُقك قَالَ وَيحك أفَاعِل أَنْت قَالَ نعم فَلَمَّا رَأَى مِنْهُ الْجد قَالَ أشهد أَن الْعِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِابْنِهِ جَزَاك الله عَن رَسُوله وَعَن الْمُؤمنِينَ خيرا فَلَمَّا بَان كذب عبد الله قيل لَهُ قد نزلت فِيك آي شَدَّاد فَاذْهَبْ إِلَى رَسُول الله يسْتَغْفر لَك فَلَوى رَأسه وَقَالَ أَمرْتُمُونِي أَن أومن فآمنت وَأَمَرْتُمُونِي أَن أزكي مَالِي فَزُكِّيَتْ فَمَا بَقِي إِلَّا أَن أَسجد لمُحَمد فَنزلت وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم رَسُول الله ... وَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل حَتَّى اشْتَكَى وَمَات

قلت المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ فرق هَذَا الحَدِيث فِي طول السُّورَة وَجمعته لِأَنَّهُ حَدِيث وَاحِد وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِتَمَامِهِ وَعَزاهُ لأَصْحَاب السّير وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني المصطلق من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعبد الله بن أبي بكر وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن حَيَّان كل قد حَدثنِي بعض حَدِيث بني المصطلق قَالُوا بلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن بني المصطلق يَجْتَمعُونَ لَهُ وَقَائِدهمْ الْحَارِث بن أبي ضرار أَبُو جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا سمع بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج إِلَيْهِم حَتَّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاء من مِيَاههمْ يُقَال لَهُ الْمُريْسِيع ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا اخْتِلَاف يسير وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَاعْلَم أَن الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا مُخْتَصرا وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا كلهم من حَدِيث زيد بن أَرقم فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن زيد بن أَرقم قَالَ كنت مَعَ عمي فَسمِعت عبد الله ابْن أبي بن سلول يَقُول لأَصْحَابه لَا تنفقوا عَلَى من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل فَذكرت ذَلِك لِعَمِّي فَذكره عمي لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني عَلَيْهِ السَّلَام فَحَدَّثته فَأرْسل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه فَحَلَفُوا مَا قَالُوا فَكَذبنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصدقه فَأَصَابَنِي شَيْء لم يُصِبْنِي قطّ مثله فَجَلَست فِي الْبَيْت فَقَالَ عمي مَا أردْت إِلَّا أَن كَذبك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ فَبِعْت إِلَيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها ثمَّ قَالَ إِن الله قد صدقك انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين قَرِيبا مِنْهُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي سعيد الأودي ثَنَا زيد بن أَرقم قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مَعنا نَاس من الْأَعْرَاب فَكُنَّا نَبْتَدِر المَاء وَكَانَ الْأَعْرَاب يَسْبِقُونَنَا إِلَيْهِ فَيَسْبق

أَعْرَابِي أَصْحَابه فَيمْلَأ الْحَوْض وَيجْعَل حوله حِجَارَة وَيجْعَل النطع عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيء أَصْحَابه قَالَ فَأَتَى رجل من الْأَنْصَار أَعْرَابِيًا فَأَرْخَى زِمَام نَاقَته ليشْرب فَأَبَى أَن يَدعه فَانْتزع حجرا فَفَاضَ المَاء فَرفع الْأَعرَابِي خَشَبَة فَضرب بهَا رَأس الْأنْصَارِيّ وشجها فَأَتَى عبد الله بن أبي رَأس الْمُنَافِقين فَأخْبرهُ وَكَانَ من أَصْحَابه فَغَضب عبد الله بن أبي ثمَّ قَالَ لَا تنفقوا عَلَى من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا وَكَانُوا يحْضرُون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد الطَّعَام فَقَالَ عبد الله إِذا انْفَضُّوا من عِنْد مُحَمَّد فَأتوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ فَليَأْكُل هُوَ وَمن عِنْده ثمَّ قَالَ لأَصْحَابه لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة فَليخْرجْ الْأَعَز مِنْكُم قَالَ زيد وَأَنا ردف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسمِعت عبد الله فَأخْبرت عمي فَانْطَلق فَأخْبر رَسُول الله فَأرْسل إِلَيْهِ رَسُول الله فَحلف وَجحد قَالَ فَصدقهُ رَسُول الله وَكَذبَنِي قَالَ فجَاء عمي إِلَيّ فَقَالَ مَا أردْت إِلَّا أَن مَقَتك رَسُول الله وَكَذبَك هُوَ والمسلمون قَالَ فَوَقع عَلّي من الْهم مَا لم يَقع عَلَى أحد قَالَ فَبَيْنَمَا أَسِير مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر قد خَفَقت رَأْسِي من الْهم إِذا أَتَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضحك فِي وَجْهي فَمَا سرني أَن بهَا الْخلد فِي الْجنَّة ثمَّ إِن أَبَا بكر لَحِقَنِي فَقَالَ مَا قَالَ لَك رَسُول الله قلت مَا قَالَ شَيْئا إِلَّا أَنه عَرك أُذُنِي وَضحك فِي وَجْهي فَقَالَ أبشر ثمَّ لَحِقَنِي عمر فَقلت لَهُ مثل قولي لأبي بكر فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُورَة الْمُنَافِقين انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ اخْرُج الشَّيْخَانِ بعضه وَرَوَى البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن عبد الله وَاللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي قَالَ كُنَّا فِي غَزْوَة بني المصطلق فَكَسَعَ رجل من الْمُهَاجِرين رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ الْمُهَاجِرِي يَا للمهاجرين وَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا للْأَنْصَار فَسمع ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا بَال دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة قَالُوا رجل

من الْمُهَاجِرين كسع رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة فَسمع بذلك عبد الله بن أبي بن سلول فَقَالَ أوقد فَعَلُوهَا وَالله لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام دَعه لَا يتحدث النَّاس أَن مُحَمَّدًا يقتل أَصْحَابه وَقَالَ غير عمر وَقَالَ لَهُ ابْنه عبد الله بن عبد الله وَالله لَا تَنْفَلِت حَتَّى تَقول إِنَّك أَنْت الذَّلِيل وَرَسُول الله الْعَزِيز فَفعل انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان ثَنَا أبي ثني بشير بن مُسلم أَنه قيل لعبد الله بن أبي يَا أَبَا حباب إِنَّه قد أنزل فِيك آي شَدَّاد فَاذْهَبْ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْتَغْفر لَك فَلَوى رَأسه وَقَالَ أَمرْتُمُونِي أَن أُؤْمِن فآمنت وَأَمَرْتُمُونِي أَن أعطي زَكَاة مَالِي فَأعْطيت فَمَا بَقِي إِلَّا أَن أَسجد لمُحَمد انْتَهَى 1354 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الْمُنَافِقين برِئ من النِّفَاق قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... ذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي سُورَة يُونُس

سورة التغابن

سُورَة التغابن

ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1355 - الحَدِيث الأول قَالَ المُصَنّف الزَّعْم ادِّعَاء الْعلم وَمِنْه قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمَوْجُود فِي الحَدِيث بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة فِي الحَدِيث الرَّابِع عشر وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد من قَول شُرَيْح زَعَمُوا كنية الْكَذِب وَقد تقدم بِإِسْنَادِهِ فِي الْبَقَرَة 1356 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من عبد أَدخل الْجنَّة إِلَّا أرِي مَقْعَده من النَّار لَو أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شكرا وَمَا من عبد أَدخل النَّار إِلَّا أرِي مَقْعَده من الْجنَّة لَو أحسن لِيَزْدَادَ حسرة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي كتاب صفة الْجنَّة وَالنَّار من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل أحد الْجنَّة إِلَّا أرِي مَقْعَده من النَّار لَو أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شكرا وَلَا يدْخل اُحْدُ النَّار إِلَّا أرِي

مَقْعَده من الْجنَّة لَو أحسن ليَكُون عَلَيْهِ حسرة انْتَهَى وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَلَا تعَارض بَين الْحَدِيثين فَإِنَّهُ يرَى الْمَقْعَدَيْنِ جَمِيعًا سَوَاء كَانَ مُؤمنا أَو كَافِرًا يدل عَلَيْهِ مَا أَخْرجَاهُ عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن العَبْد إِذا وضع فِي قَبره وَتَوَلَّى عَنهُ أَصْحَابه إِنَّه ليسمع قرع نعَالهمْ قَالَ فيأتيه ملكان فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل قَالَ فَأَما الْمُؤمن فَيَقُول أشهد أَنه عَبده وَرَسُوله قَالَ فَيُقَال لَهُ انْظُر إِلَى مَقْعَدك من النَّار قد أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة قَالَ نَبِي الله فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا زَاد البُخَارِيّ وَأما الْكَافِر وَالْمُنَافِق فَيَقُول لَا أَدْرِي كنت أَقُول مَا يَقُول النَّاس فَيُقَال لَا دَريت وَلَا تليت ثمَّ يضْرب بَين أُذُنَيْهِ بِمِطْرَقَةٍ من حَدِيد ضَرْبَة فَيَصِيح صَيْحَة يسْمعهَا من يَلِيهِ إِلَّا الثقلَيْن انْتَهَى أخرجه البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز وَمُسلم فِي التَّوْبَة قبيل الْفِتَن 1357 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِرَجُل يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال أكل عِيَاله حَسَنَاته قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَهُوَ فِي الْحِلْية لأبي نعيم من قَول سُفْيَان الثَّوْريّ رَوَاهُ فِي تَرْجَمته فَقَالَ حَدثنَا أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَبُو السّري

هناد بن السّري بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو سعيد الْأَشَج ثَنَا حُصَيْن بن مَالك الضَّبِّيّ عَن بكر بن مُحَمَّد العابد قَالَ قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ يُؤمر بِالرجلِ إِلَى النَّار يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال هَذَا عِيَاله أكلُوا حَسَنَاته انْتَهَى وَرَوَى عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة ثَنَا إِسْحَاق بن أبي يَحْيَى عَن عبد الْملك عَن بكر فَقَالَ يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن الَّذين أكل عِيَالهمْ حسناتهم قومُوا فَإِن قبلكُمْ التَّبعَات انْتَهَى 1358 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يخْطب فجَاء الْحسن وَالْحُسَيْن وَعَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثرَانِ وَيقومَانِ فَنزل إِلَيْهِمَا وَأَخذهمَا وَوَضعهمَا فِي حجره عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ صدق الله إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة رَأَيْت هذَيْن الصَّبِيَّيْنِ فَلم أَصْبِر عَنْهُمَا ثمَّ أَخذ فِي خطبَته قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي سُنَنهمْ فَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْجُمُعَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي المناقب وَابْن ماجة فِي اللبَاس من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد عَن عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب عَن أَبِيه بُرَيْدَة قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأقبل الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثرَانِ وَيقومَانِ فَنزل فَأَخذهُمَا فَصَعدَ بهما ثمَّ قَالَ صدق الله إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة رَأَيْت هذَيْن فَلم أَصْبِر ثمَّ أَخذ فِي الْخطْبَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي موضِعين فَرَوَاهُ فِي الْجُمُعَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَاهُ فِي كتاب اللبَاس وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ واقره الذَّهَبِيّ وَهُوَ مِمَّا ينْتَقد عَلَيْهِ فَإِن الْحُسَيْن بن وَاقد احْتج بِهِ مُسلم فَقَط

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا بُرَيْدَة وَلَا طَرِيقا عَنهُ إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده عَلَى شَرط مُسلم انْتَهَى 1359 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة التغابن دفع عَنهُ موت الْفجأَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الطلاق

سُورَة الطَّلَاق

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا 1360 - الحَدِيث الأول قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي قَتَادَة وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة 1361 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لِابْنِ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما حِين طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض مَا هَكَذَا أَمرك الله إِنَّمَا السّنة أَن تسْتَقْبل الطُّهْر اسْتِقْبَالًا وَتُطَلِّقهَا بِكُل قرء تَطْلِيقَة قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث شُعَيْب بن زُرَيْق حَدثنِي عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن الْحسن عَن عبد الله بن عمر أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض ثمَّ أَرَادَ أَن يتبعهَا تَطْلِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ عِنْد الْقُرْأَيْنِ فَبَلع ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا بن عمر مَا هَكَذَا أَمرك الله قد أَخْطَأت السّنة وَالسّنة أَن يسْتَقْبل الطُّهْر فَتطلق لكل قرء فَأمرنِي فَرَاجَعْتهَا فَقَالَ إِذا هِيَ طهرت فَطلق عِنْد ذَلِك وَأمْسك فَقلت يَا رَسُول الله أَفَرَأَيْت لَو طَلقتهَا ثَلَاثًا أَكَانَ يحل لي أَن أرَاجعهَا قَالَ لَا كَانَت تبين مِنْك وَكَانَت مَعْصِيّة ... وَفِيه كَلَام فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة

1362 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعمر مر ابْنك فَلْيُرَاجِعهَا ثمَّ لِيَدَعْهَا حَتَّى تحيض ثمَّ تطهر ثمَّ ليُطَلِّقهَا إِن شَاءَ فَتلك الْعدة الَّتِي أَمر الله أَن تطلق بهَا النِّسَاء قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة عَن ابْن عمر أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض فَذكر عمر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مره فَلْيُرَاجِعهَا ثمَّ يمْسِكهَا حَتَّى تطهر ثمَّ تحيض فَتطهر قَالَ فَإِن بدا لَهُ أَن يطلقهَا فَلْيُطَلِّقهَا طَاهِرا قبل أَن يَمَسهَا فَتلك الْعدة الَّتِي أَمر الله أَن تطلق بهَا النِّسَاء انْتَهَى 1363 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا طلق امْرَأَته ثَلَاثًا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَتَلْعَبُونَ بِكِتَاب الله وَأَنا بَين أظْهركُم قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الطَّلَاق من حَدِيث مخرمَة عَن أَبِيه عَن مَحْمُود بن لبيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبر عَن رجل طلق امْرَأَته ثَلَاث تَطْلِيقَات جَمِيعًا فَقَامَ غَضْبَان ثمَّ قَالَ أَيلْعَبُ بِكِتَاب الله تَعَالَى وَأَنا بَين أظْهركُم حَتَّى قَامَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله الا نَقْتُلهُ انْتَهَى قَالَ النَّسَائِيّ لَا أعلم رَوَاهُ غير مخرمَة وَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه ذهب البُخَارِيّ إِلَى أَن مَحْمُودًا لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يعرف لَهُ صُحْبَة انْتَهَى 1364 - الحَدِيث الْخَامِس فِي حَدِيث ابْن عمر انه قَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت لَو طَلقهَا ثَلَاثًا فَقَالَ لَهُ إِذن عصيت رَبك وَبَانَتْ مِنْك امْرَأَتك

قلت هُوَ قِطْعَة من الحَدِيث الثَّانِي الْمُتَقَدّم وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن رجل طلق امْرَأَته فَقَالَ إِن طَلقهَا وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ فَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمره أَن يُرَاجِعهَا ثمَّ يُمْهِلهَا حَتَّى تحيض ثمَّ تطهر وَإِن طَلقتهَا ثَلَاثًا فقد عصيت رَبك فِيمَا أَمر بِهِ من طَلَاق امْرَأَتك وَبَانَتْ مِنْك مُخْتَصر 1365 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ لَا يُؤْتَى بِرَجُل طلق امْرَأَته ثَلَاثًا إِلَّا أوجعهُ ضربا وَأَجَازَ ذَلِك عَلَيْهِ قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما قَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن مسْهر وَقَالَ عبد الرَّزَّاق ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة كِلَاهُمَا عَن شَقِيق ابْن أبي عبد الله عَن انس قَالَ كَانَ عمر إِذا أُتِي بِرَجُل قد طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فِي مجْلِس أوجعهُ ضربا وَفرق بَينهمَا انْتَهَى 1366 - الحَدِيث السَّادِس سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمَّن طلق ثَلَاثًا أَو ألفا هَل لَهُ مخرج فَتَلَاهَا يعْنى قَوْله تَعَالَى وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بن عبَادَة بن الصَّامِت عَن أَبِيه عَن جده قَالَ طلق بعض آبَائِي امْرَأَته ألفا فَانْطَلق بنوه إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِن أَبَانَا طلق أمنا ألفا فَهَل لَهُ من مخرج فَقَالَ إِن أَبَاكُم لم يتق الله فَيجْعَل لَهُ مخرجا بَانَتْ مِنْهُ بِثَلَاث عَلَى غير السّنة وَتِسْعمِائَة وَسبع وَتسْعُونَ رثما فِي عُنُقه انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ رُوَاته ضعفاء وَمَجْهُولُونَ وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ فِيهِ سَبْعَة رجال بَين مَجْهُول وَضَعِيف وَأعله ابْن عدي فِي الْكَامِل بِعَبْد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي

وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَالْفَلَّاس وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف جدا لَكِن رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الله بن إِدْرِيس سَمِعت عبد الله بن الْوَلِيد يحدث عَن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم عَن عبَادَة بن الصَّامِت وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبيد الله بن الْوَلِيد وَصدقَة ابْن أبي عمرَان عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بِهِ 1367 - الحَدِيث السَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلَاهَا فَقَالَ مخرجا من شُبُهَات الدُّنْيَا وَمن غَمَرَات الْمَوْت وَمن شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن إِسْحَاق ثَنَا عَمْرو بن الْأَشْعَث ثَنَا سعيد بن رَاشد الْحَنَفِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا فَقَالَ مخرجا من شُبُهَات الدُّنْيَا إِلَى آخِره رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث عَمْرو بن الْحصين ثَنَا سعيد بن رَاشد عَن عبد الله بن سعيد بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية مَوْقُوفا عَلَى قَتَادَة ذكره فِي تَرْجَمَة 1368 - الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي لأعْلم آيَة لَو أَخذ النَّاس بهَا لكفتهم وَمن يتق الله ... فَمَا زَالَ يقْرؤهَا وَيُعِيدهَا قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد من حَدِيث أبي السَّلِيل ضريب

ابْن نقير عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي لأعْلم كلمة أَو قَالَ آيَة لَو أَخذ النَّاس كلهم بهَا لكفتهم قَالُوا يَا رَسُول الله أَيَّة آيَة قَالَ وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَفِي لَفْظهمَا قَالَ فَجعل يُرَدِّدهَا حَتَّى نَعَست وَرَوَاهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد عَنهُ وَقَالَ فِيهِ فَمَا زَالَ يَقُولهَا وَيُعِيدهَا 1369 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ أسر الْمُشْركُونَ ابْنا لَهُ يُسمى سالما فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اسر ابْني وشكا إِلَيْهِ الْفَاقَة فَقَالَ مَا أَمْسَى عِنْد آل مُحَمَّد إِلَّا مد فَاتق واصبر وَأكْثر من ذكر لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَبينا هُوَ فِي بَيته إِذْ قرع ابْنه الْبَاب وَمَعَهُ مائَة من الْإِبِل غفل عَنهُ الْعَدو فَاسْتَاقَهَا فَنزلت قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص من حَدِيث عبيد بن كثير العامري عَن عباد بن يَعْقُوب ثَنَا يَحْيَى بن آدم ثَنَا إِسْرَائِيل ثَنَا عمار بن أبي مُعَاوِيَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا فِي رجل من أَشْجَع كَانَ فَقِيرا خَفِيف ذَات الْيَد كثير الْعِيَال فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ فَقَالَ اتَّقِ الله واصبر فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى جَاءَ ابْن لَهُ بِغنم كَانَ الْعَدو أَصَابُوهُ فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ عَنْهَا وَأخْبرهُ خَبَرهَا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلهَا فَنزلت وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا الْآيَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ لَان عبيد بن كثير قَالَ فِيهِ الْأَزْدِيّ مَتْرُوك وَعباد بن يَعْقُوب رَافِضِي

وَبِسَنَد الْحَاكِم وَمَتنه رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَمَا جَاءَ فِيهِ من المعجزات بِسَنَدِهِ إِلَى أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ أَتَى رجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأرَاهُ عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بني فلَان أَغَارُوا عَلّي فَذَهَبُوا بِابْني وإبلي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن آل مُحَمَّد لآهل كَذَا وَكَذَا بَيت أَظُنهُ قَالَ تسع أَبْيَات مَا فيهم صَاع من طَعَام وَلَا مد من طَعَام فَسئلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فَرجع فَأخْبر امْرَأَته قَالَ فَلم يلبث الرجل أَن رد الله عَلَيْهِ ابْنه وَإِبِله أوفر مَا كَانَت فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَأمرهمْ بِمَسْأَلَة الله عَزَّ وَجَلَّ وَالرَّغْبَة إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِم وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ إِلَى الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن ابْني أسره الْعَدو وَجَزِعت أمه فَمَا تَأْمُرنِي قَالَ آمُرك وَإِيَّاهَا أَن تَسْتَكْثِرُوا من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَانْصَرف إِلَيْهَا فَقَالَت مَا قَالَ لَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَمرنِي وَإِيَّاك أَن نَسْتَكْثِر من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَجعلَا يَقُولَانِ ذَلِك فَغَفَلَ الْعَدو عَن ابْنه يَوْمًا فجَاء وَقد استاق غَنمهمْ وَهِي أَرْبَعَة آلَاف شَاة فَأَتَى بهَا إِلَى أَبِيه فَنزلت وَمن يتق الله ... الْآيَة وَبِسَنَد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَمَتنه رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1370 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس وَعلي قَالَا عدَّة الْحَامِل الْمُتَوفَّى عَنْهَا أبعد الْأَجَليْنِ قلت قَول ابْن عَبَّاس رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة جَالس عِنْده فَقَالَ أَفْتِنِي فِي امْرَأَة ولدت بعد وَفَاة زَوجهَا

بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة فَقَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ مُخْتَصر وَقَول عَلّي رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا شَبابَة عَن شُعْبَة عَن عبيد ابْن الْحسن عَن عبد الرَّحْمَن بن معقل قَالَ شهِدت عليا وَسَأَلَهُ رجل عَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا وَهِي حَامِل قَالَ تَتَرَبَّص أبعد الْأَجَليْنِ حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ عبد الله أجل كل حَامِل أَن تضع حملهَا قَالَ وَكَانَ عَلّي يَقُول آخر الْأَجَليْنِ انْتَهَى 1371 - قَوْله وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من شَاءَ لَاعَنته أَن سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى نزلت بعد الَّتِي فِي الْبَقَرَة قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الطَّلَاق من حَدِيث مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ من شَاءَ لَاعَنته لَا نزلت سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى بعد الْأَرْبَعَة أشهر وَعشر انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ فِي التَّفْسِير قَالَ أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَة لَا نزلت سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى بعد الطُّولَى وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ انْتَهَى وَزَاد عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَكَانَ بلغه أَن عليا يَقُول هِيَ آخر الْأَجَليْنِ فَقَالَ ذَلِك انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

1372 - الحَدِيث الْعَاشِر رَوَت أم سَلمَة أَن سبيعة الأسْلَمِيَّة ولدت بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهَا قد حللت فَانْكِحِي قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الطَّلَاق وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ من حَدِيث أم سَلمَة قَالَت قتل زوج سبيعة الأسْلَمِيَّة وَهِي حُبْلَى فَوضعت بعد مَوته بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة فَخطبت فَأَنْكحهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنى 1373 - الحَدِيث الْحَادِي عشر رُوِيَ أَن فَاطِمَة بنت قيس أَبَت زَوجهَا طَلاقهَا فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي السُّكْنَى وَالنَّفقَة فَلم يَجْعَل لي سُكْنى وَلَا نَفَقَة وَأَمرَنِي أَن أَعْتَد فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم انْتَهَى وَفِي لفظ لَهُ من حَدِيث أبي سَلمَة فِيهَا فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 1374 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لَا نَدع كتاب رَبنَا وَلَا سنة نَبينَا لقَوْل امْرَأَة لَعَلَّهَا نسيت أَو شبه لَهَا سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة قلت رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مُخْتَصرا وَمُطَولًا من حَدِيث أبي إِسْحَاق قَالَ كنت مَعَ الْأسود بن يزِيد جَالِسا فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم ومعنا الشّعبِيّ فَحدث الشّعبِيّ بِحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَجْعَل

لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة ثمَّ أَخذ الْأسود كفا من حَصى فَحَصَبه بِهِ وَقَالَ وَيلك تحدث بِمثل هَذَا قَالَ عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقَوْل امْرَأَة لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حفظت أَو نسيت لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة انْتَهَى 1375 - الحَدِيث الثَّالِث عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الطَّلَاق مَاتَ عَلَى سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير الْعَبْدي عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة التحريم

سُورَة التَّحْرِيم

ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1376 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلا بمارية فِي يَوْم عَائِشَة وَعلمت بذلك حَفْصَة فَقَالَ لَهَا اكْتُمِي عَلّي ذَلِك وَقد حرمت مَارِيَة عَلَى نَفسِي وأبشرك أَن أَبَا بكر وَعمر يملكَانِ بعدِي أَمر أمتِي فَأخْبرت بِهِ عَائِشَة وكانتا مُتَصَادِقَتَيْنِ قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه باخْتلَاف يسير فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن نائلة الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجلِيّ ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن أبي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا قَالَ دخلت حَفْصَة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيتهَا وَهُوَ يطَأ مَارِيَة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تُخْبِرِي عَائِشَة حَتَّى أُبَشِّرك بِبِشَارَة فَإِن أَبَاك يَلِي

الْأَمر من بعد أبي بكر إِذا أَنا مت فَذَهَبت حَفْصَة فَأخْبرت عَائِشَة أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطَأ مَارِيَة وَأَنه أخْبرهَا أَن أَبَا بكر يَلِي بعد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعمر من بعده فَقَالَت عَائِشَة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَنْبَأَك هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيم الْخَبِير فَقَالَت عَائِشَة لَا أنظر إِلَيْك حَتَّى تحرم مَارِيَة فَحَرمهَا فَأنْزل الله يأيها النَّبِي لم تحرم ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن برة الصَّنْعَانِيّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي أَنا مُوسَى بن جَعْفَر ابْن أبي كثير مولَى الْأنْصَارِيّ عَن عَمه عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث ابْن هِشَام عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمارية الْقبْطِيَّة فِي بَيت حَفْصَة بنت عمر فَوَجَدتهَا مَعَه فَقَالَت يَا رَسُول الله فِي بَيْتِي وَتفعل هَذَا بِي من دون نِسَائِك قَالَ فَإِنَّهَا حرَام أَن أَمسهَا يَا حَفْصَة الا أُبَشِّرك فَقَالَت بلَى قَالَ يَلِي هَذَا الْأَمر بعدِي أَبُو بكر ويليه من بعده أَبوك واكتمي عَلّي هَذَا فَخرجت حَتَّى أَتَت عَائِشَة فَقَالَت يَا بنة أبي بكر أَلا أُبَشِّرك قَالَت بِمَاذَا قَالَت وجدت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ مَارِيَة فِي بَيْتِي فَقلت لَهُ يَا رَسُول الله فِي بَيْتِي وَتفعل بِي هَذَا من دون نِسَائِك وَكَانَ أول السرُور أَن حرمهَا عَلَى نَفسه ثمَّ قَالَ لي يَا حَفْصَة أَلا أُبَشِّرك قلت بلَى قَالَ إِن أَبَا بكر يَلِي هَذَا الْأَمر من بعدِي وَإِن أَبَاك يَلِيهِ من بعده وَقد اِسْتَكْتَمَنِي ذَلِك فَاكْتُمِيهِ فَأنْزل الله فِي ذَلِك يأيها النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك ... الْآيَة انْتَهَى 1377 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلا بمارية فِي يَوْم حَفْصَة فأرضاها بذلك واستكتمها فَلم تكْتم فَطلقهَا وَاعْتَزل نِسَاءَهُ وَمكث تسعا وَعشْرين

لَيْلَة فِي بَيت مَارِيَة قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ اخبرني بعض آل عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أصَاب جَارِيَته الْقبْطِيَّة أم إِبْرَاهِيم فِي بَيت حَفْصَة وَفِي يَوْمهَا فَعَثَرَتْ حَفْصَة عَلَى ذَلِك فَقَالَت يَا رَسُول الله لقد جِئْت إِلَيّ شَيْئا مَا جِئْته إِلَى أحد من نِسَائِك فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي وَفِي دَوْلَتِي قَالَ أيرضيك أَن أحرمهَا فَلَا أَمسهَا أبدا قَالَت نعم فَحَرمهَا عَلَى نَفسه وَقَالَ لَا تَذْكُرِيهِ لأحد من النَّاس قَالَت افْعَل وَكَانَت حَفْصَة لَا تكْتم عَائِشَة شَيْئا فَلَمَّا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذهبت إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا فَأنْزل الله يأيها النَّبِي لم تحرم ... الْآيَة فَكفر يَمِينه وَقرب جَارِيَته انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر حَدثنِي عمر بن عقبَة عَن شُعْبَة قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول خرجت حَفْصَة من بَيتهَا وَكَانَ يَوْم عَائِشَة فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِجَارِيَتِهِ الْقبْطِيَّة بَيت حَفْصَة فَجَاءَت حَفْصَة وَالْبَاب مُجَاف فَرَقَبَته حَتَّى خرجت الْجَارِيَة فَقَالَت حَفْصَة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما إِنِّي قد رَأَيْت مَا صنعت فَقَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَاكْتُمِي عني وَهِي عَلّي حرَام فَانْطَلَقت حَفْصَة إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا فَأنْزل الله وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا إِلَى قَوْله قُلُوبكُمَا يَعْنِي عَائِشَة وَحَفْصَة فَتَرَكَهُنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسعا وَعشْرين لَيْلَة ثمَّ نزل يأيها النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك ... الْآيَة فَكفر يَمِينه وَحبس نِسَاءَهُ انْتَهَى 1378 - الحَدِيث الثَّالِث وَرُوِيَ أَن عمر قَالَ لَهَا لَو كَانَ فِي آل الْخطاب خير لما طَلَّقَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ رَاجعهَا فَإِنَّهَا صَوَّامَة

قَوَّامَة وَإِنَّهَا لمن نِسَائِك فِي الْجنَّة قلت غَرِيب وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل من حَدِيث الْحسن ابْن أبي جَعْفَر ثَنَا ثَابت عَن انس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق حَفْصَة تَطْلِيقَة فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد طلقت حَفْصَة رَاجعهَا فَإِنَّهَا قَوَّامَة صَوَّامَة وَإِنَّهَا زَوجتك فِي الْجنَّة انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَاصِم عَن زر بن حُبَيْش عَن عمار بن يَاسر قَالَ لما طلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَفْصَة أَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ رَاجع حَفْصَة فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة وَإِنَّهَا زَوجتك فِي الْجنَّة انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ عَن عمار إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة حَفْصَة اُخْبُرْنَا يزِيد بن هَارُون عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن قيس بن زيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق حَفْصَة بنت عمر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ لي رَاجع حَفْصَة فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة وَهِي زَوجتك فِي الْجنَّة أخبرنَا سعيد بن عَامر عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة ... فَذكر نَحوه وَبِالسَّنَدِ الأول رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده ثَنَا عَفَّان ثَنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة بِهِ 1379 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام شرب عسلا وَمَضَى إِلَى بَيت زَيْنَب بنت جحش فَتَوَاطَأت عَائِشَة وَحَفْصَة فَقَالَتَا لَهُ إِنَّا نَشُمُّ مِنْك ريح مَغَافِير وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يكره التفل فَحرم الْعَسَل

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يشرب عسلا عِنْد زَيْنَب بنت جحش وَيمْكث عِنْدهَا فَتَوَاطَأت أَنا وَحَفْصَة أَيَّتنَا دخل عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ إِنِّي أجد مِنْك ريح مَغَافِير قَالَ لَا وَلَكِنِّي كنت أشْرب عسلا عِنْد زَيْنَب بنت جحش فَلَنْ أَعُود لَهُ وَقد حَلَفت لَا تُخْبِرِي بذلك أحدا انْتَهَى وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يكره أَن يُوجد مِنْهُ ريح وَفِي لفظ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يشْتَد عَلَيْهِ أَن يُوجد مِنْهُ الرّيح 1380 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يَمُوت لأحد ثَلَاثَة من الْوَلَد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَنا دَاوُد فَرَوَاهُ مُسلم فِي الزّهْد وَالْبَاقُونَ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يَمُوت لأحد إِلَى آخِره 1381 - قَوْله عَن أبي بكر وَعمر وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَزيد وَعَائِشَة إِن الْحَرَام يَمِين وَعَن عَلّي أَنه ثَلَاث قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سليم عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك أَن أَبَا بكر وَعمر وَابْن مَسْعُود قَالُوا من قَالَ لامْرَأَته هِيَ عَلّي حرَام فَلَيْسَتْ بِحرَام وَعَلِيهِ كَفَّارَة يَمِين انْتَهَى

حَدثنَا عبد الله بن الْمُبَارك عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن عمر قَالَ الْحَرَام يَمِين انْتَهَى وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه اُخْبُرْنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن مَسْعُود قَالَ فِي الْحَرَام هِيَ يَمِين يكفرهَا انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَنهُ قَالَ فِي الْحَرَام يَمِين يكفرهَا ثمَّ قَرَأَ لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة ... انْتَهَى وَفِي لفظ لمُسلم قَالَ إِذا حرم الرجل امْرَأَته فَهِيَ يَمِين يكفرهَا انْتَهَى وَحَدِيث عَلّي فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة حَدثنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ فِي قَول الرجل لامْرَأَته أَنْت عَلّي حرَام هِيَ ثَلَاث انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه ثَنَا ابْن جريج عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بِهِ وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن مطر الْوراق عَن عَطاء عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت فِي الْحَرَام يكفر انْتَهَى 1382 - الحَدِيث السَّادِس عَن مقَاتل أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اعْتِقْ رَقَبَة فِي تَحْرِيم مَارِيَة

وَعَن الْحسن أَنه لم يكفر لِأَنَّهُ كَانَ مغفورا لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر قلت غَرِيب وَفِي مَرَاسِيل أبي دَاوُد عَن الْحسن خلاف هَذَا فروَى من حَدِيث قَتَادَة عَنهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرم فتَاته أم إِبْرَاهِيم الْقبْطِيَّة فَأمر أَن يكفر عَن يَمِينه وَعُوتِبَ فِي ذَلِك وَقد تقدم فِي الحَدِيث الثَّانِي عِنْد ابْن أبي خَيْثَمَة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كفر عَن يَمِينه 1383 - الحَدِيث السَّابِع عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لم أزل حَرِيصًا عَلَى أَن أسأَل عمر عَنْهَا يَعْنِي قَوْله إِن تَتُوبَا إِلَى الله ... حَتَّى حج وَحَجَجْت مَعَه فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق عدل وَعدلت مَعَه بِالْإِدَاوَةِ فَسَكَبت المَاء عَلَى يَده فَتَوَضَّأ فَقلت من هما فَقَالَ عجبا يَا بن عَبَّاس كَأَنَّهُ كره مَا سَأَلته عَنهُ ثمَّ قَالَ هما حَفْصَة وَعَائِشَة قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد فَالْبُخَارِي وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَأخرجه مُسلم فِي الطَّلَاق عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا لَكِن لم يذكر فِيهِ كَلَام الزُّهْرِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّوْم وَابْن ماجة فِي الزّهْد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لم أزل حَرِيصًا أَن اسْأَل عمر عَن الْمَرْأَتَيْنِ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّتَيْنِ قَالَ الله فيهمَا إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا حَتَّى حج عمر وَحَجَجْت مَعَه فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْض الطَّرِيق عدل عمر وَعدلت مَعَه بِالْإِدَاوَةِ فَتبرز ثمَّ أَتَانِي فَصَبَبْت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة فَتَوَضَّأ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْمَرْأَتَانِ من أَزوَاج النَّبِي اللَّتَان قَالَ الله إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا فَقَالَ

لي وَاعجَبا يَا بن عَبَّاس قَالَ الزُّهْرِيّ وَكره وَالله مَا سَأَلَهُ عَنهُ وَلم يَكْتُمهُ فَقَالَ هِيَ عَائِشَة وَحَفْصَة مُخْتَصر 1384 - الحَدِيث الثَّامِن فِي الحَدِيث رحم الله رجلا قَالَ يأهلاه صَلَاتكُمْ صِيَامكُمْ زَكَاتكُمْ مسكينكم يتيمكم جِيرَانكُمْ لَعَلَّ الله يجمعهُمْ مَعَه فِي الْجنَّة قلت غَرِيب 1385 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا بَغت امْرَأَة نَبِي قطّ قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة هود أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي عَامر الْهَمدَانِي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا بَغت امْرَأَة نَبِي قطّ انْتَهَى وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي السُّورَة الْمَذْكُورَة وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبد الله ابْن شَدَّاد عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره وَرَوَاهُ فِي هَذِه السُّورَة حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن أبي عَامر بِهِ وَزَاد فِيهِ فَخَانَتَاهُمَا أَي فِي الدَّين انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة هود من حَدِيث حُصَيْن بن مُخَارق عَن حَمْزَة الزيات عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن سُلَيْمَان بن قَتَّة عَن ابْن عَبَّاس وَعَن عبد الصَّمد بن عَلّي عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره

1386 - الحَدِيث التَّاسِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا أَرْبَعَة آسِيَة بنت مُزَاحم امْرَأَة فِرْعَوْن وَمَرْيَم بنة عمرَان وَخَدِيجَة بنت خويلد وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَفضل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء كفضل الثَّرِيد عَلَى سَائِر الطَّعَام قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن مرّة فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا يُوسُف القَاضِي ثَنَا عَمْرو بن مَرْزُوق ثَنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة سمع مرّة يحدث عَن أبي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا أَربع ... إِلَى آخِره سَوَاء وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والْحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه لَيْسَ فِيهِ خَدِيجَة وَلَا فَاطِمَة رَوَاهُ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن ... من حَدِيث مرّة الْهَمدَانِي عَن أبي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن وَمَرْيَم بنة عمرَان وَإِن فضل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء كفضل الثَّرِيد عَلَى سَائِر الطَّعَام انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي الْأَطْعِمَة فِي بَاب الثَّرِيد وَسَنَده فِيهِ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا غنْدر ثَنَا شُعْبَة بِهِ وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ إِلَّا مُسلما فَالتِّرْمِذِي وَابْن ماجة فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أفضل نسَاء الْعَالمين أَربع ... فَذَكرهنَّ وَصَححهُ الْحَاكِم 1387 - الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن عَائِشَة سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ سَمّى الله الْمسلمَة تَعْنِي

مَرْيَم وَلم يسم الْكَافِرَة فَقَالَ بغضا لَهَا قَالَت فَمَا اسْمهَا قَالَ اسْم امْرَأَة نوح وَاغِلَة وَاسم امْرَأَة لوط وَاهِلَة ثمَّ قَالَ المُصَنّف وَهَذَا حَدِيث أثر الصَّنْعَة عَلَيْهِ ظَاهر بَين وَلَقَد سَمّى الله تَعَالَى جمَاعَة من الْكفَّار بِأَسْمَائِهِمْ وَكُنَاهُمْ قلت غَرِيب 1388 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة التَّحْرِيم آتَاهُ الله تَوْبَة نصُوحًا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الملك

سُورَة الْملك

فِيهَا حديثان 1389 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلَاهَا فَلَمَّا بلغ قَوْله أَيّكُم أحسن عملا قَالَ أَيّكُم أحسن عقلا وَأَوْرَع عَن محارم الله وأسرع فِي طَاعَة الله قلت تقدم فِي أول هود 1390 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْملك فَكَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَة الْقدر قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة ن

سُورَة ن

ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1391 - الحَدِيث الأول عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن سعد بن هِشَام سَأَلَهَا عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت كَانَ خلقه الْقُرْآن أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي التَّهَجُّد عَن زُرَارَة بن أبي أَوْفَى أَن سَعْدا أَتَى ابْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ عَن الْوتر فَقَالَ أَلا أدلك عَلَى أعلم النَّاس بِوتْر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَالَ عَائِشَة فَذهب إِلَيْهَا وَمَعَهُ حَكِيم بن أَفْلح فَاسْتَأْذَنا فَأَذنت فَقَالَت حَكِيم قَالَ نعم قَالَت من مَعَك قَالَ سعد بن هِشَام قَالَت من هِشَام قَالَ ابْن عَامر فَتَرَحَّمت عَلَيْهِ وَقَالَت خيرا فَقلت يَا أم الْمُؤمنِينَ أَخْبِرِينِي عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن قَالَ بلَى قَالَت فَإِن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ الْقُرْآن مُخْتَصر وَفِي بعض طرقه قَالَ حَكِيم بن أَفْلح لِابْنِ عَبَّاس حِين أعَاد عَلَيْهِ كَلَام عَائِشَة أما إِنِّي لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا أَنْبَأتك حَدِيثهَا وَهَذَا يدل عَلَى أَن الَّذِي سَأَلَ عَائِشَة إِنَّمَا هُوَ حَكِيم بن أَفْلح وَهِشَام يسمع لَا كَمَا هُوَ فِي لفظ المُصَنّف وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ وهم وَلَفظه عَن زُرَارَة بن أبي أَوْفَى عَن سعد بن هِشَام فِي قَوْله تَعَالَى وَإنَّك لعَلَى خلق عَظِيم قَالَ سَأَلت عَائِشَة فَقلت يَا أم الْمُؤمنِينَ أَنْبِئِينِي عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت أَتَقْرَأُ الْقُرْآن قلت نعم قَالَت كَانَ خلقه

الْقُرْآن انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ كَلَفْظِ المُصَنّف 1392 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد الزِّنَا وَلَا وَلَده وَلَا ولد وَلَده قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث عبد الله بن حنيف ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط عَن أبي إِسْرَائِيل الْملَائي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق عَن فُضَيْل ابْن عَمْرو عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد الزِّنَا وَلَا وَلَده وَلَا ولد وَلَده انْتَهَى ثمَّ قَالَ تَابع يُوسُف ابْن أَسْبَاط عَلَيْهِ إِسْحَاق بن مَنْصُور ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيل بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن أَسْبَاط من حَدِيث بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط بِهِ سَوَاء وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي نعيم بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَأعله بِأبي إِسْرَائِيل والْحَدِيث مَعْنَاهُ عِنْد النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب الْعتْق من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن مُجَاهِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنا وَلَا شَيْء من نَسْله إِلَى سَبْعَة آبَاء انْتَهَى قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء هُوَ كثير الْخَطَأ فَاسْتحقَّ التّرْك وَنقل عَن

ابْن معِين انه قَالَ هُوَ ضَعِيف وَكَذَلِكَ ابْن طَاهِر فِي مَوْضُوعَاته وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بإبراهيم بن مهَاجر وَرَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن نبيط من شريط عَن جَابَان عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنية وَلَا عَاق وَلَا مدمن خمر انْتَهَى ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابَان عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع عشر من الْقسم الثَّالِث ثمَّ قَالَ وَقد اخْتلف الثَّوْريّ وَشعْبَة فِيهِ فَقَالَ الثَّوْريّ عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابَان وَقَالَ شُعْبَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن نبيط عَن جَابَان قَالَ وَلَا يضر ذَلِك فَإِن سالما سَمعه من جَابَان مرّة وسَمعه مرّة أُخْرَى من نبيط فَالْخَبَر مُتَّصِل إِلَّا أَن الثَّوْريّ أعرف بِحَدِيث بَلَده انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث جرير عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُجَاهِد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا نَحْو حَدِيث ابْن عَمْرو وَهُوَ مَعْلُول بِيَزِيد بن أبي زِيَاد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى مُجَاهِد من عشرَة أوجه فَتَارَة يرْوَى عَن مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَمْرو وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن أبي سعيد وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَتارَة يرْوَى مَوْقُوفا وَكله من تَخْلِيط الروَاة قَالَ وَفِيه مُخَالفَة لِلْأُصُولِ وَأَعْظَمهَا قَوْله تَعَالَى وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى انْتَهَى كَلَامه 1393 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن الْعَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وسم أباعره فِي وَجههَا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكْرمُوا الْوُجُوه فوسمها فِي جواعرها

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب اللبَاس من حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب أَن نَاعِمًا مولَى أم سَلمَة حَدثهُ انه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول وَقد رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حمارا مَوْسُوم الْوَجْه فَأنْكر ذَلِك فَقَالَ الرجل وَالله لَا أُسَمِّهِ إِلَّا أقْصَى شَيْء من الْوَجْه فَأمر بِحِمَار لَهُ أَن يُكْوَى فِي جَاعِرَتَيْهِ فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ انْتَهَى وَبِالسَّنَدِ والمتن رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد قَالَ وَكَانَ الرجل الَّذِي كوى الْجَاعِرَتَيْنِ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَذَلِك وَلَفظه عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَبَّاس وسم بَعِيرًا لَهُ أَو دَابَّة فِي وَجهه فَرَآهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَغَضب فَقَالَ الْعَبَّاس لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي آخِره فَوَسمه فِي جَاعِرَتَيْهِ انْتَهَى 1394 - الحَدِيث الرَّابِع حَدِيث ابْن مَسْعُود يكْشف الرَّحْمَن عَن سَاقيه أما الْمُؤْمِنُونَ فَيَخِرُّونَ سجدا وَأما المُنَافِقُونَ فَتكون ظُهُورهمْ طبقًا كَأَن فِيهَا السَّفَافِيد قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفِتَن وَفِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث الْحُسَيْن بن حَفْص ثَنَا سُفْيَان ثَنَا سَلمَة بن كهيل عَن أبي الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ إِنَّكُم ستفترقون أَيهَا النَّاس لِخُرُوجِهِ يَعْنِي الدَّجَّال ثَلَاث فرق ... فَذكر حَدِيثا طَويلا إِلَى أَن قَالَ ثمَّ يتَمَثَّل الله لِلْخلقِ حَتَّى يمر الْمُسلمُونَ فَيُقَال لَهُم من تَعْبدُونَ فَيَقُولُونَ نعْبد الله وَلَا نشْرك بِهِ شَيْئا فَيُقَال هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ سُبْحَانَهُ إِذا اعْترف لنا عَرفْنَاهُ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِك يكْشف عَن سَاق فَلَا يَبْقَى مُؤمن إِلَّا خر لله سَاجِدا وَيبقى المُنَافِقُونَ ظُهُورهمْ

طبق وَاحِد كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيد فَيُقَال لَهُم قد كُنْتُم تدعون إِلَى السُّجُود وَأَنْتُم سَالِمُونَ ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَفِي الصَّحِيح بعضه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يكْشف رَبنَا عَن سَاقه فَيسْجد لَهُ كل مُؤمن ومؤمنه وَيبقى من كَانَ يسْجد فِي الدُّنْيَا رِيَاء وَسُمْعَة فَيذْهب فَيسْجد فَيَعُود طبقًا وَاحِدًا مُخْتَصر وَاخْتصرَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدِيث الْحَاكِم فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان بِهِ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ يتَمَثَّل الله تَعَالَى لِلْخَلَائِقِ يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يمر الْمُسلمُونَ فَيُقَال لَهُم من تَعْبدُونَ فَيَقُولُونَ نعْبد الله وَلَا نشْرك بِهِ شَيْئا فَيَقُول هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ سُبْحَانَهُ إِذا اعْترف إِلَيْنَا عَرفْنَاهُ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِك يكْشف عَن سَاق فَلَا يَبْقَى مُؤمن إِلَّا خر لله سَاجِدا وَيبقى المُنَافِقُونَ ظُهُورهمْ طبق وَاحِد كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيد فَيَقُولُونَ رَبنَا فَيُقَال لَهُم قد كُنْتُم تدعون إِلَى السُّجُود وَأَنْتُم سَالِمُونَ انْتَهَى 1395 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقَلَم أعطَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ ثَوَاب الَّذين حسن الله أَخْلَاقهم قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الحاقة

سُورَة الحاقة

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1396 - الحَدِيث الأول عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَا أرسل الله سفينة من ريح إِلَّا بِمِكْيَال وَلَا قَطْرَة من مطر إِلَّا بِمِكْيَال إِلَّا يَوْم عَاد وَيَوْم نوح فَإِن المَاء يَوْم نوح طَغى عَلَى الْخزَّان فَلم يكن لَهُم عَلَيْهِ سَبِيل ثمَّ قَرَأَ إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة وَإِن الرّيح يَوْم عَاد عَتَتْ عَلَى الْخزَّان فَلم يكن لَهُم عَلَيْهَا سَبِيل ثمَّ قَرَأَ برِيح صَرْصَر عَاتِيَة قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة شهر بن حَوْشَب عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن أعين عَن سُفْيَان عَن مُوسَى بن الْمسيب عَن شهر ابْن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أرسل سفينة من ريح ... فَذكره إِلَى آخِره سَوَاء ثمَّ قَالَ تفرد بِرَفْعِهِ مُوسَى بن أعين عَن سُفْيَان وَرَوَاهُ غير وَاحِد مَوْقُوفا انْتَهَى قلت وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن مُوسَى بن الْمسيب عَن شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا أرسل الله سفينة من ريح ... فَذكره مَوْقُوفا وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُوسَى بن أعين بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم مَرْفُوعا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن الطَّبَرَانِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن الْمعَافى

ابْن سُلَيْمَان ثَنَا أبي مُوسَى بن أعين بِهِ 1397 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عِنْد نزُول قَوْله تَعَالَى وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة سَأَلت الله أَن يَجْعَلهَا أُذُنك يَا عَلّي قَالَ عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَمَا نسيت شَيْئا بعد وَمَا كَانَ لي أَن أنسى قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن سهل ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن عَلّي بن حَوْشَب قَالَ سَمِعت مَكْحُولًا يَقُول لما نزلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلت رَبِّي أَن يَجْعَلهَا أذن عَلّي قَالَ مَكْحُول فَكَانَ عَلّي يَقُول مَا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا قطّ فَنسيته انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ حَدثنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا ابْن حبَان ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ثَنَا أبي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ثَنَا عَلّي بن عَلّي ثَنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي حَدثنِي عبد الله ابْن حسن قَالَ حِين نزلت هَذِه الْآيَة وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلت الله ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم بِهِ بِلَفْظ الطَّبَرِيّ 1398 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة قَالَ الْيَوْم أَرْبَعَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَيّدهُم الله بأَرْبعَة آخَرين انْتَهَى قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا ثَنَا ابْن حميد ثَنَا سَلمَة بن الْفضل عَن مُحَمَّد

ابْن إِسْحَاق قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هم الْيَوْم أَرْبَعَة يَعْنِي حَملَة الْعَرْش فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَيّدهُم الله بأَرْبعَة آخَرين فَكَانُوا ثَمَانِيَة وَقد قَالَ تَعَالَى وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة انْتَهَى وَهُوَ معضل وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَفِي حَدِيث الصُّور الطَّوِيل من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن رَافع الْمدنِي عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تُوقَفُونَ يَوْم الْقِيَامَة موقفا مِقْدَار سبعين عَاما لَا يُقْضَى بَيْنكُم ... فَذكره بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ ثمَّ ينزل الْجَبَّار تَعَالَى فِي ظلل من الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة تحمل عَرْشه يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة وهم الْيَوْم أَرْبَعَة أَقْدَامهم عَلَى نُجُوم الأَرْض السُّفْلَى وَالسَّمَوَات إِلَى حُجَزهمْ وَالْعرش عَلَى مَنَاكِبهمْ ... الحَدِيث بِطُولِهِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَغَيرهم وَقد اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْكتاب 1399 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الحاقة حَاسبه الله حسابا يَسِيرا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة المعارج

سُورَة المعارج

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1400 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ شَرّ مَا أعطي ابْن أَدَم شح هَالِع وَجبن خَالع قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَرّ مَا فِي الرجل شح هَالِع وَجبن خَالع انْتَهَى قَالَ ابْن طَاهِر إِسْنَاده مُتَّصِل وَهُوَ من شَرط أبي دَاوُد وَقد احْتج مُسلم بمُوسَى بن عَلّي عَن أَبِيه عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالسبْعين من الْقسم الثَّانِي وَرَوَاهُ احْمَد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالسبْعين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَالْهَالِع ذُو الْهَلَع وَهُوَ الْجزع والخالع الَّذِي يخلع الْفُؤَاد لِشِدَّتِهِ وَاخْتلف فِي الشُّح وَالْبخل فَقيل هما مُتَرَادِفَانِ وَهُوَ شدَّة الْحِرْص وَقيل الشُّح الْحِرْص عَلَى مَا لَيْسَ لَك وَالْبخل بِمَا عنْدك وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن طَاوس

1401 - الحَدِيث الثَّانِي وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ أفضل الْعَمَل أَدْوَمه وَإِن قل قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم أَنه سمع أَبَا سَلمَة يحدث عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي عمل أحب إِلَى الله قَالَ أَدْوَمه وَإِن قل انْتَهَى 1402 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت كَانَ عمله عَلَيْهِ السَّلَام دِيمَة قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّوْم وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث عَلْقَمَة قَالَ سَأَلت أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقَالَت يَا أم الْمُؤمنِينَ كَيفَ كَانَ عمل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل كَانَ يخص شَيْئا من الْأَيَّام قَالَت لَا كَانَ عمله دِيمَة وَأَيكُمْ يُطيق مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُطيق انْتَهَى 1403 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة سَأَلَ سَائل أعطَاهُ الله ثَوَاب الَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن سعيد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة سَأَلَ سَائل أعطَاهُ الله ثَوَاب الَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ وَالَّذين هم عَلَى صلَاتهم يُحَافِظُونَ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ

سورة نوح عليه السلام

سُورَة نوح عَلَيْهِ السَّلَام

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1404 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه خرج يَسْتَسْقِي فَمَا زَاد عَلَى الاسْتِغْفَار فَقيل لَهُ مَا رَأَيْنَاك اسْتَسْقَيْت فَقَالَ لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء الَّتِي يسْتَنْزل بهَا الْمَطَر قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة فِي مصنفيهما فِي الاسْتِسْقَاء وَالطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه والطبري والثعلبي فِي تفسيريهما كلهم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مطرف عَن الشّعبِيّ أَن عمر خرج يَسْتَسْقِي ... إِلَى آخِره وَزَادُوا ثمَّ قَرَأَ اسْتَغْفرُوا ربكُم ... إِلَى آخر الْآيَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح لكنه مُرْسل فَإِن الشّعبِيّ لم يدْرك عمر انْتَهَى 1405 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر إِن الشَّمْس وَالْقَمَر وُجُوههمَا مِمَّا يَلِي السَّمَاء وَظُهُورهمَا مِمَّا يَلِي الأَرْض

قلت غَرِيب رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي أول سُورَة يُونُس من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا قَالَ وُجُوههمَا إِلَى السَّمَاء وَأَقْفِيَتهمَا إِلَى الأَرْض وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبد الْجَلِيل عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الله بن عَمْرو نَحوه وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ إِن الشَّمْس وَالْقَمَر وُجُوههمَا قبل السَّمَاء وَأَقْفِيَتهمَا قبل الأَرْض انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره اُخْبُرْنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر بِهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن يسَار ثَنَا معَاذ بن هِشَام الدستوَائي ثَنَا أبي عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الله بن عَمْرو ... فَذكره وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله وَجعل الْقَمَر فِيهِنَّ نورا قَالَ وَجهه إِلَى الْعَرْش وَقَفاهُ إِلَى الأَرْض انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ 1406 - الحَدِيث الأول قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَتقدم أول الْبَقَرَة 1407 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى

قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفِتَن فِي بَاب فتح ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج من حَدِيث عبد الله بن الزُّبَيْر عَن عَائِشَة قَالَت عَبث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَنَامه فَقُلْنَا لَهُ يَا رَسُول الله صنعت فِي مَنَامك شَيْئا لم تكن تَفْعَلهُ قَالَ الْعجب أَن أُنَاسًا من أمتِي يؤمُّونَ هَذَا الْبَيْت لرجل من قُرَيْش قد لَجأ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خسف بهم فَقُلْنَا يَا رَسُول الله إِن الطَّرِيق قد يجمع النَّاس فَقَالَ نعم فيهم الْمُسْتَنْصر وَالْمَجْبُور وَابْن السَّبِيل وَيهْلِكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى يَبْعَثهُم الله عَلَى نياتهم انْتَهَى وَعَزاهُ الْمزي فِي أَطْرَافه لمُسلم فِي الْحَج وَمَا وجدته إِلَّا فِي الْفِتَن 1408 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة نوح كَانَ من الْمُؤمنِينَ الَّذين تُدْرِكهُمْ دَعْوَة نوح قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا احْمَد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سعيد عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَد يُونُس

سورة الجن

سُورَة الْجِنّ

ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 1409 - الحَدِيث الأول فِي حَدِيث عمر كَانَ الرجل منا إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا وَرُوِيَ فِي أعيينا قلت غَرِيب من حَدِيث عمر وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة من حَدِيث انس رَوَاهُ احْمَد 1410 - الحَدِيث الثَّانِي رَوَى الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس فِي نفر من الْأَنْصَار إِذْ رمي بِنَجْم فَاسْتَنَارَ فَقَالَ مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي مثل هَذَا قَالُوا كُنَّا نقُول يَمُوت عَظِيم أَو يُولد عَظِيم قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس اخبرني رجل من الْأَنْصَار قَالَ بَيْنَمَا هم جُلُوس لَيْلَة مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ رمي بِنَجْم فَاسْتَنَارَ فَقَالَ مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي مثل هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا رَأَيْتُمُوهُ قَالُوا كُنَّا نقُول يَمُوت عَظِيم أَو يُولد

عَظِيم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهِ لمَوْت اُحْدُ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِن رَبنَا تَعَالَى إِذا قَضَى أمرا تسبح حَملَة الْعَرْش ثمَّ يسبح أهل السَّمَاء الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ حَتَّى يبلغ التَّسْبِيح إِلَى هَذِه السَّمَاء ثمَّ سَأَلَ أهل السَّمَاء السَّادِسَة أهل السَّابِعَة مَاذَا قَالَ ربكُم قَالَ فَيُخْبِرُونَهُمْ ثمَّ تَسْتَجِيب أهل كل سَمَاء حَتَّى يبلغ الْخَبَر أهل السَّمَاء الدُّنْيَا وَيُتَخَطَّف الشَّيَاطِين السّمع فَيَقْذِفُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجهه فَهُوَ حق وَلَكنهُمْ يحرفُونَ وَيزِيدُونَ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي تَفْسِير سُورَة سبأ من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل فِيهِ اخبرني رجال من الْأَنْصَار وَقَالَ فِيهِ حسن صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ جمَاعَة كَمَا رَوَاهُ مُسلم وَآخَرُونَ كَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ 1411 - قَوْله قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مَا تَصعَّدَنِي شَيْء مَا تَصَعَّدَتْنِي خطْبَة النِّكَاح قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غريبيهما من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عمر أَنه قَالَ مَا تَصعَّدَنِي شَيْء ... إِلَى آخِره قَالَ أَبُو عبيد وَمَعْنَاهُ أَي مَا شقّ عَلّي وكل شَيْء فعلته بِمَشَقَّة فقد تصعدك قَالَ تَعَالَى كَأَنَّمَا يصعد فِي السَّمَاء قَالَ وَأرَى أَن أصل هَذَا من الصعُود وَهِي الْعقبَة الْمُنكرَة قَالَ تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا انْتَهَى كَلَامه 1412 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث فضَالة بن عبيد وَمن حَدِيث

انس وَمن حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ وَمن حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث الْقَعْقَاع عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَالْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَفِي لفظ لَهُ عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَقَالَ لم يخرجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَهِي صَحِيحَة عَلَى شَرط مُسلم وَأما حَدِيث فضَالة بن عبيد فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث عَمْرو بن مَالك الْجَنبي عَن فضَالة بن عبيد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَالْمُهَاجِر من هجر الْخَطَايَا والذنُوب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن يُونُس بن عبيد وَحميد عَن أنس مَرْفُوعا من لفظ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا وَقَالَ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا هَاشم ابْن مرْثَد ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش حَدثنِي أبي ثَنَا ضَمْضَم بن زرْعَة عَن شُرَيْح بن عبيد عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي حجَّة الْوَدَاع أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْم الْحَرَام قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ فَإِن حُرْمَة

مَا بَيْنكُم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْم وَأُحَدِّثكُمْ عَن الْمُسلم الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَأُحَدِّثكُمْ من الْمُؤمن الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَأُحَدِّثكُمْ من المُهَاجر المُهَاجر من هجر السَّيِّئَات حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس ثني إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن جده سَمِعت أَبَا مَالك ... فَذكره وَأما حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا ثَنَا جَعْفَر ابْن احْمَد بن سِنَان الوَاسِطِيّ ثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام أَبُو الْأَشْعَث ثَنَا عَبْثَر بن الْقَاسِم ثَنَا الْعَلَاء بن ثَعْلَبَة عَن أبي الْمليح الْهُذلِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَسْجِد الْخيف فَقلت لَهُ يَا رَسُول الله أَفْتِنَا فِي أَمر نَأْخُذهُ عَنْك من بعْدك قَالَ تدع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك وَإِن أَفْتَاك الْمفْتُون قلت وَكَيف لي بذلك قَالَ تضع يدك عَلَى فُؤَادك فَإِن الْقلب يسكن للْحَلَال وَلَا يسكن لِلْحَرَامِ وَإِن الْمُسلم الْوَرع يدع الصَّغِير مَخَافَة أَن يَقع فِي الْكَبِير قلت يَا رَسُول الله فَمَا الْمعْصِيَة قَالَ الَّذِي يعين قومه عَلَى الظُّلم قلت فَمن الْحَرِيص قَالَ الَّذِي يطْلب الْكسْب من غير حل قلت فَمن الْوَرع قَالَ الَّذِي يقف عِنْد الشُّبْهَة قلت فَمن الْمُؤمن قَالَ من أَمنه النَّاس عَلَى أَمْوَالهم وَدِمَائِهِمْ قلت فَمن الْمُسلم قَالَ من سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده قلت فَأَي الْجِهَاد أفضل قَالَ كلمة حق عِنْد إِمَام جَائِر انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو الْأَشْعَث احْمَد بن الْمِقْدَام بِهِ وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم الإفْرِيقِي عَن عبد الله بن يزِيد عَن عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله من الْمُسلم قَالَ من سلم الْمُسلمُونَ من يَده وَلسَانه قَالَ فَمن الْمُؤمن قَالَ من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ قَالَ فَمن المُهَاجر قَالَ من هجر السَّيِّئَات قَالَ فَمن الْمُجَاهِد

قَالَ من جَاهد نَفسه لله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى 1413 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة آرَاب وَهِي الْجَبْهَة وَالْأنف وَالْيَدَانِ وَالرُّكْبَتَانِ وَالْقَدَمَانِ قلت لم يروه بِهَذَا اللَّفْظ فِيمَا وجدته إِلَّا الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة آرَاب ... فَذكرهَا إِلَّا أَنه قَالَ الْوَجْه عوض الْجَبْهَة وَالْأنف وَهُوَ أولَى لِاسْتِقَامَةِ الْعدَد قَالَ الْبَزَّار وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث سعد وَابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَغَيرهم لَا نعلم أحدا قل الْآرَاب إِلَّا الْعَبَّاس انْتَهَى والْحَدِيث فِي السّنَن الْأَرْبَعَة وَلَفْظهمْ فِيهِ إِذا سجد العَبْد سجد مَعَه سَبْعَة آرَاب وَجهه وَكَفاهُ وَقَدمَاهُ وَركبَتَاهُ وَرَوَى أَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت وَرُبمَا قَالَ أَمر نَبِيكُم أَن يسْجد عَلَى سَبْعَة آرَاب انْتَهَى وَلم يذكرهَا وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة أعظم وَفِي لفظ سَبْعَة أَعْضَاء فَذكرُوا الْجَبْهَة دون الْأنف وَيحْتَمل أَن يكون قَوْله فِي الْكتاب وَهِي الْجَبْهَة ... إِلَى آخِره من كَلَام المُصَنّف لَا من الحَدِيث فَلْيتَأَمَّل 1414 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بلغُوا عني بلغُوا عني قلت غَرِيب وَالَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي الحَدِيث من رِوَايَة عبَادَة بن الصَّامِت عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ خُذُوا عني خُذُوا عني قد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا الْبكر بالبكر جلد مائَة وَنفي سنة وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ جلد مائَة وَالرَّجم انْتَهَى أخرجه الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ

وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث بني إِسْرَائِيل من حَدِيث أبي كَبْشَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج وَمن كذب عَلّي مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا 1415 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجِنّ كَانَ لَهُ بِعَدَد كل جن صدق بِمُحَمد وَكذب بِهِ عتق رَقَبَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة المزمل

سُورَة المزمل

ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1416 - الحَدِيث الأول عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت مَا كَانَ تزميل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت كَانَ مِرْطًا طوله أَرْبَعَة عشر ذِرَاعا نصفه عَلّي وَأَنا نَائِمَة وَنصفه عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَسُئِلت مَا كَانَ فَقَالَت وَالله مَا كَانَ خَزًّا وَلَا قَزًّا وَلَا مَرْعَزِيٌّ وَلَا إبْريسَمًا وَلَا صُوفًا كَانَ سداه شعرًا وَلحمَته وَبرا قلت غَرِيب وَرُوِيَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير لَهُ اُخْبُرْنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ اخبرني أَبُو صَالح خلف بن مُحَمَّد أَنا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن عباد الْمَكِّيّ ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن نصر بن كثير عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت لما كَانَت لَيْلَة النّصْف من شعْبَان انْسَلَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مِرْطِي ثمَّ قَالَت وَالله مَا كَانَ مِرْطِي من حَرِير وَلَا قَز وَلَا كتَّان وَلَا كُرْسُف وَلَا صوف قُلْنَا فَمن أَي شَيْء كَانَ قَالَت إِن كَانَ سداه لمن شعر وَإِن كَانَ لحْمَته لمن وبر مُخْتَصر وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ... فَذكره سَوَاء وَأعله بِابْن أبي كَرِيمَة وَقَالَ إِن لَهُ مَنَاكِير

1417 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَى خَدِيجَة وَقد جَاءَ فرقا أول مَا أَتَاهُ جِبْرِيل وبوادره ترْعد فَقَالَ زَمِّلُونِي وَحسب أَنه عرض لَهُ فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ ناداه جِبْرِيل يأيها المزمل ... قلت غَرِيب 1418 - قَوْله قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَشر الْقِرَاءَة الْهَذْرَمَةُ قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد اُخْبُرْنَا معمر عَن يَحْيَى بن الْمُخْتَار عَن الْحسن قَالَ كَانَ يُقَال شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ مُخْتَصر وَرَفعه ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْحسن بن دِينَار عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَضَعفه بِابْن دِينَار وَرَوَى الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي أَوَائِل كِتَابه الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّمَاع حَدثنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْأَصَم قَالَ قَرَأت عَلَى مَنْصُور بن جَعْفَر قَالَ قَرَأت عَلَى أبي مُحَمَّد بن درسْتوَيْه قَالَ قَرَأنَا عَلَى ابْن قُتَيْبَة قَالَ عمر بن الْخطاب شَرّ الْقِرَاءَة الْهَذْرَمَةُ وَشر الْكِتَابَة الْمشق يَعْنِي التَّعْلِيق انْتَهَى 1419 - الحَدِيث الثَّالِث سُئِلت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عَن قِرَاءَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت لَا كَسَرْدِكُمْ هَذَا لَو أَرَادَ السَّامع أَن يعد حُرُوفه لعَدهَا

قلت تقدم فِي الْفرْقَان 1420 - الحَدِيث الرَّابِع عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي ثقل عَلَيْهِ وَتَربد لَهُ جلده قلت غَرِيب وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي كرب لذَلِك وَتَربد وَجهه انْتَهَى وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قصَّة هِلَال بن أُميَّة قَالَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي عرفُوا ذَلِك فِي تَرَبد جلده وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا عباد بن مَنْصُور ثَنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي تَرَبد لَهُ وَجهه وَجَسَده وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة 1421 - الحَدِيث الْخَامِس عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها رَأَيْته عَلَيْهِ السَّلَام ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّديد الْبرد فَيفْصم عَنهُ وَإِن جَبينه لِيَرْفَضَّ عرقا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول صَحِيحه من حَدِيث عُرْوَة عَنْهَا قَالَت وَلَقَد رَأَيْته ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّديد الْبرد فَيفْصم عَنهُ وَإِن جَبينه ليتفصد عرقا مُخْتَصر وَهُوَ فِي الثَّعْلَبِيّ لِيَرْفَضَّ

1422 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ أشدد وطأتك عَلَى مُضر قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي الْأَنْبِيَاء 1423 - قَوْله عَن أبي الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه قوم وَنَضْحَك إِلَيْهِم وَإِن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مسلمة بن سعيد عَن أبي الْأَحْوَص عَن أبي الزَّاهِرِيَّة قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه أَقوام وَإِن قُلُوبنَا لَتَلْعَنهُمْ انْتَهَى وَرَوَى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الدَّرْدَاء ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء ثَنَا سُفْيَان ثَنَا خلف بن حَوْشَب قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء ... فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَبِهَذَا اللَّفْظ ذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي كتاب الْأَدَب فَقَالَ وَيذكر عَن أبي الدَّرْدَاء فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة فِي بَاب مُخَالطَة النَّاس حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَحْوَص بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن أبي الزَّاهِرِيَّة قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه أَقوام وَإِن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ انْتَهَى 1424 - الحَدِيث السَّابِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة إِنَّا لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ... الْآيَة فَصعِقَ

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة إِن لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّة وَعَذَابًا أَلِيمًا فَصعِقَ انْتَهَى وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَاهُ احْمَد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع بِهِ سندا ومتنا مُرْسلا وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط ثَنَا أَبُو سعد بن أبي بكر الْوراق أَنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَرَائِضِي أَنا طَاهِر بن الْفضل بن سعيد الْبَغْدَادِيّ ثَنَا وَكِيع عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين عَن عبد الله بن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سمع قَارِئًا يقْرَأ إِن لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّة ... فَصعِقَ انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ إِسْحَاق الْحَنْظَلِي فِي تَفْسِيره عَن وَكِيع انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا وَكِيع بِهِ بِسَنَد الطَّبَرِيّ وأسنده ابْن عدي فِي الْكَامِل فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن الْحسن الْكَرْخِي ثَنَا الْحسن بن شبيب ثَنَا أَبُو يُوسُف عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين عَن أبي حَرْب عَن أبي الْأسود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَأعله بحمران بن أعين وَضَعفه ابْن معِين ثمَّ قَالَ وَغير أبي يُوسُف يرويهِ عَن حَمْزَة عَن حمْرَان لم يقل فِيهِ عَن أبي الْأسود انْتَهَى 1425 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود أَيّمَا رجل جلب شَيْئا إِلَى مَدِينَة من مَدَائِن الْمُسلمين صَابِرًا محتسبا فَبَاعَهُ بِسعْر يَوْمه كَانَ عِنْد الله من الشُّهَدَاء قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان عَن فرقد السبخي عَن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ... فَذكره

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره مَرْفُوعا من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْبَصْرِيّ عَن فرقد السبخي عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله انْتَهَى 1426 - قَوْله عَن ابْن عمر مَا خلق الله موتَة أَمُوتهَا بعد الْقَتْل فِي سَبِيل الله أحب إِلَيّ من أَن أَمُوت بَين شُعْبَتَيْ رجل أضْرب فِي الأَرْض ابْتغِي من فضل الله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث الْقَاسِم بن عبيد الله عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول ... فَذكره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله ذكر عمر أَو غَيره وَقَالَ مَا خلق الله إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ غَيره فَقَالَ عَن عمر بن الْخطاب لم يشك وَزَاد ثمَّ تَلا وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله انْتَهَى قلت كَذَلِك رَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة أَنا ابْن وهب عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن نَافِع أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مَا خلق الله مَوته أَمُوتهَا إِلَّا أَن أَمُوت مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله أحب إِلَيّ من أَن أَمُوت وَأَنا أضْرب فِي الأَرْض عَلَى ظهر رَاحِلَتي أَبْتَغِي من فضل الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى 1427 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المزمل دفع الله عَنهُ الْعسرَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمُقْرِئ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة المدثر

سُورَة المدثر

ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث 1428 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَنْصَار شعار وَالنَّاس دثار قلت تقدم فِي الْأَرْبَعين من سُورَة آل عمرَان 1429 - الحَدِيث الثَّانِي رَوَى جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كنت عَلَى جبل حراء فنوديت يَا مُحَمَّد إِنَّك رَسُول الله فَنَظَرت عَن يَمِيني ويساري فَلم أر شَيْئا فَنَظَرت فَوقِي فَرَأَيْت شَيْئا وَفِي رِوَايَة عَائِشَة فَنَظَرت فَوقِي فَإِذا بِهِ قَاعِدا عَلَى عرش بَين السَّمَاء وَالْأَرْض يَعْنِي الْملك الَّذِي ناداه فَرُعِبْت وَرجعت إِلَى خَدِيجَة فَقلت دَثرُونِي دَثرُونِي فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ يَا أَيهَا المدثر ... قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سَلمَة عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ جَاوَرت بحراء فَلَمَّا قضيت بِجوَارِي هَبَطت فنوديت فَنَظَرت

عَن يَمِيني فَلم أر شَيْئا وَنظرت عَن شمَالي فَلم أر شَيْئا وَنظرت أَمَامِي فَلم أر شَيْئا وَنظرت خَلْفي فَلم أر شَيْئا فَرفعت رَأْسِي فَرَأَيْت شَيْئا فَأتيت خَدِيجَة فَقلت دَثرُونِي وَصبُّوا عَلّي مَاء بَارِدًا فَنزلت انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي بَدْء الْخلق وَزَاد قَالَ أَبُو سَلمَة وَالرجز الْأَوْثَان انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي أول صَحِيحه بالسند الْمَذْكُور قَالَ بَيْنَمَا أَنا أَمْشِي إِذْ سَمِعت صَوتا من السَّمَاء فَرفعت بَصرِي فَإِذا الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء جَالس عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَرُعِبْت مِنْهُ فَرَجَعت فَقلت دَثرُونِي فَأنْزل الله يأيها المدثر مُخْتَصر 1430 - الحَدِيث الثَّالِث عَن الزُّهْرِيّ أول مَا نزلت سُورَة اقْرَأ باسم رَبك إِلَى قَوْله مَا لم يعلم قَالَ فَحزن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل يَعْلُو شَوَاهِق الْجبَال فناداه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّك نَبِي الله فَرجع إِلَى خَدِيجَة وَقَالَ دَثرُونِي وَصبُّوا عَلّي مَاء بَارِدًا فَنزلت يأيها المدثر قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ كَانَ أول شَيْء انْزِلْ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اقْرَأ باسم رَبك حَتَّى بلغ مَا لم يعلم ثمَّ فتر الْوَحْي فَتْرَة فَحزن لذَلِك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل يَغْدُو إِلَى شَوَاهِق الْجبَال لِيَتَرَدَّى مِنْهَا فَكلما وافى بِذرْوَةِ جبل تبدى لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول لَهُ إِنَّك نَبِي الله قَالَ فَبَيْنَمَا أَنا أَمْشِي يَوْمًا إِذْ رَأَيْت الْملك الَّذِي كَانَ يأتيني بحراء عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَجَثَتْ مِنْهُ رعْبًا وَرجعت إِلَى خَدِيجَة وَقلت دَثرُونِي فَدَثَّرْنَاهُ وَأنزل الله يأيها المدثر انْتَهَى وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن أول مَا نزل من الْقُرْآن اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق انْتَهَى

وَلَا يُعَارض ذَلِك مَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَأَلت جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ أَي الْقُرْآن انْزِلْ قبل قَالَ يَا أَيهَا المدثر فَقلت أَو اقْرَأ باسم رَبك قَالَ جَابر أحدثكُم مَا حَدثنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنِّي جَاوَرت بحراء شهرا فَلَمَّا قضيت جواري نزلت فَاسْتَبْطَنْت بطن الْوَادي فنوديت فَنَظَرت أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي ثمَّ نظرت إِلَى السَّمَاء فَإِذا هُوَ عَلَى الْعَرْش فِي الْهَوَاء يَعْنِي جِبْرِيل فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة فَأتيت خَدِيجَة فَأَمَرتهمْ فَدَثَّرُونِي ثمَّ صبوا عَلّي المَاء وَأنزل الله عَلّي يأيها المدثر قُم فَأَنْذر انْتَهَى قَالَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَذَلِكَ لَان جَابِرا سمع آخر الْقِصَّة وَلم يسمع أَولهَا فَتوهم أَن سُورَة المدثر أول مَا نزل وَلَيْسَ كَذَلِك وَلكنهَا أول مَا نزل عَلَيْهِ بعد سُورَة اقْرَأ يدل عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي فَقَالَ فِي حَدِيثه بَيْنَمَا أَنا أَمْشِي إِذْ سَمِعت صَوتا من السَّمَاء فَرفعت رَأْسِي فَإِذا الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء جَالس عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَجَثَتْ مِنْهُ رعْبًا فَرَجَعت فَقلت زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها المدثر انْتَهَى قَالَ فَظهر بِهَذَا أَن الْوَحْي كَانَ قد فتر بعد نزُول اقْرَأ باسم رَبك ثمَّ نزلت يأيها المدثر يُوضحهُ قَوْله فِيهِ إِن الْملك الَّذِي جَاءَ بحراء جَالس فَدلَّ عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة كَانَت بعد نزُول سُورَة اقْرَأ انْتَهَى 1431 - قَوْله فِي الحَدِيث المستغزر يُثَاب من هِبته قلت تقدم فِي الرّوم رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة من قَول شُرَيْح

1432 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا قَالَ يُكَلف أَن يصعد عقبَة فِي النَّار كلما وضع عَلَيْهَا يَده ذَابَتْ فَإِذا رَفعهَا عَادَتْ وَإِذا وضع رجله ذَابَتْ فَإِذا رَفعهَا عَادَتْ قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث منْجَاب بن الْحَارِث ثَنَا شريك عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا قَالَ جبل من نَار يُقَال لَهُ صعُود يُكَلف أَن يَصْعَدهُ إِذا وضع يَده عَلَيْهِ ذَابَتْ ... إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم ثمَّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن عمار الذَّهَبِيّ بِهِ مَوْقُوفا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد قَالَا أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مَوْقُوفا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار مَوْقُوفا ثمَّ قَالَ وَلَا نعلم رَفعه عَن عمار إِلَّا شريك وَكَذَلِكَ قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَزَاد وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن عمار فَوَقفهُ 1433 - الحَدِيث الْخَامِس وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الصعُود جبل من نَار يصعد فِيهِ سبعين خَرِيفًا ثمَّ يهوي فِيهِ كَذَلِك أبدا قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي التَّفْسِير وَفِي صفة جَهَنَّم من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصعُود جبل من نَار يتَصَعَّد فِيهِ سبعين خَرِيفًا ثمَّ يهوي بِهِ كَذَلِك أبدا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا نعرفه مَرْفُوعا من حَدِيث ابْن لَهِيعَة وَقد رُوِيَ عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد مَوْقُوفا انْتَهَى قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق عبد الله بن وهب عَن عَمْرو ابْن الْحَارِث عَن دراج بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عَمْرو بن الْحَارِث بِهِ مَرْفُوعا 1434 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى عَلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شَدَّاد قَالَ كَأَن أَعينهم الْبَرْق وَكَأن أَفْوَاههم الصَّيَاصِي يجرونَ شُعُورهمْ لأَحَدهم مثل قُوَّة الثقلَيْن يَسُوق أحدهم الْأمة وَعَلَى رقبته جبل فَيَرْمِي بهم فِي النَّار وَيَرْمِي بِالْجَبَلِ عَلَيْهِم قلت غَرِيب 1435 - الحَدِيث السَّابِع رَوَى انس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى هُوَ أهل التَّقْوَى قَالَ هُوَ أهل أَن يتقَى وَأهل أَن يغْفر لمن اتَّقَاهُ قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث سُهَيْل بن عبد الله الْقطعِي عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي هَذِه

الْآيَة قَالَ الله تَعَالَى أَنا أهل أَن أَتْقَى فَمن اتَّقَانِي فَلم يَجْعَل معي إِلَهًا فَأَنا أهل أَن أَغفر لَهُ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَسُهيْل لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد تفرد بِهِ عَن ثَابت انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ احْمَد والدارمي وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّابِع وَالتسْعين بعد الْمِائَة بِلَفْظ السّنَن وَفِي لفظ قَالَ هُوَ أهل أَن يتقَى فَمن أَتْقَى لَهو أهل أَن أَغفر لَهُ ثمَّ قَالَ وَالرِّوَايَتَانِ تَرْجِعَانِ إِلَى مَوضِع وَاحِد وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي تفاسيرهم وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَقَالا لَا يُتَابع عَلَيْهِ سُهَيْل وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَمِقْدَار مَا يرويهِ إِفْرَادَاتٌ وَقَالَ الْبَزَّار أَحَادِيث سُهَيْل لَا نعلم رَوَاهَا عَن ثَابت غَيره انْتَهَى وَقد رُوِيَ من غير حَدِيث أنس قَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهْرَان ثَنَا حَاجِب بن أبي بكر الدِّمَشْقِي ثَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مفضل الْحَرَّانِي ثَنَا يَحْيَى بن سَاج الْحَرَّانِي ثَنَا سليم بن عبد الله الْأَحْمَر عَن عبد الله ابْن نيار قَالَ سَمِعت ثَلَاثَة نفر من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَا هُرَيْرَة وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس يَقُولُونَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى هُوَ أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة قَالَ أَنا أهل أَن اتَّقَى فَلَا يَجْعَل معي شريك وَإِذا اتَّقَيْت وَلم يَجْعَل معي شريك فَأَنا أهل أَن أَغفر مَا سُوَى ذَلِك انْتَهَى 1436 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المدثر أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق مُحَمَّدًا وَكذب بِهِ بِمَكَّة

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المدثر ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ المُصَنّف سَوَاء وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلَفظ المُصَنّف سَوَاء

سورة القيامة

سُورَة الْقِيَامَة

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1437 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن عدي بن أبي ربيعَة ختن الْأَخْنَس بن شريق وهما اللَّذَان كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فيهمَا اللَّهُمَّ اكْفِنِي جاري السوء قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا مُحَمَّد حَدثنِي عَن يَوْم الْقِيَامَة مَتى يكون وَكَيف أمرهَا فاخبره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَو عَايَنت ذَلِك الْيَوْم لم أصدقك يَا مُحَمَّد وَلم أومن بِهِ أَو يجمع الله الْعِظَام فَنزلت بلَى قَادِرين قلت غَرِيب وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَالْبَغوِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو 1438 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء وَخدمَتهمْ فَارس وَالروم فقد جعل بأسهم بَينهم قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث خَوْلَة بنت قيس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أما الحَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْفِتَن من طَرِيقين أَحدهمَا عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن

عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء وَخدمتهَا أَبنَاء فَارس وَالروم سلط شِرَارهَا عَلَى خِيَارهَا انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بمُوسَى ابْن عُبَيْدَة وَضَعفه عَن أَحْمد وَقَالَ الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى الطَّرِيق الثَّانِي قَالَ التِّرْمِذِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيّ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه ثمَّ قَالَ وَحَدِيث أبي مُعَاوِيَة هَذَا لَيْسَ لَهُ أصل إِنَّمَا الْمَعْرُوف حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحدا تَابع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَلَى هَذِه الرِّوَايَة عَن أبي مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا يعرف عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر مَرْفُوعا انْتَهَى طَرِيق آخر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث مَالك عَن عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَالْمَشْهُور عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر انْتَهَى طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر عَن ابْن عمر مَرْفُوعا وَقَالَ سلط بَعضهم عَلَى بعض وَفرج ابْن فضَالة ضَعِيف وَهَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ

الْأَصْبَهَانِيّ لم يقل فِيهِ عَن ابْن عمر وَلم يروه الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا كَذَلِك لَا غير وَأما حَدِيث خَوْلَة فروه ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبيد سَنُوطا عَن خَوْلَة بنت قيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ الْأَصْبَهَانِيّ سَوَاء وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا أَحْمد بن يَحْيَى ثَنَا يَحْيَى بن بكير ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ الْأَصْبَهَانِيّ وَسكت عَنهُ قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث الْمُطَيْطَاء بِالْمدِّ أَن يفتح يَدَيْهِ عَن جَنْبَيْهِ وَيَمْشي وَهُوَ التَّبَخْتُر نَقله عَن أبي عُبَيْدَة وَالْفراء وَابْن الْأَعرَابِي 1439 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ سُبْحَانَكَ بلَى قلت أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة قَالَ كَانَ رجل يُصَلِّي فَوق بَيته وَكَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ فَسُبْحَانَك بلَى فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي اليسع عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ بلَى وَإِذا قَرَأَ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين قَالَ بلَى انْتَهَى

وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 1440 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقِيَامَة شهِدت لَهُ أَنا وَجِبْرِيل يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ مُؤمنا بِيَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله بن أبي الْخَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد وَجَاء وَجهه مُسْفِرًا عَلَى وُجُوه الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ

سورة الإنسان

سُورَة الْإِنْسَان

ذكره فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1441 - الحَدِيث الأول عَن الْحسن قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤْتَى بالأسير فيدفعه إِلَى بعض الْمُسلمين فَيَقُول أحسن إِلَيْهِ فَيكون عِنْده الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة فَيُؤْثِرُهُ عَلَى نَفسه 1442 - الحَدِيث الثَّانِي وَسَمَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْغَرِيم أَسِيرًا قَالَ غريمك أسيرك فَأحْسن إِلَى أسيرك 1443 - الحَدِيث الثَّالِث عَن ابْن عَبَّاس أَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما مَرضا فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَاس مَعَه فَقَالُوا يَا أَبَا الْحسن لَو نذرت عَلَى ولدك فَنَذر عَلّي وَفَاطِمَة وَفِضة جَارِيَة لَهما إِن برئا مِمَّا بهما أَن يَصُومُوا ثَلَاثَة أَيَّام فشفيا وَمَا مَعَهُمَا شَيْء فَاسْتقْرض عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من شَمْعُون الْخَيْبَرِيّ الْيَهُودِيّ ثَلَاثَة آصَع من شعير فَطحنت فَاطِمَة صَاعا واختبزت خَمْسَة أَقْرَاص عَلَى عَددهمْ فَوَضَعُوهَا بَين أَيْديهم لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أهل بَيت مُحَمَّد مِسْكين من مَسَاكِين الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ

وَبَاتُوا وَلم يَذُوقُوا إِلَّا المَاء وَأَصْبحُوا صياما فَلَمَّا أَمْسوا وضعُوا الطَّعَام بَين أَيْديهم لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل فَقَالَ يَتِيم من أَيْتَام الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ وَبَاتُوا لم يَذُوقُوا شَيْئا إِلَّا المَاء فَأَصْبحُوا صياما فَلَمَّا أَمْسوا وضعُوا الطَّعَام لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل وَقَالَ أَسِير من أسَارِي الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ وَبَاتُوا وَلم يَذُوقُوا إِلَّا المَاء فَلَمَّا أَصْبحُوا أَخذ عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بيد الْحسن وَالْحُسَيْن وَأَقْبلُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا رَآهُمْ يَرْتَعِشُونَ كَأَنَّهُمْ الْفِرَاخ من شدَّة الْجُوع قَالَ مَا أَشد مَا يسوءني مِمَّا أرَى بكم وَقَامَ فَانْطَلق مَعَهم فَرَأَى فَاطِمَة فِي مِحْرَابهَا قد الْتَصق ظهرهَا بِبَطْنِهَا وَغَارَتْ عَيناهَا فساءه ذَلِك فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ خُذ يَا مُحَمَّد هَنَّأَك الله فِي أهل بَيْتك فَأَقْرَأهُ السُّورَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْقَاسِم بن بهْرَام عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَره مُسْتَطِيرا قَالَ فرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد فِي أَثْنَائِهِ شعرًا لعَلي وَفَاطِمَة وَقَالَ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ وَمن الْأَحَادِيث الَّتِي تنكرهَا الْقُلُوب حَدِيث رَوَوْهُ عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ قَالَ مرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخر الحَدِيث بِشعرِهِ ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث مُزَوق مفتعل لَا يروج إِلَّا عَلَى أَحمَق جَاهِل وَكَيف يظنّ بعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مثل هَذَا فَيجْهد نَفسه وَعِيَاله وَأَطْفَالًا صغَارًا عَلَى جوع ثَلَاثَة أَيَّام وَقد قَالَ تَعَالَى يَسْأَلُونَك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر

غنى وَقَالَ كفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَن يضيع من يقوت انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث أبي عبد الله السَّمرقَنْدِي عَن مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي عَن الْأَصْبَغ بن نَبَاته قَالَ مرض الْحسن وَالْحُسَيْن ... إِلَى آخِره فَذكره بِشعرِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ ثمَّ قَالَ وَهَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه وَلَو لم يدل عَلَيْهِ إِلَّا هَذِه الْأَلْفَاظ الرَّكِيكَة والأشعار الرَّديئَة وَالْأَفْعَال الَّتِي تنزه عَنْهَا أُولَئِكَ السَّادة قَالَ ابْن معِين أصبغ بن نَبَاته لَا يُسَاوِي شَيْئا وَقَالَ احْمَد حرقنا حَدِيث مُحَمَّد بن كثير وَأما أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي فَلَا يوثق بِهِ 1444 - الحَدِيث الرَّابِع قَوْله وَفِي الحَدِيث هَوَاء الْجنَّة سَجْسَج لَا حر وَلَا قر قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب صفة الْجنَّة من قَول ابْن مَسْعُود فَقَالَ ثَنَا أَبُو أُسَامَة ثَنَا زَكَرِيَّا عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ الْجنَّة سَجْسَج لَا حر بهَا وَلَا قر انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الله بن احْمَد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ عَن ابْن أبي شيبَة بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد قَاسم بن ثَابت السَّرقسْطِي فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ... فَذكره وَقَالَ السجسج من الزَّمَان الَّذِي لَيْسَ فِيهِ برد وَلَا رد يُؤْذيَانِ انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث رَوَاهُ زَكَرِيَّا عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود وَخَالفهُ الثَّوْريّ فَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ وَقَول زَكَرِيَّا أصح انْتَهَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ... فَذكره هَل سمع أَبُو إِسْحَاق من عَلْقَمَة

فَقَالَ لَا وَلَكِن هَكَذَا رَوَاهُ وَقد رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة فَقَالَ عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله انْتَهَى وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من علله وَرَوَاهُ مَالك بن إِسْمَاعِيل وَعَمْرو بن خَالِد عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ جرير عَن مَنْصُور عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة من قَوْله لم يُجَاوز بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلّي بن الْجَعْد عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة من قَوْله انْتَهَى قَالَ فِي الصِّحَاح يَوْم سَجْسَج لَا حر فِيهِ وَلَا برد وَفِي الحَدِيث الْجنَّة سَجْسَج انْتَهَى 1445 - الحَدِيث الْخَامِس قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قَرَأَ سُورَة هَل أَتَى كَانَ جَزَاؤُهُ عَلَى الله جنَّة وَحَرِيرًا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا بَاقِل بن أَرقم ثَنَا مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم عَن زر عَن أبي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة المرسلات

سُورَة المرسلات

فِيهَا حديثان 1446 - الحَدِيث الأول رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا قيل لَهُم ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ أَنَّهَا نزلت فِي ثَقِيف حِين أَمرهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالصَّلَاةِ فَقَالُوا لَا نجبى فَإِنَّهَا مسَبَّة علينا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع وَلَا سُجُود قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِنَقص أخرجه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَن وَفد ثَقِيف لما قدمُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنزلهم النَّبِي الْمَسْجِد ليَكُون أرق لقُلُوبِهِمْ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِم أَلا يحْشرُوا وَلَا يعشرُوا وَلَا يجبوا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لكم أَلا تُحشرُوا وَلَا تعشرُوا وَلَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع انْتَهَى وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة أبي دَاوُد وَقَالَ لَا يعرف لِلْحسنِ سَماع من عُثْمَان وَلَيْسَ طَرِيق الحَدِيث بِقَوي انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 1447 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ والمرسلات

كتب لَهُ انه لَيْسَ من الْمُشْركين قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة عم

سُورَة عَم

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1448 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ الْحَج العج والثج قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث وَكِيع عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن جَعْفَر المَخْزُومِي يحدث عَن ابْن عمر قَالَ قَامَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من الْحَاج قَالَ الشعث التفل فَقَامَ آخر فَقَالَ أَي الْحَج أفضل قَالَ العج والثج فَقَامَ آخر فَقَالَ مَا السَّبِيل يَا رَسُول الله قَالَ الزَّاد وَالرَّاحِلَة قَالَ وَكِيع يَعْنِي العج التَّلْبِيَة والثج نحر الْبدن انْتَهَى وَضَعفه التِّرْمِذِيّ فَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم من قبل حفظه انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع عَن أبي بكر الصّديق مَرْفُوعا نَحوه وَضَعفه التِّرْمِذِيّ أَيْضا فَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر لم يسمع من عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع انْتَهَى وَفِيه كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة فَليُرَاجع هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 1449 - الحَدِيث الثَّانِي عَن معَاذ بن جبل انه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا فَقَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم من الْأُمُور

ثمَّ أرسل عَيْنَيْهِ وَقَالَ يحْشر النَّاس عشرَة أَصْنَاف من أمتِي بَعضهم عَلَى صور القردة وَبَعْضهمْ عَلَى صور الْخَنَازِير وَبَعْضهمْ منكوسون أَرجُلهم فَوق وُجُوههم يسْحَبُونَ عَلَيْهَا وَبَعْضهمْ عمي وَبَعْضهمْ صم بكم وَبَعْضهمْ يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَهِيَ مولاة عَلَى صُدُورهمْ يسيل الْقَيْح من أَفْوَاههم يَتَقَذَّرهُمْ أهل الْجمع وَبَعْضهمْ مقطعَة أَيْديهم وأرجلهم وَبَعْضهمْ مصلوبون عَلَى جُذُوع من نَار وَبَعْضهمْ اشد نَتنًا من الْجِيَف وَبَعْضهمْ مُلْبسُونَ جِبَابًا سَائِغَة من قطران لَازِقَة بِجُلُودِهِمْ فَأَما الَّذين عَلَى صور القردة فَالْقَتَّات من النَّاس وَأما الَّذين عَلَى صور الْخَنَازِير فَأهل السُّحت وَأما المنكوسون عَلَى وُجُوههم فَأَكلَة الرِّبَا وَأما الْعمي فَالَّذِينَ يَجُورُونَ فِي الْأَحْكَام وَأما الصم الْبكم فالمعجبون بأعمالهم وَأما الَّذين يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَالْعُلَمَاء وَالْقصاص الَّذين خَالف قَوْلهم فعلهم وَأما الَّذين قطعت أَيْديهم وأرجلهم فهم الَّذِي يُؤْذونَ الْجِيرَان وَأما المصلوبون عَلَى جُذُوع من نَار فَالسُّعَاة بِالنَّاسِ إِلَى الشَّيْطَان وَأما الَّذين هم اشد نَتنًا فِي الْجِيَف فَالَّذِينَ يتبعُون الشَّهَوَات وَاللَّذَّات وَيمْنَعُونَ حق الله وَأما الَّذين يلبسُونَ الْجبَاب فَأهل الْكبر وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا ابْن شيبَة ثَنَا عبيد الله ابْن احْمَد بن مَنْصُور الْكسَائي ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر عَن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي عَن حَنْظَلَة السدُوسِي عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ كَانَ معَاذ بن جبل جَالِسا قَرِيبا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت قَول الله تَعَالَى يَوْم ينْفخ فِي الصُّور فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا قَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم ... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن أَحْمد ثَنَا الْحسن بن عَلّي

ابْن الْحَارِث الْكسَائي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر بِهِ 1450 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا قَالَ هَذِه الْآيَة أَشد مَا فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق الإِمَام أبي بكر بن السّني أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِي ثَنَا شُعَيْب بن بَيَان ثني مهْدي بن مَيْمُون سَمِعت الْحسن بن دِينَار انه سَأَلَ الْحسن عَن أَشد آيَة فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار فَقَالَ الْحسن سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فَقَالَ سَالَتْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُصعب الصُّورِي ثَنَا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا جسر بن فرقد عَن الْحسن قَالَ سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ عَن اشد آيَة فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا انْتَهَى وجسر بن فرقد ضَعِيف جدا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم ثني جسر بن فرقد بِهِ ... فَذكره مَوْقُوفا لم يرفعهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ مَوْقُوفا فَقَط وَيُرَاجع وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن أَحْمد الْحوَاري ثَنَا جَعْفَر بن جسر بن فرقد ثني أبي عَن الْحسن بِهِ 1451 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة عَم يتساءلون سقَاهُ الله برد الشَّرَاب يَوْم الْقِيَامَة

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة النازعات

سُورَة النازعات

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1452 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج وَمن أدْلج بلغ الْمنزل قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي بن كَعْب فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث يزِيد بن سِنَان التَّمِيمِي سَمِعت بكير بن فَيْرُوز يَقُول سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج وَمن أدْلج بلغ الْمنزل الا أَن سلْعَة الله غَالِيَة أَلا إِن سلْعَة الله الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث أبي النَّضر انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ إِلَّا أَنِّي وجدت فِي النُّسْخَة برد بن سِنَان فَلْينْظر وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي عشر عَن يزِيد بن سِنَان بِهِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله بِيَزِيد بن سِنَان وَقَالَ ابْن طَاهِر يزِيد بن سِنَان مَتْرُوك وَلَا يَصح مُسْندًا وَيروَى من كَلَام أبي ذَر أما حَدِيث أبي بن كَعْب فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا من حَدِيث عبد الله ابْن الْوَلِيد الْعَدنِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن الطُّفَيْل ابْن أبي بن كَعْب عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج ...

إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان أَيْضا من حَدِيث وَكِيع ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة وَكِيع وَقَالَ غَرِيب تفرد بِهِ وَكِيع عَن الثَّوْريّ وَسَنَد الْحَاكِم وَارِد عَلَيْهِ 1453 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن مُصعب بن عُمَيْر قتل أَخَاهُ أَبَا عَزِيز يَوْم أحد وَوَقَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى نفذت المشاقيص فِي جَوْفه 1454 - الحَدِيث الثَّالِث عَن عَائِشَة لم يزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر السَّاعَة وَيسْأل عَنْهَا حَتَّى نزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى فيمَ أَنْت من ذكرَاهَا قلت رُوِيَ من حَدِيث طَارق بن شهَاب وَمن حَدِيث عَائِشَة فَحَدِيث طَارق رَوَاهُ النَّسَائِيّ أَنا أَحْمد بن سُلَيْمَان ثَنَا مُؤَمل بن الْفضل ثَنَا عِيسَى عَن إِسْمَاعِيل ثَنَا طَارق بن شهَاب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ لَا يزَال يذكر من شَأْن السَّاعَة حَتَّى نزلت يَسْأَلُونَك عَن السَّاعَة أَيَّانَ مرْسَاها ... الْآيَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْمَاعِيل بِهِ وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْأَل عَن السَّاعَة حَتَّى أنزل عَلَيْهِ يَسْأَلُونَك عَن السَّاعَة أَيَّانَ مرْسَاها فيمَ أَنْت من ذكرَاهَا إِلَى

رَبك مُنْتَهَاهَا) قَالَ فَانْتَهَى ثمَّ قَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ فَإِن ابْن عُيَيْنَة كَانَ يُرْسِلهُ بِأخرَة انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مُسْندًا وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِهِ مُسْندًا وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مُرْسلا لم يذكر فِيهِ عَائِشَة وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله جمَاعَة رَوَوْهُ عَن ابْن عُيَيْنَة فَأَسْنَدُوهُ وَآخَرين رَوَوْهُ عَنهُ فَأَرْسلُوهُ قَالَ وَكَأن ابْن عُيَيْنَة أسْندهُ مرّة وأرسله أُخْرَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقَالَ أَبُو زرْعَة الصَّحِيح مُرْسل بِلَا عَائِشَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه بِهِ مُسْندًا ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث نعيم بن حَمَّاد عَن سُفْيَان بِهِ مُرْسلا وَمن حَدِيث سعيد بن مَنْصُور بِهِ مُرْسلا وَرُوِيَ أَيْضا حَدِيث طَارق من رِوَايَة عباد بن صُهَيْب ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن طَارق 1455 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة النازعات كَانَ مِمَّن حَبسه الله تَعَالَى فِي الْقَبْر وَالْقِيَامَة حَتَّى يدْخل الْجنَّة قدر صَلَاة الْمَكْتُوبَة قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ مَقْطُوعًا فَقَالَ وَرَوَى أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة والنازعات كَانَ حَبسه فِي الْقَبْر حَتَّى يدْخل الْجنَّة قدر صَلَاة مَكْتُوبَة قَالَ وَرُوِيَ لم يكن حَبسه فِي الْقَبْر وَالْقِيَامَة إِلَّا كَقدْر صَلَاة مَكْتُوبَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان

وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة عبس

سُورَة عبس

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1456 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُ ابْن أم مَكْتُوم وَأم مَكْتُوم أم أَبِيه وأسمه عبد الله بن شُرَيْح بن مَالك بن ربيعَة الفِهري من بني عَامر بن لؤَي وَعِنْده صَنَادِيد قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة وَأَبُو جهل بن هِشَام وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَأُميَّة بن خلف والوليد بن الْمُغيرَة يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام رَجَاء أَن يسلم بِإِسْلَامِهِمْ غَيرهم فَقَالَ يَا رَسُول الله أقرئني وَعَلمنِي مِمَّا علمك الله وَكرر ذَلِك وَهُوَ لَا يعلم تَشَاغُله بالقوم فكره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قطعه لكَلَامه وَعَبس وَأعْرض عَنهُ فَنزلت فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُكرمهُ وَيَقُول إِذا رَآهُ مرْحَبًا بِمن عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي وَيَقُول هَل لَك من حَاجَة واستخلفه عَلَى الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ وَقَالَ انس رَأَيْته يَوْم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَله راية سَوْدَاء قلت اخْرُج الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي ثَنَا عمي

ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسريهما عَن الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى عبس وَتَوَلَّى قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُنَاجِي عتبَة ابْن ربيعَة وَأَبا جهل بن هِشَام وَالْعَاص بن عبد الْمطلب وَكَانَ يَتَصَدَّى لَهُم كثيرا وَجعل عَلَيْهِم أَن يُؤمنُوا فَأقبل إِلَيْهِ رجل أَعْمَى يُقَال لَهُ عبد الله بن أم مَكْتُوم يمشي هُوَ يُنَاجِيهِمْ فَجعل عبد الله يَسْتَقْرِئ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آيَة من الْقُرْآن وَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي مِمَّا علمك الله فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَبس فِي وَجهه وَتَوَلَّى وَكره كَلَامه وَاقْبَلْ عَلَى الآخرين فَلَمَّا قَضَى عَلَيْهِ السَّلَام نَجوَاهُ وَأخذ يَنْقَلِب إِلَى أَهله أمسك الله بعض بَصَره ثمَّ خَفق بِرَأْسِهِ وَأنزل الله عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَة فَأكْرمه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَلمه وَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتك انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن عبد الله بن أم مَكْتُوم جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَقْرِئهُ وَهُوَ يُنَاجِي أُميَّة بن خلف فَأَعْرض عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَأنْزل الله عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَة قَالَ وَذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَخْلَفَهُ بعد ذَلِك عَلَى الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ فِي غَزْوَة غَزَاهُمَا يُصَلِّي بِأَهْلِهَا انْتَهَى وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت أنزل عبس وَتَوَلَّى فِي ابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل يَقُول يَا رَسُول الله أَرْشدنِي وَعند رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عُظَمَاء الْمُشْركين فَجعل عَلَيْهِ السَّلَام يعرض عَنهُ وَيقبل عَلَى الآخر وَيَقُول أَتَرَى بِمَا أَقُول بَأْسا فَيَقُول لَا فَفِي هَذَا انْزِلْ انْتَهَى رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَلَام أنس رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قَالَ

أَخْبرنِي انس بن مَالك قَالَ رَأَيْته يَوْم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَمَعَهُ راية سَوْدَاء يَعْنِي ابْن أم مَكْتُوم انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن انس بن مَالك ... فَذكره وَذكر الثَّعْلَبِيّ لفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من غير سَنَد وَلَا راو وَكَذَلِكَ فعل الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف سَمِعت شَيخنَا أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ يَقُول قَول الْمُفَسّرين فِي الَّذِي شغل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأُميَّة بن خلف وَالْعَبَّاس كُله بَاطِل فَإِن أُميَّة والوليد كَانَا بِمَكَّة وَابْن أم مَكْتُوم كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَا حضر مَعَهُمَا وَلَا حضرا مَعَه وَمَاتَا كَافِرين أَحدهمَا قبل الْهِجْرَة وَالْآخر فِي بدر وَلم يقْصد أُميَّة الْمَدِينَة قطّ وَلَا حضر عِنْده مُفردا وَلَا مَعَ آخر انْتَهَى وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات اُخْبُرْنَا يزِيد بن هَارُون أَنا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَصَدَّى لرجل من قُرَيْش يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأقبل عبد الله بن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى فَجعل يسْأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يعرض عَنهُ وَيَعْبَسَ فِي وَجهه وَيقبل عَلَى الآخر فَعير الله رَسُوله فَقَالَ عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَات قَالَ فَدَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأكْرمه واستخلفه فِي الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ انْتَهَى وجويبر ضَعِيف 1457 - قَوْله عَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه سُئِلَ عَن الْأَب فَقَالَ أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي ارْض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله بِمَا لَا علم لي بِهِ

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَعبد بن حميد فِي تَفْسِيره قَالَا ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أَن أَبَا بكر سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى وَفَاكِهَة وَأَبا فَقَالَ أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي أَرض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله تَعَالَى مَا لَا أعلم انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب وَفِيه انْقِطَاع بَين إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَالصديق وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من حَدِيث مُوسَى بن هَارُون الْحمال ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا حَفْص عَن الْحسن بن عبيد الله عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن أبي معمر عَن أبي بكر ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ عَن أبي بكر أَيْضا مَيْمُون ابْن مهْرَان وعامر الشّعبِيّ وَابْن أبي مليكَة انْتَهَى 1458 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه قرا هَذِه الْآيَة فَقَالَ كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ رفض عَصا كَانَت فِي يَده وَقَالَ هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف يَا ابْن أم عمر أَلا تَدْرِي مَا الْأَب ثمَّ قَالَ ابْتَغوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يزِيد بن هَارُون أَنا ابْن حميد عَن أنس وَعَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا أبي عَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَن أنس أخبرهُ أَنه سمع عمر بن الْخطاب يقْرَأ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غلبا وَفَاكِهَة وَأَبا قَالَ كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ نقض عَصا كَانَت فِي يَده وَقَالَ هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف اتبعُوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ انْتَهَى وَقَالَ هَذَا صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ

وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بالسند الثَّانِي وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ بالسند الثَّانِي وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي الْيَمَان أَنا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ بِهِ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ رَوَاهُ من طَرِيق ابْن وهب أَنا يُونُس وَعَمْرو بن الْحَارِث عَن ابْن شهَاب عَن أنس فَذكره كلهم بِلَفْظ الْحَاكِم فَائِدَة رَوَى الْحَاكِم فِي كتاب الصَّوْم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عمر بن الْخطاب أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَن الْأَب فَقَالَ هُوَ نبت الأَرْض مِمَّا يَأْكُلهُ الدَّوَابّ والأنعام وَلَا يَأْكُلهُ النَّاس مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم 1459 - الحَدِيث الثَّانِي فِي الحَدِيث من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ قلت رَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث جَابر وَقد تقدم مُسْتَوفى فِي سُورَة الْفَتْح 1460 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة عبس جَاءَ الْقِيَامَة وَوَجهه ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة التكوير

سُورَة التكوير

فِيهَا حديثان 1461 - الحَدِيث الأول عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ يحْشر النَّاس حُفَاة عُرَاة فَقَالَت أم سَلمَة كَيفَ بِالنسَاء فَقَالَ شغل النَّاس يَا أم سَلمَة قَالَت وَمَا شغلهمْ قَالَ نشر الصُّحُف فِيهَا مَثَاقِيل الذَّر وَمَثَاقِيل الْخَرْدَل قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سعيد بن سُلَيْمَان عَن عبد الحميد ابْن سُلَيْمَان ثَنَا مُحَمَّد بن أبي مُوسَى عَن عَطاء بن يسَار عَن أم سَلمَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يحْشر النَّاس ... فَذكره والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة من رِوَايَة عبد الله بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَنْهَا قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا قَالَت يَا رَسُول الله الرِّجَال وَالنِّسَاء جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض انْتَهَى وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ الْأَمر أد من أَن يهمهم ذَلِك وَهُوَ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم فِي تَفْسِير سُورَة عبس من حَدِيث سَوْدَة وَقَالَ فِيهِ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث عَائِشَة وَحَدِيث سَوْدَة فَقَط 1462 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة إِذا الشَّمْس

كورت) أَعَاذَهُ الله أَن يَفْضَحهُ حِين تنشر صَحِيفَته قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الانفطار

سُورَة الانفطار

فِيهَا حديثان 1463 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه صَاح بِغُلَام لَهُ مَرَّات فَلم يُلَبِّهِ فَنظر فَإِذا هُوَ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهُ مَالك لَا تُجِيبنِي فَقَالَ لِثِقَتِي بِحِلْمِك وَأَمني من عُقُوبَتك فَاسْتحْسن جَوَابه وَأعْتقهُ 1464 - الحَدِيث الأول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما تَلا قَوْله تَعَالَى مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم قَالَ غره جَهله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله بن فَنْجَوَيْهِ واسْمه الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو عَلّي بن حَنش الْمقري ثَنَا أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل الْمقري ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن الْمقدمِي وَعلي بن هَاشم قَالَا ثَنَا كثير بن هِشَام ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا صَالح ابْن مِسْمَار قَالَ بَلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة يأيها الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم قَالَ غره جَهله وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا كثير ابْن هِشَام وَذكره سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ غره حلمه وَالنُّسْخَة صَحِيحَة

1465 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ إِذا السَّمَاء انفطرت كتب الله لَهُ بِعَدَد كل قَطْرَة من السَّمَاء حَسَنَة وَبِعَدَد كل قبر حَسَنَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد وَأصْلح لَهُ شَأْنه يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة المطففين

سُورَة المطففين

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1466 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قدم الْمَدِينَة وَكَانُوا أَخبث كَيْلا فَنزلت فَأحْسنُوا الْكَيْل وَقيل قدمهَا وَبهَا رجل يعرف بِأبي جُهَيْنَة وَمَعَهُ صَاعَانِ يَكِيل بِأَحَدِهِمَا وَيَكْتَال بِالْآخرِ وَقيل كَانَ أهل الْمَدِينَة تجارًا يُطَفِّفُونَ وَكَانَت مُبَايَعَتهمْ الْمُنَابذَة وَالْمُلَامَسَة وَالْمُخَابَرَة فَنزلت فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها عَلَيْهِم وَقَالَ خمس بِخمْس قيل يَا رَسُول الله وَمَا خمس بِخمْس قَالَ مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم الْفقر وَمَا ظَهرت فيهم الْفَاحِشَة إِلَّا فَشَا فيهم الْمَوْت وَلَا طَفَّفُوا الْكَيْل إِلَّا منعُوا النَّبَات وَأخذُوا بِالسِّنِينَ وَلَا منعُوا الزَّكَاة إِلَّا حبس عَنْهُم الْقطر قلت الأول رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث يزِيد بن أبي سعيد النَّحْوِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة فَكَانُوا من أَخبث النَّاس كَيْلا فَأنْزل الله تَعَالَى ويل لِلْمُطَفِّفِينَ ... إِلَى أخر الْآيَة فَأحْسنُوا الْكَيْل بعد ذَلِك انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع عشر من الْقسم الثَّالِث

وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَالثَّانِي نَقله الثَّعْلَبِيّ عَن السّديّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط وَالثَّالِث غَرِيب وَحَدِيث خمس بِخمْس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث بشر بن المُهَاجر عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا كَانَ الْقَتْل فيهم وَلَا ظَهرت فيهم فَاحِشَة إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم الْمَوْت وَلَا منع قوم الزَّكَاة إِلَّا حبس الله عَنْهُم الْقطر وَمَا نَقَصُوا الْمِكْيَال وَالْمِيزَان إِلَّا أخذُوا بِالسِّنِينَ وَمَا حكمُوا بِغَيْر مَا أنزل الله إِلَّا فَشَا فيهم الْفقر انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرُوِيَ فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث حَفْص بن غيلَان عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عبد الله بن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَصَححهُ وَرُوِيَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان حَدثنِي أبي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن مُجَاهِد وَطَاوُس عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَقَالَ فِيهِ وَلَا طَفَّفُوا الْمِكْيَال إِلَّا منعُوا النَّبَات أخذُوا بِالسِّنِينَ 1467 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن الْمَلَائِكَة لتَصْعَد بِعَمَل العَبْد فيستقلونه فَإِذا انْتَهوا بِهِ إِلَى مَا شَاءَ الله من سُلْطَانه أوحى إِلَيْهِم أَنْتُم الْحفظَة عَلَى عبَادي وَأَنا

الرَّقِيب عَلَى مَا فِي قلبه وَإنَّهُ قد أخْلص عمله فَاجْعَلُوهُ فِي عليين فقد غفرت لَهُ وَإِنَّهَا لتَصْعَد بِعَمَل العَبْد فَيُزَكُّونَهُ فَإِذا انْتَهوا بِهِ إِلَى مَا شَاءَ أوحى إِلَيْهِم أَنْتُم الْحفظَة عَلَى عَبدِي وَأَنا الرَّقِيب عَلَى قلبه وَإنَّهُ لم يخلص عمله فَاجْعَلُوهُ فِي سِجِّين قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم الغساني عَن ضَمرَة بن حبيب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْمَلَائِكَة ليصعدون بِعَمَل العَبْد فيستقلونه وَيَحْتَقِرُونَهُ حَتَّى ينْتَهوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ الله من سُلْطَانه فَيُوحِي الله إِلَيْهِم إِنَّكُم حفظَة عَلَى عمل عَبدِي وَأَنا رَقِيب عَلَى مَا فِي نَفسه فضاعفوا لَهُ واكتبوه لَهُ فِي عليين وَإِن الْمَلَائِكَة ليرفعون عمل العَبْد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حَتَّى ينْتَهوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ الله بن سُلْطَانه فَيُوحِي الله إِلَيْهِم أَنكُمْ حفظَة عَلَى عمل عَبدِي وَأَنا رَقِيب عَلَى مَا فِي نَفسه إِن عَبدِي هَذَا لم يخلص لي عمله فَاجْعَلُوهُ فِي سِجِّين انْتَهَى 1468 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المطففين سقَاهُ الله من الرَّحِيق الْمَخْتُوم يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المطففين ... إِلَى آخِره قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي سَلام بن سليم هُوَ سَلام الطَّوِيل وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو عَمْرو احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أَبُو أُميَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا عَمْرو بن سُفْيَان الْقطيعِي ثَنَا الْحسن بن عجلَان

وَهُوَ ابْن أبي جَعْفَر الْجفْرِي ثَنَا عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ابْن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ ويل لِلْمُطَفِّفِينَ سقَاهُ الله من الرَّحِيق الْمَخْتُوم قيل يَا رَسُول الله وَمَا الرَّحِيق الْمَخْتُوم قَالَ غُدْرَان الْخمر انْتَهَى وَرَوَاهُ أَيْضا بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الانشقاق

سُورَة الانشقاق

ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1469 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي سُورَة إِبْرَاهِيم 1470 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من يُحَاسب يعذب فَقيل يَا رَسُول الله فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا قَالَ ذَلِك الْعرض من نُوقِشَ فِي الْحساب عذب قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْعلم وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عبد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من حُوسِبَ يَوْم الْقِيَامَة عذب فَقلت أَلَيْسَ قد قَالَ الله فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا قَالَ لَيْسَ ذَلِك الْحساب إِنَّمَا ذَلِك الْعرض من نُوقِشَ الْحساب يَوْم الْقِيَامَة عذب انْتَهَى 1471 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ ذَات يَوْم واسجد واقترب فَسجدَ هُوَ وَمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ وقريش تصفق فَوق رؤوسهم وَتَصْفَر فَنزلت

وَإِذا قرئَ عَلَيْهِم الْقُرْآن لَا يَسْجُدُونَ 1472 - الحَدِيث الرَّابِع عَن أبي هُرَيْرَة انه سجد فِي إِذا السَّمَاء انشقت وَقَالَ وَالله مَا سجدت فِيهَا إِلَّا بعد أَن رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سجد فِيهَا قلت وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة انه قَرَأَ إِذا السَّمَاء انشقت فَسجدَ فَقلت مَا هَذِه السَّجْدَة قَالَ لَو لم أر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسجدها لم أَسجد زَاد فِي رِوَايَة فَلَا أَزَال أَسجد بهَا حَتَّى أَلْقَاهُ انْتَهَى 1473 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة انشقت أَعَاذَهُ الله أَن يُعْطِيهِ كِتَابه وَرَاء ظَهره قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم وَهَذَا الْمَتْن وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سورة البروج

سُورَة البروج

ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1474 - الحَدِيث الأول رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ لبَعض الْمُلُوك سَاحر فَلَمَّا كبر ضم إِلَيْهِ خَادِمًا وَكَانَ فِي طَرِيق الْغُلَام رَاهِب فَسمع مِنْهُ فَرَأَى فِي طَريقَة ذَات يَوْم دَابَّة قد حبست النَّاس فَأخذ حجرا وَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانَ الراهب أحب إِلَيْك من السَّاحر فَاقْتُلْهَا فَقَتلهَا وَكَانَ الْغُلَام بعد ذَلِك يُبرئ الأكمه والأبرص وَيُبرئ من الأدواء إِذْ عمي جليس الْملك فَأَبْرَأهُ فَأَبْصَرَهُ الْملك فَسَأَلَهُ من رد عَلَيْك بَصرك فَقَالَ رَبِّي فَغَضب فَعَذَّبَهُ فَدلَّ عَلَى الْغُلَام فَعَذَّبَهُ فَدلَّ عَلَى الراهب فَلم يرجع الراهب عَن دينه فقد بِالْمِنْشَارِ وَأَبَى الْغُلَام فَذهب بِهِ إِلَى جبل لِيطْرَح من ذروته فَدَعَا فَرَجَفَ بالقوم وطاحوا وَنَجَا فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قُرْقُور فَلَججُوا بِهِ ليغرقوه فَدَعَا فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة فَغَرقُوا وَنَجَا فَقَالَ للْملك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تجمع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد وَتَصْلُبنِي عَلَى جذع وَتَأْخُذ سَهْما من كِنَانَتِي وَتقول باسم الله رب الْغُلَام ثمَّ ترميني بِهِ فَرَمَاهُ فَوَقع فِي صَدره فَوضع يَده عَلَيْهِ وَمَات فَقَالَ النَّاس آمنا بِرَبّ الْغُلَام فَقيل للْملك نزل بك مَا كنت تحذر فَأمر بِأَخَادِيدَ فِي أَفْوَاه السكَك وَأوقدت فِيهَا النيرَان فَمن لم يرجع طَرحه فِيهَا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة مَعهَا صبي فَتَقَاعَسَتْ أَن تقع فِيهَا فَقَالَ الصَّبِي يَا أُمَّاهُ

اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق فَاقْتَحَمت وَقيل لَهَا قَعِي وَلَا تُنَافِقِي وَقيل مَا هِيَ إِلَّا غُمَيْضَة فَصَبَرت قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْكتاب وَبَوَّبَ عَلَيْهِ بَاب قصَّة الْأُخْدُود وَأسْندَ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحر فَلَمَّا كبر قَالَ للْملك إِنِّي قد كَبرت فَابْعَثْ لي غُلَاما أعلمهُ السحر فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك رَاهِب وَسمع كَلَامه وَأَعْجَبهُ فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ وَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقَالَ إِذا خشيت السَّاحر فَقل حَبَسَنِي أَهلِي وَإِذا خشيت أهلك فَقل حَبَسَنِي السَّاحر فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّة عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقَالَ الْيَوْم أعلم السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل فَأخذ حجرا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقْتُلْ هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس فَرَمَاهَا فَقَتلهَا وَمَضَى النَّاس ... إِلَى آخِره الحَدِيث فِيهِ زِيَادَة وَنقص وَيُقَارب فِي الْمَعْنى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَفِي آخِره فَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا ترْضِعه وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَن تقع فِي النَّار فَقَالَ الصَّبِي يَا أمه اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق وَهُوَ لفظ النَّسَائِيّ أَيْضا وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقَالَ فِيهِ فَاقْتَحَمت فَقَالَ لَهَا امْضِي وَلَا تُنَافِقِي وَرَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي وَقَالَ فِي آخِره وَأما الْغُلَام فَإِنَّهُ دفن وَذكر انه أخرج فِي زمن عمر بن الْخطاب وَيَده عَلَى صُدْغه كَمَا وَضعهَا حِين قتل قَالَ وَالْأُخْدُود بِنَجْرَان انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان

فِي الْبَاب السَّادِس عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَلَيْسَ عِنْدهم قصَّة الْمَرْأَة قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا صُهَيْب وَلَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب انْتَهَى 1475 - الحَدِيث الثَّانِي عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنهم حِين اخْتلفُوا فِي أَحْكَام الْمَجُوس قَالَ هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِهِمْ وَكَانَت الْخمر قد أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا بعض مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع عَلَى أُخْته فَلَمَّا صَحا نَدم وَطلب الْمخْرج فَقَالَت لَهُ الْمخْرج أَن تخْطب النَّاس فَتَقول يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات ثمَّ تخطبهم بعد ذَلِك أَن الله حرمه فَخَطب فَلم يقبلُوا فَقَالَت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّوْط فَلم يقبلُوا فَقَالَت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّيْف فَلم يقبلُوا فَأَمَرته بالأخاديد وَإِيقَاد النَّار وَطرح من أبي فِيهَا فهم الَّذين أَرَادَهُم الله تبَارك وَتَعَالَى بقوله قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود ... الْآيَة قلت رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن بن مُوسَى ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي ثَنَا جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قَالَ لما هزم الْمُسلمُونَ أهل الأسفيدهار انصرفوا فَجَاءَهُمْ نعي عمر فَاجْتمعُوا فَقَالُوا أَي شَيْء يجْرِي عَلَى الْمَجُوس من الْأَحْكَام فَإِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْل كتاب وَلَيْسوا من مُشْركي الْعَرَب فَقَالَ عَلّي بن أبي طَالب بل هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِهِمْ وَكَانَت الْخمر أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا ملك من مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع عَلَى أُخْته ... إِلَى آخِره سَوَاء وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى فَذكره إِلَى قَوْله فَوَقع عَلَى أُخْته قَالَ فَلَمَّا ذهب عَنهُ السكر

قَالَ لَهَا وَيحك مَا الْمخْرج مِمَّا ابْتليت بِهِ فَقَالَت اخْطُبْ النَّاس فَقل يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات فَقَالَ النَّاس بَرِئْنَا إِلَى الله من هَذَا القَوْل مَا أَتَانَا بِهِ نَبِي وَلَا وَجَدْنَاهُ فِي كتاب فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقَالَ لَهَا وَيحك إِن النَّاس قد أَبَوا أَن يقرُّوا بذلك فَقَالَت ابْسُطْ فيهم السِّيَاط فَفعل فَأَبَوا أَيْضا فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقَالَ إِنَّهُم قد أَبَوا فَقَالَت اُخْطُبْهُمْ فَإِن أَبَوا فَجرد فيهم السَّيْف فَفعل فَأَبَوا عَلَيْهِ أَيْضا فَقَالَ لَهَا إِنَّهُم قد أَبَوا فَقَالَت خد لَهُم الْأُخْدُود ثمَّ اعرضهم عَلَيْهَا فَمن اقر وَإِلَّا فَاقْذِفْهُ فِي النَّار فَأنْزل الله فيهم قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار ذَات الْوقُود إِلَى قَوْله وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق قَالَ فَلم يزَالُوا مُنْذُ ذَلِك يسْتَحلُّونَ نِكَاح الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث الْهَيْثَم بن جميل ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لما انهزم أهل أسفيدهار قَالَ عمر ابْن الْخطاب مَا هم يهود وَلَا نَصَارَى وَلَيْسَ لَهُم كتاب فَقَالَ عَلّي بن أبي طَالب لَهُم كتاب وَلكنه رفع وَذَلِكَ أَن ملكا لَهُم سكر ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة فِي أَوَاخِر السّير أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الدَّامغَانِي إجَازَة عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب عَن أبي الرّبيع عَن يَعْقُوب القمي بِهِ 1476 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَنه وَقع إِلَى نَجْرَان رجل مِمَّن كَانَ عَلَى دين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوا فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ بجُنُوده من حمير فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا فَأحرق مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا فِي الأخاديد وَقتل سبعين ألفا وَذكر أَن طول الْأُخْدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا

قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ إِن أهل نَجْرَان كَانُوا أهل شرك يعْبدُونَ الْأَوْثَان ... فَذكر الْخَبَر بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ وَاسْتَجْمَعَ أهل نَجْرَان عَلَى دين عبد الله بن الثَّامِر وَكَانَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام من الْإِنْجِيل وَحكمه وَجعل عبد الله بن الثَّامِر لَا يجد بِنَجْرَان أحدا بِهِ ضرّ إِلَّا أَتَاهُ فَاتبعهُ عَلَى أمره ودعا لَهُ فَعُوفِيَ فَمن هُنَالك كَانَ أصل النَّصْرَانِيَّة بِنَجْرَان حَتَّى رفع شَأْنه إِلَى ملك نَجْرَان فَدَعَاهُ ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى جبل عَظِيم فَأَلْقَاهُ من أَعْلَاهُ إِلَى الأَرْض فَقَامَ لَيْسَ بِهِ بَأْس ثمَّ بعث بِهِ فَأَلْقَاهُ فِي بَحر بعيد الْغَوْر فَخرج بِهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَقَالَ لَهُ عبد الله بن الثَّامِر إِنَّك لن تقدر عَلّي حَتَّى توَحد الله فَوحد الْملك الله وآمن بِهِ ثمَّ أَخذ الْملك عَصا فَضرب بهَا عبد الله بن الثَّامِر فَشَجَّهُ فَهَلَك وَهلك الْملك وَاجْتمعت أهل نَجْرَان عَلَى دين عبد الله بن الثَّامِر فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس بجُنُوده فَدَعَاهُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّة وَخَيرهمْ بَين ذَلِك وَالْقَتْل فَاخْتَارُوا الْقَتْل فَخدَّ لَهُم الْأُخْدُود فَحرق بالنَّار وَقتل بِالسَّيْفِ وَمثل بهم حَتَّى قتل عشْرين ألفا فَفِي ذِي نواس وَجُنُوده انْزِلْ الله تَعَالَى قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار ذَات الْوقُود الْآيَة انْتَهَى مُلَفقًا من كَلَام طَوِيل وَنَقله الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن وهب بن مُنَبّه أَن رجلا كَانَ عَلَى دين عِيسَى فَوَقع إِلَى نَجْرَان فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا عَلَيْهِ فَخدَّ الأخاديد فَأحرق اثْنَي عشر ألفا وَقَالَ الْكَلْبِيّ كَانَ أَصْحَاب الْأُخْدُود سبعين ألفا وهم نَصَارَى نَجْرَان وَذَلِكَ أَن ملكا بِنَجْرَان أَخذ بهَا قوما مُؤمنين فَخدَّ لَهُم فِي الأَرْض سَبْعَة أخاديد طول كل أخدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا ثمَّ طرح فِيهَا النفط وَالنَّار ثمَّ عرضهمْ عَلَيْهَا فَمن أَبَى قَذَفُوهُ فِيهَا وَمن رَضِي تَرَكُوهُ إِلَى آخر الْقِصَّة

1477 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ إِذا ذكر أَصْحَاب الْأُخْدُود تعوذ من جهد الْبلَاء قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء فِي بَاب كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ذكر أَصْحَاب الْأُخْدُود تعوذ من جهد الْبلَاء انْتَهَى 1478 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة البروج أعطَاهُ الله بِعَدَد كل يَوْم جُمُعَة وكل يَوْم عَرَفَة تكون فِي الدُّنْيَا عشر حَسَنَات قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ وَالسَّمَاء ذَات البروج ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الطارق

سُورَة الطارق

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1479 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن أَبَا طَالب كَانَ عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْحَطَّ نجم فَامْتَلَأَ مَاء ثمَّ نورا فَفَزعَ أَبُو طَالب وَقَالَ أَي شَيْء هَذَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا نجم رمي بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله تَعَالَى فَعجب أَبُو طَالب فَنزلت قلت هَكَذَا هُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ 1480 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب وَلَو وكل العَبْد إِلَى نَفسه طرفَة عين لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِين قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عفير بن معدان عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ مَا لم يقدر عَلَيْهِ من ذَلِك الْبَصَر عَلَيْهِ سَبْعَة أَمْلَاك يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب فِي الْيَوْم الصَّائِف وَلَو وكل العَبْد ... إِلَى آخِره

وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مَعْلُول بعفير 1481 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الطارق أعطَاهُ الله تَعَالَى بِكُل نجم فِي السَّمَاء عشر حَسَنَات قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سورة الاعلى

سُورَة الْأَعْلَى

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1482 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما نزلت فسبح باسم رَبك الْعَظِيم قَالَ اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم وَلما نزلت سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه فِي سُنَنهمَا فِي الصَّلَاة من حَدِيث ثَابت بن عَامر عَن عقبَة بن عَامر قَالَ لما نزلت فسبح باسم رَبك الْعَظِيم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم فَلَمَّا نزلت سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ احْمَد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَزَاد فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ركع قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا وَإِذا سجد قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ أَخَاف أَلا تكون هَذِه الزِّيَادَة مَحْفُوظَة 1483 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسقط آيَة فِي قِرَاءَته فِي الصَّلَاة فَحسب أبي بن كَعْب أَنَّهَا نسخت فَسَأَلَهُ فَقَالَ نسيتهَا

قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب المناقب ثَنَا سُفْيَان عَن سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه قَالَ صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْفجْر فَترك آيَة فَقَالَ أَفِي الْقَوْم أبي بن كَعْب فَقَالَ أبي يَا رَسُول الله أَنْسَخْت آيَة كَذَا وَكَذَا أم نسيتهَا قَالَ لَا بل نسيتهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَفِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالا فِيهِ فَضَحِك ثمَّ قَالَ بل نسيتهَا انْتَهَى وَكَذَلِكَ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب فِي الْقِرَاءَة خلف الإِمَام بِسَنَدِهِ وَمتْن الطَّبَرَانِيّ وَإِسْنَاده عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى مُخْتَلف فِي صحبته قَالَ البُخَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم أدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصَلى خَلفه وَقَالَ ابْن أبي دَاوُد تَابِعِيّ وَكَذَا ذكره ابْن حبَان فِي ثِقَات التَّابِعين قلت الصَّوَاب الأول فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب السّلم عَن مُحَمَّد ابْن أبي مجَالد قَالَ أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الله بن أبي أَوْفَى فَسَأَلتهمَا عَن السّلف فَقَالَا كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَأْتِينَا أَنْبَاط من أَنْبَاط الشَّام فَنُسلفهُمْ فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب إِلَى أجل مُسَمَّى وَفِي لفظ لَهُ قَالَ أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الله ابْن أبي أَوْفَى سَأَلته عَن السّلف فَقَالَ كُنَّا نُسلف عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأبي بكر وَعمر فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب قَالَ وَسَأَلت ابْن أَبْزَى فَقَالَ مثل ذَلِك انْتَهَى فَفِي هَذَا تَصْرِيح بِصُحْبَة عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَنه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكره فِي الصَّلَاة فِي بَاب تَمام التَّكْبِير ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا شُعْبَة بِسَنَد النَّسَائِيّ وَمَتنه قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير قَالَ وَحَكَى عَن أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ انه قَالَ هَذَا عندنَا بَاطِل قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى خلاف هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَي كَانَ لَا يَأْتِي بِالتَّكْبِيرِ فِي الِانْتِقَالَات كلهَا

إِنَّمَا يَأْتِي بِهِ فِي بَعْضهَا انْتَهَى كَلَامه وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَلَفظه فِيهِ فَكَانَ إِذا سجد لَا يكبر قَالَ وَهُوَ قَول مُحَمَّد بن سِيرِين وَالقَاسِم وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن سعد وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى ثمَّ ذكره ابْن سعد فِي بَاب ذكر من نزل مَكَّة بعد الْهِجْرَة من الصَّحَابَة فعد جمَاعَة مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَنَازَة فَلَمَّا تقدم ليُصَلِّي عَلَيْهِ الْتفت فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة فَطُرِدَتْ ثمَّ صَلَّى عَلَيْهَا انْتَهَى وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار حَدِيث أبي دَاوُد بِلَفْظِهِ ثمَّ قَالَ وَبِهَذَا اخذ بَنو أُميَّة فَكَانُوا لَا يكبرُونَ فِي حَال الْخَفْض وَيُكَبِّرُونَ فِي حَال الرّفْع وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى خلاف ذَلِك انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ كَانَ يكبر فِي كل خفض وَرفع انْتَهَى وَرَوَى الطَّحَاوِيّ أَيْضا عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوتر فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولَى سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَة قل يأيها الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَة قل هُوَ الله اُحْدُ وَرِجَاله ثِقَات وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى أَيْضا عَن شُعْبَة عَن الْحسن بن عمرَان سَمِعت سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ لَا يتم التَّكْبِير انْتَهَى وَقد أسْندهُ أَبُو بشر الدولابي من حَدِيث أبي بن كَعْب فِي كِتَابه الَّذِي جمعه من أَحَادِيث سُفْيَان فَقَالَ ثَنَا عَمْرو بن عَلّي وَبُنْدَار قَالَا ثَنَا يَحْيَى بن سعيد ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثني سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْفجْر ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ لم يقل غَيره وَفِيه عَن أبي بن كَعْب انْتَهَى

1484 - الحَدِيث الثَّالِث عَن أبي ذَر أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم أنزل الله من كتاب فَقَالَ مائَة وَأَرْبَعَة كتب مِنْهَا عَلَى آدم عشر صحف وَعَلَى شِيث خَمْسُونَ وَعَلَى إِبْرَاهِيم عشر صحايف وَعَلَى أَخْنُوخ وَهُوَ إِدْرِيس ثَلَاثُونَ صحيفَة والتوراة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد يَوْمًا فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَحده قَالَ يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا قَالَ فَقُمْت فَرَكَعْتهمَا ... إِلَى أَن قَالَ يَا رَسُول الله كم عدد الْأَنْبِيَاء قَالَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل مِنْهَا قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قَالَ آدم قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قَالَ نعم قلت يَا رَسُول الله كَمَا كتابا انزله الله قَالَ مائَة وَأَرْبَعَة كنت عَلَى مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَعَلَى إِبْرَاهِيم عشر صَحَائِف وَانْزِلْ عَلَى شِيث خمسين وَأنزل عَلَى أَخْنُوخ ثَلَاثِينَ صحيفَة وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان مُخْتَصر وَقد تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الْحَج وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر فَذكره وَسكت عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم الْحَافِظ فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي ذَر كلهم بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء وَكَأن الْوَهم من المُصَنّف فِي قَوْله عَلَى آدم عشر صحف

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ ابْن حبَان 1485 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَعْلَى أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل حرف انزله الله عَلَى إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَمُحَمّد وَكَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى وَكَانَ عَلّي وَابْن عَبَّاس يَقُولَانِ ذَلِك وَكَانَ يُحِبهَا وَقَالَ أول من قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى مِيكَائِيل قلت هَذِه أَرْبَعَة أَحَادِيث فَالْأول رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ذكره فِي الصَّلَاة وَأما الثَّالِث وَالرَّابِع فَقَالَ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى عَلّي بن أبي طَالب قَالَ كَانَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب هَذِه السُّورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَأول من قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى مِيكَائِيل انْتَهَى وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْرَائِيل عَن ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة عَن أَبِيه عَن عَلّي ابْن أبي طَالب قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب سُورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق احْمَد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع بِهِ

سورة الغاشية

سُورَة الغاشية

حَدِيث وَاحِد 1486 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الغاشية حَاسبه الله حسابا يَسِيرا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الفجر

سُورَة الْفجْر

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1487 - الحَدِيث الأول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه فسر الشفع بِيَوْم النَّحْر وَالْوتر بِيَوْم عَرَفَة لِأَنَّهُ تَاسِع هَذِه الْأَيَّام وَذَاكَ عَاشرهَا قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج وَفِي التَّفْسِير أَيْضا من حَدِيث زيد ابْن الْحباب اخبرني عَيَّاش بن عقبَة اخبرني خير بن نعيم عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر الْأَضْحَى وَالْوتر وَيَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع يَوْم النَّحْر انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي أول الْأَضَاحِي وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ احْمَد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن جَابر إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَهَذَا سَنَد لَا بَأْس بِرِجَالِهِ 1488 - قَوْله رُوِيَ عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ فَوَقع عَلَيْهَا يَعْنِي إرم ذَات الْعِمَاد فَحمل مِنْهَا مَا قدر عَلَيْهِ وَبلغ خَبره مُعَاوِيَة

فَاسْتَحْضرهُ وقص عَلَيْهِ فَبعث إِلَى كَعْب يسْأَله فَقَالَ هِيَ إرم ذَات الْعِمَاد وَسَيَدْخُلُهَا رجل من الْمُسلمين فِي زَمَانك أَحْمَر أشقر قصير عَلَى حَاجِبه خَال وَعَلَى عقبه خَال يخرج فِي طلب إبل لَهُ ثمَّ الْتفت فأبصر ابْن قلَابَة فَقَالَ هَذَا وَالله ذَلِك الرجل قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ أَنا عبد الله بن صَالح ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن وهب بن مُنَبّه عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ شَردت ... إِلَى آخِره وَفِيه زِيَادَة 1489 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ انه لما نزل قَوْله تَعَالَى وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم تغير وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرف فِي وَجهه حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابه فَأخْبرُوا عليا فجَاء فَاحْتَضَنَهُ من خَلفه وَقبل بَين عَاتِقيهِ وَقَالَ يَا نَبِي الله بِأبي وَأمي مَا الَّذِي حدث الْيَوْم وَمَا الَّذِي غَيْرك فَتلا عَلَيْهِ الْآيَة فَقَالَ عَلّي كَيفَ يجاء بهَا قَالَ يَجِيء بهَا سَبْعُونَ ألف ملك يَقُودُونَهَا بسبعين ألف زِمَام فَتَشْرُد شَرْدَةً لَو تركت لأحرقت أهل الْجمع قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا احْمَد بن الْحُسَيْن بن مَاجَه ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد ثَنَا عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم تغير لون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرف فِي وَجهه ... إِلَى آخِره وَفِيه زِيَادَة وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا يَعْقُوب بن

يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم العرني ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ لما نزلت ... فَذكره وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي بِسَنَدِهِ وَمَتنه 1490 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفجْر فِي اللَّيَالِي الْعشْر غفر الله لَهُ وَمن قَرَأَهَا فِي سَائِر الْأَيَّام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني بَاقِل بن رَاقِم بن احْمَد الْبَاقِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن شَادَّة ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سعيد عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة البلد

سُورَة الْبَلَد

ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 1491 - الحَدِيث الأول قتل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابْن خطل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَمقيس بن ضَبَابَة وَغَيرهم وَحرم دَار أبي سُفْيَان قلت أما قتل ابْن خطل فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دخل عَام الْفَتْح قيل لَهُ إِن ابْن خطل مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ اقْتُلُوهُ انْتَهَى وَأما قتل مقيس بن ضَبَابَة وَغَيره فروَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْجِهَاد وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُرْتَد من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة نفر وَامْرَأَتَيْنِ قَالَ اقْتُلُوهُمْ وَإِن وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقين بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة عِكْرِمَة بن أبي جهل وَعبد الله بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح فَأَما ابْن خطل فَأدْرك وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَاسْتَبق إِلَيْهِ سعيد بن حُرَيْث وعمار بن يَاسر فَسبق سعيد عمارا وَكَانَ أشب الرجلَيْن فَقتله وَأما مقيس بن ضَبَابَة فأدركه النَّاس فِي السُّوق فَقَتَلُوهُ وَأما عِكْرِمَة فَركب الْبَحْر فَأَصَابَتْهُمْ ريح عَاصِفَة قَالَ أَصْحَاب السَّفِينَة أَخْلصُوا فَإِن آلِهَتكُم لَا تغني عَنْكُم شَيْئا هَاهُنَا فَقَالَ عِكْرِمَة وَالله إِن لم يُنجنِي من الْبَحْر إِلَّا الْإِخْلَاص لَا يُنجنِي فِي الْبر غَيره اللَّهُمَّ إِن لَك عَلّي عهدا إِن عَافَيْتنِي

مِمَّا أَنا فِيهِ أَن آتِي مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَع يَده فِي يَدي فلأجدنه عفوا كَرِيمًا فجَاء فَاسْلَمْ وَأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فَلَمَّا دَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَى الْبيعَة جَاءَ بِهِ وَأَوْقفهُ وَقَالَ يَا رَسُول الله بَايع عبد الله فَنظر إِلَيْهِ ثَلَاثًا كل ذَلِك يَأْبَى فَبَايعهُ بعد ثَلَاث ثمَّ أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ مَا كَانَ فِيكُم رجل رشيد يقوم إِلَى هَذَا فيقتله حَيْثُ رَآنِي كَفَفْت يَدي عَن بيعَته قَالُوا وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُول الله هلا أَوْمَأت لنا بِعَيْنِك قَالَ إِنَّه لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يكون لَهُ خَائِنَة أعين انْتَهَى وَأما تَحْرِيم دَار سُفْيَان فَغَرِيب 1492 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله تبَارك وَتَعَالَى حرم مَكَّة يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لم تحل لأحد قبلي وَلنْ تحل لأحد بعدِي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَلَا يعضد شَجَرهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول الله إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لقيوننا وَقُبُورنَا وَبُيُوتنَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا الْإِذْخر قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة إِن هَذَا الْبَلَد حرمه الله يَوْم خلق الله السَّمَوَات

وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَإنَّهُ لم يحل الْقِتَال فِيهِ لأحد قبلي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله تَعَالَى إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يعضد شَوْكهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تلْتَقط لقطتهَا إِلَّا من عرفهَا فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا فَقَالَ إِلَّا الْإِذْخر انْتَهَى وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَفِي رِوَايَة وَأَنَّهَا لم تحل لأحد كَانَ قبلي وَإِنَّهَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار وَإِنَّهَا لن تحل لأحد بعدِي وَفِي رِوَايَة فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ وَإِذا تتبعت طرق الحَدِيث وجدت لفظ المُصَنّف 1493 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دلَّنِي عَلَى عمل يدخلني الْجنَّة فَقَالَ تعْتق النَّسمَة وَتَفُك الرَّقَبَة قَالَ أوليسا سَوَاء قَالَ لَا إعْتَاقهَا أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفَكهَا أَن تعين فِي تَخْلِيصهَا من قَود أَو غرم قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْمكَاتب من حَدِيث عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ ثَنَا طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ دلَّنِي عَلَى عمل يقربنِي من الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار قَالَ اعْتِقْ النَّسمَة وَفك الرَّقَبَة قَالَ أوليسا وَاحِدًا قَالَ لَا عتق النَّسمَة أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفك الرَّقَبَة أَن تعين فِي ثمنهَا انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْحَج وَلَيْسَ عِنْد اُحْدُ مِنْهُم ذكر الْقود وَالْغُرْم

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط 1494 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فك رَقَبَة فك الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار قلت غَرِيب وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أعتق رَقَبَة فك الله بِكُل عُضْو من أَعْضَائِهِ عضوا من أَعْضَائِهِ من النَّار انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 1495 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة قَالَ هُوَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل قلت غَرِيب أَيْضا وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس قَالَ هُوَ الْمَطْرُوح الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيت وَفِي لفظ قَالَ هُوَ الَّذِي لَا يَقِيه من التُّرَاب شَيْء وَصحح الأول وَسكت عَن الثَّانِي ثمَّ وجدته عِنْد ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن عَلّي بن حُبَيْش الرَّازِيّ ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن نصر ثَنَا أَبُو النَّضر إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْعجلِيّ ثَنَا عَمْرو بن حكام ثَنَا شُعْبَة عَن حُصَيْن عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة قَالَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل انْتَهَى

1496 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد أعطَاهُ الله الْأمان من غَضَبه يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد ... إِلَى آخِره وَقَالَ الْأَمْن وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي ال عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة والشمس

سُورَة وَالشَّمْس

حَدِيث وَاحِد 1497 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الشَّمْس فَكَأَنَّمَا تصدق بِكُل شَيْء طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وَالْقَمَر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة والليل

سُورَة وَاللَّيْل

فِيهَا حديثان 1498 - الحَدِيث الأول قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل ميسر لما خلق لَهُ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي آخر صَحِيحه فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر وَمُسلم فِي كتاب الْقدر من حَدِيث مطرف عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ قيل يَا رَسُول الله اعْلَم أهل الْجنَّة من أهل النَّار فَقَالَ نعم قَالَ فَفِيمَ يعْمل الْعَامِلُونَ قَالَ كل ميسر لما خلق لَهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن أبي طَالب قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ عود ينكت بِهِ الأَرْض فَقَالَ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وَقد كتب مَقْعَده من النَّار أَو من الْجنَّة فَقَالَ رجل من الْقَوْم الا نَتَّكِل يَا رَسُول الله قَالَ لَا اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ ثمَّ قَرَأَ فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى الْآيَة انْتَهَى أخرجه أَيْضا فِي كتاب الْقدر عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي 1499 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة وَاللَّيْل أعطَاهُ الله تَعَالَى حَتَّى يرْضَى وَعَافَاهُ من الْعسر وَيسر لَهُ الْيُسْر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سورة والضحى

سُورَة وَالضُّحَى

ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 1500 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن الْوَحْي تَأَخّر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيَّامًا فَقَالَ الْمُشْركُونَ إِن مُحَمَّدًا ودعه ربه وقلاه وَقيل إِن أم جميل امْرَأَة أبي لَهب قَالَت لَهُ يَا مُحَمَّد مَا أرَى شَيْطَانك إِلَّا قد تَركك فَنزلت قلت رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن الْأسود عَن قيس عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ أَبْطَا جِبْرِيل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْمُشْركُونَ قد ودع مُحَمَّد فَأنْزل الله تَعَالَى وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا سَجى إِلَى آخرهَا انْتَهَى وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّهَجُّد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْمَغَازِي بِهَذَا السَّنَد قَالَ احْتبسَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَاءَت امْرَأَة فَقَالَت يَا مُحَمَّد إِنِّي لأرجو أَن يكون شَيْطَانك قد تَركك فَأنْزل الله وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِلَى آخرهَا انْتَهَى وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من حَدِيث زيد بن أَرقم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مكث أَيَّامًا لَا ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَأَتَتْهُ امْرَأَة أبي لَهب فَقَالَت يَا مُحَمَّد مَا أرَى صَاحبك إِلَّا قد وَدعك وَقَلَاكَ فَأنْزل الله تَعَالَى (وَالضُّحَى) إِلَى آخرهَا مُخْتَصرا وَقَالَ

صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ أَيْضا ثَنَا أَحْمد بن كَامِل ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عَمى ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى قَالَ أَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيل أَيَّامًا فَعير بذلك وَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَأنْزل الله مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى انْتَهَى 1501 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ جَنِين قد أَتَت عَلَيْهِ سِتَّة أشهر وَمَاتَتْ أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين فَكَفَلَهُ عَمه أَبُو طَالب وَعطفه الله عَلَيْهِ فَأحْسن تَرْبِيَته قلت غَرِيب وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمَة عَن أَبِيه عَن جده أَنه ذكر ولادَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ توفّي أَبوهُ وَأمه حُبْلَى بِهِ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَفِي السِّيرَة قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ لم يلبث عبد الله بن عبد الْمطلب أَن هلك وَأم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَامِل بِهِ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق أَيْضا وَتوفيت أمه وَهُوَ ابْن سِتّ سِنِين وَقَالَ أَبُو عمر سبع سِنِين وَقَالَ قَالَ مُحَمَّد بن حبيب المحبر توفيت أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين من سيرة أبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأكْثر الْعلمَاء عَلَى انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ توفّي أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد كَمَا ذكره الدولابي وَغَيره انْتَهَى

وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْأول اثْبتْ انه عَلَيْهِ السَّلَام توفّي أَبوهُ عبد الله وَهُوَ حمل 1502 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث انس ابْن مَالك أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الإِمَام احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان ثَنَا حسان بن عَطِيَّة عَن أبي منيب الْحَرَشِي عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعثت بَين يَدي السَّاعَة بِالسَّيْفِ حَتَّى يعبد الله تَعَالَى وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْجِهَاد تَعْلِيقا فَقَالَ بَاب مَا قيل فِي الرماح وَيذكر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بعثت بَين يَدي السَّاعَة ... إِلَى آخِره وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث صَدَقَة بن عبد الله عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى ثمَّ قَالَ لم يُتَابع صَدَقَة عَلَى رِوَايَته هَذِه وَغَيره يرويهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ مُرْسلا انْتَهَى وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي كِتَابه تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة احْمَد

ابْن مَحْمُود فَقَالَ ثَنَا الْحجَّاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة ثَنَا بشر بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا الزُّبَيْر بن عدي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعثت بَين يَدي السَّاعَة وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل الصغار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى 1503 - الحَدِيث الرَّابِع فِي الحَدِيث بِأبي وَأمي هُوَ وَالله مَا كَهَرَنِي قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قَالَ بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت يَرْحَمك الله فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ فَقلت وأثكل أمِّياه مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إِلَيّ فَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم عَلَى أَفْخَاذهم وَلما رَأَيْتهمْ يُصمتُونِي لكني سكت فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فبأني هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت معلما قبله وَلَا بعده أحسن تَعْلِيما مِنْهُ فوَاللَّه مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شَيْء من كَلَام النَّاس إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَقِرَاءَة الْقُرْآن الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح الْكَهْر الِانْتِهَار قَالَ وَمِنْه قِرَاءَة ابْن مَسْعُود فَأَما الْيَتِيم فَلَا تَكْهَر وَفَسرهُ المُصَنّف بالعبس 1504 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَن تزبره قلت رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الموضوعات من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْعَبَّاس الْوراق ثَنَا عباد بن الْعَوام ثَنَا الْوَلِيد بن الْفضل الْعمريّ

ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حسن ثَنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا بَأْس أَن تزبره انْتَهَى ثمَّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ الْوَلِيد قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة انْتَهَى وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن يُوسُف ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن زَكَرِيَّا الْقرشِي ثَنَا قُتَيْبَة بن مجَالد ثَنَا حبَان بن عَلّي ثَنَا طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَلا تَنْهَرهُ انْتَهَى قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة ثمَّ سَاق من طَرِيق عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى وهب بن زَمعَة الْقرشِي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَائِشَة إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يذهب فَلَا بَأْس أَن تزبريه انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ عبد الْغَنِيّ وهب ابْن زَمعَة هَذَا هُوَ وهب بن وهب القَاضِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ يضع الْأَحَادِيث قَالَ وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدَّين تَدْلِيس اسْم الْكذَّاب انْتَهَى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فَقَالَ ثَنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد ثَنَا نعيم ثَنَا عمار بن رَجَاء ثَنَا أَحْمد بن أبي طيبَة ثَنَا حبَان بن عَلّي عَن طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْك أَن تزبره انْتَهَى 1505 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة وَالضُّحَى جعله الله فِيمَن يرْضَى بِمُحَمد أَن يشفع لَهُ وَعشر حَسَنَات يَكْتُبهَا الله بِعَدَد كل

يَتِيم وَسَائِل قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى ثنى أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة ألم نشرح

سُورَة ألم نشرح

ذكر فِيهَا حديثين 1506 - الحَدِيث الأول عَن ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود لن يغلب عسر يسرين وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج ذَات يَوْم وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقُول لن يغلب عسر يسرين قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن أَيُّوب عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى إِن مَعَ الْعسر يسرا قَالَ خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا مَسْرُورا فَرحا وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقُول لن يغلب عسر يسرين فَإِن مَعَ الْعسر يسرا إِن مَعَ الْعسر يسرا انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّمَانِينَ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا أَبُو ثَوْر عَن معمر عَن الْحسن ... فَذكره وَهُوَ مُرْسل وَمَوْقُوف ابْن مَسْعُود رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق أَيْضا أخبرنَا جَعْفَر بن أبي سُلَيْمَان عَن مَيْمُون بن أبي حَمْزَة عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ لَو كَانَ الْعسر فِي جُحر ضَب لتَبعه الْيُسْر حَتَّى يَسْتَخْرِجهُ لن يغلب عسر يسرين انْتَهَى وَمَوْقُوف ابْن عَبَّاس غَرِيب

وَفِيه مَوْقُوف عَلَى عمر رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي كتاب الْجِهَاد أَنا زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر بن الْخطاب بلغه أَن أَبَا عُبَيْدَة حضر بِالشَّام وَقد تَأَلُّبُ عَلَيْهِ الْقَوْم فَكتب إِلَيْهِ عمر سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنَّهُ مَا نزل بِمُؤْمِن شدَّة إِلَّا جعل الله بعْدهَا فرجا وَلنْ يغلب عسر يسرين ويأيها الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا إِلَى آخرهَا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَفِيه مَرْفُوع آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن مُحَمَّد ابْن السّري ثَنَا الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن الْمُنْذر ثني أبي ثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن هَانِئ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ لما نزلت فَإِن مَعَ الْعسر يسرا إِن مَعَ الْعسر يسرا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابشروا لن يغلب عسر يسرين وَفِيه قصَّة 1507 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِنِّي لأكْره أَن أرَى أحدكُم فَارغًا سَبَهْلَلا لَا فِي عمل دنيا وَلَا فِي عمل آخِرَة قلت غَرِيب وَرُوِيَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب كَلَام الصَّحَابَة وَأحمد فِي كتاب الزّهْد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن الْمسيب بن رَافع قَالَ قَالَ عبد الله بن

مَسْعُود إِنِّي لأمقت الرجل أرَاهُ فَارغًا لَيْسَ فِي شَيْء من عمل دنيا وَلَا آخِرَة انْتَهَى وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد لَهُ 1508 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ ألم نشرح فَكَأَنَّمَا جَاءَنِي وَأَنا مُغْتَم فَفرج عني قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب اُخْبُرْنَا أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن ترْكَان أَنا أَبُو احْمَد الْقَاسِم بن أبي صَالح ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن ثَنَا شَاذ بن الْفَيَّاض ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن عَاصِم عَن زر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ ألم نشرح ... إِلَى آخِره هَكَذَا وجدته مُرْسلا وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ مُسْندًا من طَرِيق أبي عوَانَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر ابْن حُبَيْش عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ سَمِعت الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد ثَنَا أَبُو عمَارَة احْمَد بن مُحَمَّد ابْن الْمهْدي ثَنَا مُحَمَّد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس ثني أبي أَن أَبَاهُ أعلمهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة التين

سُورَة التِّين

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1509 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه أهدي لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طبق من تين فَأكل مِنْهُ وَقَالَ لأَصْحَابه كلوا فَلَو قلت إِن فَاكِهَة نزلت من الْجنَّة لَقلت هَذِه لِأَن فَاكِهَة الْجنَّة بِلَا عجم فَإِنَّهَا تقطع البواسير وَتَنْفَع من النقرس قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي كتاب الطِّبّ لَهُ حَدثنَا أَبُو زرْعَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَهَّاب بن أبي عصمَة العكبري ثَنَا عبد الله بن الْحسن بن نصر الوَاسِطِيّ نَثَا إِسْحَاق بن وهيب الوَاسِطِيّ ثَنَا أَحْمد بن نصر الْخُرَاسَانِي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْكُوفِي ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي ذَر قَالَ أهدي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طبق من تين ... إِلَى آخِره سَوَاء ... ثمَّ رَوَاهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِلَفْظ الْمَنَافِع فِي الطِّبّ من طَرِيق أبي بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني ثَنَا الْقَاسِم بن أبي الْحسن الزبيرِي ثَنَا سهل بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ عَن عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير قَالَ ثني الثِّقَة عَن أبي ذَر قَالَ أهدي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره

1510 - الحَدِيث الثَّانِي عَن معَاذ بن جبل أَنه مر بشجرة الزَّيْتُون فَأخذ مِنْهَا قَضِيبًا وَاسْتَاك بِهِ وَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول نعم السِّوَاك الزَّيْتُون من الشَّجَرَة الْمُبَارَكَة تطيب الْفَم وَتذهب بِالْحُفْرَةِ وسمعته يَقُول هِيَ سِوَاكِي وَسوَاك الْأَنْبِيَاء من قبلي قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين وَفِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الْأَبَّار ثَنَا مُعَلل بن نفَيْل الْحَرَّانِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحصن عَن إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة عَن عبد الله بن الديلمي عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن معَاذ بن جبل قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول نعم السِّوَاك الزَّيْتُون من الشَّجَرَة الْمُبَارَكَة تطيب الْفَم وَتذهب بِالْحفرِ وسمعته يَقُول هِيَ سِوَاكِي وَسوَاك الْأَنْبِيَاء من قبلي انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ تَفْسِيره عَن مُعَلل بن نفَيْل بِهِ 1511 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ بلَى وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين وَقَالَ ذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ بلَى وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين انْتَهَى وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يزِيد بن عِيَاض عَن إِسْمَاعِيل

ابْن أُميَّة عَن أبي اليسع عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ بلَى وَإِذا قَرَأَ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين قَالَ بلَى انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ 1512 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة والتين أعطَاهُ الله خَصْلَتَيْنِ الْعَافِيَة وَالْيَقِين مَا دَامَ فِي دَار الدُّنْيَا فَإِذا مَاتَ أعطَاهُ الله من الْأجر بِعَدَد من قَرَأَهَا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ بِعَدَد من قَرَأَهَا صِيَام يَوْم وَهَذِه الزِّيَادَة لم أَجدهَا فِي نسخ الْكَشَّاف وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ

سورة القلم

سُورَة الْقَلَم

ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث 1513 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أتزعم أَن من اسْتَغنَى طَغى فَاجْعَلْ لنا جبال مَكَّة ذَهَبا وَفِضة لَعَلَّنَا نَأْخُذ مِنْهَا فَنَطْغَى فَنَدَع ديننَا وَنَتبع دينك فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِن شِئْت قعلنا ذَلِك ثمَّ إِن لم يُؤمنُوا فعلنَا بهم مَا فعلنَا بِصَاحِب الْمَائِدَة فَكف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَن الدُّعَاء إبْقَاء عَلَيْهِم 1514 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ لقريش هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم قَالُوا نعم قَالَ فوالذي يحلف بِهِ لَئِن رَأَيْته لَأَطَأَن عُنُقه فَجَاءَهُ ثمَّ نكص عَلَى عَقِبَيْهِ فَقَالُوا مَالك يَا أَبَا الحكم قَالَ إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ أَبُو جهل هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم قَالُوا نعم

قَالَ وَاللات والعزى لَئِن رَأَيْته يفعل ذَلِك لَأَطَأَن عَلَى رقبته أَو لأُعَفِّرَنَّ وَجهه فِي التُّرَاب قَالَ فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يُصَلِّي زعم ليَطَأ عَلَى رقبته قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَنْكص عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيدَيْهِ فَقيل لَهُ مَالك قَالَ إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو دنا مني لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَة عضوا عضوا قَالَ وَأنزل الله تَعَالَى كلا إِن الْإِنْسَان ليَطْغَى إِلَى آخرهَا انْتَهَى 1515 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن أَبَا جهل مر برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ ألم أَنْهَك فَأَغْلَظ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَتُهَدِّدُنِي وَأَنا أَكثر أهل الْوَادي نَادِيًا فَنزلت فَليدع نَادِيَةَ الْآيَة قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بتغيير يسير من حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر سُلَيْمَان ابْن حبَان ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي فجَاء أَبُو جهل فَقَالَ الم أَنْهَك عَن هَذَا فنهره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَبُو جهل إِنَّه ليعلم مَا بهَا نَاد أَكثر مني فَأنْزل الله تَعَالَى فَليدع نَادِيه الْآيَة قَالَ ابْن عَبَّاس وَالله لَو دَعَا نَادِيَةَ لَأَخَذته زَبَانِيَة الله انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء زَاد عَلَيْهِ قَول ابْن عَبَّاس أَيْضا وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن عَلّي بن مسْهر عَن دَاوُد بن أبي هِنْد

بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء 1516 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَو دَعَا نَادِيه لَأَخَذته الزَّبَانِيَة عيَانًا قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى سَنَدع الزَّبَانِيَة قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو فعل أَبُو جهل لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا انْتَهَى وَتقدم هَذَا من قَول ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طرق بِلَفْظ النَّسَائِيّ سَوَاء 1517 - الحَدِيث الْخَامِس فِي الحَدِيث اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه إِذا سجد قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد فَأَكْثرُوا الدُّعَاء انْتَهَى 1518 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة العلق أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْمفصل كُله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ اقْرَأ باسم رَبك ... إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة القدر

سُورَة الْقدر

ذكر فِيهَا حديثان 1519 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل لبس السِّلَاح فِي سَبِيل الله ألف شهر فَعجب الْمُؤْمِنُونَ من ذَلِك وتقاصرت إِلَيْهِم أَعْمَالهم فأعطوا لَيْلَة خيرا من مُدَّة ذَلِك الْغَازِي يَعْنِي لَيْلَة الْقدر قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي فِي تفسيريهما والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث مُسلم بن خَالِد الزنْجِي عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل لبس السِّلَاح فِي سَبِيل الله تَعَالَى ألف شهر قَالَ فَعجب الْمُسلمُونَ من ذَلِك فَأنْزل الله تَعَالَى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر الَّذِي لبس السِّلَاح فِيهَا فِي سَبِيل الله تَعَالَى انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل 1520 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقدر أعطي من الْأجر كمن صَامَ رَمَضَان وَأَحْيَا لَيْلَة الْقدر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش

عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة لم يكن

سُورَة لم يكن

حَدِيث وَاحِد 1521 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة لم يكن كَانَ يَوْم الْقِيَامَة من خير الْبَريَّة مسَاء وَمَقِيلا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة ابْن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد بالسند الَّذِي قبله وَبِهَذَا الْمَتْن وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَقَالَ فِي الأول مسَاء وَمَقِيلا وَفِي الثَّانِي سَاكِنا وَمَقِيلا وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَقَالَ مُسَافِرًا وَمُقِيمًا وَهَذَا اخْتِلَاف

سورة الزلزلة

سُورَة الزلزلة

فِيهَا حديثان 1522 - الحَدِيث الأول رُوِيَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تشهد الأَرْض عَلَى كل اُحْدُ بِمَا عمل عَلَى ظهرهَا قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث انس فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق ابْن الْمُبَارك ثَنَا سعيد ابْن أبي أَيُّوب ثَنَا يَحْيَى بن أبي سُلَيْمَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَرَأَ رَسُول الله هَذِه الْآيَة يَوْمئِذٍ تحدث أَخْبَارهَا قَالَ أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارهَا قَالُوا الله وَرَسُوله اعْلَم قَالَ فَإِن أَخْبَارهَا أَن تشهد عَلَى كل عبد أَو أمة بِمَا عمل عَلَى ظهرهَا تَقول عمل كَذَا فِي يَوْم كَذَا فَهَذِهِ أَخْبَارهَا انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْقرَاءَات وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي أَوَاخِر الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث رشدين بن سعد ثَنَا يَحْيَى بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الأَرْض لِتُخْبِرَ يَوْم الْقِيَامَة بِكُل عمل

عمل عَلَى ظهرهَا ثمَّ تَلا إِذا زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا إِلَى آخرهَا انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرشْدِين بن سعد ضَعِيف وَبِالسَّنَدَيْنِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1523 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ إِذا زلزلت الأَرْض أَربع مَرَّات كَانَ كمن قَرَأَ الْقُرْآن كُله قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اُخْبُرْنَا يَعْقُوب بن احْمَد السّري الْعَرُوضِي أَنا مُحَمَّد بن عبد الله الْعمانِي ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّائِي حَدثنِي أبي ثني عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى بن جَعْفَر حَدثنِي أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدثنِي أبي مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنِي أبي عَلّي بن الْحُسَيْن حَدثنِي أبي الْحُسَيْن بن عَلّي حَدثنِي أبي عَلّي بن أبي عَلّي ابْن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَفِي مُسْند ابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار عَن سَلمَة بن وردان عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ قل يأيها الْكَافِرُونَ ربع الْقُرْآن وإِذا زلزلت ربع الْقُرْآن وإِذا جَاءَ نصر الله ربع الْقُرْآن انْتَهَى وَفِي لفظ الْبَزَّار تعدل ربع الْقُرْآن وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَلَفظه من قَرَأَ إِذا زلزلت أعطي من الْأجر كمن قَرَأَ ربع الْقُرْآن وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة العاديات

سُورَة العاديات

فِيهَا حديثان 1524 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا لم يكن نقع وَلَا لقلقَة قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول عمر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أَنا معمر عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل قَالَ قيل لعمر إِن نسْوَة من بني الْمُغيرَة قد اجْتَمعْنَ فِي دَار خَالِد بن الْوَلِيد يبْكين عَلَيْهِ وَإِنَّا نكره أَن يؤذينك فَلَو نَهَيْتُهُنَّ فَقَالَ عمر مَا عَلَيْهِنَّ أَن يُهْرِقَن من دُمُوعهنَّ عَلَى أبي سُلَيْمَان سجلا أَو سَجْلَيْنِ مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل خَالِد بن الْوَلِيد وَزَاد فِيهِ النَّقْع اللَّطْم وَاللَّقْلَقَة الصُّرَاخ انْتَهَى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة بِسَنَد صَحِيح وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي بَاب الْجَنَائِز فَقَالَ بَاب مَا يكره من النِّيَاحَة عَلَى الْمَيِّت وَقَالَ عمر دَعْهُنَّ يبْكين عَلَى أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة قَالَ وَالنَّقْع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انْتَهَى قلت وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ حَدثنِي جرير عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِهِ

قَالَ أَبُو عبيد وَالنَّقْع عندنَا رفع الصَّوْت وَهُوَ قَول أَكثر أهل الْعلم وَقَالَ بَعضهم هُوَ رفع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ شقّ الْجُيُوب قَالَ وَأما اللَّقْلَقَة فَهِيَ شدَّة الصَّوْت وَلم أسمع فِيهِ خلافًا انْتَهَى وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ الْأَصْمَعِي النَّقْع الصياح وَقَالَ أَبُو سَلمَة هُوَ وضع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس انْتَهَى وَالْمُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ احْتج بِالْحَدِيثِ عَلَى أَن النَّقْع الصياح وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد اُخْبُرْنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق وَزَاد قَالَ وَكِيع قَالَ وَالنَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انْتَهَى 1525 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت جَالِسا فِي الْحجر فجَاء رجل فَسَأَلَنِي عَن وَالْعَادِيات ضَبْحًا قَالَ ففسرتها بِالْخَيْلِ فَذهب إِلَى عَلّي وَهُوَ تَحت سِقَايَة زَمْزَم فَسَأَلَهُ وَذكر لَهُ مَا قلت فَقَالَ ادْعُه لي فَلَمَّا وقفت عَلَى رَأسه قَالَ تُفْتِي النَّاس بِمَا لَا علم لَك بِهِ وَالله إِن كَانَت لأوّل غَزْوَة فِي الْإِسْلَام بدر وَمَا مَعنا إِلَّا فرسَان فرس للزُّبَيْرِ وَفرس لِلْمِقْدَادِ إِنَّمَا العاديات ضَبْحًا الْإِبِل من عَرَفَة إِلَى مُزْدَلِفَة وَمن مُزْدَلِفَة إِلَى منى قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْجِهَاد من طَرِيق ابْن وهب ثني أَبُو صَخْر عَن أبي مُعَاوِيَة البَجلِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا أَنا فِي الْحجر جَالس ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ لم يحْتَج البُخَارِيّ بِأبي صَخْر وَأما مُعَاوِيَة البَجلِيّ فَلَا ذكر لَهُ فِي الْكتب السِّتَّة انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1526 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ العاديات أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من بَات فِي الْمزْدَلِفَة وَشهد جمعا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عبد الله بن روح ثَنَا شَبابَة بن سوار بِسَنَدِهِ فِي سُورَة الْقدر وَبِهَذَا الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة القارعة

سُورَة القارعة

فِيهَا حديثان 1527 - قَوْله وَثقل الْمِيزَان رُجْحَانهَا وَمِنْه حَدِيث أبي بكر فِي وَصيته لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي خِلَافه ... حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد عَن زبيد بن الْحَارِث أَن أَبَا بكر لما حَضَره الْمَوْت أرسل إِلَى عمر فَلَمَّا أَتَى قَالَ لَهُ إِنِّي مُوصِيك بِوَصِيَّة إِن لله حَقًا فِي اللَّيْل لَا يقبله بِالنَّهَارِ وَحقا بِالنَّهَارِ لَا يقبله بِاللَّيْلِ وَإنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدِنَا نَافِلَة حَتَّى يُؤَدِّي الْفَرِيضَة إِنَّه إِنَّمَا ثقلت مَوَازِين من ثقلت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْحق فِي الدُّنْيَا وَثقله عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْحق أَن يثقل وَخفت مَوَازِين من خفت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْبَاطِل وَخِفته عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْبَاطِل أَن يخف ألم تَرَ أَن الله ذكر أهل الْجنَّة بِأَحْسَن أَعْمَالهم حَتَّى يَقُول قَائِل من يبلغ عمله عمل هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله تجَاوز عَن أَسْوَأ أَعْمَالهم فَلم يُبْدِهِ لَهُم وَذكر أهل النَّار بِأَسْوَأ أَعْمَالهم حَتَّى يَقُول قَائِل أَنا خير عملا من هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله رد عَلَيْهِم أحسن أَعْمَالهم ألم تَرَ أَن الله أنزل آيَة الشدَّة عِنْد آيَة الرخَاء وَآيَة الرخَاء عِنْد آيَة الشدَّة ليَكُون رَاغِبًا رَاهِبًا لِئَلَّا يلقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة وَلَا يتَمَنَّى عَلَى الله أُمْنِية يتَمَنَّى فِيهَا عَلَى الله غير الْحق انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي بكر الصّديق

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة الْأَحْقَاف حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا جرير عَن لَيْث عَن مُجَاهِد قَالَ دَعَا أَبُو بكر عمر ... فَذكره 1528 - الحَدِيث الأول رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يهوي فِيهَا يَعْنِي النَّار سبعين خَرِيفًا قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يرَى بهَا بَأْسا فَيهْوِي بهَا فِي النَّار سبعين خَرِيفًا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَفِيه أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أحدكُم ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله مَا يلقِي بهَا بَالا يرفعهُ الله بهَا دَرَجَات وَإِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله مَا يلقِي بهَا بَالا يهوي بهَا فِي جَهَنَّم حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث الْحسن عَن عتبَة بن غَزوَان أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الصَّخْرَة الْعَظِيمَة لتلقى من شَفير جَهَنَّم فَتَهْوِي فِيهَا سبعين عَاما وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارهَا انْتَهَى وَضَعفه فَقَالَ لَا نَعْرِف لِلْحسنِ سَمَاعا من عتبَة بن غَزوَان وَإِنَّمَا قدم عتبَة فِي زمَان عمر وَولد الْحسن لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر انْتَهَى

وَرَوَاهُ فِي الشَّمَائِل من حَدِيث خَالِد بن عُمَيْر عَن عتبَة بن غَزوَان وَرى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي الْهَيْثَم عَن الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا ويل وَاد فِي جَهَنَّم يهوي فِيهِ الْكَافِر أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قبل أَن يبلغ قَعْره انْتَهَى حَدِيث آخر رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا معَاذ بن سهل ثَنَا عُثْمَان بن عبد الله ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يهوي بهَا فِي النَّار كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود يرفعهُ يُؤْتَى بِالْقَاضِي يَوْم الْقِيَامَة فَيُوقف عَلَى شَفير جَهَنَّم فَإِن أَمر بِهِ دفع فَيهْوِي فِيهَا سبعين خَرِيفًا 1529 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة القارعة ثقل الله مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط

سورة التكاثر

سُورَة التكاثر

فِيهَا حديثان 1530 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكل هُوَ وَأَصْحَابه تَمرا وَشَرِبُوا عَلَيْهِ مَاء فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث عمار سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول أكل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رطبا وَشَرِبُوا مَاء فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَذَا من النَّعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الرَّابِع وَلم يروه الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما إِلَّا كَذَلِك وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَطْعِمَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث رَبَاح بن عُبَيْدَة السّلمِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أكل طَعَاما قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين انْتَهَى 1531 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ أَلْهَاكُم التكاثر لم

يحاسبه الله بالنعيم الَّذِي أنعم عَلَيْهِ فِي دَار الدُّنْيَا وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ ألف آيَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم غير مرّة وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة العصر

سُورَة الْعَصْر

فِيهَا حديثان 1532 - الحَدِيث الأول قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله انْتَهَى 1533 - الحَدِيث الثَّانِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْعَصْر غفر الله لَهُ وَكَانَ مِمَّن تَوَاصَى بِالْحَقِّ وَتَوَاصَى بِالصبرِ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون ابْن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم مَرْفُوعا من قَرَأَ سُورَة وَالْعصر ختم الله لَهُ بِالصبرِ وَكَانَ مَعَ أَصْحَاب الْحق يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وبلفظ الثَّعْلَبِيّ أَيْضا رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم

سورة الهمزة

سُورَة الْهمزَة

1534 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْهمزَة أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من اسْتَهْزَأَ بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو عَمْرو إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البوسنجي ثَنَا سعيد ابْن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة ويل لكل همزَة لُمزَة أعطي من الْأجر ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الفيل

سُورَة الْفِيل

1535 - خبر أَبْرَهَة وَالنَّجَاشِي وقصة الْفِيل قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول ابْن إِسْحَاق أَن أَبْرَهَة بنى كَنِيسَة بِصَنْعَاء وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَسَماهُ الْقليس ... فَذكره 1536 - قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفِيل أَعْفَاهُ الله من الْخَسْف وَالْمَسْخ قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا بَاقِل بن أَرقم ثَنَا مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا احْمَد ابْن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِمَة عَن زر عَن أبي مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة قريش

سُورَة قُرَيْش

حَدِيث وَاحِد 1537 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَرَأَ سُورَة قُرَيْش مَعَ سُورَة أَرَأَيْت فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة من الْمغرب وَقَرَأَ فِي الأولَى والتين قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة فِي مصنفيهما فِي الصَّلَاة قَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَقَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص كِلَاهُمَا عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ صَلَّى بِنَا عمر الْمغرب فَقَرَأَ فِي الأولَى بِالتِّينِ وَالزَّيْتُون وَفِي الثَّانِيَة ألم تَرَ كَيفَ ولِإِيلَافِ قُرَيْش انْتَهَى وَذكره الثَّعْلَبِيّ مَوْقُوفا مَقْطُوعًا فَقَالَ قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون صليت الْمغرب خلف عمر ... فَذكره 1538 - حَدِيث فَضِيلَة السُّورَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة لِإِيلَافِ قُرَيْش أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من طَاف بِالْكَعْبَةِ وَاعْتَكف بهَا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة أرأيت

سُورَة أَرَأَيْت

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1539 - الحَدِيث الأول كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقع لَهُ السَّهْو فِي صلَاته قلت ورد فِي ذَلِك خَمْسَة أَحَادِيث الحَدِيث الأول حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِحْدَى صَلَاتي الْعشي الظّهْر أَو الْعَصْر فَصَلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد فَوضع يَدَيْهِ عَلَيْهَا يعرف فِي وَجهه الْغَضَب ثمَّ خرج سرعَان النَّاس وهم يَقُولُونَ قصرت الصَّلَاة قصرت الصَّلَاة وَفِي النَّاس أَبُو بكر وَعمر فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ فَقَامَ رجل كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُسَمِّيه ذَا الْيَدَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُول الله أنسيت أم قصرت الصَّلَاة قَالَ لم أنس وَلم تقصر الصَّلَاة قَالَ بل نسيت يَا رَسُول الله فَأقبل عَلَى الْقَوْم وَقَالَ أصدق ذُو الْيَدَيْنِ فَأَوْمَئُوا أَي نعم فَرجع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى مقَامه فَصَلى الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ سلم انْتَهَى الحَدِيث الثَّانِي رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَن عبد الله بن بُحَيْنَة قَالَ صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَامَ فَلم يجلس فَقَامَ النَّاس مَعَه فَلَمَّا قَضَى صلَاته وَانْتَظرْنَا التَّسْلِيم كبر فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس قبل التَّسْلِيم ثمَّ سلم انْتَهَى

وَهَذَا رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده بِزِيَادَة فَقَالَ ثَنَا شُرَيْح ثَنَا مُعَاوِيَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن سعد انه نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبحُوا بِهِ فَاسْتَتَمَّ قَائِما فَلَمَّا فرغ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ قَالَ أَكُنْتُم ترَوْنَ أَنِّي أَجْلِس إِنَّمَا صنعت كَمَا صنع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى الحَدِيث الثَّالِث حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَنهُ قَالَ صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الظّهْر خمْسا فَقيل لَهُ أَزِيد فِي الصَّلَاة قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ صليت خمْسا فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سلم انْتَهَى قَالَ القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَالصَّحِيح من الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي سَهْوه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة ثَلَاثَة أَحَادِيث أَولهَا حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ وَالثَّانِي حَدِيث ابْن بُحَيْنَة وَالثَّالِث حَدِيث ابْن مَسْعُود انْتَهَى كَلَامه وَهَذَا الْكَلَام مَدْخُول بِالْحَدِيثين الآخرين الحَدِيث الرَّابِع حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعَصْر فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات فَقَامَ رجل يُقَال لَهُ الْخِرْبَاق فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله فَذكر لَهُ صَنِيعه فَقَالَ أصدق هَذَا قَالُوا نعم فَصَلى رَكْعَة ثمَّ سلم ثمَّ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ سلم انْتَهَى الحَدِيث الْخَامِس رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن عشر من الْقسم الْخَامِس عَن ابْن خُزَيْمَة بِسَنَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَة بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمغرب فَسَهَا فَسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف فَقَالَ لَهُ رجل يَا رَسُول الله إِنَّك سَهَوْت فَسلمت فِي رَكْعَتَيْنِ قَالَ فَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة ثمَّ أتم تِلْكَ الرَّكْعَة وَسَأَلت عَن هَذَا الرجل فَقَالُوا هُوَ طَلْحَة بن عبيد الله انْتَهَى قَالَ ابْن حبَان وَلَا تضَاد فِي هَذِه الْأَخْبَار فَإِنَّهَا صلوَات مُتَغَايِرَة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة فَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن الَّذِي أعلمهُ بسهوه ذُو الْيَدَيْنِ وَفِي خبر عمرَان

ابْن حُصَيْن الَّذِي أعلمهُ الْخِرْبَاق وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن خديج الَّذِي أعلمهُ طَلْحَة ابْن عبيد الله انْتَهَى كَلَامه وَفِي الْمعرفَة للبيهقي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه 1540 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا غمَّة فِي فَرَائض الله قلت تقدم فِي سُورَة يُونُس أَيْضا وَذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء 1541 - الحَدِيث الثَّالِث وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الرِّيَاء أَخْفَى من دَبِيب النملة فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة عَلَى الْمسْح الْأسود 1542 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة أَرَأَيْت غفر الله لَهُ إِن كَانَ لِلزَّكَاةِ مُؤديا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْقَارئ الْفَقِيه ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس

سورة الكوثر

سُورَة الْكَوْثَر

ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث 1543 - الحَدِيث الأول قَرَأَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْقرَاءَات من حَدِيث عَمْرو بن عبيد عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ إِنَّا أعطيناك انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ عَمْرو بن عبيد واه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف والثعلبي فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره 1544 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام وأنطوا الثبجة قلت ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِوَائِل بن حجر وَقد تقدم 1545 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَهَا حِين أنزلت فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر إِنَّه نهر فِي الْجنَّة وعدنيه رَبِّي فِيهِ خير كثير

قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي أَوَائِل الصَّلَاة من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ بَيْنَمَا نَحن ذَات يَوْم وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين أظهرنَا إِذْ أَغْفَى إغْفَاءَة ثمَّ رفع رَأسه مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا لَهُ مَا أضْحكك يَا رَسُول الله قَالَ أنزلت عَلّي آنِفا سُورَة فقرأها حَتَّى خَتمهَا ثمَّ قَالَ هَل تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ فَإِنَّهُ نهر وعدنيه رَبِّي فِي الْجنَّة 1546 - الحَدِيث الرَّابِع وَرُوِيَ فِي صفته يَعْنِي الْكَوْثَر أَحْلَى من الْعَسَل وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن وأبرد من الثَّلج وألين من الزّبد حافتاه الزبرجد وَأَوَانيهِ من فضَّة عدد نُجُوم السَّمَاء وَرُوِيَ لَا يظمأ من شرب مِنْهُ أبدا أول وَارِد بِهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين الدنس الثِّيَاب الشعث الرُّءُوس الَّذين لَا يَتَزَوَّجُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا يفتح لَهُم أَبْوَاب السدد يَمُوت أحدهم وَحَاجته تتلجلج فِي صَدره لَو أقسم عَلَى الله لَأَبَره قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْإِيمَان بِنَقص يسير من حَدِيث أبي بَرزَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حَوْضِي مَا بَين أَيْلَة إِلَى صنعاء عرضه كَطُولِهِ فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ من الْجنَّة أَحْلَى من الْعَسَل وأبرد من الثَّلج وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن والين من الزّبد فِيهِ أَبَارِيق عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ لم يظمأ حَتَّى يدْخل الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عبد الله بن احْمَد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عمر بن سيار التَّيْمِيّ ثني أبي ثَنَا شُعَيْب بن رزين

ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات رَأَيْت فِيهَا أَعَاجِيب ... فَذكره طَويلا نَحْو عشر وَرَقَات وَفِيه ثمَّ نظرت فَإِذا نهر يجْرِي من أصل شَجَرَة مَاؤُهَا أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل وَمَجْرَاهُ عَلَى رَضْرَاض در وَيَاقُوت وحافتها زبرجد وَذكر فِيهِ أَشْيَاء اثر الْوَضع عَلَيْهَا وَالثَّانِي رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد بِنَقص يسير أَيْضا من حَدِيث ثَوْبَان مولَى رَسُول الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن حَوْضِي مَا بَين عدن إِلَى أَيْلَة أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل أَكَاوِيبه عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ شربة لم يظمأ بعْدهَا أبدا وَأول من يردهُ عَلّي من الْمُهَاجِرين الدنس ثيابًا الشعث رُءُوسًا الَّذين لَا ينْكحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا تفتح لَهُم السدد مُخْتَصر وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالا فِيهِ أول من يردهُ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين 1547 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَوْثَر سقَاهُ الله من كل بِئْر فِي الْجنَّة وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات بِعَدَد كل قرْبَان قربه الْعباد يَوْم النَّحْر أَو يقربونه قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قَالَ أَو يقربونه من أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين وَرَوَى الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم صَدره لم يقل فِيهِ وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات إِلَى آخِره

سورة الكافرون

سُورَة الْكَافِرُونَ

حَدِيث وَاحِد 1548 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَافِرُونَ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ربع الْقُرْآن وَتَبَاعَدَتْ مِنْهُ مَرَدَة الشَّيَاطِين وَبرئ من الشّرك وتعافى من الْفَزع الْأَكْبَر قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ابْن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الْكَافِرُونَ ... وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي إِلَّا أَنه قَالَ وَيُعَافَى من فزع الْيَوْم فَمروا صِبْيَانكُمْ أَن يَقْرَءُوهَا عِنْد الْمَنَام فَلَا يعرض لَهُم شَيْء انْتَهَى وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس بِلَفْظ المُصَنّف

سورة النصر

سُورَة النَّصْر

ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا 1549 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن فتح مَكَّة كَانَ لعشر مضين من رَمَضَان سنة ثَمَان وَكَانَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة آلَاف من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَطَوَائِف الْعَرَب وَأقَام بهَا خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج إِلَى هوَازن وَحين دَخلهَا وقف عَلَى بَاب الْكَعْبَة ثمَّ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ثمَّ قَالَ يأهل مَكَّة مَا ترَوْنَ أَنِّي فَاعل بكم قَالُوا خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاء فَأعْتقهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت أخرجه ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من قَول ابْن إِسْحَاق إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ إِن فتح مَكَّة كَانَ لعشر لَيَال بَقينَ من رَمَضَان وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي فتح مَكَّة عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج فِي رَمَضَان من الْمَدِينَة وَمَعَهُ عشرَة آلَاف من الْمُسلمين ... إِلَى أَن قَالَ قَالَ الزُّهْرِيّ فَصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد ابْن عَلّي بن الْحُسَيْن وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعَمْرو بن شُعَيْب وَعبد الله بن أبي بكر وَغَيرهم قَالُوا كَانَ فتح مَكَّة سنة ثَمَان لعشر بقيت من شهر رَمَضَان انْتَهَى

وَهَذَا اخْتِلَاف رِوَايَة وَأخرج الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي الرِّوَايَتَيْنِ ذكرهمَا فِي غَزْوَة حنين 1550 - الحَدِيث الثَّانِي عَن جَابر بن عبد الله أَنه بَكَى ذَات يَوْم فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول دخل النَّاس فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن الْأَوْزَاعِيّ ثني أَبُو عمار ثني جَار لجَابِر بن عبد الله قَالَ قدمت من سفر فَجَاءَنِي جَابر بن عبد الله يسلم عَلّي فَجعلت أحدثه عَن افْتِرَاق النَّاس وَمَا أَحْدَثُوا فَجعل جَابر يبكي ثمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن النَّاس دخلُوا فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنِي الْمفضل ابْن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ ثَنَا شَدَّاد بن عمار حَدثنِي جَار لجَابِر بن عبد الله ... فَذكره وَاخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفِتَن من طَرِيق ابْن وهب ثني عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح عَن أبي الْأسود الْقرشِي عَن أبي قُرَّة مولَى أبي جهل عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما أنزلت عَلَيْهِ هَذِه السُّورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخرهَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام ليخرجن مِنْهُ أَفْوَاجًا كَمَا دَخَلُوهُ أَفْوَاجًا انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ بِسَنَد أَحْمد وَمَتنه

1551 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لما نزلت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الله أكبر جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَجَاء أهل الْيمن رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية قلت غَرِيب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه من طَرِيق أبي عوَانَة عَن هِلَال ابْن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله ... إِلَى آخرهَا قَالَ نعيت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَفسه حِين أنزلت فَأخذ فِي أَشد مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمر الآخر وَقَالَ بعد ذَلِك جَاءَ الْفَتْح وَجَاء نصر الله وَجَاء أهل الْيمن فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمَا أهل الْيمن قَالَ رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَالْفِقْه يمَان انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم مُخْتَصرا رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث مُحَمَّد بن سِرين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَاءَ أهل الْيمن لَهُم أرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية انْتَهَى وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق ثَنَا هِشَام بن حسان عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف 1552 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي أجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من حَدِيث عبد الله بن سَالم الْحِمصِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأَفْطَس ثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي عَن جُبَير بن نفير عَن سَلمَة بن نفَيْل السكونِي قَالَ دَنَوْت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله تركت الْخَيل وَأُلْقِي السِّلَاح وَزعم قوم أَلا قتال فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كذبُوا الْآن حَان الْقِتَال لَا تزَال من أمتِي أمة قَائِمَة عَلَى الْحق ظَاهِرَة قَالَ وَهُوَ مول ظَهره إِلَى الْيمن أَنِّي أجد نَفْس الرَّحْمَن من هَاهُنَا وَالْخَيْل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار هَذَا حَدِيث رِجَاله شَامِيُّونَ مَشْهُورُونَ إِلَّا إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان الْأَفْطَس انْتَهَى وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين ثَنَا أَبُو زرْعَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة قَالَا ثَنَا عَلّي بن عَيَّاش الْحِمصِي ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب أبي روح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيمن انْتَهَى وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ثَنَا أَبُو الْيَمَان ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن مُخْتَصر قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا الْخَبَر إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه أَلا إِنِّي أجد الْفرج من قبل الْيمن وَهُوَ كَقَوْلِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نَفْس عَن مُؤمن كربَة نَفْس الله عَنهُ كربَة أَي فرج ثمَّ نقل عَن الْأَزْهَرِي أَنه قَالَ فِيهِ وَفِي حَدِيث أبي بن كَعْب لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن إِن النَّفس فِي هذَيْن الْحَدِيثين اسْم وضع مَوضِع الْمصدر لِأَن مصدر نَفْس تَنْفِيس فَوضع النَّفس مَوضِع التَّنْفِيس كَمَا وضع الْفرج مَوضِع التَّفْرِيج انْتَهَى

والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَأنس 1553 - الحَدِيث الْخَامِس رَوَت أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فتح بَاب الْكَعْبَة صَلَّى صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى قَالَ مَا أخبرنَا أحد أَنه رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الضُّحَى غير أم هَانِئ فَإِنَّهَا ذكرت أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة اغْتسل فِي بَيتهَا وَصَلى ثَمَانِي رَكْعَات فَلم يره أحد صَلَّاهُنَّ بعد انْتَهَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي سُنَنهمَا وَرَوَاهُ بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي من نَحْو ثَلَاثِينَ طَرِيقا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطبري فِي تَفْسِيره وَلَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم أَنه صلاهَا لما فتح بَاب الْكَعْبَة وَإِنَّمَا يَقُولُونَ يَوْم الْفَتْح أَو يَوْم فتح مَكَّة وَالله أعلم وَفِي سنَن أبي دَاوُد انه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يسلم يَوْم الْفَتْح من كل رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا يَنْفِي انه صلاهَا بِتَسْلِيمَة وَاحِدَة رَوَاهُ من حَدِيث كريب عَن أم هَانِئ وَبَعض الْعلمَاء أنكر أَن هَذِه الصَّلَاة صَلَاة الضُّحَى قَالُوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام لم يواظب عَلَيْهَا كَيفَ يُصليهَا فِي ذَلِك الْيَوْم مَعَ أَنه لم ينْو الْإِقَامَة بِمَكَّة وَمكث بهَا تِسْعَة عشر يَوْمًا من رَمَضَان يقصر الصَّلَاة وَيفْطر هُوَ وَجَمِيع الْجَيْش وَكَانُوا نَحوا من عشرَة آلَاف قَالُوا وَإِنَّمَا كَانَت صَلَاة الْفَتْح وَاسْتَحَبُّوا لأمير الْجَيْش إِذا فتح بَلَدا أَن يُصَلِّي فِيهَا ثَمَان رَكْعَات وَهَكَذَا فعل سعد بن أبي وَقاص يَوْم فتح الْمَدَائِن لَكِن يرد هَذَا تَسْمِيَتهَا فِي الحَدِيث صَلَاة الضُّحَى كَمَا تقدم فِي لفظ البُخَارِيّ وَمُسلم لكنه من كَلَام الرَّاوِي

وَقد ورد من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان الثَّاء الْمُثَلَّثَة بِسَنَدِهِ إِلَى أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى حِين فتح مَكَّة ثَمَان رَكْعَات قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الصَّلَاة قَالَ هَذِه صَلَاة الضُّحَى وَيُؤَيِّدهُ أَيْضا أَنه قد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة أَيْضا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث عشر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عَائِشَة قَالَت دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَيْتِي فَصَلى الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات انْتَهَى فقد اتفقَا فِي التَّسْمِيَة وَالْوَقْت وَالْعد قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف هَذِه صَلَاة الضُّحَى وَقد صَلَّى سعد بن أبي وَقاص حِين افْتتح الْمَدَائِن وَدخل إيوَان كسْرَى صَلَاة الْفَتْح قَالَ وَهِي ثَمَان رَكْعَات لَا يفصل بَينهَا وَلَا يُصَلِّي بِإِمَام وَلَا يجْبر فِيهَا بِقِرَاءَة قَالَه الطَّبَرِيّ انْتَهَى وَلَفظ أبي دَاوُد أَيْضا يرد هَذَا عَن أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْفَتْح صَلَّى سبْحَة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات يسلم من كل رَكْعَتَيْنِ انْتَهَى قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة سَنَده عَلَى شَرط البُخَارِيّ 1554 - الحَدِيث السَّادِس عَن عَائِشَة كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكثر قبل مَوته أَن يَقُول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي أَوَائِل الصَّلَاة فِي بَاب مَا يُقَال فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَاللَّفْظ لمُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكثر أَن يَقُول قبل أَن يَمُوت سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الْكَلِمَات

الَّتِي أَرَاك تَقُولهَا قَالَ قد جعلت لي عَلامَة فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا قلتهَا إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخر السُّورَة انْتَهَى وَلَفظ البُخَارِيّ قَالَت مَا صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة بعد أَن نزلت عَلَيْهِ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح إِلَّا يَقُول فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك رَبنَا اللَّهُمَّ اغْفِر لي انْتَهَى 1555 - الحَدِيث السَّابِع وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة مرّة قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث أبي بردة عَن الْأَغَر الْمُزنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنَّه ليغان عَلَى قلبِي وَإِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة انْتَهَى 1556 - الحَدِيث الثَّامِن رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ هَذِه السُّورَة اسْتَبْشَرُوا وَبكى الْعَبَّاس فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مَا يبكيك يَا عَم قَالَ نعيت إِلَيْك نَفسك قَالَ إِنَّهَا لَكمَا تَقول فَعَاشَ بعْدهَا سنتَيْن لم ير فِيهَا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا وَقيل إِن ابْن عَبَّاس هُوَ الَّذِي قَالَ ذَلِك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لقد أُوتِيَ هَذَا الْغُلَام علما كَبِيرا قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مقَاتل قَالَ لما نزلت هَذِه السُّورَة قَرَأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعَمْرو وَسعد بن أبي وَقاص فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا ... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى مقَاتل أول كِتَابه

1557 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن السُّورَة لما نزلت خطب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله فَعلم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ فَدَيْنَاك بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادنَا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد ابْن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب النَّاس يَوْمًا فَقَالَ إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَأَن يعِيش فِيهَا مَا شَاءَ وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله فَبَكَى أَبُو بكر وَبكى وَقَالَ فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ الْمُخَير وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا بِهِ وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ نَحوه وَوَقع لَهُ فِي الصَّلَاة عَن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ قَالَ الْفربرِي الرِّوَايَة هَكَذَا وَصَوَابه عَن عبيد بن حنين وَبسر بن سعيد 1558 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ يُدْنِيه وَيَأْذَن لَهُ مَعَ أهل بدر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أيأذن لهَذَا الْفَتَى مَعنا وَفِي أَبْنَائِنَا من هُوَ مثله فَقَالَ إِنَّه مِمَّن قد علمْتُم قَالَ ابْن عَبَّاس فَأذن لَهُم ذَات يَوْم وَأذن لي مَعَهم فَسَأَلَهُمْ عَن قَوْله تَعَالَى إِذا جَاءَ نصر ... وَلَا أرَاهُ سَأَلَهُمْ إِلَّا من أَجلي فَقَالَ بَعضهم أَمر الله تَعَالَى نبيه إِذا فتح عَلَيْهِ أَن يَسْتَغْفِرهُ وَيَتُوب إِلَيْهِ فَقلت لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن نعيت إِلَيْهِ نَفسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر مَا أعلم فِيهَا إِلَّا كَمَا تعلم

ثمَّ قَالَ كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بتغيير يسير من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عمر يدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدر فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه فَقَالَ لم تدخل هَذَا مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله فَقَالَ عمر إِنَّه من قد علمْتُم قَالَ فدعاني ذَات يَوْم فَأَدْخلنِي مَعَهم فَأريت أَنه إِنَّمَا دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ فَسَأَلَ مَا تَقولُونَ فِي قَول الله عَزَّ وَجَلَّ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح فَقَالَ بَعضهم أمرنَا بِحَمْد الله وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا نصرنَا وَفتح علينا وَسكت بَعضهم فَلم يقل شَيْئا فَقَالَ لي أَكَذَلِك تَقول يَا ابْن عَبَّاس فَقلت لَا قَالَ فَمَا تَقول قلت هُوَ أجل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعلمهُ لَهُ قَالَ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَذَلِكَ عَلامَة أَجلك فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا فَقَالَ عمر مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تَقول انْتَهَى وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفَضَائِل وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ ثمَّ قَالَ عمر كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ انْتَهَى وَكَذَلِكَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات 1559 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دَعَا فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقَالَ لَهَا يَا ابنتاه إِنَّه قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَتْ فَقَالَ لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث هِلَال بن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَقَالَ لَهَا إِنَّه قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَتْ فَقَالَ لَهَا اصْبِرِي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا احْمَد بن يَحْيَى الْحلْوانِي ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان عَن عباد بن الْعَوام عَن هِلَال بن خباب بِهِ سندا ومتنا زَاد فِيهِ فَقَالَ لَهَا بعض أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَيْتُك بَكَيْت ثمَّ ضحِكت قَالَت إِنَّه قَالَ قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَيْت فَقَالَ لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي فَضَحكت انْتَهَى وَبَعضه فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت اجْتَمعْنَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يُغَادر مِنْهُنَّ امْرَأَة فَجَاءَت فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها كَأَن مشيتهَا مشْيَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مرْحَبًا بِابْنَتي ثمَّ أَجْلِسهَا عَن شِمَاله وَأسر إِلَيْهَا حَدِيثا فَبَكَتْ فَاطِمَة ثمَّ سَارهَا فَضَحكت فَقلت لَهَا مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ فَرحا اقْربْ من حزن فَقَالَت مَا كنت لأفشي سر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لأحد حَتَّى إِذا قبض سَأَلتهَا فَقَالَت إِنَّه قَالَ إِن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ بِالْقُرْآنِ فِي كل عَام مرّة وَإنَّهُ عَارضه بِهِ الْعَام مرَّتَيْنِ وَلَا أَرَانِي إِلَّا قد حضر أَجلي وَإنَّك لأوّل أَهلِي لُحُوقا بِي وَنعم السّلف أَنا لَك فَبَكَيْت ثمَّ إِنَّه سَارَّنِي فَقَالَ أَلا ترْضينَ أَن تَكُونِي سيدة نسَاء الْمُؤمنِينَ أَو نسَاء هَذِه الْأمة فَضَحكت لذَلِك انْتَهَى وَقد تعَارض هَذَا بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا قَالَت فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يدا حَتَّى توفيت زَيْنَب فَعرفنَا أَنه الصَّدَقَة وَكَانَت زَيْنَب امْرَأَة صناعًا تعْمل بِيَدَيْهَا وَتَتَصَدَّق وَالْجَوَاب أَن المُرَاد

بالأهل فِي الأول الْأَقَارِب وَالْخطاب فِي الثَّانِي لِلزَّوْجَاتِ وَوَقع فِي البُخَارِيّ أَن سَوْدَة كَانَت أول أَهله لُحُوقا بِهِ رَوَاهُ فِي الزَّكَاة من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَ لَهُ أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا فَقَالَ أَطْوَلكُنَّ يدا فَأخذُوا قَصَبَة يَذْرَعُونَهَا فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَقُلْنَا بعد إِنَّمَا كَانَ طول يَدهَا الصَّدَقَة وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة انْتَهَى بِحُرُوفِهِ وَإِذا تَأَمَّلت تَجدهُ غير مُنْتَظم فَإِن سَوْدَة كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الْخلقَة وَزَيْنَب كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الصَّدَقَة فَجمع بَينهمَا لسودة فِي متن البُخَارِيّ وَهَذَا وهم ظَاهر وَنسب إِلَى البُخَارِيّ نَفسه وَقد رَوَاهُ مُسلم عَن الصَّوَاب وَالله أعلم وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن فراس عَن عَامر عَن عَائِشَة ... فَذكره بِلَفْظ البُخَارِيّ ثمَّ قَالَ قَالَ مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ هَذَا الحَدِيث وَهل فِي سَوْدَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَب بنت جحش فَإِنَّهَا كَانَت أول نِسَائِهِ لُحُوقا بِهِ توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَبقيت سَوْدَة بنت زَمعَة فِيمَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن أَبِيه أَن سَوْدَة توفيت فِي شَوَّال سنة أبع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ الثبت عندنَا انْتَهَى قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا بِلَا شكّ وهم من بعض الروَاة قَالَ وَالْعجب من البُخَارِيّ كَيفَ لم يُغَيِّرهُ وَلَا نبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ زَيْنَب فَإِنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي الصَّدَقَة وَالعطَاء وَزَيْنَب توفيت سنة عشْرين وَسَوْدَة إِنَّمَا توفيت سنة أَربع وَخمسين انْتَهَى وَقَالَ عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لما ذكر حَدِيث البُخَارِيّ فِي الْفَضَائِل وَالْمَعْرُوف أَن زَيْنَب كَانَت أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاتَت أَيَّام عمر

ابْن الْخطاب انْتَهَى والْحميدِي عده فِيمَا اتّفق الشَّيْخَانِ عَلَى مَتنه بِسَنَدَيْنِ وَلم يبين وهم البُخَارِيّ فِيهِ 1560 - الحَدِيث الثَّانِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح أعطي من الْأجر كمن شهد مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتح مَكَّة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سورة تبت

سُورَة تبت

فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث 1561 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَنه لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين رقى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّفَا وَقَالَ يَا صَبَاحَاه فَاسْتَجْمَعَ إِلَيْهِ النَّاس من كل أَوب فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب يَا بني فهر أَن أَخْبَرتكُم إِن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا نعم قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي السَّاعَة فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا دَعوتنَا فَنزلت قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت وانذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى صعد الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاه فَقَالُوا من هَذَا الَّذِي يَهْتِف قَالُوا مُحَمَّد فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا بني فلَان يَا بني فلَان يَا بني عبد منَاف يَا بني عبد الْمطلب فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد قَالَ فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أما جمعتنَا إِلَّا لهَذَا ثمَّ قَالَ فَنزلت تبت يدا أبي لَهب ... إِلَى آخرهَا انْتَهَى 1562 - الحَدِيث الثَّانِي قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب مَا يَأْكُل الرجل من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه

قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَغَيرهم وَقد تقدم فِي آخر سُورَة النُّور 1563 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة تبت رَجَوْت الا يجمع الله بَينه وَبَين أبي لَهب فِي دَار وَاحِدَة قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة تبت ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

سورة الإخلاص

سُورَة الْإِخْلَاص

فِيهَا حديثان 1564 - الحَدِيث الأول رَوَى أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ أسست السَّمَوَات السَّبع والأرضون السَّبع عَلَى قل هُوَ الله اُحْدُ قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ مُجَلد لطيف ثَنَا الْحسن بن مُوسَى ثَنَا أَبُو هِلَال عَن قَتَادَة عَن عبد الله بن غيلَان الثَّقَفِيّ انه كَانَ أَمِيرا عَلَى الْبَصْرَة فَقَالَ حَدثنِي هَذَا الرجل الصَّالح كَعْب الْأَحْبَار أَن الله تبَارك وَتَعَالَى أسس الْأَرْضين عَلَى قل هُوَ الله أحد انْتَهَى 1565 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه سمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ فَقَالَ وَجَبت قيل يَا رَسُول الله وَمَا وَجَبت قَالَ وَجَبت لَهُ الْجنَّة قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَضَائِل الْقُرْآن وَالنَّسَائِيّ فِي

الصَّلَاة وَفِي التَّفْسِير وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عبيد بن حنين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ ... إِلَى آخرهَا فَقَالَ وَجَبت فسألنا يَا رَسُول الله مَاذَا وَجَبت قَالَ الْجنَّة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مَالك بن انس انْتَهَى وَرَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن عبيد بن حنين بِهِ وَمن طَرِيق مَالك أَيْضا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث معَاذ بن رِفَاعَة ثَنَا عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِرَجُل وَهُوَ يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ فَقَالَ أوجب هَذَا قيل مَا أوجب قَالَ وَجَبت لَهُ الْجنَّة انْتَهَى

سورة الفلق

سُورَة الفلق

ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث 1566 - الحَدِيث الأول فِي الحَدِيث لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قَالَ هَذَا حِين حلهَا يَعْنِي صَلَاة الْمغرب قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن ربيعَة عَن عبد الله بن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هِنْد عَن أَبِيه عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قَالَ هَذَا حِين حلهَا انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَوْله وَقَبَتْ أَي غَابَتْ وَاصل الوقوب الدُّخُول قَالَ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَمن شَرّ غَاسِق إِذا وَقب انْتَهَى وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن وَقب بِمَعْنى غَابَ 1567 - الحَدِيث الثَّانِي عَن عَائِشَة قَالَت أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيَدي فَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر فَقَالَ نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ هَذَا إِنَّه الْغَاسِق إِذا وَقب قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر إِلَى الْقَمَر فَقَالَ يَا عَائِشَة اسْتَعِيذِي بِاللَّه من شَرّ هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بِهِ وَلَفظ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيَدي وَقد طلع الْقَمَر فَقَالَ 1568 - الحَدِيث الثَّالِث قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ هَكَذَا فِي الْكتاب قلت فِيهِ أَحَادِيث رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله الْكتاب فَهُوَ يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار انْتَهَى وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَزَاد فِيهِ فَهُوَ ينْفق يَعْنِي الصَّدَقَة وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ فَيَقُول الرجل لَو آتَانِي الله مثل مَا أُوتِيَ فلَان لفَعَلت مثل مَا يفعل حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم وَمُسلم فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكته فِي الْحق وَرجل آتَاهُ الله الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا انْتَهَى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِاللَّفْظِ الأول وَزَاد فِيهِ فَقَالَ

رجل لَيْتَني أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ فلَان فَعمِلت مثل الَّذِي يعْمل فَوضع الْحَسَد مَوضِع الْغِبْطَة وَلَا يُعَارض هَذَا بقوله تَعَالَى وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بِهِ بَعْضكُم عَلَى بعض لَان الْآيَة نزلت فِي سَبَب خَاص رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله أيغزو الرِّجَال وَلَا نعزو وَلَا نُقَاتِل فَنُسْتَشْهَد وَإِنَّمَا لنا نصف الْمِيرَاث فَأنْزل الله الْآيَة ثمَّ قَالَ صَحِيح إِن كَانَ مُجَاهِد سمع من أم سَلمَة انْتَهَى قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم المُرَاد بِالْحَسَدِ فِي هَذَا الحَدِيث الْغِبْطَة وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي التَّبْوِيب فَقَالَ بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم وَالْحكمَة وَكَذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيّ لَا غِبْطَة أفضل مِنْهَا فِي هَاتين قَالَ الْبَغَوِيّ فِي شرح السّنة وَقيل إِن فِيهِ إِبَاحَة لنَوْع من الْحَسَد كَمَا فِيهِ نوع إِبَاحَة من الْكَذِب فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يحل الْكَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث الرجل يكذب فِي الْحَرْب وَيصْلح بَين اثْنَيْنِ وَيحدث أَهله انْتَهَى قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَمن الْحَسَد مَا يكون مَحْمُودًا مثل أَن يتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَة عَن الْكَافِر وَعَمن يَسْتَعِين بهَا عَلَى الْمعاصِي وَكلهمْ اتَّفقُوا عَلَى تَفْسِير الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمَحْسُود إِلَى الْحَاسِد وَالْغِبْطَة أَن يتَمَنَّى لنَفسِهِ مثلهَا دون زَوَالهَا من أَخِيه فَقَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيُسمى أَيْضا مُنَافَسَة قَالَ الله تَعَالَى وَفِي ذَلِك فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ 1569 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ المعوذتين فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْكتب الَّتِي أنزلهَا الله تَعَالَى كلهَا قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي

عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ المعوذتين ... إِلَى آخِره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس

سورة الناس

سُورَة النَّاس

حَدِيث وَاحِد 1570 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لقد انْزِلْ عَلّي سورتان مَا أنزل عَلّي مثلهمَا وَإنَّك لن تقْرَأ سُورَة أحب وَلَا أَرْضَى عِنْد الله مِنْهُمَا قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الم تَرَ آيَات أنزلت هَذِه اللَّيْلَة لم ير مِثْلهنَّ قطّ قل أعوذ بِرَبّ الفلق وقل أعوذ بِرَبّ النَّاس وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث اسْلَمْ بن عمرَان عَن عقبَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لن يقْرَأ سُورَة أحب إِلَى الله وَلَا أبلغ من قل أعوذ بِرَبّ الفلق وقل أعوذ بِرَبّ النَّاس فَإِن اسْتَطَعْت أَلا تدعهما فِي صَلَاة فافعل انْتَهَى

ما روي في فضائل السور

مَا رُوِيَ فِي فَضَائِل السُّور رَوَى أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَرْجَمَة بزيع بن حسان حَدثنَا عَلّي بن الْحُسَيْن بن عَامر ثَنَا مُحَمَّد بن بكار ثَنَا بزيع بن حسان أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ ثَنَا عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة كِلَاهُمَا عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أبي من قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر فَذكر فضل سُورَة سُورَة إِلَى آخر الْقُرْآن انْتَهَى بِحُرُوفِهِ ثمَّ أسْند إِلَى ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ فِي حَدِيث أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة كَذَا فَلهُ كَذَا وَمن قَرَأَ سُورَة كَذَا فَلهُ كَذَا قَالَ ابْن الْمُبَارك أَظن الزَّنَادِقَة وَضعته انْتَهَى وَرَوَى ابْن الْجَوْزِيّ فِي أول كتاب الموضوعات من طَرِيق الْحَافِظ أبي عبد الله الْحَاكِم قَالَ سَمِعت أَبَا عَلّي الْحَافِظ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يُونُس الْمُقْرِئ يَقُول سَمِعت جَعْفَر بن احْمَد بن نصر يَقُول سَمِعت أَبَا عمار الْمروزِي يَقُول قيل لأبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم الْمروزِي من أَيْن لَك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ هَذَا عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت النَّاس قد أَعرضُوا عَن الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي ابْن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الحَدِيث حسبَة انْتَهَى ثمَّ رَوَى الحَدِيث الْمُتَقَدّم من طَرِيق الْعقيلِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن

كَعْب انه قَالَ أَيّمَا مُسلم قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قَرَأَ آل عمرَان بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم وَمن قَرَأَ سُورَة النِّسَاء أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قرا الْمَائِدَة أعطي عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات بِعَدَد كل يَهُودِيّ وَنَصْرَانِي تنفس فِي الدُّنْيَا وَمن قَرَأَ سُورَة الْأَنْعَام صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَمن قَرَأَ الْأَعْرَاف جعل الله بَينه وَبَين إِبْلِيس سترا وَمن قَرَأَ الْأَنْفَال كنت لَهُ شَفِيعًا وَشَاهدا وَبرئ من النِّفَاق وَمن قَرَأَ سُورَة يس أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من كذب يُونُس وَصدق بِهِ وَبِعَدَد من غرق مَعَ فِرْعَوْن وَمن قَرَأَ سُورَة هود أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِنوح وَكذب بِهِ قَالَ وَذكر فِي كل سُورَة ثَوَاب تَالِيهَا إِلَى آخر الْقُرْآن وَقد فرق هَذَا الحَدِيث أَبُو إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فَذكر عِنْد كل سُورَة مِنْهَا مَا يَخُصهَا وَتَبعهُ أَبُو الْحسن الواحدي فِي ذَلِك وَلم أعجب مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ليسَا من أَصْحَاب الحَدِيث وَإِنَّمَا عجبت من الإِمَام أبي بكر بن أبي دَاوُد كَيفَ فرقه عَلَى كِتَابه الَّذِي صنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ من أهل هَذَا الشَّأْن وَيعلم أَنه حَدِيث محَال وَلَكِن بعض الْمُحدثين يرَى تَنْفِيقِ حَدِيثه وَلَو بِالْبَوَاطِيل وَهَذَا قَبِيح مِنْهُم فَإِنَّهُ قد صَحَّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من حدث عني حَدِيثا يرَى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين وَهَذَا حَدِيث فَضَائِل السُّور مَصْنُوع بِلَا شكّ وَفِي إِسْنَاد الطَّرِيق الأول بزيع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي مخلد بن عبد الْوَاحِد قَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث جدا وَقد اتّفق بزيع ومخلد عَلَى رِوَايَة هَذَا الحَدِيث عَن عَلّي بن زيد قَالَ أَحْمد وَابْن معِين عَلّي بن زيد لَيْسَ بِشَيْء وَأَيْضًا فَنَفْس الحَدِيث

يدل عَلَى أَنه مَصْنُوع فَإِنَّهُ قد اسْتَنْفَذَ السُّور وَذكر فِي كل وَاحِدَة مَا يُنَاسِبهَا من الثَّوَاب بِكَلَام رَكِيك فِي نِهَايَة الْبُرُودَة لَا يُنَاسب كَلَام الرَّسُول قَالَ وَقد رَوَى فِي فَضَائِل السُّور أَيْضا ميسرَة بن عبد ربه قَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي قلت لِميسرَة وَمن أَيْن جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا وَمن قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا قَالَ وَضعته أَرغب النَّاس فِيهِ ثمَّ أسْند من طَرِيق الإِمَام أبي بكر الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مَحْمُود بن غيلَان قَالَ سَمِعت المؤمل وَذكر عِنْده حَدِيث أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي فَضَائِل الْقُرْآن فَذكر عَن أَشْيَاخ عدَّة لم يذكر أَسْمَاءَهُم أَنهم قَالُوا اجْتَمَعنَا فَرَأَيْنَا النَّاس قد رَغِبُوا عَن الْقُرْآن فَوَضَعْنَا لَهُم هَذِه الْفَضَائِل لِيَرْغَبُوا فِيهِ انْتَهَى كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ وَرَوَى الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة من اسْمه يُوسُف حَدثنَا أَبُو عَمْرو يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُؤَدب ثَنَا أَبُو خَالِد يزِيد ابْن خَالِد بن يزِيد الرَّمْلِيّ ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث فَضَائِل الْقُرْآن بِطُولِهِ انْتَهَى بِحُرُوفِهِ وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي آخر تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا بشر بن مُوسَى ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْخَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَرَأَ عَلّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقُرْآن فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَقَالَ يَا أبي إِن جِبْرِيل أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك الْقُرْآن وَهُوَ يُقْرِئك السَّلَام قَالَ أبي فَقلت كَمَا كَانَ لي خَاصَّة قرأتك عَلّي الْقُرْآن فخصني بِثَوَاب الْقُرْآن مِمَّا علمك الله وأطلعك عَلَيْهِ قَالَ نعم أَيّمَا مُسلم قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلثي الْقُرْآن وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا

تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قَرَأَ سُورَة الْبَقَرَة أعطي من الْأجر كَالْمُرَابِطِ فِي سَبِيل الله سنة لَا يسكن رَوْعَته وَقَالَ يَا أبي مر الْمُسلمين يتعلموا الْبَقَرَة فَإِن تعلمهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا تستطيعها البطلة قلت يَا رَسُول الله وَمَا البطلة قَالَ السَّحَرَة وَمن قَرَأَ آل عمرَان أعطي بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم ... فَذكره بِطُولِهِ كَمَا ذكرته مفرقا فِي السُّور إِلَى آخر المعوذتين وَهَذَا سَنَده الأول فِي حَدِيث فَضَائِل السُّور ثمَّ رَوَاهُ بِسَنَد آخر فَقَالَ حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة أَنا إِبْرَاهِيم بن شريك بن الْفضل بن خَالِد الْأَسدي الْكُوفِي ثَنَا احْمَد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير ح وَحدثنَا مُحَمَّد بن احْمَد ابْن يَعْقُوب الْحرفِي ثَنَا أَبُو عَمْرو يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُؤَدب ثَنَا أَبُو خَالِد الرَّمْلِيّ يزِيد بن خَالِد بن يزِيد بن موهب بِمَكَّة ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره نَحوه باخْتلَاف أَلْفَاظ يسيرَة كَمَا بَينته فِي أَوَاخِر السُّورَة وَهَذَا سَنَده الثَّانِي فِي حَدِيث فَضَائِل السُّور وَالله أعلم تمت النُّسْخَة الْمُبَارَكَة تَخْرِيج أَحَادِيث الْكَشَّاف للْإِمَام الزَّيْلَعِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ

هَذَا آخر مَا وجدته من تَخْرِيج أَحَادِيث الْكَشَّاف وَكتبه من خطّ مُؤَلفه العَبْد الْفَقِير الراجي عَفْو ربه الْقَدِير الْمُعْتَرف بالْخَطَأ وَالتَّقْصِير عَلّي بن سودون بن عبد الله الإبراهيمي الْحَنَفِيّ عَامله الله بِلُطْفِهِ الْخَفي فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة أحسن الله عَاقبَتهَا بِمُحَمد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا دَائِما أبدا إِلَى يَوْم الدَّين حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه

§1/1