تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

ابن مكي

تثقيف اللسان وتلقيح الجنان للإمام الفقيه أبي حفص عمر بن خلف ابن مكي الصقلي النحوي اللغوي المتوفى سنة 501 هـ قدم له وقابل مخطوطاته وضبطه مصطفى عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت - لبنان

الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م

بسم الله الرحمن الرحيم رب أعن قال الشيخ الجليل الفاضل أبو حفص عمر بن مكي الصقلي النحوي: الحمد لله الذي فضلنا باللسان العربي, والنبي الأمي, الذي آتاه جوامع الكلم, وفضله على جميع الأمم, وجعل معجزته قائمة, وآيته دائمة, بعد أن بعثه عند تناهي الفصاحة, وتكامل البلاغة {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} بالسيف القاهر، والحجة البالغة صلى الله عليه وسلم. فلما تمت الحجة، ووضحت المحجة, هجم الفساد على اللسان، وخالطت الإساءة الإحسان، ودُخِلت لغة العرب، فلم تزل كل يوم تنهدم أركانها، وتموت فرساها، حتى استبيح حريمها، وهجن صميمها، وعفت آثارها، وطفئت أنوارها، وصار كثير من الناس يخطئون وهم يحسبون أنهم مصيبون، وكثير من العامة يصيبون وهم لا يشعرون، فربما سخر المخطئ من المصيب، وعنده أنه قد ظفر بأوفر نصيب، وتساوى الناس في الخطإ واللحن إلا قليلاً. وإنما يتميز أولئك القليل -على مابهم من تقصير- عند المباحثة والمكاتبة وقراءة الكتب ومواضع التحقيق. فأما عند المخاطبة والمحاورة فلا يستطيعون مخالفة [ما تداوله] الجمهور واستعمله الجم الغفير.

ثم لم يزل الغلط ينتشر في الناس ويستطير، حتى وقع بهم في تصحيف المشهور من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، واللحن في الواضح المتداول منه، وتعمد الوقف في مواضع لا يجوز الوقوف عليها، من كتاب الله عز وجل، وتغيير أشعار العرب وتصحيفها، وتصنيف كتب الفقه وغيرها ملحونة، تقرأ كذلك فلا يؤبه إلى لحنها، ولا يفطن إلى غلطها، بل إذا سمعوا الصواب أنكروه ونافروه، لطول ما ألفوا فقده, وركبوا ضده. ولقد وقفت على كتاب بخط رجل من خاصة الناس وأفاضلهم فيه: أحب أن تشتهد لي في كذا وكذا بالشين يريد تجتهد. ورأيت بخط آخر أكبر منه وأعلى منزلة، بيت شعر على ظهر كتاب, وهو قول الشاعر: (زوامل للأسفار لاعلم عندهم ... يجيدها إلا كعلم الأباعر) كتبه للأصفار بالصاد، وأكثر الرواية فيه للأشعار وبعده: (لعمرك ما يدري البعير إذا غدا ... بأحماله، أوراح، مافي الغرائر) وكتب إليّ آخر من أهل العلم رقعة فيها: وقد عزمت على الإيتيان إليك بزيادة ياء. وشهدت يوماً رجلاً قِبَلَهُ تخصصٌ وفِقْه وحفظ للأخبار والأشعار، وقد سمع كلاماً فيه ذكر الشدق، فلما يسمعه بالدال -غير معجمة- أنكره، وتعجب من أن يجوز ذلك، وليس يجوز سواه، ثم سألني، ورغب إليّ أن

أجمع له مما يصحف الناس في ألفاظهم، وما يغلط فيه أهل الفقه، وما قدرت على جمعه. فأجبته إلى ما سأل، عالماً يأتي [؟ بأني] من العجز في الغاية، ومن التخلف والتقصير في النهاية ولو قَبِل التاليف في مثل هذا الزمان الفاسد، لا يسلم من حاسد ينعى عليه، أو جاهلٍ يتطاول بالزراية إليه. لكني تحملت المضرة، وتسربلت هذه المعرة, كراهية معتبة هذا الصديق -أيده الله تعالى- واستبقاء مودته. فلما أتيت على مراده, وأردت الوقوف على نفاده، قلت كما قال الأول: أنا الغريق فما خوفي من البلل فأضفت إلى ذلك غيره من الأغاليط التي سمعتها من الناس، على اختلاف طبقاتهم، مما لا يوجد في كتب المتقدمين التنبيه على أكثره، لأن كل من ألف كتاباً في هذا المعنى، فإنما نبه على غلط أهل عصره وبلده، وأهل البلدان مختلفون في أغاليطهم، فربما يصيب هؤلاء فيما يغلط هؤلاء، وربما اتفقوا في الغلط. ألا ترى أن أهل المشرق يقولون: النَّسَيان، وآمِّين-عند الدعاء- بالتشديد، وأخذت للأمر أهْبَتَهُ، وليس في بلدنا أحد يقول إلا النِّسيان، وآمِين، بالتخفيف، وأخذت للأمر أُهْبَتَهُ.

ومثل ذلك كثير، مما ذكره علماؤهم، وأخذوه عليهم، وقد يغلطون فيما لا يلفظ به أهل بلدنا، ولا سمعوا به قط، مثل قولهم: قاقزَّة في القاقوزة، وعنب مُلّاحِيّ، وهو مخفف اللام، وقارورة في القارية، وتُوثر وتُحمد، في تُوفر وتُحمد وفي أشباه لذلك كثيرة، مما ملأوا به كتبهم، فإذا قرأه من لا يعرفه ولا يستعمله، لم ينتفع به كبير منفعة، وكان معرفة ما يستعمله ويغلط فيه أولى به، وأعود بالفائدة عليه. وكذلك غَلَطُ أهلِ الأندلس، ربما [؟ وافق] غَلَط أهل بلدنا، وربما خالفه، حكى الزبيدي: أَنهم يقولون في التِبْن: تَبْن، وفي النَوْتِي: نَوتى، وفي القُبَّيط: قُبَّيد, ومثل ذلك كثير, مما لا غلط عندنا فيه، ولا حاجة بنا إلى التنبه عليه. فجمعت من غلط أهل بلدنا ما سمعته من أفواههم، مما لا يجوز في لسان العرب، أو مما غيره أفصح منه وهم لا يعرفون سواه، ونبهت على جواز ما أنكر قوم جوازه، وإن كان غيره أفصح منه، لأن إنكار الجائز غلط. وعلقت بذلك ما تعلق به الأوزان، والأبنية، والتصريف، والاشتقاق، وشواهد الشعر، والأمثال، والأخبار. ثم أضفت إليه أبواباً مُستطرفة، ونتفاً مستملحة، وأصولاً يُقاس عليها. ليكون الكتاب تثقيفاً للسان، وتلقيحاً للجَنان، ولينشط إلى قراءته العالم والجاهل، ويشترك في مطالعته الحالي والعاطل. وجعلته خمسين باباً، هذا ثَبَتُها: 1 - باب التصحيف. 2 - باب التبديل. 3 - باب ما غَيروه من الأسماء بالزيادة.

4 - باب ما غيروه من الأسماء بالنقص. 5 - باب ما جاء ساكناً فحركوه. 6 - باب ما جاء متحركاً فأسكنوه. 7 - باب ما غيروا حركاته من الأسماء. 8 - باب ما غيروا حركاته من الأفعال. 9 - باب ما غيروه من الأفعال بالزيادة. 10 - باب ما غيروه من الأفعال بالنقص. 11 - باب ما غيروه بالهمز أو تركه. 12 - باب ما غيروه بالتشديد. 13 - باب ما غيروه بالتخفيف. 14 - باب ما غيروه من أسماء الفاعلين والمفعولين. 15 - باب ما غيروا بناءه من أنواع مختلفة. 16 - باب ما أَنثوه من المذكر. 17 - باب ما ذكّروه من المؤنث. 18 - باب ما يجوز تذكيره وتأنيثه وهم لايعرفون فيه غير أحدهما. 19 - باب غلطهم في التصغير. 20 - باب غلطهم في النسب. 21 - باب غلطهم في الجموع. 22 - باب ما جاءَ جمعاً فتوهموه مفرداً. 23 - باب ما أفردوه مما لايجوز إفراده, وما جمعوه مما لايجوز جمعه. 24 - باب في أنواع شتى. 25 - باب ما وضعوه في غير موضعه. 26 - باب ماجاء لشيئين أو لأشياء فقصروه على واحد. 27 - باب ماجاء لواحد فأدخلوا معه غيره.

28 - باب ما جاء فيه لغتان فتركوهما واستعملوا ثالثة لا تجوز. 29 - باب ماجاء فيه ثلاث لغات فتركوهن واستعملوا ثالثة لا تجوز. 30 - باب ما غلطوا في لفظه ومعناه. 31 - باب ما تنكره الخاصة على العامة وليس بمنكر. 32 - باب ما خالفت العامة فيه الخاصة وجميعهم على غلط. 33 - باب ما جاء فيه لغتان استعمل العامة أفصحهما. 34 - باب ما فيه العامة على صواب والخاصة على الخطإ. 35 - باب غلط قُراء القرآن. 36 - باب غلط أهل الحديث. 37 - باب غلط أهل الفقه. 38 - باب غلط أهل الوثائق. 39 - باب غلط أهل الطب. 40 - باب غلط أهل السماع. 41 - باب ما يجري من ألفاظ الناس ولا يعرفون تأويله. 42 - باب ما تأولوه على غير تأويله. 43 - باب من الهجاء. 44 - باب حروف تتقارب ألفاظها وتختلف معانيها. 45 - باب حروف تتقارب ألفاظها وتتضاد معانيها. 46 - باب حروف تتفق في المباني وتتقارب في المعاني. 47 - باب علامات ترفع الإشكال من حروف متقاربة الأشكال. 48 - باب في ضد الذي قبله. 49 - باب ما يكون فضيلة لشيء ورذيلة لغيره. 50 - باب ما ظاهر لفظِه مخالف لمعناه.

وإنما ابتدأت بالتصحيف، لأن ذلك كان سَبب تأليف الكتاب، ومفتاح النظر في تصنيفه, ثم أتبعته كلاماً يليق به أو يقاربه. وعرضت جميع ذلك على الإمام الأوحد, والعلم المفرد, أبي بكر محمد بن علي بن الحسن ابن البر التميمي- أيده الله - فأثبتُّ جميع ما عرفه وارتضاه, ومحوت ما انكره وأباه, لأزول عن مواقف الاستهداف، وأريح نفسي من عهدة التغليط, وأقطع لسان كل حاسد, وأَفُلَّ عَزْبَ [؟ غرب] كل مكابر ومعاند. واستفتحت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم تيمناَ باسمه، وتبركاً بذكره. واستعنت الله - عز وجل- على ما حاولته من ذلك، ورغبت إليه في العصمة من التزين والتصنع فيه. فهو حسبي لا إله إلا هو عليه توكلت, وهو رب العرش العظيم.

باب التصحيف

باب التصحيف التاء والثاء أخبرني أبو سعيد خلف بن عبد الرحمن بن القابسي، أنا أبو عبد الله محمد بن أبي طالب، أنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، أنا أبو الحسن [؟ الحسين] مسلم بن الحجاج الحافظ، أنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، وأحمد بن عبد الله بن الحكم قالا: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي سلمة قال: كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاث، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره). وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (التفل في المسجد خطيئة، وكفارته أن يواريه). هذا مما يغلط فيه الناس فيجعلونه بالثاء، ويضمون الفعل المستقبل منه، ويقولون: ثفل يثفُل، إذا بصق. والصواب: تفل بالتاء ويتفِل في المستقبل بالكسر لا غير. فأما النفث فبالثاء المثلثة، وهو كالتفل، إلا أن النفث نفخ لا بصاق معه، والتفل لا بد أن يكون معه شيء من الدبق، هذا قول أبي عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.

فأما الثجير، وهو عصارة الشيء، مثل ما يبقى من الزيتون بعد إخراج زيته منه فهو الثُّفْل بالثاء وضمها. ويقولون: فلان مطلوب بتار، وأخذت بتاري منه، بالتاءِ وترك الهمز. والصواب: الثأر بالثاء والهمز، والثورة أيضا، والثائر: الطالب بالثأر، قال قيس بن الخَطيم: طعَنتُ ابنَ عبد القيس طعنة ثائرٍ ... لها نَفَذ لولا الشّعاعُ أضاءَها ملكتُ بها كفي فأنهرتُ فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها الشعاع: تفرق الدم، وملكت بها كفي، يعني: شددت، ومنه قولهم: إملاك العجين أحد الرّبعين يقال: ملكتُ العجين وأملكته، فأما قولهم طَلّاب "بأوتار" فجمع "وِتر" ومثله "الترة". وأما "التار" بالتاء غير مهموز: فالأوقات والأحيان، جمع "تارة" كساعة وساعٍ، وحاجة وحاجٍ. ويقولون: الثيثل. والصواب: الثيثل بالثاء المثناة في أوله، والثاء المثناة في آخره، وهو الوعل المسن. ويقولون: الرثيلى. والصواب: رتيلى بالتاء، تمد وتقتصر. ويقولون: رجل مرثاث وفي لسانه رثة.

والصواب: أرتّ بالتاء وفي لسانه رُتّة على وزن لُكنة، كما يقال: ألثغ، وبلسانه لثغة، ومنه خباب بن الأرتّ. ويقولون: الرثم لضرب، من النبت. والصواب: الرتم بالتاء. وكان الرجل من العرب إذا أراد سفرا واتهم زوجه، عقد في الرتم عقدة، فإن وجدها -إذا رجع-بحالها، علم أنها لم تخنه، وإن وجدها قد انحلت علم أنها قد خانته. ويسمونها الرّتيمة. قال راجزهم في ذلك: هل تنفعك اليوم إن همت بهم كثرةُ ما توصي وتعقادُ الرّتم فأما الرثم بالثاء، فبياض في جحفلة الفرس العليا. ويقولون: لث التسويق وغيره، يلثه. والصواب: لتّ بالتاء. ويقولون: ثوي المال ومال ثاوٍ. والصواب: تَوِيَ يتوى توًى فهو توٍ، على وزن: حذر يحذر حذرًا، فهو حذر. فأما ثوى بالثاء فإن معناه: أقام، وهو على وزن: ضرب يضرب فهو ضارب، قال الله تعالى: {وما كنت ثاويا في أهل مدين} أي مقيما ثَم. قال الحارث بن حلزة: آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواءُ إلا أنه ربما وقع في الرثاء: ثوى ومعناه: هلك في ذلك الموضع ولم ينقل منه، ففيه زيادة معنى على ثوي. ومنه قول ذي الرمة:

رجعتُ إلى عرفانها بعد ثبوة وما زلت حتى ظنني القوم ثاويا وإنما جاز في مثل هذه المواضع لذكر الموت وارتفاع الإشكال. ويقولون للولدين في بطن واحد: أثوام. والصواب: توأمان، الواحد توأم، وأتأمت المرأة، فهي مُتئم، إذا ولدت توأمين، فإن كان ذلك عادتها فهي متآم. والصواب: عثنون بالثاء وضم العين. ويقولون لرأس فخذ الفرس: تفنة. والصواب: ثفنة بالثاء، على وزن معدة. ويقولون: تَفَر الدابة. والصواب: ثفر بالثاء، وسمي ثفرا لمجاورته ثفْر الدابة، بالإسكان، وهو حياؤها. وأصل الثفر للبؤة، ثم استعير للدابة، ومنه استثفار الميت، وهو شد مئزره. والعامة تقول: استغفار بالغين، وذلك خطأ. ويقولون: يحيى بن أكتم، وأكتم بن صيفي، بالتاء. والصواب: بالثاء المثلثة. قال ابن دريد: الأكثم: العظيم البطن، وبه سمي الرجل ومما يشاكله من الأسماء: عمرو بن كلثوم التغلبي، من بني تغلب، والشماخ بن ضرار الثعلبي، من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان. قال: ومما يصحف من هذا الباب من الشعر، قول الأشجعي: وعدت وكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيترَب ينشدونه: بيثرب. والرواية الصحيحة بالثاء وفتح الراء. فأما قول امرئ القيس:

تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي فلم يرو إلا بالثاء وكسر الراء. وعرقوب هذا كان رجلا من ساكني يثرب موضع اليمامة. وكان وعد رجلا ثمرة نخلة فجاءه الرجل حين أطلعت، فقال: دعها حتى تصير بلحا، فلما أبلحت قال دعها حتى تصير تمرا، فلما أتمرت عمد إليها من الليل فجذها ولم يعطه شيئا منها، فضرب به المثل في الخلف.

التاء المنقلبة في الوقف هاء والهاء الأصلية يقولون في جمع "ماء": "ميات". والصواب: "مياه" و"أمواه" بالهاء، لأن الهمزة من ماء مبدلة من هاء، أصله: موه فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا، ثم أبدلوا من الهاء حرفا جلدا وهو الهمزة، لأن الهاء خفية والألف خفية، والدليل على ذلك قولهم: ماهت الركية، وأمواه ومياه في الجمع. كذلك يقولون في جمع "عضة": عضات. والصواب: عضاه بالهاء، ترد المحذوف من عضة، كما تقول في جمع شفة: شفاه بالهاء. ويقولون: في جمع شاة: شيات. والصواب: شياه بالهاء. ويقولون: عبد مناه. والصواب: عبد مناة بالتاء، وقد غلط قوم أبا تمام في قوله: إحدى بني بكر بن عبد مناه بين الكثيب الفرد والأمواه وقال قوم: إنما نوى الوقف ثم حرك. ويقولون: فهرسة الكتب، يجعلون التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليه بالهاء. قال الشيخ أبو بكر: الصواب: فهرست بإسكان السين، والتاء فيه أصلية.

قال: ومعنى الفهرست: جملة العدد، لفظة فارسية، واستعمل الناس منه: فهرس الكتب يفهرسها فهرسة، مثل: دحرج يدحرج دحرجة. فقولهم: الفهرست: اسم جملة المعدود، والفهرسة المصدر. ومثل الفهرسة: الفذلكة، يقال: فذلكة الحساب، إذا وقفت على جملته، وهو من قول الإنسان إذا كتب حسابه وفرغ منه. فذلك كذا وكذا ومنه قول أبي الطيب المتنبي في ابن العميد: ولقيت كل الفاضلين كأنما ... جمع الإله نفوسهم والأعصرا نسقوا لنا نسق الحساب مقدما ... وأتى فذلك، إذ أتيتَ مؤخرا

الحاء والخاء يقولون لنبت كثير الشوك: خرشف. والصواب: حرشف بالحاء وفتحها، وفتح الشين. ويقولون: اختلط الرجل، اشتد غضبه. والصواب: احتلط بالحاء غير معجمة. ومما يشكل من الأسماء: قيس بن الخطيم بالخاء معجمة، وكذلك القلاح ابن حزن الشاعر، بالخاء أيضا، وهو على وزن غراب، وكذلك يزيد بن خذاق الشاعر، بالخاء والذال معجمتين، وكذلك بشر ابن أبي خازم. ومن الشعر قول ابن دريد: يغشي صلا الموت بخديه إذا ... كان لظى الموت كريه المصطلى ينشدونه: بحديه، وذلك تصحيف. وكذلك قول القطامي: فهن كالخلل الموشي ظاهرها ... أو كالكتاب الذي قد مسه بلل ينشدونه كالحلل وهو بالحاء، مضمومة، وذلك تصحيف، قال لنا الشيخ أبو بكر -أيده الله-: الرواية فيه: كالخلل بالخاء مكسورة، والخلل: بطائن السيوف، واحدتها خلة. ومنه قول ذي الرمة:

إلى لوائح من أطلال أحوية ... كأنها خلل موشية قشب وقول الآخر: مسيخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر مليخ بالخاء معجمة، وهو الذي لا طعم له. وكذلك المسيخ أيضا.

الدال والذال يقولون لجانب الفم: شذق. والصواب: شدق الدال غير معجمة، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيقهون المتشدقون"، وقال عنترة: وخليل غانية تركتُ مجدلا ... تمكو فريصته كشدق الأعلم ويقولون لعدم المطر وقلة المرعى: جذب. والصواب: جدب بالدال. ويقولون: جذعت أنفه، والصواب: جدعته بالدال غير معجمة، وفي الأثر: جدع الحلال أنف الغيرة، وقال جرير: لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البعيث جدعت أنفل الأخطل ويقولون: انتدب فلان [إلى] كذا. والصواب: انتدب بالدال، وهو مطاوع ندبته إلى كذا، أي دعوته. وفي المغازي: ندب الناس إلى الجهاد فانتدب فلان وفلان. وقال الشاعر: بذي مخارج وضاح إذا ندبوا ... في الناس يوما إلى المخشية انتدبا ويقولون: شذخت رأس الحية. وهو الشذاخ لضرب من التمر. والصواب: شدخت. وهو الشداخ بالدال غير معجمة. ويقولون للقبيح الصورة: ذميم. والصواب: دميم بالدال غير معجمة. قال أبو الأسود: حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم والدميم كذلك القصير أيضا، قال ابن دريد: والدمة: القملة والنملة الصغيرة، وأحسب أن منه اشتقاق الدميم. فأما الذميم بالذال، فهو المذموم، وفي الحديث: أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، دار سكناها، والعدد كثير والمال وافر، فقل العدد وذهب المال، فقال صلى الله عليه وسلم:"دعوها ذميمة". ويقولون: رجل معربذ، وفيه عربذة. ورجل ذاعر وفيه ذعارة. والصواب: بالدال غير معجمة، في الجميع. ويقولون للدابة إذا اشتهت الفحل: مؤذية. والصواب: مؤدية بتخفيف الياء ودال غير معجمة، وقد أودت الفحل إذا أطاعته. ويقولون: لبست بدلة من ثيابي. والصواب: بذلة بالذال معجمة وكسر الباء. ويقولون: هوذج. والصواب: هودج بالدال وفتحها، والجمع هوادج. ويقولون: تدعدع البناء. والصواب: تذعذع بالذال معجمة، وأصل التذعذع: التفرق، ومعنى تذعذع البناء: تفرقت أجزاؤه. وقال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمن ماضن أحدكم بماله حتى إذا كان عند موته ذعذعى ها هنا وها هنا. وتذعذع مثل تضعضع، فأما الدعدعة بالدال غير معجمة فتحريكك المكيال ليسع ما تجعله فيه. وقال ابن دريد: دعدعت الإناء دعدعة إذا ملأته وأنشد لبيد:

المطعمون الجفنة المدعدعة وسمعت منهم من يقول: اذرأوا الحدود بالشبهات. والصواب: ادرأوا، بالدال غير معجمة، قال الله تعالى: {ويدرأ عنها العذاب}. ويقولون لضرس الحلم: ناجد، وضحك حتى بدت نواجده. والصواب: ناجذ بالذال معجمة، وجمعه نواجذ، وهو أقصى الأضراس. وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ". ومنه قيل: رجل منجذ، إذا أحكم الأمور. فأما رجل نجد، أي شجاع، فبالدال غير معجمة. ويقولون للسويق وما أشبهه: الجديدة. والصواب: الجذيذة بالذال المعجمة، من قول الله تعالى: {فجعلهم جذاذا} أي فتاتا. ويقولون: لما يتعلق بأصواف الغنم من البعر والبول: ودح. والصواب: وذح بالذال، وصوف موذح. ويقولون: ملح درآني. والصواب: ذرآني وذرآني، من الذرأة وهي البياض. ويقولون لأصل الشجرة: جدر. والصواب: جذر، وجذل أيضا، ومنه قولهم: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب فجذيلها: تصغير جذل، والمحكك: الذي تحتك إليه الإبل الجربى. وعذيقها: تصغير عذق، وهو الكباسة. وترجيبه: أن يجعل تحته

دعامة إذا ثقل، خيفة أن يتكسر، وقيل بل هو تصغير عذق، وهو النخلة نفسها تكون مائلة. فإذا حملت وثقلت خيف عليها أن تنكسر فجعلت لها دعامة لكرمها. وهذا أصح القولين. وأصل الترجيب: التعظيم، يقال: رجبت الرجل إذا هبته وعظمته، ومنه اشتقاق رجب. ويقولون: حبد الحبل وغيره. والصواب:: جبذ بالذال معجمة، يقال: جبذ يجبذ، وجذب يجذب بمعنى واحد ولا يقال يجذب بضم الذال. ويقولون: قنفد. والصواب: قنفذ بالذال المعجمة، وبالظاء أيضا، يقال قنفذ، وقنفذ وقنفظ، وقنفظ، لا غير قال الشاعر: مثل القنافذ هداجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سواتهم هجر ويقولون: للكثير من الفئران= جردان. والصواب: جرذ بالذال معجمة، والجمع جرذان، كصرد وصردان، وجعل وجعلان. وقد جاء في أشعار بعض المحدثين بالدال غير معجمة، قال ابن العلاق: ياهر فارقتنا ولم تعد ... وكنت منا بمنزل الولد تدفع عنا الأذى وتنصرنا ... بالغيب من خنفس ومن جرد فأما في شعر قديم وكلام فصيح فلم يسمع بالدال. وكذلك يقولون لداء يحدث في قوائم الدواب: جرد. والصواب: جرذ بالذال معجمة. هذا قول أهل اللغة إلا ابن دريد، فإنه شك فيه فقال في جمهرة: لا أدري أبالدال هو أم بالذال.

ويقولون: الزمرد. والصواب: زمرذ بالذال وفتح الراء، وقد تضم. فأما الزبرجد فبالدال وفتح الجيم، وهو حجر غير الزمرد، قال طرفة: وفي الحي أحوى ينفض المرد شادن ... مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد ويقولون: بقيت مدبدبا. أي حائرا، لا أدري ما أعزم عليه من أمري. والصواب: مذبذب. قال الله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}. يقولون: أصابه جدام. والصواب: جذام بالذال المعجمة. ورجل مجذم، ولا يقال مجذام، إنما المجذام: النافذ من الأمور الماضي فيها. والأجذم: المقطوع اليد، قال الشاعر: وهل كنت إلا مثل قاطع كفه ... بكف له أخرى فأصبح أجذما ويقولون: فلان يطلب دحلى. والصواب: ذحلي بالذال معجمة. والذحل: الترة والثأر. ويقولون: جعله الله دخرا لك في الآخرة، وهذا دخيرة من دخائر الملوك. والصواب بالذال المعجمة في جميع ذلك. فأما قولهم: ادخرت الشيء ادخارا، وهو مدخر، فإنما انقلبت دالا للإدغام، لأن الأصل: اذتخرت ومذتخر، ومثل ذلك: مدكرـ، ويقال مدكر ومذكر بالذال، إلا أن الذال أكثر وأفصح.

أنشد سيبويه: وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما وإذا قلت مذخور لم يكن إلا بالذال معجمة، لأنه لا إدغام فيه، وإنما هو كقولك: مذكور. ويقولون: في ختمة قيام رمضان: وذاق بها مرارة الموت. والصواب: داف بدال غير معجمة، دفت الدواء وغيره أي بللته بماء أو بغيره فهو مدوف ومدووف. ويقولون: شمرذل. والصواب: شمردل بالدال غير معجمة، وهو الجمل الطويل، وأما الشميذر فبالذال معجمة، وهو الجمل السريع. ويقولون: أبو ذواد، وينشدون بيت الأسود بن يعفر: أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أم ذواد بالذال معجمة: والصواب: بالدال. وإذا أرادوا المبالغة في الحسن قالوا: لو أنها الدلفاء، بالنار بالدال. والصواب: الذلفاء، بالذال المعجمة، قال الشاعر: إنما الذلفاء ياقوتة ... أخرجت من كيس دهقان ويقولون: مدحج لقبيلة من اليمن. والصواب: مذحج. ومن الشعر قول مالك بن السريب: وأشقر خنذيذ بجر عنانه ... إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا ينشدونه بالدال غير معجمة: وهو تصحيف.

وقول الآخر: ألا يا سنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق علي كريم لمعت اقتذاء الطير والقوم هجع ... فهيجت أحزانا وأنت سليم ينشدونه: اقتداء الطير، بالدال، وذلك تصحيف، إنما هو بالذال، يقال اقتذى الطائر إذا فتح عينيه ثم أغمض إغماضة، ويعني أن البرق لمع في الوقت الذي يفعل ذلك فيه الطير، وذلك قبيل الصبح. ويقال إن كل طائر إذا كان آخر الليل فتح عينيه، ثم أغمض إغماضه ثم فتح عينيه بعد. وأصله من القذى في العين. ويقال إنه من ذرق الطائر، يقال: اقتذى الطائر إذا ذرق، كأنه يقول إن سرعة لمعان البرق كسرعة ذرق الطائر. وقول آخر: وطعن كفم الزق ... غذا والزق ملآن ينشدونه غدا بالدال غير معجمة. وذلك تصحيف. ومما يشكل من هذا الباب: همدان بالدال وفتح الهاء وإسكان الميم، قبيلة من اليمن، على وزن عطشت ينسب إليها: همداني. وهمذان بالذال معجمة وفتح الهاء والميم، موضع بخراسان ينسب إليه: همذاني.

الراء والزاي يقولون: أزد شير بن بابك والصواب: أرد شير بن بابك، براءين وفتح الباء. ويقولون: أوجزته الرمح. والصواب: أوجرته، بالراء، ومعناه. جعلت له في جسمه وجارا كوجار السباع وقيل هو من الوجور، يريد طعنته في فمه، قال رجل من الخوارج وهم يقاتلون عليا عليه السلام: أقتلهم ولا أرى عليا ... ولو بدا أوجرته الخطيا فلما خالطه علي عليه السلام بالسيف، وأيقن بالموت قال: حبذا الروحة إلى الجنة. فأما أبو وجزة، من رجال الحديث، فبالزاي. ومما يشكل من الأسماء: زاذان بن فروخ بالزاي، من رواة الحديث وراذان بالراء، موضع بالحجاز مما يلي العراق. قال الأخطل: لما رأوني والصليب طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا حلوا لنا راذان والمزارعا ... كأنما كانوا غرابا واقعا يعني: فطار.

ومن الشعر قول الحطيئة، يصف لغام ناقته. ترى بين لحييها إذا ما ترغمت ... لغاما كبيت العنكبوت الممدد ينشدونه: تزغمت. وقول المتنبي: صحبت في الفلوات الوحش منفردا ... حتى تعجب مني القور والأكم. ينشدونه: القوز، بالزاي. والرواية: القور، جمع قارة وهي الجبل الصغير، ومن الرواة من يرويه: القوز، بالزاي وفتح القاف، إلا أن القور أعرف وأكثر وأشبه بالصنعة، لمقابلة الجمع بالجمع، لأن القوز مفرد، والأكم جمع، فهو يقبح لذلك، هكذا قال لي أبو علي حسن بن رشيق رحمه الله تعالى - فأما القوز بالزاي وضم القاف فغلط لا يجوز. وقوله أيضا: أين المعيز من الآرام ناظرة ... وغير ناظرة في الحسن والطيب سمعت من ينشده: أين المعير من الآرام ناظره. وذلك تصحف وغلط، وإنما أراد: أين المعز الإنسية من الآرام الوحشية، لأنه قيل في تفضيل البدويات على الحضريات.

السين والشين يقولون: سرجت الخرج. والصواب: شرجت، بالشين معجمة، وهو شرج العيبة والخرج، بالشين وفتح الراء. ويقولون: تلبش فلان بفلان، إذا تعلق به ولم يفارقه. والصواب: تلبس، من اللباس. ويقولون: لبعض الصقور: شذانق. والصواب: سوذانق، وسوذق، وسوذنيق، وسوذنوق، كل ذلك بالسين، وهو فارسي معرب. ويقولون: لبعض البقول: السجلم. والصواب: شلجم، بالشين معجمة، قال الراجز: تطلبني برامتين شلجما ومن الشعر، وهو لمعن بن أوس المزني: أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني ينشدونه بالشين: اشتد، وذلك تصحيف، قال الشيخ أبو بكر أيده الله الذي رواه أبو يعقوب بن جرزان وغيره من جلة العلماء، بالسين غير معجمة. قال: وسمعت أبا القاسم سعيد بن أبي مخلد العلماني يأخذ على رجل أنشده بحضرته، بالشين قال الشيخ أبو بكر: ومعنى استد: صار سديدا،

والرمي لا يوصف بالشدة، وإنما يوصف بالسداد، وهو الإصابة، يقال: رام مسدد مسدَّد، وهذا البيت من أبيات لمعن بن أوس. قالها في ابن أخت له. ومنه قول أبي تمام: وكذاك الرامي المسدد يحتا ... ل مع العلم أنه سيصيب سددت إليه الرمح، إذا مددته نحوه، كأنك قصدت إلى إصابته، ومن ذلك قول المتنبي: وما أنا إلا سمهري حملته ... فزين معروضا وراع مسددا قال ابن السكيت: لا يقال سددت الخرق فاستد، لأن استد من السداد، وإنما يقال: فانسد، ومن ذلك قول ذي الرمة: كأنني من هوى خرقاء مطرف ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم السأو: الهمة، والسأو أيضا، الوطن، والمطرف: المستحدث الملك الذي لم يأنس بالمكان، والأظل: ظرف المنسم، وقيل: بل هو ما تحت المنسم. وكذلك قول الأعشى بالسين غير معجمة أيضا: وقد أخرج الكاعب المستراة من خدرها وأشيع القمارا. يقال: استريت الجارية، أي اخترتها سرية. ويعني بالقمار: الأزلام وما شاكلها. ومما يشكل من الأسماء. الأسعر الجعفي الشاعر، بالسين غير معجمة. والأشعر الرقبان الشاعر، بالشين معجمة. ومما يشكل من هذا الباب: رجل شجاع، وشجيع، بين الشجاعة

والشجاع: ضرب من الحيات، بالشين معجمة. وسجع الحمام وغيره، وكتاب " الأسجاع" لابن أبي الزلازل، بالسين غير معجمة.

العين والغين يقولون: نعق الغراب. والصواب: نغق، بالغين معجمة. ويقولون: بحر غميق، وواد غميق. والصواب: عميق، بالعين غير معجمة. وقد قيل إنه يقال بالغين معجمة، وقرئ في الشاذ: من كل فج غميق. وزعم قوم أن ما كان منبسطا على وجه الأرض، قيل فيه عميق، وما كان هاويا إلى أسفل قيل فيه: غميق، بالغين معجمة، يقال: فج عميق، وبئر غميقة، ولكن العين غير معجمة أشهر وأعرف في كل شيء. ويقولون: دم غبيط. والصواب: عبيط، بالعين غير معجمة، وهو الطري. ومن الشعر قول امرئ القيس: أحار بن عمرو كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر ينشدونه بالغين معجمة، وذلك تصحيف، وإنما هو بالعين. وقول الآخر: من لم يمت عبطة يمت هرما ... الموت كأس والمرء ذائقها يقولون: غبطة بالغين معجمة مكسورة. وذلك غلط، إنما هو بالعين مفتوحة، يقال: اعتبط الرجل، إذا مات حديث السن.

وقول عدي بن الرقاع: لولا الحياء وأن رأسي قد عفا ... فيه المشيب لزرت أم القاسم وكأنها بين النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر عاسم ينشدونه بالغين معجمة. والصواب بالعين. ويروى: جاسم، بالجيم، ومما يشكل من الأسماء: ذو الرمة، اسمه غيلان، بالغين معجمة، وقيس عيلان، بالعين غير معجمة، قال الراجز: وقيس عيلان ومن تقيسا

الفاء والقاف ينشدون قول ابن أبي ربيعة: فلم أر كالتجمير منظر ناظر ... وكليالي الحج أقلتن ذا هوى يقولون: أفلتن، بالفاء، وذلك تصحيف، إنما هو بالقاف، من القلت وهو الهلاك، ومنه قولهم: إن المسافر ومتاعه على قلت إلا ما وقى الله، ومنه امرأة مقلات، وهي التي لا يعيش لها ولد. ومما صحفوا منه حرفين في كلمة رجل بليذ، بين البلاذة، بالذال معجمة، وحرف بين بالباء والفاظ. والصواب: بليد، بباء محضة ودال غير معجمة. قال الشاعر: جرى طلقا حتى إذا قيل سابق ... تداركه أعراق سوء فبلدا وقولهم: ارتعدت قرابصه، بالقاف والباء. والصواب: فرائصه، جمع فريصة، وهي اللحمة التي ترعد تحت الكتف من الدابة والإنسان. ومن الشعر قول مهلهل: أليلتنا بذي حسم أنيري ... إذا أنت انقضيت فلا تحوري ينشدونه بذي جشم والصواب: حسم، بالسين والحاء غير معجمة.

وقول أبي صخر الهذلي: ألا أيها الركب المخبون هل لكم ... بساكن أجزاع الحمى بعدنا خبر

باب التبديل

2. باب التبديل الهمزة والجيم يقولون: ضرب محائر عينيه. والصواب: محاجر، وأحدها محجر، بفتح الميم وكسر الجيم. الهمزة والعين يقولون للفرس الذي يقارب حمرته السواد: أصدع. والصواب: أصدأ، بالهمز، مأخوذ من صدإ الحديد. ويقولون: فقعت عين الرجل، وهو مفقوع العين. والصواب: فقأت عينه، وهو مفقوء العين. الهمزة والميم يقولون: اشتريت من مطايب الشاة، أي من أطيب ما في لحمها. والصواب: أطايب، بالهمز. الهمزة والواو يقولون: واسيتك بمالي. والصواب: آسيتك، وهي المؤاساة، مهموز. ويقولون: واكلت فلانا، بمعنى أكلت معه. والصواب: آكلته.

ويقولون: واربت مواربة. والصواب: آربت مؤاربة، بالهمز، وهي المخالفة. ويقولون: جونة. والصواب: جؤنة، وجمعها جؤن. ويقولون: وازيته، أي حاذيته. والأفصح: آزيته، لأنه من الإزاء، تقول: جلست بإزائه، ولا تقول: بوزائه. يقولون: واجرت دابتي. والصواب: آجرتها. ويقولون: واخذتك بذنبك. والصواب: آخذتك. ويقولون: واتيتك على ما تريد. والصواب: آتيتك. ويقولون لبائع الرؤوس: رواس. والصواب: رآس. الهمزة والياء يقولون: مليت الإناء، فهو مملى، وخبيت الشيء فهو مخبى. والصواب: ملأته فهو مملوء، وخبأته فهو مخبوء، ويقال في مثل للعرب: المرء مخبوء تحت لسانه، ومن أمثالهم أيضا: رب خبأة خير من يفعة سوء، أي رب أنثى خير من ذكر سوء. ويقولون: اذهب في كلاية الله. والصواب: كلاءة، بالهمزة. ويقولون: شام أصحابه يشيمهم.

والصواب: شأمهم يشأمهم. ويقولون: هديت من قلقي. والصواب: هدأت، قال الشاعر: إذا ما قلت قد هدأ استطارا ويقولون: قريت الكتاب. والصواب: قرأت، بالهمز. وسمع أبو عمرو الشيباني أبا زيد يقول: من العرب من يقول قريت في معنى قرأت فقال له أبو عمرو: فكيف يقول في المستقبل؟ فسكت أبو زيد، ولم يحر جوابا، لأنه لو قال: يقرا لجاء من هذا فعل يفعل، بفتح العين في الماضي والمستقبل، وليس عينه ولا لامه حرف حلق، ولم يجيء كذلك، باتفاق منهم، إلا أبى يأبى، وحده. ويقولون: ظهرت مساويه. والصواب: مساوئه، بالهمز. ويقولون: سليت السمن. والصواب: سلأت، وهو السلاء، ممدود. ويقولون في جمع بئر: أبيار. والصواب: أبآر، وآبار أيضا، على القلب. ومثل ذلك: أرآء وآراء، وأرآم وآرام، وأمآق وآماق. ويقال: بئر وبئار، مثل ذئب وذئاب، قال الشاعر: وردت بئارا ملحة فكرهتها ... بنفسي أهلي الأولون وماليا ويقولون: أبطيت علي، واستبطيتك، وأخطيت في فعلك. والصواب: أبطأت، واستبطأت، كله همز. كذلك طأطأت رأسي، وتقيأت، وهنأته بقدومه، كل ذلك مهموز.

الألف والعين والميم يقولون: تنحى الإنسان. والصواب: تنخع، وتنخم، وهي من النخاعة، والنخامة. فأما تنخى فمن النخوة، وهي الكبر. الألف والواو يقولون: في رجلي شقاق. والصواب: شقوق. فأما الشقاق فداء من أدواء الدواب، وهو من صدوه تكون في حوافرها وأرساغها. الألف والهاء يقولون لقشر جنس من الشجر: قرفاء. والصواب: قرفة. ويقولون لمؤنثة الورد من الخيل: ورداء. والصواب: وردة. ويقولون لبعض الحبوب: حلبا. والصواب: حلبة. ويقولون: لعب الصبيان الغميمة. والصواب: الغميضى، الغميضاء، إذا مددت خففت، وإذا قصرت شددت.

ويقولون للقحث: قبا. والصواب: قبة، وتصغيرها: وقيبة. ويقولون للموضع الذي ترفأ فيه السفن: مينة. والصواب: مينا وميناء. الألف والياء يقولون: خبيز. والصواب: خباز وخبازى. ويقولون: حميض. والصواب: حماض. ويقولون: نيب. والصواب: ناب. وكذلك الناب من الإبل، وهي المسنة، بالألف أيضا. ويقولون: نعوذ بالله من الجوع والعرى. والصواب: العري، بالياء وسكون الراء.

الباء والميم يقولون للجلدة التي يخرج فيها الولد: بشيمة، ويجمعونها على بشايم. والصواب: مشيمة بالميم، وجمعها مشايم. ويقولون: خبشت وجهه. والصواب: خمشت، بالميم مخففة، إلا أن تريد تكثير الفعل فإنك تقول: خمشت، بالتشديد. ويقولون للصقلبي: منبوص. والصواب: منموص، بالميم. ومن الشعر قول الفرزدق: ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أوبأنا إلى الناس وقفوا ينشدونه بالميم. والصواب: بالباء، هكذا روي، يقال: أوبأت إذا أشرت إلى خلف، وأومأت: أشرت إلى قدام، وقال قوم: هما بمعنى، والأول أكثر.

التاء والطاء يقولون: منتقة، والجمع مناتق. والصواب: منطقة، بالطاء وكسر الميم، وجمعها مناطق يقال: تمطقت ونتطقت، ومنه قول علي عليه السلام: من يطل هن أبيه ينتطق به، يريد من كثر إخوانه شدوا ظهره، كالمنطقة. والهن: الذكر. الثاء والفاء يقولون لمن سقطت ثنيته أو ثناياه: أفرم. والصواب: أثرم، بالثاء.

الجيم والدال يقولون لمن يطحن من البر غليظا: دشيش. والصواب: جشيش، بالجيم الجيم والشين يقولون: اشترت الماشية. والصواب: اجترت، وهو أن تجتر ما في بطنها، ومن أمثالهم: لا أكلمك ما اختلفت الجرة والدرة، أي لا أكلمك أبدا. والدرة: اللبن، واختلافهما أن الجرة تعلو إلى الفم، والدرة تسفل إلى الضرع. ويقولون: فلان مشتهد في حاجتك. والصواب: مجتهد، وهو مفتعل من الجهد. الجيم والقاف والكاف يقولون: قلفاط. والصواب: جلفاط، وصناعته الجلفطة، ذكره ابن دريد وغيره. ويقولون: سنبوسك. والصواب: سبنوسج وسنبوسق أيضا.

الحاء والهاء يقولون للسريع القراءة: هو يهدر في قراءته. والصواب: يحدر، بالحاء، قال أبو عبيد في غريب الحديث: حدر القراءة يحدرها حدرا. والقراءة السريعة تسمى: الحَدْر.

الخاء والغين يقولون: خرجنا في غفارة فلان. وهذا غفير القوم. والصواب: بالخاء، يقال: خفارة وخُفارة وخفرة، قال عدي بن زيد: من رأيت المتون عرين أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير الخاء والكاف يقولون: كشكار. والصواب: خشكار، بالخاء في أوله.

الدال والطاء يقولون: رجل ملد، للذي يستر الحق ولا يعطيه من نفسه. والصواب: ملط، بالطاء. فأما الألد والألندد واليلندد، فهو الشديد الخصومة. الدال والضاد والظاء يقولون: غردوف. والصواب: غضروف. ويقولون: كاغظ، قال أبو علي القالي: الصواب: فاغد، بالدال غير معجمة.

الذال والضاد والظاء يقولون: ما حذر لفلان في كذا، ومن حضر له في شيء فليزمه. والصواب: حضر، بالضاد. ويقولون للقصير النحيف: قذيف. والصواب: قضيف، بالضاد، وهو تصغير قضيف. ويقولون: فلان متبضخ في النعمة. والصواب: متبذخ، بالذال. ويقولون: مسك أظفر. والصواب: أذفر، بالذال. والذفر: حدة رائحة الشيء الطيب والشيء الخبيث أيضا، فأما الدفر، بالدال وسكون الفاء، فالنتن خاصة، ومنه قيل للدنيا: أم دفر. الذال والطاء يقولون: خرجت البطرقة. والصواب: البذرقة، بالذال، وهي الخفارة. وأخبرنا الشيخ أبو بكر عن ابن أبي مخلد العماني، أن المتنبي سئل أن يعطى دنانير ويخفر، فأبى وقال: أبذرق ومعي سيفي؟ وقاتل حتى قتل. الذال واللام يقولون: فالولج. والصواب: فالوذق وفالوذ.

الراء واللام يقولون لهذه القبيلة: برغواطة. والصواب: بلغواطة، بلام مفتوحة وإسكان الغين. والنسب إليها: بلغواطي. أخبرني بذلك الشيخ أبو بكر عن أبي عبد الله القزاز. ويقولون للشيء المنبسط: مُفْرْطح. والصواب: مفلطح، باللام، ويقال: مفطح أيضا، وحكى أبو زيد: مُفَرْطح. ويقولون: زجرت الدابة ولدها، إذا أسقطت ولدها. والصواب: زجلت.

الزاي والسين يقولون: مهراز. والصواب: مهراس. ويقولون: أمر مزجل. والصواب: مسجل، أي مطلق. ويقولون للسَرب: زرداب. والصواب: سرداب، بالسين مكسورة.

السين والصاد يقولون للقرط: خرس. والصواب: خرص. وكذلك يقولون: تخرس فلان على السلطان، إذا قال عليه ما لم يقل. والصواب: تخرص، بالصاد، وقد نطق به القرآن الكريم في مواضع، قال الله تعالى {قتل الخراصون} وقال {إن هم إلا يخرصون} فأما خرص النخل وغيره، أي حزره، فيقال منه: يخرِص ويخرُص، والكسر أفصح. ويقولون: قلت ذلك سراحا. والصواب: صراحا، بالصاد. ويقولون: هذه فرسة فانتهزها، وربما سموا بها النساء. والصواب: فرصة، بالصاد. ويقولون لولد الخنزير: خنوس. والصواب: خنوص. ويقولون: فقوس. والصواب: فقوص، بالصاد وفتح الفاء. ويقولون: سنجة الميزان.

والصواب: صنجة، بالصاد المفتوحة. ويقولون: سقلية. والصواب: صقلية. فأما سقلية بالسين مكسورة فضَيعة في غوطة دمشق، والأصل فيما يظهر فيهما واحد، عربت هذه فقيلت بالصاد، وبقيت تلك على حالها. وسقلية: اسم رومي، وتفسيره تين وزيتون، وإلى هذا المعنى أشار أبو علي حسن بن رشيق رحمه الله حين مدح مدينة صقلية بقوله: أحب المدينة في اسم لا يشاركها ... فيه سواها من البلدان والتمس وعظم الله معنى لقطها قسما ... قلد إذا شئت أهل العلم أو فقس ويقولون: فقس البيض. والصواب: فقص يفقص، بالصاد وفتح القاف في الماضي وكسرها في المستقبل. ويقولون: مخسف. والصواب: مخصف، بالصاد وكسر الميم. ويقولون: سعتر. والصواب: صعتر، بالصاد. فأما السعترى -رجل من أصحاب الحديث- فبالسين، منسوب إلى قرية تسمى سعترة. ويقال: رجب صعتري، إذا كان ظريفا خفيف الروح. ويقولون: رمست عينه ترمس.

والصواب: رمصت ترمص، بالصاد وكسر الميم في الماضي وفتحها في المستقبل. ويقولون لداء يصيب الدواب فيسيل من أنوفها شيء: القعاس، بالسين لا يعرفون غير ذلك. والصواب: القعاص، وقد قعصت، بالصاد. وكذلك تقول: رميته فقتلته قعصا، إذا قتلته مكانه، وأقعصته، مثل أصميته. قال عبد الله بن الزبير على المنبر حين بلغه موت أخيه مصعب: إنا لا نموت حبجا، كما تموت بنو أمية، ولا نموت إلا قعصا بالرماح وضربا بالسيوف ويروي هبرا بالسيوف، وقوله حبجا: أي شبعا. ويقولون: قربوص السرج. والصواب: قربوس، بالسين وفتح الراء. ويقولون: مسقر أيلة. والصواب: مصقر أيلة. بالصاد، وأيلة على وزن طيبة وقيلة. ويقولون: وقعت عليه وسمة فيما فعل. والصواب: وصمة، بالصاد. والوصمة: العيب. ويقولون لضرب من الحيتان: سلور. والصواب: صلور، بالصاد. ويقولون: أصابه نقرص. والصواب: نقرس. ويقولون لبائع الرقيق والدواب: نخاص.

والصواب: نخاس، بالسين، وأصله من النخس وهو: الضرب باليد على الكفل. ويقولون: أخذته قصرا. والصواب: قسرا بالسين، والقسر: القهر. ويقولون: ريح الصعانين. والصواب: بالسين، وهو يوم معروف، يسمى عيد السعانين وهو عيد الزيتون، عند النصارى. ويقولون للدفتر: صفر. والصواب: سفر، قال الله تعالى {كمثل الحمار يحمل أسفارا} فأما الصفر فهو الخالي. ويقولون: برد قارص. والصواب: قارس، والقرْس والقرَس: البرد، ومنه القريس الذي يؤكل لأنه يبرد، فأما اللبن وما أشبهه فقارص بالصاد. ويقولون لنوع من البقول: خص. والصواب: خس. ويقولون: حمصت الحب على النار. والصواب: حمست، بالسين، مأخوذ من الحماسة، وهي الشدة وإنما قيل لقريش: الحمس لشدتهم في دينهم. ويقولون: صور المدينة. والصواب: سور، بالسين.

ومما لا يفرقون فيه بين السين والصين في لفظ ولا كتاب: سرة البطن وصرة الدراهم. والصواب في سرة البطن: السين، في صرة الدراهم: الصاد. أبو الصقر الشاعر، بالصاد والقاف. وكذلك: عبد الله ابن الصقر. من رجال الحديث: فأما ابن أبي السفر من رجال الحديث أيضا، فبالسين.

الضاد والطاء يقولون لما حول المدينة: ربط. والصواب: ربض. فأما ربضها بضم الراء وإسكان الباء فهو وسطها، قال أهل اللغة: ربض الشيء: وسطه، وربضه: نواحيه. وأما المربض فهو المجثم، يقال في مثل: يأكل وسطا ويربض حجرة أي ناحية، قال الشاعر: تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مربض المستأسد الحامي ويروى: المستشفر الحامي الضاد والطاء هذا رسم قد طمس، وأثر قد درس، من ألفاظ جميع الناس، خاصتهم وعامتهم، حتى لا تكاد ترى أحدا ينطق بضاد ولا يميزها من ظاء، وإنما يوقع كل واحدة منهما موقعها، ويخرجها من مخرجها، الحاذق الثاقب إذا كتب أو قرأ القرآن لا غير. فأما العامة وأكثر الخاصة فلا يفرقون بينهما في كتاب ولا قرآن، وهو باب واسع وأمر شاسع، إن تقصيته أخرجت الكتاب عن حده، وانحرفت عن قصده. ولكني أقصد ما تضطر إليه الحاجة، مما في القرآن، والمستعمل من

كلام الناس المتداول بينهم. وأقتصر من ذلك على حرف الظاء خاصة، لأنه الأقدم، لأن ترك العلامة علامة، وقد استخرج قوم ما في القرآن من ظاء، وكان قدر ثلاثين كلمة، سوى ما يشتق منها، ونظمها جماعة من الشعراء، فابتدأت بما في القرآن وهو: الظهر، والظهار، والظهير، والظهور، والظهور، والظهيرة، والنظر، والانتظار، وانظرني، والظلة، وظل وجهه، والظلم، والظلام، والعظيم، والظُهُر، ومحظور، ومحتظر، والفظ، والحظ، واللفظ، والحفظ، والغيظ، والغيظ، والموعظة، واليقظة، والظن، والظعن، والتلظي، والشواظ، والظمآن، والكظيم. فهذه التي في القرآن، وكثير منها بعضه مشتق من بعض، كالظهار: من الظهر، والظلة: من الظل، ونحو ذلك. فأما تضافر القوم إذا تعاونوا وتناصروا، فليس هو من الظفر، وإنما هو بالضاد، من ضفر الحبل، قال علي عليه السلام: يا عجبا كل العجب، من تضافر هؤلاء القوم عليكم على باطلهم، وفشلكم مع حقكم. وإنما أتيت بجملتها ولم أقتصر على الأصول منها حرصا على البيان، لأن أكثر الناس لا يعرفون الاشتقاق. وأما ما ليس في القرآن مما يكثر استعماله، فقدر عشرين كلمة، وهي: ظرف كل شيء: وعاؤه، والظرف أيضا مصدر الظريف، وظلف البقرة وغيرها، والظئر: التي تعطف على غير ولدها، والظنة: التهمة، من قوله

تعالى {وما هو على الغيب بظنين} على قراءة من قرأ بالظاء، أي بمتهم، والقيظ: وقت الحر، والشظية من عصا وغيرها، والمواظبة، والانعاظ معروف، والظمخ: الذي يدبغ به، والنظافة، واللحظ، والحظوة، وفلان نظيرك، أي مثلك، وأمر فظيع ومفظع، فأما معضل فبالضاد. وبنو قريظة حي من اليهود، بالظاء، وبنو النضير بالضاد، والوظيف بالظاء، والرضف الذي يرمى به بالضاد، وما كان من العظ بغير جارحة فهو بالظاء، نحو عظ الزمان، وعظ الحرب، قال الشاعر: وعظ زمان يا بن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو مجلف وما كان بجارحة فهو بالضاد، نحو عض الكلب والإنسان وغيرهما. واختلف أهل اللغة في حرفين وهما: الضلع الذي هو العرج الخفيف، وقولهم فاظت نفسه، فأما إذا قالوا: فاظ الرجل ولم يذكروا النفس فلا خلاف فيه، إنه بالظاء. فهذه أيدك الله جملة مختصرة، إذا أنت عرفتها ورددت إليها ما اشتق منها، كالظهارة من الظهور، وحظيرة الشوك من المحتظر، والظعائن من الظعن، وما أشبه ذلك، وعلمت أن كل ما عداها مما يكثر استعماله فهو بالضاد، كنت قد نهضت من العلم بحمل أعجز الحامل له، على خفته، وحللت من التخصص محلا أعوز السامين له، على قربه، وأحييت ما أماته الناس، على شدة حاجتهم إليه، فقد قال أهل العلم: لا تجوز الصلاة خلف من يبدل الضاد ظاء في فاتحة الكتاب، ولا صلاته هو إذا وجد من يأتم به فتركه وصلى وحده، وسترى ذلك مستوعبا في باب غلط قراء القرآن إن شاء الله.

العين واللام يقولون: رياح زلازل. والصواب: زعازع، واحدتها: زعزع، قال الشاعر: ويعود بالأرطى إذا ما شفه ... قطر وراحته بليل زعزع

القاف والكاف يقولون لأجرة الرحى: مقس. والصواب: مكس. ويقولون للقميص الذي لا كمي له: بكيرة، بحرف بين الكاف والقاف. والصواب: بقيرة، بقاف محضة. ويقولون لبعض الأوعية: حكة. والصواب: حق وحقة. وكذلك يقولون: حك الورك. والصواب: حق، لأن الحق هو خربة الورك، فأما الحقو فهو معقد الإزار. ويقولون: تركوة. والصواب: ترقوة. ويقولون: اقطعه من حيث رق. والمسموع من كلام العرب: من حيث رك، قال ابن قتيبة في غريب الحديث: وهما سواء، ولكن المسموع بالكاف.

اللام والنون ويقولون: أدان الله لنا على العدو. والصواب: أدال باللام. ويقولون: قمح كثير الزوال. والصواب: الزؤان، بالنون وضم الزاي، ويهمز ولا يهمز. ويقولون للمزمار: زلامي. والصواب: زنامي، منسوب إلى زامر يقال له: زنام. ويقولون للسذاب: فيجل. والصواب: فيجن، بالنون وفتح الجيم. ويقولون: سمعنا هيملة عظيمة، وبعضهم يقول: هيملمة. والصواب: هينمة وهتملة أيضا، قال الكميت: ولا أشهد الهجر والقائلينا ... إذا هم بهينمة هتملوا فجمع اللغتين في بيت. والهينمة والهتملة: الصوت الذي لا يفهم.

الميم والنون يقولون: فلان قائم على براثمه. والصواب: على براثنه، بالنون، والبراثن من السباع بمنزلة الأصابع من الناس. ويقولون: خممت على كذا، أي قدرت، وعرفت الشيء بالتخميم. والصواب: خمنت تخمينا، ومن أمثال العرب: قله تخمينا وإن لم تعلمه يقينا. ويقولون: منطر. والصواب: ممطر. ويقولون: حوت منقور. والصواب: ممقور.

النون والواو يقولون في جمع سوداء: سودانات والصواب: سوداوات.

الواو والياء يقولون: كلوة، وخصوة. والصواب: كلية، وخصية. ويقولون: في جمع منارة: مناير. والصواب: مناور. ويقولون: رجل جيعان، وامرأة جيعانة. والصواب: رجل جوعان، وامرأة جوعى. ويقولون: رقيت الصبي رقوة. والصواب: رقية. ويقولون في جمع ريح: أرياح. والصواب: أرواح، قال الشاعر: إذا هب أرواح الشتاء الزعازع فأما قولك: رياح، فالياء فيه مبدلة من واو، وكذلك هي في ريح، وإنما أبدلت واوه ياء لانكسار ما قبلها كميزان وميقات. ويقولون: مات موتة سوء. والصواب: ميتة سوء. ويقولون: قيمت الرجل من مكانه، ومن منامه. والصواب: قومته وأقمته. ويقولون: فلان أصيت من فلان، أي أشد صوتا. والصواب: أصوت، بالواو. فأما من الحيلة فيقال: هو أحول منه، وأحيل، بالواو أحسن فيه من الياء.

ومما أبدلوا منه حرفين في كلمة: قولهم: مقذاف. والصواب: مجداف، وقد جدف الملاح، بالجيم والدال، ولا يقال: قذف. ويقولون لما حول الفم: بلاعم. والصواب: ملاغم، بالميم والغين، فأما البلاعيم فجمع بلعوم وهو الحلق. ويقولون لضرب من الأصماغ: مستكى. والصواب: مصطكا. ويقولون: جبس. والصواب: كلس. فأما الجبس فهو الثقيل من الناس. ويقولون: تدشيت. والصواب: تجشأت، بالجيم والهمزة، قال الشاعر حسان بن ثابت: ألا طعان ولا فرسان عادية ... إلا تجشؤكم عند التناتير ويقولون لما تجمعه المرأة من شعرها: عكسة. والصواب: عقصة، وجمعها عقاص. ويقولون لجنس من الحيات: لقعة. والصواب: أفعى، وهي الأنثى، والذكر: أفعوان. ويقولون لهذا الفارسي الذي كان بعدن: ابن شاذان. والصواب: ابن شادل بالدال واللام.

ومن ذلك قول بشار: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق مثل العين أحيانا يقولون: قبل العين، والرواية: مثل، ويدل على ذلك الذي بعده: قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا فقوله: الأذن كالعين يشهد لمثل، لأن معنى الكاف ومعنى مثل واحد. ومن ذلك قول ابن الرومي: وما تعتريها آفة ... من النوم إلا أنها تتختر يقولون: تتحير وإنما هو بالخاء والتاء، ومعناه: تكسل.

باب ما غيروه من الأسماء بالزيادة

3. باب ما غيروه من الأسماء بالزيادة يقولون: عصاتي، وعصاتك. والصواب: عصاي، وعصاك، كما قال الله تعالى إخبارا عن موسى عليه السلام: {هي عصاي أتوكأ عليها}. وقيل: أول لحن سمع بالبصرة قولهم: عصاتي، وبعده قولهم: لعل له عذر وأنت تلوم ويقولون: ضربته فقنطرته. والصواب: قطرته، وقترته أيضا، أي ألقيته على أحد قطريه، والقطران والقتران: الجانبان، قال الشاعر: قد علمت سلمى وجاراتها ... ما قطر الفارس إلا أنا شككت بالرمح سرابيله ... والخيل تجري زيما بيننا ويروى: قتر الفارس. ويقولون: امرأة سكرانة، وكسلانة، وغضبانة، وشبعانة، وريانة. والصواب: سكرى، وكسلى، وغضبى، وشبعى، وريا. ويقولون: عجوزة. والصواب: عجوز. فإذا صغرت قلت: عجيز، كما قال: عجيز عارضها مثقل ... طعامها اللهثة أو أقل.

وإن شئت: عُجَيزة، إذا خففت أتيت بالهاء، وكذلك تقول في تصغير عقاب وأتان، عقيب وأتين، وإن شئت: عقيبة وأتينة. وإنما جاز في تصغير هذا الضرب: فعيلة، على حذف الحرف الزائد، أعني واو عجوز وألف عقاب فبقي على ثلاثة أحرف، كعين وأذن. وقد حكي فيها: عجوزة، وفي الشيخ: عجوز، إلا أنها لغة رديئة شاذة، ولا يلتفت إليها، هكذا قال ابن دريد. ويقولون للأنثى المسنة من جميع الحيوان: شارفة. والصواب: شارف، بحذف الهاء، وأكثر ما تستعمل الشارف في النوق. وقد يقال في الجمل أيضا، وفي غيره من الحيوان: شارف، وإن كان الأصل في الناقة. وكذلك الناضح من الإبل، يقع على الذكر والأنثى، وهي الإبل التي يستقى عليها، ولا يقال: ناضحة. ويقولون: سدادة القارورة. والصواب: سداد، بكسر السين وحذف الهاء. ويقولون: أجبن من صافرة. والصواب: من صافر ويأتي الكلام عليه في موضعه إن شاء الله. ويقولون: الخميرة. والصواب: الخمير. ويقولون: سكينة. والصواب: سكين. ويقولون: عروسة. والصواب: عروس، وكذلك يقال للرجل أيضا، قال الشاعر: أترضى بأنا لم تجف دماؤنا ... وهذا عروسا باليمامة خالد

ويقولون للأنثى من أولاد الضأن: رخلة. والصواب: رخل، بحذف الهاء وكسر الخاء، والجمع: رخال، بضم الراء. ويقولون للفتية من البقر: أرخة، ويجمعونها على أراخ. والصواب: أرخ، والجمع: إراخ، كقولك: بحر وبحار، وكلب وكلاب. ويقولون: عنكبوتة. والصواب: عنكبوت، قال الله عز وجل: {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}. وإذا أضافوا الحمى أو نعتوها، زادوا فيها تاء التأنيث، فجمعوا بين علامتي التأنيث، لأن ألف حمى للتأنيث، فإذا قالوا: أخذته حماة شديدة، وحماتك أخف من حماته صار في الاسم للتأنيث علامتان. وكذلك يزيدونها في دنيا إذا نعتوها، فيقولون: له دنياة عريضة وكذلك يقولون: أكلنا من حلوة العسل وحلوة السكر، والخاصة منهم يقولون: حلاوة السكر. والصواب: حلوى السكر، وحلواء السكر، بالمد والقصر. وحمى شديدة، ودنيا عريضة، لا يدخلها تنوين، وكذلك كل ما ألفه للتأنيث. وكذلك يقولون: عندي طير وأنثاته. والصواب: طائر وأنثاه. ويقولون: حصاية، وسفاية، ونواية، ودباية، وشذاية.

والصواب: حصاة، وسفاة، ونواة، ودباة، وشذاة، بحذف الياء وفتح الأول، وكذلك في جمعه: حصا ودبا، وهو صغار الجراد. ويقولون: نيرة. والصواب: نير، وهذا ثوب عمل على نيرين. ويقولون: رجل طزعي. والصواب: طزع، وهو الذي لا غيرة له، ولا غناء عنده. ويقولون للذي لا زوج له: عازب، وللمرأة عازبة. والصواب: عزب، والأنثى عزبة، قال الشاعر: هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم ... وللعزب المسكين ما يتلمس وقد يقال للأنثى: عزب أيضا، قال الشاعر: يا من يدل عزبا على عزب فأما العازب فهو الغائب. وقد عزب يعزُب ويعزِب. ويقولون لضرب من الشجر: عرعار، ولضرب من النبت: برواق. والصواب: عرعر، وبروق. ويقولون: طيحال، ولوبان. والصواب: طحال ولبان. ويقولون لشراع السفينة: قلاع. والصواب: قلع، والجمع: قلوع. ويقولون: طعام قاتول، وموت جاروف، وغاسول، وخالوق. والصواب: قتول، وجروف، وغسول، وخلوق. ويقولون: جئت من برّا. والصواب: جئت من برّ، والبر خلاف الكن، وهو أيضا ضد البحر.

ويقولون: قِدْر أبرام. والصواب: برام. ويقولون: مائة وأنيف. والصواب: نيف، بغير ألف. ويقولون: بلغ الغبار أعنان السماء. والصواب: أن يقال: أعناء، جمع عنا، والأعناء: النواحي، أو يقال: عنان، والعنان: السحاب، الواحدة: عنانة. ويقولون: شرافة، وفي الجمع: شرّفات. والصواب: شرفة، والجمع شرُفات، وشرف أيضا. ويقولون: تكلم من أنياط قلبه. والصواب: نياط قلبه، والنياط: معلق القلب من الوتين، وإنما سمي نياطا لتعلقه بالقلب، من قولك: نطت الشيء بالشيء إذا علقته به، ويقال له: النائط أيضا، قال العجاج: قضب الطبيب نائط المصفور ويقولون: تماسى الثوب. والصواب: تمسى، ذكر ذلك أبو عبيد في غريب الحديث وفي رواية: تمسأ. وقال أبو زيد الأنصاري: تفسى الثوب. وقال أبو سعيد السكري: هكذا روي عن أبي عبيد: تمسى، والصواب عندي: تفسى. ويقولون: لمجتمع الماء الحار: حامة. وإنما هي: حمة، على وزن فعلة، من الحميم، وهو الماء الحار. فأما الحامة فهي الخاصة، يقال: دعينا في الحامة لا في العامة. ويقال: كيف حامتك وعامتك أي كيف من قرب منك ومن بعد. ويقولون: سر في داعة الله، وأنت في حل وساعة.

والصواب: دعة وسعة، بغير ألف. ويقولون لضرب من الكمأة: فقاع. والصواب: فَقع، وفِقع. ولضرب من البقول: قرنبيط. والصواب: قنبيط، واحدتها: قنبيطة. ويقولون: رجل أجعد، وأسبط. والصواب: جعد، وسبط، والجمع: جعاد وسباط. ويقولون: باعوضة، والجمع: باعوض. والصواب: بعوضة، وبعوض، قال الله تعالى: {بعوضة فما فوقها}. ويقولون لبعض آلات الثمار: قادوم، وفي الجمع: قوادم. والصواب: قدوم، والجمع: قدم، كقولك: جزور وجزر. ويقولون للحبل الذي تربط به الدابة: طوال. والصواب: طول، قال الشاعر: لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكا لطول المرخى وثنياه باليد ويقولون: عربي قوح. والصواب: قح، وهو الخالص النسب. ويقولون لضرب من حلواء السكر: البزماورد. والصواب: الزماورد، وكل ما عمل من السكر حلواء فهو زماورد. ويقولون: سلوم، وبرنوس. والصواب: سلم، وبرنس. قال الأصمعي: جمش فتى من الأعراب حضرية قال أبو بكر:

والتجميش: الجس باليد، فتشاجت عليه، وقالت له: والله ما لك ملاءة الحسن، ولا عموده، ولا برنسه. وفي رواية الزاهد: فتشاجت عليه، فقال لها: والله ما لك ملاءة الحسن، ولا عموده، ولا برنسه، فما هذا الامتناع. قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: ملاءته: بياضه، وعموده: طوله، وبرنسه: شعره. ويقولون: خرجت من عنده يوم كذا، فلما كان كالغد أتيته. ومنهم من يقول: لكالغد وأقربهم إلى الصواب من يقول: من الغد. والصواب: فلما كان غد أو الغد، وقد وقع في الموطأ، من لفظ أبي إدريس الخولاني: فلما كان من الغد هجرت، ووقع في البخاري من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حديث هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله قال: أسرينا ليلتنا من الغد، حتى قام قائم الظهيرة. ومما يزيدون فيه التنوين قول ابن دريد: رضيت قسرا وعلى القسر رضا ... من كان ذا سخط على صرف القضا فيقولون: رضا بالتنوين. والصواب: رضا بغير تنوين، ومن في موقع خفض بالإضافة. وكذلك ينشدون قول الآخر: وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي والصواب: وإني إن أوعدته بغير واو، هكذا الرواية عن أبي عمرو بن العلاء رحمه الله.

باب ما غيروه من الأسماء بالنقص

4. باب ما غيروه من الأسماء بالنقص يقولون: ثوب سمط. والصواب: ثوب أسماط. وكذلك يقال: سراويل أسماط، إذا كانت غير محشوة، ونعل أسماط، إذا كانت غير مخصوفة. ويقولون للعنز: معزة، ولبعض العصافير: زرزر. والصواب: ماعزة، وزرزور. ويقولون للإصبع: بهم. والصواب: إبهام. ويقولون: مشينا في دهس. والصواب: في دهاس، بزيادة الألف. ويقولون: سنم البعير. والصواب: سنام، قال الشاعر: وكنت سناما في ربيعة تامكا ... وفي كل حي كاهل وسنام ويقولون لموسى الحديد: موس، وذلك غلط. إنما يقال: موسًى، وموسى، ينون ولا ينون، قيل: وزنها فُعلى، وقيل: مفعل. ويقولون: رفع ثيابه على عتقه.

والصواب: عاتقه. ويقولون لهذا الذي يصبغ به: النيل. والصواب: النيلج، والنيلنج أيضا، بزيادة نون. ويقولون للمخرز: الشفا. والصواب: الإشفى. ويقولون: فعلت البارح كذا. والصواب: البارحة، بتاء التأنيث، لأنها نعت لليلة. وقال الزجاج في كتاب الأنواء وثعلب في مجالسه: إذا أخبرت عن الليلة التي أنت في صبيحتها قلت: أكلت الليلة كذا، ورأيت الليلة في المنام كذا، تقول ذلك من أول النهار إلى نصفه، ثم تقول من نصف النهار إلى آخره: فعلت البارحة، ولا تقول فعلت الليلة. ويقولون: جرب، وكرع. والصواب: جوارب، وكراع، قال الشاعر: فإن الغدر في الأقوام عار ... وإن المرء يجزأ بالكراع وقال الشاعر: أثني علي بما علمت فإنني ... أثني عليك بمثل ريح الجورب يخاطب امرأته. ويقولون: دكدان. والصواب: ديدكان، بزيادة الياء وفتح الدال، وهي فارسية. ويقولون: حزة السراويل. والصواب: حجزة. ويقولون للذي تلاط به البيوت: جير. والصواب: جيار. ويقولون: صمعة.

والصواب: صومعة. ويقولون: فرس ربع. والصواب: رباع، كيمان، والأنثى رباعية، كيمانية مخفف. ويقولون لوعاء جردان الفرس: قب. والصواب: قنب. ويقولون: أنت على رأس أمرك. والصواب: على رياس أمرك. ويقولون: حملت الأمر على شده. والصواب: على أشده، بفتح الشين وزيادة الهمزة. ويقولون: فرز الشطرنج. والصواب: فرزان الشطرنج، والجمع فرازين. ويقولون: نشاذر، ونُشاذر. والصواب: نوشاذر، وهي كلمة نبطية. ويقولون: حبا وكرامة، بغير تنوين، وبعضهم يقول حبة. والصواب: أن يقال: نعم حبا وكرامة، بالتنوين. ويقولون: شبيب بن شبة. والصواب: ابن شيبة بزيادة ياء. ويقولون: ابن طباطب العلوي. والصواب: طباطبا، وإنما سمي بذلك لأنه كانت في لسانه لكنة، فكان يحول القاف طاء، فسقطت النار يوما في قبائه، فصاح بغلامه: الطبا الطبا! يريد: أدرك القبا القبا، فسمي بذلك.

باب ما جاء ساكنا فحركوه

5. باب ما جاء ساكنا فحركوه يقولون: رجل يقَظان، ويكنون بأبي اليقَظان. والصواب: إسكان القاف، إلا أن اليقظة، ضد النوم: مفتوحة القاف، وقد غلط التهامي في إسكانها حين قال: العيش نوم والمنية يقظة ... والمرء بينهما خيال ساري فأما يقْظة اسم رجل فبالإسكان، ومنه مخزوم بن يقظة أبو القبيلة. ويقولون: ضرَع الشاة. والصواب: ضرع، بالإسكان. ويقولون للشر والجلبة: شغَب. والصواب: شغب، بإسكان الغين، ولا يجوز فتحها، إلا على أصل الكوفيين، فإنهم قد أجازوا فتح كل ما كان على وزن فعل، إذا كان أوسطه حرف حلق. والبصريون يأبون ذلك، ولا يفتحون إلا ما جاء مسموعا عن العرب. قال أبو زبيد يرثي ابن أخته: كان عني يرد درؤك بعد الله شغب المستصعب المريد ويقال: رجل شغْب، وامرأة شغْبة. قال ابن الدمينة: وكوني على الواشين كداء شغبة ... كما أنا للواشي ألد شغوب

ويقولون: خمَل الطنفسة. والصواب: خمل، بالإسكان. ويقولون: السمَن والبقَل والرطَل والحبَل. والصواب: بإسكان الجميع. فأما حبل المرأة، فبفتح الباء. ويقولون للذي يخرج في الأجسام: بثَر. والصواب: بثر، بالإسكان، الواحدة بثرة، كتمرة وتمر. ويقولون للتي يستقى عليها: بكَرة. والصواب: بكرة، بالإسكان. ويقولون: ما ألقاه إلا في الفرَط. والصواب: الفرط، بإسكان الراء وفتح الفاء، لأنه لا يقال فرطة فتجمعها على فرط. قال بشار، ويروى لغيره: إذا جئته في الفرط أغلق بابه ... فلم تلقه إلا وأنت كمين ويقولون للدباء: القرَع. والصواب: القرع، بالإسكان. ويقولون: المري، والهري، لبيت الطعام، وركبت المهر عري. والصواب: مرْي، وهرْي، وعرْي. ويقولون: مكان وحش، وبلد وعر، ورجل سمح. والأكثر الأفصح: الإسكان فيهن. ويقولون لقبيلة من الترك: الخزر. والصواب: الخزر، بالإسكان، ويقال: إنما سموا بذلك لخزر أعينهم. ويقولون للحجارة المحماة: رضَف. والصواب: رضف، قال المستوغر:

ينِشُّ الماء في الدبلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير وبهذا البيت سمي المستوغر. وقد يسمى رضفا أيضا، إذا كان محمى بالشمس. ويقولون: رجل فدم. والصواب: فدْم، وهو الثقيل. ويقولون: حيَوة بن شريح. والصواب: حيوة. وليس في كلامهم اسم فيه ياء ساكنة بعدها واو إلا: حيوة، وضيون، وهو القط وكيوان وهو زحل. ومما يسمون به: عمر بفتح الميم. والصواب: غمر وهو السخي، قال الشاعر: غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا ... غلقت لضحكته رقاب المال فأما غمَر فمعناه: جاهل، غير مجرب للأمور، يقال: غُمْر وغَمَر، بمعنى واحد. ويقولون: ابن هرمة الشاعر. والصواب: هرمة بسكون الراء. وكذلك يقولون للشاعر: العرجي بفتح الراء. والصواب: العرجي بالإسكان، وهو من ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه منسوب إلى العرج، موضع قرب المدينة، كان لعثمان رضي الله عنه. ويقولون: عدوان. والصواب: عدوان، بالإسكان، قال الشاعر:

عذير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض وهو ابن الطثرية بالإسكان. والأسماء كلها مخْلد، إلا مخَلد بن بكار الشاعر، فإنه على وزن محمد.

باب ما جاء متحركا فأسكنوه

6. باب ما جاء متحركا فأسكنوه يقولون: رمْكة، وسبْخة. والصواب: رمَكة، وسبَخة. وهو فرقد السبخي. ويقولون للنجم: الزهْرة. والصواب: الزهَرة، قال الراجز: قد وكلتني طلتي بالسمسرة ... وأيقظتني لطلوع الزهرة ويقولون: القلعة. والصواب: القلعة، بفتح اللام. وكذلك أيضا القلعة، السحابة العظيمة، والجمع قلع، أنشد يعقوب: تفقأ فوقه القلع السواري ... وجن الخازبار به جنونا ويقولون: دقن. والصواب: ذقَن. وكذلك قولهم: كفل. والصواب: كفَل. ويقولون: الخيرة، والطيرة. والصواب: الخيَرة، والطيَرة، بفتح الياء. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "الطيرة شرك". ويقولون للحفير في الأرض: حفر. والصواب: حفر، بفتح الفاء، فأما الحفر فالمصدر، تقول: حفرت حفرا، والمحفور حفر، كما تقول: قبضت قبضا، والمقبوض قبض.

ويقولون: بلعت بلعا. والصواب: بلعا، بفتح اللام. ويقولون: فيك بله. والصواب: بله، بفتح اللام. ويقولون: رزق غدق، ولقب فلان كذا. والصواب: غدَق، ولقَب. ويقولون لسام أبرص: وزغة. والصواب: وزَغة. ويقولون: أصابني عطس، وهذا حديث ثبت. والصواب: عطَس، وحديث ثبَت. ويقولون: شبعت شبْعا. والصواب: شبَعا. ويقولون: أخذت بطرف ثوبه، وأمسكت بطرف الحبل. والصواب: طرَف، قال الشاعر: وإنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق به طرف الهوان ويقولون: الصغر، والكبر، والغلظ، والقدم. والصواب: صغر صغَرا، وكبر كبَرا، وغلظ غلَظا، وقدم قدَما، وعظم عظَما وعُظْما، هذه وحدها فيها اللغتان. ويقولون: على جريان العادة. والصواب: جريان العادة، وجريان الفرس، وجريان الماء وكل شيء، بفتحهما لا غير. ويقولون: ندمت ندامة الكسْعي.

والصواب: الكسعي بفتح السين. وعلقمة بن عبدة بفتح الباء وحده، وسائر الأسماء عبدة بالإسكان، منهم: عبدة بن الطبيب وغيره. وغطفان بفتح الطاء، ولا يجوز إسكانها. وأبو الطمحان الشاعر، بفتح الميم.

باب ما غيروا حركاته من الأسماء

7. باب ما غيروا حركاته من الأسماء يقولون: عليك بالخَمول. والصواب: الخمول، بالضم لا غير. وكذلك يقولون: مرضه الذَبول. والصواب: الذُبول. ويقولون: الفستُق. والصواب: الفستَق، بفتح التاء، قال الراجز: ولم تذق من البقول الفستقا توهم أن الفستق من البقول. ويقولون: مِنجنيق. والصواب: منجنيق، بفتح الميم والجيم. وهي مؤنثة. ويقولون: ثِلج ونِسر. والصواب: ثَلج ونَسر. ويقولون: رجل عي. والصواب: عي، بالفتح، فأما العي بالكسر فهو المصدر يقال: رجل عي، بين العي. ومثله: رجل خَب، بين الخِب، ونحو ذلك أيضا: يوم قَر، بين القِر، أي بارد، بين البرد، قال امرؤ القيس: إذا ركبوا الخيل واستلأموا ... تحرقت الأرض واليوم قر وكثير من الناس يقولون: واليوم قُر، بالضم، وهو خطأ، إنما القُر البرد بعينه.

ويقولون: دابة فيها قُماص. والصواب: قماص، بالكسر. ويقولون: فعلت ذلك صُراحا، وقلت قولا صراحا. والصواب: صراحا، بكسر الصاد، مصدر صارحت بالأمر، فأما الصراخ فهو الخالص من كل شيء. ويقولون: مفتاح، ومصباح، ومسمار، ومسواك. والصواب: بكسر الميم في جميع ذلك. ويقولون: قنديل، وقزدير. والصواب: قِنديل، وقِزدير. ويقال: قِصدير، بالصاد أيضا. ويقولون: نعامة، وزرافة. والصواب: نعامة، وزرافة، بالفتح. ويقولون: ظفر، وشفر. والصواب: ظُفر، وشُفر. ويقولون: عنقود، وعصفور، وزعرور. والصواب: الضم في هذا الباب. وليس في كلام العرب فعلول، بفتح الأول، إلا قولهم: بنو ضعفوف لا يغير، لخَول باليمامة. ويقولون: ظريف، بين الظرف. والصواب: الظرف، بالفتح. ويقولون: برذون، وجلوز. والصواب: بِرذون، جِلوز. ويقولون: ضفدع، وخرنق، وسلسلة.

والصواب: ضفدع، وخرنق، وسِلسلة. ويقولون: ريطة، وجفنة. والصواب: رَيطة، وجفنة. ويقولون: الجرجير، والمريخ، للنجم، وذنب التنين. والصواب: كسر أوئلهن. ويقولون: السبق. والصواب: السبق، بفتح السين. ويقولون لنبت يصبغ به: فوة. والصواب: فُوة. قال أبو الأسود: جرت به الريح أذيالا مظاهرة ... كما تجر ثياب الفوة العرس ويقولون لضرب من الطيب: ند. والصواب: ند، بالفتح، فأما الند فالمثل والنظير. ويقولون: قرأت مقامات البديع. والصواب: مقامات، بفتح الميم. ويقولون: قرأت الكتاب على الولاء، يريدون تباعا. والصواب: على الولاء، بكسر الواو، مصدر واليت موالاة وولاء. ويفتحون الميم من المئين، جمع مئة. والصواب: كسرها. ويقولون لضد الخشونة: الليان. والصواب: الليان، بالفتح. ويقولون: كذب فلان كذبة واحدة. والصواب: كذبة، بفتح الكاف. وكذلك لا يقال: ضحك ضحكة، بكسر الضاد، وإنما يقال: ضحكة، بفتحها. وكذلك كل ما كان فعلة واحدة، إنما يقال مفتوح الأول فإذا أريد الحال

والهيئة قيل: فعلة، بالكسر، كقولك: إنه لحسن الجلسة والركبة، ونحو ذلك، ولهذا قالوا: مات ميتة سوء، وإنما يموت الإنسان موتة واحدة. ويقولون: في قلبه حقد، وفي قلبه غش. والصواب: حقد، بكسر الحاء، وغش، بكسر الغين. ويقولون: سميدع. والصواب: سميدع، بالفتح. ويقولون: رأسه كالثغامة. وينشدون: ثغام بماء الأرجوان خضيب والصواب: ثغامة، وثغام، بالفتح. ويقولون لوطاء السرج: ميثرة. والصواب: ميثرة، بكسر الميم، وياؤها منقلبة عن واو لأنها مفعلة من الشيء الوثير، وهو الوطيء، وقد جمعوها بالياء والواو على الأصل، فقالوا: مياثر ومواثر. ويقولون: جلست بمعزل. والصواب: بمعزل، قال الله تعالى: {ونادى نوح ابنه وكان في معزل}. ويقولون: معزل النساء. والصواب: مِعزل. ويقولون: صنارة. والصواب: صنارة، بكسر الصاد. ويقولون: غرارة. والصواب: غِرارة.

ويقولون: الرصاص والرماد. والصواب: فتح الراء، قال الله تعالى: {كرماد اشتدت به الريح}. ويقولون: النبق. والصواب: النبق، بكسر الباء. ويقولون: الكهانة. والصواب: كهانة، بالكسر، ومن أمثالهم: ظن العاقل كهانة. وكذلك يقولون لصناعة القابلة: قبالة. والصواب: قبالة، بالكسر. ويقولون: فلان قرن فلان، إذا كان على سنه. والصواب: قرنه، بفتح القاف، فأما قرنه، بكسر القاف، فهو كفؤه. ويقولون: عود صنفي. والصواب: صنفي، بالفتح. ويقولون لضرب من الغازات: شراع. والصواب: شراع، بالكسر. وكذلك يقال في القلع: شراع، بالكسر أيضا. ويقولون لمتاع البيت: شوار. والصواب: شوار، بالفتح. فأما الجهاز فيقال فيه: جهاز وجهاز، والفتح أفصح. ويقولون: هزار الغناء. والصواب: هزار، بالفتح. وكذلك الهزار، طائر أيضا. ومن مليح ما ذكر فيه هزار الغناء، قول كشاجم:

ولما تغنت غناء الوداع ... بكيت وقلت لبعض الجواري لئن عشت عند هزاز اللقاء ... لقد مت عند هزاز الإزار والهزار: كلمة فارسية، ومعناها ألف، ومنه تسميتهم هزار مرد ومعناه: ألف رجل. ومرد عندهم: رجل. ويقولون: منجل. والصواب: منجل، بفتح الجيم. ويقولون: أنف. والصواب: أنف، بفتح الهمزة. ويقولون لما سقط من الخبز: فتات. والصواب: فُتات. ويقولون: بنفسج. والصواب: بنفسج، بفتح السين. ويقولون لضرب من النبت: سيكران. والصواب: سيكران، بضم الكاف. ويقولون للشجاع: بطل. والصواب: بطَل. ويقولون للطنفسة: زربية. والصواب: زِربية. ويقولون لما يخرج من الجرح وغيره: قيح. والصواب: قيح، بفتح القاف. ويقولون: قنينة. والصواب: قنينة، بكسر القاف. ويقولون: الإمارة بيننا. والصواب: أمارة، في وزن علامة ومعناها. قول الشاعر:

إذا طلعت شمس النهار فإنها ... أمارة تسليمي عليك فسلمي ويقولون: طعام مسوس ومدود. والصواب: كسر الواو. وقال أبو عمر في كتاب اليواقيت: ورجل موسوس، ولا يقال موسوس. ويقولون: بضعة لحم. والصواب: بضعة، بفتح الباء. ويقولون: دوامة. والصواب: دُوامة. ويقولون: بند وخصر. والصواب: بَند، على وزن طبل وخصر، على وزن جنب وبطن. ويقولون: مشط ذبل. والصواب: ذبل، بفتح الذال، قال أبو عمر: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي أن الذبل ظهر السلحفاة، يعمل منه المشط. ويقولون الأحد أخصام العدل، وهي أركانه، خصم. والصواب: خصم، بالضم. ويقولون لسيف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ذو الفقار. والصواب: ذو الفَقار. ويقولون: رجل كوسج. والصواب: كوسج، بفتح الكاف والسين. ويقولون: الزمج والدمل. والصواب: فتح الميم فيهما. قال الفرزدق: ولئن رغبت سوى أبيك لترجعن ... عبدا إليه كأن أنفك دمل

ويقولون لضرب من المطر: رُشاش. والصواب: رشاش، بفتح الراء، على وزن رذاذ، والرشاش فوق الرذاذ. وكذلك رشاش الدم، يقال: طعنة مُرِسة، كما يقال: سحابة مرسة. ويقولون: منكر ونِكير. والصواب: نكير، بفتح النون وكسر الكاف. ويقولون: بالدابة عثار. والصواب: عثار، بكسر العين. ويقولون لضرب من الطيب: نُضوح. والصواب: نضوح، بالفتح. كما يقال: سفوف، ولعوق لكل ما يلعق من عسل أو دواء. وذرور، ونقوع ودلوك لما يتدلك به، وفطور وسحور، وبرود لشيء يكتحل به، ومصوص وحدود للمكان المنحدر، والحدور مؤنثة، كالصعود من الأرض والهبوط، يقال: وقعنا في حدور منكرة. ويقولون: حلت الشمس بالشرطين، بضم الشين والراء. والصواب: فتحهما. ولا يفرد منهما واحد. ويقولون للقوم يجتمعون على الإنسان في خصومة: هم إِلب عليه. والصواب: ألب، بالفتح. ويقولون: الإمن. والصواب: الأمن، على وزن الخوف، قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به}.

ويقولون: خط مشق. والصواب: مشق، بالفتح. فأما المشق بالكسر فهو المغرة. ويقولون: عروة الخرج والعيبة. والصواب: عروة بالضم. ويقولون: لك زي حسن. والصواب: زي بالكسر، وقد زييتك تزية، مثل حييتك تحية، وزنها تفعلة، بالكسر. ويقولون لضرب من الشجر: صنوبر. والصواب: صَنوبر، والصنوبري الشاعر المنسوب إليه. ويقولون عند الاستعجال: هيّا، وربما قالوا: أيا. والصواب: هيا بالكسر، وأكثر ما تستعمله العرب في استحثاث الإبل، قال الشاعر: وقد دنا الصبح فهِيا هِيا ويقولون: غمد السيف. والصواب: غِمد، والجمع: أغماد. فأما الجفن فمفتوح الجيم، وكذلك جفن العين أيضا. ويقولون: خزانة وبطانة. والصواب: خزانة وبطانة بالكسر. ويقولون للطين الذي يختم به: طابع. والصواب: طابع، بفتح الباء، وقد يقال بكسرها، إلا أن الفتح أفصح وأكثر. وكذلك يقولون: قالب، وطاجن.

والصواب: قالب وطاجن، بالفتح. ويقولون: بضعة لحم، أصابتني زحمة شديدة، وشتوة باردة. والصواب: بضعة، بفتح الباء، وزحمة، وكذلك شتوة، على وزن صيفة. ويقولون: أعطاني فدرة لحم. والصواب: فدره، بكسر الفاء، وهي القطعة من اللحم والتمر، وغير ذلك. ويقولون: فص الخاتم. والصواب فيه فتح الفاء، وقد زعم أبو زيد أن الكسر فيه لغة، ويقولون للصحفة الصغيرة: سكرجة. والصواب: سكرجة، بفتح الراء. ويقولون: الذهاب، واللحاق. والصواب: الذهاب، واللحاق، بالفتح فأما الذهاب فجمع ذهبة، وهي المطرة الضعيفة، ومثلها: العهدة، وجمعها: عهاد. ويقولون: عرض علي المبيت. والصواب: المبيت، بفتح الميم. ويقولون: كثر كسبك. والصواب: كسب، بفتح الكاف. ويقولون: لبعض الملابس: قبطية. والصواب: قبطية، قال الشيخ أبو بكر: أملي علينا أبو يعقوب بن خرزاز: قال الخليل: هي القبطية، والجمع القباطي، وهي ثياب بيض من كتاب، تتخذ بمصر، منسوبة إلى القبط، والنسبة إليهم قبطية، فلما ألزمت الثياب هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي، والثوب قبطي.

ويقولون: شغله هم القرص. والصواب: القرص، بضم القاف. أنشد الفراء: لعمرك إن قرص أبي خبيب ... بطيء النضج محشوم الأكيل. اي بغضب على من يأكل خبزه. ويقولون: السلا. والصواب: السلا، بالفتح، وهي المشيمة. ويقولون: خصلة غزل، وصلة شعر، وفي الجمع: خصالي. والصواب: خصلة، بالضم، وجمعها: خصل. فأما الخصلة، بالفتح، فهي الخلة من الخلال. ويقولون: ثوب من دق تنيس. والصواب: من دق تنيس، بالكسر فيهما جميعا. والجل ضد الدق يقال: أعطيك من جل الشيء ودقه. ويقولون: جلجلان، بفتح الجيم الثانية. والصواب: حلجلان، بضمهما جميعا. ويقولون: جئنا وحدانا. والصواب: جئنا وحدانا، بضم الواو، قال الشاعر: طاروا إليه زرافات ووحدانا ويروى: أحدانا. ومما يطرد فيه غلطهم: كسرهم التاء من التفعال أينما وقع من الكلام، كقول كثير: وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت

وقول معقر البارقي: فألقت عصا التسيار عنها وخيمت ... بأرجاء بيض الماء بيض حوافره وقال آخر: وزمت لترحال الأحبة نوقها ينشدونه: التسيار، والترحال، والتهيام، بكسر التاء. والصواب: الفتح في جميع هذا النوع من المصادر، كالتعداد، والتسآل إلا في حرفين: تلقاء، وتبيان، ومنهم من يجعل تلقاء اسما لا مصدرا، وزاد بعضهم ثالثا فقال: وتمثال مصدر مثلث. فأما الأسماء فتأتي كثيرا على تفعال بالكسر، نحو: تبراك، وتقصار اسم القلادة، ورجل تكلام كثير الكلام، وتلقام كثير الأكل، وتلعاب كثير اللعب. وقد أدخلوا الهاء على هذه الصفات، فقالوا: تكلافة، وتلقامة، وتلعابة. ويقولون: ظهرت الشمس من خلل السحاب، ورأيت الصبح من خلل الديار. والصواب: خلل، بفتح الخاء. ويقولون: أهل الفلاحة، وكتاب الفلاحة، وينشدون بيت أبي تمام: بلد الفلاحة لو أتاها جدول ... أعني الحطيئة لاغتدى حراثا والصواب: الفلاحة، بكسر الفاء، لأنها صناعة من الصناعات، مثل الزراعة والحراثة، والفلح شق الأرض، ومنه: رجل أفلح، إذا كان مشقوق الشفة السفلى. ويقولون: مهلهل. والصواب: مهلهل، بالكسر.

ويقولون: تهامة. والصواب: تهامة، بالكسر، وإذا نسبت إليها قلت رجل تهام، كيمان، وتهامي كيماني. ويقولون: إبراهيم بن المدبر. والصواب: المدبر، بكسر الباء. ويقولون: الموصل، وإسحاق الموصلي. والصواب: الموصل، والموصلي. وقيل أيضا سميت بذلك لأنها موصل ما بين أعمال الجزيرة وأعمال الفرات. ويقولون لهذا الشاعر: البحترى والصواب: البحتري، بضم التاء. فأما أبو البختري من رواة الحديث، فبالخاء معجمة وفتح الباء والتاء، ويقولون: كشاجم. والصواب: كشاجم بفتح الكاف، حكى لنا الشيخ أبو بكر عن أبي القاسم ابن أبي مخلد العماني قال: كشاجم لقب له، جمعت أحرفه من صناعته، أخذ الكاف من كاتب، والشين من شاعر، والألف من أديب، والجيم من منجم، والميم من مغن، قال: ثم طلب الطب بعد ذلك حتى مهر فيه، وصار أكبر علمه، فزيد في اسمه طاء من طبيب وقدمت على سائر الحروف لغلبة الطب عليه، فقيل: طكشاجم، ولكنه لم يسر كما سار كشاجم. ويقولون: عرابة الأوسى. والصواب: عرابة بفتح العين. قال الشماخ: رأيت عرابة الأوسى يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين.

ويقولون: ابن المقفع. والصواب: المقفع، بكسر الفاء، لأنه كان يعمل القفاع ويبيعها، وكذلك أبو هفان الشاعر، بكسر الهاء، وأبو المثلم بكسر اللام، والمتنحل الهذلي بكسر الخاء، فأما المنخل اليشكري فبفتح الخاء. وكذلك المخبل السعدي بفتح الباء، والممزق بن المضرب بن كعب بن زهير بن أبي سلمى يقال بكسر الزاي وفتحها، والكسر أبين، لأنه يقال: إنما سمى الممزق، بقوله: أنا الممزق أعراض اللئام كما ... كان المخزق أعراض اللئام أبي وإنما سمي أبوه المضرب لأنه كان تغزل بامرأة فضربه أخوها، ثمانين ضربة بالسيف على ما ذكروا، فلم يمت وأخذ قصاص جراحه. وأما الملحق الذي قال فيه الأعشى: نفى الذم عن آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق فأكثر الرواية فيه: المحلق بفتح اللام. ويقال إنما سمى المحلق لأن فرسه عضه على خده، فصار أثره كالحلقة. ويقال: بل اكتوى من لقوة كانت به. وأراد الأعشى بالشيخ العراقي: كسرى. ويروى: السيح، وهو الماء الجارى. وهو المؤمل بن أميل الشاعر، بفتح الميم. ويقولون: هو أكذب من مسليمة، والصواب: مسيلمة بكسر اللام. ويقولون: أبو معشر، والصواب: فتح الميم. ويقولون: كتاب إقليدس.

قال الشيخ أبو بكر: كان ابن خرزاذ يقول: هو أقليدوس بضم الهمزة والدال. وهو يزدجرد بكسر الجيم. وكذلك سوسنجرد موضع معروف، وإليه ينسب السوسنجردي من أصحاب الحديث. ويقولون: عقربان لاسم رجل. والصواب: عقربان بضم العين والراء، سمى بذكر العقارب. ويقولون: بهرام. والصواب: فتح الباء، وهو فارسي: بهرام بن أردشير. وكذلك بختيار بفتح الباء أيضا. ويقولون: بزرجمهر. والصواب: بزرجمهر. قال الشيخ أبو بكر: سألت أبا يعقوب عن تفسيره فقال: هو الكثير الحب، بالفارسية. ويقولون: بلقيس. والأكثر الأصوب: بلقيس بكسر الباء. ويقولون: فزارة، وفزاري. والصواب: فتح الفاء. قال الشاعر: جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا ومن الشعر قول امريء القيس: كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامي ونشر القطر يفتحون القاف والطاء من القطر. والصواب: ضمهما. والقطر: عود البخور، ومنه سميت المجمرة: مقطرا.

وقوله: وتحسب سلمى لا تزال ترى أصلا ... من الوحش أو بيضا بميثاء محلال يكسرون الباء من بيضا والميم من ميثاء. والصواب: فتحهما. وقول طرفة: ويقال المرقش: فسقى ديارك غير مفسدها ... صواب الربيع وديمة تهمي يكسرون الكاف من ديارك يتوهمونه خطاب مؤنث، وليس كذلك أنشده أبو عبيد في غريب الحديث بفتح الكاف. وقول آخر: إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت ... عيدان نجد ولم يعبأن بالرتم يكسرون العين من عيدان وذلك غلط. إنما هو جمع عيدانة وهي الشجرة الطويلة. وقول آخر: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر يضمون الحاء من الحجون. والصواب: فتحها. وقول أبي صخر: لليلى بذات الجيش دار عرفتها ... وأخرى بذات البين آياتها سطر الرواية: فتح الجيم من الجيش، وكسر الباء من البين. وقوله: كأنهما م الآن لم يتغيرا يكسرون نون م الآن. والصواب: فتحها، لأن المعنى من الآن،

والآن مبني على الفتح. وقول المتنبي: ولو قلم ألفيت في شق رأسه ... من السقم ما غيرت من خط كاتب يكسرون الشين. والصواب فتحها، لأن الشق بالكسر إنما هو النصف، والشق بالفتح: الصداع، وهو الذي أراده. ووقع في أكثر نسخ كتاب ابن عزير، شاهد مغير عن إعرابه وهو قوله: وراكب جاء من تثليث معتمرا والصواب: وراكب جاء من تثليث معتمر وهو عجز بيت في قصيدة أعشى باهلة المشهورة، التي أولها: إني أتتني لسان لا أسر بها ... من علو لا عجب منها ولا سخر وصدر البيت الشاهد: فجاشت النفس لما جاء جمعهم ... وراكب جاء من تثليث معتمر

باب ما غيروا حركاته من الأفعال

8 - باب ما غيروا حركاته من الأفعال يقولون: يحرث، ويهرب. والصواب: يحرث، ويهرب، بالضم. ويقولون: كبر المولود يكبر. والصواب: يكبر، بفتح الباء، يقال: كبر الأمر يكبر، وكبر الإنسان وغيره يكبر. قال الشاعر: وعلقت ليلى وهي ذات موصد ... ولم يبد للأتراب من صدرها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم. ذات الموصد: المخدرة الصغيرة، والبهم: الصغار من أولاد الضأن والمعز، الواحدة بهمة، للذكر والأنثى سواء. ويقولون: غرس يغرس، وخنق يخنق. والصواب: يغرس، ويخنق ويقولون: فرش يفرش، وحلب يحلب، ومزج الشراب يمزج، وخدم يخدم، وخلب يخلب، وإذا لم تغلب فاخلب. والصواب: يفرش، ويجلب، ويمزج، ويخدم، ويخلب، وإذا لم تغلب فاخلب بالضم. ومثل ذلك: حجز بين الشيئين يحجز، وقرن بين الحبلين يقرِن.

والصواب: يحجر، ويقرن. ويقولون: عنيت بزيد، وعنيت في حاجته أعنى. والصواب: عنيت بضم العين. فأما عنيت أعني فمعناه: تعبت ونصبت: وأما عنا يعنو فمعناه خضع، وهو من العنوة، ومنه قول الله عز وجل: {وعنيت الوجوه للحي القيوم}. ويقولون: هو ينهش، ويخضع، ويسلخ، ويدبغ، ويضغط، ويبغت، ويسعل، ويعض على أنامله. والصواب: ينهش، ويمضغ، ويسلخ، ويدبغ، ويضغط، ويبغت، ويسعل، ويعض، بالفتح. ويقولون: خربت الدار تخرب. والصواب: خربت تخرب. ويقولون: هو يشتم، وينحت، ويفقد، ويبطش، ويصلب السارق، والصواب: يشتم، وينحت، ويفقد، ويبطش، ويصلب، بالكسر. ومثل ذلك قولهم: بصت عينه تبص، والصواب: تبص. ويقولون: كمن يكمن، والصواب: يكمن. ويقولون: حضن الطائر بيضه يحضنه حضنة والصواب: يحضن حضانة، وكذلك المرأة تحضن ولدها حضانة أيضا، وأصل ذلك المنع، يقال: حضنه يحضنه إذا منعه، ففي الحديث: وأراد إخواننا من الأنصار أن يحضنونا أي يمنعونا. ومن كلام ابن مسعود: لا تحضن زينب عن الوصية أي لا تمنع عن النظر فيها، يعني زوجته. ويقولون: جمد الماء يجمد، وشردت الدابة تشرد. والصواب: جمد يجمد، وشرد يشرد، بفتح الماضي وضم المستقبل، ومثل جمد يجمد: جمس يجمس، في الوزن والمعنى.

ويقولون: هذا الثوب يلبق بك. والصواب: يلبق، بفتح الباء، وكذلك اسم الرجل: يلبق لا غير. ويقولون: ما قربت زيدا. والصواب: قربته أقربه، وقربت منه أقرب. ويقولون: عطس يعطس. والصواب: يعطس. ويقولون: وجمت من كلامه، ونقهت من المرض، وعمدت إلى الشيء، وعجزت، وشخصت، وحرصت. والصواب: وجمت، ونقهت، وعمدت، وعجزت، وشخصت وحرصت، بالفتح. ويقولون: نجب الغلام، والصواب: نجب، بالضم، نجابة. ويقولون: فطم الصبي يفطمه. والصواب: يفطمه، بالكسر لا غير. ويقولون: هو يندم، ويعدم. والصواب: يندم، ويعدم. ويقولون: طلع يطلع، والصواب: يطلع يطلع. وكذلك: عثر يعثر، بالضم. ولا يقال: يعثر، بالفتح. ويقولون: يكفيك ما أعطيتك، والصواب: يكفيك، بفتح الباء. ويقولون: غار على أهله يغير، وحار في أمره يحير. والصواب: يغار، ويحار، مثل خاف يخاف. ويقولون: بار دابته يبيرها. والصواب: يبورها. وكذلك: راب اللبن يريب، والصواب: يروب. ويقولون: يوشك أن يكون كذا. والصواب: يوشك، بالكسر. ويقولون: لدغته الحية تلدغه. والصواب: تلدغ، بفتح الدال.

ويقولون: هو يلبس ثوبه. والصواب: لبس الثوب يلبسه، ولبس عليهم الأمر يلبسه. ويقولون: هذا لبوس أهل الشر. والصواب: لبوس، بفتح اللام، قال الراجز: إلبس لكل عيشة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها ويقولون: شهق، ونحل، بالفتح. ويقولون: ثبت أيضا، من قولك: رجل ثابت العقل، وثبت الجنان. ويقولون: نكد الأمر ينكد، والصواب: نكد ينكد نكدا. ويقولون: لبد يبلبد. والصواب: لبد يلبد بالأرض لبودا. ويقولون: عدلت عن الطريق. والصواب: عدلت، بالفتح. ويقول: ملك يملك، وهلك يهلك. والصواب: يملك، ويهلك، بالكسر فيهما. ويقولون: بر والده يبره، ومله يمله. والصواب: يبره، ويمله، بالفتح. ويقولون: نظم العقد ينظمه. والصواب: ينظم، بالكسر. ويقولون: ذبل البقل وغيره. والصواب: ذبل يذبل, أنشد أبو عبيد: متعود لحن يعيد بكفه ... قلما على عسب ذبلن وبان هكذا الرواية: متعود بالدال غير معجمة، وإنما وصف الشاعر كاتبا لحنا، أي فطنا. لم تكن لم قراطيس يكتبون فيها. فكانوا يكتبون في عسب النخل. وقوله: وبان، يريد ورق بان.

ويقولون: قصد يقصد، وسبق يسبق. والصواب: يقصد ويسبق، بالكسر. ويقولون: قدم من سفره، يقدم، ومرض يمرض. والصواب: يقدم ويمرض. ويقولون: نتجت لدابة. والصواب: نتجت، ونتجتها أنا. ويقولون: أتخم الرجل، أذا أضر به الشبع. والصواب: أتخم، فهو متخم، على ما لم يسم فاعله. وكذلك يقولون: استهتر الرجل، وهو مستهتر. والصواب: استهتر وهو مستهتر، وهو الذي يخلط في أفعاله وأقواله حتى كأنه بلا عقل. ويقولون: تفتر عن برد. والأفصح الأشهر: تفتر، على ما لم يسم فاعله، ويقال: فر، وافتر، وقال عمر بن أبي ربيعة: يرف إذا تفتر عنه كأنه ... حصى برد أو أقحوان منور هكذا الرواية: تفتر، بضم أوله. ومعنى يرف ها هنا: يبرق ويتلألأ قال أبو على حسن ابن رشيق رحمه الله قال قوم من أهل العلم: لم يوصف الثغر، بمثل هذا البيت: ويقولون: استضحك الرجل. والصواب: استضحك وفي الحديث أن عكرمة بن أبي جهل بارز يوم أحد رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم فاستضحك النبي عليه السلام فقيل له ما أضحكك يا رسول الله، وقد فجعنا بصاحبنا؟ قال: أضحكني أنهما في درجة واحدة في الجنة. ثم أسلم عكرمة رضي الله عنه يوم الفتح. ويقولون: اصطلمت أذناه.

والصواب: اصطلمت، ورجل مصطلم. ويقولون: صمت أذناه. وينشد كثير من العروضيين: منزلة صم صداها وعفت ... أربعها إن سئلت لم تجب. والصواب: فتح الصاد. قال الله تعالى: {فعموا وصموا} يقال: صم الرجل يصم صمما، وصمم، وأصمه الله ومن أمثالهم: صمت حصاة بدم يريدون كثر الدم، فلو وقع فيه حصاة لم يسمع لها صوت. وكذلك يقولون: شلت يده، وينشد كثير منهم: وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ... ورجل رمي فيها الزمان فشلت والصواب: شلت، بفتح الشين. ويقولون: أجبل الشاعر إذا انقطع. والصواب: أجبل، وأصله من: أجبل حافر البئر إذا وصل إلى الجبل، فلم يستطيع الحفر. وكذلك أكدى، إذا وصل إلى الكدية. ويقولون: خسف الشمس والقمر. والصواب: كسفت الشمس، وخسف القمر. وقيل: الحسوف، بالحاء. أفصح فيهما جميعا. ويقولون: كلفت بكذا. والصواب: كلفت أكلفت. وفي الحديث: إن الله لا يمل حتى تملوا، فاكلفوا من العمل ما تطيقون. ومن الشعر قول ابن رزيق: والله لو لم تقع عيني على بلد ... في سفرتي هذه إلا وأقطعه ينشدونه: وأقطعه، بفتح الهمزة، والصواب: ضم الهمزة والمعنى: إلا وأعطاه.

باب ما غيروه من الأفعال بالزيادة

9 - باب ما غيروه من الأفعال بالزيادة. يقولون: أوهبتك كذا، وأحرمتك كذا. والصواب: وهبت، وحرمت، بغير ألف. ويقول: أنحسه الله. والصواب: نحسه الله، بغير ألف. ويقولون: أفحلت الفرس وغيره. والصواب: فحلت، قال اب السكيت: أنشد الأصمعي: إنا إذا قلت طخارير القزع وصدر الشارب منها عن جرع نفحلها البيض القليلات الطبع ويقولون: أهزلت دابتي. والصواب: هزلتها. ويقولون: أغاظني فعلك، يغيظني. والصواب: غاظني، يغيظني، قال الله تعالى: {هل يذهبن كيده ما يغيظ} وكذلك: أرعبني كذا. والصواب: رعبني، فأنا مرعوب. ويقولون: أرشيت السلطان، وأسدلت الثوب. والصواب: فيهما فعلت، بغير ألف: سدلت ورشوت. وكذلك يقولون: أنعشه الله. والصواب: نعشه الله أي رفعه قال الشاعر:

كم فقير نعشته بغد عدم ... ويتيم جبرته بعد يتم كلما عظت الحوادث نادى ... رضي الله عن سعيد بن سلم ويقولون: أخلع السلطان عليه، وأكساه، والصواب: خلع عليه وكساه. ويقولون: أقلبت الثوب وغيره. والصواب: قلبت. ولا يقال: أقلب، في شي، إلا في قولهم: أقلبت الخبزة إذا حان أن تقلب. وكذلك لا يقال: أرجع، في شيء، إلا في قولهم: أرجع يده في كمه، وما سوى ذلك فإنما يقال فيه: رجعه، قال الله تعالى: {يرجع بعضهم إلى بعض القول}. وفي الحديث: إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده، يوم يبعثه، وقد أجاز بعضهم: ما أرجعت إليه كلمة والأول أحسن. ويقولون: أقيم على الرجل في داره وعبده. والصواب: قيم عليه. وكذلك يقولون: ابيع الثوب، وأزيد عليك في ثمنه. والصواب: بيع، وزيد عليك. وكذلك يقولون: أخير لك في كذا. والصواب: خير لك. وإذا أخبر أحدهم عن نفسه أنه بيع وخيف، قال: أبعت وأخفت. والصواب: بعت وخفت، فأنا مبيع ومخوف. وكذلك يقال في نظائره. وهذا الضرب من الفعل يستوي فيه فعل ما سمي فاعله، وفعل ما لم يسم

فاعله، فإذا بعت أنت شيئا قلت: بعت كذا، وإذا باع أحد رقبتك قلت: بعت، أيضا فاستويا، إلا أن وزن الأول: فعلت، ووزن هذا، فعلت، كان الأصل: بيعت، فاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت إلى الباء بعد إسكانها، وبقيت الياء ساكنة والعين ساكنة، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وبقيت كسرة الياء تدل عليها. ويقولون: اظلام الليل، وابكام الرجل، إذا أرتج عليه في كلامه. والصواب: أظلم الليل، وبكم الرجل. ويقولون: أعبت على فلان فعله. والصواب: عبت، على مثال: بعت. قال الشاعر: أنا الرجل الذي قد عبتموه ... وما فيه لعياب معاب وكتب رجل إلى صديق له كتابا فيه: وقد أعبت عليك كذا، وأعبت كذا. وكرر ذلك، فرد عليه جواب كتابه: أما بعد، فقد وصل إلى كتابك، فعبت عليك قولك: أعبت، والسلام.

باب ما غيروه من الأفعال بالنقص

10 - باب ما غيروه من الأفعال بالنقص. يقولون: شلت الحجر وغيره. والصواب: أشلته، وشلت به، وكذلك يقال في الدابة أشالت ذنبها، وشالت به. ويقولون: رميت العدل، وركبت فرسا فرماني. والصواب: أرميت العدل، أرماني الفرس. ويقولون: دل، ومن أمثالهم: أدل فأمل. ويقولون: عقت الدابة، والصواب: أعقت، ولكن لا يقال لها: معق، وإنما يقال لها: عقوق. ويقولون: ما عازك من شيء فهو عندي، وما يعوزني إلا كذا، والصواب: أعوز، يعوز. ويقولون: أعلم وايقن. والصواب: أعلم وأيقن، على وزن أكرم. ويقولون: أذاني زيد، وما يأذيك غير نفسك. ويقولون: هو يأسي إليك. والصواب: يسيء إليك. وفي الماضي: أساء، بالمد والهمز، على وزن: اكرم يكرم. ويقولون: قل الشيء من الأرض.

والصواب: أقله، ومنه قولهم: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء مثلك وقال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت على الله ما لا أعلم. ومنه اشتقاق القلة. ويقولون: فلان فاد في سفره، إذا كسب مالا. والصواب: أفاد، ويأتي الكلام على معنى فاد في موضعه، إن شاء الله.

باب ما غيروه بالهمز أو تركه

11 - باب ما غيروه بالهمز أو تركه. يقولوه: لحم ني. والصواب: نيء، بالهمز وكسر النون، وقد أنأته، أنيئه إناءة، إذا لم تنضجه. فأما الني فهو الشحم. أنشد الأصمعي لبعض الأعراب: أقول لنضو أنفذ السير نيها ... فلم يبق فيها غير عظم مجلد خذي بي ابتلاك الله بالشوق والهوى ... وشاقت تحنان الحمام المغرد فمرت هويا خوف دعوة عاشق ... تشق بي الظلماء في كل فدفد فلما دنت في السير ثنيت دعوتي ... فكانت لها سوطا إلى ضحوة الغد. ويقولون: مراة. والصواب: مرآة، على وزن مخلاة، وهي في الأصل مفعلة. ويقولون: ذوابة شعر. والصواب: ذؤابة، بالهمز والتخفيف وضم الذال، وغلام مذاب. ويقولون: اللبا، لأول ما يحلب من اللبن. والصواب: اللبأ، بالهمز، والقصر. ويقولون: لما يخرج من الجسم: ثالولة، وفي الجمع: ثالول. والصواب: ثولول، بضم الثاء، والهمز، واحد مذكر، وجمعه: ثآليل.

ويقولون: رية. والصواب: رثة، بالهمز والتخفيف، تقول: والله ما رأيت زيدًا، أي ما ضربت رئته. ويقولون: تهري اللحم. والصواب: تهرأ، وهرأته، وأهرأته. ويقولون: حاتم طي. والصواب: حاتم طيء بهمزة بعد ياء مشددة. ويقولون: جبرءوت، وذلك خطأ. وإنما يقال: جبروت، وجبرية. ويقولون: سد مأرب. والصواب: مارب، على وزن قارب. قال النابغة الجعدي: من سبأ الحاضرين مارب إذ ... يبنون من دون سيله العرما العرام: المسناة، وهو السد في وسط الوادي. ويقال له: السكر، أيضا. ومما يشكل في هذا الباب: الفأرة، من الحيوانات، مهموزة. وفأرة المسك، غير مهموزة لأنه من فار يفور. روأت في الأمر، مهموز. ورويت رأي، اي مخطيء الرأي، غير مهموز. والفأل ضد الطيرة، مهموز. فأما قول: جعله الله فالا لا يفيل، أي لا يخيب، فعلى تسهيل الهمزة، ليتجانس الكلام، كما قالوا: جئته بالغدايا والعشايا، وارجعن مأزورات غير مأجورات. الجريء، بالهمز، الشجاع. والجريء، بغير همز، الوكيل.

سواج، موضع بالبصرة، غير مهموز، قال الراجز: أقبلن من نير ومن سواج وأبو سؤاج، رجل معروف، مهموز، قال الأخطل: تعيرني شراب الشيخ كسرى ... ويشرب قومك العجب العجيبا مني العبد عبد بني سؤاج ... أحق من المدامة أن تعيبا

باب ما غيروه بالتشديد

12 - باب ما غيروه بالتشديد يقولون للحم الأسنان: لثة. والصواب: لثة، بتخفيف الثاء وكسر اللام. ويقولون: شفة. والصواب: شفة، بالتخفيف وفتح الشين. ويقولون: قوارة الطوق. والصوابك قوارة، بالتخفيف وضم القاف. ويقولون: فلاق الحطب. والصواب: فلاق، بالتخفيف. ويقولون: قرقل. والصواب: قرقل، بالتخفيف، وهو القميص الذي لا كمي له. ويقولون: اصطبل، بتخفيف اللام وإسكان الباء. ويقولون: لحرف الروي من الشعر: قافية. والصواب: قافية، بالتخفيف، على وزن فاعلة، لأنها تقفوا صاحبتها، أي تتبعها، فأما إذا كانت القصيدة على حرف القاف ونسبتها إليه، فإنك تقول: قافية، بالتشديد، لأن الياء للنسبة، كما تقول: كافية ولامية. ويقولون: ورل، بتشديد اللام. والصواب: ورل، بتخفيفها، على وزن جمل، وهو على ما يقال ولد

التمساح، إذا خرج إلى البر وأقام به. ويقولون للبقعة البيضاءـ، تكون في البر أو البحر، بياضة. والصواب: بياضة، بالتخفيف، لأنه يقال: في عين فلان بياضة وبياضا، وفي عينه كوكبة وكوكب. وربما قالوا للأبقع من الكلاب وغيرها: بليق. والصواب: بليق، بتخفيف اللام، على تصغير الترخيم، كما قالوا: زهير من أزهر، وسويد من أسود. ومثل للعرب: يجري بليق ويذم. وقال بعضهم: يصلح أن يكون دبير الأسدي تصغير أدبر، في قول من قال في أبلق: بليق، وفي أسود: سويد، ويصلح أن يكون تصغير دبر، لأنه يقال: بعير دبر وأدبر، ومنه قول الشاعر: هان على الأمس ما يلقى الدبر وإنما سمى دبيرا لأن السلاح أدبرت ظهره، أي تركت به دبرا. وهؤلاء القبيلة: بنو دبير. وفي قول الناس: بليق، بالتشديد، من العيب أيضا: أن الكلب والطائر وغيرهما سوى الفرس لا يقال فيه إلا أبقع. وإنما الأبلق في الخيل خاصة. ويقولون للحب المزروع: زريعة، ويجمعونها على زراريع. والصواب: زريعة، بالتخفيف، والجمع: زرائع. ويقولون: قبو ويجمعونه على أقبية. والصواب: قبو بالتخفيف وإسكان الباء، وجمعه: أقباء على غير قياس. ولو جمع على القياس لقيل: أقب، كما يقال: أدل ودلاء، في جمع دلو. وهو من قولك: قبوت الشيء قبوا، إذا جمعته. ويشددون الميم من الدم.

والصواب: تخفيفها، وقد جاء فيه التشديد، ولكنها لغة ضعيفة، وكذلك يشددون الراء من حر المرأة. والصواب: تخفيفها، لأن أصله: حرج، فنقص، وإذا جمع رد إلى الأصل، فقيل في جمعه: أحراج. وكذلك الأب والأخ، يشددونهما. والصواب: التخفيف. وذكر ابن دريد أن الكلبي قال: يقال أخ، مثقل، وأخه، مثقل، قال ابن دريد: وما أدري ما صحته. ويقولون: مثلت بين يديه. والصواب: مثلت، أي قمت، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم قال: " من أحب أن يمثل الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار". وهو من الأضداد، يكون الماثل القائم، ويكونا اللاطيء بالأرض، ويقولون: اصطرلاب. والصواب: أصطرلاب، بتخيف اللام وإسكان الراء. ويقال: أسطرلاب، بالسين أيضا، وهو الأصل، وإنما قلبت صادا لمجاورة الطاء. ويشددون الحاء من: لا حول ولا قوة إلا بالله. والصواب: تخفيفها. ومنهم من يشدد اي المفسرة في مثل قول أهل التفسير من قول الله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} معناه: اي امشوا.

ومنهم من يقول: آي بالمد. وكذلك أي التي للنداء، يقولون: أي زيد أقبل. والصواب: التخفيف والقصر، على وزن كي. وقد جاء في التي للنداء خاصة للمد، إلا أن القصر أشهر وأفصح. ويقولون: أرض ندية، وعصا مستوية وملتوية، ومسترخية. وسمعت مغنية، ومغنيتين، ورأيت المكاريين. والصواب: تخفيف هذا كله، وما أشبهه. ويقولون: نكس رأسه، بالتشديد، وقلما يستعمل إلا مخففا، قال الله عز وجل {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم} وكذلك يقولون: نكب عن الطريق. والصواب: نكب، بالتخفيف، قال الله تعالى {عن الصراط لناكبون} ومما يشددونه من الشعر قول حسان بن ثابت الأنصاري: رب حلم أضاعه عدم المال وجهل غطا عليه النعيم. ويقولون: غطى. والرواية: غطا، بالتخفيف، وغطا بمعنى ستر. وقد روي فيه التشديد إلا أن التخفيف أكثر وأشهر. وقول المتنبي: إلام طماعية العاذل يشددون الياء من طماعية. والصواب: تخفيفها.

باب ما غيروه بالتخفيف

13 - باب ما غيروه بالتخفيف يقولون: حوصلة، ودوخلة. والصواب: حوصلة، ودوخلة، بالتشديد. ويقولون: الحواري، للدقيق. والصواب: الحوارى، بضم الحاء وتشديد الواو. ويقولون: القني، في جمع قناة. والصواب: القني، بالتشديد كما تقول: دواة ودوي. ويقال في جمع القناة أيضا: قني، وفي جمع الدواة: دوي، بينه وبين واحدته الهاء. ويقولون: مقدم السفينة، ومؤخرها، ومقدم الشاة. والصواب: مقدم ومؤخر، بالتشديد، ولا يقال: مقدم ومؤخر، بالتخفيف، في شيء إلا في العين خاصة: فإنه يقال: مقدم العين ومؤخرها، بالإسكان. ويقولون: حيش الحشيش. والصواب: احتش، على وزن افتعل. وحش أيضا. ويقولون: هذه لمعة قد أحشت، اي قد أمكنت أن تحش، وذلك إذا يبست. ويقولون: ماني الموسوس. والصواب: ماني الموسوس، بتشديد النون، اسم فارسي، فأما المنوي، الذي نسبت إليه المانوية، فاسمه: مانا بتخفيف النون

وألف بعدها. ومما يشكل من هذا الباب. عمان، بضم العين وتخفيف الميم: بلد على شاطيء البحر بين البصرة وعدن، وإليه تضاف الأزد فيقال: أزد عمان. والأزد على فرق: أزد عمان وأزد شنوءة وأزد العتيك وأزد السراة. وعمان، بفتح العين وتشديد الميم: بلد بالشام، قال الشاعر: آبن عمان من قصور عمان. ومن الشعر قول ابن دريد: أن القضاء قاذفي في هواة ... لا تستبل نفس من فيها هوى يقولون: في هوة بالتخفيف. والصواب: التشديد.

باب ما غيروه من اسماء الفاعلين والمفعولين

14 - باب ما غيروه من اسماء الفاعلين والمفعولين. يقولون لصانع السفن: نشاء. والصواب: منشيء، لأنه من أنشأ. ويقولون: رجل مهاب، ومعاب. والصواب: مهيب، ومعيب، لأنه لا يقال: أهبته، ولا أعتبه. ويقولون: أنا معجب بك. والصواب: معجب أيضا، فأما المعجب فهو الذي يعجبك. قال الأعور الشني: وكائن ترى من معجب لك شخصه ... زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم. ويقولون: أنت معزم على السفر. والصواب: عازم. ويقولون: هو مذهول العقل، ويوم مهول. والصواب: ذاهل، وهائل. ويقولون: قصيدة مردوفة بألف، وسلعة مقرورة للبيع. والصواب: مردفة، ومقردة. ويقولون: شيء مفسود، ومصلوح. والصواب: مفسد، ومصلح. ويقولون لمن أقعد عن المشي: مقعد، والصواب: مقعد، بضم الميم. ويقولون: أنت مربح في تجارتك، وفلان مخسر، ورجل مشغب.

والصواب: رابح، وخاسر، وشاغب، لأنه لا يقال: أشغبني، وإنما يقال شغبني. ويقولون: جاء محثا، إذا جاء مسرعا. والصوابك حاثا، إذا حث دابته، أو محثوثا، إذا حثه غيره. ويقولون: مال محروز، ومركب موسوق، وخبز محروق. والصواب: محرز، وموسق، ومحرق. ويقولون: رجل نفاق، والصواب: منفق، وكثير الإنفاق. ويقولون: رجل مبطول، ومبطول اليد، والصواب: مبطل. ويقولون: هو متعوب، ومبغوض، وموجوع القلب. والصواب: متعب، ومبغض، وموجع القلب. وكذلك يقولون: لحم موقوع. وذلك خطأ. لأنه وقع لا يتعدى، لا يقال وقعته، وإنما يقال: أوقعته فوقع. يقولون: ماء طلوب، أي بعيد. والصواب: مطلب، يقال: أطلب الماء، إذا بعد، فأحوجك إلى أن تطلبه. ويقولون: عالم مبرز. والصواب: مبرز، بكسر الراء، برز الرجل في العلم وغيره، إذا نفد فيه. ويقولون: هذا حديث مزاد فيه، وثوب مصان. والصواب: مزيد، ومصون، وقد قيل فيه: مصوون، على التمام. ولم يجيء في ذوات الواو على التمام إلا حرفان: مسك مدووف، وثوب مصوون، فأما ذوات الباء فتجيء على النقص وعلى التمام، نحو: طعام مكيل ومكيول، وثوب مخيط ومخيوط، وطعام مزيت ومزيوت. ويقولون: زاد المحكي في حكايته كذا.

والصوابك الحاكي. ويقولون: شرب المسكر. والصواب: المسكر، بكسر الكاف، فأما المسكر بفتح الكاف فهو السكران نفسه. ويقولون: حديث مستفاض. والصواب: مستفيض، أو مستفاض فيه. ويقولون: دار مخروبة، ونار موقودة، وخرقة ملزوقة. والصوابك مخربة، وملزقة، يقال: ألصقت الشيئ فلصق، وألزقته فلزق. ويقولون: رجل نهمي في الأكل. والصواب: نهم، فأما النهمي فمنسوب إلى نهم قبيلة من همدان. ويقولون للشيء المطروح: مرمي، وحبل مثنى، وملوى، والمقضى كائن، وحوت مقلي. والصواب: مرمي، ومثني وملوي، والمقضي كائن، وحوت مقلي ومقلو، لأنه يقال: قليت وقلوت، والواو أفصح. فأما في البغض فإنما يقال: قليته أقليه، وقليته أقلاه، وعليها جاء المثل: أخبر تقله. وذكر عن المأمون أنه قال: لولا أن أمير المؤمنين عليا صلوات الله عليه قال: أخبر تقله، قلت: اقله تخبر. وكذلك يقولون: إناء مطلي، ورجل مكري، وسيف مجلي. والصواب: مطلي، ومكري، ومجلو. ويقولون للحصير التي يصلي عليها: مصلية. والصواب: مصلى. وكذلك يقولون: كلة مرخية. والصواب: مرخاة.

ويقولون: أللهم اجعلنا من المنسيين في قلوب المؤذنيين. والصواب: المنسيين، بفتح الميم. والمؤذين، على وزن المعطين، والمؤذون، في حالة الرفع. ويقولون: أنا عيان من المشي، والصواب: معي. ويقولون للذي يطرز: طراز، والصواب: مطرز. ويقولون: فرس مسروج، ملجوم. والصواب: مسرج، ملجم، ويقولون، متاع مقارب، والصواب: مقارب، بكسر الراء. ويقولون: رجل فاطر، وامرأة فاطرة. والصواب: مفطر، ومفطرة. ويقولون: هو مهدور الخبابة: والصواب: مهدر، لأنه لا يقال: هدر دمه، وإنما يقال: أهدر. ويقولون: رجل معلول، وكلام معلول، والصواب: معل، وكذلك: رجل مألوم، والصواب: مؤلم. ويقولون: رجل مسمن. والصواب: مسمن، بفتح الميم الثانية. ويقولون: أنا مويس من كذا، والصواب: يائس، وآيس كلاهما على وزن فاعل مقلوب، والفعل منهما على فعل: يئس وأيس ويروى البيت بالوجهين جميعا: وما أنا من أن يجمع الله بيننا ... على خير ما كنا عليه بآيس وأنشدوا للعرب: أيا أم عمرو أخفضي الطرف وارفعي ... ولا تيأسي أن يكسب المال آيس ويقال: استيأس بمعنى يئس، فأما المؤيس فهو الذي يؤيسك من الشيء.

باب ما غيروا بناءه من أنواع مختلفة

15 - باب ما غيروا بناءه من أنواع مختلفة. ويقولون: إناء ملآ. والصواب: ملآن. على وزن سكران. ويقولون: تنور الرجل، من النورة. والصواب: انتور، وانتار. ولا يقال: تنور إلا إذا أبصر النار. ويقولون: رجل مقطوع. والصواب: منقطع به. ويقولون امرأة نافسة - والصواب: نفساء، يقال: نفست، بضم النون، إذا ولدت، ونفست، بفتحها، إذا حاضت. ويقولون: رمان مليسي. والصواب: إمليسي. ويقولون: استيمنت برؤيتك، واستطرت برؤية فلان. والصواب: تيمينت وتطيرت. ويقولون: هو عندي عيرة. والصواب: عارية، بالتشديد، وقد جاء عارية، بالتخفيف إلا أن التشديد أكثر. والياء فيهما منقلبة عن واو. وتقول العرب: بنو فلان يتعورون العواري بينهم. وقولهم العواري بالواو، يدل أيضا على أن الأصل في العارية الواو. ويقال: عارة بمعنى عارية، وأنشد أبو زيد: فأتلف وأخلف إنما المال عارة ... وكله مع الدر الذي هو آكله. ويقولون: رجل عسرى، إذا كان يعمل بشماله. والصواب: أعسر. ويقولون: لقبيلة من الروم: البرغل. والصواب: البلغر.

ويقولون: داموس. والصواب: ديماس، والجمع: دياميس، فأما الداموس فهو القبر. ويقولون للصفاة الملساء: إبلاقة. والصواب: ملقة، وجمعها: ملقات. قال الهذلي. أتيح لها أقيدر ذو حشيف ... إذا سمت على الملقات ساما. ويقولون للقلق: بلارج. والصواب: بلورج، عن ثعلب. ويقولون: زمتكة الطائر. والصواب: زمكي، وزمجي، أيضا. ويقولون: مسجار الحمام. والصواب: مزجل وإنما سمى بذلك، لأن الحمام يزجل به، أي يرمي، زجلت الشيء إذا رميت به.

باب ما أنثوه من الذكر

16 - باب ما أنثوه من الذكر. من ذلك: القلب، والرأس، والبطن، والجوف، يقولون: رقت له قلبي: وانتفخت بطني، ونحو ذلك. والصواب: تذكير الجميع. قال الشاعر: وإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا. والروح: الغالب فيه التذكير. وهم يؤنثونه. ومنهم من يؤنث القمر، فيقول: طلعت القمر. وتأنيثه لا يجوز. وكذلك السيف، ربما أنثوه. والصواب: تذكيره. وكذلك السكين، يؤنثونه وهو مذكر. قال أبو حاتم: وزعم من لا يوثق به أنه سمع فيه التأنيث، وليس ذلك بشيء. قال وسألت أبا زيد والأصمعي وغيرهما ممن أدركنا فكلهم يذكر السكين، وينكر التأنيث. وأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب: يرى ناصحا فيما بدا وإذا خلا ... فذلك سكين على الحلق حازق. وكذلك الكيميا يؤنثونه. قال أبو عمرو الشيباني: الكيمياء مذكر موحد، فارسي معرب. وكذلك السرج، يقولون: سرج جيدة، وسرج لطيفة. والصواب: تذكيره. وكذلك البيت، لا يعرفون فيه إلا التأنيث، وربما أنشد بعضهم: يا بيت عاتكة التي أتعزل

والصواب: الذي أتعزل. وقالت جليلة بنت مرة، ترثى زوجها كليبا، وتتخوف قتل أخيها جساس به: هدم البيت الذي استحدثته ... وبدا في هدم بيتي الأول وكذلك بيت الشعر، وبيت الشعر: مذكران لا يجوز تأنيثهما. ومنهم من يؤنث الباب، فيقول: الباب مفتوحة ومغلوقة، والصواب: تذكيره، لا يقال إلا مفتوح ومغلق لا غير. ويقولون: صبت المطر. وهو مذكر لا يجوز تأنيثه. وصب من الأفعال المتعدية، لا يقال: صب الماء، وإنما يقال: انصب، وصبه غيره، إلا أن كثيرا من العلماء استعملوا: صب المطر. ومما أنثوه: وهو مذكر الحصير، وربما أدخلوا عليه هاء التأنيث، فقالوا: حصيرة. وذلك غلط، لا يجوز فيه إلا التذكير. وفي الحديث قال: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته. وكذلك الدمل، يؤنثونه، وربما أدخلوا عليه هاء التأنيث أيضا. وهو لا يجوز تأنيثه. وأنشدني الشيخ ابو بكر أيده الله لبعض العرب: وصاحب كالدمل الممد ... حملته في رقعة من جلدي وكذلك الغدير، مذكر، وهم يؤنثونه، وسمي غديرا لأن السيل غادره، اي تركه. وكذلك القميص، ربما أنثوه فقالوا: قميص جديدة، وقديمة.

والصواب: التذكير، قال الله تعالى تبارك وتعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي}. وكذلك الحرباء: يتوهمونه أنثى. وهو ذكر قال قيس بن الحدادية: أني أتيح لها حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا يعني الحادي، في جده ولزومه، شبهة بالحرباء، والتنضبة: شجرة لطيفة، ويقال: هي ضرب من الشيخ تتلق بها الحرابي. وجمعها: التناضب.

باب ما ذكروه من المؤنث

17 - باب ما ذكروه من المؤنث السن مؤنثة. وهم يذكرونها، يقولون: نقلع سنه. والصوابك انقلعت، فأما الأنياب، والأضراس فمذكرة. وأنشد أبو زيد في أحجية: وشرب ملامح قد رأينا وجوهه ... إناث أدانيه ذكور أواخره يعني ثغرا، لأن الأسنان متقدمة، والأنياب والأضراس متأخرة. وكذلك السن من العمر، مؤنثة أيضا، يقال: كبرت سني. والكبد والإصبع مؤنثتان، وهم يذكرونهما. وأنشد أبو حاتم: فإن الصبا ريح إذا ما تنشمت ... على كبد حرى تجلت غمومها ويذكرون الكف، والعضد، والصدغ. وهن مؤنثات. وكذلك الكتف، والضلع، والورك، والفخذ، والساق، والقدم، والعقب، والعرقوب، والكراع، والكرش: إناث كلهن لا يذكر واحدة منهن. وفي الحديث: " خلقت المرأة من ضلع عوجاء نزعت من جنب آدم "، ويقال في جمع الكراع: ثلاث أكرع. والأكارع: جمع الجمع، وكذلك ما كان من المؤنث من هذا الباب، أكثر ما يجمع في قليل العدد على افعل، نحو عقاب وأعقب.

ومن ذلك: الريح والنار، يذكرونهما وهما مؤنثتان، وكذلك العرس، والصواب: تأنيثهما، أنشد أبو زيد: إنا وجدنا عرس ... الحناط لئيمة مذمومة ... الحواط تدعي مع النساج ... والخياط وكذلك القوس، أنثى كالعرس. إلا أنهما يصغران بغير هاء، تقول: قويس وعريس. ومما شذ أيضا فلم تدخل الهاء في تصغيره، وهو مؤنث، قولهم في العرب: عريب، وفي الحرب: حريب، وفي درع الحديد: دريع، وفي ذود: ذويد. وكذلك الناب من الإبل، وهي المسنة، تصغيرها: نويب ونييب. وقالوا في تصغير خمس، وست وسبع وتسع، وعشر، بغير هاء لئلا يلتبس بخمسة وستة وسبعة وعشرة، إلا أن ستا أصلها سدس، فإذا صغرتها قلت: سديس، وقالوا: سديسة. ومما يذكرونه وهو مؤنث: البئر، والدلو، والفأس، والكأس، والعكاز، والنعل، والسراويل، وهؤلاء كلهن مؤنثات. قال قيس بن سعد بن عبارة: أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود والخمر، الغالب فيها التأنيث. والضحا مؤنثة، ويقالك ارتفعت الضحا، والضحا من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس جدًا. فأما الضحاء بالفتح والمد، فمذكر، هو من انقضاء الضحا إلى قريب من نصف النهار. والقدوم التي ينجر بها: مؤنثة. والطست مؤنثة، أعجمية معربة، يقال: طست وطسة

والتصغير: طسيسة وطسيس والجمع: طساس، وطسات. والمجنيق مؤنثة. والعقاب مؤنثة، يقال: هذه عقاب، وثلاث أعقب. والكثير: العقبان قال امرؤ القيس: عقاب تدلت من شماريخ ثهلان

باب ما يجوز تذكيره وتأنيثه وهم لا يعرفون فيه غير أحدهما

18 - باب ما يجوز تذكيره وتأنيثه وهم لا يعرفون فيه غير أحدهما من ذلك: اللسان، والذراع، والعنق، والقفا. هذه الأربعة تذكر وتؤنث، إلا أن الغالب في العنق: التذكير، وفي الذرع: التأنيث. وكذلك الحروف لا يعرفون فيها سوى التأنيث. وليس كذلك بل تذكيرها جائز مستعمل، يقال: هذه باء وهذا باء، وهذه تاء وهذا تاءـ، وهذه جيم وهذا جيم. وكذلك سائر الحروف، وأنشدوا: كافا وميمين وسينا طاسما يقال: طامس، وطاسم، بمعنى. إلا أن التأنيث أعرف في الحروف. وكذلك السوق، تذكر وتؤنث، والغالب فيها التأنيث، والدليل على ذلك أنهم مجمعون في التصغير على: سويقة. والحانوت، يذكر ويؤنث. قال أبو زيد: الأشد، يؤنث ويذكر، من قولك: بلغ الرجل أشده، وهي الأشد، وهو الأشد. وقال غيره: الأضحى تذكر وتؤنث، يقال: قرب الأضحى، وقربت الأضحى، فمن ذكر ذهب إلى اليوم، ومن أنث ذهب إلى الذبيحة.

والعسل، يذكر ويؤنث. والغالب فيه التأنيث. والسلطان، لا يعرفون فيه إلا التذكير والتوحيد. قال أبو حاتم: وهو يؤنث ويذكر ويكون واحدا وجمعا، تقول: قضت به عليك السلطان، وأتتهم سلطان جائرة، وكل ما جاء في القرآن مذكر، كله أريد به الحجة، قال: فأما قوله: {وما كان لي عليكم من سلطان} فأظنه التسليط، مثل الإمارة الولاية. وقال أبو النجم في الجمع: إن لم يغثني سيد السلطان يعني الخليفة سيد السلاطين. وقال ابن النحاس في كتابه الكافي: السلطان أنثى، ويقع للواحد والجميع، قال أبو العباس يعني المبرد هو جمع سليط، قال ابن النحاس: يعني أنه مثل قولك: رغيف ورغفان. وقال ابن النحاس في كتاب معاني القرآن: السلطان: الحجة، ومن هذا قيل للوالي، سلطان، لأنه حجة الله عز وجل في الأرض. ويقال: إنه ماخوذ من السليط، وهو ما يستضاء به. والطريقة تذكر وتؤنث، والتذكير فيه أغلب. والحال تؤنث وتذكر، تقول: أنا بحال صالحة، وبحال صالح، والتأنيث فيها أغلب. قال كعب بن زهير: فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول قال أبو حاتم: والغول مؤنثة، وهي ساحرة الجن، وهي التي تغول وتلون.

والسلاح تؤنث وتذكر، تقول: أخذت السلاح كله، وإن شئت: كلها. والتذكير أغلب، لأن في القرآن: {عن أسلحتكم}. وما كان على هذا الوزن، من المؤنث، فإنما يجمع في أقل العدد على أفعل كشمال وأشمل. وقد تقدم نحو هذا. وحراء، اسم جبل بمكة معروف، يذكر ويؤنث، والتذكير أعرف الوجهين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اسكن حراء ولم يقل: اسكني.

باب غلطهم في التصغير

19 - باب غلطهم في التصغير كل ما كان على ثلاثة أحرف فإنهم لا يفرقون بين تصغيره وتصغير ما كان على أربعة أحرف، ثالثه حرف لين: يقولون: في تصغير مهر: مهير. وفي تصغير بغل، بغيل: وفي تصغير طفل: طفيل: وفي تصغير جبل: جبيل. والصواب: جبيل، وطفيل، ومهير، على وزن شعيب. فإذا صغروا مؤنث هذا الباب لم يجروا فيه على اصلهم من الغلط لا يكادون يقولون: مهيرة، ولا طفيلة، بالتخفيف. فأما فعيل، بالتشديد، فإنما يختص بالرباعي الذي ثالثه حرف لين، كما تقدم، وذلك ما كان على وزن: فعال، أو فعال، أو فعال، أو فعلول، أو فعيل، نحو: حمار، وقذال، وغلام، وعمود ورغيف. يقولون في تصغيره: حمير، وقذيل، وغليم، ورغيف. أنشد سيبويه: بني إن البر شيء هين ... المنطق اللين والطعيم الطعيم تصغير الطعام. ووقعت الميم في القافية مع النون. وكذلك يقولون في هذا الضرب إلا أنهم ربما غلطوا في أحرف منه، ففتحوا الياء، نحو قولهم في تصغير كبير وصغير: كبير، وصغير، بالكسر. وكذلك لا يفرقون بين تصغير ما كان على أربعة أحرف وبين تصغير ما كان على خمسة أحرف، رابعه حرف لين، نحو درهم، وعصفور، ومسمار.

يقولون: دريهم، وعصيفر، ومسيمر. والصواب: أن يكون في تصغير الخماسي حرف اللين، كما كان من مكبره، إلا أنه ينقلب ياء على كل حال، فتقول في عصفور: عصيفير، وفي مسمار: مسيمير، وفي مفتاح: مفيتيح. ويقولون في تصغير عجوز: عجيزة. والصواب: عجيز، بغير هاء، مع التشديد، قال الراجز: عجيز عارضها منفل ... طعامها اللهنة أو أقل ويقولون في تصغير عين: عوينة. والصواب: عيينة. وفي تصغير شيء: شوي. والصواب: شيئ. فأما شوي فتصغير شاء. وفي تصغير: خيط: خويط. والصواب: خييط. وفي تصغير شيخ: شويخ - والصوابك شييخ. ويقولون في تصغير الضحا: ضحية. قال أبو حاتم: تصغير الضحا: ضحى، ولم يقولوا ضحية، على القياس، كرهوا أن يختلط بتصغير ضحوة.

باب غلطهم في النسب

20 - باب غلطهم في النسب. يقولون: رجل دنيائي. والصوابك دني، على وزن قمري، ودنيوي، ودنياوي أيضا ويقولون: إذا نسبوا إلى الدم: رجل دماوي. والصواب: دموي، وإن شئت: دمي. وكذلك ما كان من هذا الضرب المحذوف اللام، الذي لا ترد إليه لامه في التثنية والإضافة: أنت مخير في رد لامه في النسب إليه، وتركها فإذا نسبت إلى غد قلت: غدي، وإن شئت: غدوي. ويقولون: النقا الخطية، والصواب: الخطية، بالفتح منسوبة إلى الخط، وليس الخط منبتها. وإنما تأتي بها سفن الهند فترفأ في خط البحرين، ونسبت إليه، وهو ساحل ترفأ فيه السفن. ويقولون للبخيل الذي ينظر في الحبة والحبتين: حبي بكسر الحاء. والصواب: حبي، بفتحها، منسوب إلى الجنة. ويقولون: يوم بدري، وليلة بدرية. والصواب: بدري، وبدرية، بإسكان الدال، لأنه منسوب إلى البدر. وإذا نسبوا إلى الخريف قالوا: خرفي. والصواب: خرفي، بفتح الخاء، على غير قياس. ويقولون: رجل نحوي.

والصواب: نحوي، بإسكان الحاء، منسوب إلى النحو. ورجل لغوي: والصواب: لغوي، بضم اللام، منسوب إلى اللغة. وقد جاء لغوي، كما جاء أموي، إلا أنها ضعيفة جدًا، والفصحى. أموي، لأنه منسوب إلى أمية. كما تقول: طهوي إذا نسبت إلى طهية. ويقولون للذي يروى الأخبار: خبري: والصواب: خبري، بفتح الخاء. ويقولون: جلولي. والصواب: جلولي، بفتح الجيم، منسوب إلى جلولاء ويقولون: كلب سلوقي. والصواب: سلوقي، بفتح السين، منسوب إلى سلوق، موضع باليمن، تنسب إليه الكلاب والدروع. ويقولون للكلب القصير: صيني. والصواب: زئني، بالزاي والهمزة. ويقولون: الآذري. والصواب: أذري، بالقصر، وأذربي على غير قياس، لأنه منسوب إلى أذربيجان بفتح الذال وإسكان الراء. ومن غلطهم في النسب إلى القبائل: نسبتهم إلى: لخم: لخمي. وإلى النخع: نخعي، والصواب: لخمي، بإسكان الخاء، ولخعي، بفتحها، وهو إبراهيم النخعي والأشتر النخعي. ولا يجوز إسكانها. وكذلك قولهم في النسب إلى قبيلة من اليمن: كلاعي، غلط. والصواب: كلاعي بفتح الكاف، قبيلة تنسب إلى ذي كلاع ملك من ملوك اليمن. ويقولون: عنتر العبسي. والصواب: عنترة العبسي وكذلك: الأسود العنسي بسكون النون أيضا، ولا يجوز فتحهما. ويقولون: بربري. والصواب: بربري، وهو يتكلم بالبربرية، بفتح الباءين.

باب غلطهم في الجموع

21 - باب غلطهم في الجموع يقولون: الأنافي، في جمع أنف والصواب: آنف، في القليل، وأنوف، في الكثير، كما يجمع فلس على أفلس وفلوس. ويقولون في جمع حدأة: أحدية. والصواب: حدأ، بالقصر، وحدآت. ويقولون في جمع مرآة: أمرية. والصواب: مراء، على وزن معان، والكثير: مرايا، وكذلك يقولون في جمع قفا: أقفية، وفي جمع رحى: أرحية. وفي جمع مهر: أمهرة. والصواب: أفقاء، وأرحاء، وأمهار، ومهار. قال الشاعر: ومجنبات لا يذقن عدوقا ... يقذفن بالمهرات والأمهار ولا يقال لواحدة الأرجاء: رحى، بالكسر. وكذلك يقولون في جمع فرو: أفرية. والصواب: أفر، في قليل العدد، وفراء، في كثيره. ويقولون في جمع جدي: جديان. والمتفصحون منهم يقولون: الجراء، وكل ذلك خطأ. والصواب: أجد، في قليل العدد. وجداء في كثيره، ووزن أجد:

أفعل، كقولك أكلب في جمع كلب، وفي قليل العدد، وكلاب في الكثير. والأصل في أجد: أجدي، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، وكسر ما قبل الياء، إذ ليس في الكلام ياء ساكنة قبلها ضمة، وحذفت الياء لسكونها وسكون التنوين. وكذلك ما كان من هذا الباب، مثل: أظب، جمع ظبي، وأيد، جمع يد. وهذا حجة من قال: وزن يد: فعل. وكذلك ما كان آخره واوا، كدلو وحقو، يقولون في جمعه: أدل وأحق، لأن الأسماء ليس فيها ما آخره واو قبلها ضمة، وإنما يكون ذلك في الأفعال، لأن الأسماء تتغير بالنسبة والإضافة وغير ذلك. فإذا أدى قياس إلى ذلك أبدل من الواو ياء، ومن الضمة كسرة، فصار إلى باب ما آخره ياء. والأصل المرفوض: أدلو، وأحقو. ويقولون في جمع صاع: آصع. والصواب: أصوع، مثل دار وأدور، ونار وأنور، ويجوز همز الواو في هذا الباب، لثقل الضمة عليها، والصاع تذكر وتؤنث. ويقولون: أهوية الناس مختلفة، أي إرادتهم وشهواتهم.

والصواب أهواؤهم؛ لأنها جمع هوى، مقصور. قال الله تعالى: {واتبعوا أهواءهم}. وفي الأخبار: أن ابن شبرمة قبل أن يلى القضاء مر به موكب السلطان، فأقبل ولده يتطاول إلى النظر إليه فقال له: يا بني: دعهم، لنا ديننا ولهم دنياهم، فلما ولي القضاء بعد ذلك، وأكثر الإتيان إلى السلطان، قال له ولده: يا أنت! أين ما كنت قلت لي يوم مر بنا موكبهم؟ فقال: يا بني! إن أباك أكل من حلوائهم فحط في أهوائهم. فأما الأهوية فجمع الهواء الذي بين السماء والأرض، ممدود، يقال: أهوية البلدان مختلفة، وأهواء الناس مختلفة. ويقولون في جمع سن: سنان - والصواب: أسنان. ويقولون في جع السري: سراة. والصواب: في فتح السين، يقال: هو من سراة الناس. فأما السراة، بالضم، فهم الذين يسرون بالليل، جمع سار. ويقولون في جمع كراع: كوارع. والصواب: أكارع، وفي أقل العدد: أكرع. قال الشاعر: زنيم تداعاه الرجال سفاهة ... كما زيد في عرض الأديم الأكارع ويقولون في جمع فيل: فيلة. والصواب: بكسر الفاء، كما يقال: ديك وديكة. ويقولون في جمع خبيث: أخباث. والصواب: خبثاء، مثل ظريف وظرفاء. ويقولون في جمع رقعة: رقائع. والصواب: رقاع، فأما الرقائع فجمع رقيعة. وقيل جمع رقعة، على غير قياس.

ويقولون في جمع لقمة: لقام. والصواب: لقم. ويقولون في جمع قبة: قبب. والصواب: قباب وقبب. وبعضهم يقول في جمع جبة: جبب. والصواب: جباب. ويقولون في جمع نقمة: نقمات، بفتح النون. والصواب: نقمات، بكسرها.

باب ما جاء جمعا فتوهموه مفردا

22 - باب ما جاء جمعا فتوهموه مفردا من ذلك: المصران، يجعلونه واحدًا، ويكسرون ميمه. وإنما هو جمع مصير، يقال: مصير ومصران، كما يقال: رغيف ورغفان. ثم يجمع المصران على مصارين، فالمصارين جمع الجمع. وكذلك الطير يجعلونه واحدا، يقولون: اشتريت طيرا واحدا، واشتريت طيرين، أي اثنين من الطير، والطير إنما هو جمع لا واحد. والواحد طائر، والأنثى طائرة. تقول: اشتريت طائرا وطائرين. قال الله عز وجل: {فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك} ثم يجمع الطير على أطيار وطيور، قال أبو حاتم، وربما قالوا: طائر وطوائر. وكذلك الجنان، لا يعرفونه إلا البستان المفرد، وليس كذلك. إنما الجنان جمع جنة، كشنة وشنان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملي جنانا". وروى البخارى أن أم حارثة ابن سراقة لما قتل يوم بدر قالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة ابني مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع؟ فقال: ويحك! أوهبلتِ؟ أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس.

وقال الأحنف بن قيس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في كلام طويل: وإن إخواننا من أهل الكوفة نزلوا في مثل حدقة البعير الفاسقة من العيون العذاب والجنان الخصاب. فلو لم تكن الجنان جمعا ما نعتها بالخصاب، وهو جمع. وكذلك قولهم: أرض بور، والبور، بالضم، إنما هو نعت الجمع. قال ابن خرزاذ، قال أبو زياد الكلابي: البور: أرض لا نبت فيها، بالفتح، وجمعها: بور، بالضم، قال عدي بن زيد: وأبقين آيات لمن كان مسهبا ... شناخيب أعلاما وبورا بلاقعا ويقال: رجل بور، وقوم بور، أي هالك، وهلكى. فعلى هذا، إذا جعلت الأصل في الأرض من الهلاك والموت، إذا كانت لا نبت فيها، شبهت بالميت فقد يجوز أن يقال: أرض بور وأرضون بور. ولكن المسموع ما قدمته. وكذلك بالميت فقد يجوز أن يقال: أرض بور وأرضون بور. ولكن المسموع ما قدمته. وكذلك الزناد، يجعلونه واحدًا، وهو جمع، يقال: زند وزندة، والجمع زناد.

باب ما أفردوه مما لا يجوز إفراده وما جمعوه مما لا يجوز جمعه

23 - باب ما أفردوه مما لا يجوز إفراده وما جمعوه مما لا يجوز جمعه. يقولون لواحد النبل: نبلة. وذلك غير جائز، ليس للنبل واحد من لفظه، وإنما واحده: سهم، وقدح. والنبال جمع النبل. ويقولون: خرجنا وحودنا، وجاء القوم وحودهم، فيجمعون، وذلك غير جائز أيضا. وإنما يقال: خرج زيد وحده، وخرج الزيدون وحدهم، وخرجنا وحدنا، هكذا على التوحيد والنصب في كل حال. ويقولون: سافرنا في العواشر، يعنون عشر ذي الحجة، والعواشر إنما هي جمع عاشرة. والصواب أن يقال: سافرنا في العشر، وصمنا العشر. قال عمر بن أبي ربيعة: لقيت ابنة السهي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسى عاشرة العشر فكلمتها ثنيتين كالثلج منهما ... وأخرى على لوح أحر من الجمر قوله: عن غفر أي عن بعد، واللوح: العطش، وجاء به ها هنا استعارة، ويعني بإحدى الكلمتين، التي هي كالثلج: تسليمه عليها، وبالأخرى، التي هي أحر من الجمر: توديعه إياها. وفي الكلام حذف التقدير فكلمتها كلمتين: واحدة منهما كالثلج، والأخرى أحر من الجمر.

باب في أنواع شتى

24 - باب في أنواع شتى يقولون: ذبانة. والصواب: ذبابة، وجمعها: ذباب، وجمع الذباب: أذبة، وذباب، كغراب، وأغربة، وغربان. فكما لا يقال: غربانة كذلك لا يقال: ذبانة. وقد قال قوم: إنه لا يقال إلا ذباب، للذكر والأنثى، كالغراب، يقع على الذكر والأنثى. وكذلك يقولون: صئبانة. والصواب: صؤابة، وجمعها: صؤاب، وجمع الجمع: صئبان، كما يقال أيضا غراب وغربان. ويقولون: خشكنان. والصواب: خشكنانج لا غير، الواحدة: خشكنانجة. ويقولون: عايرت فلانا بكذا. والصواب: غيرته كذا قال النابغة: وعيرتني بنو ذبيان رهبته ... وما علي بأن أخشاك من عار ويقولون: عايرت الموازين. والصواب: عايرتها عيارا. ويقولون: الحمد لله الذي كان كذا وكذا. والصواب: الحمد لله إذ كان كذا وكذا. ويقولون: والله الذي لا إله إلا الله. والصواب: والله الذي لا إله إلا هو، لأنك إذا لم تأت بقولك هو لم يمكن في الكلام راجع إلى الذي. ويقولون: هذا الأمر يألو إلى كذا، أي يصير. والصواب: يؤول.

ويقولون للذكر من المعز، إذا كان أحمر إلى السواد: أحو. والصواب: أحوى، والأنثى حواء، بالمد. وكذلك يقال: فرس أحوى، وهو الورد الأحم، والحمة والحوة سواء. ويقولون: ما بقي له سائحة ولا رائحة. والصواب: سارحة ولا رائحة، ويقال: سرحت الماشية بالغداة، وراحت بالعشي. وقولهم: أثر ما أصله عندي قول العرب: أفعل ذلك آثرا ما أي أول شيء، فغيروه. ويقولون: هو مباح للشارد والوارد. والصواب: للصادر والوارد. ويقولون: عرس الرجل بامرأته. والصواب: أعرس. فأما عرس فمعناه: نزل بالليل. ويقولون: قنزعة الديك. والصواب: قوزعة، وقد قوزع الديك، إذا نبتت قوزعته. ويقولون لضرب من الطير: سمانة. والصواب: سماني في الجمع، على وزن حبارى، وفي الواحدة: سماناة، بتخفيف الميم أيضا. ويقولون: مقرط فلان، إذا تابع الكلام وأكثر. والصواب: قرمط، يقال: قرمط خطوه، إذا قاربه في إسراع، وقرمط خطه إذا جمعه وضم بعضه إلى بعض. ويقولون: الكورة، والصلوجان. والصواب: الكرة والصولجان.

ويقولون: فلان ما يجري ولا يمري، والصواب: ما يجلي ولا يمرء. ويقولون: تنوقت في صناعة الشيء، والصواب: تأنق.

باب ما وضعوه غير موضعه

25 - باب ما وضعوه غير موضعه يقولون: للكلأ الأخضر: حشيش. وليس كذلك. إنما الحشيش: اليابس. فأما الأخضر فيسمى: الرطب والخلي. ويقولون للحشيش اليابس: عسب، وليس كذلك، إنما العشب: الأخضر من المرعى. ويقولون: هاج الزرع، إذا غلظ وخشن، لا يعرفون فيه غير ذلك. وإنما هاج: تصوح وجف، قال الله تبارك وتعالى: {ثم يهيج فتراه مصفرا}. ويقولون: فلان، يحوقل في أشغاله. يعنون أنه يتلبث ويتشاغل بغير ما هو فيه. وليس كذلك. إنما الحوقلة: سرعة المشي. ويقولون: أكلنا طعاما فوجدنا له البنة، أي طيب مذاق. وذلك غلط. إنما البنة: الرائحة، قال الشاعر: وعيد تخرج الأرآم منه ... وتكره بنة الغنم الذئاب. يريد أن هذا الوعيد تخرج الأرآم منه، أي تسقط أولادها قبل حين الولادة. والأرآم لا تخرج ولا تخرج زعموا أي لا تسقط قبل تمام عدتها. ولا تلد ولدا ناقص الخلق، وكذلك لا تمرض إلا مرض الموت. ولذلك قالوا: أصح من ظبي. وقوله: وتكره بنة الغنم الذئاب، يريد أن الذئاب تكره

رائحة الغنم، على فرط محبتها لها فتخالف عادتها لشدة هذا الوعيد. ويقولون للمسترخي الأذنين من الخيل: أبد. وليس كذلك. إنما الأبد: المتباعد ما بين اليدين، وهو عيب. فأما استرخاء الأذنين فهو الخذا. ويقال للذكر: أخذى وللأنثى: خذواء. وإذا كان الفرس أقنى مدحوه بذلك، وجعلوه من علامات عتقه. والقنا في الفرس عيب عند العرب، وإنما يكون القنا في الهجن. قال الشاعرك ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل ... يسقى دواء قفي السكن مربوب ويقولون للفرس القليل اللحم، المضطرب الخلق: ملواح، وليس كذلك. إنما الملواح: السريع العطش. ويسمون عتاق الخيل العربية وغيرها: البراذين. وذلك غلط. إنما البراذين عند العرب: التي تسميها الناس الزوامل. وعندي أن أصل قولهم: فلان يبرذن، إنما هو لسفره بالبراذين. ويقولون للتيس: عنز. وليس كذلك. إنما العنز: الأنثى من المعز خاصة. والذكر: تيس، ويكون التيس من المعز والظباء والضأن. هذا قول أبي حاتم السجستاني وغيره. من ذلك: تقريص العجين، هو عندهم بسطه باليد. وليس كذلك. إنما تقريص العجين: تقطيعه ليبسط، يقال: قرصت المرأة العجين،

إذا قطعته لتبسطه، وكل مقرص مقطع، هذا كلام أبي عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة سألته عن دم المحيض في الثوب فقال: " قرصيه بالماء" يعني قطعيه. قال الشيخ أبو بكر أيده الله: فأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " قرسوا الماء في الشنان" فبالسين، ومعناه: بردوه، من القرس وهو البرد. والشنان جمع شنة، وهي القربة البالية. ومن ذلك: العرصة عندهم: بناء قائم كالسارية. وليس كذلك. إنما العرصة: كل بقعة ليس فيها بناء. قال مالك بن الريب: تحمل أصحابي عشاء وغادروا ... أخا ثقة في عرصة الدار ثاويا ومن ذلك: الهارب والآبق، لا يفرقون بينهما. وليس يسمى آبقا إلا إذا كان ذهابه من غير خوف ولا إتعاب عمل، وإلا فهو هارب. ومن ذلك: الجنب والجانب، لا يفرق كثير من الناس بينهما. والجنب للحيوان. والجانب: ناحية كل شيء. وليس لشيء من الحيوان غير جنبين، وله جوانب كثيرة، لأن كل ناحية من نواحيه جانب، والجنب أحد جوانبه، فكل جنب جانب، وليس كل جانب جنبا، تقول: نزلنا بجانبي الوادي، ولا تقول: بجنبيه، إلا على المجاز. ومن ذلك: نعم وبلى، لا يفرقون بينهما. والصواب: إذا كان السؤال موجبًا: أن يكون جوابه، بنعم، كقولك: أخرج زيد؟ أركب أخوك؟ هل قدم أبوك؟ فالجواب: نعم. ولا يجوز ها هنا: بلى. قال الله تعالى: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم}.

وإذا كان السؤال غير موجب كان الجواب ببلى، ولا يجوز ها هنا نعم. قال الله تعالى: {ألست بربكم قالوا بلى}. ومن ذلك: المنكب والمرفق، لا يفرقون بينهما. والمرفق: رأس الذراع الذي يلى العضد. والمنكب: رأس العضد الذي يلي الكتف. ومما يضعونه غير موضعه قولهم: حمادى أن فعل فلان كذا فعلت أنا كذا فيجعلونه مثل: مقدار ومسافة، وما أشبه ذلك وقد يضعون هذه الكلمة أيضا موضع. بالحرى وإنما هي بمعنى: قصارى. يقال: حماداك أن تفعل كذا، أي قصاراك. ومن ذلك: الخرطوم، يذهبون إلى أنه الفم. وليس كذلك. إنما الخرطوم: الأنف. ويقال للعظيم الأنف: خرطماني. ووصف رجل من العرب ابنه فقال: كان والله أشرق خرطمانيا، إذا تكلم سال لعابه. والعرب تمدح بطول الأنف. ومن ذلك: القدم، يذهبون إلى أنها مؤخر الرجل. وليس كذلك. إنما القدم مقدمها، الأصابع، وما يليهن. قال الشاعر: ولسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما هكذا الرواية: تقطر بالتاء، الدما بفتح الدال، وفي تقطر ضمير راجع إلى الكلوم، كأنه قال: تقطر الكلوم الدما. ويروى يقطر بالياء، ويكون الدما على هذه الرواية هو الفاعل، لأن فيه لغة على وزن قفا وعصا، تقول:

هذا دما، ومررت بدما، إلا أنها لغة رديئة. ومن ذلك: أطناب الخباء، يذهبون إلى أنها الشقاق المخيطة في أسفله. وليس كذلك. إنما الأطناب: الحبال التي يشد بها في الأوتاد. ومن ذلك: الأوباش من الناس، هم عندهم: السفلة. وليس كذلك. إنما الأوباش والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رؤساء وأفاضل، وفي الحديث: قد وبشت قريش أوباشا أي جمعت جموعًا. ومن ذلك: بنك الشيء، وهو عندهم: معظمه. وليس كذلك. إنما بنك كل شيء: خالصه. ومن ذلك: المقرف، هو عندهم: البخيل. وذلك غلط. إنما المقرف: الذي أمه كريمة وأبوه ليس كذلك، والهجين: الذي أبوه كريم وأمه ليست كذلك، قال الشاعر: كم بجود مقرف نال العلا ... وكريم بخله قد وضعه ألا تراه سماه مقرفا، وجعل له جودًا نال به العلا، وسمى الآخر كريما، وجعل له بخلا قد وضعه، فلم يرد أيضا بالكريم السخي. ويقولون: رجل هيوب، للذي يهابه الناس. والصواب: مهيب. فأما الهيوب فهو الجبان. قال الشاعر كعب بن سعد الغنوي: أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوب يقولون للخرقة المخيطة، في جانب القميص: بنيقة. وليس كذلك. إنما البنيقة: لبنة القميص التي فيها الأزرار. قال الشاعر المجنون: يضم إلى الليل أطفال حبها ... كما ضم أزرار القميص البنائق ويقولون: قدم الأمير في ضفف، يعنون في كثرة وحفدة. وإنما الضفف: قلة الطعام وكثرة الآكلين. والحفف: أن يكون الطعام على قد آكليه.

ويقولون: تشحط الصبي، إذا بكى، وتشحطت المرأة، إذا صاحت. وليس كذلك. إنما التشحط: التضرج بالدم. ويقولون للمرأة الكهلة المسترخية اللحم: مطهمة. وليس كذلك. قال الأصمعي: المطهم. التام كل شيء منه على حدته، فهو بارع الجمال. يقال صبي مطهم، وفرس مطهم، إذا كان حسن الخلق. ويقولون للفرس الأبيض: أشهب. وليس كذلك. إنما يقال: أبيض، وقرطاسي. فأما الشبهة فهي سواد وبياض، يقال: فرس أشهب، إذا اختلط فيه السواد والبياض ويقولون للفرس الكميت أو الأشقر، تخالط شقرته شعرة بيضاء: أشعل: وليس كذلك. إنما يقال له: صنابي، نسب إلى الصناب، وهو الخردل بالزبيب. أما الأشعل فهو الذي في عرض ذنبه بياض. ويقولون: للفرس السريع الحسن المشي: حادر، وللمرأة الحسناء: حادرة. والحدارة إنما هي الغلظ، يقال: فرس حادر، أي غليظ، وإنما سمى الأسد حيدرة، لشدته وغلظه. ويقولون: إنما فلان شبح قائم، أي صفر خال. وليس كذلك. إنما الشبح والشبح: الشخص. ويقولون: للثوب إذا كان مفرجا: مبنق. وليس كذلك. إنما التبنيق: التحسين والتزيين. قال ثعلب: يقال: بنقت الكتاب. إذا جمعته وحسنته، وبنقت الشيء، إذا قومته، ولذلك قيل بنائق القميص لأنها تحسنه. ويقولون: للسمع: قير. وليس كذلك.

إنما القير: الذي يطلى به السفن، يقال: قير وقار. ويقولون للكمثرى: إنجاص. وذلك غير معروف. إنما الإنجاص والإجاص لغتان ضرب من المشمش. ويقولون لما نتأ في بدن الإنسان وسائر جسمه. من علة أو مهنة: درن. وليس كذلك. إنما الدرن: الوسخ يعلو الجسم وغيره. ومن أمثالهم: " لا درنك أنقيت ولا ماءك أبقيت". ومن ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم البيت الحمام، ينقي الدرن ويذكرنا البار. ويقولون: خرج فلان قبيل، يريدون المبالغة في البعد، وليس كذلك. إنما هو أقرب من قبل، لأنه تصغيره، فإذا قلت: جاء زيد قبيل الصبح، فهو أقرب إلى الصبح من قولك: جاء قبل الصبح. ويقولون: عندي زوج من البقر، يعنون اثنين، وليس كذلك. إنما الزوج واحد، ولا يقال للاثنين من شيء من الأشياء: زوج، إذا كان أحدهما لا يستغني عن صاحبه. وإنما يقال لهما زوجان. والزوجان والفردان سواء، تقول: أخذت زوجي نعال وزوجي خفاف، تريد اثنين. وكذلك الحمام، ومن كل شيء لا يقال للاثنين زوج، وإذا قلت: فلان يحرث بزوجين من البقر، فهما اثنان من البقر. وكذلك لا يقال: قطعت بالمقص والجلم. وإنما يقال: بالمقصين والجلمين.

ويقولون: كل يوم ليلته قبله إلا عاشوراء، فإنه ليلته بعده. وليس كذلك. إنما قال أهل العلم: كل يوم ليلته قبله إلا يوم عرفة رأيته في كتاب الهجاء للدينوري وذكر لنا الشيخ أبو محمد عبد الحق أيده الله أنه رأى ذلك لأهل العلم. ويقولون: سانية، للخشب الذي تديره الدابة إذا سنت. وليس كذلك. إنما السانية: الدابة التي تسنو. ويقولون لنبت له زهر أصفر: أقحوان. وليس إياه. إنما الأقحوان: البابونج، والبابونق لغتان وهو الذي يقول له الناس: البابونق، بضم النون. ومن ذلك: التطفيف، هو عندهم التوفية والزيادة. لا يعرفون فيه غير ذلك، ويقولون: إناء مطفف، أي ملآن، حتى فاض أو كاد. وليس كذلك. وإنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفان، وهو الذي قارب أن يمتليء، ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ون طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين وفي الأخبار: ترك المكافأة على الهدية من التطفيف. ومن ذلك: العجز والكسل، لا يفرقون بينهما. والعجز عن الشيء: ألا تستطيعه، يقال: أعجزني الشيء إذا حاولته فلم تقدر عليه. والكسل أن تترك الشيء وتتراخى عنه، وإن كنت تستطيعه. وذكر أن رجلا من أهل العلم قال: وعدني بعض صناع مكة بصناعة شيء وحد لي وقتا، فأتيته للوقت فلم ألف ذلك الشيء، فقلت له: أعجزت: قال: لم أعجز عنه، ولكني كسلت. قال فتصاغرت إلى نفسي، أن يكون الصانع أعلم مني بمواقع الكلام.

ويقولون للكروم: الدوالي، وللواحدة: دالية. وليس وهو كذلك. إنما الدالية: التي تدلو الماء من البئر والنهر، أي تستخرجه، من دلوت الدلو إذا أخرجتها، وأدليتها، إذا أرسلتها، والدالية كالدولاب والناعورة، ونحو ذلك. ويقولون: شاة مولودة، للتي ولدت قريبًا. وذلك غلط. إنما المولودة: ولدها إذا كان أنثى. ويقولون للبئر المطوية لماء المطر: جب، قال أبو عبيد: الجب: البئر التي لم تطو. ويسمون أرض الحرث: الفدان. وليس كذلك. إنما الفدان، بتشديد الدال وتخفيفها: الحديدة التي تجمع أداة الثورين في القران. ويقولون: اختفى زيد مني، بمعنى: استتر. وليس كذلك. إنما المختفي: الظاهر. فأما المستتر فهو المستخفي، يقال: استخفى إذا استتر، واختفى إذا ظهر، ومنه قيل للنباش: مختف. ويقولون للكراكي: غرانيق. وإنما الغرانيق عند العرب: طير الماء واحدها: غرنيق وليس في كلام العرب على هذا الوزن غيره.

ويقولون: عرطز المهر إذا مر يمرح. وإنما العرطزة عند العرب: التنحي، يقال: عرطز الرجل إذا تنحى. ويقولون: نفحت الدابة برجلها، إذا ضربت برجلها، وليس كذلك. إنما يقال: نفحت بيدها، ورمحت برجلها. ومن ذلك قولهم للبوادي: قرى، وخرجنا إلى القرية، إذا خرجوا إلى البادية. وليس كذلك. إنما القرية: المدينة، قال الله عز وجل: {على رجل من القريتين عظيم} قيل أراد مكة والطائف. وقال: {لتنذر أم القرى ومن حولها}. قال قتادة: كنا نحدث أنها مكة، لأن الأرض منها رجبت وقيل: إنما سميت أم القرى لأنها تقصد من كل قرية. ويقولون للبساط: نمرقة، وذلك غلط. إنما النمرقة: الوسادة. ويقولون لبعض بسط الصوف: حنبل. وليس كذلك. إنما الحنبل: الفرو. عن الشيباني وغيره.

باب ما جاء لشيئين أو لأشياء فقصروه على واحد

26 - باب ما جاء لشيئين أو لأشياء فقصروه على واحد. يقولون لضرب من سباع الطير: صقر. والصقر: كل ما يصيد من سباع الطير. قال العجاج: تقضي البازي من الصقور وقد زعم قوم أن كل ما يصيد يقال له صقر، إلا النسر والعقاب. ويقولون للآس خاصة: ريحان. والريحان: كل نبت طيب الريح. وكذلك الأرجوان لا يعرفونه إلا الصوف الأحمر. وليس كذلك. بل كل أحمر أرجوان، صوفا كان أو غيره. وكذلك العجم لا يكون عندهم إلا السودان خاصة. وليس كذلك. بل العجم: الروم والفرس والبربر، وجميع الناس سوى العرب. وكذلك الصقلبي، لا يكون عندهم إلا الخصي، أبيض كان أو أسود. وإنما الصقلبي: منسوب إلى الصقالبة، قبيلة من الروم، واحدهم: صقلبي، خصيا كان أو فحلا. ويقال للأسود: صقلبي، إلا أن الصقالبة كثر الخصاء فيهم، فنسب غيرهم إليهم. وكذلك قولهم لساكن القيروان خاصة: قروي. وليس كذلك.

بل كل من سكن القرية يقال له: قار، وقروي، وكل من سكن البادية يقال لهك باد، وبدوي. فليس القيروان أحق بهذا النسب من غيرها، لأنها واحدة من القرى، فأما النسب إلى اسمها فقيرواني بفتح الراء وضمها، لأنه يقال: قيروان، وقيروان، بالفتح والضم، وأصلها بالفارسية: كاروان. ومن ذلك الغنم، لا يعرفونها إلا الضأن خاصة دون المعز، وليس كذلك. إنما الغنم اسم للضأن والمعز جميعا. وكذلك الشاة، إنما هي عندهم الأنثى من الضأن، وليس كذلك. بل الشاة تقع على الذكر والأنثى من الغنم، ضأنها ومعزها، وعلى الذكر والأنثى من بقر الوحش. قال الأعشى: وكان انطلاق الشاة من حيث خيما وكذلك النعجة، لا يعرفونها إلا الضائنة خاصة والنعجة تقع على الضائنة وعلى البقرة الوحشية. وكذلك الفرس، لا يعرفونه إلا الذكر من الخيل والفرس يقع على الذكر والأنثى. وكذلك الجواد: يقع أيضا على الذكر والأنثى منها. قالت ليلى الأخيلية: أعيرتني داء بأمك مثله ... وأي جواد لا يقال لها هلا وكذلك الفلو، يقع على ولد الفرس، كما يقع على ولد الحمار والبغل.

وكذلك البعير، يقع على الجمل وعلى الناقة. وكذلك الإنسان، يقع على الرجل وعلى المرأة. وكذلك الحمامة، ليست عندهم إلا الأنثى. ولا يقال للذكر الواحد: حمام، إنما يقال: عندي حمامة ذكر. فأما الحمام فهو جمع حمامة. وكذلك البطة: والدجاجة. والنعامة، والحية، والبقرة، والجرادة، وقد روى عن الكسائي أنه قال: قال لي بعض الأعراب: رأيت جرادًا على جراده. فقلت له: أجمعا على واحدة؟ فقال: لا بل ذكرا أنثى وهذا شاذ لم يسمع بمثله. وكذلك قولهم للأدهم من الخيل: بهيم، خاصة دون سائر الألوان. والبهيم يقع على كل لون خالص، لا يخالطه غيره، يقال: أشقر بهيم، وورد بهيم. كما يقال: أدهم بهيم. ويقولون: لما تغطي به المرأة رأسها، من شقاق الحرير خاصة: خمار. والخمار: كل ما خمرت به المرأة رأسها من ثوب، حرير وكتان، وغير ذلك. وفي الحديث: " خمروا آنيتكم " رواه أبو عبيد. قال: ومنه الحديث الآخر: أنه أتى بإناء من لبن فقال: لولا خمرته ولو بعود تقرضه عليه. قال الأصمعي: تعرضه عليه بالضم. وكذلك الملحفة: لا تكون عندهم إلا من قطن. وليس كذلك. بل كل ما التحق به فهو ملحفة. وكذلك الإزار، لا يكون عندهم إلا الملحفة الخشنة من الكتان.

والإزار إنما هو كل ما اؤتزر به. وفي الحديث: لتشد إزارها على نفسها وشأنه بأعلاها يعني الحائض ومئزرها. ولا يقولون إسكاف، إلا للخراز خاصة. وكل صانع عند العرب: إسكاف وأسكوف. قال الشاعر: وشعبتا ميس براها إسكاف أي نجار. والميس: شجر يعمل منه الرحال. ويقولون لضرب من العود: خيزران. والخيزران، كل عود لين ينثني. ومنه قيل أيضا لسكان السفينة: خيزرانة، ويقال خيزران أيضا بفتح الزاي، إلا أن الضم أكثر. ولا يقولون بحر إلا لما كان ملحا خاصة. والبحر يقع على العذاب والملح. قال الله عز وجل: {وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات} فسمى العذاب بحرا، وإنما سمى البحر بحرا لاتساعه. ويقولون لضد البكر من النساء خاصة: ثيب. والثيب يقع على الذكر وعلى الأنثى، يقال: امرأة ثيب، ورجل ثيب، كما يقال: امرأة بكر، ورجل بكر. وكذلك: الأرامل، لا يعرفونها إلا النساء اللائي كان لهن أزواج، ففارقوهن بموت أو حياة، وليس كذلك. بل الأرامل: المساكين، وإن كان لهن أزواج، ويقال لجماعة المساكين الرجال أيضا: الأرامل. قال الشاعر: هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر ومن ذلك: حمو المرأة، لا يعرفونه إلا والد زوجها خاصة.

وليس كذلك. بل هو: أخو زوجها، وابن أخيه، وابن عمه، وسائر أهله، وكل واحد منهم حموها. قالت عائشة رضي الله عنها يوم منصرفها من البصرة: إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم، إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي، على متعبتي، لمن الأخيار. وقال أهل اللغة: كل ما كان من قبل الزوج فهم الأحماء، وكل ما كان من قبل المرأة فهم الأختان. والصهر يجمع ذلك كله. ومن ذلك الحلم، لا يعرفونه إلا الصفح والتغاضي. والحليم يكون الصفوح، ويكون العاقل، وإن كان منتصفا لنفسه غير صفوح. قال الله عز وجل: {أم تأمرهم أحلامهم بهذا} أي عقولهم. والعرب تسمى الناجز، وهو أقصى الأضراس: ضرس الحلم، وهو الذي تسميه الناس اليوم: ضرس العقل. ومن أمثالهم: الخمر غول الحلم، والحرب غول النفوس. وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: سنان بن أبي حارثة أحلم من فرخ عقاب، فقلت: وما حلمه؟ قال: يخرج من بيضة على رأس نيق، فلا يتحرك حتى يفي ريشه ولو تحرك سقط وهو مثل مستعمل: أحلم من فرخ عقاب فليس هذا من الصفح، وإنما هو من الميز. وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني: وأما قولهم: أخف حلما من عصفور فإن العرب تضرب العصفور مثلا لأحلام السخفاء. قال حسان: لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير ومن ذلك قولهم: اشتريت سخينة، لا يعنون بذلك إلا اللحم. وليس اللحم بأولى بهذه التسمية من غيره، بل كل ما سخن فهو

سخين، قال عمرو ابن كلثوم: إذا ما الماء خالطها سخينا واسم السخينة مطلقا إنما يقع عند العرب على طعام يتخذ من الدقيق، دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء، يؤكل في شدة الدهر، وغلاء السعر، وإياه عني الأحنف بن قيس بقوله حين مازحه معاوية: هي السخينة يا أمير المؤمنين. ومن ذلك: السوقة، تتوهم العوام أنهم أهل الأسواق خاصة. وليس كذلك. إنما السوقة: كل من لم يكن ذا سلطان، وإن لم يدخل الأسواق. ومن ذلك: السفاد، لا يكون عندهم إلا للطير خاصة. وليس كذلك إنما السفاد يكون للتيس، والثور، والسباع كلها. ومن ذلك: الافتقاد، لا يعرفونه إلا الزيارة خاصة، والافتقاد يقع على الزيارة وعلى الفقد جميعا، يقال: افتقدت المريض، إذا عدته، وافتقدت الشيء، إذا فقدته.

باب ما جاء لواحد فأدخلوا معه غيره

27 - باب ما جاء لواحد فأدخلوا معه غيره. ومن ذلك اللبن، يجعلونه لبنات آدم كالبهائم، ثم يقولون: تداويت بلبن النساء، وشبع الصبي بلبن أمه. وذلك غلط. إنما يقال: لبن الشاة ولبان المرأة. قال الشاعر: أخي أرضعتني أمه بلبانها ومن ذلك: الناب من الإبل. يكون عندهم للذكر والأنثى. وليس كذلك. إنما الناب: الأنثى المسنة من الإبل خاصة. ومن ذلك: الأتراب، يكون عندهم للذكور والإناث. وليس كذلك. إنما الأتراب الإناث خاصة، لا يقال: زيد ترب عمرو، وإنما يقال: زيد قرن عمرو ولدته ولا يقال: قرنه بكسر القاف، إلا في الحرب وهند ترب دعد. هذا قول أكثر العلماء. وقال بعضهم: أكثر ما يستعمل للإناث، وقد يكون للذكور. والقول الأول أشهر. ومن ذلك قولهم: لولا أن الله قيضك لي لهلكت. وذلك غلط إنما التقييض لا يكون إلا في الشر خاصة. وكذلك الهوى، يستعملونه في الخير والشر، فيقولون: أنا أهوى قراءة القرآن، وأهوى مجالسة العلماء، ونحو ذلك.

والهوى لا يستعمل إلا في الشر، هذا قول أكثر أهل العلم، ويحتجون بقول الله، عز وجل {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى}. وقال عروة بن أذينة أو غيره: وإني لأهواها وأهوى لقاءها ... كما يشتهي الصادي الشراب المبردا علاقة حب لج في سنن الهوى ... فأبلى وما يزداد إلا تجلدا فقال: كما يستهي الصادي لما كان شرب الماء ليس من الشر، ولم يقل: كما يهوى. ومن ذلك قولهم: اخترت من الغنم فلانة وفلانة. وهذا إنما تقوله إذا كنيت عن بني آدم، فأما إذا كنيت عن البهائم، قلت: ركبت الفلانة، وحلبت الفلانة، بالألف واللام. وكذلك قولهم أيضا: عزلت من الغنم أمهات الأولاد، غلط. إنما يقال أمهات لبنات آدم خاصة. فأما البهائم فإنما يقال فيها: أمات، بغير هاء، قال الشاعر: كانت هجائن مالك ومحرق ... أماتهن وطرقهن فحيلا ومن ذلك: الاستحمام، يكون عندهم بالماء الحار والبارد. وليس كذلك. إنما الاستحمام بالحار خاصة: فأما بالبارد فهو الابتراد والاقترار، والماء الحار يسمى الحميم. قال مرقش: في كل ممسى لها مقطرة ... فيها كباء معد وحميم

باب ما جاء فيه لغتان فتركوهما واستعملوا ثالثة لا تجوز

28 - باب ما جاء فيه لغتان فتركوهما واستعملوا ثالثة لا تجوز. من ذلك قولهم: رشوة، بالفتح، وربما سموا بذلك الوصائف. والصواب: رشوة، بضم الراء وكسرها، لا غير. ومن أمثالهم: الرشوة رشاء. ويقولون: جذابة. والصواب: جوزابة، وزوجابة، أيضا، وهو من المقلوب. ويقولون: الطفل في حجر أمه. والصواب: حجر وحجر، أيضا، بالفتح والكسر. ويقولون: أخذته الجدري. والصواب: الجدري، والجدري، بضم الجيم وفتحها وفتح الدال. وكذلك يقول: الحصبا. والصواب: حصبة، وحصبة. ويقولون: عود قماري. والصواب: قماري، وقماري، بالفتح والكسر، منسوب إلى مكان بالهند، يقال له: قمار، وقمار. ويقولون: مطرف، ومصحف. والصواب: مطرف، ومطرف، ومصحف، ومصحف.

وقد سمع: مطرف ومصحف، بالفتح، إلا أنها لغة رديئة، لا يلتفت إليها. ويقولون: عليه طلاوة، والصواب: طلاوة، وطلاوة، بالضم والفتح، والضم أفصح. وكذلك يقولون: بغاث الطير، والصواب: بغاث وبغاث، بالفتح والكسر، وهي التي لا تصيد. ويقولون لضرب من الشجر: ساسم. والصواب: سأسم، بالهمز. وسأسب، بالباء، أيضا. ويقولون: نينوفر. والصواب: نينوفر، بفتح النون الثانية، ونيلوفر، باللام أيضا. ويقولون: أخذته الذبحة. والصواب: الذبحة، والذبحة، بالضم والكسر، قال المازني: لا يقال غيرهما. ويقولون: رجل سناط. والصواب: سناط بكسر السين، وسنوط. ويقولون: فيك غيرة، والصواب: غيرة بفتح الغين، وغار أيضا. قال الشاعر: ضرائر حرمي تفاحش غارها ويقولون: زنبيل والصواب: زنبيل، وزبيل. ويقولون: مرزبة، والصواب: مرزبة، بالتخفيف مع الميم مكسورة، وإرزبة، بالتشديد مع الهمزة مكسورة، قال الراجز: ضربك بالمرزبة العود النخر

ويقولون: مخدع. والصواب: مخدع، ومخدع، بضم الميم وكسرها. ويقولون: تخلفت ثيابه. والصواب: خلقت، وأخلقت. ويقولونك هو يحصد زرعة. والصواب: يحصد، ويحصد. ويقولون: مقود الدابة، والصواب: مقود، ومقواد، أيضا، قال الشنفري. ألا فاقتلوني إنني غير راجع ... إليكم ولا أعطي على الذل مقودي ويقولون: عنصل. والصواب: عنصل، وعنصل، أيضا. ويقولون: قنب، وإيل. والصواب: قنب وقنب، وإيل، وأيل، وقال قوم: أيل: جمع إيل. ويقولون: ما أقبح سحنته. والصواب: السحناء، والسحنة، وهي اللون. ويقولون للعظاية: زرمومية. والصواب: زرمومية، وزلمومية، بفتح الراء واللام. ويقولون: اصفار وجهه، وإحمار. والصوابك اصفر، واصفار، واحمر، مشددة الراء. ويقولون: املاس الشيء. والصواب: املاس، بالتشديد على وزن: اشهاب وادهام. قال الله تعالى {مدهامتان} واملس، أيضا، تقديره: انفعل كقولك: اماز، وامحى.

باب ما جاء فيه ثلاث لغات فتركوهن واستعملوا رابعة لا تجوز

29 - باب ما جاء فيه ثلاث لغات فتركوهن واستعملوا رابعة لا تجوز. يقولون: بيطار. والصواب: بيطار، وبيطر، ومبيطر، وأصله من البطر، وهو الشق. ويقولون: رجل أسبط، والصواب: سبْط، وسبِط، وسبَط. ويقولون: منتن. والصواب: منتن. وجاء: مِنتن، ومَنتن، بكسر الميم والتاء وضمهما. ويقولون: هم في دركلة. والصواب: دركلة، وهي لعبة للعجم. وفيها ثلاث لغات: دركلة بكاف محضة. ودركلة، بحرف بين الكاف والقاف. وقال ابن خرزاذ قال أبو زيد: الدرقلة بالقاف: لعبة للعجم. ويقال: درقل، إذا رقص. ويقولون: ما نال لك أن تفعل كذا. والصواب: ما أنال لك، رباعي، وما أن لك، وما أنى لك. كله بمعنى ما حان لك، وبهذه جاء القرآن، قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا}. ويقولون: حظا فلان حظوة. والصواب: حظوة، وحُظوة،

وحظة. ومما جاء فيه أكثر من ثلاث لغات فلم يستعملوا منهن واحدة: القِبة، يقولون لها: فتحتة. والصواب: فحث، وحفثة، وفحت، وحفت، كله على وزن كبر، والثاء المثلثة فيه أكثر وأعرف. وكذلك: العربون، فيه ست لغات: عربون، وعربون، وعربان، وأربون، وأربون، وأربان. وهم يقولون: العربون، بإسكان الراء، وذلك لا يجوز. وكذلك القنفذ فيه أربع لغات، واستعمل الناس خامسة لا تجوز. وقد تقدم ذكره في أول الكتاب.

باب ما غلطوا في لفظه ومعناه

30 - باب ما غلطوا في لفظه ومعناه من ذلك قولهم للسرداب تحت الأرض: دهليز، بفتح الدال، وليس كذلك. إنما الدهليز: سقيفة الدار، مكسورة الدال. وكذلك قولهم: لكاف، لأعواد تجعل على ظهر الدابة بعينها، وليس هو تلك الأعواد. ومن ذلك قول الإنسان منهم: ماشك، إذا سئل عن شيء لا يستيقنه، يريد ما أشك فيغلط في اللفظ والمعنى، لأن قوله: ما أشك معناه: أقن، وليس يريد أوقن بقوله: ماشك. ومن ذلك قولهم لقدح من نحاس خاصة: طنجهارة. والصواب: طرجهارة. وليس مقصورة على النحاس دون غيره. قال ابن الأعرابي: هو القدح، والغمر، والتبن، والصحن، والطرجهارة، والكأس، الطاس. ويقولون للحب الذي يجعل فيه الماء خاصة: جراب. وليس كذلك: إنما الجراب، بكسر الجيم، وعاء من جلد. ومن ذلك قولهم للدف الصغير: مزهر. وليس كذلك. إنما المزهر، بكسر الميم، عود الغناء. ومن ذلك قولهم لحب صغير أسود: سمسم. وإنما السمسم، بكسر السين، الجلجلان.

فأما سمسم، بفتحهما فاسم واد معروف. قال العجاج: يا دار سلمى يا اسلمى ثم اسلمي ... بسمسم أو عن يمين سمسم ومن ذلك قولهم: عفوان الأمر يعنون معظمه. والصواب: عنفوان، بزيادة نون. وعنفوان الشيء: أوله، لا معظمه، ومن ذلك قولهم للدابة المهزولة: مجعومة. وإنما يقال: جعمت الدابة، فهي جعمة، إذا قرمت إلى ما تأكله، لا إذا هزلت. وكذلك يقال: رجل جعم إلى الفاكهة، إذا كان قرما إليها. ومن ذلك قولهم لمؤخر الظهر: قطنة، وإنما القطنة. بكسر الطاء كالرمانة في جوف البقرة. وهي أيضا: الفحث الذي تسميه العامة الفحتة. فأما مؤخر الظهر فهو: قطن، على وزن وطن. ومن ذلك قولهم: نقاوة القمح، يذهبون إلى غلثه الذي يطرح منه، وإنما ذلك نفايته. فأما نقاوة كل شيء فهي خياره، بضم النون. ومن ذلك قولهم للفرس الذي في عينيه ورم وابيضاض: معران وليس كذلك. إنما المعرون على وزن مفعول: الذي في أرساغه تشقق. فأما القدم في العينين فهو العرب، وفرس معرب. والعرن لا يكون إلا التشقق في القوائم، كما تقدم. ومن ذلك قولهم لما يخرج من العين من رطوبة ووسخ: عماش. وليس كذلك. إنما العمش: داء في جوف العين. فأما الذي يعنون فهو: رص. فإذا جف فهو عمص. ومن ذلك: الفحج في الخيل، يسمونه: فحوجة، ويمدحونها بذلك.

والصواب: فحج، وهو تباعد العرقوبين. وذلك عيب في الخيل، كما أن الصحك عيب أيضا، وهو تداني العرقوبين واصطكاكهما.

باب ما تنكره الخاصة على العامة وليس بمنكر

31 - باب ما تنكره الخاصة على العامة وليس بمنكر. من ذلك قولهم للمائدة: ميدة، معروف مسموع، حكاه أبو عمر الجرمي وابن الأنباري وغيرهما. وكذلك قولهم لمشاقة الكتان: أصطبة، حكاه أبو عمر الزاهد في كتاب اليواقيت. ومن ذلك قولهم: شعير، وسعيد، وشهدت على بكذا، ولعبت، بكسر الأول. وهكذا جائز وكذلك كل ما كان وسطه حرف حلق مكسورا، فإنه يجوز أن يكسر ما قبله، كقولك: بعير ورغيف، ورحيم. وهي لغة لبني تميم. وزعم الليث أن من العرب قوما يقولون في كل ما كان على فعيل: فعيل، بكسر أوله، وإن لم يكن فيه حرف حلق، فيقولون: كثير، وكبير، وجليل، وكريم، وما أشبه ذلك. ومن ذلك قولهم للمسجد: مسيد، حكاه غير واحد، إلا أن العامة يكسرون الميم، والصواب: فتحها. ومن ذلك قولهم: الخطاء، بالمد، جائز عند بعض العرب، وقد قرأ الحسن: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطاء} بالمد. ومن ذلك: الظمأ، جاء فيه الظماء، بالمد، إلا أن القصر أعلى فيهما.

ومن ذلك قولهم: جيد، في معنى: جيد، حكاه أهل اللغة، إلا أنها رديئة. وكذلك يقولون: الفلفل، بالكسر، وليس بمنكر، يقال: فُلفُل، وفِلفِل، بالضم والكسر، ذكرهما ابن دريد وابن السكيت، إلا أن الضم أعلى وأفصح. وكذلك يقولون: دجاجة، ودجاج، بالكسر، جائز، إلا أن الفتح أفصح. وكذلك قولهم: القران، بترك الهمز وفتح الراء، ينكره المتفصحون، ويرونه من ألفاظ النساء والعوام، وهو جائز صواب، قرأ به الأئمة. ومن ذلك قولهم: رفقة، جائز مسموع يقال: رفقة ورفقة، إلا أن الضم أفصح، وليس الرفاق بجمع لها وإنما الرفاق جمع رفيق، مثل كريم وكرام. وكذلك قولهم: نطع، بفتح النون والطاء، جائز، والأفصح: نطع بكسر النون وفتح الطاء. وكذلك قولهم في جمع صورة: صور بكسر الصاد، جائز. يقال: صور، وصور إلا أن الضم أفصح. وأنشد أبو يعقوب: أشبهن من بقر الخلصاء أعينها ... وهن أحسن من صيدانها صورا وكذلك قولهم: أنويت الصيام وغيره، جائز، وهما لغتان: نويت، وأنويت. ومن ذلك قولهم اللحم، والبحر، والنعل، والنحل، والنخل، والنجل وما أشبه ذلك.

وهذا مطرد عند الكوفيين: أن كل ما كان على فعل، بالإسكان، فإنه يجوز فيه فعل بالفتح، إذا كان وسطه حرف حلق. وأما البصريون فلا يفتحون منه إلا ما كان مسموعا من العرب. ومن العامة من يقول فم في معنى ثم كقولهم: قام فم قعد، وذلك فم رجع. وذلك جائز عند العرب غير منكر. وكذلك قولهم: ما ثم خير مما هنا، وما فم خير مما هنا، بمعنى واحدة. وكذلك قولهم في الفم: فم جائز عند العرب، أنشد ابن السكيت: يا ليتها قد خرجت من فمه ويقال. فُم وفِم. ثلاث لغات، روى الأصمعي: إذا تقلص الشفتان عن وضح الفُمِ وكذلك قولهم: الكثرة، بكسر الكاف، حكيت عن العرب، إلا أن الكثرة بالفتح، أكثر وأفصح. وكذلك قولهم: عتي في موضع حتى صواب غير منكر، تقول: سرت حتى دخلت المدينة، وسرت حتى دخلتها. والعين لغة هذيل وثقيف. وكذلك ولهم: لعنك تقوم، بمعنى لعلك تقوم، وأسافر لعنى أرزق، ولعنا نرحم. قال الفرزدق: هل انتم عائجون بنا لعنا ... نرى العرصات أو أثر الخيام وكذلك: لحى، في جمع لحية. جاء لحى ولحى، إلا أن الكسر أفصح. وكذلك قولهم: غميت الإناء، بمعنى غطيته، جائز، يقال: غميت الإناء، إذا غطيته، وغميت البيت، إذا غطيته، وغميت البيت، إذا سقفته، وغمي البيت: سقفه.

وغماؤه أيضا، إذا كسرت أوله، مددت، وإذا فتحت قصرت، وكتبته بالياء. وكذلك قولهم: قصيت أظفاري، جائز مسموع من العرب. وكذلك قولهم: جبرين ليس بمنكر، يقال: جبريل وجبرين، باللام والنون. وكذلك قولهم: إبراهيم بحذف الياء، جائز حكى الفراء أن من العرب من يقول: إبراهِم، وإبراهَم، وإبراهُم، بكسر الهاء، وفتحها، وضمها. وكذلك قولهم: يوسف بكسر السين، جائز يقال: يوسف: يوسِف، لغتان. وكذلك قولهم في عائشة: عيشة ليس بمنكر، إلا أنها ضعيفة. وأنشد ابن دريد، قال رجل من بني تميم لعمر بن عبد الله بن معمر: انبذ برملة نبذ الجورب الخلق ... وعش بعيشة عيشًا غير ذي دنقِ يعني رملة أخت طلحة الطلحات، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وكذلك قولهم: مس يمس، وشم يشم، جائز مسموع، إلا أن يمس ويشم، بالفتح، أفصح. وكذلك قولهم تم الله عليك النعمة، وأمر متموم، جائز يقال: تم فلان الشيء وأتمه، لغتان، إلا أن البرباعي أفصح، قال الله عز وجل: {وأتممت عليكم نعمتي}. وكذلك قولهم: شممت ريحة الطيب، جائز يقال: تغيرت رائحة الشيء وريحه وريحته. وكذلك قولهم: طعتك، وطعت والدي، جائز، يقال: أطعته، وطعته، وطعتُه، بمعنى واحد.

وكذلك قولهم لهذا الطائر: باز، ليس بمنكر، يقال: البازي، وهو أعلى اللغات، والبازي بالتشديد، والباز أيضا، وأنشد الأصمعي لمزرد أخي الشماخ يصف فرسا: متى ير مركوبا يقل باز قانص ... وفي مشيه عند القياد تساتل قوله: تساتل، تتابع، تساتلت الأخبار وتتابعت، وخص باز القانص لأنه أضرى البيزان، وكذلك قولهم: دهن زنخ، وفه زنوخة، جائز، يقال: سيخ الدهن وزنخ، وصنخ، ذكر ذلك ابن دريد. وكذلك قولهم: ضرب على سدغي، جائز، يقال: صدغ وسدغ، حكي ذلك ابن السكيت. وكذلك قولهم: رجل ردايي، ينكره الخاصة، ويظنون أنه لا يجوز إلا ردائي. وليس كذلك. بل الوجهان جائزان، والهمز أحسن. وكذلك قولهم: رجل مهلوك، وفرس مطلوق، جائز. يقال: هلكته وأهلكته، وطلقته، وأطلقته. وكذلك قولهم: أنت مأثوم إن فعلت كذا، جائز. أنشد ابن السكيت: فهل يأثمني الله في أن ذكرتها ... وعللت أصحابي بها ليلة النضر. روى بالوجهين جميعا: يؤثمني، ويأثمني. وكذلك قولهم: ترنج، جائز. يقال: أترج، وهي الفصحى، وأترنج، وحكى أبو زيد ترنج. وكذلك قولهم: ذهب فلان إلى الحج، بكسر الحاء، جائز. وقريء في القرآن بالفتح والكسر.

وكذلك قولهم: شربت الداوء، فيه لغتان: دواءٌـ، بالفتح والكسر. وقولهم: العيلج، والهليلجة، جائز، إلا أن اللام الثانية لابد من فتحها. وكذلك قولهم: معوج، وهو مما ينكر عليهم، وقد أنكره الأصمعي، وهو جائز، يقال: معوج، وقيل: معوج، بكسر الميم، ومعوج، أجازه أكثر العلماء، وأنشدوا قول الشماخ ابن ضرار. وقال الآخر: كخوط الخيزران المعوجِ ولي فرس للحلم بالحِلم ملجم ... ولي فرس للجهل مسرج فمن رام تقويمي فإني مقوم ... ومن رام تعويجي فإني معوج وكذلك قولهم للبن المطبوخ بالنار: آجور، جائز. يقال: آجر، وآجور. قال العجاج: عولي بالطين وبالآجور وكذلك قولهم: تمرات، وقمحات، وطعنات، وشبه ذلك، مما هو جمع فعلة، جائز إسكان عينه في الجمع المسلم، إلا أن الفت أعرف. أنشد الفراء: عل صروف الدهر أو دولاتها تديلنا اللمة من لماتها فتستريح النفس من زفراتها وكذلك جمع دعوة وشهوة وما أشبه ذلك يجوز فيه الإسكان أيضا. أنشد الفراء:

دعا دعوة كرز وقد حيل دونه ... فراع ودعوات الحبيب تروع وكذلك قولهم: صلح الشيء وفسد، ينكر عليهم وهو جائز. حكاهما جميعا يعقوب إلا أن صلح وفسد أفصح. وكذلك قولهم: وهو مركوس، ينكر عليهم وقد جاء: ركسه الله، وهي قراءة أبي {والله ركَسَهُم} بغير ألف. وكذلك قوله في التخيير: أما أن تفعل كذا وأما كذا ليس بمنكر، جاء هذا عن بعض بني تميم وأسد. قال الفراء: أنشدني أبو القمقام: تعاورها أما شمال عرية ... وأما صبا جنح الظلام هبوب عرية: أي باردة. قال وأنشدني المفضل لبني تميم: أما أسارى وأما هاجهم فزع ... بين الربيض يكد المبطيء الفرقا وكذلك قولهم: رجل عفص، ليس بمنكر، وهو عند العرب: الألكن. وكذلك قولهم: قزيح. وهو عند العرب: المزين المحسن. وكذلك: المقزح، المزين أيضا. يقال: قزحت الحديث: زينته، وهو مليح قزيح، حكى ذلك الليث وغيره. وكذلك قولهم: فص الخاتم، بكسر الفاء، حكاها أبو زيد لغة فيه، والفتح أعلى وأفصح. وكذلك قولهم: سنيني أكثر من سنينك، بإثبات النون، ليس بمنكر،

لأن بعض العرب يقول: هي السنين، فيجعل الإعراب في النون، ويثبتها في الإضافة، قال الشاعر: متى تنج حبوا من سنين ملحة ... تثمر لأخرى تنزل الأعصم الفردا ذراني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا لحى الله أرضا تنزل القرم ذا الندى ... نحيلا وحر القوم تحسبه عبدا وقال آخر: سنيني كلها قاسيت حربا ... أعد مع الصلادمة الذكور الصلدم: الشديد. وكذلك قولهم: هو ينفر، ويربط، والمرأة تضفر شعرها، بالضم، جائز كله، يقال: نفر ينفر، وينفر، وربط يربِط ويربُط، وضفرت المرأة شعرها تضفره وتضفُره، والكسر أكثر فيهن. وكذلك قولهم: فلان يحسدك، بكسر السين، جائز. يقال: حسد يحسد ويحسِد، والضم أعلى. وكذلك قولهم: محيت الكتاب أمحاه، ليس بمنكر، هما لغتان: محوت أمحو، ومحيت أمحي ولغة الواو أفصح. وكذلك قولهم: أحدرت السفينة، وأشغلته عنك، جائز. ولكن حدرت وشغلت أكثر وأفصح.

باب ما خالفت العامة فيه الخاصة، وجميعهم على غلط

32 - باب ما خالفت العامة فيه الخاصة، وجميعهم على غلط تقول العامة: اسفرجل، وتقول الخاصة: سفرجل، بضم الجيم. والصواب: سفرجل، بفتحها، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل. وكذلك قول العامة للسكر: طبرز. وقول الخاصة: طبرزد. وكلاهما غلط. والصواب: طبرزن، وطبرزل، بالنون واللام، ذكر ذلك ابن السكيت. قال الزبيدي في كتابه: وقال أبو حاتم: والصواب: طبرزذ، بالذال المعجمة. وتقول العامة: كبار، وتقول الخاصة: قبار. والصواب: كبر، على وزن جبل. وتقول العامة: القسنطينة. وتقول الخاصة: القسطنطينة، بفتح الطاء الأولى. والصواب ضمها وكسر الثانية. وتقول العامة في العدد: حد عشر. وتقول الخاصة: حد عشر. والصواب: أحد عشر. ويجوز أحد عشر، بإسكان العين، إلا أن الألف لابد من إثباتها، وفتح العين أفصح، قال الله تعالى: {أحد عشر كوكبا}.

وتقول العامة: ما روي مثل فلان قط. وتقول الخاصة: ما أري مثله والصواب: ما رُئي، بتقدم الراء على الهمزة، وتحريك الياء بالفتح، لأن المراد: ما رأى أحد مثله، فحذف الفاعل وأقيم المفعول به مقامه. وتقول العامة: في فلان دغل. وتقول الخاصة: دِغل والصواب: دَغل، على وزن جبل. وتكسر العامة الهاء من درهم. وتضخم الخاصة الراء. والصواب: ترقيق الراء مع فتح الهاء. وتقول العامة لحلقة الباب وغيرهما: حِلقة. وتقول الخاصة: حَلَقة. والصواب: حلقة، بفتح الحاء، وإسكان اللام. وكذلك: حلقة العلم، وحلقة الخياطة، وكل مستدير. قال أبو عمرو الشيباني: لا يقال حلقة بفتح اللام، في شيء من الكلام إلا في حلقة الشعر، جمع حالق، مثل كافر وكفرة، وظالم وظلمة. وتقول العامة: أصابتني زكمة، بكسر الزاي. وتقول الخاصة: زكمة، بفتح الزاي، والصواب: زكمة، بضمها وتقول العامة للمشق: مغرة. وتقول الخاصة: معرى. والصواب: مغْرة ومغَرة. وكذلك يقولن: كتاب الكرماني. وتقول الخاصة: الكِرماني. والصواب: كَرْماني، بفتح الكاف، وإسكان الراء، منسوب إلى كرمان. وتقول العامة: نعناع. وتقول الخاصة: نعنع. والصواب: نعنع. على وزن جلجل. وأما النعناع فهو الرجل الطويل. وتقول العامة: مشوم، ويجمعونه على مشومين. وتقول الخاصة: ميشوم، ويجمعونه على مياشيم. والصواب: مشئوم، الجمع: مشائيم. أنشد يعقوب:

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعبا إلا ببين غرابها. وتقول العامة: لومية، وفي الجمع: لومي، وتقول الخاصة: ليمونة، وليمون. والصواب: فتح اللام مع زيادة النون، فتقول في الواحدة: ليمونة، وفي الجمع: ليمون.

باب ما جاء فيه لغتان استعمل العامة أفصحهما

33 - باب ما جاء فيه لغتان استعمل العامة أفصحهما. يضم المتفصحون السين من السم والشين من الشهد ويقولون في المثل المستعمل: وهل يؤكل الشهد إلا بسم. والفتح فيهما أفصح كما تقول العامة. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقع الذباب في الطعام وروى في الشراب فامقلوه، فإن في أحد جناحيه سما وفي الآخر شفاء، وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء. هكذا الرواية سما بفتح السين، قال أبو عبيد: قوله: فامقلوه يعني: فاغمسوه، والمقل: الغمس. وكذلك يقولون: الشمع، والصمغ، والفحم، والشعر، والبعر، بالإسكان. والفتح فيهن جمع أفصح. ويقولون ما دلالتك علي، بكسر الدال. والدلالة، بفتحها كما تقول العامة أفصح. وقد فرق قوم بينهما، فقالوا: دليل من أدلة العلم بين الدلالة، بالفتح، إذا كان واضحا. ودلال، أي سمسار، بين الدلالة بالكسر، جعلوه من الصناعات. وكذلك دليل الطريق، بين الدلالة، بالكسر، أيضا. ويقولون: بغداذ، بالذال المعجمة. وبغداد، بدالين غير معجمتين، كما تقول العامة أفصح. ويقولون: حمص، بفتح الميم. وحمص، بكسرها، أفصح وأكثر، ولم يرو حمص، بفتح الميم عن أحد من أهل اللغة إلا عن ابن الأعرابي وحده، حكاها ولم يعرفها.

باب ما العامة فيه على الصواب والخاصة على الخطأ

34 - باب ما العامة فيه على الصواب والخاصة على الخطأ يقول المتفصحون: العسل، واللبن وظفر المسلمون ظفرا، عظيما، بالإسكان. والصواب: العسل، واللبن، والظفر، بالفتح، كما تقول العامة. ويقولون: زعفران، بضم الفاء، والصواب: بفتحها، كما تقول العامة. ويقولون: أنت عندي كروحي، وخرجت روح زيد. والصواب: روح، بضم الراء، ويقولون: عقل المجنون، وينشدون: يسرنا أن تمر أشهرنا ... ولو عقلنا لكان يبكينا بكسر القاف. والصواب: عقل وعقلنا، بفتحها. وكذلك قولهم: عرفت مرادك، وصبرت لأمر الله، خطأ. والصواب: عرفت وصبرت، بالفتح، كما تقول العامة، قال الله تعالى: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}. ويقولون: استرحت من كذا. والصواب: استرحت، بفتح الراء. ويقولون: منارة، والصواب: منارة، بفتح الميم. ويقولون: مرزاب الكعبة. والصواب: مئزاب، بالهمز، وميزاب، بالياء على التسهيل كما تقول العامة.

ويقولون: لارنج، وآرنج. والصواب: نارنج. ولا يجوز لارنج ولا آرنج. ويقولون: فروج، وشاه بلوط، بضم الأول. والصواب: فتحه، وكذلك كل ما كان مثله على وزن فعول إلا سبوحا، وقدوسا وزروحا. فإن الضم فيهن أعلى وأعرف، وقد جاء الفتح فيهن، وكذلك يقولون: سحنون، بضم السين. والصواب: فتحها .. أخبرني الثقة عن أبي عمران رضي الله عنه أنه ما لفظ به قط إلا مفتوح السين، وكان لا يلحن في كلامه، وأنكر أبو علي الجلولي رحمه الله الضم فيه حين سألته عنه، وقال: ما سمعت أحدًا من علمائنا، ابن السمين وغيره، يقول إلا سَحنون، بالفتح، قال أبو علي: وأرى أن وزنه فعلون لا فعلول والنون فيه زائدة. قلت أنا: وإذا كان كذلك كان كعبدون، وحمدون، وعمرون، وطيبون، ولو كان الطاء مضمومة من طيبون لانقلبت ياؤه واوا، فقيل طوبون وما سمع هذا قط وما تلفظ به. وقد جاء في شعر المتنبي: وحمدان حمدون وحمدوت حارث ... وحارث لقمان ولقمان راشد هكذا رواه ابن جني وغيره، بالفتح، وما أنكره أحد من العلماء، وكذلك روى في شعر ابن المعتز: عبدون، بالفتح، قال: سقى الجزيرة ذات الظل والشجر ... ودير عبدون هطال من المطر ويقولون: الجمع فقير: فقراء، بالفتح. والصواب: فقراء، بالضم، كما تقول العامة، إلا أنه ممدود كقولك: ضعفاء في جمع ضعيف. والخاصة تفتح الضاد والعين فيه أيضا،

فتقول: الفقراء والضعفاء، وذلك غلط لا وجه له. وتقول العامة: ضعفا، بإسكان العين مع القصر الذي هو طبعهم فيصير هو على فعلى فيكون أشبه، لأن فعلى أصل في جمع فعيل، إذا كان بمعنى مقعول، كجريح وجرحى، وقتيل وقتلى، وصريع وصرعى. ويقولون: عرصة الدار، بفتح الراء. والصواب: عرصة، بإسكانها، كما تقول العامة، إلا أن الجميع مخطئون، وقد تقدم الكلام على ذلك في موضعه. ويقولون: ثلاث شهور، وخمس شهور، وما أشبه ذلك، من العدد الذي دون العشرة، وذلك غلط من وجهين: أحدهما أن المذكر لا يقال فيه إلا ثلاثة، وأربعة، وخمسة إلى عشرة، بإثبات الهاء، وإنما تحذف في المؤنث نحو: ثلاث نسوة، وأربع سنين، وما أشبه ذلك، والآخر أن الشهور إنما تكون في كثير العدد، فأما ما دون العشرة فإنما تضاف إلى الأشهر لا إلى الشهور. وكذلك كل ما كان على فعل إنما يجمع في قليل العدد على أفعل. فصار قول العامة: خمسة أشهر، وتسعة أشهر، وسبعة أشهر، ونحو ذلك، أقرب إلى الصواب من قول الخاصة: خمس شهور. وكذلك يقولون: أربع أيام، وخمس أيام، ونحو ذلك. والصواب: أربعة أيام، وخمسة أيام، بإثبات علامة التأنيث، كما تقول العامة. ويقولون: فلان حسن الخُلق، بفتح اللام، والصواب: ضمها، وإسكانها أيضا. ويقولون: البلح، والصواب: البلح، بفتح اللام. وكذلك يقولون لرائحة اللحم: غَمْر. والصواب: غَمَر، بالفتح أيضا.

وبعضهم يقول: ديباج، والصواب: دِيباج، بكسر الدال. ويقولون: في جمع لوح: لواح. والصواب: ألواح. ويقولون: خرافة، والصواب: خَرافة، بالتخفيف، ويأتي الكلام عليه في موضعه إن شاء الله. ويقولون: شطبة، والصواب: شطبة. وكذلك يقولون: الرحبة، وعرمة الطعام. والصواب: رحبة، وعرمة، بالإسكان، كما تقول العامة. وكذلك: رحبة مالك بن طوق بالإسكان أيضا. ويقولون: خلخال، وينشدون: خطرت فأصمت ساقها خلخالها والصواب: خلخال، بالفتح. ويقولون: خياطة، وقصارة. والصواب: خياطة، وقصارة، بالكسر. ويقولون: شطرنج، بفتح الطاء، والصواب: شطرنج، بإسكانها. ويقولون: ثياب جدد، بفتح الدال. والصواب: جدد، كما تقول العامة. وإنما الجدد: جمع جدة، وهي الطريق في الجبل تخالف لون سائره. ويقولون: عنق، بفتح النون. والصواب: عنق، وعنق، كما تقول العامة: قال الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغولة إلى عنقك} وكل ما جاء على فعل جاز إسكانه باتفاق، نحو كتب وكُتْب، ورسل ورسل، وأما ما جاء على فعل، بالإسكان، ولم يسمع فيه فعل، بضم عينه، فجائز ضمه عنه الكوفيين، والبصريون لا يجيزون ذلك. ويكتب أصحاب الدواوين وغيرهم من الخاصة: جرجنت بالجيم، ويكتبها العامة بالكاف. وهو الصواب.

باب غلط قراء القران

35 - باب غلط قراء القران أكثرهم لا يبالي بإظهار النون الخفيفة والتنوين عند الياء والواو، ولا يتحسس إلى ذلك، ولا يعده لحنا، كقوله تعالى: {أن يقولوا} {من يلمزك} {أليما. يوم ترجف الأرض} وقوله تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} {من جنات وعيون وزروع ومقام كريم}، وما أشبه ذلك، حيث وقع في القرآن. ولم يقرأ أحد من الأئمة مثل هذا بالإظهار. وسألت أبا علي الحلولي رحمه الله عن الصلاة خلف من يظهر النون الخفيفة والتنوين عند الياء والواو، فقال: نكره الصلاة خلفه، لأنه قد خرق الإجماع، وقرأ بما لم يقرأ به أحد. وقال لنا الشيخ أبو محمد عبد الحق أيده الله: رأى بعض أهل العلم أن اللحن الذي لا يجوز مثل إظهار هذه النون الخفيفة. والتنوين عند الياء والواو، وتبديل الضاد ظاء، والظاء ضادًا، وأشباه ذلك، إذا كان في غير أم القرآن، أن الصلاة خلف القاريء بذلك جائزة. قال: ومنع أبو الحسن بن القابس رحمه الله من الصلاة خلفه، وإن كان لحنه في غير أم القرآن. قال الشيخ أبو محمد: وهذا صحيح، لأنه إذا غير القرآن كان متكلما في الصلاة، إذ كلام الله عز وجل غير

ملحون، فليس الذي تكلم به كلام الله تعالى، وإنما هو كلامه، فصار كمن تكلم في الصلاة متعمدًا. قلت أنا: فأما إظهار بعض المؤذنين التنوين عند الراء في قوله: أشهد أن محمدا رسول الله، فغير صواب أيضا، إلا أن الراء في هذا أخف من الياء والواو، لأن حفصا عن عاصم أظهر النون عند الراء في حرف واحد، وهو قوله تعالى: {وقيل من راق} ولكنه سكت على النون سكتة خفيفة، وهو يريد الوصل، وقال بعض أهل العلم: إنما أظهر وسكت تلك السكتة، ليفهم السامع أنهما كلمتان، إذ لو أدغم كما قرأ سائر الناس لأمكن أن يتوهم السامع أن من راق كلمة واحدة، وأنها فعال من مرق يمرق. وسمعت من يقرأ: {وصوركم فأحسن صوركم} بتشديد الواو من قوله تعالى: {فأحسن صوركم}، وتشديدها لا يجوز. وسمعت من يخفف العين من قوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم} وتخفيفها لا يجوز، لأنه من قوله تعالى {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} يقال: دعه يدعه، إذا رفعه، على وزن: شده يشده. ومنهم من يبالغ في إظهار النون الخفيفة والتنوين، عند العين وما أشبهها، حتى تصير إلى التشديد، فيقول يومئذن، في قوله تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}. ورأيت بعض أئمة المساجد يتعمد الوف على قوله تعالى: {وإذا رأيت

ثم ويبتديء رأيت نعيما}، وعلى قوله: {مطاع ثم} ويبتديء {أمين}، وعلى قوله تعالى: {كيف فعل ربك بعاد} ويبتديء {إرم ذات العماد} وبعضهم يتعمد الوف على إرم، ويبتديء بذات العماد. وكذلك ربما تعمدوا الوف على قوله تعالى: {يدخلون في دين الله أفواجا} وعلى قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين}. وهذا المواضع وأمثالها لا يجوز أن يقف عليها إلا من غلبه النفس. وليس هذا موضع ذكر العلل التي يقبح الوقف من أجلها، لاقتضائها اتساع الكلام فيخرج الكتاب عن حده، وبعضهم إذا وقف على آخر سورة القدر فقال: {حتى مطلع الفجر} زاد ألفا بين الفاء والجيم. وكذلك إذا وقف على آخر سورة العصر، فقال: وتواصوا بالصبر مد صوته حتى يتولد بين الصاد والباء ألف. ومثل هذا لا يجوز. لأنه زيادة حرف في كتاب الله عز وجل. وكذلك إذا وقف على آخر سورة الانفطار، قوله تعالى: والأمر يومئذ لله لم يثبت الألف التي بعد اللام في اسم الله عز وجل، وهذه الألف محذوفة في الخط، ثابتة في اللفظ على كل حال، لا يجوز حذفها إلا في ضرورة الشعر، كما جاء عن بعض العرب: ألا لا بارك الله في سهيل ... إذا ما الله بارك في الرجال

وقال آخر: أقبل سيل جاء من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغله فأما في القرآن، فلا يجوز، لأنه نقص من كتاب الله عز وجل. ومثل ذلك كثير، مما لو تقصيته لطال، وإنما أذكر بعض الشيء، ليستدل به على جميعه. وهذا لا يقدر على التحرز منه إلا من قرأ شيئا من العربية، أو واظب على قراءة القرآن على الأئمة.

باب غلط أهل الحديث

36 - باب غلط أهل الحديث يقولون: موطا مالك بغير همز. والصواب: الموطأ مهموز. ويقولون: الملخص بفتح الخاء. والصواب: الملخص بكسرها، كذلك سماه مصنفه، لأنه لخص ما اتصل إسناده من حديث الموطأ. ويقولون: كان يغتسل من إناء، هو الفرق من الجنابة، بإسكان الراء. وكذلك فأتى رسول الله بعرق تمر بالإسكان أيضا. والصواب: فتح الراء فيهما جميعا. والفرق: ثلاثة أصوغ. والعرق: المكتل. روي عن أبي عمران رضي الله عنه أنه قال: رويناه بعرق، بالإسكان. والصواب: بالفتح، وقد رويناه عن أبي الحسن في غير الملخص بالفتح. ويقولون: فيذهب الذاهب إلى قبا بغير مد. والصواب: إلى قباء بالمد، لم يذكر فيه ابن ولاد سوى المد. وقال أبو حاتم السجستاني: منهم من يصرف قباء فيجعله مذكرا، ومنهم من يؤنثه ولا يصرفه، وقد جاء في الملخص بالقصر في بعض الروايات، إلا أن المد أكثر وأفصح.

ويقولون: وخرج سرعان الناس. والصواب: سَرَعان الناس بفتح السين والراء. حكى ذلك الخطابي عن الكسائي، قال: وقال غيره سرعان بإسكان الراء وفتح السين. ويقولون: في حديث سهل: أن عاصم بن عدي جاءه عويمر العجلاني فقال عاصم لعويمر: لم تأتني بخير يتركون صرفه حيثما وقع. والصواب: تنوينه وصرفه، فيقال: جاءه عويمر، ولعويمر، بالخفض والتنوين، وهو تصغير عامر، كما تقول في تصغير ضارب: ضويرب. ويقولون: فلما جاء سرع. والصواب: إسكان الراء. ويقولون: ما صلى في سبحته قاعدًا قط بالتخفيف. والصواب: قط، بالتشديد والضم. وكذلك حيثما وقع على هذا المعنى ظرف زمان. فإن جاءت بمعنى حسب كانت بالإسكان والتخفيف، كقولك: ما أعطاني إلا درهما فقط يا هذا. ويقولون: فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة بفتح الراء. والصواب: الهرج، بإسكانها. ويقولون: يغرة عبد أو وليدة على حذف التنوين من غرة. والصواب: يغرة، عبد فيهما جميعا. ويقولون: هذا يوم عاشورا. والصواب: عاشوراء بالمد. وقد حكى عن أبي عمرو الشيباني: عاشورا بالقصر، وروى عن أبي عمران رحمه الله أنه قال: ذكر سيبويه فيه بالمد والهمز، وأهل الحديث لم يضبطوه وتركوه على القصر وترك الهمز قال: وأنا إنما أقرأ في هذه المعاني بما رأيته صوابا، ولا أقصر نفسي على الرواية. وكذلك يقولون: الذهب بالورق ربا إلا ها وها بالقصر. والأصوب: هاء

وهاء بالمد. وهي لغة القرآن: {هاؤم اقرءوا كتابيه}. وقد ذكر عن أبي عمران رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم، جاءه الشيطان فلبس عليه أنه قال: الذي يقرأ بالتخفيف هوعلى لغة القرآن. والذي روينا، بالتشديد، فانظر كيف نبه على التخفيف وأجازه، لما كانت لغة القرآن، على أنه لم يروه. ويقولون: وعن أكل لحوم الحمر الآنسية، بالمد. والصواب: الإنسية، والأنسية بالقصر وفتح النون، لغتان. ويقولون: عام الحديبية بالتشديد، والصواب، الحديبية بالتخفيف. وكذلك يقولون في قول أبي جهل لابن مسعود رضي الله عنه: يا رويعي الغنم بتشديد الياء. والصواب: تخفيفها، ولولا النصب بالنداء المضاف لما سمع النطق بالياء، لأنه كقولك: قاضي المدينة، وتسقط هذه الياء في التنكير، من اللفظ والخط جميعا، فتقول في الرفع والخفض: رويع، كما تقول قاض. وكذلك يقولون: لو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر بالتشديد. والصواب: ملحنا بالتخفيف. ويقولون: وقد عصب بطنه بعصابة. والصواب: عصب بالتخفيف. ولا يكاد يستعمل عصب بالتشديد إلا في التاج، يقال: ملك معصب ومريض معصوب الرأس. وكذلك يقولون في الأسماء: ابن الخصاصية بتشديد الصاد. والصواب: تخفيفها، وهو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويقولون: حتى يبلغ الماء الجذر. والصواب: الجدر بدال غير معجمة، وهو الجدار.

ويقولون: سيل مهزوز. والصواب: سيل مهزور الأولى زاي والآخرة راء. ويقولون: حتى يكون عمله هو الذي يخصله أو ينعبه. والصواب: ينغبه بالغين معجمة، أي يهلكه، يقال: نغب الرجل ينغب نغبا، إذا هلك، وأنغبته أنا. ويقولون: ابن بزيغ والصواب: بزيغ بعين غير معجمة. ويقولون: المسيخ الدجال، بالخاء معجمة. والصواب: بالحاء غير معجمة، على وزن جريح، وقد روى مسيح، على وزن سكيت إلا أن رواية التخفيف أكثر وأعرف. ويقولون: واثلة بن الأسفع. والصواب: الأسقع بالقاف. فأما قوله صلى الله عليه وسلم: إن جاءت به أسيفع فهو بالفاء، تصغير أسفع، من السواد. ويقولون: جذامة بنت وهب بذال معجمة. والصواب: جدامة بدال غير معجمة، وهي أخت عكاشة. ويقولون: فهذا أوان قطعت أبهري. والصواب: فهذا أوان قطعت بفتحها. وكذلك يقولون: هذه مكان عمرتك بضم النون، والصواب: فتحها. ويقولون: إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة. والصواب: إنك إن تذر بفتح الهمزة وفتح الراء. ويقولون: في الدبا والمزفت بالقصر. والصواب: الدباء بالمد. ويقولون: فأذاه القمل بالقصر.

والصواب: فآذاه بالمد. قال الله عز وجل {لا تكونوا كالذين آذوا موسى}. ويقولون: برهوت للبئر التي باليمن. والصواب: برهوت بفتح الراء. ويقولون: فأزالا حشوة بطنه. والصواب: حشوة بكسر الحاء. ويقولون: وحلق العانة وانتفاض الماء بالضاد والفاء. والصواب: انتقاص الماء بالقاف والصاد. ومعنى ذلك: غسل الذكر بالماء ليرتد ما فيه كالكسع في الضرع. ويقولون: دكين بن سعيد. والصواب: سُعيد علي وزن دكين. ويقولون: المسلمون تتكافا دماؤهم. والصواب: تتكافأ بالهمز، أي تتساوى. ويقولون: قد أمنا من أمنت يا أم هانيء بالقصر، على بعض الروايات. والصواب: قد آمنا من آمنت بالمد. وكذلك الحديث الآخر، أنه صلى الله عليه وسلم قال: " من آمن رجلا ثم قتله فأنا بريء منه وإن كان المقتول في النار"، وكذلك حيثما وقع مثل هذا في كلام أو شعر لا يقال فيه إلا آمنته من خوفه، على وزن أفعلته لا على فعلته. كما قال تعالى: {وآمنهم من خوف} ولم يقرأ أحد: وأمنهم من خوف، وقال النابغة: المؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند وقال بعض أهل العلم في قراءة أبي جعفر المدني {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام ليست مؤمنا} بفتح الميم: هو من آمنته إذا أجرته، فهو مؤمن.

ويقولون: لا تصروا الإبل. وتصروا بضم التاء وفتح الصاد، أكثر في الروايات وأعرف، وهو من التصية ولا من الصر. ويقولون لموضع بمكة: الغميم على التصغير. والصواب: الغميم جاء ذكره في كتاب البخاري وغيره. وكذلك هو أينما وقع في شعر ابن أبي ربيعة والعرجي وغيرهما. قال ابن أبي ربيعة: قم تأمل وأنت أبصر مني ... هل ترى بالغميم من أجمال قلن عسفان ثم رحن عشيا ... قاطعات ثنية من غزال وكذلك يغلط أكثر الناس في قول الشريف الرضي: لو كانت اللمة السوداء في عدري ... يوم الغميم لما أفلت أشراكي ويقولون: خمروا الإناء ولو أن تعرضوا عليه عودا وتعرضوا بضم الراء هو المختار. ويقولون: فكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل بتثقيل العين. والصواب: تنعل بالتخفيف. وأكثر ما تقول العرب: أنعلت فرسي. ويقولون: لا يشربن أحد منكم قائما، فإن نسي فليستقي بغير همز. والصواب: فليستقيء بالهمز. وليس هو من الاستقاء، وإنما هو يستفعل من القيء. ويقولون: حتى تجلاني الغشي بالتشديد. والصواب: الغشي بالتخفيف. ويقولون: لكن اليائس بن خولة بفتح الواو. والصواب: خولة بإسكانها.

ويقولون النواس بن سمعان. والصواب: سمعان بكسر السين. وكذلك أنشد سيبويه: يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار ويقولون: بنو قينقاع، والصواب: قينقاع بفتح النون. ويقولون: أبو دجانة. والصواب: دجانة بضم الدال. ويقولون: أبو بصرة. والصواب: أبو بصرة بفتح الباء. ويقولون: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصواب: ثوبان بفتح الثاء. ويقولون: أبو قرعة بفتح الراء. والصواب: أبو قرعة بإسكانها. ويقولون: عثمان بن مطعون، والصواب: مظعون بالظاء معجمة ومما يشكل من هذا الباب: أبو جعفر القاريء مهموز فاعل من القراءة. وعن عبد الرحمن بن عبد القاري مشدد، غير مهموز، منسوب إلى القارة، قبيلة، وفيها جرى المثل: قد أنصف القارة من راماها. وكانوا ينسبون إلى حسن الرماية. رافع بن خديج صاحب. ومعاوية بن حديج تابعي. وكان والي مصر في أيام معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن مغفل المزني، صاحب. وعبد الله بن معقل تابعي. وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بالقاف. وأفلح مولى أبي القعيس، بالفاء.

باب غلط أهل الفقه

37 - باب غلط أهل الفقه. أكثرهم لا يفرق بين: يجب وينبغي ويجوز. والصواب: ألا توضع لفظة منهن موضع الأخرى؛ لأن يجب إنما تكون في الفرائش، وينبغي في الندب، ويجوز في الإباحة. ويقولون: من توضأ بماء غير طاهر بغير همز، وربما كتبوه بالياء. والصواب: توضأ، بالهمز. وكذلك يقولون: إذا استقا فقا في رمضان بغير همز، وربما كتبوه أيضا بالياء، والصواب: استقاء فقاء بالهمز والمد فيهما جميعا. ويقولون: للقيء: القلس، بفتح اللام. والصواب: القلس، بإسكانها، يقال: قلس يقلس قلسا، إذا قاء. وذلك القلس، الذي هو الحبل، مثله على وزن فلس. ويقولون: إنما ذلك في القشب اليابس. والصواب: القشب، بالإسكان، وهو كل يابس إلا في التمر اليابس خاصة، فإنه إنما يقال فيه: قسب بالسين غير معجمة. قال الشاعر حاتم: وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أربى ذراعا على العشر

فأما القشيب فهو من الأضداد، يكون الجديد، ويكون البالي. والقسيب بالسين، غير معجمة، لا يكون إلا البالي خاصة. ويقولون: حشاش الأرض. والصواب: خشاش، بفتح الخاء. ويقولون: الخنفسا. والصواب: الخنفساء، بفتح الفاء والمد. ويقولون: إذا كانت الكلاب تلغ في الماء. والصواب: تلغ، بفتح اللام. ويقولون: لا ينتقض الوضوء من مس شرج ولا رفغ. والصواب: شرج، بفتح الراء. ويقولون: المنى، والمذي، والودي. والصواب: مني، بالتشديد، على وزن صبي، ومذي، بإسكان الذال، على وزن ظبي. وقد يقال مذي، بالتشديد، على وزن مني. فأما الودي فلا يكون إلا بالذال ساكنة غير معجمة. ويقولون: إذا رعف في الصلاة. والصواب: رعف، ورعف، بالفتح والضم. ويقولون للاغتسال من الجنابة وغيرها: غسل. والصواب: غسل، بفتح الغين، فأما الغسل، بالضم، فهو الماء. والوضوء بعكس ذلك، المفتوح هو الماء، والمضموم هو الفعل، وقد يقال الوضوء في معنى الوضوء. وقال أبو عبيد في غريب الحديث: فكانوا لا يرون بغرار القوم بأسا، يعني أنه لا ينتقض الوضوء هكذا الرواية بفتح الواو. وحكى غير أبي عبيد عن الأصمعي أنه لا يعرف إلا الوضوء، بالفتح فيهما جميعا.

والأشهر ما ابتدأت به. ولا يفرقون بين يجزيك ويجزي عنك بل يضمون أوائلهما، ويتركون الهمز فيهما جميعا. والصواب: أنك إذا أتيت بعن فتحت أول الفعل المستقبل ولم تهمز، فقلت: يجزي عنك كما جزى عن غيرك، وإذا لم تأت بعن ضممت أوله في المستقبل وهمزت آخره، والماضي تدخل الهمزة في أوله وفي آخره، فيقول: أجزأك فعلك، أي كفاك. وقراءة فاتحة الكتاب وحدها تجزي عنك ولا يجزئك أن تقرأ غيرها وتدعها. ويقولون: إذا رأت المرأة القصة البيضاء. والصواب: القصة، بالفتح. ويقولون لواحد الأوسق: وسق، والصواب: وسق، بفتح الواو، وهو ستون صاعًا وقول العرب: أعطاني وسق بعير الوسق هنا: العدلان، والعكم: العدل الواحد. ويقولون: لا تأخذ من حزرات الناس. والصواب: حزرات بفتح الزاي، جمع حزرة، وهي خيار مال الرجل. ويقولون: وذلك عدل بين غذا المال مقصور. والصواب: غذاء، بالمد، جمع غذي، وهو الصغير. ويقولون: فإذا أطلهم الساعي. والصواب: أظلهم بظاء معجمة، يقال: أظلني الأمر بالظاء معجمة أي غشيني، وأطل علي بطاء غير معجمة، أي أشرف علي، كأن النقطة عوض من على. ويقولون: في أسنان الإبل: جذعة وحقة.

والصواب: جذعة بفتح الذال وحقة بكسر الحاء. ويقولون: لما بين الفريضتين: وقص. والصواب: وقص، بفتح القاف، والجميع: أوقاص. فأما الوقص، بالإسكان، فدق العنق لا غير. ويقولون: إذا حنث في يمينه بفتح النون. والصواب: حنث، بسكرها. ويقولون: لا يضحي بالشاة الخمرة أي البشمة. والصواب: الحمرة، بالحاء غير معجمة، وحقيقتها عند أهل اللغة، أنها التي أنتن فمها من البشيم. ويقولون: إذا أعطي الإمام النفل. والصواب: النفل. بفتح الفاء، وكذلك النبت أيضا: نفل، بالفتح. ويقولون: أرض العنوة بضم العين. والصواب: العنوة بفتحها. ويقولون: لا بأس أن يحرم الرجل في البركانات قال المازني في كتاب لحن العامة، هو البرنكاني ليس غير ذلك. ويقولون: العين، والعرض، وبياع الدين بعرض. والصواب: عرض بإسكان الراء. ويقولون: فإن نكل عن اليمين، والصواب: نكل ينكل، بفتح الكاف في الماضي، وضمها في المستقبل. ويقولون: عتق المملوك. والصواب: أعتق، وعتق هو. وفي الحديث: وإلا فقد عتق منه ما عتق بفتح التاء والعين، لا يجوز غير ذلك. ويقولون: هو يملك رجعة المرأة بكسر الراء. وكذلك في النسب، يقولون: طلاق رجعي. والصواب: فتح الراء. ويقولون: إذا استبريت الأمة. والصواب: استبرأت بالهمز. ويقولون: بيع البرنامج. والصواب: البرنامج بفتح الميم، وهو ألواح

مجموعة يكتب فيها الحساب، كأنه بيع عدة أثواب على ما هي مكتوبة في البرنامج، لا يص. ويقولون: لا يجوز بيع حزر مموه بفضة. والصواب: جزر، وهي المقرعة التي يمسكها الجند بأيديهم لضرب الفرس بها. ويقولون: ثياب مروية، والصوابة مروية بإسكان الراء. فأما الهروية فبالفتح، كما ينطقون بها. لأن المروية منسوبة إلى مرو، والهروية منسوبة إلى هراة. ويقولون: الصانع يضمن ما يتلف. والصواب: يضمن ويتلف، بالفتح فيهما جميعا. وكذلك يقولون: يلزمه أن يغرم. والصواب: يلزم ويغرم، بالفتح فيهما جميعا أيضا. ويقولون: إذا ادعى المودع ضياع الوديعة، والمرتهن ضياع الرهن ما أشبه ذلك، بكسر الضاد. والصواب: الضياع، بالفتح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا، أو ضياعا فإلي. ويروى: فعليّ. فأما الضياع بكسر الضاد، فجمع ضيعة. وما أملح ما قال أبو منصور الثعالبي، يذم بعض خدمة السلطان بالتقصير: فديوان الضياع بفتح ضاد ... وديوان الخراج بحذف جيم. وإنما أتيت بهذا البيت لينضبط لك الفرق بين الضياع والضياع. ويقولون: إذا جرحه موضحة. والصواب: موضحة بكسر الضاد، وإنما سميت موضحة لأنها توضح عن العظم أي تبدي عن وضحه. ويقولون: إذا كان في رأس الفرس اعتزام.

والصواب: اعترام بالراء، من العرامة، وهي الشدة. ويقولون: كتاب الولا والمواريث بالقصر. والصواب: كتاب الولاء ممدود. ويقولون: كتاب العارية واللقطة. والصواب: العارية، بتشديد الياء، واللقطة بفتح القاف. وكذلك يقال: التهمة، والتخمة، بالفتح، لا يجوز إسكانهما. ويقولون: كتاب القسم. والصواب: القسم بفتح القاف، لأن القسم هو النصيب، والقسم هو مصدر قسمت، وليس المراد أن يقال: كتاب النصيب المقسوم. ولكن المراد القسمة، والقسم بمعناها. ويقولون: كتاب الشفعة وللشريك أن يأخذ بالشفعة. بضم الفاء. والصواب: الشفعة، بإسكانها. ويقولون: كتاب الديات بالتشديد. والصواب: الديات، بالتخفيف، الواحدة: دية، قال الله تعالى: {فدية مسلمة إلى أهله}. ويقولون: عبد الرحمن بن القاسم العتقي بفتح التاء. والصواب: العتقي بضمها. ويقولون: إبراهيم النخعي. والصواب: النخعي بفتح الخاء. ويقولون: ابن شعبان القرطي. والصواب: القرطي بالإسكان.

باب غلط الوثائق

38 - باب غلط الوثائق لا يكاد أحد منهم يقول إلا: شهد الشهود المسمون بضم الميم الثانية. والصواب: المسمون، بفتحها، لأنه جمع مسمى، كما تقول: مصطفى ومصطفون. ويقولون: أقر المكني بأبي قسلان. والصواب: المكني، بفتح الميم وكسر النون وتشديد الياء، يقال: كنوت الرجل، وكنيته، فهو مكني. وكذلك يقولون: المولى عليه. والصواب: المولى عليه بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء. وكذلك يقولون: المنعي إليها زوجها. والصواب: المنعي أيضا، كالمولي. ويقولون: أقرت فلانة امرأة كان فلان المتوفي عنها. فيجمعون بين العي واللحن، لأن بقولهم: المتوفى عنها يعلم أن الزوجية قد انقطعت بينهما بالوفاة، وأنها الآن ليست في عصمته، وإنما كانت زوجه في حياته، فلا معنى لزيادة كان إلا العي. وأما اللحن فلأنهم حالوا بـ كان بين المضاف والمضاف إليه، وإنما تدخل كان في مثل هذه المواضع في ضرورة الشعر، لإقامة الوزن، كما قال الشاعر: سراة بني أبي بكر تساموا ... على كان المسومة الجياد ويقولون: قال النبي عليه السلام: ألدوا وتوالدوا. والصواب: لدوا. ويقولون: ينقص كل رباعي منها على الوزان حبة ذهب. بتخفيف الرباعي وترك التنوين، ورفع الحبة. والصواب: رباعي بالتشديد والتنوين، وحبة ذهب، بالنصب.

ويقولون: على أن النقد المعجل من ذلك مائتان رباعيا. والصواب: مائتا رباعي بالتشديد والتنوين، على الإضافة. ويقولون: مهر يحل بالبناء. والصواب: يحل بضم الحاء، يقال من الحلول: حل يحل، ومن الحلال: حل يحل. ويقولون: وعلى هذا الزوج أن يدرر على زوجه نفقتها. والصواب: أن يدر براء واحدة مشددة. وإذا قال الأيم لم يريدوا إلا التي مات عنها زوجها أو طلقها. وليس كذلك. إنما الأيم: التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا. قال الله عز وجل: {وانكحوا الأيامى منكم} لم يرد الثيبات خاصة، دون الأبكار. ويقال للرجل أيضًا: أيم إذا لم تكن له زوج. ويقولون: ولا يضر بها في نفسها، بفتح الياء وضم الضاد. والصواب: ولا يضر، بضم الياء، وكسر الضاد. يقال: ضره الشيء، وأضر به، إذا عديته بالباء أدخلت الهمزة في أوله. ويقولون: بعد أن استؤذنت فصمتت بضم الميم. والصواب: صمتت، بفتحها. ويقولون: ولهذه الدار حدود أربع. والصواب: أربعة، لأن الحد مذكر. ويقولون في التاريخ: وذلك في ربيع الأول بحذف التنوين من ربيع يجعلونه على الإضافة.

والصواب: في ربيع الأول ودخل ربيع الأول وربيع الآخر على النعت. وكذلك يقولون: في جمادى الأول. والصواب: جمادى الأولى بفتح الدال على وزن حبارى إلا أنها تكتب بالياء وألفها للتأنيث. وليس في الشهور مؤنث سوى جمادى ولذلك كان نعتها مؤنثا. فقيل جمادى الأولى وجمادى الآخرة ولا يجوز الأول ولا الآخر. ويقولون: وكان ذلك في العشر الأول، وفي العشر الأوسط. والصواب: الأولى والوسطى والأول والوسط إن شئت.

باب غلط الطب

39 - باب غلط الطب يقولون: القوة الماسكة، وضعفت المواسكِ. والصواب: القوة الممسكة، وضعفت الممسكات، لأنه لا يقال إلا أمسك رباعي لا غير، واسم الفاعل منه ممسك. ويقولون: دواء مكرب، وقد أكربه الدواء. والصواب: كربه الدواء، وغيره يكربه، ودواء كارب. ويقولون: إطريفل. والصواب: إطريفل بضم الفاء. ويقولون: جوارش وفي الجمع: جوارشات. والصواب: جوارشن، وجوارشنات بضم الجيم وزيادة النون. ويقولون: لضرب من العقاقير: شب، والصواب: شب بالفتح، قال الشاعر: ألا ليت عمي يوم فرق بيننا ... سقى السم ممزوجا بشب يمان. هكذا الرواية: سقى يريد سُقِي وهي لغة طيء. ويقولون: زرنيخ وحلتيت. والصواب: زرنيخ وحلتيت بكسر أوائلهما. ويقولون: للحبة السوداء: شونيز. والصواب: شونيز بضم الشين. وقال ابن الأعرابي: شينيز. ويقولون: السعلة والشوصة. والصواب: السعلة بفتح السين. والشوصة بفتح الشين.

قال ابن دريد: وإنما سميت شوصة لأنها ريح ترفع القلب عن موضعه وتزعزعه، يقال شاص فاه بالسواك يشوصه، إذا استاك من سفل إلى علو. ويقال: السعال أيضا، إذا كثر، كما يقال: به بوال لمن كثر منه البول، وعطاش لمن كثر منه العطش، وكثير ما تأتي الأدواء على فعال نحو الزكام والدوار وشبه ذلك. ويقولون: لضرب من العقاقير: صبر. والصواب: صبر على وزن فخذ ونمر. قال الشاعر: لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ويقولون لبعض الأمراض: سل بالفتح، والصواب: سل بالكسر. ويقولون: الذبول، بفتح الذال. والصواب: الذبول بضم الذال. ويقولون: بختِيشوع. والصواب: بحتيشوع بفتح التاء. ويقولون: إذا أرادوا تعظيم عالم بالطب: قال فلان المتطبب. يتوهمون أنه أبلغ من طبيب. وليس كذلك؛ لأن المتفعل هو الذي يدخل نفسه في الشيء، ليضاف إليه، ويصير من أهله، ألا ترى أنك تقول: ما فلان بشجاع، وإنما هو متشجع؟ ولا هو جليد، وإنما هو متجلد؟ قال حاتم طيء: تحلم عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما وقال آخر: وقيس عيلان ومن تقيسا يريد من أدخل نفسه معهم وليس منهم. وفي الحديث: " اغد عالما أو متعلما، ولا تكن الثالث فتهلك".

ويروى: " ولا تكن إمعة، والإمعة: الذي يتبع كل أحد على رأيه، فيقول: أنا معك، أنا معك". ففرق ما بين طبيب، ومتطبب، كفرق ما بين حليم ومتحلم، وجليد ومتجلد.

باب غلط أهل السماع

40 - باب غلط أهل السماع أول ما يغلطون فيه، اسم صناعتهم، فيقولون: نغنى باللقاع. والصواب: بالإيقاع، مصدر أوقع يوقع. ومن أملح ما مدح به الإيقاع ما أنشدنيه الشيخ أبو بكر أيده الله لبعض البغداديين. غني وللإيقاع قبل ... بيان منطقه بيان وكأنما يده فم ... وقضيبه فيها لسان ومن غلطهم في أبيات الغناء قول قيس بن الخطيم: أتعرف رسما كاطراد المذاهب ... لعمرة وحشا غير موقف راكب يجعلون مكان عمرة: عزة. وذلك غلط. إنما هي عمرة أخت عبد الله بن رواحة. وقول الآخر: ولما نزلت منزلا طلة الندى ... أنيقا وبستانا من النور حاليا يجعلون مكان طلة: حفة الندى: والصواب: طلة. وقول آخر: أيا جبلي نعمان بالله خليا ... طريق الصبا يخلص إلي نسيمها يقولون: نسيم الصبا.

والصواب: طريق الصبا. قال الشيخ أبو بكر: هكذا رواية أبي يعقوب بن خرزاذ، ورويناه عنه. ومن ذلك قول ابن الرومي. أضحى ينغصني النسيم سميه ... أفلا يهنئني النسيم نسيم يبدلونه تبديلا قبيحًا، ولا يصح معه معنى. وقول آخر: لو عرفت الهوى عذرت ولكن ... هان لما خفي عليك عليك يجعلونه مكان عليك الأولى: هواي، وهو غلط. وقول آخر: ولها في الفؤاد صدع مقيم ... مثل صدع الزجاج ليس يريم يقولون: ولها في الفؤاد حب مقيم وذلك غلط. إنما هو صدع. ومن ذلك قول ذي الرمة: أقامت بها حتى ذوي العود والثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر يقولون: وقفت بها حتى ذوي العود في الثرى. وليس كذلك. إنما الرواية: أقامت بها يعني أن هذه المرأة أقامت بهذه الدار، زمن الربيع، للرعي، فلما كان وقت طلوع الثريا وجفوف الثرى، وانقطاع المرعى، رحلت عنها ورجعت إلى مكانها. وكذلك كانت العرب تتجع المراعي في الربيع، وتقيم بالأماكن الخصيبة، فإذا أقبل الحر وصوح النبت رجع كل قوم إلى مكانها، واجتمعوا على مياهم.

ومن ذلك قول سحيم عبد بني الحسحاس: وأقبلن من أرض العراق يزرنني ... أوانس لم يقصدن خلقا سوائيا يقولون: سوائيا بكسر السين. والصواب: فتحها، تقول: ما رأيت سوى زيد وما رأيت سواء زيد إذا قصرت كسرت، وإذا مددت فتحت. ومن ذلك قول كثير: ولما وقفنا والقلوب على الغضا ... وللدمع سح والفرائص ترعد يقولون: ترعد، بفتح التاء وضم العين. والصواب: ترعد على ما لم يسم فاعله. وقول جرير: متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام يفتحون الخاء من الخيام وكذلك أينما وقعت في الشعر، يقولون: أما الخيام فإنهن خيامها والصواب: كسر الخاء. وكذلك يضمون الباء من بثنة حيثما وقعت في شعر جميل كقوله: يا بثن إنك إن ملكت فأسجحي ... وخذي بحظك من كريم واصل وكقوله: وقالوا يا جميل أتى أخوها ... فقلت: أتى الحبيب أخو الحبيب بقلبي أن نزلت جبال حسمى ... وأن ناسبت بثنة من قريب والصواب: فتحها. وإنما تضم إذا جاءت مصغرة. تقول: بثينة، وإن

جئت بها مكبرة رددتها إلى أصلها فقلت: بثنة كما تقول: عميرة وعمرة. والبثنة: الزبدة، وهي أيضا الرملة السهلة. قال لي حسن بن رشيق، رحمه الله: إذا وقع في شعر جميل حسمي فهو بالميم وكسر الحاء. وإذا وقع في شعر كثير فهو حسني بالنون وضم الحاء. وهو موضع أيضا. ومن ذلك قول البحتري: عرج على حلب فرو محلة ... مأنوسة فيها لعلوة منزل وقوله: تناءت دار علوة بعد قرب ... فهل طفيف يبلغها السلاما يضمون العين من علوة أيضا. وهو خطأ. وقول آخر: أبت الروادف والثدي لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا يفتحون الدال من الثدي. والصواب: كسرها، لأنها جمع ثدي لا تصغيره. وقال آخر: فلم أبرح أجول به ... على بصري ومحجره يقولون: ومحجره. وذلك غلط. إنما هو محجر على وزن مسجد، وقال أبو الفتح ابن جني: قرأت على أبي الطيب: وقد صارت الأجفان قرحى من البكا ... وصار بهارا في الخدود الشقائق فقال لي: قرحا، أما ترى بعدها بهارا؟ فالرواية: قرحًا بالتنوين. وقول الشريف الضي:

لو أن قومك نصلوا أرماحهم ... بعيون سربك ما أبل طعين يقولون: أنصلوا فينقلب المعنى، لأن معنى أنصلت الرمح: نزعت نصله، ومنه قيل لرجب: منصل الأسنة، لأنهم كانوا ينزعون في الأسنة فلا يغزون ولا يتحاربون. ومعنى نصلته: ركبت نصله. فأراد: لو أن قومك ركبوا عيون سربك على أرماحهم ما أبل طعين، أي ما أفاق مطعون بها. والسرب: جماعة النساء. ومما يصحفونه قول جميل: راحت بثينة في الخليط الرائع ... فانهل دمعك مثل غرب الماتح يقولون: المايح بالياء. والصواب: بالتاء المعجمة من فوق. وقول آخر: وهل رفت عليك قرون ليلى ... رفيف الأقحوانة في نداها يقولون: وهل زفت عليك. زفيف الأقحوانة، بالزاي. والصواب: بالراء، ومعنى رفت ها هنا: اهتزت، وقول النميري: مررن بفخ ثم رحن إلى منى ... يلبين للرحمن مؤتجرات يقولون: مررن بفج بالجيم. وليس كذلك. إنام هو بالخاء. وفخ: موضع معروف ببعض نواحي الحرم. ويروى: متجرات بتاء واحدة مشددة، والمعنى واحد. وقول أبي نواس: ولو شئت دارت راحتي تحت قرقر ... من اللمس إلا من يدي حصان

يقولون: إلا من ثدي حصان. والصواب: بالياء. وتقدير البيت: ولو شئت دارت راحتى تحت قرقر حصان من اللمس إلا من يدي. والقرقر والقرقل: القميص الذي لاكمي له. وقد تقدم ذكره في مكانه. ويقال للمرأة: حصان بفتح الحاء، وللفرس: حصان بكسرها. وقول آخر: رب فارحمهما كما رحماني ... وأقلا عند الوداع الحداجا يقولون: الخداجا. والصواب: بالحاء غير معجمة. والحداج: إدامة النظر، ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم، أي ما أقبلوا عليك ورمقوك، فإذا غضوا عليك، أو نظروا يمينا وشمالا، فدعهم من حديثك، فإنهم قد ملوا. قال أبو عبيد: هذا شبيه بالحديث المرفوع، أنه كان صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة، مخافة السآمة علينا. ومن ذلك قول البحتري: أعيدي في نظرة مستثيب ... توخي الأجر أو كره الأثاما يقولون: مستتيب بتاءين. والصواب: بتاء وثاء. وقول آخر: أوميض برق أم تألق يارق ... أم ريع قلبك للخيال الطارق. يقولون: أم تألق بارق بنقطة واحدة. والصواب: بالياء بنقطتين. واليارق: الحلي، يقال فيه: يارق ويارق، بفتح الراء وكسرها والفتح أفصح، إلا أن الاختيار في هذا الباب الكسر، كراهة السناد وقد يترك الأحسن

لما هو أحسن منه، كما قال عبد المحسن الصوري حين قريء عليه من شعره: يا حار إن الركب قد حاروا ... فاذهب تحسس لمن النار بكسر الراء من يا حار: إني لأعلم أن كسر الراء أحسن، ولكن لا يقرأ على شعري إلا باختياري، فإني لا أختار في هذا الموضع إلا يا حار بضم الراء. وإنما اختار عبد المحسن ذلك ليجانس أول القسيم آخره.

باب ما يجري في ألفاظ الناس ولا يعرفون تأويله

41 - باب ما يجري في ألفاظ الناس ولا يعرفون تأويله من ذلك قولهم: ما يعرف كوعه من بوعه. الكوع: رأس الزند الذي يلي الإبهام. والبوع: ما يلى طرفي يدي الإنسان إذا مدهما يمينا وشمالا. يقال باع وبوع. وقد بعت الحبل بوعا، إذا قسته بباعك. ويقولون: قرطس على الشيء إذا أصاب قدره، أو عرف عدده بالحدس والتخمين. أصل ذلك من إصابة القرطاس الذي ينصب غرضا للرماة، يقال: قرطس السهم إذا أصاب الغرض. وقولهم: ما يدري ما طحاها. إنما يريدون قول الله عز وجل: {والأرض وما طحاها} ومعنى طحاها: بسطها ووسعها. وقال الأصمعي: طحاها: مدها. ويقال: طحا قلبه في كذا وكذا، إذا تطاول وتمادى. ومنه قول علقمة: طحا بك قلب في الحسبان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب أي تطاول وتمادى في ذلك.

وقولهم: ما يعرف قبيلا من دبير. القبيل: ما أقبلت به المرأة إلى صدرها من غزلها حين تفتله. والدبير: ما أدبرت به. وقولهم: أخذت الشيء بحذافيره أي بجملته. وحذافير الشيء: أطرافه، الواحد حذفور وحذفار، مثل: شمروخ وشمراخ. وقولهم: خبيث مخبث. المخبث: الذي له أصحاب وأهل خبثاء. وقولهم: ما بقي له سد ولا لبد. السبد: الشعر والوبر، يعني الإبل والمعز. واللبد: الصوف، يعني: الغنم. وقولهم: سمج لمج. وقال الليث: لمجت الدابة الحشيش تلمجه لمجا: تناولته، واللماج: الذواق، يقال إنه لسمج لمج. وقولهم: فلان ضخم الجزارة. والجزارة: اليدان والرجلان. وقولهم: فلان لا للعير ولا للنفير. والمثل: لا في العير ولا في النفير. وأصل ذلك إنما أريد به. لا في عير أبي سفيان بن حرب، ولا في عسكر المشركين يوم بدر. وجرى بين خالد بن يزيد بن معاوية، وبين الوليد بن عبد الملك، كلام، فقال الوليد لخالد: ما أنت في العير ولا في النفير. فقال له خالد: ألي تقول هذا وجدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير؟ وقولهم: لله درك. قال الأصمعي وغيره: أصل ذلك أنه حمد فعل الرجل وما يجيء به، قيل له: لله درك أي ما يجيء منك بمنزلة در الناقة والشاة، ثم كثر في كلامهم

حتى جعلوه لكل ما يتعجب منه. وقيل: بل معناه: لله لبان أمك، الذي غذاك وأرضعك. قال الفراء: وقد تتكلم العرب بها بغير الله فيقال: در درك، عند الشيء يمدح به. وأنشد: در در الشباب والشعر المسود ... والضامرات تحت الرحال. وقولهم: فلنا يخبط عشواء. والتقدير: يخبط خبط عشواء، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. والعشواء: الناقة التي لا تبصر بالليل. فهي تطأ كل شيء. والمثل المستعمل قديما: أخبط من عشواء. وقولهم: إنما لي من المدي فولة. لا يذكرون المدي في شيء من كلامهم إلا في هذا المثل وحده، ولا يعرفون مقداره، والمدي في هذا الموضوع أحسن وأبلغ فيما يريدونه من تقليل الحظ، من المد، لأن المدى على ما ذكره الخطابي مكيال لأهل الشام. ويقال إنه يسع خمسة عشر مكوكا، والمكوك صاع ونصف، فيكون المدي على هذا خمس عشرة ثمنة. قال: فأما المد فهو ربع الصاع. ويقال: إنه مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعامًا، ولذلك سمي مدًا. قال المفضل: وقولهم: وافق شن طبقة، قال ابن الكلبي: طبقة: قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فأوقع بها شن. وهو شن بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسعد، بن ربيعة بن نزار، فانتصف منها وأصاب فيها. فضربتا مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها. قال الشاعر: لقيت شن إيادا بالقنا ... طبقا وافق شن طبقه

وقال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم، يقال له شن فقال والله لأطوفن حتى امرأة مثلي فأتزوجها. فبينا هو في بعض مسيرة وافقه رجل في الطريق، فسأله شن: أين تريد؟ فقال: موضع كذا يريد القرية التي يقصدها شن فوافقه. فلما أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل: أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت عنه شن وسارا، حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد، فقال له شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل، إذا كان لم يحصد، فكيف يؤكل؟ فسكت شن: فسارا حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة. فقال له شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك! ترى جنازة فتسأل عنها؟ أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن وأراد مفارقته: فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله، فضى معه. وكان للرجل ابنة يقال لها طبقة، فلما دخل إليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله، وحدثها بحديثه. فقالت له: يا أبت ما هذا بجاهل. أما قوله: أتحملني أم أحملك فأراد، أتحدثني أم أحدثك، حني نقطع طريقنا. وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا فإنما أراد: هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله في الجنازة: أحي صاحبها أم ميت؟ فأراد: أترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة، ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ فقال: نعم، ففسره له. فقال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني من صاحبه؟ قال ابنة لي. فخطبها إليه فزوجها إياها. وحملها إلى أهله. فلما رأوها قالوا: وافق شن طبقة فذهبت مثلا.

وقولهم: مالك في هذا الأمر طباخ. والطباخ أصله القوة والسمن، ثم استعمل في غيرهما، فقالوا فلان لا طباخ له، أي لا عقل له ولا خير عنده. قال حسان: المال يغشى رجالا لا طباخ لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي. ومنه قوله: لم تترك الفتنة من الناس طباخا. وقولهم: ترقيق عن صبوح. أصله أن ضيفنا نزل بقوم فقراء. فآثره بعشائهم، ثم جلسوا يحادثونه ويؤنسونه، فقال لهم: إذا أصبحت وتصبحت، أي طريق أسلك إلى موضع كذا؟ فقالوا له: أعن صبوح ترقق؟ يعنون بالصبوح الغداء، وهو يستعمل في الشراب والأكل جميعا. وقولهم: قطع الله دابره. قال الأصمعي: الدابر: الأصل، أي أذهب الله أصله. وقال أبو عبيدة: دابر القوم آخرهم، يقال: دبرهم يدبرهم ويدبرهم، إذا كان آخرهم، وفي الحديث" من الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبريا" أي في آخر الوقت. وقولهم: اقتلوني ومالكا. أول من قال ذلك عبد الله بن الزبير، وذلك أنه عانق الأشتر النخعي في القتال، فسقطا إلى الأرض جميعا، واسم الأشتر مالك فنادى عبد الله بن الزبير: اقتلوني ومالكا. فضرب مثلا، لكل من أراد بصاحبه مكروها، وإن ناله منه ضرر. وقولهم: لا فارق سوادي بياضه حتى يقضيني حقي.

وإنما الكلام: لا فارق سوادي سواده أي شخصي شخصه. وفي الحديث: أن معاذ بن عمرو بن الجموع، أو معاذ ابن عفراء، قال لعبد الرحمن بن عوف، يوم بدر: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال نعم: ما حاجتك إليه؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده: لئن رأيته لا فارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. وقولهم: دعوت الناس فجاءني الأسود والأبيض. والذي تقول العرب: جاءني الأسود والأحمر والأسود هو العربي والأحمر هو العجمي. قال المفضل: وقولهم ما كان نولك أن تفعل ذلك. قال أبو عبيدة: النول والنوال. الصلاح، أي ليس ذلك بصلاح لك، وقال الأخفش: النول والنوال الحظ، أي ما ذلك بحظ لك وغنيمة. وقولهم: فت في عضده. العضد: القوة. والفت: الكسر، من قولهم: فتت الشيء إذا كسرته. ومعنى في: من فالمعنى: كسرت من قوته. وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض، وقال امرؤ القيس: وهل ينعمن من كان أقرب عهده ... ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال أي من كان أقرب عهد بالرفاهية ثلاثين شهرا من ثلاثة أحوال. وهذا قول الأصمعي. قال المفضل: وتكون في بمعنى مع في هذا البيت. ويقال: العضد: الأعوان وحكى النضر بن شميل: رجل عضد، إذا كان له أعوان يعضدونه. فكأن المعنى: فت فيهم خذلانه، أي فرقه فيهم. وتكون في ها هنا أيضا بمعنى من كأنه قال: فت منهم، أي كسر منهم، وضعف نياتهم. قال ابن النحاس: العضد ها هنا تمثيل يراد به القوة، كما أن الأزر:

الظهر ثم يستعمل للقوة. قال: وحكى لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد، أنه كان ينكر قول من يقول: حروف الخفض يجعل بعضها في موضع بعض. وإنما ذلك عنده لضعف قائله في العربية. وقولهم: امتلأ المكان من الشيق. وإنما المستعمل: من الشيق إلى النيق. قال ابن دريد: الشيق: الشق الضيق في رأس الجبل، وهو أضيق من الشعب. قال الشاعر: شغواء توطن بين الشيق والنيق. قال: النيق أعلى الجبل. والشيق: الشق الضيق بين صخرتين. هذا نص الجمهرة. وقال غيره: الشيق أسفل الجبل، والنيق أعلاه. قال المفضل: وقولهم: ما عدا مما بدا. أي ما عداك عني مما بدا لك مني. ومعنى عداك: صرفك، وبدا: ظهر. وأول من قال ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام لما قدم البصرة قال لعبد الله بن عباس: صر إلى الزبير فقل: علي يقرئك السلام، ويقول: أقرئه السلام وقل: عهد خليفة، ودم خليفة، واجتماع ثلاثة، وانفراد واحد، وأم مبرورة، ومشاورة العشيرة. وقولهم: فلان لين العريكة. العريكة: السنام، يقال جمل لين العريكة، إذا كان سنامه منخفضا مذالا، لا يمنع من ركوبه، ولا يؤذى الراكب، فشبه الرجل بذلك، يراد أنه سهل مساعد غير أبي ولا شرس. وقولهم: ردوا الحديث إلى ابن إسحاق.

وهو محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السير والمغازي، وكان من أعلم الناس بالوقائع والأخبار والأحاديث، ما خلا الشعر، فإنه لم يكن له به علم. ويقال: إنه غير ثقة في نقل الأخبار. والمراد: سلموا الأحاديث إلى من هو أقعد بها وأعلم. ثم كثر استعمال ذلك، حتى صار المعنى: ردوا الحديث إلى من هو أهم به وأولى. قال النحاس: وقولهم: فلان عيار. هو في كلام العرب: الذي يخلي نفسه وهواها، لا يزجرها من: عارت الدابة، إذا انفلتت، وتعاير الرجل مشتق من هذا وقيل الأصل في هذا من: تعاير القوم، إذا ذكروا العار بينهم، ثم قيل لكل من تكلم بقبيح: تعاير. وقال غيره هو: الماجن الذي يخلط الجد بالهزل، يقال: مجن يمجن، والمجن، خلط الجد بالهزل. وقولهم: ما يدري أين سفع به الزمان. وإنما يقال: ما يدري أين سقع وصقع وزقع، بالسين والزاي والصاد. أي ما يدري في أي صقع هو. والصقع والسقع: الناحية. وقولهم للأسود: كوش. والصواب: كوشي، أو ابن كوشي، لأن كوشا ولد حام بن نوح عليه السلام. ومثل ذلك قولهم للاشتطاط وقلة الإنصاف: هذا حكم سدم. وإنما يقال: قاضي سدوم. وسدوم: موضع بالشام، كان قاضية يضاف إلى الجور، فيقال في المثل: أجور من قاضي سدوم. وقولهم: لا تفيش علينا.

هو من المفايشة، وهي المفاخرة، فايش الرجل، إذا فاخر، قال الشاعر: أيفايشون وقد رأوا حفاثهم ... قد عضه فقضى عليه الأشجع. وقولهم: عرض سابري. وهو من الثوب السابري، والسابري من الثياب: الرقيق الذي لابسه بين العاري والمكتسي، ثم استعير فقيل لكل من عرض على كل أحد عرضا خفيفا لم يبالغ فيه: عرض عرضا سابريا. وقولهم: رجع بخفي حنين. قال حمزة بن الحسن الأصبهاني: اختلف النسابون فيه وفي قصته وذكر أقوالا، اقتصرت منها على قول أبي عبيد القاسم بن سلام قال: كان حنين إسكافا من أهل الحيرة، فأتاه أعرابي فساومه بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، وأراد حنين أن يغيظ الأعرابي، فلما ارتحل أخذ حنين أحد الخفين فألقاه في طريقه، ثم استقام على الطريق، وألقى فيه الخف الآخر، وكمن للأعرابي. فلما مر الأعرابي بالخف الأول قال: ما أشبه هذا بخف حنين، فلو كان معه الآخر لأخذته. ومضى حتى انتهى إلى الخف الآخر، فأناخ راحلته مكانه، ورجع على طريقه لأخذ الخف الأول، فوثب حنين على راحلته فركبها وذهب بها. ورجع الأعرابي إلى الخف، وقد فقد راحلته، وأخذ الخفين معه وقصد نحو حيه، فقال له قومه: ما الذي جئتنا به من الحيرة؟ قال جئت بخفي حنين. فذهبت مثلا. وقولهم أخلى من جوف حمار. حمار: رجل من عاد، وجوفه واد كان يحله، ذو ماء وشجر، فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم، فكفر وقال: لا أعبد ربا فعل ذا ببني، ثم دعا قومه إلى الكفر، فمن عصاه قتله. فأهلكه الله تعالى، وأخرب

واديه. فضرب العرب به المثل في الخراب والخلاء، فقالوا: أحلى من جوف حمار، وأخرب من جوف حمار وهو الذي عنى امرؤ القيس بقوله: وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل والغير: الحمار عند العرب وقولهم: أفزع من صافرة. والمثل: أجبن من صافر بغير هاء. قيل إنه طائر يتعلق من الشجر برجليه، وينعكس رأسه خوفا من أن ينام فيؤخذ، فيصفر منكوسا طول ليلته. وقيل إن الصافر هو الذي يصفر بالمرأة المريبة، وإنما يجبن لأنه وجل مخافة أن يظهر عليه. وفيه أقوال غير ما ذكرت. وقولهم: أنحس من طويس. وهو رجل من مخنثى المدينة، كان يسمى طاووسا، فلما تخنث تسمى بطويس، وتكنى بأبي عبد المنعم. وهو أول من غنى في الإسلام بالمدينة، ونقر بالدف المربع وأنشد في نفسه إنني عبد المنعم أنا طاوس الجحيم وأنا أشأم من يمشى على ظهر الحطيم يعني الأرض، وكان أخذ طرائق الغناء عن سبي فارس وذلك أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، جعل لهم في كل شهر يومين يستريحون فيهما من المهن. وكان طويس يغشاهم، حتى فهم طرائقهم. وكان خليعا، يضحك الثكالى. فمن مجانته أنه كان يقول: يا أهل المدينة ما دمت بين ظهرانيكم فتوقعوا خروج الدجال والدابة، فإن مت فأنتم آمنون، فتدبروا ما أقول: إن أمي ولدتني في الليلة التي مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفطمتني في اليوم الذي مات

فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر، وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي في اليوم الذي قتل فيه علي. فمن مثلي؟ فضرب به المثل، فقيل: أشأم من طويس، وأخنث من طويس. ويقولون: الحديث شجون والحديث ذو شجون: أي ذو فنون وتشبث بعضه ببعض، يقال: شجر متشجن، إذا التقت بعضه ببعض واشتبك، والشجناء: الشعراء الملتفة. ومنه ما جاء في الحديث: الرحم شجنة من الرحمن أي قطعة، كأن اقتطاع اللفظة من اللفظة، اقتطاع لها منها. وأول من تكلم بالمثل ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. وكان من حديث ذلك فيما ذكر المفضل الضبي أن ضبة كان له ابنان، يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنفرت إبل ضبة تحت الليل وهما معها، فخرجا يطلبانها، فوجدها سعد، وذهب سعيد فلم يرجع، فجعل ضبة يقول بعد ذلك إذا رأى سوادا تحت الليل: أسعد أم سعيد، فذهب قوله مثلا. وأقام ما شاء الله. لا يعلم لسعيد بخبر، فبينا هو يسير يوما هو والحارث بن كعب في الأشهر الحرم، وهما يتحدثان، إذ مرا على سرحة، فقال الحارث: أترى هذا المكان، فإني قد لقيت فيه شابا من هيئته كذا وكذا، فوصف صفة سعيد، فقتلته وأخذت؟ بردا كان عليه، من صفة البرد كذا وكذا، فوصف البرد، وسيفا كان عليه. فقال له ضبة: ما صفة السيف؟ فقال: ها هوذا علي. فعرفه ضبة. ثم قال: إن الحديث لذو شجون فذهب مثلا. وضربه به حتى قتله، فلامه الناس في ذلك، فقالوا: قتلت رجلا في الأشهر الحرم. فقال ضبة: سبق السيف العذل فأرسلها مثلا. وقال الفرزدق. ولا تأمنن الحرب إن استعارها ... كضبة إذ قال الحديث شجون ويقولون لما يستملحونه: " حديث خرافة" زعموا أن خرافة رجل من

العرب، كان من بني عذرة، فاستهوته الجن، فلبث فيهم زمانا، ثم رجع إلى قومه، وأخذ يحدثهم بالأعاجيب التي رآها، فضرب به المثل. وزعم بعضهم أن خرافة مشتق من اختراف الثمر، أي استطرافه. وكذلك قولهم: جاء فلان بالترهات وهذه ترهات البسابس: جمع بسبس، وهو الصحراء الواسعة التي لا شيء فيها، يقال لها بسبس، وسبسب، بمعنى واحد. هذا أصل الكلمة، ثم يقال لكل من جاء بكلام محال: أخذ في ترهات البسابس وجاء بالترهات ومعنى المثل: أنه أخذ في غير القص، وسلك الطريق الذي لا ينتفع به كقولهم: ركب بنيات الطريق فأخذ يتعلل بالأباطيل. وقال قوم: التاء في ترهات مبدلة من واو من الوره، والوره، لغتان، وهو الحمق، يقال: رجل أوره، وامرأة ورهاء، كأنه جاء بالحماقات وما لا ينتفع به. ويقولون: ندمت ندامة الكسعى. أصل المثل أن الكسعى كان رجلا من بني كسعة، واسمه محارب بن قيس، وكان يرعى إبلا له، فرأي يوما نبعة في صخرة، فأعجبته فقال: ينبغي أن تكون هذه قوسا، فجعل يتعهدها حتى أدركت، فقطعها واتخذ منها قوسا، ثم دهنها وأصلحا بوتر، ثم عمد إلى ما كان من برايتها فجعل منه خمسة أسهم، ثم خرج حتى أتى قترة على موارد حمر، وكمن فيها. فمر قطيع منها، فرمى منه عيرا وأمخطه السهم أي جازه وأصاب الجبل فأورى نارا، فظن أنه أخطأه. وصنع في ذلك أبياتا. ثم مر به قطيع آخر فصنع صنيعة الأول. حتى فعل ذلك في الخمسة الأسهم. فلما رأي آخر سهم منهن أنشأ يقول: أبعد خمس قد حفظت عدها ... أحمل قوسي وأريد ردها أخزى الإله لينها وشدها ... والله لا تسلم عندي بعدها

ولا أرجى ما حييت رفدها ثم عمد إلى قوسه فكسرها على حجر. فلما أصبح أبصر الأعيار الخمسة مصرعة حوله، وأسهمه مضرجة. فندم فشد على إبهامه فقطعها تلهفا، وأنشد يقول: ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني إذا لقطعت خمسي تبين لي سفاه الرأي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي وقال الفرزدق، يضرب به المثل: ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار ومن أجل نوار قال الفرزدق البيت الذي يتمثل به الناس ولا يعرفون تأويله: ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا وذلك أن النوار بنت أعين وكلت الفرذدق لقرابته منها، ليزوجها فلما حضر الشهود، وأشهدتهم على ذلك، قال اشهدوا أني قد تزوجتها على مائة ناقة. فكرهته وأبت أن تمضي ذلك وشخصت إلى ابن الزبير تستعديه عليه، ورحل هو خلفها إلى ابن الزبير فاتى حمزة بن عبد الله بن الزبير يستشفع به إلى أبيه، وقال فيه: أمسيت قد نزلت بحمزة حاجتي ... إن المنوه باسمه الموثوق وأتت النوار ابنة منظور بن زبان، امرأة حمزة بن عبد الله بن الزبير تستشفع، فكلم حمزة أباه في الفرزدق وكلمته امرأته في النوار. فقضى

للنوار، ولم يجز للفرزدق تزويجه. قال الفرزدق: أما بنوه فلم تنجح شفاعتهم ... وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا فضربه الناس مثلا في أن شفاعة النساء أنفذ من شفاعة الرجال.

باب ما تأولوه على غير تأويله

42 - باب ما تأولوه على غير تأويله من ذلك قول الله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذي قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون}. يتوهمون الآية على العموم، وأن النصارى بخلاف اليهود والذين أشركوا، وأن الله قد مدحهم بأن منهم قسيسين ورهبانا. وليس كذلك إنما عنى الله عز وجل النجاشي ومن آمن معه، والدليل على ذلك قوله {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين}. ونحو ذلك وله عز وجل: {يأيها الذي آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}. يحتجون بهذه الآية على من يأمر بمعروف وينهى عن منكر، حتى عطلوا بذلك فرضا من فروض الله عز وجل ولا يعلمون أنها منسوخة بآية السيق، والمنسوخ لا يحتج به. وروى عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد يقول: يا أيها الناس إنكم لتقرأون هذه الآية {والذي بعثني بالحق

لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليعمنكم الله بعقابه ثم لتدعن فلا يجاب لكم}. ومن ذلك توهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج: أن معناه: حدثوا عن بني إسرائيل بما صح عندكم وبما لم يصح. وليس كذلك. قال لنا الشيخ أبو محمد عبد الحق أيده الله: إنما المعنى لا حرج عليكم ألا تحدثوا عن بني إسرائيل، لأن أول الحديث واجب، عليكم أن تبلغوا عني ولو آية. وليس بواجب عليكم أن تحدثوا بما صح عندكم من حديث بني إسرائيل، بل إن شئتم حدثوا، وإن شئتم لا تحدثوا، لا حرج عليكم في ذلك، كما عليكم الحرج إذا لم تبلغوا عني. ومن ذلك احتجاج من أذنب ذنبا بأن آدم حج موسى بقوله: أفتلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق؟ وليس لأحد منا أن يحتج بهذا الحديث. ولا يجوز أن نقيس ذنوبنا بذنب آدم عليه السلام لأنه قد غفر الله له، وأعلمنا بذلك. وما غفره الله من الذنوب فلا يلام عليه صاحبه. وإنما اللوم والعقوبة منا على من لم يعلمنا الله تعالى أنه قد غفر له. ألا ترى أن الكافر إذا أسلم لا يلام ولا يعاقب على شيء مما أتى في حال كفره، لأن الله عز وجل قد أعلمنا مغفرته له بعقوبة: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} والمؤمن المذنب بخلاف ذلك. فالأمران مفترقان. ومن ذلك قولهم: العامة مشتقة من العمى. وليس كما ظنوا. إنما العامة من العموم ولو كانت من العمى لقيل: العامية بالياء وتخفيفها.

وقولهم: إنما سمي المنزل لأجل الماء، والأصل الماء انزل أي هذا الماء فانزل. وليس كما ظنوا. وإنما هو اسم المكان من نزل ينزل، كما تقول هذا مضرب القوم، لموضع الضرب، ومجلسهم لموضع الجلوس. وقولهم: افحام الصبي من البكاء يعنون أنه اسود من شدة ما بكي، حتى صار كلون الفحم. وليس كذلك: إنما يقال بكى الصبي حتى فحم، أي انقطع صوته، فهو من الانقطاع لا من السواد وتقول منه: جادلت فلان فأحمته، أي أسكته وقطعت كلامه. وشاعر مفحم أي منقطع. وقولهم: ضربه فأشواه يعنون أنه أحرقه بالضرب كما يشوي اللحم في النار. وليس كذلك. إنما معناه: أشواه، أصاب شواه، والشوى: أطراف الجسد، كاليدين والرجلين. ومنه قول الله تعالى: {نزاعة للشوى} وقيل: الشوى: جلدة الرأس والشوى أيضا: رذال المال ويقال: شوى ما أخطأ دين الإنسان أي هين.

باب من الهجاء

43 - باب من الهجاء. يكتب أكثر الخاصة: قال ابن عمر، وقال ابن القاسم، وقال ابن وهب، وأشباه ذلك، بغير ألف، ويرون أنهم قد امتازوا بذلك عن العامة. والصواب: ألا تكتب ابن إلا بالألف، إلا إذا وقع بين اسمين علمين وكان وصفا لا خبرا. كقولك: عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب، ومالك بن أنس، ونحو ذلك، فإنه يكتب بغير ألف. وكذلك إذا وقع بين علم وكنية كالاسم فالأجود أن يحذف ألفه نحو: قال معاوية بن أبي سفيان وأبو عمرو بن العلاء. وكذلك إذا نسبته إلى لقب قد غلب على أبيه، أو صناعة مشهورة قد عرف بها، كقولك: زيد بن القاضي، وبكر ابن الأمير، فإنك تحذف منه الألف أيضا. فأما إذا كان خبرا كقولك: زيد انب عمرو، فلابد من إثبات الألف. وفي المصحف: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقال النصارى المسيح ابن الله} بالألف جميعا. وكذلك إذا كان مثنى تثبت الألف وإن كان وصفا، كقولك قال عبد الله وزيد ابنا محمد. وكذلك إذا نسبته إلى جده، كقولك: قال محمد ابن شهاب، وعبد الملك بن الماجشون، ونحو ذلك، لابد من إثبات الألف، لأن شهابا والماجشون جداهما. وكذلك: هذا زين ابن أخي عمرو، فلابد من إثبات الألف أيضا.

والموضع الذي يحذف فيه الألف من ابن يحذف فيه التنوين من الاسم الذي قبل ابن. والمؤنث يجري مجرى المذكر في جميع ما ذكرنا من حذف التنوين في الصفة وإثباته في الخبر، غير أن الألف لا تحذف من ابنة كما تحذف من ابن وقال أحمد بن جعفر الدينوري: وإنما لم تحذف الألف من ابنة كما حذفت مع المذكر، لأنه لم يكثر استعمالهم للمؤنث كما كثر في المذكر. وربما كتبوا: كذا وهكذا، وهكذا، بالياء. والصواب: بالألف. وكذلك ربما كتبوا أيضا بالياء. والصواب بالألف، لأنه مصدر آض إلى كذا، أي صار إليه، فهو كقولك ضرب ضربا، لا يكتب إلا بالألف، ولابد من تنوينه.

فصل واعلم ان كل اسم على ثلاثة أحرفٍ، آخره ألف، فإن ألفه لا تخلو أن تكون منقلبة عن واو أو عن ياء، فإن كانت منقلبة عن ياء فاكتبه بالياء. ويعرف ذلك بالفعل إذا كان ماضيه على فعل بالفتح، أو بالمصدر، أو التأنيث أو التثنية، أو الجمع الذي بالألف والتاء. كقفا وعصا تكتبه بالألف، لأنك تقول: قفوت أقفو وعصوت أعصو، إذا ضربت بالعصا. وتقول في تثنيتها أيضا: عصوان وقفوان. وكذلك: شجا وحفا مصدر حفي إذا لم يستطع مشيا، لأنهما من الشجو والحفوة، ولا اعتبار بالفعل فيهما، لأنه على فعلت بالكسر. فأما المشى بلا نعل ولا غيرها فمصدره الحفاء بالمد وكذلك: عشا وقنا لأنك تقول في التأنيث: عشواء وقنواء. وكذلك: منا للذي يوزن به، ورجا لأنك تقول في التثنة: منوان ورجوان. قال الشاعر: فلا يرمى بي الرجوان إني ... أقل القوم من يغني مكاني وكذلك: قطا وفلا لأنك تقول في الجمع: قطوات وفلوات. وتكتب: صلى النار، بالياء، تقول: صليته، إذا أدخلته فيها. وكذلك: عمى ولمى لأنك تقول في المؤنث: عمياء ولمياء، وكذلك: فتى ورحى لأنك تقول في التثنية: فتيان ورحيان .. لأنك تقول في الجميع: حصيات ومهيات. وحكى بعضهم: مهوات، فعلى هذا يكتب بالياء والألف.

إلا أن يكون في اول الاسم وسطه واو، كقولك: وغي، ونوى، فاكتبه بالياء على كل حال، ولا تمتحنه بشيء مما قدمته، لأن ألفه لا تكون منقلبة على واو، على ما ذكر الخليل. وكذلك الفعل، بهذه المنزلة: إذا كان في أوله واو أو في وسطه، كقولك: وعي زيد العلم، وشوى عمرو اللحم، تكتبه أيضا بالياء على كل حال. فأما الفعل الذي ليس في أوله واو، ولا في وسطه، فإنك ترده إلى نفسك، فإن ظهرت فيه الواو فاكتبه بالألف. نحو دعا، وغزا، ومحا، لأنك تقول: دعوت وغزوت ومحوت. وإن ظهرت فيه الياء فاكتبه بالياء، نحو: مشى ورمى، وبكى، لأنك تقول: مشيت ورميت، وبكيت. وكل ما يكتب بالياء فجائز أن يكتب بالألف. فإذا أشكل عليك شيء من هذه الأسماء، فلم تدر أمن ذوات الواو هو أو من ذوات الياء فاكتبه بالألف، فلأن يقع في أحد الصوابين خير من أن يقع في الخطإ، لأن كتاب ذوات الواو بالياء خطأ، وليس كتاب ذوات الياء بالألف خطا، إلا أن الكوفيين يزعمون أن الامس إذا كان مضموم الأول أو مكسوره، كقولك: ضما، ورضا، وربا، جاز أن يكتب الياء، وإن كان أصله من الواو. ويجيزون تثنيته بالياء والواو جميعا. وقال علي بن محمد بن منصور الأهوازي في كتاب علل العروض. وكان القدماء من النحويين يكتبون كل ما كانت في آخره ألف مقصورة بالألف على اللفظ، حتى أخرج المحدثون هذا الطريق الذي عليه الكتاب اليوم، ويقال إن أول من شرع فيه أبو عثمان المازني. انقضى كلام الأهوازي. وكذلك الفعل المستقبل، تجريه مجرى الماضى، فتكتب يسعى بالياء، لأنك تقول: سعيت، وتكتب تضغا بالألف، لأنك تقول: صغوت،

وشغوك مع فلان، أي ميلك. إلا أن يكون الفعل لما لم يسم فاعله، فإنك تكتبه بالياء على كل حال، وإن كان أصله الواو، نحو يغزي ويدعى، لأن ماضيه قد عاد إلى الياء في قولك: غزي ودعي، إلا أن يكون قبل آخره ياء، وهو مما سمي فاعله أو لم يسم فاعله، تكتبه بالألف، كراهة اجتماع ياءين، نحو قولك: يعيا زيد بأمره ويعيابه، ويحيا حياة طيبة، ويحيا. وكذلك الأسماء في هذا بمنزلة الأفعال، تكتب الحيا، الذي هو المطر، بالألف، وإن كان من ذوات الياء كراهة اجتماع ياءين، كما كرهوا اجتماع ألفين، فكتبوا ذوات الواو بالياء، نحو شأي زيد عمرا، أي سبقه، وهو من شأوت. وكذلك بأي عليهم يبأي، إذا تكبد، فكتب بالياء، وهو من بأوت. قال الدينوري: لأنهم كرهوا أن يجمعوا بين صورتين قال: وهذا قول الكسائي والفراء. وأما أهل البصرة فيكتبونه بالألف على القياس. فأما إذا كان الاسم على أربعة أحرف فأكثر، فأكبته بالياء، على كل حال، وإن كان من ذوات الواو، نحو: ملهى، ومدعى، ومستدني، إلا أن يكون أيضا قبل آخره ياء فلا تكتبه إلا بالألف، نحو معيا، ومحيا، ورؤيا، وسقيا، خلا يحيى الذي هو اسم، فإنهم قد أجمعوا على أن كتبوه بالياء، اتباعا للمصحف، وقال ابن ولاد: إنما كتبوه بالياء ليفرقوا بين الاسم والفعل، كقولهم: هو يحيا حياة طيبة. وكذلك الفعل، إذا كان رباعيا فأكثر، فاكتبه أيضا بالياء، على كل حال، وإن كان أصله الواو، نحو قولك: ألهى زيد عمرا، وأغرى خالد بكرا، واستدعى أبوك أخاك، لأنك تقول: ألهيت وأغريت، واستدعيت. إلا أن يكون أيضا قبل آخره ياء، فلا تكتبه إلا بالألف، نحو: أحيا، فأعيا، واستعيا، للعلة المتقدمة. فإن اتصل شيء من هذا كله بمضمر فاكتبه بالألف، نحو: مغزاك، ومغزاه ومرماكم، ومسعانا، وفتاوى، ورحاكما، ورماه فأصماه، وما أشبه

ذلك، إلا حرفا واحدا فإن بعضهم كتبه بالياء مع الإضافة إلى المضمر، وهو: إحدايهما، ذكر ذلك ابن ولاد وابن جنى. والأحسن أن يكتب بالألف. فأما المهموز من الأسماء والأفعال فلا يكتب إلا بالألف، إذا كان قبل الهمزة فتحة، نحو: رشأ، وفرأ، ومتكأ، وقرأ، وتوضأ، وأنبأ، وهو يقرأ، ولم يقرأ، وما أشبه ذلك. فإن اتصل بها مضمر كتبتها واوا إذا انضمت، كقولك: هذا خطؤك، ونبؤك، وهو يقرؤه، والله يكلؤك. وألفا إذا انفتحت، كقولك: عرفت خطأك، ولن يقرأه، وياء إذا انكسرت، كقولك: عجبت من نبئه، وخطئه، هذا هو المختار. وبعضهم يتركه على حاله، بالألف في الأحوال الثلاثة، فيكتب: هو يقرأه، والله يكلأك، وعجبت من نبإك، ويوقع على الألف ضمة في حال الرفع وكسرة في حال الخفض، والأول أحسن. وإذا كانت الهمزة أول الكلمة فاكتبها ألفا، على كل حال، مفتوحة كانت أو مضمومة أو مكسورة، نحو: أحد، أبلم، إثمد، وإذا كانت آخرا وقبلها ساكن فلا تكتب لها صورة في الخط، نحو المرء، والجزء، هذا هو الأحسن. وقال الدينوري: وقد أثبت في الرفع واوا، وفي النصب ألفا، وفي الخفض ياء فيكتب: هذا نشؤ صدق، ومرت بنشيء صدق. فإن اتصل بها مضمر بعدها أثبت لها في الخط صورة، لأنها حينئذ متوسطة، فتكتبها واوا في الرفع، وألفا في النصب، وياء في الخفض، تقول: هذا جزؤك ورأيت جزأك، وعجبت من جزئك. وكذلك إذا كان الحرف منصوبا منونا نحو قولك: قرأت جزءا، تلحقه الألف المعوضة من التنوين، وكذلك إذا ألحقته هاء التأنيث. بفتح ما قبلها فتكتب: المرأة، والنشأة الأولى، بالألف، إلا أن يكون قبل هاء التأنيث ياء أو واو أو ألف، فإنك تحذفها، فتكتب: الهيئة والسوءة والباءة. وتكتب: يسئل، ويسئم، ويزءر، ويلثم بحذف الهمزة لسكون ما

قبلها، وإن شئت أثبتها، فقد اختار بعضهم حذفها، إلا يسئل وحده، فإنهم اتفوا على اختيار الحذف فيه لكثرة الاستعمال. وتكتب: مسئلة، وأصحاب المشئمة، بالحذف. وكذلك يكتب: مسئوم، ومسؤل، بواو واحدة، لسكون ما قبلها واجتماع واوين. ومنهم من يكتبه بواوين. وإذا كانت الهمزة متوسطة وقبلها ضمة، كتبتها واوا، وإن انكسرت أو انفتحت نحو هذه اكمؤك، ورأيت أكمؤك، ومررت بأكمؤك. وإن كانت قبلها كسرة كتبتها ياء، وإن انضمت أو انفتحت، نحو: هذا منبئك، ورأيت منبئك، ومررت بمنبئك، وهو يقرئك السلام، ولن يقرئك السلام، وما أشبه ذلك. فإن كان بعد هذه الهمزة واو، نحو: يقرؤون، ويستهزؤن كتبتها بواو واحدة بغير ياء. وهو مذهب البصريين. وإن شئت كتبتها: يستهزئون، بياء بعدها واو، وهو مذهب الكوفيين، والأخفش. وإن كانت الهمزة عينا متحركة، وما قبلها متحرك، كتبتها بالحرف الذي هو جنس حركتها: فإن كانت مضمومة كتبت واوا، نحو قولك: رؤوف، ولؤم الرجل. وإن كانت مفتوحة كتبتها ألفا. نحو سأل، وزأر الأسد وإن كانت مكسورة كتبتها ياء. نحو سئم، ورئم، إذا ألف، وكذلك إن كان ما قبلها مضموما، نحو: سئل، ورئي، ودئل، قال محمد بن سلام الجمحى: الدئل، مهموز، مضمونة الدال، مكسورة الياء، في كنانة. وهم رهط أبي الأسود. وقال الدنيوري: أما رإي وحدها، فإنها تكتب بالألف، لئلا يجتمع ياءان. والأول أحسن.

وقال أيضا: واتفقوا في مثل قولهم: أنت يا هند توضؤين، من الوضاءة، وتجرؤين، من الجراءة، على كتابه بواو وياء. لا اختلاف فيه، إنه لم يجتمع فيه واوان ولا ياءان، فأما مثل: أنت تخطئين، وتقرئين فبياءين، إحداهما الهمزة، والأخرى ياء التأنيث، هذا مذهب أهل البصرة. والكسائي والفراء يكتبانه بياء واحدة. وإذا أضفت الممدود والمقصور المهموز إلى نفسك، نحو: كساي، ورداي، ومتوضاي، ومخباي، كتبت جميع ذلك بألف وبعدها ياء الإضافة لا غير، لئلا تجتمع ضرورتان، حذفوا الهمزة في الممدود، وأبدلوا منها في المقصور ألفا. فإن كانت الهمزة ساكنة تبعت حركة ما قبلها، فتكتب: فأس، بالألف، وبئر، بالياء، ولؤم، بالواو، وكذلك في الجميع: ايتوا صفا، ايذنوا، كذلك إذا كان قبله ثم كقولك، ايذنوا ثم ايتوا صفا أيضا بالياء على لفظ الابتداء، لانفصال ثم منه. فإن كان قبله واو أو فاء لم تثب الياء، فتكتب: فأت فلانا، وأذن عليه، لاتصال الفاء والواو بالحرف، فكأنهما منه: ايجل من زيد، وما أشبه ذلك بالياء، لأن الواو تنقلب ياء لانكسار ما قبلها. قال الدينوري فإذا وصلت كلامك وكان ما قبلها مفتوحا أو مضموما، فإنه يكون في اللفظ واوا كتابته بالياء، كقولك: قلت له إيجل من ربك، وقلت له ايجع لفلان، وقلت لها ايجلي. وإنما صارت في اللفظ واوا لانفتاح ما قبلها وسكون الواو منه فلما انفتح ما قبلها وسكنت الواو صحت في الخط على الانفصال عن ما قبله. وكذلك قلت له ايجل، صحت الواو في اللفظ لضمة ما قبلها وكتابتها بالياء على الانفصال. وكذلك في الياء، قلت ايأس، من يئست. فهذا هو الاختيار، أن يكتب على الانفصال. ويكون مع الفتح والضم واوا، لأنها لا كسرة قبلها فتنقلب.

وتكتب فعل الجماعة بالألف، نحو: قربوا: وبعدوا، ولم يضربوا، ولم يشهدوا، وما أشبه ذلك. وبحذفها من فعل الواحد، نحو زيد يغزو عدوه، ويرجو ربه، ولن تعدو طورك، وما أشبه ذلك، هذا هو الاختيار. وكتبه بعضهم بالألف كفعل الجماعة لما أشبهت واو الجمع، إلا أنهم اتفقوا على إسقاط الألف إذا نصبت، لن يدعو، لأنه قد ذهب عنه شبه الجمع. وكذلك أثبتوا الألف بعد واو الجمع، وإذا حذفوا النون وأضافوا نحو: هلك بنوا زيد وضاربوا عمرو ليفرقوا بينه وبين أبي زيد، وأخي عمرو إلا أن تكون إضافة هذا الجمع إلى مكنى، فإنهم لا يثبتون فيه الألف، كقولك: بنوك وضاربوها، وما أشبه ذلك. واعلم أنه إذا اجتمع ثلاثة ألفات اقتصر على اثنين، نحو قولك: براآت، ومساآت، فأما إذا كان الحرف الممدود منصوبا، نحو: لبست رداء، وشربت ماء، ووجدتهما سواء، فإن القياس أن يكتب بألفين، لأن فيه ثلاث ألفات: الأول، والهمزة، والتي هي بدل من التنوين في الوقف، إلا أن الكتاب كتبوه بألف واحدة، وتركوا القياس، على مذهب حمزة في الوقف عليها، واختار بعضهم أن يكتب بألفين، وإذا اجتمع ألفان اقتصر على واحدة، نحو آدم، وآخر وآمن، {لو يجدون ملجأ} ورأيت رشأ، ويأحمد، ويأبانا، وبرآه، وشنآه، وفجآه. فأما قولك: الزيدان قرأ وملأ فإنك تكتب بألفين، للفرق بين فعل الواحد وفعل الأثنين. وقد كتبه بعضهم بألف واحدة، إلا أنه بألفين أحسن، لما قدمناه. ومما حذفوا منه الألف استخفافا لكثرة استعماله: إبرهيم، واسمعيل، وإسحق، وإسرائيل، وهرون وسليمن، وما أشبه ذلك، مما يكثر

استعماله من الأسماء، إلا داود، لأنه قد حذفت منه واو، فلا يجتمع عليه حذفان. فأما ما لا يكثر استعماله نحو: طالوت، وجالوت، وهاروت، وماروت، وقارون، فلا تحذف ألفه. وما كان مثل: سفين، وعثمن، ومرون، فإثبات الألف فيه حسن، وحذفها حسن، إذا كثر، إلا عمران فإنه مستعمل ولم يحذفوا ألفه. وما كان مثل: سفين، وعثمن، ومرون، فإثبات الألف فيه حسن، وحذفها حسن، إذا كثر، إلا عمران فإنه مستعمل ولم يحذفوا ألفه. وما كان على فاعل يكثر استعماله مثل: ملك، وصلح، وخلد، والقسم، فإن إثبات الألف فيه أيضا حسن، وحذفها حسن. وما لا يكثر استعماله نحو: جابر، وسالم، وحاتم، وحامد، فلا يجوز حذف الألف منه. وإذا كتبت بالألف واللام، حذفت ألفه، وإذا كتبته بغير ألف ولام أثبت ألفه فكتبت حارث لئلا يختلط بـ حرث. وإذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم في الابتداء حذفت الألف منه لكثرة الاستعمال. وإذا كان متوسطا أثبت ألفه، مثل قولك: أبتديء باسم الله، وأختم باسم الله. وكذلك في المصحف {اقرأ باسم ربك}، و {فسبح باسم ربك} بالألف. وإذا كتبت الرحمن بالألف واللام، حذفت ألفه. وإذا كتبته بغير ألف ولام أثبتها فقلت: رحمان الدنيا والآخرة. وأما دهقان وشيطان فقد اجتمعوا على إثبات الألف فيهما في حال التنكير والتعريف. هذا قول ابن قتيبة، وقال الدينوري: وقد حذفوا من شيطان

وشياطين الألف، لأنها لا تلابس شيئا، ولم يحذفوا من مساكين لأنه يشبه مسكين. وتكتب: السلم عليكم وعبد السلم بغير ألف. وإذا كتبت: الملائكة فإن شئت أثبت ألفها، وإن شئت حذفتها. وكذلك ثلثة وثلثون، وثمانية وثلثون، أثبت بعضهم، وحذف بعضهم إذا أضيف إلى المعدود، كقولك: ثلثة دراهم، وثمنية دنانير، فأما إذا لم تضف إلى معدود فلابد من إثبات الألف فتقول: عندي ثلاثة، وعندي ثمانية. هذا قول الدينوري. ولم يفصل غيره. وكذلك: الشاكرون، والخاسرون، والكافرون، والظالمون، والفاسقون، وما أشبه ذلك، مما يكثر استعماله من الصفات أنت مخير في حذف الألف وإثباتها، إلا أن يكون قد حذف منه شيء، فلابد من إثبات ألفه، نحو: القاضون، والرامون، وكذلك: العادون، والرادون، لذهاب إحدى الدالين في الخط، والسموات: حذف ألفها أجود من ثباتها، وكذلك: الطلحات لبقاء ألف أخرى فيه. وإثبات الألف في المسلمات أجود من حذفها، إذ ليس فيها ألف سواها. فأما مثل: دنانير ومحاريب ومصابيح فإثبات الألف فيها أحسن وأجود. وأما مساكين فلا يجوز حذفها ألفا لالتباس الجمع بالواحد. وتقول: عندي خمسة آلاف فتكتبها بغير ألف، فإذا قلت: له عندي آلاف لم يكن بد من إثباتها، ليدل على الجمع إذ ليس قبلها عدد. فأما خمسة أجمال وأثواب فلابد من إثباتها، لئلا تلتبس بأجمل وأثؤب. وإذا قلت: دراهم كتبتها بالألف، لئلا يلتبس الجمع بالواحد، فإذا قلت: ثلثة درهم كتبتها بغير ألف. قال الدينوري: وأما هذا وهذه وهذان وهؤلاء فقد استعملوا إسقاط الألف منها، لما كثرت صحبتها مع ذا جعلوها معها حرفا واحدًا.

وكذلك هي مع المكنى في كثرة الصحبة. تقول: هأنذا وهأنت ذا وهأنتم تكتب بألف واحدة، لأنها مع المكنى كالحرف الواحد. والساقط ألف أنت بدليل قولهم ها نحن. هذا قول الفراء. وهو الصحيح. وإذا اجتمعت واوان حذفت واحدة إذا كانت مضمومة نحو: داود، طاوس، وجاؤا، وشاؤا، {باؤا بغضب من الله} و {يلون ألسنتهم} ويؤب، ويؤده، وقؤل، وسؤل، وقد كتب ذلك بعضهم بواوين، والحذف أقيس. فأما إن اكنت الواو الأولى مفتوحة، فلابد من إثباتهما جميعًا، نحو: استووا، واكتووا. وإذا اجتمع ثلاث واوات حذفت واحدة، واقتصرت على اثنتين، نحو قوله تعالى: {كووا رءوسهم}. وكذلك إذا انضم ما قبل الواو الأولى، نحو: يسوؤن، وينوؤن، ومدعوون، ومرجوون. ومما زادوه في الكلمة للفرق بينها وبين غيرها: الواو في عمرو ما لم يكن منصوبا، لأن ألف الصرف حينئذ تفرق بينه وبين عمر إذ كان عمر لا ينصرف. وكذلك زادوا الواو أيضا في أولاء وفي أولئك للفرق بينه وبين إليك. وزادوها أيضا في يا أوخي في التصغير، للفرق بينه وبين يا أخي غير مصغر. وزادوا الألف في مائة للفرق بينها وبين منه. وكل حرف في أوله لام فإنك إذا أدخلت عليه لام التعريف كتبته بلامين، نحو: اسم الله تعالى، واللحن، واللحم، واللبن، واللجام، إلا الذي والتي

فإنهم كتبوها بلام واحدة، لكثرة الاستعمال. وأدخلوا اللام في تثنية الذي فكتبوا اللذان واللذين بلامين لفرق بين التثنية والجمع، لأنهم كتبوا الذين في الجمع بلام واحدة، كما كتبوا الواحد. فأما التان والتين والتي فبلام واحدة، لأنه لا يلتبس تثنيته بجمعه. وقد كتب قوم: اللتان واللتين بلامين، لتجري تثنية المذكر والمؤنث مجرى واحدا. وهذا هو الصحيح. ألا ترى أنهم كتبوا اللذين بلامين في الرفع، لئلا يختلف الحكم في الرفع والنصب والخفض، ولو كتبوه بلام واحدة لكان لا يلتبس بالجمع كما يلتبس اللذين. واختلفوا في الليل والليلة وكتبه بعضهم بلام واحدة، وكتبه بعضهم بلامين. وزعم الدينورى أن بعض الكتاب قد استعمل حذف إحدى اللامين من اللهو واللعب ونحو ذلك. تشبيها بـ الذي وعاب ذلك عليهم، وقال: الصواب أن يكتب جميع ذلك بلامين، إلا الذي والتي والذين. وإذا أدخلت لام الجر على هذا الضرب اجتمعت ثلاث لامات، فتحذف واحدة وتكتبه بلامين نحو: للبن، وللجام؟ ومما حذفوا منه الألف قولهم في الاستفهام: عم يتساءلون، وعم تسأل؟ وفيم جئت؟ ولم تكلمت؟ وبم، وحتام، وعلام؟ فإذا كان الكلام خبرا أثبتوا الألف فقالوا: سل عما أردت، وتكلم بما أحببت، إلا شئت وحدها، فإن العرب تنقص الألف معها خاصة، في المعنيين جميعا، الجر والاستفهام، فتقول: ادع بم شئت، وسل بم شئت، وخذه بم شئت. ونكتب فيم أنت؟ موصولة. فإن كان الكلام خبرا قطعت فقلت: تكلم في ما أحببت لأن ما في موضع اسم. وأما كلما فإذا كانت ما بعدها اسما بمعنى الذي فصلتها من كل، فتكتب: كل ما كان منك فحسن وإن كل ما تأتيه جميل، لأنه يجوز أن تقول: كل الذي

كان منك فحسن، وإن كل الذي تأتيه جميل. وإذا لم تكن في موضع اسم وصلتها فقلت: كلما جئتك أحسنت إلي، وكلما سألتك أجبتني، لأنه لا يجوز فيه الذي. وكذلك هي مع إن: إذا كانت صلة وصلتها، كقولك: إنما فعلت كذا، وإنما أنا أخوك، وإذا كانت في موضع اسم فصلتها، كقولك: إن ما عندي أحب إلي، وإن ما جئت به قبيح، وكتبت في المصحف، وهي اسم، بالوجهين، كبتوا: {إن ما تدعون لآت} مقطوعة، وكتبوا: {إنما صنعوا كيد ساحر} موصولة. والأحسن أن تقطع الاسم وتصل الصلة. وكذلك هي مع أين، إذا كانت صلة وصلتها، كقولك: أينما كنت فافعل كذا، ونحن نأتيك أينما تكن، {أينما تكونوا يدرككم الموت} وإذا كانت في موضع اسم فصلتها، فقلت: اين ما كانت تعدنا؟ اين ما كنت تقول؟ وكذلك هي مع أي: تصلها إذا كانت صلة، كقولك، أيما الرجلين لقيت فأكرم: {وأيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي} لأنك تقول: أي الرجلين لقيت فأكرم. وتفصلها إذا كانت في موضع اسم، كقولك: أي ما عندك افضل، أي ما تقول أوفق. وأما حيثما فهي موصولة. وقد فصلها بعضهم، وذلك خطأ لأن ما صلة فيها. ونعما: إن شئت وصلتها، وإن شئت فصلتها. والأحسن أن تصلها للإدغام، ولأنها موصولة في المصحف. بئسما كذلك. لأنها، وإن لم تكن مدغمة، فهي مشبهة بها وحجة من قطع نعما وبئسا أن ما فيهما بمعنى الاسم. وفيمن: إن أردت الاستفهام

وصلت، وإن لم ترد الاستفهام فصلت، فتكتب: فيمن رغب؟ موصولة. وكن في من عرفته راغبا، مقطوعة. فأما عمن وعما وممن ومما فموصولات أبدا على كل حال، للادغام، هذا قول ابن قتيبة، وقال الدينوري، كتب بعض الكتاب ممن بالإدغام، والقياس للانفصال. وكتبوا عن من على الانفصال. وعما على الاتصال، والقياس الانفصال. وتكتب كيما موصولة وكي لا مقطوعة. والفرق بينهما أن ما لم تحدث في كي معنى غير الذي كان فيها، لأنك تقول: جئتك كي تكرمني، وكيمت تكرمني، فيكون المعنى واحدا، وما صلة. وإذا أدخلت لا على كي انتقض معناها، لأن قولك: جئتك كي تكرم زيدًا، نقيض قولك: جئتك كي لا تكرم زيدًا. وقال الدينوري: وقد كتبوا كيلا موصولا ومقطوعا، والاختيار القطع، كما كان الاختيار في كيما الوصل. وكذلك هلا الاخيتار الوصل. وقال أبو الحسن المهلب: جائز أن توصل كيلا. وتكتب: أردت ألا تفعل ذاك، وأحببت ألا تقول ذلك. ولا تظهر ان في الخط ما كانت عاملة في الفعل، فإذا لم تكن عاملة في الفعل أظهرتها في الخط، نحو: علمت أن لا يقوم زيد، لأنها خففت من الثقيلة، وحذف الاسم المضمر الذي معها، إذ كان الأصل: علمت أنه لا يقوم زيد، فلو حذفت النون الباقية من الخط لكان ذلك إجحافا، وكذلك إذا كتبت: علمت أن لا خير عند زيد، وظننت أن لا بأس عليك، تظهرها أيضا، لأنها مخففة من الثقيلة. وإذا كتبت: إلا تفعل كذا يكن كذا، كتبتها على الادغام، ولم تظهر إن. وقال الدينوري: كتبوا إن لا تقم أقم، وإلم تقم أقم، بالإدغام والإظهار والاختيار الإظهار. وتكتب: لئن فعلت كذا لأفعلن كذا، بالياء. وكذلك: لئلا مهموزة وغير مهموزة، بالياء أيضا، اتباعا للمصحف فيهما.

وتكتب إذا بالألف، ولا تكتبه بالنون، لأن الوقف عليه بالألف، فهي كالنون الخفيفة في نحو قوله تعالى: {وليكونا من الصاغرين} {ولنسفعا بالناصية} وليس في القرآن نون خفيفة سواهما. وقال الفراء: ينبغي أن تكتب بالنون إذا كانت ناصبة للفعل المستقبل، فإذا توسطت الكلام وكانت لغوا كتبت بالألف. والصواب: ما قدمناه، أن تكتب بالألف على كل حال. وأما تاء التأنيث المنقلبة في الوقف هاء، فإنها إذا كانت في اسم غير مضاف كتبتها هاء، نحو: الجنة والحية إلا على لغة قوم غير فصحاء، فإنهم يقفون عليها بالتاء. لما أنشدوا: بل جوزتيهاء كظهر الحجفت وإذا كانت في اسم مضاف إلى غير مضمر كنت مخيرا في أن تكتبها بالتاء أو الهاء، نحو: قنة الجبل، وحمأة البئر. واستحسن الهاء في ذلك. إلا السلام عليكم ورحمت الله فإنهم أجمعوا على أن كتبوها بالتاء، وذلك لكثرة استعماله مضافا، حتى صار الاسم قلما يفارق الرحمة فصار كالإضمار الذي لا يفارق، كقولك: رحمته ورحمتك، ونحو ذلك. ونكتب الصلوة والزكوة والحيوة بالواو، اتباعا للمصحف، وإن شئت بالألف. ولا تكتب نظائرهن إلا بالألف، نحو: القطاة، والفلاة، والقناة. وأما كلا وكلتا فقد اختلف فيهما.

والذي استحسنه ابن قتيبة: أن يكتب [إذا وليا حرفا رافعا بالألف، فتكتب أتاني كلا الرجلين وأتاني كلتا المرأتين]. وإذا وليا حرفا ناصبا أو خافضا كتبا بالياء، كقولك رأيت كلي الرجلين، ورأيت كلتي المرأتين، ومررت بكلتي المرأتين. وإنما فرق بينهما في الكتاب، في هاتين الحالتين، لأن العرب فرقت بينهما في اللفظ مع المكنى، فالوا: جاءني الرجلان كلاهما، والمرأتان كلتاهما. وقالوا: رأيت الرجلين كليهما، والمرأتين كلتيهما، ومررت بالرجلين كليهما، وبالمرأتين كلتيهما. فلفظوا بهما مع الرفع بالألف، ومع النصب والخفض بالياء.

باب حروف تتقارب ألفاظها وتختلف معانيها

44 - باب حروف تتقارب ألفاظها وتختلف معانيها تقول من ذلك: غارة شعواء، بالعين غير معجمة، والعقاب شغواء، بالغين معجمة. القذع: بالذال معجمة: الشتم والكلام القبيح. والقدع بالدال غر معجمة: الكف والمنع، يقال: قرعت الفرس باللجام أي كففته. المقراضان: المقصان، بالقاف والضاد. والمفراصان، بالفاء والصاد: الكاز الذي يقطع به الذهب. سفح الجبل: ما انحدر عنه وارتفع عن المسيل. وصفحه: جانبه، وهو أرفع من السفح. وفي الحديث أن موسى عليه السلام مر يلبي وصفاح الروحاء تجاوبه. القصم: أن يكسر الشيء فيبين، ومنه الحديث: استغنوا عن الناس، ولو عن قصمة سواك. قال أبو عبيد: يعني ما انكسر من السواك إذا استيك به. والفصم، بالفاء: أن تكسره فلا يبين، ومنه قول الله عز وجل {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}. والانفصام، بالفاء، أشبه بهذا الموضع من الانفصام، بالقاف، لأنها إذا كانت لا تنفصم فأحرى ألا تنقصم. النهس: بالفم. والنهش: باليد، هذا أجود الأقوال. ومنهم من يجعلها سواء. المقصل، بالقاف: السيف القاطع. والمفصل، بالفاء: واحد المفاصل.

الرزع والرزغ: المطر، الردْغ والردَغ: الطين. رمى فأصمى، إذا قتل مكانه، ورمى فأنمى، إذا تحامل الصيد بالسهم فتغيب عن الرامي، وفي الحديث: كل ما أصميت، ودع ما أنميت. وقال امرء القيس: فهو لا تنمي رميته ... ماله لا عد من نفره الرحض: الغسل، ومنه اشتقاق المرحاض، وهو المغتسل، ومنه الرحضاء: عرق الحمى. والرضح: الكسر. والرضخ، بالخاء المعجمة: العطاء القليل. الابتهار: أن يقذف الرجل المرأة بنفسه، فيقول: فعلت بها، كاذبا، فإن كان قد فعل فهو: الابتيار، غير مهموز، قال الكميت: قبيح بمثلي نعت الفتا ... ة إما ابتهارا وإما ابتيارا من قولك: برت الشيء، إذا اختبرته. وأما الابتئار، بالهمز، فهو الحفر، ومنه البئر. وقال أبو عمر الزاهد: الابتئار، مهموز: الادخار للخير. وأنشد عن ثعلب. فإن لم تبتئر خيرًا قريش ... فليس لسائر الناس ابتئار الميرة، بغير همز: جلب القوت. والمثرة: العداوة. رجل مود، بغير همز: هالك. ومؤد، بالهمز: شاكي السلاح، مفعل من أداة الحرب. عمل الرجل يعمل: من العمل. وعمل يعمل: من العمالة. عبل الرجل يعبل عبالة، إذا ضخم. وعبل يعبل عبلا، إذا ابيض. وشط يشط ويشط، إذا بعد. وأشط يشط، إذا جار. قرض الثوب وغيره يقرضه، إذا قطعه.

وقرض المكان يقرضه، إذا جاوزه، قال الله عز وجل {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} وقال ذو الرمة: إلى قلص يقرضن أجواز مشرف ... شمالا وعن أيمانهن الفوارس مشرف: موضع. والفوارس: كثبان رمل بالدهناء. والأجواز: الأوساط. زبرت الكتاب، بالزاي: كتبته، وذبرته، بالذال معجمة: قرأته. قال الشاعر: عرفت الديار كرقم الدوا ... ة يذبره الكاتب الحميري والعيلم، بالعين غير معجمة: البئر الكثيرة الماء. والغيلم، بالغين معجمة: المرأة الحسناء، الشروج للإبل، كالسروج للخيل، يقال: ما بين شرجي رحله، كما يقال: بين قربوسي سرجه. عضده يعضده، إذا أعانه. وعضده يعضده، بالكسر، إذا ضرب عضده. وكذلك يعضد الشجر، بالكسر أيضا، قصده: يممه. وأقصده: قتله. سح المطر يسح، إذا صب. وسحت الشاة تسح، بالكسر، إذا سمنت، كأنها تصب الودك. العباهل، بالباء، المعجمة بنقطة واحدة: المهملة. قال الشاعر: عباهل عبهلها الوداد ومنه الحديث: إلى الأقيال العباهلة أي الذين لايد على أيديهم، كأنهم مهملون لا يجري عليهم حكم أحد.

والعياهل، بالياء، المعجمة بنقطتين: المسان، قال ضمرة بن ضمرة: ومشى نساء كالنعام عياهل ... من بين غارفة النساء وأيم غارفة: صابرة. والنهود: في الحرب خاصة. والنهوض: في كل شيء، يقال: نهد إلى عدوه، ونهض إلى حاجته. شن عليهم الغارة، أي فرقها، بالشين معجمة. وسن عليه درعه، إذا لبسها، بالسين غير معجمة. وكذلك سن الماء على وجهه، إذا صبه صبا سهلا. وشنه، إذا فرقه، بالشين معجمة. الفرس، بالسين: الكسر، ومنه سميت فريسة الأسد، لأنه يفرسها، أي يكسرها، والفرص: بالصاد الشق. البغاء: الطلب، والبغاء: الزنى بكسرها. الصداع: في الرأس خاصة. والرداع: في سائر الجسد. قال قيس بن ذريح: فواكبدا وعاودني رداعي ... وكان فراق لبني كالخداع. الفرحة، بالضم: فيما كان مرئيا. والقرحة بالفتح: فيما ليس بمرئي. ما كان مصفحا عريضا قيل له: رقيق. وما مدورا قيل فيه: دقيق، بالدال، يقال: سيف رقيق، ورمح دقيق. فأما الثوب فمن قال فيه: رقيق، فعلى الأصل، ومن قال: دقيق، فإنما يذهب إلى دقة الغزل.

من " أمالي" ابن دريد: رجل عصامي، إذا ساد بنفسه. وعظامي، إذا ساد بآبائه. وعصامي عظامي إذا ساد بنفسه وبآبائه. وأنشد: نفس عصام سودت عصاما والعظامي منسوب إلى عظام الموتى من آبائه، يراد أنه إنما يفتخر بعظام. شمخ بن فزارة وشمجي بن جرم: قبيلتان، قال امرء القيس: مجاورة بني شمجي بن جرم ... هوانا ما أتيح من الهوان موتان الأرض ومواتها، سوءٌ: وهو الذي لم يعمر أحد، والموتان، والموات: الطاعون، كلاهما مضموم الأول، ولا يقال في الطاعون: موتان. والموتة: الجنون، غير مهموز، ومؤتة، بالهمز: موضع بالشام، به قبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم يغز من الشام في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى مؤتة بصرى وقيسارية. قال المازني: جاءوا كالجراد المشعل، مكسور العين. وكتيبة مشعلة: إذا انتشرت، وغارة مشعلة، أي متفرقة. وجاءوا كالحريق المشعل، مفتوح العين. الدجنة: الغيم بالمطر. والدغنة: الغيم بلا مطر. اللمج: الأكل. والملج: الجماع. أحقر الرجل، إذا ذل. وأجفر، إذا انقطع عن الجماع، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: إياكم ونومة الغداة، فإنها منجرة مجفرة مجعرة. الجمجمة: الكلام الذي لا يبين. والمجمجة: الخط الذي لا يبين.

الجنابة: الإمناء، والحنابة: البعد، قال الشاعر: فلا تحرمني نائلا عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب. والأصل في الجنابة أيضا: البعد، لأن المتناكحين إذا وقعت الجنابة بينهما تفرقا وبتاعدا. والجناب: الفناء، والناحية، والجناب: ماء معروف لبني كلب، ويقال في البعد أيضا: جناب، وجِناب وجنابة. من " نوادر" الهجري: الغفر، بالضم: ولد الأروية. والغِفر بالكسر: ولد البقرة الوحشية. الرحالة: السرج. ورحل الرجل: منزله. رجل مطعم: شديد الأكل. ومطعام: يطعم الناس. المطمع: ما طمعت فيه. والمطمعة: ما طمعت من أجله. قال أبو عمر الزاهد: الحشن: الوسخ. والحسن: الكثيب العالي وهو النقا. قال: وبه سمى الرجل حسنا. والحسن: الجبل المشرف. النزيع: الغريب. والنزوع: الذي يحن إلى الشيء. الجنبة، بفتح النون: الحوزة. والجنبة، بإسكانها: المجانبة، ومنه حديث عمر رضي الله عنه عليكم بالجنبة يريد: لا تجالسوا النساء المغيبات، ولا تقاربوهن. المسمع، بكسر الميم: الأذن. والمسمع، بفتحها: السمع، يقال: سمعت سمعا ومسمعا، وأنت مني بمرأى ومسمع أي بحيث أراك وأسمعك.

البساط: كل ما بسطـ، والبساط، بالفتح: الأرض الواسعة. قال ذو الرمة: ود ككف المشتري غير أنه ... بساط لأخفاف المراسيل واسع الوصم: العيب في الإنسان وغيره. يقال: ما في فلان وصمة إلا كذا وكذا، أي عيب. والتوصيم: الفترة والكسل في الجسد. قال لبيد: وإذا رمت رحيلا فارتحل ... واعص ما يأمر توصيم الكسل. اللقاح، بالفتح: مصدر لقحت الأنثى والشجرة تلقح لقاحاً. واللقاح، بالكسر: جمع لِقحة ولَقحة. وقوم لقاح: لا يدينون لملك، ولم يصبهم سباء في الجاهلية. تنخ في النعمة، أي طال مكثه فيها، ومنه اشتقاق: تنوخ وطنيخ، بالطاء وكسر النون، إذا أشر وبطر. قال الخليل: الكمدة في اللون خاصة. والكدرة: في العينين والماء. قال ابن الأعرابي: يال رجل كنتي إذا قال: كنت شابًا، كنت شجاعاً، كنت قويا، وكاني إذا قال: كان لي مال، وكنت أعطى، وكان لي خيل، قال أبو عمر أخبرنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن سلمة، عن الفراء، قال: الكنتي في الجسم، الوكاني في الخلق. فخر يفخر فخرا، إذا عدد مآثر آبائه. وفخر، بكسر الخاء، يفخر فخرا، بالفتح، إذا أنف. ومنه قول الشاعر: أنشده ثعلب عن ابن الأعرابي: وتراه يفخر أن تحل بيوته ... بمحلة الزمر القصير عنانا أي يأنف. والزمر: القليل المروءة، وفخر يفخر، بالزاي: إذا تكبر.

طعن يطعن بسنانه، وطعن يطعن بلسانه، طعنا، فيهما جميعا. والطعان: بالسنان لا غير. عصيت بالسيف أعصى به، إذا ضربت به وعصوت بالعصا أعصو، إذا ضربت بها. ووهبتك الشيء إذا أعطيتك إياه. أوهبته لك، إذا أعددته لك. نفست المرأة، إذا ولدت. ونفست بفتح النون، إذا حاضت. طلقت المرأة، من الطلاق، وطُلِقَت، من الطلق عند الولادة. أضج يضج، إذا صاح وجلب، وضج، إذا جزع من الشيء، وغلب عليه. يقال: حصد النبات اليابس. وخضد الرطب. المنصف: الخمار. وهو النصيف أيضا. قال الشاعر: سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد والمنصف: الخادم، نصفه ينصفه، إذا خدمه. رثيت الحي مرثاة. ورثيت الميت مرثية. إستغاثني فلان فأغثته. وغاث الله البلاد يغيثها غيثا، إذا أنزل فيها الغيث، وأرض مغيثة ومغيوثة. قال ذو الرمة: قاتل الله أمة بني فلان، ما كان أفصحها! قلت لها: كيف كان المطر عندكم؟ فقال: غثنا ما شئنا. أصعد في الأرض. وصعد في الجبل. قال أبو زيد: ولم يغرفوا أصعد.

سبعت الرجل، إذا وقعت فيه. وصبعت عليه، إذا غمزت عليه بإصبعك. الحسافة، بالسين غير معجمة: قشور التمر. والحشف: اليابس منه، ومنه المثل: أحشفا وسوء كيلة. الأختلاط: الامتزاج. والاحتلاط بالحاء مهملة أشد الغيظ، احتلط الرجل، إذا امتلأ غيظا. الحثية، بيد واحدة. والحفنة، بهما جميعا. المعيز: اسم جميع المعز، والأمعوز: اسم جميع الظباء. الجدي: ولد الماعزة. والجداية: ولد الظبية. يقال للعنبة الواحدة: حبة. وللنواة التي في وسطها: حُبة، بضم الحاء والتخفيف. الجناجن: عظام الصدر، واحدها: جنجن وجنجن. والسناسن: عظام الظهر، واحدها: سنسن، بالكسر لا غير. وسنسنة أيضا. والعامة تقول: سلسلة الظهر. شجة جالفة، إذا قشرت الجلد فقط. وجائفة، إذا بلغت الجوف، الغلط، في الكلام، والغلت في الحساب. الحذْف، بالعصا، والحذَف بالحصا. امرأة ثقال ورزان، إذا كانت رزينة في مجلسها، فإن كان ذلك في بدنها قيل: ثقيلة ورزينة. قال حسان بن ثابت في عائشة رضي الله عنها: ثقال رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل الشبع: مصدر شبعت. والشبع، بإسكان الباء: ما أشبعك الغبن بالإسكان، في البيع. والغبن، بالفتح في الرأي.

وقد جمعهما الشيخ أبو بكر أيده الله فأجاد ما أراد. أنشدنا لنفسه: وإن امرأ يبتاع حرًا مفوهًا ... بنزر زهيد مستقل من الثمن. لذو صفقة مأمونة مستجادة ... مبرأة من هجنة الغبن والغبن الخضر: الذي يجد البرد. والخرص: الذي يجد البرد والجوع. العسيف: الأجير، والأسيف: العبد، والأسيف أيضا: الحزين والأسف: الممتليء غضبا العلام: الحناء، والغلام: القافلي. عقل يعقل عقلا، إذا صار عاقلا. وعقل يعقل عقولا، إذا امتنع في جبل، أو حصن، وكذلك عقل الوعل، قال أحيحة ابن الجلاح: وقد أعددت للحدثان حصنا ... لو أن المرء ينفعه العقول فوعة الطيب: حدة رائحته وقوتها، بالغين معجمة. وفوعة العشاء: أوله، بالعين غير معجمة. قال ابن دريد: دربح الرجل، إذا عدا من فزع. ودربخ بالخاء معجمة، أحسبها كلمة سريانية، وهو: التذلل والإصغاء إلى الأمر. وقال العجاج: ولو أقول دربخوا لدربخوا ... لفحلنا إن سره التنوخ يقال: تنوخ الفحل الناقة، إذا علاها حتى تبرك. وقال ابن دريد: زبانيا العقرب: قرناها. وزنابتها: إبرتها التي تلدغ بها، ومنه اشتقاق

زينب بنت عبد الله بن الزبير بن العوام: أسدي من أسد قريش وعبد الله بن الزبير بفتح الزاي، وكسر الباء: أسدي من أسد خزيمة. وأتى إلى ابن الزبير أيام خلافته مجتد، وقد أبدع به، وشكا إليه حفا ناقته، فقال له: أخصفها بهلب، وارقعها بسبت، وأنجد بها، يبرد خفها. فقال: يا أمير المؤمنين: إنما جئتك مستوصلا لا مستوصفا. فلا بقيت ناقة حملتني إليك! فقال: إن وصاحبها. يريد: نعم وصاحبها.

باب حروف تتقارب ألفاظها وتتضاد معانيها

45 - باب حروف تتقارب ألفاظها وتتضاد معانيها الشخيص، بالصاد: العظيم الجسم. والشخيس بالسين: ضده، وكذلك الشخيت، مثل الشخيس أيضا. الحصافة ضد السخافة، في الثوب والعقل، يقال شتان ما الحصيف، والسخيف ومنه: نعل حصيفة، إذا أطبقت عليها أخرى، كأنها قوتها وكتفتها. الهجان: من صفات المدح. والهجين: من صفات الذم. لأن الهجان الخالص النسب، والهجين الذي ليست أمه من العتاق. أرداه، بغير همز، أهلكه، وأردأه، مهموز: أعانه. أثجم المطر: كثر ورام. وأنجم: أقلع. قال ثعلب في مجالسه: السبح: الحركة. والسبخ، بالخاء: السكون، غيره. الشجير، بالشين معجمة: العدو، والسجير، بالسين: الصديق والصاحب، ومنه قول أبي تمام: كم تعذلون وأنتم سجرائي المضهب، بالضاد الرطبة: الشواء الذي لم يبلغ النضج. والمصهب، بالصاد اليابسة: الذي زاد على النضج حتى ذهب مائيته ويبس، ومن الأول قول امريء القيس: نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

أحجم، بتقديم الحاء، لا يكون إلا تأخر. وأحجم، بتقديم الجيم من الأضداد، يكون تقدم ويكون تأخر. الثناء، بتقديم الثاء والمد: في الخير خاصة. والنثا، بتقديم النون والقصر: في الخير والشر، نثا الحديث ينثوه نثوا. صاب السهم، بالباء، إذا وقع في الرمية. وصاف، بالفاء، إذا عدل عنها. وضاف أيضا بمعنى صاف. قال بشر بن أبي خازم: تسائل عن أبيها كل ركب ... ولم تعل بأن السهم صافا وقال أبو زبيد الطائي: كل يوم ترميه منها برشق ... فمصيب، أوضاف غير بعيد التعس: أن يقع على وجهه. والنكس: أن يقع على قفاه. ومنه قولهم: تعس وانتكس رجل أليث، إذا كان عاقلا شجاعا. ورجل ألوث: إذا كان جبانا أحمق. اللوثة في العقل، واللوثة في الجسم: قال رجل من بلعنبر بن مالك بن عمرو بن تميم: إذا لقام بنصري، معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا الكباء، ممدود: البخور، وجمعه أكبية. والكبا، مقصور: المزبلة، وجمعه أكباء. ومنه الحديث: لا تكونوا كاليهود، تجمع أكباءها في منازلها. الناموس: صاحب سر الخير. والجاسوس: صاحب سر الشر.

والقابوس: الجميل الوجه. والبابوس: ولد الناقة، وهو أيضا الصبي الرضيع، آذاه يؤذيه، إذا ضره. وآداه يؤديه، إذا أعانه. الهوادي: أوائل كل شيء. والحوادي: أواخر كل شيء. التصعير: ضد التصغر، من قوله عز وجل: ولا تصعر خدك للناس أي لا تتكبر. من الجمهرة: العكوك: القصير، والعطود: الطويل، المسرور الفرح، والمصرور: الأسير، والأصل فيه: المجموع اليدين، والصر: الجمع، يقال: صير ناقته وشاته، إذا جمع اللبن في ضرعها بترك الحلب، ومنه الصرة لأن الدراهم تجمع فيها. فرح الرجل: إذا سر وابتهج، وأفرح، إذا ثقل بالدين. المعانقة: في المودة، والاعتناق: في الحرب. الفعال لا يكون إلا في الخير. والفعال، بالكسر، يكون في الخير والشر. المنين: الضعيف. والمتين: القوي.

من كتاب " المقصور والممدود" للقالي: قال الأصمعي: أشواه، إذا لم يصب مقتله، وشواه، إذا أصاب منه المقتل. إيه، بمعنى: زد. وإيها، بمعنى: اكفف. وويها، بمعنى: الاغراء. وواها، بمعنى: الاستطابة للشيء، قال أبو النجم: واها لريا ثم واها واها قرع الرجل في الجبل، إذا صعد، وأفرع، إذا انحدر. عدل يعدل عدلا، إذا أقسط، وعدل يعدل عدولاً، إذا جار. فريت الشيء: قطعته على جهة الإصلاح، وأفريته، إذا قطعته على جهة الإفساد. السدى، بالليل، والندى: بالنهار. رجل فه: عي، وب فهة، أي عي. ورجل فيه، أي جيد الأكل، ومفوه: بليغ

باب حروف تتفق في المباني وتتقارب في المعاني

46 - باب حروف تتفق في المباني وتتقارب في المعاني الخصب والجدب، وزانهما: العلم والجهل فالعلم يحيى الناس كما يحييهم الخصب، وكلاهما على وزن فعل. والجهل يهلكهم كما يهلكهم الجدب، وكلاهما على وزن فعل. كور الحداد، وزانه: فرنه. وكيره وزانه: ظيره. سفر وزانه: كشف وأسفر، وزانه: أشرق. قذت العين تقذي وزانه: نفت العين القذى تنفيه. قذيت تقذي، وزانه: قبلت القذى تقبله. وأقذيت العين، إذا ألقيت فيها القذى، وزانه: أعشيتها وأرمدتها. وقذيتها، إذا أخرجت منها القذى، وزانه: نفيتها وصفيتها. المنسر: جماعة من الجيل، وزانه: الموكب، هذا هو الأشهر والأعرف. والمنسر من الطير: منقاره وزانه: المخلب. وأوهمت وزانه: أسقطت. ووهمت وزانه: غلطت. أنجدت الرجل، وزانه: أعنته ونجدته، وزانه: غلبته. أصفدت، وزانه: أعطيت. وصفدت، وزانه: شددت. والمصدر من العطية: الإصفاد، ومن الوثاق: الصفد، والاسم منهما جميعًا: الصفد.

أضاف: وزانه: أنزل. وضاف، وزانه: نزل. شرقت الشمس، وزانه: طلعت. وأشرقت وزانه: أضاءت، ويقال: شرقت، بالكسر / أي غربت. حرد يحرد حردا، وزانه: قصد يقصد قصدا، وحرد يحرد حَرَدا، وزانه، غضب يغضب غضبا، عجم وزانه: عض، وعجَم وزانه: نوى. أقصر وزانه أمسك، وقصَّر وزانه: بلد وفرط. قنع وزانه: رضى، وقنع وزانه: سأل. أفرط وزانه: أمعن. وفرط وزانه: قصر. الأكل وزانه: الخبر. والأكل وزانه: المضع والبلع ونحو ذلك. الطعم وزانه: الخبز. والطعم وزانه: الذوق. وسط، وزانه: طرف، الذي هو نقيضه، تقول: كسرت وسط الرمح، كما تقول كسرت طرفه. ووسط، ظرف على كل حال، وزانه: بين، تقول: جلست وسط القوم، بمعنى بينهم، بإسكان السين. وفي الحديث: أتى رسول الله وسط الناس. أدليت الدلو وزانه: أرسلتها. ودلوتها وزانه: جذبتها. ومثل ذلك: أحمأت البئر ألقيت فيها الحمأة. وحمأتها: نزعت منها الحمأة. ضر وزانه: سقم. وضر وزانه: نفع، الذي هو نقيضه. أفاد الرجل يفيد، إذا كسب مالا، وزانه من السالم: أترب يترب. وفاد يفيد، إذا تبختر في مشيته، وزانه: ماس يميس، وفاد يفود، إذا هلك، وزانه: مات يموت. وقال الفراء: فاد يفود، ويفيد، جميعا، في الموت. آويت الرجل وزانه: أنزلته. وأويت إليه وزانه: نزلت عليه. عظم الشيء وزانه: نفسه، وعظمه وزانه: جله، شجاه يشجوه وزانه: حزنه يحزنه. وأشجاه يشجيه وزانه: أغصه يغصه. أردفت الرجل وزانه: أركبته خلفي. وردفته وزانه: ركبت خلفه. وقيل: إن أردفت من الأضداد، تقول: أردفته، أي جعلته ردفا وأردفته، أي كنت له ردفا. قال الشاعر

إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا أي جاءت في أثرها فأما ردفته، فجئت في أثره، لا غير. صبغ مفدم وزانه: مشبع. وإناء مفدوم وزانه: مسدود، أي مغطى، والفدام: السداد. النفاق في الرجل وزانه: الخداع. والنفاق في السوق وزانه: الكساد، الذي هو نقيضه. علق يعلق وزانه: لصق يلصق. وعلق يعلق وزانه: أكل يأكل. وروى في الحديث: إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ويعلق، بالفتح والضم.

باب علامات ترفع الاشكال من حروف متقاربة الأشكال

47 - باب علامات ترفع الاشكال من حروف متقاربة الأشكال الشكد: العطاء ابتداء. فإن كل مجازاة فهو: شكم. الدال للدال، والميم للميم، أعني أن دال الشكد لدال الابتداء وميم الشكم لميم المجازاة. ومثله الصف: الحلب بالكف والصب: الحلب بالأصابع. الفاء للفاء والباء للباء. ومثل ذلك: التحنيب في يدي الفرس وصلبه. والتجنيب في رجليه. الجيم للجيم، والتحنيب ترك العلامة فيه علامة. المائح: الذي يملأ الدلو في أسفل البئر. والماتح: الذي ينزعها من فوق. الأعلى للأعلى والأسفل للأسفل، أعني أن المنقوط فوق هو الأعلى، والمنقوط من أسفل هو الأسفل. الأف: وسخ الأذنين. والنتف: وسخ الأظفار. المرتفع للمرتفع، والمنخفض للمنخفض. الألف للأذن، والتاء للظفر. المور: الطريق: المور: الغبار. المفتوح الأول للمفتوح الأول، والمضموم الأول للمضموم الأول. العوج، في كل ما هو منتصب مرئي. والعوج، فيما لا يرى، كالدين. ونحوه، المنتصب للمنتصب. ومثل ذلك: الميل والميل. التناؤش: التأخر. والتناوش: التنازل المهموز للمهموز.

الضراح: اسم للبيت المرفوع. والضريح: الشق في وسط القبر، الرفع للمرتفع والخفض للمنخفض، فإذا كان في جانب القبر فهو لحد. الخرم، بالراء، في الشعر: نقص حركة من أول البيت في بعض الأعاريض. والخزم، بالزاي: الزيادة في أول البيت الناقص للناقص، والزائد للزائد، والزاي أيضا للزاي. ومثل ذلك: ترب الرجل، إذا افتقر، وأترب، إذا استغنى، الناقص للناقص، والزائد للزائد. الترعم، بالراء: الغضب بغير كلام، ترعمت أي غضبت. والتزعم، بالزاي: الغضب بكلام، الناقص للناقص، والزائد للزائد. ومثله: النضخ. والقبص والقبض. قال أبو عبيد: فرق ما بين المضمضة والمصمصة ما بين القبضة والقبصة، لأن المضمضة أبلغ وأشد إنعامًا، وأكثر من المصمصة. ونحو ذلك قولهم للمائة: هنيدة. وللمائتين: هند التصغير للتصغير، والتكبير للتكبير. خرجت الناقة، إذا ألقت ولدها لنقص من العدة وأخدجته إذا ألقته لتمام وهو ناقص الخلق. نقص العدة لنقص العدة، وتمامها لتمامها. العذق: النخلة، والعذق: الكباسة. المفتوح للمفتوح والمكسور للمكسور. يقال لما في الأذن: وقر، ولما كان على الظهر: وقر. الحركة العليا للأعلى، والحركة السفلى للأسفل.

ما كان على الظهر فهو: حمل، بالكسر، وما كان في البطن فهو: حمل، بالفتح، المكسور لما ينكسر، والمفتوح لما ينفتح عند الولادة، فأما حمل النخلة والشجرة فينفتح وينكسر، لأن الشجرة تنكسر وتنفتح بالورق والثمر. القعدة، والجلسة، والركبة، والميتة، والقتلة، وما أشبه ذلك، بكسر الأول، هي الجنس من القعود والركوب وأشبه ذلك. والقعدة والركبة، والموتة، وما أشبه ذلك: المرة الواحدة. المكسور الأول للمكسور الأول، والمفتوح الأول للمفتوح الأول. المدارأة، بالهمز: المدافعة. والمداراة، بغير همز: الملاينة. النبر للنبر، واللين للين. ما كان من خلق عز وجل فهو سد. وما كان من عمل الآدميين فهو: سد الرفع للرفع والنصب للنصب. أتيت الرجل: جئته، وآتيته: أعطيته. الثلاثي للثلاثي، والرباعي للرباعي. هناك أقرب من هنالك، الأزيد حرفا للأزيد مسافة. وكذلك هنا وهنا. وها هنا وها هنا الزائد للزائد والناقص للناقص، إلا أن الهاء مع التشديد مفتوحة. نشدت الضالة: طلبتها. وأنشدتها: عرفتها. الفعل الثلاثي للثلاثي والرباعي للرباعي. ومما يزيد ذلك تبينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فقال: أيها الناشد غيرك الواجد كأنه دعا عليه بأن يجدها غيره، ولا يجدها هو.

ويقال: نشدتك الله لما فعلت بمعنى سألتك بالله إلا فعلت الخزيرة من الحساء: دقيق يطبخ بلحم مقطع. والحريرة: دقيق يطبخ بغير لحم. العامر: الموضع العامر. والغامر: الخراب. الهجر: الفحش. والهجر: الهذيان. المضموم الأول للمضموم الأول، والمفتوح للمفتوح. أهجر، أفحش. وهجر: هذى. الرباعي للرباعي. والثلاثي للثلاثي. وفي الحديث: أهجر الرجل؟ على الاستفهام. بدن: سمن. وبدن: أسن. المخفف للمخفف، والمشدد للمشدد. لعب من اللعب. ولعب: من اللعاب. العين المكسورة للعين المكسورة، والعين المفتوحة للعين المفتوحة، قال تميم بن أبي بن مقبل: فكم لي من أم لعبت بثديها ... كلابية عادت عليها الأواصر واحد الأواصر: آصرة، وهو ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة، أو صهر أو معروف، والإصار والأيصر: حبل قصير يشد به في أسفل الخباء إلى وتد. وجمع الأوصار: أصر. وجمع الأيصر: أياصر. والهمزة في هذا كله أصل. يروى لعبت ولعبت، بكسر العين وفتحها، وقال لبيد: لعبت على أكتافهم وحجورهم ... وليدا وسموني مفيدا وعاصما الألية: اللحمة التي في أصل الإبهام. الضرة: اللحمة التي تقابلها من أصل الخنصر، الهمزة للهمزة، والضاد لأختها الصاد. المطبخ: المرجل. والمطبخ: الموضع الذي يطبخ فيه.

المفتوح الأول للمفتوح الأول، والمكسور الأول للمكسور الأول. الزمزمة: تحريك الشفتين بصوت لا يفهم. والرمرمة: تحريك الشفتين بغير صوت. الزائد للزائد والناقص للناقص. الصقع: الضرب باليد على أعلى الرأس. والصفع: الضرب بها على القفا. النقطة العليا للأعلى. والسفلى للأسفل، على مذهب أهل المغرب. نلت الرجل، إذا أعطيته، ونلت منه، إذا أعطاك. الحركة العليا لليد العليا. والحركة السفلى لليد السفلى.

باب في ضد الذي قبله

48 - باب في ضد الذي قبله من ذلك: اللفام واللثام. فاللفام على الأنف، وهو من لفظ الفم، واللثام على الفم، وليس من لفظه. ومن ذلك: المطرقة والعلاة، وهي الزبرة تسمى علاة، وهي السفلى، والمطرقة هي العليا. ومن ذلك: الزحلوفة والزحلوقة، لغتان، وهي: الأرجوحةا لتي يلعب عليها الصبيان فأهل العالية يقولون: زحلوفة بالفاء المنقوطة، من أسفل على مذهب أهل المغرب وبنو تميم ومن يليهم من هوزان يقولون: زحلوقة بالقاف المنقوطة من فوق على مذهب أهل المغرب فالنقطة السفلى لأهل العالية، والنقطة العليا لأهل السافلة. ومن ذلك: الحدأة، الطائر بكسر الحاء، والحدأة، الفأس ذات الرأسين بفتح الحاء، الحركة السفلى لما يعلو، والحركة العليا لما يسفل. ومثل ذلك: صعدت في الجبل، وأصعدت في الأرض. ومن ذلك: رزم، إذا أقام. وأرزم إذا حن. الفعل الثلاثي للفعل الرباعي، والفعل الرباعي للفعل الثلاثي. ومثل ذلك: خفرت الرجل: أجرته. وأخفرته: نقضت عهده. وكذلك: خفيت الشيء: أظهرته. وأخفيته: كتمته. ومن ذلك: الزي: حسن الهيئة. والري: بالراء: المبالغة في حسن الهيئة، مأخوذ من الري في الشرب، وهو أقصى أخذ الحاجة منه والكفاية. الزائد للناقص والناقص للزائد.

ومن ذلك: الصحفة، هي التي تشبع الخمسة ونحوهم والصحيفة للرجل الواحد. الأقل للأكثر، والأكثر للأقل. النحض: الكثير اللحم. والنحيض: القليل اللحم. الناقص للزائد والزائد للناقص. الذل: ضد العز. والذل: ضد الصعوبة، المضموم للمكسور والمكسور للمضموم. درع الحديد، مؤنثة، ودرع المرأة، مذكر. لأنه يراد به القميص. لباس المذكر مؤنث، ولباس المؤنث مذكر. ومن ذلك: عدد المؤنث والمذكر، تقول: جاءني أربعة رجال وأربعة نسوة، وسرت خمسة أيام وخمس ليال. فتثبت هاء التأنيث، في المذكر ولا تثبتها في المؤنث. ومن ذلك أنك إذا جمعت أروية في قليل العدد، قلت أراوي: وإذا جمعتها في كثير العدد قلت: أروى. فجعلت الكثير الحروف للقليل العدد، والقليل الحروف للكثير العدد. ومن ذلك: أفعلة لقليل العدد، مثل رغيف وأرغفة. وكذلك جميع الثلاثي سوى فعل جمعه في أقل العدد: أفعال وفي كثيره على فعال وفعول، فكان الزائد للناقص والناقص للزائد. عدل الشيء: مثله، وعدله: وزنه. الكسرة للفتحة، والفتحة للكسرة.

باب ما يكون فضيلة لشيء ورذيلة لغيره

49 - باب ما يكون فضيلة لشيء ورذيلة لغيره من ذلك: الأمية، هي فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنها من براهين حجته، وأدلة معجزته. وهي لغيره رذيلة ونقص. ومن ذلك ما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه النعاس في الصلاة من الشيطان، وفي الحرب أمنة. ومن ذلك صيام يوم عرفة: مكروه للحاج لئلا يضعفه عن العبادة مستحب لغيره، لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبله وسنة بعده". قال الأصمعي: الصريف: إذا كان من الفحولة فهو إيعاد وهو نشاط، وإذا كان من الإناث فهو من الإعياء. وقال في قول النابغة: مقذوفة بدخيس النخض بازلها ... له صريف صريف القعو بالمسد الناس يغلطون في هذا، فيقولون: وصفها بهذا لنشاطها. وليس كذلك. إنما أراد أنه تركها يصرف بازلها من الكلال. ومن ذلك: السخاء، والشجاعة، هما من مناقب الرجال، ومن مثالب النساء، كما قال القطامي: لا عيب فيهم غير شح نسائهم ... ومن السماحة أن يكُنَّ شحاحا

ومن ذلك: السمن، مذموم في الرجال، محمود في النساء. والرسح، وهو قلة لحم الوركين، محمود في الرجال، مذموم في النساء وذم رجل رجلا للنعمان بن المنذر فقال: إنه لقعو الأليتين في كلام طويل، يعني أرسح، فقال له النعمان: أردت أن تذمه فمدحته. قال رؤبة: لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي يريد المدح. وقال رجل من العرب لآخر: والله ما أنت بعظيم الرأس فتكون سيدًا، ولا بأرسح فتكون فارسا. ومن ذلك: السفا، وهو خفة الناصية، محمود في البغال والحمير، مذموم في الخيل. ومن ذلك: التواضع، من الغني للفقير محمود، ومن الفقير للغني مذموم. ويروى عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، طاعة لله عز وجل فقال بعض من حضره: إن هذا لحسن، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله، عز وجل، وقال بعض الشعراء: شيئان لا أرضاهما خلقا ... تيه الغني ومذلة الفقر وإذا غنيت فلا تكن بطرًا ... وإذا افتقرت فته على الدهر ومن ذلك: التضمين، وهو عند الخليل: في الشعر من مقابحه، ومعايبه، وفي الغناء من محاسنه ومفاخره.

فأما التضمين في الشعر، وهو نوع منه، فإنه: تعلق آخر البيت بأول البيت الذي بعده، ولا يتم إلا به، كقول الشاعر: وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم بغاث، إني شهدت لهم مواطن صالحات ... وثقت لهم بحسن الظن مني ويروى وثقن لهم وهو أحسن. وكقول الآخر: لا صلح بيني فاعلموه ولا ... بينكم ما حملت عاتقي سيفي، وما كنا بنجد وما ... قرقر قمر الواد بالشاهق وأما التضمين في الغناء فهو: تكرير المغني أول بيت من المقطوع، عقيب كل بيت يغنيه، يبين به موضعه، ويحسن في النفوس موقعه، مثل قول ابن الرومي: وحديثها السحر الحلال لو أنه ... لم يجن قتل المسلم المتحرز إن طال لم يملل وإن هي أوجزت ... ود المحدث أنها لم توجز شرك العقول ونزهة ما مثلها ... للمطمئن وعقلة المستوفز إذا فرغ من كل بيت منهن، وصله بقوله: إن طال لم يملك فتكمل بذلك طلاوة الشعر، وتضاعفت بهجته، ويبقى في المسامع أثره، وفي القلوب تصوره.

باب ما ظاهر لفظه مخالف لمعناه

50 - باب ما ظاهر لفظه مخالف لمعناه وذلك نحو قول الله عز وجل: {وذا النون إذ هب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه} من قوله عز وجل: {ومن قدر عليه رزقه} وقيل المعنى: فظن أن لن نقدر عليه. بما قدرنا من الإدحاض والتقام الحوت. وليس المعنى: فظن أن لن نستطيع عليه، كما يسبق إلى النفوس، لأن مثل هذا لا يظنه من عرف الله عز وجل حق معرفته، يقال: قدر الله عليك كذا، وقدر عليك كذا، بالتشديد والتخفيف، بمعنى واحد. ومثل ذلك قوله عز وجل: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}، معنى أمرنا مترفيها: كثرنا، يقال: أمر الله ماله، وأمره، أي كثره، وعلى هذا القول أكثر أهل العلم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: إن الله يحب النكل على النكل. قيل: وما النكل على النكل؟ قال: الرجل القوي المجرب المبديء المعيد، على الفرس القوي المجرب أو المجرب شك أبو عبيد. وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم أحد لأصحابه: اليوم تسرون معناه: يقتل سريكم. فقتل حمزة رضي الله عنه.

يقال: شرف القوم، إذا أصيب شريفهم. واستيد فيهم: خطب في ساداتهم. وقال بعض الحكماء: ما أعطى أحد النصف فأباه إلا أخذ أقل منه يريد: ما أنصف فلم يرض بالإنصاف إلا طلبه فلم يجده، حتى يرضى بأقل منه، يقال: الإنصاف، والنصفة، والنصف، والنصف، كله بمعنى واحد. الشب والشبوب، والمشب: الثوي المسن، المعصر: الجارية التي قاربت المحيض، ومثلها من الغلمان: المراهق. وهي أصغر من الكاعب، في شعر ابن أبي ربيعة: وكان مجني دون ما كنت أتقى ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر ويدل على ذلك قول الراجز: جارية بسفوان دارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارها الدابة الريض: هي الصعبة، وليست الذلول. البيت الباهي: هو الخالي من المتاع. وفي الحديث: أبهوا الخيل، أي عطلوها. ومن ذلك قولهم: المعزي تبهي ولا تبنى ومعناه: أنها تصعد على الأبنية، وهي الأخبية من غير شعرها فتخرقها حتى لا يقدر على سكناها أحد التيه. لأنها إنما تبنى من الوبر والصوف. وأما الشعر فإنما يسمى ما يعمل منه بيتا. والبيوت أكبر من الأبنية وأقوى وأصلب. والبهو: الفناء الذي بين يدي البيت. ومنه قيل: باب البهو، للفضاء والاتساع الذي بين يديه. الأكرع: هو الدقيق القوائم. اللفاء: الممتلئة الفخذين، كأنهما التفت إحداهما بالأخرى

لسمنهما وامتلائهما. قال توبة بن الحمير: لطيفات أقدام نبيلات أسوق ... لفيفات أفخاذ دقاق خصورها المناجيب من الناس: الضعاف، واحدهم: منجاب. قال عروة بن مرة الهذلي: بعثته في سواد الليل يرقبني ... إذ آثر القوم والدفء المناجيب الوعول: وجوه الناس وأشرافهم. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول، وتظهر التحوت. قالوا: يا رسول الله وما الوعول؟ وما التحوت؟ قال: الوعول: وجوه الناس وأشرافهم والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم. الملاوث: السادة الشرفاء، واحدهم ملات. قال الشاعر: هلا سألت ملاوثا ... من آل عبد مناف الخريت: هو الدليل الحاذق الذي يهتدي إلى مثل خرت الإبرة وهو ثقبها. النهيك: الشجاع، النهاكة: الشجاعة. وإنما قيل للشجاع: نهيك لأنه ينهك عدوه، أي يبالغ فيه. والنهيك أيضا: الجمل الشديد. الجلبة: الشفينة المشحونة، فإن لم تكن مشحونة لم تسم جلبة. حكاه أبو عمرو، وقيل: الجلبة التي معها مركب صغير يخدمها. الرتوت في كلام العرب: الخنازير، وقيل القردة، واحدهم رت بالضم، وقد يقال بالكسر.

الابتراك: شدة السير. الانكماش: التشمير في الأمر والجد فيه. وليس هو التأخر عنه وترك العزيمة فيه، كما يظنه الناس. أحصد الحبل، إذا أحكم فتله، قال النابغة: نزع الحزور بالرشاء المحصد قال أبو عبيد في غريب الحديث: التعريب: ما قبح من الكلام، وكذلك: الإعراب. ومنه قول عطاء إنه كره الإعراب للمحرم. قال رؤبة: والعرب في عفافة وإعراب قوله العرب: المتحببات إلى أزواجهن، واحدتهن: عروب، والإعراب من الفحش. فمعناه أنه يقول: إنهن يجمعن العفافة عند الغرباء والإعراب عند الأزواج. أمتع فلان فلانا، إذا فارقه. الوهم: الجمل الضخم العظيم، فإذا قلت: صار فلان كالوهم احتمل المعنيين، وهذا هو التحقيق، والآخر مجاز. القبض والقباضة: السرعة. والقبيض: السريع. امرأة قذور، إذا كانت مجانبة للأقذار. والعرب تسمي بقذور قال الشاعر: وإني لأكنو عن قذور بغيرها ... وأعرب أحيانا بها فأصارح فليت رأسه، أي شققته، يقال: فأوت رأسه، وفأيته، وفلوته، وفليته، كله بمعنى واحد، إذا شققته.

تنعم الرجل، إذا مشى حافيا. مأخوذ من النعامة، وهي باطن القدم. تنجست، إذا فعلت ما يخرجك من النجاسة، مثل: تحرجت، وتحوبت، وتحنثت إذا فعلت ما خرجك من الحرج، والحوب، والحنث. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحنث بحراء. أفقرت الرجل، إذا أعرته ظهر دابتك لركوبه، مأخوذ من فقار الظهر. كليت الرجل، إذا ضربت كليته. فأما الذي بمعنى الحفظ فمهموز: كلأته أكلؤه. قال ابن هرمة: إن سليمى والله يكلؤها ... ظنت بشيء ما كان يرزؤها ظلمت الرجل إذا شقيته الظليم، وهو اللبن قبل أن يروب ومن الشعر: ما أنشده ثعلب في أماليه: أبي حبى سليمى أن يبيدا ... وأضحى حبلها خلقا جديدا قوله: جديدا أي هو مقطوع، من قولك: جددت الشيء، فهو مجدود وجديد. وقول آخر: أتيتك عاريا خلقا ثيابى ... على خوف تظن بي الظنون ليس قوله عاريا من عريت. وإنما هو من عروته إذا ألممت به، يقال: عراه يعروه، واعتراه يعتريه، واعتره يعتره، ومنه قول الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر}.

وقول الأعشى: أثوي وقصر ليلة ليزودا ... فمضى وأخلف من قتيلة موعدا أي وجد موعدها خلفا، يقال: أتيته فأخلفته، أي وجدته مخلفا لموعدي. وقال آخر: ومن يفخر بمثل أبي وجدي ... يجيء قبل السوابق وهو ثان. أراد: وهو ثان من عنانة، لأنه يسبق متمهلا. وأنشد يعقوب في الإصلاح: تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنا إذا حميها غلا نديمها، أي نسكنها، من دوم الطائر، إذا سكن جناحيه في الهواء ونفثؤها: نبردها بالماء. وقال آخر: إذا قابلونا سررناهم ... وإن أدبروا فهم من نسب يقول: إذا قابلونا طعناهم في سررهم، وإذا أدبروا طعناهم في سباتهم جمع سبة، وهي عجب الذنب، وقيل: حلقة الدبر. وقال آخر: يعز علينا ونعم الفتى ... مصيرك يا عمرو للعافية. هذا رجل يرثي قتيلا، بقي للطير والسباع تأكله وتعفو لحمه، وهي العافية والعوافي. وقال آخر: تغرقت غنمي يوما فقلت لها ... يارب سلط عليها الذئب والضبعا

قيل: إن الذئب والضبع إذا اجتمعا لم يؤذيا، وشغل كل واحد منهما الآخر. وقال آخر في وصف راع: صلت العصا بالضرب قد دماها تحسبه من حبها أخاها يقول ليت الله قد أفناها يقال للراعي، إذا كان قليل الضرب لإبله: إنه لصلب العصا يراد أن عصاه صلبة صحيحة، لأنه لا يعلمها فتشظى وتكسر، وأراد بالضرب: السير في البلاد في طلب المرعى. ومعنى دماها: صيرها كالدمى سمنا، جمع دمية. وأفناها: أنبت لها الفنا، وهو فيما يقال الزعرور. وقيل: عنب الثعلب. وقال آخر: ألا إن قومي لا تلط قدورهم ... ولكنما يوقدن بالعذرات يعني أن قدورهم لا تسترن، ولكنما يوقدن بالأقنية، يقال للفناء: عذرة وتلط: تستر، يقال: لط حقي يلطه إذا ستره. وقال آخر: اليوم يوم بارد سمومه ... من جزع اليوم فلا نلومه يريد أنه ثابت سمومه، يقال: برد لي على فلان حق. أي وجب لي وثبت. ويكون برد بمعنى فتر وضعف. من قولهم برد القتال. وليس من البرد. والسموم: شدة الحر. وقال آخر: صبرت على طول ليل الصدور ... وأسعفته ثم لم يسعف

تقاصر إذ صار فيه الحبيب ... ومر علي كبرق خفي فلم أشف من وصله غلة ... ولو أنصف الليل لم ينصف يقال: أنصف الشيء، إذا بلغ نصف نفسه، ونصف إذا بلغ نصف غيره. تقول أنصف النهار إذا بلغ النصف، ونصف الإزار ساقي، إذا بلغ نصفها. وقال كثير: وأنت التي حببت كل قصيرة ... إلى وما يدري بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطا، شر النساء البحاتر ويروى: البهاتر والقصيرة: هي المقصورة المحجوبة. ويقال قصورة أيضا. وقال آخر: أحب من النسوان كل قصيرة ... لها نسب في الصالحين قصير وأراد بالقصيرة: المخدرة. وقصر نسبها: أن تعرف بأول آبائها. كقول رؤبة: أتيت النسابة البكري فقال: من أنت؟ فقلت ابن العجاج. فقال: قصرت وعرفت فقال رؤبة: قد نوه العجاج باسمي فادعني ... باسم إذا الأنساب طالت يكفني ويروى: قال: قصرت وعرفت ويروى: قد دفع العجاج ذكرى. وقال آخر: أكلت النهار بنصف النهار ... وليلا أكلت بليل بهيم النهار: فرخ الحبارى. والليل: فرخ الكروان. وقال آخر: وقد سقوا آبالهم بالنار ... والنار قد تشفي من الأوار

النار ها هنا: السمة. والأوار: حر العطش، كأنهم لعزهم، إذا رأى الناس نارهم على إبلهم تركوها تشرب. ومثله قول آخر: سقيت بالنار في الوقدة والنار تلظى يعني بالوقدة: شدة الحر. والنار تلظى: يعني الحرب وقال الحطيئة للزبرقان بن بدر، يهجوه: دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي يريد: أنت الآكل اللابس. يقال: كسى فهو كاس، وأنشد يعقوب لعمران بن حطان: وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف. فاستعدى عليه الزبرقان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأنشده ما قال. فأرسل عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك، فقال: لم يهجه ولكن ذرق عليه فحبسه عمر. وقال: يا خبيث لأشغلنك عن أعراض الناس فقال وهو محبوس: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر فرق له عمر، رضي الله عنه، وأخرجه. وهجا النجاشي بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه: إذا؟ الله عادى أهل لؤم ورقة ... فعادى بني العجلان رهط ابن قبل فقال عمر إن كان مظلوما استجيب له، وإن كان ظالما لم يستجب له. قالوا: وقد قال أيضا: قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل

فقال عمر: ليت آل الخطاب كانوا كذلك. قالوا: وقد قال أيضا: ولا يردون الماء إلا عشية ... إلا صدر الوراد عن كل منهل. فقال عمر: ذاك أقل للكاك، أي الزحام. وأصفى للواردة. قالوا: وقد قال أيضا: تعاف الكلاب الضاريات لحومهم ... ويأكلن من كعب بن عوف بن نهشل فقال عمر رضي الله عنه: أجن القوم موتاهم ولم يضيعوهم. قالوا: وقد قال أيضا: وما سمى العجلان إلا لقولهم ... خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل فقال عمر رضي الله عنه: خير القوم خادمهم. ثم بعث إلى حسان والحطيئة وكان محبوسا عنده فسألهما: فقال حسان مثل ما قال في شعر الحطيئة. فتهدد عمر رضي الله عنه النجاشي وقال: إن عددت قطعت لسانك. وكان عمر رضي الله عنه يعلم من الشعر ما يعلمه حسان. ولكنه أراد الحجة. رضي الله عنه. ثم الكتاب بعون الله ومنه وحسن توفيقه.

§1/1