تاريخ المدينة لابن شبة

ابن شبة

مقدمة. . . . . قال: إن أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كان إذا احتضر منا الميت آذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضره واستغفر له، حتى إذا قبض انصرف النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد موت جابر، فربما طال حبس ذلك على رسول الله صلى الله

§مُقَدِّمَةٌ. . . . . قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ كَانَ إِذَا احْتُضِرَ مِنَّا الْمَيِّتُ آذَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَضَرَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، حَتَّى إِذَا قُبِضَ انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ مَوْتَ جَابِرٍ، فَرُبَّمَا طَالَ حَبْسُ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَلَمَّا خَشِينَا مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لِبَعْضٍ: لَوْ كُنَّا لَا نُؤْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحَدٍ حَتَّى يُقْبَضَ، فَإِذَا قُبِضَ آذَنَّاهُ، فَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ مَشَقَّةٌ وَلَا حَبْسٌ، فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، وَكُنَّا نُؤْذِنُهُ بِالْمَيِّتِ بَعْدَ أَنْ يَمُوتَ فَيَأْتِيهِ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَرُبَّمَا انْصَرَفَ، وَرُبَّمَا مَكَثَ حَتَّى يُدْفَنَ. فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حِينًا، فَقُلْنَا: لَوْ لَمْ نُشْخِصْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمَلْنَا جَنَائِزَنَا إِلَيْهِ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا عِنْدَ بَيْتِهِ، كَانَ ذَلِكَ أَرْفَقَ بِهِ، فَفَعَلْنَا، فَكَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ إِلَى الْيَوْمِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا هَلَكَ الْهَالِكُ شَهِدَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ حَيْثُ يُدْفَنُ، فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَدَّنَ نَقَلَ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ مَوْتَاهُمْ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَ بَيْتِهِ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ الْيَوْمَ، وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ جَارِيًا. . صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَيْرٍ عِنْدَ بَيْتِهِ» . . صَلَّى عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ

قَالَ مَالِكٌ: وَحَدَّثَنَا نَافِعٌ قَالَ: «§صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§صُلِّيَ عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ» فَقَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ , قَالَ: كَانَ مَالِكٌ أَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ مِنِّي

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، أَنَّهُ «§كَانَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ نَخْلَتَانِ إِذَا أُتِيَ بِالْمَوْتَى وُضِعُوا عِنْدَهُمَا، فَصُلِّيَ عَلَيْهِمْ، فَأَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ بَنَى الْمَسْجِدَ قَطْعَهُمَا، فَاقْتَتَلَتْ فِيهِمَا بَنُو النَّجَّارِ، فَابْتَاعَهُمَا عُمَرُ فَقَطَعَهُمَا»

باب ذكر مقام جبريل عليه السلام قال أبو غسان: علامة مقام جبريل عليه السلام الذي يعرف بها اليوم، أنك تخرج من الباب الذي يقال له: باب آل عثمان، فترى على يمينك إذا خرجت من ذلك الباب على ثلاث أذرع وشبر، وهو من الأرض على نحو من ذراع وشبر حجرا أكبر من

§بَابُ ذِكْرِ مَقَامِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: عَلَامَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهَا الْيَوْمَ، أَنَّكَ تَخْرُجُ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ آلِ عُثْمَانَ، فَتَرَى عَلَى يَمِينِكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ عَلَى ثَلَاثِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ، وَهُوَ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ حَجَرًا أَكْبَرَ مِنَ الْحِجَارَةِ

الَّتِي بِهَا جِدَارُ الْمَسْجِدِ ذَلِكَ قَالَ: فَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: مَا أَرَى مَقَامَ جِبْرِيلَ. . . إِلَى تِهَامَةَ، فَظَلَمَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: دُبٌّ، فَجَاءَ دُبٌّ إِلَى مَقَامِ مَرْوَانَ حَيْثُ يُرِيدُ أَنْ يُكَبِّرَ، فَضَرَبَهُ بِسِكِّينٍ مَعَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا، وَأَخَذَهُ مَرْوَانُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَعَثْتَ عَامِلَكَ فَأَخَذَ مِنِّي بَقَرَةً، فَتَرَكَنِي وَعِيَالِي لَا نَجِدُ شَيْئًا، وَأَنَا امْرُؤٌ خَبَاثُ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: أَذْهَبُ إِلَى الَّذِي بَعَثَهُ فَأَقْتُلُهُ، فَهُوَ أَصْلُ هَذَا، فَجِئْتُ كَمَا تَرَى. فَحَبَسَهُ مَرْوَانُ فِي الْحَبْسِ حِينًا، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَاغْتِيلَ سِرًّا، وَعَمِلَ الْمَقْصُورَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ: «إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ مَقْصُورَةً بِلَبِنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ فِيهَا كُوًى يَنْظُرُ النَّاسُ مِنْهَا إِلَى الْإِمَامِ، وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَمِلَهَا بِالسَّاجِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ بَكَّارٍ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنْهُمْ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمِ -[7]- بْنِ السَّائِبِ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ §عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْمَقْصُورَةَ مِنْ لَبِنٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا السَّائِبَ بْنَ خَبَّابٍ، وَكَانَ رِزْقُهُ دِينَارَيْنِ فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَتُوُفِّيَ عَنْ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ: مُسْلِمٍ، وَبُكَيْرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَتَوَاسَوْا فِي الدِّينَارَيْنِ، فَجَرَيَا فِي الدِّيوَانِ عَلَى ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ إِلَى الْيَوْمِ "

باب ما جاء في القصص والقاص وجمع الصحف

§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصَصِ وَالْقَاصِّ وَجَمْعِ الصُّحُفِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ وَكَتَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ فَأَمَرَ بِهِ يُقْرَأُ كُلَّ غَدَاةٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ ثَابِتٍ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ فِي حَرَسِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، §فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ الْمَصَاحِفَ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْأَمْصَارِ، وَبَعَثَ بِمُصْحَفٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ آلُ عُثْمَانَ، فَقِيلَ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مُصْحَفَ عُثْمَانَ يُقْرَأُ، فَقَالُوا: أُصِيبَ الْمُصْحَفُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ مُحْرِزٌ: بَلَغَنِي أَنَّ مُصْحَفَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -[8]- صَارَ إِلَى خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ. قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَهْدِيُّ بَعَثَ بِمُصْحَفٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَهُوَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْيَوْمَ، وَعَزَلَ مُصْحَفَ الْحَجَّاجِ، فَهُوَ فِي الصُّنْدُوقِ الَّذِي دُونَ الْمِنْبَرِ "

ذكر القصص

§ذِكْرُ الْقَصَصِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ، دَخَلَ وَابْنُ عَبْدِ كُلَالٍ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ عَوْفٌ: مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ قَالُوا: كَعْبٌ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ قَالَ: يَا وَيْحَهُ أَمَا سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ، أَوْ مُخْتَالٌ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَكَعْبٌ يَقُصُّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: كَعْبٌ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُتَكَلِّفٌ» . قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا، فَمَا رُئِيَ يَقُصُّ بَعْدَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُرَاءٍ»

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَاصٍّ، فَخَفَقَهُ بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: §مَا أَنْتَ؟ قَالَ: مُذَكِّرٌ , قَالَ: كَذَبْتَ , قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [الغاشية: 21] ، ثُمَّ خَفَقَهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ؟ قُلْتُ: قَاصٌّ، فَرَدَدْتَ عَلَيَّ، وَقُلْتُ: مُذَكِّرٌ، فَرَدَدْتَ عَلَيَّ، فَقَالَ: قُلْ: أَنَا أَحْمَقُ مُرَاءٍ مُتَكَلِّفٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا عَهْدِ عُمَرَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفِ -[10]- بْنِ الْحَارِثِ الثُّمَالِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ سَأَلَهُ عَنِ الْقَصَصِ وَرَفْعِ الْأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمِنْ أَمْثَلِ مَا أَحْدَثْتُمْ، فَأَمَّا أَنَا فَلَا أُجِيبُكَ إِلَيْهِمَا، إِنِّي حُدِّثْتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ أُمَّةٍ تُحْدِثُ فِي دِينِهَا بِدْعَةً إِلَّا أَضَاعَتْ مِثْلَهَا مِنَ السُّنَّةِ، فَالتَّمَسُّكُ مِنَ السُّنَّةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْدَاثِ الْبِدْعَةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ قَصَصَ الْعَامَّةِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يُوَلِّيَهُ الْقَصَصَ فَقَالَ لَهُ: جِزْ لِي فَقَالَ: اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْقَصَصِ فَقَالَ: «§وَدِدْتُ لَوْ أَنَّكَ رُفِعْتَ إِلَى الثُّرَيَّا ثُمَّ رُمِيَ بِكَ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ، فَإِنَّهُ الذَّبْحُ»

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: §مَتَى أُحْدِثَ الْقَصَصُ؟ قَالَ: " فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقِيلَ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ؟ قَالَ: تَمِيمٌ الدَّارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ قَصَّ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ مَرَّةً، فَأَبَى عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أُخْرَى، فَأَبَى عَلَيْهِ، حَتَّى كَانَ آخِرُ وِلَايَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُذَكِّرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَاسْتَأْذَنَ تَمِيمٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُذَكِّرَ يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ، فَكَانَ تَمِيمٌ يَفْعَلُ ذَلِكَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّهُ §لَمْ يَكُنْ يُقَصُّ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبِي بَكْرٍ وَلَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَإِنَّمَا كَانَ الْقَصَصُ حَدِيثًا أَحْدَثَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ كَانَتِ الْفِتْنَةُ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَأَى حِلَقًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالُوا: قُصَّاصٌ فَقَالَ: وَمَا الْقُصَّاصُ؟ §سَنَجْمَعُهُمْ عَلَى قَاصٍّ يَقُصُّ لَهُمْ فِي يَوْمِ سَبْتٍ مَرَّةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْآخَرِ. فَأُمِّرَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الْبَرْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: «أَنَّهُ §-[12]- لَمْ يَكُنْ قَصٌّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَقُصَّ عَلَى النَّاسِ قَائِمًا، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْقَصَصِ فَقَالَ: «إِنِّي §أَخَافُ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ» وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً: إِنَّهُ الذَّبْحُ، - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - فَقَالَ: إِنَّ لِي فِيهِ نِيَّةً، وَأَرْجُو أَنْ أُوجَرَ فِيهِ، فَأَذِنَ لَهُ. قَالَ: وَجَلَسَ إِلَيْهِ هو وابن عباس رضي الله عنهما. وقال أبو عاصم مرّة: وجلس إليه فِي أَصْحَابِهِ وَهُوَ يَقُصُّ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: إِيَّاكَ وَزَلَّةَ الْعَالِمِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَكَرِهَ أَنْ يَقْطَعَ بِهِ. قَالَ: وَتَحَدَّثَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَتَمِيمٌ يَقُصُّ، وَقَامَا قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ §سُئِلَ عَنِ الْقَصَصِ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ إِلَّا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسَأَلَهُ تَمِيمٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ فِي الْجُمُعَةِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَزِيدَهُ، فَزَادَهُ مَقَامًا آخَرَ. ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَزَادَهُ، فَزَادَهُ مَقَامًا آَخَرَ، فَكَانَ يَقُومُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الْجُمُعَةِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ، أَنْ تَمِيمًا الدَّارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[13]- أَنْ يَقُصَّ فَقَالَ: " لَا. ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَيْضًا فَقَالَ: «§أَمَا إِنِّي آذَنُ لَكَ فِيهِ، وَأُعْلِمُكَ أَنَّهُ الذَّبْحُ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ أَنْ §يُذَكِّرَ النَّاسَ بَعْدَ الصُّبْحِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ جَارِيًا إِلَى الْيَوْمِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ، مِنْ بَنِي جُرَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِقَاصِّ الْمَدِينَةِ: «§ضَعْ صَوْتَكَ عَنْ جُلَسَائِكَ، وَتَحَدَّثْ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكَ بِوُجُوهِهِمْ، فَإِذَا أَعْرَضُوا عَنْكَ فَأَمْسِكْ، وَإِيَّاكَ وَالسَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: " §ثَلَاثٌ لَتُتَابِعَنَّنِي عَلَيْهِنَّ أَوْ لَأُنَاجِزَنَّكَ قَالَ: مَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ بَلْ أُتَابِعُكِ أَنَا , قَالَتْ: إِيَّاكَ وَالسَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنِّي عَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَقُصَّ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلَاثٌ، وَلَا تُمِلَّ النَّاسَ، وَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقْطَعَ عَلَيْهِمْ فَتَغُمَّهُمْ، وَلَكِنْ أَنْصِتْ فَإِذَا حَدَوْكَ عَلَيْهِ وَأَمَرُوكَ بِهِ فَحَدِّثْهُمْ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " §لَمْ يَكُنْ يَجْلِسُ إِلَى الْقَاصِّ، إِلَّا أَنَّهُ زَحَمَ يَوْمًا وَكَثُرَ النَّاسُ، فَإِذَا هُوَ بِمُوسَى بْنِ يَسَارٍ يَقُصُّ، فَاسْتَمَعَ لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَكَذَا يُتَكَلَّمُ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يَكُونُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ، وَهُوَ غَيْرُ بَعِيدٍ عَنِ الْقَاصِّ، فَكَانَ §الْقَارِئُ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَيَسْجُدُ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَا يَسْجُدُ سَعِيدٌ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ أَجْلِسْ إِلَيْهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ قَاصًّا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَرَأَ سَجْدَةً بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: §لَوْ كَانَ لِي عَلَى هَذَا الْأَعْرَابِيِّ الْجَافِي سُلْطَانٌ، لَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§كَانَ قَاصُّ الْجَمَاعَةِ يَقُصُّ فَيُحَلِّقُ حَلَقَةً حَوْلَ الْقَاسِمِ، وَلَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ فِي قَصَصِهِمْ»

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَمَرَ رَجُلًا وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَقُصَّ عَلَى النَّاسِ، وَجَعَلَ لَهُ دِينَارَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ جَعَلَ لَهُ سِتَّةَ دَنَانِيرَ كُلَّ سَنَةٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَكِينٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعًا عَنِ الْقَصَصِ فَقَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَ يَقُومُ فَيَتَكَلَّمُ، فَإِذَا جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْسَكَ، وَقَدْ عَلِمَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَذَكَرْتَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَرْسَلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى أَبِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَاصٍّ كَانَ يَقْعُدُ عَلَى بَابِهَا: «إِنَّ §هَذَا قَدْ آذَانِي وَتَرَكَنِي لَا أَسْمَعُ الصَّوْتَ» ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَنَهَاهُ، فَعَادَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِعَصَاهُ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ "

حَدَّثَنَا الْحُطَيْمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ عَلَى قَاصٍّ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَاصُّ قَرَأَ آيَةَ السَّجْدَةِ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّمَا §السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا وَاسْتَمَعَ لَهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَزَقَ قَاصَّ الْجَمَاعَةِ بِالْمَدِينَةِ»

ذكر البلاط الذي حول المسجد

§ذِكْرُ الْبَلَاطِ الَّذِي حَوْلَ الْمَسْجِدِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ نَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ «§الَّذِي بَنَى حَوَالَيْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجَازِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَمَرَ بِذَلِكَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، وَوَلَّى عَمَلَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَبَلَّطَ مَا حَوْلَ دَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الشَّارِعَةِ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَحَدُّ ذَلِكَ الْبَلَاطُ الْغَرْبِيُّ مَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ إِلَى خَاتَمِ الزَّوْرَاءِ عِنْدَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالسُّوقِ، وَحَدُّهُ الشَّرْقِيُّ إِلَى دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي فِي طَرِيقِ الْبَقِيعِ مِنَ الْمَسْجِدِ. وَحَدُّهُ الْيَمَانِيُّ إِلَى حَدِّ زَاوِيَةِ دَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الشَّارِعَةِ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَحَدُّهُ الشَّامِيُّ وَجْهُ حُشِّ طَلْحَةَ خَلْفَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ فِي الْغَرْبِ أَيْضًا إِلَى حَدِّ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الشَّارِعَةِ عَلَى الْمُصَلَّى. وَلِلْبَلَاطِ أَسْرَابٌ ثَلَاثَةٌ يَصُبُّ فِيهَا مِيَاهُ الْمَطَرِ، فَوَاحِدٌ بِالْمُصَلَّى عِنْدَ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ، وَآخَرُ عَلَى بَابِ الزَّوْرَاءِ عِنْدَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالسُّوقِ، ثُمَّ يَخْرُجُ ذَلِكَ الْمَاءُ إِلَى رَبِيعٍ فِي الْجَبَّانَةِ عِنْدَ الْحَطَّابِينَ، وَآخَرُ عِنْدَ دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ عِنْدَ دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: " §بَلَّطَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَلَاطَ بِأَمْرِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ -[17]- مَرْوَانُ بَلَّطَ مَمَرَّ أَبِيهِ الْحَكَمِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَانَ قَدْ أَسَنَّ وَأَصَابَتْهُ رِيحٌ، فَكَانَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ فَتَمْتَلِئُ تُرَابًا، فَبَلَّطَهُ مَرْوَانُ لِذَلِكَ السَّبَبِ. فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِتَبْلِيطِ مَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا قَارَبَ الْمَسْجِدَ، فَفَعَلَ. وَأَرَادَ أَنْ يُبَلِّطَ بَقِيعَ الزُّبَيْرِ، فَحَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَنْسَخَ اسْمَ الزُّبَيْرِ وَيُقَالُ: بَلَاطُ مُعَاوِيَةَ؟ قَالَ: فَأَمْضَى مَرْوَانُ الْبَلَاطَ، فَلَمَّا حَاذَى دَارَ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ تَرَكَ الرَّحَبَةَ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْ دَارِهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ: لَئِنْ لَمْ تُبَلِّطْهَا لَأُدْخِلَنَّهَا فِي دَارِي، فَبَلَّطَهَا مَرْوَانُ "

ذكر المرمر الذي بين يدي المنبر

§ذِكْرُ الْمَرْمَرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ طِنْفِسَةً كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ تُطْرَحُ قُبَالَةَ الْمِنْبَرِ عَلَى مَرْمَرٍ، كَانَ ثَمَّ قَبْلَ أَنْ يُعْمَلَ هَذَا الْمَرْمَرُ، فَحُبِسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَبَقِيَتِ الطِّنْفِسَةُ بَعْدَ حَبْسِهِ أَيَّامًا ثُمَّ رُفِعَتْ. فَلَمَّا وَلِيَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَدِينَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ غَيَّرَ ذَلِكَ الْمَرْمَرَ وَعَمِلَهُ وَوَسَّعَهُ مِنْ جَوَانِبِهِ كُلِّهَا حَتَّى أَلْحَقَهُ بِالسَّوَارِي عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ. فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ كَانَ فَاضِلًا كَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْهُذَيْلِ، أَنْ يَدَعَ لَهُ مُصَلَّاهُ، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يُلْحِقْهُ بِالْأَسَاطِينِ الْمُقَدَّمَةِ. فَالْمَرْمَرُ الْمُرْتَفِعُ حَوْلَ الْمِنْبَرِ

عَنِ الْمَرْمَرِ الْمَفْرُوشِ بَيْنَ سِتِّ أَسَاطِينَ: ثَلَاثٍ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَثَلَاثٍ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَثَلَاثٍ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ ". قَالَ: وَقَدِمَ الْمَهْدِيُّ حَاجًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فَقَالَ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعِيدَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: إِنَّهُ مِنْ طَرْفَاءَ، وَقَدْ سُمِّرَ إِلَى هَذِهِ الْعِيدَانِ وَشُدَّ، فَمَتَى نَزَعْتَهُ خِفْتُ أَنْ يَتَهَافَتَ وَيَهْلِكَ، فَلَا أَرَى أَنْ تُغَيِّرَهُ. فَانْصَرَفَ رَأْيُ الْمَهْدِيِّ عَنْ تَغْيِيرِهِ "

ذكر البزاق في المسجد وسبب ما جعل فيه الخلوق

§ذِكْرُ الْبُزَاقِ فِي الْمَسْجِدِ وَسَبَبِ مَا جُعِلَ فِيهِ الْخَلُوقُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا بَدْءُ الزَّعْفَرَانِ؟ يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نُخَامَةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «مَا أَقْبَحَ هَذَا مَنْ فَعَلَ هَذَا؟» فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَحَكَّهَا وَطَلَاهَا بِزَعْفَرَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ أَبِي حَزْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِينَا أَبُو الْيَسَرِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مَسْجِدِهِ وَهُوَ يُصَلِّي -[19]- فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ، فَتَخَطَّيْتُ الْقَوْمَ حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، تُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَهَذَا رِدَاؤُكَ إِلَى جَنْبِكَ؟ فَقَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ هَكَذَا، وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَفَرَشَهَا: أَرَدْتُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ أَحْمَقُ مِثْلُكَ فَيَرَانِي كَيْفَ أَصْنَعُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَعْرِضِنَا هَذَا، وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ، فَرَأَى فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِنَا نُخَامَةً فَحَكَّهَا بِالْعُرْجُونِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟» قُلْنَا: لَا أَيُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَإِنَّ §أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلَا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ قِبَلَ يَسَارِهِ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا بِثَوْبِهِ، ثُمَّ طَوَى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، أَرُونِي عَبِيرًا» ، فَقَامَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ يَشْتَدُّ إِلَى أَهْلِهِ، فَجَاءَ بِخَلُوقٍ فِي رَاحَتِهِ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ الْعُرْجُونِ ثُمَّ لَطَّخَ بِهِ عَلَى أَثَرِ النُّخَامَةِ. قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمِنْ هُنَالِكَ جَعَلْتُمُ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُمْسِكَ الْعَرَاجِينَ فِي يَدِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَفِي يَدِهِ عُرْجُونٌ، فَرَأَى نُخَامَةً فِي الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا حَتَّى أَنْقَاهَا حَكًّا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ مُغْضَبًا فَقَالَ: «§أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ الرَّجُلُ فَيَبْصُقَ فِي وَجْهِهِ؟ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ -[20]-، فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ، فَلَا يَبْصُقْ قُبَالَةَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنْ غَلَبَتْهُ بَادِرَةٌ فَفِي ثَوْبِهِ. وَأَشَارَ يَحْيَى بِطَرَفِ رِدَائِهِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ ثُمَّ §نَهَى أَنْ يَبْصُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: «يَبْصُقُ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى»

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ حَصَاةً فَحَتَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَنَحَبَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: «§إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمْ وِجَاهَهُ، وَلْيَتَنَخَّمْ عَنْ يَسَارِهِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولَانِ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَأَخَذَ حَصَاةً فَحَكَّهَا ثُمَّ قَالَ: «§لَا يَتَنَخَّمْ -[21]- أَحَدُكُمْ فِي الْقِبْلَةِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَتَنَخَّمْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى»

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِبْلَتِهِ نُخَامَةً، فَأَخَذَ شَيْئًا فَحَكَّهَا ثُمَّ قَالَ: «§لَا يَتَنَخَّمْ أَحَدُكُمْ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ مُوَاجِهُهُ، وَلَكِنْ لِيَتَنَخَّمْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فَرَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَاهَا فَحَكَّهَا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى فَإِنَّ رَبَّهُ أَمَامَهُ، وَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي صَلَاتِهِ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَخَذَ -[22]- عُودًا فَحَكَّهَا، ثُمَّ دَعَا بِخَلُوقٍ فَخَلَقَ مَكَانَهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَتْفُلْ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ؛ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الرَّبَّ جَلَّ وَعَزَّ بِوَجْهِهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ فَكَرِهَهَا حَتَّى عُرِفَ ذَاكَ فِي وَجْهِهِ، فَحَكَّهَا وَقَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ قَالَ: إِنَّ §الْمَرْءَ - إِذَا قَامَ لِصَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَإِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قِبْلَتِهِ، فَلْيَبْزُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ "، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَبَزَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ وَقَالَ: «أَوْ لِيَفْعَلْ هَكَذَا»

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رُئِيَ شِبْهُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَامَ فَحَكَّهُ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ §أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ - أَوْ رَبُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ - قَالَ حُمَيْدٌ: - لَا أَدْرِي أَيَّهَا قَالَ - فَلَا يَتْفُلْ فِي قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ "، ثُمَّ تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ: «أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبَلِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى كَادَ يَدْعُو عَلَى صَاحِبِهَا، ثُمَّ قَالَ: «§لَا يَبْزُقْ أَحَدُكُمْ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِنَّ رَبَّهُ مُسْتَقْبِلُهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، فَإِنْ كَانَ عَنْ يَسَارِهِ أَحَدٌ فَلْيَبْزُقْ فِي ثَوْبِهِ» ، وَبَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبِهِ وَحَكَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ " قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَإِنْ كَانَ عَنْ يَسَارِهِ أَحَدٌ يَكْرَهُ أَنْ يَبْزُقَ نَحْوَهُ، فَلْيَبْزُقْ فِي ثَوْبِهِ» قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِنَحْوِهِ

قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَنَّ §ذَلِكَ الَّذِي بَزَقَ فِي قِبْلَتِهِ جَاءَ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ فَطَلَى ذَلِكَ الْمَكَانَ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَأَى فِي قِبْلَتِهِ نُخَامَةً، فَحَتَّهَا بِيَدِهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ بُزَاقًا فَحَكَّهُ عَلَى خِرْقَةٍ، فَأَخْرَجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ مَكَانَهُ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ أَوْ زَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ»

حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَصَلَّى فِيهِ §فَبَزَقَ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ عَرَكَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبْزُقُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيُغَيِّبْ نُخَامَتَهُ أَنْ تُصِيبَ جِلْدَ مُؤْمِنٍ أَوْ ثَوْبَهُ فَيُؤْذِيَهُ» حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه -[25]- وسلم قَالَ: «§النُّخَامَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: «الْبُزَاقُ» ، وَقَالَ هِشَامٌ: «§التَّفْلُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا حَسَنَةً وَسَيِّئَةً، فَرَأَيْتُ فِيَ سَيِّئِ أَعْمَالِهَا النُّخَامَةَ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ» حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَنَخَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَيِّئَةٌ، وَمَنْ دَفَنَهُ فَحَسَنَةٌ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ خُلَيْدٍ الْحَرْثِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «§إِذَا تَنَخَّمَ الرَّجُلُ فِي الْمَسْجِدِ امْتَعَضَ الْمَسْجِدُ مِنَ النُّخَامَةِ كَمَا يَمْتَعِضُ الْمَعْصُورُ مِنَ الْكَفِّ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ فَزَارَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِلْقَطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ §الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي مِنَ النُّخَامَةِ كَمَا يَنْزَوِي الْجِلْدُ مِنَ النَّارِ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَزَقَ فِي الْمَسْجِدِ فَمَسَحَ عَلَيْهِ بِنَعْلِهِ أَوْ قَالَ: بِخُفِّهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «§بَزَقَ فِي الْمَسْجِدِ وَلَمْ يَدْفِنْهُ، فَجَاءَ بِمِصْبَاحٍ فَالْتَمَسَهُ حَتَّى دَفَنَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَزَقَ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِمِصْبَاحٍ فَطَلَبَهَا حَتَّى وَجَدَهَا فَدَفَنَهَا وَقَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي بِخَطِيئَتِي»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -[27]- قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، جَالِسَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ، فَشَرِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَمَضْمَضَ وَصَبَّهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: §أَتَتَمَضْمَضُ فِي الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَصْنَعُ فِيهِ شَرًّا مِنْ ذَلِكَ، النُّخَامَةَ وَالْمُخَاطَ. قَالَ الْقَاسِمُ: إِنَّ ذَلِكَ مَا لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْهُ، فَأَمَّا مَا مِنْهُ بُدٌّ فَاعْزِلْهُ عَنِ الْمَسْجِدِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ دَخَلَ مَسْجِدِي هَذَا فَبَزَقَ أَوْ تَنَخَّمَ فَلْيَحْفِرْ، فَلْيُبْعِدْ، فَلْيَدْفِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيَبْزُقْ فِي ثَوْبِهِ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §مَنْ تَنَخَّمَ فِي الْمَسْجِدِ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ فِي وَجْهِهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَأَى نُخَامَةً فِي جِدَارِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا وَخَلَّقَ مَكَانَهَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا §بَزَقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ ذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ بَزْقَتَهُ حَتَّى وَجَدَهَا ثُمَّ دَفَنَهَا "

حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ مَا لَا أُحْصِي مِنْ حَسَنَاتِ بَنِي آدَمَ وَسَيِّئَاتِهِمْ، وَإِنَّ §الْبُزَاقَ فِي الْمَسْجِدِ سَيِّئَةٌ، وَمَسْحُهَا حَسَنَةٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهُ دَفْنُهُ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ قَوْلَ مُجَاهِدٍ: " §الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَفَلَ فِي الْقِبْلَةِ، فَأَصْبَحَ مُكْتَئِبًا فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا لِي أَرَاكَ مُكْتَئِبًا؟ قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي §تَفَلْتُ فِي الْقِبْلَةِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَعَمَدَتْ إِلَى الْقِبْلَةِ فَغَسَلَتْهَا، ثُمَّ عَمِلَتْ خَلُوقًا فَخَلَّقَتْهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ خَلَّقَ الْقِبْلَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهُ دَفْنُهُ» . قَالَ: وَبَصَقَ أَبُو سَعِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَدَفَنَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ -[29]-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَأَى فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ بُصَاقًا أَوْ مُخَاطًا أَوْ نُخَامَةً، فَحَكَّهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ الْقَمْلَةَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَصْرُرْهَا فِي ثَوْبِهِ، وَلَا يَقْتُلْهَا فِي الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْقَمْلَةَ فِي ثَوْبِهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَحْفِرْ لَهَا، فَلْيَدْفِنْهَا، وَلْيَبْصُقْ عَلَيْهَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ كَفَّارَتُهَا»

ما كره من رفع الصوت، وإنشاد الضالة، والبيع والشرى في المسجد

§مَا كُرِهَ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ، وَإِنْشَادِ الضَّالَّةِ، وَالْبَيْعِ وَالشِّرَى فِي الْمَسْجِدِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا "

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا "

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَسَمِعَ أَعْرَابِيًّا يَنْشُدُ بَعِيرَهُ يَقُولُ: مَنْ وَجَدَ الْبَعِيرَ الْأَحْمَرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا وَجَدْتَ، لَا وَجَدْتَ، إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ -[31]- يُبَاعَ وَيُشْتَرَى فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ، أَوْ تُعَرَّفَ فِيهِ الضَّالَّةُ، أَوْ يُتَحَلَّقَ فِيهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ نَشَدَ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا أَدَّاهَا اللَّهُ عَلَيْكَ، وَمَنْ بَاعَ فِيهِ سِلْعَةً فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ إِنْسَانًا نَشَدَ بَعِيرًا فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَاذَا يَقُولُ؟» فَقَالُوا: يَنْشُدُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ: " لَا وَجَدْتَ بَعِيرَكَ، §إِذَا سَمِعْتُمْ أَحَدًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ شَيْئًا فَقُولُوا: لَا وَجَدْتَ مَتَاعَكَ، وَلَا أُدِّيَتْ عَلَيْكَ ضَالَّتُكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَمِعَ إِنْسَانًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: " لَا وَجَدْتَ، قُولُوا: لَا وَجَدْتَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، «أَنَّ §رَجُلًا نَشَدَ فَرَسًا لَهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَجَرَهُ أَنْ يَنْشُدَ فِي الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاشِدُ، غَيْرُكَ الْوَاجِدُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا وَجَدْتَ، قُولُوا: لَا وَجَدْتَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «لَا وَجَدْتَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ -[33]- اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «§لَا وَجَدْتَ، إِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَعْدُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " كُنْتُ مُضْطَجِعًا فِي الْمَسْجِدِ، فَحَضَرَ رَجُلٌ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ. فَذَهَبْتُ، فَجِئْتُ بِهِمَا فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ قَالَ: «§لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ مَا فَارَقْتُمَانِي حَتَّى أُوجِعَكُمَا جَلْدًا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟»

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عُثْمَانَ وَطَلْحَةَ تَلَاحٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ عُثْمَانُ وَبَقِيَ طَلْحَةُ فَقَالَ: «§أَفِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولَانِ الْهُجْرَ وَمَا لَا يَصْلُحُ مِنَ الْقَوْلِ؟» قَالَ: فَجَثَا طَلْحَةُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ لَأَنَا الْمَظْلُومُ الْمَشْتُومُ فَقَالَ: أَفِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولَانِ الْهُجْرَ وَمَا لَا يَصْلُحُ مِنَ الْقَوْلِ؟ مَا أَنْتَ مِنِّي بِنَاجٍ، فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْمَظْلُومُ الْمَشْتُومُ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ حُجْرَتِهَا: وَاللَّهِ إِنَّ طَلْحَةَ لَهُوَ الْمَظْلُومُ الْمَشْتُومُ. قَالَ: فَكَفَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: مَا تَقُولِينَ يَا هَنَتَاهُ؟ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ لَحَدِيثُ الْعَهْدِ وَلَوْ سَبَّ طَلْحَةَ لَسَبَّهُ طَلْحَةُ، فَلَوْ ضَرَبَ طَلْحَةَ لَضَرَبَهُ

طَلْحَةُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِعُمَرَ دِرَّةً يَضْرِبُ بِهَا النَّاسَ عَنْ عَرَضٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §سَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ كَأَنَّهُ كَرِهَ الصَّوْتَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الصَّلَاةِ نَادَى فِي الْمَسْجِدِ: " §إِيَّاكُمْ وَاللَّغَطَ، وَيَقُولُ: ارْتَفِعُوا فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ، اتَّخَذَ مَكَانًا إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهُ: الْبُطَيْحَاءُ، وَقَالَ: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْغَطَ أَوْ يَرْفَعَ صَوْتًا أَوْ يُنْشِدَ شِعْرًا، فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، بِمِثْلِهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ دَخَلْتُ تِلْكَ الْبُطَيْحَاءَ فِي الْمَسْجِدِ فِيمَا زِيدَ فِيهِ بَعْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ نَاسًا مِنَ التُّجَّارِ يَذْكُرُونَ تِجَارَاتِهِمْ وَالدُّنْيَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا §بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ لِذِكْرِ اللَّهِ، فَإِذَا ذَكَرْتُمْ تِجَارَاتِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى الْبَقِيعِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ -[35]-، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§لَوْ وُلِّيتُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْئًا مَا تَرَكْتُ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ تُرْفَعَ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسْجِدِ بِالْحَدِيثِ وَاللَّغْوِ، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ قَائِمٌ بِسَوْطٍ يَضْرِبُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَلَا يُسَلُّ فِيهِ سَيْفٌ، وَلَا يُمَرُّ فِيهِ بِنَبْلٍ إِلَّا أَنْ يُقْبَضَ عَلَى نِصَالِهَا، وَلَا يُتَّخَذُ طَرِيقًا إِلَّا لِذِكْرٍ أَوْ صَلَاةٍ، وَلَا تُقَامُ فِيهِ الْحُدُودُ، وَلَا يُنْطَقُ فِيهِ بِالْأَشْعَارِ، وَلَا يُمَرُّ فِيهِ بِلَحْمٍ "

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ يَقْظَانَ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §جَنِّبُوا مَسَاجِدَنَا - زَادَ ابْنُ عَائِشَةَ -: أَوْ مَسَاجِدَكُمْ مَجَانِينَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ، وَشِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ - زَادَ مُسْلِمٌ: وَخُصُومَاتِكُمْ - وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَسَلَّ أَسْيَافِكُمْ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ -[36]-، عَنْ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تُقَرِّبُوا مَسْجِدَنَا هَذَا صِبْيَانَكُمْ وَلَا مَجَانِينَكُمْ» قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَأَنَا حَدَّثْتُ ثَوْرًا

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ أُخِذَ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: «§أَخْرِجَاهُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاضْرِبَاهُ، أَوِ اضْرِبُوهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ نَثِقُ بِهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَفِيهِ خَيَّاطٌ يَخِيطُ فَقَالَ: «§اتَّخَذْتَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنْعَةً؟ أَتَحْتَرِفُ فِيهِ بِصَنْعَتِكَ؟ فَحَصَبَهُ وَحَصَبَ أَصْحَابَهُ فَأَخْرَجَهُمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «§اسْتَأْجَرَ حَرَسًا لِلْمَسْجِدِ؛ لَا يَحْتَرِفُ فِيهِ أَحَدٌ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَالَ بِأَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ لَا يَدَعَ أَحَدًا يَبُولُ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، " أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يَبُولَ فَوْقَ الْمَسْجِدِ أَوْ إِلَى جِدَارِهِ، وَلَا يَرَى أَنْ يُجَامِعَ فَوْقَ ظَهْرِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَلَا يُجْلَدُ فِي الْمَسْجِدِ حَدٌّ وَلَا غَيْرُهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يَمْسَحَ ذَكَرَهُ بِحَائِطِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجٍ تَنْزِيهًا لِلْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَالِبَةَ الْأَسَدِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: «§ظَهْرُ الْمَسْجِدِ كَقَعْرِهِ»

باب كراهية النوم في المسجد

§بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فِي يَدِهِ عَسِيبٌ رَطْبٌ، فَضَرَبَنَا فَقَالَ: «§تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ وَلَا يُرْقَدُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ -[38]- عَنْهُمَا قَالَ: أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا مِنَ الْمَسْجِدِ وَقَالَ: «§لَا تَرْقُدُوا فِي مَسْجِدِي هَذَا» . قَالَ: فَخَرَجَ النَّاسُ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ارْجِعْ فَقَدْ أُحِلَّ لَكَ فِيهِ مَا أُحِلَّ لِي، كَأَنِّي بِكَ تَذُودُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَفِي يَدِكَ عَصَا عَوْسَجٍ»

أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى. . . فِي الْمَسْجِدِ، §فَنَهَاهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوهُ بُيُوتًا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَخَرَجُوا مِنْهُ، فَأَدْرَكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «ارْجِعْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَكَ فِيهِ مَا أَحَلَّ لِي»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَسْرَةَ، وَكَانَتْ مِنْ خِيَارِ النِّسَاءِ قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §حُرِّمَ هَذَا الْمَسْجِدُ عَلَى كُلِّ جُنُبٍ مِنَ الرِّجَالِ، أَوْ حَائِضٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا النَّبِيَّ وَأَزْوَاجَهُ وَعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلَا بَيَّنْتُ الْأَسْمَاءَ أَنْ تَضِلُّوا»

باب الرخصة في النوم فيه

§بَابُ الرُّخْصَةِ فِي النَّوْمِ فِيهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ 400180 Lقَيْسٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ أبيه قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَقَالَ: «يَا فُلَانُ، انْطَلِقْ مَعَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ، انْطَلِقْ مَعَ فُلَانٍ» ، حَتَّى بَقِيتُ فِي خَمْسَةٍ أَنَا خَامِسُهُمْ، قَالَ: «قُومُوا» ، فَدَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابُ فَقَالَ: «§أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ» ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْنَا جَشِيشَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ فَقَرَّبَتْ إِلَيْنَا حَيْسًا مِثْلَ الْقِطَاةِ، ثُمَّ قَالَ: «اسْقِينَا يَا عَائِشَةُ» ، فَأُتِينَا بِقَعْبٍ، ثُمَّ قَالَ: اسْقِينَا يَا عَائِشَةُ، فَأُتِينَا بِقَعْبٍ دُونَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ نِمْتُمْ عِنْدَنَا، وَإِنْ شِئْتُمُ انْطَلَقْتُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنِمْتُمْ فِيهِ» ، قُلْنَا: نَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَبِيتُ فِيهِ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَبِتْنَا فِيهِ، فَبَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي إِذَا بِرَجُلٍ يَرْكُضُنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَكَذَا إِنَّ هَذِهِ نَوْمَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -[40]- قَالَ: «§كُنَّا نَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عُزَّابٌ» حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَكْثَرُ مَا كُنْتُ 00

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِنَا بِقُبَاءٍ، فَجِئْتُ وَأَنَا غُلَامٌ حَدَثٌ حَتَّى جَلَسْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ §دُعِيَ بِشَرَابٍ، فَنَاوَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ، يَقُولُ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً، كَانَ لَهُ أَجْرُ عُمْرَةٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَرَكَعَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، كَانَ لَهُ عَدْلُ عُمْرَةٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَحْبَبْتُ أَنِّي لَا أُخْفِيهِ عَلَيْكُمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ أَتَى مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مَسْجِدَ قُبَاءٍ، لَا يَنْزِعُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، كَانَ لَهُ أَجْرُ عُمْرَةٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَبْرَدِ، مَوْلَى بَنِي حَنْظَلَةَ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ -[42]- النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ أَنَّهُ جَاءَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَامَ حَجَّ، فَزَارَ الْأَنْصَارَ يُوَدِّعُهُمْ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ بَنِي خَطْمَةَ فَحَدَّثَهُمْ أُسَيْدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَانَتْ صَلَاتُهُ فِيهَا كَعُمْرَةٍ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§لَأَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ رَكْعَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مَرَّتَيْنِ، لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي قُبَاءٍ لَضَرَبُوا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الرُّقَيْشِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: جَاءَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَسْجِدِنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى بَعْضِ هَذِهِ السَّوَارِي ثُمَّ سَلَّمَ، وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ §مَا أَعْظَمَ حَقَّ هَذَا الْمَسْجِدِ لَوْ كَانَ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ كَانَ أَهْلًا أَنْ يُؤتَى، مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ -[43]- يُرِيدُهُ مُتَعَمِّدًا إِلَيْهِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَقْلَبَهُ اللَّهُ بِأَجْرِ عُمْرَةٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ طَهْمَانَ مَوْلَى أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ عَلَى طُهْرٍ إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ لَا يُرِيدُ غَيْرَهُ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ، إِلَّا كَانَ بِمَنْزِلَةِ عُمْرَةٍ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَمِمَّا يُقَوِّي هَذِهِ الْأَخْبَارَ، وَيَدُلُّ عَلَى تَظَاهُرِهَا فِي الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ فِي شِعْرٍ لَهُ: [البحر الوافر] فَإِنْ أَهْلِكْ فَقَدْ أَقْرَرْتُ عَيْنًا ... مِنَ الْمُتَعَمِّرَاتِ إِلَى قُبَاءِ مِنَ اللَّائِي سَوَالِفُهُنَّ غِيدٌ ... عَلَيْهِنَّ الْمَلَاحَةُ بِالْبَهَاءِ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُبَاءٍ، فَجَاءَتِ الْأَنْصَارُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا بِلَالُ، §كَيْفَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ كُلِّهَا، يَعْنِي يُشِيرُ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَصَلَّى فِيهِ -[44]-، قَالَ: §فَجَعَلَتِ الْأَنْصَارُ يَأْتُونَ وَهُوَ يُصَلِّي فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ عَلَيَّ صُهَيْبٌ، فَقُلْتُ: يَا صُهَيْبُ، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ سَلَّمَ؟ قَالَ: يُشِيرُ بِيَدِهِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمَّا أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لِصُهَيْبٍ، وَكَانَ مَعَهُ: §كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يُشِيرُ بِيَدِهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْتِي قُبَاءً صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ» قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَمْعَانَ، عَنْ أَبِي النَّضِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُطْرَحُ لَهُ عَلَى حِمَارٍ أَنْبَجَانِيٌّ لِكُلِّ سَبْتٍ، ثُمَّ يَرْكَبُ إِلَى قُبَاءَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي النَّمِرِ، أَنَّ «النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَأْتِي قُبَاءً يَوْمَ الِاثْنَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْظٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: جَاءَ تَمِيمُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ مُعَاذًا أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ، فَجَاءَ صَلَاةَ الْفَجْرِ وَقَدْ أَسْفَرَ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُصَلُّوا؟ مَا لَكُمْ قَدْ حَبَسْتُمْ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةَ النَّهَارِ يَنْتَظِرُونَ أَنْ يُصَلُّوا مَعَكُمْ؟ قَالُوا: يَمْنَعُنَا أَنَّا نَنْتَظِرُ صَاحِبَنَا قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكُمْ إِذَا احْتَبَسَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُكُمْ؟ قَالُوا: فَأَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يُصَلِّي بِنَا قَالَ: أَتَرْضَوْنَ بِذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَجَاءَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ يَا تَمِيمُ عَلَى أَنْ دَخَلْتَ عَلَيَّ فِي سِرْبَالٍ سَرْبَلَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِكَ حَتَّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا تَمِيمٌ دَخَلَ فِي سِرْبَالٍ سَرْبَلْتَنِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَقُولُ يَا تَمِيمُ؟» فَقَالَ مِثْلَ الَّذِي قَالَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَكَذَا فَاصْنَعُوا مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ تَمِيمٌ بِهِمْ إِذَا احْتَبَسَ الْإِمَامُ» فَقَالَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا اسْتَبَقْتُ أَنَا وَتَمِيمٌ إِلَى خَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهَا، اسْتَبَقْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى الشَّهَادَةِ، فَاسْتُشْهِدَ وَبَقِيتُ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌص، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§رَأَيْتُ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «وَكَانَ §سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدٌ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زُرَارَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ شُيُوخًا مِنْ قَوْمِهِ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَهُمْ بِقُبَاءٍ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَدَخَلَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَأَمَرَ رَجُلًا يَأْتِيهِمْ بِجَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ، وَقَالَ: لَأَتَقَرَّبَنَّ بِهَا هُنَا. فَجَاءَ بِهَا فَنَفَضَ بِهَا الْغُبَارَ عَنِ الْجِدَارِ فِي الْقِبْلَةِ ثُمَّ قَالَ: " وَاللَّهِ §لَوْ كُنْتُ بِأُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ لَضَرَبْنَا إِلَيْكَ أَكْبَادَ الْإِبِلِ. ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَكَانَ صَائِمًا، فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ، فَسَبَقَهُمْ رَجُلٌ فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ قَوَارِيرِ عَسَلٍ، فَتَعَجَّبَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ رَآهُ وَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: عَسَلٌ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخِّرْهُ وَأْتِنِي بِشَرْبَةٍ هِيَ أَيْسَرُ فِي الْمَسْأَلَةِ مِنْ هَذَا. فَجَاءَ بِمَاءٍ فَشَرِبَهُ "

حَدَّثَنَا غُنْدَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ قُبَاءٍ، لِلْأَنْصَارِ، إِنَّ §اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطَّهُورِ، فَمَاذَا تَصْنَعُونَ؟» قَالُوا: إِنَّا نَغْسِلُ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ بَنِي النُّعْمَانِ يُقَالُ لَهُ مُجَمِّعٌ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي آبَائِي: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُمْ آبَائِي، وَهُمْ أَهْلُ قِبَاءٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ فِيهِ، فَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ؟» قَالُوا: إِنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] مَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «إِنِّي §رَأَيْتُ اللَّهَ يُحْسِنُ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ، فَمَا بَلَغَ مِنْ طَهُورِكُمْ؟» قَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ "

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ أَهْلُ قُبَاءٍ نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ قُبَاءٍ، §مَا هَذَا الثَّنَاءُ الَّذِي أَثْنَاهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] ، كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، «§أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ»

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ قُبَاءٍ عَنْ طَهُورِهِمْ، وَكَأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يُحَدِّثُوهُ، فَقَالُوا: طَهُورُنَا طَهُورُ النَّاسِ فَقَالَ: «إِنَّ لَكُمْ طَهُورًا» ، فَقَالُوا: إِنَّ -[49]- لَنَا خَبَرًا، إِنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ بَعْدَ الْحِجَارَةِ، أَوْ بَعْدَ الدَّرَارِي قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ قَدْ رَضِيَ طَهُورَكُمْ يَا أَهْلَ قُبَاءٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُوَيْمِرِ بْنِ سَاعِدَةَ فَقَالَ: " §مَا هَذَا الطَّهُورُ الَّذِي أُثْنِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟ فَقَالَ: مَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنَّا أَوِ امْرَأَةٌ مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا غَسَلَ دُبُرَهُ، أَوْ مَقْعَدَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهُوَ هَذَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي سَنْدَرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،: " أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ، نَزَلَتْ فِي نَاسٍ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ كَانُوا §يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] "

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْوَاقِفِيِّ، وَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ: {§يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] قَالَ: «هُوَ غَسْلُ الْأَدْبَارِ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، §مَا هَذِهِ الطُّهْرَةُ الَّتِي نَزَلَتْ فِيكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنَّا نَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَدَثِ، وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ: «فَهَلْ مَعَ ذَاكُمْ غَيْرُهُ؟» قَالُوا: كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مِنَ الْغَائِطِ اسْتَنْجَيْنَا بِاللِّيفِ وَالشِّيحِ، فَنَجِدُ لِذَلِكَ مَضَاضَةً، فَتَطَهَّرْنَا بِالْمَاءِ قَالَ: «هُوَ ذَلِكُمْ، فَعَلَيْكُمُوهُ» حَدَّثَنَا حَكَمُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ اللِّيفَ وَالشِّيحَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: اسْتَأْذَنَتِ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتِ؟» فَقَالَتْ: أُمُّ مِلْدَمٍ، آكُلُ اللَّحْمَ، وَأَمُصُّ الدَّمَ فَقَالَ: «عَلَيْكِ بِأَهْلِ قُبَاءٍ» ، فَأَتَتْهُمْ، فَلَقُوا مِنْهَا شِدَّةً، فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «مَا شِئْتُمْ؟ §إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَكَشَفَهَا عَنْكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا فَاسْتَنْكَفَتْ -[51]- بَقِيَّةَ ذُنُوبِكُمْ» ، قَالُوا: وَإِنَّهَا لَتَفْعَلُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالُوا: فَدَعْهَا. فَتَرَكَهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: «§قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبَاءً وَقَدْ بَنَى أَصْحَابُهُ مَسْجِدًا يُصَلُّونَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى بِهِمْ إِلَيْهِ، وَلَمْ يُحْدِثْ فِي الْمَسْجِدِ شَيْئًا»

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ قَالَ: «كَانَ §الْمَسْجِدُ فِي مَوْضِعِ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ الْخَارِجَةِ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ رُقَيْشٍ قَالَ: «§بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ وَقَدَّمَ الْقِبْلَةَ إِلَى مَوْضِعِهَا الْيَوْمَ، وَقَالَ جِبْرِيلُ يَؤُمُّ بِيَ الْبَيْتَ» . قَالَ ابْنُ رُقَيْشٍ: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ بَعْدُ إِذَا جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ، يَقْصِدُ بِذَلِكَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَوَّلَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو سَلَمَةَ: «§قَدْ زِيدَ فِيهِ مِنْ عِنْدِ الصَّوْمَعَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ، وَالْجَانِبُ الْأَيْمَنُ عِنْدَ دَارِ الْعَاصِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «إِنَّ §مَا بَيْنَ الصَّوْمَعَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ زِيَادَةٌ زَادَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ وَهُمْ يَبْنُونَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ: " §أَفْلَحَ مَنْ يُعَالِجُ الْمَسَاجِدَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَسَاجِدَا» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَائِمًا وَقَاعِدَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَاعِدَا» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَا يَبِيتُ اللَّيْلَ عَنْهُ رَاقِدَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَاقِدَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ §بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ابْتَنَوْا مَسْجِدًا -[53]- وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَوْهُ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، فَفَعَلَ، فَأَتَاهُمْ فَصَلَّى فِيهِ، فَحَسَدَهُمْ إِخْوَتُهُمْ بَنُو فُلَانِ بْنِ عَوْفٍ - يَشُكُّ - فَقَالُوا: أَلَا نَبْنِي نَحْنُ مَسْجِدًا وَنَدْعُو النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَمَا صَلَّى فِي مَسْجِدِ إِخْوَتِنَا، وَلَعَلَّ أَبَا عَامِرٍ يُصَلِّي فِيهِ - وَكَانَ بِالشَّامِ - فَابْتَنَوْا مَسْجِدًا وَأَرْسَلُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ، فَقَامَ لِيَأْتِيَهِمْ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا -[54]- وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [التوبة: 108] " قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 110]

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ قُبَاءٍ لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيَّةُ كَانَتْ تَرْبِطُ حِمَارًا لَهَا فِيهِ، فَابْتَنَى سَعْدُ بْنُ -[55]- خَيْثَمَةَ مَسْجِدًا فَقَالَ أَهْلُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ: نَحْنُ نُصَلِّي فِي مِرْبَطِ حِمَارِ لَيَّةَ لَا، لَعَمْرُ اللَّهِ، لَكِنَّا نَبْنِي مَسْجِدًا فَنُصَلِّي فِيهِ حَتَّى يَجِيءَ أَبُو عَامِرٍ فَيَؤُمَّنَا فِيهِ. وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلَحِقَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ لَحِقَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالشَّامِ فَتَنَصَّرَ، فَمَاتَ بِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا} [التوبة: 107] الْآيَاتِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي أَمِينٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَنَا: تَوَجَّهَ نَحْوَ مَسْجِدِ التَّقْوَى "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175] . قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: §هُوَ بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَقَالَ نَفَرٌ مِنْ ثَقِيفٍ: هُوَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ. وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: هُوَ الرَّاهِبُ الَّذِي بَنَى مَسْجِدَ الشِّقَاقِ " -[56]- قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ، أَنَّ مَوْضِعَ قِبْلَةِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ قَبْلَ صَرْفِ الْقِبْلَةِ أَنَّ الْقَائِمَ كَانَ يَقُومُ فِي الْقِبْلَةِ الشَّامِيَّةِ، فَيَكُونُ مَوْضِعُ الْأُسْطُوَانَةِ الشَّارِعَةِ فِي رَحَبَةِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ الَّتِي فِي صَفِّ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ الْمُقَدَّمَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: إِنَّ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَرْفِهَا قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا، أَنَّ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ بَعْدَ صَرْفِ الْقِبْلَةِ، كَانَ إِلَى حَرْفِ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقِ كَثِيرٌ مِنْهَا الْمُقَدِّمَةُ إِلَى حَرْفِهَا الشَّرْقِيِّ، وَهِيَ دُونَ مِحْرَابِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ عَلَى يَمِينِ الْمُصَلِّي فِيهِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ أَنَّ §مَبْدَأَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي

مَرْكَبِهِ إِلَى قُبَاءٍ أَنْ يَمُرَّ عَلَى الْمُصَلَّى، ثُمَّ يَسْلُكُ فِي مَوْضِعِ الزُّقَاقِ بَيْنَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ وَدَارِ مُعَاوِيَةَ بِالْمُصَلَّى، ثُمَّ يَرْجِعُ رَاجِعًا عَلَى طَرِيقِ دَارِ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ الَّتِي عِنْدَ سَقِيفَةِ مُحَرِّقٍ، ثُمَّ يَمُرُّ عَلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ مِنْ كُتَّابِ عُرْوَةَ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْبَلَاطِ. قَالَ: فَذَكَرَ إِسْحَاقُ أَنَّهُ رَأَى الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَ عَلَى هَذِهِ فِي مَبْدَئِهِ وَرَجْعَتِهِ مِنْ قُبَاءٍ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: طُولُ مَسْجِدِ قُبَاءٍ وَعَرْضُهُ سَوَاءٌ، وَهُوَ سِتٌّ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا، وَطُولُ ذَرْعِهِ فِي السَّمَاءِ تِسْعَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، وَطُولُ رَحَبَتِهِ الَّتِي فِي جَوْفِهِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهَا سِتٌّ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَطُولُ مَنَارَتِهِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهَا تِسْعُ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ فِي تِسْعِ أَذْرُعٍ، وَفِيهِ ثَلَاثُ أَبْوَابٍ، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ أُسْطُوَانَةً، وَمَوَاضِعُ قَنَادِيلِهِ لِأَرْبَعَةَ عَشَرَ قِنْدِيلًا

ذكر المساجد والمواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الصَّغِيرِ الَّذِي بِأُحُدٍ فِي شِعْبِ الْجِرَارِ عَلَى يَمِينِكَ لَازِقًا بِالْجَبَلِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعَا عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَلَيْهِ مَسْجِدُ الْفَتْحِ، وَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الصَّغِيرِ الَّذِي بِأَصْلِ الْجَبَلِ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى مَصْعَدِ الْجَبَلِ "

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: «§دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى عَلَى الْجَبَلِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَاسْتُجِيبَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُعَاذٍ الدِّينَارِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ -[59]-: «§دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْدِيِّينَ قَالَ: «§أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَرْبِ فَأَدْرَكَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَصَلَّاهَا فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ قَالَ: «§صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَسْفَلِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: " دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «§اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُنْشِئَ السَّحَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ»

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُبَشِّرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَلَيْهِ مَسْجِدُ الْفَتْحِ مِنْ نَاحِيَةِ الْغَرْبِ، وَصَلَّى مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ §فَصَلَّى أَسْفَلَ مِنَ الْجَبَلِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، ثُمَّ صَعِدَ فَدَعَا عَلَى الْجَبَلِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَعَدَ -[60]- عَلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِ الْفَتْحِ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَعَا عَلَيْهِ، وَعُرِضَ أَصْحَابُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنَ فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ، وَاسْتُجِيبَ لَهُ عَشِيَّةَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ يَذْكُرُ، أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَبَلِ، هُوَ الْيَوْمَ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الْوُسْطَى الشَّارِعَةِ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الْمُرْتَفِعِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِتْبَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى الْحَجَرِ الَّذِي فِي أَجْمِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عِنْدَ جِدَارِ سَعْدٍ، وَصَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي خُدْرَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي خُدْرَةَ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ فِيهِ»

حُدِّثْنَا عَنْ أَبِي غَسَّانَ قَالَ: حُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي مَسْجِدٍ لَهُمْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْكِبَا مِنَ الْحَرَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ عِنْدَ مَالِ نَهِيكٍ "

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَائِلٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي تِلْكَ الْخَرِبَةِ، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَاكَ أَجَمٌ، فَانْهَدَمَ فَسَقَطَ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، فَتُرِكَ وَطُرِحَ عَلَيْهِ التُّرَابُ حَتَّى صَارَ كِبًّا» سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ شُرْبِ الْمَاءِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَالَ: قَدْ شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا مِنْ جِرَارِ سَعْدٍ بِفَمِهِ حَدَّثَنَا قُثَمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ: أَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَ: فِدَاكَ خَالُكَ، إِنِ انْقَطَعَ عُنُقُكَ عَطَشًا فَلَا شُرْبَ فِيهِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى عَلَى ذُبَابٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ رَبِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «§ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبَّتَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَلَى ذُبَابٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: بَعَثَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ حِينَ قَتَلَ ذُبَابًا وَصَلَبَهُ عَلَى ذُبَابٍ: «§تَعِسْتَ، صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّخَذْتَهُ مَصْلَبًا» قَالَ: وَذُبَابٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَدَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ عَامِلًا لِمَرْوَانَ عَلَى بَعْضِ مَسَاعِي الْيَمَنِ، وَكَانَ الْأَنْصَارِيُّ عَدَا عَلَى رَجُلٍ فَأَخَذَ مِنْهُ بَقَرَةً لَيْسَتْ عَلَيْهِ، فَتَبِعَ ذُبَابٌ الْأَنْصَارِيَّ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ جَلَسَ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى قَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِهِ؟ قَالَ: ظَلَمَنِي بَقَرَةً لِي، وَكُنْتُ امْرَأً خَبَاثَ النَّفْسِ فَقَتَلْتُهُ. فَقَتَلَهُ مَرْوَانُ، وَصَلَبَهُ عَلَى ذُبَابٍ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا أَنَّ السَّلَاطِينَ كَانُوا يَصْلُبُونَ عَلَى ذُبَابٍ فَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ: يَا عَجَبًا، أَتَصْلُبُونَ عَلَى مَضْرَبِ قُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَفَّ عَنْ ذَلِكَ زِيَادٌ، وَكَفَّتِ الْوُلَاةُ بَعْدَهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَمَّنْ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ أُسَامَةَ قَالَ: «§خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ جُهَيْنَةَ لِبَلِيٍّ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ بِالسُّوقِ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: §يَخُطُّ لِقَوْمِكَ مَسْجِدًا. فَرَجَعْتُ، فَإِذَا قَوْمِي قِيَامٌ، وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَطَّ لَهُمْ مَسْجِدًا، وَغَرَزَ فِي الْقِبْلَةِ خَشَبَةً أَقَامَهَا فِيهَا "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي مَسْجِدِ جُهَيْنَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ نِعْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْجُهَنِيِّ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ جُهَيْنَةَ»

وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي سَاعِدَةَ، الْخَارِجِ مِنْ بُيُوتِ الْمَدِينَةِ، وَفِي مَسْجِدِ بَنِي بَيَاضَةَ، وَمَسْجِدِ بَنِي الْحُبْلَى، وَمَسْجِدِ بَنِي عُضَيَّةَ، ومَسْجِدِ بَنِي خُدْارَةَ "

حُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي سَاعِدَةَ فِي جَوْفِ الْمَدِينَةِ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَلِفُ إِلَى مَسْجِدِ أُبَيٍّ فَيُصَلِّي فِيهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ: «§لَوْلَا أَنْ يَمِيلَ النَّاسُ إِلَيْهِ لَأَكْثَرْتُ الصَّلَاةَ فِيهِ»

وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي مَسْجِدِ مَا فِي جَوْبَةِ الْمَدِينَةِ، إِلَّا فِي مَسْجِدِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي بَنِي جُدَيْلَةَ - وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَفِيهَا وُلِدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ - وَمَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ , وَمَسْجِدِ جُهَيْنَةَ، وَمَسْجِدِ بَنِي دِينَارٍ -[65]-، وَمَسْجِدِ دَارِ النَّابِغَةِ، وَمَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، وَأَنَّهُ جَلَسَ فِي كَهْفِ سَلْعٍ، وَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ وَدَعَا فِيهِ

وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ دَارِ النَّابِغَةِ، وَاغْتَسَلَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ "

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَفِي دَارِ النَّابِغَةِ، وَمَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، وَمَسْجِدِ بَنِي خُدَارَةَ، وَمَسْجِدِ بَنِي عُضَيَّةَ، وَبَنِي الحبلى، وَبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَمَسْجِدِ السُّنْحِ، وَبَنِي خَطْمَةَ، وَمَسْجِدِ الْفَضِيخِ، وَفِي صَدَقَةِ الزُّبَيْرِ فِي بَنِي مُحَمَّمٍ، وَفِي بَيْتِ صِرْمَةَ فِي بَنِي عَدِيٍّ، وَفِي بَيْتِ عِتْبَانَ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي خَطْمَةَ»

حُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَارِثِيِّ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي حَارِثَةَ، وَفِي بَنِي ظُفُرٍ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ، «أَنَّهَا رَأَتِ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَتَى بِعَرْقٍ فَتَعَرَّقَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: " §صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: «صَلُّوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَيْهِ فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ -[67]- إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ وَاقِمٍ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَعَلَيْهِ بَرْنَكَانُ، فَلَمَّا سَجَدَ لَمْ يُفْضِ بِيَدَيْهِ مِنَ الْبَرْنَكَانِ إِلَى الْأَرْضِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِي كِسَاءٍ مُلْتَفًّا بِهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ قَالَ: جَاءَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِي بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " §تَدْرُونَ أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِكُمْ هَذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ. قَالَ: فَهَلْ تَدْرُونَ بِالثَّلَاثِ الَّتِي دَعَا بِهِنَّ فِيهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ، قُلْتُ: دَعَا أَنْ لَا يَظْهَرَ عَلَيْهِمْ عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَأَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ، فَأُعْطِيَهُمَا وَدَعَا بِأَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمُنِعَهَا. قَالَ: صَدَقْتَ، فَلَنْ يَزَالَ الْهَرْجُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَنَاجَى رَبَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §أَقْبَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِتْبَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي سَالِمٍ فِي مَسْجِدِ عَاتِكَةَ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ نَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، أَنَّ §أَوَّلَ جُمُعَةٍ جَمَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ مِنْ قُبَاءٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي مَسْجِدِ بَنِي سَالِمٍ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ عَاتِكَةَ "

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُبَشِّرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَرِبَةِ، وَمَسْجِدِ الْقِبْلَتَيْنِ، وَفِي مَسْجِدِ بَنِي حَرَامٍ الَّذِي بِالْقَاعِ "

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي صَدَقَتِهِ: مَيْثِبٌ "

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْفَضِيخِ، وَفِي مَشْرُبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§حَاصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي النَّضِيرِ فَضَرَبَ قُبَّتَهُ قَرِيبًا مِنْ مَسْجِدِ الْفَضِيخِ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ الْفَضِيخِ سِتَّ لَيَالٍ، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ خَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَنَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ فِيهِ فَضِيخًا، فَحَلُّوا وِكَاءَ السِّقَاءِ، فَهَرَاقُوهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ رَاتِجٍ، وَشَرِبَ مِنْ جَاسُومَ، وَهِيَ بِئْرٌ هُنَاكَ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «§جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ فِي جَاسُومَ فَشَرِبَ مِنْهَا، وَصَلَّى فِي حَائِطِهِ»

وَابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَثِيرًا مَا يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ بَنِي دِينَارٍ الَّذِي عِنْدَ الْغَسَّالِينَ "

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَمَّنْ سَمِعَ كَبْشَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، تُخْبِرُ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى عَيْنَيْنِ الظَّرِبِ الَّذِي بِأُحُدٍ عِنْدَ الْقَنْطَرَةِ "

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَافِعٍ، وَأَشْيَاخِ قَوْمِهِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنَ الْخَضِرِ، فَأَدْخَلَ ذَلِكَ الْبَيْتَ فِي مَسْجِدِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَذَلِكَ الْمَكَانُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْقِيَّ مَسْجِدِ بَنِي قُرَيْظَةَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْمَنَارَةِ الَّتِي هُدِمَتْ "

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِ الْعُقْدَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ بَنِي وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ الْعَجُوزِ فِي بَنِي خَطْمَةَ عِنْدَ الْقُبَّةِ، وَمَسْجِدُ الْعَجُوزِ الَّذِي عِنْدَ قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، فَتُوُفِّيَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثُلُثِ مَالِهِ، وَأَمَرَ بِقَبْرِهِ أَنْ يُسْتَقْبَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ " أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي وَائِلٍ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ خَلْفَ الْإِمَامِ بِخَمْسِ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوِهَا. قَالَ: وَضَرَبْنَا ثَمَّ وَتَدًا "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ لَهُ: «§أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ؟» قَالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِهِ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَقَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلَّوْا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو غَسَّانَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ: عَنِ ابْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وَهُوَ أَعْمَى، وَأَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا تَكُونُ اللَّيْلَةُ الْمُظْلِمَةُ وَالْمَطَرُ وَالسَّيْلُ، وَأَنَا رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَصَلِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ؟» فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§عَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِالسُّقْيَا الَّتِي بِالْحَرَّةِ مُتَوَجِّهًا إِلَى بَدْرٍ، وَصَلَّى بِهَا»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَنِي سَاعِدَةَ، وَجَلَسَ فِي سَقِيفَتِهِمُ الْقُصْوَى، وَلَمْ يَدْخُلِ الْغَارَ الَّذِي بِأُحُدٍ، وَأَنَّهُ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ، وَبَاتَ فِيهِ، وَصَلَّى فِيهِ الصُّبْحَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ غَدَا مِنْهُ إِلَى أُحُدٍ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدٍ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ الْبَدَائِعِ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ، وَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَصْبَحَ. وَالشَّيْخَانِ أُطُمَانِ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْبَدَائِعِ بِشِوَاءٍ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى غَدَا إِلَى أُحُدٍ»

وَعَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ §الْغَارَ الَّذِي، ذَكَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْقُرْآنِ، هُوَ الْغَارُ الَّذِي بِمَكَّةَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى عُلْوِهِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ السَّجْدَةِ بِالْمُعَرَّسِ "

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي حُلَيْفَةَ فَصَلَّى بِهَا. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ "

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَمَّنْ سَمِعَ ثَابِتَ بْنَ مِسْحَلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الْوُسْطَى اسْتَقْبَلَهَا، وَكَانَتْ مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَيْهَا»

وَابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالشَّجَرَةِ بِالْمُعَرَّسِ. وَمُصَلَّاهُ بِالشَّجَرَةِ فِي مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَفِي ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَفِي ذِي الْحُلَيْفَةِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ مَبْدَأَهُ، وَصَلَّى فِي مَسْجِدِهَا»

وَعَنِ ابْنِ يَحْيَى، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتٍ إِلَى جَنْبِ مَسْجِدِ بَنِي خُدْرَةَ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَقَالَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ: إِنَّ كُلَّ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْمَدِينَةِ وَنَوَاحِيهَا مَبْنِيٌّ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ الْمُطَابِقَةِ، فَقَدْ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ، عَنِ الْمَسَاجِدِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بَنَاهَا بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ الْمُطَابِقَةِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الطَّوِيلِ التَّيْمِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ " أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي دَارِ الشِّفَاءِ، فِي الْبَيْتِ عَلَى يَمِينِ مَنْ دَخَلَ الدَّارَ قَالَ مُحَمَّدٌ: صَلَّى فِي دَارِ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ -[75]-، وَصَلَّى فِي دَارِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَلَى يَمِينِ مَنْ دَخَلَ مِمَّا يَلِي الْخَوْخَةَ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ عَنْ يَمِينِ الْمِحْرَابِ نَحْوًا مِنْ دَارِ عَدِيٍّ. قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: كُلُّ مَا كَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، فَهُوَ مِنْ قَوْلِ أَبِي غَسَّانَ، وَلَمْ يُلْقَهُ "

ذكر المساجد التي يقال إنه صلى فيها، ويقال إنه لم يصل فيها

§ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي يُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى فِيهَا، وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضْطَجَعَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ بِقُبَاءٍ»

وَعَنِ ابْنِ وُقَيْشٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَخَلَ بَيْتَ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ الَّذِي بِقُبَاءٍ وَجَلَسَ فِيهِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ التَّمْرِ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي فِي دَارِ الْأَنْصَارِ، وَلَا فِي مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَلَا فِي مَسْجِدِ بَنِي مَازِنٍ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي مَسْجِدِ بَنِي سَالِمٍ الْأَكْبَرِ "

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلِ الْغَارَ الَّذِي بِأُحُدٍ»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي مَسْجِدِ بَنِي خُدْرَةَ»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَضَعَ مَسْجِدَ مَازِنَ بِيَدِهِ، وَخَطَّهُ وَهَيَّأَ قِبْلَتَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي مَسْجِدِ بَنِي حَرَامٍ الْأَكْبَرِ»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «-[77]- أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ الْقُصْوَى»

ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ وَتَوَضَّأَ فِيهِ، وَعَجِبَ مِنْ قِبْلَتِهِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. وَكَانَ أَوَّلَ مَسْجِدٍ قُرِئَ فِيهِ الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ فِي السَّقِيفَةِ الَّتِي فِي بَنِي سَاعِدَةَ، وَسَقَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ فِي قَدَحٍ، وَصَبَّهُ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ حَيًّا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو سَلَمَةَ شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعْدَ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُمْ: «§يَا بَنِي سَلَمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؛ فَإِنَّ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ بَنِي سَلَمَةَ شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعْدَ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «§يَا بَنِي سَلَمَةَ، أَمَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ بَنِي سَلَمَةَ -[78]-، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَبِيعُ دُورَنَا وَنَتَحَوَّلُ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَادِيًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اثْبُتُوا؛ فَإِنَّكُمْ أَوْتَادُهَا، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَخْطُو إِلَى الصَّلَاةِ خُطْوَةً إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرًا»

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: شَكَا أَصْحَابُنَا يَعْنِي بَنِي سَلَمَةَ وَبَنِي حَرَامٍ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ السَّيْلَ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ - وَكَانَتْ دُورُهُمْ مِمَّا يَلِي نَخِيلَهُمْ وَمَزَارِعَهُمْ - فِي مَسْجِدِ الْقِبْلَتَيْنِ وَمَسْجِدِ الْخَرِبَةِ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَمَا عَلَيْكُمْ لَوْ تَحَوَّلْتُمْ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ» ، يَعْنِي سَلْعًا، فَتَحَوَّلُوا، فَدَخَلَتْ حَرَامٌ الشِّعْبَ، وَصَارَتْ سَوَادٌ وَعَبِيدٌ إِلَى السَّفْحِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ مُزَيْنَةَ، وَبَنِي كَعْبٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَبْنُوا مَسْجِدًا كَمَا بَنَتِ الْقَبَائِلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَسْجِدِي مَسْجِدُكُمْ، وَأَنْتُمْ بَادِيَتِي، وَأَنَا حَاضِرَتُكُمْ، وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونِي إِذَا دَعَوْتُكُمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُوَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بِبَطْنِ الرَّوْحَاءِ -[79]- عِنْدَ عِرْقِ الظُّبْيَةِ، ثُمَّ قَالَ: «§هَذَا سَجَاسِجُ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْجَنَّةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ بِالسُّوقِ، فَسَأَلْتُ أَصْحَابَهُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: §نَخُطُّ لِقَوْمِكَ مَسْجِدًا. فَرَجَعْتُ فَإِذَا قَوْمِي قِيَامٌ، فَقُلْتُ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدًا، وَغَرَزَ فِي الْقِبْلَةِ خَشَبَةً أَقَامَهَا فِيهَا "

ما جاء في جبل أحد

§مَا جَاءَ فِي جَبَلِ أُحُدٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ جَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَبَلِ، طَارَتْ لِعَظَمَتِهِ سِتَّةُ أَجْبُلٍ، فَوَقَعَتْ ثَلَاثَةٌ بِالْمَدِينَةِ، وَثَلَاثَةٌ بِمَكَّةَ، وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ وَوَرِقَانُ وَرَضْوَى، وَوَقَعَ بِمَكَّةَ حِرَاءُ وَثَبِيرٌ وَثَوْرٌ» -[80]- قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَأَمَّا أُحُدٌ فَبِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا فِي شَامِيِّهَا، وَأَمَّا وَرِقَانُ فَبِالرَّوْحَاءِ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، وَأَمَّا رَضْوَى فَبِيَنْبُعَ عَلَى مَسِيرَةِ أَرْبَعَةِ لَيَالٍ، وَأَمَّا حِرَاءُ فَبِمَكَّةَ وِجَاهَ بِئْرِ مَيْمُونٍ، وَثَوْرٌ أَسْفَلَ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَبَأَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْأَبْوَاءَ، نَزَلَ بِعِرْقِ الظُّبْيَةِ، وَهُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي دُونَ الرَّوْحَاءِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذَا الْجَبَلِ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «§هَذَا حَمَتٌ، جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، وَبَارِكْ لِأَهْلِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَجَاسِجُ لِلرَّوْحَاءِ، وَهَذَا وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْجَنَّةِ، وَقَدْ صَلَّى فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَبْلِي سَبْعُونَ نَبِيًّا»

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَلَمَّا بَدَا لَهُ أُحُدٌ قَالَ: «§اللَّهُ أَكْبَرُ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[81]-: " §أَرْبَعَةُ أَجْبُلٍ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ: أُحُدٌ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَوَرِقَانُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلُبْنَانُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَطُورٌ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: «§هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَقْبَلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، فَلَمَّا بَدَا لَهُمْ أُحُدٌ قَالَ: «§هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ فَبَدَا لَهُ أُحُدٌ قَالَ: «§هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» ، ثُمَّ قَالَ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ بَدَا لَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: «§هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَإِنَّ أُحُدًا هَذَا لَعَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: «§هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ، وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَأُحُدُ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنْزِلٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِغُرَابَاتٍ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ فَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: «§جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، جَبَلٌ سَائِرٌ لَيْسَ مِنْ جِبَالِ أَرْضِنَا»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُحُدٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَعَيْرٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُحُدٌ عَلَى رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْجَنَّةِ، وَعَيْرٌ عَلَى رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ النَّارِ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أُحُدٌ، وَوَرِقَانُ، وَقُدْسٌ، وَرَضْوَى، مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أُحُدٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا مَرَرْتُمْ بِهِ فَكُلُوا مِنْ شَجَرِهِ، وَلَوْ مِنْ عِضَاهِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمَّامٍ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهَا كَانَتْ تُرْسِلُ وَلَائِدَهَا فَتَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى أُحُدٍ فَأْتُونِي مِنْ نَبَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْنَ إِلَّا عِضَاهَا فَأْتُنَّنِي بِهِ، فَإِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» . فَقَالَتْ زَيْنَبُ: فَكُلُوا مِنْ نَبَاتِهِ، وَلَوْ مِنْ عِضَاهِهِ قَالَتْ: فَكَانَتْ تُعْطِينَا مِنْهُ قَلِيلًا قَلِيلًا فَنَمْضُغُهُ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحْتَشَّ أُحُدٌ إِلَّا يَوْمًا بِيَوْمٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عَنْ أَبِي حَرْمَلَةَ -[85]- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا §مَثَلُ أُحُدٍ عَلَى الْأَرْضِ كَمَثَلِ كُرْنَافَةٍ مَا، لَيْسَ لَهَا سَنَمٌ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَجْبُلٍ، وَأَرْبَعُ مَلَاحِمَ فِي الْجَنَّةِ: فَأَمَّا الْأَنْهَارُ فَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْأَجْبُلُ فَالطُّورُ وَلُبْنَانُ وَأُحُدٌ وَوَرِقَانُ «، وَسَكَتَ عَنِ الْمَلَاحِمِ» قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَنَّهُمَا لَمْ يَزَالَا يَسْمَعَانِ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُسَمُّونَ أُحُدًا عَنْقَدَ

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §خَرَجَ مُوسَى وَهَارُونُ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، حَتَّى إِذَا قَدِمَا الْمَدِينَةَ خَافَا الْيَهُودَ، فَنَزَلَا أُحُدًا، وَهَارُونُ مَرِيضٌ، فَحَفَرَ لَهُ مُوسَى قَبْرًا بِأُحُدٍ وَقَالَ: يَا أَخِي ادْخُلْ فِيهِ؛ -[86]- فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. فَدَخَلَ فِيهِ، فَلَمَّا دَخَلَ قَبَضَهُ اللَّهُ، فَحَثَا مُوسَى عَلَيْهِ التُّرَابَ "

ما ذكر في مقبرة البقيع وبني سلمة والدعاء هناك

§مَا ذُكِرَ فِي مَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ وَبَنِي سَلَمَةَ وَالدُّعَاءِ هُنَاكَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوَيْهِبَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَهَبَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ: «§إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ، فَانْطَلِقْ مَعِي» ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ -[87]- قَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ، لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهِ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى» ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ طَوِيلًا "

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي طَرَفَةَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَهَبَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَقِيعِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ، لِيَهْنِ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهِ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى» ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا، فَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي ثُمَّ الْجَنَّةِ» ، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي خُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةُ قَالَ: «لَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي ثُمَّ الْجَنَّةَ» ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبُدِئَ بِهِ وَجَعُهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ -[88]- بْنَ قَيْسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِّي؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي انْفَلَتَ فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ، ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا، ثُمَّ خَرَجَ وَأَجَافَهُ رُوَيْدًا، وَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، وَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَرَفَعَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ انْحَرَفَ وَانْحَرَفْتُ، وَأَسْرَعَ وَأَسْرَعْتُ , وَهَرْوَلَ وَهَرْوَلْتُ، وَأَحْضَرَ وَأَحْضَرْتُ، وَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا إِنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ رَابِيَةً حَشْيًا؟» قُلْتُ: لَا شَيْءَ قَالَ: «لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ -[89]- قَالَ: «فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُهُ أَمَامِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَتْ: " فَلَهَزَنِي لَهْزَةً فِي صَدْرِي أَوْجَعَتْنِي، وَقَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتُ وَلَمْ يَكُنْ لِيَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِينِي، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ» قَالَتْ: وَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " §قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، إِذْ قَامَ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَأَنَا مُسْتَيْقِظَةٌ، فَأَرْسَلْتُ جَارِيَتِي بَرِيرَةَ فِي أَثَرِهِ لِتَنْظُرَ أَيْنَ يَذْهَبُ قَالَتْ: فَسَلَكَ نَحْوَ الْبَقِيعِ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ، فَوَقَفَ فِي أَدْنَى الْبَقِيعِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَأَقْبَلَتِ الْجَارِيَةُ إِلَيَّ فَأَخْبَرَتْنِي، فَسَكَتُّ عَنْهُ فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَسَأَلْتُهُ حِينَ -[90]- أَصْبَحْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ خَرَجْتَ الْبَارِحَةَ؟ فَقَالَ: «§بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْهُ يَخْرُجُ آخِرَ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَتَانَا وَإِيَّاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَتَبَّعْتُهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَسَلَّمَ وَدَعَا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَأَلْتُهُ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقَالَ: «§إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَأَدْعُوَ لَهُمْ وَأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ -[91]- عَثْمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي بَرِيرَةَ فَتَتَبَّعَتْهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَوَقَفَ فِي أَدْنَاهُ - زَادَ ابْنُ نَافِعٍ وَالْقَعْنَبِيُّ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ - ثُمَّ رَجَعَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ: وَرَجَعَتْ بَرِيرَةُ أَمَامَهُ، وَقَالَ ابْنُ نَافِعٍ وَالْقَعْنَبِيُّ: فَسَبَقَتْ فَأَخْبَرَتْنِي، وَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ» . وَقَالَ ابْنُ نَافِعٍ وَالْقَعْنَبِيُّ: «بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَبِعْتُهُ، فَأَتَى الْبَقِيعَ - أَوْ قَالَ: الْمَقْبَرَةَ - فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دِيَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَأَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَرَآنِي "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى حَمْنَةَ بِنْتِ شُجَاعٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ بِنْتُ مِحْصَنٍ قَالَتْ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِيَدِي فِي سِكَّةِ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ كُلُّ الْبَشَرِ فِيهِ، حَتَّى أَتَيْنَا الْبَقِيعَ -[92]- فَقَالَ: «يَا أُمَّ قَيْسٍ، §يُبْعَثُ مِنْ هَذِهِ الْقُبُورِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» قَالَتْ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا قَالَ: «وَأَنْتَ» ، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا قَالَ: «سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ» . قَالَ سَعْدٌ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا لَهُ لَمْ يَقُلْ لِلْآخَرِ؟ قَالَتْ: أُرَاهُ كَانَ مُنَافِقًا. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ وَلَيْسَ بِنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: فَقُلْتُ لِأُمِّ قَيْسٍ

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: " §نَجِدُ مَكْتُوبًا فِي الْكِتَابَ أَنَّ مَقْبَرَةً بِغَرْبِيِّ الْمَدِينَةِ عَلَى حَافَّةِ سَيْلٍ يُحْشَرُ مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ، وَأَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ قَالَ لِابْنِهِ سَعِيدٍ: إِنْ أَنَا هَلَكْتُ فَادْفِنِّي فِي مَقْبَرَةِ بَنِي سَلَمَةَ الَّتِي سَمِعْتُ مِنْ كَعْبٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُبَشِّرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَقْبَرَةٌ بِغَرْبِيِّ -[93]- الْمَدِينَةِ يَقْرِضُهَا السَّيْلُ يَسَارًا يُبْعَثُ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ» . قَالَ ابْنُ مُبَشِّرٍ: لَا أَحْفَظُ الْعَدَدَ

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يُحْشَرُ مِنَ الْبَقِيعِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . قَالَ: وَكَانَ أَبِي يُخْبِرُنَا أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ مِنْ طَرِيقِ الْبَقِيعِ وَمَعَهُ ابْنُ رَأْسِ الْجَالُوتِ، فَسَمِعَهُ مُصْعَبٌ وَهُوَ خَلْفَهُ حِينَ رَأَى الْمَقْبَرَةَ يَقُولُ: هِيَ هِيَ، فَدَعَاهُ مُصْعَبٌ فَقَالَ: مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: نَجِدُ صِفَةَ هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ فِي التَّوْرَاةِ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ مَحْفُوفَةً بِالنَّخْلِ اسْمُهَا كَفْتَةُ، يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ الثِّقَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي دُرَّةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَغَيْرِهِمَا، مِنْ مَشْيَخَةِ بَنِي حَرَامٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَقْبَرَةٌ بَيْنَ سَبْلَيْنِ غَرْبِيَّةٌ، يُضِيءُ نُورُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ»

وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ أَبِي جَبْرٍ، عَنْ عَادِلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْبَقِيعَ فَوَقَفَ، فَدَعَا وَاسْتَغْفَرَ»

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ فَقَالَ: " §السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا؟ قَدْ أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا، وَأَنْفَقْنَا كَمَا أَنْفَقُوا، فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا؟ قَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ مَضَوْا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَشَهِدْتُ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ بَعْدَهُمْ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَفْعَلُونَ بَعْدِي»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَقَامَ فَقَالَ -[95]-: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، ثَلَاثًا، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا الَّذِي نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ؟» قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ» ، وَنَحْنُ خَلْفَهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُنَا، آمَنَّا كَمَا آمَنُوا، وَأَنْفَقْنَا كَمَا أَنْفَقُوا، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا، وَأُتُوا عَلَى آجَالِهِمْ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ؟ قَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَقَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَصْنَعُونَ بَعْدِي»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَدْعُو لَهُمْ، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «§إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَدْعُوَ لَهُمْ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: §يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَذَهَبَ أَصْحَابِي، وَحَانَ مِنِّي؛ فَخُذْ بِيَدِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى الْبَقِيعِ، فَجِئْتُ بِهِ أَقْصَى الْبَقِيعِ مَكَانًا لَا يُدْفَنُ فِيهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِذَا هَلَكْتُ فَاحْفِرْ لِي هَاهُنَا، لَا تَبْكِ عَلَيَّ بَاكِيَةٌ، وَلَا تَضْرِبَنَّ عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَمْشِيَنَّ مَعِي بِنَارٍ، وَلَا تُؤْذِيَنَّ أَحَدًا، وَاسْلُكْ بِي زُقَاقَ عَمَقَةَ، وَلْيَكُنْ مَشْيُكَ بِي خَبَبًا "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §مَا أُحِبُّ أَنْ أُدْفَنَ، فِي الْبَقِيعِ، لَأَنْ أُدْفَنَ فِي غَيْرِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدْفَنَ فِيهِ، إِنَّمَا هُوَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا ظَالِمٌ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، وَإِمَّا صَالِحٌ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ تُنْشَرَ لِي عِظَامُهُ "

وَحَدَّثَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَيِّتٍ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَبُو أُمَامَةَ، وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ صَلَاةٌ عَلَى الْجَنَائِزِ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: §يَا بُنَيَّ، كَبِرْتُ وَذَهَبَ أَصْحَابِي، وَدَنَا مِنِّي ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيَّ، فَأَتَى الْبَقِيعَ حَيْثُ لَا يُدْفَنُ أَحَدٌ فَقَالَ: إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي هَاهُنَا، وَاسْلُكْ بِي زُقَاقَ عَمَقَةَ، وَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ، وَلَا تَبْكِ -[97]- عَلَيَّ نَائِحَةٌ، وَامْشُوا بِيَ الْخَبَبَ، وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا. قَالَ: فَسَأَلَنِي النَّاسُ: مَتَى يَخْرُجُ؟ فَأَكْرَهُ أَنْ أُخْبِرَهُمْ لِمَا قَالَ لِي، فَأَخْرَجْتُهُ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَأَتَيْتُ الْبَقِيعَ وَقَدْ مُلِئَ نَاسًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبٍ أَبِي عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْقُرَطِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ دُفِنَ فِي مَقْبَرَتِنَا هَذِهِ شَفَعْنَا، أَوْ شَهِدْنَا لَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْبَقِيعِ فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ مُؤَجَّلُونَ، أَتَانَا وَإِيَّاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»

ذكر مواضع قبور ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من أصحابه وأسلاف المسلمين

§ذِكْرُ مَوَاضِعِ قُبُورِ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَسْلَافِ الْمُسْلِمِينَ

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، يَعْنِي ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ادْفِنُوهُ فِي الْبَقِيعِ؛ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تُتِمُّ رِضَاعَهُ» -[98]- حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَقُلْ: «تُتِمُّ رِضَاعَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ قَبْلَ أَنْ يُدْرَجَ فِي أَكْفَانِهِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ عَلَى ابْنِهِ أَرْبَعًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ، رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَبْرِ جُحْرًا فَقَالَ: «§سُدُّوا الْجُحْرَ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِلنَّفْسِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمَّا وُضِعَ فِي اللَّحْدِ وَصُفَّ عَلَيْهِ اللَّبِنُ بَصُرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفُرْجَةٍ مِنَ اللَّبِنِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ مَدَرَةً فَنَاوَلَهَا رَجُلًا فَقَالَ: «ضَعْهَا فِي تِلْكَ الْفُرْجَةِ» ، ثُمَّ قَالَ: «§أَمَا إِنَّهُ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ بِعَيْنِ الْحَيِّ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَشَّ عَلَى قَبْرِ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ رَشَّ عَلَيْهِ. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَحَثَا عَلَيْهِ بِيَدَيْهِ مِنَ التُّرَابِ، وَقَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «§دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزَّوْرَاءِ، مَوْضِعُ السِّقَايَةِ الَّتِي عَلَى يَسَارِ مَنْ سَلَكَ الْبَقِيعَ مُصْعِدًا إِلَى جَنْبِ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: «§رَأَيْتُ قَبْرَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الزَّوْرَاءِ»

قبر فيه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان بن مظعون رضي الله عنهما

§قَبْرٌ فِيهِ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى -[100]- الله عليه وسلم: «§ادْفِنُوا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ بِالْبَقِيعِ؛ يَكُنْ لَنَا سَلَفًا، فَنِعْمَ السَّلَفُ سَلَفُنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى قَالَ: " كَانَ الْبَقِيعُ غَرْقَدًا، فَلَمَّا هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَقُطِعَ الْغَرْقَدُ عَنْهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§هَذِهِ الرَّوْحَاءُ» ، وَذَلِكَ كُلُّ مَا حَازَتِ الطَّرِيقُ مِنْ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ الْيَمَانِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ الرَّوْحَاءُ» لِلنَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، فَذَلِكَ كُلُّ مَا حَازَتِ الطَّرِيقُ مِنْ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى أَقْصَى الْبَقِيعِ يَوْمَئِذٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §لَمَّا دَفَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَمَرَ بِحَجَرٍ فَوُضِعَ عِنْدَ رَأْسِهِ. قَالَ قُدَامَةُ: فَلَمَّا صُفِّقَ الْبَقِيعُ وَجَدْنَا ذَلِكَ الْحَجَرَ، فَعَرَفْنَا أَنَّهُ قَبْرُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ: كَانَ عِنْدَ رَأْسِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرِجْلَيْهِ حَجَرَانِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَسَدَ بْنِ زُرَارَةَ بِالرَّوْحَاءِ مِنَ الْبَقِيعِ، وَالرَّوْحَاءُ الْمَقْبَرَةُ الَّتِي وَسَطُ الْبَقِيعِ يُحِيطُ بِهَا طُرُقٌ مُطْرَقَةٌ وَسَطَ الْبَقِيعِ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُدْعَى عُمَرُ قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَوَّلِ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -[102]-، أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟ قَالَ: «بِالْبَقِيعِ» . قَالَ: فَلَحَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَضَلَ حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةِ لَحْدِهِ، فَحَمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ مَرَّ عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُمِيَ بِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَكُونُ عَلَى قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ حَجَرٌ يُعْرَفُ بِهِ. فَأَتَتْهُ بَنُو أُمَيَّةَ فَقَالُوا: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ، عُدْتَ عَلَى حَجَرٍ وَضَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَمَيْتَ بِهِ، بِئْسَ مَا عَمِلْتَ بِهِ، فَأْمُرْ بِهِ فَلْيُرَدَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِذْ رَمَيْتُ بِهِ فَلَا يُرَدُّ "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: لَمَّا دَفَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ قَالَ لِرَجُلٍ: «§هَلُمَّ تِيكَ الصَّخْرَةَ أَضَعُهَا عَلَى قَبْرِ أَخِي أَتَعَلَّمُهُ بِهَا، أُدْنِ إِلَيْهِ مَنْ دَفَنْتُ مِنْ أَهْلِي» ، فَقَامَ الرَّجُلُ إِلَيْهَا فَلَمْ يَسْتَطِعْهَا قَالَ الْمُخْبِرُ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاعِدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ احْتَمَلَهَا حَتَّى وَضَعَهَا عِنْدَ قَبْرِهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[103]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» قَالَ: وَبَكَى النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «دَعْهُنَّ يَا عُمَرُ» ، وَقَالَ: «وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ اللَّهِ وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اللِّسَانِ وَمِنَ الْيَدِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ» . قَالَ: فَبَكَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ الدُّمُوعَ عَنْ عَيْنَيْهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ ". قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: فَقَدْ رُوِيَ هَذَا، وَرُوِيَ خِلَافُهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى رُقَيَّةَ وَهِيَ وَجِعَةٌ أَيَّامَ بَدْرٍ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -[104]- قَالَ: " §قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ: وَكَانَ تَخَلَّفَ عَلَى امْرَأَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ، فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ يَدْفِنُهَا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَهُ، عَمَّنْ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَاتِبُهُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَلَمْ يَشْهَدْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: «إِنِّي §قَدْ خَرَجْتُ لِلَّذِي خَرَجْتَ لَهُ، فَرَدَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى بِنْتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتِي، لِمَا بِهَا مِنَ الْمَرَضِ، فَوَلِيتُ مِنْ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهَا، ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ، فَبَشَّرَنِي بِأَجْرِي عَنْهُ قَبْلَ أُجُورِكُمْ، وَأَعْطَانِي سَهْمًا مِثْلَ سِهَامِكُمْ، فَأَنَا أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ؟»

متوفى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

§مُتَوَفَّى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ -[105]- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، يَذْكُرُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ مُصْعَبٍ الْعَبْدَرِيِّ قَالَ: «أَدْرَكْتُ حَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ §يَذُبُّنَا عَنْ زَاوِيَةِ، دَارِ عَقِيلٍ الْيَمَانِيَّةِ الشَّارِعَةِ فِي الْبَقِيعِ»

وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§قَبْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَاوِيَةَ دَارِ عَقِيلٍ الْيَمَانِيَّةِ الشَّارِعَةِ فِي الْبَقِيعِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ حَسَنِ بْنِ مَنْبُوذِ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَجَدِّهِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ: «أَنَّ §قَبْرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وِجَاهَ زُقَاقِ نُبَيْهٍ، وَأَنَّهُ إِلَى زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ أَقْرَبُ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ غَسَّانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، يَقُولُ: «إِنَّ §قَبْرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَذْوَ الزُّقَاقِ الَّذِي يَلِي زَاوِيَةَ دَارِ عَقِيلٍ» وَذَكَرَ غَسَّانُ أَنَّهُ ذَرَعَ مِنْ حَيْثُ أَشَارَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، فَوَجَدَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا إِلَى الْقَنَاةِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «§قَبْرُ فَاطِمَةَ حَذْوَ دَارِ عَقِيلٍ مِمَّا يَلِي دَارَ نُبَيْهٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -[106]- بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ §قَبْرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَخْرَجَ الزُّقَاقِ الَّذِي بَيْنَ دَارِ عَقِيلٍ وَدَارِ أَبِي نُبَيْهٍ» وَذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ أَنَّهُ ذَرَعَ الْمَوْضِعَ الَّذِي ذَكَرَ لَهُ أَبُوهُ أَنَّهُ مَوْضِعُ قَبْرِ فَاطِمَةَ، فَوَجَدَ بَيْنَ مَوْضِعِ الْقَبْرِ وَبَيْنَ الْقَنَاةِ الَّتِي فِي دَارِ عَقِيلٍ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ ذِرَاعًا، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقَنَاةِ الْأُخْرَى سَبْعًا وَثَلَاثِينَ ذِرَاعًا. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، ثِقَةٌ قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ الْمَسْجِدَ الَّذِي يُصَلِّي جَنْبَهُ شَرْقِيًّا عَلَى جَنَائِزِ الصِّبْيَانِ، كَانَ خَيْمَةً لِامْرَأَةٍ سَوْدَاءَ يُقَالُ لَهَا: رُقَيَّةُ، كَانَ جَعَلَهَا هُنَاكَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ تُبْصِرُ قَبْرَ فَاطِمَةَ، وَكَانَ لَا يَعْرِفُ قَبْرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا غَيْرُهَا

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§دَفَنَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَيْلًا فِي مَنْزِلِهَا الَّذِي دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَبْرُهَا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ الْمُوَاجِهِ دَارَ أَسْمَاءَ بِنْتِ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ» قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَأَظُنُّ هَذَا الْحَدِيثَ غَلَطًا، لِأَنَّ الثَّبْتَ جَاءَ فِي غَيْرِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ فَائِدٍ -[107]- مَوْلَى عَبَادِلَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ عَمَّنْ، مَضَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §ادْفِنُونِي فِي الْمَقْبَرَةِ إِلَى جَنْبِ أُمِّي فَدُفِنَ فِي الْمَقْبَرَةِ إِلَى جَنْبِ فَاطِمَةَ، مُوَاجِهَ الْخَوْخَةِ الَّتِي فِي دَارِ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، وَطَرِيقُ النَّاسِ بَيْنَ قَبْرِهَا وَبَيْنَ خَوْخَةِ نُبَيْهٍ، أَظُنُّ الطَّرِيقَ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ بِالسِّقَايَةِ قَالَ فَائِدٌ: وَقَالَ لِي مُنْقِذٌ الْحَفَّارُ: إِنَّ فِي الْمَقْبَرَةِ قَبْرَيْنِ مُطَابِقَيْنِ بِالْحِجَارَةِ: قَبْرَ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَبْرَ عَائِشَةَ زَوْجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحْنُ لَا نُخْرِجُهُمَا. فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ اسْتَعَدَى بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى آلِ عَقِيلٍ فِي قَنَاتِهِمُ الَّتِي فِي دُورِهِمُ الْخَارِجَةِ فِي الْمَقْبَرَةِ وَقَالُوا: إِنَّ قَبْرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عِنْدَ هَذِهِ الْقَنَاةِ. فَاخْتَصَمُوا إِلَى حَسَنٍ، فَدَعَانِي حَسَنٌ فَسَأَلَنِي عَنْ قَبْرِهَا، فَأَخْبَرْتُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِي، وَعَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَقَوْلِهِ: «ادْفِنُونِي إِلَى جَنْبِ أُمِّي» ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ عَنْ مُنْقِذٍ الْحَفَّارِ وَعَنْ قَبْرِ الْحَسَنِ أَنَّهُ رَآهُ مُطَابِقًا فَقَالَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَا عَلَى مَا تَقُولُ، وَأَقَرَّ قَنَاةَ آلِ عَقِيلٍ إِلَى مُنْتَهَاهُ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، كَانَ يَقُولُ: «§قُبِرَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي بَيْتِهَا الَّذِي أَدْخَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْمَسْجِدِ» -[108]- فَهَذَا مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو غَسَّانَ فِي قَبْرِ فَاطِمَةَ، وَوَجَدْتُ كِتَابًا كُتِبَ عَنْهُ يَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عِمْرَانَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّهَا دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا، وَصُنِعَ بِهَا مَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهَا دُفِنَتْ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهَا، وَيَحْتَجُّ بِأَنَّهَا دُفِنَتْ لَيْلًا وَلَا يَعْلَمُ بِهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ قَالَ: " كَمِدَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهَا سَبْعِينَ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَقَالَتْ: §إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ جَلَالَةِ جِسْمِي إِذَا أُخْرِجْتُ عَلَى الرِّجَالِ غَدًا - وَكَانُوا يَحْمِلُونَ الرِّجَالَ كَمَا يَحْمِلُونَ النِّسَاءَ - فَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، أَوْ أ ُمُّ سَلَمَةَ: إِنِّي رَأَيْتُ شَيْئًا يُصْنَعُ بِالْحَبَشَةِ، فَصَنَعَتِ النَّعْشَ، فَاتُّخِذَ بَعْدَ ذَلِكَ سُنَّةً "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى قَالَتْ: " §اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَتْ، فَأَصْبَحَتْ يَوْمًا كَأَمْثَلِ مَا كَانَتْ تَكُونُ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: يَا أَمَّتَاهُ، اسْكُبِي لِي غُسْلًا. ثُمَّ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ: هَاتِ ثِيَابِي الْجُدُدُ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَلَبِسَتْهَا، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي -[109]- كَانَتْ فِيهِ فَقَالَتْ: قَدِّمِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ. فَقَدَّمْتُهُ، فَاضْطَجَعَتْ وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ، وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا ثُمَّ قَالَتْ: يَا أُمَّتَاهُ، إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْآنَ، وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلَا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ. قَالَ: فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا، وَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا يَكْشِفُهَا أَحَدٌ. فَحَمَلَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ فَدَفَنَهَا "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§غَسَّلْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §غَسَّلَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ -[110]-، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §دَفَنَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَيْلًا

حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §دَفَنَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قبر الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

§قَبْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §إِنِّي كُنْتُ طَلَبْتُ إِلَى عَائِشَةَ إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ كَانَ مِنْهَا حَيَاءً مِنِّي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأْتِهَا فَاطْلُبْ ذَلِكَ إِلَيْهَا، فَإِنْ طَابَتْ نَفْسُهَا فَادْفِنِّي فِيهِ، وَإِنْ فَعَلَتْ فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ الْقَوْمَ أَنْ يَمْنَعُوكَ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ، كَمَا مَنَعْنَا صَاحِبَهُمْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَدْ كَانُوا أَرَادُوا دَفْنَ عُثْمَانَ فِي الْبَيْتِ فَمَنَعُوهُمْ - فَإِنْ فَعَلُوا فَلَا تُلَاحِهِمْ فِي ذَلِكَ، فَادْفِنِّي فِي بَقِيعَ الْغَرْقَدِ، فَإِنَّ لِي بِمَنْ فِيهِ أُسْوَةً. قَالَ فَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتَى الْحُسَيْنُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَطَلَبَ ذَلِكَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ فَقَالَ: كَذَبَ وَكَذَبَتْ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَلْأَمَ فِي الْحَدِيدِ، وَاسْتَلْأَمَ مَرْوَانُ فِي الْحَدِيدِ أَيْضًا، فَأَتَى رَجُلٌ حُسَيْنًا فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَعْصِي أَخَاكَ فِي نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تَدْفِنَهُ؟

قَالَ: فَوَضَعَ سِلَاحَهُ، وَدَفَنَهُ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ فَائِدٍ مَوْلَى عَبَادِلَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ، عَمَّنْ، مَضَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَصَابَهُ بَطَنٌ، فَلَمَّا حَزَبَهُ وَعَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ الْمَوْتَ، أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ تَأْذَنَ لَهُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: نَعَمْ، مَا كَانَ بَقِيَ إِلَّا مَوْضِعُ قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ بَنُو أُمَيَّةَ اسْتَلْأَمُوا هُمْ وَبَنُو هَاشِمٍ لِلْقِتَالِ، وَقَالَتْ بَنُو أُمَيَّةَ: وَاللَّهِ لَا يُدْفَنُ فِيهِ أَبَدًا. وَبَلَغَ ذَلِكَ حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِهِ: أَمَّا §إِذَا كَانَ هَذَا فَلَا حَاجَةَ لِي بِهِ، ادْفِنُونِي فِي الْمَقْبَرَةِ إِلَى جَنْبِ أُمِّي فَاطِمَةَ. فَدُفِنَ فِي الْمَقْبَرَةِ إِلَى جَنْبِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا "

قبر عثمان بن عفان رضوان الله عليه

§قَبْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَقَفَتْ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ: " §لَتُخَلُّنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ دَفْنِ هَذَا الرَّجُلِ أَوْ لَأَكْشِفَنَّ سِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَخَلَّوْهَا، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَ -[112]- جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَلٍ، فَحَمَلُوهُ فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنَعَهُمْ مَنْ دَفْنِهِ ابْنُ بَحْرَةَ - وَيُقَالُ: ابْنُ نَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ - فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ، وَهُوَ بُسْتَانٌ فِي الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرٌ، وَدَفَنُوهُ وَانْصَرَفُوا "

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ دَابِهٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ: " لَمْ أَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنِّي لَفِي بَيْتِي إِذْ أَتَانِي الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوكَ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِ غِرَارَةِ حِنْطَةٍ فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى دَفْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: §مَا دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ، وَمَا أُرِيدُ ذَاكَ، فَاحْتَمَلُوهُ، مَعَهُمْ معَبْدُ بْنُ مَعْمَرٍ، فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِهِ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، فَانْطَلَقُوا إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ، وَمَعَهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ، مَعَهَا مِصْبَاحٌ فِي حُقٍّ، فَصَلَّى عَلَيْهِ مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، ثُمَّ حَفَرُوا لَهُ، فَلَمَّا دَلَّوْهُ صَاحَتْ بِنْتُهُ، فَلَمْ يَضَعُوا عَلَى لَحْدِهِ لَبِنًا، وَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَانْصَرَفُوا "

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي دِينَارٍ، أَحَدِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §مَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِ عُثْمَانَ بِالْبَقِيعِ أَسْلَمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ بَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ قَالَ: فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَأَدْخَلَ بَنُو أُمَيَّةَ حُشَّ كَوْكَبٍ فِي الْبَقِيعِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أُمِّهِ حُكَيْمَةَ قَالَتْ: " §كُنْتُ مَعَ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ دَفَنُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَنَيَّارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَحَمَلُوهُ عَلَى بَابٍ، أَسْمَعُ قَرْعَ رَأْسِهِ عَلَى الْبَابِ كَأَنَّهُ دُبَّاءَةٌ، وَيَقُولُ: دُبْ دُبْ، حَتَّى جَاءُوا بِهِ حُشَّ كَوْكَبٍ، فَدُفِنَ، ثُمَّ هُدِمَ عَلَيْهِ الْجِدَارُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ هُنَالِكَ " وَحُشُّ كَوْكَبٍ: مَوْضِعٌ فِي أَصْلِ الْحَائِطِ الَّذِي فِي شَرْقِيِّ الْبَقِيعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَضْرَاءُ أَبَانَ، وَهُوَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ

حَدَّثَنَا أَبُو شَبَّةَ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى -[114]- بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §اتَّكَأَ الْوَلِيدُ عَلَى يَدِي حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَطُوفُ الْمَسْجِدَ يَنْظُرُ إِلَى بِنَائِهِ، ثُمَّ إِلَى بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَأَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ؟ قَالَ: فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَبْرَحُ حَتَّى يُخْرِجَهُمَا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ كَانُوا حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي فِتْنَةٍ وَشُغْلٍ، فَذَاكَ الَّذِي مَنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يَدْفِنُوهُ مَعَهُمْ. فَسَكَتَ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ جَامِعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوجٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ فَقَالَ لِي وَلِابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: " §انْطَلِقَا فَانْظُرَا مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: فَدَخَلْنَا فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ أَبْيَضَ، فَرَجَعْنَا إِلَى طَلْحَةَ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ: قُومُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَوَارُوهُ. فَانْطَلَقْنَا فَجَمَعْنَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُ كَمَا يُصْنَعُ بِالشَّهِيدِ، ثُمَّ أَخْرَجْنَاهُ لِنُصَلِّيَ عَلَيْهِ. فَقَالَتِ الْمِصْرِيَّةُ: وَاللَّهِ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ: وَاللَّهِ إِنْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا عَلَيْهِ، قَدْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ. فَنَهَزُوهُ سَاعَةً بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ أَرَادُوا دَفْنَهُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قَدِ اسْتَوْهَبَ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَوْضِعَ قَبْرٍ فَوَهَبَتْ لَهُ - فَأَبَوْا وَقَالُوا: مَا سَارَ بِسِيرَتِهِمْ فَيُدْفَنَ

مَعَهُمْ. فَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةٍ كَانَ اشْتَرَاهَا فَزَادَهَا فِي الْمَقْبَرَةِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دُفِنَ فِيهَا " قَالَ أَسَدٌ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ

قبر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

§قَبْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَاشِدِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَفَاةُ بَعَثَتْ إِلَيْهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا بُنَيَّ، هَذَا مَوْضِعٌ قَدْ حَبَسْتُهُ لَكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخُذْ بِهِ فَقَالَ: " §إِنِّي سَمِعْتُكِ تَقُولِينَ: مَا وَضَعْتُ خِمَارِي مُنْذُ دُفِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أُضَيِّقَ عَلَيْكِ بَيْتَكِ، وَنَتَّخِذَ بَيْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْبَرَةً، وَلِي بِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أُسْوَةٌ، قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُهُ لَئِنْ هَلَكْنَا بِأَرْضٍ جَمِيعًا لَنُدْفَنَنَّ بِهَا "

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ، مَوْلَى سَهْلَةَ بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «§أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنْ هَلَكَ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ. فَلَمَّا هَلَكَ حُفِرَ لَهُ عِنْدَ زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ الشَّرْقِيَّةِ، فَدُفِنَ هُنَاكَ، عَلَيْهِ ثَوْبُ حِبَرَةٍ مِنَ الْعَصْبِ، أَتَمَارَى فِي أَنْ تَكُونَ فِيهِ لُحْمَةُ ذَهَبٍ أَوْ لَا»

قبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

§قَبْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ دِهْقَانَ قَالَ: " دَعَانِي سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى الْبَقِيعِ، وَخَرَجَ بِأَوْتَادٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ مِنْ مَوْضِعِ زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ الشَّرْقِيَّةِ الشَّامِيَّةِ، أَمَرَنِي فَحَفَرْتُ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ بَاطِنَ الْأَرْضِ ضَرَبَ فِيهَا الْأَوْتَادَ، ثُمَّ قَالَ: §إِنْ هَلَكْتُ فَادْلُلْهُمْ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ يَدْفِنُونِي فِيهِ. فَلَمَّا هَلَكَ قُلْتُ ذَلِكَ لِوَلَدِهِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى دَلَلْتُهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فَوَجَدُوا الْأَوْتَادَ، فَحَفَرُوا لَهُ هُنَاكَ وَدَفَنُوهُ "

قبر أبي النبي صلى الله عليه وسلم

§قَبْرُ أَبِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيمٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ النَّجَّارِيِّ قَالَ: «§قَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ» قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَوَصَفَهُ -[117]- لِيَ ابْنُ كَرِيمٍ فَقَالَ: تَحْتَ عَتَبَةِ الْبَيْتِ الثَّانِي عَلَى يَسَارِ مَنْ دَخَلَ دَارَ النَّابِغَةِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَأَخْبَرَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَبْرُهُ فِي دَارِ النَّابِغَةِ

قبر آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

§قَبْرُ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ أُمَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تُوُفِّيَتْ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ قَدِمَتْ بِهِ الْمَدِينَةَ عَلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تُزِيرُهُ إِيَّاهُمْ، فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى مَكَّةَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: «§أَتَدْرُونَ قَبْرُ مَنْ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «قَبْرُ آمِنَةَ، دَلَّنِي عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا فَتَحَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ أَتَى حَرَمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي، فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ: «§قَبْرُ أُمِّي، سَأَلْتُ اللَّهَ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَوَقَفْتُ فَبَكَيْتُ» . فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمِئِذٍ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَقَابِرِ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تَخَطَّى الْقُبُورَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا، فَجَلَسَ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا، ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاكِيًا، فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَدْ أَبْكَانَا وَأَفْزَعَنَا، فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «§أَفْزَعَكُمْ بُكَائِي؟» قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: " إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي أُنَاجِي قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الِاسْتِغْفَارِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَنَزَّلَ عَلَيَّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا -[119]- لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] حَتَّى تَنْقَضِ الْآيَةُ {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114] ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدِ مِنَ الرِّقَّةِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ عَلَى قَبْرٍ مِنْ قُبُورِ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: «§أَلَا إِنَّ هَذَا قَبْرُ أُمِّ مُحَمَّدٍ، اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ آتِيَهُ فَأُسَلِّمَ وَأَسْتَغْفِرَ، فَأَذِنَ لِي أَنْ آتِيَهُ، وَنَهَانِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ بِشْرٍ النَّدَبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَلَا عَنْ نَاقَتِهِ وَلَمْ تَكُنْ تَقَرُّ لَمُنَافِقٍ، فَأَخَذَ بِرَأْسِهَا رَجُلٌ فَقَرَّتْ لَهُ، فَقَبَّلَ رَأْسَهَا، فَدَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَقْبَرَةِ، فَجَعَلَ يَدْعُو حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ فِينَا شَيْءٌ، وَتَوَجَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَآهُ أَقْبَلَ إِلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «§هَذَا قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الزُّهْرِيَّةِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُشَفِّعَنِي فِيهَا، فَأَبَى عَلَيَّ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[120]- خَرَجَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى الْمَقَابِرِ، فَجَعَلَ يَتَخَرَّقُ تِلْكَ الْقُبُورَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي وَقَالَ: «§هَذَا قَبْرُ أُمِّي آمِنَةَ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي»

قبر أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

§قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ: " §لَمَّا حَفَرَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي دَارِهِ بِئْرًا وَقَعَ عَلَى حَجَرٍ مَنْقُوشٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ: قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ، فَدَفَنَ عَقِيلٌ الْبِئْرَ، وَبَنَى عَلَيْهِ بَيْتًا. قَالَ يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ: فَدَخَلْتُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَرَأَيْتُ فِيهِ ذَلِكَ الْقَبْرَ "

قبر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت من، يذكر، أن قبر أم سلمة رضي الله عنها بالبقيع، حيث دفن محمد بن زيد بن علي، قريبا من موضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان حفر فوجد على ثماني أذرع

§قَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، يَذْكُرُ، أَنَّ قَبْرَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِالْبَقِيعِ، حَيْثُ دُفِنَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ كَانَ حَفَرَ فَوَجَدَ عَلَى ثَمَانِي أَذْرُعٍ حَجَرًا مَكْسُورًا مَكْتُوبًا فِي بَعْضِهِ: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ قَبْرُهَا. وَقَدْ أَمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ أَهْلَهُ أَنْ يَدْفِنُوهُ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ بِعَيْنِهِ، وَأَنْ يُحْفَرَ لَهُ عُمْقًا ثَمَانِيَ أَذْرُعٍ، فَحُفِرَ كَذَلِكَ وَدُفِنَ فِيهِ.

قبر ابراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّا وَجَدْتُهُ كُتِبَ عَنْ أَبِي غَسَّانَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُدْفَنَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، فَرَغِبَ النَّاسُ فِي الْبَقِيعِ، وَقَطَعُوا الشَّجَرَ، وَاخْتَارَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ نَاحِيَةً فَمِنْ هُنَاكَ عَرَفَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ مَقَابِرَهَا قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ ابْنُ خَدِيجَةَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أُمِّهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حَفَرَ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الَّتِي بَيْنَ زُقَاقِ عَبْدِ الدَّارِ الَّتِي بَابُ دَارِهِمْ فِيهَا، وَبَيْنَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ الَّذِي يَتَدَافَنُ فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ الْيَوْمَ، وَكَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ فِي قَبْرِ أَحَدٍ قَطُّ إِلَّا فِي خَمْسَةِ قُبُورٍ، مِنْهَا قُبُورُ ثَلَاثِ نِسْوَةٍ، وَقَبْرَا رَجُلَيْنِ، مِنْهَا قَبْرٌ بِمَكَّةَ، وَأَرْبَعَةٌ بِالْمَدِينَةِ: قَبْرُ خَدِيجَةَ زَوْجَتِهِ، وَقَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ الَّذِي يُقَالَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ، وَقَبْرُ أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَبْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أُمِّ عَلِيٍّ. فَأَمَّا ذُو الْبِجَادَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَقْبَلَ

مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَسَلَكَ ثَنِيَّةَ الْغَابِرِ وَعُرَتْ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ وَغَلُظَتْ، فَأَبْصَرَهُ ذُو الْبِجَادَيْنِ فَقَالَ لِأَبِيهِ: دَعْنِي أَدُلُّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَبَى، وَنَزَعَ ثِيَابَهُ فَتَرَكَهُ عُرْيَانًا، فَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِجَادًا مِنْ شَعَرٍ فَطَرَحَهُ عَلَى عَوْرَتِهِ، ثُمَّ عَدَا نَحْوَهُمْ فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْشَأَ يَرْجُزُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز]

هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ فَاسْتَقِيمِي تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وَسُومِي تَعَرُّضَ الْجَوْزَاءِ لِلنُّجُومِ قَالَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِيَسَارٍ غُلَامِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْخَصِيبِ، فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لِأَحَدِهِمَا وَتَمَثَّلَ بِهَا الْآخَرُ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِهِمَا وَتَمَثَّلَا بِهَا جَمِيعًا. وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ كَثِيرَ الْغَلَطِ فِي حَدِيثِهِ؛ لِأَنَّهُ أَحْرَقَ كُتُبَهُ، فَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ بِحِفْظِهِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى ذُو الْبِجَادَيْنِ، فَمَرَّضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ هَلَكَ، فَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَخَلَ فِي قَبْرِهِ

وَأَمَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ حَدَّثَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ذُبْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " لَمَّا اسْتَقَرَّ بِفَاطِمَةَ، وَعَلِمَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا تُوُفِّيَتْ فَأَعْلِمُونِي» ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِقَبْرِهَا فَحُفِرَ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: قَبْرُ فَاطِمَةَ، ثُمَّ لَحَدَ لَهَا -[124]- لَحْدًا، وَلَمْ يَضْرَحْ لَهَا ضَرِيحًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ نَزَلَ فَاضْطَجَعَ فِي اللَّحْدِ وَقَرَأَ فِيهِ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَزَعَ قَمِيصَهُ، فَأَمَرَ أَنْ تُكَفَّنَ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا عِنْدَ قَبْرِهَا فَكَبَّرَ تِسْعًا وَقَالَ: " مَا أُعْفِيَ أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ إِلَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْقَاسِمُ؟ قَالَ: «وَلَا إِبْرَاهِيمُ» . وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَصْغَرَهُمَا

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: - وَلَمْ يَدْعُهُ قَطُّ إِلَّا أَبَاهُ، وَهُوَ جَدُّهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَى آتٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ قَدْ مَاتَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قُومُوا بِنَا إِلَى أُمِّي» . فَقُمْنَا وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِ مَنْ مَعَهُ الطَّيْرَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَابِ نَزَعَ قَمِيصَهُ فَقَالَ: «إِذَا غَسَّلْتُمُوهَا فَأَشْعِرُوهَا إِيَّاهُ تَحْتَ أَكْفَانِهَا» . فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً يَحْمِلُ، وَمَرَّةً يَتَقَدَّمُ، وَمَرَّةً يَتَأَخَّرُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَتَمَعَّكَ فِي اللَّحْدِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «أَدْخِلُوهَا بِاسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى اسْمِ اللَّهِ» . فَلَمَّا أَنْ دَفَنُوهَا قَامَ قَائِمًا فَقَالَ: «جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمِّ وَرَبِيبَةٍ خَيْرًا، فَنِعْمَ الْأُمُّ، وَنِعْمَ الرَّبِيبَةُ كُنْتِ لِي» . قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ، أَوْ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَنَعْتَ شَيْئَيْنِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مِثْلَهُمَا قَطُّ قَالَ: «مَا هُوَ؟» قُلْنَا: بِنَزْعِكَ قَمِيصَكَ، وَتَمَعُّكِكَ فِي اللَّحْدِ قَالَ: «أَمَّا قَمِيصِي فَأَرَدْتُ أَلَّا تَمَسَّهَا النَّارُ أَبَدًا إِنْ شَاءُ اللَّهُ، وَأَمَّا تَمَعُّكِي فِي اللَّحْدِ فَأَرَدْتُ أَنْ يُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَيْهَا قَبْرَهَا»

قبر سعد بن معاذ رضي الله عنه قال عبد العزيز: أصيب سعد رضي الله عنه يوم الخندق، فدعا، فحبس الله عنه الدم حتى حكم في بني قريظة، ثم انفجر كله، فمات في منزله في بني عبد الأشهل، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحد له في طرف الزقاق الذي بلزق

§قَبْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: أُصِيبَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَدَعَا، فَحَبَسَ اللَّهُ عَنْهُ الدَّمَ حَتَّى حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ انْفَجَرَ كُلُّهُ، فَمَاتَ فِي مَنْزِلِهِ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَحَدَ لَهُ فِي طَرَفِ الزُّقَاقِ الَّذِي بِلِزْقِ دَارِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - وَهُوَ الْمِقْدَامُ بْنُ عَمْرٍو، وَإِنَّمَا تَبَنَّاهُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ - وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ ابْنِ أَفْلَحَ، فِي أَقْصَى الْبَقِيعِ، عَلَيْهَا جُنْبُذَةٌ

قبر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

§قَبْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: «§لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقَامَ فِي مَوْضِعِهِ تَحْتَ جَبَلِ الرُّمَاةِ، وَهُوَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ الَّذِي بِبَطْنِ الْوَادِي الْأَحْمَرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلّى الله -[126]- عليه وسلم فَحُمِلَ عَنْ بَطْنِ الْوَادِي إِلَى الرَّبْوَةِ الَّتِي هُوَ بِهَا الْيَوْمَ، وَكَفَّنَهُ فِي بُرْدَةٍ، وَكُفِّنَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي أُخْرَى، وَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ» قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ قُتِلَ مَعَهُمَا، وَدُفِنَ مَعَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ حَمْزَةَ، أُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَالْغَالِبُ عِنْدَنَا أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ دُفِنَا تَحْتَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَ حَمْزَةَ أَحَدٌ فِي الْقَبْرِ

قبر صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها قال عبد العزيز: توفيت صفية فدفنت في آخر الزقاق الذي يخرج إلى البقيع عند باب الدار التي يقال لها: دار المغيرة بن شعبة التي أقطعه عثمان بن عفان رضي الله عنهما، لازقا بجدار الدار قال عبد العزيز: فبلغني أن الزبير بن

§قَبْرُ صَفِيَّةَ بْنِتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فَدُفِنَتْ فِي آخِرِ الزُّقَاقِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ عِنْدَ بَابِ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الَّتِي أَقْطَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لَازِقًا بِجِدَارِ الدَّارِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَجَازَ بِالْمُغِيرَةِ وَهُوَ يَبْنِي دَارَهُ فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ، ارْفَعْ مِطْمَرَكَ عَنْ قَبْرِ أُمِّي. فَأَدْخَلَ -[127]- الْمُغِيرَةُ جِدَارَهُ، فَالْجِدَارُ الْيَوْمَ مُنْحَرِفٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَبَيْنَ بَابِ الدَّارِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَبَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، لِمَكَانِهِ مِنْ عُثْمَانَ، فَأَخَذَ الزُّبَيْرُ السَّيْفَ ثُمَّ قَامَ عَلَى الْبِنَاءِ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ عُثْمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمُغِيرَةِ يَأْمُرُهُ بِالْمَصِيرِ إِلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ الزُّبَيْرُ، فَفَعَلَ

قبر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال عبد العزيز: دفن العباس بن عبد المطلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل. فيقال: إن ذلك المسجد بني قبالة قبره. قال: وقد سمعت من يقول: دفن في موقع من البقيع متوسطا

§قَبْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: دُفِنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ قَبْرِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فِي أَوَّلِ مَقَابِرِ بَنِي هَاشِمٍ الَّتِي فِي دَارِ عَقِيلٍ. فَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ بُنِيَ قُبَالَةَ قَبْرِهِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: دُفِنَ فِي مَوْقِعٍ مِنَ الْبَقِيعِ مُتَوَسِّطًا

قبور بني هاشم

§قُبُورُ بَنِي هَاشِمٍ

قبر أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه قال عبد العزيز: بلغني أن عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان بن الحارث رضي الله عنه يجول بين المقابر فقال له: يا ابن عم، ما لي أراك هاهنا؟ قال: أطلب موضع قبر، فأدخله داره، وأمر بقبر فحفر في قاعتها، فقعد عليه أبو

§قَبْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلَغَنِي أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجُولُ بَيْنَ الْمَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، مَا لِي أَرَاكَ هَاهُنَا؟ قَالَ: أَطْلُبُ مَوْضِعَ قَبْرٍ، فَأَدْخَلَهُ دَارَهُ، وَأَمَرَ بِقَبْرٍ فَحُفِرَ فِي قَاعَتِهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَوْمَيْنِ حَتَّى تُوُفِّيَ، فَدُفِنَ فِيهِ

قبر عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما

§قَبْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ -[128]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ §عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ، ثُمَّ السُّلَمِيَّيْنِ، كَانَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَا مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي السَّيْلَ، فَحُفِرَ عَنْهُمَا لِيُغَيَّرَا مِنْ مَكَانِهِمَا، فَوُجِدَا لَمْ يَتَغَيَّرَا كَأَنَّمَا مَاتَا بِالْأَمْسِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا قَدْ جُرِحَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جُرْحِهِ، فَدُفِنَ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَأُمِيطَتْ يَدُهُ عَنْ جُرْحِهِ ثُمَّ أُرْسِلَتْ، فَرَجَعَتْ كَمَا كَانَتْ. وَكَانَ بَيْنَ يَوْمِ أُحُدٍ وَيَوْمَ حُفِرَ عَنْهُمَا سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ: «أَنَّ §عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كُفِّنَا فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ وَقَبْرٍ وَاحِدٍ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقَبْرِ، فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ عَلَى حِدَةٍ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ -[129]- قَالَ: قَالَ حَيْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ حَتَّى أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُرَانِي أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، وَكَانَتْ عَرْجَاءَ، فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§كَأَنِّي أَرَاكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ» ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَعَ عَمْرٍو فِي الْقَبْرِ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ بْنُ الْحَسْحَاسِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: " وَقَبْرُهُمْ مِمَّا يَلِي الْمَغْرِبَ عَنْ قَبْرِ حَمْزَةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَبْرِ حَمْزَةَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ ذِرَاعٍ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُهَيْلٍ الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§نَقَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ -[130]- بْنَ سَلَمَةَ وَالْمُجَذَّرَ بْنَ زِيَادٍ، فَدَفَنَّاهُمَا بِقُبَاءٍ» قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ أَنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ، قُتِلَ بِأُحُدٍ، فَدُفِنَ فِي بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: قِيلَ: إِنَّ مَوْضِعَ قَبْرِهِ الْيَوْمَ فِي دَارِ آلِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الَّتِي فِي بَنِي زُرَيْقٍ فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، صَارَتْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَبِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نُقِلَ مِنْ شُهَدَاءِ أُحُدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُدْفَنُوا حَيْثُ أُدْرِكُوا، فَأُدْرِكَ أَبِي مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ عِنْدَ أَصْحَابِ الْعَبَاءِ، فَدُفِنَ» ثُمَّ قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَقَبْرُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ أَصْحَابِ الْعَبَاءِ فِي طَرَفِ الْحَنَّاطِينَ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: أَمَّا مَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ مِنْ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، فَقَبْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي عُدْوَةِ الْوَادِي الشَّامِيَّةِ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ، وَقَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ أَبِي جَابِرٍ، وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، وَقَبْرُ سَهْلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، وَهُوَ دُبُرُ قَبْرِ حَمْزَةَ شَامِيَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ. قَالَ: فَأَمَّا الْقُبُورُ الَّتِي فِي الْحِظَارِ بِالْحِجَارَةِ بَيْنَ قَبْرِ حَمْزَةَ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهَا قُبُورُ أَعْرَابٍ أُقْحِمُوا زَمَنَ خَالِدٍ؛ إِذْ كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ

، فَمَاتُوا هُنَاكَ، فَدَفَنَهُمْ سُؤَّالٌ كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنْ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ. قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: هُمْ مَاتُوا زَمَنَ الرَّمَادَةِ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فَكَيْفَ تَأْمُرُ؟ فَقَالَ: «§احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ» ، قَالُوا: فَأَيُّهُمْ نُقَدِّمُ؟ قَالَ: «أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي عَامِرٌ بَيْنَ يَدَيِ اثْنَيْنِ أَوْ وَاحِدٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُلٌّ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِدَّةُ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «§احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَقَدَّمُوا أَبِي بَيْنَ يَدَيْ رَجُلَيْنِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ قُبُورَ شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَهِيَ جُثًي يَهْتَزُّ عَلَيْهَا النَّضْرُ، يَعْنِي النَّبْتَ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ عَلَى رَأْسِ كُلِّ حَوْلٍ فَيَقُولُ: {§سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] قَالَ: وَجَاءَهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا جَاءَهُمْ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَاجَهَ الشِّعْبَ قَالَ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَرُمُّهُ وَتُصْلِحُهُ، وَقَدْ تَعَلَّمَتْهُ بِحَجَرٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ مَرَّ عَلَى هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَزَالُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§كَانَتْ قُبُورُ أُحُدٍ مُسَنَّمَةً»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ آلِ الْهُدَيْرِ يَقُولُ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ غَيْرَ حَدِيثٍ وَاحِدٍ. قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُرِيدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، حَتَّى إِذَا تَدَلَّيْنَا مِنْ حَرَّةِ وَاقِمٍ، إِذَا قُبُورٌ مَحْنِيَّةٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا فَقَالَ: «§هَذِهِ قُبُورُ أَصْحَابِنَا» ، فَلَمَّا جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قَالَ: «هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا»

حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِمَّا فِي الْكِتَابِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §صُرِخَ بِنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَيْنَ، فَأَتَيْنَاهُمْ فَأَخْرَجْنَاهُمْ رِطَابًا تَتَثَنَّى أَجْسَادُهُمْ. قَالَ سَعِيدٌ: وَبَيْنَ الْوَقْتَيْنِ أَرْبَعُونَ سَنَةً

ما جاء في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعياد

§مَا جَاءَ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَعْيَادِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بَاكِيَةَ، يَقُولُ: «§صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ عِنْدَ دَارِ -[134]- الشِّفَاءِ، ثُمَّ صَلَّى فِي حَارَّةِ الدَّوْسِ، ثُمَّ صَلَّى فِي الْمُصَلَّى، فَثَبَتَ يُصَلِّي فِيهِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ» قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ عِيدٍ صَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُصَلَّى سَنَةَ ثِنْتَيْنِ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ مِنْ مَكَّةَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «أَوَّلُ فِطْرٍ وَأَضْحَى §صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ، بِفِنَاءِ دَارِ حَكِيمِ بْنِ الْعَدَّاءِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ» قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ

قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ §مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُصَلَّى دَاخِلًا بَيْنَ الدَّارَيْنِ دَارِ مُعَاوِيَةَ وَدَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[135]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «§صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ فِي مَوْضِعِ آلِ دُرَّةَ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ مُزَيْنَةَ، ثُمَّ صَلَّى دُونَ ذَلِكَ فِي مَكَانِ أُطُمِ بَنِي زُرَيْقٍ عِنْدَ أُذُنِهِ الْيُسْرَى»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ بَكْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى لِيَسْتَسْقِيَ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ، ثُمَّ صَلَّى وَكَبَّرَ وَاحِدَةً افْتَتَحَ بِهَا الصَّلَاةَ فَقَالَ: «§هَذَا مَجْمَعُنَا وَمُسْتَمْطَرُنَا وَمَدْعَانَا لِعِيدِنَا وَلِفِطْرِنَا وَأَضْحَانَا، فَلَا يُبْنَى فِيهِ لَبِنَةٌ عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا خَيْمَةٌ»

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ قَامَ بِالْمُصَلَّى عَلَى الْمِنْبَرِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَامَ عَلَى مِنْبَرٍ بَنَاهُ لَهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ بَنَاهُ كَثِيرٌ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: الصَّلَاةُ قَبْلُ فَقَالَ: نَتْرُكُ مَا كُنْتَ تَعْهَدُ فَقَالَ: كَلَّا وَرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، لَا يَأْتُونَ بِخَيْرٍ مِمَّا كُنْتُ أَعْلَمُ. قَالَ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ النَّاسَ فِي الْمُصَلَّى عَلَى مِنْبَرٍ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَلَّمَهُمْ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ طِينٍ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ "

(بيان طريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذهابه للمصلى ورجوعه منه) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدِّهِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§رُكْنُ بَابِ دَارِي هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ زِنَتِهَا ذَهَبًا، سَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَارِي إِلَى الْعِيدِ، فَجَعَلَهَا يَسَارًا، فَمَرَّ عَلَى عُضَادَةِ دَارِي مَرَّتَيْنِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَخَذَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ، وَرَجَعَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُمَيْلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَخَذَ فِيهِ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -[137]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَأْخُذُ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ، وَيَرْجِعُ فِي طَرِيقٍ آخَرَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ، وَرَجَعَ مِنْ آخَرَ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا عَلَى بَابِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَيَرْجِعُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ»

حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَرْجِعْ فِيهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: «§لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ ضَحَّيْنَا أَوَّلَ أَضْحَى -[138]- فِي ذِي الْحِجَّةِ صَبِيحَةَ عَشْرٍ، فَكَانَ أَوَّلَ أَضْحَى رَآهُ الْمُسْلِمُونَ، وَذَبَحَ أَهْلُ الْيَسَرِ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَعَدَدْتُ فِي بَنِي سَلَمَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ أُضْحِيَّةً»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَمَرَّ بِالْمُصَلَّى، اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَوَقَفَ يَدْعُو»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ النَّجَّارِ، عَنْ جُنَاحٍ النَّجَّارِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَتْ لِي: أَيْنَ مَنْزِلُكَ؟ فَقُلْتُ لَهَا: بِالْبَلَاطِ فَقَالَتْ لِي: تَمَسَّكْ بِهِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا بَيْنَ مَسْجِدِي هَذَا ـ الْمَسْجِدَ ـ وَمُصَلَّايَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: ذَرْعُ مَا بَيْنَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُ دَارُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْعِيدَ بِالْمُصَلَّى، أَلْفُ ذِرَاعٍ

ما جاء في الحربة التي يمشى بها في العيدين بين يدي الولاة

§مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ الَّتِي يُمْشَى بِهَا فِي الْعِيدَيْنِ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعْدٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَهْدَى النَّجَاشِيُّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْبَاتٍ، فَوَهَبَ حَرْبَةً لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَهَبَ حَرْبَةً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَبَسَ لِنَفْسِهِ وَاحِدَةً. قَالَ: فَأَمَّا حَرْبَةُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهَلَكَتْ، وَأَمَّا حَرْبَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَارَتْ إِلَى أَهْلِهِ، وَأَمَّا الْحَرْبَةُ الَّتِي أَمْسَكَ لِنَفْسِهِ، فَهِيَ الَّتِي يُمْشَى بِهَا مَعَ الْإِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَحُمَيْدٍ، ابْنَيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخْرُجُ لَهُ عَنَزَةٌ يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ يَخْرُجُ لَيَمْشِيَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، فَتُغْرَزُ لَهُ، فَيَقُومُ إِلَيْهَا فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، يُكَبِّرُ فِي الْأُولَى سَبْعًا، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسًا» قَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَحُمَيْدٌ: وَفَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ. قَالَ: فَتِلْكَ الْعَنَزَةُ الْيَوْمَ عِنْدَ مُؤَذِّنِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي سَعْدٍ يَتَوَارَثُونَ حَمْلَهَا بَيْنَ يَدَيِ الْأَئِمَّةِ. قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ مِنْ مَقْدَمِهِ صَلَّى الْعِيدَ -[140]-، وَحُمِلَتْ لَهُ الْعَنَزَةُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي إِلَيْهَا فِي الْفَضَاءِ، وَكَانَتِ الْعَنَزَةُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَعْطَاهُ إِيَّاهَا النَّجَاشِيُّ، فَوَهَبَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُخْرَجُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْعِيدِ وَهِيَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْمُؤَذِّنِينَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، «§أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْعَنَزَةَ الَّتِي، كَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَخَذَهَا فِي سَلَبِهِ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ يَنْصِبُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِذَا صَلَّى»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُمْشَى بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْعَنَزَةِ» وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: «كَانَتْ تُحْمَلُ الْعَنَزَةُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَسِطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[141]- الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَنْصِبُ الْحَرْبَةَ وَيُصَلِّي النَّاسُ وَرَاءَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: «إِنَّمَا §كَانَتِ الْحَرْبَةُ تُحْمَلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَيْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُخْرِجُ يَوْمَ الْعِيدِ عَنَزَةً فَيَرْكُزُهَا وَيُصَلِّي إِلَيْهَا»

حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §طَلَبَ الْعَنَزَةَ مِنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَطَلَبَهَا مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَأَعْطَوْهُ غَيْرَهَا قَالَ: وَاللَّهِ مَا هِيَ هَذِهِ، حَتَّى أَعْطَوْهُ إِيَّاهَا "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ -[142]- الزُّهْرِيِّ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُكَبِّرُ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، وَحَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قَطَعَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْفَجْرَ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَقَعَدَ يُحَدِّثُهُمْ وَيُذَكِّرُهُمْ، فَلَمَّا بُسِطَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «§لَوْ صَلَّيْنَا» . فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَأْتِي الْمُصَلَّى، ثُمَّ اسْتَنَّ بِذَلِكَ أَهْلُ الْأَمْصَارِ»

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، §خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْعَلَمَ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَلْبَسُ فِي الْعِيدَيْنِ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ -[143]-، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَلْبَسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ، وَيَعْتَمُّ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ دَوَادَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ عَلَى رِجْلَيْهِ وَيَقُولُ: «§تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا» ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ، أَوْ ضَرَبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثًا أَخْبَرَهُمْ، وَإِلَّا انْصَرَفَ " حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ: «فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ بِالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ وَالشَّيْءِ»

ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الاستسقاء

§مَا كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَأَنَّهُ لَمَّا دَعَا وَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[144]- وسلم §خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ ظَهْرَهُ إِلَى النَّاسِ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعَيدٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، أَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا اسْتَسْقَى يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهِيمَتَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ» . وَزَعَمَ أَنَّهُ كَانَ يُرَدِّدُهَا

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَى أَرْضِنَا زِينَتَهَا وَسَكَنَهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ، أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ -[145]-، سَأَلَ مُرَّةَ بْنَ كَعْبٍ أَوْ كَعْبَ بْنَ مُرَّةَ الْبَهْزِيَّ قَالَ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا، سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §دَعَا عَلَى مُضَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَكَ وَأَعْطَاكَ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا؛ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَهُمْ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَبَقًا غَدَقًا، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ» . فَمَا كَانَ إِلَّا جُمُعَةٌ حَتَّى مُطِرْنَا

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَأَوْمَأَ إِلَى النَّاسِ أَنْ قُومُوا، فَدَعَا قَائِمًا وَالنَّاسُ قِيَامٌ» قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقُلْتُ لِجَعْفَرٍ: مَا أَرَادَ بِتَحْوِيلِ رِدَائِهِ؟ قَالَ: أَنْ يَتَحَوَّلَ الْقَحْطُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَتَعْرِفُ مَوْضِعَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَقَامَ وَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ، فَصَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ حِينَ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ "

(باب ما جاء في العقيق) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ بِالْعَقِيقِ: " §أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ "

حَدَّثَنِي هَارُونُ الْحَرَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي - وَهُوَ بِالْعَقِيقِ - أَنْ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ كُنْتَ؟» قُلْتُ: فِي الصَّيْدِ قَالَ: «أَيْنَ؟» فَأَخْبَرْتُهُ بِالنَّاحِيَةِ الَّتِي كُنْتُ فِيهَا، فَكَأَنَّهُ كَرِهَ تِلْكَ النَّاحِيَةِ وَقَالَ: «§لَوْ كُنْتَ تَذْهَبُ إِلَى الْعَقِيقِ لَشَيَّعْتُكَ ذَاهِبًا، وَتَلَقَّيْتُكَ رَاجِعًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الطَّوِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كُنْتُ أَصِيدُ الْوَحْشَ وَأُهْدِي لُحُومَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَقَدَنِي فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ، أَيْنَ كُنْتَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبَاعَدَ الصَّيْدُ، فَأَنَا أَصِيدُ بِصُدُورِ قَنَاةٍ نَحْوَ ثَيْبٍ فَقَالَ: «§لَوْ كُنْتَ تَصِيدُ بِالْعَقِيقِ لَشَيَّعْتُكَ إِذَا خَرَجْتَ، وَتَلَقَّيْتُكَ إِذَا جِئْتَ، إِنِّي أُحِبُّ الْعَقِيقَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ -[148]- الْأَسَدِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ»

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " §اضْطَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقِيقِ، فَقِيلَ: إِنَّكَ فِي وَادٍ مُبَارَكٍ "

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي الْعَصْرِ، مَوْلًى لِبَنِي غِفَارٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ»

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَكَانَ يَتْبَعُ الصَّيْدَ، فَخَرَجَ مَرَّةً إِلَى الْحَلَبَةِ فَأَطَالَ الْغَيْبَةَ، ثُمَّ قَدِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَبَسَكَ؟» قَالَ: تَرَاخَتْ بِيَ الْوَحْشُ حَتَّى بَلَغَتْ ثَيْبَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا §إِنَّكَ لَوْ صِدْتَ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى الْعَقِيقِ - لَشَيَّعْتُكَ إِذَا خَرَجْتَ، وَتَلَقَّيْتُكَ إِذَا جِئْتَ»

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ -[149]-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَسِيلُ تُضَارِعُ إِلَّا فِي عَامِ رَبِيعٍ» وَتُضَارِعُ: الْجَبَلُ الَّذِي سَفْحُهُ قَصْرُ ابْنِ بُكَيْرٍ الْعُمَانِيِّ وَقُصُورُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى يَمِينِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى مَكَّةَ

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " §وُجِدَ قَبْرٌ عَلَى جَمَّاءِ أُمِّ خَالِدٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، مَكْتُوبٌ فِي حَجَرٍ فِيهِ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى، رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، فَأَدْرَكَنِي الْمَوْتُ، فَأَوْصَيْتُ أَنْ أُدْفَنَ فِي جَمَّاءِ أُمِّ خَالِدٍ. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ عَنْ قَوْلِهِ: أَهْلِ نِينَوَى قَالَ: نِينَوَى مَوْضِعَانِ: فَأَحَدُهُمَا بِالسَّوَادِ بِالطَّفِّ حَيْثُ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَالْآخَرُ قَرْيَةٌ بِالْمَوْصِلِ، وَهِيَ الَّتِي كَانَ فِيهَا يُونُسُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَسْنَا نَدْرِي أَيَّ الْمَوْضِعَيْنِ أَرَادَ. قَالَ: وَأَمَّا جَمَّاءُ أُمِّ خَالِدٍ، يَعْنِي الْجَمَّاءَ الَّتِي بِالْعَقِيقِ، الَّتِي فِي أَصْلِهَا بُيُوتُ الْأَشْعَثِ، وَقَصْرُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيِّ، وَالْفَيْفَاءُ فَيْفَاءُ الْخَبَارِ، وَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ جَمَّاءِ الْعَاقِرِ طَرِيقٌ مِنْ نَاحِيَةِ رُومَةَ، وَفَيْفَاءُ الْخَبَارِ مِنْ جَمَّاءِ أُمِّ خَالِدٍ، وَجَمَّاءُ الْعَاقِرِ: الْجَبَلُ الَّذِي خَلْفَ مُشَاشٍ وَإِلَيْهِ قُصُورُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ بِالْعَرْصَةِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ نَثِقُ بِهِ مِنْ آلِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ الْعَقِيقَ، وَكَتَبَ لَهُ فِيهِ كِتَابًا نُسْخَتُهُ

: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، §هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ، أَعْطَاهُ مِنَ الْعَقِيقِ مَا أَصْلَحَ فِيهِ مُعْتَمَلًا " وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: فَلَمْ يَعْتَمِلْ بِلَالٌ فِي الْعَقِيقِ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي وِلَايَتِهِ: إِنْ قَوِيتَ عَلَى مَا أَعْطَاكَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مُعْتَمَلِ الْعَقِيقِ فَاعْتَمِلْهُ، فَمَا اعْتَمَلْتَ فَهُوَ لَكَ كَمَا أَعْطَاكَهُ، فَإِنْ لَمْ تَعْتَمِلْهُ قَطَعْتَهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَمْ تَحْجُرْهُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ بِلَالٌ: أَتَأْخُذُ مِنِّي مَا أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اشْتَرَطَ عَلَيْكَ فِيكَ شَرْطًا» . فَقَطَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِلَالٌ شَيْئًا، فَلِذَلِكَ أَخَذَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُعْطِكَ لِتَحْجُرَهُ عَلَى النَّاسِ. قَالَ: ـ عَلَى النَّاسِ قَالَ: ـ فَأَقْطَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَقِيقَ بَيْنَنَا

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: §جَاءَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْطَعَهُ أَرْضًا، فَقَطَعَهَا لَهُ طَوِيلَةً عَرِيضَةً "، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ: يَا بِلَالُ، إِنَّكَ اسْتَقْطَعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضًا طَوِيلَةً عَرِيضَةً، فَقَطَعَهَا لَكَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ -[151]- يَمْنَعُ شَيْئًا سُئِلَهُ، وَإِنَّكَ لَا تُطِيقُ مَا فِي يَدَيْكَ قَالَ: أَجَلْ قَالَ: فَانْظُرْ مَا قَوِيتَ عَلَيْهِ مِنْهَا فَأَمْسِكْهُ، وَمَا لَمْ تُطِقْ فَادْفَعْهُ إِلَيْنَا نَقْسِمُهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ وَاللَّهِ، شَيْءٌ أَعْطَانِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ. فَأَخَذَ مِنْهُ مَا عَجَزَ عَنْ عِمَارَتِهِ فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ

قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَقْطَعَ بِلَالًا أَرْضًا، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَرَكَ فِي يَدِهِ مِنْهَا مَا يَعْمُرُ، وَأَقْطَعَ بَقِيَّتَهَا غَيْرَهُ»

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §أَقْطَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَقِيقَ حَتَّى انْتُهِيَ إِلَى أَرْضٍ فَقَالَ: مَا أَقْطَعْتُ مِثْلَهَا فَقَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَقْطِعْنِيهَا، فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُ "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَقْطَعَ النَّاسَ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ حِينَ جَاءَ -[152]- قَطْعُهُ فَقَالَ: الْمُسْتَقْطِعُونَ مُنْذُ الْيَوْمَ فَقَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَقْطِعْنِيهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقْطِعْنِيهَا، فَقَطَعَهَا لَهُ "

ذكر بئر رومة، وهي في العقيق

§ذِكْرُ بِئْرِ رُومَةَ، وَهِيَ فِي الْعَقِيقِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ مُلَاءَةٌ قَدْ رَفَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: أَهَاهُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: أَهَاهُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: أَهَاهُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[153]- قَالَ: «§مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ بِئْرَ رُومَةَ فَقَالَ: «اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَأَجْرُهَا لَكَ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَصْلَعُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْأَزْهَرِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " §لَمَّا كَانُوا بِبَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرَادُوا قَتْلَهُ، أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَذَكَرَ أَشْيَاءَ ثُمَّ نَاشَدَهُمُ اللَّهَ فَأَعْظَمَ النِّشْدَةَ: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُومَةَ كَانَتْ لِفُلَانٍ الْيَهُودِيِّ، لَا يَسْقِي مِنْهَا أَحَدًا قَطْرَةً إِلَّا بِثَمَنٍ، فَاشْتَرَيْتُهَا بِمَالِي بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَجَعَلْتُ شِرْبِي فِيهَا وَشِرْبَ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سِوًى، مَا اسْتَأْثَرْتُهَا عَلَيْهِمْ؟ قَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ خَالِهِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: §أَصَابَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا: رُومَةُ، فَذُكِرَتْ لِعُثْمَانَ -[154]- بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَابْتَاعَهَا بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْهِمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ الْقَلِيبُ قَلِيبُ الْمُزَنِيِّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُسَامَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَرْسَلَ إِلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَطَلَبَ أَنْ يُدْخِلَ عَلَيْهِ رَوَايَا مَاءٍ، فَطَلَبَ لَهُ ذَلِكَ عَمَّارٌ مِنْ طَلْحَةَ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ عَمَّارٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، اشْتَرَى عُثْمَانُ هَذِهِ الْبِئْرَ، يَعْنِي رُومَةَ، بِكَذَا وَكَذَا أَلْفًا، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى النَّاسِ، وَهَؤُلَاءِ يَمْنَعُونَهُ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نِعْمَ الصَّدَقَةُ صَدَقَةُ عُثْمَانَ يُرِيدُ رُومَةَ»

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحُدِّثْتُ عَنِ الْوَقَّاصِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ يَشْرَبُ رُوَاءً فِي الْجَنَّةِ؟» فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَالِهِ فَتَصَدَّقَ بِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنِ اشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ مِثْلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ؟» -[155]-، وَكَانَ النَّاسُ لَا يَشْرَبُونَ مِنْهَا إِلَّا بِثَمَنٍ، فَاشْتَرَيْتُهَا بِمَالِي فَجَعَلْتُهَا لِلْفَقِيرِ وَالْغَنِيِّ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ

ما جاء في النقيع

§مَا جَاءَ فِي النَّقِيعِ

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَمَى النَّقِيعَ لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ تُرْعَى فِيهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَمَى النَّقِيعَ لِلْخَيْلِ، وَحَمَى الرَّبَذَةَ لِلصَّدَقَةِ

قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَمَى قَاعَ النَّقِيعِ لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ جَمِيلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَمَى وَادِيَ نَخِيلٍ لِلْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَمَى النَّقِيعَ لِخَيْلِهِ»

ما جاء في البئار التي يستقى منها

§مَا جَاءَ فِي الْبِئَارِ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَالُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ تُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الْكِلَابِ وَالْمَحَائِضُ وَعُذَرُ -[157]- النِّسَاءِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَصَقَ فِي بُضَاعَةَ»

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§سَقَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي مِنْ بُضَاعَةَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بِئْرُ حَاءٍ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةً الْمَسْجِدَ، §وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٌ، فَتَصَدَّقَ بِهَا أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ -[158]-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَحْسِنْ يَا حَسَّانُ» قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْرَ حَاءٍ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُسْتَقَى لَهُ الْمَاءُ الْعَذْبُ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا. وَقَالَ هَارُونُ: مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّينَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبِي: §يَا بُنَيَّ، إِنَّا اعْتُرِضْنَا هَاهُنَا بِالسُّقْيَا حَتَّى قَابَلْنَا الْيَهُودَ بِحُسَيْكَةَ، فَظَفَرْنَا بِهِمْ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ نَظْفَرَ، ثُمَّ عَرَضَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا مُتَوَجِّهًا إِلَى بَدْرٍ، فَإِنْ سَلِمْتُ وَرَجَعْتُ ابْتَعْتُهَا، وَإِنْ قُتِلْتُ فَلَا تُفْلِتَنَّكَ قَالَ: فَخَرَجْتُ أَبْتَاعُهُ، فَوَجَدْتُهَا لِذَكْوَانَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَوَجَدْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَدِ ابْتَاعَهَا وَسَبَقَ إِلَيْهَا، وَكَانَ اسْمُ الْأَرْضِ الْفُلْجَانِ، وَاسْمُ الْبِئْرِ السُّقْيَا "

قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عِمْرَانَ: أَيْنَ حُسَيْكَةُ؟ فَقَالَ: هِيَ نَاحِيَةُ أَرْضِ ابْنِ مَاقِيَةَ إِلَى قَصْرِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَالرَّامِضُ، إِلَى قَصْرِ ابْنِ الْمُشْمَعِلِّ إِلَى أَدَانِي الْجُرُفِ كُلِّهِ. قَالَ: وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] صَبَحْنَاهُمُ بِالسَّفْعِ يَوْمَ حُسَيْكَةٍ ... صَفَائِعَ بُصْرَى وَالرُّدَيْنِيَّةِ السَّمْرَا فَمَا قَامَ مِنْهُمْ قَائِمٌ لِقِرَاعِنَا ... وَلَا نَاهَبُونَا يَوْمَ نَزْجُرُهُمْ زَجْرَا

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ رَاشِدِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§كَانَ اسْمُ أَرْضِ السُّقْيَا الْفُلْجُ، وَاسْمُ بِئْرِهَا السُّقْيَا، وَكَانَتْ لِذَكْوَانَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِبَعِيرَيْنِ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: «§تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفَةِ بِئْرِ الْأَعْوَافِ صَدَقَتِهِ، وَسَالَ الْمَاءُ فِيهَا، وَنَبَتَتْ نَابِتَةٌ عَلَى أَثَرِ وَضُوئِهِ، وَلَمْ تَزَلْ فِيهَا حَتَّى السَّاعَةُ»

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §-[160]- شَرِبَ مِنْ بِئْرِ أَنَسٍ الَّتِي فِي دَارِ أَنَسٍ»

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §كَانَ فِي دَارِي بِئْرٌ يُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْبَرُودُ، كَانَ النَّاسُ إِذَا حُوصِرُوا شَرِبُوا مِنْهَا

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §شَرِبَ مِنْ جَاسُومَ، بِئْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «§جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ فِي جَاسُومَ، فَشَرِبَ مِنْ جَاسُومَ، وَهِيَ بِئْرُ أَبِي الْهَيْثَمِ، وَصَلَّى فِي حَائِطِهِ»

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ خِدَاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدٍ، ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» §تَوَضَّأَ مِنَ الْعَيْنِيَّةِ الَّتِي عِنْدَ كَهْفِ بَنِي حَرَامٍ " قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ مَشْيَخَتِنَا يَقُولُ: قَدْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْكَهْفَ

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» §تَوَضَّأَ مِنْ ذَرْعِ بِئْرِ بَنِي خَطْمَةَ الَّتِي بِفِنَاءِ مَسْجِدِهِمْ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ «وَصَلَّى فِي مَسْجِدِهِمْ»

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَصَقَ فِي ذَرْعٍ: بِئْرِ بَنِي خَطْمَةَ "

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَمَّى بِئْرَ بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ الْيَسِيرَةَ، وَبَرَّكَ عَلَيْهَا، وَتَوَضَّأَ وَبَصَقَ فِيهَا»

قَالَ: وَحُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رُقَيْشٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» §تَوَضَّأَ مِنْ بِئْرِ الْأَغْرَسِ، وَأَهْرَاقَ بَقِيَّةَ وَضُوئِهِ فِيهَا " قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: «شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، وَغُسِّلَ مِنْهَا حِينَ تُوُفِّيَ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ -[162]-، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غُسِّلَ مِنْ بِئْرِ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ، بِئْرٍ كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» §غُسِّلَ مِنْ بِئْرِ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ، بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: الْغَرْسُ، بِقُبَاءٍ، كَانَ يُشْرَبُ مِنْهَا "

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " §غُسِّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: الْغَرْسُ، كَانَ يُشْرَبُ مِنْهَا "

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ رُقَيْشٍ قَالَ: يَزْعُمُونَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَوَضَّأَ مِنَ الْمِهْرَاسِ الَّذِي فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ بِقُبَاءٍ»

ما جاء في أسماء المدينة

§مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ الْمَدِينَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ هِيَ: الْمَدِينَةُ، وَطَيْبَةُ، وَطَابَةُ، وَمِسْكِينَةُ، وَجَبَارٌ، وَمَحْبُورَةٌ، وَيَنْدَدُ، ويَثْرِبُ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ مُوسَى عَنْ سَلَمَةَ مَوْلَى مَنْبُوذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " §سَمَّى اللَّهُ الْمَدِينَةَ: الدَّارَ وَالْإِيمَانَ " -[163]- قَالَ: فَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ثَمَانِيَةُ أَسْمَاءٍ، وَجَاءَ فِي هَذَا اسْمَانِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَهُمَا تَمَامُ الْعَشَرَةِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَمْ لَا قَالَ ابْنُ يَحْيَى: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ لِلْمَدِينَةِ عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا يُقَالُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: هِيَ الْمَدِينَةُ، وَطَيْبَةُ، وَطَابَةُ، وَالطَّيِّبَةُ، وَالْمِسْكِينَةُ، وَالْعَذْرَاءُ، وَالْجَابِرَةُ، وَالْمَجْبُورَةُ، وَالْمُحَبَّبَةُ، وَالْمَحْبُوبَةُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: نَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، أَنَّ §اللَّهَ قَالَ لِلْمَدِينَةِ: «يَا طَيْبَةُ، يَا طَابَةُ، يَا مِسْكِينَةُ، لَا تَقْبَلِي الْكُنُوزَ، أَرْفَعُ أَجَاجِيرَكِ عَلَى أَجَاجِيرِ الْقُرَى» وَالْأَجَاجِيرُ: السُّطُوحُ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ بُدَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «§سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ طَيْبَةَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَذِهِ طَيْبَةُ، أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ مِنَ النَّفَّاخِينَ فَلَا يُكَلِّمَنَّهُ وَلَا يُجَالِسَنَّهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ. قَالَ: فَقَالَ: «إِنِّي مُتَعَجِّلٌ، §فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَفْعَلْ» ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا، حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: «هَذِهِ طَابَةُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ الْمَدِينَةُ وَيَثْرِبُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ سَمَّاهَا طَابَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانُوا يُسَمُّونَ الْمَدِينَةَ يَثْرِبَ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْبَةَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَسَدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ، فَلْيَقُلْ: أَسْتَغْفِرُ -[165]- اللَّهَ، ثَلَاثًا، هِيَ طَابَةُ، هِيَ طَابَةُ هِيَ طَابَةُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ، هِيَ طَابَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

وَابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ "

وَابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُسَمِّي الْمَدِينَةَ طَابَةَ "

ذكر أودية المدينة وما حولها وحدودها ومجتمع مياهها ومغايضها

§ذِكْرُ أَوْدِيَةِ الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا وَحُدُودِهَا وَمُجْتَمَعِ مِيَاهِهَا وَمَغَايِضِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ قَالَا: " §سَيْلُ وَادِي الْعَقِيقِ يَأْتِي

مِنْ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: بَطَاوِيحُ، وَهُوَ حَرَسٌ مِنَ الْحَرَّةِ وَغَرْبَيِّ شِطَايَ، حَتَّى يَصُبَّا جَمِيعًا فِي النَّقِيعِ، وَهُوَ قَاعٌ كَبِيرُ الدَّرِّ، وَهُوَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ بُرْدٍ فِي يَمَانِيِّهَا. ثُمَّ يَصُبُّ فِي غَدِيرِ يَلْبَنَ وَبَرَامَ، وَيَدْفَعُ فِيهِ وَادِي الْبِقَاعِ، وَيَصُبُّ فِيهِ نَقْعًا، فَيَلْتَقِينَ جُمَعَ بِأَسْفَلِ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: بَقَعٌ، ثُمَّ يَذْهَبُ السَّيْلُ مُشَرِّقًا فَيَصُبُّ عَلَى رِوَايَتَيْنِ يَعْتَرِضُهُمَا يَسَارًا، وَيَدْفَعُ عَلَيْهِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: هَلَوَانُ، ثُمَّ يُسْتَجْمَعْنَ فَيَلْقَاهُنَّ بِوَادِي رُبَرَ بِأَسْفَلِ الْحُلَيْفَةِ الْعُلْيَا، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى الْأَتَمَةِ وَعَلَى الْجَامِ، ثُمَّ يُفْضِي إِلَى وَادِي الْحَمْرَاءِ، فَيَتَبَطَّنُ وَادِيَهَا، وَيَدْفَعُ عَلَيْهِ الْحَرَّتَانِ شَرْقًا وَغَرْبًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى ثَنِيَّةِ الشَّرِيدِ، ثُمَّ يُفْضِي إِلَى الْوَادِي فَيَأْخُذُ فِي ذِي الْحُلَيْفَةِ حَتَّى يَصُبَّ بَيْنَ أَرْضِ أَبِي هُرَيْرَةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أَرْضِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْعَجْلَانِ، ثُمَّ يَسْتَبْطِنُ الْوَادِيَ فَيَصُبُّ عَلَيْهِ شِعَابَ الْجَمَّاءِ وَنُمَيْرٍ، حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى أَرْضِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَبِئْرِهِ، ثُمَّ يَسْتَبْطِنُ بَطْنَ الْوَادِي، فَيَأْخُذُ مِنْهُ شَطِيبَ إِلَى خَلِيجِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الَّذِي حَفَرَ إِلَى أَسْفَلِ الْعَرْصَةِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَلِيجُ بَنَاتِ نَائِلَةَ، وَهُنَّ بَنَاتٌ لِعُثْمَانَ مْنِ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَمِلَ ذَلِكَ

الْخَلِيجَ سَاقَهُ إِلَى أَرْضٍ اعْتَمَلَهَا بِالْعَرْصَةِ، ثُمَّ يَفْتَرِشُ سَيْلَ الْعَقِيقِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قُرَاقِرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، وَيَقْطَعُهُ نَهَرُ الْوَادِي، ثُمَّ يَسْتَجْمِعُ حَتَّى يَصُبَّ فِي زُغَابَةَ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ أَنَّ وَادِيَ الْعَقِيقِ قَدْ سَالَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَإِلَى الْمَاءِ الَّذِي لَوْ جَاءَنَا جَاءَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ لَتَمَسَّحْنَا بِهِ» قَالَ: وَأَمَّا سَيْلُ بُطْحَانَ، وَهُوَ الْوَادِي الْمُتَوَسِّطُ بُيُوتِ الْمَدِينَةِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ مِنْ ذِي الْجَدْرِ وَالْجَدْرُ: قَرَارَةٌ فِي الْحَرَّةِ يَمَانِيَّةٌ، مِنْ حَلَبَاتِ الْحَرَّةِ الْعُلْيَا حَرَّةِ مِعْصَمٍ، وَهُوَ جَبَلٌ يَفْتَرِشُ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى يَصُبَّ عَلَى شَرْقِيِّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَلَى جُفَافٍ وَمَرْقَبَةَ وَبَنِي حُجْرٍ وَبَنِي كَلْبٍ وَالْحُسَاةِ، حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى قَضَاءِ بَنِي خَطْمَةَ وَالْأَغْرَسِ، ثُمَّ يَسْتَنُّ حَتَّى يَرِدَ الْجِسْرَ، ثُمَّ يَسْتَبْطِنُ وَادِيَ بُطْحَانَ حَتَّى يَصِيرَ فِي زُغَابَةَ

بطحان

§بُطْحَانُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -[168]- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §بُطْحَانَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ» قَالَ: وَأَمَّا سَيْلُ رَانُونَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْ مِقَمَّةٍ فِي جَبَلٍ فِي يَمَانِيِّ عَيْرٍ، وَمِنْ حَرَسٍ شَرْقِيِّ الْحَرَّةِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى قَرِينِ صَرِيحَةَ، ثُمَّ عَلَى سَدِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُ فِي الصَّفَاصِفِ، فَيَصُبُّ فِي أَرْضِ إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيِ الْوَلِيدِ الَّتِي بِالْقَصَبَةِ، ثُمَّ يَسْتَبْطِنُ الْقَصَبَةَ حَتَّى يَعْتَرِضَ قُبَاءً يَمِينًا، ثُمَّ يَدْخُلُ غَوْسَاءَ، ثُمَّ بَطْنَ ذِي خَصَبٍ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ مَا جَاءَ مِنَ الْحَرَّةِ وَمَا جَاءَ مِنْ ذِي خَصَبٍ، ثُمَّ يَقْرُنُ بِذِي صُلْبٍ، ثُمَّ يَسْتَبْطِنُ السَّرَارَةَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى قَعْرِ الْبِرْكَةِ، ثُمَّ يَفْتَرِقُ فِرْقَتَيْنِ، فَتَمُرُّ فِرْقَةٌ عَلَى بِئْرِ جُشَمٍ تَصُبُّ فِي سِكَّةِ الْخَلِيجِ حَتَّى يَفْرُغَ فِي وَادِي بُطْحَانَ، وَتَصُبُّ الْأُخْرَى فِي وَادِي بُطْحَانَ وَأَمَّا بَطْنُ وَادِي مَهْزُورٍ فَهُوَ الَّذِي يُتَخَوَّفُ مِنْهُ الْغَرَقُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِيمَا حَدَّثَنَا بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ

ذكر آبار المدينة قال أبو غسان: ومن آبار المدينة: بئر بالحرانية يقال لها: الحفير، يصب فيها سيل مذينب، وربما صرف إليها سيل مهزور إذا طغى وخيف على المدينة، فيصب فيها هو ومذينب. وبئر يقال لها البويرمة، لبني الحارث بن الخزرج. وبئر يقال لها الهجير

§ذِكْرُ آبَارِ الْمَدِينَةِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَمِنْ آبَارِ الْمَدِينَةِ: بِئْرٌ بِالْحَرَّانِيَّةِ يُقَالُ لَهَا: الْحَفِيرُ، يَصُبُّ فِيهَا سَيْلُ مُذَيْنِبٍ، وَرُبَّمَا صُرِفَ إِلَيْهَا سَيْلُ مَهْزُورٍ إِذَا طَغَى وَخِيفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَيُصَبُّ فِيهَا هُوَ وَمُذَيْنِبٍ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْبُوَيْرِمَةُ، لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْهَجِيرُ بِالْحَرَّةِ فَوْقَ قَصْرِ ابْنِ مَاهٍ. وَقَدْ كَانَ مَهْزُورٌ سَالَ فِي وِلَايَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيْلًا عَظِيمًا خِيفَ عَلَى الْمَدِينَةِ مِنْهُ الْغَرَقَ، فَعَمِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرَّدْمَ الَّذِي عِنْدَ بِئْرِ مِدْرَى لِيَرُدَّ بِهِ السَّيْلَ عَنِ الْمَسْجِدِ وَعَنِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ سَالَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَخِيفَ مِنْهُ أَيْضًا عَلَى الْمَسْجِدِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى قَضَائِهِ، وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَيْهِ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَقَدْ طَغَى وَمَلَأَ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُلُّوا عَلَى مَصْرَفِهِ، فَحَفَرُوا فِي بَرْقَةِ صَدَقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبْدَوْا عَنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ فَفَتَحُوهَا، فَانْصَرَفَ الْمَاءُ فِيهَا وَغَاضَ إِلَى بُطْحَانَ. وَكَانَ الَّذِي دَلَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ عَجُوزٌ مُسِنَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ قَالَتْ: " إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِذَا خِيفَ عَلَى الْقَبْرِ مِنْ

سَيْلِ مَهْزُورٍ، فَاهْدُمُوا مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَأَشَارَتْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَهَدَمَهَا النَّاسُ فَأَبْدَوْا عَنْ تِلْكَ الْحِجَارَةِ. وَسَيْلُ مَهْزُورٍ يَأْخُذُ مِنَ الْحَرَّةِ مِنْ شَرْقِهَا، وَمِنْ هَكِرَ، وَحَرَّةِ صِفَةَ، حَتَّى يَأْتِيَ أَعْلَى حِلَاةِ بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ يَسْلُكُ فِيهِ شُعَيْبٌ فَيَأْخُذُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بَيْنَ الْبُيُوتِ فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ: مُذَيْنِبٌ، ثُمَّ يَلْتَقِي هُوَ وَسَيْلُ بَنِي قُرَيْظَةَ بِالْمَشَارِفِ، فَضَاءِ بَنِي خَطْمَةَ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْوَادِيَانِ جَمِيعًا، مَهْزُورٌ وَمُذَيْنِبٌ، فَيَفْتَرِقَانِ فِي الْأَمْوَالِ وَيَدْخُلَانِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا إِلَّا مَشْرُبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ يُفْضِي إِلَى السُّورَيْنِ عَلَى قَصْرِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بَطْنَ الْوَادِي عَلَى قَصْرِ بَنِي يُوسُفَ، ثُمَّ يَأْخُذُ فِي الْبَقِيعِ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَى بَنِي جَدِيلَةَ، وَالْمَسْجِدُ بِبَطْنِ مَهْزُورٍ، وَآخِرُهُ كَوْمَةُ أَبِي الْحَمْرَاءِ، ثُمَّ يُفْضِي فَيَصُبُّ فِي وَادِي قَنَاةَ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَا: " §يَأْتِي سَيْلُ مَهْزُورٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَبُطْحَانَ مِنْ صُدُورِ جُفَافٍ. قَالَ: وَمُعْجَبٍ هُوَ الَّذِي يَمُرُّ سَيْلُهُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّمَا السَّيْلُ الَّذِي هُوَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْزُورٌ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ -[171]-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَضَى فِي وَادِي مَهْزُورٍ وَمُذَيْنِبٍ أَنْ يُمْسَكَ الْمَاءُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَهْزُورٍ وَوَادِي بَنِي قُرَيْظَةَ، أَنَّ الْمَاءَ إِلَى الْعَقِبَيْنِ، لَا يَحْبِسُ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ، وَيَحْبِسُ الْأَسْفَلَ عَلَى الْأَعْلَى»

قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ أَنَّ لِأَهْلِ النَّخْلِ إِلَى الْعَقِبَيْنِ، وَلِأَهْلِ الزَّرْعِ إِلَى الشِّرَاكَيْنِ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ الْمَاءَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَضَى فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ، أَنْ يُمْسَكَ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكَعْبَيْنِ وَالْجُدَرَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ وَكَانَ يَسْقِي الْحَوَائِطَ " -[172]- وَسَيْلُ وَادِي قَنَاةَ، يَأْتِي مِنْ وَجٍّ. وَبَلَغَنَا عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الشَّيْبَانِيِّ - هَكَذَا قَالَ أَبُو غَسَّانَ - أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْغَمْرِ، فَأَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ارْدُدْ عَلَيَّ زَوْجَتِي فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ، وَلَا تَحِلُّ لَكَ إِلَّا أَنْ تُسْلِمَ فَأَرُدَّهَا عَلَيْكَ؟ فَنَزَلَ شُرَيْحٌ بِقَنَاةَ، فَأَقَامَ بِهَا وَقَالَ: [البحر الوافر] أَلَا يَا صَاحِبَيَّ بِبَطْنِ وَجٍّ ... رَوَاحًا لَا أَرَى لَكُمَا مُقَامَا أَلَا تَرَيَانِ أُمَّ الْغَمْرِ أَمْسَتْ ... قَرِيبًا لَا أُطِيقُ لَهَا كَلَامَا فَجَعَلَ بَطْنَ قَنَاةَ بَطْنَ وَجٍّ؛ لِأَنَّ السَّيْلَ يَأْتِي مِنْهُ. وَأَمَّا مُلْتَقَى سُيُولِ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ وَمُجْتَمَعِهَا، فَإِنَّهَا تَجْتَمِعُ بِزَغَابَةَ، وَهُوَ طَرَفُ وَادِي إِضَمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِضَمَ لِانْضِمَامِ السُّيُولِ بِهِ وَاجْتِمَاعِهَا فِيهِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُ فَتَنْحَدِرُ عَلَى عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ فَيَلْقَاهَا شِعَابٌ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، ثُمَّ يَلْقَاهَا وَادِي مَالِكٍ بِذِي خَشَبٍ وَظُلَمَ وَالْجُنَيْنَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهَا وَادِي أَوَانٍ وَدَوَافِعُهُ مِنَ الشَّرْقِ، وَيَلْقَاهَا مِنَ الْغَرْبِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: بُوَاطٌ، وَالْحَزَّارُ، وَيَلْقَاهَا مِنَ الشَّرْقِ وَادِي الْأَتَمَةِ، ثُمَّ تَمْضِي فِي وَادِي إِضَمَ وَعُيُونِهِ حَتَّى يَلْقَاهُ وَادِي بُرْمَةَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ذُو الْبَيْضَةِ، مِنَ الشَّامِ، وَيَلْقَاهَا وَادِي تُرْعَةَ مِنَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَلْتَقِي هُوَ وَوَادِي الْعِيصِ مِنَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهُ دَوَافِعُ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: حُجْرٌ، وَوَادِي الْجَزْلِ الَّذِي بِهِ السُّقْيَا وَالرَّحَبَةُ فِي -[173]- نَخِيلِ ذِي الْمَرْوَةِ مُغَرِّبًا، ثُمَّ يَلْقَاهُ وَادِي عَمُودَانِ فِي أَسْفَلِ ذِي فِي الْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهُ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: سُفْيَانُ، حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى الْبَحْرِ عِنْدَ جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: أَرَاكٌ، ثُمَّ يُدْفَعُ فِي الْغَمْرِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ مِنَ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا: الْيَعْبُوبُ، وَالنَّتِيجَةُ، وَحَقِيبٌ

ما جاء في أموال النبي صلى الله عليه وسلم وصدقاته ونفقاته بالمدينة وأعراضها

§مَا جَاءَ فِي أَمْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقَاتِهِ وَنَفَقَاتِهِ بِالْمَدِينَةِ وَأَعْرَاضِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «كَانَتْ §صَدَقَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْوَالًا لِمُخَيْرِيقَ الْيَهُودِيِّ» قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ بَقَايَا بَنِي قَيْنُقَاعَ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَأَوْصَى مُخَيْرِيقُ بِأَمْوَالِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ أُحُدًا فَقُتِلَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُخَيْرِيقُ سَابِقُ يَهُودَ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ، وَبِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ» . قَالَ: وَأَسْمَاءُ أَمْوَالِ مُخَيْرِيقَ الَّتِي صَارَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدَّلَّالُ، وَبَرْقَةُ، وَالْأَعْوَافُ، وَالصَّافِيَةُ، وَالْمَيْثِبُ وَحُسْنَى، وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ. فَأَمَّا الصَّافِيَةُ وَالْبَرْقَةُ وَالدَّلَّالُ وَالْمَيْثِبُ، فَمُجَاوِرَاتُ بِأَعْلَى السُّورَيْنِ مِنْ خَلْفِ قَصْرِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَيَسْقِيهَا مَهْزُورٌ. وَأَمَّا مَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ فَيَسْقِيهَا مَهْزُورٌ، فَإِذَا خَلَفْتَ بَيْتَ مِدْرَاسِ الْيَهُودِ، فَحَيْثُ مَالُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ الْأَسَدِيِّ، فَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ إِلَى جَنْبِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ لِأَنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَدَتْهُ فِيهَا

، وَتَعَلَّقَتْ حِينَ ضَرَبَهَا الْمَخَاضُ بِخَشَبَةٍ مِنْ خَشَبِ تِلْكَ الْمَشْرَبَةِ، فَتِلْكَ الْخَشَبَةُ الْيَوْمَ مَعْرُوفَةٌ فِي الْمَشْرَبَةِ. وَأَمَّا حُسْنَى فَيَسْقِيهَا مَهْزُورٌ، وَهِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُفِّ. وَأَمَّا الْأَعْوَافُ فَيَسْقِيهَا أَيْضًا مَهْزُورٌ، وَهِيَ فِي أَمْوَالِ بَنِي مُحَمَّمٍ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الصَّدَقَاتِ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: هِيَ أَمْوَالُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ

فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَتِ الدَّلَّالُ لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَ لَهَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، فَكَاتَبَتْهُ عَلَى أَنْ يُحْيِيَهَا لَهَا ثُمَّ هُوَ حُرٌّ، فَأَعْلَمَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا فَجَلَسَ عَلَى فَقِيرٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ، فَمَا عَدَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ أَنْ أَطْلَعَتْ. قَالَ: ثُمَّ أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: وَالَّذِي تَظَاهَرَ عِنْدَنَا أَنَّهَا مِنْ أَمْوَالِ النَّضِيرِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ مَهْزُورًا يَسْقِيهَا، وَلَمْ يَزَلْ يُسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَسْقِي إِلَّا أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْنَا بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّ بَرْقَةَ وَالْمِيثَبَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَاطَا، وَهُمَا اللَّتَانِ غَرَسَ سَلْمَانُ، وَهُمَا مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَيُقَالُ: كَانَتِ الدَّلَّالُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنَ الْيَهُودِ، وَحُسْنَى مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ مِنْ

أَمْوَالِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَالْأَعْرَافُ كَانَتْ لِخَنَّافَةَ الْيَهُودِيِّ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ الْحَقُّ، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ عَلَى وَجْهِهِ كَمَا سَمِعْنَا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْرَافَ وَبَرْقَةَ وَمِيثَبَ وَالدَّلَالَ وَحُسْنَى وَالصَّافِيَةَ وَمَشْرُبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§هَذِهِ الْحَوَائِطُ السَّبْعَةُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ»

قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ مُخَيْرِيقُ يَوْمَ أُحُدٍ: «§إِنْ أُصِبْتُ فَأَمْوَالِي لِمُحَمَّدٍ يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ، فَهِيَ عَامَّةُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: مَا هِيَ إِلَّا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، لَقَدْ §رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُحُدٍ فَفَرَّقَ أَمْوَالَ مُخَيْرِيقَ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي -[176]- ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفَايَا , خَيْبَرُ وَفَدَكٌ وَبَنُو النَّضِيرِ. فَأَمَّا بَنُو النَّضِيرِ فَكَانَتْ حُبُسًا لِنَوَائِبِهِ، وَأَمَّا فَدَكٌ فَكَانَتْ لِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ، وَأَمَّا خَيْبَرُ فَجَزَّأَهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْئَيْنِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَجُزْءًا لِنَفَقَةِ أَهْلِهِ، فَمَا فَضَلَ عَنْ نَفَقَةِ أَهْلِهِ رُدَّ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ "

أمر خيبر

§أَمْرُ خَيْبَرَ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ خَيْبَرَ قَالَ: §فَتَحَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ لَهُ جَمْعَاءَ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «§خَيْبَرُ كَانَ بَعْضُهَا عَنْوَةً، وَبَقِيَّتُهَا صُلْحًا، وَالْكَثِيبَةُ أَكْثَرُهَا عَنْوَةً، وَفِيهَا صُلْحٌ» قَالَ مَالِكٌ: أَوَّلُ مَنْ جَلَّى أَهْلَ خَيْبَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ: أَتُجَلِّينَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتُرَانِي نَسِيتُ قَوْلَهُ: كَيْفَ بِكَ لَوْ قَدْ رَقَصَتْ بِكَ قَلُوصُكَ نَحْوَ الشَّامِ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ هُزَيْلَةً مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَبْتَ، كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَفَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: " §لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ لَهُ أَهْلُ خَيْبَرَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، نَحْنُ عَبِيدُكَ، فَاسْتَبْقِنَا، وَادْفَعْ إِلَيْنَا أَرْضَكَ نُعْطِكَ مَا شِئْتَ، وَنَأْخُذُ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَدَفَعَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ عَلَى النِّصْفِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَهُودَ يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ: «§أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ، عَلَى أَنَّ التَّمْرَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ» . فَكَانَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: «إِنْ شِئْتُمْ فَلَكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَلِي» ، فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ §مُقَارَضَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ أَهْلِ خَيْبَرَ، عَلَى أَنَّ لَنَا النِّصْفَ وَلَكُمْ نِصْفٌ قَالَ: يَكْفُونَا الْعَمَلَ. فَلَمَّا طَابَ ثَمَرُهُمْ أَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ خَارِصًا يَخْرُصُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ. فَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَطَافَ فِي نَخْلِهِمْ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مَا يَخْرُجُ عَنْكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْنَاكُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ وَسْقٍ وَتَخْرُجُونَ عَنَّا. قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَبِهَذَا يَغْلِبُونَكُمْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§خَرَصَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ وَسْقٍ، فَلَمَّا خَيَّرَهُمُ -[178]- اخْتَارَتِ الْيَهُودُ التَّمْرَ، وَعَلَيْهِمْ عِشْرُونَ أَلْفَ وَسْقٍ»

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: " §بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَرَصَ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا خُيِّرُوا أَخَذَتِ الْيَهُودُ التَّمْرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِيَدِ يَهُودَ حَتَّى أَخْرَجَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهَا فَقَالَتِ الْيَهُودُ: أَلَمْ يُصَالِحْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ غَدْرَكُمْ مَا بَدَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَهَذَا حِينَ بَدَا لِي إِخْرَاجُكُمْ مِنْهَا. ثُمَّ قَسَمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يُعْطِ مِنْهَا أَحَدًا لَمْ يَحْضُرْ فَتْحَهَا، فَأَهْلُهَا الْآنَ الْمُسْلِمُونَ لَيْسَ فِيهَا الْيَهُودُ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا افْتُتِحَتْ خَيْبَرُ، سَأَلَتِ الْيَهُودُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِرَّهَا فِي أَيْدِيهِمْ عَلَى أَنْ يَعْمَلُوا عَلَى النِّصْفِ مِمَّا خَرَجَ مِنْهَا، التَّمْرُ وَالزَّرْعُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُقِرُّكُمْ عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا» . فَكَانُوا فِيهَا كَذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَطَائِفَةٍ مِنْ إِمَارَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ التَّمْرُ يُقْسَمُ عَلَى السُّهْمَانِ مِنْ نِصْفِ خَيْبَرَ، وَيَأْخُذُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُمُسَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْعَمَ كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ مِنَ الْخُمُسِ: مِائَةَ وَسْقٍ تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ -[179]- أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا عَلَى النِّصْفِ، وَعَلَى أَنْ يَكْفُوا الْمُسْلِمِينَ الْمَؤُونَةَ حَتَّى يَبْلُغَ التَّمْرُ، وَلَهُمُ الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ، فَلَمَّا بَلَغَتِ التَّمْرَةُ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ، فَفَرِحُوا بِهِ وَقَالُوا: مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ، كَيْفَ أَنْتَ، وَكَيْفَ صَاحِبُكَ الَّذِي تَرَكْتَ وَرَاءَكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَصَالِحٌ، وَأَمَّا صَاحِبِي فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ، وَلَأَنْتُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ عَدَدِكُمْ مِنَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ. قَالُوا: فَكَيْفَ تَعْدِلُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: لَنْ يَحْمِلَنِي حُبُّ صَاحِبِي عَلَى أَنْ أَجُورَ لَهُ عَلَيْكُمْ، وَلَا يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ لَا أَعْدِلَ عَلَيْكُمْ. قَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. قَالَ: فَطَافَ فِي النَّخْلِ وَنَظَرَ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَكِيلَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا، وَلَنَا الْحَطَبُ وَسَوَاقِطُ النَّخْلِ قَالَ: فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَقَبِلُوهُ، ثُمَّ كَالُوا التَّمْرَةَ فَلَمْ يَجِدُوهَا نَقَصَتْ شَيْئًا مِمَّا خَرَصَ وَلَا زَادَتْ "

قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ خَارِصًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَيَهُودَ فَيَخْرُصُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا قَالُوا: تَعَدَّيْتَ عَلَيْنَا قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَلَكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَلَنَا، فَتَقُولُ يَهُودُ: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُصُوا أَوْ تَخْتَارُوا، فَقَبِلُوا ذَلِكَ، فَمِنْ هُنَاكَ جَاءَتْ سُنَّةُ الْخَرْصِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ -[180]-: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ خَارِصًا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ تَلَقَّوْهُ بِالْهَدَايَا فَقَالَ: لَا أَرَبَ لِي بِهَدَايَاكُمْ، تَعْلَمُونَ مَعْشَرَ الْيَهُودِ مَا خَلَقَ اللَّهُ قَوْمًا أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْكُمْ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ قَوْمًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ قَوْمٍ خَرَجْتُ مِنْهُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا يَحْمِلُنِي حُبُّهُمْ وَلَا بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ لَا تَكُونُوا فِي الْحَقِّ عِنْدِي سَوَاءً. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْطَاهُمُ النَّخْلَ يُسَاقُونَهَا عَلَى النِّصْفِ، فَخَرَصَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا خَرَصَهَا قَالَ: اخْتَارُوا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمُوهُ بِمَا خَرَصْتُ، وَإِلَّا أَخَذْنَاهُ. فَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْعَدْلُ، بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرِهَا وَزَرْعٍ. وَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ فِي كُلِّ عَامٍ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمَانِينَ وَسْقًا مِنْ طَعَامٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا بِالشَّطْرِ، فَلَمَّا كَانَتِ الْمُقَاسَمَةُ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَيَّرَهُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبْيَضُ بْنُ يَمَانٍ الْكُوفِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ خَيْبَرَ خَيْبَرَ بِالنِّصْفِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُقَاسِمَهُمْ، وَأَتَاهُمْ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَأَقْسِمُوا ثُمَّ خَيِّرُونِي، وَإِنْ شِئْتُمْ قَسَمْتُ ثُمَّ خَيَّرْتُكُمْ، فَقَالُوا: قَضَيْتَ بِمَا فِي نَامُوسِ مُوسَى "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَطْعَمَ أَزْوَاجَهُ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا مِنَ الْخُمُسِ "

قَالَ الْخِزَامِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§لَمَّا افْتَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ كَانَتْ سُهْمَانُهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَعَهُ مِائَةَ رَجُلٍ يَضُمُّ إِلَيْهِ، فَكَانُوا أَلْفًا وَثَمَانَمِائَةٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ خَيْبَرَ عَلَى سِتَّةٍ وَتَلَاثِينَ سَهْمًا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَعْطَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، غَيْرَ أَنَّ النَّاسَ كَثُرُوا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجَمَعَنَا فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْتُكُمْ مَكَانَ نَصِيبِكُمْ مِنْ خَيْبَرَ مَالًا. فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يُعْطِنَا شَيْئًا، فَقَبَضَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبَضَهَا وَلَمْ يُعْطِكُمْ فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَنَا "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْخُمُسَ كَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُلِّ مَغْنَمٍ غَنِمَهُ الْمُسْلِمُونَ، شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §وَكَانَ لَا يَقْسِمُ لِغَائِبٍ مِنْ مَغْنَمٍ إِلَّا يَوْمَ خَيْبَرَ، قَسَمَ لِغُيَّبِ الْحُدَيْبِيَةِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ أَعْطَى خَيْبَرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20] ، فَكَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَابَ، وَلَمْ يَشْهَدْهَا مِنَ النَّاسِ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أَهْلَ خَيْبَرَ خَيْبَرَ عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهَا وَلَهُمْ شَطْرُ التَّمْرَةِ، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «§لَا يَجْتَمِعُ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ» ، فَفَحَصَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[184]- عَنِ الْخَبَرِ فِي ذَلِكَ حَتَّى وَجَدَ عَلَيْهِ الثَّبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ - يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ - عِنْدَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَأْتِ بِهِ أُنْفِذُ لَهُ عَهْدَهُ وَأُقِرُّهُ، وَمَنْ لَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَذِنَ فِي إِجْلَائِكُمْ، أَوْ بِجَلَائِكُمْ» فَأَجْلَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَهُودَ الْحِجَازِ إِلَى الشَّامِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا بِالشَّطْرِ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُمْ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَتَّى بَعَثَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأُقَاسِمَهُمْ، فَسَحَرُونِي، فَتَكَوَّعَتْ يَدِي فَانْتَزَعَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُمْ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِسْمَةَ خَيْبَرَ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ لَهُنَّ الْأَرْضَ وَالْمَالَ، أَوْ يَضْمَنَ لَهُنَّ الْأَوْسَاقَ كُلَّ عَامٍ، فَاخْتَلَفْنَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ الْأَرْضَ وَالْأَمْوَالَ، وَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ الْأَوْسَاقَ كُلَّ عَامٍ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِمَّنِ اخْتَارَ الْأَرْضَ وَالْمَالَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَمَّا أَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْ خَيْبَرَ، أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْكَبُوا، فَيَقْسِمَ خَيْبَرَ عَلَى السُّهْمَانِ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُنَّ: مَنْ أَحَبَّ مِنْكُنَّ أَنْ أَقْسِمَ لَهَا نَخْلًا تَخْرُصُهَا بِمِائَةِ وَسْقٍ فَيَكُونُ لَهَا أَصْلُهَا وَأَرْضُهَا وَمَاؤُهَا، وَمِنَ الزَّرْعِ مَزْرَعَةٌ خَرْصَ عِشْرِينَ وَسْقًا، فَعَلْنَا، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقَرَّ لَهَا الَّذِي هُوَ لَهَا فِي الْخُمُسِ كَمَا هُوَ، فَعَلْنَا "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طُفَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، أَخِي بَنِي حَارِثَةَ قَالَ: §لَمَّا أَخْرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَهُودَ مِنْ خَيْبَرَ، رَكِبَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَخَرَجَ مَعَهُ جُبَارُ بْنُ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، وَكَانَ خَارِصَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَحَاسِبَهُمْ، وَيَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَهُمَا قَسَمَا خَيْبَرَ بَيْنَ أَهْلِهَا عَلَى أَصْلِ جَمَاعَةِ السُّهْمَانِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا، فَكَانَتْ مِمَّا قَسَمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ وَادِي الْقُرَى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَمْرِو بْنِ سُرَاقَةَ، وَالْأَشْيَمِ , وَبَنِي جَعْفَرٍ وَلِابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، وَغَيْرِهِمْ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ حَظِرٌ قَالَ يَحْيَى: وَالْحَظِرُ الْقِطْعَةُ مِنَ النَّخِيلِ أَوِ الْإِبِلُ أَوْ غَيْرُهُ

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §عَامَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْ زَرْعٍ أَوْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَسَمَ خَيْبَرَ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهُنَّ الْأَرْضَ أَوْ يَضْمَنَ لَهُنَّ الْوُسُوقَ كُلَّ عَامٍ، فَاخْتَلَفْنَ، فَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ، وَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ أَنْ يَقْطَعَ لَهَا الْأَرْضَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِمَّنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ "

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§قُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَلْفِ سَهْمٍ وَخَمْسِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَهْمًا، الَّذِينَ شَهِدُوا الْحُدَيْبِيَةَ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَ جَعْفَرٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَكَانَ مَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ مِائَتَا فَرَسٍ أَوْ نَحْوَهَا، فَأَسْهَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بَلَغَنِي مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّ §الْمَقَاسِمَ كَانَتْ عَلَى أَمْوَالِ خَيْبَرَ عَلَى الشِّقِّ وَالنَّطَاةِ فِي أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، وَطُعْمَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَطُعْمَ رِجَالٍ مَشَوْا بَيْنَ أَهْلِ فَدَكٍ بِالصُّلْحِ، مِنْهُمْ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَعْطَاهُ -[187]- النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ وَسْقًا شَعِيرًا وَثَلَاثِينَ وَسْقًا تَمْرًا، فَكَانَتِ الْكَتِيبَةُ مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَارَتْ فِي صَدَقَاتِهِ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ بِئْرُ غَاضِرَ وَالنَّوْرَسِ مِنْ طُعْمَةِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي قُرَيْظَةَ بِعَالِيَةِ الْمَدِينَةِ. وَقَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ: إِنَّ بِئْرَ غَاضِرَ مِمَّا دَخَلَتْ فِي صَدَقَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَفَتَحَهَا اللَّهُ لَهُ فَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: «إِنَّ §خَيْبَرَ كَانَتْ لِمَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ خَاصَّةً، وَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ شَهِدُوا مَعَكُمْ، فَأَلَا تُشْرِكُونَهُمْ؟» وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَهُ بِهَا رَكْبٌ مِنْ شَنُوءَةَ، فِيهِمُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: نَعَمْ، افْعَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَسْهَمَهُمْ مَعَهُمْ. وَكَانَتْ قُسِمَتْ نِصْفَيْنِ، فَكَانَتِ الشِّقُّ وَنَطَاةُ نِصْفًا، وَكَانَتِ الْوَطِيحُ وَسُلَالِمُ وَوَحِيدَةُ نِصْفًا، فَهَذَا النِّصْفُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِلْمُسْلِمِينَ الشِّقُّ وَنَطَاةُ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: «§لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، قَسَمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، وَعَزَلَ نِصْفَهَا لِنَوَائِبِهِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِ، وَقَسَمَ النِّصْفَ الْبَاقِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَمَا قَسَمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الشِّقَّ وَنَطَاةَ وَمَا حِيزَ مَعَهُمَا، وَكَانَ فِيمَا وَقَفَ الْوَطِيحُ وَالْكَتِيبَةُ وَسُلَالِمُ وَمَا حِيزَ مَعَهُنَّ، فَلَمَّا صَارَتِ الْأَمْوَالُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْعُمَّالِ مَا يَكْفُونَ عَمَلَ الْأَرْضِ، فَدَفَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ، وَيَعْمَلُونَهَا عَلَى نِصْفِ مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَثُرَ الْعُمَّالُ فِي أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ وَقَوَوْا عَلَى عَمَلِ الْأَرْضِ، فَأَجْلَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْيَهُودَ إِلَى الشَّامِ، وَقَسَمَ الْمَالَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَوْمِ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ، حَدَّثَهُ، أَنْ يَزِيدَ بْنَ عِيَاضٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ مِنْ شَأْنِ خَيْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي وَادِي السُّرَيْرِ، الْوَادِي الْأَدْنَى، وَبِهِ الشِّقُّ وَالنَّطَاةُ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَهْلُهَا لِقِتَالِهِ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ هَزَمَهُمْ، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى حِصْنِ بَنِي نِزَارٍ، فَفَتَحَهُ اللَّهُ بِغَيْرِ صُلْحٍ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَهُ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلِخَيْلٍ كَانَتْ مَعَهُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ فَرَسٍ، وَلَامْرَأَتَيْنِ حَضَرَتَا الْقِتَالَ: امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الضَّحَّاكِ بِنْتُ مَسْعُودٍ أُخْتُ

حُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ، وَالْأُخْرَى أُخْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَعْطَى كُلَّ وَاحِدَةٍ مِثْلَ سَهْمِ رَجُلٍ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ هُنَاكَ وَفْدُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ، وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَذَلِكَ حِينَ هَاجَرُوا، فَزَعَمُوا أَنَّ

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §خَيْبَرَ لَمْ تَكُنْ إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، وَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُوكُمْ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُشْرِكُوهُمْ مَعَكُمْ فَأَشْرِكُوهُمْ» ، فَقَالُوا: افْعَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَشْرَكَهُمْ، فَجَعَلَ الشِّقَّ وَنَطَاةَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا - جَمْعٌ، وَسَهْمُ الْجَمْعِ يَكُونُ لِمِائَةِ إِنْسَانٍ - فَتِلْكَ عَلَى أَلْفٍ وَثَمَانِمِائَةٍ مَعْدُودَةٍ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ وَمِائَةٌ، وَمِائَةُ سَهْمٍ لِلْخَيْلِ لِكُلِّ فَرَسٍ سَهْمَانِ، فَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ وَادِي خَاصَّ الْأَمْوَالِ الْقُصْوَى، وَفِيهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَحِيدَةُ وَسُلَالِمُ وَالْكَتِيبَةُ وَالْوَطِيحُ، الَّذِي صُنِعَ بِأَهْلِ الشِّقِّ وَنَطَاةُ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَصَالَحُوهُ عَلَى أَنَّ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ لَهُمْ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُهُمْ إِذَا أَرَادَ، فَجَعَلَ عَلَى مِثْلِ مَا جَعَلَ عَلَيْهِ أَمْوَالَ السُّرَيْرِ عَلَى ثَمَانِيَةِ عَشَرَ سَهْمًا، وَأَعْطَى عَلِيًّا مِنْ ذَلِكَ سَهْمًا، وَأَعْطَى عَبَّاسًا وعَقِيلًا سَهْمًا سَهْمًا، وَأَطْعَمَ أَزْوَاجَهُ سَهْمَيْنِ، وَسَأَلَتْ يَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِرَّهُمْ بِخَيْبَرَ وَيُقَاسِمَهُمْ أَمْوَالَهُمْ عَلَى نِصْفِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَفَعَلَ، عَلَى أَنَّهُمْ يَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ مَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهُمْ أَخْرَجَهُمْ فَكَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمًا لَهُمْ. وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ الْخُمُسَ، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبَعْضَ زَمَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُخْرِجَهُمْ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ

أَنْ تُخْرَجَ الْيَهُودُ مِنْ خَيْبَرَ، وَقَاسَمَ أَمْوَالَهُمْ، فَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ، وَخَرَجَ يَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ وَجُبَارُ بْنُ صَخْرٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَسَمَهَا عَلَى النَّاسِ، وَأَجْلَى يَهُودَ إِلَى الشَّامِ. وَزَعَمَ: أَنَّهُ خَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كَانَ أُجْرِيَ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ مِنْكُنَّ أَنْ نُعْطِيَهُ مِنَ النَّخْلِ مَا يُخْرِصُ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّمْرِ، وَمِنَ الزَّرْعِ مَا يَكُونُ فِيهِ مِثْلَ مَا أَعْطَاهُ مِنَ الشَّعِيرِ، فَيَكُونُ لَهُ أُصُولُهَا وَمَاؤُهَا وَأَرْضُهَا، فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا النَّخْلَ. فَلَّمَا ضَرَبَ السُّهْمَانَ ضَرَبَ فِي نَطَاةَ، فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ خَرَجَ مِنْهَا سَهْمُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ الْخَوْعُ وَتَابَعَهُ السُّرَيْرُ، ثُمَّ كَانَ سَهْمُ بَنِي بَيَاضَةَ الثَّانِي، ثُمَّ كَانَ الثَّالِثُ سَهْمَ أُسَيْدٍ، ثُمَّ كَانَ الرَّابِعُ سَهْمَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ

، ثُمَّ كَانَ الْخَامِسُ سَهْمَ نَاعِمٍ لِبَنِي عَوْفٍ وَمُزَيْنَةَ وَشُرَكَائِهِمْ. ثُمَّ هَبَطُوا إِلَى الشِّقِّ، فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ خَرَجَ سَهْمُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ سَهْمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَهُ، ثُمَّ كَانَ يَلِيهِ سَهْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَخْرُجُ سِهَامِهُمْ مِائَةُ رَجُلٍ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ بَنِي سَلَمَةَ عُبَيْدٍ وَحَرَامٍ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ سَهْمُ ابْنَيْ حَارِثَةَ، وَسَهْمٌ لِعُبَيْدٍ السَّهَّامِ، كَانَ اشْتَرَى -[193]- مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ كَانَ الَّذِي يَلِيهِ آخِرُ سَهْمٍ فِيهَا سَهْمُ اللَّفِيفِ، وَجَمَعَتْ إِلَيْهِ جُهَيْنَةُ، فَكَانَ عَدَدُ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ "

خبر فدك

§خَبَرُ فَدَكٍ

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: «§بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ تَحَصَّنُوا، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ وَيُسَيِّرَهُمْ، فَفَعَلَ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ فَدَكٍ، فَنَزَلُوا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَةً؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُوَيِّصَةَ الْحَارِثِيِّ، عَنْ خَالِهِ مَعْنِ بْنِ جُوُيَّةَ، عَنْ حُسَيْلِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: " §بَعَثَ يَهُودُ فَدَكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ: أَعْطِنَا الْأَمَانَ مِنْكَ وَهِيَ لَكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُحَيِّصَةَ بْنَ حَرَامٍ، فَقَبَضَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً، وَصَالَحَهُ أَهْلُ الْوَطِيحِ وَسُلَالِمَ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ عَلَى الْوَطِيحِ وَسُلَالِمَ، وَهِيَ مِنْ أَمْوَالِ خَيْبَرَ، فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً، وَخَرَجَتِ الْكَثِيبَةُ فِي الْخُمُسِ، وَهِيَ مِمَّا يَلِي الْوَطِيحَ وَسُلَالِمَ، فَجَمَعَتْ شَيْئًا وَاحِدًا، فَكَانَتْ مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَدَقَاتِهِ، وَفِيمَا أَطْعَمَ أَزْوَاجَهُ "

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: §لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِ أَهْلِ فَدَكٍ حِينَ بَلَغَهُمْ مَا أَوْقَعَ اللَّهُ بِأَهْلِ خَيْبَرَ، فَبَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَالِحُونَهُ عَلَى النِّصْفِ مِنْ فَدَكٍ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ رُسُلُهُمْ بِخَيْبَرَ، أَوْ بِالطَّرِيقِ، أَوْ بَعْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ. فَكَانَتْ فَدَكٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَةً؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ، فَهِيَ مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى النِّصْفِ صَالَحَ أَهْلَهَا أَمْ عَلَيْهَا كُلِّهَا، فَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ جَاءَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ أَهْلَ فَدَكٍ عَلَى النِّصْفِ لَهُ وَالنِّصْفِ لَهُمْ، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَخْرَجَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَجْلَاهُمْ، فَعَرَضَ لَهُمْ بِالنِّصْفِ الَّذِي كَانَ عِوَضًا مِنْ إِبِلٍ وَرِجَالٍ وَنَقْدٍ حَتَّى أَوْفَاهُمْ قِيمَةَ نِصْفِ فَدَكٍ عِوَضًا وَنَقْدًا، ثُمَّ أَجْلَاهُمْ مِنْهَا " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَقَالَ غَيْرُ مَالِكٍ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجْلَى يَهْوَدَ خَيْبَرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُقَوِّمُ الْأَمْوَالَ، فَبَعَثَ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيْهَانِ

،. .، وَفَرْوَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَجَبَّارَ بْنَ صَخْرٍ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَوَّمُوا أَرْضَ فَدَكٍ وَنَخْلَهَا، فَأَخَذَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَدَفَعَ إِلَيْهِمْ قِيمَةَ النِّصْفِ الَّذِي لَهُمْ، وَكَانَ مَبْلَغُ ذَلِكَ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: كَانَ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ مَالٍ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَالِ الْعِرَاقِ، فَأَجْلَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَهْلَ فَدَكٍ إِلَى الشَّامِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: «كَانَ §أَهْلُ فَدَكٍ أَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِقَابَهُمْ وَنِصْفَ أَرْضِهِمْ، وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَطْرَ أَرْضِهِمْ وَنَخْلِهِمْ -[196]-. فَلَمَّا أَجْلَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ مَنْ أَقَامَ لَهُمْ حَظَّهُمْ مِنَ النَّخْلِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ أَدَّاهُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَخْرَجَهُمْ»

ذكر فاطمة والعباس وعلي رضي الله عنه، وطلب ميراثهم من تركة النبي صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَطَلَبِ مِيرَاثِهِمْ مِنْ تَرِكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ §فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ» ، وَإِنِّي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ -[197]- فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ §فَاطِمَةَ، وَالْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ» ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ إِلَّا صَنَعْتُهُ. قَالَ: فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فِي ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى مَاتَتْ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ -[198]- فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §مَنْ يَرِثُكَ إِذَا مُتَّ؟ قَالَ: وَلَدِي وَأَهْلِي قَالَتْ: فَمَا لَكَ تَرِثُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَنَا؟ قَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا وَرِثْتُ أَبَاكِ دَارًا وَلَا مَالًا وَلَا ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً قَالَتْ: بَلَى، سَهْمُ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ لَنَا، وَصَافِيَتُنَا الَّتِي بِفَدَكٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَنَا اللَّهُ، فَإِذَا مُتُّ كَانَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَنْتَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ أَهْلُهُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَهْلُهُ، قَالَتْ: فَمَا بَالُ سَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ» ، فَرَأَيْتُ أَنَا بَعْدُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ قَالَتْ: أَنْتَ وَمَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَتْ لَهُ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ بِفَدَكٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله -[199]- عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ» ، مَنْ كَانَ النَّبِيُّ يَعُولُهُ، فَأَنَا أَعُولُهُ، وَمَنْ كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ فَأَنَا أُنْفِقُ عَلَيْهِ قَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَتَرِثُكَ بَنَاتُكَ وَلَا تَرِثُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَاتُهُ؟ ‍‍ قَالَ: هُوَ ذَاكَ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " اخْتَصَمَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَا كُنْتُ لِأُحَوِّلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي النُّمَيْرِيُّ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُهَجِّنَ أَمْرَ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْتَزَعَ مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَكَ. فَقَالَ: §إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلًا رَحِيمًا، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُغَيِّرَ شَيْئًا تَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي فَدَكَ فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ عَلَى هَذَا بَيِّنَةٌ؟ فَجَاءَتْ بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَهِدَ لَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: يَعْنِي أَنَّهَا قَالَتْ ذَاكَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: فَأَشْهَدُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهَا فَدَكَ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَبِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ تَسْتَحِقِّينَهَا، أَوْ تَسْتَحِقِّينَ، بِهَا الْقَضِيَّةَ؟ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ رَجَعَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَقَضَيْتُ فِيهَا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَخِي جُوَيْرِيَةَ قَالَ: " §مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سِلَاحَهُ وَبَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الشَّهْبَاءَ - وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِإِنْسَانٍ: غُيِّرَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , سَلْنِي، فَإِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً. وَقَالَ أَحَدُهُمَا: وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّى قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، §أَرَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا هَلْ ظَلَمَاكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا أَوْ ذَهَبَا بِهِ؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا مَا ظَلَمَانَا مِنْ حَقِّنَا مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَتَوَلَّهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيْحَكَ تَوَلَّهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَا أَصَابَكَ فَفِي عُنُقِي. ثُمَّ قَالَ: فَعَلَ اللَّهُ بِالْمُغِيرَةِ وَتِبْيَانٍ، فَإِنَّهُمَا كَذِبَا عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §أَرَادَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَنْ يَأْتِينَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: أَنْ يَبْعَثْنَ بِعُثْمَانَ، إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ، وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: ثُمُنَهُنَّ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَقْسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[202]- يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي شَيْئًا مِمَّا تَرَكْتُ، مَا تَرَكْتُهُ صَدَقَةٌ» ، فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَلَبَ الْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا، وَكَانَتْ فِيهَا خُصُومَتُهُمَا، فَأَبَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَقْسِمَهَا بَيْنَهُمَا، حَتَّى أَعْرَضَ عَنْهَا الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ثُمَّ كَانَتْ عَلَى يَدِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنٍ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، كِلَاهُمَا يَتَدَاوَلَانِهَا، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حُسَيْنٍ، وَهِيَ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

خصومة علي والعباس رضي الله عنهما إلى عمر رضي الله عنه

§خُصُومَةُ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَارِسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ يَوْمًا بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّمَالِ فِرَاشٌ، عَلَى وِسَادَةِ أَدَمٍ فَقَالَ: يَا مَالِكُ، إِنَّهُ §قَدْ قَدِمَ مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ حَضَرُوا الْمَدِينَةَ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَهُمْ بِرَضْخٍ فَاقْتَسِمْهُ بَيْنَهُمْ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مُرْ بِذَلِكَ غَيْرِي قَالَ: اقْسِمْهُ أَيُّهَا الْمَرْءُ. قَالَ: وَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ يَرْفَأُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٍ وَالزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ -[203]-. فَلَبِثَ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا. فَلَمَّا دَخَلَا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، يَعْنِي عَلِيًّا، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الصَّوَافِي الَّتِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَاسْتَبَّ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» يَعْنِي نَفْسَهُ؟ قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى الْعَبَّاسِ وَعَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنِ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ اخْتَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الحشر: 6] ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالِ، فَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ -[204]- فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ ذَلِكَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ عَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمَا حَيَّانِ - وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ. ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَوْ سِنِينَ مِنْ إِمَارَتِي، أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِمِثْلِ مَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَتَزْعُمَانِ أَنِّي فِيهِمَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ، وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي - يَعْنِي الْعَبَّاسَ - تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَنِي هَذَا - يَعْنِي عَلِيًّا - يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ، فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا عَلَى مَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا عَمِلْتُ بِهِ، وَإِلَّا فَلَا تَكَلَّمَانِّ، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ وَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا بِقَضَاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا " -[205]- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، بِنَحْوِهِ. قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِعُرْوَةَ قَالَ: صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، أَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْأَلُ لَهُنَّ مِيرَاثَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا رَدَدْتُهُنَّ عَنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ: أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ؟ أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «لَا نُورَثُ، فَمَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ» ؟ فَانْتَهَى أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا أَمَرْتُهُنَّ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عَلَى رِمَالٍ فَقَالَ: يَا مَالِكُ، " إِنَّهُ §قَدْ دَفَّ عَلَيَّ دَوَافٌّ مِنْ قَوْمِكَ، فَخُذْ هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: لَوْ أَمَرْتَ بِذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ: خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَقَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذَا يَرْفَأُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ - قَالَ سُفْيَانُ خَمْسَةً أَوْ أَرْبَعَةً - فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُمْ. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَتَاهُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُمَا، فَدَخَلَا فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، افْصِلْ بَيْنَهُمَا وَارْحَمْهُمَا فَقَالَ: إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي -[206]- النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ جَعَلَهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَابِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: " جَاءَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْتَصِمَانِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، لِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ النَّاسُ: افْصِلْ بَيْنَهُمَا، افْصِلْ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: لَا أَفْصِلُ بَيْنَهُمَا، قَدْ عَلِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: " §جَاءَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٍ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَسَمِعْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ مَالِ نَبِيٍّ فَهُوَ صَدَقَةٌ، إِلَّا مَا أَطْعَمَهُ أَهْلَهُ، إِنَّا لَا نُورَثُ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَصَدَّقُ بِهِ وَيَضَعُ فَضْلَهُ فِي أَهْلِهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ، وَأَنْتُمَا تَقُولَانِ: إِنَّهُ كَانَ بِذَلِكَ خَاطِئًا، وَكَانَ بِذَلِكَ ظَالِمًا وَكَانَ بِذَلِكَ مُصِيبًا رَاشِدًا. ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنْ شِئْتُمَا قَبِلْتُمَاهُ عَلَى

عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ فِيهِ، فَأَبَيْتُمَا، ثُمَّ جِئْتُمَانِي الْآنَ تَخْتَصِمَانِ، يَقُولُ هَذَا: أُرِيدُ نَصِيبِي مِنِ ابْنِ أَخِي، وَيَقُولُ هَذَا: أُرِيدُ نَصِيبِي مِنَ امْرَأَتِي وَاللَّهِ لَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا إِلَّا بِذَاكَ " حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضَّرِيرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَنِي، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَكْتُبَهُ فَقُلْتُ: اكْتُبْهُ لِي، فَأَتَى بِهِ مَكْتُوبًا مُدَثَّرًا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمَا وَأَنْتُمَا لَا تَخْتَصِمَانِ فَقُلْتُ لَكُمَا. . . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلْنَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: بِأَبِي أَنْتِ وَأُمِّي، وَبِأَبِي أَبُوكِ وَأُمِّي وَنَفْسِي، وَإِنْ كُنْتِ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا أَوْ أَمَرَكِ بِشَيْءٍ لَمْ أَتَّبِعْ غَيْرَ مَا تَقُولِينَ، وَأَعْطَيْتُكِ مَا تَبْغِينَ، وَإِلَّا فَإِنِّي أَتَّبِعُ مَا أَمَرَ بِهِ. قَالَ: فَأَمَّا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَدَفَعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَغَلَبَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا. وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُمَا صَدَقَتَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، فَأَمْرُهُمَا إِلَيَّ وَإِلَيَّ الْأَمْرُ، وَهُمَا عَلَى ذَلِكَ

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ، وَكَانَ يَحْبِسُ قُوتَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا فَضَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لِلْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا نُورَثُ مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّخِرُ قِيتَةَ أَهْلِهِ لِسَنَةٍ مِنْ صَدَقَاتِهِ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجِئْتَ يَا عَبَّاسُ تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَجِئْتَ يَا عَلِيُّ تَطْلُبُ مِيرَاثَ زَوْجَتِكَ مِنْ أَبِيهَا، فَزَعَمْتُمَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ فِيهَا خَائِنًا فَاجِرًا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ -[209]- لَقَدْ كَانَ بَرًّا مُطِيعًا تَابِعًا لِلْحَقِّ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَبَضْتُهَا، فَجِئْتُمَانِي، تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ يَا عَبَّاسُ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَتَطْلُبُ مِيرَاثَ زَوْجَتِكَ يَا عَلِيُّ مِنْ أَبِيهَا، وَزَعَمْتُمَا أَنِّي فِيهَا غَادِرٌ فَاجِرٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهَا بَرٌّ مُطِيعٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، فَأَصْلِحَا أَمْرَكُمَا، وَإِلَّا لَمْ يَرْجِعْ وَاللَّهِ إِلَيْكُمَا. فَقَامَا وَتَرَكَا الْخُصُومَةَ وَأُمْضِيَتْ صَدَقَةٌ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكٍ، بِنَحْوِهِ قَالَ فِي آَخِرِهِ: فَغَلَبَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا، فَكَانَتْ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَتْ بِيَدِ الْحَسَنِ، ثُمَّ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: قَدْ عَلِمْتُ الَّذِي طُلِّقْنَا عَنْهُ مِنَ الصَّدَقَاتِ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنَ الْغَنَائِمِ، ثُمَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حَقِّ ذِي الْقُرْبَى، ثُمَّ قَرَأَتْ عَلَيْهِ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} إِلَى تَمَامِ الْآيَةِ وَالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا، {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] . فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتِ -[210]- وَأُمِّي وَوَالِدِ وَلَدِكِ، وَعَلَيَّ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ كِتَابُ اللَّهِ وَحَقُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَقُّ قَرَابَتِهِ، وَأَنَا أَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَقْرَئِينَ، وَلَمْ يَبْلُغْ عِلْمِي فِيهِ أَنَّ الَّذِيَ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا السَّهْمَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ يَجْرِي بِجَمَاعَتِهِ عَلَيْهِمْ قَالَتْ: أَفَلَكَ هُوَ وَلِأَقْرِبَائِكَ؟ قَالَ: لَا، وَأَنْتِ عِنْدِي أَمِينَةٌ مُصَدَّقَةٌ، فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْكِ فِي ذَلِكَ عَهْدًا، أَوْ وَعَدَكِ مَوْعِدًا، أَوْ جَبَّ لَكِ حَقًّا، صَدَّقْتُكِ وَسَلَّمْتُهُ إِلَيْكِ قَالَتْ: لَمْ يَعْهَدْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ إِلَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ الْقُرْآنَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا آلَ مُحَمَّدٍ؛ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْغِنَى» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقْتِ فَلَكُمُ الْغِنَى، وَلَمْ يَبْلُغْ عِلْمِي فِيهِ وَلَا هَذِهِ الْآيَةِ إِلَى أَنْ يُسَلَّمَ هَذَا السَّهْمُ كُلُّهُ كَامِلًا، وَلَكِنَّ الْغِنَى الَّذِي يُغْنِيكُمْ وَيَفْضُلُ عَنْكُمْ، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُمَا فَاسْأَلِيهِمْ عَنْ ذَلِكَ، فَانْظُرِي هَلْ يُوَافِقُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْهُمْ. فَانْصَرَفَتْ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرَتْ لِأَبِي بَكْرٍ بِقِصَّتِهِ وَحُدُودِهِ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ الَّذِي كَانَ رَاجَعَهَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَجِبَتْ فَاطِمَةُ وَظَنَّتْ أَنَّهُمَا قَدْ تَذَاكَرَا ذَلِكَ وَاجْتَمَعَا عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَرَأَيْتَ

إِنْ مُتَّ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ يَرِثُكَ؟ قَالَ: وَلَدِي وَأَهْلِي، قُلْتُ: فَلِمَ تَرِثُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ وَلَدِهِ وَأَهْلِهِ؟ قَالَ: مَا فَعَلْتُ، بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: بَلَى، عَمَدْتَ إِلَى فَدَكٍ - وَكَانَتْ صَافِيَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذْتَهَا، وَعَمَدْتَ إِلَى مَا أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتَهُ هُنَا قَالَ: بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، لَمْ أَفْعَلْ، حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُطْعِمُ النَّبِيَّ الطُّعْمَةَ مَا كَانَ حَيًّا، فَإِذَا قَبَضَهُ اللَّهُ رُفِعَتْ» ، قُلْتُ: أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ أَعْلَمُ، مَا أَنَا بِسَائِلَتُكَ بَعْدَ مَجْلِسِي هَذَا "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: §أَرَادَتْ فَاطِمَةُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى فَدَكٍ وَسَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، فَأَبَى عَلَيْهَا، وَجَعَلَهُ فِي مَالِ اللَّهِ، وَأَعْطَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا نَخْلًا يُقَالُ لَهُ: الْأَعْوَافُ، مِمَّا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§مَاتَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتْرُكْ دِينَارًا -[212]- وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، تَرَكَ دِرْعَهُ الَّتِي كَانَ يُقَاتِلُ فِيهَا رَهْنًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ، وَدَفَعَ إِلَيَّ صَحِيفَةً زَعَمَ أَنَّهَا رِسَالَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَتَبَ بِهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: " §أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ هُدًى وَبَصَائِرَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، فَشَرَعَ الْهُدَى، وَنَهَجَ السَّبِيلَ، وَصَرَفَ الْقَوْلَ، وَبَيَّنَ مَا يُؤْتَى مِمَّا يُنَالُ بِهِ رِضْوَانُهُ وَيُنْتَهَى بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَجَعَلَهُ ضَيِّقًا مَرْغُوبًا عَنْهُ مَسْخُوطًا عَلَى أَهْلِهِ، وَجَعَلَ مَا أَحَلَّ مِنَ الْغَنَائِمِ وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْهَا وَلَمْ يَحْظُرْهُ عَلَيْهِمْ كَمَا ابْتَلَى بِهِ أَهْلَ النُّبُوَّةِ وَالْكِتَابِ مِنْ قَبْلِهِمْ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ مَا نَفَّلَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً مِمَّا غَنِمَهُ مِنْ أَمْوَالِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ

، إِذْ يَقُولُ حُمَيْدٌ هُوَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} [الحشر: 6] حَتَّى بَلَغَ {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284] ، فَكَانَتْ تِلْكَ الْأَمْوَالُ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجِبْ لِأَحَدٍ فِيهَا خُمُسٌ وَلَا مَغْنَمٌ، إِذْ تَوَلَّى رَسُولُ اللَّهِ أَمْرَهَا عَلَى مَا يُلْهِمُهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَيَأْذَنُ لَهُ بِهِ، لَمْ يَضْرِبْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَحُزْهَا لِنَفْسِهِ وَلَا أَقْرِبَائِهِ، وَلَكِنَّهُ آثَرَ بِأَوْسَعِهَا وَأَعْمَرِهَا وَأَكْثَرِهَا نُزُلًا أَهْلَ الْعَدَمِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الحشر: 8] ، وَقَسَمَ طَوَائِفَ مِنْهَا فِي أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَاحْتَبَسَ مِنْهَا فَرِيقًا لِنَوَائِبِهِ وَحَقِّهِ وَمَا يَعْرُوهُ غَيْرَ مُعْتَقِدٍ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا مُسْتَأْثِرٍ بِهِ وَلَا بِمَوْتِهِ أَنْ يُؤْثِرَ بِهِ أَحَدًا، ثُمَّ جَعَلَهُ صَدَقَةً لَا تُرَاثَ لِأَحَدٍ فِيهِ، زَهَادَةً فِي الدُّنْيَا وَمَحْقَرَةً لَهَا، وَإِيثَارًا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ، فَهَذَا لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ. وَأَمَّا الْآيَةُ الَّتِي فِي تَفْسِيرِهَا اخْتِلَافٌ فِي قَوْلِ الْفُقَهَاءِ قَوْلُ اللَّهِ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الحشر: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] ، ثُمَّ أَخْبَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَنْ ذَلِكَ، فَوَصَفَهُمْ وَسَمَّاهُمْ لِيَكُونَ ذَلِكَ فِيهِمْ وَفِيمَنْ بَعْدَهُمْ، لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لَهُمْ وَفِيهِمْ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: {فَلِلَّهِ} [الحشر: 7] فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَنِيٌّ عَنِ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا وَمَا فِيهَا

وَلَهُ ذَلِكَ كُلُّهُ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ لِلَّهِ فِي سُبُلِهِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَلِلرَّسُولِ} [الحشر: 7] ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الْمَغْنَمِ فِيهِ إِلَّا كَحَظِّ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لِرَسُولِ اللَّهِ قَسْمُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ الْحُكْمُ فِيهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَلِذِي الْقُرْبَى} [الحشر: 7] ، فَقَدْ ظَنَّ نَاسٌ أَنَّ لِذِي الْقُرْبَى سَهْمًا مَفْرُوضًا يُبَيِّنُهُ اللَّهُ كَمَا بَيَّنَ سِهَامَ الْمَوَارِيثِ مِنَ النِّصْفِ وَالرُّبُعِ وَالثُّمُنِ وَالسُّدُسِ، وَلِمَا خَصَّ حَظَّهُمْ مِنْ ذَلِكَ غِنًى وَلَا فَقْرٌ وَلَا صَلَاحٌ وَلَا جَهْلٌ وَلَا قِلَّةُ عَدَدٍ وَلَا كَثْرَةٌ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَيَّنَ لَهُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَطَاءِ وَالسَّبْيِ وَالْعَرَضِ وَالصَّامِتِ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ سَهْمٌ مَفْرُوضٌ حَتَّى قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ قَسَمَ لَهُمْ وَلِنِسَائِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ قَسْمًا لَمْ يَعُمَّهُمْ عَامَّتَهُمْ، وَلَمْ يَخُصَّ بِهِ قَرِيبًا دُونَ مَنْ هُوَ أَحْوَجُ مِنْهُ، وَلَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِمَّنْ أَعْطَى مَنْ هُوَ أَبْعَدُ قَرَابَةً لَمَّا شَكَوْا إِلَيْهِ مِنَ الْحَاجَةِ، لِمَنْ كَانَ مِنْهُمْ وَمِنْ قَوْمِهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَفْرُوضًا لَمْ يَقْطَعْهُ عَنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَبَعْدَمَا وَسَّعَ رُكْنَهُ، وَلَا أَبُو حَسَنٍ، يَعْنِي عَلِيًّا، حِينَ مَلَكَ مَا مَلَكَ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِيهِ قَائِلٌ، فَهَلَّا أُعْلِمْتُمْ مِنْ ذَلِكَ أَمْرًا يُعْمَلُ بِهِ فِيهِمْ وَيُعْرَفُ لَهُمْ بَعْدُ؟ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَفْرُوضًا لَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر: 7] ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لِذِي الْقُرْبَى بِحَقِّهِمْ، وَقَرَابَتِهِمْ فِي الْحَاجَةِ، وَالْحَقِّ النَّازِلِ اللَّازِمِ، وَكَحَقِّ الْمِسْكِينِ فِي مَسْكَنِهِ، فَإِذَا اسْتَغْنَى فَلَا حَقَّ لَهُ، وَكَحَقِّ ابْنِ السَّبِيلِ فِي سَفَرِهِ وَضَرُورَتِهِ

، فَإِذَا أَصَابَ غِنًى فَلَا حَقَّ لَهُ وَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى ذَوِي الْحَاجَةِ، لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ وَصَالِحُ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ لِيَقْطَعُوا سَهْمًا فَرَضَهُ اللَّهُ وَجَنَّبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقُرْبَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُؤْتُونَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَا يَقُومُونَ بِحَقِّ اللَّهِ لَهُمْ فِيهِ، كَمَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوَا الزَّكَاةَ وَأَحْكَامَ الْقُرْآنِ، فَقَدْ أَمْضَوْا عَطَايَا فِي أَفْنَاءِ النَّاسِ وَإِنَّ بَعْضَهُمْ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ وَأَمَّا الْخُمُسُ، فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْمَغْنَمِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَسَّعَ لِنَبِيِّهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى ذَوِي الْقَرَابَةِ فِي مَوَاضِعَ قَدْ سَمَّى لَهُ بِغَيْرِ سَهْمٍ مَفْرُوضٍ، فَقَدْ أَفَاءَ اللَّهُ سَبْيًا فَأَخْدَمَ فِيهِ نَاسًا وَتَرَكَ ابْنَتَهُ، وَكَلَهَا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَالتَّسْبِيحِ، فَلَا أَعْظَمَ مِنْهَا حَقًّا وَقَرَابَةً، وَلَوْ قَسَمَ هَذَا الْخُمُسَ وَالْمَغْنَمَ عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ، لَكَانَ ذَلِكَ حَيْفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَاغْتِرَافًا لِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَلَا يُقْبَلُ قَسَمُ ذَلِكَ فِيمَنْ يَدَّعِي فِيهِ الْوَلَايَةَ وَالْقَرَابَةَ وَالنَّسَبَ، وَلَا دَخَلَتْ فِيهِ سُهْمَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَالنِّسَاءِ وَأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، وَلَدَى مَنْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُوَافِقٍ لِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ: 47] , وَقَالَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] , وَمَعَ قَوْلِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لِأُمَمِهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدَعَ سَهْمًا فَرَضَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَلِأَقْرِبَائِهِ لِآخِرِ النَّاسِ، وَلَا لَخُلُوفٍ بَعْدَهُ، فَقَدْ سُئِلَ نِسَاءَ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَتَحَلَّلَ

الْمُسْلِمِينَ مِنْ سَبَايَاهُمْ، فَقَدْ كَانُوا فَيْئًا، فَفَكَّهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَطْلَقَهُمْ، لِمَا وَلُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بِغَيْرِ سَهْمٍ مَفْرُوضٍ، وَقَالَ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ يَسْأَلُ مِنْ أَنْعَامِهِمْ، وَتَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِشَجَرَةٍ: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ لَكُمْ مِثْلُ عَدَدِ سَمُرِهَا نِعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، وَمَا أَنَا بِأَحَقُّ بِهَذَا الْفَيْءِ مِنْكُمْ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ آخِذُهَا مِنْ كَاهِلِ الْبَعِيرِ» ، فَفِي هَذَا بَيَانٌ عَنْ مَوَاضِعِ الْفَيْءِ وَوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ. فَأَمَّا الصَّدَقَاتُ، فَإِنَّهُ جَعَلَهَا زَكَاةً وَطَهُورًا لِعِبَادِهِ، لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ صَبْرَهُمْ وَإِيمَانَهُمْ بِمَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ، فَنَادَى بِهِ إِلَى نَبِيِّهِ فَقَالَ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] ، وَلَمْ يَقُلْ: خُذْهَا لِنَفْسِكَ وَلِقُرْبَاكَ، مَعَ أَنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِنَبِيٍّ وَلَا أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَا حَقَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ. قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} [التوبة: 60] إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60] ، فَهَذِهِ مَوَاضِعُ الصَّدَقَاتِ، حَيَوَانِهَا وَثِمَارِهَا وَصَامِتِهَا. ثُمَّ فَرَضَ اللَّهُ وَسَنَّ نَبِيُّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَ فِيهَا إِلَى الْآفَاقِ، وَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ قَالَ مُرْتَدُّو الْعَرَبِ: نُقِيمُ الصَّلَاةَ وَلَا نُؤْتِي الزَّكَاةَ: لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ مَا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُ، وَلَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا طَيِّبَةً بِذَلِكَ نَفْسِي. وَمَا لِأَحَدٍ أَنْ يَتَخَيَّرَ وَأَنْ يَتَحَكَّمَ فِيمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ تَأَلَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ رُؤَسَاءَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْعَرَبِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه

وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُ يُفْرِغُ بَعْضَهُ فِي حَوْضِ بَعْضٍ، وَيَسُدُّ بَعْضَهُ مَكَانَ بَعْضٍ» . وَمَا سُهْمَانُ الصَّدَقَةِ إِلَّا فِي مَوَاضِعِ الْحَاجَةِ فِيمَنْ سَمَّى اللَّهُ وَوَصَفَ، لَوْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُونَهُ إِلَّا مِنْ صِنْفٍ وَاحِدٍ، لَمْ يَكُنْ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ أَحَدًا لِشَرَفِهِ وَلَا لِغَنَاءٍ وَلَا لِدِلَّةٍ، وَأَوْلَى النَّاسُ بِهَا مِمَّنْ قُبِضَتْ عَنْهُ الصَّدَقَةُ يَعْلَمُهُ مَنْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ. وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " اخْتَصَمَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§مَا كُنْتُ لِأُحَوِّلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §جَعَلَ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ "

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ حِينَ وَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ وَمَا وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، كَيْفَ صَنَعَ فِي سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى؟ قَالَ: §سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ؟ وَلِمَ؟ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ؟ قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ مَا كَانَ أَهْلُهُ يَصْدُرُونَ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ، قُلْتُ: فَمَا مَنَعَهُ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ يَكْرَهُ أَنْ يُدَّعَى عَلَيْهِ خِلَافُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " -[218]- قَالَ أَبُو غَسَّانَ: صَدَقَاتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ فِي يَدِ الْخَلِيفَةِ يُوَلِّي عَلَيْهَا وَيَعْزِلُ عَنْهَا، وَيَقْسِمُ ثَمَرَهَا وَغَلَّتَهَا فِي أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى مَنْ هِيَ فِي يَدِهِ مِنَ الْوُكَلَاءِ فِيهَا

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَلَمْ تَرَ حُجْرًا الْمَدَرِيَّ حَدَّثَنِي، " أَنَّ §فِي صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُنْفَقَ عَلَى نِسَائِهِ بِالْمَعْرُوفِ غَيْرِ الْمُنْكَرِ "

ذكر صدقات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وغيرهم

§ذِكْرُ صَدَقَاتِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَغَيْرِهِمْ

صدقة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال أبو غسان: تصدق العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بحل له كان بينبع على عين يقال لها: عين جساس، على شراب زمزم، فذلك الحق يقال له: السقاية؛ لأنه تصدق به على زمزم، وهو الثمن من تلك العين، وهو اليوم بيد

§صَدَقَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: تَصَدَّقَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحِلٍّ لَهُ كَانَ بِيَنْبُعَ عَلَى عَيْنٍ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ جُسَّاسٍ، عَلَى شَرَابِ زَمْزَمَ، فَذَلِكَ الْحَقُّ يُقَالُ لَهُ: السِّقَايَةُ؛ لِأَنَّهُ تَصَدَّقَ بِهِ عَلَى زَمْزَمَ، وَهُوَ الثُّمُنُ مِنْ تِلْكَ الْعَيْنِ، وَهُوَ الْيَوْمَ بِيَدِ الْخَلِيفَةِ يُوَكِّلُ بِهِ

صدقة عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما وتصدق عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما بمال بالصهوة، وهو موضع بين معن وبير حوزة على ليلة من المدينة، وتلك الصدقة بيد الخليفة يوكل بها

§صَدَقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَتَصَدَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَالٍ بِالصَّهْوَةِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَعْنٍ وَبِيرِ حَوْزَةَ عَلَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَتِلْكَ الصَّدَقَةُ بِيَدِ الْخَلِيفَةِ يُوَكِّلُ بِهَا

صدقات علي بن أبي طالب رضي الله عنه

§صَدَقَاتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ كُشْدِ بْنِ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: نَزَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيَّ بِالْمِنْحَارِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ حَوْزَةَ السُّفْلَى وَبَيْنَ مَنْحَوَيْنِ، عَلَى طَرِيقِ التُّجَّارِ فِي الشَّامِ، حِينَ بَعَثَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَرَقَّبَانِ لَهُ عَنْ عِيرِ أَبِي سُفْيَانَ، فَنَزَلَا عَلَى كُشْدٍ، فَأَجَارَهُمَا. فَلَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ يَنْبُعَ، قَطَعَهَا لِكُشْدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كَبِيرٌ، وَلَكِنْ أَقْطِعْهَا لِابْنِ أَخِي. فَقَطَعَهَا لَهُ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَيْهَا فَرَمَى بِهَا وَأَصَابَهُ سَافِيهَا وَرِيحُهَا، فَقَدَّرَهَا، وَأَقْبَلَ رَاجِعًا، فَلَحِقَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَنْزِلٍ، وَهِيَ بَلِيَّةُ دُونَ يَنْبُعَ فَقَالَ: §مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ يَنْبُعَ

، وَقَدْ شَنِفْتُهَا، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبْتَاعَهَا؟ قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ قَالَ: هِيَ لَكَ. فَخَرَجَ إِلَيْهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ عَمِلَهُ فِيهَا الْبُغَيْبَغَةُ وَأَنْفَذَهَا "

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بُشِّرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْبُغَيْبِغَةِ حِينَ ظَهَرَتْ فَقَالَ: " §تُسِرُّ الْوَارِثَ، ثُمَّ قَالَ: هِيَ صَدَقَةٌ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَذِي الْحَاجَةِ الْأَقْرَبِ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَطَعَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَنْبُعَ، ثُمَّ اشْتَرَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى قَطِيعَةِ عُمَرَ أَشْيَاءَ فَحَفَرَ فِيهَا عَيْنًا، فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْمَلُونَ فِيهَا إِذِ انْفَجَرَ عَلَيْهِمْ مِثْلُ عُنُقِ الْجَزُورِ مِنَ الْمَاءِ، فَأُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبُشِّرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: «§يُسِرُّ الْوَارِثَ. ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، فِي السِّلْمِ وَالْحَرْبِ، لِيَوْمٍ تَبْيَضُّ فِيهِ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، لِيَصْرِفَ اللَّهُ بِهَا وَجْهِي عَنِ النَّارِ، وَيَصْرِفَ النَّارَ عَنْ وَجْهِي»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنٌ لِحَفْصِ بْنِ عُمَرَ مَوْلَى عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى يَنْبُعَ فَنَظَرَ إِلَى جِبَالِهَا قَالَ: «§لَقَدْ وُضِعَتْ عَلَى نَقِيٍّ مِنَ الْمَاءِ عَظِيمٍ»

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي حَدِيثٍ سَاقَهُ قَالَ: " §أَقْطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِذِي الْعَشِيرَةِ مِنْ يَنْبُعَ، ثُمَّ أَقْطَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ إِلَيْهَا قَطِيعَةً، وَاشْتَرَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهَا قِطْعَةً، وَحَفَرَ بِهَا عَيْنًا، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَفِي الْحَيَاةِ وَالسِّلْمِ وَالْحَرْبِ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَةٌ لَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ، حَتَّى يَرِثَهَا اللَّهُ الَّذِي يَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ " قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَرَاهَا فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. قَالَ: وَكَانَتْ أَمْوَالُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عُيُونًا مُتَفَرِّقَةً بِيَنْبُعَ، مِنْهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ الْبَحِيرِ، وَعَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ أَبِي نَيْزَرٍ، وَعَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ نُولَا، وَهِيَ الْيَوْمَ تُدْعَى الْعَدَرَ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمِلَ فِيهَا بِيَدِهِ، وَفِيهَا مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مُتَوَجَّهَهُ إِلَى ذِي الْعَشِيرَةِ يَتَلَقَّى عِيرَ قُرَيْشٍ. وَفِي هَذِهِ الْعُيُونُ أَشْرَابٌ بِأَيْدِي أَقْوَامٍ، زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ وُلَاةَ الصَّدَقَةِ أَعْطَوْهُمْ إِيَّاهَا، وَزَعَمَ الَّذِينَ هِيَ بِأَيْدِيهِمْ أَنَّهَا مِلْكٌ لَهُمْ، إِلَّا عَيْنَ نُولَا فَإِنَّهَا خَالِصَةٌ، إِلَّا نَخْلَاتٍ فِيهَا بِيَدِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: بِنْتُ يَعْلَى مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَعَمِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا بِيَنْبُعَ الْبُغَيْبِغَاتِ، وَهِيَ عُيُونٌ مِنْهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: خَيْفُ الْأَرَاكِ، وَمِنْهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: خَيْفُ لَيْلَى، وَمِنْهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: خَيْفُ بِسْطَاسٍ، فِيهَا خَلِيجٌ مِنَ النَّخْلِ مَعَ الْعَيْنِ. وَكَانَتِ الْبُغَيْبِغَاتُ مِمَّا عَمِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ، فَلَمْ تَزَلْ فِي صَدَقَاتِهِ حَتَّى أَعْطَاهَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَأْكُلُ ثَمَرَهَا، وَيَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى دِينِهِ وَمَؤُونَتِهِ عَلَى أَلَّا يُزَوِّجَ ابْنَتَهُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ تِلْكَ الْعُيُونَ مِنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ قُبِضَتْ حَتَّى مَلَكَ بَنُو هَاشِمٍ الصَّوَافِيَ، فَكَلَّمَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ أَبَا الْعَبَّاسِ، وَهُوَ خَلِيفَةٌ، فَرَدَّهَا فِي صَدَقَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَقَامَتْ فِي صَدَقَتِهِ حَتَّى قَبَضَهَا أَبُو جَعْفَرٍ فِي خِلَافَتِهِ، وَكَلَّمَ فِيهَا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْمَهْدِيَّ حِينَ اسْتُخْلِفَ وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهَا، فَكَتَبَ إِلَى زُفَرَ بْنِ عَاصِمٍ الْهِلَالِيِّ، وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ، فَرَدَّهَا مَعَ صَدَقَاتِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

وَلِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا سَاقِيٌّ عَلَى عَيْنٍ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ الْحَدَثِ، بِيَنْبُعَ، وَأَشْرَكَ عَلَى عَيْنٍ يُقَالُ لَهَا: الْعَصَبِيَّةُ مَوَاتٌ بِيَنْبُعَ. وَكَانَ لَهُ أَيْضًا صَدَقَاتٌ بِالْمَدِينَةِ: الْفَقِيرَيْنِ بِالْعَالِيَةِ، وَبِئْرُ الْمَلِكِ بِقَنَاةَ، وَالْأَدَبِيَّةُ بِالْإِضَمِ، فَسَمِعْتُ أَنَّ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بَاعَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِيمَا كَانَ مِنْ حَرْبِهِمْ، فَتِلْكَ الْأَمْوَالُ الْيَوْمَ مُتَفَرِّقَةٌ فِي أَيْدِي نَاسٍ شَتَّى. وَلِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَدَقَاتِهِ «عَيْنُ نَاقَةَ» ، بِوَادِي الْقُرَى وَيُقَالُ لَهَا: عَيْنُ حَسَنٍ بِالْبِيرَةِ مِنَ الْعُلَا. كَانَتْ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، فَخَاصَمَهُ فِيهَا حَمْزَةُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيٍّ، بِوِلَايَةِ أَخِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَسَنٍ، الصَّدَقَةَ حَتَّى قُضِيَ لِحَمْزَةَ بِهَا، وَصَارَتْ فِي الصَّدَقَةِ. وَلَهُ بِوَادِي الْقُرَى أَيْضًا عَيْنٌ مَوَاتٌ خَاصَمَ فِيهَا أَيْضًا حَمْزَةُ بْنُ حَسَنٍ بِوِلَايَةِ أَخِيهِ الْعَبَّاسِ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ وَادِي الْقُرَى، وَكَانَتْ بِأَيْدِيهِمَا يُقَالُ لَهُمَا: مَصْدَرٌ كَبِيرٌ مَوْلَى حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ وَمَرْوَانُ

بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَارَسْتَ، حَتَّى قَضَى حَمْزَةُ بِهَا، فَصَارَتْ فِي الصَّدَقَةِ. وَلِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا حَقٌّ عَلَى عَيْنِ سَكَرٍ. وَلَهُ أَيْضًا سَاقِيٌّ عَلَى عَيْنٍ بِالْبِيرَةِ، وَهُوَ فِي الصَّدَقَةِ. وَلَهُ بِحَرَّةِ الرَّجْلَاءِ مِنْ نَاحِيَةِ شِعْبِ زَيْدٍ وَادٍ يُدْعَى الْأَحْمَرُ، شَطْرُهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَشَطْرُهُ بِأَيْدِي آلِ مَنَّاعٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مِنْحَةً مِنْ عَلِيٍّ، وَكَانَ كُلُّهُ بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى خَاصَمَهُمْ فِيهِ حَمْزَةُ بْنُ حَسَنٍ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ نِصْفَهُ. وَلَهُ أَيْضًا بِحَرَّةِ الرَّجْلَاءِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: الْبَيْضَاءُ، فِيهِ مَزَارِعُ وَعَفًا، وَهُوَ فِي صَدَقَتِهِ. وَلَهُ أَيْضًا بِحَرَّةِ الرَّجْلَاءِ أَرْبَعُ آبُرٍ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ كَمَّاتٍ، وَذَوَاتُ الْعُشَرَاءِ، وَقُعَيْنٌ، وَمُعَيْدٌ وَرَعْوَانُ، فَهَذِهِ الْآبُرُ فِي صَدَقَتِهِ. وَلَهُ بِنَاحِيَةِ فَدَكٍ وَادٍ بَيْنَ لَابَتَيْ حَرَّةٍ يُدْعَى: رَعِيَّةَ، فِيهِ

نَخْلٌ وَوَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَجْرِي عَلَى سَقَا بَزَرْنُوقَ، فَذَلِكَ فِي صَدَقَتِهِ. وَلَهُ أَيْضًا بِنَاحِيَةِ فَدَكٍ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْحَنُ، وَبَنُو فَزَارَةَ تَدَّعِي فِيهِ مُلْكًا وَمُقَامًا، وَهُوَ الْيَوْمَ فِي أَيْدِي وُلَاةِ الصَّدَقَةِ فِي الصَّدَقَةِ. وَلَهُ أَيْضًا نَاحِيَةُ فَدَكٍ مَالٌ بِأَعْلَى حَرَّةِ الرَّجْلَاءِ يُقَالُ لَهُ: الْقَصَبِيَّةُ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَامَلَ عَلَيْهِ بَنِي عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَى أَنَّهُ إِذَا بَلَغَ ثَمَرُهُ ثَلَاثِينَ صَاعًا بِالصَّاعِ الْأَوَّلِ فَالصَّدَقَةُ عَلَى الثُّلُثِ، فَإِذَا انْقَرَضَ بَنُو عُمَيْرٍ فَمَرْجِعُهُ إِلَى الصَّدَقَةِ، فَذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ بِأَيْدِي وُلَاةِ الصَّدَقَةِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَهَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِ صَدَقَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرْفًا بِحَرْفٍ، نَسَخْتُهَا عَلَى نُقْصَانِ هِجَائِهَا وَصُورَةِ كِتَابِهَا، أَخَذْتُهَا مِنْ أَبِي، أَخَذَهَا مِنْ حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ وَقَضَى بِهِ فِي مَالِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ لِيُولِجَنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَيَصْرِفَنِي عَنِ النَّارِ، وَيَصْرِفَ النَّارَ عَنِّي يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ: أَنَّ مَا كَانَ لِي بِيَنْبُعَ مِنْ مَاءٍ يُعْرَفُ لِي فِيهَا، وَمَا حَوْلَهُ صَدَقَةٌ، وَرَقِيقُهَا، غَيْرَ أَنَّ رَبَاحًا وَأَبَا نَيْزَرٍ

وَجُبَيْرًا أَعْتَقْنَاهُمْ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِمْ سَبِيلٌ، وَهُمْ مَوَالِيَّ يَعْمَلُونَ فِي الْمَاءِ خَمْسَ حِجَجٍ، وَفِيهِ نَفَقَتُهُمْ وَرِزْقُهُمْ وَرِزْقُ أَهْلِيهِمْ. وَمَعَ ذَلِكَ مَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، ثُلُثُهُ مَالُ ابْنَيَّ قَطِيعَةً، وَرَقِيقُهَا صَدَقَةٌ، وَمَا كَانَ لِي بِوَادٍ تُرْعَةَ وَأَهْلُهَا صَدَقَةٌ، غَيْرَ أَنَّ زُرَيْقًا لَهُ مِثْلُ مَا كَتَبْتُ لِأَصْحَابِهِ. وَمَا كَانَ لِي بِإِذْنِيَّةَ وَأَهْلِهَا صَدَقَةٌ، وَالْفَقِيرُ لِي كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ صَدَقَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَأَنَّ الَّذِي كَتَبْتُ مِنْ أَمْوَالِي هَذِهِ صَدَقَةٌ وَجَبَ فِعْلُهُ حَيًّا أَنَا أَوْ مَيِّتًا يُنْفَقُ فِي كُلِّ نَفَقَةٍ ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَوَجْهِهِ ذَوِي الرَّحِمِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَأَنَّهُ يَقُومُ عَلَى ذَلِكَ حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، يَأْكُلُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْفِقُ حَيْثُ يُرِيهِ اللَّهُ فِي حِلٍّ مُحَلَّلٌ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَنْدَمِلَ مِنَ الصَّدَقَةِ مَكَانَ مَا فَاتَهُ يَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ مِنَ الْمَاءِ فَيَقْضِيَ بِهِ الدَّيْنَ فَلْيَفْعَلْ إِنْ شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَإِنْ شَاءَ جَعَلَهُ يَسِيرُ إِلَى مَلِكٍ، وَإِنْ وَلَدَ عَلِيٍّ وَمَا لَهُمْ إِلَى حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَإِنْ كَانَ دَارُ حَسَنٍ غَيْرَ دَارِ الصَّدَقَةِ فَبَدَا لَهُ أَنْ يَبِيعَهَا، فَإِنَّهُ يَبِيعُ إِنْ شَاءَ لَا حَرَجَ

عَلَيْهِ فِيهِ، فَإِنْ يَبِعْ فَإِنَّهُ يَقْسِمُ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ، فَيَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَيَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي آلِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ يَضَعُهُ مِنْهُمْ حَيْثُ يُرِيهِ اللَّهُ. وَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَحُسَيْنٌ حَيٌّ، فَإِنَّهُ إِلَى حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَفْعَلُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ حَسَنًا، لَهُ مِنْهَا مِثْلُ الَّذِي كَتَبْتُ لِحَسَنٍ مِنْهَا، وَعَلَيْهِ فِيهَا مِثْلُ الَّذِي عَلَى حَسَنٍ، وَإِنَّ لِبَنِي فَاطِمَةَ مِنْ صَدَقَةِ عَلِيٍّ مِثْلُ الَّذِي لِبَنِي عَلِيٍّ، وَإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ الَّذِي جَعَلْتُ إِلَى ابْنَيْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَتَكْرِيمَ حُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَتَعْظِيمًا وَتَشْرِيفًا وَرَجَاءً بِهِمَا، فَإِنْ حَدَثَ لِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ حَدَثٌ، فَإِنَّ الْآخِرَ مِنْهُمَا يَنْظُرُ فِي بَنِي عَلِيٍّ، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِمْ مَنْ يَرْضَى بِهَدْيِهِ وَإِسْلَامِهِ وَأَمَانَتِهِ فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِنْ شَاءَ، وَإِنْ لَمْ يَرَ فِيهِمْ بَعْضَ الَّذِي يُرِيدُ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي طَالِبٍ يَرْضَاهُ، فَإِنْ وَجَدَ آلَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ كَبِيرُهُمْ وَذَوُو رَأْيِهِمْ، وَذَوُو أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِلَى رَجُلٍ يَرْضَاهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَإِنَّهُ يَشْتَرِطُ عَلَى الَّذِي يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ أَنْ يُنْزِلَ الْمَاءَ عَلَى أُصُولِهِ، يُنْفِقُ تَمْرَهُ حَيْثُ أُمِرَ بِهِ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَوَجْهِهِ، وَذَوِي الرَّحِمِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، لَا يُبَعْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلَا يُوهَبْ، وَلَا يُورَثْ، وَإِنَّ مَالَ مُحَمَّدٍ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَمَالَ ابْنَيْ فَاطِمَةَ وَمَالَ فَاطِمَةَ إِلَى ابْنَيْ فَاطِمَةَ. وَإِنَّ رَقِيقِي الَّذِينَ فِي صَحِيفَةِ حَمْزَةَ الَّذِي كَتَبَ لِي عُتَقَاءُ. فَهَذَا مَا قَضَى عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَمْوَالِهِ هَذِهِ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ قَدَّمَ فَكَّرَ ابْتَغَى وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى كُلِّ

حَالٍ، وَلَا يَحِلُّ لَامْرِئٍ مُسْلِمٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَقُولَ فِي شَيْءٍ قَبَضْتُهُ فِي مَالٍ، وَلَا يُخَالِفُ فِيهِ عَنْ أَمْرِي الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ عَنْ قَرِيبٍ وَلَا بَعِيدٍ. أَمَّا بَعْدِي فَإِنَّ وَلَائِدِيَ اللَّاتِي أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ السَّبْعَ عَشْرَةَ، مِنْهُنَّ أُمَّهَاتُ أَوْلَادٍ أَحْيَاءٍ مَعَهُنَّ، وَمِنْهُنَّ مَنْ لَا وَلَدَ لَهَا، فَقَضَائِي فِيهِنَّ إِنْ حَدَثَ لِي حَدَثٌ أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ، وَلَيْسَتْ بِحُبْلَى، فَهِيَ عَتِيقَةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا سَبِيلٌ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُنَّ لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ وَهِيَ حُبْلَى فَتُمْسِكُ عَلَى وَلَدِهَا وَهِيَ مِنْ حَظِّهِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ وَلَدُهَا وَهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتِيقَةٌ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا سَبِيلٌ. فَهَذَا مَا قَضَى بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مَالِ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ مُكِرَ شَهِدَ أَبُو شِمْرِ بْنُ أَبْرَهَةَ، وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَهَيَّاجُ بْنُ أَبِي هَيَّاجٍ وَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِهِ لِعَشَرَةٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: " §لَمْ تَكُنْ فِي صَدَقَةِ عَلِيٍّ إِلَّا: شَهِدَ أَبُو هَيَّاجٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَكَتَبَ "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ ضَمْرٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ: كَتَبَ عَلِيٌّ فِي وَصِيَّتِهِ: §إِنَّ وَصِيَّتِي إِلَى أَكْبَرِ وَلَدِي غَيْرَ طَاعِنٍ عَلَيْهِ فِي فَرْجٍ وَلَا بَطْنٍ "

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَعْتَقَ عَبِيدًا لَهُ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْمَلُوا فِي أَرْضِهِ سِتَّ سِنِينَ " حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَمُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَقَرَأْتُ فِي وَصِيَّةِ عَلِيٍّ مِثْلَ هَذَا اسْتَقْطَعَ الزُّبَيْرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَقِيعَ فَقَطَعَهُ، فَهُوَ بَقِيعُ الزُّبَيْرِ، فَفِيهِ مِنَ الدُّورِ لِلزُّبَيْرِ دَارُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ الَّتِي فِيهَا الْمَجْزَرَةُ، ثُمَّ خَلْفَهَا فِي شَرْقِيِّهَا دَارُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِلَى زُقَاقِ عُرْوَةَ، فِيهَا يَسْكُنُ بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَفِيهِ دَارُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عَلَى يَسَارِكَ إِذَا أَرَدْتَ بَنِي مَازِنٍ، إِلَى جَنْبِ دَارِ الْحِجَارَةِ، هِيَ بِأَيْدِي بَنِي مُصْعَبٍ الْيَوْمَ، وَفِيهِ دَارُ آلِ عُكَّاشَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عَلَى بَابِ الزُّقَاقِ الَّذِي فِيهِ الْكُتَّابُ الَّذِي يُخْرِجُكَ إِلَى دُورِ نُفَيْسِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي مَوْلَى بَنِي الْمُعَلَّى فِي بَنِي زُرَيْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفِيهِ دَارُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الَّتِي كَانَ فِيهَا صِدِّيقُ بْنُ مُوسَى الزُّبَيْرِيُّ

، وَأَدْيَارُهَا لِبَنِي الْمُنْذِرِ، فِيهَا بَيْتُ أَبِي عُودٍ الزُّبَيْرِيِّ وَابْنِهِ، ثُمَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ، مَمْدُودَةً إِلَى دَارِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَفِيهِ بَيْتُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الَّذِي يَفْتَرِقُ عُلْوَهُ الطَّرِيقَانِ. كُلُّ هَذَا صَدَقَةٌ مِنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَتَجْوِيزٌ مِنْهُ لِوَلَدِهِ. وَاتَّخَذَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا دَارَ عُرْوَةَ وَدَارَ عَمْرٍو، وَهُمَا مُتَلَازِمَتَانِ عِنْدَ خَوْخَةِ الْقَوَارِيرِ، فَتَصَدَّقَ بِهِمَا مُتَفَرِّقَتَيْنِ عَلَى عُرْوَةَ وَعَمْرٍو وَأَعْقَابِهِمَا، فَهُمَا بِأَيْدِيهِمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهَا صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: وَكَانَتَا وَاحِدَةً

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §جَعَلَ دُورَهُ صَدَقَةً عَلَى بَنِيهِ، لَا تُبَاعُ وَلَا تُورَثُ، وَأَنَّ لِلْمَرْءِ دُورَهُ مِنْ بَنَاتِهِ أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلَا مُضَرٍّ بِهَا، وَإِنِ اسْتَغْنَتْ بِزَوْجٍ فَلَيْسَ لَهَا حَقٌّ " وَاتَّخَذَ ذُؤَيْبُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ تُوَيْتِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، دَارًا بِالْمُصَلَّى مِمَّا يَلِي السُّوقَ بَيْنَ دَارِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَبَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: زُقَاقُ الْقَفَّاصِينَ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ وَاتَّخَذَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ دَارَهُ الشَّارِعَةَ عَلَى الْبَلَاطِ إِلَى جَنْبِ دَارِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ دَارِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، يَحْجُزَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ دَارِ مُعَاوِيَةَ الطَّرِيقُ، فَوَقَفَهَا، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمُ الْيَوْمَ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، «أَنَّهُ §حَبَسَ دَارَهُ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ» وَاتَّخَذَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْأَسَدِيُّ دَارًا بَيْنَ خُطَّةَ بَنِي نَصْرٍ وَبَيْنَ بَنِي زُرَيْقٍ، فَلَمْ تَزَلْ بِأَيْدِي وَلَدِهِ حَتَّى بَاعُوهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ الْيَوْمَ. وَاتَّخَذَ نَوْفَلُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ أَبِي حُبَيْسٍ دَارَيْنِ: إِحْدَاهُمَا الَّتِي بِالْبَلَاطِ عِنْدَ أَصْحَابِ الرَّبَاعِ، بَيْنَ دَارِ آلِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيِّينَ، وَبَيْنَ دَارِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّينَ، فَهِيَ بِأَيْدِي آلِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيٍّ، وَالدَّارُ الْأُخْرَى فِي بَنِي زُرَيْقٍ وِجَاهَ الْكُتَّابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: كُتَّابُ أَبِي ذِبَّانٍ، بَيْنَ مَنْزِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الَّذِي صَارَ لِبَنِي عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمِنْ حَدِّ الزُّقَاقِ الَّتِي عِنْدَ الْخَمَّارِينَ دُبُرُهَا دَارُ هَانِئٍ الَّتِي بِأَيْدِي آلِ جُبَيْرٍ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَوَّامِ دَارَهُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الرَّيَّانِ، وَلِدَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ، مِنْهَا بَابٌ يُخْرِجُكَ إِلَى دَارِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ، وَمِنْهَا بَابٌ عَلَى الْخَطِّ الْعَظِيمِ الَّذِي إِلَى بَقِيعِ الزُّبَيْرِ، وَمِنْهَا بَابٌ يُخْرِجُكَ إِلَى دَارِ آلِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيِّ، وَعَلَى دَارِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ

دور عبد بن قصي اتخذ طليب بن كثير بن عبد بن قصي دارا في زقاق الصفارين، فورثها أبو كثير بن زيد بن كثير بن عبد بن قصي، ثم خرجت من أيديهم

§دُورُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ اتَّخَذَ طُلَيْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ دَارًا فِي زُقَاقِ الصَّفَّارِينَ، فَوَرِثَهَا أَبُو كَثِيرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ

دور بني زهرة اتخذ عبد الرحمن بن عوف دورا، فدخل منها في المسجد ثلاث آدر، كن يدعين القرائن، وسمعت من يذكر أن القرائن ثلاث جنابذ لعبد الرحمن بن عوف، وللقرائن يقول أبو قطيفة: ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جنوب المصلى أم كعهدي القرائن ودخل في المسجد أيضا

§دُورُ بَنِي زُهْرَةَ اتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ دُورًا، فَدَخَلَ مِنْهَا فِي الْمَسْجِدِ ثَلَاثُ آدُرٍ، كُنَّ يُدْعَيْنَ الْقَرَائِنَ، وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الْقَرَائِنَ ثَلَاثُ جَنَابِذَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَلِلْقَرَائِنِ يَقُولُ أَبُو قَطِيفَةَ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... جَنُوبُ الْمُصَلَّى أَمْ كَعَهْدِي الْقَرَائِنُ وَدَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ أَيْضًا دَارُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا دَارُ مُلَيْكَةَ، كَانَ عُمَرُ وَمُصْعَبٌ، يَقُولُ، بَاعُوهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَصَارَتْ فِي الصَّوَافِي، فَأَدْخَلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي الْمَسْجِدِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ مُلَيْكَةَ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنْزَلَهَا مُلَيْكَةَ بِنْتَ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيَّةَ حِينَ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَتْ تَحْتَ زَبَّانَ بْنِ مَنْظُورٍ، فَهَلَكَ عَنْهَا، فَخَلَفَ عَلَيْهَا ابْنُهُ مَنْظُورُ بْنُ زَبَّانَ

، فَأَقْدَمَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَدِينَةَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَنْظُورٍ، وَقَالَ: مَنْ يُنْزِلُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ فَأَنْزَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَارَهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ: وَمِنْهُنَّ دَارُ الْقَضَاءِ الَّتِي هِيَ الْيَوْمَ رَحَبَةٌ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَرْبِيِّهِ مِمَّا يَلِي دَارَ مَرْوَانَ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمَّتِهَا سَهْلةَ بِنْتِ عَاصِمٍ قَالَتْ: " كَانَ §دَارُ الْقَضَاءِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْقَضَاءِ؛ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ اعْتَزَلَ فِيهَا لَيَالِيَ الشُّورَى حَتَّى قُضِيَ الْأَمْرُ، فَبَاعَهَا بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَصَارَتْ بَعْدُ فِي الصَّوَافِي، وَكَانَتِ الدَّوَاوِينُ فِيهَا وَبَيْتُ الْمَالِ، فَهَدَمَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَيَّرَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ، فَهِيَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ " قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كَانَتْ رَحَبَةُ الْقَضَاءِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَمَرَ حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ يَبِيعَاهَا عِنْدَ وَفَاتِهِ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَيْهِ، فَإِنْ بَلَغَ ثَمَنُهَا دَيْنَهُ وَإِلَّا فَاسْأَلُوا فِيهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ حَتَّى يَقْضُوهُ

، فَبَاعُوهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَانَتْ تُسَمَّى دَارَ الْقَضَاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: إِنْ كَانَتْ لَتُسَمَّى دَارُ الْقَضَاءِ قَالَ: وَكَانَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَرَاهَا عِنْدَ وِلَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَدِمَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَهَدَمَهَا وَجَعَلَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ، وَفَتَحَ فِيهَا الْبَابَ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الْخَوْخَةِ الصَّغِيرَةِ، وَجَعَلَ هَدْمَهَا عَلَى أَهْلِ السُّوقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ: فَأَخَذَ مِنِّي فِي هَدْمِهَا أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا - كَمَا أَخْبَرَنِي عَمِّي - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَشَارَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الصُّنْدُوقِ فِي بَيْتِهِ وَقَالَ: إِنَّ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ إِبْرَاءَاتٍ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْنِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهَا وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِمُنِيرَةَ مَوْلَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، ثُمَّ صَارَتْ صَافِيَةً، وَكَانَ سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بَاعَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، الشَّارِعَةُ فِي غَرْبِيِّ دَارِ الْقَضَاءِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَهَبَهَا لَهُ، فَبَاعَهَا آلُ مُكَمِّلٍ مِنَ الْمَهْدِيِّ، فَهِيَ بِأَيْدِي

وَلَدِهِ الْيَوْمَ خَرَابٌ. قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَكَانَ يَنَامُ بِهَا وَهِيَ خَرَابٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّ أَهْلَهَا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرَيْنَاهَا وَنَحْنُ جَمِيعٌ فَتَفَرَّقْنَا، وَأَغْنِيَاءُ فَافْتَقَرْنَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتْرُكُوهَا وَهِيَ ذَمِيمَةٌ» قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَأَرَادَ قُثَمُ شِرَاءَهَا فَحُمَّ. وَمِنْهُنَّ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: الدَّارُ الْكُبْرَى، دَارُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِحُشِّ طَلْحَةَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الدَّارُ الْكُبْرَى لِأَنَّهَا أَوَّلُ دَارٍ بَنَاهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنْزِلُ فِيهَا ضِيفَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ أَيْضًا تُسَمَّى دَارَ الضِّيفَانِ، فَسَرَقَ فِيهَا بَعْضُ الضِّيفَانِ، فَشَكَا ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ بَنَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فِيمَا زَعَمَ الْأَعْرَجُ، وَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ بَعْضِ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَاتَّخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَيْنِ بِالْبَلَاطِ مُتَقَابِلَيْنِ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ أَذْرُعٍ، أَمَّا الْيُمْنَى مِنْهُمَا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَكَانَتْ لِأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَاقَلَهُ أَبُو رَافِعٍ إِلَى دَارَيْهِ بِالْبَقَّالِ، وَكَانَتْ دَارُ أَبِي رَافِعٍ مِلْكًا لِسَعْدٍ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، أَخْبَرَهُ قَالَ: وَقَفْتُ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ الْمُسَوِّرُ بْنُ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَحَدِ مَنْكِبَيَّ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا سَعْدُ، ابْتَعْ مِنِّي بَيْتَيْنِ لِي فِي ذَلِكَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَا أَبْتَاعُهُمَا فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَاللَّهِ لَتَبْتَاعَنَّهُمَا فَقَالَ سَعْدٌ: لَا وَاللَّهِ لَا أَزِيدُكَ عَلَى أَرْبَعَةِ آلَافٍ مُنَجَّمَةً وَقَطِيعَةً فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْمَرْءُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ» مَا أَعْطَيْتُكَهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَنَا أُعْطِي بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ " وَقَالَ: وَأَمَّا الْأُخْرَى، فَوِجَاهُ دَارِهِ هَذِهِ، هُمَا جَمِيعًا صَدَقَةٌ عَلَى وَلَدِهِ

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَخْرَجَ الثِّيَابَ وَجَعَلَ لِلْمَجْهُودَةِ أَنْ تَسْكُنَ

وَالْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَجَادِ بْنِ مُوسَى، أَوْ عَنْ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: §صَدَقَةُ أَبِي حَبْسٌ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ، وَأَنَّ لِلْمَرْدُودَةِ - أَيْ أَحَقُّ - أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلَا مُضَرٍّ بِهَا، حَتَّى تَسْتَغْنِيَ. فَتَكَلَّمَ فِيهَا بَعْضُ وَرَثَتِهِ يَجْعَلُونَهَا مِيرَاثًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَمَعَ أَبْنَاءَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْفَذَهَا عَلَى مَا صَنَعَ سَعْدٌ. وَاتَّخَذَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا دَارًا فِي قِبْلَةِ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ بِالْبَلَاطِ فِي غَرْبِيِّهَا، وَهِيَ دُبُرُ دَارُ جُبَّى وَلَهَا فِي دَارِ جُبَّى طَرِيقٌ مُسَلَّمَةٌ، وَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِ سَعْدٍ الْيَوْمَ. وَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ دَارُ جُبَّى لِسَعْدٍ، وَهِيَ هَذِهِ الدَّارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي قِبْلَةِ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ قَاسَمَهُ إِيَّاهَا، فَكَانَتْ دَارُ جُبَّى قَسِيمَةَ هَذِهِ الدَّارِ، حِينَ قَاسَمَهُ مَالَهُ مَقْدِمَ سَعْدٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَاسَمَهُ إِيَّاهَا بَاعَهَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ جُبَّى أَرْضَعَتْ عُمَرَ، فَوَهَبَ لَهَا الدَّارَ، فَكَانَتْ بِيَدِهَا حَتَّى سَمِعَتْ نَقِيضًا فِي سَقْفِ بَيْتِهَا الَّذِي كَانَتْ تَسْكُنُ فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: السَّقْفُ يُسَبِّحُ قَالَتْ: مَا سَبَّحَ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا سَجَدَ، لَا وَاللَّهِ لَا سَكَنْتُ هَذَا الْبَيْتَ. فَخَرَجَتْ مِنْهُ فَاضْطَرَبَتْ خِبَاءً بِالْمُصَلَّى، ثُمَّ بَاعَتِ الدَّارَ مِنْ بَعْضِ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهِيَ

بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ عُثْمَانَ نَفْسَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْطَعَهَا جُبَّى، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَاتَّخَذَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارًا بِالْمُصَلَّى بَيْنَ دَارِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكِنَانِيِّ، وَبَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي بَنِي كَعْبٍ عِنْدَ الْحَمَّارِينَ، وَفَتَحَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَدْنَى دَارِهِ بَابًا فِي الزُّقَاقِ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا دَارَانِ مُتَفَرِّقَتَانِ، وَكَانَتْ وَاحِدَةً، فَهُمَا جَمِيعًا بِأَيْدِي وَلَدِهِ الْيَوْمَ عَلَى حَوْزِ الصَّدَقَةِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ حَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ، فِي حَدِيثٍ قَدْ كَتَبْتُهُ فِي صَدَقَاتِ بَنِي زُهْرَةَ فِي آخِرِهِ: فَثَبُتَتِ الدُّورُ صَدَقَةٌ. وَهَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِ صَدَقَةِ سَعْدٍ فِي دُورِهِ حَرْفًا بِحَرْفٍ عَلَى هِجَائِهَا وَصُورَةِ كِتَابِهَا، أَخَذْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ بِعَيْنِهِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ قَاضٍ، وَاخْتَصَمُوا فِي شَيْءٍ مِنْهَا فَجَاءُوا بِهِ، فَثَبُتَتْ عِنْدَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنَتِهِ حَفْصٍ وَبِنْتَيْهَا، مَسْكَنُهَا الَّذِي هُوَ فِيهِ عُلْوُهُ وَسُفْلُهُ سُكْنَةٌ غَيْرُ مَبِيعٍ وَلَا مِيرَاثٍ وَلَا مَوْهُوبٍ، وَلَكِنْ إِنَّمَا هِيَ دَارُ صَدَقَةٍ، فَلَهُنَّ مَسْكَنُهُ غَيْرُ مُسْكِنَتِهَا الرَّجُلَ إِلَّا بِإِذْنِ بِنْتَيْهَا، وَإِنَّ لِزَبْرَاءَ بِنْتِهَا مَسْكَنَهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ، وَبَيْتُ دُمَيَّةَ الَّذِي هِيَ فِيهِ إِنْ خَرَجَتْ دُمَيَّةُ أَوْ تُوُفِّيَتْ، وَالْبَيْتُ الَّذِي مَعَهُ وَبَيْتُ الْبِيرِ يُسْكَنُ ذَلِكَ غَيْرُ مَبِيعٍ وَلَا مُتَوَارَثٍ وَلَا مَوْهُوبٍ، إِنَّمَا

هِيَ دَارُ صَدَقَةٍ؛ لِأَنَّ لَابْنَتِهِ حُجَيْرٍ مَسْكَنَ بَيْتِ أُمِّهَا، وَإِنَّمَا كُتِبَ هَذَا لِمَنْ ظُلِمَ مِنْهُنَّ أَوْ هُجِرَ، وَلَيْسَ لَامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ تَحْتَ زَوْجٍ فِي دَارٍ مَسْكَنٌ، إِلَّا كَمَا كَتَبْتُ بِهِ. وَإِنَّ لِبُجَيْرٍ مَسْكَنَ أُمِّهِ وَالْمَشْرُبَةَ الَّتِي فَوْقَ سَكَنِهِ، كَالَّذِي كَتَبَتُ بِهِ فِي مَسْكَنِ الدَّارِ، وَأَنَّ لِجُثَيْمٍ مَسْكَنَ بَيْتِ الْخَرِبَةِ وَمَسْكَنُهُ فِيهِ كَالَّذِي كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ لِعُثْمَانَ بْنَ سَعْدٍ مَسْكَنَ الْبُقْعَةِ الَّتِي فِيهَا مَسْجِدُ ابْنِ أَبِي الْقَعْدَةِ الَّتِي فِيهَا الْقَعْدَةُ الَّتِي تَلِي سُرَّةَ الدَّارِ مِنْ شَقِّ الدَّارِ، ذَلِكَ كَالَّذِي كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ بَيْتَ رُفَعٍ وَبَيْتَ ابْنِ خَالِدٍ وَالْمَاءَ وَبَيْتَ نَيْرُوزَ، فَإِنَّ نِصْفَهُ كُلَّهُ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، كَالَّذِي كَتَبْتُ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ لِجَهْمَانَ مَسْكَنَهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ، كَمَا كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ شَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ، وَهُشَيْمٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَكَتَبَ. وَاتَّخَذَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ دَارَ بُجَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ الَّتِي بِالْمُصَلَّى، يُقَالُ لَهَا: دَارُ ابْنِ صَفْوَانَ. وَاتَّخَذَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ دَارَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَّارِينَ، فَدَارُ الْمُغِيرَةِ بِأَيْدِي وَلَدِهِ، وَدَارُ أُسَيْدِ بْنِ الْأَخْنَسِ صَدَقَةٌ، وَفِيهَا قَبْرُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَقُتِلَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ الدَّارِ، وَقَبْرُهُ فِيهَا فِي بَيْتِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَهُوَ الْبَيْتُ الَّذِي فِي زَاوِيَةِ الدَّارِ الشَّرْقِيَّةِ الْيَمَانِيَّةِ. وَاتَّخَذَ الْمُغِيرَةُ أَيْضًا دَارَهُ الَّتِي بِبُطْحَانَ، عَلَى عُدْوَةِ الْوَادِي الْغَرْبِيَّةِ، يَمَانِيُّهَا الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ وَلِيدٍ السَّمَّانِ، وَشَامِيُّهَا

دَارُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: مِرْبَدُ الْبَقَرِ، فَهِيَ بِأَيْدِي بَعْضِ وَلَدِهِ الْيَوْمَ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَيْهِمْ. وَاتَّخَذَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْبَهْرَائِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ دَارَيْنِ: إِحْدَاهُمَا فِي بَنِي جَدِيلَةَ، يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْمِقْدَادِ، وَهِيَ فِي أَيْدِي وَلَدِ ابْنَتِهِ، وَلَدِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ الْأَسَدِيِّ، وَالْأُخْرَى دَارٌ بَيْنَ بَيْتِ رَبَاحٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ زُقَاقِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَبِهِ دَارُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي بِالْبَلَاطِ، دَخَلَتْ فِي دَارِ يَزِيدَ، بَاعَهَا مِنْهُ وَلَدُ بِنْتِهِ. وَاتَّخَذَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ دَارَهُ فِي زُقَاقِ حُلْوَةَ بَيْنَ دَارِ

حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَبَيْنَ خَطِّ الزُّقَاقِ الَّذِي إِلَى دَارِ آمِنَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَبَعْضُهَا بِأَيْدِي وَلَدِهِ، وَخَرَجَ بَعْضُهَا. وَاتَّخَذَ نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ دَارَهُ بِالْبَلَاطِ، فَصَارَتِ للرَّبِيعِ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ابْتَاعَهَا مِنْ وَلَدِ نَافِعٍ، فَهِيَ دَارُ الرَّبِيعِ الْيَوْمَ الَّتِي بِالْبَلَاطِ قُبَالَةَ دَارِ مُسَاحِقِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ خِرَاشٍ. اتَّخَذَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ دَارًا، وَهِيَ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الشَّرْقِيَّةِ الْيَمَانِيَّةِ، فَاشْتَرَى الْمَهْدِيُّ بَعْضَهَا فَأَدْخَلَهُ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ الْقَصِيَّا، وَفِي الطَّرِيقِ بِيعَتْ بَقِيَّتُهَا فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ مُطَرِّقٍ، ثُمَّ صَارَتْ لِبَعْضِ بَنِي بَرْمَكَ، ثُمَّ صَارَتْ صَافِيَةً الْيَوْمَ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ دَارًا بِالسُّوقِ، وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى بَنِي أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ وَإِلَى شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ دَارًا بِالْبَلَاطِ، بَيْنَ زُقَاقِ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَبَيْنَ زُقَاقِ دَارِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ شَارِعًا عَلَى بَابِهَا فِي الْبَلَاطِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، فَهِيَ صَدَقَةٌ بِأَيْدِي وَلَدِهِ إِلَّا شَيْئًا خَرَجَ مِنْهَا كَانَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، صَارَ لِطَلْحَةَ بْنِ سَعِيدٍ، مَوْلًى لَهُمْ، ثُمَّ صَارَ بَعْدُ لِبَكَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ النَّاسَ الدُّورَ، فَجَاءَ حَيٌّ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ زُهْرَةَ: وَأُنْكِرَ عَنَّا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَلِمَ ابْتَعَثَنِي اللَّهُ إِذَنْ؟ ‍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُقَدِّسُ أُمَّةً لَا يُعْطَى الضَّعِيفُ فِيهِمْ حَقَّهُ»

دور بني تيم اتخذ أبو بكر رضي الله عنه دارا إلى زقاق البقيع، قبالة دار عثمان رضي الله عنه الصغرى. واتخذ أبو بكر رضي الله عنه أيضا منزلا آخر عند المسجد، وهو المنزل الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سدوا عني هذه الأبواب إلا ما كان من باب أبي

§دُورُ بَنِي تَيْمٍ اتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارًا إِلَى زُقَاقِ الْبَقِيعِ، قُبَالَةَ دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصُّغْرَى. وَاتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا مَنْزِلًا آخَرَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُدُّوا عَنِّي هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَابِ أَبِي بَكْرٍ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَنَّ عَمَّهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْخَوْخَةَ الشَّارِعَةَ فِي دَارِ الْقَضَاءِ فِي غَرْبِيِّ الْمَسْجِدِ خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّتِي قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سُدُّوا عَنِّي هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ»

وَاتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا بَيْتًا بِالسُّنْحِ مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ فِي وَسَطِ بُيُوتِ بَنِي الْحَارِثِ، وَهُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ. وَاتَّخَذَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَهُ بَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الَّتِي صَارَتِ الْمُنِيرَةَ، وَبَيْنَ دَارِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَفَرَّقَهَا وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ ثَلَاثَ آدُرٍ، فَصَارَتِ الدَّارُ الشَّرْقِيَّةُ اللَّاصِقَةُ بِدَارِ مُنِيرَةَ لِيَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَصَارَتِ الَّتِي تَلِيهَا لِعِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَصَارَتِ الْأُخْرَى لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَهِيَ جَمِيعًا بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ. وَاتَّخَذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا دَارَهَا إِلَى جَنْبِ دَارِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَهِيَ وِجَاهُ زَاوِيَةِ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَتَصَدَّقَتْ بِهَا عَلَى وَلَدِهَا مِنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَاتَّخَذَ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَلِيفُ بَنِي تَيْمٍ دَارًا هِيَ الْيَوْمَ بَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَبَيْنَ دَارِ كُرْزِ بْنِ حَبِيبٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ لِأُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ، فَوَهَبَتْهَا لَهُ

دور بني مخزوم اتخذ خالد بن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه داره التي كانت بالبطحاء، وهي اليوم الدار التي بين دار أسماء بنت حسين، وبين الخط الذي في دار عمرو بن العاص، وهي بأيدي بني أيوب بن سلمة من ولد الوليد بن المغيرة

§دُورُ بَنِي مَخْزُومٍ اتَّخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَهُ الَّتِي كَانَتْ -[244]- بِالْبَطْحَاءِ، وَهِيَ الْيَوْمَ الدَّارُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، وَبَيْنَ الْخَطِّ الَّذِي فِي دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَهِيَ بِأَيْدِي بَنِي أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ وَلَدِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ

قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضِيقَ مَنْزِلِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّسَعَ فِي السَّمَاءِ»

قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §حَبَسَ دَارَهُ بِالْمَدِينَةِ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ " قَالَ: وَاتَّخَذَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ دَارَهُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ الَّتِي بِالْبَلَاطِ، وَبَيْنَ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ صَدَقَةً عَلَيْهِمْ. وَاتَّخَذَ عَيَّاشُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي غَنْمٍ، بَيْنَ دَارِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَبَيْنَ الْخَطِّ الَّذِي

يُخْرِجُكَ إِلَى بَقِيعِ الزُّبَيْرِ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ صَدَقَةً عَلَيْهِمْ. وَاتَّخَذَ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي زُرَيْقٍ، وَهِيَ مَا بَيْنَ دَارِ أُمِّ كِلَابٍ الشَّارِعَةِ عَلَى الزُّقَاقِ إِلَى دَارِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، قُبَالَةَ مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، فَبَعْضُهَا بِأَيْدِي وَلَدِهِ، وَقَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ إِلَى غَيْرِ وَاحِدٍ. وَاتَّخَذَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي زُرَيْقٍ، وَكَانَتْ مِنْ دُورِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَابُهَا وِجَاهَ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَعْطَتْهُ إِيَّاهَا، وَلَهَا خَوْخَةٌ شَارِعَةٌ فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، وَهِيَ خَوْخَةُ عَمَّارٍ نَفْسِهِ. وَنِصْفُ دَارِهِ الْيَوْمَ بِأَيْدِي نَفَرٍ مِنْ وَلَدِهِ، وَكَانَ نِصْفُهَا لِعُثْمَانَ بْنِ عَمَّارٍ فَبَاعَهُ، حِينَ سُرِقَ مِنْ بَيْتِهِ عَطَاءُ بَنِي مَخْزُومٍ، مِنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَبَاعَ وَلَدُ خَالِدٍ ذَلِكَ النِّصْفَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ، ثُمَّ صَارَ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَالْبَعْضُ الْآخَرُ بِأَيْدِي وَلَدِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَوْمَ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ يَذْكُرُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَدَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَهُوَ يَبْنِي دَارَهُ، فَوَجَدَهُ يَنْقُلُ طِينًا وَلَبِنًا، فَنَقَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَهُ بِنَفْسِهِ طِينًا وَلَبِنًا وَكَانَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى يُحَدِّثُ، أَنَّ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى

الشَّامِ مُجَاهِدًا، فَنَزَلَ بِحِمْصَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَذْكُرُ لَهُ، أَنَّهُ يُرِيدُ الْحَجَّ، سَأَلَهُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ دَارَهُ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِهِ، فَبَنَاهَا، وَبَاشَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنَاءَهَا بِنَفْسِهِ، وَرُبَّمَا نَاوَلَ عُمَّالَهَا مَكَاتِلَ الطِّينِ بِيَدِهِ، فَقَدِمَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ فَرَغَ مِنْ بِنَائِهَا، فَتَعَاظَمَهَا وَاسْتَوْسَعَهَا وَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أُرِيدُ مَا يُظِلُّ رَأْسِي، وَأُقَيِّدُ فِيهِ رَاحِلَتِي حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى مُرَابَطِي. قَالَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى: وَكَانَ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارٌ أُخْرَى فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مَوْضِعُهَا عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُرَبَّعَةِ الْيَمَانِيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ، وَكَانَتْ حَدِيدَةَ دَارِ أَبِي سَيِّدَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ، فَدَخَلَتَا جَمِيعًا فِي الْمَسْجِدِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَأَقْطَعَنِي دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ: «§أَزِيدُكَ، أَزِيدُكَ؟» . ثُمَّ مَرَرْنَا مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى عَلَى صِبْيَانٍ قَدْ جَمَعُوا شَيْئًا يَبِيعُونَهُ كَمَا يَبِيعُ الصِّبْيَانُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقَتِهِ» وَاتَّخَذَ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيُّ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ دَارًا بَيْنَ دَارِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَبَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي بَيْنَ دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَّارِينَ وَتَتَبَّعَهَا، وَبَابُهَا شَارِعٌ فِي سُوقِ الْخَبَّازِينَ قُبَالَةَ شَرْقِيِّ دَارِ هِنْدٍ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ، وَهِيَ صَدَقَةٌ بِأَيْدِي وَلَدِهِ -[247]-. وَاتَّخَذَ أَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ دَارًا، غَرْبِيُّهَا شَارِعٌ عَلَى بُطْحَانَ، وَشَامِيُّهَا شَارِعٌ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُدْعَى زُقَاقُ بَنِي لَيْثٍ، وَشَرْقِيُّهَا دَارُ سَاقِ الْفَرْوَيْنِ، تَرَكَهَا مِيرَاثًا

دور بني عدي بن كعب واتخذ عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما داره التي في بني عمرو بن مبذول التي يقال لها: دار الجنابذ، بابها شارع في بني عمرو بن مبذول، على يمين الذاهب إلى مسجدهم، توفي عبد الله رضي الله عنه وتركها ميراثا، فتجاوزها ولده من بعده

§دُورُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْجَنَابِذِ، بَابُهَا شَارِعٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى مَسْجِدِهِمْ، تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَرْكَهَا مِيرَاثًا، فَتَجَاوَزَهَا وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَاعَ بَعْضُهُمْ وَأَمْسَكَ بَعْضٌ. وَاتَّخَذَ النَّحَّامُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ دَارَهُ الَّتِي بَابُهَا وِجَاهَ زَاوِيَةِ رَحَبَةِ دَارِ الْقَضَاءِ، وَشَرْقِيُّهَا الدَّارُ الَّتِي قُبِضَتْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، الَّتِي كَانَتْ بَيْتَ عَاتِكَةَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ عَلَى حَوْزِ الصَّدَقَةِ. وَقَدْ أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَازَهَا لَهُ قَطِيعَةً مِنْهُ لَهُ. وَيُقَالُ إِنَّهُ كَانَ لِلنَّحَّامِ دَارٌ هِيَ مَوْضِعُ الْقُبَّةِ فِي دَارِ مَرْوَانَ. وَاتَّخَذَ النُّعْمَانُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَدَاهٍ دَارَهُ الَّتِي صَارَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، فَبَنَاهَا، وَهِيَ الشَّارِعَةُ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ

بِالْبَلَاطِ، عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ، ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ النَّحَّامِ وَآلِ أَبِي جَهْمٍ، وَكَانَتْ صَارَتْ لَهُمْ مَوَارِيثُ وَتَوَرَّثْنَهَا. قَالَ: وَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِ النَّسَبِ: هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ فَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو. وَاتَّخَذَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ دَارَهُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ أَبِي مُطِيعٍ، عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ، نَاقَلَ بِهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى دَارِ أُوَيْسٍ، وَكَانَتْ لَهُ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَهَا لِمُطِيعٍ. وَبَلَغَنَا أَنَّهَا كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَأَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ الْأَسَدِيَّ ابْتَاعَهَا هِيَ وَدَارَهُ الَّتِي مِنْ وَرَائِهَا بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَشَرَكَهُ ابْنُ مُطِيعٍ، فَقَاوَمَهُ حَكِيمٌ، وَأَخَذَ ابْنُ مُطِيعٍ دَارَهُ بِالثَّمَنِ كُلِّهِ، وَبَقِيَتْ دَارُ حَكِيمٍ فِي يَدِهِ رِبْحًا، فَقِيلَ لِحَكِيمٍ: خَدَعَكَ فَقَالَ: دَارٌ بِدَارٍ وَمِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ يُقَالُ لِدَارِ أَبِي مُطِيعٍ: الْعَنْقَاءُ. قَالَ لَهَا الشَّاعِرُ: إِلَى الْعَنْقَاءِ دَارِ أَبِي مُطِيعٍ. وَاتَّخَذَتِ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادٍ

دَارَهَا فِي الْحَكَّاكِينَ الشَّارِعَةِ فِي الْخَطِّ، فَخَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَيْدِي وَلَدِهَا، وَهُمْ بَنُو سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيِّ، فَصَارَتْ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَبَقِيَتْ بِأَيْدِيهِمْ مِنْهَا طَائِفَةٌ. وَاتَّخَذَ أَبُو الْجَهْمِ دَارَهُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ ابْنِ عُتْبَةَ، وَبَيْنَ دَارِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيٍّ، بَابُهَا شَارِعٌ فِي الْبَلَاطِ بِوِجَاهِ غَرْبِيِّ دَارِ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَبَاعَ بَعْضُ وَلَدِهِ طَائِفَةً مِنْهَا، فَصَارَتْ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، وَبَقِيَتْ طَائِفَةٌ بِأَيْدِي بَعْضِ وَلَدِهِ. وَاتَّخَذَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ دَارَهُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَبَيْنَ خَطِّ الْخَمَّارِينَ فِي بَنِي زُرَيْقٍ الذَّاهِبِ إِلَى دَارِ أَبِي عُتْبَةَ، فَخَرَجَ بَعْضُهَا مِنْ أَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى غَيْرِ وَاحِدٍ، وَبَقِيَ بَعْضُهَا. وَاتَّخَذَ رُوَيْشِدٌ الثَّقَفِيُّ - وَهُوَ فِي بَيْتِ بَنِي عَدِيٍّ - لِصِهْرٍ لَهُ فِيهِمْ دَارًا يُقَالُ لَهَا: الْقُمْقُمُ، الَّتِي فِي كُتَّابِ ابْنِ زَيَّانَ الَّتِي شَرْقِيُّهَا الطَّرِيقُ

بَيْنَهَا وَبَيْنَ بُيُوتِ آلِ مُصَبَّحٍ، وَغَرْبِيُّهَا أَدْنَى دَارِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، يَمَانِيُّهَا دَارُ الْأُوَيْسِيِّينَ الَّتِي لِسَكَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيِّ، وَشَامِيُّهَا قِبْلَةُ بُيُوتِ آلِ مُصَبَّحٍ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ مُوسَى بْنِ عِيسَى، وَدَارُ رُوَيْشِدٍ هَذِهِ الَّتِي حَرَّقَهَا عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الشَّرَابِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §حَرَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَارَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ، فِي الشَّرَابِ، وَكَانَ لِرُوَيْشِدٍ حَانُوتُ شَرَابٍ، فَرَأَيْتُهَا تَقْطُرُ وَبِأَرْكَانِهَا خَمْرَةٌ، وَدَارُ رُوَيْشِدٍ الْيَوْمَ مُشْتَرَكَةٌ لِغَيْرِ وَاحِدٍ " قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَكَانَ رُوَيْشِدٌ خَمَّارًا

دور بني جمح اتخذ عمير بن وهب داره التي في الصفارين، وهي دار المغيرة بن الأخنس، ثم ناقل بها عمير المغيرة إلى الدار التي للمغيرة بالمصلى، التي تدعى اليوم دار ابن صفوان، فهي اليوم بأيدي آل صفوان بن أمية بن خلف. واتخذ محمد بن حاطب الدار التي تدعى دار

§دُورُ بَنِي جُمَحَ اتَّخَذَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ دَارَهُ الَّتِي فِي الصَّفَّارِينَ، وَهِيَ دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، ثُمَّ نَاقَلَ بِهَا عُمَيْرٌ الْمُغِيرَةَ إِلَى الدَّارِ الَّتِي لِلْمُغِيرَةِ بِالْمُصَلَّى، الَّتِي تُدْعَى الْيَوْمَ دَارَ ابْنِ صَفْوَانَ، فَهِيَ الْيَوْمَ بِأَيْدِي آلِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ. وَاتَّخَذَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الدَّارَ الَّتِي تُدْعَى دَارَ قُدَامَةَ، فِي بَنِي زُرَيْقٍ، شَرْقِيُّهَا الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْأَعْرَابِ، وَغَرْبِيُّهَا دَارُ الْفُجَيْرِ، وَيَمَانِيُّهَا دَارُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الَّتِي هِيَ الْيَوْمَ صَحْنُ الْمَدِينَةِ

، وَشَامِيُّهَا الْخَطُّ، وَفِيهِ بَابُهَا، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَعَلَى عَقِبِهِ مِنَ الرِّجَالِ، لَيْسَ لِلنِّسَاءِ فِيهَا مَدْخَلٌ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ عَلَى ذَلِكَ. اتَّخَذَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ الدَّارَ الَّتِي فِيهَا الْمَجْزَرَةُ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ بَنِي ضَمْرَةَ، وَدُبُرُ دَارِ آلِ أَبِي ذِئْبٍ، عَلَى يَمِينِكَ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى بَنِي ضَمْرَةَ. وَكَانَ قُدَامَةُ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى ثَلَاثِينَ مِنْ مَوَالِيهِ، فَبَاعَهَا بَنُوهُ وَأَرْضَوْا مَوَالِيَهُ مِنْ ثَمَنِهَا

دور بني سهم اتخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه داره التي بالبلاط بين دار خالد بن الوليد، وبين الكتاب الذي يقال له: كتاب ابن الخصيب، فتصدق بها على ولده، فهي بأيديهم صدقة. وقد كان بعض ولده عمر فيها، حدث عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن ابن أبي فديك

§دُورُ بَنِي سَهْمٍ اتَّخَذَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَهُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ بَيْنَ دَارِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ الْكُتَّابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: كُتَّابُ ابْنِ الْخَصِيبِ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى وَلَدِهِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ صَدَقَةً. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ وَلَدِهِ عَمَّرَ فِيهَا، حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ أَنَّهَا بِأَيْدِي وَلَدِهِ بِالْعِمَارَةِ وَالنَّفَقَةِ صَدَقَةً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

دور بني عامر بن لؤي اتخذ عبد الله بن مخرمة داره التي بالبلاط الشارع بابها قبالة دار عبد الله بن عوف التي فيها بنو نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة، فبأيدي ولده بعضها، وقد خرج منهم بعضها، والذي خرج بأيدي ورثة عمر بن بزيع مولى أمير المؤمنين. واتخذ

§دُورُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ اتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ دَارَهُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ الشَّارِعِ بَابُهَا قُبَالَةَ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الَّتِي فِيهَا بَنُو نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

مَخْرَمَةَ، فَبِأَيْدِي وَلَدِهِ بَعْضُهَا، وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ بَعْضُهَا، وَالَّذِي خَرَجَ بِأَيْدِي وَرَثَةِ عُمَرَ بْنِ بُزَيْعٍ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ دَارَ أُوَيْسٍ الَّتِي بِالْبَلَاطِ الشَّارِعِ بَابُهَا عَلَى دَارِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ابْتَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَبَعْضُهَا الْيَوْمَ بِأَيْدِي آلِ أُوَيْسِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ بَعْضُهَا. وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا دَارَهُ الَّتِي بِجِيزَةِ بُطْحَانِ الْعُرْفِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ مُبَيَّضٍ، الَّتِي وِجَاهُ دَارِ الْوَلِيدِ السَّمَّانِ، فَبَعْضُهَا الْيَوْمَ بِأَيْدِي وَلَدِ أُوَيْسٍ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ كَثِيرٌ مِنْهَا. وَاتَّخَذَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى دَارَهُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ عَامِرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْبَلَاطِ، مِنْهَا الْبَيْتُ الشَّارِعُ عَلَى خَاتِمَةِ الْبَلَاطِ، وَبَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي فِي دَارِ آمِنَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَبَيْنَ دَارِ الرَّبِيعِ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى وَلَدِهِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ. وَاتَّخَذَ حُوَيْطِبٌ أَيْضًا دَارَهُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الَّتِي كَانَتْ لِأُمِّ سَلَمَةَ، وَبَيْنَ دَارِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَفِيلٍ، بَابُهَا وِجَاهُ دَارِ مُحْرِزٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى وَلَدِهِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ. وَاتَّخَذَ حُوَيْطِبٌ أَيْضًا دَارَهُ الَّتِي يُقَالَ لَهَا: دَارُ صُبْحٍ، وَهِيَ

الدَّارُ الَّتِي حَدُّهَا مِنَ الْقِبْلَةِ رَحَبَةُ الْحُكْمِ، وَحَدُّهَا الشَّامِيُّ الزُّقَاقُ الَّذِي يُخْرِجُكَ إِلَى دَارِ الْمُطَّلِبِ، وَحَدُّهَا الشَّرْقِيُّ دَارُ الْمُطَّلِبِ، وَحَدُّهَا الْغَرْبِيُّ، وَفِيهِ بَابُهَا، الطَّرِيقُ إِلَى مَجْلِسِ الْحُكْمِ. وَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى وَلَدِهِ؛ فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى: كَانَتْ لِابْنِ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ دَارٌ مَوْضِعُهَا عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُرَبَّعَةِ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ الْيَمَانِيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ، وَكَانَتْ حَدِيدَةَ دَارٍ كَانَتْ هُنَاكَ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأُدْخِلَتَا فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَاتَّخَذَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ دَارَهُ الَّتِي فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، وَعُرْوَةُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ كَانَ يُعَلِّمُ، إِلَى حَدِّهَا الشَّامِيِّ دَارُ حَفْصَةَ، وَحَدُّهَا الْيَمَانِيُّ دَارُ ابْنُ مِشْنُوٍّ، بَابُهَا لَازِقٌ فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، وَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِمْ صَدَقَةٌ عَلَيْهِمْ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَشْنُوٍّ دَارَهُ الَّتِي فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، حَدُّهَا مِنَ الْقِبْلَةِ دُبُرُ دَارِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحَدُّهَا مِنَ الشَّامِ دَارُ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، وَحَدُّهَا مِنَ الشَّرْقِ كُتَّابُ إِسْحَاقَ الْأَعْرَجِ، بَابُهَا لَائِطٌ فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ. وَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْهُ بِأَيْدِي بَنِي عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، وَآلُ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ يُخَاصِمُونَهُمْ فِيهَا. وَاتَّخَذَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ عُمَرُ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ، أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ

بْنِ مَعِيصٍ، دَارًا هِيَ الْبُيُوتُ الَّتِي لِلْمُصَبَّحِينَ مِنْ دَارِ آلِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ وَبَيْنَ شَرْقِيِّ دَارِ الْقُمْقُمِ

دور بني محارب بن فهر اتخذت فاطمة بنت قيس بن وهب بن خالد بن وائلة بن ثعلبة بن سفيان بن محارب بن فهر، أخت الضحاك بن قيس، دارا بين دار أنس بن مالك، وبين زقاق جمل، باعها ورثتها، فهي اليوم بيد إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن

§دُورُ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ اتَّخَذَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، دَارًا بَيْنَ دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَبَيْنَ زُقَاقِ جَمَلٍ، بَاعَهَا وَرَثَتُهَا، فَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ مُشْتَرًى. وَاتَّخَذَ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَرْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، دَارًا فِي بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْكَتَبَةِ، بَيْنَ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ مَدْرَاقَيْسُ الطَّبِيبِ، وَدَارِ أُمِّ حَسَّانَ الَّتِي صَارَتْ لِمَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَهِيَ صَدَقَةٌ بِأَيْدِي وَلَدِ مَعْمَرٍ، ثُمَّ عِنْدَ ذُرِّيَّتِهِ

دور أحلاف قريش اتخذ أبو هريرة الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه، دارا بالبلاط بين الزقاق الذي فيه دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وبين خط البلاط الأعظم، فباعها ولده من عمر بن بزيع، وكان يسكنها موالي أبي هريرة فخرجوا منها وأرضاهم

§دُورُ أَحْلَافِ قُرَيْشٍ اتَّخَذَ أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُ، دَارًا بِالْبَلَاطِ بَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي فِيهِ دَارُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[255]- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَبَيْنَ خَطِّ الْبَلَاطِ الْأَعْظَمِ، فَبَاعَهَا وَلَدُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ بُزَيْعٍ، وَكَانَ يَسْكُنُهَا مَوَالِي أَبِي هُرَيْرَةَ فَخَرَجُوا مِنْهَا وَأَرْضَاهُمُ ابْنُ بُزَيْعٍ وَبَنَاهَا الْيَوْمَ

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «§تَصَدَّقَ بِدَارِهِ حَبِيسًا» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَحَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ قَالَ: كَانَتِ الدَّارُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ قُبَالَةَ دَارِ الرَّبِيعِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ حَفْصَةَ، قَطِيعَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَابْتَاعَهَا مِنْ وَلَدِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَانَتْ مَعَهَا لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا دَارُ آلِ خِرَاشٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ إِلَى جَنْبِهَا، وَيُقَالُ إِنَّ الدَّارَ دُبُرُ دَارِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا آلُ مِسْمَارٍ مَوَالِي سَعْدٍ. وَيُقَالُ إِنَّ دَارَ آلِ خِرَاشٍ تِلْكَ مِمَّا ابْتَنَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي قَطِيعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ، وَإِنَّ ابْنَ خِراشٍ كَانَ عَلَى شُرَطِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، إِذْ كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَابْتَاعَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ تِلْكَ الدَّارَ فَأَسْكَنَهَا ابْنَ خِرَاشٍ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ عَلَى الشُّرَطِ، فَصَلَّى هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ

عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو غَسَّانَ، وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلِ ابْتَاعَهَا خِرَاشٌ مِنْ آلِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. فَأَمَّا حَفْصَةُ الَّتِي نُسِبَتْ إِلَيْهَا دَارُ حَفْصَةَ فَهِيَ مَوْلَاةٌ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، كَانَتْ تَسْكُنُ تِلْكَ الدَّارَ، فَنُسِبَتْ إِلَيْهَا. وَدَارُ مِسْمَارٍ فِي الصَّوَافِي الْيَوْمَ

ذكر الدور الشوارع على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اليوم منها دار عبد الله بن مكمل الشارعة في رحبة القضاء، وهي مما يتشاءم به؛ وذلك مما نشأ عن بنائها. ومن تلك الدور دار عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في القبلة، وقد ذكرنا لها قصة في دور بني عدي. ثم

§ذِكْرُ الدُّورِ الشَّوَارِعِ عَلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ مِنْهَا دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلٍ الشَّارِعَةُ فِي رَحَبَةِ الْقَضَاءِ، وَهِيَ مِمَّا يُتَشَاءَمُ بِهِ؛ وَذَلِكَ مِمَّا نَشَأَ عَنْ بِنَائِهَا. وَمِنْ تِلْكَ الدُّورِ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْقِبْلَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا لَهَا قِصَّةً فِي دُورِ بَنِي عَدِيٍّ. ثُمَّ دَارُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الَّتِي يَنْزِلُهَا وُلَاةُ الْمَدِينَةِ، الَّتِي إِلَى جَنْبِهَا دَارُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِيَ الْيَوْمَ صَافِيَةٌ دَخَلَتْ فِيهَا دَارٌ كَانَتْ لِأَبِي سُفْيَانَ، كَانَتْ شَرَفِيَّةَ الْبِنَاءِ ذَاهِبَةً فِي السَّمَاءِ. وَدَارٌ لِآلِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَابْتَاعَهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَدْخَلَهَا فِي دَارِهِ، وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ فَسَأَلَاهُ عَنْ دَارِهِ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ لَكَ بِالْمَدِينَةِ دَارًا. فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَى يَزِيدَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَارٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مَدِينَةٌ

ثُمَّ وِجَاهُ دَارِ يَزِيدَ دَارُ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا دَارُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَدَوِيِّ، وَبَيْنَ دَارِ مُطِيعٍ أَبْيَاتٌ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهَا الْغَاسِلُونَ، يُقَالُ: إِنَّ يَزِيدَ كَانَ يَسْتَامُ آلَ مُطِيعٍ بِدَرَاهِمَ فَأَبَوْا أَنْ يَبِيعُوهَا، فَأَحْدَثَ عَلَيْهِمْ تِلْكَ الْبُيُوتَ فَسَدَّ وَجْهَ دَارِهِمْ، فَهِيَ تُدْعَى أَبْيَاتَ الضِّرَارِ، وَهِيَ مِمَّا صَارَ لِلْخَيْزُرَانِ. وَفِي غَرْبِيِّ الْمَسْجِدِ دَارُ ابْنُ مُكَمِّلٍ الَّتِي ذَكَرْنَا أَوَّلَ، وَدَارُ النَّحَّامِ الْعَدَوِيِّ، الطَّرِيقُ بَيْنَهُمَا قَدْرُ سِتِّ أَذْرُعٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِ دَارِ النَّحَّامِ الدَّارُ الَّتِي قُبِضَتْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ الَّتِي دَخَلَ فِيهَا بَيْتُ عَاتِكَةَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

، وَأُطُمُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: فَارِعٌ. ثُمَّ إِلَى جَنْبِ دَارِ جَعْفَرٍ دَارُ مَعِينٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، وَكَانَتْ مَنْزِلًا لِسَكِينَةَ بِنْتِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا الطَّرِيقُ إِلَى دُورِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، سِتُّ أَذْرُعٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ دَارُ مُنِيرَةَ مَوْلَاةِ أُمِّ مُوسَى، وَكَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا خَوْخَةٌ لِآلِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، هِيَ لَهُمُ الْيَوْمَ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا حُشُّ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَهُوَ الْيَوْمَ خَرَابٌ صَوَافِي عَنَ آلِ بَرْمَكَ. ثُمَّ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ خَمْسُ أَذْرُعٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ أَبْيَاتٌ كَانَتْ لِخَالِصَةَ مَوْلَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، بَاعَتْهَا مِنَ ابْنَيْ حَرْمَلَةَ الْأَسْوَدِ الْغَزِّيِّ مَوْلَى هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْأَبْيَاتُ مِنْ دَارِ حُبَابٍ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا دَارُ أَبِي الْغَيْثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَهِيَ صَدَقَةٌ بِأَيْدِي بَنِي عُذَيْرٍ، ثُمَّ إِلَى جَنْبِهَا بَقِيَّةُ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَتْ لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَقَدْ قُبِضَتْ صَافِيَةً عَنْهُ. ثُمَّ مِنَ الشَّرْقِ دَارُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، كَانَ ابْتَاعَهَا هُوَ وعبد الله بن حسين بن علي بن حسين بن علي (بن أبي طالب رضي الله عنهم) فتقاوماها، فظن عبيد الله أن موسى

لا يريد إلا الربح فأسلمها عبيد الله، فصارت له والمسجد من ناحية دار موسي (بن) مغيرة، وكان خازم مولى جعفر بن سليمان يقوم على المسجد، وكان مملوكا لموسى بن إبراهيم، فكان إن أقام الظهر دخل بعض الدار في المسجد فلم يقمه. ثم إلى جنبها أبيات قهطم، بين دار موسى ودار عمرو بن العاص، وهي في صدقة من عمرو، وهي اليوم صوافي- أي أبيات قهطم- ثم إلى جنب دار عمرو دار خالد ابن الوليد رضي الله عنه. ثم إلى جنبها دار أسماء بنت حسين بن عبد الله (بن عبيد الله) بن العباس (بن المطلب) وكانت من دار جبلة (بن عمر الساعدي) ثم صارت لسعيد بن خالد بن عمرو ابن عثمان، ثم صارت لأسماء، ثم إلى جنبها دار ربطة بنت أبي العباس، وهي اليوم لولدها. ثم الطريق بينها وبين دار عثمان بن عفان رضي الله عنه خمس أذرع. ثم دار عثمان رضي الله عنه، ثم الطريق بعد دار عثمان رضي الله عنه (في القبلة خمس أذرع، ثم منزل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه (الذي) نزله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابتاعه المغيرة بن عبد الرحمن (بن الحارث بن هشام، وجعل فيه ماءه الذي يسقى في المسجد) ثم إلى جنبه دار جعفر بن محمد بن علي وكانت لحارثة بن النعمان الأنصاري، وقبالتها

دار حسن بن زيد بن حسن (بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ، وهو أطم كان حسن ابتاعه، فخاصمه فيه أبو عوف النجاري، فهدمه حسن فجعله دارا، والطريق بينها وبين دار فرج أبي مسلم الخصيّ مولى أمير المؤمنين، خمس أذرع، وكانت دار فرج من دور إبراهيم بن هشام، وهي قبلة الجنائز، كان فيها سرب تحت الأرض يسلكه إبراهيم إلى داره «دار التماثيل» التي (كان) ينزل بها يحيى بن حسين بن زيد بن علي. ثم إلى جنبها بيت عامر بن عبد الله بن الزبير (بن العوام) . ثم يرجع إلى دار عبد الله بن عمر.

محال القبائل من المهاجرين نزل بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة القطيعة التي قطع لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ما بين دار كثير بن الصلت التي تعرف بدار الحجارة بالسوق، إلى زقاق ابن حبين، إلى دار أبي سبرة التي صارت لخالد مولى عبيد

§مَحَالُّ الْقَبَائِلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ نَزَلَ بَنُو غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كِنَانَةَ الْقَطِيعَةَ الَّتِي قَطَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ مَا بَيْنَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الَّتِي تُعْرَفُ بِدَارِ الْحِجَارَةِ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ، إِلَى دَارِ أَبِي سَبْرَةَ الَّتِي صَارَتْ لِخَالِدٍ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى إِلَى مَنَازِلِ آلِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ. ثُمَّ

ابْتَاعَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بَنِي غِفَارٍ تِلْكَ الْخُطَّةَ إِلَّا وُقُوفًا كَانَتْ فِيهَا مِنْ بَعْضِهِمْ، فَتِلْكَ الْوُقُوفُ بَعْدُ بِأَيْدِيهِمْ. وَلِبَنِي غِفَارٍ مَسْجِدٌ فِي هَذِهِ الْخُطَّةِ خَارِجًا مِنْ مَنْزِلِ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْحُصَيْنِ الْغِفَارِيِّ، صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاتَّخَذَ سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيُّ خُطَّةً بِالْمُصَلَّى، وَهِيَ الْيَوْمَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، بِالْمُصَلَّى، وَجْهُهَا شَارِعٌ قُبَالَةَ الْحَجَّامِينَ. وَنَزَلَ سَائِرُ بَنِي غِفَارٍ مَحَلَّتَهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ السَّائِلَةُ مِنْ جَبَلِ جُهَيْنَةَ إِلَى بُطْحَانَ، مَا بَيْنَ خَطِّ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ بِبُطْحَانَ، إِلَى بَنِي غِفَارٍ. فَنَزَلَتْ بَنُو مُبَشِّرٍ فِي غِفَارٍ، وَهُمْ رَهْطُ آلِ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، مَنْزِلُهُمْ مِنْ خَطِّ دَارِ كَثِيرٍ إِلَى أَنْ يُفْضِيَ إِلَى جُهَيْنَةَ. وَنَزَلَ بَنُو أَبِي عَمْرِو بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مُهَّانَ، وَهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِفَارٍ شَامِيَّ وَغَرْبِيَّ بَنِي مُبَشِّرِ بْنِ غِفَارٍ، وَمَعَهُمْ بَنُو خَفَاجَةَ بْنِ غِفَارٍ، وَهُمْ رَهْطُ مَعْنِ بْنِ مَعْنٍ

وَنَزَلَ بَنُو لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ مَا بَيْنَ خَطِّ بَنِي مُبَشِّرِ بْنِ غِفَارٍ إِلَى خَطِّ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ الَّذِي يَسْلُكُكَ إِلَى دُورِ الْغَطَفَانِيِّينَ وَنَزَلَ بَنُو أَحْمَرَ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ لَيْثٍ مَا بَيْنَ مَسْجِدِهِمْ إِلَى سُوقِ التَّمَّارِينَ، وَاتَّخَذُوا الْمَسْجِدَ الَّذِي فِي مَحَلَّتِهِمْ يُدْعَى مَسْجِدَ بَنِي أَحْمَرَ. وَنَزَلَ بَنُو عُمَرَ بْنُ يَعْمُرَ بْنِ لَيْثٍ مَا بَيْنَ مَسْجِدِهِمُ الَّذِي يُدْعَى مَسْجِدَ بَنِي كَدَلٍ إِلَى بُطْحَانَ إِلَى مَنْزِلِ بَنِي مُبَشِّرِ بْنِ غِفَارٍ، إِلَى زُقَاقِ الْجَلَّادِينَ الَّذِي فِيهِ دَارُ الْمَاجِشُونِ، إِلَى دَارِ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ خَلَفٍ، إِلَى التَّمَّارِينَ. وَنَزَلَ آلُ قُسَيْطِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ لَيْثٍ مَا بَيْنَ شَامِيِّ بَنِي كَعْبٍ مِنْ مَنَازِلِ آلِ نَضْلَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ إِلَى كُتَّابِ النَّصْرِ إِلَى الشَّارِعِ إِلَى الْمُصَلَّى إِلَى بُطْحَانَ. وَنَزَلَ بَنُو رُجَيْلِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَهُمْ رَهْطُ آلِ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ وَحَوَّاسٍ بِطَرَفِ الْمُصَلَّى، بَيْنَ غَرْبَيِّ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ إِلَى دَارِ آلِ قُلَيْعٍ الْأَسَدِيِّينَ الشَّارِعَةِ عَلَى بُطْحَانَ. وَنَزَلَ بَنُو عُتْوَارَةَ بْنِ لَيْثٍ، وَهُمْ بَنُو عُضَيْدَةَ، مَا بَيْنَ طَرَفِ دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةِ الْيَمَانِيِّ بِبُطْحَانَ إِلَى الْحَرَّةِ، إِلَى زُقَاقِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، مِنْ قِبَلِ دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

وَنَزَلَ بَنُو ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرٍ، إِلَّا بَنِي غِفَارٍ، مَحَلَّتَهُمُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بَنُو ضَمْرَةَ، وَهِيَ شَرْقِيُّ مَا بَيْنَ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ بِالثَّنِيَّةِ، إِلَى مَحَلَّةِ بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ إِلَى سُوقِ الْغَنَمِ الشَّارِعِ إِلَى دَارِ ابْنِ ذِئْبٍ الْعَامِرِيِّ، وَاتَّخَذُوا فِي مَحَلَّتِهِمْ مَسْجِدًا. وَنَزَلَ بَنُو الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ فِي مَحَلَّتِهِمُ الْيَوْمَ، وَهِيَ مَا بَيْنَ بَنِي ضَمْرَةَ إِلَى الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْخِرَقِ، حَدُّهَا زُقَاقُ الْحَضَارِمَةِ، وَيُدْعَى الْخَطُّ الْعَظِيمُ لَهَا، إِلَى بَنِي ضَمْرَةَ، إِلَى جَبَلٍ فِي مِرْبَدِ أَبِي عَمَّارِ بْنِ عُبَيْسٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ، يُقَالُ لَهُ: الْمُسْتَنْدِرُ، إِلَى دَارِ الصَّلْتِ بْنِ نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيِّ الَّتِي بِالْجَبَّانَةِ. وَنَزَلَ أَبُو نَمِرِ بْنُ عُوَيْفٍ، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كِنَانَةَ، عَلَى بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ، فَاتَّخَذَ الدَّارَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ آلِ أَبِي نَمِرٍ، وَهِيَ فِي خَطِّ بَنِي أَحْمَرَ بْنِ لَيْثٍ

منازل أسلم ومالك ابني أفصى نزل بنو أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر منزلين: فنزلت بنو مالك بن أفصى وأمية وسهم ابني أسلم، ما بين خط زقاق ابن حبين مولى العباس بن عبد المطلب، الشامي من زاوية يقصان التي بالسوق إلى خط جهينة، إلى شامي ثنية

§مَنَازِلُ أَسْلَمَ وَمَالِكِ ابْنَيْ أَفْصَى نَزَلَ بَنُو أَسْلَمَ وَمَالِكٍ ابْنَيْ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مَنْزِلَيْنِ: فَنَزَلَتْ بَنُو مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَأُمَيَّةَ وَسَهْمِ ابْنَيْ أَسْلَمَ، مَا بَيْنَ خَطِّ زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الشَّامِيُّ مِنْ زَاوِيَةِ يَقْصَانَ الَّتِي بِالسُّوقِ إِلَى خَطِّ جُهَينَةَ، إِلَى شَامِيِّ ثَنِيَّةِ عَثْعَثَ. وَنَزَلَتْ سَائِرُ أَسْلَمَ، وَهُمْ آلُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْخَصِيبِ وَآلُ سُفْيَانَ، مَا بَيْنَ زُقَاقِ الْحَضَارِمَةِ إِلَى زُقَاقِ الْقَنْبَلَةِ. وَنَزَلَتْ هُذَيْلُ بْنُ مُدْرِكَةَ مَا بَيْنَ شَامِيِّ سَائِلَةِ أَشْجَعَ، إِلَى زَاوِيَةِ دُورِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، إِلَى دَارِ آلِ حَرَامِ بْنِ مُزَيْلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بِالثَّنِيَّةِ، زَاوِيَتُهَا الْيَمَانِيَّةُ، وَذَلِكَ مُجْتَمَعُهَا وَمُجْتَمَعُ أَسْلَمَ.

منازل مزينة ومن حل معها من قيس ونزل بنو هدبة بن لاطم بن عثمان بن عمرو، إلا بني عامر بن ثور بن ثعلبة بن لاطم بن عثمان، وعثمان نفسه الذي يقال له: مزينة، وهي أم مزنة بنت خالد بن خالد بن وبرة، ما بين زاوية بيت القروي المطل على بطحان الغربية، إلى زاوية

§مَنَازِلُ مُزَيْنَةَ وَمَنْ حَلَّ مَعَهَا مِنْ قَيْسٍ وَنَزَلَ بَنُو هُدْبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، إِلَّا بَنِي عَامِرِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُثْمَانُ نَفْسُهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مُزَيْنَةُ، وَهِيَ أُمِّ مُزْنَةَ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَبَرَةَ، مَا بَيْنَ زَاوِيَةِ بَيْتِ الْقَرَوِيِّ الْمُطِلِّ عَلَى بُطْحَانَ الْغَرْبِيَّةِ، إِلَى زَاوِيَةِ بَيْتِ أَبِي هَبَّارٍ الْأَسَدِيِّ، الَّذِي صَارَ لِبَنِي سَمْعَانَ، الشَّرْقِيَّةُ إِلَى خَطِّ بَنِي زُرَيْقٍ، إِلَى دَارِ الطَّائِفِيِّ الَّتِي بِشِقِّ بُطْحَانَ الشَّرْقِيِّ

وَنَزَلَ مَعَهَا فِي هَذِهِ الْمَحَلَّةِ بَنُو شَيْطَانَ بْنِ بَرْبُوعَ، مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَنُو سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَعَدْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَعَنْ شَرْقِيِّ خُطَّةِ مُزَيْنَةَ وَهَذِهِ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ أَيْضًا، وَسَعْدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ هَوَزِانَ بْنِ مَنْصُورٍ إِلَى دَارِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الزُّرَقِيِّ. وَأَدْنَى دَارِ أُمِّ عَمْرِو بِنْتِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِلَى بُيُوتِ نُفَيْسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَوْلَى بَنِي الْمُعَلَّى فِي بَنِي زُرَيْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، إِلَى أَنْ تَلْقَى بَنِي مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَزَلُوا مَعَ مُزَيْنَةَ، وَدَخَلَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلُوا جَمِيعًا لِأَنَّ دَارَهُمْ فِي الْبَادِيَةِ وَاحِدَةٌ وَقَدْ نَزَلَتْ بَنُو ذَكْوَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مَعَ أَهْلِ رَاتِجَ مِنَ الْيَهُودِ، فِيمَا بَيْنَ دَارِ قُدَامَةَ، إِلَى دَارِ حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ بِالْجَبَّانَةِ. وَنَزَلَ بَنُو أَوْسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ بِطَرَفِ السُّورَيْنِ، مَا بَيْنَ دَارِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، إِلَى مُفْضَى السُّورَيْنِ إِلَى الْحَمَّارِيِّينَ، الزُّقَاقُ الَّذِي فِيهِ قَصْرُ بَنِي يُوسُفَ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ، إِلَى الْبَقَّالِ. وَلَيْسَ بِتِلْكَ الْمَحَلَّةِ مِنْهُمُ الْيَوْمَ أَحَدٌ

وَنَزَلَتْ بَنُو عَامِرِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ هُدْبَةَ بْنِ لَاطِمٍ، مَا بَيْنَ ابْنِ أُمِّ كِلَابٍ الَّذِي فِي خَطِّ بَنِي زُرَيْقٍ الشَّارِعِ عَلَى الْمُصَلَّى، إِلَى دَارِ مَدْرَاقَيْسَ الطَّبِيبِ، إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، ودَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَدَارِ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيِّ

منازل جهينة وبلي نزلت جهينة بن زيد بن السود بن أسلم بن الحارث بن قضاعة، وبلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، ما بين خط أسلم الذي بين أسلم وجهينة، إلى دار حرام بن عثمان السلمي الأنصاري التي في بني سلمة، إلى الجبل الذي يقال له: جبل جهينة، إلى يماني ثنية

§مَنَازِلُ جُهَيْنَةَ وَبَلِيٍّ نَزَلَتْ جُهَيْنَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السُّودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَبَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، مَا بَيْنَ خَطِّ أَسْلَمَ الَّذِي بَيْنَ أَسْلَمَ وَجُهَيْنَةَ، إِلَى دَارِ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الَّتِي فِي بَنِي سَلَمَةَ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: جَبَلُ جُهَيْنَةَ، إِلَى يَمَانِيِّ ثَنِيَّةِ عَثْعَثَ الَّتِي عَلَيْهَا دَارُ ابْنِ أَبِي حَكِيمٍ الطَّيِّبِ. وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّمَا الْمَسْجِدُ الَّذِي لِجُهَيْنَةَ لِبَلِيٍّ

قَالَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَمَّنْ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[267]- خُبَيْبٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: «§خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ جُهَيْنَةَ لِبُلَيٍّ»

منازل قيس نزلت أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان الشعب الذي يقال له: شعب أشجع، وهو ما بين سائلة أشجع، إلى ثنية الوداع، إلى جوف شعب سلع، " وخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بأحمال التمر فنثره لهم "

§مَنَازِلُ قَيْسٍ نَزَلَتْ أَشْجَعُ بْنُ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ الشِّعْبَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: شِعْبُ أَشْجَعَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ سَائِلَةِ أَشْجَعَ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، إِلَى جَوْفِ شِعْبِ سَلْعٍ، «وَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَنَثَرَهُ لَهُمْ»

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُسَامَةَ الْجُهَنِيِّ، هَكَذَا قَالَ أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قَدِمَتْ أَشْجَعُ فِي سَبْعِمِائَةٍ يَقُودُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ، فَنَزَلُوا شِعْبَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَقَالَ: «يَا §مَعْشَرَ أَشْجَعَ، مَا جَاءَ بِكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْنَاكَ لِقُرْبِ دِيَارِنَا مِنْكَ، وَكَرِهْنَا حَرْبَكَ، وَكَرِهْنَا حَرْبَ قَوْمِنَا لِقِلَّتِنَا فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {سَبِيلًا} [آل عمران: 97] الْآيَةَ. وَاتَّخَذَتْ أَشْجَعُ فِي مَحَلَّتِهَا مَسْجِدًا " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَنَزَلَتْ بَنُو جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسٍ، مَحَلَّتُهَا الَّتِي يُقَالُ لَهَا

: بَنُو جُشَمَ، وَهِيَ مَا بَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: زُقَاقُ سُفْيَانَ، إِلَى الْأَسَاسِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَسَاسُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْوَلِيدِ، إِلَى خَوْخَةِ الْأَعْرَابِ، إِلَى دَارِ زَكْوَانَ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. وَنَزَلَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَمَّادٍ وَبَنُو زَنِيمٍ وَبَنُو سِكِّينٍ مِنْ فَزَارَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ، الْمَحَلَّةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: بَنُو فَزَارَةَ، وَهِيَ قُبَالَةَ خَشْرَمٍ، إِلَى حَمَّامِ الصَّعْبَةِ، إِلَى سُوقِ الْحَطَّابِينَ الَّذِي بِالْجَبَّانَةِ، وَلَمْ يَنْزِلْهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ فَزَارَةَ

منازل بني كعب بن عمرو وإخوانهم من بني المصطلق ونزل بنو كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو بن عامر، ما بين يماني بني ليث بن بكر، إلى دار شريح العدوي عدي بن عمرو، إلى موضع التمارين بالسوق، إلى زقاق الجلادين الشارع على المصلى يمنة ويسرة إلى بطحان، إلى زقاق

§مَنَازِلُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَإِخْوَانِهِمْ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَنَزَلَ بَنُو كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، مَا بَيْنَ يَمَانِيِّ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ، إِلَى دَارِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو، إِلَى مَوْضِعِ التَّمَّارِينَ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ الْجَلَّادِينَ الشَّارِعِ عَلَى الْمُصَلَّى يُمْنَةً وَيُسْرَةً إِلَى بُطْحَانَ، إِلَى زُقَاقِ كُدَامٍ، وَكُدَامٌ سَقَّاطٌ كَانَ هُنَاكَ، إِلَى دَارِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمٍ الشَّارِعَةِ عَلَى شَامِيِّ الْمُصَلَّى الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ التَّنْوِيرِ. وَنَزَلَتْ بَنُو الْمُصْطَلِقِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَخُوهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو رَهْطُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَاهِرَةَ حَرَّةِ بَنِي عُضَيْدَةَ، إِلَى أَدْنَى دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْحَرَّةِ، إِلَى الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْخَرَّازِينَ

ما جاء في ثنية الوداع وسبب ما سميت به قال أبو غسان: حدثني عبد العزيز بن عمران، عن عامر عن جابر قال: كان لا يدخل المدينة أحد إلا عن طريق واحد من ثنية الوداع، فإن لم يعشر بها مات قبل أن يخرج منها، فإذا وقف على الثنية قيل: قد ودع، فسميت ثنية الوداع،

§مَا جَاءَ فِي ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَسَبَبِ مَا سُمِّيَتْ بِهِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ أَحَدٌ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَإِنْ لَمْ يُعَشِّرْ بِهَا مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا، فَإِذَا وَقَفَ عَلَى الثَّنِيَّةِ قِيلَ: قَدْ وَدَّعَ، فَسُمِّيَتْ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، حَتَّى قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ الْعَبْسِيُّ فَقِيلَ لَهُ: عَشِّرْ بِهَا، فَلَمْ يُعَشِّرْ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَئِنْ عَشَّرْتُ مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ الْحَمِيرِ إِنَّنِي لَجَزُوعُ ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، مَا لَكُمْ وَلِلتَّعْشِيرِ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا فَلَمْ يُعَشِّرْ بِهَا إِلَّا مَاتَ، وَلَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَّا قَتَلَهُ الْهُزَالُ. فَلَمَّا تَرَكَ عُرْوَةُ التَّعْشِيرَ تَرَكَهُ النَّاسُ، وَدَخَلُوا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَيَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -[270]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ قَدْ نَكَحُوا النِّسَاءَ نِكَاحَ الْمُتْعَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ لَهُمْ: «§دَعُوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ نِسَاءِ الْمُتْعَةِ» . فَأَرْسَلُوهُنَّ، فَسُمِّيَتْ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ

ذكر دار هشام بن عبد الملك التي كان بنى، وقصر خل، وقصر بني جديلة قال أبو غسان: كان الذي هاج هشام بن عبد الملك على بناء داره التي كانت بالسوق، أن إبراهيم بن هشام بن إسماعيل كان خال هشام بن عبد الملك، وكان ولاه المدينة، فكتب إليه إبراهيم فذكر أن

§ذِكْرُ دَارِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي كَانَ بَنَى، وَقَصْرِ خَلٍّ، وَقَصْرِ بَنِي جَدِيلَةَ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: كَانَ الَّذِي هَاجَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى بِنَاءِ دَارِهِ الَّتِي كَانَتْ بِالسُّوقِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ كَانَ خَالَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ فَذَكَرَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَنَى دَارَيْنِ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: دَارُ الْقَطِرَانِ، وَالْأُخْرَى: دَارُ النُّقْصَانِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِمَا الْخَرَاجَ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْنِيَ دَارًا يُدْخِلُ فِيهَا سُوقَ الْمَدِينَةِ، فَقَبِلَ ذَلِكَ هِشَامٌ وَبَنَاهَا، وَأَخَذَ بِهَا السُّوقَ كُلَّهُ. وَجَعَلَ لَهَا بَابًا شَامِيًّا خَلْفَ شَامِيِّ زَاوِيَةِ دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالثَّنِيَّةِ، ثُمَّ جَعَلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَرْضًا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، ثُمَّ وَضَعَ جِدَارًا آخَرَ وِجَاهَ هَذَا الْجِدَارِ، ثُمَّ زَادَ الْأَسَاسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدُّورِ كُلِّهَا ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ، حَتَّى الزُّقَاقُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ زُقَاقُ ابْنِ حُبَيْنٍ جَعَلَهُ عَلَيْهِ بَابًا، وَجَعَلَ عَلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ زُقَاقُ بَنِي ضَمْرَةَ، عِنْدَ دَارِ آلِ أَبِي ذِئْبٍ بَابًا، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى الزَّوْرَاءِ خَاتَمِ الْبَلَاطِ بَابًا، ثُمَّ مَدَّ الْجِدَارَ حَتَّى جَاءَ بِهِ عَلَى طِيقَانِ دَارِ الْقَطِرَانِ الْأُخْرَى الْغَرْبِيِّ

، حَتَّى جَاءَ بِهَا إِلَى دَارِ ابْنِ سِبَاعٍ بِالْمُصَلَّى الَّتِي هِيَ الْيَوْمَ لِخَالِصَةَ، فَوَضَعَ ثَمَّ بَابًا، ثُمَّ بَنَى ذَلِكَ كُلَّهُ بُيُوتًا، فَجَعَلَ فِيهِ الْأَسْوَاقَ كُلَّهَا، فَكَانَ الَّذِي وَلَّى ابْنُ هِشَامٍ سَعْدَ بْنَ عَمْرٍو الزُّرَقِيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَتَمَّ بِنَاؤُهَا إِلَّا شَيْئًا مِنْ بَابِهَا الَّذِي بِالْمُصَلَّى، وَنُقِلَتْ أَبْوَابُهَا إِلَيْهَا مَعْمُولَةً مِنَ الشَّامِ، وَأَكْثَرُهَا مِنَ الْبَلْقَاءِ، فَلَمْ تَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَيَاةَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَفِيهَا التُّجَّارُ، فَيُؤْخَذُ مِنْهُمُ الْكِرَاءُ، حَتَّى تُوُفِّيَ هِشَامٌ، فَقَدِمَ بِوَفَاتِهِ ابْنُ مُكَدَّمٍ الثَّقَفِيُّ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَأْسِ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ صَاحَ: مَاتَ الْأَحْوَلُ، وَاسْتُخْلِفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ. فَلَمَّا دَخَلَ دَارَ هِشَامٍ تِلْكَ صَاحَ بِهِ النَّاسُ: مَا تَقُولُ فِي الدَّارِ؟ قَالَ: اهْدِمُوهَا. فَوَقَعَ النَّاسُ فَهَدَمُوهَا، وَانْتُهِبَتْ أَبْوَابُهَا وَخَشَبُهَا وَجَرِيدُهَا، فَلَمْ يَمْضِ ثَالِثَةٌ حَتَّى وُضِعَتْ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ أَبُو مَعْرُوفٍ، أَحَدُ بَنِي مَعْرُوفِ بْنِ تَمِيمٍ: [البحر البسيط] مَا كَانَ فِي هَدْمِ دَارِ السُّوقِ إِذْ هُدِمَتْ ... سُوقُ الْمَدِينَةِ مِنْ ظُلْمٍ وَلَا حَيَفِ قَامَ الرِّجَالُ عَلَيْهَا يَضْرِبُونَ مَعًا ... ضَرْبًا يُفَرِّقُ بَيْنَ السُّورِ وَالنَّجَفِ يَنْحَطُّ مِنْهَا وَيَهْوِي مِنْ مَنَاكِبِهَا ... صَخْرٌ تَقَلَّبَ فِي الْأَسْوَاقِ كَالْحَلَفِ وَأَمَّا قَصْرُ خَلٍّ الَّذِي بِظَاهِرِ الْحَرَّةِ عَلَى طَرِيقِ دُومَةَ، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِبِنَائِهِ؛ لِيَكُونَ حِصْنًا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَيُقَالُ: بَلْ أَمَرَ بِهِ مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَوَلَّاهُ مَرْوَانُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، وَفِيهِ

حَجَرٌ مَنْقُوشٌ فِيهِ: لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مِمَّا عَمِلَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ قَصْرَ خَلٍّ لِأَنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَكُلُّ طَرِيقٍ فِي حَرَّةٍ أَوْ رَمْلٍ يُقَالُ لَهُ الْخَلُّ. وَأمَّا قَصْرُ بَنِي جَدِيلَةَ، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّمَا بَنَاهُ لِيَكُونَ حِصْنًا، وَلَهُ بَابَانِ: بَابٌ شَارِعٌ عَلَى خَطِّ بَنِي جَدِيلَةَ، وَبَابٌ فِي الزَّاوِيَةِ الشَّرْقِيَّةِ الْيَمَانِيَّةِ، عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، وَهُوَ الْيَوْمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ قَطِيعَةً. وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ بِنَاءَهُ لِمُعَاوِيَةَ الطُّفَيْلُ بْنُ أَبِي كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِي وَسَطِهِ بَيْرَحَاءُ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْلِسُ فِي أُطُمِهِ فَارِعَ، وَيَجْلِسُ مَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ، وَيَضَعُ لَهُمْ بِسَاطًا يَجْلِسُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَوْمًا، وَهُوَ يُرِي كَثْرَةَ مَنْ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَرَبِ يُسْلِمُونَ: [البحر البسيط] أَرَى الْجَلَابِيبَ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا ... وَابْنَ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَنْ لِي مِنْ أَصْحَابِ الْبِسَاطِ؟» فَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ: أَنَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْهُمْ. فَخَرَجَ

إِلَيْهِمْ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ مُقْبِلًا عَرَفُوا فِي وَجْهِهِ الشَّرَّ، فَفَرُّوا وَتَبَدَّدُوا، وَأَدْرَكَ حَسَانًا دَاخِلًا بَيْتَهُ، فَضَرَبَهُ، فَغَلَّقَ بَيْتَهُ، فَضَرَبَهُ فَفَلَقَ أَلْيَتَيْهِ، فَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَوَّضَهُ وَأَعْطَاهُ حَائِطًا فَبَاعَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَالٍ كَثِيرٍ، فَبَنَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَصْرًا، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ: قَصْرُ الدَّارِيِّينَ "

ما جاء فيما يخرج أهل المدينة منها

§مَا جَاءَ فِيمَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: دَخَلَ مِحْجَنٌ الْمَسْجِدَ فَرَأَى بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ - رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ - قَالَ شُعْبَةُ يُمَازِحُهُ فَقَالَ: " إِنَّ -[274]- رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي فَصَعِدْنَا أُحُدًا، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: «§وَيْحَ أُمِّهَا قَرْيَةً، يَدَعُهَا أَهْلُهَا كَخَيْرِ مَا تَكُونُ» ، أَوْ «كَأَعْمَرِ مَا تَكُونُ» ، ثُمَّ نَزَلْنَا فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَرَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: فُلَانٌ، هَذَا كَذَا وَكَذَا، فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «لَا يُسْمِعُهُ فَيُهْلِكُهُ» ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ حُجَرِ نِسَائِهِ نَزَعَ مِنْ يَدِي وَقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ، ثُمَّ لَقِيَنِي وَأَنَا خَارِجٌ مِنْ بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا أُحُدًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا قَوْلًا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهَا: «§وَيْلَ أُمِّهَا قَرْيَةً، يَوْمَ يَدَعُهَا أَهْلُهَا كَأَيْنَعَ مَا تَكُونُ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَأْكُلُ ثَمَرَهَا؟ قَالَ: «عَافِيَةُ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ قَالَ -[275]-: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَاشِيِّ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا جِئْتُ ذَهَبْتُ مَعَهُ حَتَّى صَعِدَ أُحُدًا، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «§وَيْلَ أُمِّكِ مِنْ قَرْيَةٍ، كَيْفَ يَدَعُكِ أَهْلُكِ وَأَنْتِ خَيْرُ مَا تَكُونِينَ؟»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: " إِنِّي لَأَمْشِي مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَإِذَا بُرَيْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسٌ فِيهِ وَسُكْبَةُ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ يُصَلِّي الضُّحَى فَقَالَ بُرَيْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عِمْرَانُ، أَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِّيَ كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ؟ وَإِنَّمَا يَقُولُ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يَعْنِيهِ بِهِ قَالَ: فَسَكَتَ عِمْرَانُ وَمَضَيْنَا، فَقَالَ عِمْرَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذِ اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَصَعِدْنَا عَلَيْهِ، وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَيْلَ أُمِّهَا مِنْ قَرْيَةٍ، يَتْرُكُهَا أَهْلُهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ - حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا - يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَهَا، يَجِدُ عَلَى كُلِّ فَجٍّ مِنْهَا مَلَكًا مُصْلِتًا السَّيْفَ» قَالَ: ثُمَّ نَزَلْنَا فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: فُلَانٌ، وَمِنْ أَمْرٍ فَجَعَلْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ فَقَالَ: «لَا تُسْمِعْهُ فَتَقْطَعَ ظَهْرَهُ» قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ يَدِي فَقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ، حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ وَالذِّئْبُ فَيَغْدِي عَلَى سَوَارِي الْمَسْجِدِ، أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟ قَالَ: لِلْعَوَافِي: «الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَتَتْرُكُنَّهَا مُذَلَّلَةً أَحْسَنَ مَا كَانَتْ لِلطَّيْرِ وَالْهَوَامِّ»

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§تَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، مُذَلَّلَةً، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ - وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، وَيَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وُحُوشًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§الْمَدِينَةُ يَخْرُجُ مِنْهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا كَانَتْ» . فَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَرُدُّ عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِرَاشٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لِمَ تَرُدَّ عَلَيَّ فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي بَيْتٍ حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ مِنْهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا كَانَتْ» ؟ فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَجَلْ، قَدْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ فِي بَيْتٍ، وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْهُ، إِنَّمَا قَالَ: «أَعْمَرَ مَا كَانَتْ» ، وَلَوْ قَالَ: «خَيْرَ مَا كَانَتْ» ، لَكَانَ ذَلِكَ وَهُوَ حَيٌّ وَأَصْحَابُهُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «صَدَقْتَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَيَخْرُجَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ خَيْرَ مَا كَانَتْ -[278]-، نِصْفًا زَهْوًا، وَنِصْفًا رُطَبًا. قِيلَ: مَنْ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أُمَرَاءُ السُّوءِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §لَيَدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ خَيْرُ مَا كَانَتْ، مُرْطِبَةً مُونِعَةً. قِيلَ: فَمَنْ يَأْكُلُهَا؟ قَالَ: الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§يَدَعُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ وَالنَّخْلُ مُرْطِبٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَيَجِيئَنَّ الثَّعْلَبُ حَتَّى يُقْبِلَ فِي ظِلِّ الْمِنْبَرِ ثُمَّ يَرُوحَ، لَا يُنَهْنِهُهُ أَحَدٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَشْجَعَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ -[279]-: " §آخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَآخَرُ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَيَقُولَانِ: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَيَأْتِيَانِ الْمَسْجِدَ فَلَا يَرَيَانِ إِلَّا الثَّعْلَبَ، فَيَنْزِلُ إِلَيْهِمَا مَلَكَانِ فَيَسْحَبَانِهِمَا عَلَى وُجُوهِهِمَا حَتَّى يُلْحِقَاهُمَا بِالنَّاسِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَجِيءَ الثَّعْلَبُ فَيَرْبِضَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُنَهْنِهُهُ أَحَدٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §يَجِيءُ جَيْشٌ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ، وَيَبْقِرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ، وَيَقُولُونَ لِلْحُبْلَى فِي الْبَطْنِ: اقْتُلُوا صُبَابَةَ السُّوءِ، فَإِذَا عَلَوَا الْبَيْدَاءَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، فَلَا يُدْرِكُ أَسْفَلُهُمْ أَعْلَاهُمْ، وَلَا أَعْلَاهُمْ أَسْفَلَهُمْ ". قَالَ أَبُو الْمُهَزَّمِ: فَلَمَّا جَاءَ جَيْشُ حُبَيْشِ بْنِ دُلْجَةَ قُلْنَا: هُمْ، فَلَمْ يَكُونُوا هُمْ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَيَكُونَنَّ بِالْمَدِينَةِ مَلْحَمَةٌ يُقَالُ لَهَا: الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ حَالِقَةَ الشَّعَرِ وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدِّينِ، فَاخْرُجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَوْ عَلَى قَدْرِ بَرِيدٍ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَكْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَتَعَجَّلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتَفَقَّدَهُمْ، فَقُلْنَا: تَعْجَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «§لَيَتْرُكُنَّهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ، لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاقِ، يُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصَرَى كَضَوْءِ النَّهَارِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «§هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[281]-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَيَخْرُجَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ لَيَعُودُنَّ إِلَيْهَا، ثُمَّ لَيَخْرُجَنَّ مِنْهَا ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهَا، وَلَيَدَعَنَّهَا وَهِيَ خَيْرُ مَا تَكُونُ مُونِعَةٌ» ، قِيلَ: فَمَنْ يَأْكُلُهَا؟ قَالَ: «الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَأَخْبَرَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ: مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «أَمَ وَاللَّهِ لَتَدَعُنَّهَا مُذَلَّلَةً أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي، §أَتَدْرُونَ مَا الْعَوَافِي؟ الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: ذُكِرَ لِي عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَمَ وَاللَّهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَتَتْرُكُنَّهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَرْبَعِينَ» وَقَالَ كَعْبٌ -[282]-: سَتَخْرَبُ الْأَرْضُ قَبْلَ الشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيُهَاجِرَنَّ الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى لَا تَكُونَ رِعْدَةٌ وَلَا بَرْقَةٌ إِلَّا مَا بَيْنَ الْعَرِيشِ وَالْفُرَاتِ. قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْأَشْيَاخِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيَتْرُكَنَّ الْمَدِينَةَ أَهْلُهَا، وَإِنَّهَا لَمُرْطِبَةٌ لَا يَأْكُلُهَا إِلَّا الْعَوَافِي: الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ " - قَالَ: وَحَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابًا لِكَعْبٍ: - وَلَيَغْشَيَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَمْرٌ يُفْزِعُهُمْ حَتَّى يَتْرُكُوهَا وَهِيَ مُذَلَّلَةٌ، حَتَّى يَبُولَ السَّنَانِيرُ عَلَى قَطَائِفِ الْخَزِّ مَا يُرَوِّعُهَا شَيْءٌ، وَحَتَّى يَخْرِقَ الثَّعَالِبُ فِي أَسْوَاقِهَا مَا يُرَوِّعُهَا شَيْءٌ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي فُرَاتٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: " §آخِرُ النَّاسِ مَحْشَرًا رَجُلَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يَفْقِدَانِ النَّاسَ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: قَدْ فَقَدْنَا النَّاسَ مُنْذُ حِينٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى شَخْصٍ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، فَيَنْطَلِقَانِ فَلَا يَجِدَانِ بِهَا أَحَدًا. ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَنْطَلِقَانِ فَلَا يَجِدَانِ بِهَا أَحَدًا. ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى مَنَازِلِ قُرَيْشٍ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَيَنْطَلِقَانِ فَلَا يَرَيَانِ إِلَّا السِّبَاعَ وَالثَّعَالِبَ، فَيُوَجِّهَانِ نَحْوَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَوْمٌ يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّهِ - أُرَاهُ قَالَ: الثَّعْلَبُ - لَا يُرَوِّعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ "

وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَيَدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ مُرْطِبَةً» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَأْكُلُهُ؟ قَالَ: «السِّبَاعُ وَالطَّيْرُ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يَخْرُجُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْهَا ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَيْهَا فَيَعْمُرُونَهَا حَتَّى تَمْتَلِئَ وَتُبْنَى، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا فَلَا يَعُودُونَ إِلَيْهَا أَبَدًا» قَالَ جَابِرٌ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيَنْزِلَنَّ رَاكِبٌ فِي جَنْبِ وَادِي الْمَدِينَةِ فَيَقُولُ: كَانَ فِي هَذِهِ حَاضِرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرٌ "

ما قيل في المدينة من الشعر يتشوق إليها وغير ذلك قال عبد الله بن عامر بن كريز، وركب البحر غائبا فاشتاق رفيق له إلى المدينة فقال: بكى صاحبي لما رأى الفلك قد مضت تهادى بنا فوق ذي لجج خضر وحن إلى أهل المدينة حنه لمصر وهيهات المدينة من مصر فقلت له لا تبك

§مَا قِيلَ فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الشِّعْرِ يُتَشَوَّقُ إِلَيْهَا وَغَيْرَ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، وَرَكِبَ الْبَحْرَ غَائِبًا فَاشْتَاقَ رَفِيقٌ لَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: [البحر الطويل]

بِكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الْفُلْكَ قَدْ مَضَتْ ... تَهَادَى بِنَا فَوْقَ ذِي لُجَجٍ خُضْرِ وَحَنَّ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَنَّهُ ... لِمِصْرٍ وَهَيْهَاتَ الْمَدِينَةُ مِنْ مِصْرِ فَقُلْتُ لَهُ لَا تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَّمَا ... تَقَرُّ قَرَارًا مِنْ جَهَنَّمَ فِي الْبَحْرِ وَقَالَ نُفَيْلَةُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْأَشْعَارَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ بُقَيْلَةَ - وَقَدْ وَجَدْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ تُنْسَبُ إِلَى أَبِي الْمِنْهَالِ الْأَشْجَعِيِّ الْأَصْغَرِ، وَزَادَ فِيهَا أَبْيَاتًا فِي أَوَّلِهَا وَفِي أَحْقَافِهَا، فَمَا زَادَ فِي أَوَّلِهَا: [البحر الوافر] أَرِقْتُ وَغَابَ عَنِّي مَنْ يَلُومُ ... وَلَكِنْ لَمْ أَنَمْ أَنَا وَالْهُمُومُ كَأَنِّي مِنْ تَذَكُّرِ مَا أُلَاقِي ... إِذَا مَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ الْبَهِيمُ سَقِيمٌ مَلَّ مِنْهُ أَقْرَبُوهُ ... وَأَسْلَمَهُ الْمُدَاوِيَ وَالْحَمِيمُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فَأَمَّا الصَّحِيحُ فَقَوْلُهُ: وَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا ارْتِحَالٌ ... وَقُرِّبَ نَاجِيَاتُ السَّيْرِ كُومُ تَحَاسَرَ وَاضِحَاتُ اللَّوْنِ زُهْرٌ ... عَلَى دِيبَاجِ أَوْجُهِهَا النَّعِيمُ وَقَائِلَةٍ وَمُثْنِيَةٍ عَلَيْنَا ... تَقُولُ وَمَا لَهَا فِينَا حَمِيمُ مَتَى تَرَ غَفْلَةَ الْوَاشِينَ عَنْهَا ... تَجُدْ بِدُمُوعِهَا الْعَيْنُ السَّجُومُ

تَعُدُّ لَنَا الشُّهُورَ وَتَحْتَصِيهَا ... مَتَى هُوَ حَائِنٌ مِنْهُ قُدُومُ فَإِنْ يَكْتُبْ لَنَا الرَّحْمَنُ أَوْبًا ... وَيَقْدُرْ ذَلِكَ الْمَلِكُ الْحَكِيمُ فَكَمْ مِنْ حَرَّةٍ بَيْنَ الْمُنَقَّى ... إِلَى أُحُدٍ إِلَى مَا حَازَ رِيمُ إِلَى الْجَمَّاءِ مِنْ خَدٍّ أَسِيلِ ... نَقِيِّ اللَّوْنِ لَيْسَ بِهِ كُلُومُ وَمِنَ الزِّيَادَةِ: أَتَيْنَ مُوَدِّعَاتٍ وَالْمَطَايَا ... لَدَيْ أَكْوَارِهَا خَوَصٌ هُجُومُ مُشَيَّعَةُ الْفُؤَادِ تَرَيْ هَوَاهَا ... وَقُرَّةَ عَيْنِهَا فِيمَنْ يُقِيمُ وَأُخْرَى لُبُّهَا مَعَنَا وَلَكِنْ ... تَصَبَّرُ فَهْيَ وَاجِمَةٌ كَظُومُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ ثَابِتٍ قَوْلَ ابْنِ أَبِي عَاصِيَةَ السُّلَمِيِّ، يَتَشَوَّقُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ بِالْيَمَنِ عِنْدَ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ: [البحر الطويل] §أَهَلْ نَاظِرٌ مِنْ خَلْفِ غُمْدَانَ مُبْصِرٌ ... ذُرَى أُحُدٍ رُمْتَ الْمَدَى الْمُتَرَاخِيَا فَلَوْ أَنَّ الْيَأْسَ بِي وَأَعَانَنِي ... طَبِيبٌ بِأَرْوَاحِ الْعَقِيقِ شَفَائِيَا قَالَ ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ يَعْنِي إِلْيَاسَ بْنَ مُضَرَ، كَانَ أَصَابَهُ السُّلُّ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَدْعُو السُّلَّ دَاءَ إِلْيَاسٍ. قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِيَةَ يَتَشَوَّقُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ بِالْعِرَاقِ: [البحر الطويل] تَطَاوَلَ لَيْلِي بِالْعِرَاقِ وَلَمْ يَكُنْ ... عَلَيَّ بِأَكْنَافِ الْحِجَازِ يَطُولُ فَهَلْ لِي إِلَى أَرْضِ الْحِجَازِ وَمَنْ بِهِ ... بِعَاقِبَةٍ قَبْلَ الْفَوَاتِ سَبِيلُ فَتُشْفَى حَزَازَاتٌ وَتَنْقَعُ أَنْفَسٌ ... وَيُشْفَى جَوًى بَيْنَ الضُّلُوعِ دَخِيلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مُرْسَلٌ ... فَرِيحُ الصَّبَا مِنِّي إِلَيْكَ رَسُولُ

قَالَ أَبُو يَحْيَى: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِفَتًى مِنْ فِتْيَانِهِمْ: §أَتَجِدُكَ تَشْتَاقُ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ حُبِسْتَ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ بَعْدَ عَتَمَةٍ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ مِنْ لَيَالِي الصَّيْفِ، قَدْ تَوَسَّدْتَ طَرَفَ رِدَائِكَ مَعَ لَمَّةِ أَصْحَابِكَ يُنَازِعُونَكَ الْحَدِيثَ، لَاشْتَقْتَهَا. حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ كَتَبَ إِلَى الْمَدِينَةِ: [البحر الطويل] مُحَرَّمُكُمْ دِيوَانُكُمْ وَعَطَاؤُكُمْ ... بِهِ يَكْتُبُ الْكُتَّابُ وَالْكُتْبُ تُطْبَعُ

ضَمِنْتُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تُصَابُوا بِمُهْجَتِي ... بِأَنَّ سَمَاءَ الضُّرِّ عَنْكُمْ سَتُقْلِعُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِأَبَانَ، وَكَانَ نَازِلًا بِأَيْلَةَ، يَعِيبُ عَلَيْهِ نُزُولَهُ بِأَيْلَةَ وَتَرْكَهُ النُّزُولَ بِالْمَدِينَةِ: [البحر الكامل] أَتَرَكْتَ طَيْبَةَ رَغْبَةً عَنْ أَهْلِهَا ... وَنَزَلْتَ مُنْتَبِذًا بِدَيْرِ الْقُعْنُذِ فَقَالَ أَبَانُ: [البحر الكامل] أُنْزِلْتُ أَرْضًا بُرُّهَا كَتُرَابِهَا ... وَالْفَقْرُ مَضْرَبُهُ بِقَصْرِ الْجُنْبِ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ مَرَضٌ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجَتْ أَعْرَابِيَّةٌ بِوَلَدِهَا وَجَعَلَتْ تَقُولُ: [البحر الرجز] يَا رَبِّ بَاعِدْ عَنِّي مِنْ ضَرَارِ ... مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ذِي الْمَنَارِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: وَفَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي شِمْرٍ، فَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ وَأَصَابَ عَيْشًا فَقَالَ: [البحر البسيط] يُغْدَى عَلَيَّ بِإِبْرِيقٍ وَمِسْمَعَةٍ ... إِنَّ الْحِجَازَ حَلِيفُ الْجُوعِ وَالْبُؤْسِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: قَدِمَ لَبِيدٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً فِي بَنِي النَّضِيرِ، فَخَرَجَ كَأَنَّهُ نَصْلُ قَدَحٍ فَقَالَ لَهُ بَنُو جَعْفَرٍ: يَا لَبِيدُ، خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِنَا كَالْجَمَلِ الْحَجُونِ، وَرَجَعْتَ إِلَيْنَا كَالْقَدَحِ السَّفُونِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] يَقُولُ بَنُو أُمِّ الْبَنِينِ وَقَدْ بَدَا ... لَهُمْ زُورُ جَنْبِي مِنْ قَمِيصِي وَمِنْ جِلْدِي دَفَعْنَاكَ فِي أَرْضِ الْحِجَازِ كَأَنَّمَا ... دَفَعْنَاكَ فَحْلًا فَوْقَهُ قَزَعُ اللِّبْدِ

فَصَافَحْتَ حُمَّاهُ وَدَاءَ ضُلُوعِهِ ... وَخَالَصْتَ عَيْشًا مَسَّهُ طَرَفُ الْحَصْدِ فَأُبْتَ وَلَمْ نَعْرِفْكَ إِلَّا تَوَهُّمًا ... كَأَنَّكَ نِضْوٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ نَهْدِ. حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِجَبْهَاءَ الْأَشْجَعِيِّ: يَا جَبْهَاءُ، انْطَلِقْ بِنَا نَنْزِلِ الْمَدِينَةَ حَتَّى تُفْرَضَ وَتُقِيمَ بِهَا. فَأَقْبَلَ بِوَلَدِهِ وَبِإِبِلِهِ لِيَبِيعَهَا وَيَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا أَوْفَى عَلَى الْحَرَّةَ وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ تَذَكَّرَتْ إِبِلُهُ أَوْطَانَهَا فَكَرَّتْ رَاجِعَةً، فَجَعَلَ يُدَوِّرُهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَتَأْبَى، فَأَقْبَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: مَا جَعَلَ هَذِهِ الْإِبِلَ أَنْزَعَ إِلَى أَوْطَانِهَا مِنَّا؟ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْحَنِينِ مِنْهَا، أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ لَمْ تَرْجِعِي، وَفَعَلَ اللَّهُ بِكِ، وَرَدَّهَا ثُمَّ خَلَفَ بِأَقْتَابِهَا يَزْجُرُهَا نَحْوُ بِلَادِهِ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الكامل] قَالَتْ أُنَيْسَةُ بِعْ بِلَادَكَ وَالْتَمِسْ ... دَارًا بِيَثْرِبَ رَبَّةِ الْأَجْسَامِ تُكْتَبْ عِيَالُكَ فِي الْعَطَاءِ وَتَفْتَرِضُ ... وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ حَازِمُ الْأَقْوَامِ فَهَمَمْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ لَيْلَ لِقَاحِنَا ... بِلَوَى عُنَيْزَةَ أَوْ بِقُفٍّ بِشَامِ إِذْ هُنَّ عَنْ حَسْبِي مَذَاوِدُ كُلَّمَا ... نَزَلَ الظَّلَامُ بِعُصْبَةٍ أَعْتَامِ إِنَّ الْمَدِينَةَ، لَا مَدِينَةَ، فَالْزَمِي ... حِقْفَ السِّتَارِ وَقُبَّةَ الْأَرْحَامِ يُجْلَبْ لَكِ اللَّبَنُ الْغَرِيضُ وَيُنْتَزَعْ ... بِالْعِيسِ مِنْ يَمَنٍ إِلَيْكِ وَشَامِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنِ ابْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: " §كَانَتْ لِبَنِي قَيْنُقَاعٍ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَقُومُ فِي السَّنَةِ مِرَارًا، وَكَانَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الذَّبْحِ إِلَى الْآطَامِ الَّتِي خَلْفَ النَّخْلِ، فَهَبَطَ إِلَيْهَا نَابِغَةُ بَنِي ذُبْيَانَ يُرِيدُهَا، فَأَدْرَكَ الرَّبِيعَ بْنَ أَبِي حَقِيقٍ هَابِطًا مِنْ قَرْيَتِهِ يُرِيدُهَا، فَتَسَايَرَا، فَلَمَّا أَشْرَفَا عَلَى السُّوقِ سَمِعَا الضَّجَّةَ، وَكَانَتْ سُوقًا عَظِيمَةً يَتَفَاخَرُ النَّاسُ بِهَا، وَيَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ، فَحَاصَتْ نَاقَةُ النَّابِغَةِ حِينَ سَمِعَتِ الصَّوْتَ، فَزَجَرَهَا وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] كَادَتْ تَهَدُّ مِنَ الْأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي أَجِزْ يَا رَبِيعُ فَقَالَ: [البحر البسيط] وَالثَّغْرُ مِنْهَا إِذَا مَا أَوْجَسَتْ خَلِقُ فَقَالَ النَّابِغَةُ: لَوْلَا أُنَهْنِهُهَا بِالسَّوْطِ لَانْتَزَعَتْ أَجِزْ يَا رَبِيعُ فَقَالَ: مِنِّي الزِّمَامَ وَإِنِّي رَاكِبٌ لَبِقُ فَقَالَ النَّابِغَةُ: قَدْ مَلَّتِ الْحَبْسَ بِالْآطَامِ وَاشْتَعَفَتْ أَجِزْ يَا رَبِيعُ فَقَالَ: تُرِيغُ أَوْطَانَهَا لَوْ أَنَّهَا عَلَقُ فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ تَهْبِطُ السُّوقَ وَتَلْقَى أَهْلَهَا، فَإِنَّكَ سَتَسْمَعُ شِعْرًا لَا تُقَدِّمُ عَلَيْهِ شِعْرًا فَقَالَ: شِعْرُ مَنْ؟ قَالَ: حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ

قَالَ: فَقَدِمَ النَّابِغَةُ السُّوقَ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَاعْتَمَدَ عَلَى يَدَيْهِ وَأَنْشَدَ: [البحر الوافر] عَرَفْتُ مَنَازِلًا بِعُرَيْقِنَاتٍ ... فَأَعْلَى الْجِزْعِ لِلْحَيِّ الْمُبِنِّ قَالَ حَسَّانُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَلَكَ الشَّيْخُ، رَكِبَ قَافِيَةً صَعْبَةً. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يُحْسِنُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا، ثُمَّ نَادَى: أَلَا رَجُلٌ يُنْشِدُ؟ قَالَ: فَتَقَدَّمَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] أَتَعْرِفُ رَسْمًا كَاطِّرَادِ الْمَذَاهِبِ ... لِعَمْرَةَ وَحْشًا غَيْرَ مَوْقِفِ رَاكِبِ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا فَقَالَ لَهُ النَّابِغَةُ: أَنْتَ أَشْعَرُ النَّاسِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ حَسَّانُ: فَدَخَلَنِي بَعْضُ الْفَرَقِ، وَأَنِّي لَأَجِدُ عَلَى ذَلِكَ فِي نَفْسِي قُوَّةً، فَتَقَدَّمْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَنْشِدْ فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَشَاعِرٌ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ، فَأَنْشَدْتُهُ: [البحر الكامل]

أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ ... بَيْنَ الْجَوَابِي فَالْبُضَيْعِ فَحَوْمَلِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا ابْنَ أَخِي. وَفِي اجْتِمَاعِ حَسَّانَ وَالنَّابِغَةِ غَيْرُ حَدِيثٍ، مِنْهَا أَنَّ الْأَصْمَعِيَّ ذَكَرَ فِيمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ مَنْ أَثِقُ بِهِ، أَنَّهُ كَانَ يُضْرَبُ لِلنَّابِغَةِ بِسُوقِ عُكَاظٍ قُبَّةٌ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الشُّعَرَاءُ فِيهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَسَّانُ وَالْأَعْشَى وَخَنْسَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، فَأَنْشَدُوهُ أَشْعَارَهُمْ، فَلَمَّا أَنْشَدَتْهُ خَنْسَاءُ: [البحر البسيط] وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ ... كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ قَالَ: يَا خُنَيْسُ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ أَنْشَدَنِي آنِفًا لَقُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ شِعْرِكِ، وَمَا بِهَا ذَاتُ مَثَانَةٍ أَشْعَرَ مِنْكِ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ، وَلَا ذُو خُصْيَيْنِ، فَغَضِبَ حَسَّانُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَنَا أَشْعَرُ مِنْكِ وَمِنْ أَبِيكِ. فَقَالَ لَهُ النَّابِغَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَنْتَ لَا تُحْسِنُ أَنْ تَقُولَ: [البحر الطويل] فَإِنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي ... وَإِنْ خِلْتُ أَنَّ الْمُنْتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَيْتُ جَبَلَةَ بْنَ الْأَيْهَمِ الْغَسَّانَيَّ وَقَدْ مَدَحْتُهُ، فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ رَجُلٌ

ذُو ضَفِيرَتَيْنِ، وَهُوَ النَّابِغَةُ، وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَتَعْرِفُ هَذَيْنِ؟ فَقُلْتُ: أَمَّا هَذَا فَأَعْرِفُهُ، هُوَ النَّابِغَةُ، وَأَمَّا هَذَا فَلَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ: هُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدَةَ، إِنْ شِئْتَ اسْتَنْشَدْتُهُمَا وَسَمِعْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُنْشِدَ بَعْدَهُمَا أَنْشَدْتَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ سَكَتَّ قَالَ: قُلْتُ: وَذَاكَ، فَاسْتَنْشَدَ النَّابِغَةَ، فَأَنْشَدَهُ: [البحر الطويل] §كَلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الْكَوَاكِبِ قَالَ: فَذَهَبَ يُصْغِي، ثُمَّ قَالَ لِعَلْقَمَةَ: أَنْشِدْ، فَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] طَحَا بِكِ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرٌ حَانَ مَشِيبُ قَالَ: فَذَهَبَ يُصْغِي إِلَى الْآخَرِ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ الْآنَ أَعْلَمُ، إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُنْشِدَنَا بَعْدَمَا سَمِعْتَ فَأَنْشِدْ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُمْسِكَ فَأَمْسِكْ قَالَ: فَتَشَدَّدْتُ وَقُلْتُ: لَأُنْشِدُ قَالَ: هَاتِ، فَأَنْشَدْتُهُ الْقَصِيدَةَ الَّتِي أَقُولُ فِيهَا: [البحر الكامل] أَبْنَاءُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمُ ... قَبْرُ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفْضِلِ يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُهُمْ ... لَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ الْمُقْبِلِ

بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ ... شُمُّ الْأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الْأَوَّلِ قَالَ: ادْنُهْ، ادْنُهْ، لَعَمْرِي مَا أَنْتَ بِدُونِهِمَا، ثُمَّ أَمَرَ لِي بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ، وَبِعَشَرَةِ أَقْمِصَةٍ لَهَا جَيْبٌ وَاحِدٌ، وَقَالَ: هَذَا لَكَ عِنْدَنَا فِي كُلِّ عَامٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَقْعَسِيُّ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِسَلْعٍ وَلَمْ تُغْلَقْ عَلَيَّ دُرُوبُ وَهَلْ أُحُدٌ بَادٍ لَنَا وَكَأَنَّهُ ... حَصَانٌ أَمَامَ الْمَقْرُبَاتِ جَنِيبُ يَخُبُّ السَّرَابُ الضَّحْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَيَبْدُو لِعَيْنِي تَارَةً وَيَغِيبُ فَإِنَّ شِفَائِي نَظْرَةٌ إِنْ نَظَرْتُهَا ... إِلَى أُحُدٍ وَالْحَرَّتَانِ قَرِيبُ وَإِنِّي لَأَرْعَى النَّجْمَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... عَلَى كُلِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ رَقِيبُ وَأَشْتَاقُ لِلْبَرْقِ الْيَمَانِيِّ إِنْ بَدَا ... وَأَزْدَادُ شَوْقًا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ كَانَ ابْنُ نُمَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ شَاعِرًا مُسِنًّا، وَكَانَ نَازِلًا بِبِلَادِ قَوْمِهِ، ثُمَّ نَزَلَ الْمَدِينَةَ يَسِيرًا مِنْ دَهْرِهِ، ثُمَّ حَنَّ فَرَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ نُكْرًا مِنْهُ فِي مَعِيشَتِهِ، فَلَامَتْهُ عَلَى ذَلِكَ زَوْجَتُهُ فَقَالَ يَعْتَذِرُ لِخُرُوجِهِ عَنِ الْمَدِينَةِ: [البحر الوافر] أَلَا قَالَتْ أُمَامَةُ بَعْدَ دَهْرٍ ... وَحُلْوُ الْعَيْشِ يُذْكَرُ فِي السِّنِينِ سَكَنْتَ مُخَايَلًا وَتَرَكْتَ سَلْعًا ... شَقَاءٌ فِي الْمَعِيشَةِ بَعْدَ لِينِ فَقُلْتُ لَهَا ذَبَبْتُ الدَّيْنَ عَنِّي ... بِبَعْضِ الْعَيْشِ وَيْحَكِ فَاعْذُرِينِي

أُرَجِّي فِي الْمَعَاشِ عَلَى خِضَمٍّ ... فَيَكْفِي وَأَحْسَنُ فِي الدَّرِينِ وَغَرَبُ الْأَرْضِ أَرْضٌ بِهِ مَعَاشًا ... يَكُفُّ الْوَجْهَ عَنْ بَابِ الضَّنِينِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ الْأَسَدِيُّ ثُمَّ الْفَقْعَسِيُّ: نَفَى النَّوْمَ عَنِّي فَالْفُؤَادُ كَئِيبُ ... نَوَائِبُ هَمٍّ مَا تَزَالُ تَنُوبُ وَأَحْرَاضُ أَمْرَاضٍ بِبَغْدَادَ جُمِّعَتْ ... عَلَيَّ وَأَنْهَارٌ لَهُنَّ قَسِيبُ فَظَلَّتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ تَمْرِي غُرُوبَهَا ... مِنَ الْمَاءِ دَرَّاتٌ لَهُنَّ شُعُوبُ وَمَا جَزَعٌ مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ أَخْضَلَتْ ... دُمُوعِي وَلَكِنَّ الْغَرِيبَ غَرِيبُ أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِسَلْعٍ وَلَمْ تُغْلَقْ عَلَيَّ دُرُوبُ وَهَلْ أُحُدٌ بَادٍ لَنَا وَكَأَنَّهُ ... حَصَانٌ أَمَامَ الْمَقْرُبَاتِ جَنِيبُ يَخُبُّ السَّرَابُ الضَّحْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَيَبْدُو لِعَيْنِي تَارَةً وَيَغِيبُ فَإِنَّ شِفَائِي نَظْرَةٌ إِنْ نَظَرْتُهَا ... إِلَى أُحُدٍ وَالْحَرَّتَانِ قَرِيبُ وَإِنِّي لَأَرْعَى النَّجْمَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... عَلَى كُلِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ رَقِيبُ وَأَشْتَاقُ لِلْبَرْقِ الْيَمَانِيِّ إِنْ بَدَا ... وَأَزْدَادُ شَوْقًا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ وَقَالَ أَبُو قَطِيفَةَ عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، حِينَ أَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الشَّامِ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... جَبُوبُ الْمُصَلَّى أَمْ كَعَهْدِي الْقَرَائِنُ

أَمِ الدُّورُ أَكْنَافُ الْبَلَاطِ عَوَامِرٌ ... كَمَا كُنَّ أَمْ هَلْ بِالْمَدِينَةِ سَاكِنُ أَحِنُّ إِلَى تِلْكَ الْبِلَادِ صُبَابَةً ... كَأَنِّي أَسِيرٌ فِي السَّلَاسِلِ رَاهِنُ إِذَا بَرَقَتْ نَحْوَ الْحِجَازِ غَمَامَةٌ ... دَعَا الشَّوْقَ مِنِّي بَرْقُهَا الْمُتَيَامِنُ وَمَا أَخْرَجَتْنَا رَغْبَةٌ عَنْ بِلَادِنَا ... وَلَكِنَّهُ مَا قَدَّرَ اللَّهُ كَائِنُ وَلَكِنْ دَعَا لِلْحَرْبِ دَاعٍ وَعَاقَنَا ... مَعَائِبُ كَانَتْ بَيْنَنَا وَضَغَائِنُ لَعَلَّ قُرَيْشًا أَنْ تَئُوبَ حُلُومُهَا ... وَيُزْجَرَ بَعْدَ الشُّؤْمِ طَيْرٌ أَيَامِنُ وَتُطْفَأَ نَارُ الْحَرْبِ بَعْدَ وَقُودِهَا ... وَيَرْجِعَ نَاءٍ فِي الْمَحَلَّةِ شَاطِنُ فَمَا يَسْتَوِي مَنْ بِالْجَزِيرَةِ دَارُهُ ... وَمَنْ هُوَ مَسْرُورٌ بِطَيْبَةَ قَاطِنُ وَقَالَ: [البحر الخفيف] لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ مِنِّي لَيْتُ ... أَعَلَى الْعَهْدِ يَلْبُنُ فَبَرَامُ أَمْ كَعَهْدِي الْعَقِيقُ أَمْ غَيَّرَتْهُ ... بَعْدِيَ الْحَادِثَاتُ وَالْأَيَّامُ مَنْزِلٌ كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ أَرَاهُ ... مَا إِلَيْهِ لِمَنْ بِحِمْصَ مَرَامُ حَالَ مِنْ دُونِ أَنْ أَحِلَّ بِهِ النَّأْيُ ... وَصِرْفُ الْهَوَى وَحَرْبٌ عَقَامُ

وَتَبَدَّلْتُ مِنْ مَسَاكِنِ قَوْمِي ... وَالْقُصُورِ الَّتِي بِهَا الْآطَامُ كُلُّ قَصْرٍ مُشَيَّدٍ ذِي أَوَاسٍ ... تَتَغَنَّى عَلَى ذُرَاهُ الْحَمَامُ وَبِأَهْلِي بُدِّلْتُ لَخْمًا وَعَكَّا ... وَجُذَامًا وَأَيْنَ مِنِّي جُذَامُ أَقْطَعُ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِاكْتِئَابٍ ... وَزَفِيرٍ فَمَا أَكَادُ أَنَامُ نَحْوَ قَوْمِي إِذْ فَرَّقَتْ بَيْنَنَا الدَّارُ ... وَحَادَتْ عَنْ قَصْدِهَا الْأَحْلَامُ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَهُمْ عَنَتُ الدَّهْرِ ... وَحَرْبٌ يَشِيبُ مِنْهَا الْغُلَامُ وَلَقَدْ حَانَ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا الدَّهْرِ ... عَنَّا تَبَاعُدٌ وَانْصِرَامُ وَلَحَيٌّ بَيْنَ الْعَرِيضِ وَسِيعٌ ... حَيْثُ أَرْسَى أَوْتَادَهُ الْإِسْلَامُ كَانَ أَشْهَى إِلَى قُرْبِ جِوَارٍ ... مِنْ نَصَارَى فِي دُورِهَا الْأَصْنَامُ يَضْرِبُونَ النَّاقُوسَ فِي كُلِّ فَجْرٍ ... فِي بِلَادٍ تَنْتَابُهَا الْأَسْقَامُ

فَفُؤَادِي مِنْ ذِكْرِ قَوْمِي حَزِينٌ ... وَدَمْعِي عَلَى الذُّرَى سَجَّامُ أَقْرِ قَوْمِي السَّلَامَ إِنْ جِئْتَ قَوْمِي ... وَقَلِيلٌ مِنِّي لِقَوْمِي السَّلَامُ وَقَالَ: سَقَى اللَّهُ أَكْنَافَ الْمَدِينَةِ مُسْبِلًا ... ثَقِيلَ التَّوَالِي مِنْ مَعِينِ الْأَوَائِلِ أُحِسُّ كَأَنَّ الْبَرْقَ فِي حُجُزَاتِهِ ... سُيُوفُ مُلُوكٍ فِي أَكُفِّ الصَّيَاقِلِ وَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... بَقِيعُ الْمُصَلَّى أَمْ بُطُونُ الْمَسَابِلِ أَمِ الدُّورُ أَكْنَافُ الْبَلَاطِ كَعَهْدِنَا ... لَيَالِيَ لَاطَتْنَا بِوَشْكِ التَّزَايُلِ يُجِدُّ لِيَ الْبَرْقُ الْيَمَانِيُّ صُبَابَةً ... تُذَكِّرُ أَيَّامَ الصَّبَا وَالْخَلَائِلِ فَإِنْ تَكُ دَارٌ غَرَّبَتْ عَنْ دِيَارِنَا ... فَقَدْ أَبْقَتِ الْأَشْجَانُ صَفْوَ الْوَسَائِلِ وَقَالَ: إِنَّ رَدِّي نَحْوَ الْمَدِينَةِ طَرَفِي ... حِينَ أَيْقَنْتُ أَنَّهُ التَّوْدِيعُ زَادَنِي ذَاكَ عَبْرَةً وَاشْتِيَاقًا ... نَحْوَ قَوْمِي وَالدَّهْرُ قِدْمًا وَلُوعُ كُلَّمَا أَسْهَلَتْ بِنَا الْعِيسُ بَيْنًا ... وَبَدَا مِنْ أَمَامِهِنَّ مَلِيعُ ذِكَرٌ مَا تَزَالُ تَتْبَعُ قَوْمِي ... فَفُؤَادِي بِهِ لِذَاكَ صُدُوعُ وَقَالَ: بَكَى أُحُدٌ لَمَّا تَحَمَّلَ أَهْلُهُ ... فَسَلْعٌ فَبَيْتُ الْعِزِّ عَنْهُ تَصَدَّعُوا وَنَرْحَلُ نَحْوَ الشَّامِ لَيْسَتْ بِأَرْضِنَا ... وَلَا بُدَّ مِنْهَا وَالْأُنُوفُ تَجَدَّعُ عَلَى أَثَرِ الْبِيضِ الَّذِينَ تَحَمَّلُو ... لِمُقْلِيهِمْ مِنَّا جَمِيعًا فَوَدَّعُوا

وَقَالَ: [البحر البسيط] الْقَصْرُ فَالنَّخْلُ فَالْجَمَّاءُ بَيْنَهُمَا ... أَشْهَى إِلَى الْقَلْبِ مِنْ أَبْوَابِ جَيْرُونِ إِلَى الْبَلَاطِ فَمَا حَازَتْ قَرَائِنُهُ ... دُورٌ نَزَحْنَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْهُونِ قَدْ يَكْتُمُ النَّاسُ أَسْرَارًا فَأَعْلَمُهَا ... وَلَا يَنَالُونَ حَتَّى الْمَوْتِ مَكْنُونِي إِنِّي مَرَرْتُ لِمَا زَالَ مِنَّا فِي شَبِيبَتِنَا ... مَعَ الرَّجَاءِ لَعَلَّ الدَّهْرَ يُدْنِينِي وَقَالَ: بَكَى أُحُدٌ إِذْ فَارَقَ النَّوْمَ أَهْلُهُ ... فَكَيْفَ بِذِي وَجْدٍ مِنَ الْقَوْمِ آلِفِ مِنْ أَجْلِ أَبِي بَكْرٍ جَلَتْ عَنْ بِلَادِهَا ... أُمَيَّةُ وَالْأَيَّامُ ذَاتُ تَصَارُفِ وَقَالَ: أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُقْحِمُ فِي السَّيْرِ ... إِذَا جِئْتَ يَلْبُنًا فَبَرَامَا أَبْلِغِيهِ عَنِّي وَإِنْ شَطَّتِ الدَّارُ ... بِنَا عَنْ هَوَى الْحَبِيبِ السَّلَامَا مَا أَرَى إِنْ سَأَلْتَ إِنَّ إِلَيْهِ ... يَا خَلِيلِي لِمَنْ بِحِمْصَ مَرَامَا تِلْكَ دَارُ الْحَبِيبِ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ ... سَقَاهَا الْإِلَهُ رَبِّي الْغَمَامَا زَانَهَا اللَّهُ وَاسْتَهَلَّ بِهَا الْمُزْنُ ... وَلَجَّ السَّحَابُ فِيهَا وَدَامَا رُبَّمَا قَدْ رَأَيْتَ فِيهَا حِسَانًا ... كَالتَّمَاثِيلِ آنِسَاتٍ كِرَامَا

خُصَّرَاتٍ مِنَ الْبَهَالِيلِ مِنْ عَبْدِ ... مَنَافٍ مُعَلِّقَاتٍ وِسَامَا وَعِشَارًا مِنَ الْمَهَارِي رِقَاقَا ... وَعِتَاقًا مِنَ الْخُيُولِ صِيَامَا وَإِذَا مَا ذَكَرْتُ دَهْرًا تَوَلَّى ... فَاضَ دَمْعِي عَلَى رِدَائِي سِجَامَا وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: [البحر الكامل] طربَ الْفُؤَادُ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَمَا ... نَزَلَ الْمَشِيبُ مَحَلَّ غُصْنِ شَبَابِ وَدَعَى الْهَوَى سَدَلٌ فَدَاعَى سَاجِعًا ... فَأَنْهَلَ دَمْعِي وَاكِفَ الْأَتْرَابِ سَيْلًا كَمَا ارْفَضَّ الْجُمَانُ أَسَالَهُ ... أَحْزَانُهُ فِي إِثْرِ حُبِّ رَبَابِ ذَكَرَ الْفُؤَادُ مَهَا بِرَمْلَةِ حَرَّةٍ ... فِي مُونِقٍ جَعْدِ الثَّرَى مِعْشَابِ نَزَحَتْ بِيَثْرِبَ أَنْ تُزَارَ وَدُونَهَا ... بَلَدٌ يَقِلُّ مَنَاطِقَ الْأَصْحَابِ وَلَقَدْ عَمَّرْنَا مَا كَانَ تَفَرَّقَا ... قَبْلَ السُّبَاتِ وَفُرْقَةِ الْأَحْبَابِ لَا يُرْجِعُ الْحُزْنَ الْمُمِرُّ سَفَاهُهُ ... زَمَنَ الْعَقِيقِ وَمَسْجِدَ الْأَحْزَابِ وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: [البحر الطويل] إِذَا الْبَرْقُ مِنْ نَحْوِ الْحِجَازِ تَعَرَّضَتْ ... مَخَايِلُهُ هَاجَ الْفُؤَادَ الْمُتَيَّمَا وَهَيَّجَ أَيَّامًا خَلَتْ وَمَلَاعِبًا ... بِأَكْنَافِ سَلْعٍ فَالْبَلَاطَ الْمُكَرَّمَا وَذَكَّرَ بِيضًا كُنَّ لَا أَهْلَ رِيبَةٍ ... يَمُرُّونَ لَا يَأْتِينَ مَنْ كَانَ مُحْرِمَا وَيُبْدِينَ حَقَّ الْوُدِّ لِلْكُفْءِ ذِي الْحِجَى ... وَيَأْبَيْنَ إِلَّا عِفَّةً وَتَكَرُّمَا "

ذكر حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، يُحَدِّثُ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهِرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ -[300]- وَهِيَ إِلَى جَنْبِهِ قَالَتْ فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ» قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» فَقَالَ: جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ: فَسَمِعْتُ غَطِيطَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَوْمِهِ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ ذَكَرَ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§كَمَا يَفْعَلُ حَرَسُكُمْ هَؤُلَاءِ لِأُمَرَائِهِمْ»

حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا صَلَّى فِي الْحِجْرِ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَأْسِهِ بِالسَّيْفِ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ -[301]- عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §أَلْحِقُوا بِمَلَاحِقِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَصَمَنِي مِنَ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَرَسِ، فَنَزَلَتْ: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ، فَتَرَكَ الْحَرَسَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيِّ قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ §فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَإِذَا بِلَالٌ مُتَقَلِّدٌ بِالسَّيْفِ، وَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّايَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ "

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَرْعُ، عَنِ النُّفَيْعِ قَالَ: «خَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ يُعْتِقُهُمْ، §فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَائِمٌ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، قَدْ حَاذَى رَأْسَهُ بِرَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَنَوْتُ إِلَيْهِ أَهْوَى إِلَيَّ فَكَفَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§صَلَّى -[303]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ وَالنَّاسُ قَائِمُونَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يُلْبِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْعَصَا فَيَمْشِي أَمَامَهُ، حَتَّى إِذَا جَلَسَ أَعْطَاهُ الْعَصَا، وَنَزَعَ نَعْلَيْهِ فَجَعَلَهُمَا فِي ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ أَلْبَسَهُ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ الْعَصَا فَمَشَى قُدَّامَهُ، حَتَّى يَلِجَ الْحُجْرَةَ أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[304]- سَائِرًا إِلَى مِنًى يَقْدُمُ مَوْكِبَهُ، إِلَى جَانِبِهِ بِلَالٌ فِي يَدِهِ عُودٌ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ §يَسْتُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّمْسِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَارَسُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ، فَتَرَكَ الْحَرَسَ حِينَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَيَعْصِمُهُ مِنَ النَّاسِ "

ذكر أسواق المدينة في الجاهلية والإسلام وذكر أحجار الزيت

§ذِكْرُ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ لِلْمَدِينَةِ سُوقًا أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ جَاءَ سُوقَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «§هَذَا سُوقُكُمْ، فَلَا يُضَيَّقُ، وَلَا يُؤْخَذُ فِيهِ خَرَاجٌ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: «§تَصَدَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِأَسْوَاقِهِمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِبُقْعَةٍ فَقَالَ: «§رُبَّ يَمِينٍ هَا هُنَا لَا تَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ» قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهِ النَّخَّاسِينَ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا عِنْدَ دَارِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، إِنَّ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنْ §رُبَّ يَمِينٍ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ لَا تَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَّى ذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي أَشْهَدُ مَا كَذَبْتُ، قُلْتُ: وَأَنَا أَشْهَدُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا الْمُغِيثِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يُخْسَفَ بِرَجُلٍ بِصَحْنِ هَذَا السُّوقِ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ مِنَ الْمَشَائِخِ أَنَّهُ قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ: إِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ عَلَى بَابِ بَيْتِ الْبَرَّادِينَ. وَيُقَالُ: هُوَ بِفِنَاءِ دَارِ ابْنِ مَسْعُودٍ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سُوقٌ بِزَبَالَةَ -[306]- مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي تُدْعَى يَثْرِبَ، وَسُوقٌ بِالْجَسْرِ فِي بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَبِالصَّفَاصِفِ بِالْعُصْبَةِ سُوقٌ، وَسُوقٌ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ كَانَتْ تَقُومُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الْإِسْلَامِ، وَكَانَ يُقَالُ لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ: مُزَاحِمٌ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي حَدِيثٍ سَاقَهُ قَالَ: §كَانَ يُقَالُ لِسُوقِ الْمَدِينَةِ: بَقِيعُ الْخَيْلِ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ قَالَ: §أَدْرَكْتُ سُوقًا بِالزَّوْرَاءِ يُقَالُ لَهُ: سُوقُ الْحِرْصِ، كَانَ النَّاسُ يَنْزِلُونَ إِلَيْهَا بِدَرَجٍ

ذكر أحجار الزيت

§ذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْمُشَعَّثِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ» ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§كَيْفَ أَنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزَّيْتِ قَدْ غَرَقَتْ فِي الدَّمِ؟» قَالَ: قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ قَالَ: «عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مَعَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: §أَدْرَكْتُ أَحْجَارَ الزَّيْتِ ثَلَاثَةً مُوَاجِهَةً بَيْتَ ابْنِ أُمِّ كِلَابٍ، وَهُوَ الْيَوْمَ يُعْرَفُ بِبَيْتِ بَنِي أَسَدٍ. فَعَلَا الْكَبْسُ الْحِجَارَةَ فَانْدَفَنَتْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ طَلْحَةَ الْفِهْرِيِّ، أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيَّ، كَتَبَ إِلَيْهِ: " إِنَّ كَعْبًا سَأَلَنِي أَنْ أَكْتُبَ لَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ عَالِمٍ بِالْأَرْضِ. فَلَمَّا قَدِمَ كَعْبٌ الْمَدِينَةَ جَاءَنِي كِتَابُهُ ذَلِكَ فَقَالَ: أَعَالِمٌ أَنْتَ بِالْأَرْضِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: إِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَاغْدُ عَلَيَّ. قَالَ: فَجِئْتُهُ حِينَ أَضْحَتْ فَقَالَ: أَتَعْرِفُ مَوْضِعَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَتْ أَحْجَارًا بِالزَّوْرَاءِ يَضَعُ عَلَيْهَا الزَّيَّاتُونَ رَوَايَاهُمْ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُهَا فَقُلْتُ: هَذِهِ أَحْجَارُ الزَّيْتِ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هَذِهِ صِفَتُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ

، انْطَلِقْ أَمَامِي، فَإِنَّكَ أَهْدَى بِالطَّرِيقِ مِنِّي. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى جِئْنَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَقَالَ: يَا هِلَالُ، §إِنِّي أَجِدُ هُنَا أَحْجَارَ الزَّيْتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَسَلِ الْقَوْمَ عَنْهَا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَافِرُونَ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ بِالْمَدِينَةِ مَلْحَمَةٌ عِنْدَهَا "

ذكر البيداء: بيداء المدينة

§ذِكْرُ الْبَيْدَاءِ: بَيْدَاءِ الْمَدِينَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ طَلْحَةَ الْفِهْرِيِّ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: " تَجَهَّزْ يَا هِلَالُ. قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَقِيقِ بِبَطْنِ السَّيْلِ دُونَ الشَّجَرَةِ - وَالشَّجَرَةُ يَوْمَئِذٍ قَائِمَةٌ - فَقَالَ: يَا هِلَالُ، إِنِّي أَجِدُ صِفَةَ الشَّجَرَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قُلْتُ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ: فَنَزَلْنَا فَصَلَّيْنَا تَحْتَهَا، ثُمَّ رَكِبْنَا حَتَّى اسْتَوَيْنَا عَلَى ظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ، قُلْتُ: أَنْتَ عَلَيْهَا قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ جَيْشًا يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ، فَإِذَا اسْتَوَوْا عَلَيْهَا نَادَى آخِرُهُمْ أَوَّلَهُمُ: ادْفَعُوا، فَخُسِفَ بِهِمْ وَبِأَمْتِعَتِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَذَرَارِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا انْهَبَطَتْ رَوَاحِلُنَا قَالَ: يَا هِلَالُ، إِنِّي أَجِدُ صِفَةَ الرَّوْحَاءِ قَالَ: قُلْتُ: الْآنَ دَخَلْنَا الرَّوْحَاءَ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ، فَتَأْتِيهِ عَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالُ أَهْلِ الشَّامِ، فَيَغْزُوَهُمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءَ خُسِفَ بِهِمْ، ثُمَّ يَغْزُوهُمْ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَلْتَقُونَ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ، فَالْخَائِبُ مَنْ خَابَ مِنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §يَجِيءُ جَيْشٌ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ، وَيَبْقُرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ، وَيَقُولُونَ لِلْحُبْلَى فِي الْبَطْنِ: اقْتُلُوا صُبَابَةَ الشَّرِّ، فَإِذَا عَلَوَا الْبَيْدَاءَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، فَلَا يُدْرِكُ أَسْفَلُهُمْ أَعْلَاهُمْ، وَلَا أَعْلَاهُمْ أَسْفَلَهُمْ " قَالَ أَبُو الْمُهَزِّمِ: فَلَمَّا جَاءَ جَيْشُ حُبَيْشِ بْنِ دُلْجَةَ قُلْنَا: هُمْ، فَلَمْ يَكُونُوا هُمْ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ -[310]- عَنْهُمَا قَالَتْ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعٌ فِي بَيْتِهِ إِذِ احْتَفَزَ جَالِسًا فَجَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ تَوَجَّعُ؟ قَالَ: «§جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ مَنَعَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ، حَتَّى إِذَا عَلَوَا الْبَيْدَاءَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى» ، قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ قَالَ: " إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ لَخْمٍ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فِرَاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: «§إِذَا خُسِفَ بِالْجَيْشِ بِالْبَيْدَاءِ فَهُوَ عَلَامَةُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ»

خبر أصحاب الإفك

§خَبَرُ أَصْحَابِ الْإِفْكِ

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهَا، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ حَدِيثَ بَعْضٍ، ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ لِسَفَرٍ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ قَالَتْ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ مِنْ جَزْعٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَنِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ -[312]- أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُثْقِلْهُنَّ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، فَأَقَمْتُ بِمَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْتُ الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ فِيَّ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الْإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَيُرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ -[313]- رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» فَذَاكَ الَّذِي يُرِيبُنِي، وَلَا أَشْعُرُ حَتَّى نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: يَا هَنْتَاهْ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا؟ فَقُلْتُ: وَمَا قَالُوا؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» فَقُلْتُ لَهُ: ائْذَنْ لِي آتِي أَبَوَيَّ. قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّةِ، هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا الْقَوْلَ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ -[314]- تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحَ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ حَتَّى يَسْتَشِيرَهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُهُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُهُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُنَّ فَقَالَ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ: «يَا بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟» قَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَيَأْتِي الدَّاجِنُ فَيَأْكُلُهُ. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ فَقَالَ: «مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي؟ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْ أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا -[315]- رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي» . قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ عَلَى أَنْ قَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، مَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُمَارِي عَنِ الْمُنَافِقِينَ قَالَ: فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ، الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ قَالَتْ: وَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَةً وَيَوْمًا، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي قَالَتْ: بَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمَ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَوْفَ يُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ وَتَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ -[316]- قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، وَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي فِيمَا قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، وَإِنِّي لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ مَا تُحُدِّثَ بِهِ وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَبَرِيئَةٌ، لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ بِأَمْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنِّي مَا ظَنَنْتُ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، لَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ الْقُرْآنُ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُرِيَ اللَّهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ رُؤْيَا تُبَرِّؤُنِي قَالَتْ: فَوَالل

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ -[319]-: §غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَسَبَا يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ

وَكَانَ مِنْ شَأْنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاهَمَ بَيْنَ نِسَائِهِ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَيَّتُهُنَّ تَخْرُجُ مَعَهُ، فَخَرَجَ سَهْمُ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَخَرَجَ بِهِمَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَفَلُوا مِنْ غَزَاتِهِمْ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ لَيْلَتَانِ، مَالَ رَحْلُ أُمِّ سَلَمَةَ فَأَنَاخُوا بَعِيرَهَا لِيُصْلِحُوا رَحْلَهَا، ثُمَّ جُعِلَ الْهَوْدَجُ فَيُوضَعُ عَلَى الْبَعِيرِ ثُمَّ يُشَدُّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا غَيَّرُوا رَحْلَ أُمِّ سَلَمَةَ نَزَلَتْ عَائِشَةُ لِحَاجَةٍ كَانَتْ لَهَا، فَسَقَطَتْ قِلَادَةٌ كَانَتْ فِي عُنُقِهَا مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ يَمَانِيَّةٍ، فَرَجَعَتْ تَلْتَمِسُهَا فَوَجَدَتِ الْقَوْمَ قَدْ ذَهَبُوا، وَظَنُّوا أَنَّهَا فِي الْهَوْدَجِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوِ اضْطَجَعْتُ فِي مَكَانِي لَعَلَّهُمْ يَفْقِدُونِي فَيَلْتَمِسُونِي، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ، وَكَانَ فِي سَاقَةِ الْقَوْمِ، فَنَادَى بِهَا: أَيُّهَا النَّائِمُ - وَهُوَ يَحْسِبُنِي رَجُلًا - فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَقَدْ كَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَنَاخَ بَعِيرَهُ فَعَقَلَ يَدَيْهِ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّهْ، إِذَا اسْتَوَيْتِ عَلَيْهِ فَآذِنِينِي، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهِ آذَنْتُهُ، فَأَخَذَ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، وَلَمْ يُكَلِّمْنِي حَتَّى جَاءَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ: مَا تَخَلَّفَتْ إِلَّا لِكَذَا وَكَذَا، وَأَعَانَهُ عَلَى قَوْلِهِ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَكَثُرَ الْقَوْلُ فِي النَّاسِ فِي شَأْنِي، وَكَانَ رَجُلَانِ

مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَالثَّانِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولَانِ إِذَا سَمِعَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَرَابَنِي مِنْهُ أَنِّي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ وُدِّهِ مَا أَعْرِفُ، ثُمَّ اسْتَكْتَمَ فَمَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَقُولَ: «§كَيْفَ تِيكُمْ؟» فَرَابَنِي ذَلِكَ مِنْهُ، وَلَمْ أَعْلَمْ شَيْئًا مِمَّا قَالَ النَّاسُ فَقَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَا مِنْ أَهْلِهِ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: «مَا تَرَيَانِ فِي عَائِشَةَ؟» فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: النِّسَاءُ كَثِيرٌ، وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ وَأَطَابَ، طَلِّقْ وَانْكِحْ غَيْرَهَا، وَإِنْ تَسْأَلْ عَنْهَا أُمَّ مِسْطَحٍ تَصْدُقْكَ. فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِكَ إِلَّا خَيْرًا، إِنَّ النَّاسَ لَيُكْثِرُونَ وَيَكْذِبُونَ، وَإِنْ تَسْأَلْ عَنْهَا أُمَّ مِسْطَحٍ تُخْبِرْكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ مِسْطَحٍ فَقَالَ: «أَيَّ امْرَأَةٍ تَقُولِينَ فِي عَائِشَةَ؟» قَالَتْ: مَا عَلِمْنَا مِنْهَا إِلَّا خَيْرًا، عَلَى أَنَّهَا امْرَأَةٌ رَقُودٌ، تَرْقُدُ حَتَّى تَأْتِيَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ عَجِينَ أَهْلِهَا، إِنَّهَا لَأَطْيَبُ مِنْ طَيِّبِ الذَّهَبِ، وَإِنْ كَانَتْ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ لَتُخْبِرَنَّكَ، فَعَجِبَ النَّاسُ لِقَوْلِهَا، ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " مَنْ يَعْذِرُنِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي فِي أَهْلِي؟ وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَا دَخَلَ بَيْتِي إِلَّا مَعِي، وَلَا أُسَافِرُ سَفَرًا إِلَّا سَافَرَ مَعِي، فَلَمَّا أَمْسَوْا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ - وَلَمْ أَعْلَمْ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ - خَرَجْتُ إِلَى مَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ مِنَ الْحَاجَةِ

وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ مَعَهَا سَحْبَلُ مَاءٍ، فَعَثَرَتْ فَعَقَلَهَا إِزَارُهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ سَبَبْتِ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُكِ قَالَتْ: أَوَمَا تَدْرِينَ مَا قَالَ لَكِ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ لِي؟ قَالَتْ: زَالَ بِكِ السَّيْلُ وَمَا تَدْرِينَ؟ إِنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي قَدْ تَقَلَّصَ ذَلِكَ مِنِّي مَا قَدَرْتُ عَلَى قَضَاءِ حَاجَةٍ، فَبَكَيْتُ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى أَصْبَحْتُ مَا دَخَلَ فِي عَيْنِي نَوْمٌ، وَلَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ، ثُمَّ بَكَيْتُ مِنْ بُكْرَةٍ حَتَّى اللَّيْلِ مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ، وَلَا دَخَلَ فِي عَيْنِي نَوْمٌ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ قَالَ: «نَعَمْ إِنْ شِئْتِ» قَالَتْ: فَجِئْتُ إِلَى أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَا خَبَّرْتُمَانِي حَتَّى أَعْتَذِرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكِ قَطُّ، وَدِدْتُ أَنْ لَوْ كُنْتِ حَيْضَةً، وَاللَّهِ مَا قِيلَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَقَالَتْ أُمُّهَا أُمُّ رُومَانَ: يَا بُنَيَّةِ، اخْفِضِي عَلَيْكِ شَأْنَكِ، وَاللَّهِ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ يُحِبُّهَا زَوْجُهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا يَبْغِينَهَا شَرًّا قَالَتْ: فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى فِي وُجُوهِهِمْ مِنَ الْحُزْنِ مَا رَأَى فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ فَعَلْتِ شَيْئًا مِمَّا قَالُوا فَأَخْبِرِينِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ لَكِ» فَقَالَتْ لِأَبَوَيْهَا: أَجِيبَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أُجِيبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ لَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ هَذَا الذَّنْبِ

أَبَدًا، وَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لِي، وَمَا أَجِدُ مَثَلِي وَمَثَلَكُمْ إِلَّا مِثْلَ أَبِي يُوسُفَ حِينَ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ، وَمَا أَذْكُرُ اسْمَ يَعْقُوبَ مِنَ الْأَسَفِ قَالَتْ: وَبَكَيْتُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَهَيْئَةِ مَا يَعْتَرِيهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ادْنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَمَسُّهُ، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لَهَا: «أَبْشِرِي؛ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ بَرَاءَتَكِ» قَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِكَ وَحَمْدِ صَاحِبَيْكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَا أَنْفَعُ مِسْطَحًا أَبَدًا، افْتَرَى عَلَى ابْنَتِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، فَكَفَّرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَحْسَنَ إِلَى مِسْطَحٍ بَعْدُ وَزَادَهُ عَلَى مَا كَانَ يَصْنَعُ إِلَيْهِ، وَنَزَلَ فِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي سُورَةِ النُّورِ بَعْدَ الْفِتْنَةِ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال

: 74] " حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الرَّازِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، حَدِيثَ عَائِشَةَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَثْبَتَ لِحَدِيثِهِا مِنْ بَعْضٍ، وَأَحْسَنَ لَهُ قَصَصًا، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ فُلَيْحٍ، وَلَمْ يَقُلْ: بَنِي الْمُصْطَلِقِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §دَخَلَتْ عَلَيَّ أُمُّ مِسْطَحٍ، فَخَرَجْتُ إِلَى حِينٍ لِحَاجَةٍ، فَوَطِئَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ عَلَى عَظْمٍ، أَوْ شَوْكَةٍ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ، ابْنُكِ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّكِ مِنَ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، أَتَدْرِينَ مَا قَدْ طَارَ عَلَيْكِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ قَالَتْ: مَتَى عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِ؟ فَقَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَزْوَاجِهِ مَا أَحَبَّ، يُدْنِي مَنْ أَحَبَّ مِنْهُنَّ وَيُرْجِي مَنْ أَحَبَّ مِنْهُنَّ قَالَتْ: فَإِنَّهُ قَدْ طَارَ عَلَيْكِ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ: فَخَرَرْتُ مَغْشِيَّةً عَلَيَّ، فَبَلَغَ أَمْرِي أُمِّي، فَلَمَّا بَلَغَهَا أَنَّ عَائِشَةَ قَدْ بَلَغَهَا الْأَمْرُ أَتَتْنِي فَحَمَلَتْنِي فَذَهَبَتْ بِي إِلَى بَيْتِهَا، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[324]- أَنَّ عَائِشَةَ قَدْ بَلَغَهَا الْأَمْرُ، فَجَاءَ إِلَيْهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا وَجَلَسَ عِنْدَهَا وَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَسَّعَ التَّوْبَةَ» قَالَتْ: فَازْدَدْتُ شَرًّا إِلَى مَا بِي، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَنْتَظِرُ بِهَذِهِ الَّتِي قَدْ خَانَتْكَ وَفَضَحَتْنِي؟ قَالَتْ: فَازْدَدْتُ شَرًّا إِلَى شَرٍّ قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، مَا تَرَى فِي عَائِشَةَ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «لَتُخْبِرَنِّي مَا تَرَى فِيهَا؟» قَالَ: قَدْ وَسَّعَ اللَّهُ فِي النِّسَاءِ، فَأَرْسِلْ إِلَى بَرِيرَةَ جَارِيَتِهَا فَسَلْهَا فَعَسَى أَنْ تَكُونَ قَدِ اطَّلَعَتْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى بَرِيرَةَ، فَجَاءَتْ فَقَالَ لَهَا: «أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنِّي سَائِلُكِ عَنْ شَيْءٍ فَلَا تَكْتُمِينِي " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَيْءٌ تَسْأَلُنِي عَنْهُ إِلَّا أَخْبَرْتُكَ، وَلَا أَكْتُمُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ شَيْئًا قَالَ: «هَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا تَكْرَهِينَهُ؟» قَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالنُّبُوَّةِ، مَا رَأَيْتُ مِنْهَا مُنْذُ كُنْتُ عِنْدَهَا إِلَّا خَلَّةً قَالَ: «مَا هِيَ؟» قَالَتْ: عَجَنَتْ لِي فَقُلْتُ: يَا عَائِشَةُ، احْفَظِي هَذِهِ الْعَجِينَةَ حَتَّى أقْتَبِسَ نَارًا فَأَخْتَبِزَ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَغَفَلَتْ عَنِ الْعَجِينَةِ فَجَاءَتِ الشَّاةُ فَأَكَلَتْهَا. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَى أُسَامَةَ فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ مَا تَرَى فِي عَائِشَةَ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «لَتُخْبِرَنِّي مَا تَرَى فِيهَا» قَالَ: فَإِنِّي أَرَى أَنْ تَسْكُتَ عَنْهَا حَتَّى يُحْدِثَ اللَّهُ إِلَيْكَ فِيهَا قَالَتْ: فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا نَزَلَ فَرُئِيَ فِي وَجْهِ -[325]- رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّرُورُ، وَجَاءَ عُذْرُهَا مِنَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ - ثَلَاثَ مِرَارٍ - فَقَدْ أَتَاكِ اللَّهُ بِعُذْرِكِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكَ وَحَمْدِ صَاحِبِكَ , قَالَتْ: فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكَلَّمْتُ. قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا أَتَاهَا قَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §لَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا الْأَمْرِ، وَشَاعَ فِيهِمْ، فَقَامَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا وَمَا أَشْعُرُ بِهِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى جَارِيَةٍ لِي نُوبِيَّةٍ فَقَالَ: «يَا فُلَانَةُ، مَا تَعْلَمِينَ عَنْ عَائِشَةَ؟» فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا عَيْبًا إِلَّا أَنَّهَا تَنَامُ فَتَدْخُلُ الشَّاةُ فَتَأْكُلُ خَمِيرَتَهَا فَقَالَ: «لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكِ» فَقَالَتْ: نَعَمْ فَسَلْنِي، فَلَمَّا فَطَنَتْ لِمَا يُرِيدُ قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا عَلِمْتُ مِنْ عَائِشَةَ إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّايِغُ مِنَ التِّبْرِ الْأَحْمَرِ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْمٍ آبَنُوا أَهْلِي وَمَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، آبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، مَا بَقِيتُ إِلَّا وَهُوَ مَعِي، وَلَا دَخَلَ بَيْتِي إِلَّا وَأَنَا شَاهِدٌ» فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَى أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ أَمَ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَمَرْتَ -[326]- بِقَتْلِهِمْ. حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَزْرَجِ وَالْأَوْسِ كَوْنٌ، وَكَانَ مِمَّنْ تَوَلَّى كِبْرَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي آخَرِينَ لَا يُسَمَّوْنَ، وَكَانَ يُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَيُذِيعُهُ " قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَخَرَجَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ لِحَاجَتِي، فَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي إِذْ عَثَرَتْ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ ثُمَّ مَشَتْ أَيْضًا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ ثُمَّ مَشَتْ أَيْضًا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ، فَقُلْتُ: وَمَا شَأْنِي؟ فَأَخْبَرَتْنِي، فَذَهَبَتْ حَاجَتِي فَمَا أَجِدُ مِنْهَا شَيْئًا، فَرَجَعْتُ فَحُمِمْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ يَا عَائِشَةُ؟» فَقُلْتُ: حُمِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأْذَنْ لِي فَلَآتِي أَبَوَيَّ، فَأَذِنَ لِي، فَذَهَبْتُ فَإِذَا أُمِّي أَسْفَلَ، وَإِذَا أَبِي فَوْقَ الْبَيْتِ يُصَلِّي فَقَالَتْ أُمِّي: مَا جَاءَ بِكِ؟ فَقُلْتُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مِسْطَحٍ بِكَذَا وَكَذَا قَالَتْ: وَمَا سَمِعْتِهِ إِلَّا الْآنَ؟ قُلْتُ: لَا قَالَتْ: فَبَكَتْ وَبَكَيْتُ، وَسَمِعَ أَبِي بُكَاءَنَا فَنَزَلَ فَقَالَ: مَا شَأْنُ ابْنَتِي؟ فَقَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتْ بِذَاكَ الْخَبَرِ الْآنَ قَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ حَتَّى نَغْدُوَ عَلَيْكِ غَدًا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَ وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَمَا مَنَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَانُهَا أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ -[327]- يَا عَائِشَةُ، فَإِنْ كُنْتِ أَسَأْتِ وَأَخْطَأْتِ فَاسْتَغْفِرِي رَبَّكِ وَتُوبِي إِلَيْهِ» ، فَقُلْتُ لِأَبِي: تَكَلَّمْ فَقَالَ: بِمَ أَتَكَلَّمُ؟ فَقُلْتُ لِأُمِّي: تَكَلَّمِي فَقَالَتْ: بِمَ أَتَكَلَّمُ؟ فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ فَعَلْتُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فَعَلْتُ، لَتَقُولُنَّ قَدْ أَقَرَّتْ، وَلَئِنْ قُلْتُ مَا فَعَلْتُ لَتَقُولُنَّ كَذَبَتْ، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ، وَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا سُرِّيَ عَنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ السُّرُورَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَبْشِرِي؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ» ، وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور: 1] حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَاتِ فَقَالَ أَبَوَايَ: قُومِي فَقَبِّلِي رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أَحْمَدُ اللَّهَ لَا إِيَّاكُمَا. وَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنْ كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ، فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَتْ: وَكَانَ مِسْطَحٌ قَرِيبًا لِأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يُنْفِقَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] ، وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سُبَّ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَا تَسُبُّوهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ -[328]- يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَتْ: أَيُّ عَذَابٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ عَيْنَيْهِ؟ " حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَكُلٌّ حَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ وَبَعْضُ الْقَوْمِ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ كُلَّ الَّذِي حَدَّثَنِي الْقَوْمُ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَكُلٌّ قَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُ فِي قِصَّةِ خَبَرِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ نَفْسِهَا حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ كَمَا كَانَ -[329]- يَصْنَعُ، فَخَرَجَ سَهْمِي عَلَيْهِنَّ، فَخَرَجَ بِي مَعَهُ قَالَتْ: وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعَلَقَ، فَلَمْ يَهِجْهُنَّ اللَّحْمُ فَيَثْقُلْنَ، وَكُنْتُ إِذَا رُحِلَ لِي بَعِيرِي جَلَسْتُ فِي هَوْدَجِي، ثُمَّ يَأْتِينِي الْقَوْمُ وَيَحْمِلُونَنِي، فَيَأْخُذُونَ بِأَسْفَلِ الْهَوْدَجِ فَيَرْفَعُونَهُ فَيَضَعُونَهُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ فَيَشُدُّونَهُ بِحِبَالِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُونَ بِرَأْسِ الْبَعِيرِ فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرِهِ ذَلِكَ وَجَّهَ قَافِلًا، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَ مَنْزِلًا فَبَاتَ بِهِ بَعْضَ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ، وَخَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَفِي عُنُقِي عِقْدٌ فِيهِ جَزْعُ ظِفَارِ فَلَمَّا فَرَغْتُ انْسَلَّ مِنْ عُنُقِي وَلَا أَدْرِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الرَّحْلِ ذَهَبْتُ أَلْتَمِسُ مَا فِي عُنُقِي فَلَمْ أَجِدْهُ، وَقَدْ أَخَذَ النَّاسُ فِي الرَّحِيلِ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَكَانِي فَالْتَمَسْتُهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ، وَجَاءَ الْقَوْمُ خِلَافِي، الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ بِيَ الْبَعِيرَ، وَقَدْ فَرَغُوا مِنْ رِحْلَتِهِ، فَأَخَذُوا الْهَوْدَجَ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنِّي فِيهِ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ، فَاحْتَمَلُوهُ فَشَدُّوهُ عَلَى الْبَعِيرِ وَلَمْ يَشُكُّوا أَنِّي فِيهِ، ثُمَّ أَخَذُوا بِرَأْسِ الْبَعِيرِ فَسَارُوا بِهِ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ وَمَا فِيهِ مِنْ دَاعٍ وَلَا مُجِيبٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ. قَالَتْ: فَتَلَفَّفْتُ بِجِلْبَابِي ثُمَّ اضْطَجَعْتُ فِي مَكَانِي، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَوِ افْتُقِدْتُ قَدْ يُرْجَعُ -[330]- إِلَيَّ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَمُضْطَجِعَةٌ إِذْ مَرَّ بِي صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، قَدْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنِ الْعَسْكَرِ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَلَمْ يَبِتْ مَعَ النَّاسِ، فَرَأَى سِوَادِي فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْنَا الْحِجَابُ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ظَعِينَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مُتَلَفِّفَةٌ فِي ثِيَابِي فَقَالَ: مَا خَلَّفَكِ يَرْحَمُكِ اللَّهُ؟ قَالَتْ: فَمَا كَلَّمْتُهُ قَالَتْ: ثُمَّ قَرَّبَ الْبَعِيرَ فَقَالَ: ارْكَبِي، وَاسْتَأْخَرَ عَنِّي، فَرَكِبْتُ، فَأَخَذَ بِرَأْسِ الْبَعِيرِ وَانْطَلَقَ سَرِيعًا يَطْلُبُ النَّاسَ، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَمَا افْتُقِدْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ، وَنَزَلَ النَّاسُ، فَلَمَّا اطْمَأَنُّوا طَلَعَ الرَّجُلُ يَقُودُ بِي فَقَالَ أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَارْتَجَفَ الْعَسْكَرُ، وَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَمْكُثْ أَنِ اشْتَكَيْتُ شَكْوَى شَدِيدَةً وَلَا يَبْلُغُنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَقَدِ انْتَهَى الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى أَبَوَيَّ، وَلَا يَذْكُرُونَ لِي مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، إِلَّا أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ لُطْفِهِ بِي، كُنْتُ إِذَا اشْتَكَيْتُ رَحِمَنِي وَلَطَفَ بِي، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِي فِي شَكْوَايَ تِلْكَ، فَقَدْ أَنْكَرْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ وَعِنْدِي أُمِّي تُمَرِّضُنِي قَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى وَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - حِينَ رَأَيْتُ مَا رَأَيْتُ مِنَ جَفَائِهِ لِي - لَوْ أَذِنْتَ لِي فَانْتَقَلْتُ إِلَى أُمِّي فَمَرَّضَتْنِي؟ -[331]- فَقَالَ: «لَا عَلَيْكِ» قَالَتْ: فَانْتَقَلْتُ إِلَى أُمِّي، وَلَا أَعْلَمُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ، حَتَّى نَقَهْتُ مِنْ وَجَعِي بَعْدَ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكُنَّا قَوْمًا لَا نَتَّخِذُ الْكُنُفَ فِي بُيُوتِنَا الَّتِي يَتَّخِذُهَا الْأَعَاجِمُ، نَعَافُهَا وَنَكْرَهُهَا، إِنَّا كُنَّا نَذْهَبُ فِي فُسَحِ الْمَدِينَةِ، وَإِنَّمَا كَانَتِ النِّسَاءُ يَخْرُجْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي حَوَائِجِهِنَّ، فَخَرَجْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِي وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَتْ أُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ خَالَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ: فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَتَمْشِي مَعِي إِذْ عَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: بِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا قُلْتِ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا قَالَتْ: أَوَمَا بَلَغَكِ الْخَبَرُ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: قُلْتُ وَمَا الْخَبَرُ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، قُلْتُ: أَوَقَدْ كَانَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ. قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أَقْضِيَ حَاجَةً وَرَجَعْتُ، فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَبْكِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الْبُكَاءَ سَيَصْدَعُ كَبِدِي، وَقُلْتُ لِأُمِّي: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ، تَحَدَّثَ النَّاسُ بِمَا تَحَدَّثُوا بِهِ وَلَا تَذْكُرِينَ لِي شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّةُ، خَفِّضِي عَلَيْكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ وَأَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْهَا. قَالَتْ: وَقَدْ -[332]- قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا وَلَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُونَنِي فِي أَهْلِي وَيَقُولُونَ عَلَيْهِمْ غَيْرَ الْحَقِّ؟ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرًا، وَيَقُولُونَ ذَلِكَ لِرَجُلٍ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا، وَلَا دَخَلَ بَيْتًا مِنْ بُيُوتِي إِلَّا وَهُوَ مَعِي» قَالَتْ: وَكَانَ كِبْرُ ذَلِكَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ فِي رِجَالٍ مِنَ الْخَزْرَجِ مَعَ الَّذِي قَالَ مِسْطَحٌ وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أُخْتَهَا زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ تَكُنْ مِنْ نِسَائِهِ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُنَاصِينِي فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ غَيْرَهَا، فَأَمَّا زَيْنَبُ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِدِينِهَا فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَأَشَاعَتْ مِنْ ذَلِكَ مَا أَشَاعَتْ تُضَادُّنِي لِأُخْتِهَا؛ فَشَقِيَتْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْمَقَالَةَ قَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ يَكُونُوا مِنَ الْأَوْسِ نَكْفِيكَهُمْ، وَإِنْ يَكُونُوا مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَأَهْلٌ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ، فَتَكَلَّمَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرَى رَجُلًا صَالِحًا فَقَالَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ، لَا تَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ، أَمَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ إِلَّا أَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَلَوْ كَانُوا مِنْ قَوْمِكَ مَا قُلْتَ هَذَا فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ -[333]- الْمُنَافِقِينَ. قَالَتْ: وَتَسَاوَرَ النَّاسُ حَتَّى كَادَ يَكُونُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ شَرٌّ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَاسْتَشَارَهُمَا، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَثْنَى خَيْرًا وَقَالَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرًا، وَهَذَا الْكَذِبُ الْبَاطِلُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَإِنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النِّسَاءَ كَثِيرٌ، وَإِنَّكَ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ فَإِنَّهَا سَتَصْدُقُكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ لِيَسْأَلَهَا، فَقَامَ إِلَيْهَا عَلِيٌّ فَضَرَبَهَا ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كُنْتُ أَعِيبُ عَلَى عَائِشَةَ شَيْئًا إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَعْجِنُ عَجِينِي فَآمُرُهَا أَنْ تَحْفَظَهُ، فَتَنَامُ عَنْهُ فَتَأْتِي الشَّاةُ فَتَأْكُلُهُ. قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي أَبَوَايَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أَبْكِي وَهِيَ تَبْكِي مَعِي، فَجَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ قَدْ كَانَ مَا بَلَغَكِ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ، فَاتَّقِي اللَّهَ، فَإِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءًا مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فَتُوبِي إِلَى

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ بَعْضِ، رِجَالِ بَنِي النَّجَّارِ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ خَالِدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ أَيُّوبَ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي عَائِشَةَ؟ قَالَ بَلَى، وَذَلِكَ الْكَذِبُ، أَكُنْتِ يَا أُمَّ أَيُّوبَ فَاعِلَةً ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَفْعَلُهُ قَالَ: §فَعَائِشَةُ خَيْرٌ مِنْكِ قَالَتْ: فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ الْفَاحِشَةِ مَا قَالَ وَمِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، وَذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ قَالُوا مَا قَالُوا، ثُمَّ قَالَ: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12] ، أَيْ فَقَالُوا كَمَا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ وَصَاحِبَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ -[336]- عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] ، فَلَمَّا نَزَلَ هَذَا فِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَفِي مَنْ قَالَ لَهَا مَا قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ وَحَاجَتِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أَنْفَعُهُ بِنَافِعَةٍ أَبَدًا بَعْدَ إِذْ قَالَ لِعَائِشَةَ وَأَدْخَلَ عَلَيْهَا مَا أَدْخَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَّعَ إِلَى مِسْطَحٍ نَفَقَتَهُ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا أَبَدًا "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، فِي قَوْلِهِ: " {§وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} قَالَ: كَانَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَقُولِينَ هَذَا لِرَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَتْ: أَوَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَدْ قِيلَ؟ وَكَانَ مِسْطَحٌ فِيمَنْ قَالَ لِعَائِشَةَ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حُجْرِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَا أَنْفَعُهُ بِقَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَأَكُونَنَّ لِلْيَتِيمِ خَيْرَ مَا كُنْتُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ عُذْرُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَامَ إِلَيْهَا -[337]- أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَبَّلَ رَأْسَهَا فَقَالَتْ: " §بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِكَ، فَهَلَّا عَذَرْتَنِي يَا أَبَهْ؟ قَالَ: وَكَيْفَ أَعْذِرُكِ يَا بُنَيَّةِ بِمَا لَا أَعْلَمُ؟ وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي يَوْمَ أَقُولُ بِمَا لَا أَعْلَمُ؟ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: {الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [النور: 11] عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ. قَالَ: " فَمَا كَانَ جُرْمُهُ؟ قُلْتُ: أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِكَ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ مُسِيئًا فِي أَمْرِي "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ يُضْرَبُوا حَدَّهُمْ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ قَالُوا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا قَالُوا ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ: حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحَ بْنَ أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُمِّيِّ قَالَ: §الَّذِينَ قَذَفُوا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ -[338]-، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، «فَجَلَدَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ حَسَّانًا وَمِسْطَحًا» . قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: فَقُلْتُ لَهُ: وَالْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ: وَالْمَرْأَةُ الْحَدَّ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حُصَينٍ، عَنْ سَعِيدٍ،: " {§إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ} [النور: 23] قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا خَاصَّةً "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَصِينٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرً: " {§إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ} [النور: 23] فِيمَنْ نَزَلَتْ؟ قَالَ: فِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا خَاصَّةً "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: «§نَزَلَتْ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، " أَنَّهُ فَسَّرَ سُورَةَ -[339]- النُّورِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {§إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 23] قَالَ: " هَذَا فِي عَائِشَةَ وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ مِنْهُنَّ، وَلَيْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} [النور: 5] قَالَ: فَجَعَلَ لِهَؤُلَاءِ تَوْبَةً، وَلَمْ يَجْعَلْ لِمَنْ قَذَفَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوْبَةً " قَالَ: فَهَمَّ بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهِ فَيُقَبِّلَ رَأْسَهُ مِنْ حُسْنِ مَا فَسَّرَ هَذِهِ السُّورَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كَانَ §زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَأَبُو أَيُّوبَ إِذَا سَمِعَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا قَالَا: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَقَالَ: «§كَيْفَ تَرَوْنَ فِي رَجُلٍ يُخَاذِلُ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُسِيءُ الْقَوْلَ لِأَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ؟» ، ثُمَّ قَرَأَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي بَرَاءَةِ عَائِشَةَ. قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: إِنْ كَانَ مِنَّا قَتَلْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ غَيْرِنَا جَاهَدْنَاهُ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا -[340]- تَسْتَطِيعُهُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتَتَكَلَّمُ دُونَ مُنَافِقٍ عَدُوٍّ لِلَّهِ؟ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: فِيمَ تُكَثِّرُونَ؟ دَعَوْنَا مِنْ هَذَا، بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَنْ يَأْمُرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِنَنْظُرَ هَلْ يَمْنَعُهُ. فَلَمْ تَبْرَحِ الْقَالَةُ حَتَّى تَدَاعَوْا بِالْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ فِي ذَلِكَ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [النساء: 88] ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ الْآيَةِ تَبْصِرَةٌ، وَلَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَدٌ. لَقَدْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ يَأْتِيهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَيَأْخُذُ بِلِحْيَتِهِ فَيَقُولُ: اخْرُجْ مِنَّا فَقَدْ أَخَتَيْتَنَا، فَيَقُولُ: مَا أَحَدٌ يَنْصُرُنِي مِنْ أَسْوَدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ هَذَا؟ فَمَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَدٌ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ سَعْدِ بْنِ رِفْعَةَ: " وَأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ: «§مَنْ لِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي وَيَجْمَعُ فِي بَيْتِهِ مَنْ يُؤْذِينِي؟» فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَتَلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَأَطَعْنَاكَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: فَمَا بِكَ طَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ عَرَفْتُ مَا هُوَ مِنْكَ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: إِنَّكَ يَا ابْنَ عُبَادَةَ مُنَافِقٌ تُحِبُّ الْمُنَافِقِينَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اسْكُتُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ فِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَأْمُرُنَا فَيَعْقِدُ أَمْرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [النساء: 88] "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ §صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ اعْتَرَضَ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ حِينَ بَلَغَهُ مَا كَانَ يَقُولُ فِيهِ، وَقَدْ كَانَ حَسَّانُ قَالَ شِعْرًا فِي ذَلِكَ يُعَرِّضُ بِابْنِ الْمُعَطَّلِ فِيهِ وَبِمَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ فَقَالَ: [البحر البسيط] أَمْسَى الْجَلَابِيبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا ... وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ مَا الْبَحْرُ حِينَ تَهُبُّ الرِّيحُ شَامِيَّةً ... فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمِي الْعُبْرُ بِالزَّبَدِ يَوْمًا بِأَغْلَبَ مِنِّي حِينَ تُبْصِرُنِي ... أَفْرِي مِنَ الْغَيْظِ فَرْيَ الْعَارِضِ الْبَرَدِ

أَمَّا قُرَيْشٌ فَإِنِّي لَنْ أُسَالِمَهُمْ ... حَتَّى يُنِيبُوا مِنَ الْغَيَّاتِ لِلرَّشَدِ وَيَتْرُكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى بِمَعْزِلَةٍ ... وَيَسْجُدُوا كُلُّهُمْ لِلْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَيَشْهَدُوا أَنَّ مَا قَالَ الرَّسُولُ لَهُمْ ... حَقٌّ وَيُوفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ وَالْوُكُدِ أَبْلِغْ عُبَيْدًا بِأَنِّي قَدْ تَرَكْتُ لَهُ ... مِنْ خَيْرِ مَا يَتْرُكُ الْآبَاءُ لِلْوَلَدِ الدَّارُ وَاسِطَةٌ وَالنَّخْلُ شَارِعَةٌ ... وَالْبِيضُ تَرْفُلُ فِي الثَّنِيِّ كَالْبَرَدِ قَالَ: فَاعْتَرَضَهُ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ ثُمَّ قَالَ، كَمَا حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ: [البحر الطويل] تَلَقَّ ذُبَابَ السَّيْفِ عَنِّي فَإِنَّنِي ... غُلَامٌ إِذَا هُوجِيتُ لَسْتُ بِشَاعِرِ قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَفِيهَا مِمَّا لَيْسَ فِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ

: جَاءَتْ مُزَيْنَةُ مِنْ عَمْقٍ لِتُخْرِجَنِي ... أَخْسَا مُزَيْنُ فَفِي أَعْنَاقِكُمْ قَدَدِي مَا لِلْقَتِيلِ الَّذِي أَعْدُوا فَآخُذُهُ ... مِنْ دِيَةٍ فِيهِ يُعْطَاهَا وَلَا قَوَدِ وَقَالَ: جَاءَتْ مُزَيْنَةُ مِنْ عَمْقٍ لِتَنْصُرَهُمْ ... أَخْسَا مُزَيْنُ وَفِي أَسْتَاهِكَ الْفَتَلُ فَكُلُّ شَيْءٍ سِوَى أَنْ يُدْرِكُوا أَمْرًا ... أَوْ تُدْرِكُوا شَرَفًا مِنْ شَأْنِكُمْ جَلَلُ قَوْمٌ مَدَانِيسُ لَا يَمْشِي بِعَقْوَتِهِمْ ... جَارٌ وَلَيْسَ لَهُمْ فِي مَوْطِنٍ بَطَلُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ §صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ ضَرَبَ حَسَّانَ بْنَ الْفُرَيْعَةِ بِالسَّيْفِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءٍ هَجَاهُ حَسَّانُ، فَلَمْ يَقْطَعِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ قَالَ حَسَّانُ حِينَ بَرِئَ: الْقَوَدُ فَأَبَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِيدَهُ وَقَالَ: «إِنَّكَ قُلْتَ قَوْلًا شَيْنًا» ، وَعَقَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُرْحَهُ ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَثَبَ عَلَى صَفْوَانَ حِينَ ضَرَبَ حَسَّانَ، فَجَمَعَ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى دَارِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مَا أَعْجَبَكَ ضَرْبُ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ، فَوَاللَّهِ مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَطْلِقِ الرَّجُلَ، فَأَطْلَقَهُ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَدَعَا حَسَّانَ وَابْنَ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ ابْنُ الْمُعَطَّلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آذَانِي وَهَجَانِي، فَاحْتَمَلَنِي الْغَضَبُ فَضَرَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ: «§يَا حَسَّانُ، أَتَشَوَّهْتَ عَلَى قَوْمِي أَنْ هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ؟» ثُمَّ قَالَ: «أَحْسِنْ يَا حَسَّانُ فِي الَّذِي أَصَابَكَ» قَالَ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِوَضًا مِنْهَا -[345]- بَيْرَحَاءَ، وَهِيَ قَصْرُ بَنِي حُدَيْلَةَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ مَالًا لِأَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ تَصَدَّقَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهَا حَسَّانَ فِي ضَرْبَتِهِ وَأَعْطَاهُ سِيرِينَ أَمَةٌ قُبْطِيَّةٌ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: لَقَدْ سُئِلَ عَنِ ابْنِ الْمُعَطَّلِ فَوَجَدُوهُ رَجُلًا حَصُورًا مَا يَأْتِي النِّسَاءَ، ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهِيدًا " وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتَذِرُ مِنَ الَّذِي كَانَ قَالَ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: [البحر الطويل] حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ -[346]- فَإِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ الَّذِي قَدْ زَعَمْتُمْ ... فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي فَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي ... لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحَافِلِ فَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ ... وَلَكِنَّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِي مَاحِلِ -[347]- قَالَ: وَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي ضَرْبِ حَسَّانَ وَأَصْحَابِهِ مِنْ فِرْيَتِهِمْ عَلَيْهَا: [البحر الطويل] لَقَدْ ذَاقَ حَسَّانُ الَّذِي كَانَ أَهْلَهُ ... وَحَمْنَةُ إِذْ قَالُوا هَجِيرًا وَمِسْطَحُ تَعَاطَوْا بِرَجْمِ الْغَيْبِ زَوْجَ نَبِيِّهِمْ ... وَسَخْطَةَ ذِي الْعَرْشِ الْكَرِيمِ فَأَتْرَحُوا وَآذَوْا رَسُولَ اللَّهِ فِيهَا فَجُلِّلُوا ... مَخَازِيَ تَبْقَى عُمِّمُوهَا وَفُضِّحُوا وَصُبَّتْ عَلَيْهِمْ مُحْصَدَاتٌ كَأَنَّهَا ... شَآبِيبُ قَطْرٍ مِنْ ذُرَا الْمُزْنِ تُسْفَحُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لمِسْطَحٍ، وَكَانَ اسْمُهُ عَوْفٌ، وَمِسْطَحٌ لَقَبٌ: [البحر البسيط] يَا عَوْفُ وَيْحَكَ هَلَّا قُلْتَ عَارِفَةً ... مِنَ الْكَلَامِ وَلَمْ تَتْبَعْ بِهَا طَمَعَا وَأَدْرَكَتْكَ حُمَيَّا مَعْشَرٍ أُنُفٍ ... وَلَمْ يَكُنْ قَاطِعًا يَا عَوْفُ مَنْ قَطَعَا أَمَّا حَدِيثٌ مِنَ الْأَقْوَامِ إِذْ حَشَدُوا ... فَلَا تَقُولُ وَلَوْ عَايَنْتَهُ قَذَعَا لِمَا رَأَيْتَ حَصَانًا غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... أَمِينَةَ الْجَيْبِ لَمْ يُعْلَمْ لَهَا خَمَعَا فِي مَنْ رَمَاهَا وَكُنْتُمْ مَعْشَرًا أَفَكًا ... فِي سَيِّئِ الْقَوْلِ مِنْ لَفْظِ الْخَنَا شَرَعَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرًا فِي بَرَاءَتِهَا ... وَبَيْنَ عَوْفٍ وَبَيْنَ اللَّهِ مَا صَنَعَا فَإِنْ أَعِشْ أَجْزِ عَوْفًا عَنْ مَقَالَتِهِ ... شَرَّ الْجَزَاءِ بِمَا أَلْفَيْتُهُ صَنَعَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عِقْدِي مَا كَانَ وَقَالَ أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، وَخَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ أُخْرَى سَقَطَ أَيْضًا عَنِّي عِقْدِي، فَحُبِسَ عَلَيَّ الْتِمَاسُهُ وَطَلَعَ الْفَجْرُ فَلَقِيتُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَقَالَ: فِي كُلِّ سَفْرَةٍ تَكُونِينَ بَلَاءً وَعَنَاءً، وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرُّخْصَةَ بِالتَّيَمُّمِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّةِ إِنَّكِ لَمَا عَلِمْتُ لَمُبَارَكَةٌ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ §الرُّخْصَةَ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الصَّعِيدِ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي لَيْلَةٍ حَبَسَتْ عَائِشَةُ النَّاسَ، هِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الرَّحِيلِ مِنْ أَجْلِ عِقْدٍ لَهَا مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ حَبَسَتْهُ فِي ابْتِغَائِهِ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَا يَتَوَضَّأُونَ بِهِ لِلصَّلَاةِ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَا يَتَوَضَّأُونَ لِلصَّلَاةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرُّخْصَةَ فِي التَّيَمُّمِ بِالْمَسْحِ بِالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ فَقَالَ حِينَ أُنْزِلَتْ: يَا بُنَيَّةِ، إِنَّكِ مَا عَلِمْتُ لَمُبَارَكَةٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ذُكِرَ حَسَّانُ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتَنَاوَلُوهُ فَقَالَتْ: " §لَا تَسُبُّوا حَسَّانًا، فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 19] ؟ قَالَتْ: «أَوَلَيْسَ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ذَهَابُ بَصَرِهِ؟»

خبر عبد الله بن أبي ابن سلول

§خَبَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَلَمَّا رَأَى كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ رَسُولَهُ وَأَصْحَابَهُ أَظْهَرُوا قَوْلًا سَيِّئًا فِي مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جِعَالٌ - وَهُمْ زَعَمُوا - أَحَدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يُقَالُ لَهُ

جَهْجَاهُ، فَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَاشْتَدَّ جَهْجَاهُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ، وَزَعَمُوا أَنَّ جَهْجَاهَ خَرَجَ بِفَرَسٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْقِيهِ، وَكَانَ أَجِيرًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَعَ جِعَالٍ فَرَسٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَوْرَدُوهُمَا الْمَاءَ، فَتَنَازَعُوا عَلَى الْمَاءِ وَاقْتَتَلُوا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: هَذَا مَا جَازَوْنَا بِهِ، آوَيْنَاهُمْ وَمَنَعْنَاهُمْ ثُمَّ هَؤُلَاءِ يُقَاتِلُونَ. وَبَلَغَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الَّذِي كَانَ بَيْنَ جَهْجَاهَ الْغِفَارِيِّ وَبَيْنَ الْفِتْيَةِ الْأَنْصَارِيِّينَ فَغَضِبَ وَقَالَ، وَهُوَ يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ مِنَ الْقَبَائِلِ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْإِسْلَامِ: [البحر البسيط] أَمْسَى الْجَلَابِيبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا ... وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مُغْضَبًا مِنْ قَوْلِ حَسَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ ضَرَبَهُ حَتَّى قِيلَ قَتَلَهُ، وَلَا يُرَاهُ إِلَّا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ ضَرَبَ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ، فَلَمْ يَقْطَعْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ لِضَرْبِ السُّلَمِيِّ حَسَّانَ فَقَالَ: خُذُوهُ

، فَإِنْ هَلَكَ حَسَّانُ فَاقْتُلُوهُ، فَأَخَذُوهُ فَأَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ فَقَالَ: أَرْسِلُوا الرَّجُلَ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَثَمَّ إِلَى قَوْمِ رَسُولِ اللَّهِ تَشْتُمُونَ وَتُؤْذُونَهُمْ وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ نَصَرْتُمُوهُمْ؟ فَغَضِبَ سَعْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِقَوْمِهِ فَنَصَرَهُمْ، وَقَالَ: أَرْسِلُوا الرَّجُلَ. وَأَبَوْا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَخَرَجَ بِهِ سَعْدٌ إِلَى أَهْلِهِ فَكَسَاهُ حُلَّةً ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَبَلَغَنَا أَنَّ السُّلَمِيَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ فِيهِ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ كَسَاكَ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ» قَالَ: كَسَانِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: وَاللَّهِ لَوْلَا نَفَقَتُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا رَكِبُوا رِقَابَكُمْ، وَمَا خَرَجَ مَعَهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَلَلَحِقُوا بِعَشَائِرِهِمْ فَالْتَمَسُوا الْعَيْشَ، وَلَوْ أَنَّا قَدْ رَجَعْنَا إِلَى الْمِدِينَةِ لَقَدْ أَخْرَجَ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَأَحْصَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَا قَالَ، وَسَمِعَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي ابْنِ أُبَيٍّ فَإِنَّهُ يَقُولُ آنِفًا: وَاللَّهِ لَوْلَا نَفَقَتُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا رَكِبُوا رِقَابَكُمْ وَمَا اتَّبَعَهُ مِنْهُمْ رَجُلٌ، وَلَلَحِقُوا بِعَشَائِرِهِمْ فَالْتَمَسُوا الْعَيْشَ، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ، فَابْعَثْ إِلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ أَخَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَوْ مُعَاذَ

بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ فَلْيَقْتُلْهُ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَكَتَ، وَتَحَدَّثَ أَهْلُ عَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَفَاضُوا فِيهَا، فَأَذَّنَ مَكَانَهُ بِالرَّحِيلِ وَلَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ نَزَلَ فَارْتَحَلَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ النَّاسُ قَالُوا: مَا شَأْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ، لَقَدْ جَاءَهُ خَبَرٌ، لَعَلَّهُ أُغِيرَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَا فِيهَا، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ عَمَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنْ كَانَ سَبَقَ مِنْكَ قَوْلُ شَيْءٍ فَتُبْ» ، فَجَحَدَ وَحَلَفَ، فَوَقَعَ رِجَالٌ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَقَالُوا: أَسَأْتَ بِابْنِ عَمِّكَ وَظَلَمْتَهُ، وَلَمْ يُصَدِّقْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ رَأَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ قَضَاءَهُ فِي مَوْطِنِهِ وَسُرِّيَ عَنْهُ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَعَصَرَهَا حَتَّى اسْتَشْرَفَ الْقَوْمُ بِفِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَدْرُونَ مَا شَأْنُهُ فَقَالَ: «أَبْشِرْ؛ فَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ» ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى بَلَغَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي ابْنِ أُبَيٍّ {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] إِلَى قَوْلِهِ

: {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8] ، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْقٍ سَرَّحَ النَّاسُ ظَهْرَهُمْ، وَأَخَذَتْهُمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى أَشْفَقَ وَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأْنُ هَذِهِ الرِّيحِ؟ فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: «مَاتَ الْيَوْمَ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ؛ وَلِذَلِكَ عَصَفَتْ، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهَا بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، وَكَانَ مَوْتُهُ غَائِظًا لِلْمُنَافِقِينَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَجَدْنَا مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ مَاتَ يَوْمَئِذٍ، وَسَكَنَتِ الرِّيحُ آخِرَ النَّهَارِ، فَجَمَعَ النَّاسُ ظَهْرَهُمْ، وَفُقِدَتْ رَاحِلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ، فَسَعَى لَهَا الرِّجَالُ يَلْتَمِسُونَهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَيْنَ يَسْعَى هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ؟ قَالَ أَصْحَابُهُ: يَلْتَمِسُونَ رَاحِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْمُنَافِقُ: أَلَا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ رَاحِلَتِهِ؟ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ مَا قَالَ، وَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللَّهُ، نَافَقْتَ فَلِمَ خَرَجْتَ وَهَذَا فِي نَفْسِكَ؟ لَا صَحِبْتَنَا سَاعَةً. فَمَكَثَ الْمُنَافِقُ مَعَهُمْ شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ وَتَرَكَهُمْ، فَعَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ الْحَدِيثَ، فَوَجَدَ اللَّهَ قَدْ

حَدَّثَهُ حَدِيثَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُنَافِقُ يَسْمَعُ: " إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ شَمَتَ أَنْ ضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَقَالَ: أَلَا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ نَاقَتِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَنِي بِمَكَانِهَا، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِنَّهَا فِي الشِّعْبِ الْمُقَابِلِ لَكُمْ، قَدْ تَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ "، فَعَمَدُوا إِلَيْهَا فَجَاءُوا بِهَا، وَأَقْبَلَ الْمُنَافِقُ سَرِيعًا حَتَّى أَتَى الَّذِينَ قَالَ عِنْدَهُمْ مَا قَالَ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ مِنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ أَتَى مِنْكُمْ أَحَدٌ مُحَمَّدًا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قُلْتُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، وَلَا قُمْنَا مِنْ مَجْلِسِنَا هَذَا بَعْدُ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ عِنْدَ الْقَوْمِ حَدِيثِي، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلَّا الْيَوْمَ، وَإِنْ كُنْتُ لَفِي شَكٍّ مِنْ شَأْنِهِ، فَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابَهُ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَيْهِ فَاعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ ابْنُ اللَّصِيتِ، وَلَمْ يَزَلْ زَعَمُوا يَفْسُلُ حَتَّى مَاتَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ النَّبِيُّ صلّى الله -[355]- عليه وسلم: " §هُوَ الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ بِأُذُنِهِ، سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ: لَئِنْ كَانَ هَذَا صَادِقًا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: فَقَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ، وَلَأَنْتَ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ، ثُمَّ رَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَحَدَهُ الْقَائِلُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [التوبة: 74] ، وَكَانَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ تَصْدِيقًا لِزَيْدٍ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جُلَاسَ بْنَ سُوَيْدٍ قَالَ: لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ، وَكَانَ رَبِيبَهُ فِي حِجْرِهِ: وَاللَّهِ إِنَّ الَّذِي يَقُولُ حَقٌّ، وَإِنَّكَ لَشَرٌّ مِنَ الْحِمَارِ، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ جُلَاسٌ فَرَدَّ قَوْلَهُ وَكَذَّبَهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ذَاكَ، وَلَقَدْ كَذَبَ عَلَيَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [التوبة: 74] الْآيَةَ قَالَ جُلَاسٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قُلْتُ ذَاكَ -[356]-، وَقَدْ عَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ التَّوْبَةَ وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِمَّا قُلْتُ، وَكَانَ حُمِّلَ حَمَالَةً، أَوْ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأَدَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74] فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَيْرٍ: «§وَفَتْ أُذُنُكَ وَصَدَّقَكَ رَبُّكَ» وَقَالَ عُمَيْرٌ لِجُلَاسٍ: أَمَ وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ كِتَابٌ أَوْ وَحْيٌ بِكِتْمَانِي عَلَيْكَ لَكَتَمْتُ عَلَيْكَ "

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ فَوْقَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبْدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍ: «§أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجْلِسِنَا -[357]-، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ: «يَا سَعْدُ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَالَ كَذَا وَكَذَا» فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرَفَهُ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى قَالَ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] الْآيَةَ، وَقَالَ اللَّهُ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا} [البقرة: 109] ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا النَّبِيُّ صلّى الله -[358]- عليه وسلم بَدْرًا فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَبْدَةِ الْأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ لَهُ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمُوا " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَغَيْرُهُ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حِمَارًا بِإِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ: فَرَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ يَسِيرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ أَخِي بَنِي الْحُبْلَى، فَرَاثَ الْحِمَارُ، فَأَمْسَكَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ: " §إِلَيْكَ حِمَارَكَ عَنْ وَجْهِ الرِّيحِ

هَكَذَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَنْتَنْتَنِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: أَلِحِمَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ عِرْضًا مِنْكَ قَالَ: أَلِي تَقُولُ هَذَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ؟ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ، وَمِنْ أَبِيكَ. فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ بَيْنَهُمَا حَتَّى جَاءَتْ عَشِيرَةُ هَذَا وَعَشِيرَةُ هَذَا، فَكَانَ بَيْنَهُمْ وَحْيٌ بِاللِّطَامِ وَالنِّعَالِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ حَتَّى نَزَلَتْ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] إِلَى قَوْلِهِ: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] ، فَلَمَّا نَزَلَتْ عَرَفُوا أَنَّهَا الْهَاجِرَةُ فَكَفُّوا، وَأَقْبَلَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِ ابْنِ رَوَاحَةَ، مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ تَحَاجَزُوا قَالَ: أَيْنَ أُبَيٌّ يَا ابْنَ أَبِي سَعْدٍ، أَعَلَيَّ تَحْمِلُ السَّيْفَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُكُمْ قَبْلَ الصُّلْحِ لَضَرَبْتُكَ بِهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَابَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَعَّابًا فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الْأَنْصَارُ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لِلْأَنْصَارِ -[360]- يَا لِلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ يَا لِلْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ؟» فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ؟» فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: «دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ: " قَدْ تَدَاعَوْا، إِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلَا تَقْتُلُ هَذَا الْخَبِيثَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» وَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَذْكُرُ هَذَا، وَزَادَ فِيهِ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، قَدِ ابْتُلِيَ بِكُمُ الْأَنْصَارُ فَفَعَلُوا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ، فَآوَوْا وَنَصَرُوا، وَأَنْتُمْ مُبْتَلُونَ بِهِمْ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَفْعَلُونَ»

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: «§لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَلَامَنِي قَوْمِي وَقَالُوا: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَقُمْتُ كَئِيبًا أَوْ حَزِينًا، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ -[361]- وَصَدَّقَكَ» قَالَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {مِنْهَا الْأَذَلُّ} [المنافقون: 8] "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ لِأَصْحَابِهِ: " §لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، وَقَالَ: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ، فَقَالُوا: كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا شِدَّةٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُصَدِّقُنِي فِي {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1] قَالَ: وَوَافَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ. وَقَوْلُهُ: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] ، قَالُوا: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] قَالَ: §نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ، أَنَّ غُلَامًا مِنْ قَرَابَتِهِ انْطَلَقَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله -[362]- عليه وسلم بِحَدِيثٍ وَتَكْذِيبٍ عَنْهُ شَدِيدٍ، فَدَعَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَحْلِفُ وَيُبَرِّئُ مِنْ ذَلِكَ، وَأَقْبَلَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى الْغُلَامِ فَلَامُوهُ وَعَزَّرُوهُ، فَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لَكَ، فَجَعَلَ يَلْوِي رَأْسَهُ وَيَقُولُ: لَسْتُ فَاعِلًا، وَكَذَبَ عَلَيَّ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا تَسْمَعُونَ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {لَا يَفْقَهُونَ} [المنافقون: 7] قَالَ: هَذَا قَوْلُهُ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حَتَّى يَدَعُوهُ، فَإِنَّكُمْ لَوْلَا أَنْتُمْ تُنْفِقُونَ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهُ وَرَحَلُوا عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا عَلَى مَنْقَلَةٍ أَوْ مَنْقَلَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: جَهْجَاهُ بْنُ قَيْسٍ الْغِفَارِيُّ، وَسِنَانُ بْنُ وَبَرَةَ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي الْخَزْرَجِ قَالَ: فَظَهَرَ اللَّهُ جَهْجَاهَ عَلَى الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ لِعُمَرَ بْنِ

الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَسِيفٌ إِذَا نَزَلَ الْقَوْمُ انْطَلَقَ يُخَنِّسُ لِفَرَسِهِ، فَانْطَلَقَ الْعَسِيفُ فَوَجَدَهُمَا يَقْتَتِلَانِ قَالَ: وَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ حَتَّى نَادَوْا: يَا أَبَا الْحُبَابِ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْحَجِيجِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ، أَمَ §وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلَنُمْسِكَنَّ بِأَيْدِينَا عَنْ أَثْمَارِنَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِ صَاحِبِهِمْ قَالَ: فَرَجَعَ عَسِيفُ عُمَرَ وَلَمْ يُخَنِّسْ لِفَرَسِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا شَأْنُكَ لَمْ تُخَنِّسْ لِفَرَسِي؟ قَالَ: الْعَجَبُ، مَرَرْتُ بِجَهْجَاهَ وَابْنَ وَبَرَةَ يَقْتَتِلَانِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ، فَجَاءَ ابْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْمُخَيَّمِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلَنُمْسِكَنَّ

بِأَيْدِينَا مِنْ ثِمَارِهَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِ صَاحِبِهِمْ قَالَ: قَدْ سَمِعْتَ قَالَ: فَانْدَفَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَكَانِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ مَنْزِلًا صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهِمْ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَتَوَسَّدُ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ أَوْ ذِرَاعَهُ حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُهُ» ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي عَسِيفًا أَبْعَثُهُ يُخَنِّسُ لِفَرَسِي إِذَا نَزَلَ الْقَوْمُ، وَإِنَّهُ انْطَلَقَ يُخَنِّسُ فَوَجَدَ جَهْجَاهَ وَابْنَ وَبَرَةَ يَقْتَتِلَانِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ وَمَا قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَقَدْ قِيلَتْ؟» فَأَمَرَ فَنُودِيَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، فَارْتَحَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ: لَمْ يُرَحِّلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُرْتَحَلِهِ الَّذِي كَانَ يَرْتَحِلُ إِلَّا شَيْءٌ خَافَهُ أَوْ شَيْءٌ أَتَاهُ فَأَرَادَ أَنْ يَنْتَهِزَهُ قَالَ: حَتَّى أَصْبَحَ النَّاسُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِهِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ، فَقَامَ فَخَطَبَ فَقَالَ: «إِنَّمَا عَاقَنَا عَنْ مُرْتَحَلِنَا الَّذِي كُنَّا نَرْحَلُ لَهُ قَوْلُ رَجُلٍ مِنْكُمْ - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا» قَالَ: فَوَثَبَ وَرَقَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَظْعَنَكَ عَنْ مُرْتَحَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَرْتَحِلُ إِلَّا قَوْلُ رَجُلٍ مِنَّا؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَئِنْ شِئْتَ لَآتِيَنَّكَ أَوَّلَهُ مِنْ رَأْسِهِ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ: وَقَدْ كَانَ وَرَقَةُ ابْنَ عَمٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا أُحِلُّ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا فَأْتُونِي بِهِ» قَالَ: فَانْدَفَعُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ قَالُوا: يَا ابْنَ أُبَيٍّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ عَنْكَ قَوْلٌ

فَوَجَدَ عَلَيْكَ فِي نَفْسِهِ، فَإِذَا أَنْتَ أَتَيْتَهُ فَاعْتَذِرْ إِلَيْهِ مِمَّا قُلْتَ، وَمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ، فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ رَحِيمًا قَالَ: وَمَا بِي، أَلَسْتُ أَغْزُو مَعَكُمْ إِذَا غَزَوْتُمْ، وَأُنْفِقُ مَعَكُمْ إِذَا أَنْفَقْتُمْ؟ فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ ذَلِكَ، وَهُوَ يَلْوِي رَأْسَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ جَنْبَيْهِ وَيَقُولُ: مَا لِي، أَلَسْتُ أَغْزُو مَعَكُمْ إِذَا غَزَوْتُمْ، وَأُنْفِقُ مَعَكُمْ إِذَا أَنْفَقْتُمْ؟ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ أُبَيٍّ، أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، أَفَأَنْتَ أَعَزُّ مِنِّي؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ أَنْتَ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ، مَا رَكِبْنَا حَتَّى رَكِبْتَ، وَمَا قَاتَلْنَا حَتَّى كُنْتَ أَوَّلَ قَالَ: " فَأَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَنُمْسِكَنَّ مَا بِأَيْدِينَا مِنْ ثَمَرِنَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا عَنْ صَاحِبِهِمْ؟ أَيْ أَنَّكَ تُنْفِقُ عَلَيْنَا " قَالَ: وَالَّذِي تَحْلِفُ بِهِ مَا قُلْتُ. وَنَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8] "

حَدَّثَنَا حَارِثَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَقْتُلُ أَبِي؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقْتُلْ أَبَاكَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] -[366]- قَالَ: قَدْ قَالَهَا مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ فِي رَجُلَيْنِ اقْتَتَلَا: أَحَدُهُمَا غِفَارِيٌّ وَالْآخَرُ جُهَنِيٌّ، فَظَهَرَ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ بَيْنَ جُهَيْنَةَ وَالْأَنْصَارِ حِلْفٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يَا بَنِي الْأَوْسِ، يَا بَنِي الْخَزْرَجِ، عَلَيْكُمْ صَاحِبُكُمْ وَحَلِيفُكُمْ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ، وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَسَعَى بِهَا بَعْضُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مُرْ مُعَاذًا يَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ: «§لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِرًا، وَكَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ كَلَامٌ حَتَّى اشْتَدَّ بَيْنَهُمَا، وَاجْتَمَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَنَادَى: غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ، أَمَ §وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَسْعَى، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ يَا عُمَرُ، كَأَنَّكَ مُغْضَبٌ؟» فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْمُنَافِقَ يُنَادِي: غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ

لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَرَدْتَ مَاذَا يَا عُمَرُ؟» قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلُوهُ بِسَيْفِي حَتَّى يَسْكُتَ قَالَ: «لَا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ نَادِ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ» قَالَ: تَرَحَّلُوا وَسِيرُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمٌ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى مَجَامِعِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، وَجَاءَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَتَشَعَّبُوا فِي الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُهَا حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَعْلَمَ الْيَوْمَ مَنِ الْأَعَزُّ مِنَ الْأَذَلِّ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ مَا صَنَعَ بِهِ ابْنُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِهِ أَنْ خَلِّ عَنْهُ، فَدَخَلَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أُسِرَ رَجُلٌ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ كَافِرٌ، فَكَانَ أَسِيرًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ كَافِرًا، ثُمَّ أَسْلَمَ فَنَافَقَ، فَطَفِقَ ذَلِكَ الْأَسِيرُ يُرِيدُ وَلِيدَةً مُسْلِمَةً تُسَمَّى مُعَاذَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَتَمْتَنِعُ الْوَلِيدَةُ مِنْ أَجْلِ إِسْلَامِهَا مِنَ الْأَسِيرِ الْقُرَشِيِّ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ضَرَبَهَا لِيُكْرِهَهَا عَلَى الْبِغَاءِ رَجَاءَ أَنْ تَحْمِلَ مِنَ الْقُرَشِيِّ رَغْبَةً فِي فِدَاءِ وَلَدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] الْآيَةَ "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: الَّتِي -[368]- جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الصَّامِتِ، وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33] قَالَ: §كَانَتْ أَمَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ، فَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ، فَكَانَتِ التَّوْبَةُ لَهَا دُونَهُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، فِي الَّتِي جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ، §وَكَانَتْ أَمَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ، وَكَانَتِ التَّوْبَةُ لَهَا دُونَهُ خَاصَّةً، يَعْنِي: {فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 33] "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: §كَانَتْ مُسَيْكَةُ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرْتُ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ آنَ لِي أَنْ أَدَعَهُ، فَنَزَلَتْ {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزَيْدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " §كَانَتْ مُعَاذَةُ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَكَانَتْ مُسْلِمَةً فَكَانَ يَسْتَكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] الْآَيَةَ "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ -[369]-: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] قَالَ: §كَانَتْ جَارِيَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يُقَالُ لَهَا: مُسَيْكَةُ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الزِّنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 33] ، هَكَذَا يَقْرَؤُهَا "

وفاة عبد الله بن أبي ابن سلول

§وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جِئْتَ بِهِ. فَانْطَلَقَ ابْنُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَجِعٌ شَدِيدَ الْوَجَعِ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا لِمَآبِهِ، وَقَدِ اشْتَهَى أَنْ يَلْقَاكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ» ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، جَزَعًا» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكَ لِتُؤَنِّبَنِي، وَلَكِنِّي دَعَوْتُكَ لِتَرْحَمَنِي، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «حَاجَتُكَ؟» قَالَ: §حَاجَتِي إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ، وَتُكَفِّنَنِي بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْ ثِيَابِكَ، وَتَمْشِيَ مَعَ جِنَازَتِي، وَتُصَلِّيَ عَلَيَّ. قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهُ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَصَلَّى أَمْ دَخَلَ الْقَبْرَ أَمْ لَمْ يَدْخُلْهُ. ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ

نَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] "

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَقَالَ: «يَا أَبَا الْحُبَابِ، مَا أَغْنَى عَنْكَ حُبُّ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ كَانَ وَرَقَةُ يُحِبُّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ وَرَقَةَ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْطِنِي ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِكَ، فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا قَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ الَّذِي يَمَسُّ جِلْدَكَ، فَأَعْطَاهُ "

حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ كَذَا وَكَذَا عِدَّةً كَثِيرَةً»

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " §سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ إِيَّاهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُعْطِي هَذَا الْمُنَافِقَ قَمِيصَكَ يُكَفَّنُ فِيهِ؟ فَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَتَأَلَّفَ بَنِي النَّجَّارِ بِقَمِيصِي؟»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ انْطَلَقَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ §عَبْدَ اللَّهِ قَدِ احْتُضِرَ، وَأُحِبُّ أَنْ تَشْهَدَهُ وَأَنْ تُصَلِّيَ -[371]- عَلَيْهِ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ حَتَّى شَهِدَهُ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَهُوَ عَرِقٌ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَهُ سَبْعِينَ وَسَبْعِينَ " - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَأَشُكُّ فِي الثَّالِثَةِ - فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ ابْنُهُ قَالَ لَهُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحُبَابُ قَالَ: بَلْ أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، الْحُبَابُ اسْمُ شَيْطَانٍ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " §صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَأَعْطَاهُ قَمِيصًا مِنْ قُمُصِهِ. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُصَلِّي عَلَى هَذَا الْمُنَافِقِ وَتُلْبِسُهُ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ بِقَمِيصِي أَلْفٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ» . قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ وَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ» -[372]- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِمِثْلِهِ

قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَدَنِيِّ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ الَّذِي كَانَ يَلِي جِلْدَهُ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَانِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَافِقِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَامَ نَفْسَهُ وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ يَتَرَحَّمُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا أَمْنَعُهُ؟ "

حَدَّثَنَا حَازِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَقَدْ أَصَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ هَفْوَةً مَا هَفَوْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهَذَا قَالَ اللَّهُ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قَالَ: «قَدْ خَيَّرَنِي -[373]- رَبِّي فَقَالَ افْعَلْ أَوْ لَا تَفْعَلْ» قَالَ: وَقَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ لِابْنِهِ: يَا حُبَابُ، افْعَلْ كَذَا، يَا حُبَابُ افْعَلْ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحُبَابُ شَيْطَانٌ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا قَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] " قَالَ: «فَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 84] الْآيَةَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ الَّذِي أُنْزِلَ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ كَانَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ بَطْنٌ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهَاجَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ وَرَدَتْ سُقَاتُهُمُ الْمَاءَ فَقَلَّ عَلَيْهِمْ، فَتَنَازَعُوا فَغَلَبَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَنْصَارَ عَلَى

الْمَاءِ، فَغَضِبَ نَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَتَوَا ابْنَ أُبَيٍّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ عَمَلُكُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُنْفِقُونَ عَلَى مَنْ مَعَهُ لَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، §لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ لِيَشْتَغِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الرَّحِيلِ وَتَرَكُوا الْمَاءَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ: «أَلَمْ تَعْلَمْ مَا بَلَغَنِي عَنْ أَبِيكَ؟ إِنَّهُ قَالَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ كَاذِبٌ، أَنْتَ الْأَعَزُّ وَهُوَ الْأَذَلُّ، فَإِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِرَأْسِهِ، وَقَدْ عَلِمَتِ الْأَنْصَارُ مَا وُلِدَ وَلَدٌ قَطُّ أَبَرُّ بِهِ مِنِّي، حَتَّى إِنِّي لَاسْتَحَيْتُ أَنْ أَنْظُرَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَّا فِيكَ فَإِنْ أَمَرْتَنِي قَتَلْتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نَأْمُرُكَ بِعُقُوقِ أَبِيكَ» ، ثُمَّ أَنْذَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْحُبَابَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ دَخَلَ الْقَبْرَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِهِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا حُبَابُ، اصْنَعْ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حُبَابٌ شَيْطَانٌ، أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِهِ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ

: حُبَابٌ قَالَ: «§حُبَابٌ اسْمُ شَيْطَانٍ، اسْمُكَ عَبْدُ اللَّهِ» ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلِ الْمَدِينَةَ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ الْأَعَزُّ وَأَنْتَ الْأَذَلُّ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُقْبِلُونَ فَيَقِفُونَ حَتَّى أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟» فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ» قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ، قُمْ فَجَأْ فِي أَقْفِيَةِ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى تُخْرِجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ. فَفَعَلَ بِلَالٌ، فَوَجَأَ فِي رَقَبَةِ ابْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ وَالْحَالِ فَقَالَ: مَا بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا لَنَا وَلَكُمْ، إِنَّا لَنُصَلِّي كَمَا تُصَلُّونَ، وَنَقْرَأُ كَمَا تَقْرَءُونَ، وَنُنْفِقُ كَمَا تُنْفِقُونَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَأَ فِي رَقَبَتِي حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَارْجِعْ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَوَى عُنُقَهُ وَقَالَ: وَاعَجَبًا، مِمَّ يَسْتَغْفِرُ لِي؟ أَقُلْتُ هَجْوًا يَسْتَغْفِرُ لِي مِنْهُ؟ وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} ، حَتَّى تَنْقَضِيَ الْآيَاتُ كُلُّهَا "

ذكر اللعان

§ذِكْرُ اللِّعَانِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ؟ فَلَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا يَتَفَخَّذُهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُخْبِرَكُمْ وَلَا أَهِيجَهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ فَوَاللَّهِ لَا آتِي بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَلُمْهُ؛ فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجَ فِينَا قَطُّ إِلَّا عَذْرَاءَ، وَلَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللَّهِ، وَلَكِنِّي عَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ لِمَا أَخْبَرَكَ اللَّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ -[380]- اللَّهَ يَأْبَى إِلَّا ذَلِكَ» فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَذَاكَ إِذْ جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ الْبَارِحَةَ عِشَاءً مِنْ حَائِطٍ لِي كُنْتُ فِيهِ، فَرَأَيْتُ مَعَ أَهْلِي رَجُلًا، فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِهِ، وَقِيلَ: يُجْلَدُ هِلَالٌ وَيُنَكَّلُ فِي الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ أَنَّكَ تَكْرَهُ مَا جِئْتُ بِهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِي فَرَجًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَذَاكَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ تَرَبَّدَ لِذَلِكَ وَجْهُهُ وَبَرَدَ جَسَدُهُ، فَلَمَّا رُفِعَ الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْشِرْ يَا هِلَالُ؛ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجًا» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُوهَا» ، فَدُعِيَتْ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قُلْتُ إِلَّا حَقًّا، وَلَقَدْ صَدَقْتُ فَقَالَتْ هِيَ عِنْدَ ذَلِكَ: كَذَبَ، فَقِيلَ لِهِلَالٍ: «اشْهَدْ» ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لِمَنَ الصَّادِقِينَ، وَقِيلَ لَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ: «يَا هِلَالُ، اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّ عَذَابَ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ النَّاسِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ» فَقَالَ هِلَالٌ: لَا وَاللَّهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَلَيْهَا أَبَدًا كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا، فَشَهِدَ الْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ -[381]- عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَقِيلَ لَهَا: «اشْهَدِي» ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لِمَنَ الْكَاذِبِينَ، وَقِيلَ لَهَا عِنْدَ الْخَامِسَةِ: «يَا هَذِهِ، اتَّقِي اللَّهَ؛ فَإِنَّ عَذَابَ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ النَّاسِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ» قَالَ: فَبَكَتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي، فَشَهِدَتِ الْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، وَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تُرْمَى وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا وَرَمَى وَلَدَهَا جُلِدَ الْحَدَّ، وَلَيْسَ لَهَا عَلَيْهِ قُوتٌ وَلَا سُكْنَى، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ بِغَيْرِ طَلَاقٍ وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَثْبَجَ أَصْهَبَ أَرْسَحَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا، فَهُوَ لِصَاحِبِهِ» ، فَجَاءَتْ بِهِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ -[382]-، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلَا الْأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا أَمْرٌ ". قَالَ عَبَّادٌ: فَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ لَا يَدْرِي مَنْ أَبُوهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنَا أَرَى أَنَّ عِنْدَهُ فِيهِ عِلْمًا فَقَالَ: إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَةً بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، وَكَانَ أَخَا الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ لِأُمِّهِ، فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ لَاعَنَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَبْيَضَ -[383]- سَبِطًا قَضِيءَ الْعَيْنَيْنِ فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ جَعْدًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ» . قَالَ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ جَعْدًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ "

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بِتُّ أَجُرُّ الْجَرِيدَ عَلَى ظَهْرِي، فَلَمَّا أَسْحَرْتُ أَتَيْتُ أَهْلِي، فَإِذَا رَجُلٌ مَعَ امْرَأَتِي، فَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَ وَاللَّهِ، لَا يَكِلَنِي اللَّهُ، وَلَا يَجُوزُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] إِلَى قَوْلِهِ: {الصَّادِقِينَ} [النور: 9] فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَتَلَاعَنَا: «أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» فَمَضَيَا عَلَى أَمْرِهِمَا فَتَلَاعَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، جَعْدَ الرَّأْسِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِلَّذِي قُذِفَتْ بِهِ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ، أَصَمَّ

الشَّعَرِ، مَمْسُوحَ الْأَلْيَتَيْنِ، دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ مِنْهُ» ، فَوَلَدَتْ جَارِيَةً كَحْلَاءَ، سَابِغَةَ الْأَلْيَتَيْنِ، جَعْدَةَ الرَّأْسِ، خَدَلَّجَةَ السَّاقَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا مَا مَضَى مِنَ الْأَيْمَانِ كَانَ لِي فِيهِمَا أَمْرٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ وَامْرَأَتَهُ وَهِيَ حَامِلٌ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ -[385]- عُوَيْمِرٌ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ لَهُ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَيُقْتَلُ بِهِ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَعَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّائِلَ، ثُمَّ لَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: صَنَعْتُ أَنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ السَّائِلَ فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِمَا، فَدَعَاهُمَا فَتَلَاعَنَا فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: «لَئِنِ انْطَلَقْتُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا، فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَارَتْ سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ» -[386]- ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ، عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا وَقَدْ صَدَقَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا» قَالَ فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُدَيْعِجَ جَعْدًا فَهُوَ لِلَّذِي اتَّهَمَهُ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَشْقَرَ سَبِطًا فَهُوَ لِزَوْجِهَا» ، فَجَاءَتْ بِهِ أُدَيْعِجَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدِ السَّاعِدِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيِّ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ لَوَ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ لَهُ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ عُوَيْمِرٌ -[387]-: لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَائْتِ بِهَا» قَالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا، وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلَاعُنِهِمَا قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ مَالِكٌ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ " حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، بِنَحْوِهِ قَالَ: فَطَلَّقَهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْفَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ. قَالَ سَهْلٌ: حَضَرْتُ هَذَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَمَضَتِ السُّنَّةُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا، وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُوَيْمِرٍ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، فَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى ابْنَ أُمِّهِ، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ -[388]-، فَافْتَرَضَ اللَّهُ لِلْأُمِّ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عُوَيْمِرٌ عِنْدَ ذَلِكَ: لَبِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ، إِنَّمَا إِنْ كُنْتُ وَقَعْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِذْبَةٍ وَتَحَمَّلْتُ بِغَيْرَتِهِ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بَيْنَ الْعَجْلَانِيِّ -[389]- وَامْرَأَتِهِ فَقَالَ زَوْجُهَا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَرِبْتُهَا مُذْ عَفَّرْنَا، وَالْعَفْرُ: أَنْ يُسْقَى النَّخْلُ بَعْدَ أَنْ يُتْرَكَ مِنَ السَّقْيِ بَعْدَ الْإِبَارِ بِشَهْرَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ» ، وَكَانَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ابْنَ السَّحْمَاءِ، وَكَانَ زَوْجُ الْمَرْأَةِ أَصْهَبَ الشَّعَرِ حَمْشَ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا» ؟ قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ قَدْ كَانَتْ أَعْلَنَتِ السُّوءَ فِي الْإِسْلَامِ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةٍ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، مَا قُلْتَ؟ قَالَ: جَاءَتْ بِهِ عَلَى الْوَصْفِ السَّيِّئِ " حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مِثْلَهُ. قَالَ -[390]-: وَكَانَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ابْنَ السَّوْدَاءِ، وَقَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: أَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ رَجَمْتُهَا» قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ قَدْ أَعْلَنَتِ السُّوءَ فِي الْإِسْلَامِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْءٍ بِالْكُوفَةِ كَتَبْتُهُ حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ فِيمَا سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُلَاعَنَةِ فَقَالَ: " §فَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ وَقَالَ: «اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ أَيُّوبُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فَقَالَ: فِي الْمَدِينَةِ شَيْءٌ لَا أَرَاكَ تُحَدِّثَنِيهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالِي؟ قَالَ: لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ دَخَلْتَ بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَهُوَ أَبْعَدُ لَكَ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ -[391]- رَجُلًا فَقَتَلَهُ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ نَكَلَ جَلَدْتُمُوهُ؟ لَأَذْكُرَنَّ هَذَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَاتِ اللِّعَانِ، ثُمَّ جَاءَ الرَّجُلُ يَقْذِفُ امْرَأَتَهُ، فَلَاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا وَقَالَ: «§عَسَى أَنْ تَجِيءَ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا» ، فَجَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: تَذَاكَرُوا الْمَلَاعِنَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَاصِمٌ فِيهِ قَوْلًا ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَهُ: إِنَّهُ رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ إِلَّا بِقَوْلِي، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّجُلُ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ الَّذِيَ رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلٌ خَدِرٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ جَعْدُ الشَّعَرِ، وَكَانَ الرَّجُلُ قَلِيلَ اللَّحْمِ مُعَمِّرًا قَالَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَتِهِ، فَتَلَاعَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ» ، فَوَلَدَتْهُ عَلَى شِبْهِ مَا قَالَ زَوْجُهَا إِنَّهُ رَآهُ مَعَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْلَا الْمَلَاعِنُ لَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ حَالٌ» قَالَ ابْنُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الَّتِي لَاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[392]- عليه وسلم بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الْإِسْلَامِ الْقَبِيحَ "

قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: §الْمَرْأَةُ الَّتِي لَاعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا قَالَ لَهَا: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا» قَالَ: لَا، هِيَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الْإِسْلَامِ الْقَبِيحَ "

ذكر الظهار

§ذِكْرُ الظِّهَارِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ دُلَيْجٍ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ سَيِّئَ الْخُلُقِ فَقِيرًا، وَكَانَ طَلَاقُ النَّاسِ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُفَارِقُ امْرَأَتَهُ قَالَ: §أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، فَنَازَعَتْهُ فِي شَيْءٍ فَغَضِبَ فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، فَاحْتَمَلَتْ عَيِّلًا لَهَا، أَوْ عَيِّلَيْنِ مِنْهُ، ثُمَّ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَغْسِلُ شِقَّ رَأْسِهِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي ضَرِيرُ الْبَصَرِ سَيِّئُ الْخُلُقِ فَقِيرٌ -[393]-، وَلِي مِنْهُ عَيِّلٌ أَوْ عَيِّلَانِ، فَنَازَعْتُهُ فِي شَيْءٍ، فَغَضِبَ فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وَلَمْ يُرِدِ الطَّلَاقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا أَعْلَمُكِ إِلَّا قَدْ حُرِّمْتِ عَلَيْهِ» فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ مَا نَزَلَ بِي وَبِأَصْبِيَتِي، وَتَحَوَّلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى شِقِّ رَأْسِهِ تَغْسِلُهُ، وَتَحَوَّلَتْ مَعَهَا فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ مَا نَزَلَ بِي وَبِأَصْبِيَتِي، وَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَرَاءَكِ وَرَاءَكِ، فَتَنَحَّتْ، فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا هُوَ فِيهِ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ الْوَحْيُ وَعَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، آتِي امْرَأَةً» ، فَدَعَتْهَا فَجَاءَتْ فَقَالَ: «اذْهَبِي فَجِيئِي بِزَوْجِكِ» ، فَذَهَبَتْ تَسْعَى فَجَاءَتْ بِهِ كَمَا قَالَتْ ضَرِيرَ الْبَصَرِ سَيِّئَ الْخُلُقِ فَقِيرًا، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [المجادلة: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟» قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قَالَ -[394]-: فَأَعْتَلُّ. قَالَ: «أَفَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تُعِينَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَأَعَانَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَرَفَ الطَّلَاقَ إِلَى الظِّهَارِ. قَالَ عَلِيٌّ: يَعْنِي أَنَّ الظِّهَارَ كَانَ طَلَاقَهُمْ، فَجُعِلَ ظَهَارًا "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، §إِنَّ خَوْلَةَ لَتَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَخْفَى عَلَيَّ أَخْبَارُ بَعْضِ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1]

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ بَرْزَةٍ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ، أَوْ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: هِيهْ يَا عُمَرُ، عَهِدْتُكَ وَأَنْتَ تُسَمَّى عُمَيْرًا فِي سُوقِ عُكَاظٍ -[395]- تُصَارِعُ الصِّبْيَانَ، فَلَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى سُمِّيتَ عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتَّى سُمِّيتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ خَافَ الْوَعِيدَ قَرُبَ مِنْهُ الْبَعِيدُ، وَمَنْ خَافَ الْمَوْتَ خَشِيَ الْفَوْتَ، فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ الْجَارُودُ: هِيهْ، فَقَدْ أَكْثَرْتِ وَأَبْكَيْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهَا: أَوَمَا تَعْرِفُ هَذِهِ؟ §هَذِهِ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الَّتِي سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَهَا مِنْ سَمَائِهِ، فَعُمَرُ وَاللَّهِ أَجْدَرُ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] فَقَالَ: §هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ الصَّامِتِ، كَانَ زَوْجُهَا مَرِيضًا فَدَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ، ثُمَّ دَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ , فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ مِثْلُ ظَهْرِ أُمِّي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جُرَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ قَالَ: كَانَ زَوْجُهَا مَرِيضًا فَدَعَاهَا، وَكَانَتْ تُصَلِّي، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: §أَنْتِ عَلَيَّ مِثْلُ ظَهْرِ أُمِّي إِنْ أَنَا وَطِئْتُكِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ، ثُمَّ أَتَتْهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَدَعَاهُ فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ -[396]-: «أَعْتِقْ رَقَبَةً» قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ قَالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ: «أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا ثَلَاثِينَ صَاعًا» قَالَ: لَسْتُ أَمْلِكُ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ تُعِينَنِي، فَأَعَانَهُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، وَأَعَانَهُ النَّاسُ حَتَّى بَلَغَ ثَلَاثِينَ صَاعًا فَقَالَ: «أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجِدُ أَحَدًا أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي وَأَهْلِ بَيْتِي قَالَ: «خُذْهُ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» ، فَأَخَذَهُ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً أَسْتَكْثِرُ مِنَ النِّسَاءِ لَا أَرَى رَجُلًا يُصِيبُ مِنْ ذَلِكَ مَا أُصِيبُ، §فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنَ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَبَيْنَمَا هِيَ عِنْدِي ذَاتَ لَيْلَةٍ انْكَشَفَ عَنْهَا شَيْءٌ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا فَوَاقَعْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي، وَقُلْتُ: سَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ، إِذًا يَنْزِلُ فِينَا مِنَ اللَّهِ كِتَابٌ، أَوْ يَكُونَ -[397]- مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا قَوْلٌ، فَيَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهُ، وَلَكِنْ سَوْفَ نُسَلِّمُكَ لِجَرِيرَتِكَ، فَاذْهَبْ أَنْتَ فَاذْكُرْ شَأْنَكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ لِي: «أَنْتَ بِذَاكَ» ، فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ فَقَالَ: «أَنْتَ بِذَاكَ» ، فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ قَالَ: «أَنْتَ بِذَاكَ» ، قُلْتُ: نَعَمْ، هَأَنَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَابِرٌ لِحُكْمِ اللَّهِ عَلَيَّ قَالَ: «فَأَعْتِقْ رَقَبَةً» قَالَ: فَضَرَبْتُ صَفْحَةَ رَقَبَتِي بِيَدِي وَقُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ إِلَّا رَقَبَتِي هَذِهِ قَالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ أَدْخَلَ عَلَيَّ مِنَ الْبَلَاءِ مَا أَدْخَلَ إِلَّا الصَّوْمُ قَالَ: «فَتَصَدَّقْ، أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ مَا لَنَا مِنْ عَشَاءٍ قَالَ: «فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، فَأَطْعِمْ عَنْكَ مِنْهَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَاسْتَنْفِعْ بِبَقِيَّتِهَا» قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَقُلْتُ: وَجَدْتُ عِنْدَكُمُ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ، وَوَجَدْتُ عِنْدَ رَسُولِ -[398]- اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعَةَ وَالْبَرَكَةَ، وَقَدْ أَمَرَ لِي بِصَدَقَتِكُمْ فَادْفَعُوهَا إِلَيَّ. قَالَ: فَادْفَعُوهَا إِلَيَّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا خُوَيْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ، وَزَوْجُهَا أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، وَجَاءَتْ تَشْتَكِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ فِيهَا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،: أَنَّ §جَمِيلَةَ، كَانَتْ تَحْتَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ امْرَأً بِهِ لَمَمٌ -[399]-، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ لَمَمُهُ ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " §الَّتِي جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا خَوْلَةُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: بِنْتُ الصَّامِتِ، وَقَالَ هُشَيْمٌ: بِنْتُ حَكِيمٍ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَرْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَوْلَةُ بِنْتُ مَالِكٍ مِنْ فِيهَا قَالَتْ: §كُنْتُ عِنْدَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَكَلَّمَنِي يَوْمًا بِشَيْءٍ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِي نَادِي الْقَوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَأَرَادَنِي عَلَى نَفْسِي، فَأَبَيْتُ، فَغُلِبْتُ لِمَا يَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةَ الضَّعِيفَةَ الرَّجُلُ الضَّعِيفُ، وَقُلْتُ: مَا أَنْتَ لِتَخْلُصَ إِلَى نَفْسِي حَتَّى يَنْتَهِيَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَيَحْكُمَ فِيَّ وَفِيكَ حُكْمَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَى جَارَةٍ لِي فَاسْتَعَرْتُ مِنْهَا أَثْوَابًا، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْكُو إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ، فَطَفِقَ يَقُولُ: «ابْنُ عَمِّكِ وَزَوْجُكِ، اتَّقِي اللَّهَ فِيهِ» ، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَفِيَّ قُرْآنًا: {قَدْ سَمِعَ اللَّهَ قَوْلَ الَّتِي

تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] ، ثُمَّ نَزَلَ الْفَرْضُ بِتَحْرِيرِ رَقَبَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً» ، قُلْتُ: مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ قَالَ: «فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» ، قُلْتُ: إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَمَا بِهِ صِيَامٌ قَالَ: «فَلْيَتَصَدَّقْ» ، قُلْتُ مَا عِنْدَهُ قَالَ: «سَأُعِينُهُ بِفَرْقٍ مِنْ تَمْرٍ» ، فَقُلْتُ: وَأَنَا أُعِينُهُ بِفَرْقٍ آخَرَ قَالَ: «أَصَبْتِ» ، وَالْفَرْقُ يَأْخُذُ الشَّطْرَ، وَالشَّطْرُ ثَلَاثُونَ صَائِمًا، فَأَطْعَمْتُ عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا لِكُلِّ مِسْكِينٍ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ "

خبر ابن صائد

§خَبَرُ ابْنِ صَائِدٍ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جُهَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَئِنْ أَحْلِفُ عَشْرًا أَنَّ ابْنَ الصَّيَّادِ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً إِنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَعَثَنِي إِلَى أُمِّ صَيَّادٍ فَقَالَ: «سَلْهَا كَمْ حَمَلَتْ بِهِ؟» فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: حَمَلْتُ بِهِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " سَلْهَا عَنْ صَيْحَتِهِ حَيْثُ وَقَعَ فَقَالَتْ: صَاحَ صِيَاحِ صَبِيِّ ابْنِ شَهْرٍ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» فَقَالَ: خَبَّأْتَ لِي عَظْمَ شَاةٍ عَفْرَاءَ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ: وَالدُّخَانَ فَقَالَ -[402]- لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اخْسَأْ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تَسْبِقِ الْقَدَرَ»

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ ابْنِ صَائِدٍ، §أَنَّهَا وَلَدَتْهُ مَمْسُوخًا مَجْنُونًا مَشْرُورًا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمًا، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَائِدٍ، فَوَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَائِدٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَائِدٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، وَقَالَ ابْنُ صَائِدٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ النَّبِيُّ وَقَالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ» ، ثُمَّ قَالَ لَهُ -[403]- النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاذَا تَرَى؟» قَالَ ابْنُ صَائِدٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، صَادِقٌ وَكَاذِبٌ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ» ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» فَقَالَ ابْنُ صَائِدٍ: هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اخْسَأْ؛ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدَرَكَ» فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ذَرْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَكُنْ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَا يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حَتْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْأَسْوَارَ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ صَائِدٍ نَائِمًا تَحْتَ صَوْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَلِّي إِنْ وَجَدْتُهُ نَائِمًا أَنْ أُخْبِرَكُمْ عَنْهُ» ، فَلَمَّا دَنَا أَيْقَظَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَتْ: يَا صَافِ، هَذَا رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ

، فَجَاءَ فَقَعَدَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَهَا هَبِلَتْ» ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَامَ تَنْظُرُ، هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ شَيْئًا؟» قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَرَى جَزْلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَّطَ خَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا، فَمَا هُوَ؟» قَالَ لَهُ ابْنُ صَيَّادٍ: دُخٌّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اخْسَأْ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ» ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَّأَ لَهُ {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ صَائِدٍ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ لَهُ ابْنُ صَائِدٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ - مَرَّتَيْنِ - يَا ابْنَ صَائِدٍ، انْظُرْ مَاذَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا، وَكَاذِبًا وَصَادِقَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُبِّسَ عَلَيْهِ فَاتْرُكُوهُ» -[406]-، ثُمَّ قَالَ: «يَا ابْنَ صَائِدٍ، انْظُرْ مَاذَا تَرَى؟» فَقَالَ: أَرَى عَرْشًا مِنْ حَدِيدٍ عَلَى الْبَحْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ذَاكَ عَرْشُ إِبْلِيسَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَرْنَا عَلَى صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، فَتَفَرَّقُوا حِينَ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسَ ابْنُ صَائِدٍ، فَغَاظَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَا لَكَ تَرِبَتْ يَدَاكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَأَقْتُلَ هَذَا الْخَبِيثَ فَقَالَ: «دَعْهُ؛ فَإِنْ ظُنَّ الَّذِي يُخَوَّفُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ»

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: «§قَدِمَ ابْنُ صَيَّادٍ فَنَزَلَ عَلَيْنَا، فَمَالَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي دَارِ أَنَسٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي وَلَوْ أَنْ آخُذَ عَلَى بَابِهِ إِتَاوَةً، يَعْنِي الرِّشْوَةَ، لَفَعَلْتُ، فَنَزَلَ غُرْفَةً لَنَا فَجَعَلَ يَجِيءُ، فَإِذَا لَمْ يَرَ أَحَدًا تَنَاوَلَ ثَوْبَهُ مِنَ الْغُرْفَةِ، وَإِذَا رَأَى أَحَدًا صَعَدَ فَأَخَذَ حَاجَتَهُ»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ جَهْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §قُلْتُ لِابْنِ صَائِدٍ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِيكَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ نَفْسِكَ فَقَالَ: كَانَ لِي تَبِيعَانِ مِنَ الْجِنِّ، أَحَدُهُمَا يَصْدُقُنِي وَالْآخَرُ يَكْذِبُنِي، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ ذَهَبَا عَنِّي "

ذكر ابن أبيرق

§ذِكْرُ ابْنِ أُبَيْرِقٍ

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ §رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ اسْتَوْدَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ، فَتَرَكَهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهَا ثُمَّ طَلَبَهَا، فَكَابَرَهُ بِهَا، فَخَوَّنَ الْيَهُودِيُّ الْأَنْصَارِيَّ، فَغَضِبَ لَهُ قَوْمُهُ فَمَضَوْا مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودِيَّ خَوَّنَ صَاحِبَنَا فَاعْذُرْهُ وَأَزْجِرْ عَنْهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَعَذَرَهُ وَزَجَرَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَاتِ كُلَّهَا فِيهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] ، يَقُولُ: بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَأُوحِيَ إِلَيْكَ، قَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، يَقُولُ: إِنْ تُبْتَ وَرَجَعْتَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْإِسْلَامِ تِيبَ عَلَيْكَ، فَأَبَى حَتَّى قُتِلَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ وَمَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} [النساء: 115] ، يَقُولُ: يُعَادِي الرَّسُولَ، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ

الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ §ابْنَ أُبَيْرِقٍ الظَّفَرِيَّ، كَانَ سَرَقَ دِرْعًا مِنْ يَهُودِيٍّ، فَأَخَذَهُ الْيَهُودِيُّ بِهَا، فَرَمَى بِهِ غَيْرَهُ، فَأَغْضَبَهُمْ ذَلِكَ فَقَالُوا: أَرَادَ أَنْ يُعَيِّرَ أَحْسَابَنَا، فَكَلَّمُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقُومَ بِعُذْرِهِ، فَلَمَّا رَجَعُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107] ، وَمَا ذُكِرَ فِيهَا مِنَ الشَّأْنِ قَالَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 112] ، فَلَوْ أَنَّهُ مَاتَ قُبِلَ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَكِنَّهُ حَمَى أَنْفَهُ فَخَرَجَ إِلَى قُرَيْشٍ فَلَبِثَ فِيهِمْ. ثُمَّ عَثَرُوا عَلَيْهِ قَدْ سَرَقَ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ، فَقَدَّمُوهُ فَقَتَلُوهُ "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ -[409]-، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: §كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَّا يُقَالُ لَهُمْ بَنُو أُبَيْرِقٍ: بَشِيرٌ وَبِشْرٌ وَمُبَشِّرٌ، وَكَانَ مُبَشِّرٌ رَجُلًا مُنَافِقًا، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ يَهْجُو بِهِ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يُنْحِلُهُ بَعْضَ الْعَرَبِ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا، فَإِذَا سَمِعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الشِّعْرَ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ إِلَّا هَذَا الرَّجُلُ الْخَبِيثُ فَقَالَ: [البحر الكامل] أَوَكُلَّمَا قَالَ الرِّجَالُ قَصِيدَةً ... أَضِمُوا وَقَالُوا: ابْنُ الْأُبَيْرِقِ قَالَهَا قَالَ: وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ فَاقَةٍ وَحَاجَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، وَكَانَ النَّاسُ إِنَّمَا طَعَامُهُمْ بِالْمَدِينَةِ التَّمْرُ وَالشَّعِيرُ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا -[410]- كَانَ لَهُ يَسَارٌ فَقَدِمَتْ ضَافِطَةٌ مِنَ الشَّامِ بِالدَّرْمَكِ ابْتَاعَ الرَّجُلُ مِنْهَا فَخَصَّ بِهِ نَفْسَهُ، فَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِنَّمَا طَعَامُهُمُ التَّمْرُ وَالشَّعِيرُ، فَقَدِمَتْ ضَافِطَةٌ مِنَ الشَّامِ فَابْتَاعَ عَمِّي رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ حِمْلًا مِنَ الدَّرْمَكِ فَجَعَلَهُ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، وَفِي الْمَشْرُبَةِ سِلَاحٌ لَهُ: دِرْعَانِ وَسَيْفَاهُمَا وَمَا يُصْلِحُهُمَا، فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنْ تَحْتِ اللَّيْلِ فَنُقِبَتِ الْمَشْرُبَةُ فَأُخِذَ الطَّعَامُ وَالسِّلَاحُ، فَلَمَّا أَتَانِي عَمِّي رِفَاعَةُ قَالَ: ابْنَ أَخِي، تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ عُدِيَ عَلَيْنَا مِنْ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَنُقِبَتْ مَشْرَبَتُنَا فَذُهِبَ بِطَعَامِنَا وَسِلَاحِنَا؟ قَالَ: فَتَحَسَّسْنَا فِي الدَّارِ وَسَأَلْنَا فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَا بَنِي أُبَيْرِقٍ اسْتَوْقَدُوا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَلَا نَرَى فِيمَا نَرَى إِلَّا عَلَى بَعْضِ طَعَامِكُمْ قَالَ: وَقَدْ كَانَ بَنُو أُبَيْرِقٍ قَالُوا، وَنَحْنُ نَسْأَلُ فِي الدَّارِ: وَاللَّهِ مَا نَرَى صَاحِبَكُمْ إِلَّا لَبِيدَ بْنَ سَهْلٍ، رَجُلٌ مِنَّا -[411]- لَهُ صَلَاحٌ وَإِسْلَامٌ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ لَبِيدٌ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَقَالَ: أَنَا أَسْرِقُ وَاللَّهِ لَيُخَالِطَنَّكُمْ هَذَا السَّيْفُ أَوْ لَتَبِينُ هَذِهِ السَّرِقَةُ، قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَوَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِصَاحِبِهَا، فَسَأَلْنَا فِي الدَّارِ حَتَّى لَمْ يُشَكَّ أَنَّهُمْ أَصْحَابُهَا فَقَالَ لِي عَمِّي: يَا ابْنَ أَخِي، لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتَ لَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ قَتَادَةُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلُ جَفَاءٍ عَمَدُوا إِلَى عَمِّي رِفَاعَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَنَقَبُوا مَشْرُبَةً لَهُ فَأَخَذُوا سِلَاحَهُ وَطَعَامَهُ، فَلْيَرُدُّوا عَلَيْنَا سِلَاحَنَا، فَأَمَّا الطَّعَامُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَنْظُرُ فِي ذَلِكَ» ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ بَنُو أُبَيْرِقٍ أَتَوْا رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ -[412]- أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ وَعَمَّهُ عَمَدُوا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلِ إِسْلَامٍ وَصَلَاحٍ يَرْمُونَهُمْ بِالسَّرِقَةِ مِنْ غَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلَا ثَبْتٍ قَالَ قَتَادَةُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «عَمَدْتَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ ذُكِرَ مِنْهُمْ إِسْلَامٌ وَصَلَاحٌ تَرْمِيهِمْ بِالسَّرِقَةِ عَنْ غَيْرِ ثَبْتٍ وَلَا بَيِّنَةٍ» قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ بَعْضِ مَالِي وَلَمْ أُكَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَأَتَانِي عَمِّي فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا صَنَعْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] : بَنِي أُبَيْرِقٍ، {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ} [النساء: 106] : أَيْ مِمَّا قُلْتَ لِقَتَادَةَ، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 23] ، {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 107] : أَيْ بَنِي أُبَيْرِقٍ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107] ، {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108] ، {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} ، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] : أَيْ لَوْ أَنَّهُمُ اسْتَغْفَرُوا -[413]- اللَّهَ لَغَفَرَ لَهُمْ، {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 112] : قَوْلُهُمْ لِلَبِيدٍ، {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 112] ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113] : يَعْنِي أُسَيْدًا وَأَصْحَابَهُ، {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113] ، {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّلَاحِ فَرَدَّهُ إِلَى رِفَاعَةَ قَالَ قَتَادَةُ: فَلَمَّا أَتَيْتُ عَمِّي بِالسِّلَاحِ، وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ إِسْلَامَهُ مَدْخُولًا قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ صَحِيحًا قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ لَحِقَ بَشِيرٌ بِالْمُشْرِكِينَ، فَنَزَلَ عَلَى سُلَافَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ شَهِيدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ {وَمَنْ يُشَاقِقِ -[414]- الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116] ، فَلَمَّا نَزَلَ عَلَى سُلَافَةَ رَمَاهَا حَسَّانُ بِأَبْيَاتِ شِعْرٍ، فَأَخَذَتْ رَحْلَهُ فَوَضَعَتْهُ عَلَى رَأْسِهَا ثُمَّ خَرَجَتْ فَرَمَتْ بِهِ فِي الْأَبْطَحِ، ثُمَّ قَالَتْ: أَهْدَيْتَ إِلَيَّ شِعْرَ حَسَّانَ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا يَثْبُتُ فِي صَدْرِي، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، (أو قالت) أهديت إليّ هجاء حسان فأخذت رحّله فألقته في البطحاء، فَخَرَجَ يَسِيرُ إِلَى الطَّائِفِ، فَذَهَبَ يَنْقُبُ بَيْتًا فَانْهَدَمَ عَلَيْهِ فَمَاتَ فَقَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: مَا كَانَ لِيُفَارِقَ مُحَمَّدًا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِ خَيْرٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَازِعُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأُمِّ الْوَلِيدِ قَالَا: §خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَسُرِقَتْ دِرْعٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، سَرَقَهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: ثَعْلَبَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ، فَظَهَرُوا عَلَى صَاحِبِ الدِّرْعِ، فَجَاءَ أَهْلُهُ فَقَالُوا: اعْذُرْ صَاحِبَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَجَاوَزْ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ اللَّهُ بِكَ هَلَكَ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ وَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُبْدِيَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107] إِلَى قَوْلِهِ: {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ §رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُ دِرْعٌ حَدِيدٌ فَسَرَقَهَا ابْنُ أَخٍ لَهُ، فَاتَّهَمَهُ فِيهَا وَطَلَبَهَا مِنْهُ، فَجَحَدَهَا

وَزَعَمَ أَنَّهُ بَرِيءٌ، فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَطْلُبَهَا مِنْهُ، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، وَاسْتَعَانَ الْفَتَى نَاسًا لِيَعْذِرُوهُ وَيَتَكَلَّمُوا دُونَهُ، فَلَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِرَدِّ الدِّرْعِ عَلَى عَمِّهِ، فَجَحَدَهُ وَأَبَى أَنْ يُقِرَّ بِهَا، فَعَذَرَهُ الْقَوْمُ وَتَكَلَّمُوا دُونَهُ حَتَّى كَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَ فِيهِ بَعْضَ مَا سَمِعَ مِنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] ، {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 106] ، {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107] ، {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيَّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108] ، {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} ، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] . قَالَ الْحَسَنُ: فَأَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ وَذَهَبَ بِالدِّرْعِ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ صَائِغٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لِمَ تَرْمُونَنِي بِالدِّرْعِ وَهِيَ تِلْكَ عِنْدَ فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ، فَأَتَوَا الْيَهُودِيَّ فَقَالَ: هُوَ أَتَانِي بِهَا فَدَفَعَهَا إِلَيَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 112] ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ

أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113] ، {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} ، فَلَمَّا رَأَى الْفَتَى أَنَّهُ قَدِ افْتُضِحَ ذَهَبَ مُرَاغَمًا حَتَّى لَحِقَ بِقَوْمٍ كُفَّارٍ، فَنَقَبَ عَلَى قَوْمٍ بَيْتًا لِيَسْرِقَهُمْ فَسَقَطَ عَلَيْهِ الْحَائِطُ فَقَتَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115] إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116] ، وَقَرَأَ الْآيَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ §هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ نَزَلَتْ فِي طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ، وَفِي مَا هَمَّ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ مِنْ عُذْرِهِ، فَقَصَّ اللَّهُ شَأْنَ طُعْمَةَ وَوَعَظَ نَبِيَّهُ، وَكَانَ طُعْمَةُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي ظَفَرٍ، سَرَقَ دِرْعًا لِعَمِّهِ كَانَتْ لَهُ وَدِيعَةً عِنْدَهُ، ثُمَّ قَدِمَهَا عَلَى يَهُودِيٍّ كَانَ -[418]- يَغْشَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ السَّمِيرِ، فَجَاءَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَتَفَ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَوْمُهُ بَنُو ظَفَرٍ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْذِرُوا صَاحِبَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهُمْ بِعُذْرِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهِ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107] ، ثُمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ وَعَشِيرَتِهِ: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} ، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111] ، {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 112] ، فَكَانَ طُعْمَةُ قَذَفَ بِهَا بَرِيئًا، فَلَمَّا بَيَّنَ اللَّهُ شَأْنَهُ عِنْدَهُ شَاقَّ وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ §-[419]- جِمَاعُ بُطُونِ الْأَنْصَارِ هَذَيْنِ الْبَطْنَيْنِ: الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَرْبٌ وَقِتَالٌ وَبَلَاءٌ شَدِيدٌ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاصْطَلَحُوا وَسَكَتُوا، فَكَانَ يَوْمًا رَجُلٌ مِنَ الْأَوْسِ وَرَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ جَالِسَيْنِ مَعَهُمَا يَهُودِيٌّ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُمَا أَيَّامَهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْحَرْبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ حَتَّى اسْتَبَّا وَاقْتَتَلَا وَدَعَا هَذَا قَوْمَهُ وَهَذَا قَوْمَهُ، فَخَرَجَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِي السِّلَاحِ، وَصَفَّ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَهُمْ فَجَعَلَ يَعِظُ بَعْضَ هَؤُلَاءِ وَبَعْضَ هَؤُلَاءِ حَتَّى رَجَعُوا وَوَضَعُوا السِّلَاحَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100] ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] . قَالَ: فَأُنْزِلَتْ هَذِي الْآيَاتُ فِي الْأَنْصَارِيَّيْنِ وَالْيَهُودِيِّ " حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ -[420]-، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ قَالَ: فَقَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ: {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103] قَالَ: فَذَكَّرَهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْحَرْبِ، ثُمَّ قَالَ: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]

حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا سَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا»

خبر خالد بن سنان

§خَبَرُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ -[421]- أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَايِعُ النِّسَاءَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تُبَايِعُهُ فَسَأَلَهَا: «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟» فَقَالَتْ: أَنَا بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَذِهِ بِنْتُ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ، أَمَرَهُمْ إِذَا هُمْ دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبِشُوا عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ حَيًّا، فَلَمْ يَفْعَلُوا، فَهَذِهِ ابْنَةُ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: جَاءَتْ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ الْعَبْسِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَرْحَبًا يَا ابْنَةَ أَخِي وَابْنَةَ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ: خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ لِقَوْمِهِ: أَنَا أُطْفِئُ عَنْكُمْ نَارَ الْحَدَثَانِ فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ، رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ: وَاللَّهِ مَا قُلْتَ لَنَا يَا خَالِدُ قَطُّ إِلَّا حَقًّا، فَمَا شَأْنُكَ وَشَأْنُ نَارِ الْحَدَثَانِ تَزْعُمُ أَنَّكَ تُطْفِئُهَا؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ مَعَ نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أَتَوْهَا وَهِيَ تَخْرُجُ مِنْ شَقِّ جَبَلٍ -[422]- مِنْ حَرَّةٍ يُقَالُ لَهَا: حَرَّةُ أَشْجَعَ قَالَ: فَخَطَّ لَهُمْ خُطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ أَبْطَأْتُ عَنْكُمْ فَلَا تَدْعُونِي بِاسْمِي قَالَ: فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ شُقْرٌ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِعَصَاهُ وَيَقُولُ بَدَّا بَدَّا، كُلُّ هُدًى مُؤَدَّى. زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنِّي لَا أَخْرُجُ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى، حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا الشِّعْبَ قَالَ: فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَخَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَهُ بِاسْمِهِ قَالَ: ادْعُوهُ بِاسْمِهِ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ قَالَ: فَدَعَوْهُ بِاسْمِهِ قَالَ: فَخَرَجَ وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِهِ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِي بِاسْمِي؟ قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُونِي، احْمِلُونِي وَادْفِنُونِي، فَإِنْ مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فَانْبِشُونِي، فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونِي حَيًّا، فَأُخْبِرُكُمْ بِمَا يَكُونُ قَالَ: فَدَفَنُوهُ، فَمَرَّتْ بِهِمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ، فَقَالُوا: نَنْبِشُهُ -[423]-، فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبِشَهُ فَقَالَ عُمَارَةُ: لَا تَحَدَّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبِشُ مَوْتَانَا، وَاللَّهِ لَا تَنْبِشُونَهُ أَبَدًا قَالَ: وَقَدْ كَانَ خَالِدٌ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ فِي عِكْمِ امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرٌ فَانْظُرُوا فِيهِمَا فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ مَا تُسْأَلُونَ عَنْهُ قَالَ: وَلَا تَمَسَّهُمَا حَائِضٌ. فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوهَا عَنْهُمَا فَأَخْرَجَتْهُمَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَهَبَ مَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ عِلْمٍ. قَالَ أَبُو يُونُسَ: فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: سُئِلَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§نَبِيٌّ أَضَاعَهُ قَوْمُهُ» قَالَ: وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: إِنَّ ابْنَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ، أَوْ بِنْتَ خَالِدٍ، أَتَى، أَوْ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي، أَوِ ابْنَةِ أَخِي»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَتِ الْمُحَيَّاةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَرْحَبًا بِابْنَةِ أَخِي، نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، يَقُولُ: §نَبِيٌّ فَرَّطَ فِيهِ قَوْمُهُ، سَالَتْ عَلَيْهِمْ نَارٌ مِنْ حَرَّةِ النَّارِ فِي نَاحِيَةِ خَيْبَرَ، وَالنَّاسُ فِي وَسَطِهَا، وَهِيَ تَأْتِي مِنْ نَاحِيَتَيْنِ جَمِيعًا، فَخَافَهَا النَّاسُ خَوْفًا شَدِيدًا فَقَالَ لَهُمُ الْعَبْسِيُّ: ابْعَثُوا مَعِي إِنْسَانًا حَتَّى أُطْفِئَهَا مِنْ أَصْلِهَا قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ رَاعِي غَنَمٍ، هُوَ ابْنُ رَاعِيَةٍ، حَتَّى جَاءَ غَارًا تَخْرُجُ مِنْهُ النَّارُ، ثُمَّ قَالَ الْعَبْسِيُّ لِلرَّاعِي: أَمْسِكْ ثَوْبِي، ثُمَّ دَخَلَ فِي الْغَارِ فَقَالَ: هَدْيًا هَدْيًا، كُلُّ هَدْيٍ مُؤَدًّى، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْغَنَمِ أَنِّي سَأَخْرُجُ وَثِيَابِي لَا تَنْدَى قَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ: [البحر الرجز] عُودِي بَدَا كُلُّ شَيْءٍ مُوَدَّى ... لَأَخْرُجَنَّ مِنْهَا وَجَسَدِي يَنْدَى حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِقَوْمِهِ الْأَدْنَيْنَ مِنْهُ: إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَمَرَّتْ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَإِنَّكُمْ سَتَنْظُرُونَ إِلَى حِمَارٍ يَأْتِي قَبْرِي فَيَبْحَثُ بِحَافِرِهِ وَجَحْفَلَتِهِ عَنِّي، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَانْبِشُونِي؛ فَإِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ عَبْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ، دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَنْ يُقِرُّوا لَهُ بِالنُّبُوَّةِ، فَأَبَوْا، وَكَانَتْ نَارٌ تُسْتَوْقَدُ فِي أَرْضٍ قَرِيبٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَبْسٍ فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ أَطْفَأْتُ لَكُمْ هَذِهِ النَّارَ أَتَشْهَدُونَ أَنِّي نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَأَخَذَ عَسِيبًا مِنْ نَخْلٍ رَطِبٍ فَدَخَلَ النَّارَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا بِالْقَضِيبِ وَهُوَ يَقُولُ: بِاسْمِ رَبِّ الْأَعْلَى، كُلُّ هَدَّى مُوَدَّى، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَّةِ الْمِعْزَى، أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى. فَمَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْعَسِيبُ إِلَّا انْطَفَأَ، فَأَطْفَأَهَا، وَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا فَكَذَّبُوهُ ثَانِيَةً فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي لَبِثْتُ أَيْ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي وَأَتَى عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَأْتُوا قَبْرِي، فَإِذَا عَرَضَتْ لَكُمْ عَانَةٌ مِنْ حُمُرِ وَحْشٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ فَانْبِشُونِي؛ فَإِنِّي أَقُومُ فَأُخْبِرُكُمْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَأَتَوَا الْقَبْرَ بَعْدَ ثَلَاثٍ، وَسَنَحَتْ لَهُمُ الْحُمُرُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِيرٌ تَتْبَعُهُ، فَقَامَ قَوْمُهُ مِنْ أَهْلِ

بَيْتِهِ وَبَنِي عَمِّهِ فَقَالُوا: لَا نَدَعُكُمْ تَنْبِشُونَ صَاحِبَنَا فَنُعَيَّرُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ وَلَدِهِ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ هِلَالٍ، وَالْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمَتْ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مُرَيْطَةَ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ، فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامًا كُنْتُ أَسْمَعُهُ مِنْ أَبِي قَالَ: «إِنَّ §أَبَاكِ كَانَ نَبِيًّا أَضَاعَهُ قَوْمُهُ، فَمَا أَوْصَاكُمْ بِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؟» قَالَتْ: قَالَ لَنَا: إِنَّكُمْ إِذَا دَفَنْتُمُونِي أَقْبَلَ عِيرٌ أَشْهَبُ يَقُودُ عَانَةً مِنَ الْحُمُرِ حَتَّى يَتَمَعَّكَ عِنْدَ قَبْرِي، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ أَنْحِتُونِي أُخْبِرْكُمْ بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَمَا بَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا دَفَنَّاهُ جَاءَ ذَلِكَ الْعِيرُ فِي تِلْكَ الْحَمِيرِ فَتَمَعَّكَ عِنْدَ قَبْرِهِ، فَهَمَّ بَعْضُنَا بِنَحْتِهِ فَقَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذًا تَكُونُ سُبَّةً عَلَيْنَا فَاتْرُكُوهُ، فَتَرَكْنَاهُ "

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ خُلَيْدٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: §بَعَثَ اللَّهُ خَالِدَ بْنَ سِنَانٍ نَبِيًّا إِلَى بَنِي عَبْسٍ، فَدَعَاهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِنْ دَعَوْتَ فَأَسَلْتَ هَذِهِ الْحَرَّةَ عَلَيْنَا نَارًا -

فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُخَوِّفُنَا بِالنَّارِ - اتَّبَعْنَاكَ , وَإِنْ لَمْ تُسِلْ نَارًا كَذَّبْنَاكَ , قَالَ: فَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، قَالُوا نَعَمْ قَالَ: فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِي وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِرِسَالَتِي إِلَّا بِأَنْ تُسِيلَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْحَرَّةُ نَارًا، فَأَسِلْهَا عَلَيْهِمْ نَارًا قَالَ: فَطَلَعَ مِثْلُ رَأْسِ الْحَرِيشِ، ثُمَّ عَظُمَتْ حَتَّى عَرَّصَتْ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ، فَسَالَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا خَالِدُ، ارْدُدْهَا؛ فَإِنَّا مُؤْمِنُونَ بِكَ، فَتَنَاوَلَ عَصًا ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَدَخَلَ فِيهَا فَضَرَبَهَا بِالْعَصَا وَيَقُولُ: هَدَّا هَدَّا كُلُّ خَرْجٍ مُؤَدَّى، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْهَا وَجَبِينِي يَنْدَى، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهَا حَتَّى رَجَعَتْ. قَالَ: فَرَأَيْتُنَا نُعَشِّي الْإِبِلَ عَلَى ضَوْءِ نَارِهَا ضِلْعَا الرَّبَذَةِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَلَاثُ لَيَالٍ "

حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ يَسَارٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَشْيَخَةٌ، مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ أَبِي قَالُوا: §قَالَ خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ: يَا بَنِي عَبْسٍ، إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ أَنْ تَغْلِبُوا الْعَرَبَ وَلَا تَغْلِبَنَّكُمْ فَخُذُوا

هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَاحْمِلُوهَا، فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوًّا فَاطْرَحُوهَا بَيْنَكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَزَالُونَ غَالِبِينَ مَا كَانَتِ الصَّخْرَةُ مَعَكُمْ، وَاسْمُ الصَّخْرَةِ: رِمَاسُ، فَحَمَلَتْهَا بَنُو عَبْسٍ يَتَعَاقَبُونهَاَ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَرْبُ سَعَى بِهَا الْغُلَامُ الشَّابُّ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ حَرْبٌ كَانَ جَهْدُهَا أَنْ يُقِلَّهَا أَرْبَعُونَ رَجُلًا قَالَ: فَدَارَ حَمْلُهَا يَوْمًا عَلَى بَنِي بِجَادٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فَقَالَ لَهُمْ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: يَا بَنِي عَبْسٍ، أَمَا تَعْرِفُنَا الْعَرَبُ إِلَّا بِصَخْرَةٍ وَرَّثَنَاهَا خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ؟ أَلْقُوهَا فَلَا تَحْمِلُوهَا، فَحَفَرُوا لَهَا حَفِيرًا مِنَ الْأَرْضِ فَدَفَنُوهَا، فَلَقِيَتْهُمْ بَنُو فَزَارَةَ فَقَتَلُوهُمْ، فَكَرُّوا يُطَلِّعُونَ الصَّخْرَةَ، فَلَمَّا حَفَرُوا عَنْهَا صَارَتْ عَلَيْهِمْ نَارًا، فَتَرَكُوهَا فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهَا فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ يَهْجُوهُمْ: [البحر الكامل] لَعَنَ الْإِلَهُ بَنِي بِجَادٍ إِنَّهُمْ ... لَا يُصْلِحُونَ وَمَا اسْتَطَاعُوا أَفْسَدُوا بُرُدُ الْحَمِيَّةِ وَاحِدٌ مَوْلَاهُمُ ... جُمُدٌ عَلَى مَنْ لَيْسَ فِيهِ مُجْمَدُ "

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أُسَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَعَنْ شُعَيْبٍ الْجُبَّائِيِّ -[429]- قَالَ: " قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَافِدٌ مِنْ عَبْسٍ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَأَخْبَرَنِي مَنْظُورُ بْنُ طَلْحَةَ، أَنَّهُ الْحَارِثُ بْنُ جُزَيٍّ الْعَبْسِيُّ، ثُمَّ رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ لِي بِقَوْمِكَ؟» قَالَ: أَنَا لَكَ بِهِمْ، وَهَذِهِ فَرَسِي رَهْنٌ حَتَّى آتِيَ بِهِمْ قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى قَوْمِهِ: فَنَزَلَ بِضَلِيعٍ فَدَعَاهُمْ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَنَاشَدَهُمْ فَأَبَوْا فَقَالَ: [البحر الوافر] خُذُوا مَا قَالَ صَاحِبُكُمْ فَإِنِّي ... لِمَا فَعَلَتْ بَنُو عَبْسٍ بَصِيرُ فَهُمْ دَفَنُوا الرِّمَاسَ فَأَعْقَبَتْهُمْ ... مَخَازِي مَا تَعِبُّ وَلَا تَطِيرُ فَلَمَّا غَابَ غَيُّهُمْ تَنَاهَوْا ... وَقَدْ بَانَتْ لِمُبْصِرِهَا الْأُمُورُ فَكَرُّوا نَادِمِينَ يَنْحِتُوهَا ... فَفَاجَأَهُمْ لَهَا لَهَبٌ سَعِيرُ

حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ، رَئِيسُ بَنِي عَبْسٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا مِنْ بَنِي عَبْسٍ انْتَجَعُوا عَيْنًا حَتَّى نَظَرُوا إِلَى مَوَاقِفَ وَضَعُوهَا فِي جُدُرِهَا وَقَالُوا: امْضُوا فَتَمَكَّنُوا فِي الرَّتْعِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعُوا فَلَمْ يَجِدُوهَا، فَأَتَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ: نِيَارُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَأَذَاعَ أَنَّهُ تَنَبَّأَ كَذَلِكَ وَقَالَ: أَنَا أُخْرِجُهَا لَكُمْ، وَقَالَ: هِيَ رِمَاسُ، وَأَنْ -[430]- لَا يُزَاغَ إِلَّا بِأَطْرَافِ الْقِيَاسِ، فَلَمْ يَظْفُرُوا بِهَا، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ: «§أَمَّا خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ فَنَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ، وَأَمَّا نِيَارٌ فَكَاذِبٌ لَعَنَهُ اللَّهُ» فَقَالَ فِي ذَلِكَ مِنْجَابٌ أَحَدِ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَخْزُومٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ مِنْقَارًا: [البحر البسيط] أَمَّا نِيَارٌ فَإِنَّ اللَّهَ يَلْعَنُهُ ... وَكُلُّ مَنْ يَلْعَنُ الرَّحْمَنُ فِي النَّارِ

قَالَ زُرَيْقُ بْنُ حُسَيْنٍ: وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا مِنْهُمْ أَبِي يُحَدِّثُنِي عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §نَارَ الْحَدَثَانِ خَرَجَتْ بِالْحَرَّةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: حَرَّةُ النَّارِ، حَتَّى كَانَتِ الْإِبِلُ تَغْشَاهُ بَعْدَهَا بِقَدْرِ مَسِيرَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأَنَّ خَالِدَ بْنَ سِنَانٍ خَرَجَ إِلَيْهَا يَضْرِبُهَا بِسَوْطِهِ حَتَّى رَجَعَتْ مِنَ الشَّقِّ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَثِيَابَهُ تَنْدَى، لَمْ يُصِبْهُ وَلَا ثِيَابَهُ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهُوَ يَقُولُ لِرَجُلٍ زَجَرَهُ عَنْهَا: كَذَبْتَ ابْنَ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى، لَأَخْرُجَنَّ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى "

حَدَّثَنِي مَنْ، أُصَدِّقُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَزْءِ بْنِ شَيْطَانِ بْنِ حُذَيْمِ بْنِ جُزَيْمَةَ بْنِ رَوَاحِلَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ: كَانَتْ بِأَرْضِ الْحِجَازِ نَارٌ يُقَالُ لَهَا: نَارُ الْحَدَثَانِ

حَرَّةٌ بِأَرْضِ بَنِي عَبْسٍ، تَعْشَى الْإِبِلُ بِضَوْئِهَا مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ، وَرُبَّمَا خَرَجَ مِنْهَا الْعُنُقُ فَذَهَبَ فِي الْأَرْضِ فَلَا يُبْقِي شَيْئًا إِلَّا أَكَلَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَكَانِهِ، وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ إِلَيْهَا خَالِدَ بْنَ سِنَانِ بْنِ غَيْثِ بْنِ مُرَيْطَةَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ، إِنَّ §اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُطْفِئَ هَذِهِ النَّارَ الَّتِي قَدْ أَضَرَّتْ بِكُمْ، فَلْيَقُمْ مَعِي مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ قَالَ أُبَيٌّ: فَكَانَ ابْنُ عُمَارَةَ الَّذِي قَامَ مَعَهُ مِنْ جُزَيْمَةَ قَالَ: فَخَرَجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّارِ فَخَطَّ خَطًّا عَلَى مَنْ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ يَخْرُجَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ هَذَا الْخَطِّ فَيَحْتَرِقَ، وَلَا يُنَوِّهَنَّ بِاسْمِي فَأَهْلِكَ قَالَ: فَخَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَأَحْدَقَ بِنَا حَتَّى جَعَلَنَا فِي مِثْلِ كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَجَعَلَ يَدْنُو مِنَّا حَتَّى كَادَ يَأْخُذُ بِأَفْوَاهِنَا، فَقُلْتُ: يَا خَالِدَ، أَهْلَكْتَنَا آخِرَ الدَّهْرِ فَقَالَ: كَلَّا، وَجَعَلَ يَضْرِبُهَا وَيَقُولُ: بَدَّا بَدَّا، كُلُّ هُدًى لِلَّهِ مُؤَدَّى، حَتَّى عَادَتْ مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ، وَخَرَجَ يَتَّبِعُهَا حَتَّى أَلْجَأَهَا فِي بِئْرٍ فِي وَسَطِ الْحَرَّةِ مِنْهَا تَخْرُجُ النَّارُ، فَانْحَدَرَ فِيهَا خَالِدٌ وَفِي يَدِهِ دِرَّةٌ فَإِذَا هُوَ بِكِلَابٍ تَحْتَهَا فَرَضَّهُنَّ بِالْحِجَارَةِ، وَضَرَبَ النَّارَ حَتَّى أَطْفَأَهَا اللَّهُ عَلَى يَدِهِ. وَمَعَهُمُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ

: عُرْوَةُ بْنُ سِنَانِ بْنِ غَيْثٍ، وَأُمُّهُ رَقَاشُ بِنْتُ صَبَاحٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: هَلَكَ خَالِدٌ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ يَنْطِفَانِ مَاءً مِنَ الْعَرَقِ، وَهُوَ يَقُولُ: بَدَّا بَدَّا، كُلُّ هُدًى لِلَّهِ مُؤَدَّى، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَنَا خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ، كَذَبَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى، لَأَخْرُجَنَّ مِنْهَا وَجِلْدِي يَنْدَى، فَسُمِّيَ بَنُو عُرْوَةَ بِبَنِي رَاعِيَةِ الْمِعْزَى، فَهُوَ اسْمُهُمْ إِلَى الْيَوْمِ، ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا جَمَعَ عَبْسًا فَقَالَ: يَا عَشِيرَتَاهُ، احْفِرُوا بِهَذَا الْقَاعِ، فَحَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا حَجَرًا فِيهِ خَطٌّ دَقِيقٌ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] السُّورَةُ كُلُّهَا فَقَالَ: احْفَظُوا هَذَا الْحَجَرَ؛ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ سَنَةٌ أَوْ قَحِطْتُمْ فَأَخْمِرُوهُ بِثَوْبٍ ثُمَّ أَخْرِجُوهُ؛ فَإِنَّكُمْ تُسْقَوْنَ مَادَامَ مُخَمَّرًا. فَكَانُوا إِذَا قَحِطُوا أَخْرَجُوهُ فَخَمَّرُوهُ بِثَوْبٍ، فَلَمْ يَزَالُوا يُمْطَرُونَ مَادَامَ مُخَمَّرًا، فَإِذَا كَشَفُوهُ أَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صَاحِبَتِي هَذِهِ حُبْلَى فِي كَذَا وَكَذَا، تَلِدُ فِي كَذَا وَكَذَا، فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ سَمِيَتْ مِنْ نِعَمِ الْمَوْلُودِ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا؛ فَإِنَّهُ سَيَشْهَدُ مَشَاهِدَ أَوْلَدَتْ مُجَاهِدًا، وَهُوَ أُحَيْمِرُ كَالدُّرَةِ، نَفَعَ مَوْلَاهُ مِنَ الْمَضَرَّةِ، نِعْمَ فَارِسُ الْكَرَّةِ، وَلَا تُصِيبَنَّكُمْ جَائِحَةٌ مِنْ عَدُوٍّ وَلَا سَنَةٍ مَا كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ. فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: احْفِرُوا لِي عَلَى هَذِهِ الْأَكَمَةِ، ثُمَّ ادْفِنُونِي ثُمَّ ارْقُبُونِي ثَلَاثًا، فَإِذَا مَرَّتْ بِكُمْ عَانَةٌ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فَاسْتَافَ الْقَبْرَ فَأَطَافَ بِهِ فَانْبِشُونِي تَجِدُونِي حَيًّا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَكُونُ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ حَيْثُ قَالَ لَهُمْ، ثُمَّ مَكَثُوا أَيَّامًا ثَلَاثَةً فَإِذَا

الْحِمَارُ كَمَا وَصَفَ، فَأَرَادُوا نَبْشَهُ فَقَالَ بَنُو عَبْسٍ: وَاللَّهِ لَا نَنْبِشُ مَوْتَانَا فَتَسُبَّنَا بِهِ الْعَرَبُ، فَلَمَّا أَسْرَعَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ سَلِيطُ بْنُ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُزَيْمَةَ فَقَالَ: دَعُوا نَبْشَ هَذَا الرَّجُلِ يَصْلُحْ لَكُمْ حَالُكُمْ، وَتَسْلَمْ لَكُمْ دِمَاؤُكُمْ، فَأَجَابُوهُ. وَقَدِمَ ابْنُهُ مَرَّةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْعَدَهُ مَعَهُ وَقَالَ: «إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، ابْنَ نَبِيٍّ أَضَاعَهُ قَوْمُهُ» ، وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَتَهُ مُحَيَّاةَ هِيَ الَّتِي أَتَتْهُ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ وَقَالَ: «إِلَيَّ يَا ابْنَةَ أَخِي، ابْنَةَ نَبِيٍّ أَضَاعَهُ قَوْمُهُ»

ذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم

§ذِكْرُ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ -[434]- يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا ذَنْبٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ -[435]- ذَا ذَنْبٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدُ الْغَدِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا ذَنْبٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ» ، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ، وَلَا وَاللَّهِ لَا تَأْتِيكُمُ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[436]-، فَأَخَذَتْ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ لَا يَشْعُرُونَ مَنْ هُوَ حَتَّى أَتَوْا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَنْ أَخَذْتُمْ؟» قَالُوا: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «هَذَا ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، هَذَا سَيِّدُ حَنِيفَةَ وَفَارِسُهَا - وَكَانَ رَجُلًا عَلِيلًا - أَحْسِنُوا إِسَارَهُ» ، وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: اجْمَعُوا مَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ طَعَامِكُمْ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْهِ، وَأَمَرَ بِلِقْحَةٍ لَهُ يُغْدَى بِهَا عَلَيْهِ وَيُرَاحُ، فَلَا يَقَعُ مِنْ ثُمَامَةَ مَوْقِعًا، وَيَأْتِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ ذَلِكَ فَيَقُولُ: «§إِيهًا يَا ثُمَامَةُ» ، فَيَقُولُ: إِيهًا يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُرِدِ الْفِدَاءَ فَسَلْ مَالًا مَا شِئْتَ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ» ، فَلَمَّا أَطْلَقُوهُ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الصَّوْرَيْنِ فَتَطَهَّرَ بِأَحْسَنِ طَهُورِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَبَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا أَمْسَى جَاءُوا بِمَا كَانُوا يَأْتُونَهُ مِنْ طَعَامٍ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا، وَجَاءُوا بِاللِّقْحَةِ فَلَمْ يُصِبْ مِنْ حِلَابِهَا إِلَّا يَسِيرًا، فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ: «مَا يَعْجَبُونَ مِنْ رَجُلٍ أَكَلَ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فِي مِعَاءِ كَافِرٍ، وَأَكَلَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فِي مِعَاءِ مُسْلِمٍ -[437]-، الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَأَبُو زُمَيْلٍ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذُوا ثُمَامَةَ وَهُوَ طَلِيقٌ، وَأَخْذُوهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ بَنِي قُشَيْرٍ، فَجَاءُوا بِهِ أَسِيرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُوثَقٌ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُجِنَ، فَحَبَسَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي السِّجْنِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَقَالَ: " §يَا ثُمَامَةُ، إِنِّي فَاعِلٌ بِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِنِّي قَاتِلُكَ، أَوْ تَفْدِي نَفْسَكَ، أَوْ نَعْتِقُكَ " قَالَ: إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَإِنْ تُفَادِي فَلَكَ مَا شِئْتَ، وَإِنْ تُعْتِقْنِي تُعْتِقْ شَاكِرًا , قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ أَعْتَقْتُكَ» قَالَ: فَأَنَا عَلَى أَيِّ دِينٍ شِئْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَأَتَيْتُ الْمَرْأَةَ الَّتِي كُنْتُ مُوثَقًا عِنْدَهَا فَقُلْتُ: كَيْفَ الْإِسْلَامُ؟ فَأَمَرَتْ لِي بِصَحْفَةِ مَاءٍ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ عَلَّمَتْنِي مَا أَقُولُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَلَا تَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ تَمْرَةٌ وَلَا بُرَّةٌ أَبَدًا أَوْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَكَتَبَ الْمُشْرِكُونَ

مِنْ مَكَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ بِاللَّهِ وَبِالرَّحِمِ أَنْ لَا يَحْبِسَ الطَّعَامَ عَنْ مَكَّةَ حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ، فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا ثُمَامَةُ، لَا يَثْأَرُ الْمُسْلِمُ بِالْكَافِرِ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَمَنْ أَقَرَّ مِنْهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَاتَّبَعَكَ فَانْطَلِقْ إِلَى بَنِي قُشَيْرٍ وَلَا تُقَاتِلْهُمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ بَايَعُوكَ حُرِّمَتْ عَلَيْكَ دِمَاؤُهُمْ، وَإِنْ لَمْ يُبَايِعُوكَ فَقَاتِلْهُمْ» . فَدَعَا قَوْمَهُ فَأَسْلَمُوا مَعَهُ، ثُمَّ غَزَا بَنِي قُشَيْرٍ فَثَأَرَ بِابْنِهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ الْحَنَفِيِّ يُؤْتَى بِهِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَأَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَصَابَهُ بِنَخْلَةٍ فَأَسَرَهُ وَجَاءَ بِهِ، ثُمَّ رَجَعَ حَدِيثُ ابْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: فَرُبِطَ إِلَى سَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: إِلَى السَّارِيَةِ الَّتِي ارْتَبَطَ إِلَيْهَا أَبُو لُبَابَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُ فَقَالَ: «§يَا ثُمَامُ، مَا تَظُنُّ أَنِّي فَاعِلٌ بِكَ؟» قَالَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ -[439]- تَسَلْ مَالًا تُعْطَهْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ أُعَلِّقُ فِي نَفْسِهِ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ الْفِدَاءَ، فَوَاللَّهِ لَأَكْلَةٌ مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ، ثُمَّ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَائِحًا فَأَعَادَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ الْأَوَّلَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ، ثُمَّ أَعَادَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ فَرَدَّ عَلَيْهِ جَوَابَهُ الْأَوَّلَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَقَهُ، فَخَرَجَ ثُمَامَةُ إِلَى الْمَنَاصِعِ فَاغْتَسَلَ وَرَحَضَ ثَوْبَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ كَتَبَ أَبُو ثُمَامَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَرْبٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَادَّةُ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ الْيَمَامَةِ: أَمَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يَأْتِيَنَّكُمْ طَعَامٌ وَلَا حَبَّةٌ مِنْ قِبَلِ الْيَمَامَةِ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِأَهْلِ مَكَّةَ حَتَّى كَتَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ حَرْبٌ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي ثُمَامَةَ، أَنْ لَا تَقْطَعْ عَنْهُمْ مَوَادَّهُمُ الَّتِي كَانَتْ تَأْتِيهِمْ. فَفَعَلَ "

(غزوة ذى قرد) حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَتِ الْعَضْبَاءُ لِرَجُلٍ مِنْ عَقِيلٍ، وَكَانَتْ مِنْ سَوَابِقِ الْحَاجِّ، فَأُعْسِرَ الرَّجُلُ وَأُخِذَتِ الْعَضْبَاءُ مِنْهُ، فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي وَثَاقٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلَامَ تَأْخُذُونَنِي وَتَأْخُذُونَ سَابِقَةَ الْحَاجِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَأْخُذُكَ بِجَرِيرَةِ قَوْمِكَ وَحُلَفَائِكَ ثَقِيفٍ» قَالَ: وَكَانَتْ ثَقِيفٌ قَدْ أَسَرُوا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِيمَا قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ» قَالَ: وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي -[441]- جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وَإِنِّي ظَمْآنُ فَاسْقِنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ حَاجَتُكَ» ، فَفُدِيَ بِالرَّجُلَيْنِ، وَحَبَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَضْبَاءَ لِرَحْلِهِ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَذَهَبُوا بِهِ، وَكَانَتِ الْعَضْبَاءُ فِيهِ وَأَسَرُوا امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَرَاحُوا إِبِلَهُمْ بِأَفْنِيَتِهِمْ، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ لَيْلًا بَعْدَمَا نُوِّمُوا، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا أَتَتْ عَلَى بَعِيرٍ رَغَا حَتَّى أَتَتْ عَلَى الْعَضْبَاءِ، فَأَتَتْ عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ مُجَرَّبَةٍ، فَرَكِبَتْهَا، ثُمَّ وَجَّهَتْهَا قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَنَذَرَتْ إِنِ اللَّهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا، فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ عُرِفَتِ النَّاقَةُ وَقِيلَ: نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَذْرِهَا، وَأَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: «بِئْسَ مَا جَزَتْهَا، أَوْ بِئْسَ مَا جَزَيْتِيهَا، نَذَرَتْ إِنِ اللَّهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا» ، ثُمَّ قَالَ: «§لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» قَالَ عَفَّانُ: وَقَالَ لِي وُهَيْبٌ: كَانَتْ ثَقِيفٌ حُلَفَاءَ بَنِي عَقِيلٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: وَزَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَكَانَتِ الْعَضْبَاءُ إِذَا جَاءَتْ لَا تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ وَلَا نَبْتٍ " حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، بِنَحْوِهِ، وَزَادَ: فَفَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّجُلَيْنِ

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ، ثُمَّ فَدَاهُ بِالرَّجُلَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَانَ مَرْوَانُ بْنُ قَيْسٍ الدَّوْسِيُّ خَرَجَ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِإِبِلٍ لِثَقِيفٍ فَاطَّرَدَهَا، فَأَغَارَتْ ثَقِيفٌ فَأَخَذَتِ ابْنَهُ وَامْرَأَتَيْنِ لَهُ وَإِبِلًا، فَلَمَّا طَفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حُنَيْنٍ يُرِيدُ الطَّائِفَ شَكَا إِلَيْهِ مَرْوَانُ مَا فَعَلَتْ بِهِ ثَقِيفٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنْ كَانَ قَالَهُ: «§خُذْ أَوَّلَ غُلَامَيْنِ تَلْقَاهُمَا مِنْ هَوَزِانَ» فَأَخَذَ أُبَيَّ بْنَ مَالِكٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ سَلَمَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرٍ، وَالْآخَرُ

حَيْدَةُ أَحَدُ بَنِي الْجَرِيشِ، فَأَتَى بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسَبَهُما فَقَالَ لِأُبَيٍّ: «أَمَّا هَذَا فَإِنَّ أَخَاهُ يَزْعُمُ وَيُزْعَمُ لَهُ أَنَّهُ فَتَى أَهِلِ الْمَشْرِقِ، كَيْفَ قَالَ الْقَائِلُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟» قَالَ: فَقَالَ: [البحر البسيط] إِنَّ نَهِيكًا أَبَى إِلَّا خَلِيقَتَهُ ... حَتَّى تَزُولَ جِبَالُ الْحَرَّةِ السُّودِ قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَالشِّعْرُ لِنَهِيكٍ، وَقِيلَ: هَذَا الْبَيْتُ مِنْهُ: يَا خَالُ دَعْنِي وَمَالِي مَا فَعَلْتُ بِهِ ... وَخُذْ نَصِيبَكَ مِنِّي إِنَّنِي مُودِي وَأَمَّا هَذَا - لِابْنِ حَيْدَةَ - فَإِنَّهُ مِنْ قَوْمٍ صَلِيبٌ نَسَبُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ، اشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِمَا حَتَّى تُؤَدِّيَ إِلَيْكَ ثَقِيفٌ أَهْلَكَ

وَمَالَكَ قَالَ أُبَيٌّ: يَا مُحَمَّدُ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَرَجْتَ تَضْرِبُ رِقَابَ النَّاسِ عَلَى الْحَقِّ؟ قَالَ: «بَلَى» قَالَ: فَأَنْتَ وَاللَّهِ أَوْلَى بِثَقِيفٍ مِنِّي، شَارَكْتَهُمْ فِي الدَّارِ الْمَسْكُونَةِ، وَالْأَمْوَالِ الْمَعْمُورَةِ، وَالْمَرْأَةِ الْمَنْكُوحَةِ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ أَوْلَى بِهِمْ مِنِّي، أَنْتَ أَخُوهُمْ فِي الْعَصَبِ، وَحَلِيفُهُمْ بِاللَّهِ مَا دَامَ الصَّالِفُ مَكَانَهُ، وَلَنْ يَزُولَ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ» ، وَقَالَ لِمَرْوَانَ: «اجْلِسْ إِلَيْهِمَا» ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، فَأَجَازَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِلَالًا بِأَلَّا يُغْلِقَ عَلَيْهِمَا، فَجَاءَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيُّ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الدُّخُولِ عَلَى ثَقِيفٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَلَّمَهُمْ فِي أَهْلِ مَرْوَانَ وَمَالِهِ، فَوَهَبُوهُ لَهُ، فَدَفَعَهُ إِلَى مَرْوَانَ فَأَطْلَقَ الْغُلَامَيْنِ، فَعَتَبَ الضَّحَّاكُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ فَقَالَ يَذْكُرُ بَلَاءَهُ عِنْدَهُ: [البحر الطويل] أَتَنْسَى بَلَائِي يَا أُبَيُّ بْنَ مَالِكٍ ... غَدَاةَ الرَّسُولُ مُعْرِضٌ عَنْكَ أَشْوَسُ يَقُودُكَ مَرْوَانُ بْنُ قَيْسٍ بِحَبْلِهِ ... ذَلِيلًا كَمَا قِيدَ الذَّلُولُ الْمُخَيَّسُ فَعَادَتْ عَلَيْكَ مِنْ ثَقِيفٍ عِصَابَةٌ ... مَتَى يَأْتِهِمْ مُسْتَقْبِسُ الشَّرِّ يَقْبِسُوا

وَيُقَالُ: إِنَّ نَهِيكًا رَكِبَ إِلَى ثَقِيفٍ فَكَلَّمَهُمْ، وَإِنَّهُ قَالَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِأَخِيهِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ وَمَنْ مَعَهُمَا: [البحر الطويل] وَكَانُوا هُمُ الْمَوْلَى فَنَادَوْا بِحِلْمِهِمْ ... عَلَيْكَ وَقَدْ كَادَتْ بِكَ النَّفْسُ تَيْأَسُ لَعَمْرُو أَبِيكَ يَا أُبَيُّ بْنَ مَالِكٍ ... لِغَيْرِ الَّذِي تَأْتِي مِنَ الْأَمْرِ أَكْيَسُ

(سرية أبي قتادة رضي الله عنه إلى بطن إضم) حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ، وَأَبَا قَتَادَةَ، وَمُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ، سَرِيَّةً إِلَى إِضَمَ -[446]- قَالَ: فَلَقِيَنَا عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ، فَحَيَّاهُمْ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، فَكَفَّ أَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو حَدْرَةَ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ، فَسَلَبَهُ بَعِيرًا لَهُ وَمُتَيْعًا وَرَطْبًا مِنْ لَبَنٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا أَخْبَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §قَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ؟ " وَنَزَلَ الْقُرْآنُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسَتْ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} [النساء: 94]

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةِ بْنِ سَعْدٍ الضُّمَرِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ -[447]- عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَجَدِّهِ، وَقَدْ كَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الظُّهْرِ فَقَامَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ فَقَعَدَ فِيهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيِّ، وَهُوَ سَيِّدُ قَيْسٍ، وَجَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَرُدُّ عَنْ دَمِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ خِنْدِفَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْمِ عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ: «§هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِنَّا الْآنَ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ؟» فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ: لَا وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحُزْنِ مِثْلَ مَا أَذَاقَ نِسَائِي، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ، وَهُوَ -[448]- الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجِدُ لِهَذَا الْقَتِيلِ مَثَلًا فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَتْ أُولَاهَا وَنَفَرَتْ أُخْرَاهَا، اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا خَمْسِينَ بَعِيرًا الْآنَ وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟» فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَضُوا بِالدِّيَةِ فَقَالَ قَوْمُ مُحَلِّمٍ: ايتُوا بِهِ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبُ اللَّحْمِ فِي حُلَّةٍ قَدْ تَهَيَّأَ لِلْقَتْلِ فِيهَا، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ، اللَّهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ» قَالَ: فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ: زَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّهُ اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ " حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ زِيَادُ بْنُ ضُمَيْرَةَ: وَقَالَ: فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ جَيْشًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوْا قَوْمًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَحَمَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَتَلَهُ قَالَ خَالِدٌ: فَحَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّهُ كَانَ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ الَّذِي حَمَلَ عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَتَلَهُ، فَجَاءَ قَوْمُهُ، وَأَسْلَمُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ قَتَلَ صَاحِبَنَا بَعْدَمَا قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَالَ: " أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا فَقَالَ: «§فَلَوْلَا شَقَقَتْ عَنْ قَلْبِهِ لِتَعْلَمَ ذَاكَ» قَالَ: فَكُنْتُ أَعْلَمُهُ قَالَ: «فَلِمَ قَتَلْتَهُ؟» ثُمَّ قَالَ: «أَنَا آخِذٌ مَنْ أَخَذَ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاقْعُدْ لِلْقَصَاصِ» ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ فُرْسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَ قَوْمَهُ فَأَعْطَاهُمُ الدِّيَةَ، وَأَعْطَاهُمْ مُحَلِّمٌ دِيَةً أُخْرَى، فَأَخَذُوا دِيَتَيْنِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ

بْنِ ذُؤَيْبٍ الْكَعْبِيِّ قَالَ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَلَقُوا الْمُشْرِكِينَ فِي إِضَمٍ أَوْ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، وَغَشِيَ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيُّ عَامِرَ بْنَ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيَّ، فَلَمَّا لَحِقَهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَلَمْ يَنْتَهِ بِكَلِمَتِهِ حَتَّى قَتَلَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى مُحَلِّمٍ فَقَالَ: " §أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ قَالَهَا فَإِنَّمَا يَعُوذُ بِهَا وَهُوَ كَافِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا ثَقَبْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟ قَالَ: يُرِيدُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّمَا كَانَ يُعْرِبُ عَنِ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ قَالَ ابْنُ سَمْعَانَ: وَإِنَّهُ قَتَلَهُ مُحَلِّمٌ رَغْبَةً فِي سِلَاحِهِ، وَفِيهِ أُنْزِلَتِ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] . قَالَ الْوَلِيدُ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَكَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ فِي قَتْلِ مِرْدَاسٍ الْفَدَكِيِّ "

قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْوَزِيرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي قَاتِلِ مِرْدَاسٍ الْفَدَكِيِّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} [النساء: 94] قَالَ: كُنْتُمْ كُفَّارًا حَتَّى مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ بِالْإِسْلَامِ -[451]-، {فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 94] قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فِيمَا حُدِّثْنَا، فِي مِرْدَاسٍ، رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا عَلَيْهِمْ غَالِبٌ اللَّيْثِيُّ إِلَى أَهْلِ فَدَكٍ، فَبَرَزَ أَهْلُ مِرْدَاسٍ فِي الْجَبَلِ وَصَبَّحَتْهُ الْخَيْلُ غُدْوَةً، وَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُسْلِمٌ، وَإِنِّي غَيْرُ مُتَّبِعِكُمْ. فَفَرَّ أَهْلُهُ فِي الْجَبَلِ، فَلَقِيَتْهُ الْخَيْلُ غُدْوَةً، فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا كُلَّ مَا مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهِ {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] قَالَ: لِأَنَّ تَحِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ السَّلَامُ، بِهَا يَتَعَارَفُونَ، وَيَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ: الَّذِي قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، فَطُلِبَ بِدَمِهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَوَكِيعٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ؟ " فَقَالَ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَ مُتَعَوِّذًا قَالَ: «أَفَلَا شَرَحْتَ عَنْ صَدْرِهِ؟» قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِمْ، فَعَرَفُوا فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهَةَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِمَا حَتَّى رَضِيَا بِالدِّيَةِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمَا قَدْ رَضِيَا بِالدِّيَةِ قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا عَلَى السِّقَايَةِ، وَقَالَ: دَنَّاهُ مِنْهَا "

(غزوة الخندق) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ مَكَّةَ فَقَالَتْ لَهُمْ قُرَيْشٌ: أَنْتُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ وَأَهْلُ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونَا عَنَّا وَعَنْ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: مَا أَنْتُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: " §نَحْنُ نَنْحَرُ الْكَوْمَاءَ، وَنَفُكُّ الْعَنَاءَ، وَنَسْقِي اللَّبَنَ عَلَى الْمَاءِ , وَنَسْقِي الْحَجِيجَ، وَنَصِلُ الْأَرْحَامَ، قَالُوا: فَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: صُنْبُورٌ، قَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاتَّبَعَهُ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بَنُو غِفَارٍ، فَنَحْنُ أَهْدَى سَبِيلًا أَمْ مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: أَنْتُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51] "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] ، §يَعْنُونَ بِذَلِكَ الْيَهُودَ، جَعَلُوا كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ وَحُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ حَكَمَيْنِ، مَا حَكَمَا مِنْ شَيْءٍ خِلَافَ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ رَضُوا بِهِ، وَتَرَكُوا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَهُمْ، فَزَعَمَا وَأَهْلُ دِينِهِمَا أَنَّ كُفَّارَ مَكَّةَ أَهْدَى سَبِيلًا مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ عَلَى هُدًى مِنَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52] . قَالَ جُوَيْبِرٍ: حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ: الْجِبْتُ، وَكَعْبٌ: الطَّاغُوتُ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْأَشْرَفِ مَكَّةَ قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: §أَنْتَ حَبْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَيِّدُهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الصَّبِيِّ الْأَبْتَرِ مِنْ قَوْمِهِ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا وَنَحْنُ أَهْلُ الْحَجِيجِ وَأَهْلُ السِّدَانَةِ وَأَهْلُ السِّقَايَةِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ، فَنَزَلَتْ {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] ، وَنَزَلَتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا، {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52] "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ §الْجِبْتَ الشَّيْطَانُ، وَالطَّاغُوتَ الْكَاهِنُ، وَقَوْلُهُ: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51] قَالَ: ذَاكَ عَدُوَّا اللَّهِ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وَكَانَا مِنْ أَشْرَافِ يَهُودَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، لَقِيَا قُرَيْشًا بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ لَهُمَا الْمُشْرِكُونَ: أَنَحْنُ أَهْدَى أَمْ مُحَمَّدٌ؟ فَإِنَّا أَهْلُ السِّدَانَةِ، وَأَهْلُ السِّقَايَةِ، وَجِيرَانُ الْحَرَمِ قَالَا: بَلْ أَنْتُمْ أَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّهُمَا كَاذِبَانِ، إِنَّمَا حَمَلَهُمَا عَلَى ذَلِكَ حَسَدُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52] "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيُّ أَحَدُ بَنِي النَّضِيرِ قَدْ آذَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِجَاءِ، وَقَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أُنَاشِدُكَ، أَدِينُنَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ دِينُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَأَنَّنَا أَهْدَى فِي رَأْيَكَ وَأَقْرَبُ إِلَى الْحَقِّ؛ فَإِنَّا نُطْعِمُ الْجَزُورَ الْكَوْمَاءَ، وَنَسْقِي الْلَبَنَ وَنُطْعِمُ مَا هَبَّتِ الشِّمَالُ قَالَ: أَنْتُمْ أَهْدَى مِنْهُمْ

سَبِيلًا. ثُمَّ خَرَجَ مُقْبِلًا قَدْ أَجْمَعَ رَأْيَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُعْلِنًا بِعَدَاوَتِهِ وَهِجَائِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ لَنَا مِنِ ابْنِ الْأَشْرَفِ، قَدِ اسْتَعْلَنَ بِعَدَاوَتِنَا وَهِجَائِنَا، وَقَدْ خَرَجَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَجْمَعَهُمْ عَلَى قِتَالِنَا؟ وَقَدْ أَخْبَرَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى أَخْبَثِ مَا كَانَ يَنْتَظِرُ قُرَيْشًا أَنْ تَقْدَمَ فِينَا طَبَائِعُهُمْ، ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ، أَنْ كَذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51] ، وَآيَاتٍ مَعَهَا فِيهِ وَفِي قُرَيْشٍ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، فِي قَوْلِهِ: {§بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] قَالَ: الْجِبْتُ: الشَّيْطَانُ، وَالطَّاغُوتُ: كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ يَكْفِينَا كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ؟ فَإِنَّهُ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟» فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ -[456]-: «نَعَمْ» قَالَ: ايْذَنْ لِي فَأَقُولَ قَالَ: «قُلْ» ، فَقَتَلَهُ " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فِي حَدِيثِهِ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي ابْنَ الْأَشْرَفِ بِمَا شِئْتَ» فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» فَقَامَ مُحَمَّدٌ مُنْقَلِبًا إِلَى أَهْلِهِ، فَلَقِيَ سِلْكَانَ بْنَ سَلَامَةَ فِي الْمَقْبَرَةِ عَائِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي بِقَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، وَأَنْتَ نَدِيمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَنْ يَأْمَنَ غَيْرَكَ، فَأَخْرِجْهُ لِي حَتَّى أَقْتُلَهُ فَقَالَ سِلْكَانُ: إِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلْتُ، فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سِلْكَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَرْتَ بِقَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -[457]- أَمُحَلِّلِي مِمَّا قُلْتُ لِابْنِ الْأَشْرَفِ؟ قَالَ: «أَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا قُلْتَ» ، فَخَرَجَ سِلْكَانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، حَتَّى أَتَوْهُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَتَوَارَوْا فِي ظِلَالِ جُذُوعِ النَّخْلِ، وَخَرَجَ سِلْكَانُ فَصَرَخَ بِكَعْبٍ فَقَالَ كَعْبٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ سِلْكَانُ: هَذَا يَا أَبَا لَيْلَى أَبُو نَائِلَةَ، وَكَانَ كَعْبٌ يُكَنَّى أَبَا لَيْلَى فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: لَا تَنْزِلْ -[458]- يَا أَبَا لَيْلَى؛ فَإِنَّهُ قَاتِلُكَ قَالَ: مَا كَانَ يَأْتِينِي إِلَّا بِخَيْرٍ وَلَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ، فَخَرَجَ كَعْبٌ، فَلَمَّا فَتَحَ بَابَ الْمِرْبَضِ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَخُوكَ قَالَ: فَطَأْطِئْ لِي رَأْسَكَ، فَطَأْطَأَ لَهُ فَعَرَفَهُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ، فَمَشَى بِهِ سِلْكَانُ نَحْوَ الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ سِلْكَانُ: جُعْنَا وَأَصَابَنَا شِدَّةٌ مَعَ صَاحِبِنَا، فَجِئْتُكَ لِأَتَحَدَّثَ مَعَكَ، وَلِأَرْهِنَكَ دِرْعِي فِي شَعِيرٍ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: قَدْ حَدَّثْتُكَ أَنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عِنْدَنَا شَعِيرٌ، وَلَمْ تَأْتُونَا لَعَلَّنَا أَنْ نَفْعَلَ. قَالَ: ثُمَّ أَدْخَلَ سِلْكَانُ يَدَهُ فِي رَأْسِ كَعْبٍ ثُمَّ شَمَّهُ فَقَالَ: مَا أَطْيَبَ عَبِيرَكُمْ هَذَا، فَصَنَعَ ذَلِكَ بِهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى آَمَنَهُ، ثُمَّ أَخَذَ سِلْكَانُ بِرَأْسِهِ أَخْذَةً فَصَّاهُ مِنْهَا، فَخَارَ عَدُوُّ اللَّهِ خَارَةً رَفِيعَةً، فَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ: وَاصَاحِبَاهُ، فَعَانَقَهُ سِلْكَانُ وَقَالَ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَالُوا يَتَخَلَّصُونَ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى طَعَنَهُ أَحَدُهُمْ فِي بَطْنِهِ طَعْنَةً بِالسَّيْفِ، فَخَرَجَ مِنْهَا مُصْرَانُهُ، وَخَلَصُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ، وَكَانُوا فِي بَعْضِ مَا يَتَخَلَّصُونَ إِلَيْهِ، وسِلْكَانُ يُعَانِقُهُ، أَصَابُوا عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فِي وَجْهِهِ أَوْ فِي رِجْلِهِ وَلَا يَشْعُرُونَ، ثُمَّ خَرَجُوا يَشْتَدُّونَ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِجُرْفِ بُعَاثٍ فَقَدُوا صَاحِبَهُمْ وَنَزْفَ الدَّمِ -[459]-، فَرَجَعُوا أَدْرَاجَهُمْ فَوَجَدُوهُ مِنْ وَرَاءِ الْجُرْفِ، فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى أَتَوْا بِهِ أَهَالِيهِمْ مِنْ لَيْلَتِهِمْ، فَقَتَلَ اللَّهُ ابْنَ الْأَشْرَفِ بِعَدَاوَتِهِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَهِجَائِهِ إِيَّاهُ، وَتَأْلِيبِهِ عَلَيْهِ قُرَيْشًا، وَإِعْلَانِهِ ذَلِكَ

قَالَ الْحِزَامِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ §كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيَّ، كَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِمْ كُفَّارَ قُرَيْشٍ فِي شِعْرِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَخْلَاطٌ، مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ تَجْمَعُهُمْ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمُ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ، وَمِنْهُمُ الْيَهُودُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَالْحُصُونِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ الْحَيَّيْنِ: الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ اسْتِصْلَاحَهُمْ وَمُوَادَعَتَهُمْ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ مُسْلِمًا وَأَبُوهُ مُشْرِكًا، وَالرَّجُلُ يَكُونُ مُسْلِمًا وَأَخُوهُ مُشْرِكًا، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[460]- وسلم يُؤْذُونَهُ وَأَصْحَابَهُ أَشَدَّ الْأَذَى، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَالْمُسْلِمِينَ بِالصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ وَالْعَفْوِ عَنْهُمْ، وَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186] ، وَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109] ، فَلَمَّا أَبَى كَعْبٌ أَنْ يَنْزِعَ عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَذَى الْمُسْلِمِينَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي خَمْسَةِ رَهْطٍ فَأَتَوْهُ عَشِيَّةً فِي مَجْلِسِهِ بِالْعَوَالِي، فَلَمَّا رَآهُمْ كَعْبٌ أَنْكَرَ شَأْنَهُمْ وَكَادَ يُذْعَرُ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جَاءَ بِنَا حَاجَةٌ إِلَيْكَ قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيَّ بَعْضُكُمْ فَلْيُحَدِّثْنِي بِهَا، فَدَنَا إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرَاعًا لَنَا نَسْتَعِينُ بِأَثْمَانِهَا فَقَالَ لَهُمْ: وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَقَدْ جُهِدْتُمْ ثُمَّ جُهِدْتُمْ مُنْذُ نَزَلَ بِكُمْ هَذَا الرَّجُلُ، ثُمَّ وَاعَدَهُمْ أَنْ يَأْتُوهُ عِشَاءً حِينَ يَهْدَأُ عَنْهُ النَّاسُ، فَجَاءُوهُ فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَامَ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا طَوَّقُوكَ سَاعَتَهُمْ هَذِهِ لِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبُّ قَالَ: بَلَى، إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي حَدِيثَهُمْ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَاعْتَنَقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَا تَسْتَنْكِرُوا إِنْ قَتَلْتُمُونِي وَإِيَّاهُ جَمِيعًا. قَالَ: وَطَعَنَهُ بَعْضُهُمْ بِالسَّيْفِ فِي خَاصِرَتِهِ -[461]-، فَلَمَّا قَتَلُوهُ فَزِعَتِ الْيَهُودُ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَغَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحُوا فَقَالُوا: قَدْ طُرِقَ صَاحِبُنَا اللَّيْلَةَ، وَهُوَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا فَقُتِلَ غِيلَةً، فَذَكَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ يَقُولُهُ فِي أَشْعَارِهِ وَيُؤْذِيهِمْ بِهِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى أَنْ تُكْتَبَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ صَحِيفَةٌ فِيهَا جِمَاعُ أَمْرِ النَّاسِ، فَكَتَبَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ §ابْنَ نَامِينَ الْيَهُودِيَّ، أَخَذَ يُعَذِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَلَا سَيْفٌ، أَلَا سَيْفٌ؟ فَأَخَذَ السَّيْفَ، وَغَيَّبُوا الْيَهُودِيَّ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِمَرْوَانَ: أَلَا أَرَاهُ يُعَذِّرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَكَ؟ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الْأَشْرَفِ عَدُوَّ اللَّهِ وَهُوَ أَحَدُ بَنِي النَّضِيرِ اعْتَزَلَ قِتَالَ بَنِي النَّضِيرِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يُظَاهِرْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَتَرَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْبَعَثَ يَهْجُوهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَيَمْتَدِحُ عَدُوَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ حَتَّى رَكِبَ إِلَى قُرَيْشٍ فَاسْتَعْدَاهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَالْمُشْرِكُونَ: نَنْشِدُكُمُ اللَّهَ، أَدِينُنَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ دِينُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَأَنَّ دِينَنَا أَهْدَى فِي رَأْيِكَ أَوْ أَقْرَبُ إِلَى الْحَقِّ فَقَالَ لِقُرَيْشٍ: أَنْتُمْ

أَهْدَى مِنْهُ سَبِيلًا وَأَفْضَلُ، ثُمَّ خَرَجَ مُعْلِنًا بِعَدَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ لَنَا مِنِ ابْنِ الْأَشْرَفِ؟ قَدِ اسْتَعْلَنَ بِعَدَاوَتِنَا وَهِجَائِنَا، وَقَدْ خَرَجَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَجْمَعَهُمْ عَلَى قِتَالِنَا، وَقَدْ أَخْبَرَنِي اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ بِذَلِكَ» ، ثُمَّ قَدِمَ أَخْبَثُ مَا كَانَ يَنْتَظِرُ قُرَيْشًا، ثُمَّ قَرَأَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] ، وَخَمْسَ آيَاتٍ فِيهِ وَفِي قُرَيْشٍ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ -[463]- بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ فِيمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى رَسُولِهِ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ: الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، كَانَا يَتَصَاوَلَانِ كَمَا يَتَصَاوَلُ الْفَحْلَانِ، فَلَمَّا قَتَلَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ قَالَتِ الْخَزْرَجُ: كَيْفَ لَنَا أَنْ يَكُونَ لَنَا مِثْلُ سَابِقَتِهِمْ؟ فَقَالُوا: §يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسِلْنَا إِلَى ابْنِ أَبِي حُقَيْقٍ، فَأَرْسَلَ أَبَا قَتَادَةَ وَأَبَا عَتِيكٍ وَأَبْيَضَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «لَا تَقْتُلُوا صَبِيًّا وَلَا امْرَأَةً» ، فَذَهَبُوا فَدَخَلُوا الدَّارَ لَيْلًا، وَغَلَّقُوا عَلَى كُلِّ قَوْمٍ بَابَهُمْ مِنْ خَارِجٍ، حَتَّى إِذَا اسْتَغَاثُوا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَخْرُجُوا، ثُمَّ صَعِدُوا إِلَيْهِ فِي عُلَيَّةٍ، لَهُ إِلَيْهَا عَجَلَةٌ، فَإِذَا هُمْ بِهِ نَائِمٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْقِرْطَاسُ، فَتَعَاطَوْهُ بِأَسْيَافِهِمْ فَضَرَبُوهُ، فَصَرَخَتِ امْرَأَتُهُ فَهَمُّوا أَنْ يَقْتُلُوهَا، فَذَكَرُوا نَهْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقْتُلُوا امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا» ، فَنَزَلُوا، وَانْفَكَّتْ قَدَمُ أَحَدِهِمْ فَاحْتَمَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَخَلُوا نَهْرًا مِنْ أَنْهَارِهِمْ، وَتَصَايَحَ النَّاسُ: قُتِلَ ابْنُ حُقَيْقٍ، قُتِلَ ابْنُ حُقَيْقٍ، فَجَاءُوا بِالنِّيرَانِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَكُونُوا أَجْهَزْتُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَأَذْهَبَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ قَدْ أَجْهَزْنَا عَلَيْهِ أَمْ لَا، فَجَاءَ يَصْعَدُ إِلَيْهِ فِي غِمَارِ النَّاسِ فَإِذَا امْرَأَتُهُ قَدْ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ: فَاضَتْ نَفْسُهُ وَيَهُودُ، وَقَالَتْ فِيمَا تَقُولُ: إِنِّي لَا أَظُنُّنِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ، حَدَّثَهُ، أَنْ يَزِيدَ -[464]- بْنَ عِيَاضٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ مِنْ شَأْنِ خَيْبَرَ أَنَّ §أَهْلَ ابْنِ أَبِي حُقَيْقٍ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ أَمْوَالٍ خَرَجُوا بِهَا مِنَ الْمَدِينَةِ إِذْ أَخْرَجَهُمْ: مَسْكُ الْجَمَلِ، وَدِنَانٌ كَانَتْ فِيهَا الْأَمْوَالُ إِذْ أُخْرِجُوا، فَغَيَّبُوهَا عَنْهُ حَتَّى أَمَرَ كِنَانَةَ وَحُيَيَّ ابْنَيْ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ أَوْ أَحَدَهُمَا - زَوْجُ صَفِيَّةَ - فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ سَأَلَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ آلِ أَبِي الْحُقَيْقِ فَأَخْبَرَهُ بِمَكَانِ الْمَالِ، فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَهُمَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَالْآخَرَ إِلَى الزُّبَيْرِ، يُعَذَّبَانِ حَتَّى قُتِلَا، فَاسْتَحَلَّ بِغَدْرِهِمْ قَتْلَ كِنَانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ زَوْجِ صَفِيَّةَ وَحُيَيِّ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِيهِ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ -[465]-، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ، وَمَسْعُودَ بْنَ سِنَانِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْدَمَةَ، وَأَسْوَدَ بْنَ خُزَاعِيٍّ حَلِيفًا لَهُمْ - وَيُقَالُ: وَلَمْ نَجِدْهُ فِي غَيْرِ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ - وَأَسْعَدَ بْنَ حَرَامٍ، وَهُوَ أَحَدُ التُّرْكِ حَلِيفٌ لِبَنِي سَوَادٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، فَطَرَقُوا أَبَا رَافِعِ بْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ، فَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: وَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ -[466]- عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «§أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» ، قَالُوا: «أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» قَالَ: «أَقَتَلْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «نَاوِلُونِي السَّيْفَ» ، فَسَلَّهُ قَالَ: «هَذَا طَعَامُهُ فِي ذُبَابِ السَّيْفِ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنَانَةَ بْنَ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ عَنْ كَنْزٍ كَانَ مِنْ مَالِ أَبِي الْحُقَيْقِ كَانَ يَلِيهِ الْأَكْبَرُ فَالْأَكْبَرُ مِنْهُمْ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَالُ مَسْكَ الْجَمَلِ، وَسَأَلَ مَعَ كِنَانَةَ حُيَيَّ بْنَ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ فَقَالَا: أَنْفَقْنَاهُ فِي الْحَرْبِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَحَلَفَا لَهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: «بَرِئَتْ مِنْكُمَا ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إِنْ كَانَ عِنْدَكُمَا» ، أَوْ قَالَ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ قَالَا: نَعَمْ، فَأَشْهَدَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ أَمَرَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَذِّبَ كِنَانَةَ، فَعَذَّبَهُ حَتَّى أَخَافَهُ فَلَمْ يَعْتَرِفْ بِشَيْءٍ، فَلَا أَدْرِي أُعَذِّبَ حُيَيٌّ أَمْ لَا، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ الْكَنْزِ غُلَامًا مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: ثَعْلَبَةُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَكَانَ كَالضَّعِيفِ فَقَالَ: لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَرَى كِنَانَةَ يَطُوفُ كُلَّ غَدَاةٍ بِهَذِهِ الْخَرِبَةِ، فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهُوَ فِيهَا. فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تِلْكَ الْخَرِبَةِ فَوَجَدُوا فِيهَا ذَلِكَ الْكَنْزَ فَأَتَى بِهِ. فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمَا، وَدَفَعَ كِنَانَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَتَلَهُ بِأَخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ -[467]-، وَقِيلَ: كِنَانَةُ قَتَلَ مَحْمُودًا، وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آلَ أَبِي الْحُقَيْقِ بِمَا كَانُوا أَعْطَوْا مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَصَفِيَّةُ بِمَكَانِهَا مِنْهُمْ، وَلَمْ يُسْبَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ غَيْرُهُمَا فِيمَا نَعْلَمُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِي بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَتْلِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ قَتَلُوهُ ثُمَّ أَتَوْا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: «§أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» ، قَالُوا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَقَتَلْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا بِالسَّيْفِ الَّذِي قَتَلُوهُ بِهِ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَسَلَّهُ ثُمَّ قَالَ: «أَجَلْ هَذَا طَعَامُهُ فِي ذُبَابِ السَّيْفِ» ، وَكَانَ الرَّهْطُ الَّذِينَ قَتَلُوهُ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ، وَأَسْوَدَ بْنَ خُزَاعِيٍّ حَلِيفًا لَهُمْ، وَأَبَا قَتَادَةَ، فِيمَا يَظُنُّ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَا أَحْفَظُ الْخَامِسَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ §بَنِي الْحُقَيْقِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَكْتُمُوهُ، فَكَتَمُوهُ، فَأَحَلَّ بِذَلِكَ دِمَاءَهُمْ "

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ إِلَى بَنِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ "

(سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح) حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي -[468]- مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ إِلَى ابْنِ نُبَيْحٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْعَتْهُ لِي؛ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُهُ، فَنَعَتَهُ لَهُ فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ» فَقَالَ: مَا هِبْتُ شَيْئًا قَطُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى لَقِيَهُ خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُ عُرَنَةَ، فَلَمَّا لَقِيَهُ ابْنُ نُبَيْحٍ قَالَ لَهُ: مَا حَاتَّكَ هَا هُنَا؟ قَالَ: جِئْتُ فِي طَلَبِ قَلَائِصَ، وَكَانَ ابْنُ أُنَيْسٍ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فِي مَكَانٍ خَبَّأَهَا فِيهِ، فَمَرَّ يُمَاشِيهِ سَاعَةً وَيُسَائِلُهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنْهُ كَأَنَّهُ يُصْلِحُ شَيْئًا، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَهُ قَالَ ابْنُ أُنَيْسٍ: فَأَخَذَ رِجْلَ نَفْسِهِ فَرَمَانِي بِهَا، فَلَوْ أَصَابَتْنِي لَأَوْجَعَتْنِي. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ السُّلَمِيَّ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيِّ ثُمَّ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ بِعُرَنَةَ مِنْ وَرَاءِ مَكَّةَ، أَوْ بِعَرَفَةَ، قَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيَغْزُوَ فِيهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا صِفَتُهُ

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ وَفَرِقْتَ مِنْهُ» قَالَ: مَا فَرِقْتُ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ يَتَوَصَّلُ بِالنَّاسِ وَيَعْتَزِي إِلَى خُزَاعَةَ، وَيُخْبِرُ مَنْ لَقِيَ أَنَّمَا يُرِيدُ سُفْيَانَ لِيَكُونَ مَعَهُ، فَلَقِيَ سُفْيَانَ وَهُوَ بِبَطْنِ عُرَنَةَ وَرَاءَهُ الْأَحَابِيشَ مِنْ حَاضِرَةِ مَكَّةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ هِبْتُهُ وَفَرِقْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ كَمِنْتُ حَتَّى هَدَأَ النَّاسُ، ثُمَّ اعْتَوَرْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِقَتْلِهِ قَبْلَ قُدُومِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَكَوْا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ عَصَاهُ فَقَالَ: «تَخَصَّرْ بِهَا» أَوْ «أَمْسِكْهَا» ، فَكَانَتْ - زَعَمُوا - عِنْدَهُ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَجُعِلَتْ فِي كَفَنِهِ بَيْنَ جِلْدِهِ وَثِيَابِهِ. وَلَا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أُنَيْسٍ إِلَى ابْنِ نُبَيْحٍ، أَمِنَ الْمَدِينَةِ أَمْ مِنْ غَيْرِهَا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ -[470]-، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَقَامَ النَّاسُ حَجَّهُمْ، فَقَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُوكَ» فَقَالَ: لَوْ وَجَدُونِي نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي، فَأَذِنَ لَهُ فَرَجَعَ إِلَى الطَّائِفِ، فَقَدِمَ عِشَاءً فَجَاءَتْهُ ثَقِيفٌ فَحَيَّوْهُ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَنَصَحَ لَهُمْ، فَعَصَوْهُ وَاتَّهَمُوهُ وَأَسْمَعُوهُ مِنَ الْأَذَى مَا لَمْ يَكُنْ يَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ، وَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، حَتَّى إِذَا أَسْحَرَ وَطَلَعَ الْفَجْرُ قَامَ عَلَى غُرْفَةٍ لَهُ فِي دَارِهِ فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ وَتَشَهَّدَ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ قَتْلُهُ: «§مَثَلُ عُرْوَةَ مَثَلُ صَاحِبِ يَاسِينَ، دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمَهُ فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُوكَ» قَالَ: إِنِّي أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْكَارِ أَوْلَادِهِمْ، مِنْ ذَاكَ الَّذِي عَرَفَ مِنْ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَهُمْ، فَأَذِنَ لَهُ. فَلَمَّا أَتَى قَوْمَهُ أَذَّنَ فِيهِمْ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ يُعْلِمَهُمْ، فَقَتَلُوهُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مَثَلَ عُرْوَةَ مَثَلُ صَاحِبِ آلِ يَاسِينَ» قَالَ: " وَكَانَ صَاحِبُهُمْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ حَبِيبٌ، وَكَانَ نَجَّارًا فَقَالَ: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20] ، {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [يس: 21] ، وَقَالَ: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 22] ، {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونَ} [يس: 23] ، {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يس: 24] ، {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونَ} [يس: 25] ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأَخَذُوا قَدُومَهُ مِنْ قُفَّتِهِ فَضَرَبُوهُ بِهِ عَلَى دِمَاغِهِ، فَقَتَلُوهُ، فَقِيلَ لَهُ: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس: 26] ، فَلَمَّا دَخَلَهَا ذَكَرَ قَوْمَهُ قَالَ: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس: 26] ، {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 27]

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَتَلُوهُ، رُمِيَ بِسَهْمٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَثَلُهُ فِي قَوْمِهِ كَمَثَلِ صَاحِبِ يَاسِينَ فِي قَوْمِهِ» . وَرَثَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: [البحر البسيط] فَازَتْ ثَقِيفٌ بِأَمْرٍ غَيْرِ مَحْمُودِ ... وَأَصْبَحَتْ وَهِيَ فِي إِثْمٍ وَتَفْنِيدِ بِقَتْلِهِمْ رَجُلًا قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ ... عَنِ النَّبِيِّ بِأَمْرٍ غَيْرِ مَرْدُودِ فَكَذَّبُوهُ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَهُمُ ... بَغْيًا وَلَمْ يَثْبُتُوا مِنْهُ بِمَوْعُودِ وَقَالَ كَافِرُهُمْ هَذَا يُرِيدُكُمْ ... شَرًّا فَقُومُوا إِلَيْهِ بِالْجَلَامِيدِ

فَلَوْ شَهِدْتُ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَهُمْ ... إِذْ يَرْجُمُونَكَ يَا عُرْوَ بْنَ مَسْعُودٍ لَوَافَقُوا مُرْهَفَاتٍ لَا يَزَالُ لَهَا ... يَوْمًا قَتِيلًا عَلَيْهِ الطَّيْرُ بِالْبِيدِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ، فَقَتَلُوهُ، فَشَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَاحِبِ يَاسِينَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ فِي رَكْبٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ -[473]- أَنْ يَسِيرَ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ يَقْرَأَ الْكِتَابَ فَيَتْبَعَ مَا فِيهِ، وَفِي بَعْثِهِ ذَلِكَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ، فَلَمَّا سَارَ لَيْلَتَيْنِ فَتَحَ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ: «أَنِ امْضِ حَتَّى تَبْلُغَ نَخْلَةَ» ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ: سَمْعًا وَطَاعَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الْمَوْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلْيَمْضِ، فَإِنِّي مَاضٍ عَلَى مَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَمَضَى وَمَضَى مَعَهُ أَصْحَابُهُ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَسَلَكَ عَلَى الْحِجَازِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَعْدَنٍ فَوْقَ الْفَرْعِ يُقَالُ لَهُ: بَحْرَانُ، أَضَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بَعِيرًا لَهُمَا، كَانَا يَعْتَقِبَانِهِ -[474]-، فَتَخَلَّفَا عَلَيْهِ فِي طَلَبِهِ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَبَقِيَّةُ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ بِنَخْلَةَ، فَمَرَّتْ بِهِ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ تَحْمِلُ زَبِيبًا وَأَدَمًا وَتِجَارَةً مِنْ تِجَارَةِ قُرَيْشٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّادٍ، وَيُقَالُ: مَالِكُ بْنُ عَبَّادٍ، أَحَدُ الصَّدَفِ: اسْمُ الصَّدِفِ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، أَحَدُ السَّكُونِ بْنِ أَشْرَسَ بْنِ كِنْدَةَ وَيُقَالُ: كِنْدِيٌّ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأَخُوهُ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيَّانِ، وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْقَوْمُ هَابُوهُمْ وَقَدْ نَزَلُوا قَرِيبًا مِنْهُمْ، فَأَشْرَفَ لَهُمْ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ وَكَانَ قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ أَمِنُوا وَقَالُوا: عُمَّارٌ لَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَتَشَاوَرَ الْقَوْمُ فِيهِمْ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ فَقَالَ الْقَوْمُ: وَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُ الْقَوْمَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيَدْخُلَنَّ الْحَرَمَ، فَلَيَمْتَنِعَنَّ مِنْكُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلَنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَتَرَدَّدَ الْقَوْمُ -[475]- وَهَابُوا الْإِقْدَامَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ شَجَّعُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِمْ، وَأَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِ مَنْ قَدِرُوا عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَخْذِ مَا مَعَهُمْ، فَرَمَى وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، وَاسْتَأْسَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَفْلَتَ الْقَوْمَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَعْجَزَهُمْ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَصْحَابُهُ بِالْعِيرِ وَبِالْأَسِيرَيْنِ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَنِمْنَا الْخُمُسَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ اللَّهُ تَعَالَى الْخُمُسَ مِنَ الْمَغَانِمِ، فَعَزَلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُمُسَ الْعِيرِ، وَقَسَمَ سَائِرَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: «§مَا أَمَرْتُكُمْ بِقِتَالٍ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ» فَوَقَفَ الْعِيرَ وَالْأَسِيرَيْنِ، وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُقِطَ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، وَعَنَّفَهُمْ إِخْوَانُهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا صَنَعُوا، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: قَدِ اسْتَحَلَّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ الشَّهْرَ الْحَرَامَ -[476]- وَسَفَكُوا فِيهِ الدَّمَ، وَأَخَذُوا فِيهِ الْأَمْوَالَ، وَأَسَرُوا فِيهِ الرِّجَالَ فَقَالَ مَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ كَانَ بِمَكَّةَ: إِنَّمَا أَصَابُوا مَا أَصَابُوا فِي شَعْبَانَ، وَقَالَتْ يَهُودُ تَتَفَاءَلُ بِذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَمْرٌو: عَمَرْتَ الْحَرْبَ، وَالْحَضْرَمِيُّ: حَضَرْتَ الْحَرْبَ، وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَقَدْتَ الْحَرْبَ. فَجَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ لَا لَهُمْ. فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} [البقرة: 217] ، أَيْ: إِنْ كُنْتُمْ قَتَلْتُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَقَدْ صَدُّوكُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ الْكُفْرِ بِهِ، وَعَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِخْرَاجُكُمْ مِنْهُ وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مَنْ قَتَلْتُمْ مِنْهُمْ، {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] ، أَيْ قَدْ كَانُوا يَفْتِنُونَ الْمُسْلِمَ عَنْ دِينِهِ حَتَّى يَرُدُّوهُ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِيمَانِهِ -[477]-، فَذَلِكَ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْقَتْلِ، {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] ، أَيْ ثُمَّ هُمْ مُقِيمُونَ عَلَى أَخْبَثِ ذَلِكَ وَأَعْظَمِهِ غَيْرَ تَائِبِينَ وَلَا نَازِعِينَ. فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَذَا مِنَ الْأَمْرِ، وَفَرَّجَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الشَّفَقِ، قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيرَ وَالْأَسِيرَيْنِ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فِي فِدَاءِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَكَمِ بْنِ كَيْسَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نَفْدِيكُمُوهُمَا حَتَّى يَقْدَمَ صَاحِبَانَا - يَعْنِي سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ - فَإِنَّا نَخْشَاكُمْ عَلَيْهِمَا، فَإِنْ تَقْتُلُوهُمَا نَقْتُلْ صَاحِبَيْكُمْ» ، فَقَدِمَ سَعْدٌ وَعُتْبَةُ، فَأَفْدَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ. فَأَمَّا الْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ فَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَأَقَامَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا. وَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَحِقَ بِمَكَّةَ، فَمَاتَ بِهَا كَافِرًا. فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأَصْحَابِهِ مَا كَانُوا فِيهِ حِينَ نَزَلَ الْقُرْآنُ، طَمِعُوا فِي الْأَجْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَطْمَعُ أَنْ تَكُونَ لَنَا غَزْوَةً نُعْطَى فِيهَا أَجْرَ الْمُجَاهِدِينَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، فَوَضَعَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَعْظَمِ الرَّجَاءِ. وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَمَ الْفَيْءَ حِينَ أَحَلَّهُ، فَجَعَلَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ لِمَنْ -[478]- أَفَاءَهُ، وَخُمُسًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَوَقَعَ عَلَى مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ صَنَعَ فِي تِلْكَ الْعِيرِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَهِيَ أَوَّلُ غَنِيمَةٍ غَنِمَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَوَّلُ مَنْ قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ أَوَّلُ مَنْ أَسَرَ الْمُسْلِمُونَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي غَزْوَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَيُقَالُ: بَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ قَالَهَا، حِينَ قَالَتْ قُرَيْشٌ: قَدْ أَحَلَّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، وَسَفَكُوا فِيهِ الدَّمَ، وَأَخَذُوا فِيهِ الْمَالَ، وَأَسَرُوا فِيهِ الرِّجَالَ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هِيَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: [البحر الطويل] تَعُدُّونَ قَتْلًا فِي الْحَرَامِ عَظِيمَةً ... وَأَعْظَمُ مِنْهُ لَوْ يَرَى الرُّشْدَ رَاشِدُ صَدُودُكُمْ عَمَّا يَقُولُ مُحَمَّدٌ ... وَكُفْرٌ بِهِ وَاللَّهُ رَاءٍ وَشَاهِدُ وَإِخْرَاجُكُمْ مِنْ مَسْجِدِ اللَّهِ أَهْلَهُ ... لِئَلَّا يُرَى لِلَّهِ فِي الْبَيْتِ سَاجِدُ فَإِنَّا وَإِنْ عَيَّرْتُمُونَا بِقَتْلِهِ ... وَأَرْجَفَ بِالْإِسْلَامِ بَاغٍ وَحَاسِدُ سَقَيْنَا مِنِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ رِمَاحَنَا ... بِنَخْلَةَ لَمَّا أَوَقَدَ الْحَرْبَ وَاقِدُ دَمًا وَابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بَيْنَنَا ... يُنَازِعُهُ غُلٌّ مِنَ الْقَدِّ عَانِدُ

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أُصْبُعٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ، وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ. فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى -[480]- الله عليه وسلم: «§رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} الْآيَةَ " قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: نَزَلَتْ فِي صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ الرُّومِيِّ حِينَ أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَعَذَّبُوهُ فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ: إِنِّي شَيْخٌ ضَعِيفٌ، لَا يَضُرُّكُمُ أَمِنْكُمْ كُنْتُ أَمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، قَالُوا: صَدَقْتَ قَالَ: فَتَأْخُذُونَ أَهْلِي وَمَالِي وَتَدَعُونِي وَدِينِي، فَفَعَلُوا، فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ، فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: رَبِحَ الْبَيْعُ يَا صُهَيْبُ قَالَ: وَبَيْعُكَ فَلَا يَخْسَرُ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ فَفَرِحَ بِهَا. وَأَمَّا بِلَالٌ وَخَبَّابٌ وَجَبْرٌ وَعَمَّارٌ فَعُذِّبُوا حَتَّى قَالُوا: نُمْضِي مَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُمْ، فَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [النحل: 41]

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ

بْنَ يَاسِرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ، فَشَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا. وَأَمَّا عَمَّارٌ فَلَمْ يَزَالُوا يُعَذِّبُونَهُ حَتَّى كَادُوا يَقْتُلُونَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ يَأْبَى عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْفُرَ قَالُوا: تَسُبُّ النَّبِيَّ وَنُخْلِي سَبِيلَكَ، فَلَمَّا فَعَلَ فَعَلُوا، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «§أَفْلَحَ وَجْهُ أَبِي الْيَقْظَانِ» قَالَ: مَا أَفْلَحَ وَجْهُهُ وَلَا أَنْجَحَ قَالَ: «مَا لَكَ أَبَا الْيَقْظَانِ» قَالَ: بَدَرُونِي حَتَّى سَبَبْتُكَ قَالَ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟» قَالَ: يُحِبُّكَ وَيُؤْمِنُ بِكَ قَالَ: «فَإِنِ اسْتَزَادُوكَ مِنْ ذَلِكَ فَزِدْ» . قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: فَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ وَأَثْبَتَ مِنْهُ، أَنَّ عَمَّارًا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَ بِهِ شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، كَذَلِكَ رَوَى شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَهَا قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَوَى شُعْبَةُ أَقْوَى فِي الْإِسْنَادِ وَأَحْرَى أَنْ يَكُونَ، لِأَنَّ عَمَّارًا وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَا يَتَخَلَّفَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَغْضَبُ إِذَا قِيلَ إِنَّهُ هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ وَيَقُولُ: قَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ هَلِ اسْتَيْقَظَ؟ فَأَتَيْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَهَرْوَلَ هَرْوَلَةً حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَايَعَهُ، ثُمَّ بَايَعْتُهُ. §فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَغْضَبُ إِذَا قِيلَ لَهُ: هَاجَرْتَ قَبْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله -[483]- بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مَنْ هَاجَرَ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَدْخُلُ مَنْزِلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْفَتْحِ فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ أَبَا أُمَيَّةَ؟» قَالَ: زَعَمَ النَّاسُ أَنَّهُ لَا خَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فَقَالَ: «§عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتَرْجِعَنَّ حَتَّى تَتَبَطَّحَ بِبَطْحَاءِ مَكَّةَ» ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا الْحِزَامِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ الْمَدِينَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى مَنْ نَزَلْتَ؟» قَالَ: عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا» قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: كَانَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّحَّامِ يَمُونُ عَالَةَ بَنِي عَدِيٍّ، فَأَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[484]-، فَسَأَلَهُ قَوْمُهُ الْمُقَامَ فِيهِمْ وَقَالُوا: إِنَّهُ لَا يَنَالُكَ أَحَدٌ بِمَكْرُوهٍ وَمِنَّا نَفْسٌ حَيَّةٌ، فَأَقَامَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَوْمُكَ كَانُوا لَكَ خَيْرًا مِنْ قَوْمِي لِي؛ أَخْرَجَنِي قَوْمِي وَحَبَسَكَ قَوْمُكَ» قَالَ نُعَيْمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَوْمَكَ أَخْرَجُوكَ إِلَى الْهِجْرَةِ، وَحَبَسَنِي قَوْمِي عَنْهَا

حَدَّثَنَا 455 Lأَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَسَلَّمَ قَامَ فَتَصَفَّحَ بِوَجْهِهِ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى رَجُلًا لَمْ يَكُنْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ سَأَلَ عَنْهُ. قَالَ جُبَيْرٌ: فَرَأَى يَوْمًا رَجُلًا لَمْ يَكُنْ رَآهُ قَبْلَهَا فَقَالَ: «مَنْ تَكُونُ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟» فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أَنَا وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيُّ قَالَ: «فَمَا جَاءَ بِكَ؟» قَالَ: مُهَاجِرٌ إِلَى

اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: «§هِجْرَةُ إِقَامَةٍ، أَمْ هِجْرَةُ رَجْعَةٍ؟» - قَالَ: وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يُسْلِمُ ثُمَّ يَرْجِعُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسْلِمُ وَيُقِيمُ - قَالَ: بَلْ هِجْرَةُ إِقَامَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطِنِي يَدَكَ» ، فَبَسَطَهَا فَصَافَحَهُ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَتُطِيعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا اسْتَطَعْتَ " قَالَ: نَعَمْ، فَصَافَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِهِ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ رَسُولِ اللَّهِ الْمُهَاجِرِينَ فِيمَا اسْتَطَعْتَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي أُرِيدُ الْإِسْلَامَ، فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَصَفَفْتُ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ فَصَلَّيْتُ بِصَلَاتِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ انْتَهَى إِلَى وَاثِلَةَ وَهُوَ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ فَقَالَ: «مَا حَاجَتُكَ؟» قُلْتُ: الْإِسْلَامُ قَالَ: «هُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: «وَتُهَاجِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «هِجْرَةُ الْبَادِي أَوْ هِجْرَةُ التَّأَلُّهِ؟» قُلْتُ: أَيُّهَا خَيْرٌ؟ قَالَ: «هِجْرَةُ التَّأَلُّهِ» - قَالَ: وَهِجْرَةُ التَّأَلُّهِ أَنْ يَثْبُتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى الله عليه

وسلم، وَهِجْرَةُ الْبَادِي أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَادِيَتِهِ - قَالَ: «§وَعَلَيْكَ الطَّاعَةُ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ» ، قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَقَدَّمَ يَدَهُ وَقَدَّمْتُ يَدِي، فَلَمَّا رَآنِي لَا أَسْتَثْنِي لِنَفْسِي شَيْئًا قَالَ: «فِيمَا اسْتَطَعْتَ» ، قُلْتُ: فِيمَ اسْتَطَعْتُ، فَضَرَبَ عَلَى صَدْرِي "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: هَذَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو النَّضْرِيُّ قَالَ: كَانَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَوَافَقْتُ رَجُلَيْنِ، فَكَانَ يَجْرِي عَلَيْنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَحْرَقَ التَّمْرُ بُطُونَنَا، وَتَخَرَّقَتْ عَلَيْنَا الْخُنُفُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مِنْبَرِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ: «حَتَّى أَنْ كَانَ لَيَأْتِي عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبَيَّ -[487]- بَضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ، فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَجُلُّ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، فَوَاسَوْنَا، وَلَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَطْعَمْتُكُمْ، وَلَكِنْ لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ زَمَانًا - أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ - تَلْبَسُونَ فِيهِ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَيُغْدَى وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا هَاجَرَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَكَّلَ بِهِ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «§فَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَأَقْرِئْهُ الْقُرْآنَ» فَهَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَكَّلَ بِي رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَفَقَّهَنِي فِي الدِّينِ، وَأَقْرَأَنِي الْقُرْآنَ، وَكُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ فَأَجْلِسُ بِبَابِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مَتَى يَخْرُجُ، فَإِذَا خَرَجَ تَرَدَّدْتُ مَعَهُ فِي حَوَائِجِهِ فَأَسْتَقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، وَأَسْأَلُهُ فِي الدِّينِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ انْصَرَفْتُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ -[488]-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: {§كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ " حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ سِمَاكٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَرَّتْ بِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رُفْقَةٌ فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقَالَ حَادِي ابْنِ عُمَرَ: قُرَيْشٌ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: §قُرَيْشٌ قُرَيْشٌ نَحْنُ الْمُهَاجِرُونَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الْأَنْصَارِ الْمَدِينَةَ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَاسِمُوا الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْكُمْ» ، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُقَاسِمُهُمُ التَّمْرَ قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ» قَالُوا: مَا هُوَ؟ قَالَ: «يَكْفُونَكُمُ الْمَؤُونَةَ وَتُقَاسِمُونَهُمُ التَّمْرَ» ، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَكَانُوا يَكْفُونَهُمُ الْمَؤُونَةَ وَيُقَاسِمُونَهُمُ التَّمْرَ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَكُونُ لَهُ الْمَرْأَتَانِ فَيُخَيِّرُ أَخَاهُ الْمُهَاجِرَ فِي إِحْدَاهِمَا "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى -[489]- أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: «إِنَّ §إِخْوَانَكُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَتْ لَهُمْ أَمْوَالٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ قَسَمْتُ هَذِهِ الْأَمْوَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَكُمْ جَمِيعًا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَمْسَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ فَقَسَمْتُ هَذِهِ فِيهِمْ خَاصَّةً؟» قَالُوا: لَا، بَلِ اقْسِمْ هَذِهِ فِيهِمْ، وَاقْسِمْ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ. فَنَزَلَتْ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُكُمْ إِلَّا مَا قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ لِبَنِي جَعْفَرٍ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِينَ أَزْلَقَتْ ... بِنَا نَعْلُنَا فِي الْوَاطِئِينَ فَزَلَّتِ أَبَوْا أَنْ يَمَلُّونَا وَلَوْ أَنَّ أَمَّنَا ... تُلَاقِي الَّذِي يَلْقَوْنَ مِنَّا لَمَلَّتِ فَذُو الْمَالِ مَوْفُورٌ وَكُلٌّ مُعَصَّبٌ ... إِلَى حُجُرَاتٍ أَدْفَأَتْ وَأَظَلَّتِ "

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ -[490]- قَالَ: «§قَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَأَبَا دُجَانَةَ وَكَذَا نَفَرًا، فَأَعْطَاهُمَا مِنْهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَكْثَرَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ، وَلَا أَكْثَرَ مُوَاسَاةٍ مِنْ قَلِيلٍ، كَفَوْنَا الْمَؤُونَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأِ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّا، مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14] : لَيْسَتْ عَامَّةً إِلَّا فِي الْمُهَاجِرِينَ -[491]- الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، بَكَى عَلَيْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: §مَا فَرَّقَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ الْآخِرِينَ؟ قَالَ: فَرَّقَ بَيْنَهُمُ الْقِبْلَتَانِ، فَمَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ»

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «§فَضْلُ مَا بَيْنَ الْهِجْرَتَيْنِ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ»

قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: إِمَّا مَنْصُورًا وَإِمَّا غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا حَدَّثَنَا، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§فَتْحُ مَكَّةَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي»

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: سَأَلْتُ -[492]- مُحَمَّدًا عَنِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَقَالَ: " §مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ صَلَّوْا قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ: أُنْزِلَ فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ، §كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ فِي الْهُدْنَةِ حِينَ صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا عَلَى أَنَّهُ مَنْ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ إِلَيْهِ، وَمَنْ جَاءَ قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرُدُّوهْ إِلَيْهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ قَدِمَ عَلَيَّ أَخِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ. قَالَتْ: فَفَسَخَ اللَّهُ الْعَقْدَ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فِي شَأْنِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [الممتحنة: 10] قَالَتْ: ثُمَّ أَنْكَحَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَكَحَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوَّجْتَ بِنْتَ

عَمِّكَ مَوْلَاكَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ لِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُتِلَ عَنِّي فَأَرْسَلَ إِلَيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أُبَيَّ بْنَ خَالِدٍ فَأَحْبَسَنِي عَلَى نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البقرة: 235] قَالَتْ: ثُمَّ حَلَلْتُ فَتَزَوَّجْتُ الزُّبَيْرَ، وَكَانَ ضَرَّابًا لِلنِّسَاءِ، فَوَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بَعْضُ مَا يَقَعُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، فَضَرَبَنِي وَخَرَجَ عَنِّي، وَأَنَا حَامِلٌ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَفَارَقَنِي، فَضَرَبَنِي الْمَخَاضُ فَوَلَدْتُ زَيْنَبَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ، فَرَجَعَ وَقَدْ حَلَلْتُ فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَلَدْتُ عِنْدَهُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدًا وَحُمَيْدًا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ §أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ، كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً، وَكَانَ شَدِيدًا -[494]- عَلَى النِّسَاءِ، فَكَانَتْ تَسْأَلُهُ الطَّلَاقَ، فَيَأْبَى، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ فَوَضَعَتْ، فَاتَّبَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ وَقَالَ: إِنَّهَا وَضَعَتْ قَالَ: خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «سَبَقَ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ، اخْطُبْهَا» قَالَ: لَا لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَنَّ أُمَّ كُلْثُومِ ابْنَةَ عُقْبَةَ بْنِ مُعَيْطٍ كَانَتْ أُخْتَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِأُمِّهِ، وَأَنَّهَا §أَوَّلُ بِكْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ هَاجَرَتْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَمَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أُمَيْمَةَ بِنْتَ بِشْرٍ الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَانَتْ تَحْتَ يَدَيِ الدَّحْدَاحِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَفَرَّتْ مِنْ زَوْجِهَا بِمَكَّةَ حَتَّى أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُرِيدُ الْإِسْلَامَ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَدِّهَا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ {فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى الله -[495]- عليه وسلم يَقُولُ لِلْمَرْأَةِ حِينَ تَأْتِيهِ: «§بِاللَّهِ مَا أَخْرَجَكِ، بُغْضُ زَوْجِكِ؟ بِاللَّهِ مَا أَخْرَجَكِ، شِدَّةٌ أَصَابَتِكِ؟ بِاللَّهِ مَا تُرِيدِينَ إِلَّا الْإِسْلَامَ وَالْهِجْرَةَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ فَفَعَلَتْ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَهَا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ §امْرَأَةَ ابْنِ الدَّحْدَاحِ أُمَيْمَةَ بِنْتَ بِشْرٍ فَرَّتْ مِنْ زَوْجِهَا، وَكَانَ مُشْرِكًا، فَلَمَّا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَمَّ بِرَدِّهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} [الممتحنة: 10] ، فَنَكَحَهَا سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَبَعَثَ إِلَى الْمُشْرِكِ بِمَا أَنْفَقَ وَهُوَ مِنَ الصَّدَاقِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ حُذَيْفَةَ قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] قَالَ: §كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَفِرُّ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، فَيُعْطِي الْمُشْرِكِينَ الْمُسْلِمُونَ مَهْرَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] ، يَقُولُ: إِنْ أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ غَنِيمَةً "

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ -[496]-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُدَّتِهِمْ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: §إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَصِلِي أُمَّكِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ عَثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءِ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي، تَعْنِي لِمَيْرِهَا وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَهِيَ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَصِلِيهَا»

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسَدِ بْنِ نَصْرٍ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدِمَتْ عَلَى ابْنَتِهَا بِهَدَايَا ضِبَابٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ، فَأَبَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا أَوْ تُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا حَتَّى -[497]- أَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنْ سَلِي عَنْ هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقْبَلَ هَدَايَاهَا، وَتُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} [الممتحنة: 8] ، إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: " §لَمَّا خَرَجَتْ أُمُّهَا مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرَةً إِلَى الْمَدِينَةِ أَمْسَتْ بِالْمُنْصَرَفِ قَرِيبًا مِنَ الرَّوْحَاءِ فَلَمْ تَجِدْ مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ، وَعَطِشَتْ فَاشْتَدَّ عَطَشُهَا، فَدُلِّيَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ دَلْوٌ ثُمَّ شَيْءٌ أَبْيَضُ فَشَرِبَتْ، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا عَطِشْتُ مُنْذُ شَرِبْتُ تِلْكَ الشَّرْبَةَ، قَدْ صُمْتُ فِي الْهَوَاجِرِ وَتَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ، فَمَا أَصَابَنِي عَطَشٌ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا -[498]- عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ سَبَقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ فَقَالَتْ: كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَيَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَفَرَرْنَا بِدِينِنَا، وَلَسْتُ بِرَاجِعَةٍ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقِيتُ عُمَرَ فَقَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَكُمْ هِجْرَتُكُمْ مَرَّتَيْنِ: هِجْرَتُكُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ "

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى الله -[499]- عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَدَعُ مَوْقِفًا وَقَفْتُهُ لِأَحِدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا لِأَحِدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

الوفود

§الْوُفُودُ

حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ غُطَيْفِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: أَتَتِ الْأَنْصَارُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا» ، فَعَادُوا فَعَادَ، فَأَسْلَمُوا فَوُجِدُوا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ إِسْلَامًا، وَوُجِدَ مِنْهُمْ أَئِمَّةٌ وَقَادَةٌ. وَقَدِمَ وَفْدُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ عَلَيْهِمُ

الْقُبَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُمْ يَا عُمَرُ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَسْتَحْيُونَ أَلَّا يُصَلُّوا» ، فَمَكَثُوا يَوْمَهُمْ لَا يُصَلُّونَ وَالْغَدَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّوْا بِلَا وُضُوءٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ» ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ غَسَلُوا وُجُوهَهُمْ وَرُءُوسَهُمْ وَأَعْنَاقَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ، وَتَرَكُوا الْأَرْجُلَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُمْ فَعَلُوا كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: «دَعْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ سَيَتَوَضَّئُونَ» ، وَغَدَوَا الْيَوْمَ الْخَامِسَ فَغَسَلُوا الْبُطُونَ وَالظُّهُورَ، فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «دَعْهُمْ عَنْكَ» ، فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِمْ بَعْدُ، حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ هَدِيَّةٌ مِنَ الطَّائِفِ: عَسَلٌ وَزَبِيبٌ وَرُمَّانٌ وَشِنَانُ فِرْسِكٍ مُرَبَّبٍ، فَأَهْدَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟» فَقَالُوا: بَلْ هَدِيَّةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِقَاءً مِنَ الْعَسَلِ قَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: ضَرِيبٌ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ فَتَحَ الثَّانِي فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: ضَرِيبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ، وَأَطْيَبَ طَعْمَهُ» ، وَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامُوا عَنْهُ، وَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ شَاةً مَطْبُوخَةً بِلَبَنٍ، فَالْتَمَسَ الْعِوَضَ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَقَالَ: «هَلْ رَضِيتَ؟» قَالَ: لَا، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ وَقَالَ: «هَلْ رَضِيتَ؟» قَالَ: لَا قَالَ: «وَيْحَكَ لَا تُبَخِّلْنِي؛ فَإِنِّي لَمْ أُخْلَقْ بَخِيلًا، وَلَا جَبَانًا» ، فَالْتَمَسَ فَجَاءَهُ بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وَسُلْتٍ وَتَمْرٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ: «هَلْ رَضِيتَ؟» قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: «لَا أَتَّهِبُ إِلَّا مِنْ قُرَيْشِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ؛ فَإِنَّهُمَا حَيَّانِ لَا يَتَعَجَّلَانِ الثَّائِبَةَ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَقْبَلَ وَفْدُ ثَقِيفٍ بَعْدَ قَتْلِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا هُمْ أَشْرَافُ ثَقِيفٍ، فِيهِمْ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ، وَهُوَ رَأْسُهُمْ يَوْمَئِذٍ وَفِيهِمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ وَهُوَ أَصْغَرُ الْوَفْدِ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُونَ الصُّلْحَ وَالْقَضِيَّةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ حِينَ رَأَوْا أَنْ قَدْ فُتِحَتْ مَكَّةُ وَأَسْلَمَ عَامَّةُ الْعَرَبِ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْزِلْ عَلَيَّ قَوْمِي فَأُكْرِمَهُمْ؛ فَإِنِّي حَدِيثُ الْجُرْمِ فِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا أَمْنَعُكَ أَنْ تُكْرِمَ قَوْمَكَ، وَلَكِنْ تُنْزِلُهُمْ حَيْثُ يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ» قَالَ: وَكَانَ مِنْ جُرْمِ الْمُغِيرَةِ فِي قَوْمِهِ أَنَّهُ كَانَ أَجِيرًا لِثَقِيفٍ، فَإِنَّهُمْ أَقْبَلُوا مِنْ مُضَرَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبُسَاقَ عَدَا عَلَيْهِمْ، وَهُمْ نِيَامٌ، فَقَتَلَهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِأَمْوَالِهِمْ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى

الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخْمِسْ مَالِي هَذَا؟ قَالَ: «وَمَا نَبَأُهُ؟» قَالَ: كُنْتُ أَجِيرًا لِثَقِيفٍ، فَلَمَّا سَمِعْتُ بِكَ قَتَلْتُهُمْ، وَهَذِهِ أَمْوَالُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا لَسْنَا بِغُدْرٍ» ، وَأَبَى أَنْ يُخَمِّسَ مَا مَعَهُ، وَأَنْزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدَ ثَقِيفٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَبَنَى لَهُمْ خِيَامًا لِكَيْ يَسْمَعُوا الْقُرْآنَ وَيَرَوَا النَّاسَ إِذَا صَلَّوْا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ لَمْ يَذْكُرْ نَفْسَهُ، فَلَمَّا سَمِعَهُ وَفْدُ ثَقِيفٍ قَالُوا: يَأْمُرُنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَا يَشْهَدُ هُوَ بِهِ فِي خُطْبَتِهِمْ. فَلَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُهُمْ قَالَ: «فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ، وَكَانُوا يَغْدُونَ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَخْلُفُونَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي رِحَالِهِمْ لِأَنَّهُ أَصْغَرُهُمْ، فَكَانَ عُثْمَانُ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ الْوَفْدُ وَقَالُوا بِالْهَاجِرَةِ عَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الدِّينِ وَاسْتَقْرَأَهُ الْقُرْآَنَ فَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ مِرَارًا حَتَّى فَقِهَ وَعَلِمَ، وَكَانَ إِذَا وَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا عَمَدَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يَكْتُمُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُثْمَانَ وَأَحَبَّهُ، فَمَكَثَ الْوَفْدُ يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمُوا فَقَالَ لَهُ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ: هَلْ أَنْتَ مُقَاضِينَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنْ أَنْتُمْ أَقْرَرْتُمْ بِالْإِسْلَامِ قَاضَيْتُكُمْ، وَإِلَّا فَلَا قَضِيَّةَ وَلَا صُلْحَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» ، قَالُوا: أَرَأَيْتَ الزِّنَا؛

فَإِنَّا قَوْمٌ نَغْتَرِبُ؟ " قَالَ: " هُوَ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} ، قَالُوا: أَرَأَيْتَ الرِّبَا؟ قَالَ: «وَالرِّبَا حَرَامٌ» ، قَالُوا: فَإِنَّهَا أَمْوَالُنَا كُلُّهَا؟ قَالَ: لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278] ، قَالُوا: أَفَرَأَيْتَ الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا عَصِيرُ أَعْنَابِنَا وَلَا بُدَّ لَنَا مِنْهُ؟ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] ، فَارْتَفَعَ الْقَوْمُ وَخَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَيْحَكُمْ إِنَّا نَخَافُ إِنْ خَالَفْنَاهُ يَوْمًا كَيَوْمِ مَكَّةَ، انْطَلِقُوا فِيهِ فَلْنُكَافِئْهُ عَلَى مَا سَأَلَنَا، فَأَتَوْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: نَعَمْ لَكَ مَا سَأَلْتَ، وَقَالُوا: أَرَأَيْتَ الرَّبَّةَ، مَاذَا نَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: «اهْدُمُوهَا» ، قَالُوا: هَيْهَاتَ، لَوْ تَعْلَمُ الرَّبَّةُ أَنَّكَ تُرِيدُ هَدْمَهَا قَتَلَتْ أَهْلِينَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ

عَبْدِ يَالِيلَ مَا أَحْمَقَكَ، إِنَّمَا الرَّبَّةُ حَجَرٌ لَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَا يَعْبُدُهُ قَالَ: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسِلْ أَنْتَ فَاهْدِمْهَا فَإِنَّا لَنْ نَهْدِمَهَا أَبَدًا قَالَ: «فَسَأَبْعَثُ إِلَيْكُمْ مَنْ يَكْفِيكُمْ هَدْمَهَا» ، فَكَاتَبُوهُ فَقَالَ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ: ائْذَنْ لَنَا قَبْلَ رَسُولِكَ، ثُمَّ ابْعَثْ فِي آثَارِنَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ بِقَوْمِي. فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَحَمَلَهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِّرْ عَلَيْنَا رَجُلًا مِنَّا، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، لِمَا رَأَى مِنْ حِرْصِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَقَدْ كَانَ عَلِمَ سُوَرًا مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ فَقَالَ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَقِيفٍ، فَاكْتُمُوهُمُ الْقَضِيَّةَ وَخَوِّفُوهُمْ بِالْحَرْبِ وَالْفَنَاءِ وَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا سَأَلَنَا أُمُورًا أَبَيْنَاهَا عَلَيْهِ، وَسَأَلَنَا أَنْ نَهْدِمَ اللَّاتَ، وَنُبْطِلَ أَمْوَالَنَا فِي الرِّبَا، وَنُحَرِّمَ الْخَمْرَ وَالزِّنَا. فَخَرَجَتْ ثَقِيفٌ حِينَ دَنَا الْوَفْدُ مِنْهُمْ يَتَلَقَّوْنَهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ قَدْ سَارُوا الْعَنَقَ، وَقَطَرُوا الْإِبِلَ، وَتَغَشَّوْا ثِيَابَهُمْ كَهَيْئَةِ الْقَوْمِ قَدْ حَزِنُوا وَكَرَبُوا وَلَمْ يَرْجِعُوا بِخَيْرٍ، فَلَمَّا رَأَتْ ثَقِيفٌ مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا جَاءَ وَفْدُكُمْ بِخَيْرٍ، وَلَا رَجَعُوا بِهِ. فَدَخَلَ الْوَفْدُ فَعَمَدُوا إِلَى اللَّاتِ فَنَزَلُوا عِنْدَهَا، وَاللَّاتُ بَيْتٌ كَانَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الطَّائِفِ بِسِتْرٍ، وَيُهْدَى لَهَا الْهَدْيُ، ضَاهَوْا بِهِ بَيْتَ اللَّهِ، وَكَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَقُولُ نَاسٌ مِنْ ثَقِيفٍ حِينَ نَزَلَ الْوَفْدُ عَلَيْهَا كَأَنَّهُمْ

لَا عَهْدَ لَهُمْ بِرُؤْيَتِهَا، وَرَجَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى أَهْلِهِ، وَأَتَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ جَانِبَهُ مِنْ ثَقِيفٍ فَسَأَلُوهُ: مَاذَا جِئْتُمْ بِهِ، وَمَا رَجَعْتُمْ بِهِ؟ قَالُوا: أَتَيْنَا رَجُلًا غَلِيظًا يَأْخُذُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، قَدْ ظَهَرَ بِالسَّيْفِ وَأَدَاخَ الْعَرَبَ، وَأَدَانَ لَهُ النَّاسَ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا أُمُورًا شِدَادًا: هَدْمَ اللَّاتِ، وَتَرْكَ الْأَمْوَالِ فِي الرِّبَاتِ إِلَّا رُءُوسَ أَمْوَالِنَا، وَتَحْرِيمَ الْخَمْرِ. قَالَتْ ثَقِيفٌ: فَوَاللَّهِ لَا نَقْبَلُ هَذَا أَبَدًا فَقَالَ الْوَفْدُ: فَأَصْلِحُوا السِّلَاحَ، وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ، وَرُمُّوا حِصْنَكُمْ. فَمَكَثَ بِذَلِكَ ثَقِيفٌ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً يُرِيدُونَ - زَعَمُوا - الْقِتَالَ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا لَنَا طَاقَةٌ بِهِ، أَدَاخَ الْعَرَبَ كُلَّهَا، فَارْجِعُوا إِلَيْهِ وَأَعْطُوهُ مَا سَأَلَ وَصَالِحُوهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى الْوَفْدُ أَنَّهُمْ قَدْ رُعِبُوا وَخَافُوا وَاخْتَارُوا الْأَمْنَ عَلَى الْخَوْفِ وَالْحَرْبِ قَالَ الْوَفْدُ: فَإِنَّا قَدْ قَاضَيْنَاهُ، وَأَعْطَانَا مَا أَحْبَبْنَا وَشَرَطَ لَنَا مَا أَرَدْنَا، وَوَجَدْنَاهُ أَتْقَى النَّاسِ وَأَوْفَاهُمْ، وَأَرْحَمَهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ، وَقَدْ بُورِكَ لَنَا وَلَكُمْ فِي مَسِيرِنَا إِلَيْهِ، وَفِيمَا قَاضَيْنَاهُ عَلَيْهِ، فَانْهُوا الْقَضِيَّةَ وَاقْبَلُوا عَاقِبَةَ اللَّهِ قَالَتْ ثَقِيفٌ: فَلِمَ كَتَمْتُمُونَا هَذَا الْحَدِيثَ وَغَمَّمْتُمُونَا بِهِ أَشَدَّ الْغَمِّ؟ قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ يَنْزِعَ اللَّهُ مِنْ قُلُوبِكُمْ نَخْوَةَ الشَّيْطَانِ. فَأَسْلَمُوا مَكَانَهُمْ وَاسْتَسْلَمُوا وَمَكَثُوا أَيَّامًا، ثُمَّ قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيرُهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَفِيهِمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ

، فَلَمَّا قَدِمُوا عَمَدُوا إِلَى اللَّاتِ فَهَدَمُوهَا، وَقَدِ اسْتَكَفَّتْ ثَقِيفٌ الرِّجَالُ مِنْهُمْ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ حَتَّى خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنَ الْحِجَالِ، لَا تَرَى عَامَّةُ ثَقِيفٍ أَنَّهَا مَهْدُومَةٌ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا مُمْتَنِعَةٌ، فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ الْكَرْزَنَ وَقَالَ: لَأُضْحِكَنَّكُمْ مِنْ ثَقِيفٍ، فَضَرَبَ بِالْكَرْزَنِ ثُمَّ سَقَطَ يَرْتَكِضُ، فَارْتَجَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِصَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ قَالُوا: أَبْعَدَ اللَّهُ الْمُغِيرَةَ، قَدْ قَتَلَتْهُ الرَّبَّةُ، حِينَ رَأَوْهُ سَاقِطًا، وَقَالُوا: مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيَتَقَرَّبْ وَلْيَجْتَهِدْ عَلَى هَدْمِهَا، فَوَاللَّهِ لَا يُسْتَطَاعُ أَبَدًا، فَوَثَبَ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ: قَبَّحَكُمُ اللَّهُ يَا مَعْشَرَ ثَقِيفٍ، إِنَّمَا هِيَ لَكَاعٌ حِجَارَةٌ وَمَدَرٌ، اقْبَلُوا عَافِيَةَ اللَّهِ وَاعَبْدُوهُ، ثُمَّ ضَرَبَ الْبَابَ فَكَسَرَهُ ثُمَّ عَلَا عَلَى سُورِهَا وَعَلَا الرِّجَالُ مَعَهُ، فَمَا زَالُوا يَهْدِمُونَهَا حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى سَوَّوْهَا بِالْأَرْضِ، وَجَعَلَ صَاحِبُ الْمَفَاتِيحِ يَقُولُ: لَيَغْضَبَنَّ الْأَسَاسُ وَلَيُخْسَفَنَّ بِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُغِيرَةُ قَالَ: يَا خَالِدُ، دَعْنِي أَحْفِرُ أَسَاسَهَا، فَحَفَرُوهُ حَتَّى أَخْرَجُوا تُرَابَهَا، وَانْتَزَعُوا حُلِيَّهَا، وَأَخَذُوا ثِيَابَهَا، فَبُهِتَتْ ثَقِيفٌ، وَقَالَتْ عَجُوزٌ مِنْهُمْ

: أَسْلَمَهَا الرَّضَّاعُ، وَتَرَكُوا الْمِصَاعَ. وَأَقْبَلَ الْوَفْدُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلِيِّهَا وَكِسْوَتِهَا، وَقَسَمَهَا مِنْ يَوْمِهِ، وَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِ وَإِعْزَازِ دِينِهِ، فَهَذَا حَدِيثُ ثَقِيفٍ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، " أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ أَنَّ §وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَانْصِرَافِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَاضَوْهُ عَلَى الْقَضِيَّةِ الَّذِي ذَكَرْتُ لَكَ، وَبَايَعُوهُ، وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي عِنْدَهُمْ الَّذِي بَايَعُوهُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَازِبٍ، " أَنَّهُ §كَانَ فِي كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَقِيفٍ حِينَ أَسْلَمُوا أَنَّهُمْ حَيٌّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَكُونُونَ مَعَهُمْ حَيْثُ شَاءُوا وَحَيْثُ أَحَبُّوا قَالَ: فَجَعَلُوا دَعْوَتُهُمْ مَعَ قُرَيْشٍ وَقَالُوا: وَلَدَتْنَا قُرَيْشٌ وَوَلَدْنَاهُمْ "

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: " اسْتَعْمَلَنِي -[508]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ؛ لِأَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ السُّورَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْقُرْآنَ يَتَفَلَّتُ مِنِّي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: «§يَا شَيْطَانُ اخْرُجْ مِنْ صَدْرِ عُثْمَانَ» قَالَ: فَمَا نَسِيتُ بَعْدُ شَيْئًا أُرِيدُ حِفْظَهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْسٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي الْوَفْدِ حِينَ قَدِمَتْ ثَقِيفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ فَيَقُومُ قَائِمًا يَتَحَدَّثُ، فَأَكْثَرُ ذَاكَ تَشَكِّيهِ قُرَيْشًا فَقَالَ: «كُنَّا الْعَشْرَ الَّتِي كُنَّا بِمَكَّةَ فَكُنَّا مَقْهُورِينَ مَظْلُومِينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ كَانَتِ الْحَرْبُ سِجَالًا، عَلَيْنَا وَلَنَا» . قَالَ: فَاحْتَبَسَ عَنَّا لَيْلَةً، فَقُلْنَا: مَا حَبَسَكَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ §طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، يُحَدِّثُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: " قَدِمْنَا فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ فَأَنْزَلَهُمْ فِي قُبَّتِهِ -[509]- بَيْنَ مُصَلَّاهُ وَمَسْكَنِ أَهْلِهِ، فَكَانَ يَمُرُّ بِهِمْ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ يُحَدِّثُهُمْ، وَكَانَ أَكْثَرَ مَا يُحَدِّثُنَا تَشَكِّيهِ قُرَيْشًا وَمَا صَنَعُوا بِهِ بِمَكَّةَ فَيَقُولُ: " وَكُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَضْعَفِينَ مُسْتَذَلِّينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ انْتَصَفْنَا مِنَ الْقَوْمِ، فَكَانَتْ سِجَالًا الْحَرْبُ، عَلَيْنَا وَلَنَا، فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْطَأْتَ عَنَّا الْمُكْثَ اللَّيْلَةَ فَقَالَ: «إِنَّهُ §طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ اللَّيْلَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ، فَلَمَّا قَضَيْتُهُ خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ» ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بُكْرَةً سَأَلْنَا أَصْحَابَهُ: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ فَقَالُوا: نُحَزِّبُهُ سَبْعَةَ أَحْزَابٍ: ثَلَاثَ سُوَرٍ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعِ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وِتْرًا وِتْرًا. وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ أَوَّلُهُ قَافٌ "

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا خَرَجَ وَفْدُ ثَقِيفٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ الْأَحْلَافُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَنْزَلَ الْمَالِكِينَ، وَفِيهِمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فِي قُبَّةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ: فَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعِشَاءِ §فَيَقُومُ عَلَى بَابِ قُبَّتِنَا فَيُحَدِّثُنَا، فَمِنَّا النَّائِمُ وَمِنَّا الْمُسْتَيْقِظُ " نَحْوَ حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§لَمَّا وَفَدَتْ بَنُو مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ عَلَيْهَا -[510]- قُبَّةً وَأَنْزَلَهُمْ فِيهَا، فَكَانَ يَأْتِينَا بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيُحَدِّثُنَا وَإِنَّهُ لَقَائِمٌ يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ» نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي عَاصِمٍ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ لَهُمْ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْمٌ مُشْرِكُونَ؟ فَقَالَ: «إِنَّ §الْأَرْضَ لَيْسَ عَلَيْهَا مِنْ أَنْجَاسِ النَّاسِ شَيْءٌ، إِنَّمَا أَنْجَاسُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَهُمُ الْمَسْجِدَ لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لَا يُحْشَرُوا وَلَا يُعْشَرُوا وَلَا يُجَبُّوا وَلَا يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ غَيْرَهُمْ فَقَالَ: «§لَكُمْ أَنْ لَا تُعْشَرُوا، وَأَنْ لَا تُحْشَرُوا، وَلَا يُسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ» ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ» . قَالَ عُثْمَانُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي الْقُرْآنَ، وَاجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ

إِنَّا أَخْوَالُكَ وَأَصْهَارُكَ وَجِيرَانُكَ، وَإِنَّا أَشَدُّ أَهْلِ نَجْدٍ عَلَيْكَ حَرْبًا، وَخَيْرُهُمْ لَكَ سِلْمًا، إِنْ حَارَبْنَاكَ حَارَبَكَ مَنْ بَعْدَنَا، وَإِنْ سَالَمْنَاكَ سَالَمَكَ مَنْ بَعْدَنَا، فَاجْعَلْ لَنَا أَنْ لَا نُعْشَرَ، وَلَا نُحْشَرَ، وَلَا نُجَبَّى، وَلَا تُكْسَرَ أَصْنَامُنَا بِأَيْدِينَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَكُمْ أَلَا تُعْشَرُوا، وَلَا تُحْشَرُوا، وَلَا تُكَسِّرُوا أَصْنَامَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ، وَلَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ» ، قَالُوا: تُمَتِّعْنَا بِاللَّاتِ سَنَةً، فَإِنْ خَشِيتَ لَائِمَةَ الْعَرَبِ فَقُلِ: اللَّهُ رَبِّي أَمَرَنِي بِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا وَاللَّهِ، وَلَا نِعْمَةَ عَيْنٍ، أَحْرَقْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْرَقَ اللَّهُ أَكْبَادَكُمْ، لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَتْ فِيهِ الْعَرَبُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} [الإسراء: 73] "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، حَتَّى مَضَى سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَامَ الْوِلْدَانُ، وَتَعَشَّى النِّسْوَانُ، وَذَهَبَ اللَّيْلُ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §احْمَدُوا اللَّهَ، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَنْتَظِرُ هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرَكُمْ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَشِيرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ وَفْدَ -[512]- ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْهُ بِهَدِيَّةٍ فَقَالَ: «§صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ إِنَّ الْهَدِيَّةَ يُبْتَغَى بِهَا وَجْهُ الرَّسُولِ وَقَضَاءُ الْحَاجَةِ، وَإِنَّ الصَّدَقَةَ يُبْتَغَى بِهَا مَا عِنْدَ اللَّهِ» ، قَالُوا: بَلْ هَدِيَّةٌ، فَقَبِلَهَا، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْعَدِهِ ذَلِكَ يُحَدِّثُونَهُ حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ مَعَ الْعَصْرِ " حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَاصِمٍ الْوَاسِطِيُّ ابْنُ أَخِي عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، وَعُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ شَغَلُوهُ، يَسْأَلُهُمْ وَيَسْأَلُونَهُ حَتَّى لَمْ يُصَلِّ الظُّهْرَ إِلَّا مَعَ الْعَصْرِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو خَالِدٍ، يَزِيدُ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُ فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ، وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا سَأَلْتَ اللَّهَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: «§فَلَعَلَّ لِصَاحِبِكَ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ -[513]-، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا فَأُعْطِيهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَهَلَكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّهُ قَدِمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي قَوْمِهِ ثَقِيفٍ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ كَانَ فِيمَا ذَكَرُوا أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ، فَقَضَى حَوَائِجَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ قَدِمَ مَعَكُمْ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَعَنَا فَتًى مِنَّا خَلَّفْنَاهُ فِي رِحَالِنَا قَالَ: «فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ» ، وَقَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُمْ عِنْدَهُ، اسْتَقْبَلَنِي فَقَالَ: «إِنَّ §الْيَدَ الْمُنْطِيَةَ هِيَ الْعُلْيَا، وَإِنَّ السَّائِلَةَ هِيَ السُّفْلَى، فَمَا اسْتَغْنَيْتَ فَلَا تَسْأَلْ، وَإِنَّ مَالَ اللَّهِ مَسْئُولٌ وَمُنْطَى»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: " وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، وَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ، فَخَلَّفُونِي فِي رِحَالِهِمْ، وَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ فَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، غُلَامٌ خَلَّفْنَاهُ فِي رِحَالِنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَدْعُونِي، فَقَالُوا -[514]-: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: «§مَا أَنْطَاكَ اللَّهُ، فَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا؛ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا هِيَ الْيَدُ الْمُنْطِيَةُ، وَإِنَّ الْيَدَ السُّفْلَى الْمُنْطَاةُ، وَإِنَّ مَالَ اللَّهِ لَمَسْئُولٌ وَمُنْطَى» قَالَ: فَكَلَّمَنِي بِلُغَتِنَا "

حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عُرْوَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا، وَمَالُ اللَّهِ مَسْئُولٌ وَمُنْطَى» قَالَ: فَكَلَّمَنِي بِلُغَةِ قَوْمِي، وَهُمْ بَنُو سَعْدٍ "

حُدِّثْنَا عَنِ أَبِي مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ -[515]-، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَفَّرُوا أَشْعَارَهُمْ وَشَوَارِبَهُمْ وَأَظْفَارَهُمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقِيمُوا وَأَنْ يَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَأَقَامُوا قَرِيبًا مِنْ سَنَةٍ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْرَضَهُمْ، فَفَضَلَهُمْ أَحَدُهُمْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَسُورَةٍ مَعَهَا، فَأَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِنَّكَ لَأَحْدَثُهُمْ، وَلَكِنِّي أَمَّرْتُكَ عَلَيْهِمْ لِمَا فَضَلْتَهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ، §فَإِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ بِصَلَاةِ أَصْغَرِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْمَمْلُوكَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا خَرَجْتَ سَاعِيًا فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنَ الْغَنَمِ الشَّافِعَ، وَلَا الرُّبَّى، وَلَا حَرَزَةَ الرَّجُلِ؛ فَإِنَّهُ أَحَقُّ بِهَا، وَخَيْرٌ مِنْهُمُ الْجَزَعَةُ وَالثَّنِيَّةُ، فَإِنَّهَا وَسَطٌ مِنَ الْغَنَمِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، يُخْبِرُ عَاصِمٌ، عَنْ أبيه -[516]-، وَافِدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ قَالَ: أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَمْ نَجِدْهُ، فَأَتَتْنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِعَصِيدَةٍ فَأَكَلْنَا، فَبَيْنَا ذَاكَ إِذْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَفَّى فَقَالَ: «§هَلْ طَعِمْتُمْ شَيْئًا؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ، أَتَتْنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِعَصِيدَةٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَسْبِغْ وُضُوءَ الْأَصَابِعِ، فَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَأَبْلِغْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» فَقَالَ صَاحِبِي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِيَ امْرَأَةً، فَذَكَرَ مِنْ بَذَائِهَا وَطُولِ لِسَانِهَا فَقَالَ: «طَلِّقْهَا» فَقَالَ: إِنَّهَا ذَاتُ صُحْبَةٍ وَوَلَدٍ قَالَ: «مُرْهَا، أَوْ قُلْ لَهَا، فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَقْبَلُ، وَلَا تَضْرِبَنَّ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ» قَالَ: فَبَيْنَا ذَاكَ إِذْ دَفَعَ الرَّاعِي الْغَنَمَ فِي الْمُرَاحِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ وَلَدَتْ شَيْئًا؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «مَاذَا؟» قَالَ: سَخْلَةً قَالَ: «فَاذْبَحْ لَنَا شَاةً» ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «لَا تَحْسَبَنَّ، وَلَمْ يَقُلْ لَا تَحْسَبُنَّ، أَنَّا إِنَّمَا ذَبَحْنَاهَا مِنْ أَجَلِكَ، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، فَإِذَا وُلِدَ لِلرَّاعِي سَخْلَةٌ أَمَرْنَاهُ أَنْ يَذْبَحَ شَاةً» حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَتَتْنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِعَصِيدَةٍ وَتَمْرٍ

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ بْنِ جَرَادِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ فَرَجِ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ خَفَاجَةَ الْوَافِدُ الْمَيْمُونُ الَّذِي دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ عَامِرٌ، وَعَمَّا فَعَلَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ، دَعَاهُ الرَّسُولُ لِيُسْلِمَ فَغَلَبَهُ، فَلَمَّا غَلَبَهُ قَالَ: «فَأَنَا أُعْطِيكَ وَادِيَ الْقُرَى خَرَاجَهُ» ، فَأَبَى قَالَ: «مَا نُعْطِيكَ إِلَّا الْأَعِنَّةَ فَتَكُونُ بِيَدِكَ» قَالَ: لَا قَالَ: «فَمَا تُرِيدُ؟» قَالَ: أَرُونِي إِسْلَامَكُمْ حَتَّى أَنْظُرَ مَا هُوَ؟ فَقَامُوا فَصَلَّوْا فَقَالَ: هَذَا الَّذِي تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ؟ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا نَظَرْتُ إِلَى عَامِرِيَّةٍ مُحَبَّبَةٍ أَبَدًا أَبَدًا، وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَخَرَجَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا شُقْرًا، وَرِجَالًا حُمُرًا فَقَالَ: «كَذَبْتَ» ، ثُمَّ قَالَ: «تَطَهَّرُوا، فَإِذَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا» ، فَزَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ أَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اشْغَلْ

عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ وَأَرِيَنَّهُ الْحُتُوفَ» ، فَأَمَّنَ الْقَوْمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمُ الرَّاكِبُ الْمَيْمُونُ الَّذِي تُحِبُّونَ» ، وَأَشَارَ مِنْ قِبَلِ أَرْضِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ أُنَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ، فَأَتَاهُ، فَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: «مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟» قَالَ: قَوْمِي عَلَى مَا يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ بِطَوَاعِيَتِهِمْ إِيَّاكَ وَحِرْصِهِمْ عَلَيْكَ فَقَالَ: «أَعْجَلُ قَوْمِكَ» ، وَمَسَحَ نَاصِيَتَهُ وَصَافَحَهُ وَقَالَ: «هَذَا الْوَافِدُ الْمَيْمُونُ» ، فَلَمَّا جَاءُوهُ قَالَ: «أَبَى اللَّهُ لِبَنِي عَامِرٍ إِلَّا خَيْرًا» ، فَدَفَعَ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَفَاجَةَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَكْرِيِّ الَّذِي جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِدًا عَلَى سُلَيْمٍ وَعَامِرٍ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ ذَاتَ الْأَذَنَةِ وَدِرْعَهُ وَحِصَانَهُ وَسَيْفَهُ، وَهُوَ سَلَبُ حَارِثَةَ الْكِنْدِيِّ. وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عِقَالٍ الْخُوَيْلِدِيُّ: [البحر الطويل] أَحَارِثَةُ الْكِنْدِيُّ ذَا التَّاجُ إِنَّنَا ... مَتَى مَا نُوَاقِعُ حَارَّةَ الْقَوْمِ نَقْتُلِ وَنُنْعِمْ وَلَا يُنْعَمْ عَلَيْنَا وَإِنْ نَعِشْ ... بَدَأْنَا وَأَبَدًا مَنْ يُظَالِمُ يَفْصِلِ وَنَغْصِبْ وَلَا نُغْصَبْ وَتَأْسِرْ رِمَاحُنَا ... كِرَامَ الْأُسَارَى بَيْنَ نَعَمٍ وَمِحْوَلِ وَقَالَ حَارِثَةُ: [البحر الطويل] يُرِيكَ شَرَاهَا يَا طُفَيْلُ بْنَ مَالِكٍ ... دِلَاصُ الْحَدِيدِ عَنْ أَشَمِّ طَوِيلِ وَهُمْ سَلَبُوا ذَاتَ الْأَذَنَةِ عَنْوَةً ... وَهُمْ تَرَكُوا بِالشِّعْبِ أَلْفَ قَتِيلِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " جَاءَ عَامِرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[519]-، فَسَأَلَهُ الْخِلَافَةَ مِنْ بَعْدِهِ، وَسَأَلَهُ الْمِرْبَاعَ وَسَأَلَهُ أَشْيَاءَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ لَا تَنْزِعُكَ الرَّمَّاحُ نَزْعًا عَنِيفًا، وَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبِيبَةً مِنْ سَبِيبَاتِ الْمَدِينَةِ مَا أَعْطَاكَ، فَوَلَّى عَامِرٌ غَضْبَانَ وَقَالَ: لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُمَّ، إِنَّ لَمْ تَهْدِ عَامِرًا فَاكْفِنِيهِ» ، فَأَخَذَتْهُ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ، فَجَعَلَ يُنَادِي يَا آلَ عَامِرٍ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبِكْرِ حَتَّى قَتَلَتْ عَدُوَّ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ، " أَنَّ أَرْبَدَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعَامِرَ -[520]- بْنَ الطُّفَيْلِ، أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَنَا أَشْغَلُهُ بِالْكَلَامِ حَتَّى تَقْتُلَهُ، فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ انْصَرَفَ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: لَقَدْ رَأَيْتُ عِنْدَهُ شَيْئًا، إِنَّ رِجْلَيْهِ لَفِي الْأَرْضِ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَفِي السَّمَاءِ، لَوْ دَنَوْتُ مِنْهُ لَأَهْلَكَنِي. فَأَمَّا أَرْبَدُ فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] ، وَأَمَّا عَامِرٌ فَإِنَّهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِ» ، فَأَخَذَتْهُ غُدَّةٌ فَقَتَلَتْهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اهْدِ بَنِي عَامِرٍ، وَأَرِحِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " §جَعَلَ عَامِرٌ يَقُولُ: «غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ» حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَدْ بَلَغَ عَامِرٌ مَا لَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ آلِ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ أَوْ زُرَارَةَ، وَلَوْ عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَيْنِ فِي الْعَرَبِ أَشْرَفَ مِنْهُمَا لَذَكَرَهُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[521]- فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْنَا: أَنْتَ وَلَدُنَا، وَأَنْتَ سَيِّدُنَا، وَأَنْتَ أَطْوَلُنَا طَوْلًا، وَأَنْتَ الْجَفْنَةُ الْغَرَّاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا تَسْتَسْخِرْكُمُ الشَّيَاطِينُ» قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ غَيْلَانُ: «لَا تَسْتَهْزِئْكُمُ الشَّيَاطِينُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» فَقَالَ: مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ؛ فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ قَالَ: «لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» قَالَ: فَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهَ -[522]- مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ: اللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ قَبْلُ وَإِلَهَ مَنْ بَعْدِكَ: اللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؟ وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدُ آبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِإِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ: اللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلَامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً: الزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالصِّيَامَ وَشَرَائِعَ الْإِسْلَامِ كُلَّهَا، يُنَاشِدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا نَاشَدَهُ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ثُمَّ لَا أَزِيدُ وَلَا أَنْقُصُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ» قَالَ: فَأَتَى إِلَى بَعِيرِهِ فَأَطْلَقَ عِقَالَهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى، قَالُوا: يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُنُونَ وَاتَّقِ الْجُذَامَ قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللَّهِ مَا يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَاسْتَنْقَذَكُمْ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا -[523]- أَمَرَكُمْ بِهِ وَنَهَاكُمْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا. قَالَ: يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ "

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §قَدِمَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعْمِلْهُ عَلَى قَوْمِهِ، وَقَالَ عُمَرُ: لَا تَسْتَعْمِلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَتَكَلَّمَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي؟ قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَنَزَلَتْ {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] الْآيَةَ قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا كَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَهُ فِي مَسْمَعِهِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ مِمَّا يَخْفِضُ صَوْتَهُ قَالَ: مَا ذُكِرَ حِينَهُ «حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ،» أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، " فَاسْتَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه -[524]- وسلم فَأَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ أَشْيَاءَ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِدْرٍ وَمَاءٍ فَاغْتَسَلَ. وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَفَرَّجَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَامَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ عَنْهُنَّ وَلَمْ يُخْبِرْهُنَّ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ، وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ -[525]- بَدْرٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ الْأَهْتَمِ عَنِ الزِّبْرِقَانِ: كَيْفَ هُوَ فِيكُمْ؟ وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ قَيْسًا لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ بَيْنَهُمَا فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْأَهْتَمِ: مُطَاعٌ فِي أُذُنَيْهِ، شَدِيدُ الْعَارِضَةِ مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. قَالَ الزِّبْرِقَانُ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَ مَا قَالَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي أَفْضَلُ مِمَّا قَالَ قَالَ عَمْرٌو: فَإِنَّكَ لَزَمِرُ الْمُرُوءَةِ، ضَيِّقُ الْعَطَنِ، أَحْمَقُ الْأَبِ، لَئِيمُ الْخَالِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَدَقْتُ فِيهِمَا جَمِيعًا، أَرْضَانِي فَقُلْتُ بِأَحْسَنَ مَا أَعْلَمُ فِيِهِ، وَأَسْخَطَنِي فَقُلْتُ بِأَسْوَأِ مَا أَلَمَّ فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» ، وَكَانَ يُقَالُ لِلزِّبْرِقَانِ: قَمَرُ نَجْدٍ؛ لِجَمَالِهِ، وَكَانَ مِمَّنْ يَدْخُلُ مَكَّةَ مُتَعَمِّمًا لِحُسْنِهِ، وَوَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ بَنِي عَوْفٍ " فَأَدَّاهَا فِي الرِّدَّةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَقَرَّهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الصَّدَقَةِ لِمَا رَأَى مِنْ ثَبَاتِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَحَمْلِهِ الصَّدَقَةَ إِلَيْهِ -[526]- حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَكَذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ رَجُلٌ فِي الزِّبْرِقَانِ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ يَمْدَحُهُ، وَقِيلَ قَالَهَا الْحُطَيْئَةُ: [البحر الوافر] تَقُولُ خَلِيلَتِي لَمَّا الْتَقَيْنَا ... سَتُدْرِكُنَا بَنُو الْقَوْمِ الْهِجَانِ سَيُدْرِكُنَا بَنُو الْقَمَرِ بْنِ بَدْرٍ ... سِرَاجُ اللَّيْلِ لِلشَّمْسِ الْحَصَانِ فَقُلْتُ ادْعِي وَأَدْعُو إِنَّ أَنْدَى ... لِصَوْتٍ أَنْ يُنَادِيَ دَاعِيَانِ فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنِّي فَإِنِّي ... أَنَا النَّمِرِيُّ جَارُ الزِّبْرِقَانِ وَكَانَ الزِّبْرِقَانُ قَدْ سَارَ إِلَى عُمَرَ بِصَدَقَاتِ قَوْمِهِ، فَلَقِيَهُ الْحُطَيْئَةُ وَمَعَهُ أَهْلُهُ وَأَوْلَادُهُ يُرِيدُ الْعِرَاقَ فِرَارًا مِنَ السَّنَةِ وَطَلَبًا لِلْعَيْشِ، فَأَمَرَهُ الزِّبْرِقَانُ أَنْ يَقْصِدَ أَهْلَهُ وَأَعْطَاهُ إِمَارَةً يَكُونُ بِهَا ضَيْفًا لَهُ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ، فَفَعَلَ الْحُطَيْئَةُ، ثُمَّ هَجَاهُ الْحُطَيْئَةُ بِقَوْلِهِ: [البحر البسيط] دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي فَشَكَاهُ الزِّبْرِقَانُ إِلَى عُمَرَ، فَسَأَلَ عُمَرُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ قَوْلِهِ: إِنَّهُ هَجْوٌ، فَحَكَمَ أَنَّهُ هَجْوٌ لَهُ وَضِعَةٌ، فَحَبَسَهُ عُمَرُ فِي مَطْمُورَةٍ حَتَّى شَفَعَ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ، فَأَطْلَقَهُ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ أَنْ لَا يَهْجُوَ أَحَدًا أَبَدًا، وَتَهَدَّدَهُ إِنْ فَعَلَ. وَالْقَصَّةُ مَشْهُورَةٌ، وَهِيَ أَطْوَلُ مِنْ هَذِهِ، وَلِلزِّبْرِقَانِ شِعْرٌ، فَمِنْهُ قَوْلُهُ: [البحر البسيط] نَحْنُ الْمُلُوكُ فَلَا حَيٌّ يُقَارِبُنَا ... فِينَا الْعَلَاءُ وَفِينَا تُنْصَبُ الْبِيَعُ -[527]- وَنَحْنُ نُطْعِمُهُمْ فِي الْقَحْطِ مَا أَكَلُوا ... مِنَ الْعَبِيطِ إِذَا لَمْ يُؤْنَسِ الْفَزَعُ وَنَنْحَرُ الْكُومَ عَبْطًا فِي أَرُومَتِنَا ... لِلنَّازِلِينَ إِذَا مَا أُنْزِلُوا شَبِعُوا تِلْكَ الْمَكَارِمُ حُزْنَاهَا مُقَارَعَةً ... إِذَا الْكِرَامُ عَلَى أَمْثَالِهَا اقْتَرَعُوا وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُفُودُ الْعَرَبِ قَدِمَ عَلَيْهِ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ التَّمِيمِيُّ فِي أَشْرَافِ بَنِي تَمِيمٍ، مِنْهُمُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ التَّمِيمِيُّ، أَحَدُ بَنِي سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ، وَالْحَتْحَاتُ بْنُ يَزِيدَ، وَنُعَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ أَخُو بَنِي سَعْدٍ، فِي وَفْدٍ عَظِيمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمَعَهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، وَقَدْ كَانَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ، فَلَمَّا قَدِمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ كَانَا مَعَهُمْ، وَلَمَّا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ نَادَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ حُجُرَاتِهِ: أَنِ اخْرُجْ إِلَيْنَا يَا مُحَمَّدُ، فَآذَى ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[528]- مِنْ صِيَاحِهِمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، جِئْنَاكَ نُفَاخِرُكَ، فَأْذَنْ لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا قَالَ: «قَدْ أَذِنْتُ لِخَطِيبِكُمْ فَلْيَقُلْ» ، فَقَامَ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ عَلَيْنَا الْفَضْلُ وَالْمَنُّ وَهُوَ أَهْلُهُ، الَّذِي جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَوَهَبَ لَنَا أَمْوَالًا عِظَامًا نَفْعَلُ فِيهَا الْمَعْرُوفَ، وَجَعَلَنَا أَعِزَّةَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَكْثَرَهُ عَدَدًا وَأَيْسَرَهُ عُدَّةً، فَمَنْ مِثْلُنَا فِي النَّاسِ، أَلَسْنَا بِرُءُوسِ النَّاسِ وَأُولِي فَضْلِهِمْ، فَمَنْ فَاخَرَنَا فَلْيَعْدُدْ مِثْلَ مَا عَدَدْنَا، وَإِنَّا لَوْ نَشَاءُ لَأَكْثَرْنَا الْكَلَامَ وَلَكِنْ نَخْشَى مِنَ الْإِكْثَارِ فِيمَا أَعْطَانَا، وَإِنَّا نُعْرَفُ بِذَلِكَ، وَأَقُولُ هَذَا لِأَنْ تَأْتُوا بِمِثْلِ قَوْلِنَا، وَأَمْرٍ أَفْضَلَ مِنْ أَمْرِنَا، ثُمَّ جَلَسَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَخِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: «قُمْ؛ فَأَجِبِ الرَّجُلَ فِي خُطْبَتِهِ» ، فَقَامَ ثَابِتٌ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَفِي رِوَايَةٍ فَقَالَ ثَابِتٌ: وَأَيْضًا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ - وَأَشَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - -[529]- لَتَسْمَعَنَّ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ مَا لَمْ يَنْفُذْ بِمَسَامِعِكُمَا مِثْلُهُ قَطُّ، ثُمَّ تَكَلَّمَ ثَابِتٌ وَذَكَرَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ وَسُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ مَا اللَّهُ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَّرَ بِهِ وَأَلْحَقَ، فَسَاقَ الْأَمْرَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، لَئِنْ لَمْ تَدْخُلْ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ وَقَوْمُكُمَا فِي دِينِ اللَّهِ الَّذِي أَكْرَمَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ وَهَدَانَا لَهُ؛ لَيَطَأَنَّ بِلَادَكُمْ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ نَصْرًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِدِينِهِ، ثُمَّ لَيُقْتَلَنَّ الرِّجَالُ وَلَيُسْبَيَنَّ النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَلَيُؤْخَذَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَكُونَ فَيْئًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ الْأَقْرَعُ: أَنْتَ تَقُولُ ذَاكَ يَا ثَابِتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، ايْذَنْ لِشَاعِرِنَا، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ فَأَنْشَدَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ: «أَنْشِدْهُمْ» ، فَأَنْشَدَهُمْ حَسَّانُ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ: «قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتُمَا، وَسَمِعْتُمَا مَا قُلْنَا» فَخَرَجَا، فَلَمَّا خَلَوْا أَخَذَ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ قَالَ الْأَقْرَعُ لِعُيَيْنَةَ: أَسَمِعْتَ مَا سَمِعْتُ، مَا سَكَتَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ سَقْفَ الْبُيُوتِ سَوْفَ يَقَعُ عَلَيْنَا فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَوَجَدْتَ ذَلِكَ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ تَكَلَّمَ شَاعِرُهُمْ فَمَا سَكَتَ حَتَّى أَظْلَمَ عَلَيَّ الْبَيْتُ، وَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِهَذَا الرَّجُلِ لَشَأْنًا، ثُمَّ دَخَلَا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَانَا مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَقْرَعَ مِائَةَ نَاقَةٍ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِائَةَ نَاقَةٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَا أَعْطَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [البحر المتقارب] -[530]- فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا تُدْرَأِ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعِ قَالَ: الْعُبَيْدُ فَرَسُ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآنِي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» قَالَ: فَلَمَّا نَزَلْتُ جَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا قَالَ: " نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَإِنْ كَثُرَ فَسِتُّونَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ، إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا -[531]- وَنَجْدَتِهَا وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا وَنَحَرَ سَمِينَتَهَا، فَأَطْعِمِ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ الْوَادِي الَّذِي أَنَا بِهِ لِكَثْرَةِ إِبِلِي قَالَ: «فَمَا تَصْنَعُ فِي الْمِنْحَةِ؟» قَالَ: أَمْنَحُ كُلَّ سَنَةٍ مِائَةَ نَاقَةٍ قَالَ: «فَمَا تَصْنَعُ فِي الْمَطْرُوقَةِ؟» قَالَ: تَغْدُو الْإِبِلُ وَتَغْدُو النَّاسُ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ قَالَ: " فَمَا تَصْنَعُ فِي إِفْقَارِ الظَّهْرِ؟ قَالَ: إِنِّي لَا أُفْقِرُ الصَّدْعَ الصَّغِيرَ، وَلَا النَّابَ الْمُدْبِرَةَ فَقَالَ: «أَفَمَالُكَ أَحَبُّ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مَالِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِ مَوَالِيَّ قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ -[532]-، وَإِلَّا فَلِمَوَالِيكَ، وَإِلَّا فَلِمَوَالِي اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عَدَدَهَا قَلِيلًا " قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ قَالَ: " يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي وَأَدْتُ ثَمَانِيَ بَنَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ رَقَبَةً» قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي ذُو إِبِلٍ قَالَ: «فَأَهْدِ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ إِنْ شِئْتَ هَدْيًا»

حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زِيَادٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَنَوْتُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ وَإِنْ كَثُرُوا قَالَ: «الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَالْكَثِيرُ سِتُّونَ، وَوَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا، وَمَنَعَ غَزِيرَتَهَا، وَنَحَرَ سَمِينَتَهَا، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» ، قُلْتُ: مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، وَمَا يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ؟ قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْإِفْقَارِ؟» فَقُلْتُ: إِنَّا لَا نُعِيرُ الْبَكْرَ الضَّرْعَ وَالنَّابَ الْمُدْبِرَةَ قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمَنِيحَةِ؟» قَالَ: أُنْتِجُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِائَةً قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الطُّرُوقِ؟» -[533]- قَالَ: تَغْدُو الْإِبِلُ وَتَأْتِي النَّاسُ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ قَالَ: «فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوَالِيكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مَالِي قَالَ: «إِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلَاكَ» ، قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّهَا قَلِيلًا ". قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ. فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَنْصَحَ لَكُمْ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا كِبَارَكُمْ، لَا تُسَوِّدُوا صِغَارَكُمْ فَتَسْتَسْفِهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتَهُونُوا عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ؛ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ، ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا، وَإِيَّاكُمْ وَالنِّيَاحَةَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهَا، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ كَوْنٌ مِنِّي وَمِنْ هَذَا الْحَيِّ ابْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، كَمَا نَشَأْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَا: مُحَمَّدُ بْنُ هُشَيْمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[534]- وَهُوَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ فَقَالَ: أَتُقَبِّلُهُ وَقَدْ وُلِدَ لِي عَشَرَةٌ مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ §لَا يُرْحَمُ مَنْ لَا يَرْحَمُ»

حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَشِيِّ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ أَرَدْتَ مَسْأَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَسْأَلُهُ شَيْئًا بَعْدَمَا حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا فَرَمَى بِهِ إِلَيْهِمَا، فَرَبَطَ عُيَيْنَةُ كِتَابَهُ فِي عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أَحْلَمَ الرَّجُلَيْنِ فَقَالَ الْأَقْرَعُ: مَا فِيهَا؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِيهَا مَا أُمِرْتُ بِهِ فَقَالَ الْأَقْرَعُ: أَنَا أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[535]- رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ وَذَكَرَهُ، وَقَالَ كَالْمُتَشَخِّطِ آنِفًا: «إِنَّهُ §مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: «مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِقَالٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ نَازِلٌ بِدَيْرِ مَرْوَانَ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا خَلْفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، فَجَلَسَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا كَبْشَةَ، هَلْ دَخَلْتَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَهَلْ سَأَلْتَهُ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ بَعْدَ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَ: وَمَا حَدِيثُ سَهْلٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلٌ، " أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ دَخَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَاهُ، فَأَمَرَ لَهُمَا بِمَا سَأَلَاهُ، وَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمَا بِذَلِكَ، فَكَتَبَ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَحِيفَةً، فَأَمَّا الْأَقْرَعُ فَكَانَ رَجُلًا رَحِيمًا فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ فَلَفَّهَا فِي عِمَامَتِهِ، وَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَإِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُرَانِي ذَاهِبٌ إِلَى قَوْمِي بِصَحِيفَةٍ كَصَحِيفَةِ

الْمُتَلَمِّسِ لَا يَدْرِي مَا فِيهَا؟ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِيفَتَهُ فَنَظَرَ فَقَالَ: «قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِمَا أَمَرَ لَكَ فِيهَا» - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ: عَنْ يُونُسَ، عَنْ مَيْسَرَةَ: فَيُرَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ - ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَرَّ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ فَقَالَ: «§اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّوَابِّ الْعُجْمَةِ، كُلُوهَا صَالِحَةً وَارْكَبُوهَا صَالِحَةً» ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ مَنْزِلَهُ كَهَيْئَةِ الْمُتُشَخَّطِ: " آنِفًا يَقُولُ: أَذْهَبُ إِلَى قَوْمِي بِصَحِيفَةٍ كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، لَا يَدْرِي مَا فِيهَا، أَلَا وَمَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّهُ يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ " فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الْغِنَى الَّذِي لَا تُبْتَغَى الْمَسْأَلَةُ مَعَهُ؟ فَقَالَ: «قُوتُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: يُقَالُ إِنَّ عُيَيْنَةَ كَانَ أَهْوَجَ مَجْدُودًا، وَإِنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ كَانَ عَاقِلًا مَحْدُودًا، فَكَانَ يُقَالُ: رَأْيُ عَامِرٍ، وَحَظُّ عُيَيْنَةَ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ آخَرُ، وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَابٍ فَسَقَى الرَّجُلَ فَسَبَرُوهُ فَقَالَ عُيَيْنَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: «§هَذِهِ خَلَّةٌ أَتَاهَا اللَّهُ قَوْمًا وَمَنَعَكُمُوهَا، هَذَا الْحَيَاءُ» قَالَ: فَمَنْ هَذِهِ إِلَى جَنْبِكَ؟ قَالَ: «هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ» -[537]- قَالَ: أَفَلَا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ خَيْرٍ مِنْهَا؟ قَالَ: «مَنْ؟» قَالَ: حُمْرَةُ قَالَ: «لَا، قُمْ فَاخْرُجْ فَاسْتَأْذِنْ» قَالَ: إِنَّ عَلَيَّ يَمِينًا أَنْ لَا أَسْتَأْذِنَ فِي بَيْتِ رَجُلٍ مِنْ مُضَرَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا أَحْمَقُ مُتَّبَعٌ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " دَخَلَ عُيَيْنَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ «أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ» قَالَ: أَلَا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ مُضَرَ: حُمْرَةَ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنْتَ أَحَقُّ بِالْحُمْرَةِ»

وَرَوَى الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ " §وَفْدَ غَطَفَانَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْهُمْ فَتَنَافَسُوا فِي الْإِمْرَةِ، فَوَلَّى عُيَيْنَةَ عَلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَالْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ عَلَى بَنِي مُرَّةَ، وَنُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى أَشْجَعَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سُبَيْعٍ الثَّعْلَبِيَّ عَلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ وَنُمَيْرٍ وَبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَيُقَالُ إِنَّ عُيَيْنَةَ رَبَّعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَمَّسَ فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَجْتَمِعْ لِعَرَبِيٍّ غَيْرَهُ

حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عُيَيْنَةَ رَبَّعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَمَّسَ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنَّ هَذَا لَمْ يَجْتَمِعْ لِعَرَبِيٍّ غَيْرَهُ حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ إِلَى ذَاتِ الشُّقُوقِ سَرِيَّةً، فَأَغَارَ عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، فَقَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ وَعَلَى عَائِشَةَ عِتْقٌ مُحَرَّرٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَتْ رَجُلًا مِنْ سَبْيِ بَنِي الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ أَخَذَ بَنِي الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبٍ فَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَتَّابٍ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ لَاقَتْ عَدِيُّ بْنُ جُنْدُبٍ ... مِنَ الشَّرِّ مَهْوَاةً شَدِيدًا كَؤُودُهَا تَكَنَّفَهَا الْأَعْدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَغُيِّبَ عَنْهَا جِدُّهَا وَعَدِيدُهَا وَيُقَالُ إِنَّهُ كَانَتْ لَهُ إِتَاوَةٌ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ يَأْخُذُهَا فِي كُلِّ عَامٍ، وَإِنَّهُ كَانَ فِي ذِبْيَانَ حَيْثُ أَوْقَعَ بَيْنَهُمْ ذَرْوٌ، فَلَقِيَهُ ذِبَّانُ بْنُ سَارٍّ مُنْطَلِقًا لِيَأْخُذَ إِتَاوَتَهُ فَقَالَ لَهُ: أَتَدَعُ قَوْمَكَ عَلَى هَذِهِ الدَّائِرَةِ وَلَا تُصْلِحْ بَيْنَهُمْ لِإِتَاوَةٍ تَأْخُذُهَا مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ؟ فَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَيْهِ وَمَضَى لِوَجْهِهِ فَقَالَ ذِبَّانُ: [البحر الطويل] تَرَكْتَ بَنِي ذُبْيَانَ لَمْ تَأْسَ بَيْنَهُمْ ... فَأَصْعَدْتَ فِي رَكْبٍ إِلَى أَهْلِ يَثْرِبَا وَمَا جِئْتَهُمْ إِلَّا لِتَأْكُلَ تَمْرَهُمْ ... وَتَسْرِقَ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ وَتَكْذِبَا

يَسُوقُونَ لِحَاظًا إِذَا مَا رَأَيْتَهُ ... بِسَلْعٍ رَأَيْتَ الْهِجْرَسَ الْمُتَزَيِّبَا

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، عَنْ عُيَيْنَةَ، شَيْخٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى الْأَرْضِ جَمِيعًا، فَأَمَرَ لِعُيَيْنَةَ بِنُمْرُقَةٍ فَأَجْلَسَهُ عَلَيْهَا وَقَالَ: «§إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْقَارَةَ، فَشَرَطَ بِكَسْرَةٍ شَفْرَةٌ. فَمَرَّ بِهِ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، عَلَامَ تُعْطِي هَذَا الْأَعْرَابِيَّ يُبَطِّطُ جِلْدَكَ؟ فَقَالَ: «إِنَّ §هَذَا الْحَجْمَ هُوَ خَيْرُ مَا يُدَاوَى بِهِ»

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ بِذَهَبِيَّةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوطٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ: الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْجَعْفَرِيِّ، وَزَيْدِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ. فَقَالَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ: أَتَقْسِمُ -[541]- بَيْنَ صَنَادِيدِ أَهْلِ نَجْدٍ وَتَتْرُكُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ، إِذَ أَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللَّهَ فَقَالَ: «§مَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ، أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي؟» قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ - حَسِبْتُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - وَوَلَّى الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِي هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ الْجُذَامِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّ زِيَادَ بْنَ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ وَفْدَ كِنْدَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ جَمْدٌ. فَبَيْنَمَا هُمْ عِنْدَهُ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: كُلِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§أَفْلَحَ الْمَكْلُومُونَ» ، فَخَرَجُوا فَقَالُوا وَقَالُوا، فَأَخَذَتْ جَمْدًا اللَّقْوَةُ، فَأَتَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: سَيِّدَ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ: «لَمْ أَكُنْ لِأَفْعَلَ، وَلَكِنْ حِدُّوا فَسْلَةً فَاقْلِبُوا مَا فِي عَيْنَيْهِ، أَوْ بِشَفْرَةٍ فَاكْوُوهُ بِهَا، فَهِيَ شِفَاؤُهُ وَإِلَيْهَا مَصِيرُهُ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا قُلْتُمْ

حِينَ أَدْبَرْتُمْ» ، فَصَنَعُوهُ بِهِ فَبَرِئَ، قَالُوا: أَرَأَيْتَ أَكْلَتَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: «وَهِيَ لَكُمْ حَتَّى يَنْزِعَهَا اللَّهُ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: فَدِيَتُنَا؟ قَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ تَرْضَوْنَ بِالْكَفَافِ» ، قَالُوا: فَنَجِيَّتُنَا؟ قَالَ: «قَدْ جَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مِنْهَا الْإِسْلَامِ» . وَارْتَدَّ جَمْدٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُتِلَ كَافِرًا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَمْرٌو: فَحَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَنَّهُمْ قَالُوا: أَتَيْنَا هَذَا الْغُلَامَ الْمُضَرِيَّ فَمَا سَأَلْنَاهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانَا، حَتَّى لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَأْخُذَ بِأُذُنِهِ لَفَعَلْنَا، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «لَعَنَ اللَّهُ جَمْدًا وَأَبْضَعَةَ وَأُخْتَهُ الْعَمَرَّدَةَ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَنْبَسَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَيَّانِ جَمِيعًا فَلَا قَيْلَ وَلَا مَلِكَ، أَلَا فَلَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْدًا وَمِشْرَخًا وَمِخْوَسًا وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ " قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَكَانَ مِخْوَسٌ وَمِشْرَخٌ وَجَمْدٌ وَأَبْضَعَةُ بَنُو مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرَدِ، وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ -[544]- فَأَسْلَمُوا، ثُمَّ ارْتَدُّوا فَقُتِلُوا يَوْمَ النُّجَيْرِ، وَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَادٍ يَمْلِكُهُ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ، وَقِيلَ فِيهِمْ: [البحر الرجز] يَا عَيْنُ بَكِّي لِلْمُلُوكِ الْأَرْبَعَةِ ... جَمْدٍ وَمِخْوَسٍ وَمِشْرَخٍ وَأَبْضَعَةَ قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ كِنْدَةَ مَلِكٌ قَطُّ، إِلَّا أَنَّ نِزَارًا لَمَّا كَثُرَتْ وَخَافَ بَعْضُهَا بَعْضًا أَجْمَعَتْ قَبَائِلُ مِنْ رَبِيعَةَ أَنْ يَأْتُوا تَبَعًا فَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا يَكُفُّ قَوِيَّهُمْ عَنْ ضَعِيفِهِمْ، عَلَى أَنْ يُعْطُوهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ خَرْجًا، فَوَجَّهَ مَعَهُمُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُجْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيَّ، وَهُوَ جَدُّ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ الشَّاعِرِ، فَصَارَ إِلَى بَطْنِ عَامِرٍ فَنَزَلَهَا وَفَرَّقَ بَنِيهِ، فَجَعَلَ ابْنَهُ يَزِيدَ عَلَى كِنَانَةَ، وَابْنَهُ حُجْرًا عَلَى بَنِي أَسَدٍ، وَابْنَهُ شُرَحْبِيلَ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ وَعَبْدِ مَنَاةَ، وَابْنَهُ سَلَمَةَ عَلَى بَنِي ثَعْلَبٍ، وَغَزَا مُلُوكَ غَسَّانَ بِالشَّامِ، وَمُلُوكَ لَخْمٍ بِالْحِيرَةِ، حَتَّى أَحَجَّهُ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ إِلَى تَكْرِيتَ، فَأَشَارَ سُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ عَلَى الْمُنْذِرِ أَنْ يَخْطُبَ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ، فَفَعَلَ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ هِنْدًا، فَقِيلَ فِيهَا: يَا لَيْتَ هِنْدًا وَلَدَتْ ثَلَاثَةً، فَوَلَدَتْ عَمْرًا وَقَابُوسًا وَالْمُنْذِرَ أَبَا النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ الْحَارِثُ فَقَتَلَتْ -[545]- بَنُو أَسَدٍ ابْنَهُ حُجْرًا، وَاخْتَلَفَ ابْنَاهُ سَلَمَةُ وَشُرَحْبِيلُ وَتَحَارَبَا، فَقَتَلَتْ بَنُو ثَعْلَبٍ شُرَحْبِيلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَبَعَثَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ إِلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ فَقَتَلَهُمْ بِجَفْرِ الْأَمْلَاكِ بِالْحِيرَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَهِيَ تَحْمِلُ عَلَى امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ: [البحر الوافر] أَلَا يَا عَيْنُ بَكِّي لِي شَنِينَا ... وَبَكِّي لِلْمُلُوكِ الذَّاهِبِينَا مُلُوكًا مِنْ بَنِي حُجْرِ بْنِ عَمْرٍو ... يُسَاقُونَ الْعَشِيَّةَ يُقْتَلُونَا فَلَوْ فِي يَوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ... وَلَكِنْ فِي دِيَارِ بَنِي مَرِينَا وَلَمْ تُغْسَلْ جَمَاجِمُهُمْ بِغَسْلٍ ... وَلَكِنْ بِالدِّمَاءِ مُرَمَّلِينَا تَظَلُّ الطَّيْرُ عَاكِفَةً عَلَيْهِمْ ... وَتَنْتَزِعُ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ثُمَّ انْقَطَعَ الْأَمْرُ مِنْهُمْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ قَطُّ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا ذَوِي أَمْوَالٍ، فَكَانُوا يُدْعَوْنَ رَيْحَانَةَ الْيَمَنِ، وَإِنَّمَا مُلُوكُ الْيَمَنِ التَّتَابِعَةُ مِنْ حِمْيَرَ وَرَوَى الْكَلْبِيُّ، أَنَّ وَفْدَ كِنْدَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه -[546]- وسلم وَفِيهِمُ الْجَفْشِيشُ أَوِ الْخَفْشِيشُ وَعَمْرُو بْنُ أَبِي الْكَيْشَمِ، وَابْنُ أَبِي سَهْرِ بْنِ جَبَلَةَ، وَأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَامْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ. فَقَالَ الْجَفْشِيشُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَ الْعُمُورِ عُمُورِ كِنْدَةَ، فَيُقَالُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ذَاكَ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ الْعَبَّاسُ وَأَبُو سُفْيَانَ إِذَا قَدِمَا عَلَيْكُمْ، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُوا أُمَّنَا، وَلَا نَدَعُ أَبَانَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرِ كِنْدَةَ لَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَّا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» قَالَ الْكَلْبِيُّ: فَصَالَحَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِيعَ مَا أَخْرَجَتْ حَضْرَمَوْتَ، وَقَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ مُصَاحَبِينَ» ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الصَّدَقَاتِ الْمُهَاجِرَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ " فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدُّوا إِلَّا طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مَعَهُمُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مِنْ كِنْدَةَ مَنْ قُتِلَ وَأُسِرَ مَنْ أُسِرَ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ: [البحر الوافر] أَلَا أَبْلِغْ أَبَا بَكْرٍ رَسُولًا ... وَفِتْيَانَ الْمَدِينَةِ أَجْمَعِينَا فَلَسْتُ مُبَدِّلًا بِاللَّهِ رَبًّا ... وَلَا مُتَبَدِّلًا بِالسِّلْمِ دِينَا شَأَمْتُمْ قَوْمَكُمْ وَشَأَمْتُمُونَا ... وَغَابِرُكُمْ كَأَشْأَمِ غَابِرِينَا فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الْأَشْعَثِ قَدِمَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَفْدُ الْأَزْدِ فِيهِمُ ابْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ قَالَ: أَنْتَ ابْنُ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَقُولُ: شَأَمْتُمْ قَوْمَكُمْ وَشَأَمْتُمُونَا وَغَابِرُكُمْ كَأَشْأَمِ غَابِرِينَا صَدَقَ وَاللَّهِ، لَقَدْ شَأَمَ أَوَّلُكُمْ وَآخِرُكُمْ أَمْرَكُمْ، وَقَالَ الْخَفْشِيشُ لَمَّا ارْتَدَّ: [البحر الطويل] -[548]- أَطَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... فَيَا لِعِبَادِ اللَّهِ مَا لِأَبِي بَكْرِ أَيَمْلِكُنَا بَكْرٌ إِذَا كَانَ بَعْدَهُ ... فَذَاكَ وَبَيْتِ اللَّهِ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ فَإِنَّ الَّتِي أَعْطَيْتُمْ أَوْ مَنَعْتُمْ ... لَكَالتَّمْرِ أَوْ أَحْلَى مَذَاقًا مِنَ التَّمْرِ أَقُومُ وَلَا أُعْطِي الْقِيَامَ مُعَادَّةً ... أَبَيْتُ وَإِنْ كَانَ الْقِيَامُ عَلَى الْجَمْرِ فَأُخِذَ أَسِيرًا وَقُتِلَ صَبْرًا

حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا قَايِلَ وَلَا كَاهِنَ -[549]- وَلَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْدًا وَمِخْوَسًا وَمِسْرَحًا وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ " قَالَ: وَكَانَتْ تَأْتِي الْمُؤْمِنِينَ إِذَا سَجَدُوا فَتَرْكِلُهُمْ بِرِجْلِهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السُّلْمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَرْوَةَ بْنِ مِسِّيكٍ الْمُرَادِيِّ: «§اذْهَبْ فَقَاتِلْ بِقَوْمِكَ مَنْ أَدْبَرَ بِمَنْ أَقْبَلَ» ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ: «رُدُّوهُ عَلَيَّ» ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بَعْدَكَ» قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ

رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} فَقَالَ نَاسٌ مِنْ حَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا سَبَأٌ، أَرْضٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَا أَرْضٌ وَلَا امْرَأَةٌ، وَلَكِنْ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَلَهُ عَشَرَةُ أَبْطُنٍ، فَتَيَامَنَتْ سِتَّةٌ وَتَشَاءَمَتْ أَرْبَعَةٌ» ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَكِنْدَةُ وَمَذْحِجٌ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَحِمْيَرُ وَأنْمَارٌ وَالْأَزْدُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَجُذَامٌ وَلَخْمٌ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ» فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ؟ قَالَ: «بَطْنَانِ مِنْ أَنْمَارٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكَةَ الْغُطَيْفِيِّ ثُمَّ الْمُرَادِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: " أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى» ، ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ أَهْلُ سَبَأٍ هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً قَالَ: فَأَمَرَنِي وَأَذِنَ لِي قِتَالَ سَبَأٍ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَأٍ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ؟» فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ، فَرَدَّنِي، فَلَمَّا أَتَيْتُ وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَأَصْحَابَهُ، وَقَالَ: «§ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَكَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ أَبَى -[551]- فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ حَتَّى أُحْدِثَ إِلَيْكَ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا سَبَأٌ، أَرْضٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنْ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنُوا، وَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَمُوا، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالْأَزْدُ وَكِنْدَةُ وَحِمْيَرُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأنْمَارٌ وَمَذْحِجٌ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبَجِيلَةُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَصِينِ بْنِ نُمَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ §سَبَأً، رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: " بَلْ رَجُلٌ قَالَ: فَمَا وَلَدَ مِنَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: " عَشَرَةٌ: سِتَّةٌ يَمَانُونَ، وَأَرْبَعُونَ شَآمُونَ، فَأَمَّا الْيَمَانُونَ فَكِنْدَةُ وَمَذْحِجٌ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ، وَأَمْسَكَ فِي يَدِهِ وَاحِدًا لَمْ يُسَمِّهِ، وَأَمَّا الشَّآمُونَ فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَحِمْيَرُ؟ قَالَ: «هُمْ وَمَا كَلُّهُمْ» -[552]- وَيُرْوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ مُرَادًا، لَمَّا قَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُرْوَةَ بْنِ مَسِيرَةَ: «أَيَسُرُّكَ مَا لَقِيَ قَوْمُكَ مِنَ الرُّومِ يَوْمَ الرَّوْضَةِ؟» قَالَ: لَا، أَمَا إِنَّ ذَلِكَ بِرَفْضِهِمْ لِلْإِسْلَامِ قَالَ: وَقَالَتْ مُلَيْكَةُ بِنْتُ أَبِي حَيَّةَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَتَرَابَا الْغُطَيْفِيَّ بَيْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَمَا تُرَابُونَ أَنْتُمْ بَنِي أُمَيَّةَ الْيَوْمَ

حَدَّثَنَا أَمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَعْدِ بْنِ النَّحَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ ظَبْيَانُ بْنُ كَدَادَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْمُلْكَ لِلَّهِ وَالْجَهَّادِينَ إِلَى الْخَيْرِ، آمَنَّا بِهِ وَشَهِدْنَا أَنْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، وَنَحْنُ قَوْمٌ مِنْ سَرَارَةِ مَذْحِجِ بْنِ يُحَابِرَ بْنِ مَالِكٍ، لَنَا مَآثِرُ وَمَآكِلُ وَمَشَارِبُ، أَبْرَقَتْ لَنَا مَخَائِلُ السَّمَاءِ، وَجَادَتْ عَلَيْنَا شَآبِيبُ الْأَنْوَاءِ، فَتَوَقَّلَتْ بِنَا الْقِلَاصُ مِنْ أَعْلَى

الْجَوْفِ وَرُءُوسِ الْهِضَابِ، وَرَفَعَتْهَا عِرَارُ الثَّرَى، وَأَلْحَقَتْهَا دَآدِئُ الرَّحَى، وَخَفَضَتْهَا بُطْنَانُ الرِّقَاقِ، وَقَطَرَتِ الْأَعْنَاقُ، حَتَّى حَلَّتْ بِأَرْضِكَ وَسَمَائِكَ، نُوَالِي مَنْ وَالِاكَ، وَنُعَادِي مَنْ عَادَاكَ، وَاللَّهُ مَوْلَانَا وَمَوْلَاكَ، إِنَّ وَجًّا وَسَرَوَاتِ الطَّائِفِ كَانَتْ لِبَنِي مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ، غَرَسُوا وِدَانَهُ، وَذَنَبُوا خِشَانَهُ، وَرَعَوْا قَرْبَانَهُ، فَلَمَّا عَصَوَا الرَّحْمَنَ هَبَّ عَلَيْهِمُ الطُّوفَانُ، فَلَمْ يبْقِ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ أَحَدًا، إِلَّا مَنْ كَانَ فِي سَفِينَةِ نُوحٍ، فَلَمَّا أَقْلَعَتِ السَّمَاءُ وَغَاضَ الْمَاءُ أَهْبَطَ اللَّهُ نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ فِي حَزَنِ الْأَرْضِ وَسَهْلِهَا، وَوَعْرِهَا وَجَبَلِهَا

، فَكَانَ أَكْثَرُ بَنِيهِ ثَبَاتًا مِنْ بَعْدِهِ عَادًا وَثَمُودًا، وَكَانَا مِنَ الْبَغْيِ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ، فَأَمَّا عَادٌ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِالرِّيحِ الْعَقِيمِ وَالْعَذَابِ الْأَلِيمِ، وَأَمَّا ثَمُودُ فَرَمَاهَا اللَّهُ بِالدُّمَالِقِ، وَأَهْلَكَهَا بِالصَّوَاعِقِ، وَكَانَتْ بَنُو هَانِئِ بْنِ هُدْلُولِ بْنِ هَرْوَلَةَ بْنِ ثَمُودَ تَسْكُنُهَا، وَهُمُ الَّذِينَ خَطُّوا مَشَايِرَهَا، وَأَتَّوْا جَدَاوِلَهَا، وَأَحْيَوْا غِرَاسَهَا، وَرَفَعُوا عَرِيشَهَا، ثُمَّ إِنَّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَّكُوا مَعَاقِلَ الْأَرْضِ وَقَرَارَهَا، وَرُءُوسَ الْمُلُوكِ وَغِرَارَهَا، وَكُهُولَ النَّاسِ وَأَغْمَارَهَا، حَتَّى بَلَغَ أَدْنَاهَا أَقْصَاهَا، وَمَلَكَ أُولَاهَا أُخْرَاهَا، فَكَانَ لَهُمُ الْبَيْضَاءُ وَالسَّوْدَاءُ وَفَارِسُ الْحَمْرَاءُ وَالْجِزْيَةُ الصَّفْرَاءُ، فَبَطَرُوا النِّعَمَ، وَاسْتَحَقُّوا النِّقَمَ، فَضَرَبَ اللَّهُ

بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، وَأَهْلَكَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْغَدْرِ، فَكَانُوا كَمَا قَالَ شَاعِرُنَا: [البحر البسيط] الْغَدْرُ أَهْلَكَ عَادًا فِي مَنَازِلَهَا ... وَالْبَغْيُ أَفْنَى قُرُونًا سَاكِنِي الْبَلَدِ مِنْ حِمْيَرٍ حِينَ كَانَ الْبَغْيُ مَجْهَرَةً ... مِنْهُمْ عَلَى حَادِثِ الْأَيَّامِ وَالنَّضَدِ ثُمَّ إِنَّ قَبَائِلَ مِنَ الْأَزْدِ نَزَلُوهَا عَلَى عَهْدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، نَتَّجُوا فِيهَا النَّزَائِعَ، وَبَنَوْا فِيهَا الْمَصَانِعَ، وَاتَّخَذُوا فِيهَا الدَّسَائِعَ، فَكَانَ لَهُمْ سَاكِنُهَا وَعَامِرُهَا، وَقَارِبُهَا وَسَائِرُهَا، حَتَّى نَقَلَتْهَا مَذْحِجٌ بِسِلَاحِهَا، وَنَحَّتْهُمْ عَنْ بَوَادِيهَا، فَأَجْلَوْا عَنْهَا مُهَانًا، وَتَرَكُوهَا عَيَانًا، وَحَاوَلُوهَا أَزْمَانًا، ثُمَّ تَرَامَتْ مَذْحِجٌ بِأَسِنَّتِهَا، وَتَشَزَّنَتْ بِأَعِنَّتِهَا، فَغَلَبَ الْعَزِيزَ أَذَلُّهَا، وَأَكَلَ الْكَثِيرَ أَقَلُّهَا، وَكُنَّا مَعْشَرَ يُحَابِرَ أَوْتَادَ مُرْسَاهَا، وَنُظَاهِرُ أُولَاهَا، وَصَفاءَ مَجْرَاهَا، فَأَصَابَنَا بِهَا الْقُحُوطُ، وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا الْقُنُوطُ، بَعْدَمَا غَرَسْنَا بِهَا الْأَشْجَارَ، وَأَكَلْنَا بِهَا الثِّمَارَ، وَكَانَ بَنُو

عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ جَذِيمَةَ يَخْبِطُونَ غَضِيدَهَا، وَيَأْكُلُونَ حَصِيدَهَا، وَيُرَشِّحُونَ خَضِيدَهَا، حَتَّى ظَعَنَّا مِنْهَا، ثُمَّ إِنَّ قَيْسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَإِيَادَ بْنَ نِزَارٍ نَزَلُوهَا، فَلَمْ يَصِلُوا بِهَا حَبْلًا، وَلَمْ يَجْعَلُوا لَهَا أَكْلًا، وَلَمْ يَرْضَوْا بِهَا آخِرًا وَلَا أَوَّلًا، فَلَمَّا أَثْرَى وَلَدُهُمْ، وَكَثُرَ عَدَدُهُمْ، وَتَنَاسَوْا بَيْنَهُمْ حُسْنَ الْبَلَاءِ، وَقَطَعُوا مِنْهُمْ عَقْدَ الْوَلَاءِ، فَصَارَتِ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ حَتَّى أَفْنَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا بَلَدَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَوَافَقَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ وَالْأَسْوَدَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّيْنِ فَقَالَ الْأَسْوَدُ مُجِيبًا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي هِلَالِ بْنِ هَدْلُولِ بْنِ هَوْذَاءَ بْنِ ثَمُودَ كَانُوا سَاكِنِينَ بَطْنَ وَجٍّ، بَعْدَهَا آلُ مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ، فَعَطَّلَتْ مَنَازِلَهَا، وَتَرَكَتْ مَسَاكِنَهَا خَرَابًا، وَبِنَاءَهَا يَبَابًا، فَتَحَامَتْهَا الْعَرَبُ تَحَامِيًا، وَتَجَافَتْ عَنْهَا تَجَافِيًا

، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهَا مَا أَصَابَ عَادًا وَثَمُودًا مِنْ مَعَارِيضِ الْبَلَاءِ، وَدَوَاعِي الشَّقَاءِ، فَلَمَّا كَثُرَتْ قَحْطَانُ وَضَاقَ فِجَاجُهَا سَاقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَانْتَجَعُوا أَرْضًا أَرْضًا، وَأَقَامَتْ بَنُو عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ جَذِيمَةَ، ثُمَّ إِنَّ قَيْسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَإِيَادَ بْنَ نِزَارٍ سَارُوا إِلَيْهِمْ فَسَاقُوهُمُ السِّمَامَ، وَأَوْرَدُوهُمُ الْحِمَامَ، فَأَجْلَوْهُمْ عَنَاءً، فَتَوَجَّهُوا مِنْهَا إِلَى ضَوَاحِي الْيَمَنِ. وَالْتَمَسَتْ إِيَادٌ النَّاصِفَ لَمَّا أَصَابُوا مِنَ الْمَغْنَمِ، فَأَبَتْ قَيْسٌ عَلَيْهِمْ، وَكَانَتْ قَيْسٌ أَكْثَرَ مِنْ إِيَادٍ عَدَدًا، وَأَوْسَعَ مِنْهُمْ بَلَدًا، فَرَحَلَتْ إِيَادٌ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَقَامَتْ قَيْسٌ بِبَطْنِ وَجٍّ، لَيْسَتْ لَهُمْ شَائِبَةٌ، يَأْكُلُونَ مُلَّاحَهَا، وَيَرْعَوْنَ سِرَاحَهَا، وَيَحْتَطِبُونَ طِلَاحَهَا، وَيَأْبِرُونَ نَخْلَهَا، وَيَأْرُونَ نَجْلَهَا، سَهْلَهَا وَجَبَلَهَا، حَتَّى أَوْقَدَتِ الْحَرْبَ فِي هَبَوَاتِهَا، وَخَاضُوا الْأَصَابِيَّ فِي غَمَرَاتِهَا، وَأَخْرَجُوهُمْ مِنْ سَرَوَاتِهَا، وَأَنَاخُوا عَلَى إِيَادٍ بِالْكَلْكَلِ، وَسَقَوْهُمْ بِصَبِيرِ النَّيْطَلِ، حَتَّى خَلَا لَهُمْ خِيَارُهُمْ وَحُزُونُهَا، وَظُهُورُهَا وَبُطُونُهَا، وَقُطُورُهَا وَعُيُونُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §نَعِيمَ الدُّنْيَا أَقَلُّ وَأَصْغَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خُرْءِ بُعَيْضَةَ، وَلَوْ عَدَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ ذُبَابٍ لَمْ يَكُنْ لِمُسْلِمٍ بِهَا لِحَاقٌ

، وَلَا لِكَافِرٍ خَلَاقٌ، وَلَوْ عَلِمَ الْمَخْلُوقُ مِقْدَارَ يَوْمِهِ لَضَاقَتْ عَلَيْهِ بِرَحَبِهَا، وَلَمْ يَنْفَعْهُ فِيهَا قَوْمٌ وَلَا خَفْضٌ، وَلَكِنَّهُ عُمِّيَ عَلَيْهِ الْأَجَلُ، وَمُدَّ لَهُ فِي الْأَمَلِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْجَاهِلِيَّةُ لِضَعْفِ أَعْمَالِهَا، وَجَهَالَةِ أَهْلِهَا لِمَنْ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ وَفِي يَدِهِ خَرَابٌ أَوْ عِمْرَانٌ، فَهُوَ لَهُ عَلَى وَطْفِ رَكَاهَا لِكُلِّ مُؤْمِنٍ خُلْصٍ أَوْ مُعَاهَدٍ ذَمِّيٍّ، إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ، وَلَهُمْ أَجَلٌ يَنْتَهُونَ إِلَى مُدَّتِهِ، وَيَصِيرُونَ إِلَى نِهَايَتِهِ، مُؤَخَّرٌ عَنْهُمُ الْعِقَابُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ، أَمْهَلَهُمُ اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ وَجَلَالِهِ وَعِزَّتِهِ، فَغَلَبَ الْأَعَزُّ الْأَذَلَّ، وَأَكَلَ الْكَبِيرُ فِيهَا الْأَقَلَّ، وَاللَّهُ الْأَعْلَى الْأَجَلُّ، فَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ مِنْ سَفْكِ دَمٍ أَوِ انْتِهَاكِ مُحَرَّمٍ، {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [المائدة: 95] ، فَلَمْ يَرْدُدْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُرَادٍ، وَقَضَى بِهَا لِثَقِيفٍ. وَقَالَ ظَبْيَانُ بْنُ كِدَادٍ فِي ذَلِكَ شِعْرًا هَذَا مِنْهُ: [البحر الطويل] فَأَشْهَدُ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَبِالصَّفَا ... شَهَادَةَ مَنْ إِحْسَانُهُ مُتَقَبَّلُ بِأَنَّكَ مَحْمُودٌ لَدَيْنَا مُبَارَكٌ ... وَفِيٌّ أَمِينٌ صَادِقُ الْقَوْلِ مُرْسَلُ أَتَيْتَ بِنُورٍ يُسْتَضَاءُ بِمِثْلِهِ ... وَلَقِيتَ فِي الْقَوْلِ الَّذِي يُتَبَجَّلُ مَتَى تَأْتِهِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ حَادِثٍ ... تَجِدْ وَجْهَهُ تَحْتَ الدُّجَى يَتَهَلَّلُ عَلَيْهِ قَبُولٌ مِنْ إِلَهِي وَخَالِقِي ... وَسِيمَاءُ حَقٍّ سَعْيُهَا مُتَقَبَّلُ

حَلَفْتُ يَمِينًا بِالْحَجِيجِ وَبَيْتِهِ ... يَمِينَ امْرِئٍ فِي الْقَوْلِ لَا يَتَنَحَّلُ فَإِنَّكَ قِسْطَاسُ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا ... وَمِيزَانُ عَدْلٍ مَا أَقَامَ الْمُسَلَّلُ وَقَالَ فِي ذَلِكَ الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ: [البحر البسيط] أَمْسَيْتُ أَعْبُدُ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَهُ ... رَبَّ الْعِبَادِ إِذَا مَا حُصِّلَ الْبَشَرُ أَهْلُ الْمَحَامِدِ فِي الدُّنْيَا وَخَالَتُهَا ... وَالْمُبْتَدَا حِينَ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ لَا أَبْتَغِي بَدَلًا بِاللَّهِ أَعْبُدُهُ ... مَا دَامَ بِالْجَزَعِ مِنْ أَرْكَانِهِ حَجَرُ إِنَّ الرَّسُولَ الَّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ ... عِنْدَ الْقُحُوطِ إِذَا مَا أَخْطَأَ الْمَطَرُ هُوَ الْمُؤَمَّلُ فِي الْأَحْيَاءِ قَدْ عَلِمَتْ ... عَلْيَا مَعَدٍّ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَتْ مُضَرُ مُبَارَكُ الْأَمْرِ مَحْمُودٌ شَمَائِلُهُ ... لَا يَشْتَكِي مِنْهُ عِنْدَ الْهَيْعَةِ الْخَوَرُ أَعَزُّ مُتَّصِلٌ لِلْمَجْدِ مُتَّزِرٌ ... كَأَنَّمَا وَجْهُهُ فِي الظُّلْمَةِ الْقَمَرُ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى أَدِينُهُمَا ... أَوْ دِينَهُمَا مَا كَانَ لِيَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ لَكِنَّنِي أَعْبُدُ الرَّحْمَنَ خَالِقَنَا ... مَا أَشْرَقَ النُّورُ وَالْعِيدَانُ تَعْتَصِرُ

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ يَوْمًا بِسُرَّ مَنْ رَأَى عَلَى بَابِ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: " قَدِمَتْ وُفُودُ الْعَرَبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله

عليه وسلم، فَقَامَ طِهْفَةُ بْنُ زُهَيْرٍ النَّهْدِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْنَاكَ مِنْ غَوْرَيْ تِهَامَةَ عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ، تَرْمِي بِنَا الْعِيسُ، نَسْتَعْضِدُ الْبَرِيرَ، وَنَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ، وَنَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ، وَنَسْتَخْبِلُ الرِّهَامَ

، وَنَسْتَحِيلُ الْجَهَامَ، مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةِ النِّطَاءِ، غَلِيظَةِ الْوِطَاءِ، قَدْ يَبِسَ الْمُدَّهَنُ، وَجَفَّ الْجِعْثَنُ، وَسَقَطَ الْأُمْلُوجُ، وَمَاتَ الْعُسْلُوجُ، وَهَلَكَ الْهَدِيُّ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ، بَرِئْنَا إِلَيْكَ

يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْوَثَنَ وَالْعَنَنِ وَمَا يُحْدِثُ الزَّمَنُ، لَنَا دَعْوَةُ السَّلَامِ وَشَرِيعَةُ الْإِسْلَامِ مَا طَمَا الْبَحْرُ، وَقَامَ تِعَارٌ، لَنَا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ، مَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ، وَوَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسَلِ

قَلِيلُ الرِّسْلِ، أَصَابَتْهَا سَنَةٌ حَمْرَاءُ مُؤْزِلَةٌ، لَيْسَ لَهَا نَهَلٌ وَلَا عَلَلٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي مَحْضِهَا وَمَخْصِهَا وَمَذْقِهَا، وَاحْبِسْ مَرَاعِيَهَا فِي الدِّمَنِ، وَابْعَثْ رَاعِيَهَا فِي الدَّثَرِ، وَيَانِعِ الثَّمَرِ، وَافْجُرْ لَهُ الثَّمَدَ، وَبَارِكْ لَهُ فِي الْمَالِ وَالْوَلَدِ، مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ كَانَ مُؤْمِنًا، وَمَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ، لَمْ يُكَلِّفْكَ عَامِلًا، كَانَ مُحْسِنًا، وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

كَانَ مُسْلِمًا، لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ وَوَضَائِعُ الْمِلْكِ، مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ عَهْدُ وَلَاءٍ مُؤَكَّدٍ، لَا تَتَثَاقَلْ عَنِ الصَّلَاةِ، وَلَا تُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ، وَلَا تُلْحِدْ فِي الْحَيَاةِ، مَنْ أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ فَلَهُ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَمَنْ أَقَرَّ بِالْجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرِّبْوَةُ، وَلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَالذِّمَّةِ، وَكَتَبَ مَعَ طِهْفَةَ بْنِ زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ

، فِي الْوَظِيفَةِ الْفَرِيضَةُ، وَلَكُمُ الْعَارِضُ وَالْفَرِيسُ وَذُو الْعِنَانِ الرَّكُوبُ وَالْفَلُوُّ الضَّبِيسُ، وَلَا يُؤْكَلُ كَلَأُكُمْ، وَلَا يُعْضَدُ طَلْحُكُمْ، وَلَا يُقْطَعُ سَرْحُكُمْ، وَلَا يُحْبَسُ دَرُّكُمْ مَا لَمْ

تُضْمِرُوا الْإِمَاقَ، وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ " الْكُورُ: رِحَالُ الْبَعِيرِ. الْعِيسُ: الْإِبِلُ. يُسْتَعْضَدُ: يُقْطَعُ، وَالْبَرِيرُ: ثَمَرُ الْأَرَاكِ عَامَّةً، وَالْمَرَدُ غَضُّهُ، الْكَبَاتُ نَضِيجُهُ. الْجِعْثَنُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ. الْعُسْلُوجُ: الْغُصْنُ. الْعَنَنُ: الِاعْتِرَاضُ. الْوَقِيرُ: الشَّاءُ الْكَثِيرُ. الرَّسَلُ: اللَّبَنُ. الْمُؤْزِلَةُ: الْأَزَلُّ: الشِّدَّةُ وَالضِّيقُ. وَالنَّهَلُ: أَوَّلُ شَرْبَةٍ. وَالْعَلَلُ: الشَّرْبَةُ الثَّانِيَةُ. الْمَحْضُ: اللَّبَنُ الْخَالِصُ. وَالْمَخْضُ: اللَّبَنُ الْمَخِيضُ. وَالْمَذْقُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الَّذِي قَدْ شِيبَ بِالْمَاءِ. الدِّمَنُ: آثَارُ النَّاسِ، وَمَا سَوَّدُوا بِالرَّمَادِ، الثَّمَدُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الْمَاءِ. الْقَلِيلِ. اللَّطُّ: الْجَاحِدُ. الْإِلْحَادُ: الزَّوَالُ مِنَ الطَّرِيقِ. الضَّبِيسُ: الْمَهْزُولُ. وَالْفَلُوُّ: وَلَدُ الْفَرَسِ

الْفَرِيسُ: الَّذِي قَدْ فُرِسَتْ عُنُقُهُ. الطَّلْحُ: الشَّجَرُ، شَجَرُ الْوَادِي، وَلَا يُقْطَعُ سَرْحُكُمْ؛ السَّرْحُ: الشَّاءُ. الْإِمَاقُ: الْخُلُوُّ مِنَ الْعَقْلِ. الرِّبَاقُ: الْعَهْدُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ فِي أَعْنَاقِكُمْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّقَاشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ نُصَيْرٍ الْبَيْرُوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّيَّانُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ شِبْلٍ الْمَذْحِجِيُّ، عَرَبِيٌّ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ لَمْ يَبْرَحْ مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَالَ لَنَا يَوْمًا: «§يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَيْهِ مِسْحَةُ مَلِكٍ» قَالَ: فَطَلَعَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ فِي أَحَدَ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ قَوْمِهِ، فَعَقَلُوا رِكَابَهُمْ ثُمَّ دَخَلُوا -[568]- الْمَسْجِدَ فَقَالَ جَرِيرٌ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا رَسُولُ اللَّهِ يَا جَرِيرُ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يَا جَرِيرُ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ - قَالَهَا ثَلَاثًا - يَا جَرِيرُ، إِنَّكَ لَمْ تَسْتَحِقَّ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ، وَلَنْ تَبْلُغَ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ حَتَّى تَدَعَ الْأَوْثَانَ، يَا جَرِيرُ، إِنَّ غِلْظَ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءَ وَالْحَوْبَ فِي أَهْلِ الْوَبَرِ وَالصُّوفِ، يَا جَرِيرُ، إِنِّي أُحَذِّرُكَ الدُّنْيَا وَحَلَاوَةَ رَضَاعِهَا وَمَرَارَةَ فَطَامِهَا» فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَعَنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ، وَمِنْ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ يَخْضَعَ لَهُ فِي الْغَضَبِ وَالتَّعَبِ، وَمِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ أَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ وَأَنْ لَا يَجْحَدَ نَسَبَهُ، إِنَّ الْمُكَافِئَ لَيْسَ بِالْوَاصِلِ، إِنَّمَا الْوَاصِلُ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» . قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جَرِيرُ، أَيْنَ تَنْزِلُونَ؟» قَالَ: نَنْزِلُ فِي أَكْنَافِ -[569]- بِيشَةَ بَيْنَ سَلَمٍ وَأَرَاكٍ، وَسَهْلٍ وَدَكْدَاكٍ، وَحَمْضٍ وَعَلَاكٍ، بَيْنَ نَخْلَةٍ وَنَخْلَةٍ، شِتَاؤُنَا رَبِيعٌ، وَرَبِيعُنَا مَرِيعٌ -[570]-، وَمَاؤُنَا يَمِيعُ، لَا يُضَامُ مَاتِحُهَا، وَلَا يَعْزُبُ سَارِحُهَا، وَلَا يَحْسِرُ صَاحِبُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّ خَيْرَ الْمَاءِ الشَّبِمُ، وَخَيْرَ الْمَالِ الْغَنَمُ، وَخَيْرَ الْمَرْعَى الْأَرَاكُ وَالسَّلَمُ، إِذَا أَخْلَفَ كَانَ لَجِينًا، وَإِذَا سَقَطَ كَانَ دَرِينًا، وَإِذَا أُكِلَ كَانَ -[571]- لَبِينَا» فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَعَنِ الْأَرْضِ السُّفْلَى قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ أَلْوَاحِ الْكُفُوفِ، وَحَفَّهَا بِالنُّجُومِ، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ السُّفْلَى مِنَ الزَّبَدِ الْجُفَاءِ وَالْمَاءِ الْكُبَاءِ وَجَعَلَهَا عَلَى صَخْرَةٍ عَنْ ظَهْرِ حُوتٍ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ، فَلَوِ انْخَرَقَ مِنْهَا خَرْقٌ لَأَذْرَتِ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ» . قَالَ: فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أُبَايِعَكَ قَالَ: فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْتَقِدْ قَالَ: «أَعْتَقِدُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وَتَصُومَ رَمَضَانَ» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وَتَسْمَعَ وَتُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا» قَالَ: نَعَمْ "

خبر مسيلمة الكذاب

§خَبَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ، كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ مُسَيْلِمَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ أُشْرِكْتُ فِي الْأَمْرِ مَعَكَ، وَإِنَّ لَنَا نِصْفَ الْأَرْضِ وَلِقُرَيْشٍ نِصْفَهَا، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، سَلَّامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "

قَالَ ابْنُ أَبِي هِلَالٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَجُلٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، " أَنَّ مُسَيْلَمَةَ، قَدِمَ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ حَتَّى نَزَلَ فِي نَخْلِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ -[573]- يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§لَوْ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذِهِ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي، وَإِنِّي لَأَحْسَبُكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ» . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَطَلَبْتُ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَمُسَيْلَمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ بَنِي حَنِيفَةَ، كَانَ قَدْ أَسْلَمَ، لِيَأْتِيَهُ بِمُسَيْلِمَةَ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ، فَبَلَّغَهُ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَاهُ إِلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَبَعَثَ مُسَيْلِمَةُ رَجُلَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْأَلَاهُ وَيُكَلِّمَاهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلَانِ، فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ كَلَّمَهُ بِمَا بَدَا لَهُ، فَلَمَّا قَضَى كَلَامَهُ تَشَهَّدَ الرَّجُلُ الْآخَرُ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ وَذَكَرَ مُسَيْلِمَةَ مَعَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خُذُوا هَذَا فَاقْتُلُوهُ» ، فَثَارَ إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَأَخَذُوا بِلَبَبِهِ، وَأَخَذَ صَاحِبُهُ بِحُجُزَتِهِ، وَطَفِقَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنِّي بِأَبِي أَنْتَ، فَتَجَابَذَ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْسِلُوهُ» ، فَلَمَّا أَرْسَلُوهُ تَشَهَّدَ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ، وَأَسْلَمَ هُوَ وَصَاحِبُهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ هُوَ وَصَاحِبُهُ حَتَّى قَدِمَا عَلَى أَهْلِهِمَا بِالْيَمَامَةِ، فَافْتُتِنَ الَّذِي أَمْسَكَ بِحُجُزَتِهِ فَقُتِلَ مَعَ مُسَيْلِمَةَ كَافِرًا، وَاسْتَمْسَكَ الَّذِي كَانَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَفْتِنْهُ أَمْرُ مُسَيْلِمَةَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ ": {§وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي عَدُوِّ اللَّهِ -[575]- مُسَيْلِمَةَ قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا أَتَى مُسَيْلِمَةَ فَقَالَ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: أَسِرٌّ أَمْ عَلَانِيَةٌ؟ قَالَ: لَا، بَلْ سِرٌّ، فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَأْتِيكَ، أَفِي ضَوْءٍ يَأْتِيكَ أَمْ فِي ظُلْمَةٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ فِي أَضْوَاءٍ مِنَ النَّهَارِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْهُدَى فِي ضَوْءٍ، وَأَنَّ الضَّلَالَةَ فِي ظُلْمَةٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَازِعُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا: جَاءَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلَ فِي نَخْلٍ لِلْأَنْصَارِ فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَابَعْتُهُ وَاتَّبَعْتُهُ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ أَقَاوِيلُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضِيبٌ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا الْقَضِيبَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّ اللَّهُ بِكَ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ يُجِيبُكَ عَنِّي» . قَالَ: وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجَبْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جَعَلْتُ أَقُولُ: لَيْتَنِي أَدْرِي مَا الَّذِي أُرِيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبْغِي أَنْ أَسْأَلَهُ، حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُرِيتُ فِي مَنَامِي أَنَّ فِيَ يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَغَمَّانِي وَشَقَّا عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ أُعَالِجُهَا لِأَنْزَعَهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْ فِيهِمَا، فَنَفَخْتُ -[576]- فِيهِمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي، وَكَانَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ قَالَ: " أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِهِ، §فَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بَلَدٌ إِلَّا يَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ؛ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْيَسَعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أُرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ: الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ، وَمُسَيْلَمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ -[577]-: " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي سَاعِدَيْهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا» قَالَ: " هُمَا كَذَّابَا أُمَّتِي: صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَصَاحِبُ الْيَمَنِ، وَلَنْ يَضُرَّا أُمَّتِي شَيْئًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُرِيتُ كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ: صَاحِبَ الْيَمَنِ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: " §تَنَبَّأَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةٌ: مُسَيْلِمَةُ، وَامْرَأَتُهُ، وَطَلْحَةُ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ كَعْبٍ، وَعُجْرَةُ "

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَاءَ مُسَيْلِمَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: «§هَذَا يُبْتَعَثُ هَلَكَةً لِقَوْمِهِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي وَهُوَ ابْنُ مُنَبِّهٍ قَالَ: خَرَجَ الْأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ الْكَذَّابُ فَتَنَبَّأَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلُوا رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ وَفْدُهُمْ وَعَلَيْهِمُ الْمَآثِرُ الدِّيبَاجُ عَلَيْهَا الذَّهَبُ وَالدُّرُّ فَأَلْقَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْتَفَةً لَهُ وَقَالَ: «§اعْتَجِرْ بِهَا، وَأَلْقِ هَذِهِ الْمِنْتَفَةَ إِلَيَّ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ لِبَاسِنَا» قَالَ: فَأَهْلُ ذَلِكَ الْبَيْتِ إِلَى الْيَوْمِ يُسَمَّوْنَ آلَ ذِي الْمُعَجَّرِ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: قَدِمَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ وَهُوَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاوِيَةَ: «§اخْرُجْ مَعَهُ» قَالَ: وَذَلِكَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَرَكِبَ وَائِلٌ رَاحِلَتَهُ، وَمُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ؛ فَإِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ قَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ قَالَ: فَأَعْطِنِي نَعْلَيْكَ أَلْبَسْهُمَا قَالَ: لَيْسَ لِمِثْلِكَ لُبْسُ نَعْلِي، فَلَمَّا

اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَأَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ: مَنْ هَذَا الَّذِي أَقْعَدْتَ مَعَكَ عَلَى السَّرِيرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مَا كَانَ يَرَانَا قَبْلَ الْيَوْمِ عَلَى جِلْسَةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ فِي خَبَرِهِ فَقَالَ وَائِلٌ: نَحْنُ السُّوقَةُ وَأَنْتَ الْيَوْمَ الْمَلِكُ. وَهَاجَرَ وَائِلٌ إِلَى الْكُوفَةِ. فَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَكَتَبَ لَهُ: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَبَنِي مَعْشَرٍ وَبَنِي ضَمْعَجٍ، أَنَّ لَهُمْ شَنُوءَةَ وَبَيْعَةَ وَحُجْرًا، وَاللَّهُ لَهُمْ نَاصِرٌ» وَشَنُوءَةُ وَبَيْعَةُ وَحُجْرٌ قُرًى

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَقْطَعَهُ أَرْضًا بِحَضْرَمَوْتَ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِي شَعَفَةٌ - قَالَ: ذُؤَابَةٌ - فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُ مِنْ شَعَرِي ثُمَّ جِئْتُهُ فَقَالَ: " §لِمَ أَخَذْتَ مِنْ شَعَرِكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ ذُؤَابَةً، فَظَنَنْتُ أَنَّكَ تَعْنِينِي فَقَالَ: «مَا عَنَيْتُكَ» ، وَهَكَذَا أَخْبَرَ "

وفد نجران

§وَفْدُ نَجْرَانَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[581]-: " أَخْبِرْنَا عَنْ عِيسَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ» ، فَقَالُوا: مَا يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ فَوْقَ هَذَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] "

حَدَّثَنَا قَالَ الْوَلِيدُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: §إِنَّهُ قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ، فَخَاصَمُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُصُومَةً لَمْ يُخَاصَمْ مِثْلَهَا قَطُّ، فَانْصَرَفَ أَحَدُهُمَا وَبَقِيَ الْآخَرُ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلَاعَنَةِ، فَأَجَابَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «وَالَّذِي

نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ لَاعَنُونِي لَا يَحُولُ حَوْلٌ وَبِنَجْرَانَ عَيْنٌ تَطْرِفُ» قَالَ: فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَدَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَفَاطِمَةُ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَغَدَوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: مَا لِلْمُلَاعَنَةِ جِئْنَاكَ، وَلَكِنْ جِئْنَاكَ لِتَفْرِضَ عَلَيْنَا شَيْئًا نُؤَدِّيَهُ إِلَيْكَ، وَتَبْعَثَ مَعَنَا مَنْ يَهْدِينَا الطَّرِيقَ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَاعَنْتُمُونِي مَا حَالَ الْحَوْلُ وَبِنَجْرَانَ عَيْنٌ تَطْرِفُ» قَالَ: فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْمَلَاحِفَ النَّجْرَانِيَّةَ ثُمَّ قَالَ: «أَنَا بَاعِثٌ مَعَكُمْ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ» ، فَتَشَوَّفَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُمَا فَقَالَ: «قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: «أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلَ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ إِنَّمَا اسْتَقْبَلْتُمُ الْمَشْرِقَ بَعْدَ رَفْعِ اللَّهِ عِيسَى؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَمَا أَنْزَلَ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ نَزَلَ عَلَيْهِ سَخَطُ اللَّهِ حَتَّى يَبْلُغَ السَّمَاءَ؟» قَالُوا كُلُّهُمْ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَنْ، حَدَّثَهُ قَالَ: " جَاءَ رَاهِبَا نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَقَالَا: إِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ فَقَالَ: " §كَذَبْتُمَا، إِنَّهُ يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ ثَلَاثٌ: عِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ، وَأَكْلُكُمَا الْخِنْزِيرَ، وَقَوْلُكُمَا لِلَّهِ وَلَدٌ ". فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ أَبُو عِيسَى؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لَا يَعْجَلُ حَتَّى يَكُونَ رَبُّهُ هُوَ يَأْمُرُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران: 59] حَتَّى بَلَغَ {فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60] ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِيمَا قَالَ الْفَاسِقَانِ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 61] إِلَى قَوْلِهِ: {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] قَالَ: فَدَعَاهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ، وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: قَدْ أَنْصَفَكَ الرَّجُلُ فَقَالَا: لَا نُبَاهِلُكَ، وَأَقَرَّا بِالْجِزْيَةِ وَكَرِهَا الْإِسْلَامَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ الْعَاقِبَ، وَالسَّيِّدَ صَاحِبَيْ نَجْرَانَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَاهُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّاهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا فَقَالَا: لَا نُلَاعِنُكَ، وَلَكِنْ نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ: «§لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمَا رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُهُ فَقَالَ: «قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» . فَلَمَّا قَامَ قَالَ: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ أَهْلَ نَجْرَانَ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، §هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ نَجْرَانَ إِذَا كَانَ حُكْمُهُ عَلَيْهِمْ، أَنَّ فِي كُلِّ سَوْدَاءَ أَوْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ وَتَمْرَةٍ وَرَقِيقٍ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ وَتَرَكَ ذَلِكَ لَهُمْ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ، فِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، وَفِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، مَعَ كُلِّ -[585]- حُلَّةٍ أُوقِيَّةٌ، مَا زَادَتْ عَلَى الْخَرَاجِ أَوْ نَقَصَتْ عَلَى الْأَوَاقِي فَبِحِسَابٍ، وَمَا قَضَوْا مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ أَوْ عَرَضٍ أُخِذَ مِنْهُمْ بِحِسَابٍ، وَعَلَى نَجْرَانَ مَثْوَاةُ رُسُلِي وَمُتْعَتُهُمْ بِهَا عِشْرِينَ فَدُونَهُ، وَلَا يُحْبَسُ رَسُولٌ فَوْقَ شَهْرٍ، وَعَلَيْهِمْ عَارِيَةٌ ثَلَاثِينَ دِرْعًا، وَثَلَاثِينَ فَرَسًا، وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا، إِذَا كَانَ كَيْدٌ بِالْيَمَنِ وَمَعْذِرَةٌ. وَمَا هَلَكَ مِمَّا أَعَارُوا رَسُولِي مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ فَهُوَ ضَمَانٌ عَلَى رَسُولِي حَتَّى يُؤَدِّيَهُ إِلَيْهِمْ، وَلِنَجْرَانَ وَحَسَبِهَا جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَعَشِيرَتِهِمْ وَتَبَعِهِمْ، وَأَلَّا يُغَيَّرُوا مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ، وَلَا يُغَيَّرَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَلَا مِلَّتِهِمْ، وَلَا يُغَيَّرَ أَسْقُفٌّ مِنْ أَسْقُفِّيَّتِهِ، وَلَا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِهٌ مِنْ وَقْهِيَّتِهِ وَكُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ رُبِّيَّةٌ وَلَا دَمُ جَاهِلِيَّةٍ، وَلَا يُحْشَرُونَ وَلَا يُعْشَرُونَ، وَلَا يَطَأُ أَرْضَهُمْ جَيْشٌ، وَمَنْ سَأَلَ مِنْهُمْ حَقًّا فَبَيْنَهُمُ النَّصَفُ غَيْرُ ظَالِمِينَ وَلَا مَظْلُومِينَ، وَمَنْ -[586]- أَكَلَ رِبًا مِنْ ذِي قَبْلُ فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَلَا يُؤْخَذُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِظُلْمِ آخَرَ، وَعَلَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُنْقَلِبِينَ بِظُلْمٍ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ، بَعْضِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: " قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «§مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ؟» فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهَذَا الْأَشَجُّ» ، فَكَانَ أَوَّلَ -[587]- يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ، فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ وَقَالُوا: هَا هُنَا يَا أَشَجُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ: «هَا هُنَا يَا أَشَجُّ» ، فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ: «أَمَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَامُوا سِرَاعًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى ثَقَلِهِ، فَجَاءُوا بِصَبِرِ التَّمْرِ، فَوُضِعَتْ -[588]- عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ، كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صَبِرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ: «أَتُسَمُّونَهَا التَّعْضُوضَ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ» ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ: وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً، فَأَقْبَلْنَا عَنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا، وَنَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا فِيهَا وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوِيلٌ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ خُبْرَانَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ صَهْبَاءَ بِنْتِ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ بَعْضِ، وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: وَفَدْنَا -[589]- عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْدَيْنَا لَهُ أَنْوَاعًا مِنَ التَّمْرِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ الْبَرْنِيَّ فَقَالَ: «§هَذَا مِنْ أَمْثَلِ تَمْرِكُمْ فِيهِ الْبَرَكَةُ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §فِيكَ لَخُلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمَ وَالْحَيَاءَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَدِيمًا كَانَ ذَلِكَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: «لَا، بَلْ قَدِيمًا» فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حَيَّانَ الْمُحَارِبِيِّ، وَكَانَ، مِنَ الْوَفْدِ الَّذِي وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ أَوْ §مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، رَبِّيَ اللَّهُ الَّذِي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، إِلَّا ظَلَّ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ شَيْءٌ بِشَيْءٍ، وَإِذَا قَالَهَا إِذَا أَمْسَى إِلَّا بَاتَ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُصْبِحَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: جَاءَنِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِكِتَابٍ، زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَهُمْ، فَانْتَسَخْتُ بِهِجَائِهِ، فَإِذَا فِيهِ: «§بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِسُفْيَانَ بْنِ هَمَّامٍ -[590]- عَلَى بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ قَحْطَانَ وَبَنِي زُفَرَ بْنِ زُفَرَ، وَبَنِي الشَّحْرِ، لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَأَعْطَى الزَّكَاةَ، وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَاجْتَنَبَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَمِ خُمُسَ اللَّهِ وَصَفِيَّهُ، وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيَّهُ، فَإِنَّهُ أَمَرَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ، وَمَنْ خَالَفَ أَوْ نَكَثَ فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ بَرِيئَةٌ، وَإِنَّ لَهُمْ خَطْبَهُمْ مِنَ الصُّلْصُلِ وَمِنَ الْأَكْرَمِ وَدَارِ وَرِكٍ وَصَمْعَرَ وَسُلَّانَ وَمَوْرٍ، فَكُلٌّ إِتَاوَةٌ لَهُمْ»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَمْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ، أَوْ مِمَّنِ الْوَفْدُ؟» قَالُوا: مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: «§مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ غَيْرِ الْخَزَايَا وَلَا النَّادِمِينَ» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِتْيَانَكَ -[591]- إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ» ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ الْمُقَيَّرَ وَالْمُزَفَّتَ قَالَ: «احْفَظُوهُنَّ وَخَبِّرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَرِيكٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: زَعَمَ عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِي قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو نُمَيْرٍ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ لَهُمْ مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ: يَا بَنِي نُمَيْرٍ، لَا تُسْلِمُوا حَتَّى أُصِيبَ مَالًا فَأُسْلِمَ عَلَيْهِ قَالَ: وَإِنَّهُ انْطَلَقَ زَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَيْعِيُّ - قُرَيْعُ نُمَيْرٍ - وَبَنُو أَخِيهِ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ نُبَيْرَةَ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَوَجَدُوا عِنْدَهُ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّ وَلَقِيطَ بْنَ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيَّ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ قَالَ: «أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا؟» فَقَالَ زَيْدٌ: لَا، وَقَالَ قُرَّةُ: أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجِئْتُ إِلَيْكَ أُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِي، أَيْ دِيَةُ أَبِي عِنْدَ هَذَا، يَعْنِي زَيْدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَا زَيْدُ، مَا يَقُولُ هَذَا الْغُلَامُ؟» قَالَ: صَدَقَ قَالَ: «فَادْفَعْ إِلَيْهِ دِيَةَ أَبِيهِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِأُمٍّ مِنْ مِيرَاثِ ابْنِهَا حَقٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: سَأُعْطِيهَا حَقَّهَا، وَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَيْتُكَ بِمُجَاهِدَتَيْنِ قَالَ: «قَدْ قَبِلْنَاهُمَا، ادْفَعْهُمَا إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ، وَإِلَى لَقِيطِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ» قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: يَا قَوْمُ، قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ قَالَ: فَقَالَتْ بَنُو نُمَيْرٍ لِزَيْدٍ: مَا يَقُولُ هَذَا الْغُلَامُ؟ فَقَالَ: صَدَقَ، وَلَوْلَا مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ لَأَمَرْتُكُمْ أَنْ تَأْتُوهُ قَالَ: فَاجْتَمَعَ نَفَرٌ، مِنْهُمْ أَبُو زُهَيْرٍ، وَعِدَّةٌ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَقُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ، فَتَوَجَّهُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا

قَدِمُوا عَلَيْهِ تَقَدَّمَ الْأَشْيَاخُ الْجَعْوِيُّونَ، وَتَخَلَّفَ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فِي الرِّكَابِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ قَالَ: «فَمَا جَاءَ بِكُمْ أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «فَلِمَنْ تَأْخُذُونَ؟» قَالُوا: نَأْخُذُ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: «أَفَلَا تَأْخُذُونَ لِلْعَمْرِيِّينَ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِبَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِكَابِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ شُرَيْحٌ: مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالُوا: صَنَعْنَا خَيْرًا وَأَخَذْنَا لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: مَا صَنَعْتُمْ شَيْئًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى قُرَّةَ بْنِ دَعْمُوصٍ فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَانْطَلِقْ. قَالَ: فَلَبِسَا ثِيَابَهُمَا، ثُمَّ انْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا تَقَدَّمَا إِلَيْهِ عَرَفَ قُرَّةَ فَقَالَ: «أَلَسْتَ الْغُلَامَ النُّمَيْرِيَّ الَّذِي أَتَانَا يُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِيهِ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَمَا جَاءَ بِكُمَا؟» قَالَ: جِئْنَا لِنُسْلِمَ وَتَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ لِقُرَّةَ: «ادْنُهْ» ، فَدَنَا مِنْهُ، فَمَسَحَ صَدْرَهُ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ، ثُمَّ دَنَا مِنْهُ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فَأَسْلَمَ وَقَالَ: آخُذُ لِقَوْمِي قَالَ: «لِمَنْ تَأْخُذُ؟» قَالَ آخُذُ لِنُمَيْرٍ كُلِّهَا قَالَ: «وَلِلْعَمْرِيِّينَ؟» قَالَ: وَلِلْعَمْرِيِّينَ قَالَ: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ إِلَى أَهْلِكُمْ، وَهَذِهِ بَرَاءَتُكُمْ» قَالَ: فَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا: «إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِنَّ بَنِي نُمَيْرٍ قَدْ أَتَوْنِي فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِقَوْمِهِمْ» ، فَرَجَعَا إِلَى رِحَالِهِمَا. قَالَ: فَتَخَلَّفَ الْأَشْيَاخُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْطَلَقَ

شُرَيْحٌ وَقُرَّةُ إِلَى خَالِدٍ حَتَّى قَدِمَا عَلَيْهِ وَهُوَ مُنِيخٌ هُوَ وَصَاحِبُهُ فَقَالَ شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنَّ نُنِيخَ إِلَى الْفُسْطَاطِ فَتَدْفَعَ إِلَيْهِمَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَمْهِلْ حَتَّى يَنْهَضَا مِنْ مَنْزِلِهِمَا. فَلَمَّا نَهَضَا أَتَيَاهُمَا فَقَالَ خَالِدٌ: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالَا: رَجُلَانِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ خَالِدٌ: كَيْفَ تَرَيَانِ هَذِهِ الْخَيْلَ وَأَنَّهَا تَأْتِيكُمَا غَدًا؟ قَالَا: فَلَا تَأْتِنَا قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ قَالَا: لَا وَاللَّهِ. وَدَفَعَا إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَقَالَ خَالِدٌ: أَمَا وَاللَّهِ حَتَّى تَتَلَقَّوْنِي بِالْأَذَانِ فَلَا فَقَالَ شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ: ارْكَبْ يَا قُرَّةُ هَذِهِ وَتَوَجَّهْ إِلَى قَوْمِكَ، وَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشُقَّ بَطْنَكَ فَضْلًا عَنْ ثِيَابِكَ فَافْعَلْ، اصْرُخْ فِيهِمْ وَمُرْهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالْأَذَانِ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ وَأَمَامَهُ شُرَيْحٌ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ شُرَيْحًا أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] لَقَدْ حَمَلْتَ عَلَى ذَوُوهَا نَاحِبَةً ... مُشَمِّرَ الْأَمْرِ لَا غَسًّا وَلَا دُونَا إِنْ مُزِّقَ الثَّوْبُ فَاهْتِفْ فِي وُجُوهِهِمُ ... حَتَّى يَخَالَكَ مَنْ لَاقَى مَجْنُونَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَائِذٍ قَالَ: فَأَتَاهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالْأَذَانِ، فَفَعَلُوا، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ فَوَقَعَ بِهِمْ فَقَتَلَهُمْ حَتَّى سَالَ وَادِيَهُمْ دَمًا فَقَالَ شُرَيْحٌ حِينَ رَأَى الْوَقْعَةَ وَتِلْكَ الدِّمَاءَ: اللَّهُ مَنَّ عَلَى مَعَاشِرَ جِئْتَهُمْ ... بِالْعَمْقِ مِمَّا قَدْ رَأَيْتُ عَشِيَّةَ الْقَوْمِ عَلَى مَا مُثِلَ ... وَابِلًا حِلُّهُ وَاتَّلَيْتُ قَالَ: وَانْصَرَفَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ: وَهَذَانِ الرَّجُلَانِ النُّمَيْرِيَّانِ قَالَ: «وَأَدْرَكَا خَالِدًا؟» قَالُوا

: نَعَمْ قَالَ: «أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلَّا خَيْرًا، أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلَّا خَيْرًا» ، ثُمَّ دَعَا شُرَيْحًا وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَوْمِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيُزَكِّيَهُمْ وَيَعْمَلَ فِيهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ. فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَعْمَلَ؟ قَالَ: «آمُرُكُمْ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَتَصُومُوا رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى نَبْتَغِيهَا؟ قَالَ: «ابْتَغُوهَا فِي اللَّيَالِي الْبِيضِ» . ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَوْهُ فَصَادَفُوهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيَقُولُ فِي كَلَامِهِ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنَ السَّلَامِ مِثْلَ مَا حَيَّاهُ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا اسْتَنْعَتَ قَصْدَ السَّبِيلِ نَعَتَ لَهُ وَيَسَّرَهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَهُ عَلَى الْعَدُوِّ نَصَرَهُ، وَإِذَا اسْتَعَارَهُ الْمُسْلِمُ الْحَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِ لَمْ يُعِرْهُ، وَإِذَا اسْتَعَارَهُ الْمُسْلِمُ الْحَدَّ عَلَى الْعَدُوِّ أَعَارَهُ، وَلَمْ يَمْنَعُهُ الْمَاعُونَ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمَاعُونُ؟ قَالَ: «الْمَاعُونُ فِي الْمَاءِ وَالْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ» ، قِيلَ: أَيُّ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: «قِدْرُ النَّحَّاسِ، وَحَدِيدُ النَّاسِ الَّذِينَ يَمْتَهِنُونَ بِهِ» قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ شُرَيْحٌ عَامِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمِهِ، وَعَامِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ تَحْتَ قَدَمِهِ وَقَالَ: لَا، مَا هُوَ إِلَّا مَلِكٌ، انْصَرِفْ "

أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الرَّبِيعِ، أَنَّ وَفْدَ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ، وَهُمْ مُتَوَجِّهُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [البحر الوافر] §أَكَلْنَا بِالسَّرَى كَدَرَ الْمَطَايَا ... وَلَمْ نُوقِدْ لِكِذْبَتِهِنَّ نَارَا -[597]- وَهَاجِرَةٌ تَوَقَّدُ كُلَّ يَوْمٍ ... مِنَ الْجَوْزَاءِ يُلْزِمُهَا الْمَحَارَا

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَلْهَمُ بْنُ دَهْثَمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ، " أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ أَمَرَهُمْ أَنْ يَصُومُوا رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي أَيِّ لَيْلَةٍ نَبْتَغِيهَا؟ قَالَ: «فِي اللَّيَالِي الْبِيضِ» قَالَ: «§وَلَا تَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمَاعُونُ؟ قَالَ: «فِي الْحَجَرِ وَالْحَدِيدِ وَفِي الْمَاءِ» ، قَالُوا: وَأَيُّ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: «قِدْرُ النَّحَّاسِ، وَحَدِيدُ النَّاسِ الَّذِي يَمْتَهِنُونَهُ» قَالَ: فَمَا الْحَجَرُ؟ قَالَ: «قِدْرُكُمُ الْحِجَارَةُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَشْيَخَةِ بَنِي عَامِرٍ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي كِلَابٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ وَبَنِي أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ بُطُونِ بَنِي كِلَابٍ، فِيهِمْ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: §قَدِ -[598]- اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ: أَفَتُخْرِجُنِي مِنَ الْأَمْرِ؟ قَالَ: «فَأَنْتَ عَلَى بَنِي جَعْفَرٍ» ، ثُمَّ أَوْصَى بِهِ الضَّحَّاكَ. قَالَ: وَكَانَ الضَّحَّاكُ فَاضِلًا شَرِيفًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «يَا بَنِي عَامِرٍ، إِيَّاكُمْ وَالْخُيَلَاءَ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اخْتَالَ أَذَلَّهُ اللَّهُ، يَا بَنِي عَامِرٍ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلَا يَخْذُلُ مَنْ نَصَرَهُ» . قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ الضَّحَّاكُ عَلَيْهِمْ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ: «يَا ضَحَّاكُ، §ائْتِ قَوْمَكَ فَادْعُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ» قَالَ: نَعَمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَخَافُ عَلَى الضَّحَّاكِ أَهْلَ نَجْدٍ أَنْ يَقْتُلُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ عُمَرُ، اقْطَعُوا مَعَ الضَّحَّاكِ بَعْثًا» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الضَّحَّاكَ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّكَ أَمَرْتَ أَنْ يُقْطَعَ مَعِي بَعْثٌ قَالَ: «نَعَمْ يَا ضَحَّاكُ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَهْلَ نَجْدٍ أَنْ يَقْتُلُوكَ كَمَا فَعَلَتْ ثَقِيفٌ بِصَاحِبِهِمْ» قَالَ: فَغَضِبَ الضَّحَّاكُ وَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيُقَالُ لَكَ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِقَوْمِي، إِنَّ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا لِيَبْلُغُوا ذَلِكَ مِنِّي قَالَ: «يَا ضَحَّاكُ أَفَعَلْتَهَا؟ لَقَدْ قُلْتُ مَا قُلْتُ، وَمَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً مِثْلَكَ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ الضَّحَّاكُ

، لَا تَقْطَعُوا مَعَ الضَّحَّاكِ بَعْثًا؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِقَوْمِهِ» ، فَأَتَى الضَّحَّاكُ قَوْمَهُ، فَأَجَابُوهُ فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ جَمِيعًا "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَتَتِ امْرَأَةٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ زَوْجِهَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَعْلَمُ لَكِ شَيْئًا، إِنَّمَا الدِّيَةُ لِلْعَصَبِ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ عَنْهُ فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ: §كَتَبَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُوَرِّثَ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ عَقْلِ زَوْجِهَا أَشْيَمَ. فَوَرَّثَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُلْتَزِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[600]-، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَلْمُ بْنُ حَنْظَلَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ، وَالْأَقْعَسُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَحُمْرَانُ بْنُ جَابِرٍ، وَجَارٌ لَهُمْ مِنْ ضُبَيْعَةَ -[601]- يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً لَنَا، وَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَبَّ لَنَا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْمَاءِ، فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ، وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ، وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا» ، قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الْبَلَدُ بَعِيدٌ، وَالْمَاءُ يَنْشَفُ قَالَ: «فَمِدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا» . قَالَ: فَخَرَجْنَا وَتَشَاحَحْنَا عَلَى حَمْلِ الْإِدَاوَةِ أَيُّنَا يَحْمِلُهَا، فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا نُوَبًا، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا بَلَدَنَا، وَفَعَلْنَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَاهِبُنَا ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ قَارِئًا، فَلَمَّا سَمِعَ الرَّاهِبُ الْأَذَانَ قَالَ: دَعْوَةُ حَقٍّ، ثُمَّ هَرَبَ فَلَمْ يُرَ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ، " أَنَّهُ أَقْبَلَ بِكِتَابٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَلْقَى فِي قَلْبِيَ الْإِسْلَامَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ: «إِنَّا §لَا نَخِيسُ بِالْعَهْدِ، وَلَا نَحْبِسُ الْبُرُدَ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِكَ الَّذِي قَلَبَكَ فَارْجِعْ» قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ " -[602]- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا

صفة النبي صلى الله عليه وسلم

§صِفَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَكَانَ ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفِّيًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، لَا طَوِيلَ وَلَا قَصِيرَ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَنْزِلُ مِنْ صَبَبٍ لَمْ نَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ، أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا وَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، إِذَا قَامَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهُمْ، أَبْيَضَ شَدِيدَ الْوَضَحِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، أَغَرَّ أَبْلَجَ، ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ، إِذَا مَشَى يَتَقَلَّعُ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ، وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا السَّبِطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلًا -[605]-، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلَا الْمُكَلْثَمِ، وَكَانَ فِي الْوَجْهِ تَدْوِيرٌ، أَبْيَضُ مُشْرَبٌ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبُ الْأَشْفَارِ، جَلِيلُ الْمُشَاشِ، أَجْرَدُ ذُو مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا، وَأَرْحَبُ وَأَجْرَأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً , وَأَكْرَمُهُمْ عَشِيرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ -[606]-: " §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ قَالَ: فَقُلْنَا: صِفْهُ لَنَا قَالَ: رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ، جَعْدًا مَرْبُوعًا، أَبْيَضَ شَدِيدَ سَوَادِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ وَجْهًا "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَحْتَبِي بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، صِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صِفْهُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: §كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ، سَبِطَ الشَّعَرِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، وَسَهْلَ الْخَدِّ، كَثَّ اللِّحْيَةِ ذَا وَفْرَةٍ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، وَكَانَ لَهُ شَعَرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ، لَمْ يَكُنْ فِي صَدْرِهِ وَلَا فِي بَطْنِهِ شَعَرٌ غَيْرُهُ -[607]-، كَانَ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّهُ يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ، وَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَنْعَتُ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: «§كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، بِأَبِي وَأُمِّي لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ»

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ الْخَدَّيْنِ، أَبْرَجَ الْعَيْنَيْنِ، وَضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، لَا تَرَى عَيْنِي مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَمْ تَرَ عَيْنَايَ فَتَى قَوْمٍ مِثْلَهُ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَحْبَ الْجَبِينِ، صَلْتَ الْخَدَّيْنِ، أَبْرَجَ الْعَيْنَيْنِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، رَحْبَ الصَّدْرِ، وَتِيرَ الْكَفَّيْنِ، عَظِيمَ مُشَاشِ الْمَنْكِبَيْنِ، مَخْطُوطَ الْمَتْنَيْنِ، ضَخْمَ الْكَفِّ، ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، لَهُ مَسْرُبَةُ شَعَرٍ فِي صَدْرِهِ، يَذْهَبُ جَمِيعًا وَيُقْبِلُ جَمِيعًا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ، ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سيمانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، أَزْهَرَ لَيْسَ بِآَدَمَ، وَلَا أَبْيَضَ أَمْهَقَ، رَجِلَ الشَّعَرِ لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَرَ، وَلَمْ أَشُمَّ مِسْكًا وَلَا عَنْبَرًا أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ يَزِيدُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي، فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي» ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لِي هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، رَأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَوْنُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ، حَسَنُ الضَّحِكِ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، وَجَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ، قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ - قَالَ عَوْفٌ: لَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ -. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ وَالرُّبَاعِيَّتَيْنِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ كَالْبَرْقِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[611]- عليه وسلم §أَشْكَلَ الْعَيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمُوشَةٌ، وَكَانَ -[612]- لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ: أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ "

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدًا مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا مَا سَمِعْتُهُ حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْهَامَةِ -[613]-، حَسَنَ اللِّمَّةِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، نَهْدَ الْأَشْفَارِ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا بَيَاضُهُ حُمْرَةً، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ فِي صَدْرِهِ دَفْو» - قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: أَيِ ارْتِفَاعٌ لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ - إِذَا مَشَى مَشَى تَكَفِّيًا كَأَنَّمَا فِي صُعُدٍ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ -[614]- رَآهُ غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: §كَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَهْوِي فِي صَبُوبٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنًا يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا قَالَ مِسْعَرٌ: فِي صَلَاةٍ؟ قَالَ: فِي غَيْرِ صَلَاةٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: §صِفِي لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: «يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ شَمْسًا طَالِعَةً»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ، وَذَكَرَ النَّبِيَّ صلّى الله -[615]- عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ فَقَالَ: «§بَلْ وَجْهُهُ مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا، وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الزِّمَّانِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§مَا مَسَسْتُ ثَوْبًا لَيِّنًا، خَزًّا وَلَا غَيْرَهُ، أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمِمْتُ طِيبًا قَطُّ مِسْكًا وَلَا عَنْبَرًا، أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَسْمَحَ النَّاسِ، مُخْتَصَرَ الْقَدَمَيْنِ، لَهُ لِمَّةٌ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، وَفَوْقَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: " أَتَيْنَا -[616]- رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَتَبَ لَنَا ثِنْتَيْ عَشَرَ قَلُوصًا، فَكُنَّا فِي اسْتِخْرَاجِهَا، فَجَاءَتْ وَفَاتُهُ فَمَنَعُونَاهَا حَتَّى اجْتَمَعُوا قَالَ صَالِحٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§رَجُلًا أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ عَارِضَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُوخٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «§كَانَ شَعَرًا رَجِلًا لَيْسَ بِالْجَعْدِ وَلَا السَّبْطِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُنِي» قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ -[617]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ فَقَالَ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَهُ قَالَ: فَذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ ذَكَرْتُهُ وَتُقْيَاهُ فِي مِشْيَتِهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّهُ كَانَ يُشْبِهُهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْفَقَتُهُ بَيْضَاءُ» ، وَقَالَ أَحْمَدُ: وَهَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءُ، وَأَشَارَ إِلَى عَنْفَقَتِهِ قَالَا: فَقِيلَ لَهُ: مِثْلَ مَنْ كُنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ وَقَالَ أَحْمَدُ: ابْنُ كَمْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا "

ما روي في خضاب النبي صلى الله عليه وسلم

§مَا رُوِيَ فِي خِضَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّهُ §شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ النَّحْرِ حَلَقَ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّهُ عِنْدَنَا مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَأَخْرَجَتْ لِي شَعَرًا مِنْ §شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §فَأَخْرَجَتْ جُلْجُلًا مِنْ فِضَّةٍ فِيهِ شَعَرَاتٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَاطَّلَعْتُ فِيهِ فَإِذَا صِبْغٌ أَحْمَرُ، فَكَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدُنَا أَتَاهَا بِإِنَاءٍ فَخَضْخَضَتْهُ فِيهِ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فَإِذَا رَجُلٌ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَسَلَّمَ أَبِي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قَالَ أَبِي: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: «§أَمَا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ» قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، وَبِهِ رَدْعُ حِنَّاءٍ "

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَادٌ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ، وَبِهِ رَدْعُ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ -[620]- أَبِي ثُمَّ تَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي: «ابْنُكَ هَذَا؟» قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: «حَقًّا؟» قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ ثَبَتِ شَبَهِي فِي أَبِي، وَمِنْ حَلْفَةِ أَبِي عَلَيَّ فَقَالَ: «§أَمَا إِنَّ ابْنَكَ هَذَا لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» ، ثُمَّ نَظَرَ أَبِي إِلَى كَهَيْئَةِ الشَّامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا؟ قَالَ: «لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، وَإِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ الْبَكْرِيُّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: " انْطَلَقَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ لَهُ لِمَّةٌ بِهَا رَدْعُ حِنَّاءٍ فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي طَبِيبٌ فَقَالَ: «§الطَّبِيبُ اللَّهُ، وَأَنْتَ رَفِيقٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ: " §هَلْ تَشَمَّطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَسَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ حِنَّاءٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ فِي رَأْسِهِ - يَعْنِي وَسَطَ الرَّأْسِ رَدْعُ حِنَّاءٍ»

حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَدِيرِ بْنِ حَكِيمٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ: كَانَ عَلِيٌّ لَا يَخْضِبُ؟ قَالَ: «§قَدْ خَضَبَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَقِيلٍ، " أَنَّهُ §رَأَى شَعَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ قَالَ: كَانَ يُخَضْخِضُهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَشْرَبُ ذَلِكَ الْمَاءَ " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمَهْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ بِمِثْلِهِ سَوَاءً

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الشَّامِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ. . عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله -[622]- عليه وسلم، §فَأَخْرَجَتْ شَعَرًا أَحْمَرَ فَقَالَتْ: «هَذَا شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ، زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ: قَالُوا: شَيْنٌ هُوَ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ» ، وَقَالَا جَمِيعًا: خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحِنَّاءِ، وَزَادَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: قَالَ أَنَسٌ: «لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبُ الَّذِي كَانَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ شَعَرَةً» -[623]- وَقَالَ حُمَيْدٌ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: " كَانَ الشَّيْبُ الَّذِي كَانَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ عَشْرَةَ شَعَرَةً

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَمْ يَبْلُغِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّيْبِ بِالْخَضْبِ، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى يَقْنُوَ شَعَرُهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَقُبِضَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ عَامًا، وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ» . قَالَ رَبِيعَةُ: إِنَّهُ لَأَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ يَقُولُ: عِشْرُونَ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزُ -[624]- بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - أَرَادَ مُعَاذًا - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ: أَشَيْخًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ §كَانَ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنْ شَيْبِ، رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §كَانَ إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْ تَبَيَّنَ "

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، فَإِذَا ادَّهَنَ وَأَمْشَطَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسَهُ تَبَيَّنَّاهُ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَقَالَ -[625]- رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ قَالَ: بَلْ وَجْهُهُ مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكَانَ مُسْتَدِيرًا، وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَذُكِرَ عِنْدَهَا رَجُلٌ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَتْ: «§إِنْ يَخْضِبْ فَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَهُ» . قَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ عَلِمَتْ لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَضَبَ لَبَدَأَتْ بِهِ وَذَكَرَتْهُ

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالسَّمَيْدَعُ بْنُ وَاهِبِ بْنِ سَوَّارِ بْنِ زَهْدَمَ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: " §أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَاكَ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: §كَأَنَّ شَيْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَحًا عَلَى نَاصِيَتِهِ وَفِي عَنْفَقَتِهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَاكَ قَدْ شِبْتَ قَالَ: «§شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: " هَلْ أَنَّ هَذَا، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَانَ قَدْ شَابَ؟ يَعْنِي عَنْفَقَتَهُ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ شَيْبِ، رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَا شَانَهُ اللَّهُ بِبَيْضَاءَ»

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «§كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: «§دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ فِيهِ. فَفَرَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، يَقُولُ: «§سَدَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدَ ذَلِكَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِيهِ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَا -[628]-: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَفْرَقُ وَيَأْمُرُ بِالْفَرْقِ وَيَنْهَى عَنِ السُّكَيْنِيَّةِ»

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ شَعَرَهُمْ وَالْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ، وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي أَمْرٍ صَنَعَ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْكِتَابِ، §فَكَانَ يَسْدِلُ، فَتَرَكَ ذَاكَ وَفَرَقَ، فَكَانَ الْفَرْقُ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ»

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ»

ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر كان قيس بن نشبة السلمي بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثنة بن سليم متألها في الجاهلية، قد نظر في الكتب، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه فقال: اعرض علي ما جئت به، أخبرني

§مَا مُدِحَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشِّعْرِ كَانَ قَيْسُ بْنُ نُشْبَةَ السُّلَمِيُّ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ

بْنِ عَبْسِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَنَةَ بْنِ سُلَيْمٍ مُتَأَلِّهًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَدْ نَظَرَ فِي الْكُتُبِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا جِئْتَ بِهِ، أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ وَنَسَبِكَ، فَتَسَمَّى لَهُ وَانْتَسَبَ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ اسْمَكَ لَاسْمُ النَّبِيِّ الْمُنْتَظَرِ، وَإِنَّ نَسَبَكَ لَشَرِيفٌ، وَإِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ لَحَقٌّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: [البحر الكامل] تَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ وَرَضِيتُهُ ... كُلَّ الرِّضَا لِأَمَانَتِي وَلِدِينِي ذَاكَ امْرُؤٌ نَازَعْتُهُ قَوْلَ الْهُدَى ... وَعَقَدْتُ فِيهِ يَمِينَهُ بِيَمِينِي أَمِنَ الْفَلَا لَمَّا رَأَيْنَ الْفِعْلَ مِنْ ... عَفِّ الْخَلَائِقِ طَاهِرٍ مَيْمُونِ أَعْنِي ابْنَ آمِنَةَ الْأَمِينَ وَمَنْ بِهِ ... أَرْجُو السَّلَامَةَ مِنْ عَذَابِ الْهُونِ قَدْ كُنْتُ آمُلَهُ وَأَنْظُرُ دَهْرَهُ ... فَاللَّهُ قَدَّرَ أَنَّهُ يَهْدِينِي

وَقَدِمَ عَلَيْهِ قُدَدُ بْنُ عَمَّارٍ فِي وَفْدِ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَسْلَمَ، وَكَانَ جَمِيلًا وَسِيمًا، وَقَالَ فِي إِسْلَامِهِ: [البحر الطويل] عَقَدْتُ يَمِينِي إِذَا أَتَيْتُ مُحَمَّدًا ... بِخَيْرِ يَدٍ شُدَّتْ بِحُجْزَةِ مِئْزَرِ وَذَاكَ امْرُؤٌ قَاسَمْتُهُ شَطْرَ دِينِهِ ... وَنَازَعْتُهُ قَوْلَ امْرِئٍ غَيْرِ أَعْسَرِ وإِنَّ امْرَأً فَارَقْتُهُ عِنْدَ يَثْرِبَ ... لَخَيْرُ نَصِيحٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحِمْيَرِ وَكَانَ خَرَجَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ فِي الْوَفْدِ، وَوَعَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوَافُوهُ لِنَصْرِهِ عَلَى أَهْلِ حُنَيْنٍ، فَرَجَعَ أَصْحَابُهُ وَلَيْسَ فِيهِمْ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيْنَ الْغُلَامُ الْحِسَانُ، الصَّدُوقُ الْإِيمَانَ، الطَّلِيقُ اللِّسَانَ؟» قَالُوا: مَاتَ. وَفِي مَوْعِدِهِمُ النَّبِيَّ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: [البحر الطويل] سَرَيْنَا وَوَاعَدْنَا قُدَيْدًا مُحَمَّدًا ... يَؤُمُّ بِنَا أَمْرًا مِنَ اللَّهِ مُحْكَمَا يَجُوسُ الْعِدَا بِالْخَيْلِ لَاحِقَةَ الْكُلَى ... وَتَدْعُو إِذَا جَنَّ الظَّلَامُ مُقَدَّمَا

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

§أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §لِي أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْعَاقِبُ، وَالْمَاحِي، وَالْحَاشِرُ أَحْشُرُ النَّاسَ عَلَى قَدَمَيَّ ". قَالَ أَبُو خَالِدٍ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ حُسَيْنٍ: مَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §لِي أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْعَاقِبُ - فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ - وَالْمَاحِي الَّذِي مَحَا اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءَ، فَمِنْهَا مَا حَفِظْنَا قَالَ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفِّي، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءَ قَالَ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، الْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ، يَذْكُرُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، أَنَا رَسُولُ الرَّحْمَةِ، أَنَا رَسُولُ الْمَلْحَمَةِ، أَنَا الْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ، بُعِثْتُ بِالْجِهَادِ وَلَمْ أُبْعَثْ بِالزُّرَّاعِ»

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب

§أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكُتُبِ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ -[633]-: حَدَّثَنَا الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «إِنَّ §مُحَمَّدًا لَمَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو أَوْ يَغْفِرُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ: إِي وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ: " {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] ، وَحِرْزًا لِلْأَمِينِ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخُوبٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْمُتَعَوِّجَةَ بِأَنْ يَقُولُوا -[634]-: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَفْتَحُ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا ". قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ، فَمَا اخْتَلَفْنَا فِي حَرْفٍ، إِلَّا أَنَّ كَعْبًا قَالَ: أَعْيُنٌ عُمْيٌ، وَآذَانٌ صُمٌّ، وَقُلُوبٌ غُلْفٌ

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: «§مُحَمَّدٌ عَبْدِي الْمُتَوَكِّلُ الْمُخْتَارُ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، مَوْلِدُهُ مَكَّةُ، وَهِجْرَتُهُ طَابَةُ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ؛ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: " §مُحَمَّدٌ عَبْدِي الْمُتَوَكِّلُ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا إِنَّهُ قَالَ: كُلُّ حَبْلٍ، وَزَادَ: وَفِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ، لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، يُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ، وَيَتَزَرَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ مِثْلُ صَفِّ الصَّفَاةِ، رُعَاةِ الشَّمْسِ، يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُمْ وَلَوْ عَلَى ظَهْرِ كُنَاسَةٍ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §التَّوْرَاةُ مَكْتُوبٌ فِيهَا: مُحَمَّدٌ عَبْدِي الْمُخْتَارُ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِنِّي لَمَكْتُوبٌ عَبْدَ اللَّهِ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَبِرُؤْيَا أُمِّي، أَنَّهَا رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ الشَّامِ "

حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ: مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: «§أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، لَمْ يَكُ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلَا بِنِسَائِهِ؟ قَالَتْ: «§كَانَ رَجُلًا مِنْ رِجَالِكُمْ، كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ ضَحَّاكًا بَسَّامًا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا سُئِلَتْ: " مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: §كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا تَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: " كُنْتُ شَرِيكًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «§أَتَعْرِفُنِي؟» قُلْتُ: كُنْتُ شَرِيكَكَ، فَنِعْمَ الشَّرِيكُ لَا تُمَارِي وَلَا تُدَارِي "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَعْلَمُ أَنِّي رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ، بُعِثْتُ بِرَفْعِ قَوْمٍ وَوَضْعِ آخَرِينَ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ: " {§لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] ، يَقُولُ: مِنْ نِكَاحٍ لَا مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَضِبَ رَأَيْتَ لِوَجْهِهِ ظِلَالًا»

ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش وقبائل العرب

§ذِكْرُ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[639]-: " إِنَّ §بَنِي هَاشِمٍ فَضَلُوا عَلَى النَّاسِ بِسِتِّ خِصَالٍ: هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ، وَهُمْ أَسْمَحُ النَّاسِ، وَهُمْ أَحْلَمُ النَّاسِ، وَهُمْ أَصْفَحُ النَّاسِ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى نِسَائِهِمْ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهَا بَعْضًا لَقُوا بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، §لَا يَدْخُلُ قَلْبَ عَبْدٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، بِنَحْوِهِ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا بَالُ قُرَيْشٍ إِذَا تَلَاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ وَقَالَ: «§لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ آذَى عَمِّي فَقَدْ آذَانِي؛ وَإِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قُرَيْشًا تَتَلَاقَى بَيْنَهَا بِوُجُوهٍ لَا تَلْقَانَا بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَمَا إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يَدْخُلُ أَجْوَافَهُمْ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِي»

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكَ تَرَكْتَ فِينَا ضَغَائِنَ مُنْذُ صَنَعْتَ الَّذِي صَنَعْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَنْ تَبْلُغُوا الْخَيْرَ - أَوْ قَالَ: الْإِيمَانَ - حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي، أَيَرْجُو سُؤْلُهُمْ شَفَاعَتِي عَنْ مُرَادٍ، وَلَا يَرْجُو بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَفَاعَتِي؟ "

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجُعِلَ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَجَعَلَ يُعْطِيهِ النَّاسَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ قُمْ بِنَا إِلَيْهِ، فَقُمْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَلَمْ تُعْطِنَا مِنْهُ شَيْئًا؟ قَالَ: «إِنَّمَا §هِيَ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ أَوْسَاخُ النَّاسِ يَتَطَهَّرُونَ بِهَا مِنْ ذُنُوبِهِمْ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ» ، فَقُمْنَا فَلَمَّا وَلَّيْنَا دَعَانَا فَقَالَ: «مَا ظَنُّكُمْ بِي غَدًا إِذَا أَحَذْتُ بِبَابِ الْجَنَّةِ، وَهَلْ تَرَوْنِي مُنَادِيًا سِوَاكُمْ، أَوْ مُؤْثِرًا عَلَيْكُمْ غَيْرَكُمْ؟»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَاهُ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اجْتَمَعَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ابْنُهُ، مَعَ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ، وَمَعَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا: مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَبْعَثَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْتَعْمِلُهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ النَّاسُ فَيُؤَدِّيَانِ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ نَفْعِهِ ذَلِكَ فَيُصِيبُنَا؟ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا يَقُولُ الشَّيْخَانِ؟ فَقَالَا: نَقُولُ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْمَلَهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ؟ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمَا أَنْ لَا تَفْعَلَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِفَاعِلٍ فَقَالَا: يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَوْ يَا أَبَا حَسَنٍ: مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصِهْرَكَ إِيَّاهُ، فَتَنْفُسَ عَلَيْنَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ قَالَ: فَأَيُّ نَفَاسَةٍ عَلَيْكُمَا، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ فَاعِلٍ، ثُمَّ جَمَعَ رِدَاءَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ حَزَنًا: أَنَا أَبُو حُسَيْنٍ، أَوْ أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا -[642]- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْبَابِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَوْمُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ: «§أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثَنَا أَبَوَانَا لِتَسْتَعْمِلَنَا عَلَى بَعْضِ مَا تَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ فَنُؤَدِّي، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ مَنْفَعَةٍ فَنُصِيبُ، فَاسْتَلْقَى مَلِيًّا وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَهَبْنَا نُكَلِّمُهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ أَنِ امْضِيَا؛ فَإِنَّهُ فِي شَأْنِكُمَا، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا آلِ مُحَمَّدٍ» ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ -[643]-، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ إِلَيْهِ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ: «يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجْ أَحَدَ هَذَيْنِ» ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «زَوِّجِ ابْنَتَكَ مِنَ الْآخَرِ» ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «سُقْ عَنْهَا مَا عِنْدَكَ» حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَا لِعَلِيٍّ: وَاللَّهِ مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ صِهْرِهِ وَصُحْبَتِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَكَانَ مَحْمِيَةُ عَلَى خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ فِيهِ: وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «زَوِّجِ ابْنَتَكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجِ الْفَضْلَ ابْنَتَكَ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ -[644]- رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: أَتَتَّبِعُنِي فَتُصِيبَ مِنْهَا؟ فَقَالَ: لَا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «إِنَّ §مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: " لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، أَتَيْتُهُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي جَعَلَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ، أَعْطَيْتَهُمْ وَمَنَعْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا §بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ» ، وَشَبَّكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ " وَأَشَارَ أَبُو خَالِدٍ فَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعْطِيهِمْ، وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ، مِنْهُ»

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنِي عَبْدِ يَغُوثَ، ثُمَّ قَسَمَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ يَسِيرٌ، ثُمَّ قَسَمَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ كَلَّمَ فِيهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَامَ اشْتَدَّتْ فِيهِ حَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: أَرْفِقُونَا بِهِ، فَأَرْفَقَهُ، فَلَمَّا صَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَعْطَيْتُمُوهُ الْخُمُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ، لَا يُعْطِيكُمُوهُ أَحَدٌ حَتَّى يُعْطِيكُمُوهُ رَجُلٌ نَبِيٌّ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ -[646]-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: اجْتَمَعْتُ أَنَا، وَالْعَبَّاسُ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَبِرَتْ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي، وَقَدْ رَكِبَنِي مَؤُونَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ قَالَ: فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْكَ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي قَدْ عَلِمْتَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي كَمَا أَمَرْتَ لِعَمِّكَ فَافْعَلْ قَالَ: قَدْ فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا أَعِيشُ فِيهَا، ثُمَّ مَنَعْتَهَا مِنِّي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ قَالَ: فَعَلَ ذَاكَ. قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي حَقَّنَا مِنَ الْخُمُسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْسِمْهُ فِي حَيَاتِكَ لِئَلَّا يُنَازِعَنِيهِ أَحَدٌ بَعْدَكَ فَافْعَلْ قَالَ: قَدْ فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَقَالَ: «يَا أَبَا الْفَضْلِ، §أَلَا سَأَلْتَنِي الَّذِي سَأَلَنِي ابْنُ أَخِيكَ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْتَهَتْ مَسْأَلَتِي إِلَى الَّذِي سَأَلْتُكَ. قَالَ: فَوَلَّانِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِسْمَتِهِ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وِلَايَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وِلَايَةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ -[647]- فَعَزَلَ حَقَّنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: هَذَا حَقُّكُمْ فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ حَيْثُ كُنْتَ تَقْسِمُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِنَا عَنْهُ الْعَامَ غَنَاءٌ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِ حَاجَةٌ. فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ تِلْكَ السَّنَةَ، ثُمَّ لَمْ يَدْعُنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا، فَلَقِيتُ الْعَبَّاسَ بَعْدَمَا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَقَدْ حَرَمْتَنَا الْغَدَاةَ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْنَا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ رَجُلًا ذَاهِبًا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبًا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْتُكُمْ مَا كَانَ نَصِيبَكُمْ مِنْ خَيْبَرَ مَالًا، فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقُتِلَ عُمَرُ وَلَمْ يُعْطِنَا شَيْئًا، فَقَسَمَهَا عُثْمَانُ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَبَضَهَا وَلَمْ يُعْطِكُمْ شَيْئًا، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَنَا "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ،: هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ؟ وَيُخْبِرُهُ -[648]- فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَدْ قَتَلَ الْغُلَامَ قَالَ يَزِيدُ: فَأَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَيْهِ: " كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ §سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى: لِمَنْ هُوَ؟ فَهُوَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَانَا إِلَى أَنْ نُنْكِحَ مِنْهُ نِسَاءَنَا، وَنَخْدِمَ مِنْهُ عَائِلَنَا، وَنَقْضِيَ مِنْهُ عَنْ غَارِمِنَا، فَأَبَيْنَا إِلَّا أَنْ يُسْلِمَهُ إِلَيْنَا، فَأَبَى ذَلِكَ، فَتَرَكْنَاهُ عَلَيْهِ، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ النِّسَاءِ: هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَدْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَهُ، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُمْ بِسَهْمٍ فَلَا، وَقَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُنَّ، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَتَقُولُ فِي كِتَابِكَ: إِنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَتَلَ الْغُلَامَ، وَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ ذَلِكَ الْعَالِمُ -[649]-، وَلَكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ فَاجْتَنِبْهُمْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ قَتْلِهِمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّهُ كَانَ فِي كِتَابِ نَجْدَةَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَبِيدِ: هَلْ كَانُوا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُمْ بِسَهْمٍ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الْعَبِيدَ قَدْ كَانُوا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُمْ بِسَهْمٍ فَلَا، وَقَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُمْ، وَعَنِ الْيَتِيمِ، وَمَتَى يَخْرُجُ مِنَ الْيُتْمِ وَيَجِبُ سَهْمُهُ فِي الْفَيْءِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَأَمَّا الْيَتِيمُ فَإِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدًا دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ وَخَرَجَ مِنَ الْيُتْمِ، وَوَجَبَ سَهْمُهُ فِي الْفَيْءِ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ، حِينَ خَرَجَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، لِمَنْ تَرَاهُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§هُوَ لَنَا، لِقُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَسَمَهُ لَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَرَضَ عَلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ عَرْضًا رَأَيْنَاهُ دُونَ حَقِّنَا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ -[650]- وَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ، وَكَانَ الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعِينَ نَاكِحَهُمْ، وَأَنْ يَقْضِيَ عَنْ غَارِمِهِمْ، وَأَنْ يُعْطِيَ فَقِيرَهُمْ، وَأَبَى أَنْ يَزِيدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُمُسِ، لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْخُمُسِ، لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا نَقُولُ: «§هُوَ لَنَا، فَأَبَى قَوْمُنَا ذَلِكَ عَلَيْنَا»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " §كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ إِلَيَّ: مَنْ ذَوُو الْقُرْبَى؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كُنَّا نَزْعُمُ نَحْنُ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَلِكَ، وَقَالُوا: قُرَيْشٌ كُلُّهُمْ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {§اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41] قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله -[651]- عليه وسلم وَذُو قَرَابَتِهِ لَا يَأْكُلُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ شَيْئًا لَا تَحِلُّ لَهُمْ، فَلِلنَّبِيِّ خُمْسُ الْخُمُسِ، وَلِذِي قَرَابَتِهِ خُمْسُ الْخُمُسِ، وَلِلْيَتَامَى مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِلْمَسَاكِينِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِابْنِ السَّبِيلِ مِثْلُ ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ الْفَيْءَ عَلَى خَمْسَةٍ، يَضْرِبُهَا لِمَنْ أَصَابَ الْفَيْءَ: لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، وَالرَّاجِلِ سَهْمٌ، وَيَقْسِمُ الْبَاقِيَ عَلَى سِتَّةٍ، فَسَهْمٌ لِلَّهِ، وَسَهْمٌ لِرَسُولِهِ، وَسَهْمٌ لِذِي الْقُرْبَى؛ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ مَعَ سَهْمِهِمْ فِي الْمُسْلِمِينَ وَمَعَ سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَسَهْمٌ لِلْيَتَامَى؛ يَتَامَى النَّاسِ لَيْسَ لِيَتَامَى بَنِي هَاشِمٍ "

أخبار عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو عمر بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، ويكنى أبا حفص، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وكان لعمر من الولد عبد الله، وعبد الرحمن، وحفصة، وأمهم زينب

§أَخْبَارُ

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ عُمَرُ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ لِعُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. وَزَيْدٌ الْأَكْبَرُ، لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَرُقَيَّةُ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَزَيْدٌ الْأَصْغَرُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَا يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حُبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ فَرَّقَ بَيْنَ عُمَرَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ جَرْوَلٍ. وَعَاصِمٌ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَوْسَطُ، وَهُوَ أَبُو الْمُجَبِّرِ، وَأُمُّهُ لَهِيَّةُ أُمُّ وَلَدٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ

وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَزَيْنَبُ، وَهِيَ أَصْغَرُ وَلَدِ عُمَرَ، وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ أُمُّ وَلَدٍ. وَعِيَاضُ بْنُ عُمَرَ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " §غَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَ أُمِّ عَاصِمٍ ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةَ قَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتِ جَمِيلَةُ»

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ عَالِمًا بِأُمُورِ مَكَّةَ، عَنْ §مَنْزِلِ، عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمَكَّةَ فَقَالَ: كَانَ يَنْزِلُ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: جَبَلُ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُ الْجَبَلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَاقِرَ، فَنُسِبَ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَبِهِ كَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِضَجْنَانَ فَقَالَ: §لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَرْعَى عَلَى الْخَطَّابِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَكَانَ -[656]- وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ فَظًّا غَلِيظًا، ثُمَّ أَصْبَحَ إِلَيَّ أَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا نَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ " ثُمَّ قَالَ لِبَعِيرِهِ: حَوْبَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَافِلِينَ مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِشِعَابِ ضَجْنَانَ وَقَفَ النَّاسُ - فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: مَكَانًا كَثِيرَ الشَّجَرِ وَالْأَشَبِ - قَالَ: فَقَالَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ وَأَنَا فِي إِبِلٍ لِلْخَطَّابِ، وَكَانَ فَظًّا غَلِيظًا، أَحْتَطِبُ عَلَيْهَا مَرَّةً وَأَخْتَبِطُ عَلَيْهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ يَضْرِبُ النَّاسُ بِجَنَبَاتِي، لَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ» قَالَ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ -[657]-: أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ §أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ §اشْدُدْ دِينَكَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيْكَ» ، فَشَدَّدَ دِينَهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدًا السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ: أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ -[658]- دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ قَالَ: فَمَشَى عُمَرُ ذَامِرًا حَتَّى أَتَاهُمَا، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ خَبَّابٌ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: وَكَانُوا يَقْرَءُونَ طه فَقَالَا: مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا قَالَ: فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَتَنُهُ: أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ؟ قَالَ فَوَثَبَ عُمَرُ عَلَى خَتَنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَنَفَحَهَا بِيَدِهِ نَفْحَةً فَدَمَّى وَجْهَهَا فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: يَا عُمَرُ، أَنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ قَالَ: أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَأَهُ - قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ - فَقَالَتْ أُخْتُهُ: إِنَّكَ رِجْسٌ، وَ {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ -[659]- فَقَرَأَ {طه} [طه: 1] ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعَبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ. فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ «§اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ قَالَ: وَعَلَى بَابِ الدَّارِ حَمْزَةُ، وَطَلْحَةُ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ قَالَ حَمْزَةُ: نَعَمْ، فَهَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِعُمَرَ خَيْرًا يُسْلِمْ، وَيَتَّبِعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا قَالَ: وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَتَى عُمَرُ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ: «أَمَّا أَنْتَ مُنْتَهِيًا يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ وَقَالَ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ، وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ بَيْنَ رِجَالٍ -[660]- وَنِسَاءٍ قَدْ أَسْلَمُوا قَبْلَهُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِالْأَمْسِ: " §اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ "، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «§أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشْرِ نِسْوَةٍ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَسْلَمَ عُمَرُ فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ، وَدُعِيَ إِلَيْهِ عَلَانِيَةً، وَجَلَسْنَا حَوْلَ الْبَيْتِ حِلَقًا، وَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَانْتَصَفْنَا مِمَّنْ غَلُظَ عَلَيْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ بَعْضَ مَا يَأْتِي بِهِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عُمَرَ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالَ: «§أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ -[661]- بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «§وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَارِ الْأَعْظَمِ الْآخِرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةَ السَّادِسَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " §فَمَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا نُصَلِّي "

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «§كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنَّ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا»

تسميته بالفاروق

§تَسْمِيَتُهُ بِالْفَارُوقِ

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ، كَانُوا أَوَّلَ مَنْ قَالَ لِعُمَرَ الْفَارُوقَ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُؤْثِرُونَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ ذَلِكَ إِلَّا لِعُمَرَ، كَانَ فِيمَا يَذْكُرُ مِنْ مَنَاقِبِ عُمَرَ الصَّالِحَةِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ قَالَ: وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُمَّ أَيِّدْ دِينَكَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ، وَهُوَ الْفَارُوقُ، فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ذَكْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: " §مَنْ سَمَّى عُمَرَ الْفَارُوقَ؟ قَالَتِ: النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

ذكر هجرة عمر بن الخطاب وإخائه رحمه الله

§ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِخَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ، جَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَخْرُجُونَ أَرْسَالًا، يَصْطَحِبُ الرِّجَالُ فَيَخْرُجُونَ قَالَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ: قُلْنَا لِنَافِعٍ: مُشَاةً أَوْ رُكْبَانًا؟ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ، أَمَّا أَهْلُ الْقُوَّةِ فَرُكْبَانٌ، وَيَعْتَقِبُونَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَجِدُوا ظَهْرًا فَيَمْشُونَ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " §فَكُنْتُ قَدِ اتَّعَدْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ التَّنَاضُبَ مِنْ إِضَاءَةِ بَنِي غِفَارٍ، وَكُنَّا إِنَّمَا نَخْرُجُ سِرًّا، فَقُلْنَا: أَيُّكُمْ مَا تَخَلَّفَ عَنِ الْمَوْعِدِ فَلْيَنْطَلِقْ مَنْ أَصْبَحَ عِنْدَ الْإِضَاءَةِ. قَالَ عُمَرُ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَاحْتُبِسَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ فَفُتِنَ فِيمَنْ فُتِنَ، وَقَدِمْتُ أَنَا وَعَيَّاشٌ، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَتِيقِ عَدَلْنَا إِلَى الْعَصَبَةِ حَتَّى أَتَيْنَا قُبَاءً، فَنَزَلْنَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، فَقَدِمَ عَلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ، أَبُو جَهْلٍ وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ مُخَرِّبَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ لَمْ يَخْرُجْ، فَأَسْرَعَا السَّيْرَ فَنَزَلَا مَعَنَا بِقُبَاءٍ فَقَالَا لِعَيَّاشٍ: إِنَّ أُمَّكَ قَدْ نَذَرَتْ أَلَّا يُظِلَّهَا ظِلٌّ وَلَا يَمَسَّ رَأْسَهَا دُهْنٌ حَتَّى تَرَاكَ قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لِعَيَّاشٍ: وَاللَّهِ إِنْ يَرُدَّاكَ إِلَّا عَنْ دِينِكَ قَالَ عَيَّاشٌ: فَإِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا لَعَلِّي آخُذُهُ فَيَكُونُ لَنَا قُوَّةً، وَأَبَرُّ قَسَمَ أُمِّي، فَخَرَجَ مَعَهُمَا، فَلَمَّا كَانُوا بِضَجْنَانَ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَنَزَلَا مَعَهُ -[664]- فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا حَتَّى دَخَلَا بِهِ مَكَّةَ فَقَالَا: كَذَا يَا أَهْلَ مَكَّةَ فَافْعَلُوا بِسُفَهَائِكُمْ، ثُمَّ حَبَسُوهُ "

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: «§آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: " §آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعِتْبَانَ بْنِ مَالِكِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ بَيْنَ عُمَرَ وَمُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «§نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ خُطَّةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله -[665]- عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى عُجْزِ هَوَازِنَ بِتُرْبَةَ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ»

قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ حَيْثُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَضْرَةِ أَهْلِ خَيْبَرَ §أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ "

ذكر عهد أبي بكر إلى عمر، واستخلافه إياه، ووصيته إياه عن إبراهيم النخعي قال: أول من ولى أبو بكر شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب، ولاه القضاء، وكان أول قاض في الإسلام عن الحسن بن أبي الحسن قال: لما ثقل أبو بكر واستبان له من نفسه جمع الناس إليه

§ذِكْرُ عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ، وَوَصِيَّتِهِ إِيَّاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ وَلَّى أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَّاهُ الْقَضَاءَ، وَكَانَ أَوَّلَ قَاضٍ فِي الْإِسْلَامِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتَبَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ جَمَعَ النَّاسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِي مَا قَدْ تَرَوْنَ، وَلَا أَظُنُّنِي إِلَّا مَيِّتٌ لِمَا بِي، وَقَدْ أَطْلَقَ اللَّهُ أَيْمَانَكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، وَحَلَّ عَنْكُمْ عُقْدَتِي، وَرَدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرَكُمْ، فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ مَنْ أَحْبَبْتُمْ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ أَمَّرْتُمْ فِي حَيَاةٍ مِنِّي كَانَ أَجْدَرَ أَنْ لَا تَخْتَلِفُوا بَعْدِي فَقَامُوا فِي ذَلِكَ وَخَلَّوْا عَلَيْهِ فَلَمْ تَسْتَقِمْ لَهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: رَأْيُنَا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ رَأْيُكَ قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ تَخْتَلِفُونَ، قَالُوا: لَا قَالَ: فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ عَلَى الرِّضَى، قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَأَمْهِلُونِي حَتَّى أَنْظُرَ لِلَّهِ وَلِدِينِهِ وَلِعِبَادِهِ، فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ: أَشِرْ عَلَيَّ بِرَجُلٍ

، وَوَاللَّهِ إِنَّكَ عِنْدِي لَهَا لَأَهْلٌ وَمَوْضِعٌ فَقَالَ: عُمَرُ فَقَالَ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الِاسْمِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: اكْتُبْ عُمَرَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: بَيْنَا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ عُوَّادًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْعَثُوا إِلَى عُمَرَ فَأَتَاهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ أَحَسَّتْ أَنْفُسُهُمْ أَنَّهُ خِيرَتُهُ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَخَرَجُوا وَتَرَكُوهُمَا، فَجَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ وَأَرْسَلُوا إِلَى عَلِيٍّ وَنَفَرٍ مَعَهُ، فَوَجَدُوا عَلِيًّا فِي حَائِطٍ فَتَوَافَوْا إِلَيْهِ وَاجْتَمَعُوا وَقَالُوا: يَا عَلِيُّ، يَا فُلَانُ، وَيَا فُلَانُ، إِنَّ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ مُسْتَخْلِفٌ عُمَرَ، وَقَدْ عَلِمَ وَعَلِمَ النَّاسُ أَنَّ إِسْلَامَنَا كَانَ قَبْلَ إِسْلَامِ عُمَرَ، وَفِي عُمَرَ مِنَ التَّسَلُّطِ عَلَى النَّاسِ مَا فِيهِ، وَلَا سُلْطَانَ لَهُ، فَادْخُلُوا بِنَا عَلَيْهِ نَسْأَلْهُ، فَإِنِ اسْتَعْمَلَ عُمَرَ كَلَّمْنَاهُ فِيهِ فَأَخْبَرْنَاهُ عَنْهُ، فَفَعَلُوا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اجْمَعُوا لِيَ النَّاسَ أُخْبِرْكُمْ مَنِ اخْتَرْتُ لَكُمْ، فَخَرَجُوا فَجَمَعُوا النَّاسَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ مَنْ يَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَامَ فِيهِمْ بِاخْتِيَارِ عُمَرَ لَهُمْ، ثُمَّ دَخَلَ، فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: مَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ فَقَالَ: أَقُولُ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: جَمَعَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَمَرَ مَنْ يَحْمِلُهُ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَتْ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، احْذَرُوا الدُّنْيَا وَلَا تَثِقُوا بِهَا؛ فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ، وَآثِرُوا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَأَحِبُّوهَا، فَبِحُبِّ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا

تَبْغَضُ الْأُخْرَى، وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي هُوَ أَمْلَكُ بِنَا لَا يَصْلُحُ آخِرُهُ إِلَّا بِمَا صَلُحَ أَوَّلُهُ، وَلَا يَتَحَمَّلُهُ إِلَّا أَفْضَلُكُمْ مَقْدِرَةً، وَأَمْلَكُكُمْ لِنَفْسِهِ، أَشَدُّكُمْ فِي حَالِ الشِّدَّةِ، وَأَسْلَسُكُمْ فِي حَالِ اللِّينِ، وَأَعْمَلُكُمْ بِرَأْيِ ذَوِي الرَّأْيِ، لَا يَتَشَاغَلُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ، وَلَا يَحْزَنُ لِمَا يَنْزِلُ بِهِ، وَلَا يَسْتَحِي مِنَ التَّعَلُّمِ، وَلَا يَتَحَيَّرُ عِنْدَ الْبَدِيهَةِ، قَوِيٌّ عَلَى الْأُمُورِ، لَا يُخَوَّرُ لِشَيْءٍ مِنْهَا ضِدَّهُ بِعُدْوَانٍ وَلَا تَقْصِيرٍ، يَرْصُدُ لَمَّا هُوَ آتٍ عَتَادَهُ مِنَ الْحَذَرِ وَالظُّلَمِ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ، فَحَمَلَ السَّاخِطَ إِمَارَتَهُ الرَّاضِي بِهَا عَلَى الدُّخُولِ مَعَهُمْ تَوَصُّلًا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ عُثْمَانُ يَكْتُبُ وَصِيَّةَ أَبِي بَكْرٍ فَأُغْمِيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَكْتُبُ فَكَتَبَ عُمَرَ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: مَا كَتَبْتَ؟ قَالَ: كَتَبْتُ عُمَرَ قَالَ: كَتَبْتَ الَّذِي أَرَدْتُ أَنْ آمُرَكَ بِهِ، وَلَوْ كَتَبْتَ نَفْسَكَ لَكُنْتَ لَهَا أَهْلًا

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَتَبَ عُثْمَانُ عَهْدَ الْخَلِيفَةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا، يُسَمِّيَ أَحَدًا، وَتَرَكَ اسْمَ الرَّجُلِ، فَأُغْمِيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ إِغْمَاءَةً، فَأَخَذَ عُثْمَانُ الْعَهْدَ فَكَتَبَ فِيهِ اسْمَ عُمَرَ قَالَ: فَأَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَرِنِي الْعَهْدَ، فَإِذَا فِيهِ اسْمُ عُمَرَ قَالَ: مَنْ كَتَبَ هَذَا؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنَا فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ وَجَزَاكَ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ لَوْ كَتَبْتَ نَفْسَكَ لَكُنْتَ لِذَلِكَ أَهْلًا " عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، لَمَّا اسْتُعِزَّ بِهِ دَعَا -[668]- عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: " مَا سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ إِلَّا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مَنْ رَأْيِكَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: أَنْتَ أَخْبَرُنَا بِهِ فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ عُثْمَانُ: اللَّهُمَّ عِلْمِي بِهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلَانِيَتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَاللَّهِ لَوْ تَرَكْتُهُ مَا عَدَتْكَ، وَشَاوَرَ بَعْدَهُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ وَأُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ " وَسَمِعَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْهُمْ: مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ إِذَا سَأَلَكَ عَنِ اسْتِخْلَافِكَ عُمَرَ عَلَيْنَا وَقَدْ تَرَى غِلْظَتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " أَجْلِسُونِي، أَبِاللَّهِ تُخَوِّفُونِي؟ خَابَ مَنْ تَزَوَّدَ مِنْ أَمْرِكُمْ بِظُلْمٍ، أَقُولُ: اللَّهُمَّ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ، أَبْلِغْ عَنِّي مَا قُلْتُ مَنْ وَرَاءَكَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ فِي آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَعِنْدَ أَوَّلِ عَهْدِهِ بِالْآخِرَةِ دَاخِلًا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيُوقِنُ الْفَاجِرُ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ، إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنِّي لَمْ آلُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدِينَهُ وَنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ إِلَّا خَيْرًا، فَإِنْ عَدَلَ فَذَلِكَ ظَنِّي بِهِ وَعِلْمِي فِيهِ، وَإِنْ بَدَّلَ فَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ، وَالْخَيْرَ أَرَدْتُ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " -[669]- ثُمَّ أَمَرَ بِالْكِتَابِ فَخَتَمَهُ، وَخَرَجَ بِهِ مَخْتُومًا فَقَالَ عُثْمَانُ لِلنَّاسِ: أَتُبَايِعُونَ لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَبَايَعُوا، ثُمَّ دَعَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ خَالِيًا فَأَوْصَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلَّا صَلَاحَهُمْ، وَخِفْتُ عَلَيْهِمُ الْفِتْنَةَ، وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ رَأْيِي، فَوَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ، وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى مَا أَرْشَدَهُمْ، وَقَدْ حَضَرَنِي مِنْ أَمْرِكَ مَا حَضَرَ، فَاخْلُفْنِي فِيهِمْ فَهُمْ عِبَادُكَ» عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ وَمَعَهُ شَدِيدٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَهُ جَرِيدَةٌ يُجْلِسُ بِهَا النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا قَوْلَ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ عُمَرَ، فَبَايَعُوهُ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَبِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ وَهُوَ يُجْلِسُ النَّاسَ يَقُولُ: اسْمَعُوا لِقَوْلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ شَدِيدٌ بِصَحِيفَةٍ فَقَرَأَهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِمَنْ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَوَاللَّهِ مَا آلَوْتُكُمْ. قَالَ قَيْسٌ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ -[670]- فِي عُمَرَ، وَصَاحِبَةُ مُوسَى حِينَ قَالَتِ: اسْتَأْجِرْهُ، وَصَاحِبَةُ يُوسُفَ

عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَائِشَةَ حِينَ احْتُضِرَ: " يَا بُنَيَّةِ، §إِنَّا وَلِينَا أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ نَأْخُذْ لَهُمْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّا أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ فِي بُطُونِنَا، وَلَبِسْنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، إِلَّا هَذَا الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ، وَهَذَا الْبَعِيرُ النَّاضِحُ، وَجَرْدُ هَذِهِ الْقَطِيفَةِ، فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِنَّ إِلَى عُمَرَ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ وَعِنْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْأَرْضِ وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ، ارْفَعْهُنَّ يَا غُلَامُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَسْلُبُ عِيَالَ أَبِي بَكْرٍ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَبَعِيرًا نَاضِحًا، وَجَرْدَ قَطِيفَةٍ ثَمَنُهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ؟ فَقَالَ: مَا تَأْمُرُ؟ قَالَ: آمُرُ بِرَدِّهِنَّ عَلَى عِيَالِهِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ عَنْهُنَّ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَرُدُّهُنَّ أَنَا إِلَى عِيَالِهِ، لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَاللَّهِ أَبَدًا، الْمَوْتُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ "

سياق وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما عن زيد، أن أبا بكر قال لعمر: إني موصيك بوصية إن حفظتها: إن لله حقا بالنهار لا يقبله في الليل، ولله حق بالليل لا يقبله في النهار، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة

§سِيَاقُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَلِلَّهِ حَقٌّ بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّهَا لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى فَرِيضَةٌ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا الْحَقَّ وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا، وَإِنَّمَا خَفَّتْ

مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا الْبَاطِلَ وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَصَالِحَ مَا عَمِلُوا، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ؛ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا، فَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى الْمَهْلَكَةِ، فَإِنْ حَفِظْتَ قَوْلِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَإِنْ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَنْ تُعْجِزَهُ

عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ يَسْتَخْلِفُهُ فَقَالَ النَّاسُ: اسْتَخْلَفَ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا، لَوْ قَدْ مَلَكَنَا كَانَ أَفَظَّ وَأَغْلَظَ، فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا لَقِيتَهُ وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " §أَتُخَوِّفُونِي بِرَبِّي؟ أقُولُ: يَا رَبِّ، أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَلِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا ثِقَلَهُ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ -[672]-، إِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ أَعْمَالِهِمْ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: لَا أَبْلُغُ هَؤُلَاءِ، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِأَسْوَإِ مَا عَمِلُوا بِهِ، رَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ الَّذِينَ عَمِلُوا، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَنَا أَفْضَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ؛ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا، لَا تَتَمَنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَ الْحَقِّ، وَلَا تُلْقِ بِيَدَيْكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَإِنْ حَفِظْتَ قَوْلِي هَذَا لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَابُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ قَوْلِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَنْ تُعْجِزَهُ "

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ الْمَوْتُ أَوْصَى: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، §هَذَا عَهْدٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عِنْدَ آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَأَوَّلِ عَهْدِهِ بِالْآخِرَةِ دَاخِلًا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيَتَّقِي الْفَاجِرُ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ، إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ مِنْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنْ قَصَدَ وَعَدَلَ فَذَاكَ ظَنِّي بِهِ، وَإِنْ جَارَ وَبَدَّلَ فَالْخَيْرَ أَرَدْتُ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] . ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَدَعَاهُ فَقَالَ: يَا عُمَرُ، أَبْغَضَكَ مُبْغِضٌ، وَأَحَبَّكَ مُحِبٌّ، وَقَدْ مَا يُبْغَضُ الْخَيْرُ وَيُحَبُّ الشَّرُّ قَالَ عُمَرُ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا قَالَ: لَكِنْ لَهَا بِكَ حَاجَةٌ، قَدْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[673]- وَصُحْبَتَهُ، وَرَأَيْتَ أَثْرَتَهُ أَنْفُسَنَا عَلَى نَفْسِهِ، حَتَّى أَنْ كُنَّا لَنُهْدِيَ لِأَهْلِهِ فَضْلَ مَا يَأْتِينَا مِنْهُ، وَرَأَيْتَنِي وَصَحِبْتَنِي، وَإِنَّمَا اتَّبَعْتُ أَثَرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، وَاللَّهِ مَا نِمْتُ فَحَلَمْتُ، وَلَا شَبَّهْتُ فَتَوَهَّمْتُ، وَإِنِّي عَلَى طَرِيقِي مَا زِغْتُ، تَعْلَمُ يَا عُمَرُ أَنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَحَقًّا فِي النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يَكُونُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَثْقُلَ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ لَا يَكُونُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أُحَذِّرُكَ نَفْسُكَ، وَأُحَذِّرُكَ النَّاسَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ طَمَحَتْ أَبْصَارُهُمْ، وَانْتَفَخَتْ أَجْوَافُهُمْ، وَإِنَّ لَهُمْ لَحِيرَةٌ عَنْ ذِلَّةٍ تَكُونُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَهُ، وَإِنَّهُمْ لَنْ يَزَالُوا خَائِفِينَ لَكَ فَرِقِينَ مِنْكَ مَا خِفْتَ مِنَ اللَّهِ وَفَرِقْتَهُ، وَهَذِهِ وَصِيَّتِي، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ "

ذكر ابتداء خلافته رضي الله عنه

§ذِكْرُ ابْتِدَاءِ خِلَافَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ لِي حَمْزَةُ بْنُ عُمَرَ: §تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَاسْتَقْبَلَ عُمَرُ بِخِلَافَتِهِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ صَبِيحَةَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ وَفَاةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دَفْنِهِ قَامَ خَطِيبًا مَكَانَهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ §اللَّهَ ابْتَلَانِي بِكُمْ وَابْتَلَاكُمْ بِي، وَأَبْقَانِي فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي، وَاللَّهِ لَا يَحْضُرُنِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكُمْ فَيَلِيهِ أَحَدٌ دُونِي، وَلَا يَغِيبُ عَنِّي فَآلُو فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالْأَمَانَةِ، فَلَئِنْ أَحْسَنُوا لَأُحْسِنَنَّ إِلَيْهِمْ، وَلَئِنْ أَسَاءُوا لَأُنْكِلَنَّ بِهِمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: فَوَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى الَّذِي قَالَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنَّ هَارُونَ الْفِلَسْطِينِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ الْأَرَاشُ

، " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا اسْتُخْلِفَ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَبَدَأَ بِآيٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَلَمْ يُكَبِّرْ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا هُوَ هُوَ، إِنَّمَا يَقُومُ بِخَمْسِ خِصَالٍ، فَمَنْ حَفِظَهُنَّ وَعَمِلَ بِهِنَّ وَقَوِيَ عَلَيْهِنَّ فَقَدْ حَفِظَ أَمْرَ الْإِسْلَامِ، وَمَنْ ضَيَّعَ مِنْهُنَّ خَصْلَةً وَاحِدَةً فَقَدْ ضَيَّعَ أَمْرَ الْإِسْلَامِ، أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَإِنْ حَفِظْتُهُنَّ وَعَمِلْتُ بِهِنَّ وَقَوِيتُ عَلَيْهِنَّ إِلَّا وَآزَرَنِي، أَلَا وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَإِنْ ضَيَّعْتُ مِنْهُنَّ خَصْلَةً وَاحِدَةً إِلَّا خَلَعَنِي خَلْعَ الشَّعَرَةِ مِنَ الْعَجِينِ، فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْهِ قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ: وَمَا هَذِهِ الْخَمْسُ الْخِصَالِ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أَمَّا الْأُولَى فَهَذَا الْمَالُ، مِنْ أَيْنَ آخُذُهُ أَوْ أَيْنَ أَجْمَعُهُ، حَتَّى إِذَا أَتَى أَخَذْتُهُ مِنْ مَآخِذِهِ الَّتِي أَمَرَنِي اللَّهُ أَنْ أَضَعَهُ فِيهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا عِنْدَ آلِ عُمَرَ خَاصَّةً، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَالْمُهَاجِرُونَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ أُدِرُّ عَلَيْهِمْ أَرْزَاقَهُمْ، وَأُوَفِّرُ عَلَيْهِمْ فَيْئَهُمْ، وَلَا أُجْمِرُهُمْ فِي الْمَغَازِي، وَأَكُونُ أَنَا أَبَا الْعِيَالِ حَتَّى يَقُومُوا، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَالْأَنْصَارُ الَّذِينَ آَوَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَصَرُوهُ وَوَاسَوْهُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، أُدِرُّ عَلَيْهِمْ أَرْزَاقَهُمْ، وَأُوَفِّرُ فَيْئَهُمْ، وَأَفْعَلُ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلُ مُحْسِنَهُمْ، وَأَعْفُو عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فِلِلْعَرَبِ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْإِسْلَامِ وَمَنْبِتُ الْعِزِّ، أُثَبِّتُهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَآخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً أُطَهِّرُهُمْ

وَأُزَكِّيهِمْ، لَا آخُذُ فِي ذَلِكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِلَّا الشَّاةَ وَالْبَعِيرَ، ثُمَّ أَرُدُّهُ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَأَهْلُ الذِّمَّةِ أُوفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأُقَاتِلُ عَدُوَّهُمْ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلَا أُكَلِّفُهُمْ إِلَّا دُونَ طَاقَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُنْتُ عِنْدَ اللَّهِ مُصَدِّقًا، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ خُطْبَتَهُ حِينَ اسْتُخْلِفَ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا تُوُفِّيَ أَقَامَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا النَّوْحَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قَامَ بِبَابِهَا فَنَهَاهَا وَمَنْ مَعَهَا عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْتَهِينَ فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ: ادْخُلْ فَأَخْرِجْ إِلَيَّ ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِهِشَامٍ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ: إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ بَيْتِي فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامٍ: ادْخُلْ؛ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ، فَأَخْرَجَ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَلَاهَا بِالدِّرَّةِ، فَضَرَبَهَا ضَرَبَاتٍ، فَتَفَرَّقَ النَّوَائِحُ لَمَّا سَمِعْنَ ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَرَوْنَ أَنْ يُعَذَّبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبِكَائِكُنَّ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، بِنَحْوِهِ

أول من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين

§أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْأَبْرَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَلَسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَقَالَ: §وَاللَّهِ مَا نَدْرِي مَا نَقُولُ، أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَلْ مِنَ اسْمٍ؟ قَالُوا: الْأَمِيرُ قَالَ: كُلُّهُمْ أَمِيرٌ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنْتَ أَمِيرُنَا، فَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَأَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ حَيَّا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ فَقَالَ -[678]- الْمُغِيرَةُ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ، فَسَكَتَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، " أَنَّ الْمُغِيرَةَ، أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَهَا مِنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ يَقُولُ: §اسْتَأْذَنُوا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَدَخَلَ الْمُغِيرَةُ عَلَيْهِ سَاعَتَهُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَلَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ قَالَ: أَلَسْتَ أَمِيرَنَا؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: أَفَلَسْنَا بِمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَأَنْتَ أَمِيرُنَا "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنَّ §هَذَا لَكَثِيرٌ، فَإِذَا مُتُّ أَنَا فَقَامَ رَجُلٌ مَقَامِي قُلْتُمْ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَنَا أَمِيرُكُمْ. فَهُوَ سَمَّى نَفْسَهُ "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ -[679]-: لِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْتُبُ: مِنْ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ: مِنْ خَلِيفَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَمَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ: عَبْدُ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي الشِّفَاءُ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْعِرَاقِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِرَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ نَبِيلَيْنِ يَسْأَلُهُمَا عَنِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ لَبِيدَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَخَلَا، فَوَجَدَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِيهِ فَقَالَا: §اسْتَأْذِنْ لَنَا يَا ابْنَ الْعَاصِ -[680]- عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عَمْرٌو: أَنْتُمَا وَاللَّهِ أَصَبْتُمَا اسْمَهُ، هُوَ الْأَمِيرُ وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، فَوَثَبَ عَمْرٌو فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ الْعَاصِ، مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الِاسْمِ؟ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا دَخَلْتَ فِيهِ قَالَ: قَدِمَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَا الْمَسْجِدَ فَقَالَا: اسْتَأْذِنْ لَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُمَا أَصَابَا اسْمَكَ، فَأَنْتَ الْأَمِيرُ وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ: فَجَرَى الْكِتَابُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَلِكَ الْعَرَبِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §وَعَلَيْكَ، أَكَذَاكَ تَجِدُهُ فِي كِتَابِكُمْ، أَلَيْسَ تَجِدُ نَبِيًّا، ثُمَّ خَلِيفَةً، ثُمَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْمُلُوكَ؟ قَالَ: بَلَى "

هيبة عمر رضي الله عنه

§هَيْبَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: «§كَانَ مِمَّا تَمَيَّزَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرُّعْبُ، إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَفْرَقُونَهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " §اجْتَمَعَ عُثْمَانُ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَابْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالُوا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ أَجْرَأَهُمْ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ أَنَّكَ كَلَّمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّهُ يَقْدَمُ الرَّجُلُ فَيَطْلُبُ الْحَاجَةَ، فَتَمْنَعُهُ مَهَابَتُهُ أَنْ يُكَلِّمَهُ حَتَّى يَرْجِعَ، فَلْيَلِنْ لِلنَّاسِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَفُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا سَمَّاهُ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: أَيَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ لَقَدْ لِنْتُ لِلنَّاسِ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي اللِّينِ، ثُمَّ اشْتَدَدْتُ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي الشِّدَّةِ، فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي يَجُرُّ إِزَارَهُ يَقُولُ: أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ، أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: " بَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي وَخَلْفَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ، بَدَا لَهُ فَالْتَفَتَ فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ بَكَى ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: §اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي مِنْكَ مِنْهُمْ أَشَدُّ فَرَقًا مِنْهُمْ مِنِّي "

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَمَا هُوَ يَجُولُ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ عَرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57] ، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 58] ، فَانْطَلَقَ مِنْ وَجْهِهِ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى وِسَادَتِهِ، فَانْتَزَعَهَا أُبَيٌّ مِنْ تَحْتِهِ وَقَالَ: دُونَكَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: لَا، وَنَبَذَهَا بِرِجْلِهِ وَجَلَسَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ وَقَالَ: §أَخْشَى أَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَ هَذِهِ الْآيَةِ؛ أُوذِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَقَالَ أُبَيٌّ: لَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَرْجُو أَنْ لَا تَكُونَ تَفْعَلُ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ مُؤَدِّبٌ لَا تَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ تَعَاهَدَ رَعِيَّتَكَ فَتَأْمُرَ وَتَنْهَى "

حَدَّثَنَا. . . . وَأَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " قَرَأَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} [الأحزاب: 58] فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §هَكَذَا تَقْرَؤُهَا يَا أُبَيُّ؟ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَهَكَذَا -[683]- أَنْزَلَهَا اللَّهُ؟ حَتَّى غَضِبَ أُبَيٌّ فَقَالَ: نَعَمْ هَكَذَا أَنْزَلَهَا، لَمْ يَسْتَأْمِرْ فِيهَا عُمَرَ وَلَا ابْنَهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ غَفْرًا؛ إِنِّي رَجُلٌ قَدْ دَخَلَ النَّاسَ مِنِّي هَيْبَةٌ، فَأَنَا أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ آذَيْتُ مُسْلِمًا "

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا يَأْخُذُ مِنْ شَارِبِهِ، §فَتَنَحْنَحَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مَهِيبًا، فَأَحْدَثَ الْحَجَّامُ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا "

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَلَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: بَيْنَمَا سَعِيدُ بْنُ الْهَيْلَةِ يَأْخُذُ مِنْ شَارِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، §فَفَزَّعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَحْدَثَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخَفْنَاكَ، وَسَنَعْقِلُهُ لَكَ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا "

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا غَفْرٍ، حَفَصَ اللَّهُ لَكَ -[684]- فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا حَفْصٍ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَصْلَعَتْنِي فَرْقَتُكَ، يَقُولُ: فَرَقَتْنِي صَلْعَتُكَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، أَنَّ هَانِئَ بْنَ قَبِيصَةَ، §قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَقَدْ أَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ، فَخَشِيَ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فَلَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُكَلِّمَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ذَهَبَ الزَّمَانُ الَّذِي عَهِدْتَنَا عَلَيْهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ لِيَ ابْنًا بِالْعِرَاقِ قَدْ خَرَجَ عَلَى أَهْلِهِ مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَدَّعِيَهُ إِلَّا الْفَرَقُ مِنْهُ، وَمَا يُكَلَّمُ فِي ذَاتِ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عِكْرِمَةَ صَاحِبَ دَارِ النَّدْوَةِ، هَجَا رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْلُوهُ بِالدِّرَّةِ وَيَقُولُ: هَجَوْتَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا لَقُصَيٍّ، ثَلَاثًا فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اصْبِرْ أَخَا قُصَيٍّ، فَلَوْ قَبْلَ الْيَوْمِ تَدْعُو قُصَيًّا لَمَّا ضَرَبَكَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[685]- فَقَالَ: §اسْكُتْ لَا أُمَّ لَكَ، فَوَضَعَ أَبُو سُفْيَانَ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ عَلَى فِيهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ عَامِرٍ، هَجَا وَهْبَ بْنَ زَمْعَةَ، فَعَرَضَ لَهُ فِي هِجَائِهِ، §فَجَلَدَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ فَحَدَّهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ يَهْجُو رَبِيعَةَ الْأَسَدِيَّ: " [البحر المتقارب] §عَلَا زَمَعُ النَّاسِ سَادَاتِهِمْ ... وَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ عُلْوَ الزَّمَعِ بَنِي زَمَعِ اللُّؤْمِ أَعْذِرُ بِكُمْ ... جَفَاءَ اللَّئِيمِ وَقَوْلَ الْبِدَعِ قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ وَهْبٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَلَدَهُ جَلْدًا بِالدِّرَّةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَصَاحَ: يَا آلَ قُصَيٍّ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسُحِبَ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ لَهُ دَارُ النَّدْوَةِ، وَرِثَهَا عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَكَانَتْ يَوْمَئِذٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ بَاعَهَا ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ عِكْرِمَةَ مِنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عِكْرِمَةُ: [البحر الطويل] هَنِيئًا لِأَفْتَاءِ الْعَشِيرَةِ كُلِّهَا ... مِجَرِّي لَدَى الْأَرْكَانِ سَحْبًا عَلَى عَهْدِ

هَنِيئًا عَلَى ذِي السَّيِّدِ الْغَمْرِ مِنْهُمُ ... وَبِالْحَدَثِ النَّاشِئِ وَبِالْغَرَرِ الْفَرْدِ فَإِنْ تَكُ عَبْدُ الدَّارِ أَخْلَتْ دِيَارَهَا ... وَأَصْبَحْتُ فَرْدًا فِي دِيَارِهِمْ وَحْدِي فَيَا رُبَّ يَوْمٍ لَوْ دَعَوْتُ أَجَابَنِي ... مَصَالِيتُ أَبْطَالٌ سِرَاعٌ إِلَى الْمَجْدِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَبْنِي بِنَاءً لَهُ قَدْ أَضَرَّ بِالطَّرِيقِ فَقَالَ: «يَا أَبَا سُفْيَانَ، §انْزِعْ بِنَاءَكَ هَذَا؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَضَرَّ بِالطَّرِيقِ» فَقَالَ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ أَبِيًّا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَرَّ بِلَبَنٍ فِي الطَّرِيقِ فَأَمَرَ أَبَا سُفْيَانَ أَنْ يُنَحِّيَهُ، فَجَعَلَ يُنَحِّيهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْرَكْتُ زَمَانًا أَمَرَ عُمَرُ فِيهِ أَبَا سُفْيَانَ فَأَطَاعَهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ سُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، يَقُولُ: §كَانَ النَّاسُ لِدِرَّةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَهْيَبَ مِنْكُمْ لِسَوْطِكُمْ وَسَيْفِكُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَلَّمَهُ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ كُسِرَ بَعِيرٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَنَحَرَهُ عُمَرُ -[687]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَعَلَهُ طَعَامًا لِلْمُسْلِمِينَ، وَقَسَمَ جِلْدَهُ قِطَعًا، وَبَعَثَ إِلَى عُيَيْنَةَ بِقِطْعَةٍ مِنْ جِلْدِهِ وَقَالَ: اخْصِفْ بِهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَقٌّ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ بِنْتَ عُيَيْنَةَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ حَوَائِجَ فَقَالَ: مَا لَكَ عِنْدِي إِلَّا مَا كَانَ لَكَ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ وَأَثَابَهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ، إِنْ كَانَ لَيُعْطِينَا حَتَّى يُغْنِينَا، وَيُخْشِينَا حَتَّى يُتْقِينَا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمُشَاوِرِيهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ: هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ -[688]-: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ،. . . . . . . . §وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يَقَعَ بِهِ فَقَالَ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَالَ لِنَبِيِّهِ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ " وَمِمَّا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي غَسَّانَ وَقَرَأَهُ عَلَيَّ، وَلَا أَدْرِي أَنَسَبَهُ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ أَمْ لَا قَالَ: أَقْبَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يُرِيدُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ يُدْعَى مَالِكَ بْنَ أَبِي زُفَرَ، مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَضُعَفَائِهِمْ، وَكَانَ غَائِظًا لِعُيَيْنَةَ، يَتَكَلَّمُ يَوْمًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَصْبَحَ الْخَبَأُ تَامِكًا، وَالدَّنِيُّ مُتَكَلِّمًا فَقَالَ مَالِكٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يَفْخَرُ عَلَيْنَا بِأَعْظُمٍ حَائِلَةٍ، وَأَرْوَاحٍ فِي النَّارِ فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا أَنْتَ الْمُتَكَلِّمَ، وَلَكِنَّ الَّذِي أَقْعَدَكَ هَذَا الْمَقْعَدَ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ، وَغَضِبَ لِعُيَيْنَةَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالُوا لِمَالِكٍ: أَتَقُولُ هَذَا لِسَيِّدِ مُضَرَ؟ وَقَامَ عُيَيْنَةُ مُغْضَبًا وَقَالَ: لَهَذَا الْيَوْمُ أَعْظَمُ عِنْدِي مِنْ قَتْلِ الْهَبَاءَةِ أَوْ لِمَا جَنَاهُ أُرَيْمِصُ غَطَفَانَ، يَعْنِي مَا جَنَاهُ مَالِكٌ أَشَدُّ مِمَّا جَنَى وَقْتَئِذٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضَرَبَهُ -[689]- بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: يَا عُيَيْنَةُ، كُنْ ذَلِيلًا فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنَّمَا أَنْتَ طَلِيقٌ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، لَا وَاللَّهِ لَا أَرْضَى عَنْكَ أَبَدًا حَتَّى يَشْفَعَ لَكَ مَالِكٌ، فَرَجَعَ عُيَيْنَةُ فَبَاتَ بِلَيْلَةِ سُوءٍ، وَبَعَثَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهِ الْعُيُونَ، فَإِذَا عِنْدَهُ رِجَالٌ مِنَ الْعَرَبِ وَهُوَ يَقُولُ: الْعَجَبُ لِعُمَرَ، إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ ارْتَدَّ مَرَّتَيْنِ فَغَفَرُوا لَهُ ذَنْبَهُ، وَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ أُخْتَهُ ثُمَّ تَلَقَّفُوهُ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنَّهُمْ قَدْ أَوْلَعُوا بِي حَتَّى مَا يَلْهَجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا بِتَعْيِيرِي فَقَالَ لَهُ الْهَرَمُ بْنُ قُطْبَةَ: وَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الْأَشْعَثِ؟ مَلِكٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَيِّدٌ فِي الْإِسْلَامِ، لَهُ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ مِلْءُ الْمَدِينَةِ، فَأَقْصِدْ وَاعْلَمْ أَنَّكَ مَعَ عُمَرَ. قَالَ: فَبَاتَ وَهُوَ يَتَغَنَّى: [البحر الطويل] حَلَفْتُ يَمِينًا غَيْرَ ذِي مَثْنَوِيَّةٍ ... لَقَلْبُ أَبِي حَفْصٍ أَشَدُّ مِنَ الْحَجَرْ أَيَشْتُمُنِي الْفَارُوقُ وَاللَّهُ غَافِرٌ ... لَهُ مَا مَضَى إِنْ أَصْلَحَ الْيَوْمَ مَا غَبَرْ فَآلَى يَمِينًا لَا يُرَاجِعُ قَلْبَهُ ... عُيَيْنَةُ حَتَّى يَشْفَعَ ابْنُ أَبِي زُفَرْ وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ شَفَاعَةِ مَالِكٍ ... إِلَى عُمَرٍ لِلَّهِ مِنْ كَبِدَيْ عُمَرْ عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ غَيْرَ أَنْ قَالَ قَائِلٌ ... عُيَيْنَةُ مَحْمُودُ الزِّيَادَيْنِ فِي مُضَرْ -[690]- وَآبَاؤُهُ الْغُرُّ الْبَهَالِيلُ مِنْهُمُ ... حُذَيْفَةُ شَمْسٌ وَابْنُهُ حِصْنُهَا الْقَمَرْ فَإِنْ يَكُ كَانَتْ مِنِّيَ الْعَامَ رِدَّةٌ ... فَلَسْتُ أَبَا حَفْصٍ بِأَوَّلِ مَنْ كَفَرْ وَلَلْأَشْعَثُ الْكِنْدِيُّ أَعْظَمُ غَدْرَةً ... وَأَنْكَى بِهَا مِنْ حَيِّ ذُبْيَانَ إِذْ غَدَرْ فَأَنْكَحَهُ الصِّدِّيقُ وَاخْتَارَ قَوْمَهُ ... وَأَمْسَى يُفَدَّى الْيَوْمَ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرْ وَأَنِّي لَهُ إِذَا كَانَ قَدْ. ... لَهُ دُونٌ وَكَانَ لَهُ نَفَرْ فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ قَالَ: يَا عُيَيْنَةُ، إِنِّي عَلَى حَلْفَتِي فَاحْتَلْ لِنَفْسِكَ، فَأَتَى عُيَيْنَةُ مَالِكًا فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ يَنْتَظِرُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ: مَا بَالُكَ هَا هُنَا؟ قَالَ: أَنْتَظِرُ أُرَيْمِصَ غَطَفَانَ قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ هَذَا كَائِنًا، أَلَا بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَأَتَاكَ؟ فَضَحِكَ عُيَيْنَةُ وَقَالَ: هَلْ يَدَعُنَا عُمَرُ؟ حَلَفَ لَا يَرْضَى حَتَّى يَشْفَعَ لِي مَالِكٌ، فَقَبَّحَ اللَّهُ هَذَا عَيْشًا مَعَ مَا تَرَى فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ حِصْنٍ، مَنْ دَخَلَ هَذَا الدِّينَ ذَلَّ، وَمَنْ فَزِعَ إِلَى غَيْرِهِ لَمْ يُمْنَعْ، وَجَاءَ مَالِكٌ فَكَلَّمَهُ عُيَيْنَةُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَشَى مَعَهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عُيَيْنَةَ حَرِجُ الصَّدْرِ ضَيِّقُ الذَّرْعِ، يَخَافُهُ مَنْ فَوْقَهُ، وَيُخِيفُهُ مَنْ دُونَهُ، فَارْضَ عَنْهُ، فَرَضِيَ عَنْهُ. قَالَ عُيَيْنَةُ: هَذِهِ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ قَاعِدًا وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَأَقْبَلَ الْجَارُودُ، فَلَمَّا أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَذَا سَيِّدُ رَبِيعَةَ -[691]-، فَسَمِعَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَمِعَهَا الْجَارُودُ وَسَمِعَهَا الْقَوْمُ، فَلَمَّا دَنَا الْجَارُودُ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَفَقَهُ بِالدِّرَّةِ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ الْجَارُودُ: بِسْمِ اللَّهِ، مَهْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ذَلِكَ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا وَسَمِعْتَ مَا قَالَ الرَّجُلُ قَالَ: فَمَهْ قَالَ: §خَشِيتُ أَنْ يُخَالِطَ قَلْبَكَ مِنْهَا شَيْءٌ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَبُو سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْجَمَلِيُّ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا جَمْعٌ عَلَى رَجُلٍ، فَسَأَلَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، كَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرِدًا يَعْلُوهُ بِالدِّرَّةِ خَفْقًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْظُرْ مَا تَصْنَعُ قَالَ: §فَإِنِّي عَلَى عَمَدٍ أَصْنَعُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الَّذِي تَصْنَعُ فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ مَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ؟ "

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَعِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مِنْ حَدِيثِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْقُرَشِيِّ، أَنَّهُ تَنَاجَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَالنَّاسُ يُحِيطُونَ بِهِمَا لَا يَسْمَعُ نَجْوَاهُمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَلَمْ يَزَالَا يَتَحَدَّثَانِ فِي الرَّأْيِ حَتَّى أَغْضَبَ عُثْمَانُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي بَعْضِ مَا تَكَلَّمُوا -[692]- بِهِ، §فَقَبَضَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ قَبْضَةً فَحَصَبَ بِهَا وَجْهَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَجَّهُ بِالْحَصَى فِي وَجْهِهِ آثَارًا مِنْ شِجَاجٍ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَثْرَةَ تَسَرُّبِ الدَّمِ عَلَى لِحْيَتِهِ قَالَ: أَمْسِكْ عَنْكَ الدَّمَ، فَعَرَفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَادِمٌ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا يَهُولَنَّكَ الَّذِي أَصَبْتَ مِنِّي، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْتَهِكُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ الَّتِي اسْتَرْعَاكَ اللَّهُ أَكْثَرَ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، فَأُعْجِبَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي رَأْيِهِ، وَحَمَلَهُ وَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا "

حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §احْجُبْنِي لَا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ فَمَنَعْتُهُ، فَأَرَادَنِي فَامْتَنَعْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَنِي، فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ فَعَلَاهُ بِهَا وَقَالَ: أَرَدْتُمْ أَنْ تُجَرِّئُوا عَلَيَّ كِلَابَ الْعَرَبِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ، يَعْنِي الْأَفْطَسَ قَالَ: " جَاءَتْ وُفُودُ فَارِسَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَطْلُبُونَهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لَهُمْ: §هُوَ فِي الْمَسْجِدِ لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، فَأَتَوْهُ فَإِذَا هُوَ فِيهِ لَيْسَ عِنْدَهُ حَرَسٌ وَلَا كَبِيرٌ أَحَدٌ، فَقَالُوا: هَذَا الْمُلْكُ وَاللَّهِ لَا مُلْكُ كِسْرَى "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ -[693]-: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لِيَعْلَمَ مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِي أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِنِّي لَأُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالًا، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَقْوَى عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مِنِّي لَكُنْتُ أَنْ أُقَدَّمَ فَيُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ إِلَيْهِ»

ولاية زيد بن ثابت رضي الله عنه القضاء

§وِلَايَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْقَضَاءَ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ الْخُصُومُ صَرَفَهُمْ إِلَى زَيْدٍ، فَلَقِيَ رَجُلًا مِمَّنْ صَرَفَهُ إِلَى زَيْدٍ فَقَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: قَضَى عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: §لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَضَيْتُ لَكَ قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ وَأَنْتَ أَوْلَى بِالْأَمْرِ؟ قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَرُدُّكَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ فَعَلْتُ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَرُدُّكَ إِلَى رَأْيٍ، وَالرَّأْيُ مُشِيرٌ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §اسْتَعْمَلَ زَيْدًا عَلَى الْقَضَاءِ، وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزَّيَّادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «§كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَثِيرًا مَا يَسْتَخْلِفُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَسْفَارِ، وَقَلَّمَا رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا أَقْطَعَ زَيْدًا حَدِيقَةً مِنْ نَخْلٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ -[694]-، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§اكْفِنِي صِغَارَ الْأُمُورِ، فَكَانَ يَقْضِي فِي الدِّرْهَمِ وَنَحْوِهِ»

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ الزِّنْبَاعِ، عَنِ ابْنِ دِهْقَانَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَاهُنَا حَائِكًا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ نَصْرَانِيًّا، فَلَوِ اسْتَكْتَبْتَهُ؟ فَقَالَ: «§قَدِ اتَّخَذْتُ إِذًا بِطَانَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ»

عفاف عمر رضي الله عنه عن المال وغلظ مطعمه

§عَفَافُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْمَالِ وَغِلَظُ مَطْعَمِهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§إِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللَّهِ مَنْزِلَةَ وَالِي مَالِ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ، ثُمَّ قَضَيْتُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي الْقَطَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِعَمَّارٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَعْنِي حِينَ وَلَّاهُمَا أَعْمَالَ الْكُوفَةِ: §إِنِّي وَإِيَّاكُمْ -[695]- فِي مَالِ اللَّهِ كَوَالِي مَالِ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكَلَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنَ الْمَالِ، وَاخْتَرَقَ فِي مَالِ نَفْسِهِ»

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: «§كُنَّا نَأْكُلُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَوْمًا لَحْمًا غَرِيضًا، وَيَوْمًا قَدِيدًا، وَيَوْمًا زَيْتًا»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُغَدِّينَا بِالْخَبْزِ وَالزَّيْتِ وَالْخَلِّ، وَالْخُبْزِ وَاللَّبَنِ، وَالْخُبْزِ وَالْقَدِيدِ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ اللَّحْمُ الْغَرِيضُ، يَأْكُلُ وَكُنَّا نُعْذَرُ، وَكَانَ يَقُولُ: §لَا تَنْخُلُوا الدَّقِيقَ فَكُلُّهُ طَعَامٌ، وَكَانَ يَقُولُ: مَا لَكُمْ لَا تَأْكُلُونَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا نَرْجِعُ إِلَى طَعَامٍ أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَمَا تُرَانِي عَالِمًا أَنْ أَرْجِعَ إِلَى دَقِيقٍ يُنْخَلُ فِي خِرْقَةٍ فَيَخْرُجُ كَأَنَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَرَانِي عَالِمًا أَنْ أَعْمِدَ إِلَى عَنَاقٍ سَمِينَةٍ فَنُلْقِيَ عَنْهَا شَعَرَهَا فَتَخْرُجَ كَأَنَّهَا كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَرَانِي عَالِمًا أَنْ أَعْمِدَ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ مِنْ زَبِيبٍ فَأَجْعَلَهُ فِي سِقَاءٍ وَأَصُبَّ عَلَيْهِ مِنَ -[696]- الْمَاءَ فَيُصْبِحَ كَأَنَّهُ دَمُ الْغَزَّالِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَحْسَنُ مَا يَبْعَثُ الْعَيْشَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ ذَكَرَ قَوْمًا فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] " حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: فَكَانَ يَجِيءُ بِخُبْزٍ مُفْلَعٍ غَلِيظٍ، وَقَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «بَخٍ بَخٍ يَا ابْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَمَا تُرَانِي. . . .؟»

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خُبْزٌ يُلَتُّ، فَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَةً بِزَيْتٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَةً بِسَمْنٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَةً بِلَبَنٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا الْقَدَائِدَ الْيَابِسَةَ قَدْ دُقَّتْ ثُمَّ غُلِيَ بِهَا، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ، وَهُوَ قَلِيلٌ، فَيُقَالُ لَنَا يَوْمًا: §إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ أَرَى تَقْذِيرَكُمْ وَكَرَاهِيَتَكُمْ طَعَامِي، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ -[697]- طَعَامًا وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ وَصِنَابٍ وَصَلَائِقَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجَرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ قَالَ: " §كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: طَعَامٌ غَلِيظٌ أَكَلْتُهُ أُذِيتُ مِنْهُ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالْمَطْعَمِ اللَّيِّنِ وَالْمَلْبَسِ اللَّيِّنِ لَأَنْتَ قَالَ: فَتَنَاوَلَ عُصَيَّةً فَقَرَعَ بِهَا رَأْسِي وَقَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ فِيكَ خَيْرًا يَا رَبِيعُ بْنَ زِيَادٍ، قُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ بِهَا إِلَّا مُقَارَبَتِي، أَتَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ؟ قَالَ: مَا مَثَلُكَ -[698]- وَمَثَلُهُمْ؟ قَالَ: مِثْلُ قَوْمٍ أَرَادُوا سَفَرًا فَدَفَعُوا نَفَقَاتِهِمْ إِلَى رَجُلٍ وَقَالُوا: أَنْفِقْ عَلَيْكَ وَعَلَيْنَا، أَفَلَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَكَذَاكَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي رَهْطٍ عَلَى بَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ جَارِيَةٌ، فَقَالُوا: سَرِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَرِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ؛ إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا مَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَدَعَانَا فَقَالَ: مَا قُلْتُمْ؟ فَقُلْنَا: خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَرَجَتْ عَلَيْنَا جَارِيَةٌ , فَقُلْنَا: سَرِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: لَيْسَتْ سَرِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ، إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَتَذَاكَرْنَا مَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ قَالَ: وَقُلْنَا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ قَالَ: فَرَدَّدَهَا عَلَيْنَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقُلْنَا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: §أَنَا أُنَبِّئُكُمُ بِمَا أَسْتَحِلُّ مِنْ هَذَا الْمَالِ: حُلَّةٌ لِلشِّتَاءِ وَحُلَّةٌ لِلْقَيْظِ، وَمَا أَحُجُّ عَلَيْهِ وَأَعْتَمِرُ مِنَ الظَّهْرِ، وَقُوتُ أَهْلِي مِثْلُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ بِأَغْنَاهُمْ وَلَا أَفْقَرِهِمْ، ثُمَّ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَا يَسِيرَانِ فِي مِرْبَدٍ لَهُمَا، فَرَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَارِيَةً تَقُومُ مَرَّةً وَتُصْرَعُ أُخْرَى فَقَالَ: يَا بُؤْسَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ، أَمَا لَهَا أَحَدٌ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ -[699]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هِيَ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهَا لَإِحْدَى بَنَاتِكَ قَالَ: وَأَيُّ بَنَاتِي؟ قَالَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: أَهْلَكْتَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ هُزَالًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَبَسْتَ مَا عِنْدَكَ فَقَالَ: §وَمَا عِنْدِي؟ غَرَّكَ أَنْ تُكْسِبَ بَنَاتِكَ كَمَا تُكْسِبُ الْأَقْوَامُ بَنَاتِهِمْ، لَا وَاللَّهِ مَا لَكَ عِنْدِي إِلَّا سَهْمُكَ فِي الْمُسْلِمِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْفَقَ عَلَيَّ مِنْ مَالِ اللَّهِ شَهْرًا ثُمَّ قَالَ: يَا يَرْفَأُ، احْبِسْ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَانِي فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا بُنَيَّ، §فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرَى هَذَا الْمَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أَلِيَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، ثُمَّ مَا كَانَ أَحْرَمَهُ عَلَيَّ مِنْهُ حِينَ وَلِيتُهُ، فَعَادَ أَمَانَتِي، أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ مَالِ اللَّهِ شَهْرًا وَلَنْ أَزِيدَكَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَعَنْتُكَ بِتَمْرِ مَالٍ بِالْعَالِيَةِ، فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ فَاجْذُذْهُ ثُمَّ بِعْهُ، ثُمَّ قُمْ إِلَى جَانِبِ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ قَوْمِكَ، فَإِذَا ابْتَاعَ فَاسْتَشْرِكْهُ ثُمَّ اسْتَنْفِقْ وَأَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ، يَقُولُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عِنْدَنَا حِلْيَةً مِنْ حُلِيِّ جَلُولَاءَ، وَآَنِيَةً وَفِضَّةً، فَانْظُرْ مَا تَأْمُرُنَا فِيهَا بِأَمْرِكَ -[700]- قَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَآذِنِّي قَالَ: فَجَاءَهُ يَوْمًا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا قَالَ: §ابْسُطْ لِي نِطَعًا فِي الْجَيْشِ، فَأَمَرَ بِنِطَعٍ فَبُسِطَ، ثُمَّ أَتَى بِذَلِكَ الْمَالِ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَأَتَى فَوَقَفَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ ذَكَرْتَ هَذَا الْمَالَ فَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} [آل عمران: 14] ، اللَّهُمَّ وَقُلْتَ: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] ، اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَ لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ قَالَ: فَأُتِيَ بِابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ لَهِيَّةَ فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، هَبْ لِي خَاتَمًا فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيكَ سَوِيقًا، فَمَا أَعْطَاهُ شَيْئًا "

وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُعَيْقِبٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ الظَّهِيرَةِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ يُطَالِبُ ابْنَهُ عَاصِمًا، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّكَ تَأْخُذُ أَمْرَكَ بِالْهُوَيْنَى، وَإِذَا بِعَاصِمٍ فِي زَاوِيَةٍ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا صَنَعَ هَذَا؟ إِنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى الْعِرَاقِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَانْتَفَقَهُمْ فَأَعْطَوْهُ آنِيَةً وَفِضَّةً وَمَتَاعًا وَسَيْفًا مُحَلًّى فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ، إِنَّمَا قَدِمْتُ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَعْطَوْنِي هَذَا فَقَالَ: §خُذْهُ يَا مُعَيْقِبُ، فَاجْعَلْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَجَعَلْتُهُ، فَلَمَّا كَانَ

الْعَشِيُّ حَدَّثَ الْقَوْمَ شَأْنَهُ، وَانْطَلَقَ عَاصِمٌ فَطَلَبَ إِلَى نَاسٍ فِي السَّيْفِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّيْفُ أَمَا لَهُ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سَيْفٌ؟ قَالَ: يَا مُعَيْقِبُ، انْزِعْ حِلْيَتَهُ وَأَعْطِهِ النَّصْلَ قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَأَخَذَ النَّصْلَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنِّي §أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ، وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §إِنِّي مُمْسِكٌ بِحَلَاقِيمِ قُرَيْشٍ، إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ - وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: مَالَ الْمُسْلِمِينَ - مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالٌ كَثِيرٌ، فَجَاءَتْ حَفْصَةُ بِنْتُهُ وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , حَقُّ أَقْرِبَتِكَ فِي هَذَا الْمَالِ، وَقَدْ أَوْصَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَقْرَبِينَ -[702]- فَقَالَ: §أَيْ بُنَيَّةِ، إِنَّمَا حَقُّ أَقْرِبَائِي فِي مَالِي، فَأَمَّا هَذَا فَفَيْءُ الْمُسْلِمِينَ، غَشَشْتِ أَبَاكِ وَنَصَحْتِ لِأَقْرِبَتِكِ، قُومِي ". قَالَ الْحَسَنُ: فَقَامَتْ وَاللَّهِ تَجُرُّ ذَيْلَهَا

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالٌ فَأَمَرَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَجِئْتُ وَأَنَا غُلَيْمٌ وَعَلَيَّ أُزَيْرٌ، فَوَجَدْتُ دِرْهَمًا فَأَخَذْتُهُ فَقَالَ لِي: §مِنْ أَيْنَ هَذَا الدِّرْهَمُ لَكَ يَا عَاصِمُ؟ قُلْتُ: أَعْطَتْنِيهِ أُمِّي، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّي: أَعْطَيْتِ عَاصِمًا دِرْهَمًا؟ قَالَتْ: لَا قَالَ: أَخْبِرْنِي خَبَرَهُ، قُلْتُ: وَجَدْتُهُ فِي الْحِجْرِ، وَقَالَ فِي الْفِنَاءِ، فَأَخَذَهُ مِنِّي وَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ وَقَالَ: اذْهَبْ بِهِ فَأَلْقِهِ بَيْنَ الْخَوْخَةِ وَالْبَابِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ قَالَ: تَنَاوَلَ ابْنٌ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَوَضَعَهَا فِي فَمِهِ، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَالَجَهَا حَتَّى انْتَزَعَهَا فَوَضَعَهَا فِي تَمْرِ الصَّدَقَةِ وَقَالَ: §إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَلَقَّى سَلْمَانَ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَلَقَّاهُ فَلْيَتَلَقَّاهُ، فَلَمَّا الْتَقَيَا أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدِ صَاحِبِهِ يَتَحَدَّثَانِ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَرُ لِسَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتُرَانِي مُسْتَحِقًّا لِهَذَا الِاسْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا لَمْ تَسْتَأْثِرْ عَلَى النَّاسِ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ -[703]-: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَجِيحٍ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ يَحْلُبُهَا، فَانْطَلَقَ غُلَامُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَقَاهُ لَبَنًا أَنْكَرَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ لَكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاقَةَ انْفَلَتَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا فَشَرِبَهَا، فَحَلَبْتُ لَكَ نَاقَةً مِنْ مَالِ اللَّهِ فَقَالَ: وَيْحَكَ تَسْقِينِي نَارًا، §وَاسْتَحَلَّ ذَلِكَ اللَّبَنَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، فَقِيلَ: هُوَ لَكَ حَلَالٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَحْمُهَا، وَأَوْشَكَ أَلَّا يُرَى لَنَا فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " §قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِسْكٌ وَعَنْبَرٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مَنْ يَقْسِمُ هَذَا الْمِسْكَ وَالْعَنْبَرَ حَتَّى أَقْسِمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدٍ: هَلُمَّ أَزِنْ لَكَ؛ فَإِنِّي جَيِّدَةُ الْوَزْنِ قَالَ: لَا، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ يَدُكِ، فَتَقُولِينَ هَكَذَا عَلَى صَدْرِكِ بِمَا أَصَابَتْ يَدَاكِ فَضْلًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْتَاجُ -[704]- الْحَاجَةَ الشَّدِيدَةَ فَيَأْتِي خَازِنَ بَيْتِ الْمَالِ فَيَسْتَقْرِضُ الدُّرَيْهَمَاتِ فَيُقْرِضُهُ، فَرُبَّمَا أَخَذَ بِخِنَاقِهِ فِيهَا حَتَّى يَرُدَّهَا، وَرُبَّمَا يُؤَخِّرُ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَاؤُهُ أَوْ سَهْمُهُ فَيُعْطِيَهُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَطَائِفَ وَطَعَامٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُسِمَ ثُمَّ قَالَ: §اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَرْزُقْهُمْ وَلَنْ أَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ إِلَّا أَنْ أَضَعَ يَدِي مَعَ أَيْدِيهِمْ فِي طَعَامِهِمْ، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ تَجْعَلَهُ نَارًا فِي بَطْنِ عُمَرَ. قَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ لَمْ أَبْرَحْ حَتَّى رَأَيْتُهُ اتَّخَذَ صَحْفَةً مِنْ خَالِصِ مَالِهِ فَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ جِفَانِ الْعَامَّةِ " حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، بِمِثْلِهِ سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَرْزَأْ فِيهِمْ

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ §يَنْظُرُ فِي أُمُورِ النَّاسِ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ، وَافْتَرَقَ عَنِ النَّاسِ وَقَامَ إِلَى -[705]- مَنْزِلِهِ، فَاسْتَتْبَعَنِي، فَلَمَّا صَارَ فِيهِ قَالَ لِجَارِيَتِهِ: وَيْحَكِ يَا قُرَيْبَاءُ، آتِينَا غَدَاءَنَا، فَقَرَّبَتْ خُبْزًا وَزَيْتًا فَقَالَ: وَيْحَكِ أَلَا جَعَلْتِ مَكَانَ الزَّيْتِ سَمْنًا؟ قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ جَعَلْتَ مَالَ اللَّهِ فِي أَمَانَتِي، فَإِنْ. . . "

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ قَاسِمٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ , فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §يَشْتَكِي بَطْنَهُ مِنَ الزَّيْتِ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُحِلُّوا لَهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ثَمَنَ عُكَّةٍ مِنْ سَمْنٍ مِنْ بَيْتِ مَالِكُمْ فَافْعَلُوا "

ما روي عنه رضي الله عنه في جمع القرآن والقول فيه

§مَا رُوِيَ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ وَالْقَوْلِ فِيهِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ، فَقَامَ فِي النَّاسِ , فَقَالَ: §مَنْ كَانَ تَلَقَّى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِنَا بِهِ، وَكَانُوا كَتَبُوا ذَلِكَ فِي الصُّحُفِ وَالْأَلْوَاحِ وَالْعُسُبِ، وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى يَشْهَدَ شَهِيدَانِ، فَقُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُجْمَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ -[706]-، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: نَجْمَعُ الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: §إِنَّكُمْ أَقْوَامٌ فِي أَلْسِنَتِكُمْ لَحْنٌ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُحْدِثُوا فِي الْقُرْآنِ لَحْنًا. فَأَبَى عَلَيْهِمْ "

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَا يُمْلِينَا فِي مَصَاحِفِنَا إِلَّا فِتْيَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §أَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِمَّا يَقُولُ أُبَيٌّ، وَإِنَّهُ يَقُولُ: أَخَذْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ يَقُولُ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} [البقرة: 106] "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -[707]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أُبَيًّا يَزْعُمُ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ تَكْتُبُوهَا قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْأَلَنَّ أُبَيًّا، فَإِنْ أَنْكَرَ لَتُنْكِرَنِّي، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أُبَيًّا تُرِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَا عَلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّا تَرَكْنَا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ نَكْتُبْهَا , فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ ذَهَبًا ابْتَغَى إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَاللَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ» قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَفَتَكْتُبُهَا؟ قَالَ: لَا آمُرُكَ قَالَ: أَفَتَدَعُهَا؟ قَالَ: لَا أَنْهَاكَ قَالَ: كَانَ إِثْبَاتُكَ أَوْلَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ قُرْآنٌ مُنَزَّلٌ؟

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ،: §قَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) فَقَالَ أُبَيٌّ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) ، وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا هَكَذَا فَقَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا هَكَذَا، وَلَمْ يُؤَامِرْ فِيهِ الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغُلَامٍ مَعَهُ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَقْرَأُ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] (وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا غُلَامُ حُكَّهَا، فَقَالَ: هَذَا مُصْحَفُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَذَهَبَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ §فَنَادَى أُبَيٌّ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، أَنْ كَانَ يَشْغَلُنِي الْقُرْآنُ، وَكَانَ يَشْغَلُكَ الصَّفَقُ بِالْأَسْوَاقِ، فَمَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا فِهْرُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ أُبَيًّا، §قَرَأَ {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [المائدة: 107] فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَبْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ: بَلْ أَنْتَ أَكْذَبُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتُكَذِّبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَشَدُّ تَعْظِيمًا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْكُمْ، وَلَكِنِّي أُكَذِّبُهُ فِي تَصْدِيقِ اللَّهِ، وَلَا أُصَدِّقُهُ فِي تَكْذِيبِ كِتَابِ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَصْحَابًا لَهُ خَرَجُوا بِمُصْحَفِهِمْ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يُثْبِتُونَ حُرُوفَهُ عَلَى عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ آيَ {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] (وَلَوْ حَمَيْتُمْ كَمَا حَمَوْا لَفَسَدَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قَالَ: فَأَخْبَرُوا بِذَلِكَ عُمَرَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلَيَّ بِأُبَيٍّ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ عُمَرَ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الدَّرْدَاءِ

، فَوَافَقُوهُ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ بِيَدِهِ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمَدِينِيُّ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَاحْتَوَاهُ الْأَمْرَ، فَالْتَفَتَ إِلَى الشَّامِيِّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَنْتَهُونَ مَعْشَرَ الرَّكِيبِ حَتَّى يَشْدِفَنِي مِنْكُمْ شَرٌّ فَقَالَ: تَقُولُ هَذَا لَهُمْ وَفِيهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمَضَى أُبَيٌّ وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ وَفِيهَا الْقَطِرَانُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أُبَيُّ، اقْرَأْ. فَقَرَأَ كَمَا أَخْبَرُوهُ فَقَالَ: يَا زَيْدُ، اقْرَأْ. فَقَرَأَ قِرَاءَةَ الْعَامَّةِ فَقَالَ عُمَرُ: §اللَّهُمَّ لَا عِلْمَ إِلَّا كَمَا قَرَأْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَحْضُرُ وَيَغِيبُونَ، وَإِنْ شِئْتَ لَا أَقْرَأْتُ أَحَدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ غَفْرًا، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عِنْدَكَ عِلْمًا، فَأَقْرِئِ النَّاسَ وَحَدِّثْهُمْ. قَالَ: فَكَتَبُوهَا عَلَى قِرَاءَةِ عُمَرَ وَزَيْدٍ "

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِكَتْبِ مُصْحَفٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ بِطَعَامٍ وَإِدَامٍ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَ يُطْعِمُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ، وَكَانَ أُبَيٌّ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ يُمِلُّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ وَجَدْتَ طَعَامَ -[711]- الشَّامِيِّ؟ قَالَ: §إِنِّي لَأُوشِكُ إِذَا مَا نَشَبْتُ فِي أَمْرِ الْقَوْسِ، مَا طَعِمْتُ لَهُ طَعَامًا وَلَا إِدَامًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ (عَتَّا حِينٍ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَكَذَا؟ قَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَجَعَلَهُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، أَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَلَا تُقْرِئْهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وَالسَّلَامُ " وَيُقَالُ: إِنَّ نَافِعَ بْنَ طَرِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ كَانَ كَتَبَ الْمُصْحَفَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: " §رَأَى مَعِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَوْحًا مَكْتُوبًا فِيهِ: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فَقَالَ: مَنْ أَمْلَى عَلَيْكَ هَذَا؟ قُلْتُ -[712]-: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ إِنَّ أُبَيًّا كَانَ أَقْرَأَنَا لِلْمَنْسُوخِ، اقْرَأْهَا «فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ، يَقْرَأُ (لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا فِي التَّنْزِيلِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ يُعَلِّمُ ذَاكَ؟ وَاللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ بِمَنْ يُعَلِّمُ ذَاكَ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا قَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَانْطَلَقَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَقَالَ: صَدَقَ، قَدْ كَانَ هَذَا فِيمَا يُقْرَأُ قَالَ: §أَكْتُبُهَا فِي الْمُصْحَفِ؟ قَالَ: لَا أَنْهَاكَ قَالَ: أَتْرُكُهَا؟ قَالَ: لَا آمُرُكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: §قَرَأْتُ فِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ (اللَّهُمَّ نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ) حَتَّى بَلَغَ آخِرَ السُّورَتَيْنِ "

جمع عمر رضي الله عنه الناس على قيام رمضان

§جَمْعُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَعَمْرٌو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا: §كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبَعْضَ إِمَارَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فُرَادَى، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي مَعَهُ الْقُرْآنُ إِذَا صَلَّى جَاءَ الْقَوْمُ يَقِفُونَ خَلْفَهُ، حَتَّى صَارُوا فِي الْمَسْجِدِ زُمَرًا، هَاهُنَا زُمْرَةً، وَهَاهُنَا زُمْرَةً، مَعَ كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ، فَكَلَّمَ النَّاسُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالُوا: لَوْ جَمَعْتَنَا فَصَلَّيْتَ بِنَا؟ فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى تَقَدَّمَ وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَنِعْمَتِ الْبِدْعَةُ، فَإِنَّكُمْ لَتَنْقَلِبُونَ بِآخِرِ الْمُصَلَّى إِلَى أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «§جَمَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ عَلَى أُبَيٍّ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، فَكَانَا يَقُومَانِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَآنِ بِالْمِئَتَيْنِ، حَتَّى يُعْتَمَدَ عَلَى الْعَصَا مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ»

حَدَّثَنَا أَبُو ذُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي رَمَضَانَ إِلَى مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ وَمَعَهُ النَّفَرُ فَقَالَ -[714]-: لَوِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ كَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْعَالِيَةِ وَقَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَاتَّفَقُوا فَقَالَ: «§نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يُصَلُّونَ، وَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيَرْقُدُونَ آخِرَهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْعِمَادِ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ عَطَاءِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ، إِذْ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §مَا هَذَا الِاخْتِلَافُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فُلَانٌ أَقْرَأُ لِلْقُرْآنِ مِنْ فُلَانٍ، وَفُلَانٌ أَحْصَرُ لِلْقُرْآنِ مِنْ فُلَانٍ، وَفُلَانٌ أَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنْ فُلَانٍ، أَتَفْعَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ أَنْتُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ بَعْدَكُمْ؟ إِنِّي أَبْتَرُ هَذَا، يُصَلُّونَ بِالنَّاسِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَهُمْ فَلْيُصَلِّ بِصَلَاتِهِمْ، وَمَنْ كَانَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَهُمْ فَلْيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ حَتَّى يَفْرُغُوا، ثُمَّ يَرْجِعْ إِلَى الْمَسْجِدِ إِنْ أَحَبَّ» قَالَ عَطَاءٌ: فَأَمَرَ أَبَا حَثْمَةَ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمُعَاذًا، فَكَانُوا يُصَلُّونَ بِالنَّاسِ

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: دَعَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةً مِنَ الْقُرَّاءِ فَاسْتَقْرَأَهُمْ، §فَأَمَرَ أَسْرَعَهُمْ قِرَاءَةً أَنْ يَقْرَأَ بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَأَمَرَ أَوْسَطَهُمْ أَنْ يَقْرَأَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَأَمَرَ أَبْطَأَهُمْ قِرَاءَةً أَنْ يَقْرَأَ بِعِشْرِينَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي رَمَضَانَ فِي الْمَسْجِدِ فِرَقًا، فَكَانُوا إِذَا سَمِعُوا قَارِئًا حَسَنَ الصَّوْتِ مَالُوا إِلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §قَدِ اتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَغَانِيَ، وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُغَيِّرَنَّ هَذَا، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا لَيَالِيَ حَتَّى جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: كَانَتْ هَذِهِ بِدْعَةً، فَنِعْمَ الْبِدْعَةُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ أَوْزَاعًا فَقَالَ: «§لَوْ جَمَعْنَا هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ كَانَ خَيْرًا، ثُمَّ جَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي تَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي تَقُومُونَ، يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ -[716]- لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَقِيلَ: §اجْتَمَعُوا لِلصَّلَاةِ فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَنِعْمَتِ الْبِدْعَةُ، ثُمَّ قَالَ لِأُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَلِّ بِالرِّجَالِ فِي هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَقَالَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: صَلِّ بِالنِّسَاءِ فِي هَذِهِ النَّاحِيَةِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، حَدَّثَهُمْ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «§جَمَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، فَكَانَا يَقُومَانِ فِي الرَّكْعَةِ بِالْمِئِينَ مِنَ الْقُرْآنِ، حَتَّى إِنَّ النَّاسَ لَيَعْتَمِدُونَ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَيَتَنَوَّطُ أَحَدُهُمْ بِالْحَبَلِ الْمَرْبُوطِ بِالسَّقْفِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكُنَّا نَخْرُجُ إِذَا فَرَغْنَا وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى بُزُوغِ الْفَجْرِ»

تحريم عمر رضي الله عنه متعة النساء

§تَحْرِيمُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُتْعَةَ النِّسَاءِ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَجْلَحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: " تَمَتَّعَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ مِنَ امْرَأَةٍ بِالْمَدِينَةِ فَحَمَلَتْ، فَأَتَى بِهَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرَادَ أَنْ يَضْرِبَهَا فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -[717]-، تَمَتَّعَ مِنِّي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فَقَالَ: §مَنْ شَهِدَ نِكَاحَكِ؟ فَقَالَتْ: أُمِّي وَأُخْتِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِغَيْرِ وَلِيٍّ وَلَا شُهُودٍ فَأَرْسَلَ إِلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: صَدَقَتْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ: هَذَا نِكَاحٌ فَاسِدٌ، وَقَدْ دَخَلَ فِيهِ مَا تَرَوْنَ، فَرَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُحَرِّمَهُ " فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: هَلْ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ؟ قَالَ: لَا

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §اسْتَمْتَعْتُ مِنَ النِّسَاءِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ زَمَنِ عُمَرَ حَتَّى كَانَ مِنْ شَأْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الَّذِي كَانَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَمْتِعُ وَنَفِي، وَإِنِّي أُرَاكُمْ تَسْتَمْتِعُونَ وَلَا تَفُونَ؛ فَانْكِحُوا وَلَا تَسْتَمْتِعُوا "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ دَخَلَتْ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: إِنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مُوَلَّدَةٍ فَوَلَدَتْ مِنْهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجُرُّ ثَوْبَهُ فَزِعًا فَقَالَ: §هَذِهِ الْمُتْعَةُ، وَلَوْ كُنْتُ تُقُدِّمْتُ فِيهَا لَرَجَمْتُ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ -[718]- خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهَيْئَةَ بْنِ سُلَيْمٍ السُّلَمِيَّةَ، وَكَانَتْ، مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، فَلَمَّا حَمَلَتِ الْمُوَلَّدَةُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ فَزِعَتْ خَوْلَةُ فَأَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، فَفَزِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَامَ يَجُرُّ مِنَ الْعَجَلَةِ ضَفَّةَ رِدَائِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى جَاءَ الْمِنْبَرَ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ: «§بَلَغَنِي أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً سِرًّا فَحَمَلَتْ مِنْهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ تُقُدِّمْتُ فِي هَذَا لَرَجَمْتُ فِيهِ»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيَّ، تَزَوَّجَ مَوْلَاةً لَهُ بِشَهَادَةِ أُمِّهَا وَأُخْتِهَا، أَوْ شَهَادَةِ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِفُلَانَةَ؟ فَقَالَ: مَوْلَاتِي أَعْجَبَتْنِي فَتَزَوَّجْتُهَا بِشَهَادَةِ أُمِّهَا وَأُخْتِهَا، أَوْ شَهَادَةِ أُمِّي وَأُخْتِي , فَقَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنَّ عَلَيْهِ الرَّجْمَ قَالَ: فَوَثَبَ إِلَى رِجْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ قَالَ: إِنَّ §الرَّجْمَ لَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا، أَلِجَهَالَةٍ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَكِنِّي أَرَى غَيْرَ مَا رَأَى أُبَيٌّ، فَانْطَلِقْ فَأَشْهِدْ ذَوِي عَدْلٍ وَإِلَّا فَرَّقْتُ بَيْنَكُمَا "

ذكر من استمتع قبل تحريم عمر رضي الله عنه يقال: إن عمرو بن حريث استمتع من امرأة من بني سعد بن بكر، فولدت فجحد ولدها. واستمتع سلمة بن أمية بن خلف من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي، فولدت فجحد ولدها. واستمتع سعد بن أبي سعد بن أبي

§ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقَالُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ مِنْ سَلْمَى مَوْلَاةِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ مِنْ عُمَيْرَةَ مَوْلَاةٍ لِكِنْدَةَ، فَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ. ثُمَّ اسْتَمْتَعَ مِنْهَا فَضَالَةُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَيَّةَ بْنَ فَضَالَةَ. وَاسْتَمْتَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَوْفِ بْنِ جَبِيرَةَ السَّهْمِيُّ مِنْ بِنْتِ أَبِي لَبِيبَةَ مَوْلَاةِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ تَبِيعُ الشَّرَابَ، وَيَغْشَى بَيْتَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ يُوسُفَ، لَا عَقِبَ لَهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَعْتَرِفُ بِهَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ: لَا قَالَ: لَوْ قُلْتَ نَعَمْ لَرَجَمْتُكَ بِأَحْجَارِكَ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْرِفُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ بِالسُّوءِ، فَحَرَّمَ الْمُتْعَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَأْمُرُ بِالْمُتْعَةِ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: عَلَى يَدِي دَارَ الْحَدِيثُ، تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ §اللَّهَ يُحِلُّ لِرَسُولِهِ مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ قَدْ نَزَلَ مَنَازِلَهُ، فَأَتِمُّوا الْحَجَّ -[720]- وَالْعُمْرَةَ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، وَأَتَمُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ، وَلَنْ أُوتَى بِرَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلَّا رَجَمْتُهُ بِالْحِجَارَةِ "

حَدَّثَنَا عَمَّارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ §الْقُرْآنَ هُوَ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ الرَّسُولَ هُوَ الرَّسُولُ، وَإِنَّهُمَا كَانَتَا مُتْعَتَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِحْدَاهُمَا مُتْعَةُ الْحَجِّ، وَالْأُخْرَى مُتْعَةُ النِّسَاءِ، فَافْصِلُوا حَجَّكُمْ عَنْ عُمْرَتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ أَتَمُّ لِحَجِّكُمْ وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِكُمْ، وَالْأُخْرَى مُتْعَةُ النِّسَاءِ فَلَا أُوتَى بِرَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلَّا غَيَّبْتُهُ فِي الْحِجَارَةِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَوْلَا أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ لَفَشَا الزِّنَى قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَوْلَا نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ مَا زَنَى أَحَدٌ ". وَقَدْ رُوِيَ فِي رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ غَيْرُ هَذَا

حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فِي الْخَمْرِ، أُرَاهُ قَالَ: إِلَى خَيْبَرَ، فَلَحِقَ بِهِرَقْلَ فَتَنَصَّرَ , فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §لَا أُغَرِّبُ أَحَدًا بَعْدَهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ " §كَانَ قَدْ أَدْمَنَ الشَّرَابَ، فَشَرِبَ فِي رَمَضَانَ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَرَّبَهُ إِلَى ذِي الرِّدَّةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ وَلَّى عُمَرُ وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ، فَلَوْ دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ مَا رَدَّكَ أَبَدًا , فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُ فَتَقُولُ قُرَيْشٌ: غَرَّبَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَلَحِقَ بِالرُّومِ فَتَنَصَّرَ، فَكَانَ قَيْصَرُ يُحِبُّهُ وَيُكْرِمُهُ، فَأَعْقَبَ بِهَا قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أُبَيٌّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولٌ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ كَانَ لِلنَّاسِ خَبَرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ مُحَاصِرُو مَدِينَةِ كَذَا إِذْ سَمِعْتُ رَجُلًا فَصِيحَ اللِّسَانِ مُشْرِفًا مِنْ بَيْنِ شُرْفَتَيْنِ مِنْ شُرَفِ الْحِصْنِ يُنْشِدُ: [البحر الطويل] كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الصَّفَا ... أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ

بَلَى نَحْنُ كُنَّا أَهْلَهَا فَأَبَادَنَا ... صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْحَكَ ذَاكَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُضَاضٍ الْجُرْهُمِيِّ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، حَدَّثَ، أَنَّهُ §حَرَسَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ شَبَّ لَهُمْ سِرَاجٌ فِي بَيْتٍ، فَانْطَلَقُوا يَؤُمُّونَهُ حَتَّى قَرُبُوا مِنْهُ، فَإِذَا بَابٌ مُجَافٌ عَلَى قَوْمٍ فِيهِ لَهُمْ أَصْوَاتٌ مُرْتَفِعَةٌ وَلَغَطٌ، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ: أَتَدْرِي بَيْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا قَالَ: هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَهُمُ الْآنَ شَرْبٌ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنَّا قَدْ أَتَيْنَا مَا نُهِيَ عَنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] ، فَانْصَرَفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَرَكَهُمْ "

نهي عمر رضي الله عنه عن بيع أمهات الأولاد

§نَهْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §بَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا جَالِسٌ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ بِابْنٍ لَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْرِضْ لِابْنِي مَالًا قَالَ: أَمِنْ مَهِيرَةٍ أَمْ مِنْ أَمَةٍ؟ قَالَ: مَنْ أَمَةٍ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ عَبْدُكَ، وَإِنَّمَا -[723]- أُمُّهُ أَمَتُكَ، وَهَلْ نَفْرِضُ لِامْرَأَتِكَ؟ قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ بِابْنِهِ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ خَرَجَ بِابْنِهِ وَبِأُمِّهِ إِلَى السُّوقِ يَبِيعُهُمَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ فِي هَذَا لَجَعَلْتُكَ نَكَالًا قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ زَعَمْتَ أَنَّهُ عَبْدِي وَأَنَّهَا أَمَتِي. قَالَ سَعِيدٌ: فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَنَهَى عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §اللَّهَ قَدْ أَفَاءَ عَلَيْكُمْ مِنْ سَبْيِ الْأَعَاجِمِ مَا لَمْ يَفِئْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ نِسَائِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ، وَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا سَيَلْهُونَ بِالنِّسَاءِ، فَمَنْ أَلَمَّ بِامْرَأَةٍ فَوَلَدَتْ لَهُ، فَلَا تَبِيعُوا أُمَّهَاتِ أَوْلَادِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ يُوشِكُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ ذَا مَحْرَمِهِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَضَى فِيهِنَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُجْعَلْنَ مِنْ أَنْصِبَاءِ أَوْلَادِهِنَّ، فَأَتَاهُ صَبِيٌّ شَابٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ إِخْوَتِي أَقَامُوا عَلَيَّ أُمِّي بِجَمِيعِ مَا وَرِثْتُ عَنْ أَبِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، إِنَّمَا أَرَدْنَا مِنْ ذَلِكَ عَدْلًا، مَا لَنَا نَمْنَعُهُنَّ مِنَ الْبَيْعِ وَنَجْعَلُهُنَّ فِي أَنْصِبَاءِ أَوْلَادِهِنَّ، بَلْ هِيَ فِي يَمِينِهِ وَأَمْرِهِ مَا عَاشَ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: §أَصَابَتْ أَهْلَ الْمَدِينَةِ حَاجَةٌ مِنْ فِتْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَتَذَكَّرْتُ -[724]- هَلْ مِنْ أَحَدٍ أَمُتُّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ أَوْ بِمَوَدَّةٍ أَرْجُو إِنْ خَرَجْتُ إِلَيْهِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا؟ فَمَا ذَكَرْتُ أَحَدًا، فَقُلْتُ: الرِّزْقُ بِيَدِ اللَّهِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ دِمَشْقَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَعَمَدْتُ إِلَى أَعْظَمِ حَلْقَةٍ رَأَيْتُهَا فِيهِ وَأَكْثَرِهَا هَيْئَةً فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِنِّي لَجَالِسٌ مَعَهُمْ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ كَأَجْمَلِ الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَحَجَّجُوا لَهُ وَأَوْسَعُوا، وَإِذْ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: لَسْتُ أَجْلِسُ، لَقَدْ جَاءَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ كِتَابٌ مَا جَاءَهُ مِثْلُهُ مُذِ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ أَنَّ ابْنًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ، فَأَرَادَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بَيْعَهَا فَأَشْكَلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثٌ سَمِعَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لَا يَدْرِي كَيْفَ هُوَ، قُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكُ مَا رَأَيْتُ فَلْنَقُمْ قَالَ: قُمْ قَالَ: قُمْتُ وَأَخَذَ بِيَدِي، فَخَرَجْنَا حَتَّى جَاءَ إِلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ مُحَيِّيًا: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَقَالَ: أَنَدْخُلُ؟ قَالَ: ادْخُلْ قَالَ: فَدَخَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يُحَدِّثُكَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ قَالَ: وَسَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفَرْضِ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَيْفَ حَدَّثَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَأَى فِي أُمَّهَاتِ -[725]- الْأَوْلَادِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَمَاتَ أَبِي وَتَرَكَ أُمِّي أُمَّ وَلَدٍ، فَخَيَّرَنِي إِخْوَتِي بَيْنَ أَنْ يَسْتَرِقُّوا أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي، فَكَانَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَرِقُّوا أُمِّي فَقَالَ: مَا تُرَانَا نَقُولُ فِي شَيْءٍ إِلَّا قُلْتُمْ فِيهِ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، حَتَّى إِنَّهُ رَأَى رِضَاءً مِنْ جَمَاعَتِهِمْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ لِي رَأْيٌ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، ثُمَّ قَدْ حَدَثَ لِي رَأْيٌ غَيْرُ ذَلِكَ، فَأَيُّمَا امْرِئٍ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ وَلَدٍ فَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعْ مِنْهَا مَا عَاشَ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا. قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ أَنْ كَانَ لَكَ لَإِرْبَةٌ لِقَارِفِي الْفِتْنَةِ تَرْوِي لَنَا فِيهَا، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ لِإِخْوَتِهِ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] قَالَ: وَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْرِضْ لِي؛ فَإِنِّي مُقْطَعٌ مِنَ الدِّيوَانِ قَالَ: إِنَّ بِلَادَكَ لَبِلَادٌ مَا فَرَضْنَا فِيهَا لِأَحَدٍ مُذْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ، ثُمَّ أَوْمَى إِلَيَّ قَبِيصَةُ فَقَالَ: قَدْ فَرَضَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَصِلَةٌ تَصِلُنِي بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَهْلِي وَمَا لَهُمْ خَادِمٌ إِلَّا أُخْتٌ لِي، إِنَّهَا لَتَعْجِنُ لَهُمْ وَتَخْبِزُ، فَأَوْمَى إِلَيَّ قَبِيصَةُ فَقَالَ: وَقَدْ أَخْدَمَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَامِلِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْحَدِيثِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِمِثْلِ حَدِيثِي، مَا زَادَ حَرْفًا وَلَا نَقَصَ حَرْفًا. قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ -[726]- الْغُلَامَ الْقُرَشِيَّ الَّذِي مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: اقْرَأْ، وَالنَّاسُ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ لَحَنَ، فَلَمَّا قَرَأْتُ قَالَ: إِنَّكَ لَقَارِئٌ وَالنَّاسُ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ لَحَنَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ جَعَلَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فِي مِيرَاثِ أَبْنَائِهِنَّ حَتَّى مَاتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَلَهُ أَوْلَادٌ مِنْ مَهِيرَةٍ، وَغُلَامٌ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ، فَأَقَامُوهَا عَلَيْهِ قِيمَةً شَحَطُوا عَلَيْهِ فِيهَا، لِجَمَالِهَا أَوْ لِمَالٍ ذُكِرَ لَهَا، فَأَخَذَ الْغُلَامُ

أُمَّهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْغُلَامِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنَّ يُؤَدُّونِي فِي أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي، فَاخْتَرْتُ إِحْرَارَ أُمِّي، وَعَلَى أَنَّ اللَّهَ رَازِقِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَقَدْ فَعَلْتَ؟ مَا هَذَا إِرْثٌ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، §قَدْ كَانَ مِنِّي فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مَا كَانَ، وَقَدْ رَكِبَ النَّاسُ فِيهِنَّ الْحَرَامَ، فَأَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَلَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ يُرِيدُ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ طَرِيقِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ الْأَبْوَاءُ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ أَتَيَا مِنْ مَكَّةَ فَقَالَا: تَرَكْنَا ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ أَمَرَ بِبَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ قَالَ: لَكِنَّ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ أَتَعْرِفَانِهِ؟ قَالَا: نَعَمْ قَالَ: §أَيُّ وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ لِسَيِّدِهَا فَهِيَ لَهُ مُتْعَةٌ مَا عَاشَ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، فَمَنْ وَطِئَ وَلِيدَةً فَضَيَّعَهَا فَالْوَلَدُ لَهُ، وَالضَّيْعَةُ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِبٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ أَبَاهُ اشْتَرَى فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَارِيَةً بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، قَدْ أَسْقَطَتْ لِرَجُلٍ سَقْطًا، فَسَمِعَ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا -[728]- قَالَ: وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ لَهُ مِنْهُ خَاصَّةٌ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَلَامَهُ لَوْمًا شَدِيدًا وَقَالَ: إِنْ §كُنْتُ لَأُنَزِّهُكَ عَنْ هَذَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ الْبَائِعِ ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: أَبَعْدَ مَا اخْتَلَطَتْ لُحُومُكُمْ وَلُحُومُهُنَّ، وَدِمَاؤُكُمْ وَدِمَاؤُهُنَّ، بِعْتُمُوهُنَّ وَأَكَلْتُمْ أَثْمَانَهُنَّ؟ قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ؛ فَإِنَّهُمْ حَرَّمُوا شُحُومَهَا فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، ارْدُدْهَا. قَالَ: فَرَدَّهَا أَبِي، فَأَدْرَكَ مِنْ ثَمَنِهَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَلَوَى أَلْفًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اشْتَرَى أَمَةً فَأَسْقَطَتْ مِنْهُ , فَبَاعَهَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَبَعْدَ §مَا اخْتَلَطَتْ دِمَاؤُكُمْ وَدِمَاؤُهُنَّ، وَلُحُومُكُمْ وَلُحُومُهُنَّ، بِعْتُمُوهُنَّ؟ ارْدُدْهَا , ارْدُدْهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «§أَعْتَقَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، وَأُمَّهَاتِ الْأَسْقَاطِ» حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَتْ جَدَّتِي أُمَّ وَلَدٍ لِعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَلَمَّا مَاتَ أَرَادَ ابْنُهُ أَنْ يَبِيعَهَا، فَشَكَتْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -[729]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَإِنِّي وَلَدْتُ لَهُ، وَإِنَّ ابْنَهُ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَنِي، فَلَوْ كَلَّمْتِهِ أَنْ يَضَعَنِي مَوْضِعًا صَالِحًا قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتِقُكِ، فَأَتَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ: أَرَدْتَ أَنْ تَبِيعَ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، هِيَ حُرَّةٌ , فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَعْتِقُنِي؟ قَالَ: §أَعْتَقَكِ وَلَدُكِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ: فَإِنَّهُ جَرَحَ هَذِهِ الْجُرُوحَ بِوَجْهِي بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَعْطِهَا أَرْشَ مَا صَنَعْتَ بِهَا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَنْ لَا يُبَعْنَ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ أَنْ يُبَعْنَ» قَالَ عُبَيْدَةُ: فَرَأْيُ رَجُلَيْنِ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِ رَجُلٍ فِي الْفِتْنَةِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَتْقِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، فَأَعْتَقَهُنَّ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنْ أَرِقَّهُنَّ "، فَقُلْتُ لَهُ: رَأْيٌ اجْتَمَعْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيٍ مِنَ الْفُرْقَةِ تَرَاهُ وَحْدَكَ " قَالَ أَبُو عَاصِمٍ فِي حَدِيثِ هِشَامٍ: فِي الْفِتْنَةِ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ: فِي الْفُرْقَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُبَيْدَةَ، §أَنَّ عُمَرَ، وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَعْتَقَا أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، فَقَضَى بِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أُصِيبَ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ فَقَضَى بِذَلِكَ حَتَّى أُصِيبَ. قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَمَّا وُلِّيتُ رَأَيْتُ أَنْ أَرِقَّهُنَّ ". قَالَ عُبَيْدَةُ: رَأْيُ عُثْمَانَ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحْدَهُ فِي الْفُرْقَةِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ وَحْدَكَ فِي الْفُرْقَةِ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدٌ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §اسْتَشَارَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، فَرَأَيْتُ أَنْ يُبَعْنَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا مَا كَانَ حَيًّا، فَإِذَا مَاتَ عُتِقَتْ وَلَا تُبَاعُ، فَتَابَعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا صَارَ الْأَمْرُ إِلَيَّ عُدْتُ إِلَى قَوْلِي الْأَوَّلِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ فِي الْفُرْقَةِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَفْرِضُ عَنِ ابْنِ الْحَلِيلَةِ وَلَا يَفْرِضُ لِلْهَجْنَاءِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَاكَ رَجُلًا قَالَ: يَا أَمِيرَ -[731]- الْمُؤْمِنِينَ، فَافْرِضْ لِي قَالَ: وَمَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ فَتَاةٍ، أَوْ قَالَ: هَجِينٍ، فَفَرَضَ لَهُ وَأَقَرَّ الْهَجْنَاءَ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَفْرِضُ لِلْعَرَبِ، عَنْ ذِي الْحَلِيلَةِ، وَيُعْطِي الْمُسَافِرَ فَرَسَ الْمَغْنَمِ "

ضرب عمر رضي الله عنه في شرب الخمر ثمانين

§ضَرْبُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ ثَمَانِينَ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ: " §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْفَتْحِ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، فَأُتِيَ بِشَارِبٍ فَأَمَرَهُمْ فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِنَعْلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِعَصَاهُ، وَحَثَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ، فَلَمَّا كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِشَارِبٍ فَسَأَلَ عَنْ ضَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ، فَحَزَرُوهُ أَرْبَعِينَ، فَضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّاسَ قَدِ انْهَمَكُوا فِي الشَّرَابِ، وَتَحَاقَرُوا الْعُقُوبَةَ، فُقَهَاؤُهُمْ عِنْدَكَ فَسَلْهُمْ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يُضْرَبَ ثَمَانِينَ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا شَرِبَ افْتَرَى، فَاجْعَلْهُ مِثْلَ حَدِّ الْفِرْيَةِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ، وَضَرَبَهُ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " §كَانَ الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ -[732]- يَضْرِبُونَهُ بِنِعَالِهِمْ وَأَيْدِيهِمْ، فَكَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبَعْضِ إِمَارَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَشِيَ أَنْ يُقْتَلَ الرَّجُلُ فَجَعَلَهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا، فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يَتَنَاهَوْنَ جَعَلَهُ ثَمَانِينَ سَوْطًا وَقَالَ: هَذَا أَدْنَى الْحُدُودِ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: إِنَّمَا §كَانَ يُصْنَعُ بِالشَّارِبِ إِذَا أُتِيَ بِهِ أَنْ يُضْرَبَ بِالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ، ثُمَّ فَرَضَ فِيهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَاكَ أَرْبَعِينَ، فَضَرَبَ بِهِ زَمَانًا، ثُمَّ زَادَ بَعْدُ أَرْبَعِينَ أُخْرَى فَصَارَتْ ثَمَانِينَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «§أَمَّا الْخَمْرُ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَجْلِدُونَ بِأَيْدِيهِمْ، حَتَّى جَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَدَّ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ Lثَوْرِ Lثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الدَّيْلَمِيِّ، " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَشَارَ فِي الْخَمْرِ يَشْرَبُهَا الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §أَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ ثَمَانِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى، أَوْ كَمَا قَالَ، فَجَلَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ "

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَلَدَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ نَحْوَ الْأَرْبَعِينَ، وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَشَارَ النَّاسَ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ -[733]- بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانُونَ، فَجَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ، فِيمَا يَعْلَمُ يَحْيَى، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَنَا النَّاسُ مِنَ الْقُرَى وَالرِّيفِ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْعَلْهَا أَخَفَّ الْحُدُودِ، فَجَلَدَ ثَمَانِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، " §أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ دَمَجُوا فِي الْخَمْرِ وَشَرِبُوهَا، فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ أَنْتَ وَمَنْ قِبَلَكَ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَجَمَعَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ: نَرَى أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ افْتَرَى، وَإِذَا افْتَرَى جُلِدَ ثَمَانِينَ، فَنَرَى فِيهِ أَنْ يُجْلَدَ ثَمَانِينَ جَلْدَةً فَقَالَ الرَّسُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اكْتُبْ مَعِي جَوَابَ كِتَابٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أَكْتُبُ بِشَيْءٍ، أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَشَرْتُ بِمَا أَشَارُوا بِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا أَقُولُ، فَاسْتَقَامَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ أَبُو سَاسَانَ بْنُ الْمُنْذِرِ -[734]- الرَّقَاشِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُصَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§مَا كُنْتُ مُقِيمًا حَدًّا عَلَى أَحَدٍ فَيَمُوتُ، مَا حَزَّ فِي نَفْسِي إِلَّا الْخَمْرُ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّهُ»

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: §أَيُّمَا رَجُلٌ جُلِدَ حَدًّا فَمَاتَ، فَلَا دِيَةَ لَهُ إِلَّا صَاحِبَ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ فَعَلْنَاهُ "

جمع عمر رضي الله عنه الناس على التكبير على الجنائز

§جَمْعُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ عَلَى التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حُنَيْنٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُكَبِّرُ سَبْعًا وَخَمْسًا وَأَرْبَعًا حَتَّى تُوُفِّيَ، وَكَانَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَأَى اخْتِلَافَهُمْ قَالَ: إِنَّكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ إِنِ اخْتَلَفْتُمُ اخْتَلَفَ النَّاسُ بَعْدَكُمْ، فَأَجْمِعُوا عَلَى رَأْيٍ يَأْخُذُ بِهِ -[735]- مَنْ بَعْدَكُمْ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْظُرُوا آخِرَ جَنَازَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ فَيَأْخُذُوا بِهِ وَيَرْفُضُوا مَا سِوَى ذَلِكَ، فَكَانَتْ آخِرُ جَنَازَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَأَخَذُوا بِذَلِكَ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ، لَا نَفْتَأُ أَنْ نَسْمَعَ رَجُلًا يَقُولُ: §سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ سَبْعًا، وَآخَرُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ خَمْسًا، وَآخَرُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَأَى اخْتِلَافَهُمْ شَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى تَجْتَمِعُوا عَلَى أَمْرٍ يَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَإِنَّكُمْ قَدِ اخْتَلَفْتُمْ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ، فَانْظُرُوا أَمْرًا تَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ يَأْخُذُهُ مَنْ بَعْدَكُمْ، فَكَأَنَّمَا أَيْقَظَهُمْ، فَقَالُوا: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَشِرْ عَلَيْنَا قَالَ: بَلْ أَشِيرُوا عَلَيَّ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَتَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ، فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ مِثْلَ التَّكْبِيرِ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ؛ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ "

حَدَّثَنَا ابْنُ خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي الزَّوْرَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ -[736]-: جَمَعَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §فَسَأَلَهُمْ عَنْ تَكْبِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرْبَعٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَمْسٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سِتٌّ، فَكُلُّهُمْ قَالَ مَا سَمِعَ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أَرْبَعٍ "

أمر الرمادة وما فعل عمر رضي الله عنه في ذلك العام

§أَمْرُ الرَّمَادَةِ وَمَا فَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْعَامِ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §إِنِّي أَسْتَسْقِي غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِذَا أَصْبَحْنَا قَالَ: فَحَضَرَ النَّاسُ بَابَهُ بُكْرَةً حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا؛ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، حَتَّى جَاءَ الْمُصَلَّى رَافِعًا صَوْتَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَتَبِعْنَاهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ رَافِعًا صَوْتَهُ: " §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا؛ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي وَيَدْعُو وَالنَّاسُ مَعَهُ. قَالَ: فَلَبِثْنَا أَيَّامًا، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً مَا بَيْنَ الشَّامِ إِلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ سَاقَهَا اللَّهُ حَتَّى أَمْطَرَتِ الْبِلَادَ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَسَالَتِ السُّيُولُ، وَسَالَ بُطْحَانُ وَالْأَوْدِيَةُ، فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بُطْحَانَ يَنْظُرُ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَمَوَاقِعِ السَّيْلِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَلَى شِقَّتِهِ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُ لِسُقْيَاهُ، وَمَا أَغَاثَ

بِهِ الْعِبَادَ، إِذْ نَادَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فِي الشِّقِّ الْآخَرِ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عِنْدِي هَذِهِ السَّنَةَ، إِنْ يَشَأْ ذَا يَقُولُ: لَسْتُ ابْنَ حَمْقَاءَ، أَطْعَمْتُ الطَّعَامَ وَفَعَلْتُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْحَكَ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَنْزَلَهُ، أَنْزَلَهُ، وَاللَّهُ قَوَّانَا عَلَيْهِ حَتَّى وَضَعَ رَحْمَتَهُ وَسَقَى عِبَادَهُ وَكَشَفَ السَّنَةَ عَنْهُمْ "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَحَطَ الْمَطَرُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ يَسْتَقِي، فَلَمْ يَذْكُرِ الِاسْتِسْقَاءَ حَتَّى نَزَلَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا سَمِعْنَاكَ اسْتَقَيْتَ قَالَ: §لَقَدْ طَلَبْتُ الْغَيْثَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي بِهَا يُسْتَنْزَلُ الْمَطَرُ، ثُمَّ قَرَأَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 11] ، ثُمَّ قَرَأَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52] "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ -[738]- ابْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَحَوَّلَ رِدَاءَهُ وَجَعَلَ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا خَرَجْتَ تَسْتَسْقِي وَأَنْتَ تَسْتَغْفِرُ؟ قَالَ: أَمَا إِذَا غُفِرَ لَنَا سُقِينَا "

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَقْحَطُوا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ وَقَالَ: §اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا اسْتَسْقَيْنَا بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَقَيْتَنَا، وَإِنَّا نَسْتَسْقِيكَ الْيَوْمَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْقِنَا "

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَكَانَتْ سَنَةً شَدِيدَةً فَقَالَ بَعْدَمَا أَجْهَدَ فِي إِمْدَادِ الْعَرَبِ بِالْإِبِلِ بِالْقَمْحِ وَالزَّيْتِ مِنَ الْأَرْيَافِ كُلِّهَا: بَلَحَتِ الْأَرْيَافُ مِمَّا جَهَدَهَا، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ

: §اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَهُمْ فِي رُءُوسِ الْمَطَرِ آيَةً، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ، فَأَغَاثَ عِبَادَهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ الْغَيْثَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَفْرِجْهَا اللَّهُ مَا تَرَكْتُ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ سَعَةٌ إِلَّا أَدْخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَعْدَادَهُمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ، فَلَمْ يَكُنِ اثْنَانِ لِيَهْلَكَا مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ وَاحِدًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَمَانَ الرَّمَادَةِ وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ سَمِينٌ دَمِسٌ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مِمَّا هَذَا السِّمَنُ؟ قَالَ: مِنَ الضِّبَابِ قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ مَكَانَ كُلِّ ضَبٍّ ضَبَّيْنِ، §اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَرْزَاقَهُمْ فِي أُصُولِ الْآكَامِ وَرُءُوسِ التِّلَاعِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ اللَّحْمَ عَامَ الرَّمَادَةِ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ، وَكَانَتْ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَهْمَةٌ، فَجُعِلَتْ فِي التَّنُّورِ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رِيحِهَا فَقَالَ: §أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِي اجْتَرَأَ عَلَيَّ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِلَّا عُبَيْدَ اللَّهِ فَقَالَ لِغُلَامِهِ: اذْهَبْ فَانْظُرْ، فَدَخَلَ فَوَجَدَهَا فِي التَّنُّورِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اسْتُرْنِي سَتَرَكَ اللَّهُ -[740]- فَقَالَ: قَدْ عَرَفَ حِينَ أَرْسَلَنِي أَنِّي لَنْ أَكْذِبَهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا ثُمَّ جَاءَ بِهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ عَلِمَهُ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَتْ لِابْنِي فَاشْتَرَيْتُهَا فَقَرِمْتُ إِلَى اللَّحْمِ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ عَامَ الرَّمَادَةِ أَوِ الرَّبَذَةِ بِقَصْعَةٍ فِيهَا خُبْزٌ مَفْتُوتٌ بِسَمْنٍ، فَدَعَا رَجُلًا كَالْبَدَوِيِّ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَتَتَبَّعُ بِاللُّقْمَةِ الْوَدَكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَأَنَّكَ مُقْفِرٌ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا أَكَلْتُ سَمْنًا، وَلَا رَأَيْتُ أَكْلًا لَهُ، مُذْ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ، فَحَلَفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §لَا يَأْكُلُ سَمْنًا وَلَا لَحْمًا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ مِنْ أَوَّلِ مَا أَحْيَوْا "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: «§أَجْدَبَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: §أَجْدَبَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَذَرَ أَنْ -[741]- لَا يَأْكُلَ سَمْنًا وَلَا لَبَنًا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ، فَدَخَلَ قَهْرَمَانُ لَهُ السُّوقَ فَأَصَابَ وَطْبًا مِنْ لَبَنٍ وَعُكَّهً مِنْ سَمْنٍ قَالَ: بِكَمِ ابْتَعْتَهُمَا؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، فَزَبَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أُحْيِي النَّاسَ؟ وَلَمْ يَأْكُلْ "

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى صَدْرِ فِرَاشِهِ، وَرَحَّبَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ فَلَقِمَ لُقْمَةً وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ ثَنَّى فَقَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ طَعْمَ دَسَمٍ مَا هُوَ بِدَسَمِ لَحْمٍ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، طَلَبْتُ السَّمِينَ مِنَ اللَّحْمِ فَوَجَدْتُهُ غَالِيًا، وَكُنْتُ أُحِبُّهُ أَنْ يَتَوَازَى أَهْلُ بَيْتِي عَظْمًا عَظْمًا، فَاشْتَرَيَتْ بِدِرْهَمٍ مِنْ يَهُودِيٍّ وَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِدِرْهَمٍ سَمْنًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §مَا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا وَأَكَلَ الْآخَرَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعَانِ عِنْدِي إِلَّا تَصَدَّقْتُ بِأَحَدِهِمَا وَأَكَلْتُ الْآخَرَ قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَعُودُ فِيهِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: §نَهَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ السَّمْنِ وَاللَّحْمِ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَدَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ

عَنْهُمَا، فَقَرَّبَ خُبْزًا وَلَحْمًا فَقَالَ: مَا أَنَا بِطَاعِمٍ مِنْ طَعَامِكُمْ حَتَّى تُفْرِغَ عَلَيْهِ سَمْنًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ: لَا تَحْرِمْ أَخَاكَ طَعَامَكَ قَالَ: فَجَاءَ بِسَمْنٍ فَأَفْرَغَ، فَإِنَّهُ لَمَوْضُوعٌ مَا مَسَّهُ إِذَا بِصَوْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: مَا لَكُمْ وَلِطَعَامِكُمْ فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَجَدَ طَعْمَ السَّمْنِ، فَمَالَ عَلَى الْخَادِمِ ضَرْبًا فَقَالَتِ الْخَادِمُ: لَا ذَنْبَ لِي، إِنَّمَا أَنَا خَادِمٌ أَفْعَلُ مَا أُمِرْتُ بِهِ، فَتَرَكَهَا وَقَالَ: عَلَيَّ بِبِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، فَضَرَبَهَا حَتَّى سَقَطَ خِمَارُهَا، ثُمَّ جَالَتْ تَسْعَى حَتَّى دَخَلَتِ الْبَيْتَ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ دُونَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَمَثَلَ قَائِمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ جَافَ عَنْهُ، يَعْنِ انْصَرَفَ، وَهِيَ لُغَةٌ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أَجْدَبَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَا أَكَلَ سَمْنًا وَلَا سَمِينًا حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ، وَقَالَ: أَخْصَبَ النَّاسُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: غَلَا الطَّعَامُ بِالْمَدِينَةِ فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ، فَجَعَلَ بَطْنُهُ يُصَوِّتُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى بَطْنِهِ وَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا هُوَ إِلَّا مَا تَرَى حَتَّى يُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[743]-: «§لَئِنْ أَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ لَأُنْفِقَنَّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ دِرْهَمًا، فَإِنْ لَمْ أَجِدْ أَلْزَمْتُ كُلَّ رَجُلٍ رَجُلًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلنَّاسِ مِنَ الْمَالِ مَا يَسَعُهُمْ إِلَّا أَنْ أُدْخِلَ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ عِدَّتَهُمْ فَيُقَاسِمُونَهُ أَنْصَافَ بُطُونِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِخَيْرٍ لَفَعَلْتُ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْلِكُوا عَلَى أَنْصَافِ بُطُونِهِمْ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ قِلَابَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ عَامَ الرَّمَادَةِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَإِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: §وَاغَوْثَاهُ، هَلَكَتِ الْعَرَبُ. فَأَمَّا يَزِيدُ فَكَتَبَ: لَبَّيْتُ لَبَّيْتُ لَبَّيْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَاكَ الْغَوْثُ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ عِيرًا أَوَّلُهَا بِالْمَدِينَةِ وَآخِرُهَا بِالشَّامِ. وَأَمَّا أَبُو مُوسَى فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْخَلْقَ لَا يَسَعُهُمْ إِلَّا الْخَالِقُ، فَلَوْ أَنَّكَ كَتَبْتَ فِي الْأَمْصَارِ وَوَاعَدْتَهُمْ يَوْمًا، فَأَمَرْتَهُمْ فَخَرَجُوا، فَاسْتَسْقَوْا وَدَعَوْا، فَلَمَّا أَتَاهُ كِتَابُهُ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَبَا مُوسَى إِلَّا قَدْ أَشَارَ بِرَأْيٍ، فَكَتَبَ، فَخَرَجَ النَّاسُ فَاسْتَسْقَوْا فَسُقُوا "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا دَفَّتِ الْعَرَبُ

إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ كَتَبَ إِلَى الْعُمَّالِ: إِلَى سَعْدٍ بِالْكُوفَةِ، وَأَبِي مُوسَى بِالْبَصْرَةِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِمِصْرَ، وَمُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ الْعَرَبَ قَدْ دَفَّتْ إِلَيْنَا وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمْ بِلَادُهُمْ، وَلَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْغَوْثِ الْغَوْثِ، حَتَّى مَلَأَ الصَّحِيفَةَ قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ مِائَتَا مَرَّةٍ. وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِلَى الْعَاصِي بْنِ الْعَاصِي , فَقَالَ عَمْرٌو لِلرَّسُولِ: هَلْ كُنْتَ تُمِلُّ هَذَا إِلَى آخَرَ؟ وَقَالَ: مَا أُرَانِي أَفْلِتُ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى حَالٍ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ وَجَّهْتُ إِلَيْكَ عِيرًا تَحْمِلُ الدَّقِيقَ وَالزَّيْتَ وَالسَّمْنَ وَالشَّحْمَ وَالْمَالَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ وَمُعَاوِيَةُ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: قَدْ وَجَّهْتُ السَّفِينَ تَتْرَى بَعْضُهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ، فَقَدِمَ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ هَؤُلَاءِ، ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ، فَوَجَّهَ ابْنَ الْأَرْقَمِ إِلَى قَيْسٍ وَتَمِيمٍ وَطَيِّئٍ وَأَسَدٍ بِنَجْدٍ، وَوَجَّهَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ إِلَى طَرِيقِ الشَّامِ إِلَى غَطَفَانَ وَأَدْنَى قُضَاعَةَ وَلَخْمٍ وَجُذَامٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا: افْهَمَا، إِيَّاكُمَا أَنْ تُعْطِيَا الْعَرَبَ الْإِبِلَ؛ فَإِنَّهَا لَا تَنْحَرُهَا، انْحَرَا الْبَعِيرَ فَأَطْعِمَاهُمْ مُخَّهُ وَعِظَامَهُ، وَاجْعَلَا لَحْمَهُ وَشِيقَةً، وَاجْعَلَا الْفُرَارَةَ بَيْنَ عَشْرَةٍ

، سِيرَا فِي كَنَفِ اللَّهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ يَتَعَهَّدُهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ كَأَنَّهُ رَاعٍ مِنَ الرُّعَاةِ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا وَيُرَدِّدُ: رَبَذٌ، وَاهًا وَلَا خُبْزًا. رَبَذٌ، وَاهًا وَلَا لَحْمًا. رَبَذٌ، وَاهًا وَلَا مَرَقًا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ، «أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَذِنَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَمْلِ الطَّعَامِ وَالْمِيرَةِ مِنْ مِصْرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي بَحْرِ أَيْلَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§ارْفُقُوا بِهِمْ، وَلَا تُكْثِرُوا عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّمَا هُمْ بِمَنْزِلَةِ الْيَبِيسِ؛ إِنْ رَفَقْتَ بِهِ اسْتَمْتَعْتَ بِهِ، وَإِنْ خَرَقْتَ بِهِ كَسَرْتَهُ» ، أَوْ كَلَامٌ هَذَا مَعْنَاهُ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَرَكَ النَّاسَ عَامَ الرَّمَادَةِ لَمْ يَأْخُذْ مِنْهُمُ الصَّدَقَةَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَخَذَ عِقَالَيْنِ، فَقَسَمَ فِيهِمْ عِقَالًا وَحَطَّ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِقَالًا "

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حُجَّاجًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أُتِيَ بِمَالٍ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ -[746]- ثُمَّ قَالَ: إِنَّ §اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِالْجَنَّةِ، فَأَعْطَاهُمُ الشُّفْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَغْنَاكُمْ بِخَزَائِنَ مِنْ عِنْدِهِ لَجَعَلْتُ آتِيَ الرَّجُلَ فَآخُذَ فَضْلَ مَالِهِ مِنْ عِنْدِهِ فَأَقْسِمَهُ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ "

تأديب عمر رضي الله عنه الرعية في أمر دينهم ودنياهم

§تَأْدِيبُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرَّعِيَّةَ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، §كُتِبَ عَلَيْكُمْ ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْجِهَادُ، كُتِبَ عَلَيْكُمْ أَنْ يَبْتَغِيَ الرَّجُلُ بِمَالِهِ فِي وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَعِينُ وَالتَّصْدِيقُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ أَمُوتُ وَأَنَا أَبْتَغِي بِنَفْسِي وَمَالِي فِي وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَلَوْ قُلْتُ إِنَّهَا شَهَادَةٌ رَأَيْتُ أَنَّهَا شَهَادَةٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §مَنْ تُجَّارُكُمْ؟ قَالُوا: مَوَالِينَا وَعَبِيدُنَا قَالَ: يُوشِكُ أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَيَمْنَعُوكُمْ قَالَ: فَرَأَيْتُ أَبَا نِمْرَانَ أَوْ أَبَا نَمِرٍ يَضْرِبُ الْمَوَالِيَ عَنْ سِكَّةِ أَسْلَمَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ السُّوقِ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ -[747]- ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ §لَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْمَوَالِي عَلَى التِّجَارَةِ؛ فَيَحْتَاجُ رِجَالُكُمْ إِلَى رِجَالِهِمْ، وَنِسَاؤُكُمْ إِلَى نِسَائِهِمْ "

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ، عَنْ أَبِي عَدِيٍّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْنَا: أَيْنَ تَنْطَلِقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَنْطَلِقُ إِلَى السُّوقِ، أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَأَخَذَ دِرَّتَهُ فَانْطَلَقَ، وَقَعَدْنَا نَنْتَظِرُهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا: كَيْفَ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ الْعَبِيدَ وَالْمَوَالِيَ جُلَّ أَهْلِهَا، وَمَا بِهَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا قَلِيلًا، وَكَأَنَّهُ سَاءَهُ ذَلِكَ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْهَا بِالْفَيْءِ، وَنَكْرَهُ أَنْ نَرْكَبَ الدَّنَاءَةَ، وَتَكْفِينَا مَوَالِينَا وَغِلْمَانُنَا قَالَ: §وَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ وَإِيَّاهَا لَيَحْتَاجَنَّ رِجَالِكُمْ إِلَى رِجَالِهِمْ، وَنِسَاؤُكُمْ إِلَى نِسَائِهِمْ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا اسْتَأْذَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي التِّجَارَةِ، فَأَذِنَ لَهُ وَقَالَ: لَا تُبَايِعْ خَوَّانًا، وَلَا مُجْرِبًا؛ فَإِنَّهُمَا يَرُوغَانِ فِي الْكَلَامِ. فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَقِيَ خَوَّانًا فَاشْتَرَى مِنْهُ غُلَامًا فَسَأَلَهُ: هَلْ بِهِ عَيْبٌ؟ -[748]- قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُغْضِبُنَا وَنُغْضِبُهُ، وَيَحْتَبِسُ عَنَّا فَنَأْتِيَهُ، وَنَحْتَبِسُ عَنْهُ فَيَأْتِينَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أُقْضِي عَلَيْكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بِغَضَبِكَ إِيَّايَ، وَأُقْضِي مَعَهُ §أَيُّمَا رَجُلٌ بَاعَ سِلْعَةً لَا يَتَبَيَّنُ الدَّاءُ بِهَا فَهُوَ مَرْدُودٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَمَرَّ عَلَى مَوْلًى لَهُ فَقَالَ: إِذَا نَشَرْتَ ثَوْبًا كَبِيرًا فَانْشُرْهُ وَأَنْتَ قَائِمٌ، وَإِذَا نَشَرْتَ ثَوْبًا صَغِيرًا فَانْشُرْهُ وَأَنْتَ قَاعِدٌ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: اتَّقُوا اللَّهَ يَا آلَ عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّهُ §لَا بَأْسَ أَنْ تُزَيِّنَ سِلْعَتَكَ بِمَا فِيهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، فَمَرَّ عَلَى غُلَامٍ لَهُ رَطَّابٌ، يَبِيعُ الرَّطْبَةَ فَقَالَ: كَيْفَ تَبِيعُ؟ انْفُشْ؛ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ لِلسُّوقِ قَالَ: قُلْتُ: يَا آلَ عُمَرُ، لَا تَغُرُّوا النَّاسَ فَقَالَ: §إِنَّمَا هِيَ السُّوقُ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَشْتَرِيَ اشْتَرَى. ثُمَّ مَرَّ عَلَى غُلَامٍ لَهُ يَبِيعُ الْبُرُودَ فَقَالَ: كَيْفَ تَبِيعُ؟ إِذَا كَانَ الثَّوْبُ صَغِيرًا فَانْشُرْهُ وَأَنْتَ قَاعِدٌ، وَإِذَا كَانَ كَبِيرًا فَانْشُرْهُ وَأَنْتَ قَائِمٌ؛ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ لِلسُّوقِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا آلَ عُمَرَ: لَا تَغُرُّوا النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ السُّوقُ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَشْتَرِيَ اشْتَرَى "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ -[749]- اللَّهُ عَنْهُ إِلَى السُّوقِ، حَتَّى إِذَا نَزَلَ بِسُوقِنَا قَامَ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ احْتَكَرُوا بِفَضْلِ أَدْهَانِهِمْ عَلَى الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ، فَإِذَا خَرَجَ الْجَلَّابُ بَاعُوا عَلَى نَحْوٍ مِمَّا يُرِيدُونَ مِنَ التَّحَكُّمِ، وَلَكِنْ §أَيُّمَا جَالِبٍ جَلَبَ بِجَمَلِهِ عَلَى عَمُودِ كَتَدِهِ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ بِسُوقِنَا فَذَلِكَ ضَيْفُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلْيَبِعْ كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ، وَلْيُمْسِكْ كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، §لَا تَتَّجِرُوا عَلَيْنَا فِي زَمَانِنَا، لَا تَتَّجِرُوا عَلَيْنَا فِي سُوقِنَا، فَمَنْ حَضَرَكُمْ عِنْدَ بَيْعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ فِيهِ كَأَحَدِكُمْ، وَلَكِنْ سِيرُوا فِي الْآفَاقِ فَاجْلِبُوا عَلَيْنَا ثُمَّ بِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ بِزَيْتٍ فَوَضَعَهُ فِي السُّوقِ، فَجَعَلَ يَبِيعُ بِغَيْرِ سِعْرِ النَّاسِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §إِمَّا أَنْ تَبِيعَ بِسِعْرِ السُّوقِ، وَإِمَّا أَنْ تَرْحَلَ عَنْ سُوقِنَا، فَإِنَّا لَا نُجْبِرُكَ عَلَى سِعْرٍ قَالَ: فَنَحَّاهُ عَنْهُمْ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا -[750]- خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: كَانَ أَبِي وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ شَرِيكَيْنِ يَجْلِبَانِ التَّمْرَ مِنَ الْعَالِيَةِ إِلَى السُّوقِ، فَمَرَّ بِهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضَرَبَ الْغِرَارَةَ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: §يَا ابْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ، زِدْ فِي السِّعْرِ، وَإِلَّا فَاخْرُجْ مِنْ سُوقِنَا "

حَدَّثَنَا أَبُو الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §رَأَى دُكَّانًا فِي السُّوقِ قَدْ أُحْدِثَ فَكَسَرَهُ "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: §إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ وَقَالَ: انْتَعِشْ رَفَعَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ حَقِيرٌ، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرٌ، وَإِذَا تَكَبَّرَ وَعَدَا طَوْرَهُ أَوْهَصَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ وَقَالَ: اخْسَأْ خَسَأَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرٌ، حَتَّى لَهُوَ أَحْقَرُ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنَ الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُبَغِّضُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، وَقَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِمَامًا فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُبَغِّضَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ فِيهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْنَعُ أَمْدَادَ أَهْلِ -[751]- الْيَمَنِ، وَيَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَشْتَرُوا مِنْهُمْ شَيْئًا مِمَّا يَمْنَعُهُمْ بِهِ، فَعَثَرَ عَلَى مَالِكِ بْنِ عِيَاضٍ مَوْلَاهُ وَقَدِ اشْتَرَى مِنْهُمْ شَيْئًا مِمَّا مَنَعَهُمْ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَشْتَرِيَ مِنْهُمْ شَيْئًا مِمَّا نَهَيْتُ النَّاسَ عَنْهُ؟ قَالَ سَالِمٌ: فَاعْتَذَرَ بِشَيْءٍ لَمْ أَحْفَظْهُ، وَقَالَ: فَعَلَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ تَحَافَزَ مِنْ ضَرْبِهِ بِالدِّرَّةِ فَأَخَذَ بِرَأْسِهَا ثُمَّ ضَرَبَهُ بِجِلَادِهَا، ثُمَّ قَالَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ آلِ عُمَرَ أَتَى شَيْئًا مِمَّا نَهَيْتُ النَّاسَ عَنْهُ إِلَّا ضَاعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ، فَإِنَّمَا أَعْيُنُ النَّاسِ إِلَيْكُمْ كَأَعْيُنِ الطَّيْرِ إِلَى اللَّحْمِ، فَإِنِ انْتَهَيْتُمُ انْتَهَوْا، وَإِنِ رَتَعْتُمْ رَتَعُوا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا نَهَى النَّاسَ عَنْ أَمْرٍ دَعَا أَهْلَهُ فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ نَهَيْتُ النَّاسَ عَنْ كَذَا وَكَذَا، §وَإِنَّمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْكُمْ نَظَرَ الطَّيْرِ إِلَى اللَّحْمِ، فَإِنْ هِبْتُمْ هَابَ النَّاسُ، وَإِنْ وَقَعْتُمْ وَقَعَ النَّاسُ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يَقَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي أَمْرٍ قَدْ نَهَيْتُ النَّاسَ عَنْهُ إِلَّا ضَاعَفْتُ لَهُ الْعَذَابَ؛ لِمَكَانِكُمْ مِنِّي "

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبَى أَنْ يَسْتَعْمِلَ أَهْلَ شَرَفِ الشِّرْكِ وَقَالَ: «§أَنْيَابٌ فِي الشِّرْكِ وَرُءُوسٌ فِي الْإِسْلَامِ؟ لَا يَكُونُ هَذَا أَبَدًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا، وَرَجُلٌ يَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ يَا مُحَمَّدُ وَفَعَلَ، وَجَعَلَ يَسُبُّهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللَّهِ لَا يُدْعَى مُحَمَّدًا، وَلَا أَسْمَعُ مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ، فَبَكَى، فَسَمَّاهُ عَبْدَ الْحَمِيدِ، ثُمَّ دَعَا بِبَنِي طَلْحَةَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةٌ، وَسَيِّدُهُمْ وَأَكْبَرُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَتْ كَلِمَةً مَقُولَةً إِذَا قَالَهَا الرَّجُلُ لِإِمَامِهِ وَلِمَنْ يَمْلِكُ رَقَبَتَهُ، وَإِنْ كَانَ شَدِيدَ الْغَضَبِ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَوْ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ، فَوَاللَّهِ إِنْ سَمَّانِي مُحَمَّدًا إِلَّا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§قُومُوا فَلَا سَبِيلَ إِلَى مَنْ سَمَّاهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَمَعَ كُلَّ غُلَامٍ اسْمُهُ بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَدْخَلَهُمُ الدَّارَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ أَبِي فِيهِمْ، فَجَاءَ آبَاؤُهُمْ فَأَقَامُوا الْبَيِّنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّى عَامَّتَهُمْ، فَخَلَّى عَنْهُمْ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا بَعَثَنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ قَالَ لِي: لَا تُخْبِرْهُ لِمَ بَعَثْتُكَ إِلَيْهِ، فَلَعَلَّ الشَّيْطَانَ يُعَلِّمُهُ كَذِبَهُ، فَجَاءَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا عِيسَى لَا يُنْفِقُ عَلَيَّ وَلَا يَكْسُونِي قَالَ: وَيْحَكِ مَنْ أَبُو عِيسَى؟ قَالَتْ: ابْنُكَ

عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ؟ قَالَ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: قُلْ لَهُ أَجِبْ، وَلَا تُخْبِرْهُ لِأَيِّ شَيْءٍ دَعَوْتُهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ دِيكٌ وَدَجَاجَةٌ هِنْدِيَّانِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَجِبْ أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي قَالَ: إِنِّي أُعْطِيكَ هَذَا الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ عَلَى أَنْ تُخْبِرَنِي مَا يُرِيدُ مِنِّي، فَاشْتَرَطْتُ أَنْ لَا يُخْبِرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَخْبَرْتُهُ، وَأَعْطَانِي الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ. فَلَمَّا جِئْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِي: أَخْبَرْتُهُ؟ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُولَ: لَا، فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ أَرْشَاكَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ مَا رَشَاكَ؟ قُلْتُ: دِيكًا وَدَجَاجَةً، فَقَبَضَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي فَجَعَلَ يَضْرِبُنِي بِالدِّرَّةِ، وَجَعَلْتُ أَنْدُو، وَجَعَلَ يَضْرِبُنِي، وَأَنَا أَنْدُو فَقَالَ: إِنَّكَ لَجَدِيرٌ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: هَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ؟ يُكْتَنَى أَبَا عِيسَى هَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ؟ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيَّرَ اسْمَ (قَلِيلٍ) وَقَالَ: أَنْتَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ "

كراماته ومكاشفاته

§كَرَامَاتُهُ وَمُكَاشَفَاتُهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى -[754]- بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: جَمْرَةُ قَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنَ الْحُرَقَةِ -[755]- قَالَ أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: بِحَرَّةِ النَّارِ قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ لَظَى فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَدْرِكْ أَهْلَكَ؛ فَقَدِ احْتَرَقُوا، فَكَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §وُلِدَ لِي غُلَامٌ يَوْمَ قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنَ التَّغْلِبِيَّةِ قَالَ: فَهَبْ لِيَ اسْمَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَقَدْ سَمَّيْتُهُ بِاسْمِي، وَنَحَلْتُهُ غُلَامِي مُوَرِّكًا قَالَ: وَكَانَ نُوبِيًّا قَالَ: فَأَعْتَقَهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَوَلَدُهُ الْيَوْمَ مَوَالِيهِ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §كَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خُصُومَةٌ، فَجَعَلَا بَيْنَهُمَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَتَيَاهُ فَضَرَبَا الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ: أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: فِي بَيْتِهِ يُؤْتَى الْحَكَمُ، فَدَخَلَا فَقَالَ: فِي الرَّحْبِ وَالسَّعَةِ، وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ جَوْرِكَ، فَتَكَلَّمَا فَقَالَ لِأُبَيٍّ: بَيِّنَتَكَ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْفِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْيَمِينِ فَافْعَلْ فَقَالَ أُبَيٌّ: نَعْفِيهِ وَنُصَدِّقُهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيَقْضِي عَلَيَّ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَا أَحْلِفُ؟ فَحَلَفَ، فَلَمَّا وَجَبَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَهَبَهَا لِأُبَيٍّ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَالَ: §كَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَأُبَيٍّ خُصُومَةٌ فَقَالَ أُبَيٌّ لِعُمَرَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا، فَجَعَلَ بَيْنَهُمَا زَيْدًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ -[756]- عَنْهُ: أَتَيْنَاكَ لِتَحْكُمَ بَيْنَنَا، وَفِي بَيْتِهِ يُؤْتَى الْحَكَمُ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى صَدْرِ فِرَاشِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا أَوَّلُ جَوْرِكَ، جُرْتَ فِي حُكْمِكَ، أَجْلِسْنِي وَخَصْمِي، فَجَلَسَا فَقَصَّا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ زَيْدٌ: الْيَمِينُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَوْ شِئْتَ أَعْفَيْتَهُ قَالَ: فَأَقْسَمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَقْسَمَ لَهُ: لَا تُدْرِكُ بَابَ الْقَضَاءِ حَتَّى لَا يَكُونَ لِي عَلَى أَحَدٍ عِنْدَكَ فَضِيلَةٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: " §كَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَابْنِ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ خُصُومَةٌ، فَجَعَلَا بَيْنَهُمَا أُبَيًّا، فَقَصَّ ابْنُ مُعَاذٍ عَلَى أُبَيٍّ: أَعْفِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْفِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُعْفِنِي إِنْ كَانَتْ عَلَيَّ قَالَ: فَإِنَّهَا عَلَيْكَ قَالَ: فَحَلَفَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَإِنِ اسْتَحْقَقْتُهَا بِيَمِينِي اذْهَبْ فَهِيَ لَكَ "

تقدير الدية في عهد عمر رضي الله عنه

§تَقْدِيرُ الدِّيَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، §أَنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَنْ كَانَتْ إِذْ ذَاكَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، فَكَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَتِ الْإِبِلُ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَتْ قِيمَتُهُ ثَمَانِينَ دِرْهَمًا، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَلَتِ الْإِبِلُ فَكَانَ قِيمَةُ الْبَعِيرِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ -[757]- دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: «§كَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدَّنَانِيرِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدَّرَاهِمِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا رَأَى أَثْمَانَ الْإِبِلِ تَخْتَلِفُ قَالَ: §لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءٍ لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ بَعْدِي، عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدَّرَاهِمِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ الدِّيَةَ عَلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ عَشَرَةَ آلَافٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةَ بَعِيرٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: §تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالدِّيَةُ ثَمَانُمِائَةٍ دِينَارٍ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْتَفِعُ وَتَخْتَفِضُ، فَخَشِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَهُ، فَجَعَلَ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدِّرْهَمِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَعَلَ الدِّيَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ عَشَرَةَ آلَافٍ، وَمِنَ الْإِبِلِ مِائَةً، وَمِنَ الْبَقَرِ مِائَتَيْنِ، وَمِنَ الشَّاةِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ " حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: " §جَمَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فَقَالَ: مَتَى نَكْتُبُ التَّارِيخَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مُنْذُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ، يَعْنِي يَوْمَ هَاجَرَ، فَكَتَبَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَامِلٌ جَاءَ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا تُؤَرِّخُونَ؛ تَكْتُبُونَ: فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالنَّاسُ أَنْ يَكْتُبُوا مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ عِنْدِ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ -[759]- الْهِجْرَةِ، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ أَيِّ شَهْرٍ؟ فَأَرَادُوهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ فَقَالُوا: مِنَ الْمُحَرَّمِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ §عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الطويل] تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهُ ... وَأَرَّقَنِي إِذْ لَا خَلِيلَ أُلَاعِبُهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ فَنَظَرَ فَإِذَا زَوْجُهَا غَائِبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَدِمَ "

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: §مَتَى يَشْتَدُّ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقْدُ زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: شَهْرَيْنِ لَا تُبَالِيهِ، وَأَرْبَعَةً تَكُونُ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، وَالسِّتَّةَ الْأَشْهُرَ، فَجَعَلَ مَغَازِيَ النَّاسِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ "

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً بِحَرَسٍ، فَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ فِي بَيْتِهَا تَقُولُ: [البحر الطويل] تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهُ ... وَطَالَ عَلَيَّ أَنْ لَا خَلِيلَ أُلَاعِبُهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا خَشْيَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ ... لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ فَذَهَبَ عَنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ يَسْأَلُ عَنْهَا، فَقِيلَ: هَذِهِ فُلَانَةٌ امْرَأَةُ

فُلَانٍ، زَوْجُهَا غَازٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ امْرَأَةً وَقَالَ: كُونِي مَعَهَا حَتَّى يَقْدَمَ زَوْجُهَا، وَأَجْرَى عَلَى الْمَرْأَةِ نَفَقَةً، وَكَتَبَ إِلَى زَوْجِهَا أَنْ تُقْفِلُوهُ إِلَيْهَا، وَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: يَا بُنَيَّةِ، §كَمْ تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، مِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّهُ شَيْءٌ أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ فِيهِ لِلرَّعِيَّةِ مَا سَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالَتْ: تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ، وَذَلِكَ أَنَّ تِلْكَ الْعِدَّةُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَسِيرُ النَّاسُ إِلَى غَزَاتِهِمْ شَهْرًا، ثُمَّ يَرْجِعُونَ شَهْرًا، وَيُقِيمُونَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَوَقَّتَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ "

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ: [البحر الطويل] أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ مَعْقِلٍ ... إِذَا مَعْقِلٌ رَاحَ الْبَقِيعَ مُرَجِّلَا فَأَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مَعْقِلٍ: أَنِ §الْحَقْ بِبَادِيَةِ قَوْمِكَ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَا دَامَ هَذَا غَازِيًا حَتَّى تَرْجِعَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ، فَدَعَا مَعْقِلًا فَقَالَ لَهُ: §اجْزُزْ شَعَرَكَ، فَجَزَّهُ فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ -[761]-: " §قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْفُرُوعِ فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ فَإِذَا صَحِيفَةٌ فِيهَا: [البحر الوافر] أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقِّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ الْبِحَارِ قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مُعِيدًا يَبْتَغِي سَقَطَ الْعِذَارِ قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْهُمُ زَمَنَ الْحِصَارِ قَالَ: فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ جَعْدَةَ بْنَ سُلَيْمٍ، فَدَعَوْا بِهِ، فَجَلَدَهُ مِائَةَ مَعْقُولًا، وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ مُغَيَّبَةٍ "

حَدَّثَنَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: §كَانَ جَعْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ النِّسَاءَ وَيُخْرِجُ الْجَوَارِيَ إِلَى سَلْعٍ يُحَدِّثُهُنَّ، ثُمَّ يَعْقِلُ الْجَارِيَةَ وَيَقُولُ: قُومِي فِي الْعِقَالِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَصْبِرُ عَلَى الْعِقَالِ إِلَّا حَصَانٌ "

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَرَّبَ أَبَا مِحْجَنٍ، أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ، وَأَمَرَ ابْنَ جَهْرَاءَ الْبَصْرِيَّ وَآخَرَ مَعَهُ أَنْ يَحْمِلَاهُ فِي الْبَحْرِ

، فَخَرَجُوا عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ جَهْرَاءَ أَنْ يَحْمِلَهُ قَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ الْبَعِيرَيْنِ أُطْعِمْكَ مِنَ الْخَضْرَاءِ أَكْرَاشَهُمَا؛ فَإِنِّي لَا أَرْكَبُ بَعِيرًا بَعْدَ الْيَوْمِ فَمَا أَرَى، فَنَحَرَهُمَا وَمَشَوْا جَمِيعًا، فَأَفْلَتَ وَقَالَ: [البحر البسيط] أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا حَفْصٍ مُغَلْغَلَةً ... عَبَدَ الْإِلَهَ إِذَا مَا غَارَ أَوْ جَلَسَا الْحَمْدُ لِلَّهِ نَجَّانِي وَسَلَّمَنِي ... مِنَ ابْنِ جَهْرَاءَ وَالْبُوصِيِّ قَدْ حَبَسَا مَنْ يَرْكَبِ الْبَحْرَ وَالْبُوصِيُّ صَاحِبُهُ ... إِلَى حَضَوْضَى فَبِئْسَ الصَّاحِبُ الْتَمَسَا وَقَالَ: [البحر المديد] صَاحِبَا سُوءٍ صَحِبْتُهُمَا ... صَاحَبَانِي يَوْمَ أَرْتَحِلُ إِنَّنِي بَاكَرْتُ مُتْرَعَةً ... مُزَّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ فَمَشَيْنَا كُلُّنَا نَرْحَلُ ... فَإِذَا وَاللَّيْلُ مُعْتَدِلُ إِذْ يَقُولَانِ ارْتَحِلْ مَعَنَا ... وَأَقُولُ إِنَّنِي ثَمِلُ إِنَّنِي بَاغِيكُمَا غُنْمًا ... إِنَّنِي تَسْعَى بِيَ الْإِبِلُ "

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَضَّاحِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَّرَ نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلَ عَلَى مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ عَائِدًا لَهُ، وَعِنْدَهُ شُمَيْلَةُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُزَيْهِرٍ، فَجَرَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ نَصْرٍ كَلَامٌ لَمْ يَفْهَمْ مُجَاشِعٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا قَوْلَ نَصْرٍ وَأَنَا، فَقَالَ لَهَا مُجَاشِعٌ: مَا قَالَ لَكِ؟ قَالَتْ: كَمْ لَبَنُ نَاقَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: مَا هَذَا كَلَامٌ جَوَابُهُ وَأَنَا، فَأَرْسَلَ إِلَى نَصْرٍ يَسْأَلُهُ وَعَظَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَالَتْ لِي: أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ حُبًّا لَوْ كَانَ تَحْتَكَ لَأَقَلَّكَ، أَوْ فَوْقَكَ لَأَظَلَّكَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا فَقَالَ مُجَاشِعٌ: أَتُحِبُّ أَنْ أَنْزِلَ لَكَ

عَنْهَا؟ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ، أَنْ يَبْلُغَ هَذَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ مَا فَعَلَ بِي " وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ أَنَّهَا كَتَبَتْ لَهُ فِي الْأَرْضِ بِهَذَا الْكَلَامِ، وَكَتَبَ إِلَى جَنْبِهِ جَوَابَهُ، وَأَنَّ مُجَاشِعًا كَبَّ عَلَى الْكِتَابَيْنِ إِجَانَةً أَوْ جَفْنَةً، وَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ قَرَأَهَا لَهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ، أَنَّهُ زَادَ فِي الشِّعْرِ، وَالشِّعْرُ: [البحر البسيط] هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ الَّذِي سَمِعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَيَّرَ نَصْرًا قَالَ: فَزَادَ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ: إِلَى فَتًى طَيِّبِ الْأَعْرَاقِ مُقْتَبِلِ ... سَهْلِ الْمُحَيَّا كَرِيمٍ غَيْرِ مِلْجَاجِ تُنَمِّيهِ أَعْرَاقُ صِدْقٍ حِينَ تَنْسُبُهُ ... وَذِي نَجْدَاتٍ عَنِ الْمَكْرُوهِ فَرَّاجِ سَامِي النَّوَاظِرِ مِنْ فِهْرٍ لَهُ كَرَمٌ ... تُضِيءُ سُنَّتُهُ فِي الْحَالِكِ الدَّاجِ فَكَتَبَ نَصْرٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ حَوْلٍ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَئِنْ سَيَّرْتَنِي وَحَرَمْتَنِي ... وَمَا نِلَتُ ذَنْبًا إِنَّ ذَاكَ حَرَامُ وَمَا نُلْتُ ذَنْبًا غَيْرَ ظَنٍّ ظَنَنْتَهُ ... وَفِي بَعْضِ تَصْدِيقِ الظُّنُونِ أَثَامُ أَإِنْ غَنَّتِ الدَّلْفَاءُ يَوْمًا بِمُنْيَةٍ ... وَبَعْضُ أَمَانِيِّ النِّسَاءِ غَرَامُ ظَنَنْتَ بِيَ الظَّنَّ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ ... بَقَاءٌ فَمَا لِي فِي النَّدِيِّ كَلَامُ فَأَصْبَحْتُ مَنْفِيًّا عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ ... وَقَدْ كَانَ لِي بِالْمَكَّتَيْنِ مُقَامُ وَيَمْنَعُنِي مِمَّا تَظُنُّ تَكَرُّمِي ... وَآبَاءُ صِدْقٍ سَالِفُونَ كِرَامُ

وَيَمْنَعُهَا مِمَّا ظَنَنْتَ صَلَاتُهَا ... وَفَضْلٌ لَهَا فِي قَوْمِهَا وَصِيَامُ فَهَاتَانِ حَالَانَا فَهَلْ أَنْتَ رَاجِعِي ... فَقَدْ جُبَّ مِنِّي كَاهِلٌ وَسَنَامُ إِمَامَ الْهُدَى لَا تَبْتَلِي الطَّرْدَ مُسْلِمًا ... لَهُ حُرْمَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَزِمَامُ وَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: قُلْ لِلْإِمَامِ الَّذِي تُخْشَى بَوَادِرُهُ ... مَا لِي وَلِلْخَمْرِ أَوْ نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ إِنِّي غَنِيتُ أَبَا حَفْصٍ بِغَيْرِهِمَا ... شُرْبِ الْحَلِيبِ وَطَرْفٍ فَاتِرٍ سَاجِ إِنَّ الْهَوَى ذَمَّهُ التَّقْوَى فَحَبَسَهُ ... حَتَّى أُقِرَّ بِأَلْجَامٍ وَأَسْرَاجِ أُمْنِيَةٌ لَمْ أُصِبْ مِنْهَا بِضَائِرَةٍ ... وَالنَّاسُ مِنْ هَالِكٍ فِيهَا وَمِنْ نَاجِ لَا تَجْعَلِ الظَّنَّ حَقًّا أَوْ تُبَيِّنُهُ ... إِنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ الْخَائِفِ الرَّاجِ وَيُقَالُ: إِنَّ الشِّعْرَ مَصْنُوعٌ إِلَّا الْبَيْتَ الْأَوَّلَ الَّذِي سَمِعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو شَجَرَةَ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَدْ خَرَجَ فِي الرِّدَّةِ فَقَالَ: " [البحر الطويل] §صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى هَوَاهُ وَأَقْصَرَا ... وَطَاوَعَ فِيهَا الْعَاذِلِينَ فَأَبْصَرَا وَأَصْبَحَ أَدْنَى رَائِدِ الْجَهْلِ وَالصِّبَا ... كَمَا وُدُّهَا عَنَّا كَذَاكَ تَغَيَّرَا -[765]- وَأَصْبَحَ أَدْنَى رَائِدِ الْوَصْلِ فِيهِمُ ... كَمَا حَبْلُهَا مِنْ حَبْلِنَا قَدْ تَبَتَّرَا أَلَا أَيُّهَا الْمُدْلِي بِكَثْرَةِ قَوْمِهِ ... وَحَظُّكَ مِنْهُمْ أَنْ تُضَامَ وَتُكْدَرَا سَلِ النَّاسَ عَنَّا كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا دَارِعِينَ وَحُسَّرَا أَلَسْنَا نُعَاطِي ذَا الطِّمَاحِ لِجَامَهُ ... وَنَطْعَنُ فِي الْهَيْجَا إِذَا الْمَوْتُ أَفْقَرَا وَعَارَضَتْهَا شَهْبَاءُ تَخْطِرُ بِالْقَنَا ... تَرَى الْبُلْقَ فِي حَافَّاتِهَا وَالسَّنَوَّرَا فَرَوَيْتُ رُمْحِي مِنْ كَتِيبَةِ خَالِدٍ ... وَإِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَهَا أَنْ أُعَمَّرَا قَالَ: فَبَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ فِي النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ أَبُو شَجَرَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِنِي؛ فَإِنِّي ذُو حَاجَةٍ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَبُو شَجَرَةَ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى السُّلَمِيُّ قَالَ: أَبُو شَجَرَةِ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ: فَرَوَيْتُ رُمْحِي مِنْ كَتِيبَةِ خَالِدٍ وَإِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَهَا أَنْ أُعَمَّرَا قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَعْلُوهُ بِالدِّرَّةِ فِي رَأْسِهِ حَتَّى سَبَقَهُ عَدْوًا، وَرَجَعَ إِلَى نَاقَتِهِ فَارْتَحَلَهَا، ثُمَّ أَسْنَدَهَا فِي حَرَّةِ شُورَانَ رَاجِعًا إِلَى أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: [البحر البسيط] قَدْ ضَنَّ عَنَّا أَبُو حَفْصٍ بِنَائِلِهِ ... وَكُلُّ مُخْتَبِطٍ يَوْمًا لَهُ وَرِقُ مَا زَالَ يُرْهِقُنِي حَتَّى خَزِيتُ لَهُ ... وَحَالَ مِنْ دُونِ بَعْضِ الرَّغْبَةِ الشَّفَقُ لَمَّا رَهِبْتُ أَبَا حَفْصٍ وَشُرْطَتَهُ ... وَالشَّيْخُ يَفْزَعُ أَحْيَانًا فَيَنْحَمِقُ -[766]- ثُمَّ ارْعَوَبْتُ إِلَيْهَا وَهْيَ جَانِحَةٌ ... مِثْلُ الطَّرِيدَةِ لَمْ يَنْبُتْ لَهَا وَرَقُ أَوْرَدْتُهَا الْخَلَّ مِنْ شُورَانَ صَادِرَةً ... إِنِّي لَأَذْرِي عَلَيْهَا وَهْيَ تَنْطَلِقُ تَطِيرُ مَرْوُ أَبَانٍ عَنْ مَنَاسِمِهَا ... كَمَا تُنُوقِدَ عِنْدَ الْجَهْبَذِ الْوَرَقُ إِذَا يُعَارِضُهَا خَرْقٌ تُعَارِضُهُ ... وَرْهَاءَ فِيهَا إِذَا اسْتَعْجَلْتَهَا خُرُقُ يَنُوءُ آخِرُهَا مِنْهَا بِأَوَّلِهَا ... صُرْحُ الْيَدَيْنِ بِهَا نَهَّاضَةٌ الْعُنُقُ قَالَ مَالِكٌ: عَنِ ابْنِ دِلَافٍ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يَشْتَرِي الرَّوَاحِلَ فَيُغَالِي بِهَا، ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ فَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ أَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، أَلَا وَإِنَّهُ ادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمُ مَالَهُ بَيْنَ غَرَائِمِهِ، ثُمَّ وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ، وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأُسَيْفِعُ، سَبَقَ الْحَاجَّ -[767]- فَاسْتَدَانَ فِي ذَلِكَ، فَاسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ أَمَانَتِهِ وَدِينِهِ بِأَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَهُ حَقٌّ فَلْيَغْدُ عَلَيْنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمْ مَالَهُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَا §إِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ بِأَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْسِمْ بَيْنَهُمْ مَالَهُ، ثُمَّ إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ، وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§تَعَلَّمُوا أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْيَأْسَ غِنًى، وَأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا يَئِسَ مِنَ الشَّيْءِ اسْتَغْنَى عَنْهُ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ، §أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ، وَهُوَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ -[768]-، وَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَظُنُّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ فَقَذَفَ فِي قَلْبِكَ أَنَّكَ تُوشِكُ أَنْ تَمُوتَ، فَحَمَلَكَ مُبَادَرَةُ ذَلِكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَظُنُّكَ لَا تَلْبَثُ بَعْدُ أَنْ تَقُومَ عَنْ حَضَرِي هَذَا حَتَّى تَمُوتَ، وَايْمُ اللَّهِ، لَئِنْ مُتَّ قَبْلَ أَنْ تُرَاجِعَ نِسَاءَكَ وَتَرْجِعَ فِي مَالِكَ لَأُوَرِّثَنَّ نِسَاءَكَ مِنْ مَالِكَ، ثُمَّ لَأَرْجُمَنَّ قَبْرَكَ حَتَّى أَجْعَلَ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا عَلَى قَبْرِ أَبِي رِغَالٍ. قَالَ: فَرَاجَعَ نِسَاءَهُ، وَلَمْ يَكُنْ بَتَّ طَلَاقَهُنَّ، وَارْتَجَعَ مَالَهُ الَّذِي قَسَمَ بَيْنَ بَنِيهِ، ثُمَّ مَا لَبِثَ حَتَّى مَاتَ وَقَدْ طَهَّرَهُ اللَّهُ مِمَّا أَرَادَ مِنْ خِلَافِ الْحَقِّ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْمُجَاشِعِ الْأَسَدِيِّ، وَمُوسَى بْنِ مَرْوَانَ -[769]- الرَّقِّيِّ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ شَابَّةٍ تَزَوَّجَهَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقَتَلَتْهُ، فَأَمَرَ بِحَبْسِهَا، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، §اتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَنْكِحِ الرَّجُلُ لُمَتَهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَلْتَنْكِحِ الْمَرْأَةُ لُمَّتَهَا مِنَ الرِّجَالِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَا يُكْرِهَنَّ أَحَدُكُمُ ابْنَتَهُ عَلَى الرَّجُلِ الْقَبِيحِ؛ فَإِنَّهُنَّ يُحْبِبْنَ مَا تُحِبُّونَ»

حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§رُدُّوا الْخُصُومَ حَتَّى يَصْطَلِحُوا؛ فَإِنَّهُ أَبْرَأُ لِلصُّدُورِ وَأَقَلُّ لِلْحُبَابِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§رُدُّوا الْخُصُومَ إِذَا كَانَتْ بَيْنَهُمُ الْقَرَابَاتُ؛ فَإِنَّ فَصْلَ الْقَضَاءِ يُورِثُ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §لَا تُؤَخِّرُوا عَمَلَ الْيَوْمِ لِغَدٍ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَدَارَكَتْ عَلَيْكُمُ الْأَعْمَالُ فَلَمْ تَدْرُوا بِأَيِّهَا تَبْدَءُونَ مَا ضَيَّعْتُمْ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِرَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ -[770]-، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ الْقُوَّةَ فِي الْعَمَلِ أَلَّا تُؤَخِّرُوا عَمَلَ الْيَوْمِ لِغَدٍ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَدَارَكَتْ عَلَيْكُمْ حَتَّى لَا تَدْرُوا بِأَيِّهَا تَأْخُذُونَ مَا أَضَعْتُمْ، أَلَا وَإِنَّ الْعَمْيَاءَ أَوِ الْعَضْبَاءَ وَالرَّدِيَّةَ إِلَى الْأَمِيرِ مَا أَدَّى الْأَمِيرُ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا رَتَعَ الْأَمِيرُ رَتَعُوا، وَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ، وَلَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنِي بِأَيِّهَا ضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُتَّبَعَةٌ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، فَأَقِيمُوا الْحَقَّ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبَةَ، قَالَ: مَرَّ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى قَوْمٍ فَسَأَلُوهُ عَنْ فَرِيضَتِهِ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنْ أَرْسِلُوا مَعِي حَتَّى أَسْأَلَ لَكُمْ عَنْهَا، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا فَقِيهًا فَلْيَقُلْ كَمَا قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَا تَعْتَرِضْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ مِنَ الْأَقْوَامِ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ لِتَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلَا تُطْلِعْهُ -[771]- عَلَى سَرِّكَ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§يَا أَسْلَمُ، لَا تُحِبَّنَّ حُبًّا كَلَفًا، وَلَا تُبْغِضَنَّ بُغْضًا تَلَفًا»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَعْقَلُ النَّاسِ أَعْذَرُهُمْ لَهُمْ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا يَكُونَنَّ حُبُّكَ كَلَفًا كَمَا يَكْلُفُ الصَّبِيُّ، فَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ أَنْ تُتْلِفَ صَاحِبَكَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§أُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ سَأَلَ فِيمَا لَمْ يَكُنْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ بَيَّنَ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §النِّسَاءُ ثَلَاثٌ، وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: فَامْرَأَةٌ عَاقِلَةٌ عَفِيفَةٌ مُسْلِمَةٌ هَيِّنَةٌ لَيِّنَةٌ، وَدُودٌ وَلُودٌ، تُعِينُ أَهْلَهَا عَلَى الدَّهْرِ، وَلَا تُعِينُ الدَّهْرَ عَلَى أَهْلِهَا، وَقَلِيلٌ مَا تَجِدُهَا، وَأُخْرَى وِعَاءٌ لِلْوَلَدِ لَا تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، وَالْأُخْرَى غُلٌّ قَمِلٌ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي عُنُقِ مَنْ يَشَاءُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْ يَنْزِعَهُ -[772]- نَزَعَهُ. وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَاقِلٌ عَفِيفٌ بَرٌّ مُسْلِمٌ، يَنْتَظِرُ الْأُمُورَ وَيَأْتَمِرُ فِيهَا أَمْرَهُ إِذَا أُشْكِلَتْ عَلَى عَجَزَةِ الرِّجَالِ وَضَعَفَتِهِمْ، وَرَجُلٌ لَيْسَ عِنْدَهُ رَأْيٌ فَإِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ أَتَى ذَوِي الرَّأْيِ وَالْقُدْرَةِ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَإِذَا أَمَرُوهُ بِشَيْءٍ نَزَلَ عِنْدَ رَأْيِهِمْ، وَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ لَا يَأْتَمِرُ الرُّشْدَ وَلَا يُطِيعُ الْمُرْشِدَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ، وَالْمُرُوءَةُ الظَّاهِرَةُ فِي الثِّيَابِ الطَّاهِرَةِ، وَإِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي، أَوْ إِنِّي لَأُحِبُّ، أَنَّ أَرَى الشَّابَّ النَّاسِكَ النَّظِيفَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَكُونُ بِمَنْزِلٍ وَلَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، أَمْ أُقْبِلُ عَلَى نَفْسِي؟ فَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ: «§إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلَا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ كُنْتَ -[773]- مِنْ أَمْرِ النَّاسِ خِلْوًا فَأَقْبِلْ عَلَى نَفْسِكَ، وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَهْطٍ فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: " اتْلُ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: آيَةُ الْمَوَارِيثِ قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَتْلُوهَا فَإِذَا فَرَغَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَذَبْتَ، فَيَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ لِآخَرَ: اتْلُهَا، فَإِذَا تَلَاهَا قَالَ لَهُ: كَذَبْتَ، حَتَّى أَتَى عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: اتْلُهَا، فَتَلَاهَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَبْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، بَلْ كَذَبْتَ، فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَقَالَ: «إِنَّمَا §نَظَرْتُ هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ يُنْكِرُ مُنْكَرًا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ مَا الْأَمْرُ كَمَا قُلْتَ قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّجُلِ فَقَالُوا: لَا تَأْلِتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّجُلِ قَالَ: §دَعُوهُمْ، فَلَا خَيْرَ فِيهِمْ إِذَا لَمْ يَقُولُوهَا لَنَا، وَلَا خَيْرَ فِينَا إِذَا لَمْ تُقَلْ لَنَا "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ، فَإِذَا امْرَأَةٌ بَرْزَةٌ عَلَى ظَهْرِ -[774]- الطَّرِيقِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ السَّلَامَ، أَوْ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهَا السَّلَامَ فَقَالَتْ: هِيهًا يَا عُمَرُ، عَهِدْتُكَ وَأَنْتَ تُسَمَّى عُمَيْرًا فِي سُوقِ عُكَاظَ تُصَارِعُ الصِّبْيَانَ، فَلَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتَّى سُمِّيتَ عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتَّى سُمِّيتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ خَافَ الْمَوْتَ خَشِيَ الْفَوْتَ. فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ الْجَارُودُ: هِيهٍ فَقَدِ اجْتَرَأْتِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبْكَيْتِهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا تَعْرِفُ هَذِهِ؟ §هَذِهِ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، الَّتِي سَمِعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلَهَا مِنْ فَوْقِ سَمَاوَاتِهِ، فَعُمَرُ أَحْرَى أَنْ يَسْمَعَ لَهَا "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ بَعْضِ عُمَّالِهِ شَيْءٌ، فَجَمَعَهُمْ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: " §أَيَّتُهَا الرَّعِيَّةُ، إِنَّ لِلرُّعَاةِ عَلَيْكُمْ حَقًّا: الْمُنَاصَحَةُ بِالْغَيْبِ، وَالْمُعَاوَنَةُ عَلَى الْخَيْرِ، أَلَا وَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ عَادِلٍ وَرِفْقِهِ، وَلَا جَهْلَ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ جَائِرٍ وَخَرْقِهِ، وَمَنْ يَأْخُذْ بِالْعَافِيَةِ فِيمَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ يُعْطَ الْعَافِيَةَ مِنْ فَوْقِهِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ -[775]- بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّكَ لَمْ تُؤَدِّبْ رَعِيَّتَكَ بِمِثْلِ أَنْ تَبْدَأَهُمْ بِالْغِلْظَةِ وَالشِّدَّةِ عَلَى أَهْلِ الرِّيبَةِ بَعُدُوا أَوْ قَرُبُوا، فَإِنَّ اللِّينَ بَعْدَ الشِّدَّةِ أَمْنَعُ لِلرَّعِيَّةِ، وَأَحْشَدُ لَهَا، وَإِنَّ الصَّفْحَ بَعْدَ الْعُقُوبَةِ أَرْغَبُ لِأَهْلِ الْحَزْمِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فَافْهَمْ إِذَا أُدْلِيَ إِلَيْكَ، وَأَنْفِذْ إِذَا تَبَيَّنَ لَكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ لَا نَفَاذَ لَهُ، آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي مَجْلِسِكَ، وَفِي وَجْهِكَ وَعَدْلِكَ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَيْفِكَ، وَلَا يَيْأَسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِكَ، فَالْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا، وَلَا يَمْنَعْكَ مِنْ قَضَاءٍ قَضَيْتَ بِهِ الْيَوْمَ فَرَاجَعْتَ فِيهِ نَفْسَكَ، وَهَدَيْتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ، أَنْ تُرَاجِعَ فِيهِ الْحَقَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ، وَلَا يُبْطِلُ الْحَقَّ شَيْءٌ، وَإِنَّ مُرَاجَعَةَ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا يَتَلَجْلَجُ فِي نَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي قُرْآنٍ وَلَا سُنَّةٍ، ثُمَّ اعْرِفِ

الْأَشْبَاهَ وَالْأَمْثَالَ، وَقِسِ الْأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ اعْمَدْ إِلَى أَحَبِّهَا إِلَى اللَّهِ وَأَشْبَهِهَا بِالْحَقِّ فِيمَا تَرَى، فَاجْعَلْ لِمَنِ ادَّعَى حَقًّا غَائِبًا أَوْ بَيِّنَةً أَمَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَةً أَخَذَ بِحَقِّهِ، وَإِنْ عَجَزَ عَنْهَا اسْتَحْلَلْتَ عَلَيْهِ الْقَضِيَّةَ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِي الْعُذْرِ، وَأَجْلَى لِلْعَمَى، الْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ، أَوْ مُجَرَّبًا عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، أَوْ ظِنِّينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ قَرَابَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَوَلَّى مِنْكُمُ السَّرَائِرَ وَدَرَأَ عَنْكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ، وَإِيَّاكَ وَالْغَلَقَ وَالْغِلَظَ وَالضَّجَرَ وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومِ وَالتَّنَكُّرَ لِلْخُصُومِ فِي مَوَاطِنِ الْحَقِّ، الَّتِي يُوجِبُ اللَّهُ فِيهِ الْأَجْرَ، وَيُحْسِنُ فِيهِ الذُّخْرَ، فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، شَانَهُ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ عَبْدِهِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، فَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَاجِلِ رِزْقِهِ، وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ -[777]-، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الشَّيْخَةِ قَالَ: " كَلَّمَ رَجُلٌ رَجُلًا فَرَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§الْحُسْنُ أَسَرَ الشَّرَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ: سَافَرَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَرْمَلُوا، فَنَزَلُوا حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَأَلُوهُمُ الْقِرَى، فَأَبَوْا، وَسَأَلُوهُمُ الْبُسْرَ، فَأَبَوْا، فَضَبَطُوهُمْ فَأَصَابُوا مِنْهُمْ، فَأَتَتِ الْأَعْرَابُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَشْفَقَتِ الْأَنْصَارُ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهَّمَ بِهِمْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: §تَمْنَعُونَ ابْنَ السَّبِيلِ مَا يَخْلُفُ اللَّهُ فِي ضُرُوعِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟ ابْنُ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنَ التَّالِي عَلَيْهِ "

مسألة عمر رضي الله عنه عن نفسه وتفقده أمور رعيته

§مَسْأَلَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ نَفْسِهِ وَتَفَقُّدُهُ أُمُورَ رَعِيَّتِهِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ، وَبِحَقِّ الْوَلَايَةِ، كَيْفَ تَرَانِي؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا، فَنَشَدَهُ بِاللَّهِ فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتَ فَيْءَ اللَّهِ فَقَسَمْتَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ فَأَنْتَ أَنْتَ، وَإِلَّا فَلَا فَقَالَ: §وَاللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ مَا آخُذُ إِلَّا حِصَّتِي، وَلَا آكُلُ إِلَّا وَجْبَتِي، وَلَا أَلْبَسُ إِلَّا حُلَّتِي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، وَثَابِتٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِرْطٍ، عَنْ مَالِكٍ، صَاحِبِ الدَّارِ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَقَالَ لِي: يَا مَالِكُ، كَيْفَ أَصْبَحَ النَّاسُ؟ قُلْتُ: أَصْبَحَ النَّاسُ بِخَيْرٍ قَالَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنَ شَيْءٍ؟ فَقُلْتُ: مَا سَمِعْتُ إِلَّا خَيْرًا قَالَ: ثُمَّ غَدَوْتُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَسَأَلَنِي، فَأَخْبَرْتُهُ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ سَأَلَنِي وَأَبْرَمَنِي، فَقُلْتُ: وَمَا تَخْشَى مِنَ النَّاسِ؟ فَقَالَ: §ثَكِلَتْكَ أُمُّ مَالِكٍ، هَلْ خَشِيتَ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ يُضْرِبُ عَنْ بَعْضِ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ فَيَغْدُونَ عَلَيْهِ بِرَايَاتِهِمْ يَسْأَلُونَ حُقُوقَهُمْ؟ "

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَاجِبٌ، فَكَانَ يَأْذَنُ لِنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ حَالِهِمْ، فَرَآهُمْ فَتًى شَابٌّ فَظَنَّ أَنَّهُمْ يُصِيبُونَ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِالْحَاجِبِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْأَلُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ حَالِ نَفْسِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْفَتَى فَقَالَ: مَا رَأَيْتَ مِنِّي؟ قَالَ: §رَأَيْتُكَ أَلْقَيْتَ إِزَارَكَ وَفِيهِ مَلْبَسٌ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ §قُرَيْشًا يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا بَعْدَهُ مُغَوَّيَاتٍ لِمَالِ اللَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ عِبَادِهِ، فَأَمَّا وَأَنَا حَيٌّ فَوَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَاكَ، وَأَلَا وَإِنِّي بِشِعْبٍ مِنَ الْحَرَّةِ مُمْسِكٌ بِحُلُوقِهِمْ، أَنْ يَخْرُجُوا عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَيُكَفِّرُوهُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ §لَأَكُونُ كَالسِّرَاجِ يَحْرِقُ نَفْسَهُ وَيُضِيءُ لِلنَّاسِ»

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْسِمُ حُلَلًا وَرَجُلٌ جَالِسٌ يُقَدِّمُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَفِيهَا حُلَّةٌ قَدْ رَآهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُلَّمَا ذَكَرَ رَجُلًا يُؤَخِّرُهَا وَيُقَدِّمُ غَيْرَهَا، حَتَّى ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَدَّمَهَا، فَأَخَذَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَقُولُ: أَعْطِهَا رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، إِنَّمَا هَاجَرَ -[780]- بِهِ أَهْلُهُ، وَلَكِنْ سَأُعْطِيهَا مُهَاجِرًا ابْنَ مُهَاجِرٍ، فَأَعْطَاهَا سَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ أَوْ سَعِيدَ بْنَ عَفَّانَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرَادَ قِسْمَةَ أَثْوَابٍ لِلْمُحَمَّدِينَ: مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: فَأَرَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَتَخَيَّرُ لِبَعْضِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، «§لَيْسَ الْخِدَاعُ مُرْتَضًى فِي التَّنَادُمِ» ، فَدَعَا بِثَوْبٍ فَخَمَّرَ بِهِ الثِّيَابَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَجَعَلَ يُخْرِجُ فَيُعْطِي الْكَبِيرَ، فَزَعَمَ عُثْمَانُ أَنَّهُ دَعَا بِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْبَرَهُمْ، ثُمَّ أَعْطَى مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ أَعْطَى مُحَمَّدَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَبَلَغَنِي، وَلَيْسَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

كَانَ يُرِيغُ أَنْ يَجْعَلَ أَجْوَدَ الْأَثْوَابِ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَكَانَتْ خَالَتُهُ تَحْتَ زَيْدٍ، فَأَنْكَرَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمَّا يَصْنَعُ أَوْ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ: [البحر الطويل] أَسَرَّكَ لَمَّا صَرَّعَ الْقَوْمُ نَشْوَةً ... أَنِ أَخْرُجْ مِنْهَا سَالِمًا غَيْرَ غَانِمِ خَلِيًّا كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ كُنْتُ فِيهِمْ ... وَلَيْسَ الْخِدَاعُ مُرْتَضًى فِي التَّنَادُمِ ثُمَّ أَلْقَى عَلَى الْأَثْوَابِ ثَوْبًا وَقَالَ لِلْفِتْيَةِ: لِيُدْخِلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ يَدَهُ، فَيَأْخُذْ ثَوْبًا، فَفَعَلُوا، فَوَقَعَ الثَّوْبُ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ. وَبَقِيَّةُ الْأَبْيَاتِ: وَلَسْنَا بِشَرْبٍ أُمَّ عَمْرٍو إِذَا انْتَشَوْا ... ثِيَابَ النَّدَامَى بَيْنَهُمْ كَالْغَنَائِمِ وَلَكِنَّنَا يَا أُمَّ عَمْرٍو نَدِيمُنَا ... بِمَنْزِلَةِ الدَّيَّانِ لَيْسَ بِغَارِمِ "

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْمُرُ بِحُلَلٍ تُنْسَجُ لِأَهْلِ بَدْرٍ يُتَنَوَّقُ فِيهَا، فَبَعَثَ إِلَى مُعَاذِ

ابْنِ عَفْرَاءَ الْحُلَّةَ فَقَالَ لِي مُعَاذٌ: يَا أَفْلَحُ، بِعْ لِي هَذِهِ الْحُلَّةَ، فَبِعْتُهَا لَهُ بِأَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، ثُمَّ قَالَ: " §اذْهَبْ فَابْتَعْ لِي رِقَابًا، فَاشْتَرَيْتُ لَهُ خَمْسَ رِقَابٍ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ امْرَأً اخْتَارَ قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهُمَا عَلَى خَمْسِ رِقَابٍ يُعْتِقُهَا لَغَبِينُ الرَّأْيِ، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ أَحْرَارٌ، فَبَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ لَا يَلْبَسُ مَا يَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ، فَاتَّخَذَ لَهُ حُلَّةً غَلِيظَةً أَنْفَقَ عَلَيْهَا مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا أَتَاهُ بِهَا الرَّسُولُ قَالَ: مَا أَرَاكَ بَعَثَكَ إِلَيَّ؟ قَالَ: بَلْ وَاللَّهِ إِلَيْكَ بَعَثَنِي، فَأَخَذَ الْحُلَّةَ فَأَتَى بِهَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْحُلَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّا كُنَّا نَبْعَثُ إِلَيْكَ حُلَّةً مِمَّا يُتَّخَذُ لَكَ وَلِإِخْوَانِكَ، فَبَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَلْبَسُهَا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَا أَلْبَسُهَا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي مِنْ صَالِحِ مَا عِنْدَكَ، فَأَعَادَ لَهُ حُلَّتَهُ "

حبس عمر رضي الله عنه الحطيئة في هجائه الزبرقان بن بدر

§حَبْسُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحُطَيْئَةَ فِي هِجَائِهِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: " أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَبَسَ الْحُطَيْئَةَ فَقَالَ: [البحر البسيط] مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَخٍ ... حُمْرِ الْحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ أَلْقَيْتَ كَاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ ... فَاغْفِرْ هَدَاكَ مَلِيكُ النَّاسِ يَا عُمَرُ أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي مِنْ بَعْدِ صَاحِبِهِ ... أَلْقَى إِلَيْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى الْبَشَرُ لَمْ يُؤْثِرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا ... لَكِنْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الْأَثَرُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " شَهِدْتُ زِيَادًا أَتَاهُ عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ بِأَبِي عُلَاثَةَ التَّيْمِيِّ فَقَالَ: إِنَّهُ هَجَانِي، فَقَالَ: وَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: [البحر الطويل] وَكَيْفَ أُرَجِّي ثَرْوَهَا وَنَمَاءَهَا ... وَقَدْ سَارَ فِيهَا خُصْيَةُ الْكَلْبِ عَامِرُ فَقَالَ أَبُو عُلَاثَةَ: لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ، قَالَ: فَكَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَإِنِّي لَأَرْجُو ثَرْوَهَا وَنَمَاءَهَا ... وَقَدْ سَارَ فِيهَا نَاجِذُ الْحَقِّ عَامِرُ

فَقَالَ زِيَادٌ: §قَاتَلَ اللَّهُ الشَّاعِرَ يَنْقُلُ لِسَانَهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَقَطَعْتُ لِسَانَهُ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ فَهْدٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، وَاللَّهِ لَا أَدْرِي مِمَّنِ الرَّجُلُ، فَإِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ مَا سَمِعْتُ عَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُ زِيَادًا أَنْ يَسْمَعَ الْحَدِيثَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَاتِ، فَقَالَ: شَهِدْتُهُ وَقَدْ أَتَاهُ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ بِالْحُطَيْئَةِ فَقَالَ: إِنَّهُ هَجَانِي، فَقَالَ: «وَمَا قَالَ لَكَ؟» فَقَالَ: قَالَ: [البحر البسيط] دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي فَقَالَ: «مَا أَسْمَعُ هِجَاءً، وَلَكِنَّهَا مُعَاتَبَةٌ جَمِيلَةٌ» ، فَقَالَ الزِّبْرِقَانُ: وَمَا تَبْلُغُ مُرُوءَتِي إِلَّا أَنْ آكُلَ وَأَلْبَسَ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هُجِيتُ بِبَيْتٍ قَطُّ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهُ، سَلِ ابْنَ الْفُرَيْعَةِ يَعْنِي حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " عَلَيَّ بِحَسَّانَ، فَجِيءَ بِهِ فَسَأَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَمْ يَهْجُهُ وَلَكِنْ سَلَحَ عَلَيْهِ " وَيُقَالُ وَلَيْسَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: إِنَّهُ سَأَلَ لَبِيدَ بْنَ رَبِيعَةَ: «أَهَجَاهُ أَمْ لَا؟» فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لَحِقَنِي مَا لَحِقَهُ مِنْ هَذَا الشِّعْرِ، وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ. رَجْعٌ إِلَى الْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجُعِلَ

فِي نَقِيرٍ فِي بِئْرٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِ حَفْصَةً، فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَخٍ ... حُمْرِ الْحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ أَلْقَيْتَ كَاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ ... فَاغْفِرْ عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ يَا عُمَرُ قَالَ: فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ: «إِيَّاكَ وَهِجَاءَ النَّاسِ» قَالَ: إِذَنْ تَمُوتَ عِيَالِي جُوعًا، هَذَا كَسْبِي وَمِنْهُ مَعَاشِي، قَالَ: «فَإِيَّاكَ وَالْمُقْذِعَ مِنَ الْقَوْلِ» ، قَالَ: وَمَا الْمُقْذِعُ؟ قَالَ: " أَنْ تُخَايِرَ بَيْنَ النَّاسِ، فَتَقُولَ: فُلَانٌ خَيْرٌ مِنْ فُلَانٍ وَآلُ فُلَانٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ فُلَانٍ "، قَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ أَهْجَى مِنِّي، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَقَطَعْتُ لِسَانَكَ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَأَنْتَ لَهُ، خُذْهُ يَا زِبْرِقَانُ» ، فَأَلْقَى الزِّبْرِقَانُ فِي عُنُقِهِ عِمَامَتَهُ فَاقْتَادَهُ بِهَا، وَعَارَضَتْهُ غَطَفَانُ، فَقَالُوا: أَبَا شَذْرَةَ إِخْوَتُكَ وَبَنُو عَمِّكَ هَبْهُ لَنَا فَوَهَبَهُ لَهُمْ

وَبَلَغَنِي: أَنَّ ابْنَ الْحَمَامَةِ: هُوَ هَوْذَةُ رَجُلٌ مِنْ سُلَيْمٍ، كَانَ فِي الْعَطَاءِ أَيَّامَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَحَضَرَ لِيَأْخُذَ عَطَاءَهُ فَدُعِيَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ قَبْلَهُ فَقَالَ: [البحر الطويل]

لَقَدْ دَارَ هَذَا الْأَمْرُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَأَبْصِرْ إِمَامَ الْحَيِّ كَيْفَ تُرِيدُ أَيُدْعَى خُثَيْمٌ وَالشَّرِيدُ أَمَامَنَا ... وَيُدْعَى رَبَاحٌ قَبْلَنَا وَطُرُودُ فَإِنْ كَانَ هَذَا فِي الْكِتَابِ فَهُمْ إِذًا ... مُلُوكُ بَنِي حُرٍّ وَنَحْنُ عَبِيدُ فَبَلَغَ شِعْرُهُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا فَأَعَانَهُ عَلَى دَيْنِهِ مِنْ مَالِهِ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاكَرَ أَبَاهُ دَعَاهُ بِهِ عَلَى غَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ §اتَّقِ أَلْسُنَ الشُّعَرَاءِ» ، وَكَانَ ابْنُ الْحَمَامَةِ هَذَا وَقَفَ عَلَى الْحُطَيْئَةِ وَهُمَا لَا يَتَعَارَفَانِ، وَالْحُطَيْئَةُ فِي خِبَاءٍ لَهُ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: قُلْتَ مَا لَا يُنْكَرُ، قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ قَدْ أَحْرَقَتْنِي، فَقَالَ: ادْنُ مِنَ الْجَبَلِ يَفِئْ عَلَيْكَ، قَالَ: إِنَّ الرَّمْضَاءَ قَدْ أَحْرَقَتْ قَدَمَيَّ، قَالَ: بُلْ فِي مَوْضِعِهِمَا تَبْرُدَانِ، قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُطْعِمَنِي مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: إِنْ فَضَلَ شَيْءٌ كُنْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنَ الْكَلْبِ، قَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَنَا ابْنُ الْحَمَامَةِ، قَالَ: كُنِ ابْنَ أَيِّ طَيْرِ اللَّهِ شِئْتَ "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " يَا مَعْشَرَ غَطَفَانَ: أَيُّ شُعَرَائِكُمُ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الوافر] أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلَقًا ثِيَابِي ... عَلَى خَوْفٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنُونُ فَأَلْفَيْتُ الْإِمَارَةَ لَمْ تَخُنْهَا ... كَذَلِكَ كَانَ نُوحٌ لَا يَخُونُ -[789]- قُلْنَا: §النَّابِغَةُ، قَالَ: «هُوَ أَشْعَرُ شُعَرَائِكُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: ذَكَرُوا الشُّعَرَاءَ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " أَيُّهُمْ يَقُولُ: فَذَكَرَ الْبَيْتَيْنِ "، قَالُوا: §النَّابِغَةُ، قَالَ: «هُوَ أَشْعَرُ شُعَرَائِكُمْ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ الشُّعَرَاءُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟» فَقَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ: [البحر البسيط] إِلَّا سُلَيْمَانُ إِذْ قَالَ الْإِلَهُ لَهُ ... قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَنِ الْفَنَدِ وَخَيِّسِ الْجِنَّ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُمْ ... يَبْنُونَ تَدْمُرَ بِالصُّفَّاحِ وَالْعَمَدِ قَالُوا: النَّابِغَةُ، قَالَ: فَمَنِ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الوافر] أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلَقًا ثِيَابِي فَذَكَرَ الْبَيْتَيْنِ قَالُوا: النَّابِغَةُ، قَالَ: فَمَنِ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل] حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ قَالُوا: النَّابِغَةُ، قَالَ: فَهُوَ أَشْعَرُ الْعَرَبِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §أَنْشِدْنِي لِشَاعِرِ الشُّعَرَاءِ، قُلْتُ: وَمَنْ شَاعِرُ الشُّعَرَاءِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَوَمَا تَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ زُهَيْرٌ، أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ: إِذَا ابْتَدَرَتْ قَيْسُ بْنُ عَيْلَانَ غَايَةً ... مِنَ الْمَجْدِ مَنْ يَسْبِقْ إِلَيْهَا يُسَوَّدِ قَالَ: فَأَنْشَدْتُهُ حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ، فَقَالَ: إِيهًا، الْآنَ اقْرَأْ، قُلْتُ: وَمَا أَقْرَأُ؟ قَالَ: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَيَانٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْتَجِزُ، وَسْطَ الْحَاجِّ وَأَنَا أَقُولُ: " [البحر الرجز] §أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ مَا مَسَّهَا مِنْ نَقْبٍ وَلَا دَبَرْ فَاغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَيَدُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ظَهْرِي فَقَالَ: «نَشَدْتُكَ اللَّهَ أَعَلِمْتَ مَكَانِي؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَحَمَلَهُ وَأَعْطَاهُ "

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّجَّارِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ ابْنِ طَلِيقٍ، قَالَ: تَذَاكَرُوا النِّسَاءَ يَوْمًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقَبِّلَ ابْنَ إِحْدَاهُنَّ فِي يَوْمِ صَاحِبَتِهَا، وَإِنِّي لَأَكُونُ فِي حَاجَةِ إِحْدَاهِنَّ فَتَرَى أَنِّي فِي غَيْرِ ذَلِكَ، قَالَ: فَوَقَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النِّسَاءِ وَنَالَ مِنْهُنَّ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ §إِبْرَاهِيمَ شَكَا إِلَى رَبِّهِ ذَرًّا فِي خُلُقِ سَارَةَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ إِنْ أَقَمْتَهُ كَسَرْتَهُ، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا، فَضَرَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِيَدِهِ عَلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ: «لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَ جَنْبَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ» قَالَ النَّجَّارِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ الشُّعَرَاءِ قَالَ فِي ذَلِكَ: [البحر الطويل] أَتَجْمَعُ ضَعْفًا وَاقْتِدَارًا عَلَى الْفَتَى ... أَلَيْسَ عَجِيبًا ضَعْفُهَا وَاقْتِدَارُهَا هِيَ الضِّلَعُ الْعَوْجَاءُ لَسْتَ مُقِيمَهَا ... أَلَا إِنَّ تَقْوِيمَ الضُّلُوعِ انْكِسَارُهَا

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَوْذِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ فَتَغَنَّى خَوَّاتٌ أَوْ تَرَنَّمَ، فَقَالَ -[792]- عُمَرُ: " §أَحْسِسْ خَوَّاتُ، أَحْسِسْ خَوَّاتُ، أَحْسِسْ خَوَّاتُ، ثُمَّ قَالَ: [البحر البسيط] كَأَنَّ شَارِبَهَا غُصْنٌ بِمِرْوَحَةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: فَقُلْتُ لَهُ: أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: تَحَوَّلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ نَاقَتِهِ إِلَى نَاقَةِ غَيْرِهِ , فَقَالَ: « [البحر البسيط] §كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمِرْوَحَةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى صَاحِبِهَا، فَلَمْ يُدْرَ أَهُوَ قَالَهُ أَمْ سَمِعَهُ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَكِبَ بَعِيرًا ثُمَّ قَالَ: " [البحر الطويل] وَكَيْفَ ثَوَائِي بِالْمَدِينَةِ بَعْدَمَا ... قَضَى وَطَرًا مِنْهَا جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرِ -[793]- ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، §وَاللَّهِ مَا رَكِبَ أَحَدٌ قَطُّ دَابَّةً فَلَمْ يُسِمِّ إِلَّا تَغَنَّى أَوْ لَبَّى "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَلَمَّا خَطَبَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ إِلَّا قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، §أَصْلِحُوا مَثَاوِيكُمْ، وَأَخِيفُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ، وَخُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ، وَلَا تُدَرِّعُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يَشِفَّ فَإِنَّهُ يَصِفُ» [البحر الخفيف] إِنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ وَالشَّعْرَ الْأَسْـ ... وَدَ مَا لَمْ يُعَاصَ كَانَ جُنُونَا

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §نَزَعَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ إِمْرَةٍ كَانَ عَلَيْهَا، وَكَانَ خَالِدٌ شَبِيهًا بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَقِيَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدًا فَقَالَ لَهُ: نَزَعَكَ هَذَا -[794]- الرَّجُلُ؟ فَعَلِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ شَبَّهَهُ خَالِدًا، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ عَلْقَمَةُ: أَبَى هَذَا الرَّجُلُ إِلَّا شِدَّةً، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَنَزَعَنِي فَمَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدِي، وَلَّاهُمُ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ فَنُوَلِّيهِمْ مَا وَلَّاهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، وَنَقْضِي مَا لَهُمْ عَلَيْنَا، وَنَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ فِيمَا لَنَا عَلَيْهِمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ، فَسَكَتَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعَ خَالِدٌ وَعَلْقَمَةُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا خَالِدُ لَقِيَكَ عَلْقَمَةُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ لَكَ - وَأَعَادَ الْكَلَامَ كُلَّهُ - فَجَعَلَ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا لَقِيَ عَلْقَمَةَ الْبَارِحَةَ وَلَا كَلَّمَهُ، وَجَعَلَ عَلْقَمَةُ إِذَا حَلَفَ خَالِدٌ يَقُولُ: وَيَحْلِفُ وَيَحْلِفُ تَعَجُّبًا مِنْ حَلِفِ خَالِدٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «صَدَقَ خَالِدٌ، إِيَّايَ لَقِيتَ، وَاللَّهِ لَأَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا» يَعْنِي مَا كَانَ فِي قَلْبِ عَلْقَمَةَ

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَدِمَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَافَقَ قُدُومُهُ عَلَيْهِ نَزْعَ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَافَقَهُ فِي الْمَسَاءِ، أَيْ وَافَقَ عَلْقَمَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُؤْنِسًا، فَظَنَّ أَنَّهُ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ

: أَبِي هَذَا الرَّجُلُ إِلَّا شُحًّا، أَبِي هَذَا الرَّجُلُ إِلَّا شُحًّا لَكَ، نَزَعَكَ، لَا أَبَا لِغَيْرِكَ، لِمَ نَزَعَكَ؟ لَقَدْ قَدِمْتُ عَلَيْهِ فِي حَاجَتَيْنِ لِي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُمَا إِيَّاهُ، فَأَمَّا إِذْ فَعَلَ مَا فَعَلَ فَلَسْتُ سَائِلَهُ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ وَادًّا: مَا هُمَا؟ قَالَ: مَالُ هَنَةٍ لَنَا مَاتَتْ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ، وَابْنُ عَمٍّ لِي كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُلْحِقَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِيَّاهُ، فَأَمَّا إِذْ فَعَلَ مَا فَعَلَ فَلَسْتُ سَائِلَهُ شَيْئًا أَبَدًا، فَلِمَ نَزَعَكَ؟ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِينُ بِكَ؟ فَلِمَ نَزَعَكَ؟ قَالَ: نَزَعَنِي فَمَا عِنْدَكَ فِي نَزْعِي؟ قَالَ: وَمَاذَا عِنْدِي فِي نَزْعِكَ، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ وُلُّوا أَمْرًا وَلَهُمْ عَلَيْنَا حَقٌّ، فَنَحْنُ مُؤَدُّونَ إِلَيْهِمُ الْحَقَّ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ، وَأَمْرُنَا - أَوْ قَالَ: حِسَابُنَا - عَلَى اللَّهِ، قَالَ: وَانْسَلَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَدَخَلَ فِي النَّاسِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا وَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ قَالَ: " يَا خَالِدُ مَا كَانَ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ إِيَّاكَ وَقْتَ الْبَارِحَةِ حِينَ يَقُولُ: أَبَى هَذَا الرَّجُلُ إِلَّا شُحًّا "؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ، وَجَعَلَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: مَا أَفْجَرَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ مَا يَصْنَعُ عَلْقَمَةُ؟ قَالَ: يُعَزِّرُهُ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّهُ قَالَ كَلِمَةً لَأَنْ يَقُولَهَا مَنْ أَصْبَحَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: " §دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَحَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ بِحَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حِينَ الْتَقَيَا فِي قِصَّةِ خَالِدٍ - وَمَا سَمِعْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الْحَسَنِ قَطُّ - -[796]- قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ بِهِ فَكَانَ أَحْسَنَ لَهُ سِيَاقَةً مِنْ أَبِي نَضْرَةَ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: §لَمَّا تُوُفِّيَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَكَاهُ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ وَهُنَّ جُلُوسٌ فِي غَيْرِ نَقْعٍ، وَلَا لَقْلَقَةٍ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §لَمَّا جَاءَ نَعْيُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَبْكُونَ خَالِدًا وَيَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَيْحَكَ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَبْكِيَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ» قَالَ: وَالنَّقْعُ شَقُّ الْجُيُوبِ، وَاللَّقْلَقَةُ: الْجَلَبَةُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ، فِي إِسْنَادٍ ذَكَرَهُ قَالَ: " §لَمَّا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَمَثَّلَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: [البحر البسيط] لَا أُلْفِيَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِي مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي فِعْلَ الْجَلِيلِ أَضَاعَ الْحَقَّ مِنْ كَثْبِ ... وَصَارَ يَنْدُبُ مَيْتًا فَوْقَ أَعْوَادِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ غَزِيَّةَ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ

السَّائِبِ بْنِ أَبِي حُبَيْشٍ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ النَّسَبَ، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ جَاوَزَهُمْ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَتَكَلَّمُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §أَوْفُوا الطَّحِينَ وَامْلِكُوا الْعَجِينَ، وَخَيْرُ الطَّحِينِ مِلْكُ الْعَجِينِ، وَلَا تَأْكُلُوا الْبَيْضَ فَإِنَّمَا الْبَيْضُ لُقْمَةٌ، فَإِذَا تُرِكَتْ كَانَتْ دَجَاجَةً ثَمَنَ دِرْهَمٍ، وَإِيَّاكُمْ وَالطَّعْنَ فِي النَّسَبِ، اعْرِفُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ وَتَأْخُذُونَ بِهِ وَتَقْطَعُونَ بِهِ، وَاتْرُكُوا مَا سِوَى ذَلِكَ، لَا يَسْأَلْنِي أَحَدٌ وَرَاءَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّهُ لَوْ قِيلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ إِلَّا بَهِيمُ بْنُ هَبُوبٍ مَا خَرَجَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: إِذَنْ أَخْرُجُ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ: إِذَنْ أُمْسِكَكَ لِمَا قِيلَ فِيكَ وَمَا فِي قَوْمِكَ، قَالَ: فَكَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَرَّهُ ذَلِكَ "، وَيُرْوَى فِي غَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ: أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ حَاطِبٍ قَالَ: إِذَنْ لَخَرَجْتُ مِنْهُ أَنَا وَأَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوْ رُمْتَ ذَلِكَ آخِذًا بِثَوْبِكَ» ، وَقِيلَ اجْلِسْ حَارِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هَدَمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ §تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكُمْ لِتَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَلَا يَسْأَلْنِي -[798]- أَحَدٌ مَا وَرَاءَ الْخَطَّابِ، أَلَا وَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ قَدْ أَكْثَرُوا فِي إِسْمَاعِيلَ وَمَا وَلَدَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْمَاعِيلَ وَمَا وَلَدَ، وَاللَّهِ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَأُلْحِقَنَّ كُلَّ قَوْمٍ بِجَمْرَتِهِمْ، أَلَا وَإِنَّ أَبَانَا الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §كَذَبَ النَّسَّابُونَ مَا يَرْجُونَ اللَّهَ تَعَالَى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ وَتَعْرِفُونَ بِهِ مَوَارِيثَكُمْ، وَتَعَلَّمُوا مِنَ النُّجُومِ مَا تَعْرِفُونَ بِهِ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَهْتَدُونَ بِهِ السَّبِيلَ وَمَنَازِلَ الْقَمَرِ "

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ: " أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَامَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَقَالَ: §انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ جَدِّي، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «تَأَخَّرْ يَا ابْنَ أَخِي» ، قَالَ: وَأَخَذَ حُسَيْنٌ بِرِدَاءِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَلَمْ يَزَلْ يَجْبِذُهُ وَيَقُولُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ جَدِّي، وَتَرَدَّدَ عَلَيْهِ حَتَّى قَطَعَ خُطْبَتَهُ وَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا صَلَّى أَرْسَلَ إِلَى حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا جَاءَهُ -[799]- قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي مَنْ أَمَرَكَ بِالَّذِي صَنَعْتَ؟» قَالَ حُسَيْنٌ: مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، قَالَ: يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ حُسَيْنٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَوَ لِي؟» وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَحُسَيْنٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ دُونَ الْمُحْتَلِمِ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ، قَالَ: «إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ» ، وَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَفِي يَدِي حَصًى فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُهُ، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا؟» قُلْتُ: مَا عَلَّمَنِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: «أَيْ بُنَيَّ حَلَفْتُ تَغْشَانَا حَلَفْتُ تَأْتِينَا» قَالَ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا وَهُوَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْبَابِ لَمْ يَدْخُلْ فَرَجَعَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ يَرْجِعُ رَجَعْتُ، فَلَقِيَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: «أَيْ بُنَيَّ لَمْ أَرَكَ أَتَيْتَنَا» ، قُلْتُ: قَدْ جِئْتُ وَأَنْتَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَرْجِعُ فَرَجَعْتُ، قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِالْإِذْنِ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا أُثْبِتَ فِي رُءُوسِنَا مَا هَدَى اللَّهُ وَأَنْتُمْ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ صَوْتَ بُكَاءٍ فِي بَيْتٍ، فَدَخَلَ مَعَهُ غَيْرُهُ، فَأَمَالَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا حَتَّى بَلَغَ النَّائِحَةَ فَضَرَبَهَا حَتَّى سَقَطَ خِمَارُهَا، فَعَدَلَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: «§اضْرِبْ فَإِنَّهَا -[800]- نَائِحَةٌ وَلَا حُرْمَةَ لَهَا، إِنَّهَا لَا تَبْكِي بِشَجْوِكُمْ، إِنَّهَا تُهَرِيقُ دُمُوعَهَا عَلَى أَخْذِ دَرَاهِمِكُمْ، إِنَّهَا تُؤْذِي أَمْوَاتَكُمْ فِي قُبُورِهِمْ وَتُؤْذِي أَحْيَاءَكُمْ فِي دُورِهِمْ، إِنَّهَا تَنْهَى عَنِ الصَّبْرِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَتَأْمُرُ بِالْجَزَعِ، وَقَدْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ النَّمِرِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَلَا لَا أَعْلَمَنَّ مَا قَالَ أَحَدُكُمْ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنَعَنَا أَنْ نَقْرَأَ كِتَابَ اللَّهِ، إِنِّي لَيْسَ لِذَلِكَ أَمْنَعُكُمْ، وَلَكِنْ أَحَدُكُمْ يَقُومُ لِكِتَابِ اللَّهِ وَالنَّاسُ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِنَّ حَدِيثَكُمْ هُوَ شَرُّ الْحَدِيثِ، وَإِنَّ كَلَامَكُمْ هُوَ شَرُّ الْكَلَامِ، مَنْ قَامَ مِنْكُمْ فَلْيَقُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَجْلِسْ، فَإِنَّكُمْ قَدْ حَدَّثْتُمُ النَّاسَ حَتَّى قِيلَ: قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانٌ، وَتُرِكَ كِتَابُ اللَّهِ " قَالَ سَعِيدٌ: وَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ الطُّفَيْحِ يَعْنِي أَرْضَ قَوْمِهِ، وَقَالَ لِكَعْبٍ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثَ أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ الْقَرْيَةِ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§أَيُّهَا النَّاسُ لَا نَجِدَنَّ أَحَدًا بَعْدَ السُّنَّةِ فِي ضَلَالَةٍ رَكِبَهَا حَسِبَهَا هُدًى، وَلَا فِي هُدًى رَكِبَهُ حَسِبَهُ ضَلَالَةً، قَدْ بَلَغَتِ الْأُمُورُ، وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ، وَانْقَطَعَ الْعُذْرُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَصْبَحَ أَهْلُ الرَّأْيِ أَعْدَاءَ السُّنَنِ، أَعْيَتْهُمْ أَنْ يَعُوهَا، وَتَفَلَّتَتْ أَنْ يَرُدُّوهَا فَاسْتَقَوْهَا بِالرَّأْيِ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§اتَّقُوا اللَّهَ، وَاتَّقُوا النَّاسَ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ سُوءَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ»

مطعم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§مَطْعَمُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِأَبِيهَا: «§لَوْ لَبِسْتَ ثَوْبًا أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ، وَأَكَلْتَ طَعَامًا أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ، فَقَدْ أَكْثَرَ اللَّهُ لَكَ مِنَ الْخَيْرِ، وَفَتَحَ عَلَيْكَ الْأَرْضَ» فَقَالَ: " إِنِّي سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَمَا تَذْكُرِينَ مَا كَانَ يَلْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ؟ فَمَازَالَ يُذَكِّرُهَا حَتَّى أَبْكَاهَا، فَقَالَ لَهَا: قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ لَكِ، أَتَسْمَعِينَ؟ وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أُدْرِكُ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلَ نَاسٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالُوا: §لَوْ كَلَّمْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَكَلَ طَعَامًا هُوَ أَطْيَبُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَلَبِسَ ثِيَابًا هِيَ أَلْيَنُ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ، فَإِنَّهُ قَدْ بَدَا عَلْيَاءُ رَقَبَتِهِ مِنَ الْهُزَالِ، وَقَدْ كَثُرَ الْمَالُ، وَفُتِحَ الْأَرَضُونِ، فَدَعَتْهُ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةِ هَلُمِّ صَاعًا مِنْ تَمْرِ عَجْوَةٍ، وَقَالَ: افْرِكُوهُ بِأَيْدِيكُمْ فَفَرَكُوهُ، فَقَالَ: انْزِعُوا ثَفَارِيقَهُ يَعْنِي أَقْمَاعَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَرَوْنِي لَا أَشْتَهِي الطَّعَامَ، إِنِّي لِآكُلُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ، ثُمَّ إِنِّي لَأَتْرُكُ اللَّحْمَ وَهُوَ عِنْدِي وَلَا آكُلُ بِهِ، وَآكُلُ السَّمْنَ ثُمَّ أَتْرُكُ السَّمْنَ لَا آكُلُ بِهِ، وَلَوْ شِئْتُ لَأَكَلْتُ، وَلَكِنْ أَتْرُكُهُ وَآكُلُ الزَّيْتَ، ثُمَّ إِنِّي أَتْرُكُ الزَّيْتَ لَا آكُلُ بِهِ وَإِنِّي لَأَتْرُكُ الْمِلْحَ وَهُوَ عِنْدِي، وَإِنَّ الْمِلْحَ لَإِدَامٌ، وَلَوْ شِئْتُ أَكَلْتُ بِهِ، وَآكُلُ قِفَارًا، أَبْتَغِي مَا عِنْدَ اللَّهِ، يَا بُنَيَّةِ أَخْبِرِينِي بِأَحْسَنِ ثَوْبٍ لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَكِ، قَالَتْ: نَمِرَةٌ نُسِجَتْ لَهُ فَلَبِسَهَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: اكْسُنِيهَا، فَكَسَاهُ إِيَّاهَا، قَالَ: أَخْبِرِينِي بِأَلْيَنِ فِرَاشٍ فَرَشَهُ عِنْدَكِ

، قَالَتْ: عَبَاءَةٌ كُنَّا ثَنَيْنَاهَا لَهُ فَغَلُظَتْ عَلَيْهِ فَرَبَّعْنَاهَا، وَوِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، قَالَ: يَا بُنَيَّةِ مَضَى صَاحِبَايَ عَلَى حَالَةٍ إِنْ خَالَفْتُهُمَا خُولِفَ بِي عَنْهُمَا، إِذَنْ لَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِمَّا يَقُولُونَ "

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حُنَيْفٍ الْمُؤَذِّنِ، قَالَ: §أَكَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمَرَاتٍ , ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهَا مَاءً , ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَدْخَلَهُ بَطْنُهُ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَنْهَى أَنْ يُتَّخَذَ الْمِنْخَلُ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَهْدُنَا بِالشَّعِيرِ حَدِيثٌ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَأْكُلُوا سَمْرَاءَ الشَّامِ حَتَّى تَنْخُلُوهُ؟ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §أُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِشَرْبَةِ عَسَلٍ فَقَالَ: " مَا أَنَا بِمُحْتَمِلٍ فَضْلَهَا إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مَشْيَخَتِهِمْ: " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُمْ بِقُبَاءَ فِي صُلْحٍ كَانَ بَيْنَهُمْ §فَلَمَّا حَانَ لِلصَّائِمِ الْفِطْرُ اسْتَسْقَى فَأَتَى رَجُلٌ بِقَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ، أَوْ قَالَ -[804]- مِنْ قَوَارِيرَ فِيهِ عَسَلٌ، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ إِنَاءً أَحْسَنَ وَلَا شَرَابًا أَحْسَنَ، ثُمَّ قَالَ: شَرَابًا هُوَ أَيْسَرُ فِي الْمَسْأَلَةِ مِنْ هَذَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ "

لباس عمر رضي الله عنه

§لِبَاسُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي الْجَمْرَةَ، إِذَا أَنَا بِنَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَأَخْبَرَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ §رَآهُ يَرْمِي هَذِهِ الْجَمْرَةَ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَإِزَارًا فِيهِ ثِنْتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً إِنَّ بَعْضَهَا لَمِنْ وَرَقِ الْأَدَمِ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا هُوَ مَثْنِيٌّ قَدْ خِيطَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ إِذَا قَعَدَ فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ يَتَنَخَّلُ مِنْهُ التُّرَابُ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِزَارًا فِيهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ»

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَرْمِي الْجِمَارَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ بِقِطْعَةِ أَدِيمٍ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ قَيْسٍ، عَنْ -[805]- عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَرْمِي الْجِمَارَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ عِنْدَ دُبُرِهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: " أَبْطَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهَا لِلْجُمُعَةِ، §فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيُّ ثَمَنُهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، لَا يُجَاوِزُ نِصْفَ السَّاقِ، وَلَا يُجَاوِزُ كُمُّهُ رُسْغَهُ، وَقَالَ: «مَعْذِرَةً إِلَيْكُمْ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِي قَمِيصٌ حَتَّى فُرِغَ مِنْ قَمِيصِي هَذَا»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ ثَلَاثٍ، لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَدْفَعُ الشَّيْءَ لِيَشْتَهِيَهُ سَنَةً»

سيرة عمر رضي الله عنه في عماله

§سِيرَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عُمَّالِهِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§هَانَ شَيْءٌ أُصْلِحُ بِهِ قَوْمًا أَنْ أُبْدِلَهُمْ أَمِيرًا مَكَانَ أَمِيرٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَنْ رَابَهُ مِنْ أَمِيرٍ ظُلَامَةً فَلَا يُعْجِزْهُ طِيبُهُ وَلَا عَبِيطُهُ وَلَا نَابُهُ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِهِ رِيَاشٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَبْعَثُ إِلَى عُمَّالِهِ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَقْدَمُونَ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُهُمْ عَنِ النَّاسِ وَعَمَّا وَرَاءَهُمْ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُ رَدَّهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْزِلَهُ حَبَسَهُ عِنْدَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْتُبُ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يُوَافُوهُ بِالْمَوْسِمِ فَوَافَوْهُ، فَقَامَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي §اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ عُمَّالِي هَؤُلَاءِ، وَلَمْ أَسْتَعْمِلْهُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ، وَلَا مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ، وَلَكِنِ اسْتَعْمَلْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ أَوْ يَرُدُّوا عَلَيْكُمْ فَيْئَكُمْ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ، فَمَا قَامَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ -[807]- يَوْمَئِذٍ إِلَّا فُلَانٌ قَامَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَامِلَكَ فُلَانًا ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ فَقَالَ: يُضْرَبُ مِائَةً فَاسْتَقِدْ مِنْهُ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ مَتَى تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ تُكْثِرْ عَلَيْهِمْ، وَتَكُونُ سُنَّةً يَأْخُذُ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ، فَقَالَ: أَنَا لَا أُقِيدُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: دَعْنَا إِذَنْ نُرْضِيهِ، قَالَ: أَرْضُوهُ، قَالَ: فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، فَكَانَ كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «إِنِّي §لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي عَلَيْكُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ وَلَا أَبْشَارِكُمْ وَلَا أَمْوَالِكُمْ، إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ، وَيَقْسِمُوا فَيْئَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَلْيَقُمْ، فَوَاللَّهِ لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ» فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ عَلَى رَعِيَّةٍ يُؤَدِّبُ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟» فَقَالَ: " أَنَا لَا أُقِصُّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فِي الْبُعُوثِ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، قَالَ

: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ مِنْ تُجِيبَ: يَا مُنَافِقُ، فَقَالَ التُّجِيبِيُّ مَا نَافَقْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا أَغْسِلُ لِي رَأْسًا وَلَا أَدْهُنُهُ حَتَّى آتِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَمْرًا نَفَّقَنِي وَلَا وَاللَّهِ مَا نَافَقْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِ يَكْتُبُ: إِلَى الْعَاصِ بْنِ الْعَاصِ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فُلَانًا التُّجِيبِيَّ ذَكَرَ أَنَّكَ §نَفَّقْتَهُ، وَقَدْ أَمَرْتُهُ إِنْ أَقَامَ عَلَيْكَ شَاهِدَيْنِ أَنْ يَضْرِبَكَ أَرْبَعِينَ، أَوْ قَالَ: سَبْعِينَ، فَقَامَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ عَمْرًا نَفَّقَنِي إِلَّا قَامَ فَشَهِدَ، فَقَامَ عَامَّةُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ حَشَمُهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَ الْأَمِيرَ؟ قَالَ: وَعُرِضَ عَلَيْهِ الْأَرْشُ، فَقَالَ: لَوْ مُلِئَتْ لِي هَذِهِ الْكَنِيسَةُ مَا قَبِلْتُ، فَقَالَ لَهُ حَشَمُهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَهُ؟ فَقَالَ التُّجِيبِيُّ: مَا أَرَى لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَاهُنَا طَاعَةً، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رُدُّوهُ، فَأَمْكَنَهُ مِنَ السَّوْطِ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: أَتَقْدِرُ أَنْ تَمْتَنِعَ مِنِّي بِسُلْطَانِكَ؟ قَالَ: لَا، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ قَالَ: فَإِنِّي أَدَعُكَ لِلَّهِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ ذَا سَوْطٍ وَنِكَايَةٍ فِي الْعَدُوِّ، فَغَنِمُوا مَغْنَمًا

فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضَ سَهْمِهِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ إِلَّا جَمِيعًا، §فَضَرَبَهُ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِشْرِينَ سَوْطًا، وَحَلَقَ رَأْسَهُ، فَجَمَعَ شَعْرَهُ وَرَحَلَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ جَرِيرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي خَبِيئَةٍ فَأَخْرَجَ شَعْرَهُ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْلَا النَّارُ» ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ رَجُلًا ذَا سَوْطٍ وَنِكَايَةٍ وَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ فَضَرَبَنِي أَبُو مُوسَى عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَقَ رَأْسِي، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ لَا يُقْتَصُّ مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَأَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ صَرَامَةِ هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَمِيعِ مَا أَفَاءَ عَلَيْنَا، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ فَعَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا قَعَدْتَ لَهُ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَقْتَصَّ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ فِي خَلَاءٍ لَمَا قَعَدْتَ لَهُ فِي خَلَاءٍ حَتَّى يَقْتَصَّ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اعْفُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَا أَعْفُو عَنْهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا صَعِدَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَقْتَصَّ مِنْهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لَكَ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ

: دَخَلَ عَلَيَّ ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَتَحَدَّثَ عِنْدِي مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَيْهِ الْحُرَّاسَ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنِي قَالَ: §شَاكَيْتُ أَبَا مُوسَى كَبَعْضِ مَا يُشَاكِي الرَّجُلُ أَمِيرَهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ لِآتِيَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ حُضُورِ وِفَادَةِ أَبِي مُوسَى إِلَى عُمَرَ، وَالْبُرُدُ إِذَا ذَاكَ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ: فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدَ فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا خَارِجٌ فِي كَذَا وَكَذَا، وَكَتَبْتُ إِلَيْكَ وَضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي غَاضِبًا بِغَيْرِ إِذْنِي فَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَسَبَقَنِي كِتَابُهُ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجِئْتُ إِلَى بَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيَدْخُلُ ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ؟ قَالَ: «لَا مَرْحَبًا، وَلَا أَهْلًا» ، قَالَ فَقُلْتُ: أَمَّا الْمَرْحَبُ فَمِنَ اللَّهِ، وَأَمَّا الْأَهْلُ فَلَا أَهْلَ وَلَا مَالَ، قَالَ: فَأَعَادَ ضَبَّةُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَأَعَادَهَا عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الرَّجُلُ يَظْلِمُهُ سُلْطَانُهُ الْمَظْلِمَةَ فَإِذَا انْتَهَى إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ غِيَرًا فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَرْضَ لَوَاسِعَةٌ وَإِنَّ الْعَدُوَّ لَكَبِيرٌ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا كَشَفْتُ عَنْ وَجْهِهِ غِطَاءً، فَقَالَ: ادْنُ دُنُوَّكَ: فَدَنَوْتُ فَقَالَ: إِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَبُو مُوسَى اصْطَفَى لِنَفْسِهِ أَرْبَعِينَ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ اكْتُبْ، فَكَتَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَبُو مُوسَى لَهُ مِكْيَالَانِ يَكْتَالُ بِمِكْيَالٍ وَيَكِيلُ لِلنَّاسِ بِغَيْرِهِ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ

، قُلْتُ: وَسُرِّيَّتُهُ عَقِيلَةُ لَهُ قَصْعَةٌ غَادِيَةٌ رَائِحَةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا أَشْرَافُ الْجُنْدِ، قَالَ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ، قَالَ: فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَدِمَ أَبُو مُوسَى، فَمَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ أَغْبِطُهُ وَأُذِكِّرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَرْبَعِينَ اصْطَفَيْتَهُمْ لِنَفْسِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اصْطَفَيْتُهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يُخْدَعَ الْجُنْدُ عَنْهُمْ فَفَادَيْتَهُمْ وَاجْتَهَدْتُ فِي فِدَائِهِمْ، وَكُنْتُ أَعْلَمُ بِفِدَائِهِمْ، ثُمَّ خَمَّسْتُ وَقَسَمْتُ، قَالَ ضَبَّةُ: وَصَادِقٌ وَاللَّهِ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا كَذَبْتُهُ، قَالَ: فَمَا بَالُ هَذَا الْمِكْيَالِ الَّذِي تَكْتَالُ بِهِ وَتَكِيلُ لِلنَّاسِ بِغَيْرِهِ؟ قَالَ: مِكْيَالٌ أَكِيلُ بِهِ قُوتَ أَهْلِي وَأَرْزَاقَ دَوَابِّي، مَا كِلْتُ بِهِ لِأَحَدٍ وَلَا اكْتَلْتُ بِهِ لِأَحَدٍ، قَالَ ضَبَّةُ: وَصَادِقٌ وَاللَّهِ: فَمَا كَذَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا كَذَبْتُهُ، قَالَ: فَمَا بَالُ قَصْعَةِ عَقِيلَةَ الْغَادِيَةِ الرَّائِحَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ فَلَمْ يَعْتَذِرْ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَقَالَ لِوَفْدِهِ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا أَكَلَ مِنْهَا مَا رَمَّ الْقَوْمُ ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ وَكِيعُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ: قَبَّحَ اللَّهُ تِلْكَ الْقَصْعَةَ مَا أَحَلَّ لَنَا مَا قَدْ أَصَبْنَا مِنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا جَرَمَ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَا تَرَى عَقِيلَةُ الْعِرَاقَ مَا دُمْتُ أَمْلِكُ شَيْئًا، فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ ".، قَالَ

حُمَيْدٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِأَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ: مَا رَأَتْ عَقِيلَةُ الْعِرَاقَ حَتَّى قُبِضَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: سَرَتْ سَرِيَّةٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، فَأَعْيَا رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ فَنَادَى: يَا عُمَرَاهُ، فَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنِ ابْعَثْ إلى بالرجل فبعث بِهِ إِلَيْهِ فَأَخَذَ قَنَاةً فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِهَا وَيَقُولُ: يَا لَبَّيْكَاهُ، وَيَقُولُ: يَا مُهْلِكُ، يَقُولُ لَكَ الرَّجُلُ انْتَظِرْنِي فَتَذْهَبُ وَتَتْرُكُهُ فَيُنَادِي يَا عُمَرَاهُ؟ فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَصَلَاحُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَلَاكِ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ» ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «انْظُرْ مُهْلِكًا فَلَا تَسْتَعْمِلْهُ مَا كُنْتَ لَنَا عَلَى عَمَلٍ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: §خَرَجَ جَيْشٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَانْتَهَوْا إِلَى نَهْرٍ لَيْسَ عَلَيْهِ جِسْرٌ، فَقَالَ أَمِيرُ ذَلِكَ الْجَيْشِ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: انْزِلْ فَابْغِنَا مَخَاضَةً نَجُوزُ فِيهَا فِي -[813]- يَوْمٍ بَارِدٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ دَخَلْتُ الْمَاءَ أَنْ أَمُوتَ، فَأَكْرَهَهُ، فَقَالَ: يَا عُمَرَاهُ يَا عُمَرَاهُ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ هَلَكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ , فَقَالَ: يَا لَبَّيْكَاهُ يَا لَبَّيْكَاهُ، وَبَعَثَ إِلَى أَمِيرِ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَنَزَعَهُ، وَقَالَ لَهُ: «لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَأَقَدْتُ مِنْكَ، لَا تَعْمَلْ لِي عَلَى عَمَلٍ أَبَدًا»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: §اسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَنَزَلَ بِعَظِيمِ أَهْلِ الْحِيرَةِ عَبْدِ الْمَسِيحِ بْنِ بُقَيْلَةَ فَأَمَالَ عَلَيْهِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا دَعَا بِهِ، فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ بِالْهَزْلِ فَدَعَا الرَّجُلَ فَمَسَحَ بِلِحْيَتِهِ، فَرَكِبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ خَدَمْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فَمَا أَتَى إِلَيَّ فِي مُلْكِ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا أَتَى إِلَيَّ فِي مُلْكِكَ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: نَزَلَ بِي عَامِلُكَ فُلَانٌ فَأَمَلْنَا عَلَيْهِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا دَعَا بِهِ، فَاحْتَبَسَ بِالْهَزِيلِ فَدَعَانِي فَمَسَحَ بِلِحْيَتِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «هِيهِ، أَمَالَ عَلَيْكَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا دَعَوْتَ بِهِ، ثُمَّ مَسَحَتْ بِلِحْيَتِهِ؟ وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً مَا تَرَكْتُ فِي لِحْيَتِكَ طَاقَةً إِلَّا نَتَفْتُهَا، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَوَاللَّهِ لَا تَلِي لِي عَمَلًا أَبَدًا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[814]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُتَعَجِّلٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَظُنُّ هَذَا يَطْلُبُنَا، فَأَنِخْ لَا نَشُقَّ عَلَيْهِ، فَأَنَخْنَا، وَذَهَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبُولُ وَجَاءَ الرَّاكِبُ وَقَالَ لَابْنِ عُمَرَ: أَأَنْتَ عُمَرُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: لَقَدْ زَعَمَ أَهْلُ الْمَاءِ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ آنِفًا، قَالَ: فَبَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ جَاءَ، فَبَكَى الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَا يُبْكِيكَ؟ إِنْ كُنْتَ غَارِمًا أَعَنَّاكَ، وَإِنْ كُنْتَ خَائِفًا أَمَّنَّاكَ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ قَتَلْتَ نَفْسًا، وَإِنْ كُنْتَ خِفْتَ جِوَارَ قَوْمٍ حَوَّلْنَاكَ عَنْ مُجَاوَرَتِهِمْ» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا، وَلَكِنْ شَرِبْتُ الْخَمْرَ وَأَنَا أَحَدُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَخَذَنِي أَبُو مُوسَى فَجَلَدَنِي وَسَوَّدَ وَجْهِي وَطَافَ بِي فِي النَّاسِ، وَقَالَ: لَا تُؤَاكِلُوهُ وَلَا تُشَارِبُوهُ وَلَا تُجَالِسُوهُ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا فَأَضْرِبَ بِهِ أَبَا مُوسَى، وَإِمَّا أَنْ آتِيَ الْمُشْرِكِينَ فَآكُلَ مَعَهُمْ وَأَشْرَبَ، وَإِمَّا أَنْ آتِيَكَ فَتُرْسِلَنِي إِلَى الشَّامِ فَإِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَنِي، فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ مِنْ أَشْرَبِ النَّاسِ لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّهَا لَيْسَتْ كَالزِّنَا، وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ رَجُلًا لَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ التَّمِيمِيَّ، أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا، وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ عُدْتَ لَأُسَوِّدَنَّ وَجْهَكَ وَلَيُطَافُ بِكَ فِي النَّاسِ، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَحَقٌّ مَا أَقُولُ , فَعُدْ , وَأْمُرِ النَّاسَ فَلْيُؤَاكِلُوهُ وَلْيُجَالِسُوهُ، وَإِنْ تَابَ فَاقْبَلُوا شَهَادَتَهُ، وَكَسَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حُلَّةً وَحَمَلَهُ وَأَعْطَاهُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ "

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَسِيلِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُفَيِّفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: خَرَجْنَا أُنَاسٌ نَشِي بِسَعْدٍ، الْأَشْعَثُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْكُوفَةِ - حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي رَحَبَةٍ مِنْ رِحَابِهَا نَطْلُبُ مَنْزِلًا، إِذْ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَاحِيَةِ الطَّرِيقِ مَعَهُ دِرَّةٌ فِي يَدِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ بَعْضُنَا: مَا هُوَ بِهِ، فَالْقَوْمُ يَخْتَصِمُونَ إِذْ رَأَى مَكَانَنَا فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا قَدْ جِئْنَا نَذْكُرُ لَكَ مَا قَدْ رَأَيْنَا مِنْ عَامِلِنَا سَعْدٍ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُومَ مَعَكَ قُمْنَا مَعَكَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجْلِسَ إِلَيْنَا فَعَلْتَ، قَالَ «لَا، بَلْ أَجْلِسُ إِلَيْكُمْ، هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ» ، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §ظَلَمَنَا وَاعْتَدَى عَلَيْنَا، وَمَنَعَنَا حُقُوقَنَا فَلَمْ نَجِئْ فِي غِيبَةٍ، نَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَعْزِلَهُ عَنَّا وَتَسْتَعْمِلَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ، فَقَامَ، وَقَالَ: لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ، فَلَمَّا وَلَّى قُلْنَا: وَاللَّهِ مَا صَنَعْنَا شَيْئًا وَمَا أَدْرَكْنَا حَاجَتَنَا وَلَا كُفِينَا أَنْفُسَنَا، وَهُوَ مُخْبِرٌ سَعْدًا الْآنَ بِمَا قُلْنَا، فَيَكُونُ أَخْبَثَ مَا كَانَ لَنَا صُحْبَةً، يَا عُفَيِّفُ أَدْرِكْهُ، فَسَمِعَ حِسًّا خَلْفَهُ فَوَقَفَ فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ أَصْحَابُنَا قَالُوا: إِذَا لَمْ تَسْمَعْ فِيهِ مَا قُلْنَا فَنَحْنُ نُحِبُّ أَلَّا تَذْكُرَهُ لَهُ، قَالَ: لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ، قَالَ: ثُمَّ تَبَوَّأْنَا مَنْزِلَنَا، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَسَعْدٌ عِنْدَهُ فِي الْمَنْزِلِ فَمَكَثْنَا طَوِيلًا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا سَعْدٌ وَهُوَ يَذُمُّ أَهْلَ الْحِيرَةِ وَأَهْلَ الْمُخَالَفَةِ، قَالَ قُلْنَا: إِنَّا لِلَّهِ، اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْنَا وَيَكُونُ شَرَّ مَا كَانَ لَنَا صُحْبَةً، فَقَالَ قَائِلٌ: هَذَا وَاللَّهِ غَضَبُ رَجُلٍ قَدْ عُزِلَ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ رَسُولُ

عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَدْخَلَنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: " يَا أَشْعَثُ، إِنِّي قَدْ عَزَلْتُ عَنْكُمْ سَعْدًا، وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي عَمَّا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ، إِذَا كَانَ الْإِمَامُ عَلَيْكُمْ فَجَارَ عَلَيْكُمْ وَمَنَعَكُمْ حُقُوقَكُمْ وَأَسَاءَ صُحْبَتَكُمْ مَا تَصْنَعُونَ بِهِ؟ قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَصْنَعُ بِهِ، إِنْ رَأَيْنَا خَيْرًا حَمِدْنَا اللَّهَ وَقَبِلْنَا، وَإِنْ رَأَيْنَا جَوْرًا وَظُلْمًا صَبَرْنَا حَتَّى يُفَرِّجَ اللَّهُ مِنْهُ، قَالَ: «أَمَا هُوَ إِلَّا مَا أَسْمَعُ؟» قَالُوا: لَا وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا قُلْنَا لَكَ، قَالَ: «فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ» , ثُمَّ قَالَ: «لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا تَكُونُونَ شُهَدَاءَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَأْخُذُوهُمْ كَأَخْذِهِمْ إِيَّاكُمْ، وَتَضْرِبُوهُمْ فِي الْحَقِّ كَضَرْبِهِمْ إِيَّاكُمْ وَإِلَّا فَلَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ §فَشَكَوْا إِلَيْهِ سَعْدًا حَتَّى قَالُوا: مَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا أَنَا وَاللَّهِ فَقَدْ كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَكَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ قَالَ: فَأَرْسَلَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ فَطِيفَ بِهِ فِي مَسَاجِدِهَا، فَيَقُولُونَ فِيهِ خَيْرًا وَيُثْنُونَ خَيْرًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْسٍ وَفِيهِ رَجُلٌ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَانَ لَا يَنْفِرُ فِي السَّرِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ -[817]- فِي الْقَضِيَّةِ، وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَطِلْ عُمُرَهُ وَأَشِدَّ فِقْرَهُ، وَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْفِتَنَ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ كَبِيرًا فَقِيرًا ذَاهِبَ الْبَصَرِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعْدَةَ؟ فَيَقُولُ: كَبِيرٌ فَقِيرٌ مَفْتُونٌ أُجِيبَتْ فِيَّ دَعْوَةُ سَعْدٍ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ عَلَى الشَّامِ، §فَبَلَغَهُ أَنَّهُ اتَّخَذَ حَمَّامًا، وَاتَّخَذَ نُوَّابًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَقَدِمَ، فَحَجَبَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، وَدَعَا بِجُبَّةِ صُوفٍ فَقَالَ: " الْبَسْ هَذِهِ، وَأَعْطَاهُ كِنْفَ الرَّاعِي، وَثَلَاثَمِائَةِ شَاةٍ، وَقَالَ: انْعَقْ بِهَا، فَنَعَقَ بِهَا، فَلَمَّا جَاوَزَ هُنَيْهَةً قَالَ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ يَسْعَى حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: اصْنَعْ بِهَا كَذَا وَكَذَا، اذْهَبْ، فَذَهَبَ حَتَّى إِذَا تَبَاعَدَ نَادَاهُ يَا عِيَاضُ أَقْبِلْ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ حَتَّى عَرَفَهُ فِي جُبَّتِهِ، قَالَ: أَوْرِدْهَا عَلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَأَوْرَدَهَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ، فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْزِعْ عَلَيْهَا، فَاسْتَقَى حَتَّى مَلَأَ الْحَوْضَ فَسَقَاهَا، ثُمَّ قَالَ: انْعَقْ بِهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ كَذَا فَأَوْرِدْهَا

، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ بِهِ حَتَّى مَضَى شَهْرَانِ، قَالَ: فَانْدَسَّ إِلَى امْرَأَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قَرَابَةٌ، فَقَالَ: سَلِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَ وَجَدَ عَلَيَّ؟ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَ وَجَدْتَ عَلَى عِيَاضٍ؟ قَالَ: يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ، وَفِيمَ أَنْتِ وَهَذَا، وَمَتَى كُنْتِ تَدْخُلِينَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ؟ إِنَّمَا أَنْتِ لُعْبَةٌ يُلْعَبُ بِكِ، ثُمَّ تُتْرَكِينَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عِيَاضٌ: مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ، مَازَالَ يُوَبِّخُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلْتُ فِيهَا، قَالَ: فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ انْدَسَّ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: سَلْهُ فِيمَ وَجَدَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَ وَجَدْتَ عَلَى عِيَاضٍ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ مَرَّ إِلَيْكَ عِيَاضٌ فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ شُيُوخِ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَتَرَكَهُ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً , ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ: هِيهِ، اتَّخَذْتَ نُوَّابًا، وَاتَّخَذْتَ حَمَّامًا، أَتَعُودُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَى عَمَلِكَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ عَلَى جَيْشٍ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِمْ قَالَ: §عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُمُوهُ؟ فَجَعَلُوا يَعْتَرِفُونَ بِذُنُوبِهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «مَا لَهُ لَا أُمَّ لَهُ، يَعْمِدُ إِلَى سِتْرٍ سَتَرَهُ اللَّهُ فَيَهْتِكَهُ؟ وَاللَّهِ لَا يَعْمَلُ لِي عَمَلًا أَبَدًا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جُمَيْعٍ سَالِمُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى عَمَلٍ، §فَبَلَغَهُ أَنَّ امْرَأَتَهَ تُحَدِّثُ بُيُوتَهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْخُضَيْرَاءَ تُحَدِّثُ بُيُوتَهَا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَعَزَمْتُ عَلَيْكَ أَلَّا تَضَعَهُ مِنْ يَدَيْكَ حَتَّى تَهْتِكَ سُتُورَهَا» ، قَالَ: فَأَتَاهُ الْكِتَابُ وَالْقَوْمُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، فَنَظَرَ فِي الْكِتَابِ فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُ قَدْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ، فَأَمْسَكَ الْكِتَابَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: انْهَضُوا فَنَهَضُوا: وَلَا وَاللَّهِ مَا يَدْرُونَ إِلَى مَا يُنْهِضُهُمْ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ دَارِهِ فَدَخَلَ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَتُهُ فَعَرَفَتِ الشَّرَّ فِي وَجْهِهِ فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي، فَقَدْ أَرْمَضْتِنِي، فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَ لِلْقَوْمِ: ادْخُلُوا، فَدَخَلَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: فَلْيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَا يَلِيهِ مِنْ هَذَا النَّحْوِ وَاهْتِكُوا، قَالَ: فَهَتَكُوهَا جَمِيعًا حَتَّى أَلْقَوْهَا إِلَى الْأَرْضِ، وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ لَمْ يَضَعْهُ بَعْدُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعُلَيْمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَبَّانِ بْنِ مُوسَى، وَعَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَفْدَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنَالَ مِنْ شُرَحْبِيلَ

بْنِ السِّمْطِ عِنْدَ عُمَرَ فَافْعَلْ، وَكَانَ شُرَحْبِيلُ قَدْ شَرُفَ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ أَثِيرًا عِنْدَ سَعْدٍ فَغَمَّ ذَلِكَ الْأَشْعَثَ، فَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ، فَقَالَ: هُمْ كَقِدَاحِ الْحَصِيرِ فِيهَا الْأَعْضَلُ الطَّائِشُ وَالْقَائِمُ الرَّائِشُ، وَسَعْدٌ أَمَامَهَا يُقِيمُ مَيْلَهَا وَيَعْمُرُ عِضَاهَا وَقَدْ قَالَ قَائِلٌ، قَالَ: وَمَا قَالَ الْقَائِلُ؟ قَالَ: قَالَ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَنِي وَالْمَرْءُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ... وَزَبْرَاءُ وَابْنُ السِّمْطِ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ فَيَغْرَقُ أَصْحَابِي وَأَخْرُجُ سَالِمًا ... عَلَى ظَهْرِ قُرْقُورٍ أُنَادِي أَبَا بَكْرِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَقَدْ فَعَلَهَا؟ وَكَيْفَ طَاعَةُ النَّاسِ لَهُ؟ قَالَ: يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وُلَاتَهَا، قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، §إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَأُوتِيَتِ الزَّكَاةُ كَانَتِ الطَّاعَةُ» ، وَكَتَبَ إِلَى سَعْدٍ: أَنِ احْمِلْ إِلَيَّ زَبْرَاءَ وَشُرَحْبِيلَ فَأَرْسَلَهُمَا فَأَمْسَكَ زَبْرَاءَ عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ، وَحَمَلَ شُرَحْبِيلَ إِلَى الشَّامِ فَشَرُفَ بِهَا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَغْزَى جَيْشًا فَغَزَا فِيهِمْ فَتًى كَانَ يَدْنُو مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيَأْلَفُهُ، §فَأَوْصَى بِهِ عُمَرُ صَاحِبَ الْبَعْثِ خَيْرًا، فَكَانَ مَعَهُ، فَرَاوَدَتْهُ جَارِيَةٌ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ أَوْ لِرَفِيقٍ لَهُ عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَ عَلَيْهَا، فَأَخَذَتْ نَفَقَةً لِسَيِّدِهَا فَجَعَلَتْهَا فِي عَيْبَةِ الْفَتَى، فَافْتَقَدَهَا صَاحِبُهَا فَوَجَدَهَا فِي عَيْبَةِ الْفَتَى، فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ أَرَادَ حَسْمَهَا بِالنَّارِ فَامْتَنَعَ عَلَيْهِمْ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَفَلَ الْجَيْشُ سَأَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْفَتَى، فَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِهِ

، قَالَ: وَبِيَدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَصًا، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِهَا الْأَرْضَ وَيَقُولُ: «وَاللَّهِ مَا زَنَى وَمَا سَرَقَ، وَاللَّهِ مَا زَنَى وَمَا سَرَقَ؟ هَلْ كَانَتْ مَعَكُمْ جَارِيَةٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «إِيتُونِي بِهَا» ، فَأَتَوْهُ بِهَا، فَسَأَلَهَا، فَاعْتَرَفَتْ فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُتِلَتْ بِهِ، قَالَ سَعِيدٌ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا يَقْطَعُ إِلَّا إِمَامٌ» ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ فَلْيَجْعَلِ الرِّفْقَ "، يَعْنِي الْعَدْلَ وَالْأَمَانَةَ

مسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام

§مَسِيرُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَئِنْ عِشْتُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَأَسِيرَنَّ فِي الرَّعِيَّةِ حَوْلًا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لِلنَّاسِ حَوَائِجَ تُقْطَعُ دُونِي، إِمَّا هُمْ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيَّ، وَإِمَّا عُمَّالُهُمْ فَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَيَّ، فَأَسِيرُ إِلَى الشَّامِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْجَزِيرَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى مِصْرَ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْكُوفَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ، وَاللَّهِ لَنِعْمَ الْحَوْلُ هَذَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُرِيدُ الشَّامَ حَتَّى إِذَا دَنَا أَنَاخَ فَذَهَبَ لِحَاجَةٍ لَهُ، قَالَ أَسْلَمُ: فَطَرَحْتُ فَرْوَتِي -[822]- بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحْلِي، فَلَمَّا فَرَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَدَ إِلَى بَعِيرِي فَرَكِبَهُ، وَرَكِبَ أَسْلَمُ بَعِيرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَرَجَا يَسِيرَانِ حَتَّى لَقِيَهُمَا أَهْلُ الْأَرْضِ، قَالَ: فَلَمَّا دَنَوَا أَشَرْتُ لَهُمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§تَطْمَحُ أَبْصَارُهُمْ إِلَى مَرَاكِبَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلَ لِلصُّبْحٍ، وَنَزَلْتُ مَعَهُ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ أَبْعَدَ ثُمَّ جَاءَ فَنَاوَلْتُهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ قَالَ: «هَلْ لَكَ أَنْ تَرْكَبَ جَمَلِي وَأَرْكَبَ جَمَلَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ؟» وَلَكِنَّهُ جَعَلَ يَقْبِضُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا يَقْبِضُ؟ قَالَ: يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ فَلَا يُنْشِبُ - أَيْ يُنَقِّبُ - وَهُوَ جَمَلُ رَجُلٍ أَقَثَّ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ قَالَ: ثُمَّ لَقِيَنَا أَهْلَ الْأَرْضِ يَنْشدُونَ، قَالُوا: أَيْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَمَامَكُمْ، قَالَ: فَانْصَرَفُوا قَالَ: مَا إِخَالُنَا إِلَّا قَدْ كَرَبْنَاهُمْ نَادِهِمْ، فَنَادَيْتُهُمْ فَرَجَعُوا، فَقُلْتُ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ فَانْصَرَفُوا، فَقَالَ: هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا أَبَا خَالِدٍ؟ فَقُلْتُ: وَمَا أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا، ثُمَّ تَزْدَرِينَا أَعْيُنُهُمْ» ، قَالَ: فَلَقِيَنَا النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ -[823]- وَعَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ، فَلَوْ رَكِبْتَ دَابَّةً غَيْرَ دَابَّتِكَ هَذِهِ؟ قَالَ: فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَلَا يَزْدَادُ إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ: «§مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ، مَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي، إِيتُونِي بِقَعُودِي» فَرَكِبَهُ، وَأَخَّرَ النَّاسَ عَنْهُ، قَالَ: فَطَلَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى جَمَلٍ خِطَامُهُ حَبَلٌ أَسْوَدُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " مَرْحَبًا، هَذَا أَخِي، مَرْحَبًا هَذَا رَجُلٌ لَمْ تُغَيِّرْهُ الدُّنْيَا، قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى جَاءَ "

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنَّا فِي أَدْنَى الرِّيفِ وَدَنَوْنَا مِنْهُ، ذَهَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِحَاجَتِهِ، وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ فَجَاءَ وَقَدْ قَلَبْتُ فَرْوَتِي فَأَلْقَيْتُهَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ، فَرَكِبَ بَعِيرِي وَرَكِبْتُ بَعِيرَهُ، فَلَمَّا خَطَا بِهِ الْبَعِيرُ قَالَ: «يَا أَسْلَمُ بِجَمَلِكَ هَذَا قِبَاضٌ» ، قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: «بَلَى، وَلَا يُصْلِحُهُ إِلَّا رَجُلٌ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ» ، فَسِرْنَا حَتَّى لَقِيَنَا النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ: أَمَامَكُمْ فَيَبْعُدُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ لِي: " يَا أَسْلَمُ قَدْ أَكْثَرْتَ فَأَخْبِرْهُمْ، فَقُلْتُ: هَذَا، فَاطَّلَعَ أُنَاسٌ فَقَالُوا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقُلْتُ: هَذَا، فَجَعَلُوا يَتَوَاطَأُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَرَوْنَ عَلَيْنَا بُرُدَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا، وَأَعْيُنُهُمْ تَزْدَرِينَا» ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ تَقْدُمُ -[824]- عَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ، قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: يُؤْتَى بِدَابَّةٍ فَتَرْكَبُهَا، قَالَ: مَا شِئْتُمْ، قَالَ: فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ الْبِرْذَوْنُ يُحَرِّكُهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُهُ وَيَضْرِبُ وَجْهَهُ فَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا مَشْيًا فَقَالَ سَائِسُ الدَّابَّةِ: مَا يَنْقِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ؟ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ، وَمَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي قَرِّبُوا بَعِيرِي، فَرَكِبَهُ ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسُ، فَسَارَ حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بَعِيرٍ قَدْ خَطَمَهُ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§أَخِي، لَعَمْرِي لَمْ تُغَيِّرْكَ الدُّنْيَا بَعْدِي وَدَخَلَا»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " §أُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ مُنْطَلِقًا إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا هَزَّهُ خَلَجُهُ، فَنَزَلَ عَنْهُ، وَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ مِنْ عَمَلِكَ هَذَا "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §رَكِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِرْذَوْنًا فَهَزَّهُ فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ: مَا يَصْلُحُ هَذَا إِلَّا لِصَاحِبٍ يَأْتِي عَلَيْهِ الْغَائِطَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الشَّامِيِّ، مِنْ -[825]- أَهْلِ دِمَشْقَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الشَّامَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ بَيْنَ عَمُودَيْنِ، تَلُوحُ صَلْعَتُهُ فِي الشَّمْسِ، لَا حِقْبَةَ وَلَا خَشَبَةَ، تَصْطَفِقُ رِجْلَاهُ، لَيْسَ لَهُ رِكَابَانِ، وِطَاؤُهُ فَرْوَةُ كَبْشٍ كَرْمِيٍّ ذَاتِ صُوفٍ، هُوَ وِطَاؤُهُ إِذَا رَكِبَ، وَفِرَاشُهُ إِذَا نَزَلَ، وَحَقِيبَةٌ نَمِرَةٌ أَوْ شَمْلَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا هِيَ وِسَادَتُهُ إِذَا نَزَلَ وَحَقِيبَتُهُ إِذَا رَكِبَ، قَالَ لَهُ رَأْسُ الْقَرْيَةِ: أَنْتَ مَلِكُ الْعَرَبِ وَهَذِهِ دَابَّةٌ لَا تَصْلُحُ لِهَذَا الْبَلَدِ، فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، فَرَكِبَ بِغَيْرِ سَرْجٍ فَأَهَزَّتْهُ، فَقَالَ: «§أَمْسِكْ أَمْسِكْ، أَدْنِ جَمَلِي، مَا شَعَرْتُ أَنَّ النَّاسَ يَرْكَبُونَ الشَّيَاطِينَ قَبْلَ يَوْمِي هَذَا، فَدُعِيَ بِجَمَلِهِ فَرَكِبَهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ قَالَ: §قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ عَلَى بَعِيرٍ أَحْمَرَ مُقَتَّبٍ بِقَتَبٍ مُشْتَمِلًا بِعَبَاءَةٍ قَطَوَانِيَّةٍ، خِطَامُ بَعِيرِهِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، وَفِي يَسَارِهِ نَمِرَةٌ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: " §لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ فَلَقِيَهُ الْعَجَمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيَقُولُونَ: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَيَقُولُونَ: قُدَّامَكُمْ، حَتَّى جَاوَزُوهُ فَسَأَلُوا: فَقِيلَ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَرَجَعُوا فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ أَوِ اثْنَيْنِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: هَذِهِ وَاللَّهِ الرَّهْبَانِيَّةُ -[826]-، لَا رَهْبَانِيَّتُكُمْ، قَالَ: وَلَقِيَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بِرْذَوْنٍ فَنَزَلَ وَمَشَى مَعَهُ وَتَغَافَلَ عَنْهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَهِدْتَ الرَّجُلَ، إِنَّهُ بَادِنٌ، فَقَالَ: دَعْهُ، حَتَّى بَلَغَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَرَادَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَرَكِبَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْحَرَّانِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَسْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ لِغَرَضِ الْخَرَاجِ وَذَلِكَ بَعْدَ وَقْعَةِ الْيَرْمُوكِ شَهِدْتُهُ دَعَا بِكُرْسِيٍّ مِنْ كَرَاسِيِّ الْكَنِيسَةِ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §أَكْرِمُوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ خِيَارَكُمْ أَصْحَابِي، أَلَا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، أَلَا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، أَلَا ثُمَّ يَظْهَرُ الْعَرَبُ وَيَكْثُرُ الْحَلِفُ حَتَّى يَحْلِفَ الْحَالِفُ، وَإِنْ لَمْ يُسْتَحْلَفْ، وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَإِنْ لَمْ يُسْتَشْهَدْ، أَلَا فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، الْجَمَاعَةُ تَدْرَؤُكُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ بَنِي آدَمَ وَهُوَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا، أَلَا وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَاتُهُ وَسَرَّتْهُ حَسَنَاتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» قُمْتُ فِيكُمْ بِقَدْرِ مَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى نَزَلَ أَذْرِعَاتٍ، وَقَدْ وَلَّى عَلَى الشَّامِ يَزِيدَ بْنَ أَبِي -[827]- سُفْيَانَ فَدَعَا بِغَدَائِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الثَّرِيدِ رُفِعَ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَصْعَةٌ أُخْرَى فَصَاحَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَرْسَلَ يَزِيدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ صَاحِبَ إِمْرَةٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا الَّذِي أَنْكَرْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَا بَالِي تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيَّ قَصْعَةٌ وَتُرْفَعُ أُخْرَى؟ قَالَ: إِنَّكَ هَبَطْتَ أَرْضًا كَثِيرَةَ الْأَطْعِمَةِ فَخِفْتُ عَلَيْكَ وَخَامَتَهَا، فَأَشِرْ إِلَيَّ إِنْ شِئْتَ حَتَّى أُلْزِمَكَهُ، فَأَشَارَ إِلَى الثَّرِيدِ، فَقَامَ قُسْطَنْطِينُ وَهُوَ صَاحِبُ بُصْرَى بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ فَرَضَ عَلَيَّ الْخَرَاجَ، فَاكْتُبْ لَهُ بِهِ فَأَنْكَرَ عُمَرُ ذَاكَ وَقَالَ: فَمَا فَرَضَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَرَضَ عَلَيَّ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ وَعَبَاءَةً عَلَى كُلِّ جُلْهُمَةٍ يَعْنِي الْجَمَاجِمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: كَذَبَ، وَلَكِنِّي صَالَحْتُهُ عَلَى مَا ذَكَرَ لِيَسْتَمْتِعَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ فِي شِتَائِهِمْ هَذَا، ثُمَّ تَقْدُمُ أَنْتَ فَتَكُونُ الَّذِي يَفْرِضُ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَصْدَقُ عِنْدَنَا مِنْكَ، فَقَالَ قُسْطَنْطِينُ: صَدَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَكَذَبْتُ أَنَا، قَالَ: وَيْحَكَ، فَمَاذَا أَرَدْتَ بِمَقَالَتِكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْدَعَكَ، وَلَكِنِ افْرِضْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْآنَ، قَالَ: فَجَاثَاهُ النَّبَطِيُّ مُجَاثَاةَ الْخَصِمِ عَامَّةَ النَّهَارِ، فَفَرَضَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ، وَعَلَى النَّاسِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَشَرَطَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُشَاطِرَهُمْ مَنَازِلَهُمْ فَيَنْزِلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ، وَعَلَى أَنْ لَا يَضْرِبُوا بِنَاقُوسٍ، وَلَا يَرْفَعُوا صَلِيبًا إِلَّا فِي جَوْفِ كَنِيسَةٍ، وَعَلَى أَنْ لَا يُحْدِثُوا كَنِيسَةً إِلَّا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَعَلَى أَنْ لَا يَمُرَّ خِنْزِيرٌ -[828]- بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَلَى أَنْ يُقْرُوا ضَيْفَهُمْ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَعَلَى أَنْ يَحْمِلُوا رَاجِلَهُمْ مِنْ رُسْتَاقٍ إِلَى رُسْتَاقٍ، وَعَلَى أَنْ يُنَاصِحُوهُمْ وَلَا يَغُشُّوهُمْ، وَعَلَى أَنْ لَا يُمَالِئُوا عَلَيْهِ عَدُوًّا، فَمَنْ وَفَى وَفَيْنَا لَهُ، وَمَنَعْنَاهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، وَمَنِ انْتَهَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ اسْتَحْلَلْنَا بِذَلِكَ سَفْكَ دَمِهِ وَسِبَاءَ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ قُسْطَنْطِينُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اكْتُبْ لِي بِهِ كِتَابًا، فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ وَكَّدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " إِلَّا أَنْ أَسْتَثْنِيَ عَلَيْكَ مِيرَةَ الْجَيْشِ، فَقَالَ لَهُ النَّبَطِيُّ: لَكَ ثُنْيَاكَ، وَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ أَقَالَكَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ قُسْطَنْطِينُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قُمْ فِي النَّاسِ فَأَعْلِمْهُمْ كِتَابَكَ لِي لِيَتَنَاهَوْا عَنْ ظُلْمِي، وَالْعِسَارِ عَلَيْنَا، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَطَبَ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ «مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ» قَالَ النَّبَطِيُّ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ تَكَلَّمَ بِهِ، فَعَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْخُطْبَةِ وَعَادَ النَّبَطِيُّ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَفَتَرَوْنَ مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ عُدْتَ لَهَا لَأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ» ، فَمَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ إِلَيْهِ قُسْطَنْطِينُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَاقْضِهَا لِي فَإِنَّ لِي عَلَيْكَ حَقًّا، قَالَ: مَا حَقُّكَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِالصَّغَارِ، قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ إِنْ كَانَ لَكَ فِيهَا مَنْفَعَةٌ فَعَلْنَا، قَالَ غَدًا عِنْدِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، قَالَ -[829]- عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَيْحَكَ إِنَّ ذَلِكَ يَضُرُّكَ» ، قَالَ: وَلَكِنَّهَا مَكْرُمَةٌ وَشَرَفٌ أَنَالُهُ، قَالَ: انْطَلِقْ فَتَهَيَّأْ حَتَّى نَأْتِيَكَ، فَانْطَلَقَ فَتَهَيَّأَ فِي كَنِيسَةِ بُصْرَى، وَنَجَّدَهَا وَهَيَّأَهَا وَهَيَّأَ فِيهَا الْأَطْعِمَةَ وَقِبَابَ الْخَبِيصِ وَكَانُونًا عَلَيْهِ الْمِجْمَرُ، فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَصْحَابُهُ نَزَلَ فِي بَعْضِ الْبَيَادِرِ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي وَتَبِعَهُ النَّاسُ وَالنَّبَطِيُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ بَدَا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَا يَتَّبِعْنِي أَحَدٌ، ثُمَّ مَضَى هُوَ وَالنَّبَطِيُّ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكَنِيسَةَ إِذَا هُوَ بِالسُّتُورِ وَالْبُسُطِ وَقِبَابِ الْخَبِيصِ وَالْمِجْمَرِ، فَقَالَ لِلنَّبَطِيِّ: وَيْلَكَ لَوْ نَظَرَ مَنْ خَلْفِي إِلَى مَا هَاهُنَا أَفْسَدْتَ عَلَيَّ قُلُوبَهُمْ، اهْتِكْ مَا أَرَى، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنْظُرُوا إِلَى نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ، فَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ نَأْكُلَ طَعَامَكَ فَاصْنَعْ مَا آمُرُكَ» ، فَهَتَكَ السُّتُورَ وَنَزَعَ الْبُسُطَ، وَأَخْرَجَ عَنْهُ الْمِجْمَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اخْرُجْ إِلَى رِحَالِنَا فَأْتِنِي بِأَنْطَاعٍ» ، فَأَخَذَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَسَطَهَا فِي الْكَنِيسَةِ، ثُمَّ عَمَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى ذَلِكَ الْخَبِيصِ وَمَا كَانَ هُنَا فَعَكَسَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ بِيَدَيْهِ وَيَجْعَلُهُ عَلَى الْأَنْطَاعِ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ النَّاسَ» ، فَجَاءُوا فَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ وَأَقْبَلُوا يَأْكُلُونَ، فَرُبَّمَا وَقَعَتِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَبِيصِ فِي فَمِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا طَعَامٌ مَا رَأَيْنَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَيْحَكَ أَمَا تَسْمَعُ؟ كَيْفَ لَوْ رَأَوْا مَا رَأَيْتُ؟» فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ النَّبَطِيُّ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ وَسِخَةٌ مُهَلْهَلَةٌ فَلْنُحَدِّثْهُ عَنْهَا فَنُعِيرُهُ ثِيَابًا غَيْرَ هَذِهِ حَتَّى يَقْضِيَ -[830]- جُمْعَتَهُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَدْخُلُ فِي هَذَا بَعْدَ إِذْ نَجَوْتُ مِنْهُ أَمْسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبَطِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ثِيَابُكَ قَدِ اتَّسَخَتْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْطِيَنَا أَنْ نَغْسِلَهَا وَنَرُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثِيَابَهُ وَاتَّزَرَ بِكِسَاءٍ فَعَمَدَ النَّبَطِيُّ فَغَسَلَ الثِّيَابَ وَتَرْكَهَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ هَيَّأَ لَهُ قَمِيصًا مَرَوِيًّا وَرِدَاءً قَصِيبًا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْجُمُعَةُ قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِيتِنِي بِثِيَابِي» ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا جَفَّتْ، فَنَحْنُ نُعِيرُكَ ثَوْبَيْنِ حَتَّى تَقْضِيَ جُمُعَتَكَ، قَالَ: أَرِنِي، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقَمِيصِ قَالَ: وَيْحَكَ كَأَنَّمَا رُفِيَ رَفْوًا أَغْرِبْهُمَا عَنِّي وَأْتِنِي بِثِيَابِي، فَجَاءَ بِهَا تَقْطُرُ، فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُهَا، وَجَعَلَ النَّبَطِيُّ يَأْخُذُ بِطَرَفِ الثَّوْبِ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالطَّرَفِ الْآخَرِ، فَجَعَلَ يَعْصِرُهَا وَيَلْبَسُهَا، ثُمَّ دَعَا بِكُرْسِيٍّ مِنْ كَرَاسِيِّ الْكَنِيسَةِ فَقَامَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَمْسَحُ ثِيَابَهُ وَيُمَدِّدُهَا قَالَ: فَسَأَلْتُهُ: أَيَّ شَيْءٍ كَانَتْ ثِيَابُهُ؟ قَالَ: غَزْلِيَّ كَتَّانٍ، وَجَاءَتِ الرُّهْبَانُ فَقَامُوا وَرَاءَ النَّاسِ وَعَلَيْهِمُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §لَمَّا نَزَلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ فَأَعْطَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصَهُ لِيَغْسِلَهُ وَيَرْفُوَهُ، وَفِي عَاتِقِهِ خَرْقٌ، فَانْطَلَقَ بِهِ فَغَسَلَهُ ثُمَّ رَقَعَهُ، وَقَطَعَ قَمِيصًا جَدِيدًا آخَرَ فَأَتَاهُ بِهِ، وَقَدْ أَعَدَّ قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ الْجَدِيدَ فَرَآهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِيتِنِي بِقَمِيصِي، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا أَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ §أُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَقِيلَ: ارْكَبْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَرَاكَ عُظَمَاءُ الْأَرْضِ، قَالَ: «وَإِنَّكُمْ لَهُنَاكَ إِنَّمَا الْأَمْرُ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ، خَلُّوا سَبِيلَ جَمَلِي»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ يَأْكُلُ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ يَرْفَأُ: «إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَ عَشَاؤُهُ فَأَعْلِمْنِي» ، فَلَمَّا حَضَرَ عَشَاؤُهُ أَعْلَمُهُ -[832]-، فَأَتَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَرَّبَ عَشَاءَهُ فَجَاءَ بِثَرِيدِ لَحْمٍ فَأَكَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهَا، ثُمَّ قَرَّبَ شِوَاءً فَبَسَطَ يَزِيدُ يَدَهُ وَكَفَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهَ يَا يَزِيدُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، أَطَعَامٌ بَعْدَ الطَّعَامِ؟ وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ §لَئِنْ خَالَفْتُمْ عَنْ سُنَّتِهِمْ لَيُخَالَفَنَّ بِكُمْ عَنْ طَرِيقِهِمْ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَزَا إِلَى الشَّامِ وَعَلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَإِذَا بَيْتٌ مَسْتُورٌ، فَوَضَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَيْلَسَانَهُ ثُمَّ طَفِقَ بِتِلْكَ السُّتُورِ يُقَطِّعُهَا، وَأَخَذَ الْآخَرُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: «§وَيْحَكَ أَتُلْبِسُ الْحِيطَانَ مَا لَوْ أَلْبَسْتَهُ قَوْمًا مِنَ النَّاسِ لَسَتَرَهُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ؟»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، قَالَ: بَعْضُهُ عَنْ نَافِعٍ، وَبَعْضُهُ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: دَخَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالًا لَهُ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَطَافُوا فِيهِ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مَالًا أَحْسَنَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ مَا خَلَّفْتُ خَلْفَ ظَهْرِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ: وَإِنَّ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَضَعُهُ حَيْثُ رَأَى، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يَأْتِيَ الشَّامَ، قَالَ: «لَا آذَنُ لَكَ إِلَّا أَنْ تَعْمَلَ» ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْمَلُ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَإِنِّي لَا آذَنُ لَكَ» ، قَالَ: فَإِنِّي أَنْطَلِقُ فَأُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُصَلِّي بِهِمْ

، قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَفَرَّقُوا فِي الْمَغَازِي، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ أَقَامَ حَتَّى أَمْسَى، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ: «يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ، وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ لَا يَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ» فَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ كَرَاهِيَتَهُ وَلَمْ يَحْفَظْ أَبُو مُحَمَّدٍ لَفْظَهُ - قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: وَعَلَيْكَ، قَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ يَرْفَأُ: هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا يَرْفَأُ، الْبَابَ الْبَابَ» ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: «لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ» ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ: " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ؟ تُسَلُّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ، فَإِذَا عَلِمَ ذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ: مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ حَلِفَهُ وَاعْتِذَارَهُ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ» قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: وَعَلَيْكَ، قَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ يَرْفَأُ: هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ

دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " يَا يَرْفَأُ: الْبَابَ الْبَابَ "، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا، وَجَعَلَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: «لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ» ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي مُوسَى أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ» قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ زَعَمُوا أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: وَعَلَيْكَ، قَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ يَرْفَأُ: هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «يَا يَرْفَأُ، الْبَابَ» ، ثُمَّ وَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا وَقَالَ: «وَأَنْتَ أَيْضًا يَا أَبَا مُوسَى؟» قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ أَصْحَابِي، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتُ مِثْلَ الَّذِي أَصَابُوا، قَالَ: فَمَا هَذَا؟ قَالَ: زَعَمَ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ، قَالَ: فَكَوَّرَ الْمَتَاعَ وَوَضَعَ وَسَطَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: «لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ» ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: «يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَخِي أَبْصِرْهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَلَا مِصْبَاحٌ لَيْسَ لِبَابِهِ غَلَقٌ، يَفْتَرِشُ بَطْحَاءَ يَبُوسَةً وَوِسَادَةً بَرْذَعَةً، عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ، قَدْ أَرْهَقَهُ الْبَرْدُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ، وَتَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ فَيَأْذَنُ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ،» فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: وَعَلَيْكَ

، قَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: ادْخُلْ، فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا لَيْسَ عَلَيْهِ غَلَقٌ، فَدَخَلْنَا إِلَى بَيْتٍ مُظْلِمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْمَسُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ فَجَسَّ وِسَادَةً فَإِذَا هِيَ بَرْذَعَةٌ وَجَسَّ فِرَاشَهُ فَإِذَا بَطْحَاءُ، وَجَسَّ دِثَارَهُ فَإِذَا كِسَاءٌ رَقِيقٌ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ هَذَا؟ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُكَ مُنْذُ الْعَامِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟» فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ قَالَ: «§لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَاذَا فَعَلْنَا بَعْدَهُ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: فَمَا زَالَا يَتَجَاوَبَانِ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَضْحَيَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ غَدَا هُوَ وَبِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَاسْتَأْذَنَ بِلَالٌ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: ادْخُلْ، قَالَ: أَنَا وَمَنْ مَعِي؟ قَالَ: أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَجَدَا أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا عَلَى خُصٍّ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ غَيْرُهُ، وَرَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَالٍ شَدِيدَةٍ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§كَفَاكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَقِيلَ» ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَذَهَبْنَا إِلَى مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاسْتَأْذَنَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي؟ قَالَ: ادْخُلْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ، فَدَخَلَا فَوَجَدَا خَالِدًا يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ، وَرَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِهِ صُنْدُوقًا فَظَنَّ أَنَّ فِيهِ مَالًا، فَفَتَحَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا أَدْرَاعٌ مِنْ حَدِيدٍ فَسَكَتَ

وَخَرَجَ هُوَ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى وَقَفَا عَلَى بَابِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَدْخُلُ؟ قَالَ: ادْخُلْ، قَالَ: أَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَأَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي؟ قَالَ: لَا يَدْخُلُ مَنْ مَعَكَ وَلَوْ كَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَرَجَعَا عَنْ بَابِهِ وَلَمْ يَدْخُلَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ §يَأْتِي بُيُوتَ نَاسٍ مِنَ الْعُمَّالِ فَيَسْتَأْذِنُ فَإِذَا أُذِنَ لَهُ قَالَ: أَنَا وَمَنْ مَعِي، قَالَ: فَيَدْخُلُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُتَنَكِّرٌ فَيُفَتِّشُ بُيُوتَهُمْ، فَدَخَلَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَتَّشَ بُيُوتَهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلَّا مَتَاعَ الْغَازِي، فَقَالَ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ مَا فَتَّشْتَ بَيْتَ رَجُلٍ بَعْدِي، فَكَانَتْ مَيْمُونَةُ إِذَا ذَكَرَتْ خَالِدًا قَالَتْ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: " §قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ فَقَضَى بَيْنَ النَّاسِ، فَلَمَّا أَظْهَرَ تَوَجَّهَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ قَالَ: نَحْوَ مَنْزِلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ سَبَقَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ: مَرْحَبًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فُلَانَةُ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَأَسُوءَنَّكِ، قَالَتْ: إِيَّايَ تَعْنِي؟ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا تَقْدِرُ عَلَى ذَاكَ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا مِثْلَ قَوْلِهِ، وَأَعَادَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَغَضِبَ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عُبَيْدَةَ غَضَبَهُ

، قَالَ: بَلَى، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ بِقَادِرٍ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكِ لَتُدِلِّينَ بِدَالَّةٍ، قَالَتْ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْأَلَنِيَ الْإِسْلَامَ فَتَذْهَبَ بِهِ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، قَالَتْ: فَلَا وَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا كَانَ بَعْدُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، ثُمَّ سَلَّمَ فَانْطَلَقَ، قَالَ صَفْوَانُ: فَقُلْتُ لِسُلَيْمٍ: مَا كَانَ غَضَبُهُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ امْرَأَةَ عَظِيمِ دِمَشْقَ مِنَ الْأَعَاجِمِ حِينَ فُتِحَتْ دِمَشْقُ أَهْدَتْ إِلَيْهَا عِقْدًا فِيهِ خَرَزَةُ لُؤْلُؤٍ وَجِزْعٌ، لَعَلَّهُ لَا يُسَاوِي إِلَّا ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: " §أَرْسَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، فَعَمَدَ إِلَيْهَا أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَسَّمَهَا كُلَّهَا، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ضَرَرُ دُخُولِ تِلْكَ الدَّنَانِيرِ عَلَيْنَا أَكْثَرَ مِنْ نَفْعِهَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ عَمَدَ إِلَى خَلَقِ ثَوْبٍ كُنَّا نُصَلِّي فِيهِ فَشَقَّقَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُرُّ فِيهِ مِنْ تِلْكَ الدَّنَانِيرِ الذَّهَبِ وَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى مَسَاكِينَ، فَقَسَّمَهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى فَنِيَتْ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا بَلَغَتْهُ وَفَاةُ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا سُفْيَانَ، §احْتَسِبْ يَزِيدَ» ، قَالَ: فَمَنْ وَلَّيْتَ مَكَانَهُ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةَ، قَالَ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، أَتُقِرُّهُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، قَالَ: فَتُوِفِّيَ عُمَرُ وَمُعَاوِيَةُ رَضِيَ -[838]- اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى الشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَرْبَعَ سِنِينَ آخِرَ وِلَايَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَقَرَّهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا خِلَافَتَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَاتَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسَ سِنِينَ، وَأَقَامَ خَلِيفَةً مَا بَيْنَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى عِشْرِينَ، فَكَانَ وَالِيًا عَلَى الشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَأَشْهُرًا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ، وَقَضَى مِنْ حَوَائِجِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَا رَأَيْتُ امْرَأً قَطُّ خَيْرًا مِنْ هَذَا، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ: أَكُنْتَ رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ: «§أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ رَأَيْتَهُ لَثَكَّلْتُ بِكَ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا» يَعْنِي بِلَالًا

حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْمٍ يَقُولُونَ: §كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[839]- وَلَمْ تَكُنْ لَهُ مِثْلُ شِدَّةِ عُمَرَ، فَقَالَ: «أَيَا شَرٌّ يَحْيَى، أَيَا مَلْكَعَانُ، أَيَا كَذَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَاسًا، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَتَوْا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: أَرْضِنَا، قَاتَلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمْنَا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ، حُمِيَتْ عَلَيْنَا، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§الْبِلَادُ بِلَادُ اللَّهِ، تُحْمَى لِنَعَمِ مَالِ اللَّهِ، وَمَا أَنَا بِفَاعِلٍ، وَجَعَلَ يَفْتِلُ شَارِبَهُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا هُمَّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى، وَقَالَ لَهُ: «§اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنِ النَّاسِ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُجَابَةٌ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغَنِيمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ -[840]-، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وَإِنَّ رَبَّ الْغَنِيمَةِ وَرَبَّ الصُّرَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُ جَاءَنِي بِبَنِيهِ» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَتَارِكُهُمْ تَالَلَّهِ: لَا أَبَا لَكَ، فَالْمَاءُ وَالْكَلَأُ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ، وَإِنَّهَا لَبِلَادُهُمْ قَاتَلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ، وَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شِبْرًا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ «أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §حَمَى الرَّبَذَةَ، وَأَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَمَى السَّرِفَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ §يَحْمِلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ، يَحْمِلُ الرَّجُلَ إِلَى الشَّامِ عَلَى بَعِيرٍ، وَيَحْمِلُ الرَّجُلَيْنِ إِلَى الْعِرَاقِ عَلَى بَعِيرٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ: احْمِلْنِي وَسُحَيْمًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسُحَيْمٌ زِقٌّ؟» قَالَ: نَعَمْ "

إقامة عمر رضي الله عنه الحدود على القريب والبعيد

§إِقَامَةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحُدُودَ عَلَى الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §شَرِبَ أَخِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، وَشَرِبَ مَعَهُ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ شَرَابًا فَسَكِرَا مِنْهُ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا ضَحِيَا أَتَيَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أَمِيرٌ بِمِصْرَ فَقَالَا: طَهِّرْنَا، فَذَكَرَ أَخِي أَنَّهُ سَكِرَ، فَقُلْتُ: ادْخُلِ الدَّارَ أُطَهِّرْكَ، فَقَالَ: قَدْ حَدَّثْتُ الْأَمِيرَ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا تُحْلَقُ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، قَالَ: وَكَانُوا يَحْلِقُونَ، قَالَ: فَحَلَقْتُ أَخِي بِيَدِي وَجَلَدَهُمَا عَمْرٌو، فَسَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو: «ابْعَثْ إِلَيَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى قَتَبٍ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ جَلَدَهُ لِمَكَانِهِ مِنْهُ ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَمَكَثَ أَشْهُرًا صَحِيحًا، فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ، فَحَسِبَ عَامَّةُ النَّاسِ أَنَّهُ مَاتَ مِنْ جِلْدِهِ، وَلَمْ يَمُتْ مِنْ جَلْدِهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ -[842]- الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §ضَرَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنًا لَهُ فِي حَدٍّ، فَأَتَاهُ وَهُوَ يَمُوتُ فَقَالَ: يَا أَبَهْ قَتَلْتَنِي، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَ رَبَّكَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّا نُقِيمُ الْحُدُودَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: صَلَّى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى جِنَازَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «§إِنِّيٍ وَجَدْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رِيحَ شَرَابٍ، وَإِنِّي سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ خَلٌّ، وَإِنِّي سَائِلٌ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُسْكِرًا جَلَدْتُهُ» ، قَالَ السَّائِبُ: فَأَنَا شَهِدْتُهُ جَلَدَهُ الْحَدَّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ -[843]- فَقَالَ: إِنَّ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ شَرِبَ فَسَكِرَ، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُ حَدًّا حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ، قَالَ: مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ؟ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَمَا تَشَهَّدُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ حِينَ شَرِبَ؟ وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ يَقِيءُ، قَالَ: «لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ» ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدَمَ، فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَامَ الْجَارُودُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ، قَالَ: «أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ؟» قَالَ: لَا، بَلْ شَهِيدٌ، قَالَ: «قَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ» ، فَصَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ، فَقَالَ: «مَا أَرَاكَ إِلَّا خَصْمًا، وَمَا أَرَاكَ شَهِدَ مَعَكَ إِلَّا رَجُلٌ» ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ أَوْ لَأَسُوءَنَّكَ؟» قَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْعَدْلِ، يَشْرَبُ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كُنْتَ تَشُكُّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسِلْ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ الْوَلِيدِ يُنَاشِدُهَا، فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنِّي جَالِدُكَ يَا قُدَامَةُ» ، فَقَالَ: لَئِنْ كَانَ كَمَا يَقُولُونَ فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَجْلِدَنِي، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] حَتَّى قَرَأَ الْآيَةَ، قَالَ: إِنَّكَ أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ يَا قُدَامَةُ، إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَشَارَ النَّاسَ -[844]- فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ، قَالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا دَامَ وَجِعًا قَالَ: «لَأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ وَهُوَ فِي عُنُقِي، إِيتُونِي بِسَوْطٍ» ، فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ، فَغَاضَبَهُ قُدَامَةُ وَهَجَرَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ وَحَجَّ قُدَامَةُ، فَلَمَّا رَجَعَ وَنَزَلَ السُّقْيَا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ: " عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى فِي النَّوْمِ أَنَّ آتِيًا أَتَانِي فَقَالَ: سَالِمْ قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ، فَعَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَبَى قُدَامَةُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَقَالَ: «لِيَأْتِيَنِي أَوْ لَيُجَرَّنَّ فَأَتَاهُ فَصَالَحَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا»

حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ أَبِي الْأَشْرَسِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا ضَرَبَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ غُشِيَ عَلَيْهِ فِي خَمْسَةٍ وَسِتِّينَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَوْ مَاتَ لَجَلَدْتُهُ بَقِيَّتَهَا عَلَى قَبْرِهِ»

حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ الْجَارُودَ، قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ §قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَقَالَ: «مَنْ شُهُودُكَ؟» قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَتَنُكَ وَاللَّهِ لَأُوجِعَنَّ مَتْنَهُ بِالسَّوْطِ، قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَظُلْمٌ، يَشْرَبُ خَتَنُكَ وَيُضْرَبُ خَتَنِي؟ قَالَ: «وَمَنْ؟» قَالَ: عَلْقَمَةُ، قَالَ: «هَاتِهِمْ» ، فَجَاءُوا، فَقَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا تَقُولُ» ؟ قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَشْرَبُهَا مَعَ ابْنِ زَبْرَاءَ حَتَّى أَوْلَجَهَا بَطْنَهُ، ثُمَّ قَالَ لِعَلْقَمَةَ: «مَا تَقُولُ» ؟ قَالَ: أَتَجُوزُ شَهَادَةُ الْخَصِيِّ؟ قَالَ: «هَاتِ» -[845]-، قَالَ: أَتَجُوزُ شَهَادَةُ الْخَصِيِّ؟ قَالَ: «هَاتِ» قَالَ: أَتَجُوزُ شَهَادَةُ الْخَصِيِّ؟ قَالَ: «هَاتِ» قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُهَا وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ يَمُجُّهَا، قَالَ: «مَا مَجَّهَا حَتَّى شَرِبَهَا، حَاشَا فِي إِمَارَتِنَا أَحَدًا غَيْرَهُ» ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَغَيْرِهِ: أَنَّ §الْجَارُودَ ضَرَبَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيَّ بِالْبَحْرَيْنِ فِي الْخَمْرِ الْحَدَّ، وَهُوَ أَمِيرُهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَامُوا، فَقَالَ لِلْجَارُودِ: " هِيهِ، اجْتَرَأْتَ عَلَى صِهْرِي وَخَالِ وَلَدِي؟ فَقَالَ الْجَارُودُ: لَا أَجْتَرِئُ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَأُوجِعَنَّ خَتَنَكَ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْجَارُودُ: أَيَشْرَبُ خَتَنُكَ وَيُضْرَبُ خَتَنِي؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا ذَاكَ بِالْعَدْلِ، ثُمَّ قَالَ: هَاتِ بَيِّنَتَكَ، فَجَاءَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَهِدَ، وَجَاءَ بِعَلْقَمَةَ الْخَصِيِّ فَشَهِدَ أَنَّهُ رَآهُ قَاءَهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا قَاءَهَا حَتَّى شَرِبَهَا» ، فَأَخَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُدَامَةَ بَعْضَ التَّأْخِيرِ لِوَجَعٍ كَانَ بِهِ، ثُمَّ دَعَاهُ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا، فَرَأَى رُؤْيَا فَأَتَاهُ فَكَلَّمَهُ، وَقَالَ: مَا حَابَيْتُ مُذْ وُلِّيتُ رَجُلًا غَيْرَهُ، فَمَا بُورِكَ لِي فِيهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَمَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُدَامَةَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِهِ، §فَشَرِبَ خَمْرًا فَقَامَ إِلَيْهِ الْجَارُودُ فَجَلَدَهُ الْحَدَّ وَهُوَ سَكْرَانُ لَا يَعْقِلُ؛ -[846]- فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: " أَضَرَبْتَ خَالَ وَلَدِي وَفَضَحْتَهُ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَقَعَتِ السِّيَاطُ بِظَهْرِهِ وَمَا يَعْلَمُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ائْتِنِي بِشُهُودٍ عَلَى مَا تَقُولُ وَإِلَّا ضَرَبْتُكَ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا شَهِدَ لَمَا قَامَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ إِنْ كُنْتَ تُجِيزُ شَهَادَةَ الْخَصِيِّ، قَالَ: أَمَّا أَنْتَ فَإِنِّي أُجِيزُ شَهَادَتَكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَقِيءُ الْخَمْرَ، قَالَ: «فَمَنْ قَاءَهَا فَقَدْ شَرِبَهَا» ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: لَا يَضْرِبُ سَكْرَانَ حَتَّى يَصْحُوَ إِلَّا إِمَامٌ، فَإِنَّهُ إِذَا صَحَا امْتَنَعَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَهُوَ عَامِلُ الْبَحْرَيْنِ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، §اسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَيْهَا، فَخَرَجَ يَغْزُو بَعْضَ بِلَادِ الْأَعَاجِمِ فَأَصَابَهُمْ فِي مَسِيرِهِمْ نَصَبٌ وَعُذْرٌ، فَمَرُّوا بِبَيْتٍ مَفْتُوحٍ فَدَخَلَهُ قُدَامَةُ وَالْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَابْنُ حَنْظَلَةَ الرَزَقِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، فَوَجَدُوا فِيهِ طَعَامًا كَثِيرًا وَخَمْرًا فِي جِرَارٍ فَأَكَلَ قُدَامَةُ وَبَعْضُ مَنْ مَعَهُ، وَشَرِبُوا مِنْ تِلْكَ الْخَمْرِ، ثُمَّ لَحِقَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَرَّ بِالْبَيْتِ فَدَخَلَهُ فَوَجَدَهُمْ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَا صَنَعُوا، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا يَا ابْنَ أَبِيهِ؟ وَقَالَ عَيَّاشٌ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا كُنْتُ مِنْ أَمْرِهِمْ بِسَبِيلٍ، وَلَا شَرِبْتُ مَا شَرِبُوا، قَالَ: فَمَا لَكَ مَعَهُمْ؟ قَالَ: اسْتَظْلَلْتُ بِظِلِّهِمْ، وَاسْتَقَاءَ فَقَاءَ كِسَرًا أَكَلَهَا وَشَرِبَ عَلَيْهَا مَاءً، فَرَكِبَ الْجَارُودُ الْعَبْدَلِيُّ وَرَجُلٌ مِنْ -[847]- بَنِي رَبَاحِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ كَانَ خَصِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: خَصِيُّ بَنِي رَبَاحٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَ قُدَامَةَ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَسَبَّهُمْ وَغَضِبَ عَلَيْهِمْ غَضَبًا شَدِيدًا، وَأَبَى أَنْ يُنْزِلَهُمْ، وَمَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُنْزِلُوهُمْ، وَمَرَّ الْجَارُودُ بِمَنْزِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَابْنَةٌ لَهُ تَطَّلِعُ، وَهِيَ ابْنَةُ أُخْتِ قُدَامَةَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَأَرْجُو أَنْ يُخْزِيَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا يُخْزِي اللَّهُ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ تُشْبِهَانِ عَيْنَيْكِ، أَوْ يَأْثَمُ أَبُوكِ، وَرَجَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَنْزِعُوا عَنْ شَهَادَتِهِمْ، وَأَعْظَمَ مَا قَالُوا، وَأَرْسَلَ إِلَى الْجَارُودِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقْتُلَكَ أَوْ أَحْبِسَكَ بِالْمَدِينَةِ فَلَا تَخْرُجَ مِنْهَا أَبَدًا أَوْ أَمْحُوَكَ مِنَ الْعَطَاءِ فَلَا تَأْخُذَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَطَاءً أَبَدًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْجَارُودُ: إِنْ قَتَلْتَنِي فَأَنْتَ أَشْقَى بِذَاكَ، وَإِنْ حَبَسْتَنِي بِالْمَدِينَةِ فَمَا بَلَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَلَدٍ فِيهِ قَبْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْبَرُهُ وَمُهَاجَرُهُ، وَإِنْ مَحَوْتَنِي مِنَ الْعَطَاءِ فَفِي مَالِي سَعَةٌ، وَيَكُونُ عَلَيْكَ مَأْثَمُ ذَاكَ وَتَبِاعَتُهُ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُمْ لَا يَنْزِعُونَ وَلَا يَزْدَادُونَ إِلَّا شِدَّةً أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَسَمِعَ مِنْهُمْ وَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا اسْتَعْمَلْتُ عَامِلًا قَطُّ لِهَوًى لِي فِيهِ إِلَّا قُدَامَةَ، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا بَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهِ» ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ كَانَ مَا شَهِدُوا حَقًّا فَاجْلِدْ قُدَامَةَ الْحَدَّ وَاعْدِلْ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَدَ قُدَامَةَ الْحَدَّ، فَقَدِمَ قُدَامَةُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَظَلَّمَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَاصِمْ قُدَامَةَ فَإِنَّهُ قَدْ تَظَلَّمَ مِنْكَ، فَقَالَ: لَا، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَيَذْهَبَ عَنِّي نَصَبُ السَّفَرِ وَأَنَامَ؛ -[848]- فَإِنِّي قَدْ سَهِدْتُ فِي سَفَرِي، فَلَبِثَ ثَلَاثًا ثُمَّ خَاصَمَ قُدَامَةَ فِي بَيْتِ عُمَرَ، وَعِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونٍ، وَهِيَ أُمُّ حَفْصَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِي عُمَرَ، فَتَرَاجَعَا فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَطْوَلَهُمَا لِسَانًا، فَفَزِعَتْ بِنْتُ مَظْعُونٍ فَقَالَتْ: لَعَنَكَ اللَّهُ مِنْ شَيْخٍ طَوِيلِ اللِّسَانِ ظَالِمٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَلْ لَعَنَكِ اللَّهُ مِنْ عَجُوزٍ حَمْرَاءَ رَمْضَاءَ بَذِيءٍ لِسَانُهَا فَاحِشَةٍ فِي بَيْتِهَا، فَقَالَ قُدَامَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَلْهُ لِمَ جَلَدَنِي؟ قَالَ: جَلَدْتُكَ بِالَّذِي رَأَيْتُ مِنْكَ، قَالَ: هَلْ رَأَيْتُنِي أَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، تَشْتُمُنِي زَوْجَتُكَ وَتَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَ خَتَنِكَ فِي بَيْتِكَ، وَتُعِينُ عَلَيَّ بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُومُوا، فَقَامُوا جَمِيعًا حَتَّى جَلَسْنَا فِي الْمَسْجِدِ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ فَقَالَ قُدَامَةُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ رَأَيْتُنِي أَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُنِي أَشْتَرِيهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُنِي أَحْمِلُهَا؟ . قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَهَا تُحْمَلُ إِلَيَّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَفِيمَ جَلَدْتَنِي؟ قَالَ: جَلَدْتُكَ أَنِّي رَأَيْتُكَ تَقِيئُهَا، تُخْرِجُهَا مِنْ بَطْنِكَ، فَمِنْ أَيْنَ أَدْخَلَتْهَا؟ قَالَ قُدَامَةُ: وَإِنَّكَ بِالْخَمْرِ لَعَالِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا، ثُمَّ مَا شَرِبْتُهَا بَعْدَمَا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُبْ إِلَى اللَّهِ يَا قُدَامَةُ، اللَّهُمَّ صَدَقَ وَكَذَبْتَ وَبَرَّ وَفَجَرْتَ، تُبْ إِلَى اللَّهِ، وَكَانَ ابْنُ جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ أَتَاهُ بِالْبَحْرَيْنِ فَوَصَلَهُ، فَلَمَّا ضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الشَّرَابِ قَالَ ابْنُ جُنْدُبٍ: [البحر الطويل] أُؤَمِّلُ خَيْرًا مِنْ قُدَامَةَ بَعْدَمَا ... عَلَا السَّوْطُ مِنْهُ كُلَّ عَظْمٍ وَمِفْصَلِ -[849]- شَرِبْتَ حَرَامًا يَا قُدَامَةُ فَأُرْسِلَتْ ... عَلَيْكَ سِيَاطُ الشَّارِبِ الْخَمْرِ مِنْ عَلِ فَلَا تَشْرَبَنْ خَمْرًا قُدَامَةُ إِنَّهَا ... حَرَامٌ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى دِمَشْقَ: " §إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ دِمَشْقَ فَنَفِّلْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَيْلَى بِنْتَ الْجُودِيِّ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا فِي بَيْتِي "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §اسْتَهَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِلَيْلَى بِنْتِ الْجُودِيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي شِمْرٍ حَتَّى قَالَ فِيهَا: [البحر الطويل] تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ بَيْنَنَا ... فَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لِيَا وَأَنَّى تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّةٌ ... فَتَسْكُنُ بُصْرَى أَوْ تَحِلُّ الْجَوَابِيَا وَأَنَّى تَلَاقِيهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا ... إِذَا النَّاسُ حَجُّوا قَابِلًا أَنْ تُلَاقِيَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَكَ وَمَا لَهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُهَا قَطُّ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُهَا لَيْلَةً فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي جِوَارٍ وَنِسَاءٍ يَتَهَادَيْنَ، فَإِذَا عَثَرَتْ إِحْدَاهُنَّ قَالَتْ: يَا ابْنَةَ الْجُودِيِّ، وَإِذَا حَلَفَتْ قَالَتْ: يَا ابْنَةَ الْجُودِيِّ، فَكَتَبَ عُمَرُ -[850]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى صَاحِبِ النَّفِيرِ الَّذِي هِيَ بِهِ إِنْ فُتِحَ عَلَيْهِمْ غَنِّمُوهُ إِيَّاهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَكُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِيمَا يَصْنَعُ بِهَا فَيَقُولُ: يَا أُخَيَّةُ دَعِينِي فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَرْشُفُ بِأَنْيَابِهَا حَبَّ الرُّمَّانِ، ثُمَّ نَزَلَ بِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِ فَكُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِيمَا يُسِيءُ إِلَيْهَا كَمَا كُنْتُ أُكَلِّمُهُ فِي الْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، فَكَانَ إِحْسَانُهُ أَنْ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا " وَقَدْ رُوِيَ خِلَافُ هَذَا

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، أَوْ عَوْفٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ، قَالَ: " §كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَتَشَبَّبُ بِجَارِيَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدِمَ عَلَى يَعْلَى بْنِ مُنَبِّهٍ، وَهُوَ عَلَى الْيَمَنِ فَوَجَدَهَا فِي السَّبْيِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، فَأَبَى، وَكَتَبَ يَعْلَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَذْكُرُ لَهُ أَمْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَنِ ادْفَعْهَا إِلَيْهِ» . حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: §كَانَتْ بِنْتُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الشَّامِ يُشَبِّبُ بِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ كَانَ رَآهَا -[851]- فِيمَا تَقَدَّمَ بِالشَّامِ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلُوا أَبَاهَا جَاءُوا بِهَا، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَعْطِ هَذِهِ الْجَارِيَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقَدْ سَلَّمْنَاهَا لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَكُلُّكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَكَانَ لَهَا بِسَاطٌ فِي بَلَدِهَا لَا تَذْهَبُ إِلَى الْكَنِيفِ أَوْ إِلَى حَاجَةٍ إِلَّا بُسِطَ لَهَا، وَرُمِيَ بَيْنَ يَدَيْهَا بِرُمَّانَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ تَتَلَهَّى بِهِمَا، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا رَأَى فِي عَيْنَيْهَا أَثَرَ الْبُكَاءِ فَيَقُولُ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ اخْتَارِي خِصَالًا أَيُّهَا شِئْتِ: إِمَّا أَنْ أُعْتِقَكِ وَأَنْكِحَكِ، فَتَقُولُ: لَا أَبْتَغِيهِ، وَإِنْ شِئْتِ رَدَدْتُكِ إِلَى قَوْمِكِ، قَالَتْ: وَلَا أُرِيدُ، قَالَ: وَإِنْ أَحْبَبْتِ رَدَدْتُكِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، قَالَتْ: وَلَا أُرِيدُ، قَالَ: فَأَخْبِرِينِي مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي لِلْمَلِكِ مِنْ يَوْمِ الْبُؤْسِ "

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ حَاطِبٌ وَأَعْتَقَ كُلَّ مَنْ صَامَ وَصَلَّى مِنْ رَقِيقِهِ، وَكَانَتْ فِيهِمُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لَمْ تَفْقَهْ، فَلَمْ يَرُعْهُ إِلَّا حَمْلُهَا، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَزِعًا فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لَأَنْتَ الرَّجُلُ لَا تَأْتِي بِخَيْرٍ، وَأَفْزَعَهُ ذَلِكَ، فَسَأَلَ الْجَارِيَةَ: §مِمَّنْ حَمْلُكِ؟ فَقَالَتْ: مِنْ مَرْعُوشٍ بِدِرْهَمَيْنِ تَسْتَهِلُّ بِهِ

فَصَادَفَ ذَلِكَ عِنْدَهُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِمَا الرَّجْمُ فَقَالَ: أَشِرْ عَلَيَّ يَا عُثْمَانُ، فَقَالَ: قَدْ أَشَارَ عَلَيْكَ أَخَوَاكَ، قَالَ: وَأَنْتَ فَأَشِرْ، فَقَالَ: أُرَاهَا تَسْتَهِلُّ بِهِ كَأَنَّهَا لَا تَعْلَمُهُ، وَإِنَّمَا الْحَدُّ عَلَى مَنْ عَلِمَهُ، فَجَلَدَهَا مِائَةً وَغَرَّبَهَا، وَقَالَ: «صَدَقْتَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَلِمَهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ حَاطِبًا الْوَفَاةُ §أَوْصَى بِأَنْ يُعْتَقَ كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ قَدْ صَلَّى وَصَامَ، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فَزَنَتْ وَكَانَتْ ثَيِّبًا، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مِثْلُكَ الرَّجُلُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقُّ اللَّهِ وَقَعَ فِي أَهْلِي، وَأَنْتَ مَحَلُّ ذَلِكَ فَأَتَيْتُكَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا، فَقَالَ: زَنَيْتِ وَيْحَكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ رَفَشْ دِرْهَمَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ، تَقُولُ أَجْرِي بِدِرْهَمَيْنِ وَعِنْدَهُ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَرَى أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ -[853]- أَنْتَ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أُرَاهَا مُسْتَهِلَّةً بِفِعْلِهَا، كَأَنَّهَا لَا تَرَى بِهِ بَأْسًا، وَإِنَّمَا الْحَدُّ عَلَى مَنْ عَرَفَهُ فَقَالَ: «صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَرَفَهُ» ، فَضَرَبَهَا أَدْنَى الْحَدِّ مِنْ مِائَةِ جَلْدَةٍ وَغَرَّبَهَا عَامًا

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ لِلْمُهَاجِرِينَ مَجْلِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَجْلِسُونَ فِيهِ، فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْلِسُ مَعَهُمْ فَيُحَدِّثُهُمْ عَمَّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْآفَاقِ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ يَوْمًا فَقَالَ: §مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْمَجُوسِ؟ فَوَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَامَ قَائِمًا، فَقَالَ: نَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَالَ: «سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ» مَا عِنْدَ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ حَدِيثٌ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ قَالَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُ بِالشَّامِ أَشْيَاءَ كَرِهْتُهَا، الشِّمَاسَةَ وَالنَّوَاقِيسَ، فَلَوِ اسْتَطَعْتُ مَنَعْتُهُمَا» ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الطُّلَيْبِ الْهِلَالِيُّ: أَنَا أَذْهَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَدِينَةِ قَيْصَرَ فَأَصْعَدُ فَأُؤَذِّنُ بِبُرْجٍ مِنْ بُرُوجِهَا، فَإِنْ قُتِلْتُ بَرِئَتْ إِلَيْكَ ذِمَّتُهُمْ وَاسْتَحْلَلْتَ قِتَالَهُمْ، فَذَهَبَ فَأَذَّنَ بِبُرْجٍ مِنْ بُرُوجِهَا، فَأَقْبَلُوا -[854]- نَحْوَهُ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ قَيْصَرُ: عَلَيَّ بِالرَّجُلِ لَا يُقْتَلُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ لَا يَكُونَ بِالشَّامِ شِمَاسَةٌ وَنَوَاقِيسُ، فَأَجَازَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ وَأَلْحَقَهُ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: اخْتَضَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِالسَّوَادِ، فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: «فَرَضِيتَ بَعْدَ أَنْ كَانَ يُقَالُ لَكَ كَهْلُ قُرَيْشٍ أَنْ يُقَالَ لَكَ شَابٌّ مِنْ شَبَابِ قُرَيْشٍ؟» ثُمَّ قَالَ: «§خِضَابُ الْإِيمَانِ الصُّفْرَةُ، وَخِضَابُ الْإِسْلَامِ الْحُمْرَةُ، وَخِضَابُ الشَّيْطَانِ السَّوَادُ»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ؟ فَقُلْتُ: الْبَيْعَةُ ثُمَّ الْخَيْرُ فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ: أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ؟ فَقُلْتُ: جِئْتُكَ بِظَهْرٍ وَمَالٍ، فَقَالَ: ائْتِنَا بِالظَّهْرِ وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي الْمَالِ، قُلْتُ: أَرْبَعَةُ آلَافٍ؟ قَالَ: هِيَ لَكَ، قَالَ: فَكُنْتُ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ كَاتِبٌ لَبِيبٌ فَاسْتَعِنْ بِهِ» قَالَ: فَاسْتَعْمَلَنِي عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَاتِ، فَرَجَعْتُ وَقَدْ قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[855]- وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَمَعَكَ ظَهْرٌ؟ فَقُلْتُ: الْبَيْعَةُ أَوَّلًا، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَعَكَ ظَهْرٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَعِي ظَهْرٌ وَمَالٌ، قَالَ: فَأَخَذَ الظَّهْرَ ثُمَّ قَالَ: الْمَالُ لَكَ، فَقُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ فَقَالَ: هُوَ لَكَ " فَذَكَرَ هُشَيْمٌ أَنَّهُ كَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: " أَنَّ §عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْجُنْدِ فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَسْكٍ صَبَّ فِيهِ سَلِيخَةُ بِانٍ هَدِيَّةً لَهُ، فَلَمَّا شَمَّهُ قَالَ: أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ تَدَّهِنُ بِهَذَا؟ ثُمَّ دَعَا بِصَحْفَةٍ فَصَبَّهُ فِيهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَادَّهَنَ بِهِ، وَإِلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادَّهَنُوا بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ بِانٍ دَخَلَ الْمَدِينَةَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ بَشِيرٍ: أَنَّ فَتًى شَابًّا كَانَ قَدْ أَعْجَبَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -[856]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الْفَتَى الْخُرُوجَ إِلَى بَلَدِهِ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْلِنِي فَإِنَّ لِي حَاجَةً، فَأَخْلَاهُ فَقَالَ: إِنِّي §أَرَدْتُ الِانْصِرَافَ إِلَى بَلَدِي، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَلِّيَنِي الْقَضَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَقَدْ كِدْتَ تَغُرَّنِي، إِنَّ هَذَا لَأَمْرٌ لَا يَقُومُ بِهِ مَنْ أَحَبَّهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ رَجُلًا، نَعَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاسْتَوْقَفَهُ فَوَقَفَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُ عَلَى جَبِينِهِ وَيَقُولُ: «§سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنْ كَادَ هَذَا لَيَغُرَّنِي، لَقَدْ قَالَ مَا قَالَ وَإِنِّي لَا أَرْضَى لَهُ عَمَلًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا يُحِبُّ الْإِمَارَةَ أَحَدٌ فَيَعْدِلُ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§نَجِدُ الرَّجُلَ يَلْبَسُ الصُّوفَ لَوْ ظُلِمَ مَا انْتَصَرَ، وَإِنَّ قَلْبَهُ فِي ذَاكَ لَمَمْلُوءٌ كِبَرًا وَإِعْجَابًا، وَإِنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَتَجَمَّلُ فِي ثِيَابِهِ وَفِي كَثِيرٍ مِنْ أَمْرِهِ، وَإِنَّ فِي قَلْبِهِ الْخُشُوعَ وَالتَّوَاضُعَ، وَذَلِكَ أَمْلَكُ التَّوَاضُعِ بِالْعَبْدِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ الْهُرْمُزَانُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §ايْذَنْ لِي أَصْنَعْ طَعَامًا لِلْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَعْجِزَ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَدُونَكَ، قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ أَلْوَانًا مِنْ حُلْوٍ وَحَامِضٍ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: قَدْ فَرَغْتُ فَأَقْبِلْ، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَطَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَنَا رَسُولُ الْهُرْمُزَانِ إِلَيْكُمْ» فَاتَّبَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَابِهِ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: مَكَانَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ: أَرِنِي مَا صَنَعْتَهُ، ثُمَّ دَعَا، أَحْسَبُهُ قَالَ، بِأَنْطَاعٍ، فَقَالَ: أَلْقِ هَذَا كُلَّهُ عَلَيْهَا، وَاخْلِطُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: إِنَّكَ تُفْسِدُهُ، هَذَا حُلْوٌ وَهَذَا حَامِضٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَرَدْتَ أَنْ تُفْسِدَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَذِنَ لِلْمُسْلِمِينَ فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " §آخِرُ مَالٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَمَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى أَمْضَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتُ مَالٍ، وَلَا أَبِي بَكْرٍ، وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ بَيْتَ مَالٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ

: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَدْنُو مِنْكَ فَإِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: إِذَنْ أَذْهَبُ فَيُغْنِينِي اللَّهُ عَنْكَ، فَوَلَّى ذَاهِبًا فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَبْغَضَكَ النَّاسُ، أَبْغَضَكَ النَّاسُ، كَرِهَكَ النَّاسُ - ثَلَاثًا - قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ: وَيْحَكَ؟ قَالَ: لِسَانَكَ وَعَصَاكَ، فَرَفَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْنِي إِلَيْهِمْ وَحَبِّبْهُمْ إِلَيَّ، وَلَيِّنِّي لَهُمْ وَلَيِّنْهُمْ لِي، قَالَ: فَمَا وَضَعَ يَدَيْهِ حَتَّى مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنِي عَنْهُ، عَمُّهُ عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ أَخْبِرْنِي عَنْ سَلَفِنَا حَتَّى كَأَنِّي عَايَنْتُهُمْ، فَقَالَ: «§تَسْأَلُنِي عَنْ عُمَرَ، كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي قَوِيًّا تَقِيًّا قَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْحَبَائِلُ بِكُلِّ مَرْصَدٍ، فَهُوَ لَهَا أَحْذَرُ مِنْ رَجُلٍ فِي سُوقِهِ قَيْدٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: §عَمِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَشْرَ سِنِينَ وَبَعْضَ أُخْرَى فَأَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «أَدِّهَا إِلَى الْخَلِيفَةِ بَعْدِي، فَإِنْ كَانَ عِنْدَكُمْ رِقَةٌ وَإِلَّا فَبِيعُوا مِنْ عَقْدِ أَمْوَالِنَا فَادْفَعُوا إِلَيْهِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ، قَالَ: «زَعَمَ أَيُّوبُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَنْفَقَ فِي عَشْرِ سِنِينَ ثَمَانِينَ أَلْفًا»

موافقاته رضي الله عنه قال ابن عمر رضي الله عنه: " ما نزل الله أمرا قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر " وعنه أنه قال: قال عمر: " وافقت ربي في ثلاث، في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر "

§مُوَافَقَاتُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا نَزَّلَ اللَّهُ أَمْرًا قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ إِلَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوِ مَا قَالَ عُمَرُ» وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ»

موافقته في مقام إبراهيم قال عمر رضي الله عنه: " يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم أبينا "؟ قال: " بلى "، قال عمر: " فلو اتخذته مصلى؟ " فأنزل الله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى

§مُوَافَقَتُهُ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هَذَا مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ أَبِينَا» ؟ قَالَ: «بَلَى» ، قَالَ عُمَرُ: «فَلَوِ اتَّخَذْتَهُ مُصَلًّى؟» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]

موافقته في الحجاب قالت عائشة رضي الله عنها: " كان عمر يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " احجب نساءك "، قالت: " فلم يفعل " وكان أزواج النبي يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع، وهو صعيد أفيح خارج المدينة، فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها

§مُوَافَقُتُهُ فِي الْحِجَابِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " كَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْجُبْ نِسَاءَكَ» ، قَالَتْ: «فَلَمْ يَفْعَلْ» وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ يَخْرُجْنَ لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ طَوِيلَةٌ فَرَآهَا عُمَرُ وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ، فَقَالَ: «عَرَفْنَاكَ يَا سَوْدَةُ» حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ الْحِجَابِ» وَعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُنَّ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ " وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «أَمَرَ عُمَرُ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ» ، فَقَالَتْ لَهُ زَيْنَبُ: «وَإِنَّكَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ بُيُوتَنَا» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]

موافقته في أسرى بدر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " لما كان يوم بدر جيء بالأسرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تقولون في هؤلاء؟ "، فقال أبو بكر: " يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم، وخذ منهم فدية تكون

§مُوَافَقَتُهُ فِي أَسْرَى بَدْرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِيءَ بِالْأَسْرَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ؟» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ، اسْتَبْقِهِمْ وَاسْتَأْنِ بِهِمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، وَخُذْ مِنْهُمْ فِدْيَةً تَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ» ، وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ، قَدِّمْهُمْ نَضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، مَكِّنْ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ يَضْرِبْ عُنُقَهُ، وَمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبٍ لِعُمَرَ فَأَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ انْظُرْ وَادِيًا كَثِيرَ الْحَطَبِ فَأَدْخِلْهُمْ فِيهِ ثُمَّ أَضْرِمْ عَلَيْهِمْ نَارًا» ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: «قُطِعَتْ رَحِمُكَ» ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُمْ، ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ لَيُلِينُ قُلُوبَ رِجَالٍ حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ وَيُشَدِّدُ قُلُوبَ رِجَالٍ حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَثَلُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وَمَثَلُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَثَلُ عِيسَى قَالَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ مَثَلُ نُوحٍ، قَالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح

: 26] وَمَثَلُكَ مَثَلُ مُوسَى قَالَ: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [يونس: 88] " الْآَيَةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَالَةٌ فَلَا يَفْلِتَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبِ عُنُقٍ» ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " إِلَّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْتُنِي فِي يَوْمٍ أَخْوَفَ مِنْ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الْحِجَارَةُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَانِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إِلَى قَوْلِهِ {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] "

موافقته في تحريم الخمر عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " لما نزل تحريم الخمر قال: " اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا "، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من

§مُوَافَقَتُهُ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا»

، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا» ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقَامَ الصَّلَاةَ نَادَى: أَنْ لَا يَقْرَبَنَّ الصَّلَاةَ سَكْرَانُ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا» ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فَقَالَ عُمَرُ: «انْتَهَيْنَا يَا رَبِّ انْتَهَيْنَا»

موافقته في ترك الصلاة على المنافقين عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله، أعلى

§مُوَافَقُتُهُ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ تَحَوَّلْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْلَى عَدُوِّ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ

الْقَائِلِ يَوْمَ كَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ - يُعَدِّدُ أَيَّامَهُ - قَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَسِمُ حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: " أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ، إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قَدْ قِيلَ لِي: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي لَوْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ " قَالَ: ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمَشَى مَعَهُ، وَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ عَلَى مُنَافِقٍ وَلَا قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "

موافقته في الاستئذان قال ابن عباس رضي الله عنه: " وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما من الأنصار يقال له: مولج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت الظهيرة ليدعوه فدخل فرأى عمر بحالة، فكره عمر رؤيته ذلك، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا

§مُوَافَقَتُهُ فِي الِاسْتِئْذَانِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: مَوْلَجُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ لِيَدْعُوَهُ فَدَخَلَ فَرَأَى عُمَرَ بِحَالَةٍ، فَكَرِهَ عُمَرُ رُؤْيَتَهُ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنَكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} [النور: 58] "

موافقات أخرى عن عروة بن رويم قال: لما أنزل الله على رسوله: ثلة من الأولين وقليل من الآخرين بكى عمر رضي الله عنه، فقال: " يا نبي الله، آمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقناه، ومن ينجو منا قليل "، فأنزل الله عز وجل: ثلة من الأولين وثلة من

§مُوَافَقَاتٌ أُخْرَى عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 14] بَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ، آمَنَّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقْنَاهُ، وَمَنْ يَنْجُو مِنَّا قَلِيلٌ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39] فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ فَقَالَ: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا قُلْتَ» ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «رَضِينَا عَنْ رَبِّنَا وَتَصْدِيقِ نَبِيِّنَا» عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَافَقْتُ رَبِّي فِي أَرْبَعٍ، نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12] الْآَيَاتِ فَقُلْتُ أَنَا: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَنَزَلَتْ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] " عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ الرَّوْحَاءَ فَرَأَى رِجَالًا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا يُصَلُّونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟» قَالُوا: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاهُنَا، قَالَ: فَكَفَّرَ ذَلِكَ وَقَالَ: «أَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ بِوَادٍ صَلَّاهَا» ، ثُمَّ

ارْتَحَلَ فَتَرَكَهُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ: " كُنْتُ أَشْهَدُ الْيَهُودَ يَوْمَ مَدَارِسِهِمْ فَأَعْجَبُ مِنَ التَّوْرَاةِ كَيْفَ تُصَدِّقُ الْقُرْآنَ، وَمِنَ الْقُرْآنِ كَيْفَ يُصَدِّقُ التَّوْرَاةَ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُمُ ذَاتَ يَوْمٍ قَالُوا: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْكَ، قُلْتُ: وَلَمْ ذَلِكَ؟ قَالُوا: لِأَنَّكَ تَغْشَانَا وَتَأْتِينَا، فَقُلْتُ: إِنِّي آتِيكُمْ فَأَعْجَبُ مِنَ الْقُرْآنِ كَيْفَ يُصَدِّقُ التَّوْرَاةَ، وَمِنَ التَّوْرَاةِ كَيْفَ تُصَدِّقُ الْقُرْآنَ، قَالُوا: وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ذَاكَ صَاحِبُكُمْ فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ: «نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَمَا اسْتَرْعَاكُمْ مِنْ حَقِّهِ وَمَا اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ» ؟ قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَالِمُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ: إِنَّهُ قَدْ غَلَّظَ عَلَيْكُمْ فَأَجِيبُوهُ، قَالُوا: فَأَنْتَ عَالِمُنَا وَكَبِيرُنَا فَأَجِبْهُ أَنْتَ، قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا بِمَا نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، قُلْتُ: وَيْحَكُمْ إِذًا هَلَكْتُمْ، قَالُوا: إِنَّا لَمْ نَهْلِكْ، قُلْتُ: كَيْفَ ذَلِكَ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَا تَتَّبِعُونَهُ وَلَا تُصَدِّقُونَهُ؟ قَالُوا: إِنَّ لَنَا عَدُوًّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسِلْمًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَإِنَّهُ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قُلْتُ: وَمَنْ عَدُوُّكُمْ وَمَنْ سِلْمُكُمْ؟ قَالُوا: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ وَسِلْمُنَا مِيكَائِيلُ، ثُمَّ قَالُوا: إِنَّ جَبْرَائِيلَ مَلَكُ الْفَظَاظَةِ وَالْغِلْظَةِ وَالْإِعْسَارِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْعَذَابِ وَنَحْوِ هَذَا، وَإِنَّ مِيكَائِيلَ مَلَكُ الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالتَّخْفِيفِ وَنَحْوِ هَذَا، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّهُمَا وَالَّذِي بَيْنَهُمَا لَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمَا وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمَا، وَمَا يَنْبَغِي لِجَبْرَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ مِيكَائِيلَ، وَمَا يَنْبَغِي لِمِيكَائِيلَ أَنْ

يُسَالِمَ عَدُوَّ جَبْرَائِيلَ، قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ فَاتَّبَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقْتُهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ خَوْخَةٍ لِبَنِي فُلَانٍ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلَا أُقْرِئُكَ آيَاتٍ نَزَلْنَ قَبْلُ» ؟ فَقَرَأَ عَلَيَّ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97] حَتَّى قَرَأَ الْآيَاتِ " قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ جِئْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكَ وَأَنَا أَسْمَعُ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْكَ بِالْخَبَرِ " عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلَاةِ» عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيَضْرِبَ بِهِ النَّاسُ فِي الْجَمْعِ لِلصَّلَاةِ، أَطَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: تَقُولُ

: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيِّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيِّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ: إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ مَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٍّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ» فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: «وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ»

مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمر الشورى

§مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمْرُ الشُّورَى

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: " §رَأَيْتُ رُؤْيَا فِي حَيَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَأَنَّ شَيْئًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَطَاوَلُونَ فَفَضَلَ النَّاسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَلَاثَةِ -[869]- أَذْرُعٍ، فَقُلْتُ: فِيمَ ذَاكَ؟ فَقِيلَ: إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَإِنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا، وَقَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ: إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «كُلُّ ذَلِكَ يَرَى النَّائِمُ لِمَكَانِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى الْجَابِيَةَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَكَرِهَ أَنْ يَدْعُوَهُ فَأَوْمَى إِلَيْهِ أَنْ يَجْلِسَ، وَخَافَ أَنْ يَنْسَاهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ قَالَ: «يَا عَوْفُ اقْصُصْ بَقِيَّةَ رُؤْيَاكَ» ، قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ كَرِهْتَهَا؟ قَالَ: «خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَقُصَّ» ، فَلَمَّا قَالَ: إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «قَدْ أُوتِيتُ مَا تَرَوْنَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ عُمَرَ يُقْتَلُ شَهِيدًا فَأَنَّى لِيَ الشَّهَادَةُ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي فَمَا أَمْتَنِعُ مِنْهُ بِشَيْءٍ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَيْ عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ: " §كَأَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ عَلَا النَّاسَ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: لِمَ يَعْلُوهُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ فِيهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ: لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنَّهُ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ، وَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، فَأَتَى

عَوْفٌ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِيُبَشِّرَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اقْصُصْهَا عَلَيْهِ» فَلَمَّا بَلَغَ: خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ انْتَهَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَسْكَتَهُ، فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَصَعِدَ مَعَهُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَهُ: «اقْصُصْ رُؤْيَاكَ» ، فَقَصَّهَا فَقَالَ: " أَمَا إِنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِيهِمْ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدِ اسْتُخْلِفْتُ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي، وَأَمَّا شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟ لَسْتُ أَغْزُو وَالنَّاسُ حَوْلِي، ثُمَّ قَالَ: وَيْلِي وَيْلِي، بَلْ يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ فَانْتُشِطَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دُلِّيَ فَانْتُشِطَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ ذَرَعَ النَّاسُ حَوْلَ الْمِنْبَرِ فَفَضَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ بِثَلَاثِ أَذْرُعٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَهْ، دَعْنَا مِنْكَ لَا أَرَبَ لَنَا فِي رُؤْيَاكَ» ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتُخْلِفَ

عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عُمَرُ: «رُؤْيَاكَ يَا عَوْفُ» ، قَالَ: وَهَلْ لَكَ فِي رُؤْيَايَ مِنْ حَاجَةٍ؟ أَلَمْ تَنْهَرْنِي؟ قَالَ: «كَرِهْتُ أَنْ تَنْعَى لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ» ، فَقَالَ: رَأَيْتُ كَذَا، وَرَأَيْتُ كَذَا فَقَصَّ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا كَمَا رَآهَا، فَقِيلَ: مَا هَذِهِ الثَّلَاثُ الْأَذْرُعُ الَّتِي فَضَلَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ إِلَى الْمِنْبَرِ؟ فَقِيلَ: أَمَا ذِرَاعٌ فَإِنَّهُ كَائِنٌ خَلِيفَةً، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ فَقَالَ: فَقَالَ اللَّهُ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لَنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14] هِيهِ: فَقَدِ اسْتُخْلِفْتَ يَا ابْنَ أُمِّ عُمَرَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَعْمَلُ؟ وَأَمَّا الشَّهَادَةُ فَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ وَالْمُسْلِمُونَ يُضَيِّعُونَ بِهِ؟ ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى مَا يَشَاءُ لَقَادِرٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَمَا شَاءَ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سِتَارًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِقَدْرِ النَّاسِ، فَفَضَلَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَلَاثِ قَصَبَاتٍ، قَالُوا: بِالْخِلَافَةِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَنَّهُ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، قَالَ: فَعَدَوْتُ بِهَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «فِيمَ أَنَا وَأَحْلَامُ طَسَمٍ» ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ قَدِمَ عَلَيْنَا يَضَعُ النَّاسَ مَوَاضِعَهُمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: «مَا فَعَلَتِ الرُّؤْيَا؟» قُلْتُ: زَعَمْتَ أَنَّهَا أَحْلَامُ طَسَمٍ فَلِمَ تَسْأَلُنِي عَنْهَا؟ قَالَ: «إِنَّكَ -[872]- أَخْبَرَتْنِي بِهَا، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيٌّ، §وَلَأَنْ أُقَرَّبَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ: " §رَأَيْتُ هَذَا هَلَكَ، وَكَانَتْ بَعْدَهُ لِأَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: بِفِيكِ الْحَجَرُ يُبْقِيهِ اللَّهُ وَيُمَتِّعُنَا بِهِ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً بِبَلَدِ نَبِيِّكَ» ، قَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّى لَكَ ذَلِكَ يَا أَبَهْ؟ قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِأَمْرِهِ أَنَّى شَاءَ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى الْبَطْحَاءَ فَكَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا طَرْفَ ثَوْبِهِ وَاسْتَلْقَى، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ» ، ثُمَّ أَتَى الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ، ثُمَّ صَفَّقَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ شِمَالًا وَيَمِينًا»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " أَنَّ §عُمَرَ، أَذِنَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَجْنَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ: فَلَمَّا ارْتَحَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْحَصْبَةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَقْبَلَ رَجُلٌ مُتَلَثِّمٌ، وَقَالَ: وَأَنَا أَسْمَعُ: أَيْنَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ نَزَلَ؟ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ، وَأَنَا أَسْمَعُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلَهُ فَأَنَاخَ فِي مَنْزِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى: [البحر الطويل] عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ -[874]- قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... فَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْتُ لَهُمْ: اعْلَمُوا عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ، فَذَهَبُوا فَلَمْ يَرَوْا فِي مُنَاخِهِ أَحَدًا، فَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحَلَ النَّاسُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ شَمَّاخَ بْنَ ضِرَارٍ، أَوْ جَمَّاعَ بْنَ ضِرَارٍ " شَكَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الصَّقْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §نَاحَتِ الْجِنُّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِثَلَاثٍ فَقَالَتْ: [البحر الطويل] أَبَعْدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ ... لَهُ الْأَرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضَاهُ بَأَسْوُقِ -[875]- جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا أَسْدَيْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... فَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَخْضَرَ الْعَيْنِ مُطْرِقِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَإِنَّا لَوُقُوفٌ عَلَى جِبَالٍ مِنْ جِبَالِ عَرَفَةَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ: خَلِيفَةُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ مِنْ لِهْبٍ: وَاللَّهِ §لَا يَقِفُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْمَوْقِفَ بَعْدَ الْعَامِ وَكَانُوا قَوْمًا يَعِيفُونَ قَالَ: وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَعَرَفْتُهُ سَبَبْتُهُ، فَبَيْنَا هُوَ يَرْمِي الْجِمَارَ إِذْ جَاءَتْ حَصَاةٌ -[876]- فَفَصَدَتْ فِيهِ عِرْقًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أُشْعِرْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، لَا وَاللَّهِ لَا يَقِفُ عُمَرُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ اللِّهْبِيُّ الَّذِي قَالَ بِعَرَفَةَ مَا قَالَ "

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: رَمَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَمْرَةَ وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ لِهْبٍ، فَرَمَيْتُ الْجَمْرَ فَأَصَابَتْهُ فَسَاءَهُ، وَكَانَ أَصْلَعَ فَدَمِيَتْ رَأْسُهُ، فَقَالَ اللِّهْبِيُّ: مَا لَهُ قَطَعَ اللَّهُ يَدَهُ رَمَانِي رَمَاهُ اللَّهُ، وَاللَّهِ لَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا الْمَقَامِ أَبَدًا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الْآخَرُ نَزَلَ بِالْمُحَصَّبِ، ثُمَّ جَمَعَ بَطْحَاءَ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ عَلَيْهَا، وَاتَّكَأَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَرَأَى الْقَمَرَ طَالِعًا لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ: " §إِنَّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَتِمَّ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ فِي النُّقْصَانِ، ثُمَّ يَذْكُرُ قَائِمَ اللَّيْلِ حِينَ يَأْخُذُ فِي النُّقْصَانِ إِنْ أَتَى التَّمَامُ، وَتَمَامُ الشَّمْسِ ثُمَّ رُجُوعَهَا، وَتَمَامُ الْقَمَرِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ تَمَّ وَلَا يَزْدَادُ إِلَّا نُقْصَانًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي وَأَنِسْتُ الضَّعْفَ مِنْ نَفْسِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، وَقَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مُقَصِّرٍ وَلَا مَغْبُونٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ رَكِبَ وَخِبَاءُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِجَنْبِ فُسْطَاطِهِ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَانْطَلَقَتْ بِهِ -[877]- رَاحِلَتُهُ خَلَّفَهُ فِي مَكَانِهِ رَاكِبٌ فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ فَسَمِعَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: عَلَيَّ بِالرَّاكِبِ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَمْ يَمْكُثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى طُعِنَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَخَذْتُ جَوَادًا كَثِيرَةً فَجَعَلَتْ تَضْمَحِلُّ حَتَّى بَقِيَتْ جَادَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى جَبَلٍ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَهُ، وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] مَاتَ وَاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ: أَلَا تَكْتُبُ بِهَذَا إِلَيْهِ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَنْعَى لَهُ نَفْسَهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ -[878]-: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي، وَخِفْتُ الِانْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مُلِيمٍ» وَقَالَ مَرَّةً: مَلُومٍ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أُصِيبَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الشَّهَادَةَ فِي سَبِيلِكَ فِي حَرَمِ رَسُولِكَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§اللَّهُمَّ اجْعَلْ وَفَاتِي فِي سَبِيلِكَ فِي بَلَدِ رَسُولِكَ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي بَلَدِ رَسُولِكَ» قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ -[879]- يَعْجَبُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ اللَّهِ عَنْهُ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ حَتَّى طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي، مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ يَضْرِبُ وَحْشِيَّ قَدَمَهُ بِالدِّرَّةِ تَنَفَّسَ تَنَفُّسَةً ظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ قَضَّتْ أَضْلَاعَهُ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَخْرَجَ هَذَا مِنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَمْرٌ عَظِيمٌ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ §وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِأَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ بِحَمْدِ اللَّهِ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ تَصْنَعَ ذَاكَ مِنْهَا فِي الْبَقِيَّةِ، قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا يَصْلُحُ لِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا الْقَوِيُّ فِي غَيْرِ عُنْفٍ، اللَّيِّنُ فِي غَيْرِ ضَعْفٍ، الْجَوَادُ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، الْمُمْسِكُ فِي غَيْرِ بُخْلٍ " يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ غَيْرَ عُمَرَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكُنْتُ لَهُ هَيُوبًا، وَكَانَ لِي مُكْرِمًا، وَكَانَ يُلْحِقُنِي بِعِلْيَةِ الرِّجَالِ فَتَنَفَّسَ تَنَفُّسًا ظَنَنْتُ أَنَّ أَضْلَاعَهُ سَتَتَفَصَّدُ، فَمَنَعَتْنِي هَيْبَتُهُ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَاتَلَ اللَّهُ النَّابِغَةَ مَا كَانَ أَشْعَرَهُ قَالَ: هِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: خَيْرًا يَقُولُ: [البحر الطويل] وَإِنْ يَرْجِعِ النُّعْمَانُ نَفْرَحْ وَنَبْتَهِجْ ... وَيَأْتِ مَعَدًّا مُلْكُهَا وَرَبِيعُهَا

وَيَرْجِعْ إِلَى غَسَّانَ مُلْكٌ وَسُؤْدَدٌ ... وَتِلْكَ الْمُنَى لَوْ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُهَا وَإِنْ يَهْلِكِ النُّعْمَانُ تُعْرَ مَعِيَّةٌ ... وَيُلْقَ إِلَى جَنْبِ الْفِنَاءِ قُطُوعُهَا وَتَنْحَطْ حَصَانٌ آخِرَ اللَّيْلِ نَحْطَةً ... تُقَضْقَضُ مِنْهَا أَوْ تَكَادُ ضُلُوعُهَا عَلَى إِثْرِ خَيْرِ النَّاسِ إِنْ كَانَ هَالِكًا ... وَإِنْ كَانَ فِي جَنْبِ الْفِرَاشِ ضَجِيعُهَا فَقَالَ: لَعَلَّكَ تَرَى صَاحِبَكَ لَهَا؟ فَقُلْتُ: الْقُرْبَى فِي قَرَابَتِهِ وَصِهْرِهِ وَسَابِقَتِهِ أَهْلَهَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ امْرُؤٌ فِيهِ دُعَابَةٌ، قُلْتُ: فَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: ذُو الْبَأْوِ بِأُصْبُعِهِ مُذْ قُطِعَتْ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ؟ قَالَ: وَعْقَةٌ لَقِسٌ يُلَاطِمُ فِي الْبَقِيعِ فِي صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ قُلْتُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ ضَعِيفٌ لَوْ صَارَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ، وَضَعَ خَاتَمَهُ فِي يَدِ امْرَأَتِهِ، قُلْتُ

: فَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ؟ قَالَ: صَاحِبُ سِلَاحٍ وَرُمْحٍ وَفَرَسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَخَّرْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْمَسْجِدِ وَأَقْوَمَهُمْ فِيهِ، قُلْتُ: فَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَوَّهْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ لَيَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَوَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلَ لَيُنْهَضَنَّ إِلَيْهِ فَلَيَقْتُلَنَّهُ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلَ لَيَفْعَلَنَّ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلَ لَيَفْعَلَنَّ، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، لَا يَنْبَغِي لِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا حَصِيفُ الْعُقْدَةِ قَلِيلُ الْعِزَّةِ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، يَكُونُ شَدِيدًا فِي غَيْرِ عُنْفٍ، لَيِّنًا فِي غَيْرِ ضَعْفٍ، جَوَادًا فِي غَيْرِ سَرَفٍ، بَخِيلًا فِي غَيْرِ وَكْفٍ، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ لَوْ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ لَمْ أَشْكُكْ فِي اسْتِخْلَافِهِ؛ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» لَوْ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ لَمْ أَشْكُكْ فِي اسْتِخْلَافِهِ؛ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينِ، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ» لَوْ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَمْ أَشْكُكْ فِي اسْتِخْلَافِهِ؛ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

: «سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ آمَنَ وَأَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ؛ وَلَوْ كَانَ مَا يَخَافُ اللَّهَ مَا عَصَاهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْهُذَلِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَنَفَّسَ تَنَفُّسًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَخْرَجَ هَذَا مِنْكَ إِلَّا هَمٌّ، قَالَ: «نَعَمْ، §فَوَيْلٌ لِهَذَا الْأَمْرِ لَا أَدْرِي فَمَنْ لَهُ بَعْدِي» ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ صَاحِبَكَ لَهَا، يَعْنِي عَلِيًّا قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا يَمْنَعُهُ؟ أَلَيْسَ بِمَكَانِ ذَاكَ فِي قَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَسَوَابِقِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَمَنَاقِبِهِ فِي الْخَيْرِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَكَذَاكَ وَلَكِنْ فِيهِ فُكَاهَةٌ» ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْأَكْتَعُ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْطِيَهَا إِيَّاهُ، مَا زِلْتُ أَعْرِفُ فِيهِ بَأْوًا مُذْ أُصِيبَتْ يَدُهُ» ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: «وَعْقَةٌ لَقِسٌ» قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ قَالَ: «نِعْمَ الْمَرْءُ ذَكَرْتَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَلَا يَقُومُ بِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا الْقَوِيُّ فِي غَيْرِ -[883]- عُنْفٍ وَاللَّيِّنُ فِي غَيْرِ ضَعْفٍ، وَالْجَوَادُ فِي غَيْرِ سَرَفٍ» ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ سَعْدٍ؟ قَالَ: «صَاحِبُ فَرَسٍ وَقَوْسٍ» ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ عُثْمَانَ؟ قَالَ: «أَوَّهْ» ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ: «وَاللَّهِ لَئِنْ يَحْمِلْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْعَرَبِ قَدْ سَارَتْ إِلَيْهِ حَتَّى يُضْرَبَ عُنُقُهُ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلَ لَيَفْعَلَنَّ، وَلَئِنْ فَعَلَ لَيُفْعَلَنَّ ذَاكَ بِهِ» ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ أَحْرَاهُمْ إِنْ وَلِيَهَا أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَاحِبُكَ، يَعْنِي عَلِيًّا»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " خَلَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَا الَّذِي خَلَا لَهُ؟ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا آتِيكُمْ بِعِلْمِ ذَاكَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ §النَّاسَ قَدْ ظَنُّوا بِكَ فِي خَلَوَاتِكَ ظَنًّا، قَالَ: وَمَا ظَنُّوا؟ قَالَ: ظَنُّوا أَنَّكَ تَنْظُرُ مَنْ يُسْتَخْلَفُ بَعْدَكَ، قَالَ: وَيْحَكَ وَمَنْ ظَنُّوا؟ قَالَ: وَمَنْ عَسَى أَنْ يَظُنُّوا إِلَّا هَؤُلَاءِ: عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِعُثْمَانَ؟ فَهُوَ رَجُلٌ كَلِفٌ بِأَقَارِبِهِ؟ وَكَيْفَ لِي بِطَلْحَةَ وَهُوَ مُؤْمِنُ الرِّضَا كَافِرُ الْغَضَبِ؟، وَكَيْفَ لِي بِالزُّبَيْرِ وَهُوَ رَجُلٌ ضَبِسٌ وَإِنَّ أَخْلَقَهُمْ أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ الْأَصْلَعُ. يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَعْلَمَ مَنْ يَسْتَخْلِفُ هَذَا بَعْدَهُ، يَعْنِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَغْدُو كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى أَرْضٍ لَهُ عَلَى أَتَانٍ لَهُ قَالَ: فَانْطَلَقَ ذَاتَ يَوْمٍ فَعَرَضَ لَهُ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا أَصْحَبُكَ؟ قَالَ: بَلَى، فَسَارَ مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى أَرْضِهِ عَمَدَ إِلَى رِدَائِهِ فَجَمَعَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ فَوَضَعَ عَلَيْهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا أَمِيرَ الْآمِنِينَ إِلَّا نَفْسٌ يُغْدَى عَلَيْهَا وَيُرَاحُ وَتَكُونُ أَحْدَاثٌ، §فَلَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمَ لِلْمُسْلِمِينَ عِلْمًا، إِنْ كَانَ حَدَثَ انْتَهَوْا إِلَيْهِ وَرَضُوا بِهِ وَكَانُوا مَعَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: «أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَلَئِنْ يَكُنْ خَيْرًا فَقَدْ أَصَابَ مِنْهُ آلُ عُمَرَ، وَإِنْ يَكُنْ شَرًّا فَشَرٌّ عَمَّهُمْ مِنْهُ، وَأَمَّا الزُّبَيْرُ فَذَاكَ وَاللَّهِ الضَّرِسُ الضَّبِسُ، وَأَمَّا طَلْحَةُ فَمُؤْمِنُ الرِّضَا كَافِرُ الْغَضَبِ، فَكَأَنَّهُ لَوْ مَلَكَ شَيْئًا جَعَلَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَمُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَهُوَ أَحْرَاهُمْ أَنْ يُقِيمَ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ عَلَى شَيْءٍ أَعِيبُهُ فِيهِ» ، فَسَأَلْنَا قَتَادَةَ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: خِفَّتُهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَزْوَةٍ لِي فَقِيلَ لِي: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يَسْتَخْلِفُ، فَآلَيْتُ إِنْ رَجَعْتُ مِنْ غَزْوَتِي لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تَسْتَخْلِفُ، وَلَوْ أَنَّ رَاعِيًا قَدِمَ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ رَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ بِأَمْرِ الْأُمَّةِ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «§إِنْ لَا أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِ اسْتَخْلَفَ، فَلَمَّا ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدُوَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ بَعْضِ، أَهْلِ الْمَدِينَةِ: أَنَّ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ وَقَفَ لَمْ يُوَلِّ أَحَدًا بَعْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَسْلَمُ أَرَأَيْتَ لَوْ كُنْتَ غُلَامًا يُشَانِئُكَ غِلْمَانٌ مِثْلُكَ حَتَّى بَلَغْتُمُ السِّنَّ، أَمَا كَانَ بَعْضُكُمْ يَعْرِفُ بَعْضًا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، وَهَؤُلَاءِ نَشَأْنَا جَمِيعًا، وَلَا أَعْرِفُ مَكَانَ أَحَدٍ أَخُصُّهُ بِهَذَا الْأَمْرِ، ثُمَّ قَالَ: «§إِنِّي جَاعِلُهَا -[886]- فِي قَوْمٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ لَاسْتَخْلَفْتُهُ؛ فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: يَا رَبِّ إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «إِنَّهُ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» ، وَلَوْ أَدْرَكْتُ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَاسْتَخْلَفْتُهُ؛ فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: يَا رَبِّ إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حُبًّا مِنْ قَلْبِهِ» ، وَلَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَاسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: يَا رَبِّ إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «§إِذَا اجْتَمَعَتِ الْعُلَمَاءُ بَيْنَ يَدَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَذْفَةٌ بِحَجَرٍ» . حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ عَهِدْتَ؟ قَالَ: " لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ لَوَلَّيْتُهُ، فَإِنْ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي فَقَالَ لِي: مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ -[887]-، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» وَلَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي فَقَالَ لِي: مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي بَيْنَ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَتْوَةٍ» ، وَلَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي فَسَأَلَنِي مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ، مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§يَضِيقُ الْغَارُ بِأَحَدٍ يَجْفُو وَيَقْسُو وَيَغْلُظُ فَيَعِيبُنَا، وَلَيْسَ أَحَدٌ وَلِيَ مِنَ الْقَبَائِلِ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ إِلَّا حَامَ عَلَى قَرَابَتِهِ وَقَرَّى فِي عَيْبَتِهِ، وَمَا وَلِيَ النَّاسَ مِنْ أَحَدٍ مِثْلُ قُرَشِيٍّ قَدْ عَضَّ عَلَى نَاجِذَيْهِ»

حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §لَا يَأْذَنُ لِسَبْيٍ بَقُلَ وَجْهُهُ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ، حَتَّى كَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ -[888]- أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ أَنَّ لَهُ غُلَامًا صَانِعًا وَيَسْتَأْذِنُهُ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ وَقَالَ: إِنَّ عِنْدَهُ أَعْمَالًا كَثِيرَةً فِيهَا مَنَافِعُ، وَإِنَّهُ حَدَّادٌ نَقَّاشٌ نَجَّارٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُرْسِلَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَتَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مَكَّةَ وَأَتْبَعَهُ رَجُلٌ، فَلَمَّا نَزَلَ جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْمُقُهُ، فَوَضَعُوا لَهُ طَهُورَهُ، فَبَاتَ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ مَذْعُورٌ، فَأَتَى الْمَاءَ فَأَصَابَ مِنْهُ، ثُمَّ رَقَدَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ وَهُوَ مَذْعُورٌ فَأَتَى الْمَاءُ فَأَصَابَ مِنْهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ وَكَانَ مَذْعُورًا فَأَتَى الْمَاءَ فَأَصَابَ مِنْهُ فَصَلَّى فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا حَقًّا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا حَقًّا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا حَقًّا» ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا الرَّجُلَ لِيَتْبَعَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا شَيْءٌ رَأَيْتُكَ فَعَلْتَهُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: «§رَأَيْتُ دِيكًا نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ؛ وَإِنَّهُ سَيَقْتُلُنِي أَعْجَمِيٌّ، فَاذْهَبْ فَإِنْ رَجَعْتَ وَأَنَا حَيٌّ فَافْعَلْ كَذَا وَافْعَلْ كَذَا» ، قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ رَأَى فِي مَنَامِهِ مَا فَعَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ "

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: «§لَا تُدْخِلُوا -[889]- الْمَدِينَةَ مِنَ السَّبْيِ إِلَّا الْوُصَفَاءَ» ، قَالُوا: إِنَّ عَمَلَ الْمَدِينَةِ شَدِيدٌ لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِالْعُلُوجِ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ فَذَكَرَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «§إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ؛ وَإِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضِيعَ دِينَهُ وَلَا خِلَافَتَهُ، وَلَا وَالَّذِي بَعَثَ نَبِيَّهُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنَا ضَرَبَتْهُمُ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ

: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا عَلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ، وَهِيَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمْ تَقُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَكِ يَا خَوْلَةُ؟ قَالَتْ: خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَى الْحُزْنَ فِي وَجْهِهَا، فَقَالَتْ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَكَ ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ، فَقَالَ: فَمَا أَوَّلْتِهِ يَا خَوْلَةُ؟ قَالَتْ: أَوَّلْتُهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ يَطْعَنُكَ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ، فَقَالَ: وَأَنَّى لِعُمَرَ ذَاكَ؟ " قَالَ: وَطُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ اللَّيْلِ أَرَادَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ سَفَرًا، فَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ رِكَابُهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ارْفُقُوا عَلَيَّ فَإِنَّ لِي إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَاجَةً، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَرَى هَذِهِ الْأَعَاجِمَ قَدْ كَثُرَتْ بِبَلَدِكَ فَاحْتَرِسْ مِنْهُمْ، قَالَ: إِنَّهُمْ قَدِ اعْتَصَمُوا بِالْإِسْلَامِ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحْمَرَ أَزْرَقَ مِنْهُمْ قَدْ جَالَ فِي هَذِهِ، وَنَخَسَ بِأُصْبُعِهِ فِي بَطْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا فَعَلَ عُيَيْنَةُ؟ قَالُوا: هُوَ بِالْجِبَابِ، قَالَ: «إِنَّ بِالْجِبَابِ لَرَأْيًا، وَاللَّهِ مَا أَخْطَأَ بِأُصْبُعِهِ الْمَوْضِعَ الَّذِي طَعَنَنِي فِيهِ الْكَلْبُ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " §إِنَّهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي هَالِكٌ فِي عَامِي هَذَا، إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ دِيكًا نَقَرَنِي -[891]- ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ حَوْلَ سُرَّتِي؛ فَاسْتَعْبَرْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَقَالَتْ: هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ يَطْعَنُكَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ؛ وَإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ سَيَقْتُلُنِي»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا أَتَاهُ كَعْبٌ فَقَالَ: " §يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْهَدْ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ فِي عَامِكَ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَمَا يُدْرِيكَ يَا كَعْبُ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا كَعْبُ هَلْ وَجَدْتَنِي بِاسْمِي وَنَسَبِي، عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا، وَلَكِنِّي وَجَدْتُ صِفَتَكَ وَسِيرَتَكَ وَعَمَلَكَ وَزَمَانَكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْغَدُ غَدَا عَلَيْهِ كَعْبٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا كَعْبُ، فَقَالَ كَعْبٌ: بَقِيَتْ لَيْلَتَانِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْغَدَ غَدَا عَلَيْهِ كَعْبٌ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَأَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر الطويل]

يُوَاعِدُنِي كَعْبٌ ثَلَاثًا يَعُدُّهَا ... وَلَا شَكَ أَنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَهُ كَعْبُ وَمَا بِي لِقَاءُ الْمَوْتِ إِنِّي لَمَيِّتٌ ... وَلَكِنَّمَا فِي الذَّنْبِ يَتْبَعُهُ الذَّنْبُ فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبٌ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ، مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " يَا كَعْبُ حَدِّثْنِي عَنْ كَذَا §وَقُصُورِ الْجَنَّةِ لَا يَسْكُنُهَا إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ حَكَمٌ عَدْلٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا النُّبُوَّةُ فَقَدْ مَضَتْ لِأَهْلِهَا، وَأَمَّا الصِّدِّيقُ فَإِنِّي قَدْ صَدَّقْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَمَّا حَكَمٌ عَدْلٌ فَإِنِّي أَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا أَحْكُمَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا لَمْ آلُ عَنِ الْعَدْلِ، وَأَمَّا الشَّهَادَةُ فَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ وَدُونَ الرُّومِ الشَّامُ، وَدُونَ الْحَبَشَةِ الْيَمَنُ، وَدُونَ فَارِسَ الْعِرَاقُ - أَوْ قَالَ: الْبَصْرَةُ - فَسَاقَهَا اللَّهُ فِي بَيْتِهِ "

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ: " §لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا جَرَتْ عَلَيْهِ الْمُوسَى، فَلَمَّا طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -[893]- قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَا تَجْلِبُوا إِلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا فَغَلَبْتُمُونِي "

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ دَخَلَ بِأَبِي لُؤْلُؤَةَ الْبَيْتَ لِيُصْلِحَ ضَبَّةً لَهُ، وَكَانَ نَجَّارًا نَقَّاشًا يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ، فَقَالَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ: مُرْ سَيِّدِي الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَضَعْ عَنِّي خَرَاجِي، فَقَالَ: «إِنَّكَ لَتَكْسِبُ كَسْبًا كَبِيرًا فَاصْبِرْ وَاتَّقِ اللَّهَ، هَلْ أَنْتَ صَانِعٌ لِي رَحًى؟» قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ لَأَصْنَعَنَّ لَكَ رَحًى تَتَحَدَّثُ بِهَا الْعَرَبُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوْعَدَنِي الْخَبِيثُ، وَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «§لَوْ قَتَلْتُ أَحَدًا بِسُوءِ الظَّنِّ لَقَتَلْتُ هَذَا الْعِلْجَ، إِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ لَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ أَرَادَ قَتْلِي» فَقَلَّ مَا مَكَثَ حَتَّى طَعَنَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: «§كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْعِلْجُ نَظْرَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَوْلَا مَكَانِي لَسَطَا بِهِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كِرَازٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ الدَّانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عِلْجٌ مِنْ هَذِهِ الْعَجَمِ، وَكَانَ يَعْمَلُ الْأَرْحَاءَ تَطْحَنُ بِالرِّيحِ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ سَيِّدِي يُكَلِّفُنِي مَا لَا أُطِيقُ، قَالَ: مَا تَعْمَلُ؟ قَالَ: لِي أَرْحَاءُ تَطْحَنُ بِالرِّيحِ، قَالَ: فَأَدِّ

إِلَى سَيِّدِكَ خَرَاجَكَ، فَخَرَجَ الْعِلْجُ يَتَحَطَّمُ غَضَبًا، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْرُجُ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ، فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَفِيهِ رِجَالٌ قَدْ صَلُّوا مِنَ اللَّيْلِ فَوَضَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَيَأْتِيهِمْ رَجُلًا رَجُلًا فَيَقُولُ: الصَّلَاةَ طَالَ مَا فَسَيْتُمْ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُكَبِّرُ، فَوَثَبَ الْعِلْجُ فَطَعَنَهُ طَعْنَتَيْنِ، أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَلَمْ تَعْمَلْ شَيْئًا جَازَتْ فِي الْجَنْبِ، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَهَجَمَتْ عَلَى جَوْفِهِ فَنَادَى: يَا لِلْمُسْلِمِينَ، بِسْمِ اللَّهِ، فَحُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدُخِلَ بِهِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقُتِلَ الْعَبْدُ، وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْحَكُمْ أَنَالَ الْعَبْدُ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا بِحَمْدِ اللَّهِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَجَعَلُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ، فَقَالَ: أَبْأَسُ أَنْ أَكُونَ قُتِلْتُ؛ فَقَدْ قُتِلْتُ، فَقَالُوا: أَمَا إِنَّهُ إِنْ جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ وَكُنْتَ، قَالَ الْحَسَنُ: لَا وَاللَّهِ مَا يَخَافُونَ أَنْ يُفْرِطُوا، قَالَ: فَعَلَّمُونِي بِهَا وَلَوَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ كَفَافًا، وَسُلِّمَ لِي مَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي لَمْ آلُ وَلَا أَدْرِي، قَالَ الْحَسَنُ: أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ: ايْذَنْ لِي فَأَدْخُلْ عَلَيْكَ، قَالَ: لَا تُدْخِلِي عَلَيَّ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: وَاللَّهِ لَتَأْذَنَنَّ لِي أَوْ لَأَدْخُلَنَّ عَلَيْكَ، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قُمْ فَإِنَّهَا دَاخِلَةٌ، فَدَخَلَتْ، فَلَمَّا رَأَتْهُ صَرِيعًا ذَهَبَتْ لِتَبْكِيَ، فَقَالَ: لَا تَبْكِ إِنَّمَا يَبْكِي الْكَافِرُ، قَالَ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا مِنَ النَّاسِ رَجُلٌ أُوَلِّيهَا إِيَّاهُ أَعْلَمُ أَنْ قَدْ وَضَعْتُهَا مَوْضِعًا لَيْسَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَسَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَوْ أَدْرَكْتُهُمَا، وَلَا

تُؤَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا إِلَّا عَالِمًا، وَلْيُصَلِّ بِكُمْ صُهَيْبٌ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ فَلْيَجْتَمِعْ سِتَّةٌ مِنْكُمْ فِي بَيْتٍ فَلَا يَخْرُجُوا حَتَّى يَسْتَخْلِفُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا، وَلَا يَخْتَلِفُوا» فَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَهُمْ، فَجَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: يَا فُلَانُ عَهْدُ اللَّهِ عَلَيْكَ لَئِنِ اسْتُخْلِفْتَ لَتَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: أَرِنِي يَدَكَ، فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي §رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي؛ وَإِنِّي لَا أُرَاهُ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، فَإِنْ عُجِّلَ بِي آمُرُ بِالشُّورَى إِلَّا هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنْ بَايَعْتُمْ لَهُ مِنْهُمْ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ أُنَاسًا سَيَطْلُبُونَ فِي ذَلِكَ أَنَا قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ، قَالَ: وَخَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَاتَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ: وَأَهْلُ الشُّورَى: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ،، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَابْنِهِ نُوَيْفِعٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " §رَأَيْتُ رُؤْيَا، وَمَا أَظُنُّ ذَاكَ إِلَّا عَنِ -[896]- اقْتِرَابِ أَجَلِي، رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَزَا فَنَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ، فَاسْتَعْبَرْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: يَقْتُلُكَ عَبْدٌ مِنِ هَذِهِ الْحَمْرَاءِ، فَإِنْ أَهْلِكْ قَبْلَ أَنْ أُوصِيَ فَأَمْرُكُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَإِنْ أَعِشْ فَسَأَعْهَدْ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ طُعِنَ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إِلَّا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا فَأَقْبَلَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَنَاجَاهُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ، وَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ وَقَدْ بَسَطَ يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ -[897]- بِيَدِهِ هَكَذَا: دُونَكُمُ الْكَلْبُ فَإِنَّهُ قَدْ قَتَلَنِي، وَمَاجَ النَّاسُ فَجُرِحَ أَحَدَ عَشَرَ أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ، وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالَ رَجُلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَلَّى بِنَا، فَقَرَأَ أَقْصَرَ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ، جَاءَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فَطَعَنَهُ، وَطَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ مَعَهُ، وَهُوَ ثَالِثَ عَشَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، فَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ أَقْصَرَ سُورَتَيْنِ: الْعَصْرَ وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: " أَنَّهُ §شَهِدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ، فَأَمَّهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ أَقْصَرَ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: الْعَصْرِ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ "

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو الْأَوْدِيُّ، قَالَ: " §شَهِدْتُ الْجُمُعَةَ يَوْمَ طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، طَعَنَهُ الْعِلْجُ، شَدَّ عَلَيْهِ -[898]- النَّاسُ فَشَدَّ عَلَى النَّاسِ، فَطَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ سِوَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُصِيحَ النَّاسُ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَرَأَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنْ §كُنْتُ لَأَدَعُ الصَّفَّ الْأَوَّلَ هَيْبَةً لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أُصِيبَ أَخَّرَ النَّاسُ الصَّلَاةَ حَتَّى خَشَوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَرَأَ بِهِمْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَسَمِعَ ضَجَّةَ النَّاسِ فَقَرَأَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §مَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ حِينَ طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا هَيْبَتُهُ فَمَاجَ النَّاسُ، فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَقَرَأَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §كُنْتُ -[899]- فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِمَّا يَلِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا طُعِنَ الطَّعْنَةَ قَالَ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] ، فَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمُغِيرَةِ فَجَرَحَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَمَاتَ تِسْعَةٌ وَنَجَا أَرْبَعَةٌ "

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَطْيَبِ لَيْلَةٍ قَدْ أَحْيَاهَا وَأَحْيَا عَامَّتَهَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ أَدْرَكَتْهُمْ تِلْكَ الْفَتْرَةُ، وَمَعَهُ دِرَّتُهُ فَقَالَ: " §أَيُّهَا النَّاسُ، الصَّلَاةَ، وَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى وُضُوئِهِمْ، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ تَقَدَّمَ وَكَبَّرَ فَطَعَنَهُ الْفَاسِقُ طَعْنَةً مَارَتْ بَيْنَ جِلْدِهِ، ثُمَّ طَعَنَهُ أُخْرَى فَجَافَهُ وَهَجَمَتْ عَلَى نَفْسِهِ، وَنَادَى: يَا لِلْمُسْلِمِينَ، عَلَيْكُمُ الرَّجُلَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ "

قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثْتُهُ وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا رَجُلَيْنِ، خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْعِلْجُ مَعَهُ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ، فَجَعَلَ يَطْعَنُهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَجَعَلَ لَا يَمُرُّ بِأَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، فَطَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَلْقَى عَلَيْهِ بُرْنُسَهُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ أُخِذَ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ -[900]- اللَّهُ عَنْهُ فَصَلَّى، وَحُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأُدْخِلَ الْبَيْتَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§طَعَنَ الَّذِي قَتَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَأَفْرَقَ سِتَّةً فَبَصُرَ بِهِ رَجُلَانِ مِنْ حَاجِّ الْعِرَاقِ فَأَلْقَى أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ بُرْنُسَهُ، فَطَعَنَ الْعِلْجُ نَفْسَهُ فَقَتَلَهَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " سَمِعْتُهُ §لَمَّا طُعِنَ يَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] "

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «§شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ أَتَاهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فَطَعَنَهُ، وَطَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ مَعَهُ، وَهُوَ ثَالِثُ عَشَرِهِمْ، فَمَاتَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ» قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ -[901]-، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «§أُصِيبَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: «§مَاتَ مِنَ الَّذِينَ جُرِحُوا سَبْعَةٌ أَوْ سِتَّةٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يَقُولُ: «§شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَصَابَكَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، وَأُصِيبَ مَعَكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَقُتِلَ كُلَيْبٌ الْجَزَّارُ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَاتَتِ امْرَأَةٌ بِظَهْرِ الْبَيْدَاءِ، فَكَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا فَلَا يُوَارُونَهَا، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتَهَا؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَهَا لَفَعَلْتَ ثَلَاثًا، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: " §مَا بَالُ رِجَالٍ يَمُرُّونَ عَلَى امْرَأَةٍ مَيِّتَةٍ فَلَا يُوَارُونَهَا حَتَّى مَرَّ عَلَيْهَا كُلَيْبٌ الْجَزَّارُ -[902]- فَوَارَاهَا؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ، قَالَ: فَيَمُرُّ عَلَيْهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ حِينَ قَتَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ فِي غَلَسِ السَّحَرِ مَعَ الْفَجْرِ قَالَ: فَاحْتَمَلْتُهُ أَنَا وَرَهْطٌ كَانُوا مَعِيَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ بَيْتَهُ، وَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَلَمَّا أُدْخِلَ بَيْتَهُ غُشِيَ عَلَيْهِ مِنَ النَّزْفِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي غَمْرَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: صَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «§لَا إِسْلَامَ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ» ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، اخْرُجْ سَلْ مَنْ قَتَلَنِي، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا النَّاسُ مُنْقَصِفُونَ عَلَى بَابِ دَارِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاهِلُونَ بِخَبَرِهِ، فَفَتَحْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلنَّاسِ: مَنْ طَعَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ -[903]- قَالُوا: عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: أَرْسَلْتَنِي أَسْأَلُ مَنْ طَعَنَكَ، فَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا لُؤْلُؤَةَ غُلَامَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ هُوَ الَّذِي طَعَنَكَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، مَا كَانَتِ الْعَرَبُ لِتَقْتُلَنِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُحَاجُّنِي عِنْدَ اللَّهِ بِصَلَاةٍ صَلَّاهَا "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صَلَّى لِلَّهِ سَجْدَةً أَوْ رَكْعَةً وَاحِدَةً يُحَاجُّنِي بِهَا عِنْدَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: §لَمَّا كَانَ غَدَاةَ أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِيمَنِ احْتَمَلَهُ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ، فَأَفَاقَ إِفَاقَةً فَقَالَ: مَنْ ضَرَبَنِي؟ قُلْتُ: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَمَلُ أَصْحَابِكَ، كُنْتُ أُرِيدُ أَلَّا يَدْخُلَهَا عِلْجٌ مِنَ السَّبْيِ فَغَلَبْتُمُونِي "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ قَالَ: §مَنْ -[904]- طَعَنَنِي؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا عَمَلُكَ وَعَمَلُ أَصْحَابِكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكُمْ أَنْ تَجْلِبُوا إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدًا، وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أُخَاصِمْ فِي دِينِي أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §انْظُرْ مَنْ طَعَنَنِي؟ فَقُلْتُ: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: إِنَّهُ نَفَذَ الْقَضَاءُ عَنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ قُرَّةُ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يُفَسِّرُ قَوْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يَقُولُ: «لَا تُدْخِلُوا الْمَدِينَةَ مِنَ السَّبْيِ إِلَّا الْوُصَفَاءَ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ عَمَلَ الْمَدِينَةِ شَدِيدٌ لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِالْعُلُوجِ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ طُعِنَ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ، §أَعَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟» فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ، فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا "

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ -[905]-، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: صَدَرْنَا مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا نَحْنُ بِرَكْبٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ فَأْتِهِمْ، فَإِذَا صُهَيْبٌ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ صُهَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ جُدْعَانَ، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْنِي، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ لَحِقَنِي فَدَخَلَ عَلَيْهِ صُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: وَاحُبَّاهُ وَاصَاحِبَاهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَهْلًا يَا صُهَيْبُ §فَإِنَّ بُكَاءَ الْحَيِّ عَلَى الْمَيِّتِ عَذَابٌ لِلْمَيِّتِ»

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ صُهَيْبٌ فَقَالَ: وَاأَخَاهُ، فَقَالَ: «§وَيْلَكَ يَا صُهَيْبُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ مَنْ يُعَوَّلْ عَلَيْهِ يُعَذَّبْ؟»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ صُهَيْبًا، دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: وَاأَخَاهُ وَاعُمَرَاهُ، فَقَالَ: «§أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ -[906]-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أُصِيبَ جَاءَ صُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاأَخَاهُ، وَاصَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَلَمْ يَعْلَمْ أَوْ لَمْ يَسْمَعْ أَنَّ الْمُعْوَلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ وَيَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَقْعِدُونِي وَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكِ، قَالَ: عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ لَا تَنْدُبِينِي بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا، فَأَمَّا عَيْنَيْكِ فَلَنْ أَمْلِكْهُمَا إِنَّهُ §لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يَنْدُبُهُ أَهْلُهُ إِلَّا وَالْمَلَائِكَةُ تَمْقُتُهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ -[907]- بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ طُعِنَ، فَقَعَدَ بِحِيَالِهِ يَبْكِي، فَقَالَ: أَعَلَىَّ تَبْكِي؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ لَعَلَيْكَ أَبْكِي، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَعْوَلَ عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا صُهَيْبُ إِنَّ §الْمُعْوَلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا نُبَالِي مَنْ قَالَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ صُهَيْبٌ: وَاعُمَرَاهُ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَهْلًا يَا صُهَيْبُ، إِنَّ §الْمُعْوَلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» قِيلَ لِسُلَيْمَانَ: أَحِينَ طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " جَلَسْتُ بِالْبَابِ فَإِذَا صُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ دَخَلَ وَهُوَ يَهْتِفُ، وَاحَبِيبَاهُ، وَاخَلِيلَاهُ، وَاعُمَرَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَهْلًا يَا أَخِي، §أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ الْمُعْوَلَ عَلَيْهِ يَتَعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ؟»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُصَيْرٍ أَبُو حُمَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: " فَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ إِذَا ذَكَرْنَاهُ ذَكَرْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِذَا ذَكَرْنَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرْنَاهُ، وَكَانَ جَنْبَهُ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ أَنْ مُرْهُ أَنْ يَعْهَدَ وَيُوصِيَ، فَإِنَّهُ مَيِّتٌ إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ بِذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ وَقَعَ بَيْنَ الْجَدْرِ وَالسَّرِيرِ، ثُمَّ جَأَرَ إِلَى اللَّهِ فَقَالَ: " §اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَحْكُمُ بِالْعَدْلِ، وَإِذَا اخْتَلَفَتِ الْأُمُورُ اتَّبَعْتُ هَوَاكَ، وَكُنْتُ وَكُنْتُ، فَزِدْ فِي عُمْرِي حَتَّى يَكْبَرَ طِفْلِي وَتَرْبُوَ أُمَّتِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ: أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَّهُ قَدْ صَدَقَ، وَإِنِّي قَدْ زِدْتُ فِي عُمْرِهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَفِي ذَلِكَ مَا يَشُدُّ طِفْلُهُ وَتَرْبُو أُمَّتُهُ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلَ عُمَرُ رَبَّهُ أَنْ يُبْقِيَهُ لَيُبْقِيَنَّهُ، فَأُخْبِرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: " §لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَزِيدَ فِي عُمْرِكَ؟ قَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا كَعْبُ -[909]-، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ فَبَيْنَمَا هُوَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ فِي مَجْلِسِهِ إِذْ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَتَوَارَى عَنْ مَجْلِسِهِ كَرَاهِيَةً لِلْمَوْتِ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ أَنْ يُنْسِئَ فِي أَجَلِهِ لِيَعْدِلَ بَيْنَ النَّاسِ فَأَنْسَأَ فِي أَجَلِهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً "

حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَوْتًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ فَخَرَجَ فَسَأَلَ النَّاسَ فَقَالُوا: ارْجِعْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ: " §لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ لَأَخَّرَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا كُنْتُ لَأُخْبِرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ كَعْبٍ بِشَيْءٍ حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْهُ، فَأَتَاهُ كَعْبٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: نَعَمْ، لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ لَأَخَّرَهُ، فَرَجَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «إِذَنْ وَاللَّهِ لَا أُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ» . حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ مُلَيْكَةَ، بِنَحْوِهِ، وَزَادَ: «لَا أُقْسِمُ عَلَى رَبِّي، وَلَا أَسْأَلُهُ أَنْ يُؤَخِّرَنِي، وَيْلٌ لِي، وَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرْ لِي، لَوْ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى الْأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ وَأَدْخَلْنَاهُ الْبَيْتَ فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ -[910]- أَصَابَنِي، وَمَنْ أُصِيبَ مَعِي» ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «إِذَا بَعَثْتُ أَحَدَكُمْ فِي حَاجَةٍ فَلْيَرْجِعْ إِلَيَّ فَلْيُخْبِرْنِي فَإِنِّي أَنْسَى» قَالَ: فَخَرَجْتُ فَنَظَرْتُ وَرَجَعْتُ إِلَيْهِ لِأُخْبِرَهُ فَإِذَا الْبَيْتُ قَدِ امْتَلَأَ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، وَدَخَلَ كَعْبٌ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: مَا نَرَاهُ مُغَشًى عَلَيْهِ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، وَأَنْزَلَ الْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى، وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ إِنْ دَعَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُبْقِيَهُ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ حَتَّى يَأْمُرَ فِيهِمْ بِأَمْرِهِ وَيَقْضِيَ فِيهِمْ بِقَضَائِهِ لَيَرْفَعَنَّهُ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ تَخَطَّيْتُ النَّاسَ حَتَّى جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ بَعَثْتَنِي أَنْظُرُ مَنْ أَصَابَكَ، أَصَابَكَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، وَأُصِيبَ مَعَكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَقُتِلَ كُلَيْبٌ الْجَزَّارُ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ، وَهَذَا كَعْبٌ يَحْلِفُ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَالْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى وَالْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ لَئِنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَرْفَعَهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: ادْعُ إِلَيَّ كَعْبًا فَدُعِيَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ كَذَا، قَالَ: «لَا وَاللَّهِ لَا أَدْعُو، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِعُمَرَ مِنَ النَّارِ إِنْ لَمْ يَرْحَمْهُ رَبُّهُ» . ثَلَاثًا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ طُعِنَ، أُدْخِلَ فَقَالَ: " §ادْعُوا إِلَيَّ الطَّبِيبَ، فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ، قَالَ: فَسُقِيَ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ -[911]- طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ: هَذَا صَدِيدٌ فَاسْقُوهُ لَبَنًا، فَسُقِيَ لَبَنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ الطَّبِيبُ: فَمَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " §دُعِيَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطَّبِيبُ فَسَقَاهُ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ جُرُوحِهِ مُخْتَلِطًا بِدَمٍ فَدُعِيَ بِلَبَنٍ فَسَقَاهُ فَخَرَجَ أَبْيَضَ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: اعْهَدْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الْمِرَاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ: " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ قَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «§إِنْ كَانَ عَلَيَّ بَأْسٌ فَقَدْ قُتِلْتُ» ، فَقَالُوا: لَوْ شَرِبْتَ نَبِيذًا، فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ صَدِيدٌ فَقَالَ: ائْتُونِي بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَرْسِلُوا إِلَى الطَّبِيبِ فَيَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا، قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ فَسَقَاهُ نَبِيذًا فَشُبِّهَ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ قَالَ: فَدَعَوْنَا طَبِيبًا مِنَ الْأَمْصَارِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ مُصْلِدًا أَبْيَضَ؛ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -[912]- اعْهَدْ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ، فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «§يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ»

حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، وَإِنَّهُ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَصَرَخَتْ، فَقَالَ: اسْكُتِي يَا بُنَيَّةِ، أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ» ؟ . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِهِ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُدْخِلَ الْبَيْتَ جَاءَتْ حَفْصَةُ تَقُولُ: أَبِي أَبِي، أَخْرُجُ؟ فَقَالُوا: النَّاسُ، فَقَالَتْ: لَتُخْرُجُنَّ عَنِّي أَوْ لَأَخْرُجَنَّ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أُمُّكُمْ تُسْتَأْذَنُ» ، فَخَرَجَ النَّاسُ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ ضَعُفَتْ بَدَنُهُ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةِ إِنَّمَا يَبْكِي الْكَافِرُ أَوْ يُبْكَى الْكَافِرُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ أَعْوَلَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا حَفْصَةُ، أَمَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ الْمُعْوَلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «§كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ مَجُوسِيًّا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَأْلَمُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ، كَأَنَّهُ يَعْنِي الْجَلَدَ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ الَّذِي تَخَافُ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، وَفَارَقَكَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَصَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ وَفَارَقَكَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَصَحِبْتَ الْمُسْلِمِينَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضَائِهِ عَنِّي فَإِنَّمَا ذَلِكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ مَنَّ عَلَيَّ بِهِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَتِي أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرِضَاهُ عَنِّي فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى فِيَّ مِنَ الْأَلَمِ فَإِنَّمَا ذَاكَ مِنْ صُحْبَتِكُمْ، §وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُرَاهُ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ فَجَعَلَ جُلَسَاؤُهُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «إِنَّ مَنْ غَرَّهُ عُمْرٌ لَغَارٌّ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ -[914]- أَنِّي لَمْ أَدْخُلْ فِيهَا، وَاللَّهِ §إِنِّي لَوْ كَانَ لِي مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ، كَانَ لَكَ الْقِدَمُ فِي الْإِسْلَامِ، وَصُحْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَوُلِّيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ قُتِلْتَ شَهِيدًا، قَالَ: وَيْحَكَ أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ، فَأَعَادَ فَتَنَفَّسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَنَفُّسًا كَادَتْ نَفْسُهُ تَخْرُجُ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ §الْمَغْرُورَ لَمَنْ غَرَرْتُمُوهُ، وَلَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهَا مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ فَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ، وَوُلِّيتَ فَعَدَلْتَ، وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ "، فَقَالَ: " إِنَّمَا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهَا مِمَّا هُوَ -[915]- أَمَامِي قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ الْخَبَرَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَاكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ، وَلَا لِيَ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَاكَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَجَعَلْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُثْنِي عَلَيَّ، بِالْإِمْرَةِ أَمْ بِغَيْرِهَا؟ فَقُلْتُ: بِكُلٍّ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنِّي أَفْلَتُّ مِنْهُمَا كَفَافًا لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " أَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: مَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَفَتَحَ الْفُتُوحَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَقَالَ: «§وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ مَصَّرَ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَدَفَعَ بِكَ النِّفَاقَ، وَأَفْشَى -[916]- بِكَ الرِّزْقَ، فَقَالَ: أَفِي الْإِمَارَةِ تُثْنِي عَلَيَّ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قُلْتُ: إِي وَاللَّهِ، وَفِي غَيْرِهَا، قَالَ: «فَوَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا فَلَا لِي وَلَا عَلَيَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلٌ السَّرَّاجُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَوَدِدْتُ أَنِّي أَفْلَتُّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ كَفَافًا» ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: كَذَبْتَ، أَيَقُولُ هَذَا خَلِيفَةُ اللَّهِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَوَكَذَبْتُ قَالَ: أَوْ ذَاكَ "

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قُلْتُ لِعُمَرَ: «وَاللَّهِ §لَا يَمَسُّ جِلْدَكَ النَّارُ» ، قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ عِلْمَكَ بِذَاكَ لَقَلِيلٌ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: «هَنِيئًا لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةُ» ، قَالَ: «يَا ابْنَ أُمِّ الْمُغِيرَةِ، وَمَا يُدْرِيكَ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ كَانَ لِي مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ» قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِهِ: فَحَدَّثَنَا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: لَيْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ، فَقَالَ: «إِنْ يَكُنْ بِالْقَتْلِ بَأْسٌ فَقَدْ قُتِلْتُ» ، فَقَالُوا: أَمَا فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَلَقَدْ كُنْتَ وَكُنْتَ، قَالَ: " وَتَغْبِطُونَنِي بِهَا: لَوْ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا "؟ -[917]- يَقُولُ الْحَسَنُ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَاحِبُ كُلِّ يَوْمٍ مُبَارَكٍ يَقُولُ: «لَوَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا؟»

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَدَّ جَزَعُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُجْزِعُكَ؟ فَوَاللَّهِ §إِنْ كَانَ إِسْلَامُكَ لَفَتْحًا، وَإِنْ كَانَتْ خِلَافَتُكَ لَيُمْنًا، وَلَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا» ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي أَتَشْهَدُ بِذَاكَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ» ، فَكَأَنَّهُ كَعَّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: نَعَمِ اشْهَدْ وَأَنَا مَعَكَ أَشْهَدُ، أَنَا مَعَكَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبُ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] §قَدْ أَنْبَأْتُكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ، فَقُلْتَ: مِنْ أَيْنَ لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعُلَيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ -[918]-: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِآلِ ابْنِ عَفَّانَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «§لَا يَأْتِينَّ عَلَيْكُمْ ثَالِثَةٌ، أَوْ لَا يَخْلُوَنَّ عَلَيْكُمْ ثَالِثَةٌ حَتَّى تُبَايِعُوا لِأَحَدِكُمْ، يَعْنِي أَهْلَ الشُّورَى، ثُمَّ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكِمْ، وَلَا تُشَاقُّوا وَلَا تُنَازِعُوا وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْأَمِيرَ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا قَالَ: عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ: «§لِيُصَلِّ بِكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثًا، وَلْتُنْظِرُوا طَلْحَةَ، فَإِنْ جَاءَ إِلَى ذَلِكَ، وَإِلَّا فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ، فَإِنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُتْرَكُ فَوْقَ ثَلَاثٍ سُدًى،» قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «إِنَّكَ لَمْ يَفُتْكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ» ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: «إِذَا صَلَّيْتَ الظُّهْرَ فَاجْلِسْ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَامَ إِلَيْهِ طَلْحَةُ فَبَايَعَهُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ رَأْسُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حِجْرِي حِينَ أُصِيبَ، فَقَالَ لِي: " يَا عَبْدَ اللَّهِ §ضَعْ رَأْسِي بِالْأَرْضِ فَجَمَعْتُ رِدَائِي تَحْتَ رَأْسِهِ فَمَاتَ وَإِنَّ خَدَّهُ لَعَلَى الْأَرْضِ، وَقَالَ: وَيْلٌ لِعُمَرَ وَوَيْلُ أُمِّهِ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى -[919]- بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَنَا آخِرُكُمْ عَهْدًا بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: «ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ» ، فَقَالَ: هَلْ حِجْرِي وَالْأَرْضُ إِلَّا سَوَاءٌ؟ قَالَ: ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ "، فِي الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ شَبَّكَ رِجْلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِي وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ ابْنٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ: «ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ» ، فَأَبَى، فَقَالَ: «ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ» ، فَفَعَلَ، فَقَالَ: «الْوَيْلُ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَغْرِبِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ: «يَا بُنَيَّ ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ» ، فَقَالَ لَهُ: مَا حِجْرِي وَالْأَرْضُ إِلَّا سَوَاءٌ، فَقَالَ لَهُ -[920]-: «يَا بُنَيَّ ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ» ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ: ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ "، فَوَضَعَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ، فَقَالَ: «وَيْلُ عُمَرَ وَوَيْلُ أُمِّهِ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخَذَ تِبْنَةً مِنْ حَائِطٍ فَقَالَ: «§يَا لَيْتَنِي كُنْتُ هَذِهِ التِّبْنَةَ، يَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ اللَّبَكِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَوْذِ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§يَا لَيْتَنِي كُنْتُ حَائِكًا أَعِيشُ مِنْ عَمَلِ يَدِي»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا لَهُ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: " لَا، وَاللَّهِ لَا أَتَحَمَّلُكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا، ثُمَّ قَالَ: §إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِنْ أَدَعْ فَقَدْ وَدَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه -[921]- وسلم، قَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا، قَالَ: «مَا شَاءَ اللَّهُ رَاغِبًا رَاهِبًا» ، ثُمَّ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي أَفْلَتُّ كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: " إِنْ ذَلِكَ فَعَلْتُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، §وَإِنْ أَكِلِ النَّاسَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَدْ فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: «§لَوَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ»

قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِهِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ مَا طُعِنَ عُمَرُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا عَلَيْكَ لَوْ أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ، ثُمَّ أَمَّرْتَ رَجُلًا؟ فَقَالَ: أَقْعِدُونِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَتَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ بَيْنِيَ وَبَيْنَهُ عَرْضَيِ الْمَدِينَةِ فَرَقًا مِنْهُ حِينَ قَالَ: أَقْعِدُونِي، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَمَّرْتُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ؟» قُلْتُ: فُلَانًا، فَقَالَ: «إِنْ تُؤَمِّرُوهُ فَأَرَهُ ذَا شَيْبَتِكُمْ»

، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: «أُثْكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَرَأَيْتَ الْوَلِيدَ يَنْشَأُ مَعَ الْوَلِيدِ وَلِيدًا، ثُمَّ يَنْشَأُ مَعَهُ شَابًّا، ثُمَّ يَنْشَأُ مَعَهُ كَهْلًا، أَتُرَاهُ يَعْرِفُ مِنْ خُلُقِهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " فَبِمَاذَا أُحَاجُّ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِذَا سَأَلَنِي مَنْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمْ؟ فَقُلْتُ: فُلَانًا، وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ مَا أَعْلَمُ، كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَرُدَّنَّهَا إِلَى الَّذِي دَفَعَهَا إِلَيَّ، §وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي لَا يَنْقُصُنِي ذَلِكَ مِمَّا أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَا: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِيلَ لَهُ: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: «§لَوْ شَهِدَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ اسْتَخْلَفْتُهُ، إِنِّي قَدِ اجْتَهَدْتُ وَلَمْ أُتِمَّ، أوْ وَضَعْتُهَا مَوْضِعَهَا، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: يَا أَبَا عَمْرٍو، §مَا مَنَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَانَ مِنْ هِجْرَتِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَمِنْ وَرَعِهِ مَا قَدْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ قَالَ: «أَدْخِلُوهُ وَأَشْهِدُوهُ، وَلَيْسَ مِنْهَا فِي شَيْءٍ، فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرْنَا مِنْهُ، وَإِنْ يَكُنْ شَرًّا فَشَرٌّ عَنَّا إِلَى عُمَرَ فَشَرٌّ عَنَّا إِلَى عُمَرَ» . ثَلَاثًا

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§يَأْمُرُونَنِي أَنْ أُبَايِعَ لِرَجُلٍ لَمْ يُحْسِنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " §كَتَبَ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي الشُّورَى، فَقَالَ رَجُلٌ: اسْتَخْلِفْهُ؛ فَإِنَّهُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَقَدْ قِيلَتْ وَاللَّهِ لَيُمْحَيَنَّ مِنْهَا، كَفَى آلَ عُمَرَ مِنْهَا الْكَفَافُ لَا عَلَيْنَا وَلَا لَنَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§تَأْمُرُونَنِي أَنْ أُبَايِعَ لِرَجُلٍ لَمْ يُحْسِنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ لِي: " يَا ابْنَ عَبَّاسٍ احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا: إِنِّي §لَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ قَضَاءً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي عَتِيقٌ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ: " أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، حَدَّثَهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حِينَ طُعِنَ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْجَدِّ رَأَيًا، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَتَّبِعُوهُ فَاتَّبِعُوهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «§إِنْ نَتَّبِعْ رَأْيَكَ فَإِنَّكَ رُشْدٌ، وَإِنْ نَتَّبِعْ رَأْيَ الشَّيْخِ قَبْلَكَ فَنِعْمَ ذُو الرَّأْيِ كَانَ»

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَهِيدًا، وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِذَا مِتُّ فَتَرَبَّصُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ، وَلَا يَأْتِيَنَّ الْيَوْمُ الرَّابِعُ إِلَّا وَعَلَيْكُمْ أَمِيرٌ مِنْكُمْ، وَيَحْضُرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشِيرًا، وَلَا شَيْءَ لَهُ فِي الْأَمْرِ، وَطَلْحَةُ شَرِيكُكُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِنْ قَدِمَ فِي الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ فَأَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ، وَإِنْ مَضَتِ الْأَيَّامُ الثَّلَاثَةُ قَبْلَ قُدُومِهِ فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ، وَمَنْ لِي بِطَلْحَةَ؟» فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا لَكَ بِهِ، وَلَا يُخَالِفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «أَرْجُو أَلَّا يُخَالِفَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ يَلِيَ إِلَّا أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ، فَإِنْ وَلِيَ عُثْمَانُ فَرَجُلٌ فِيهِ لِينٌ، وَإِنْ وَلِيَ عَلِيٌّ فَفِيهِ دُعَابَةٌ وَأَحْرِ بِهِ أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ، وَإِنْ تُوَلُّوا سَعْدًا فَأَهْلُهَا هُوَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الْوَالِي، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ خِيَانَةٍ وَلَا ضَعْفٍ، وَنِعْمَ ذُو الرَّأْيِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، مُسَدَّدٌ رَشِيدٌ، لَهُ -[925]- مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، فَاسْمَعُوا مِنْهُ» ، وَقَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ: «يَا أَبَا طَلْحَةَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ طَالَمَا أَعَزَّ الْإِسْلَامَ بِكُمْ، فَاخْتَرْ مِنْهُمْ» ، وَقَالَ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ: «إِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي حُفْرَتِي فَاجْمَعْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ فِي بَيْتٍ حَتَّى يَخْتَارُوا رَجُلًا مِنْهُمْ» ، وَقَالَ لِصُهَيْبٍ: «صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَدْخِلْ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ إِنْ قَدِمَ، وَأَحْضِرْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَلَا شَيْءَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ، وَقُمْ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَإِنِ اجْتَمَعَ خَمْسَةٌ وَرَضُوا رَجُلًا وَأَبَى وَاحِدٌ فَاشْدَخْ رَأْسَهُ أَوِ اضْرِبْ رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ، وَإِنِ اتَّفَقَ أَرْبَعَةٌ فَرَضُوا رَجُلًا مِنْهُمْ وَأَبَى اثْنَانِ فَاضْرِبْ رُءُوسُهُمَا، فَإِنْ رَضِيَ ثَلَاثَةٌ رَجُلًا مِنْهُمْ وَثَلَاثَةٌ رَجُلًا مِنْهُمْ فَحَكِّمُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ حَكَمَ لَهُ فَلْيَخْتَارُوا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَرْضَوْا بِحُكْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكُونُوا مَعَ الَّذِينَ فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَاقْتُلُوا الْبَاقِينَ إِنْ رَغِبُوا عَمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» ، فَخَرَجُوا، فَقَالَ عَلِيٌّ لِقَوْمٍ كَانُوا مَعَهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: «إِنْ أُطِعْ فِيكُمْ قَوْمَكُمْ لَمْ تُؤَمَّرُوا أَبَدًا» ، وَتَلَقَّاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: عُدِلَتْ عَنَّا، فَقَالَ: وَمَا عِلْمُكَ؟ قَالَ: قُرِنَ بِي عُثْمَانُ، وَقَالَ: كُونُوا مَعَ الْأَكْثَرِ، فَإِنْ رَضِيَ رَجُلَانِ رَجُلًا، وَرَجُلَانِ رَجُلًا، فَكُونُوا مَعَ الَّذِينَ فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَسَعْدٌ لَا يُخَالِفُ ابْنَ عَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ صِهْرُ عُثْمَانَ لَا يَخْتَلِفُونَ فَيُوَلِّيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُثْمَانَ أَوْ يُوَلِّيهَا عُثْمَانُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَلَوْ كَانَ الْآخَرَانِ مَعِي لَمْ يَنْفَعَانِي، بَلْهَ أَنِّي لَا أَرْجُو -[926]- إِلَّا أَحَدَهُمَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: " لَمْ أَرْفَعْكَ فِي شَيْءٍ إِلَّا رَجَعْتَ إِلَيَّ مُسْتَأْخِرًا بِمَا أَكْرَهُ، أَشَرْتُ عَلَيْكَ عِنْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَسْأَلَهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ فَأَبَيْتَ، وَأَشَرْتُ عَلَيْكَ بَعْدَ وَفَاتِهِ أَنْ تُعَاجِلَ الْأَمْرَ فَأَبَيْتَ، وَأَشَرْتُ عَلَيْكَ حِينَ سَمَّاكَ عُمَرُ فِي الشُّورَى أَنْ لَا تَدْخُلَ مَعَهُمْ فَأَبَيْتَ، احْفَظْ عَنِّي وَاحِدَةً: كُلَّمَا عَرَضَ عَلَيْكَ الْقَوْمُ فَقُلْ: لَا، إِلَّا أَنْ يُوَلُّوكَ، وَاحْذَرْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ فَإِنَّهُمْ لَا يَبْرَحُونَ يَدْفَعُونَنَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ حَتَّى يَقُومَ لَنَا بِهِ غَيْرُنَا، وَايْمُ اللَّهِ لَا يَنَالُهُ إِلَّا بِشَرٍّ لَا يَنْفَعُ مَعَهُ خَيْرٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " أَمَا لَئِنْ بَقِيَ عُثْمَانُ لَأُذَكِّرَنَّهُ مَا أَتَى، وَلَئِنْ مَاتَ لَيَتَدَاوَلُنَّهَا بَيْنَهُمْ، وَلَئِنْ فَعَلُوا لَيَجِدُنِّي حَيْثُ يَكْرَهُونَ ثُمَّ تَمَثَّلَ: [البحر الطويل] حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ عَشِيَّةً ... غَدَوْنَ خِفَافًا فَابْتَدَرْنَ الْمُحَصَّبَا لَيَخْتَلِيَنْ رَهْطُ ابْنِ يَعْمُرَ مَارِئًا ... نَجِيعًا بَنُو الشَّدَّاخِ وِرْدًا مُصَلَّبَا " وَالْتَفَتَ فَرَأَى أَبَا طَلْحَةَ فَكَرِهَ مَكَانَهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَمْ تُرَعْ أَبَا الْحَسَنِ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَأُخْرِجَتْ جِنَازَتُهُ تَصَدَّى عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَيُّهُمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كِلَاكُمَا يُحِبُّ الْإِمْرَةَ، لَسْتُمَا مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، هَذَا إِلَى صُهَيْبٍ، اسْتَخْلَفَهُ عُمَرُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثَلَاثًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ، فَصَلَّى صُهَيْبٌ، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ جَمَعَ الْمِقْدَادُ أَهْلَ الشُّورَى فِي بَيْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَيُقَالُ فِي بَيْتِ الْمَالِ وَيُقَالُ فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ بِإِذْنِهَا، وَهُمْ خَمْسَةٌ مَعَهُمُ ابْنُ عُمَرَ وَطَلْحَةُ -[927]- غَائِبٌ، وَأَمَرُوا أَبَا طَلْحَةَ أَنْ يَحْجُبَهُمْ، وَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَجَلَسَا بِالْبَابِ، فَحَصَبَهُمَا سَعْدٌ وَأَقَامَهُمَا، وَقَالَ: تُرِيدَانِ أَنْ تَقُولَا حَضَرْنَا، وَكُنَّا فِي أَهْلِ الشُّورَى؟ فَتَنَافَسَ الْقَوْمُ فِي الْأَمْرِ وَكَثُرَ بَيْنَهُمُ الْكَلَامُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا كُنْتُ لَأَنْ تَدْفَعُوهَا أَخْوَفَ مِنِّي لَأَنْ تَنَافَسُوهَا، لَا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِ عُمَرَ لَا أَزِيدُكُمْ عَلَى الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي أُمِرْتُمْ، ثُمَّ أَجْلِسُ فِي بَيْتِي فَأَنْظُرُ مَا تَصْنَعُونَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمْ يُخْرِجُ مِنْهَا نَفْسَهُ وَيَتَقَلَّدُهَا عَلَى أَنْ يُوَلِّيَهَا أَفْضَلَكُمْ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: أَنَا أَنْخَلِعُ مِنْهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ» فَقَالَ الْقَوْمُ: قَدْ رَضِينَا، وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ قَالَ: أَعْطِنِي مَوْثِقًا لَتُؤْثِرَنَّ الْحَقَّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى، وَلَا تَخُصَّ ذَا رَحِمٍ، وَلَا تَأْلُو الْأُمَّةَ، فَقَالَ: أَعْطُونِي مَوَاثِيقَكُمْ عَلَى أَنْ تَكُونُوا مَعِي عَلَى مَنْ بَدَّلَ وَغَيَّرَ، وَأَنْ تَرْضَوْا مَنِ اخْتَرْتُ لَكُمْ، عَلَيَّ مِيثَاقُ اللَّهِ أَنْ لَا أَخُصَّ ذَا رَحِمٍ لِرَحِمِهِ وَلَا آلُو الْمُسْلِمِينَ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا وَأَعْطَاهُمْ مِثْلَهُ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: إِنَّكَ تَقُولُ إِنِّي أَحَقُّ مَنْ حَضَرَ بِالْأَمْرِ، لِقَرَابَتِكَ، وَسَابِقَتِكَ، وَحُسْنِ أَثَرِكَ فِي الدِّينِ، وَلَمْ تُبْعِدْ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتَ لَوَ صُرِفَ هَذَا الْأَمْرُ عَنْكَ فَلَمْ تَحْضُرْ، مَنْ كُنْتَ تَرَى مِنْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ أَحَقَّ بِالْأَمْرِ؟ قَالَ: عُثْمَانُ، وَخَلَا بِعُثْمَانَ فَقَالَ: تَقُولُ: شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَصِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ عَمِّهِ، لِي سَابِقَةٌ وَفَضْلٌ، لَمْ تُبْعِدْ، فَلَنْ يُصْرَفَ هَذَا الْأَمْرُ عَنِّي، وَلَكِنْ لَوْ لَمْ تَحْضُرْ فَأَيَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ تَرَاهُ أَحَقَّ بِهِ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، ثُمَّ خَلَا بِالزُّبَيْرِ فَكَلَّمَهُ بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ -[928]- عَلِيًّا وَعُثْمَانَ، ثُمَّ خَلَا بِسَعْدٍ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ: عُثْمَانُ فَلَقِيَ عَلِيٌّ سَعْدًا فَقَالَ: {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] أَسْأَلُكَ بِرَحِمِ ابْنِي هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِرَحِمِ عَمِّي حَمْزَةَ مِنْكَ، أَنْ لَا تَكُونَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِعُثْمَانَ ظَهِيرًا عَلَيَّ، فَإِنِّي أُدْلِي بِمَا لَا يُدْلِي بِهِ عُثْمَانُ، وَدَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيَالِيهِ يَلْقَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ وَافَى الْمَدِينَةَ مِنْ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، وَأَشْرَافِ النَّاسِ يُشَاوِرُهُمْ وَلَا يَخْلُو بِرَجُلٍ إِلَّا أَمَرَهُ بِعُثْمَانَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُسْتَكْمَلُ فِي صَبِيحَتِهَا الْأَجَلُ أَتَى مَنْزِلَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بَعْدَ ابْهِيرَارٍ مِنَ اللَّيْلِ فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا وَلَمْ أَذُقْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَثِيرَ غَمْضٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا، فَدَعَاهُمَا، فَبَدَأَ بِالزُّبَيْرِ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ فِي الصُّفَّةِ الَّتِي تَلِي دَارَ مَرْوَانَ، فَقَالَ لَهُ: خَلِّ ابْنَيْ عَبْدِ مَنَافٍ، وَهَذَا الْأَمْرَ، قَالَ: نَصِيبِي لِعَلِيٍّ، وَقَالَ لِسَعْدٍ: أَنَا وَأَنْتَ كَلَالَةٌ، فَاجْعَلْ نَصِيبَكَ لِي فَأَخْتَارُ، قَالَ: إِنِ اخْتَرْتَ نَفْسَكَ فَنِعْمَ، وَإِنِ اخْتَرْتَ عُثْمَانَ فَعَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ، أَيُّهَا الرَّجُلُ بَايِعْ لِنَفْسِكَ وَأَرِحْنَا، وَارْفَعْ رُءُوسَنَا، قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنِّي قَدْ خَلَعْتُ نَفْسِي مِنْهَا عَلَى أَنْ أَخْتَارَ، وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ وَجُعِلَ الْخِيَارُ إِلَيَّ لَمْ أُرِدْهَا، إِنِّي أُرِ

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْ قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §مَنْ تَرَى قَوْمَكَ مُؤَمِّرِينَ بَعْدِي؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَنُقْبِضَ، فَلَمَّا رَأَى كَثْرَةَ النَّاسِ وَتَكْبِيرَهُمْ وَمَا يَصْنَعُونَ، أَعْجَبَهُ ذَلِكَ، قَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ، كَمْ تَرَى هَذَا تَمَامًا لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: حَتَّى يُكْسَرَ بَابٌ أَوْ يُفْتَحَ، قَالَ: وَمَا يُكْسَرُ بَابٌ أَوْ يُفْتَحُ؟ قُلْتُ: يُقْتَلُ رَجُلٌ أَوْ يَمُوتُ، قَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ فِيمَنْ تَرَى قَوْمَكَ يُؤَمِّرُونَ بَعْدِي؟ قُلْتُ: §رَأَيْتُ النَّاسَ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: " §حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[933]- فَسَمِعْتُ الْحَادِيَ يَحْدُو: إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ ابْنُ عَفَّانَ، وَسَمِعْتُ الْحَادِيَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ: إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَدَأَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§اتَّقِ اللَّهَ، إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَهُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أَوْصَى النَّفْرَ الْخَمْسَةَ فَوَلَّوْا، مَالَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ: «§إِنْ يُوَلُّوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصِيبُوا خَيْرَهُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا بَيْعَةَ إِلَّا عَنْ مَشُورَةٍ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ خُنَيْسٍ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ مَعَ مَوْلَايَ نَعُودُ عُمَرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنِّي §أَقَمْتُ لَكُمُ الطَّرِيقَ فَلَا تَعُوجُنَّهَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أُصِيبَ أَرْسَلَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ كَانَ هَذَا عَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ؟» فَقَالَ عَلِيٌّ: «أَعَنْ مَلَأٍ مِنَّا؟ إِنِّي وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ نَقَصَ مِنْ آجَالِنَا فِي أَجَلِكَ»

قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي؟» قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ كَأَنَّهُمْ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَطُّ قَبْلَ يَوْمِهِمْ، قَالَ: فَخَرَجَ فَقَالَ: مَنْ طَعَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، فَرَجَعَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ، لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا» ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتَ - أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُ - فَقَالَ: «كَذَبْتَ، بَعْدَمَا صَلُّوا صَلَاتَكُمْ وَتَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ» ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ، صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ، فَقَالَ: ثُمَّ الشَّهَادَةُ، قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، لَيْتَنِي أَنْجُو كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِي» ، ثُمَّ أَدْبَرَ الشَّابُّ فَإِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ» ، فَمَا مَنَعَهُ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْمَوْتِ أَنْ نَصَحَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ كَمْ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ؟» قَالَ: بِضْعَةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا، قَالَ: «أَدِّهَا -[935]- مِنْ أَمْوَالِ آلِ عُمَرَ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِذْ طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَأَوْصَى فَقَالَ: «§بَلَغَ الدَّيْنُ الَّذِي عَلَيَّ بَضْعَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا» ، وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «إِنْ بَلَغَ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ بَلَغَتْ فَأَدِّهَا وَإِلَّا فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تُجَاوِزْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: هَلْ كَانَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَيْنٌ؟ فَقَالَ: «§وَمِنْ أَيْنَ يَدَعُ عُمَرُ دَيْنًا وَقَدْ بَاعَ رَجُلٌ مِنْ وَرَثَتِهِ مِيرَاثَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ؟»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَقْبَلَ رَجُلٌ شَابٌّ يُثْنِي عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقَدْ طُعِنَ وَالنَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ - فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي §ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ» ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا كَانَ فِيهِ أَنَّهُ رَأَى حَقًّا لِلَّهِ يَتَكَلَّمُ فِيهِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ -[936]-: " §أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَنَّةِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ نَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ أَسْلَمْتَ حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُتِلْتَ شَهِيدًا، قَالَ: «أَعِدْ» ، فَأَعَادَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ الْغَرُورَ لَمَنْ غَرَرْتُمُوهُ، لَوْ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهَا مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَضَعَ رَأْسَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ: «§أَعِدْ رَأْسِي فِي التُّرَابِ، وَيْلٌ لِي، وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§مَنْ دَعَا إِلَى إِمَارَةٍ لِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَحِلُّ لَكُمْ إِلَّا أَنْ تُقَاتِلُوهُ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ جُوَيْرِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ، أَنَّهُ حَجَّ عَامَ قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ: «إِنِّي §رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَ فِيَّ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ» . فَمَا لَبِثَ إِلَّا الْجُمُعَةَ حَتَّى طُعِنَ فَأَذِنَ لِلنَّاسِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله

عليه وسلم، ثُمَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَهْلَ الشَّامِ، ثُمَّ أَذِنَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَدَخَلْتُ فِيمَنْ دَخَلَ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ أَثْنَوْا عَلَيْهِ وَبَكَوْا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ وَقَدْ عَصَبَ بَطْنَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَالدَّمُ يَسِيلُ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَوْصِنَا، قَالَ: وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرُنَا، فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ» ، فَقُلْنَا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَتَقِلُّونَ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ شِعْبُ الْإِسْلَامِ الَّذِي لُجِئَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِأَهْلِ ذِمَّتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ عَهْدُ نَبِيِّكُمْ وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي» ، قَالَ: فَمَا زَادَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ فِي الْأَعْرَابِ: «وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ»

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ وَقَدْ سُجِّيَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا حَفْصٍ، §وَاللَّهِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ أَوْ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، §مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ -[938]- مِنْ هَذَا» ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. . . . . . فَقَالَ: لَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لُحِدَ لَهُ لَحْدٌ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، - رَجُلٍ مِنَ الْمَوَالِي قَالَ: " أَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ سَحِيقٌ قَدْ تَهَدَّبَ طَرَفَاهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ يَا أَبَا مَرْيَمَ؟» قُلْتُ: تُلْقِي هَذَا الْبُرْدَ عَنْكَ، قَالَ: فَقَعَدَ، ثُمَّ وَضَعَ طَرْفَ الْبُرْدِ عَلَى عَيْنَيْهِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى عَلَا صَوْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَبْلُغُ مِنْكَ مَا رَأَيْتُ مَا أَمَرْتُكَ بِطَرْحِهِ، قَالَ: «يَا أَبَا مَرْيَمَ، إِنِّي أَزْدَادُ لَهُ حُبًّا، إِنَّهُ أَهْدَاهُ إِلَيَّ خَلِيلِي» ، قُلْتُ: وَمَنْ خَلِيلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنَّ §عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَاصَحَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " وُضِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ فَجَاءَ عَلِيٌّ يَشُقُّ الصُّفُوفَ، فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقَالَ: «هُوَ هَذَا مَآلُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمَا - قَالَهَا مِرَارًا -» ثُمَّ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: «§مَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ بَعْدَ صَحِيفَةِ -[939]- النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْخًا كَبِيرًا قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْقَصْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ يَمَانِيَّةٌ مِنْ هَذِهِ الْيَمَانِيَّةِ الْخُمُرِ، عَتِيقٌ مِنْهَا جَيِّدٌ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَمَسُّونَهُ وَيَقُولُونَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «هَذَا §كَسَانِيهِ حَبِيبِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» ، فَلَمَّا ذَكَرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبَعَ رَأْسَهُ بِالْبُرْدِ، ثُمَّ بِكَى حَتَّى رَحِمَهُ مَنْ كَانَ ثَمَّ

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمْ يُدْرِكِ الصَّلَاةَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «إِنْ كُنْتُمْ سَبَقْتُمُونِي بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَلَنْ تَسْبِقُونِي بِالثَّنَاءِ» ، ثُمَّ قَالَ: «§نِعْمَ أَخُو الْإِسْلَامِ كُنْتَ يَا عُمَرُ، كُنْتَ عَفَّ الطَّرْفِ، عَفَّ الظَّهْرِ، جَوَادًا بِالْحَقِّ، بَخِيلًا بِالْبَاطِلِ، تَرْضَى حِينَ الرِّضَا، وَتَسْخَطُ حِينَ السُّخْطِ، لَمْ تَكُنْ مَدَّاحًا وَلَا عَيَّابًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -[940]- بْنِ أَبِي سَارِيَةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: " جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَقَدْ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتُمْ سَبَقْتُمُونِي بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ لَا تَسْبِقُونِي بِالثَّنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «§نِعْمَ أَخُو الْإِسْلَامِ كُنْتَ يَا عُمَرُ، تَرْضَى حِينَ الرِّضَا، وَتَسْخَطُ حِينَ السَّخَطِ، عَفِيفَ الطَّرْفِ، طَيِّبَ الظَّرْفِ، لَمْ تَكُنْ مَدَّاحًا، وَلَا مُغْتَابًا. ثُمَّ جَلَسَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ بَعْدَمَا دُفِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَئِنْ سَبَقْتُمُونِي بِدَفْنِهِ لَا تَسْبِقُونِي بِحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ» ، فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ فَقَالَ: «نِعْمَ أَخُو الْإِسْلَامِ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ يَا عُمَرُ، أَمَا وَاللَّهِ §إِنْ كُنْتَ لَجَوَادًا بِالْحَقِّ، بَخِيلًا بِالْبَاطِلِ، تَلِينُ لِلِّينِ، وَتَشْتَدُّ لِلشِّدَّةِ، وَتَرْضَى لِلرِّضَا، وَتَسْخَطُ لِلسَّخَطِ، عَفِيفَ الظَّهْرِ وَالْبَطْنِ وَالْفَرْجِ، مَا كُنْتَ عَيَّابًا وَلَا مَدَّاحًا»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ §عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ - وَقَالَ فِيمَا دَعَا لَهُ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ "

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا نَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِعَمَلِهِ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، فَلَأَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» فَكُنْتُ أَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَهُمَا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكِ بْنِ عُيَيْنَةَ الْأَزْدِيَّ حَلِيفَ بَنِي الْمُطَّلِبِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ جِنَازَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَصَمَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " §لِلَّهِ بَلَاءُ نَادِبَةِ عُمَرَ لَقَدْ صَدَقَتِ ابْنَةُ أَبِي حَثْمَةَ حِينَ، قَالَتْ: وَاعُمَرَاهُ، أَقَامَ الْأَوْدَ وَأَبْدَأَ الْعَهْدَ، وَاعُمَرَاهُ، ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ -[942]-، قَلِيلَ الْعَيْبِ، وَاعُمَرَاهُ أَقَامَ السُّنَّةَ وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ "، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا دَرَتْ هَذَا وَلَكِنَّهَا قُوِّلَتْهُ وَصَدَقَتْ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ عُمَرُ خَيْرَهَا وَخَلَّفَ شَرَّهَا، وَلَقَدْ نَظَرَ لَهُ صَاحِبُهُ فَسَارَ عَلَى الطَّرِيقَةِ مَا اسْتَقَامَتْ، وَرَحَلَ الرَّكْبُ، وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُقٍ مُتَشَعِّبَةٍ لَا يَدْرِي الضَّالُّ وَلَا يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §مَا زَالَ بِي ذِكْرُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَرْدِيدِي فِيهِ حَتَّى أُتِيتُ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لِي: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نَبِيٌّ هُوَ؟ فَظَنَنْتُ أَنِّي دَعَوْتُ بِذَلِكَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: " لَمَّا أُتِيَ بِجِنَازَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوُضِعَتْ فَقَالَ عَلِيٌّ: «§مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَةِ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ -[943]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ أَتَاهُ نَعْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§الْيَوْمَ تَرَكَ النَّاسُ حَلْقَةَ الْإِسْلَامِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ أَتَاهُ نَعْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§الْيَوْمَ تَرَكَ النَّاسُ حَافَّةَ الْإِسْلَامِ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ جَارَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى لَقَدْ حَالَ دُونَهُ وُعُورَةٌ، مَا يُبْصِرُونَ الْقَصْدَ وَلَا يَهْتَدُونَ لَهُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي هُذَيْلٍ: كَمْ ظَعَنُوا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مَظْعَنَةٍ وَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ مَثَلُ الْإِسْلَامِ أَيَّامَ عُمَرَ مَثَلُ امْرِئٍ مُقْبِلٍ لَمْ يَزَلْ فِي إِقْبَالٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أَدْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِدْبَارٍ» . وَقَالَ: «كَأَنَّ عِلْمَ النَّاسِ كَانَ مَدْسُوسًا فِي حِجْرِ عُمَرَ، وَاللَّهِ لَا أَعْرِفُ رَجُلًا لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ إِلَّا عُمَرَ» . وَقَالَ: «مَا يَحْبِسُ الْبَلَاءَ عَنْكُمْ فَرَاسِخَ إِلَّا مَوْتَةٌ فِي عُنُقِ رَجُلٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ» يَعْنِي عُمَرَ

وفاته رضي الله عنه

§وَفَاتُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: §طُعِنَ عُمَرُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ -[944]-، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَحَدِ هِلَالَ الْمُحْرِمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَوَاحِدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ: هَذَا وَهْمٌ، تُوُفِّيَ عُمَرُ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَبُويِعَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ضَرَبَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَمَكَثَ ثَلَاثًا وَتُوُفِّيَ فَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَقُبِرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ: كَانَ عُمُرُهُ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: «§بُكِيَ عَلَى عُمَرَ حِينَ مَاتَ»

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: «§دُفِنَ عُمَرُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجُعِلَ رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ، وَجُعِلَ رَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي -[945]- عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، §اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَةِ قُبُورٍ لَا مُشْرِفَةٍ وَلَا لَاطِئَةٍ، مَبْطُوطَةٍ بِبَطْحَاءَ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ "، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: يُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَدَّمٌ وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَعُمَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، رَأْسُهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا زِلْتُ أَضَعُ خِمَارِي وَأَتَفَضَّلُ فِي ثِيَابِي فِي بَيْتِي حَتَّى دُفِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُتَحَفِّظَةً فِي ثِيَابِي حَتَّى بَنَيْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقُبُورِ جِدَارًا فَتَفَضَّلْتُ بَعْدُ»

أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: " §كَانَ الْعَبَّاسُ خَلِيلًا لِعُمَرَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ يَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَهَ عُمَرَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَآهُ بَعْدَ حَوْلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَانَ عَرْشِي لِيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَءُوفًا رَحِيمًا "

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَهْضَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ: §كَانَ عُمَرُ لِي خَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ لَبِثْتُ حَوْلًا أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِيهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبْهَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لِيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَبِّي رَءُوفًا رَحِيمًا "

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: كَادَ عَرْشِي أَنْ يَهْوِيَ لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُ رَبًّا رَحِيمًا "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَءُوفًا رَحِيمًا، وَلَوْلَا رَحْمَتُهُ لَهَوَى عَرْشِي "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِينِي عُمَرَ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَهُوَ يَسْلُتُ الْعُرَاقَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: الْآنَ خَرَجْتُ مِنَ الْحِنَاذِ أَوْ مِثْلَ الْحِنَاذِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ -[947]- بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ يَقُولُ: " §دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: الْآنَ فَرَغْتُ، وَلَوْلَا رَحْمَةُ رَبِّي لَهَلَكْتُ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " نِمْتُ بِالسُّقْيَا وَأَنَا قَافِلٌ مِنَ الْحَجِّ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: §وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى عُمَرَ آنِفًا أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى رَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ وَهِيَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي فَأَيْقَظَهَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ فِي طَلَبِهِ، وَدَعَوْتُ بِثِيَابِي فَلَبِسْتُهَا فَطَلَبْتُهُ مَعَ النَّاسِ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَدْرَكَهُ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُهُ حَتَّى حَسَرْتُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى النَّاسِ، وَاللَّهِ لَا يُدْرِكُكَ أَحَدٌ حَتَّى يَحْسِرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حَسَرْتُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَعَمَلُهُ "

حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: " أَنَّ §بَاكِيَةً بَكَتْ عَلَى عُمَرَ فَقَالَتْ: وَاحَرِّي عَلَى عُمَرَ، حَرٌّ انْتَشَرَ فَمَلَأَ الْبَشَرَ، وَقَالَتْ أُخْرَى: وَاحَرِّي عَلَى عُمَرَ حَرٌّ انْتَشَرَ حَتَّى شَاعَ فِي الْبَشَرِ "

وَقَالَتْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر الطويل] فَجَّعَنِي فَيْرُوزُ لَا دَرَّ دَرُّهُ ... بِأَبْيَضَ تَالٍ لِلْكِتَابِ مُنِيبِ رَءُوفٍ عَلَى الْأَدْنَى غَلِيظٍ عَلَى الْعِدَى ... أَخِي ثِقَةٍ فِي النَّائِبَاتِ مُجِيبِ مَتَى مَا يَقُلْ لَا يَكْذِبُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ ... سَرِيعٍ إِلَى الْخَيْرَاتِ غَيْرَ قَطُوبِ وَقَالَتِ امْرَأَةٌ تَبْكِيهِ: [البحر الهزج] سَيَبْكِيكَ نِسَاءُ الْحَيِّ ... يَبْكِينَ شَجِيَّاتِ وَيَخْمِشْنَ وُجُوهًا ... كَالدَّنَانِيرِ نَقِيَّاتِ وَيَلْبَسْنَ ثِيَابَ الْحُزْنِ ... مِنْ بَعْدِ الْقُصَيْبَاتِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ تَبْكِيهِ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ شَهِيدًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ: عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ لَا تَمَلِّي عَلَى الْجَوَادِ النَّجِيبِ فَجَعَتْنِي الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّثْوِيبِ

وَقَالَتْ أَيْضًا تَرْثِيهِ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ: [البحر الكامل] مُنِعَ الرُّقَادُ فَعَادَ عَيْنِي عَائِدُ ... مِمَّا تَضَمَّنَ قَلْبِيَ الْمَعْمُودُ مَا لَيْلَةٌ حَبَسَتْ عَلَيَّ نُجُومَهَا ... فَسَهِرْتُهَا وَالشَّامِتُونَ رُقُودُ قَدْ كَانَ يُسْهِرُنِي حِذَارُكَ مَرَّةً ... فَالْيَوْمَ حُقَّ لِعَيْنِيَ التَّسْهِيدُ أَبْكِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَدُونَهُ ... لِلزَّائِرِينَ صَفَائِحٌ وَصَعِيدُ

أخبار عثمان بن عفان رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فقال له: يا ابن عم، أراك متحشفا، أسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا يتزر صاحبنا إلى أنصاف ساقيه

§أَخْبَارُ

عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصيّ. وأمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ، وأمها أم حكم، وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ. وكان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو، فلما كان الإسلام ولد له من رقيّة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلام سمّاه عبد الله واكتنى به؛ فكّناه المسلمون أبا عبد الله، فبلغ عبد الله ستّ سنين، فنقره ديك على عينيه فمرض فمات في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة فصلّى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل في حفرته عثمان بن عفان. وكان لعثمان رضي الله عنه من الولد- سوى عبد الله بن رقية- عبد الله الأصغر- درج - وأمه فاختة بنت غزوان بن جابر ابن نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك بن عبد عوف بن الحارث ابن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. وعمرو، وخالد، وأبان، وعمر، ومريم؛ وأمهم أمّ عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد

ابن ثعلبة بن لؤيّ بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس من الأزد. والوليد بن عثمان، وسعيد، وأمّ سعيد؛ وأمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وعبد الملك بن عثمان- درج- وأمه أم البنين بنت عيينة ابن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. وعائشة بنت عثمان، وأمّ أبان، وأمّ عمرو؛ وأمّهن رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ. ومريم بنت عثمان؛ وأمها نائلة بنت الفرافصة «1» ابن الأحوص ابن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب بن كلب. وأم البنين بنت عثمان؛ وأمّها أمّ ولد، وهي التي كانت عند عبد الله بن زيد بن أبي سفيان (ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه) قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: خرج عثمان بن عفّان وطلحة بن عبيد الله

على أثر الزّبير بن العوّام، فدخلا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام، ووعدهما الكرامة من الله؛ فآمنا وصدّقا، فقال عثمان: يا رسول الله قدمت حديثا من الشام، فلما كنّا بين معان والزّرقاء فنحن كالنّيام إذا مناد ينادينا: أيها النّيام هبّوا فإنّ أحمد قد خرج بمكّة. فقدمنا فسمعنا بك- وكان إسلام عثمان قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلّم دار الأرقم. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، حدثني موسى بن محمد ابن إبراهيم بن حارث التّيمي عن أبيه قال: لمّا أسلم عثمان بن عفّان أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطا وقال: أترغب عن ملّة آبائك إلى دين محدث؟! والله لا أحلّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه. فلمّا رأى الحكم صلابته في دينه تركه. قالوا: فكان عثمان ممّن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية، ومعه فيهما جميعا امرأته رقية بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوط

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، أخبرنا عبد الجبار بن عمارة قال، سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال محمد بن عمرو، وأخبرنا موسى بن يعقوب الزّمعي، عن محمد بن جعفر بن الزّبير- قالا: لما هاجر عثمان من مكة إلى المدينة نزل على أوس بن ثابت أخي حسّان بن ثابت في بني النجار. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، أخبرنا محمد بن عبد الله، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما أقطع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدّور بالمدينة خطّ لعثمان بن عفّان داره اليوم. ويقال إن الخوخة التي في دار عثمان اليوم وجاه باب النبيّ الذي كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج منه إذا دخل بيت عثمان. قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وآخى بين عثمان وأوس بن ثابت أبي شدّاد بن أوس، ويقال أبي عبادة سعد بن عثمان الزّرقيّ. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، حدثني أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، عن عبد الله بن مكنف ابن حارثة الأنصاري قال: لمّا خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر خلف عثمان على ابنته رقيّة، وكانت مريضة فماتت رضي الله عنها يوم قدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح الله على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر، وضرب رسول الله صلّى الله عليه

وسلم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان بسهمه وأجره في بدر؛ فكان كمن شهدها. * (عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: اشتدّ البلاء على من كان في أيدي المشركين من المسلمين قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عمر فقال: يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسرى المسلمين؟ قال: بأبي أنت والله ما لي بمكّة عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني، ثم إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ، فَأَجَارَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَرَاكَ مُتَحَشِّفًا، أَسْبِلْ كَمَا يُسْبِلُ قَوْمُكَ، قَالَ: هَكَذَا يَتَّزِرُ صَاحِبُنَا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (فلم يدع أحدا بمكة من أسرى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَأْوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي وَعَلَيْهِ مُلَاءَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ رَفَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَسُرَاقَةَ، قَالَ: «§أَوَّلُ نَعْلٍ رَأَيْتُهَا مُتَّسِعَةً نَعْلٌ رَأَيْتُهَا عَلَى ابْنِ عَفَّانَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§أَوَّلُ نَعْلٍ رُبِتَ بِفِتَالٍ وَاحِدٍ نَعْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجْمَلَ النَّاسِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، إِزَارٌ وَرِدَاءٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ عَقْفَاءَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيًا حِينَ قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ مَاتَ فَلَمْ نَرَ نَشِيجًا أَكْثَرَ مِنْ نَشِيجِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَإِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خِيرِنَا ذَا فُوقٍ فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ»

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ -[958]-، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ فَحَصَرَ وَقَالَ: «§أَمَّا بَعْدُ فَمَا مِنْ كَلَامٍ، وَسَيَكُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

ما سن عثمان رضي الله عنه من الأذان الثاني يوم الجمعة

§مَا سَنَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْأَذَانِ الثَّانِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: «§كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ إِلَى السَّاعَةِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: «إِنَّمَا §أَمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْإِمَامُ إِذَا صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، (عن حماد بن سلمة، عن -[959]- حميد، عن أنس قال) : «§إِنَّ الْمَقَامَ كَانَ كَذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَا النَّاسُ وَكَثُرُوا، فَأَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ بِالزَّوْرَاءِ، فَتَأَخَّرَ خُرُوجُهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ الْجُمُعَةَ قَدْ حَضَرَتْ»

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ الْمِنْبَرَ أَذَّنَ وَيُقِيمُ إِذَا نَزَلَ، فَكَانَ كَذَلِكَ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَصَدْرًا مِنْ وِلَايَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ أَمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يُقَدِّمَ أَذَانًا قَبْلَ ذَلِكَ بِالزَّوْرَاءِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ: «أَنَّ §النِّدَاءَ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ ثُمَّ تُقَامَ الصَّلَاةُ، وَذَلِكَ النِّدَاءُ الَّذِي يَحْرُمُ عِنْدَهُ الْبَيْعُ وَالِاشْتِرَاءُ إِذَا نُودِيَ بِهِ، فَأَمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُنَادَى قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ لِكَيْ تَجْتَمِعَ النَّاسُ»

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " §أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنَ التَّأْذِينِ فِي النَّوْمِ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ» ، وَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّأْذِينِ قَبْلَ الْإِقَامَةِ، ثُمَّ زَادَ بِلَالٌ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ» ، وَذَلِكَ أَنَّ بِلَالًا أَتَى بَعْدَمَا أَذَّنَ التَّأْذِينَةَ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِيُؤَذِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ» ، فَأُقِرَّتْ فِي التَّأْذِينِ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرُ التَّأْذِينِ عَلَى هَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ فَأَمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِتَأْذِينِ الْجُمُعَةِ الثَّالِثِ فَثَبَتَتِ السُّنَّةُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَا يُؤَذَّنُ تَأْذِينًا ثَالِثًا إِلَّا فِي الْجُمُعَةِ مُنْذُ سَنَّهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّهُ §سُئِلَ عَنِ الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ أَذَانٌ وَإِقَامَةٌ، وَالْأَذَانُ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ أَسْعَارِهِمْ وَعَنْ مَرْضَاهُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَامِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ خَلَّقَ الْمَسْجِدَ وَرَزَقَ الْمُؤَذِّنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمُؤَذِّنَ يَأْتِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَقُولُ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيِّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَيَقُولُ عُثْمَانُ: «§مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا، وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَبًا وَأَهْلًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، مُدَّةَ قَدْرِ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ "

. . . . . . . . . . . . . عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: " §خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِ حُلَّةُ أَفْوَافٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ فَأَكَبَّ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَنْ أَتَى مِنْكُمُ السُّوقَ الْيَوْمَ؟» كَيْفَ كَانَ سِعْرُ الْبُرِّ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الثَّانِيَةَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، وَهُوَ يَسْتَخْبِرُ عَنِ الْأَسْعَارِ وَالْأَخْبَارِ»

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، وَفِي يَدِهِ عَصًا فِي رَأْسِهَا انْحِنَاءٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، وَالنَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: " كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا عَقْفَاءَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَجْلِسَ عَلَيْهِ، وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، وَيَسْأَلُهُمْ عَنِ السِّعْرِ وَعَمَّا كَانَ مِنَ الْخَبَرِ، وَالْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَخَطَبَ وَسَكَتُوا، فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ يُحَدِّثُونَهُ فَيُذْهِبُونَ عَنْهُ بُرَحَاءِ الْخُطْبَةِ، وَحَتَّى كَأَنَّمَا يَرَوْنَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَقًّا وَاجِبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، فَإِذَا قَامَ سَكَتُوا، ثُمَّ يَقْرَأُ آخِرَ سُورَةِ النِّسَاءِ آيَةَ {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي -[963]- الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] ، وَأَدْرَكْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَلَمْ يَكُونَا يَصْنَعَانِ إِلَّا مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا يَخْطُبُونَ قِيَامًا، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ أَنْ رَقَّ وَكَبِرَ فَكَانَ يَخْطُبُ فَيُدْرِكُهُ مَا يُدْرِكُ الْكَبِيرَ، فَيَسْتَرِيحُ وَلَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُتِمُّ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلَ مَنْ قَعَدَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " §مَنْ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ فِي الْخُطْبَةِ جُلُوسًا؟ قَالَ: عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ كَبِرَ فَأَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ فَكَانَ يَجْلِسُ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَقُومُ، قُلْتُ: أَفَكَانَ يَخْطُبُ أَمْ لَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا §يَخْطُبُونَ قِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَالَتِ الْخُطْبَةُ، وَكَثُرَتِ الْمَقَادِيرُ، فَخَطَبَ قَائِمًا ثُمَّ قَعَدَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الْأُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ نَزَلَ -[964]-، فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ رَجُلًا عَظِيمَ الْعَجِيزَةِ فَخَطَبَ الْخُطْبَةَ الْأُولَى قَاعِدًا، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الْخُطْبَةَ الْأُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ نَزَلَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَغَيْرُهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُصَلِّي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ ظَلَّ الْحَالُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَامَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §كَانَتِ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ فَقَالَ: «لَوْ أَخَّرْنَا حَتَّى نَتَكَلَّمَ لِحَاجَتِنَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ §يُصَلُّونَ يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يَخْطُبُونَ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَآهُمْ لَا يُدْرِكُونَ الصَّلَاةَ خَطَبَ ثُمَّ صَلَّى»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: " قُلْتُ لِلْحَسَنِ: §مَنْ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْخُطْبَةِ؟ قَالَ: عُثْمَانُ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَذْهَبُونَ فَخَطَبَ ثُمَّ صَلَّى "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ - أَوْ حَضَرْتُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ غَدَاةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ غَدَاةِ يَوْمِ الْخَمِيسِ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، إِلَى الْمُمْتَحَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ يُسَبِّحُ الْجُمُعَةَ، وَسَبِّحَ الصَّفِّ، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِنْ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ إِلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِنْ لَيْلَةِ الْخَمِيسِ مِنْ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ إِلَى هَلْ أَتَى، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مِنْ وَالْمُرْسَلَاتِ إِلَى أَسْفَلَ»

وَحَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَفْتَتِحُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِالْبَقَرَةِ إِلَى الْمَائِدَةِ، وَبِالْأَنْعَامِ إِلَى هُودٍ، وَبُيُوسَفَ إِلَى مَرْيَمَ، وَبِ طه إِلَى طسم مُوسَى وَفِرْعَوْنَ، وَبِالْعَنْكَبُوتِ إِلَى ص وَبِتَنْزِيلِ إِلَى الرَّحْمَنِ، فَيَفْتَحُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْتِمُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْتِمُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ -[966]- أُمِّ كُلْثُومٍ، قَالَتْ: " كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ سَوْدَاءَ حَمَّمَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَيْثُ طَلَّقَهَا - وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ أَبِي: وَقَدْ كَانَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرَضٌ طَالَ بِهِ فَطَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «§قَدْ بَلَغَنِي طَلَاقُكَ أُمَّ أَبِي سَلَمَةَ، وَوَاللَّهِ لَئِنْ هَلَكْتَ فِي مَرَضِكَ الَّذِي طَلَّقْتَهَا فِيهِ لَأُوَرِّثَنَّهَا» ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتَ بِأَعْلَمَ بِذَلِكَ مِنَّا، وَلَكِنَّهَا طَلَبَتْهُ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَلَكَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ: " أَنَّ §امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، كَانَتْ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَةٍ فَأَبَانَهَا، فَأَتَاهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَرَّثْتُهَا مِنْكَ» ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا طَلَّقْتُهَا فِرَارًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَرَّثْتُهَا مِنْكَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ -[967]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، §طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا» . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ، وَنَحَرَ جَزُورًا وَأَقَامَهَا عَلَى دَمِهَا وَاسْتَحْلَفَهَا، فَتَزَوَّجَتْ، فَخَاصَمَهَا وَلَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَضَى لَهُمْ بِالْأَرْضِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ حَيَّانَ بْنِ مُنْقِذٍ: " أَنَّهُ §كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ طَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ، فَكَانَتْ إِذَا أَرْضَعَتْ لَمْ تَحِضْ، فَمَكَثَتْ قَرِيبًا مِنْ سَنَةٍ وَهِيَ تُرْضِعُ لَا تَحِيضُ، فَتُوُفِّيَ حَيَّانُ عِنْدَ رَأْسِ السَّنَةِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَاخْتَصَمَتِ الْمَرْأَتَانِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَشْرَكَ بَيْنَهُمَا فِي الْمِيرَاثِ، وَقَالَ لِلْهَاشِمِيَّةِ: «هَذَا رَأْيُ ابْنِ عَمِّكِ» ، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رُبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَهِيَ تُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَنَّهَا §اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا -[968]- عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَاصَمَهَا مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: إِنَّ بِنْتَ مُعَوِّذٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا الْيَوْمَ، أَفَتَتَنَقَّلُ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «فَتَتَنَقَّلُ وَلَا مِيرَاثَ بَيْنَهُمَا وَلَا عِدَّةَ عَلَيْهَا، إِلَّا أَنَّهَا لَا تُنْكَحُ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَبَلٌ» ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ: فَعُثْمَانُ خَيْرُنَا وَأَعْلَمُنَا "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ الْعَتَكِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي وَفْدٍ مِنْ وَفْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا فَقَالَ: " إِذَا شِئْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ "، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §رَجُلٌ مِنَّا جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ فِي يَدِهَا، فَقَالَ: «فَهُوَ فِي يَدِهَا»

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُوَفَّقِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ الْعَتَكِيِّ: " أَنَّ §رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الدِّيَّالُ، جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا، فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا، فَسَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «سُلْطَانٌ كَانَ لَهُ عَلَيْهَا فَخَرَجَ مِنْهُ فَبَرِئَتْ مِنْهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْقَافِلَانِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي جَيِّدَةَ: " §كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ مِنْ عَبِيدٍ وَإِمَاءٍ مُوَلَّدِينَ

وَمُوَلَّدَاتٍ وَقُيُونٍ وَنَعَمٍ، وَكَانَ لَهُ بَنُونَ لِعَلَّاتٍ، كَانَ لَهُ أَرْبَعُ بَنِينَ مِنَ امْرَأَةٍ قَدْ مَاتَتْ أَخَذَهُمْ مُعَاوِيَةَ وَثَلَاثَةٌ لْامْرَأَةٍ قَدْ مَاتَتْ وَأَرْبَعَةٍ لِامْرَأَةٍ حَيَّةٍ وَأَنَّهُ عَمِدَ إِلَى مَالِهِ فَجَزَّأَهُ بَيْنَ أَصَاغِرِ بَنِيهِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُمُّهُمْ حَيَّةٌ، وَتَرَكَ سَائِرَهُمْ، فَجُفِيَ الشَّيْخُ وَحَرَمُوهُ وَقَطَعُوهُ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَكِبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَبَانَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَنَحْنُ بَنَوْهُ لِعَلَّاتٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَالِهِ فَجَعَلَهُ لِطَائِفَةِ بَنِي امْرَأَةٍ وَاحِدةٍ وَتَرَكَ سَائِرَهُمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَى أَبَيْنَا مَالَهُ وَإِمَّا أَنْ تُوَزِّعَهُ بَيْنَنَا، فَلَيْسَ هُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا؟ قَالَ: فَأَيُّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَفْعَلَ؟ قَالَ: أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُخَيِّرَهُ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْيَمَامَةِ: «أَنْ خَيِّرْ جَيِّدَةَ بَيْنَ أَنْ يَرُدَّ مَالَهُ وَبَيْنَ أَنْ يُوَزِّعَهُ بَيْنَ بَنِيهِ» ، قَالَ: فَاخْتَارَ مَالَهُ، فَعَادَ إِلَيْهِ بَنُوهُ فِي الطَّوَاعِيَةِ لَهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَالُهُ فِي يَدِهِ حَتَّى مَاتَ فَتَرَكَهُ مِيرَاثًا، فَتَرَكَهُ أَكَابِرُ بَنِيهِ الْأَرْبَعَةِ لِإِخْوَتِهِمْ فَاقْتَسِمُوهُ بَيْنَهُمْ "

وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّهُ §زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ ابْنَ عَمٍّ لَهُ - كَانَ لَهُ شَرَفٌ - وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَلَا تَتَزَوَّجَ حَتَّى تَأْتِيَكَ، فَإِنْ تَزَوَّجْتَ فَلَا حَقَّ لَكَ فِيهَا، قَالَ: فَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ أُمَّ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى الْقَاضِي، فَخَاصَمَهُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَحَدَ الشَّرْطَ وَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ شَرَطَ شَرْطًا فَتَرَكَهُ، قَالَ -[970]-: «مَا أُرَاهُ تَرَكَهُ، هُوَ عَلَى شَرْطِهِ» ، قَالَ: فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَامَةِ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا ابْنَ أَخِيهِ، فَوَلَدَتْ لَهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، قَالَ: " §جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَقَالَا لِي: أَلَا تُكَلِّمُ خَالَكَ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ؟ فَعَرَضْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةً، فَقَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَرْءُ» ، فَرَجَعْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرْتُهُمَا بِمَا قُلْتُ وَقَالَ لِي، فَقَالَا: قَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ، فَوَافَانِي رَسُولُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَجِبْ، فَقَالَا لِي: قَدِ ابْتُلِيتَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: «مَا هَذِهِ النَّصِيحَةُ الَّتِي ذَكَرْتَ لِي آنِفًا؟» فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ كُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَالثَّالِثَةُ صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَدْيَهُ وَسِيرَتَهُ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أُخْتٍ، وَهَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنَّهُ

قَدْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، فَقَالَ: أَنَا كَمَا قُلْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَالثَّالِثَةُ صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، ثُمَّ بَايَعْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ حَتَّى تَوَفَّاهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، إِنَّمَا لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ، فَدَعَا عَلِيًّا وَأَمَرَهُ بِضَرْبِهِ أَرْبَعِينَ "

وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ §قَوْمًا قَالُوا لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: أَمَا تُرِيدُ أَنْ تُكَلِّمَ خَالَكَ فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ عَدِيٌّ: فَعَرَضْتُ لَهُ عِنْدَ الظُّهْرِ فَكَأَنَّهُ عَلِمَ مَا أُرِيدُ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَيَا عَدِيُّ، وَاللَّهِ إِنِّي لَمَظْلُومٌ مَنْعِيٌّ عَلَيَّ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا خَالَفْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَمَا خَالَفْتُهُمَا وَلَا غَشَشْتُهُمَا حَتَّى مَاتَا، أَفَمَا تَرَوْنَ لِي مِثْلَ مَا رَأَيْتُ لِمَنْ قَبْلِي؟ قُلْتُ: إِنَّهُ لَكَ وَحَقٌّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَأْتُونَنِي، قَالَ: فَدَفَعَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: فَأَنَا أَنَا "

وَقَالَ: عَنْ مُبَارَكِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: كَانَ أَبُو زَيْنَبَ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو مُرَوِّعٍ يَلْتَمِسَانِ عَثْرَةَ الْوَلِيدِ، فَجَاءَا يَوْمًا - وَلَمْ يَحْضُرِ الصَّلَاةَ - فَسَأَلَا عَنْهُ وَتَلَطَّفَا حَتَّى عَلِمَا أَنَّهُ يَشْرَبُ، فَاقْتَحَمَا الدَّارَ فَوَجَدَاهُ يَقِيءُ، فَاحْتَمَلَاهُ وَهُوَ سَكْرَانُ فَوَضَعَاهُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَأَخَذَا خَاتَمَهُ وَخَرَجَا، فَأَفَاقَ، فَتَفَقَّدَ خَاتَمَهُ، فَسَأَلَ، فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَا رَجُلَيْنِ دَخَلَا الدَّارَ فَاحْتَمَلَاكَ فَوَضَعَاكَ عَلَى سَرِيرِكَ، فَقَالَ: صِفُوهُمَا، فَوَصَفُوهُمَا، فَقَالَ: هَذَانِ أَبُو زَيْنَبَ، وَأَبُو مُرَوِّعٍ، وَلَقِيَ أَبُو زَيْنَبَ وَأَبُو مُرَوِّعٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ الْأَسَدِيَّ، وَعُقْبَةَ بْنَ يَزِيدَ الْبَكْرِيَّ وَغَيْرَهُمَا، فَأَخْبَرَاهُمْ، فَقَالُوا: اشْخَصُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَعْلِمُوهُ فَشَخَصُوا فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا جِئْنَاكَ لِأَمْرٍ نَحْنُ مُخْرِجُوهُ إِلَيْكَ مِنْ أَعْنَاقِنَا، قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالُوا: §رَأَيْنَا الْوَلِيدَ سَكْرَانَ مِنْ خَمْرٍ قَدْ شَرِبَهَا، وَهَذَا خَاتَمُهُ أَخَذْنَاهُ وَهُوَ لَا يَعْقِلُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُشَاوِرُهُ، فَقَالَ: أَرَى أَنْ تُشْخِصَهُ فَإِنْ شَهِدُوا عَلَيْهِ بِمَحْضَرٍ مِنْهُ حَدَدْتَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَدِمَ فَشَهِدُوا عَلَيْهِ أَبُو زَيْنَبَ وَأَبُو مُرَوِّعٍ وَجُنْدَبٌ الْأَسَدِيُّ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ - ثُمَّ شَهِدَ عَلَيْهِ الْأَيْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِعَلِيٍّ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَمَا لَكَ وَلِهَذَا؟ يَكْفِيكَ هَذَا غَيْرُكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَضَرَبَهُ بِمَحْضَرَةٍ لَهَا رَأْسَانِ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ قَالَ لَهُ: أَمْسِكْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَينٍ أَبِي سَاسَانَ، قَالَ: رَكِبَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرُوهُ عَنِ الْوَلِيدِ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ عَلِيٌّ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «دُونَكَ ابْنُ عَمِّكَ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ» ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاجْلِدْهُ، قَالَ: مَا أَنْتَ وَهَذَا؟ وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ، بَلْ وَهَنْتَ، وَضَعُفْتَ وَعَجَزْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: «كُفَّ، §جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُضَينٌ أَبُو سَاسَانَ، قَالَ: شَهِدْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لَمَّا أُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: " حُدَّهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فَعَنَّفَهُ وَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَنْ يَحُدَّهُ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ فَقَالَ: «أَمْسِكْ، §جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ عُثْمَانُ الْوَلِيدَ الْحَدَّ قَالَ: «§أَبْصَرْتَنِي الْيَوْمَ بِشَهَادَةِ قَوْمٍ لَيَقْتُلُنَّكَ عَامًا قَابِلًا» ، وَقَالَ الْوَلِيدُ لَمَّا ضَرَبَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر البسيط] فَرَّقَ اللَّهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ ... بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ قُرْبَى وَمِنْ نَسَبِ وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ - وَكَانَ نَدِيمًا لِلْوَلِيدِ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا - فِي قَصِيدَةٍ: [البحر الخفيف] وَلَعَمْرُ الْإِلَهِ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ ... مَصَالٌ أَوْ لِلِّسَانِ مَقَالُ مَا تَنَاسَيْتُكَ الصَّفَاءَ وَلَا الْوُدَّ ... وَلَا حَالَ دُونَكَ الْإِشْغَالُ وَلَحَرَّمْتُ لَحْمَكَ الْمُتَعَصِّي ... ضِلَّةً ضَلَّ حِلْمُهُمْ مَا اغْتَالُوا مِنْ رِجَالٍ تَنَاوَلُوا مُنْكَرَاتٍ ... لِيَنَالُوا الَّذِي أَرَادُوا فَنَالُوا قَوْلُهُمْ شُرْبُكَ الْحَرَامَ وَقَدْ ... كَانَ شَرَابٌ دُونَ الْحَرَامِ حَلَالُ "

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: " §لَمَّا وَلَّى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ الْكُوفَةَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِهَا: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلَامٌ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ حَتَّى تَوَلَّتْ مَنْعَتُهُ وَاسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي أَهْلِهِ، وَأَوْصَيْتُهُ بِكُمْ وَلَمْ أُوصِكُمْ بِهِ، فَلَمَّا بَذَلُ لَكُمْ خَيْرَهُ، وَكَفَّ عَنْكُمْ شَرَّهُ، وَغَلَبَتْكُمْ عَلَانِيَتُهُ طَعَنْتُمْ فِي سَرِيرَتِهِ، وَاللَّهُ -[975]- أَعْلَمُ بِكُمْ وَبِهِ، وَقَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَمِيرًا، وَهُوَ شَرَفُ أَهْلِهِ وَمَنْ لَا يَطْغَى فِي سَرِيرَتِهِ وَلَا عَلَانِيَتِهِ، وَقَدْ أَوْصَيْتُهُ بِكُمْ خَيْرًا، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا، وَالسَّلَامُ "

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ خَلَفٌ الْمَذْحِجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَرَّارُ بْنُ مُوسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ مَا كَانَ، حَيْثُ شَهِدُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا ثَبَتَتْ عَلَيْهِ الشَّهَادَةُ قَالَ عَلِيٌّ: «أَنَا جَلَّادُ قُرَيْشٍ سَائِرَ الْيَوْمِ» ، فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ثُمَّ قَالَ: " لَا تَجْزَعَنَّ أَبَا وَهْبٍ، فَإِنَّمَا §هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِتَعْطِيلِهِمُ الْحُدُودَ، وَذَاكَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْهُمْ ذَاتَ شَرَفٍ وَهَيْئَةٍ فَجَرَتْ فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهَا الْحَدَّ - وَكَانَتْ فِي عَدَدٍ - فَقَالَ أَهْلُهَا: أَيُقَامُ عَلَى فُلَانَةَ الْحَدُّ؟ فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تُرِكَتْ فَلَمْ يُقَمْ عَلَيْهَا الْحَدُّ، وَفَجَرَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ دُونَهَا مِنَ الْحَسَبِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهَا الْحَدَّ فَقَالَ أَهْلُهَا: مَا بَالُكُمْ تُقِيمُونَ عَلَى فُلَانَةَ الْحَدَّ وَتَرَكْتُمُ الْأُخْرَى؟ فَتَرَكُوهَا فَعَطَّلُوا الْحُدُودَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ حِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ، قَالَ الْحُطَيْئَةُ: [البحر الكامل] §شَهِدَ الْحُطَيْئَةُ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ ... أَنَّ الْوَلِيدَ أَحَقُّ بِالْعُذْرِ نَادَى وَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُمُ ... سَفَهًا أَزِيدُكُمْ وَمَا يَدْرِي -[976]- كَفُّوا عِنَانَكَ إِذْ جَرَيْتَ وَلَوْ ... تَرَكُوا عِنَانَكَ لَمْ تَزَلْ تَجْرِي وَقَالَ أَيْضًا: [البحر الوافر] تَكَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ وَزَادَ فِيهَا ... عَلَانِيَةً وَجَاهَرَ بِالنِّفَاقِ وَمَجَّ الْخَمْرَ عَنْ سُنَنِ الْمُصَلَّى ... وَنَادَى وَالْجَمِيعُ إِلَى افْتِرَاقِ أَزِيدُكُمُ عَلَى أَنْ تحَمْدُونِي ... فَمَا لَكُمُ وَلَا لِيَ مِنْ خَلَاقِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: جَاءَ بَنُو الْحَكَمِ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ إِلَى عُثْمَانَ - وَقَدْ سَكِرَ - فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَقَدْ قَطَعْتُمْ رَحِمَهُ، وَجِئْتُمْ مَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَأْتُونِي بِهِ، وَلَكِنْ أَمَا إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ الْحَدُّ فَلَيْسَ لَهُ بُدٌّ أَنْ نُمْضِيَهُ، فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ثُمَّ تَرَكَهُ»

حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ بِفِنَائِي إِذْ مَرَّ بِي أَبُو قَتَادَةَ عَلَى دَابَّةٍ لَهُ، فَتَحَدَّثَ فَرَكِبْتُ خَلْفَهُ، فَخَرَجْنَا نَسِيرُ - وَكَانَتْ لَهُ أَرْضٌ بِالْعَقِيقِ - فَمَرَرْنَا إِلَى جَانِبِ سَلْعٍ، فَقَالَ: " §لَقَدْ

لَقِينَا الْبَارِحَةَ هَاهُنَا أَمْرًا عَظِيمًا قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَتَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ الْبَارِحَةَ امْرَأَةٌ مُتَنَكِّرَةٌ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَإِنِّي قَدْ أُحْصِنْتُ فَأَقِمْ عَلَيَّ حَدَّ اللَّهِ، فَإِنَّكَ مَحَلُّ ذَلِكَ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَطَرَقَنَا فِي بُيُوتِنَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَاسْتَشَارَنَا فِيهَا، فَأَشَرْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَرْجُمَهَا، فَخَرَجْنَا بِهَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ فَرَجَمْنَاهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا قَدْ حُدَّتْ، فَذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَإِذَا عَيْنَاهَا تَبُصَّانِ فَعُدْنَا فَرَجَمْنَاهَا، فَمَا كَادَتْ تَمُوتُ فَلَقِينَا أَمْرًا عَظِيمًا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَرَى النَّارَ مَعَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى الصَّلَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَتَى هَاهُنَا امْرَأَةٌ إِخَالُهَا قَدْ عَادَتْ بِشَرِّ وَلَدٍ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَمَا تَرَوْنَ فِيهَا؟» فَنَادَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: " §إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، وَقَالَ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] ، فَإِذَا تَمَّتْ رِضَاعَتُهُ فَإِنَّمَا الْحَمْلُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، فَتَرَكَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ يَرْجُمْهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَائِدٌ، لِابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ §عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " ادْنُونِي مِنْهُ، أَمَا إِنَّهَا إِنْ خَاصَمَتْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ خَصَمَتْكَ، قَالَ اللَّهُ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، وَيَقُولُ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] ، فَقَدْ حَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَهِيَ تُرْضِعُهُ لَكُمْ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ "، قَالَ: «فَدَعَا بِهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَلَّى سَبِيلَهَا» . حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: أُتِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِامْرَأَةٍ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَشَاوَرَ النَّاسَ - بِنَحْوِهِ -، قَالَ: فَفَرِحَ بِذَلِكَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالنَّاسُ وَأَعْجَبَهُمْ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ قَالَ: أَتَى صَاحِبُ الْمَرْأَةِ الَّتِي أُتِيَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ قَالَ: §أُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِامْرَأَةٍ ذَاتِ زَوْجٍ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: «لَمْ تَظْلِمْ؟» قَالَ: كَيْفَ؟ قُلْتُ: " {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، {وَالْوَالِدَاتُ -[979]- يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] "، قُلْتُ: «كَمِ الْحَوْلُ؟» قَالَ: سَنَةٌ، قُلْتُ: «فَكَمِ السَّنَةُ؟» قَالَ: اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، قُلْتُ: «فَذَاكَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا حَوْلَانِ، يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنَ الْحَمْلِ مَا شَاءَ، وَيُقَدِّمُ» قَالَ: «فَاسْتَرَاحَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى قَوْلِي»

حَدَّثَنَا. . . . . . عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §دُفِعَتْ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ امْرَأَةٌ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهَا رَجْمٌ، قَالَ اللَّهُ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ} [البقرة: 233] كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ، وَقَالَ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} [الأحقاف: 15] ثَلَاثُونَ شَهْرًا، فَحَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ وَسِتَّةُ أَشْهُرٍ ثَلَاثُونَ شَهْرًا، قَالَ: ثُمَّ وَلَدَتْ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى حَالِهَا ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، قَالَ: " §كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا -[980]- تَحْتَ رَجُلٍ مِنَّا، فَوَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَدُفِعَتْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، فَبَعَثَ خَلْفَهَا فَلَمْ يُدْرِكْهَا إِلَّا وَقَدْ رُجِمَتْ، وَكَانَ فِيمَا تَقُولُ لِأُخْتِهَا: لَا تَحْزَنِي فَوَاللَّهِ مَا كَشَفَ عَنِّي رَجُلٌ قَطُّ غَيْرُهُ، فَلَمَّا شَبَّ الْغُلَامُ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ، وَاعْتَرَفَ بِهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَطَّعُ عُضْوًا عُضْوًا "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ: " أَنَّ أَعْرَابِيًّا، §قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِحَلُوبَةٍ لَهُ، فَسَاوَمَهُ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَازَعَهُ فَلَطَمَهُ لَطْمَةً فَقَأَ عَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُضَعِّفَ لَكَ الدِّيَةَ وَتَعْفُوَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا يَتَحَدَّثُ قَوْمِي أَنِّي أَخَذْتُ لِعَيْنِي أَرْشًا، فَرَفَعَهُمَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَدَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِرْآةٍ فَأَحْمَاهَا وَوَضَعَ الْقُطْنَ عَلَى عَيْنِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ أَخَذَ الْمَرْآةَ بِكَلْبَتَيْنِ، ثُمَّ أَدْنَاهَا مِنْ عَيْنِهِ حَتَّى سَالَ إِنْسَانُ عَيْنِهِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، - أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أُتِيَ بِغُلَامٍ قَدْ سَرَقَ قَالَ: «انْظُرُوا اخْضَرَّ مِئْزَرُهُ؟» فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ لَمْ يَخْضَرَّ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ "

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §تَزَوَّجَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيِّ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ، مَلَكَ عُقْدَةَ نِكَاحِهَا وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ حَتَّى تَحَنَّفَتْ حِينَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §تَزَوَّجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَائِلَةَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيَّةَ وَكَانَ أَبُوهَا نَصْرَانِيًّا، فَأَمَرَ ضَبًّا ابْنَهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا أَرَادُوا حَمْلَهَا إِلَيْهِ قَالَ لَهَا أَبُوهَا: يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ تَقْدَمِينَ عَلَى نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ هُمْ أَقْدَرُ عَلَى الطِّيبِ مِنْكِ، فَاحْفَظِي عَنِّي خَصْلَتَيْنِ: تَكَحَّلِي وَتَطَيَّبِي بِالْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ رِيحُكِ كَرِيحِ شَنٍّ أَصَابَهُ مَطَرٌ، فَلَمَّا حُمِلَتْ كَرِهَتِ الْغُرْبَةَ، وَحَزِنَتْ لِفِرَاقِ أَهْلِهَا، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: [البحر الطويل] أَلَسْتَ تَرَى يَا ضَبُّ بِاللَّهِ أَنَّنِي ... مُصَاحِبَةٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ أَرْكُبَا إِذَا قَطَعُوا حَزَنًا تَخُبُّ رِكَابُهُمْ ... كَمَا زَعْزَعَتْ رِيحٌ يَرَاعًا مُثَقَّبًا لَقَدْ كَانَ فِي أَبْنَاءِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ ... لَكَ الْوَيْلُ مَا يُغْنِي الْخِبَاءَ الْمُطَنَّبَا فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى عُثْمَانَ قَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَوَضَعَ لَهَا سَرِيرًا حِيَالَهُ -[982]- فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَلَنْسُوَتَهُ فَبَدَا الصَّلَعُ فَقَالَ: " يَا بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ لَا يَهُولَنَّكِ مَا تَرَيْنَ مِنْ صَلَعٍ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ مَا تُحِبِّينَ، فَسَكَتَتْ، فَقَالَ: «إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ؟» فَقَالَتْ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ، فَوَاللَّهِ مَا تَجَشَّمْتُ مِنْ جَنَبَاتِ السَّمَاوَةِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، بَلْ أَقُومُ إِلَيْكَ، فَقَامَتْ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ، فَمَسَحَ رَأْسَهَا وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «اطْرَحِي عَنْكِ رِدَاءَكِ» فَطَرَحَتْهُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اطْرَحِي خِمَارَكِ» ، فَطَرَحَتْهُ، ثُمَّ قَالَ: «انْزَعِي عَنْكِ دِرْعَكِ» ، فَنَزَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَ: «حُلِّي إِزَارَكِ» ، قَالَتْ: ذَاكَ إِلَيْكَ، فَحَلَّ إِزَارَهَا فَكَانَتْ مِنْ أَحْظَى نِسَائِهِ عِنْدَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: " §لَمَّا قَدِمَ جُنَيْدِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَمَةَ الدَّوْسِيُّ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مَعَهُ ابْنَتُهُ أُمُّ عَمْرٍو خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، وَخَلَّفَهَا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَوْصَى بِهَا حَتَّى يُزَوِّجَهَا كُفْئًا، وَإِنْ كَانَ بِفِتَالٍ، قَالَ: فَاسْتُشْهِدَ بِالشَّامِ فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتَلِي الْمِنْبَرَ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ وَكَبَّرَ: " يَا مَنْ لَهُ فِي أَحْسَنِ النَّاسِ، أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ ابْنَتِي أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ جُنَيْدِبٍ، وَلْيَنْظُرْ رَجُلٌ مَنْ هُوَ - وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ - فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَابْذُلْ فَإِنَّهَا مُتَيَسِّرَةٌ، قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: قَدْ زَوَّجْنَاكَهَا، فَعَجِّلْ، فَوَثَبَ فَجَاءَ بِصَدَاقِهَا فَدَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ بُنَيَّتِي؟ قِيلَ: هِيَ ذِهْ، فَجَاءَتْ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةِ ابْسُطِي حَبْوَتَكِ، فَبَسَطَتْ مُقَدَّمَ ثَوْبِهَا فَنَثَرَ فِيهِ الدَّرَاهِمَ وَقَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي، قَالَتْ: وَمَا هَذِهِ الدَّرَاهِمُ يَا أَبَتَاهُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَدَاقُكِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَنَثَرَتْهَا وَقَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهُ، فَقَالَ لِحَفْصَةَ: يَا أُخْتَاهُ صَفِّرُوا يَدَيْهَا، وَاصْبِغُوا لَهَا ثَوْبَيْنِ، وَتَصَدَّقِي يَا بُنَيَّةِ مِنْ صَدَاقِكِ عَلَى بَعْضِ قَوْمِكِ، ثُمَّ قَالَ لِحَفْصَةَ: اخْرُجِي بِهَا اللَّيْلَةَ حَتَّى تَدْفَعِيهَا إِلَي عُثْمَانَ فَخَرَجَتْ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَمَانَةٌ فِي عُنُقِي وَمَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ عَلَيْهَا، فَخَرَجَ حَتَّى لَحِقَهَا، ثُمَّ مَضَى حَتَّى دَقَّ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ، فَبَنَى عَلَيْهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَعَدَ عِنْدَهَا فَأَطَالَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ أَقَمْتَ عِنْدَ هَذِهِ الدَّوْسِيَّةِ إِقَامَةً مَا كُنْتَ تُقِيمُهَا عِنْدَ النِّسَاءِ قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْ خَلَّةٍ أَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ فِي امْرَأَةٍ إِلَّا وَقَدْ وَجَدْتُهَا فِيهَا إِلَّا خَلَّةً، وَجَدْتُهَا صَغِيرَةً، أَخَافُ أَلَّا يَكُونَ لَهَا وَلَدٌ، قَالَ: فَابْتَسَمَتِ ابْتِسَامَةً سَمِعَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا قَامَ سَعِيدٌ رَفَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحِجَابَ فَقَالَ: مَا أَضْحَكَكِ يَا بِنْتَ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ: لَا شَيْءَ، قَالَ: لَتُخْبِرِينِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ لِابْنِ عَمِّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ نِسْوَةٍ مَا دَخَلَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ عَلَى رَجُلٍ شَرِيفٍ

قَطُّ فَحَمَلَتْ حَتَّى تَلِدَ سَيِّدَا مِنْهُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، قَالَ: فَلَمْ تَرَ حَمْرَاءَ وَحَتَّى رَأَيْتُهَا عَلَى رَأْسِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَوَلَدَتْ لِعُثْمَانَ، عَمْرًا، وَمُحَمَّدًا، وَأَبَانَ، وَأُمَّ عَمْرٍو، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ امْرَأَةٌ تُقْبِلُ النِّسَاءَ فَلَمَّا كَانَ. . . . . . . . عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ فَإِذَا هِيَ تُطْلِقُ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَلَدَتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا وَلَدْتِ؟ قَالَتْ: غُلَامًا، قَالَتْ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ شَرِيفُ قَوْمٍ فَسُمِّيَ بِاسْمِهِ أَوَّلُ مَوْلُودٍ يُولَدُ فِي قَوْمِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ حَظُّهُ، فَقَدْ أَسْمَيْتُهُ عُمَرَ، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَجَاءَنِي رَسُولُ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ جُنَيْدِبٍ فَأَجِدُهَا تُطْلِقُ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَلَدَتْ، فَقَالَتْ: مَا وَلَدْتُ؟ قُلْتُ: غُلَامًا، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ شَرِيفُ قَوْمٍ قَطُّ تَسَمَّى بِاسْمِهِ أَوَّلُ مَوْلُودٍ يُولَدُ فِي قَوْمِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ حَظُّهُ، وَقَدْ سَمَّيْتُهُ عُمَرَ، قُلْتُ: هَيْهَاتَ سَبَقَتْكِ الْفَيْدَرِيَّةُ امْرَأَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَتْ: فَإِذَنْ هُوَ عَمْرٌو "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُطَيْفٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُومَانُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَدْعُوهُ، فَأَتَاهُ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنِّي صَائِمٌ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تَدْعُونَنِي مَا صُمْتُ، قَالَ عُثْمَانُ -[985]-: " §إِنْ شِئْتَ صَنَعْنَا بِكَ مَا يُصْنَعُ بِالصَّائِمِ، قَالَ: وَمَا يُصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: يُكَحَّلُ وَيُطَيَّبُ "، قَالَ: فَدَعَا لَهُ بِكُحْلٍ وَطِيبٍ، فَكُحِّلَ وَطُيِّبَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ، - زَادَ أَبُو عَتَّابٍ: أُمِّ عَيَّاشٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِهَا مَعَ ابْنَتِهِ إِلَى عُثْمَانَ، قَالَا جَمِيعًا: قَالَتْ: " §كُنْتُ أَمْعَثُ لِعُثْمَانَ الزَّبِيبَ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً، وَأَفْعَلُهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً، وَأَنَّهَا قَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ: لَعَلَّكِ - قَالَ أَحْمَدُ: تُلْقِينَ، وَقَالَ أَبُوعَتَّابٍ: تَخْلِطِينَ - فِيهِ رَهْوًا "، قَالَتْ: رُبَّمَا - قَالَ أَبُو عَتَّابٍ: فَعَلْتُ، وَقَالَ أَحْمَدُ: خَلَطَتْ فِيهِ رَهْوًا قَالَ أَحْمَدُ: فَلَا تَفْعَلِي، وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ: فَلَا تَعُودِي ". كَتَبْتُ مِنْ كِتَابِ إِسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ - وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَرَأَهُ عَلَيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُهُ - وَذَكَرَ أُمَّ عَيَّاشٍ فَقَالَ: كَانَتْ خَادِمًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا زَوَّجَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنَتَهُ بَعَثَ بِهَا مَعَ ابْنَتِهِ إِلَى عُثْمَانَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَمْعَثُ لَهُ الزَّبِيبَ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ

عَشِيَّةً، وَأَمْعَثُهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً، قَالَتْ: وَإِنَّهُ أَتَانِي ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «لَعَلَّكِ تَخْلِطِينَ فِيهِ رَهْوًا؟» قُلْتُ: رُبَّمَا فَعَلْتُ، قَالَ: «فَلَا تَعُودِي» ، قَالَتْ: وَكَانَ حُمْرَانُ مِنْ سَبْيٍ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ نُجَيْرٍ بِالْيَمَنِ فَكَانَ يَخْدُمُهُ، وَأَسْلَمَهُ إِلَى الْكِنَّاتِ، قَالَتْ: فَبَعَثَهُ إِلَيَّ يَوْمًا وَأَنَا أَمْعَثُ ذَلِكَ الزَّبِيبَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا مَشْغُولَةٌ، فَرَجَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: انْطَلِقِي فَإِنَّهُ يَدْعُوكِ، قَالَتْ: فَرَفَعْتُ يَدَيَّ فَدَحَيْتُهُ بِهَا، فَانْطَلَقَ مِنْ عِنْدِي وَهُوَ يَبْكِي، فَجَاءَ وَمَعَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ، فَقَالَ: «نَبْعَثُ إِلَيْكِ رَسُولِي فَلَمْ تُجِيبِي، ثُمَّ بَعَثْتُهُ إِلَيْكِ الثَّانِيَةَ فَضَرَبْتِهِ» فَقَالَ: بِتِلْكَ الدِّرَّةِ فَخَفَقَنِي بِهَا وَاحِدَةً وَذَاكَ كُلُّ ضَرْبٍ ضَرَبَنِي فِي مِلْكِهِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بَنَانَةُ مَوْلَاةُ أُمِّ الْبَنِينَ قَالَتْ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أَنْتِ لِأُمِّ الْبَنِينَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا جَدَّةُ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْمُهَاجِرِ، قَالَتْ: " §سُبِيتُ مِنَ الرُّومِ مَعَ جَوَارِي، فَعَرَضَ عَلَيْنَا، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْإِسْلَامَ

، فَمَا أَسْلَمَ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى، فَقَالَ: «اذْهَبُوا بِهَا فَاخْفِضُوهَا وَطَهِّرُوهَا» ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَخْدُمُهُ فَقَالَ: «يَا رُومِيَّةُ إِذَا غَيَّرْتُ حُلَّتِي فَلَا تُدْخِلِي عَلَيَّ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لِمَوْلَاتِي أُمِّ الْبَنِينَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: وَأَنَا أُعَوَّقُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَتْ: لَيْسَ ذَاكَ يَعْنِي إِنَّمَا يَعْنِي الْحَيْضَ، قَالَتْ: فَلَمَّا طَهُرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَشَقَّ إِزَارًا مَطَرِيًّا فَأَعْطَانِي نِصْفَهُ وَقَالَ: «تَقَنَّعِي بِهِ» قَالَتْ: وَكَانَتْ لَهُ مِلْحَفَةٌ يَلْبَسُهَا إِذَا اغْتَسَلَ فَكَانَتْ عَلَى وَدٍّ، فَكَانَ إِذَا اغْتَسَلَ قَالَ: «يَا رُومِيَّةُ نَاوِلِينِي الْمِلْحَفَةَ وَلَا تَنْظُرِي إِلَيَّ، فَإِنَّكِ لَسْتِ لِي إِنَّمَا أَنْتِ لِأُمِّ الْبَنِينَ» ، قَالَتْ: وَخَدَمْتُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَمَا رَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي طَسْتٍ، وَكَانَ يَتَوَضَّأُ فِي تَوْرٍ مِنْ بِرَامٍ، وَكَانَتْ لَهُ رِكْوَةٌ عَظِيمَةٌ تَأْخُذُ نِصْفَ جَرَّةٍ فَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا، قَالَتْ: وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ لِأُمِّ الْبَنِينَ مِنْهُ بِنْتٌ، فَلَمَّا حَضَرَ قُدُومُهُ جَعَلَتْ لِابْنَتِهَا حُلِيًّا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلًا بِالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، وَجَعَلَتْ لَهَا قَمِيصًا، وَأَحْدَثَتْ فِي بَيْتِهَا سَرِيرًا مِنْ سَيْرٍ عَلَيْهِ حَشِيَّتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ وَثَلَاثَةَ أَنْمَاطٍ، وَمِعْرَضَةً بِالْعُصْفُرِ وَمِرْفَقَتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَعَدَ خَارِجًا فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ الْخَادِمُ بِالصِّبْيَةِ فَقَالَ: «رُدُّوهَا

وَانْزِعُوا هَذَا الْحُلِيَّ عَنْهَا وَالْبَسُوا هَذَا الْحُلِيَّ الَّذِي صَنَعْتُهُ لَهَا» ، وَكَانَ صَنَعَ لَهَا حُلِيًّا مِنْ فِضَّةٍ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا مَوْلَاهُ رَبَاحًا فَقَالَ: اخْرُجْ بِهَذَا السَّرِيرِ عَنِّي، وَأَخْرِجْ مَا فِي الْبَيْتِ، وَدَعْ حَشِيَّةً، وَدَعَا بِمِرْفَقَةٍ بَيْضَاءَ فَجَعَلَهَا عَلَى الْحَشِيَّةِ وَتَرَكَ الْمِرْفَقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ وَبِسَاطًا فِي الْبَيْتِ، قَالَتْ: وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَنْقَعُ عَجْوَةً فَيَنَامُ نَوْمَةً مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَأْكُلُهَا وَيَشْرَبُ مَاءَهَا، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَجْوَةٌ فَزَبِيبٌ، وَكَانَ إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ خَرَجَ فَقَامَ فِي الْمَطَرِ وَقَالَ: «إِنَّهُ مُبَارَكٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَمَا يَزَعُ السُّلْطَانُ النَّاسَ أَشَدُّ مِمَّا يَزَعُهُمُ الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْجُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ السَّلْطِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «§يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْمَيْسِرَ - يُرِيدُ النَّرْدَ - فَإِنَّهُ ذُكِرَ لِي أَنَّهَا فِي بُيُوتِ أُنَاسٍ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ فَلْيُخْرِجْهَا أَوْ يَكْسِرْهَا» ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَرَّةً أُخْرَى: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ فِي هَذِهِ النَّرْدِ فَلَمْ أَذْكُرْ أَحْرَقْتُمُوهَا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحُزَمِ الْحَطَبِ ثُمَّ أُرْسِلَ إِلَى الَّذِينَ هِيَ فِي بُيُوتِهِمْ فَأُحَرِّقَهَا عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: «أَنَّ §سُلَيْمَ بْنَ شَأْسٍ قَتَلَ نَبَطِيًّا بِالسَّيْفِ، فَهَمَّ عُثْمَانُ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَكَلَّمَهُ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَنَهَوْهُ عَنْ قَتْلِهِ، فَجَعَلَ دِيَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَاقَبَهُ عُقُوبَةً مُوجِعَةً»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ §مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ أَرَادَ الْجِهَادَ، فَأَتَتْ أُمُّهُ عُثْمَانَ فَكَلَّمَتْهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَتَتْ عُمَرَ فَأَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ عِنْدَهَا وَلَمْ يُجْبِرْنِي قَالَ: «لَكِنِّي أُجْبِرُكَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ قَدْ جَعَلَ لِمَوَالِي قُرَيْشٍ طُعْمَةً خَمْسَةَ دَنَانِيرَ لِكُلِّ رَجُلٍ وَكُلَّ حَوْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّا لَسْنَا كَغَيْرِنَا، لَيْسَ لَنَا مَدَدٌ وَإِنَّمَا مَوَالِينَا مَدَدُنَا، فَجَعَلَ لَهُمْ هَذِهِ الطُّعْمَةَ، فَكَانَ يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فَيُكْتَبُ وَلِيُّهُ وَلَدًا إِنْ كَانَ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ كَتَبَ عَلَيْهَا مَنْ شَاءَ، لَمْ يَجْعَلْهَا عُثْمَانُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَوَالِي إِلَّا مَوَالِي قُرَيْشٍ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ قَتَادَةَ -[990]-، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شُعْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لِكُلِّ قَوْمٍ مَادَّةٌ، وَمَادَّةُ قُرَيْشٍ مَوَالِيهَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: " أَنَّ §رَجُلًا كَانَتْ لَهُ عَلَى ابْنِ صَائِدٍ مِائَةُ دِينَارٍ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَعَدَّ لَهُ تِسْعِينَ دِينَارًا وَقَالَ: حَتْمًا، فَإِذَا هِيَ مِائَةُ دِينَارٍ، فَذَهَبَ بِهَا الرَّجُلُ فَوَزَنَهَا فَإِذَا هِيَ تَسْعَوْنَ دِينَارًا، فَرَدَّهَا إِلَيْهِ وَقَالَ: وَيْلَكَ إِنَّمَا أَعْطَيْتَنِي تِسْعِينَ دِينَارًا، فَوَزَنَهَا وَخَاتَلَ أَيْضًا، وَقَالَ: حَتْمًا، فَإِذَا هِيَ مِائَةُ دِينَارٍ، فَذَهَبَ بِهَا الرَّجُلُ وَوَزَنَهَا فَإِذَا هِيَ تَسْعَوْنَ دِينَارًا، فَخَاصَمَهُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَزَنَهَا ابْنُ صَائِدٍ وَقَالَ: حَتْمًا، فَإِذَا هِيَ مِائَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: لَا تَقُلْ حَتْمًا، فَوَزَنَهَا فَإِذَا هِيَ تَسْعَوْنَ دِينَارًا، فَغَرَّمَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَقِيَّةَ "

كتابة القرآن وجمعه

§كِتَابَةُ الْقُرْآنِ وَجَمْعُهُ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ، قَالَ: " §دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ، لِمَ شَقَّقَ الْمَصَاحِفَ، وَلِمَ حَمَى الْحِمَى؟ فَقَالَ

: «قُومُوا فَإِنَّكُمْ حَرُورِيَّةٌ» ، قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ مَا نَحْنُ حَرُورِيَّةً، قَالَ: قَامَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ فِيهِ كَذِبٌ وَوَلَعٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَةِ، فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ هَمَّ أَنْ يَجْمَعَ الْمَصَاحِفَ فَيَجْعَلَهَا عَلَى قِرَاءَةٍ وَاحِدَةٍ، فَطُعِنَ طَعَنْتَهُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَذَكَرَ لَهُ، فَجَمَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ، ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَجِئْتُ بِالصُّحُفِ الَّتِي كَتَبَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَعَرَضْنَاهُ عَلَيْهَا حَتَّى قَوَّمَنْاهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِسَائِرِهَا فَشُقِّقَتْ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأُفْزِعَنَّ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ -[992]- عَنْهُ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْقُرْآنِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» ، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى حَفْصَةَ: «أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا الصُّحُفَ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ» ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ: «§إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ» ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا نُسِخَ الْمُصْحَفُ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ ". حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَقَالَ: أَنْ تُحْرَقَ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ اجْتَمَعَ لِغَزْوَةِ أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، فَتَذَاكَرُوا الْقُرْآنَ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ حَتَّى كَادَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ فِتْنَةٌ، فَرَكِبَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ إِلَى عُثْمَانَ لَمَّا رَأَى مِنَ اخْتِلَافِهِمْ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: «§إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ حَتَّى وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يُصِيبَهُمْ مَا أَصَابَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنَ الِاخْتِلَافِ» ، فَفَزِعَ لِذَلِكَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ فَاسْتَخْرَجَ الْمَصَاحِفَ الَّتِي كَانَ أَبُو بَكْرٍ -[993]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ بِجَمْعِهَا زَيْدًا فَنَسَخَ مِنْهَا مَصَاحِفَ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْآفَاقِ "

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا بِفَرْجِ أَرْمِينِيَّةَ فَحَضَرَهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ، فَإِذَا أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقْرَءُونَ بِقِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الشَّامِ، وَيَقْرَأُ أَهْلُ الشَّامِ، بِقِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، قَالَ: «§فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا» فَكَتَبْتُهُ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُ عَرَضَهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §كَانَ الرَّجُلُ يَقْرَأُ فَيَقُولُ لَهُ صَاحِبُهُ: كَفَرْتُ بِمَا تَقُولُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ عَفَّانَ فَتَعَاظَمَ فِي نَفْسِهِ، فَجَمَعَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، مِنْهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَرْسَلَ إِلَيَّ الرُّقْعَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي بَيْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيهَا الْقُرْآنُ "، قَالَ: «وَكَانَ يَتَعَاهَدُهُمْ» ، قَالَ: " فَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ: أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ يَكْتُبُ لَهُمْ، فَكَانُوا كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَخَّرُوهُ قُلْتُ -[994]-: لِمَ أَخَّرُوهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَظَنَنْتُ أَنَا فِيهِ ظَنًّا، وَلَا تَجْعَلُوهُ أَنْتُمْ يَقِينًا، ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا اخْتَلَفُوا فِي الشَّيْءِ أَخَّرُوهُ حَتَّى يَنْظُرُوا آخِرَهُمْ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ فَكَتَبُوهُ عَلَى قَوْلِهِ ". حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا هَذِهِ آخِرَتَهَا عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ "

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَلَسَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " §إِنَّمَا عَهْدُكُمْ بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، لِمَ أَنْتُمْ تَخْتَلِفُونَ فِي الْقِرَاءَةِ؟ يَقُولُ أَحَدُكُمْ لِصَاحِبِهِ: مَا تَتِمُّ قِرَاءَتَكَ "، قَالَ: فَعَزَمَ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا جَاءَ بِهِ، قَالَ: فَجَاءَ النَّاسُ بِمَا عِنْدَهُمْ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَعْرَبُ النَّاسِ؟» قَالُوا: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ كَاتِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَلْيُمِلَّ سَعِيدٌ، وَلْيَكْتُبْ زَيْدٌ» وَكَتَبَ مَصَاحِفَ وَفَرَّقَهَا فِي الْأَجْنَادِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ بْنَ جَرْوَلٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا خَرَجَ الْمُخْتَارُ كُنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوَّلُ مَنْ مَعَهُ

، فَأَتَانَا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَقَالَ: إِنَّ لَكُمْ عَلَيْنَا حَقًّا، وَإِنَّ لَكُمْ جِوَارًا، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَسَرَّعْتُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَوَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ: أَقْبَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَغَمَزَنِي غَامِزٌ مِنْ خَلْفِي فَالْتَفَتُّ فَإِذَا الْمُخْتَارُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، مَا بَقِيَ فِي قَلْبِكَ مِنْ حُبِّ ذَاكَ الرَّجُلِ - يَعْنِي عَلِيًّا - قُلْتُ: إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي أُحِبُّهُ بِقَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَلِسَانِي، قَالَ: وَلَكِنِّي أَشْهَدُ اللَّهَ أَنِّي أُبْغِضُهُ بِقَلْبِي وَبَصَرِي وَسَمْعِي - وَأَحْسَبُهُ قَالَ وَبِلِسَانِي - فَقُلْتُ: أَبَيْتَ وَاللَّهِ إِلَّا تَثْبِيطًا عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَتَرْتِيبًا لِنَقْبَلَ حَرَّاقَ - أَوْ إِحْرَاقَ - الْمَصَاحِفِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكُمُ إِلَّا بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِيٍّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §اتَّقُوا اللَّهَ فِي عُثْمَانَ وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَقُولُوا حَرَّاقَ الْمَصَاحِفِ، فَوَاللَّهِ مَا فَعَلَ إِلَّا عَنْ مَلَأٍ مِنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، دَعَانَا فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ؟ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَكُمْ يَقُولُ: قِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَهَذَا يَكَادُ يَكُونُ كُفْرًا، وَإِنَّكُمْ إِنِ اخْتَلَفْتُمُ الْيَوْمَ كَانَ لَمَنْ بَعْدَكُمْ أَشَدَّ اخْتِلَافًا "، قُلْنَا: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: «أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ فَلَا تَكُونُ فُرْقَةٌ وَلَا اخْتِلَافٌ» ، قُلْنَا: فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ: «فَأَيُّ النَّاسِ أَقْرَأُ؟» قَالُوا: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: «فَأَيُّ النَّاسِ أَفْصَحُ وَأَعْرَبُ؟» قَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: «فَلْيَكْتُبْ سَعِيدٌ وَلْيُمْلِ زَيْدٌ» ، قَالَ: فَكَانَتْ مَصَاحِفُ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْأَمْصَارِ، قَالَ عَلِيٌّ: «وَاللَّهِ لَوْ وُلِّيتُ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ -[996]- بْنُ أَبَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ، مِنْ رَهْطِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §اللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي عُثْمَانَ وَقَوْلَكُمْ: حَرَّاقُ الْمَصَاحِفِ، فَوَاللَّهِ مَا حَرَقَهَا إِلَّا عَنْ مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، جَمَعَنَا فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقِرَاءَةِ؟ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: قِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَيَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: قِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْكُفْرِ "، قَالَ: فَقُلْنَا: فَالرَّأْيُ رَأْيُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ لَا يَخْتَلِفُونَ بَعْدِي، فَإِنَّكُمْ إِنِ اخْتَلَفْتُمُ الْيَوْمَ كَانَ النَّاسُ بَعْدَكُمْ أَشَدَّ اخْتِلَافًا» ، قُلْنَا: فَالرَّأْيُ رَأْيُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَعَثَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: «لِيَكْتُبْ أَحَدُكُمَا وَيُمْلِ الْآخَرُ، فَإِنِ اخْتَلَفْتُمَا فَارْفَعَاهُ إِلَيَّ» ، قَالَ: فَمَا اخْتَلَفَا إِلَّا فِي التَّابُوتِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: التَّابُوتُ وَقَالَ الْآخَرُ: التَّابُوهُ فَرَفَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: " إِنَّهَا التَّابُوتُ، وَقَالَ عَلِيٌّ: «وَاللَّهِ لَوْ وُلِّيتُ الَّذِي وُلِّيَ لَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ» . حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ، ذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَلَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَلَا مَا اخْتَلَفَا فِيهِ، وَزَادَ: فَقَالَ الْقَوْمُ لِسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: آللَّهِ الَّذِي -[997]- لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعْتُ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ يَحْيَى الْبَهْرَائِيُّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى الْأَمْصَارِ: " أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ اجْتَمَعُوا عِنْدِي فَتَدَارَسُوا الْقُرْآنَ، فَاخْتَلَفُوا اخْتِلَافًا شَدِيدًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَأْتُ عَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَأْتُ عَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، فَلَمَّا سَمِعْتُ اخْتِلَافَهُمْ فِي الْقُرْآنِ - وَالْعَهْدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ - وَرَأَيْتُ أَمْرًا مُنْكَرًا فَأَشْفَقْتُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ فِي الْقُرْآنِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي دِينِهِمْ بَعْدَ ذَهَابِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ قَرَأُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِهِ وَسَمِعُوهُ مِنْ فِيهِ، كَمَا اخْتَلَفَتِ النَّصَارَى فِي الْإِنْجِيلِ بَعْدَ ذَهَابِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ نَدَّارَكَ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ تُرْسِلَ إِلَيَّ بَالْأَدَمِ الَّذِي فِيهِ الْقُرْآنُ الَّذِي كُتِبَ عَنْ فَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ، وَأَوْحَاهُ جِبْرِيلُ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَنْزَلَهُ عَلَيْهِ، وَإِذِ الْقُرْآنُ غَضٌّ، فَأَمَرْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنْ يَقُومَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ أَفْرَغْ لِذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أُمُورِ النَّاسِ وَالْقَضَاءِ بَيْنَ النَّاسِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَحْفَظَنَا لِلْقُرْآنِ، ثُمَّ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ كُتَّابِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَذَوِي عُقُولِهِمْ، مِنْهُمْ نَافِعُ بْنُ طَرِيفٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْخُزَاعِيُّ

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَنْسَخُوا مِنْ ذَلِكَ الْأَدَمِ أَرْبَعَةَ مَصَاحِفَ وَأَنْ يَتَحَفَّظُوا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ الْآذِنُ: إِنَّ الْقَوْمَ. . . . . . . . . . وَالْأَشْعَرِيُّ وَإِذَا حُذَيْفَةُ يَقُولُ لَهُمْ: «§أَمَا إِنَّكُمَا إِنْ شِئْتُمَا أَقَمْتُمَا هَذَا الْكِتَابَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ أَنْ يَتَهَوَّنَ النَّاسُ فِيهِ تَهَوُّنَ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَمَّا أَنْتَ يَا أَبُو مُوسَى فَيُطِيعُكَ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَيُطِيعُكَ النَّاسُ» ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَحْفَظُ مِنِّي لَشَدَدْتُ رَحْلِي بِرَاحِلَتِي حَتَّى أُنِيخَ عَلَيْهِ» ، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّنْ عَمِلَ فِيهِ حَتَّى أَتَى عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ "

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ الْحَكَمِ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ دَارَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَإِذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَوْقَ إِجَّارٍ، فَقُلْتُ: هَؤُلَاءِ وَاللَّهِ الَّذِينَ أُرِيدُ، فَأَخَذْتُ أَرْتَقِي لَهُمْ فَإِذَا غُلَامٌ عَلَى الدَّرَجَةِ فَمَنَعَنِي أَنْ أَرْتَقِيَ إِلَيْهِمْ فَنَازَعْتُهُ حَتَّى الْتَفَتَ إِلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَأَتَيْتُهُمْ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا عِنْدَهُمْ مُصْحَفٌ أَرْسَلَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقِيمُوا مَصَاحِفَهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «مَا وَجَدْتُمْ فِي مُصْحَفِي هَذَا مِنْ زِيَادَةٍ فَلَا تَنْقُصُوهَا

، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ نُقْصَانٍ فَاكْتُبُوا فِيهِ» فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَكَيْفَ بِمَا صَنَعْنَا، وَاللَّهِ مَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ يَرْغَبُ عَنْ قِرَاءَةِ هَذَا الشَّيْخِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يَرْغَبُ عَنْ قِرَاءَةِ هَذَا الْآخَرِ، يَعْنِي أَبَا مُوسَى» ، §وَكَانَ حُذَيْفَةُ هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَجْمَعَ الْمَصَاحِفَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَ: " أَنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْعِرَاقِ يَسْأَلُ أَحَدُهُمْ عَنِ الْآيَةِ، فَإِذَا قَرَأَهَا قَالَ: فَإِنِّي أَكْفُرُ بِهَذِهِ، فَفَشَا ذَلِكَ فِي النَّاسِ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَةِ، فَكُلِّمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ، §فَأَمَرَ بِجَمْعِ الْمَصَاحِفِ فَأَحْرَقَهَا، وَكَتَبَ مَصَاحِفَ ثُمَّ بَثَّهَا فِي الْأَجْنَادِ "

حَدَّثَنَا قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ فَلْيَأْتِنَا بِهِ» ، وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهِ شَاهِدَانِ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تَرَكْتُمْ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ تَكْتُبُوهُمَا، قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: تَلَقَّيْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إِلَى آخِرِ

السُّورَةِ، قَالَ عُثْمَانُ: «وَأَنَا أَشْهَدُ إِنَّهُمَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَأَيْنَ تَرَى أَنْ نَجْعَلَهُمَا؟» قَالَ: اخْتِمْ بِهِمَا، قَالَ: فَخَتَمَ بِهِمَا، قَالَ: وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِتْيَانًا مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَكْتُبُوا الْقُرْآنَ وَيُمْلِيَ عَلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَلَمَّا بَلَغُوا التَّابُوتَ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: اكْتُبُوهَا التَّابُوهُ، وَقَالُوا: لَا نَكْتُبُ إِلَّا التَّابُوتَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعُثْمَانَ فَقَالَ: «اكْتُبُوا التَّابُوتَ، فَإِنَّمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَّا بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُهَا، فَالْتَمَسْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] ، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا مِنَ الْمُصْحَفِ -[1001]-، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَاخْتَلَفُوا يَوْمَئِذٍ فِي التَّابُوتِ، فَقَالَ زَيْدٌ: التَّابُوهُ، وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ: التَّابُوتُ، فَرَفَعُوا اخْتِلَافَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «اكْتُبُوهُ التَّابُوتَ فَإِنَّهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ» . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَقَالَ النَّفَرُ الْقُرَشِيُّونَ: التَّابُوتُ

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §عَرَضْتُ الْمُصْحَفَ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةَ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ، قَالَ: فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ، ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الْأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا، فَلَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ، حَتَّى وَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ فَكَتَبْتُهَا، ثُمَّ عَرَضْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ: فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا فَلَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الْأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهُمَا فَلَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى وَجَدْتُهُمَا مَعَ رَجُلٍ آخَرَ يُدْعَى خُزَيْمَةَ أَيْضًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَثْبَتُّهُمَا فِي آخِرِ بَرَاءَةَ "

، قَالَ زَيْدٌ: «وَلَوْ تَمَّتْ ثَلَاثُ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ عَرَضْتُهُ عَرْضَةً أُخْرَى فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا» ، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَسْأَلُهَا أَنْ تُعْطِيَهُ الصَّحِيفَةَ، وَجَعَلَ لَهَا عَهْدَ اللَّهِ لَيَرُدُّهَا إِلَيْهَا، فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهَا، فَعَرَضْتُ الصُّحُفَ عَلَيْهَا فَلَمْ تُخَالِفْهَا فِي شَيْءٍ فَرَدَدْتُهَا إِلَيْهَا، وَطَابَتْ نَفْسُهُ فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَكْتُبُوا الْمَصَاحِفَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَدِمَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي سَمِعْتُ §النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ، يَقُولُ الرَّجُلُ: حَرْفِي الَّذِي أَقَرَأُونِيهِ خَيْرٌ مِنْ حَرْفِكَ " فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ تَبْعَثَ بِهِ - يَعْنِي الْمُصْحَفَ - إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: «عَلَى أَنْ تَرُدَّهَا إِلَيَّ» ، قَالَ: «نَعَمْ» ، فَنَسَخَ مَصَاحِفَ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْآفَاقِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَبْعَثُوا إِلَيْهِ بِمَا كَانَ عِنْدَهُمْ مِنْهَا، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُحْرَقَ، وَقَالَ: «مَنْ حَبَسَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْئًا فَهُوَ غُلُولٌ» ، قَالَ: وَكَانَ حِينَ جَمَعَ الْقُرْآنَ جَعَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَكْتُبَانِ الْقُرْآنَ، وَجَعَلَ مَعَهُمْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ يُقِيمُ عَرَبِيَّتَهُ، فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: التَّابُوهُ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: إِنَّمَا هُوَ التَّابُوتُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اكْتُبُوهُ كَمَا قَالَ سَعِيدٌ» ، فَكَتَبُوا التَّابُوتَ " -[1003]-. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدٍ. . . . . . . . . . الْأَكْتَافُ، فَجَمَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي صُنْدُوقٍ، ثُمَّ جَمَعَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ فَاسْتَشَارَهُمْ فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَرِّقْهُ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَحَفَرَ تَحْتَ دَرَجَةِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَنَهُ فِيهِ وَسَوَّى عَلَيْهِ "

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَمَّا مَاتَتْ حَفْصَةُ أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِعَزِيمَةٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَغَسَلَهَا غَسْلًا»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَمَّا كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ أَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ يَسْأَلُهَا عَنِ الْمَصَاحِفِ لِيُمَزِّقَهَا وَخَشِيَ أَنْ يُخَالِفَ الْكِتَابَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَنَعَتْهَا إِيَّاهُ -[1004]-، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَحَدَّثَنِي سَالِمٌ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِعَزِيمَةٍ لَيُرْسِلَنَّ بِهَا، فَسَاعَةَ رَجَعُوا مِنْ جَنَازَةِ حَفْصَةَ أَرْسَلَ بِهَا ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَشَقَّقَهَا وَمَزَّقَهَا مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ خِلَافٌ لِمَا نَسَخَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَقَّقَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ، فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ. أَوْ قَالَ: لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: «§أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرِينَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ عَابَ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَصَاحِفِ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " §سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: لَقَدْ أَحْسَنَ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: «§عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمْزِيقَ الْمَصَاحِفَ، وَصَدَّقُوهُ بِمَا كَتَبَ لَهُمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: «§عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ -[1005]- عَنْهُ تَشْقِيقَ الْمَصَاحِفِ وَقَدْ آمَنُوا بِمَا كَتَبَ لَهُمُ، انْظُرْ إِلَى حُمْقِهِمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَمَّنْ يَثِقُ بِهِ: «أَنَّ §عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ، جَمَعَ الصُّحُفَ وَالْعُسُبَ الَّتِي كَانَ فِيهَا الْقُرْآنُ فَجَعَلَهَا فِي صُنْدُوقٍ وَاحِدٍ وَكَرِهَ أَنْ يُحْرَقَ الْقُرْآنُ أَوْ يُشَقِّقَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَرِهَ أَنْ وَلِيَ زَيْدٌ نَسْخَ كِتَابِ الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: «§أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَأُعْزَلُ عَنْ نَسْخِ كِتَابِ الْمَصَاحِفِ فَيُوَلَّاهَا رَجُلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ» ، وَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ غُلُّوا الْمَصَاحِفَ وَالْقَوَا اللَّهَ بِهَا فَإِنَّهُ {مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] ، فَالْقَوَا اللَّهَ بِالْمَصَاحِفِ «، قَالَ الزُّهْرِيُّ» : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «وَإِنِّي غَالٌّ مُصْحَفِي، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَفْعَلْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ تَوْبَةَ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §بَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَدْفَعَ الْمُصْحَفَ إِلَيْهِ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ كُتِبَ الْقُرْآنُ عَلَى حَرْفِ زَيْدٍ» ، قَالَ: «أَمَا أَنْ أُعْطِيَهُ الْمُصْحَفَ فَلَنْ أُعْطِيَكُمُوهُ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَغُلَّ شَيْئًا فَلْيَفْعَلْ -[1006]-، وَاللَّهِ لَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدًا لَذُو ذُؤَابَتَيْنِ يَلْعَبُ بِالْمَدِينَةِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حِمْيَرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا أُمِرَ بِالْمَصَاحِفِ أَنْ تُغَيَّرَ سَاءَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفًا فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةَ» ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ سَبْعِينَ سُورَةً، وَزَيْدٌ صَبِيٌّ، أَفَأَتْرُكُ مَا أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَكَ لَا تَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ فُلَانٍ؟ فَقَالَ: " §لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً فَقَالَ لِي: «لَقَدْ أَحْسَنْتَ» ، وَإِنَّ الَّذِي يَسْأَلُونَ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَتِهِ فِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَسَّانَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ فُلْفُلَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: فَزِعْتُ فِيمَنْ فَزِعَ إِلَى عُثْمَانَ فِي الْمَصَاحِفِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ زَائِرِينَ، وَلَكِنْ -[1007]- حِينَ رَاعَنَا هَذَا الْخَبَرُ، فَقَالَ: «§إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ - أَوْ حُرُوفٍ - وَإِنَّ الْكِتَابَ كَانَ يَنْزِلُ - أَوْ يَتَنَزَّلُ - مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ»

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §قَدْ سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ، فَوَجَدْتُهُمْ مُقَارِبِينَ، فَاقْرَأُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ "

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: " §لَمَّا شَقَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ: «قَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تُبَلِّغُنِيهِ الْإِبِلُ لَأَتَيْتُهُ» ، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَقَعَدْتُ إِلَى الْخَلْقِ لِأَسْمَعَ مَا يَقُولُونَ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ". حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمِنْهَالِ -[1008]-،. . . . . . . . . . . الْإِبِلُ لَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَمَا لَقِيتَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: بَلَى قَدْ لَقِيتُهُ "

حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، - أَوْ غَيْرِهِ - قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَلَا تَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ زَيْدٍ؟ قَالَ: «مَا لِي وَلِزَيْدٍ وَلِقِرَاءَةِ زَيْدٍ، §لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَيَهُودِيٌّ لَهُ ذُؤَابَتَانِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّهُ §اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، وَأَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَلَّا يَخْتَلِفُوا فِي الْقُرْآنِ وَلَا يَتَنَازَعُوا فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَخْتَلِفُ وَلَا يُنْسَأَنَّ وَلَا يُتْفَهُ - وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ: يَتَغَيَّرُ - لِكَثْرَةِ الرَّدِّ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ فِيهِ وَاحِدَةٌ حُدُودُهَا وَفَوَائِدُهَا، وَأَمْرُ اللَّهِ فِيهَا، فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرْفَيْنِ -[1009]- يَأْمُرُ بِشَيْءٍ وَيَنْهَى عَنْهُ الْآخَرُ كَانَ ذَلِكَ الِاخْتِلَافُ، وَلَكِنَّهُ جَامِعٌ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصْبَحَ فِيكُمُ الْيَوْمَ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ مِنْ خَيْرِ مَا فِي النَّاسِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا تُبَلِّغُنِيهِ الْإِبِلُ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ - قَالَ شُرَيْحٌ: مِنِّي، وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ رَجَاءٍ - لَطَلَبْتُهُ حَتَّى أَزْدَادَ عِلْمًا إِلَى عِلْمِي، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعُرِضَ عَلَيْهِ عَامَ قُبِضَ مَرَّتَيْنِ، إِذَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ فَيُخْبِرُنِي أَنِّي مُحْسِنٌ، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى قِرَاءَتِي فَلَا يَدَعَنَّهَا رَغْبَةً عَنْهَا، وَمَنْ قَرَأَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ فَلَا يَدَعَنَّهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهُ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِنْهُ جَحَدَ بِهِ كُلِّهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْلَمُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ: «§مَنْ قَرَأَ عَلَى حَرْفٍ - أَوْ قَرَأَ عَلَى شَيْءٍ - مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلْيَثْبُتْ عَلَيْهِ، فَإِنَّ كُلًّا كِتَابُ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ: «أَنَّ §أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ كَتَبَهُنَّ فِي مُصْحَفِهِ خَمْسَهُنَّ، أُمَّ الْكِتَابِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَالسُّورَتَيْنِ، وَتَرَكَهُنَّ ابْنُ مَسْعُودٍ كُلَّهُنَّ، وَكَتَبَ ابْنُ عَفَّانَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَتَرَكَ السُّورَتَيْنِ، وَعَلَى مَا كَتَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَصَاحِفُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَأَمَّا مَا سِوَى ذَلِكَ فَمُطَّرَحٌ -[1010]-، وَلَوْ قَرَأَ غَيْرَ مَا فِي مَصَاحِفِهِمْ قَارِئٌ فِي الصَّلَاةِ أَوْ جَحَدَ شَيْئًا مِنْهَا اسْتَحَلُّوا دَمَهُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ يَدِينُ بِهِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ (عَتَّا حِينٍ) ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَنْ أَقْرَأَكَ هَكَذَا؟» قَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَجَعَلَهُ بِلِسَانْ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، فَأَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وَلَا تُقْرِئْهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ وَالسَّلَامُ»

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[1011]-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " §رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ: لَا يَحِلُّ قِرَاءَةُ مَا لَيْسَ مِنْهُ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ تُرَ مِثْلُهُنَّ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] إِلَى آَخِرِ السُّورَةِ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ «، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَاتٌ وَقَالَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ» .، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْقُرْآنِ، لَا يُقَالُ آيَاتٌ وَسُورَةٌ إِلَّا لِلْقُرْآنِ

وَهَذَا إِسْنَادٌ يُرْضَى مَعَ أَنَّ مَا فِيهِ أَسَانِيدُ كَثِيرَةٌ جِيَادٌ مِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا عِمْرَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: تَعَلَّقْتُ بِقَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرِئْنِي سُورَةَ هُودٍ، وَسُورَةَ يُوسُفَ، فَقَالَ: «§يَا عُقْبَةُ إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ سُورَةً هِيَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ وَأَبْلَغُ عِنْدَهُ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَيْرَةُ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو عِمْرَانَ لَا يَتْرُكُهَا: لَا يَزَالُ يَقْرَأُهَا فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ -[1012]-: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: «§يَا عُقْبَةُ أَلَا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلَّمَنِي قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، فَلَمْ يَرَنِي عَجِبْتُ بِهِمَا، فَلَمَّا نَزَلَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ صَلَّى بِهِمَا لِلنَّاسِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا عُقْبَةُ كَيْفَ رَأَيْتَ؟»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُعَلِّمُكَ يَا عُقْبَةُ سُورَتَيْنِ مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ» قَالَ: " فَاقْرَأْ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ بِهِمَا، فَلَمَّا سَلَّمَ مَرَّ بِي فَقَالَ: «كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبَةُ، اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَقُمْتَ» . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، بِمِثْلِهِ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: قَرَأَ بِهِمَا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§أَلَا أُعَلِّمُكَ سُوَرًا مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ -[1013]- وَلَا فِي الزَّبُورِ مِثْلُهُنَّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَصَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «§يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أَدُلُّكَ - أَوْ أُخْبِرُكَ - مَا أَفْضَلُ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَطِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّ فِي الْقُرْآنِ لَحْنًا سَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: " §لَمَّا فُرِغَ مِنَ الْمُصْحَفِ أُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ، أَرَى شَيْئًا مِنْ لَحْنٍ سَنُقِيمُهُ بِأَلْسِنَتِنَا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ -[1014]- هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ: إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ، وَقَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى} ، {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ فَقَالَتْ: «§أَيْ بُنَيَّ إِنَّ الْكُتَّابَ يُخْطِئُونَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ خَالَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَكَانَ مِمَّنْ حَضَرَ كِتَابَ الْمُصْحَفِ: " §كَيْفَ كَتَبْتُمْ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] ، فَقَالَ: كَانَ الْكَاتِبُ يَكْتُبُ وَالْمُمْلِي يُمْلِي، فَقَالَ: أَكْتُبُ، قَالَ: مَا أَكْتُبُ قَالَ: اكْتُبْ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§تَكْتُبُ ثَقِيفٌ وَتُمْلِي هُذَيْلٌ»

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا يُمْلِيَنَّ فِي مَصَاحِفِنَا إِلَّا فِتْيَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ»

حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ كَانَ §يُحِبُّ أَنْ تَكْتُبَ مُضَرُ الْمَصَاحِفَ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَغُنْدَرٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنَ السَّبْعِ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ، فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَحْيَى -: كَانَ، وَلَمْ يَقُلْهَا غُنْدَرٌ - قَالَا جَمِيعًا: مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ - وَقَالَ غُنْدَرٌ: يَدْعُو مَنْ يَكْتُبُ لَهُ - فَيَقُولُ: «ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا» ، وَإِذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ قَالَ: «ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا» ، وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا، وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ سَطْرَ: بِسْمِ اللَّهِ -[1016]- الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ - زَادَ غُنْدَرٌ قَالَ عَوْفٌ: «وَهُمَا يُدْعَيَانِ الْقَرِينَيْنِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ يَحْيَى الْبَهْرَانِيُّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: «§أَمَرَهُمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُتَابِعُوا الطُّوَلَ فَجُعِلَتْ سُورَةُ الأْنَفْاَلِ، وَسُورَةُ التَّوْبَةِ فِي السَّبْعِ وَلَمْ يُفْصَلْ بَيْنَهُمَا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: " §يَقُولُونَ إِنَّ بَرَاءَةَ مِنْ يَسْأَلُونَكَ، وَإِنَّمَا تُرِكَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَنْ تُكْتَبَ فِي بَرَاءَةَ؛ لِأَنَّهَا مِنْ يَسْأَلُونَكَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ يَسْأَلُ: " §لِمَ قَدَّمْتَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَقَدْ نَزَلَ قَبْلَهُمَا بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سُورَةً بِمَكَّةَ، وَإِنَّمَا نَزَلَتَا بِالْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: «قُدِّمَتَا وَأُلِّفَ الْقُرْآنُ عَلَى عِلْمٍ مِمَّنْ أَلَّفَهُ -[1017]- بِهِ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فِيهِ، وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى عِلْمِهِمْ بِذَلِكَ، فَهَذَا مِمَّا يُنْتَهَى إِلَيْهِ وَلَا يُسْأَلُ عَنْهُ»

باب تواضع عثمان بن عفان رضي الله عنه

§بَابُ تَوَاضُعِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ مُتَوَسِّدًا رِدَاءَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «§أَتَيْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ بِالْهَاجِرَةِ فَإِذَا أَنَا بِابْنِ عَفَّانَ قَدْ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ حَصْبَاءَ وَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَاتَّكَى تُجَاهَ سِقَاءٍ مَعَهُ قِرْبَةٌ، يُخَاصِمُ رَجُلًا فَجَعَلَ يَنْظُرُ بَيْنَهُمَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، - وَكَانَ مَرْضِيًّا - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الرُّومِيُّ، قَالَ: §كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَلِي طُهْرَهُ بِيَدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بَعْضَ الْخَدَمِ، فَقَالَ: «لَهُمُ اللَّيْلُ يَسْتَرِيحُونَ فِيهِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَهُ جَرِيرٌ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُرَادِيُّ، أَنَّهُ -[1018]- سَمِعَ أَبَا مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيَّ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا §طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَحَرُمَتْ عَلَى زَوْجِهَا، فَحَزِنَتْ وَحَزِنَ الزَّوْجُ، وَدَخَلَ عَلَيْهِمَا الْهَمُّ وَالْبَلَاءُ، وَكَانَا لَهُمَا جَارٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَرَحِمَهُمَا لِمَا دَخَلَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْبَلَاءِ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ أَنِّي أَحْسَنْتُ عَلَى هَذَيْنِ فَأَحْلَلْتُ بَيْنَهُمَا؟ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَ: لَوْ أَشَرْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَلَقِيتُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى فَرَسِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقِفْ عَلَيَّ، فَقَالَ: «إِنِّي عَلَى عَجَلٍ وَلَكِنِ ارْكَبْ وَرَائِي» ، فَأَرْدَفَهُ وَرَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «الْإِنْكَاحُ رَغْبَةٌ غَيْرُ مُدَالَسَةٍ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَرِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، قَالَ: دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى غُلَامٍ لَهُ يَعْلِفُ نَاقَةً، فَرَأَى فِي عَلَفِهَا مَا كَرِهَ، §فَأَخَذَ بِأُذُنِ غُلَامِهِ فَعَرَكَهَا، ثُمَّ نَدِمَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ: «اقْتَصَّ» ، فَأَبَى الْغُلَامُ، فَلَمْ يَدَعْهُ حَتَّى أَخَذَ بِأُذُنِهِ فَجَعَلَ يَعْرُكُهَا، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «شُدَّ» حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ مِنْهُ مِثْلُ مَا بَلَغَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاهًا لِقَصَاصٍ قَبْلَ قِصَاصِ الْآخِرَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «§رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ كُرَيْزٍ، وَكَانَ مَنْزِلُهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ دَارُ هُبَيْرَةَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: " §رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ، فَمَرَّ -[1019]- بِقَبْرٍ فَقَالُوا: هَذَا قَبْرُ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ عُثْمَانَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُوِّيَ "

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ §عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ تَزَوَّجَ، فَدَعَا نَفَرًا وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَلَمَّا جَاءَ وَسَّعَ لَهُ وَقِيلَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَذَ بِسِجْفَيِ الْبَابِ وَقَالَ: «إِنِّي صَائِمٌ وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُجِيبَ الدَّعْوَةَ، وَأَدْعُوَ بِالْبَرَكَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: " §كَلَّمْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالصَّلَاةُ قَائِمَةٌ - فَقُلْتُ: افْرِضْ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: «تَأَخَّرْ يَا غُلَامُ» ، فَمَا زَالَ يَقُولُ تَأَخَّرْ يَا غُلَامُ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ: اسْتَوَتِ الصُّفُوفُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَبِّرْ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «§لَمْ يَقْطَعْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرَضِينَ، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوَّلُ مَنْ أَقْطَعَهَا وَبَاعَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا. . . قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: «§أَقْطَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَضِينَ، فَذَكَرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلِسَعْدٍ، وَلِطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَخَبَّابٍ، وَخَارِجَةَ، فَكَانَ جَارَايَ مِنْهُمْ يُعْطِيَانِ أَرْضَهَمْ بِالثُّلُثِ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ وَسَعْدًا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَقْطَعَ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَخَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُ جَارَيَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَسَعْدًا يُعْطِيَانِ أَرْضَيْهِمَا بِالثُّلُثِ "

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: " §أَقْطَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ النَّهْرَيْنِ، وَأَقْطَعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَرْيَةَ هُرْمُزَ، وَأَقْطَعَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اسْتِينِيَا، وَأَقْطَعَ خَبَّابًا صَعْنَبَى، قَالَ: «فَكِلَا جَارَيَّ قَدْ رَأَيْتُهُ يُعْطِي أَرْضَهُ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ» . حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: اسْتِنْبِنْبَا

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ أَقْطَعَ -[1021]- بِالْعِرَاقِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَطَائِعَ مِمَّا كَانَ مِنْ صَوَافِي آلِ كِسْرَى، وَمِمَّا جَلَا عَنْهُ أَهْلُهُ، فَقَطَعَ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: النَّشَاسْتِجَ، وَقَطَعَ لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ صَعْنَبَى، وَأَقْطَعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْضًا، وَالزُّبَيْرَ إِلَى نَاحِيَةِ قَنْطَرَةِ الْكُوفَةِ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ الرَّوْحَاءَ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَخَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَالْأَشْعَرِيَّ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ نَحْوَ حَمَامِ ابْنِ عُمَرَ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ سُعْدَى، قَالَ: «§كَثُرَ الْمَالُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى بِيعَتْ جَارِيَةٌ بِوَزْنِهَا، وَفَرَسٌ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَنَخْلَةٌ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§بَلَغَ الْفَرَسُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: أَنَّ §عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجَازَ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، قَالَ -[1022]-: فَلَمَّا قَدِمَ هَاهُنَا قَالَ: «أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ؟» قَالُوا: مَالُ أَصْبَهَانَ، قَالَ: «فَأَعْطُونِي مِنْ مَالِ أَصْبَهَانَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " §كَلِّمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّ لِي عِيَالًا وَعَلَيَّ دَيْنًا، فَقَالَ: كَلِّمْهُ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَرًّا وَصُولًا، فَكَلَّمَهُ فَزَوَّجَهُ بِنْتَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ لَا يُكَلِّمُ إِخْوَتَهُ كِبْرًا بِعُثْمَانَ، وَحَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَعُثْمَانُ بْنُ خَالِدٍ جَالِسٌ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عُثْمَانُ فَقِيلَ: هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ: «§غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ إِفْرِيقِيَّةَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَبَلَغَ سَهْمُ الْفَارِسِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِينَارٍ، لِلْفَرَسِ أَلْفَا دِينَارٍ وَلِفَارِسِهِ أَلْفُ دِينَارٍ وَلِلرَّاجِلِ أَلْفُ دِينَارٍ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «§أَدْرَكْتُ زَمَنَ عُثْمَانَ -[1023]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ إِلَّا وَلَهَا فِي مَالِ اللَّهِ حَقٌّ»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «§لَمْ تَكُنِ الدَّرَاهِمُ فِي زَمَانِي أَرْخَصَ مِنْهَا فِي زَمَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنْ كَانَتِ الْجَارِيَةُ لَتُبَاعُ بِوَزْنِهَا، وَإِنَّ الْفَرَسَ لَيَبْلُغُ خَمْسِينَ أَلْفًا مِمَّا يُعْطِيهِمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَمُنَادٍ يُنَادِي: هَلُمَّ إِلَى أُعْطِيَاتِكُمْ، حَتَّى وَاللَّهِ يَذْكُرُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ "

وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَجَازَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " §أَدْرَكْتُ عُثْمَانَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ فَسَمِعْتُهُ يَخْطُبُ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَهُمْ يَقْسِمُونَ فِيهِ خَيْرًا، يُقَالُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اغْدُوا عَلَى أَرْزَاقِكُمْ، فَيَغْدُونَ وَيَأْخُذُونَهَا وَافِرَةً: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اغْدُوا عَلَى كِسْوَتِكُمْ، فَيُجَاءُ بِالْحُلَلِ فَتُقْسَمُ بَيْنَهُمْ، قَالَ الْحَسَنُ: حَتَّى وَاللَّهِ سَمِعَ أَوْسٌ يُقَالُ: اغْدُوا السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، قَالَ الْحَسَنُ: وَالْعَدُوُّ يَنْفِرُ، وَالْعَطِيَّاتُ دَارَّةٌ، وَذَاتُ -[1024]- الْبَيْنِ حَسَنٌ، وَالْخَيْرُ كَثِيرٌ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ يَخَافُ مُؤْمِنًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ: " أَنَّ §عُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَا يُعَاقِبَانِ عَلَى الْهِجَاءِ، قَالَ: وَاسْتَعَارَ خَالِي مِنْ قَوْمٍ كَلْبًا لَهُمْ، فَأَرَادُوا أَخْذَهُ مِنْهُ، فَرَمَى أُمَّهُمْ بِكَلْبِهِمْ، فَحَبَسَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ". حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، بِنَحْوِهِ، قَالَ: فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ: [البحر الطويل] هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلَائِلُهْ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَالَهُ، قَاتَلَهُ اللَّهُ أَرَادَ قَتْلِي؟» وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتَ مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ عَوْفٌ: وَقَائِلَةٍ قَدْ مَاتَ فِي السِّجْنِ ضَابِئٌ ... أَلَا مَنْ لِخَصْمٍ لَا يَرَى مَنْ يُجَاوِلُهْ وَقَائِلَةٍ لَا يُبْعِدُ اللَّهُ ضَابِئًا ... فَنِعْمَ الْفَتَى تَخْلُو بِهِ وَتُنَازِلُهْ

وَالشِّعْرُ الَّذِي هَجَا بِهِ أَصْحَابَ الْكَلْبِ: تَجَشَّمَ دُونِي وَفْدُ قُرْحَانَ شُقَّةً ... تَظَلُّ بِهَا الْوَجْنَاءُ وَهِيَ حَسِيرُ فَرَاحُوا بِكَلْبٍ مُرْدِفِيهِ كَأَنَّمَا ... حَبَاهُمْ بِبَيْتِ الْمَرْزُبَانِ أَمِيرُ فَأُمُّكُمُ لَا تَتْرُكُوهَا وَكَلْبَكُمْ ... فَإِنَّ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ كَبِيرُ إِذَا غُيِّبَتْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ دُخْنَةٌ ... يَظَلُّ لَهُ تَحْتَ السَّرِيرِ هَرِيرُ فَيَالَكَ مِنْ كَلْبٍ تَعَوَّدَ مَا يَرَى ... بِصَبِرٍ فَمَا فَوْقَ السَّرِيرِ خَبِيرُ فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُنْشِدُ الشِّعْرُ قَالَ: «وَيْلَكَ، أَرَمَيْتَ أُمَّ قَوْمٍ بِكَلْبِهِمْ؟ لَوْ كُنْتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَزَلَ فِيكَ قُرْآنٌ» ، وَضَرَبَهُ وَحَبَسَهُ، فَعُرِضَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَوَجَدَ مَعَهُ خِنْجَرٌ، وَيُقَالُ وَجَدَ خِصَافَيْ نَعْلِهِ، فَرَدَّهُ إِلَى حَبْسِهِ بَعْدَمَا شَاوَرَ فِيهِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِقَتْلِهِ بَعْضُهُمْ، وَنَهَاهُ بَعْضٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: كَانَ ضِابِئُ سَيِّئَ الْبَصَرِ فَأَوْطَا صَبِيًّا فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: إِنِّي سَيِّئُ الْبَصَرِ، فَأَعْفَاهُ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: وَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْلُهُ ... فَإِنِّي وَقَيَّارًا بِهَا لَغَرِيبُ وَقَيَّارٌ فَرَسُهُ قَالَ: وَاسْتَعَارَ مِنْ قَوْمِ بَنِي نَهْشَلٍ كَلْبًا فَحَبَسَهُ سَنَةً، فَلَمَّا طَلَبُوهُ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي الْأَبْيَاتَ الْخَمْسَةَ، قَالَ: فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: وَيْلَكَ أَرَمَيْتَ أُمَّ قَوْمٍ بِكَلْبِهِمْ؟ لَوْ كُنْتَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَزَلَ فِيكَ قُرْآنٌ، وَلَوْ تَقَدَّمَ لِي قَتْلُ شَاعِرٍ لَقَتَلْتُكَ فَقَالَ: هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلَائِلُهْ وَلَا الْقَتْلَ مَا أُمِّرْتَ فِيهِ وَلَا الَّذِي ... تُحَدِّثُ مَنْ لَاقَيْتَ أَنَّكَ فَاعِلُهُ وَمَا الْقَتْلُ إِلَّا لِامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ ... إِذَا هَمَّ لَمْ تَرْعَدْ إِلَيْهِ خَصَائِلُهْ لَمْ يَزِدِ ابْنُ سَلَّامٍ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَبْيَاتِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ §رَجُلًا عِرَاقِيًّا رَصَدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَقْتُلَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ، فَاسْتَشَارَ فِيهِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَلَمْ يَرَوْا عَلَيْهِ قَتْلًا، فَأَرْسَلَهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، حَدَّثَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ §رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ جَلَسَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِخِنْجَرٍ، فَأَخَذَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَ عَنْهُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسْتَشَارَهُمْ فِيهِ، فَقَالُوا: بِئْسَمَا صَنَعَ، وَلَمْ يَقْتُلْكَ، وَلَوْ قَتَلَكَ قُتِلَ، فَأَرْسَلَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ". قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ نَاعِمَ بْنَ أُحَيْلٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَضَرَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَصَاحِبِ الْخِنْجَرِ

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: " أَنَّ §رَجُلًا رَصَدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِخِنْجَرٍ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَدْخُلَ تَلَقَّاهُ فَوَجَأَ عُثْمَانُ وَجْهَهُ فَوَقَعَ عَلَى إِسْتِهِ وَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «أَوْلَسْتَ بِفَاتِكٍ؟» قَالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «خُذُوا الرَّجُلَ وَلَا تَقْتُلُوهُ» ، فَقَالَ: «مَا تَرَوْنَ فِيهِ؟» قَالُوا: اقْتُلْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ فِتَنَكَ كَثِيرَةٌ، قَالَ: «لِمَ؟» قَالُوا: لِأَنَّهُ أَرَادَ قَتْلَكَ، فَقَالَ: «أَرَادَ قَتْلِي وَلَمْ يُرِدِ اللَّهُ» ، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ". وَالْأَصَحُّ فِي خَبَرِهِ أَنَّهُ رَدَّهُ إِلَى مَحْبَسِهِ حَتَّى مَاتَ، فَلَمَّا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِابْنِهِ عُمَيْرِ بْنِ ضَابِئٍ قَالَ لَهُ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: هَذَا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ قَتِيلًا فَلَطَمَهُ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: أَفَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَلِمَ قَالَ: لأنه قتل أبي قال: أَوَلَيْسَ أَبُوكَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل] هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلَائِلُهْ ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيُّ: [البحر الطويل] تَخَيَّرْ فَإِمَّا أَنْ تَزُورَ ابْنَ ضَابِئٍ ... عُمَيْرًا وَإِمَّا أَنْ تَزُورَ الْمُهَلَّبَا

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §خَرَجَ

لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ فَدَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي كَانَ يَدْخُلُ مِنْهُ، فَزَحَمَهُ الْبَابُ، فَقَالَ: «انْظُرُوا» ، فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ خِنْجَرٌ أَوْ سَيْفٌ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَقْتُلَكَ، قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَيْحَكَ عَلَامَ تَقْتُلُنِي؟» قَالَ: ظَلَمَنِي عَامِلُكَ بِالْيَمَنِ، قَالَ: «أَفَلَا رَفَعْتَ ظُلَامَتَكَ إِلَيَّ، فَإِنْ لَمْ أُنْصِفْكَ أَوَ أُعَدِّيكَ عَلَى عَامِلِي أَرَدْتَ ذَاكَ مِنِّي؟» فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: «مَا تَقُولُونَ؟» فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَدُوٌّ أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَقَالَ: " عَبْدٌ هَمَّ بِذَنْبٍ فَكَفَّهُ اللَّهُ عَنِّي، آتِنِي بِمَنْ يَكْفُلُ بِكَ، لَا تَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَا وَلِيتُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ فَكَفَلَ بِهِ، فَخَلَّى عَنْهُ، قَالَ عِمْرَانُ: فَوَاللَّهِ مَا ضَرَبَهُ سَوْطًا، وَلَا حَبَسَهُ يَوْمًا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §اشْتَكَى رُعَافًا فَدَعَا حُمْرَانَ فَقَالَ: «اكْتُبْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ بَعْدِي» ، فَكَتَبَ لَهُ، فَانْطَلَقَ حُمْرَانُ فَقَالَ: لِيَ الْبُشْرَى، قَالَ: «لَكَ الْبُشْرَى، وَذَاكَ مَاذَا؟» قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ كَتَبَ لَكَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: «أَكَانَ يَصْلُحُ لَكَ أَنْ تَكْتُبَ لِيَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِكَ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُحَاسِبَنِي فِي أَهْلِي أَلَّا أَكُونَ أَعْدِلُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟» فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «عَزَمْتُ عَلَيْكَ، أَحُمْرَانُ أَخْبَرَكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «يَا حُمْرَانُ فَأُعَاهِدُ اللَّهَ أَلَّا تُسَاكِنَنِي أَبَدًا» ، فَأَخْرَجَهُ، «وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ وَلَّيْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ يَوْمَ وُلِّيتُهُ وَأَنْتَ تَقْدِرُ

عَلَى أَنْ تَصْرِفَ ذَلِكَ إِلَى نَفْسِكَ، أَوْ تُوَلِّيَهُ مَنْ بَدَا لَكَ، وَفِي الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَمَسُّ بِكَ يَوْمَئِذٍ رَحِمًا مِنِّي إِلَّا رَجَاءَ الصِّلَةِ وَالْإِحْسَانِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟» فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي قَدِ اجْتَهَدْتُ وَلَمْ آلُ أَنْ أَجِدَ خَيْرَ عِبَادِهِ، أَمَّا أَنَا فَكَانَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَوْضِعِي مَا لَمْ أَكُنْ لِأَلِيَهَا، وَأَمَّا أَنَا فَاجْتَهَدْتُ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَوَلَّيْتُ أَمْرَهُمْ خَيْرَهُمْ، فَإِذَا سَأَلَنِي قُلْتُ: «يَا رَبُّ وَلَّيْتُ أَمْرَهُمْ خَيْرَهُمْ فِيمَا أَعْلَمُ» ، قَالَ عُثْمَانُ: «فَاجْتَهَدْتَ أَنْتَ لِنَفْسِكَ وَحَرَصْتَ، وَأَنَا وَاللَّهِ مَا آلُو أَنْ أَجْتَهِدَ وَأَحْرِصَ فِي أَفْضَلِ مَنْ أَعْلَمُ، وَاللَّهِ لَا أَفْتِكُ هَذَا مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَدًا» ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ انْصَرَفَ، فَقَامَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ فَدَعَا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مِنْ تَوْلِيَةِ عُثْمَانَ إِيَّايَ مَا وَلَّانِي فَأَمِتْنِي قَبْلَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §خَرَجَ إِلَى الْعُمْرَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاشْتَكَى عُثْمَانُ بَعْدَهُ حَتَّى خَافَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَوْصَى وَدَعَا مَوْلَاهُ حُمْرَانَ فَكَتَبَ عَهْدَهُ فِي النَّاسِ، وَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي عَهْدِهِ وَأَمَرَ حُمْرَانَ أَلَا يَذْكُرَ لِبَشَرٍ، فَلَمْ يَرْجِعْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ الْعُمْرَةِ حَتَّى عُوفِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْطَلَقَ حُمْرَانُ إِلَى ابْنِ عَوْفٍ حِينَ قَدِمَ فَرَحَّبَ بِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنَ اسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ عَلَى الْأُمَّةِ، وَاسَتَكْتَمُهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «مَا يَسَعُنِي أَنْ أَكْتُمَ ذَلِكَ عَنْكَ، وَمَا لِي بُدٌّ أَنْ أُخْبِرَهُ إِيَّاهُ لِيَحْذَرَكَ» ، قَالَ: أَهْلَكْتَنِي، قَالَ: «إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ -[1030]- حَتَّى أَسْتَأْمِنَ لَكَ مِنْهُ» ، فَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُسَلِّمًا وَدَعَا لَهُ فِيمَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَافِيَةِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِبَعْضِ النَّاسِ ذَنْبًا لَا إِثْمَ عَلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنْهُ، فَهَبْ ذَلِكَ لِي» ، قَالَ: «مَا أَنَا بِفَاعِلٍ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا هُوَ» ، قَالَ: «مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ، وَلَكِنْ أَعْطِنِي ذَلِكَ» ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى فَعَلَ، فَقَالَ: «قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ إِنْ كَانَ شَيْئًا لَا إِثْمَ فِيهِ» ، فَذَكَرَ لَهُ أَمْرَ حُمْرَانَ، فَقَالَ: «أُخَيِّرُهُ فِي الْعُقُوبَةِ أَوْ فِرَاقِي» ، فَقَالَ: حُمْرَانُ أَفْشَيْتَ سِرِّي؟ قَالَ: «قَدْ كَانَ ذَلِكَ» ، قَالَ: «فَاخْتَرْ أَيَّ ذَلِكَ شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَجْلِدَكَ مِائَةَ سَوْطٍ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَخْرُجَ فَلَا أَرَاكَ وَلَا تَرَانِي» ، فَاخْتَارَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَصَابَ هُنَالِكَ - لِمَكَانَتِهِ مِنْ عُثْمَانَ - مَالًا وَوَلَدًا، فَلَهُمْ بِالْعِرَاقِ عَدَدٌ وَشَرَفٌ وَأَمْوَالٌ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " §قَدِمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَالٍ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ سُرُورَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا قَدِمْتَ بِهِ عَلَيْهِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ لَهُ وَجْهًا لَا يَرُدُّنِي عَلَى الْكُوفَةِ أَبَدًا، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكُمْ، وَجَعَلَ الْمُغِيرَةُ لِبُحْرَانَ حَاجِبِ عُثْمَانَ جُعْلًا عَلَى أَنْ يَأْتِيَهُ بِخَبَرِ مَنْ يَسْتَعْمِلُ عُثْمَانُ إِذَا اسْتَعْمَلَ أَحَدًا عَلَى الْكُوفَةِ فَأَتَاهُ فَقَالَ: فَقَدِ اسْتَعْمَلَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَأَتَى الْمُغِيرَةُ عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ شَكَانِي إِلَيْكَ أَحَدٌ، أَوْ بَلَغَكَ عَنِّي أَمَرٌ كَرِهْتَهُ؟ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: لِمَ عَزَلْتَنِي وَاسْتَعْمَلْتَ سَعْدًا؟ قَالَ: «وَكَانَ ذَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ

، قَالَ: «وَمَنْ أَخْبَرَكَ؟» قَالَ: الْأَمْرُ أَشْنَعُ مِنْ ذَاكَ، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى سَعْدٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: هَلْ أَعْلَمْتَ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي مَنْ أَخْبَرَكَ أَوْ لَأُسِيلَنَّ دَمَكَ» قَالَ: لَأَقُصَّنَّ لَكَ، فَأَخْبَرَهُ، فَدَعَا بِبُحْرَانَ فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا، وَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَأَمَرَ أَنْ يُطَافَ بِهِ فِي السُّوقِ، فَقَالَ هَوْذَةُ السُّلَمِيُّ: [البحر الوافر] لَا بَعْدَ بُحْرَانَ يُفْشِي سِرَّنَا مَلِكٌ ... سِتُّونَ سَوْطًا وَرَأْسٌ بَعْدُ مَحْلُوقُ وَطِيفَ فِي السُّوقِ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا ... لَمْ يَلْقَهُ قَبْلَهُ فِي النَّاسِ مَخْلُوقُ قَالَ: «فَعَابَ ذَلِكَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَهُ عَمَّنْ، حَدَّثَهُ: " أَنَّ §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَرِيضٌ يُعَاتِبُهُ فِي بَعْضِ مَا عَتَبَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِيهِ، وَقَالَ لِرَسُولِهِ: «اقْرَأْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ لَقَدْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، وَإِنَّ لِي لَأُمُورًا مَا هِيَ لَكَ، لَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا شَهِدْتَهَا، وَشَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَمَا شَهِدْتَهَا، وَلَقَدْ فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَصَبَرْتُ» ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِهِ: " اقْرَأْ عَلَى أَخِي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شُهُودِكَ بَدْرًا وَغَيْبَتِي عَنْهُ، فَقَدْ خَرَجْتُ لِلَّذِي خَرَجْتَ لَهُ فَرَدَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى ابْنَتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتِي لِمَا بِهَا مِنَ الْمَرَضِ، وَوَلِيتُ مِنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1032]- الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهَا، ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ فَبَشَّرَنِي بِأَجْرٍ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلِ أُجُورِكُمْ، وَأَعْطَانِي سَهْمًا مِثْلَ سُهْمَانِكُمْ، فَأَنَا أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ؟ وَأَمَّا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى قُرَيْشٍ لِأَسْتَأْذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ بِالْهَدْيِ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَيَنْحَرُ بُدْنَهُ، وَيَحِلُّ مِنْ عُمْرَتِهِ، فَاسْتَبْطَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَافَ أَنْ يَكُونَ غُدِرَ بِي فَهَاجَهُ مَكَانِي عَلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِيعَتِكُمْ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ: هَذِهِ بَيْعَةُ عُثْمَانَ، أَفَأَيْدِيكُمْ أَفْضَلُ أَمْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَبْرِكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَفِرَارِي فَقَدْ كَانَ ذَاكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْعَفْوَ عَنِّي فِي كِتَابٍ، فَعَيَّرْتَنِي بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لِي، وَنَسِيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ مَا لَا تَدْرِي أَغُفِرَ لَكَ أَمْ لَمْ يُغْفَرْ "، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ بِهَذَا بَكَى، وَقَالَ: «صَدَقَ وَاللَّهِ أَخِي، لَقَدْ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ، وَنَسِيتُ مِنْ ذُنُوبِي مَا لَا أَدْرِي أَغُفِرَتْ لِي أَمْ لَمْ تُغْفَرْ»

حُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " §لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لَكَ لَا تَأْتِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي عُثْمَانَ - وَلَا تَغْشَاهُ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «أَبْلِغْهُ عَنِّي أَنِّي لَمْ أَغِبْ عَنْ بَدْرٍ، وَلَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عُيَيْنَ - يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ - وَلَمْ أُخَالِفْ سُنَّةَ عُمَرَ» ، قَالَ: فَأَخْبَرَ الْوَلِيدُ عُثْمَانَ -[1033]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " أَمَّا يَوْمُ بَدْرٍ فَإِنَّمَا كَانَتْ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ، وَأَمَّا يَوْمُ عُيَيْنَ فَلِمَ تُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ لِي فِيهِ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [آل عمران: 155] اْلَآَيَةَ. وَأَمَّا سُنَّةُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَاللَّهِ مَا أَظُنُّنِي أَنَا وَلَا هُوَ يُطِيقُ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي مَنْزِلِهِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: قُمْ إِلَيَّهَا هُنَا أُكَلِّمْكَ، فَقَامَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَوَقَفَ مَعَهُ بَيْنَ الْبَابِ وَالسِّتْرِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا كَأَنَّ وَجْهَهُ الْبُسْرُ صَرْفًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ دَخَلْتَ بِوَجْهٍ مَا خَرَجْتَ بِهِ فَقَالَ: «أَجَلْ، هَذَا رَسُولُ عُثْمَانَ دَعَانِي فَشَتَمَنِي مَا شَاءَ ثُمَّ ذَهَبَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: جَاءَ -[1034]- أَبُو ذَرٍّ وَأَنَا جَالِسٌ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ؟ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ وَوَلَّى وَجْهَهُ، فَاسْتَفْتَحَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَرَجَّةً، أَوْ لَلَجَّةً - شَكَّ أَبُوعَاصِمٍ - قَالَ: فَانْتَهَتْ بِهِ الْقِرَاءَةُ إِلَى سَارِيَةٍ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَجَوَّدَ فِيهِمَا، وَرَكِبَهُ النَّاسُ - وَأَنَا فِي النَّاسِ - فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§فِي الْإِبِلِ صَدَقَتُهَا وَالْبَقَرِ صَدَقَتُهَا، وَالْغَنَمِ صَدَقَتُهَا، وَفِي الْبُرِّ صَدَقَتُهُ، وَمَنْ جَمَعَ دَنَانِيرَ أَوْ دَرَاهِمَ أَوْ تِبْرَ ذَهَبٍ أَوْ تِبْرَ فِضَّةٍ لَا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَعُدُّهُ لِغَرِيمٍ فَهُوَ كَنْزٌ يُكْوَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ وَانْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ قَدْ كُنِزَتْ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي مَنْ أَنْتَ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ نَسَبَكَ الْأَكْبَرَ، يَا ابْنَ أَخِي، أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَافْقَهْ إِذَنْ يَا ابْنَ أَخِي "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُو، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ خِمَاشٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ بِأَبِي ذَرٍّ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ أَوْ أَلْقَاهُ مِنْهُ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ: " إِنْ كَانَ لَكَ فِي الشَّامِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ أَبَا ذَرٍّ مِنْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نَفَلَ النَّاسَ عِنْدِي، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْمُرُهُ -[1035]- بِالْقَدُومِ، فَلَمَّا قَدِمَ تَصَايَحَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَمَا سَبَّهُ وَلَا أَنَّبَهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أُغِيرَ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالَ: «كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَقِي» ، ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَالَ: " {§وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَخَرَجَ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: " §دَخَلْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الَّذِي لَا يُدْخَلُ مِنْهُ، فَانْتَهَى إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ آخُذَ بِعُرْقُوبَيْ قَتَبٍ لَأَخَذْتُ بِهِمَا حَتَّى أَمُوتَ» ، فَاسْتَأْذَنَهُ لِلرَّبَذَةِ فَقَالَ: «نَأْذَنُ لَكَ، وَنَأْمُرُ لَكَ بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ فَتُصِيبُ مِنْ نَسْلِهَا» ، فَنَادَى أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «دُونَكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ دُنْيَاكُمْ فَاحْزِمُوهَا -[1036]- فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا» ، فَمَّا زَادَ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ، فَإِذَا عَلَيْهَا حَبَشِيُّ مَوْلًى لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنُودِيَ لِلصَّلَاةِ فَتَقَدَّمَ فَنَكَصَ فَأَوْمَى إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: حُدِّثْنَا عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَعَلَى أَبِي ذَرٍّ عِمَامَةٌ فَرَفَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ: " إِنِّي وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا مِنْهُمْ - قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: يَعْنِي مِنَ الْخَوَارِجِ، وَلَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعَضَّ عَلَى عُرْقُوبَيْ قَتَبٍ لَعَضَضْتُ عَلَيْهِمَا حَتَّى يَأْتِيَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَاضٌّ عَلَيْهِمَا " قَالَ: «صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّا إِنَّمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْكَ لَخَيْرٍ، لِتُجَاوِرَنَا بِالْمَدِينَةِ» ، قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَاكَ، ايْذَنْ لِي فِي الرَّبَذَةِ» ، قَالَ: «نَعَمْ، وَنَأْمُرُ لَكَ بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ» قَالَ: «لَا حَاجَةَ لَنَا فِي ذَاكَ، يَكْفِي أَبَا ذَرٍّ صِرْمَتُهُ» ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ اعْذِمُوهَا وَدَعُونَا وَدِينَنَا» ، قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقْسِمُ مَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ وَرَثَتِهِ وَعِنْدَهُ كَعْبٌ فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَمَعَ هَذَا الْمَالَ فَكَانَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ

، وَيَحْمِلُ فِي السَّبِيلِ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ؟» فَقَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو الْجَنَّةَ» ، فَغَضِبَ أَبُو ذَرٍّ، وَرَفَعَ عَلَيْهِ الْعَصَا وَقَالَ: «§مَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّةِ لَيَوَدَّنَّ صَاحِبُ هَذَا الْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ لَوَ كَانَ عَقَارِبَ تَلْسَعُ السُّوَيْدَاءَ مِنْ قَلْبِهِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ، فَشَكَاهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي وَاللَّهِ لَسْتُ مِنْهُمْ» ، قَالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنَّمَا أَرَدْنَا أَنْ تَرُوحَ عَلَيْكَ اللِّقَاحُ وَتَغْدُوَ» ، قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ» ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الرَّبَذَةَ، فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذُكِرَ لَهُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَّرَهُ أَخَذَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَيَقُولُ: هُوَ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ وَلَمْ يُسَيِّرْهُ عُثْمَانُ

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَهَارُونُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، قَالَ: " قُلْتُ لِلْحَسَنِ: §عُثْمَانُ أَخْرَجَ أَبَا ذَرٍّ؟ " قَالَ: «لَا مَعَاذَ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ -[1038]-، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ فَقُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذَا؟ قَالَ: " §كُنْتُ بِالشَّامِ، فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقُلْتُ أَنَا: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ، فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلَامٌ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيَّ حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ وَكُنْتَ قَرِيبًا، لِذَلِكَ أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ، وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ، وَأَطَعْتُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَبُو عُرْوَةَ الدَّبَّاغُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ لِنَأْتِيَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ دَارِ الْأَمِيرِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَ الْمَسْجِدَ، وَقُرَيْشٌ حِلَقٌ حِلَقٌ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: «§أَلَا لِيُبَشَّرَ أَهْلُ الْكُنُوزِ بِكَيٍّ فِي جِبَاهِهِمْ، وَالْكَيِّ فِي جُنُوبِهِمْ، وَالْكَيِّ فِي ظُهُورِهِمْ، لَمْ تُعْذَرْ قُرَيْشٌ» ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ -[1039]- طَوِيلٌ، وَإِذَا هُوَ أَبُو ذَرٍّ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَامَ فَقَالَ: «§بَشِّرْ أَصْحَابَ الْكُنُوزِ بِكَيٍّ فِي الْجِبَاهِ، وَكَيٍّ فِي الْجُنُوبِ، وَكَيٍّ فِي الظُّهُورِ حَتَّى يَتَّقِيَ الْحَرْقَ إِخْوَانُهُمْ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالشَّامِ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: ايذَنْ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَكَلَّمُ، قَالَ: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَهَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِيذَنْ لِي فَوَاللَّهِ لَا أَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، قَالَ: تَكَلَّمْ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا أُخْرِجْتَ؟» فَبَكَيْتُ فَقُلْتُ: فَأَيْنَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَاهُنَا» ، وَأَشَارَ نَحْوَ الشَّامِ، وَإِنْ أُمِّرْ عَلَيْكَ عَبْدٌ أَسْوَدُ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ "

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرِهِمَا أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَبْتَسِمُ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا لَكَ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «§سَامِعٌ مُطِيعٌ وَلَوْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ صَنْعَاءَ لَأَتَيْتُهَا»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّبْذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ نُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §جَاءَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[1040]- يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَنَا عِنْدَهُ - فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ يَسْتَأْذِنُ، قَالَ: «إِيذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ فَإِنَّهُ يُؤْذِينَا وَيُشْقِينَا» ، قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى قَعَدَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ سُرُرٍ يُقَالُ لَهَا: النَّجْدِيَّةُ ذِي قَوَائِمَ أَرْبَعٍ يَرْجُفُ بِهِ السَّرِيرُ مِنْ طُولِهِ وَعِظَمِهِ - وَكَانَ طَوِيلًا عَظِيمًا - فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟» قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا قُلْتُ هَذَا» ، قَالَ عُثْمَانُ: «إِنِّي أُقِيمُ عَلَيْكَ الْبَيِّنَةَ» ، قَالَ: «مَا أَدْرِي مَا بَيِّنَتُكَ قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتُ؟» قَالَ: فَكَيْفَ قُلْتَ: قال: قلت " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي الَّذِي يَأْخُذُ بِالْعَهْدِ الَّذِي تَرَكْتُهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْحَقَنِي» ، وَكُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا غَيْرِي، فَأَنَا عَلَى الْعَهْدِ وَعَلَى اللَّهِ الْبَلَاغُ "، قَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْحَقْ بِمُعَاوِيَةَ» ، فَأَخْرَجَهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ رَجُلٌ حَدِيثُ الْعَهْدِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِقُلُوبِ النَّاسِ فَأَبْكَى عُيُونَهُمْ، وَأَوْغَرَ صُدُورَهُمْ، وَكَانَ فِيمَا يَقُولُ: «لَا يَبْقَيَنَّ فِي بَيْتِ أَحَدٍ مِنْكُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَلَا تِبْرٌ وَلَا فِضَّةٌ إِلَّا شَيْءٌ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ يَعَدُّهُ لِغَرِيمٍ» ، فَأَنْكَرَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جُنْحَ اللَّيْلِ بِأَلْفِ دِينَارٍ أَرَادَ أَنْ يُخَالِفَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ وَسَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَسَّمَ الْأَلْفَ فَلَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهُ مِنْهَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا الرَّسُولَ فَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقُلْ لَهُ: أَنْقِذْ لِي جَسَدِي مِنْ عَذَابِ مُعَاوِيَةَ أَنْقَذَ اللَّهُ جَسَدَكَ -[1041]- مِنَ النَّارِ، فَإِنَّهُ أَرْسَلَنِي إِلَى غَيْرِكَ فَأَخْطَأْتُ بِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: " اقْرَأْ عَلَى مُعَاوِيَةَ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَبُو ذَرٍّ: مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا مِنْ دَنَانِيرِكَ دِينَارٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ آخَذْتَنَا بِهَا فَأَنْظِرْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ نَجْمَعُهَا لَكَ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاوِيَةُ أَنَّ فِعْلَهُ يُصَدِّقُ قَوْلَهُ، وَسَرِيرَتَهُ تُصَدِّقُ عَلَانِيَتَهُ كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ حَاجَةً فَأَرْسِلْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَإِنَّهُ قَدْ أَوْغَرَ صُدُورَ النَّاسِ عَلَيْكَ» ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنِ الْحَقْ بِي»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ بَدْرِ بْنِ خَالِدٍ الْحَرَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ جَاءَ شَيْخٌ: فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «مَرْحَبًا وَأَهْلًا يَا أَخِي» ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «§مَرْحَبًا وَأَهْلًا يَا أَخِي، لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَّظْتُ فِي الْعَزْمَةِ، وَايْمُ اللَّهِ لَوَ أَنَّكَ عَزَمْتَ عَلَيَّ أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ»

حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: §أَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: «لَسْتُ مِنْهُمْ، لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِعَرْقُوَةِ قَتَبٍ لَتَعَلَّقْتُ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: §مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ فَقَالَ: «لِمَنْ هَذِهِ؟» قَالُوا: لِفُلَانٍ، اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِسِتِّينَ أَلْفًا، فَقَالَ: «مَا سَرَّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلَيَّ» ، قَالَ: فَجَزَّأَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ لَقَدْ أَلْقَى فِيهَا الْعَمَارَ، فَأَقْبَلْتُ فَرَكِبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَكْبَةً فَقَالَ: «لِمَنْ هَذِهِ» ؟ فَقِيلَ: هَذِهِ الْأَرْضُ الَّتِي اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْ فُلَانٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ وَلِّنِي جُزْأَيْنِ مِنْهَا، قَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ دُونَ أَنْ تُرْسِلَ إِلَى الَّذِينَ سَفَّهْتَنِي عِنْدَهُمْ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ فَلَا أَفْعَلُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: «إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ» ، قَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَنْقُصُكَ جُزْأَيْنِ مِنْ عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ» ، قَالَ: «قَدْ أَخَذْتُهَا»

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمُ بْنُ الْجَهْمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ قَالَ: " كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يَحْضُرُ الْخُصُومَةَ وَيَقُولُ: «§إِنَّ لَهَا لَحِمَّى، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُهَا» ، وَقَدْ كَانَ جَعَلَ خُصُومَةً إِلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا كَبِرَ وَرَقَّ حَوَّلَهَا إِلَيَّ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ خُصُومَةٌ أَوْ نُوزِعَ فِي شَيْءٍ، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَمَا قَضَى عَلَيْهِ فَعَلَ وَمَا قَضَى لَهُ فَلِي» ، فَوَثَبَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي ضَفِيرَةٍ كَانَ عَلِيٌّ ضَفَرَهَا عَلَى الَّذِي لَهُ بَيْنَنَا، وَكَانَتْ لَهُ إِحْدَى عُدْوَتَيِ الْوَادِي، وَكَانَتِ الْأُخْرَى لِطَلْحَةَ، فَقَالَ طَلْحَةُ: حَمَلَ عَلَيَّ السَّيْلَ فَأَضَرَّ بِي، فَاخْتَصَمَا

فِيهَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا كَثُرَ الْكَلَامُ مِنَّا فِيهَا قَالَ: «إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا مَعَكُمْ فِي رَكَبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ رَأَيْتُ ضَرَرًا أَزَلْتُهُ» ، قَالَ: فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ - وَفِي مَقْدَمَةٍ قَدِمَهَا مُعَاوِيَةُ مِنَ الشَّامِ فَرَكِبَ مَعَنَا - فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ تَعْتِقُ أَمَامَ الرَّكْبِ وَنَحْنُ نَتَدَاوَلُ الْخُصُومَةَ إِذْ رَمَى بِكَلِمَةٍ عَرَفْتُ أَنَّهُ رَفَدَنِي بِهَا قَالَ: «يَا هَذَانِ إِنَّكُمَا قَدْ أَكْثَرْتُمَا عَلَيَّ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الضَّفِيرَةَ كَانَتْ لِي فِي زَمَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَقِيتُهَا مِنْهُ» - فَقُلْتُ: نَعَمْ وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَفِي زَمَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ الرَّكْبُ جَمِيعًا: كَلَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ ضَرَرًا مَا أَقَرَّهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَرُدَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءَ أَنْ قِيلَ إِنْ كَانَ فِي زَمَانِ عُمَرَ» ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَرَى ضَرَرًا، وَقَدْ كَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَوْ كَانَ ظُلْمًا مَا أَقَرَّهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَنَهَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، أَوْ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا، وَقَالَ: «لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا» ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «تَرَانِي أَنْهَى عَنْ شَيْءٍ وَتَفْعَلُهُ؟» فَقَالَ: «§مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ»

وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ. . . . . . . . . . وَأَتَاهُ عُثْمَانُ بِعُسْفَانَ، وَمَا اجْتَمَعَا بَعْدَهَا، §فَنَهَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا - يَعْنِي الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ - فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا تُرِيدُ إِلَى شَيْءٍ فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنْهَى عَنْهُ؟» قَالَ: «دَعْ ذَا مِنْكَ» ، قَالَ: «لَا أَدَعُكَ مِنِّي» ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: §لَبَّى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسِيرُ فِي مَوْكِبِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ مَوْكِبِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُلَبِّي؟ إِنَّ هَذَا لَأَحْمَقُ أَوْ مَجْنُونٌ، فَقَالُوا: «هَذَا أَبُو تُرَابٍ» ، فَسَكَتُوا فَمَا يُدَمْدِمُ إِنْسَانٌ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ بَيْنَهُمَا نَزْغٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَوَاللَّهِ مَا أَبْرَكَا شَيْئًا، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ بِمَا قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ لَفَعَلْتُ، ثُمَّ لَمْ يَقُومَا حَتَّى اسْتَغْفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ»

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْنِي الْقَاضِيَ

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: §اشْتَكَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَكْوَى آدَتْ مِنْهُ فَأَتَاهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَائِدًا وَأَنَا مَعَهُ فَقَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ؟ كَيْفَ تَجِدُكَ؟» حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ مَسْأَلَةِ الْعِيَادَةِ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَنَا دُونَكُ أُسَرُّ أَمْ بِبَقَائِكَ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ مِتَّ لَا أَجِدُ مِنْكَ خَلَفًا، وَلَئِنْ بَقِيتَ لَا أَعْدَمُ طَاعِنًا غَائِبًا يَتَّخِذُكَ عَضُدًا أَوْ يَعُدُّكَ كَهْفًا، لَا يَمْنَعُنِي مِنْهُ إِلَّا مَكَانُهُ مِنْكَ وَمَكَانُكَ مِنْهُ، فَأَنَا مَثَلِي كَأَبِي الْعَاقِّ إِنْ مَاتَ فَجَعَهُ وَإِنْ عَاشَ عَقَّهُ، فَإِمَّا سِلْمٌ فَنُسَالِمُ وَإِمَّا حَرْبٌ فَنُنَابِزُ، وَلَا تَجْعَلْنَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْمَاءِ، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتَنِي لَا تَجِدُ مِنِّي خَلَفًا وَإِنْ قَتَلْتُكَ لَا أَجِدُ مِنْكَ خَلَفًا، وَلَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ بَادِئُ فِتْنَةٍ، وَإِنَّ أَعَزَّ النَّاسِ بِهِ الرَّابِضُ مَعَ الْعَنْزِ» ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عَلِيٌّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: " إِنَّ فِيمَا تَكَلَّمْتَ بِهِ لَجَوَابًا، وَلَكِنِّي عَنْ جَوَابِكَ مَشْغُولٌ، وَلَأَقُولَنَّ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18] " قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّا إِذَنْ وَاللَّهِ لَنَكْسِرَنَّ رِمَاحَنَا وَلَنَقْطَعَنَّ سُيُوفَنَا، وَلَا نَكُونُ فِي هَذَا الْأَمْرِ حَيْنًا لِمَنْ بَعْدَنَا، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَدْرِي: «اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ»

حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا أَمْرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَمِنَّا الْعَاذِرُ لَهُ، وَمِنَّا اللَّائِمُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " §مَا سَمِعْتُ مِنْ

أَبِي أَمْرًا قَطُّ يَعْذِرُهُ فِيهِ وَلَا يَلُومُهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَذْكُرَ عِنْدَهُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَأَهْجِمَ عَلَى مَا لَا يُوَافِقُهُ فَأَنَا عِنْدَهُ لَيْلَةً نَتَعَشَّى فَقِيلَ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْتَأْذِنُ بِالْبَابِ، فَأَذِنَ لَهُ وَوَسَّعَ لَهُ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَأَصَابَ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى رَفَعَ، قَالَ: فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَثَبَتَ، فَحَمِدَ اللَّهَ عُثْمَانُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ جِئْتُكَ أَسْتَعْذِرُكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ عَلِيٍّ، سَبَّنِي وَشَهَّرَ أَمْرِي، وَقَطَعَ رَحِمِي، وَطَعَنَ فِي دِينِي، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنْ كَانَ لَكُمْ حَقٌّ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ غُلِبْتُمْ عَلَيْهِ، فَقَدْ تَرَكْتُمُوهُ فِي يَدَيْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِكُمْ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَيْكُمْ رَحِمًا مِنْهُ، وَمَا لُمْتُ مِنْكُمْ أَحَدًا إِلَّا عَلِيًّا، وَلَقَدْ دُعِيتُ أَنْ أَبْسُطَ عَلَيْهِ فَتَرَكْتُهُ لِلَّهِ وَالرَّحِمِ، وَأَنَا أَخَافُ أَلَّا يَتْرُكَنِي فَلَا أَتْرُكُهُ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَحَمِدَ أَبِي اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا ابْنَ أُخْتِي، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَحْمَدُ عَلِيًّا لِنَفْسِكَ فَإِنِّي لَا أَحْمَدُكَ لِعَلِيٍّ، وَمَا عَلِيٌّ وَحْدَهُ قَالَ فِيكَ، بَلْ غَيْرُهُ، فَلَوْ أَنَّكَ اتَّهَمْتَ نَفْسَكَ لِلنَّاسِ اتَّهَمَ النَّاسُ أَنْفُسَهُمْ لَكَ، وَلَوْ أَنَّكَ نَزَلْتَ مِمَّا رَقِيتَ وَارْتَقَوْا مِمَّا نَزَلُوا فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَأَخَذُوا مِنْكَ مَا كَانَ بِذَلِكَ بَأْسٌ "، قَالَ عُثْمَانُ: «فَذَلِكَ إِلَيْكَ يَا خَالُ، وَأَنْتَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ» قَالَ: «أَفَأَذْكُرُ لَهُمْ ذَلِكَ عَنْكَ؟» قَالَ: «نَعَمْ» ، وَانْصَرَفَ، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ قِيلَ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَجَعَ بِالْبَابِ قَالَ أَبِي: " ائْذَنُوا لَهُ، فَدَخَلَ فَقَامَ قَائِمًا وَلَمْ يَجْلِسْ، وَقَالَ: لَا تَعْجَلْ يَا خَالُ حَتَّى أُوذِنَكَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ كَانَ جَالِسًا بِالْبَابِ يَنْتَظِرُهُ حَتَّى خَرَجَ، فَهُوَ الَّذِي ثَنَاهُ عَنْ رَأْيِهِ الْأَوَّلِ

، فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي وَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا إِلَى هَذَا مِنْ أَمْرِهِ شَيْءٌ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ حَتَّى نَرَى مَا لَا بُدَّ مِنْهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْبِقْ بِي مَا لَا خَيْرَ لِي فِي إِدْرَاكِهِ، فَمَا مَرَّتْ جُمُعَةٌ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " §اشْتَكَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللُّهُ عَنْهُ عَائِدًا، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ رَآهُ: وَعَائِدَةٍ تَعُودُ بِغَيْرِ نُصْحٍ ... تَوَدُّ لَوَ انَّ ذَا دَنَفٍ يَمُوتُ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: §بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَهُ وَيَذْكُرَ جُلَسَاءَهُ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا عَمُّ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَنِي إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ وَجُلَسَائِي، وَإِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا وَأَنَا أَتَّقِي أَنْ يَذْكُرَنِي، فَأْتِهِ فَانْهَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَدَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى وِسَادَةٍ لَهُ، فَحِينَ رَآهُ تَنَحَّى عَنْهَا حَتَّى جَلَسَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ: «مَا حَاجَتُكَ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» فَقَالَ

: أَخُوكَ فِي دِينِكَ، وَابْنُ عَمِّكَ فِي النَّسَبِ بَلَغَهُ أَنَّكَ تُرِيدُ ذِكْرَهُ إِذَا صَلَّيْتَ الظُّهْرَ وَأَصْحَابَهِ، فَلَا تَفْعَلْ، قَالَ: «لَا آتِي مَا تَكْرَهُونَ، فَإِنْ شِئْتَ فَمُرْ أَخِي فِي دِينِي وَابْنَ عَمِّي فِي النَّسَبِ فَلَئِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخَرَ خَارِجٍ وَأَدْنَاهُمْ مَجْلِسًا» ، فَلَقِيَ الْعَبَّاسُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: ابْنَ أَخِي أُحِبُّ لَكَ أَنْ تَكُفَّ، فَإِنَّ أَخَاكَ فِي دِينِكَ وَابْنَ عَمِّكَ فِي النَّسَبِ قَالَ بَعْدَ أَنْ قُلْتُ ذَاكَ: وَلَكِنْ لَا أَفْعَلُ مَا تَكْرَهُونَ جَهْرًا فِي الْإِسْلَامِ، وَابْنُ عمِّي فِي النَّسَبِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخَرَ خَارِجٍ وَأَدْنَاهُمْ مَجْلِسًا مِنِّي، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَمُّ لَوْ أَرَدْتُ ذَلِكَ لَفَعَلَهُ لِي وَلَكِنْ أَبَى عَلَيَّ وَعَلَيْهِ الْكِتَابُ، قَالَ عَطَاءٌ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِي لِقَتْلِهِ، فَمَاتَ قَبْلَهُ بِشَيْءٍ. قَدِمَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ الْعَجْلَانِيُّ الْمَدِينَةَ وَقَدِ اشْتَدَّ الطَّعْنُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعَهُمْ يَذْكُرُونَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأْسُ ذَلِكَ الطَّعْنِ، فَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جَانِبِهِ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ - وَهُوَ لَا يَعْرِفُ عَلِيًّا - فَسَأَلَ عَنِ الْمُتِّكِئِ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ حِينَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ: [البحر الطويل]

خَرَجْنَا وَغَادَرْنَا ابْنَ عَفَّانَ مُدْنَفًا ... مِنَ السَّيْفِ لَا يَسْلُكُ إِلَى السَّيْفِ ضَارِبُهْ وَذُو دَائِهِ مُسْتَحْجِنٌ بِوِسَادِهِ ... إِذَا شَاءَ غَادَاهُ وَغَابَتْ طَبَائِبُهْ وَبِالْمِصْرِ طِبٌّ إِنْ أَرَادُوا دَوَاءَهُ ... وَبِالشَّامِ لَيْثٌ تَقْشَعِرُّ مَنَاحِبُهْ فَإِنْ تَقْتُلُوهُ تَلْفِظِ الْأَرْضُ بَطْنَهَا ... عَلَى النَّاسِ فِيهِ فَرْثُهُ وَأَقَاتِبُهْ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يُبَغِّضُهُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَّرَهُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَحَرَمَهُ عَطَاءَهُ ثَلَاثَ سِنِينَ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ،. . . . . . . . . . . . . عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: بَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ: «§إِمَّا أَنْ تَدَعَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ؟» فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْكُوفَةِ فَخَرَجُوا فِي السِّلَاحِ حَتَّى وَصَلُوا الْجَبَّانَةَ، فَقَالُوا لَهُ: «ارْجِعْ فَإِنَّا لَا نَأْمَنُ هَذَا الرَّجُلَ عَلَيْكَ، وَاللَّهِ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ وَنَحْنُ أَحْيَاءٌ» ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ لَهُ عَلَيَّ بَيْعَةً، وَإِنَّهُ كَائِنٌ أَمْرٌ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَتَرْجِعُنَّ» فَرَجَعُوا

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: §أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الزُّبَيْرِ وَأَمَرَهُ أَلَّا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ، فَلَمَّا مَاتَ عَجَّلَهُ، وَانْتَهَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْقَبْرِ حِينَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ مِنَ التُّرَابِ فَقَالَ: «يَا زُبَيْرُ لِمَ لَمْ تُؤْذِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَمْ تُعْلِمْهُ؟» قَالَ الزُّبَيْرُ: «إِنَّمَا كَرَامَةُ الْمَيِّتِ تَعْجِيلُهُ» ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَعَلْتَ هَذَا عَمْدًا، لَمْ يَكُنْ بِكَ تَعْجِيلُهُ، لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَنَبَشْتُهُ حَتَّى أُصَلِّيَ عَلَيْهِ» ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: «مَا كُنْتَ تَصِلُ إِلَى ذَاكَ» ، وَتَفَرَّقَا، ثُمَّ أَتَى عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ كَلَّمَ الزُّبَيْرُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِيَالُ عَبْدِ اللَّهِ أَحَقُّ بِعَطَائِهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ» ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عَطَاءَهُ

حَدَّثَنَا عَنَانٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَدْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §نَهَى عَنِ الْحُكْرَةِ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ الرَّجُلُ يُسْتَشْفَعُ حَتَّى بَدَّلَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ السُّوقَ فَإِذَا هُوَ بِمَوَالٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُقْبِلٌ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، فَمَشَى إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهَا هَزًّا شَدِيدًا - قَالَ وَأُرَاهُ قَالَ: إِنَّكَ وَإِنَّكَ - فَقَالَ: «إِنَّكَ ضَالٌّ -[1051]- مُضِلٌّ» ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ أُلْقِيَتْ لَهُ وِسَادَةٌ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، وَجَاءَهُ الزُّبَيْرُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ حَقًّا، وَلَكِنَّي رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ» ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اجْلِسْ هَاهُنَا» ، فَأَجْلَسَهُ عَلَى الْوِسَادَةِ إِلَى جَنْبِهِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: §دَخَلَ عُثْمَانُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَعُودُهُ فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: «مَرْدُودٌ إِلَى مَوْلَايَ الْحَقِّ» ، قَالَ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ» ، أَوْ «طِبْتَ» شَكَّ يَزِيدُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: §لَمَّا بَلَغَ عُثْمَانَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَرِيضٌ حَمَلَ إِلَيْهِ عَطَاءَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَكَانَ عَطَاءُ الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَةَ آلَافٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: «مَرْدُودٌ إِلَى مَوْلَايَ الْحَقِّ» قَالَ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ، كَأَنَّهَا ظِنَّةٌ، هَذَا عَطَاؤُكَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا فَاقْبِضْهُ» ، قَالَ: «مَنَعْتَنِيهِ إِذْ كَانَ يَنْفَعُنِي فَأَنَا آخُذُهُ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَقْبَلْ عَطَاءَهُ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §دَخَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعُودُهُ وَقَالَ -[1052]-: «هَذَا عَطَاؤُكَ فَخُذْهُ» قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، مَنَعْتَنِي إِذْ كَانَ يَنْفَعُنِي، وَكَانَ حَرَمَهُ عَطَاءَهُ عَامَيْنِ»

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، وَعِمْرَانَ بْنِ عُمَرَ قَالَا: «§دَخَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعُودُهُ، فَاسْتَغْفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ» . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِِ، بِمِثْلِهِ، وَزَادَ: فَلَمَّا قَامَ نَالَ رَجُلٌ مِنْ عُثْمَانَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَا سَرَّنِي أَنِّي أَرَدْتُ عُثْمَانَ بِسَهْمٍ فَأَخْطَأَهُ وَأَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِلًا لِعُثْمَانَ سَوَاقِطَ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَا تَسْتَخْلِفُونَهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ غَصَبَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إِبِلًا لَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ فُلَانًا غَصَبَنِي إِبِلِي، فَقَالَ عُثْمَانُ: «§نَحْنُ نَرُدُّ عَلَيْكَ إِبِلَكَ بِفِصَالِهَا» ، قَالَ: إِذَنْ لَا تَبْلُغُوا وَادِيَّ حَتَّى تَهْلِكَ فِصَالُهَا وَتَنْقَطِعُ أَلْبَانُهَا

، فَأَوْمَى إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ: قُلِ اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَنَظَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ بِابْنِ مَسْعُودٍ فِي غِمَارِ النَّاسِ، فَقَالَ: «قُلْ فِيهَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ» ، فَقَالَ: «كِدْتُ أَقُولُ فِيهَا، وَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنِّي كَافِرٌ» ، قَالَ: «قَلْتُ ذَاكَ، وَلَكِنِّي وَجَدْتُ عَلَيْكَ فِيمَا يَجِدُ فِيهِ الْأَخُ عَلَى أَخِيهِ» ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّكَ إِنْ دَفَعْتَ إِلَيْهِ إِبِلَهُ هَاهُنَا لَمْ تَبْلُغْ وَادِيَهُ حَتَّى تَنْقَطِعَ أَلْبَانُهَا وَتَهْلِكَ فِصَالُهَا، وَلَكِنِ ادْفَعْ إِلَيْهِ إِبِلَهُ بِأَلْبَانِهَا وَفِصَالِهَا بِوَادِيهِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَر. . . . . . . . . . حُذَيْفَةَ، فَطَلَبْتُهُ عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَوَجَدْتُهُ وَحُذَيْفَةَ وَأَبَا مُوسَى فِي غُرْفَةِ أَبِي مُوسَى فَجَعَلَ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيَتَنَاوَلَهُ وَيَقُولُ: هُوَ وَهُوَ. . . . . . . . . . قَالَ حُذَيْفَةُ: عَلَى ذَلِكَ §لَوْ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْكَ الْآنَ يَا أَبَا مُوسَى فَاسْتَعْمَلَكَ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَاسْتَعْمَلَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَاسْتَعْمِلْنِي عَلَى الْمَدَائِنِ لَرَضِينَا وَسَكَتْنَا، وَكُنَّا خُلَقَاءَ نَرْضَى أَوْ نَسَكْتُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّا إِذًا لَقَوْمُ سُوءٍ»

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَبَيْنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْأُخُوَّةِ الَّتِي كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْمَوَارِيثِ "

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: «§آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الزُّبَيْرِ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: §قَالَ الزُّبَيْرُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ مَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ: «أَعْطِنِي عَطَاءَ عَبْدِ اللَّهِ فَعِيَالُ عَبْدِ اللَّهِ أَحَقُّ بِعَطَائِهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ» ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ أَبِي زَيْنَبَ، كَانَ يَتِيمًا فِي. . . . . . . . . . . فِي يَدِهِ شِمْرَاخٌ يَضْرِبُ بِهِ الزُّبَيْرَ، فَأَخَذَهُ الزُّبَيْرُ وَقَالَ: «اضْرِبْ بِهِ عُثْمَانَ» ، فَأَبَى. فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِهِ

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، - وَمَا إِخَالُهُ يُتَّهَمُ عَلَيْنَا - قَالَ: أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُعَافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى حَبَسَهُ عَنِ الْحَجِّ، وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُ: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: «وَقَالُوهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ - قَالَ: أُرَاهُ الْحَارِثَ بْنَ الْحَكَمِ - فَقَالَ عُثْمَانُ: «وَقَالُوهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ هُوَ؟» فَسَكَتَ، قَالَ عُثْمَانُ: «فَلَعَلَّهُمْ قَالُوا الزُّبَيْرَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ §لَخَيْرُهُمْ مَا عَلِمْتُ وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ §عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، خَطَبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عُتْبَةَ فَقَالَتْ: تَزَوَّجْنِي وَأَنَا أُنْفِقُ عَلَيْكَ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ أَيْنَ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتِ النَّارَ، فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَأَتَتْ عُثْمَانَ فَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ، لَا يُجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسُ عَقِيلٍ أَبَدًا» ، فَأَرْسَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لَأُفَرِّقَنَّ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا كُنْتُ لِأُفَرِّقَ بَيْنَ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَ: «فَأُلْفِيَا وَقَدْ شَدَّا عَلَيْهِمَا أَثْوَابَهُمَا وَأَصْلَحَا شَأْنَهُمَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، قَالَ: §خَطَبَ مَرْوَانُ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُثْمَانَ، فَدَعَا مَرْوَانُ رَجُلًا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَامِلًا، فَقَالَ: إِنِّي خِفْتُ أَنْ يُزَوِّجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَعِيدًا، فَاحْتَلْ لِي، فَأَتَى ذَلِكَ الرَّجُلُ عُثْمَانَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «مَا خَبَرُ النَّاسِ؟» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَكْتُ إِمَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَقُلْنَ إِنَّ مَرْوَانَ وَسَعِيدًا خَطَبَا إِلَيْكَ، وَأَنْتَ مُنْكِحٌ أَشْرَفَهُمَا، وَقَدْ شَكَّ النَّاسُ أَيُّهُمَا أَشْرَفُ، فَدَعَا مَرْوَانَ فَزَوَّجَهُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: «§يَا بَنِي مَخْزُومٍ مَا أَجِدُ بَعْدَ عَشِيرَتِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكُمْ» ، قَالَ: وَكَانَ بَنُو مَخْزُومٍ تُشَبَّهُ بِبَنِي أُمَيَّةَ فِي الْمَالِ وَالْعَدَدِ وَالْهَيْبَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنْكِحْنَا إِذَنْ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ: «إِنْ خَطَبَ إِلَيَّ هَذَا أَنْكَحْتُهُ» ، قَالَ: فَخَطَبَ إِلَيْهِ فَزَوَّجَهُ مِنْ سَاعَتِهِ مَرْيَمَ بِنْتَ عُثْمَانَ - وَأُمُّهَا أُمُّ جُنْدُبٍ -. فَسَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلَيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِمْ: أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ مَرَّ بِهِمْ رَاكِبًا فَلَمَّا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ: فَأَنَا أَخْطُبُ إِلَيْكَ، فَنَوَّلَهُ دَرَكَهُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ فَأَنْكَحَهُ مَكَانَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ -[1057]-: §دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلًا وَهُوَ يَتَعَشَّى، فَدَعَاهُ إِلَى عَشَائِهِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَاحْتَفَظَ مِنْ ذَلِكَ عُثْمَانُ لِسَهْوِهِ وَقَالَ: «أَرَاكَ تُوَاصِلُ يَا أَبَا مَالِكٍ» ، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي وَجَدْتُ صَوْمَ اللَّيْلِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ صَوْمِ النَّهَارِ

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْخَلَّالِ بْنِ ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ الْعَتَكِيِّ، قَالَ: §سَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ جَوَائِزِ السُّلْطَانِ، فَقَالَ: «لَحْمُ ظَبْيٍ ذَكَرٍ» . قَالَ أَبُو شِهَابٍ: قَالَ مَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ: [البحر البسيط] لَأُلْفِيَنَّ قُرَيْشًا تَشْتَرِي غَيْلِي ... بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ زَرْعٍ وَحُجْرَانِ وَابْنَيْ سُبَيْعَةَ إِنْ أَخْشَى ضَيَاعَهُمَا ... عَلَى مَوَالِيَ مِنْ سُودٍ وَحُمْرَانِ قَالَ: فَاشْتَرَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْوَالَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ تَعَلَّى فِيهَا يَنْظُرُ إِذْ ذَكَرَ مَسْعُودًا وَشِعْرَهُ فَقَالَ: وَاعَجَبًا لِمَسْعُودٍ لَوْ رَأَى مَا أَعْطَى اللَّهُ قُرَيْشًا لَتَحَاقَرَ زَرْعَهُ وَحُجْرَانَهُ، قَالَ: وَسُبَيْعَةُ بِنْتُ عَبْدِ شَمْسٍ لَهَا عُرْوَةُ وَالْأَسْوَدُ ابْنَا مَسْعُودٍ، وَأُمَيْمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عُمَيْرٍ مِنْ ثَقِيفٍ لَهَا عَامِرٌ وَأَبُو عَامِرٍ ابْنَا مَسْعُودٍ. وَكَانَ مِنْ خَبَرِ سَالِمِ بْنِ مُسَافِعٍ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ - وَأُمُّهُ دَارَةُ - أَنَّهُ عَشِقَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَخَطَبَهَا فَرَدُّوهُ وَطَرَدُوهُ

، فَهَجَاهُمْ، فَلَقِيَهُ زُمَيْلُ بْنُ أُبَيْرٍ أَحَدُ بَنِي مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ فَأَوْعَدَهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، فَلَقِيَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْمَقُ لَمْ تُهْدِ لِقَوْمِكَ هَدِيَّةً أَبْقَى ضَغِينَةً وَلَا أَخْبَثَ نَتِيجَةً مِنْ هِجَائِكَ، فَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ، فَقَالَ: وَمَا الَّذِي تُخَوِّفُنِي بِهِ يَا ابْنَ أُمِّ دِينَارٍ؟ فَوَاللَّهِ لَا أُصَالِحُ بَنِي فَزَارَةَ حَتَّى يَنْكِحَ الَّذِي تُخَوِّفُنِي بِهِ أُمَّهُ، وَيُقَالُ بَلْ قَالَ: حَتَّى تَفْعَلَ أَنْتَ بِأُمِّكَ، ثُمَّ جَعَلَ لَا يَلْقَاهُ إِلَّا قَالَ: يَا زُمَيْلُ مَا يَحْبِسُنِي عَنْ صُلْحِ قَوْمِي غَيْرُكَ، وَقَالَ: [البحر البسيط] أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لَنْ أُسَالِمَهَا ... حَتَّى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينَارٍ فِي اسْتِكَيْنِ يَغِيبُ الْفِهْرُ بَيْنَهُمَا ... وَكَعْثَبٍ كَسَنَامِ الْبِكْرِ مَرَمَارِ لَا تَأَمَنَنَّ فَزَارِيًّا خَلَوْتَ بِهِ ... عَلَى قَلُوصِكَ وَاكْتُبْهَا بِأَسْيَارِ لَا تَأْمَنَنَّ فَزَارِيًّا عَلَى خَبَرٍ ... بَعْدَ الَّذِي اسْتَلَّ أَيْرُ الْعَيْرِ فِي النَّارِ إِنَّ الْفَزَارِيَّ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَلِمًا ... مِنَ النَّوَاكَةِ تَهْدَارًا بِتَهْدَارِ أَنَا ابْنُ دَارَةَ مَوْصُولًا بِهِ نَسَبِي ... وَهَلْ بِدَارَةَ يَا لِلنَّاسِ مِنْ عَارِ مِنْ جِذْمِ قَيْسٍ وَأَخْوَالِي بَنُو أَسَدٍ ... مِنْ أَكْرَمِ النَّاسِ زَنْدِي مِنْهُمُ وَارِ جُرْثُومَةٌ نَبَتَتْ فِي الْعِزِّ وَاعْتَدَلَتْ ... تَنْفِي الْجَرَاثِيمَ فِي عُرْفٍ وَإِنْكَارِ قَالَ: بُعِثَ الشِّعْرُ وَرُوِي وَنَشَرَ عَلَيْهِمْ أَمْرًا كَانَ قَدْ نُسِيَ، ثُمَّ إِنَّ رَكْبًا مِنْ فَزَارَةَ دَخَلُوا الْكُوفَةَ فَلَقِيَهُمْ رَكْبٌ مِنْ غَطَفَانَ فِيهِمُ ابْنُ دَارَةَ فَقَالَ: أَفَزَارَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَفِيكُمْ زُمَيْلٌ؟ قَالَ زُمَيْلٌ: نَعَمْ، قَالَ: أَلَا تَبَرَّ قَسَمِي يَا زُمَيْلُ حَتَّى أُصَالِحَ قَوْمِي؟

فَقَالَ: يَا ابْنَ دَارَةَ مَعْذِرَةً إِلَيْكَ، إِنَّهُ لَا حَدِيدَةَ فِي الرَّكْبِ إِلَّا مِخْيَاطٌ يَخْتَاطُ بِهِ الْقَوْمُ، فَغَضِبَتْ فَزَارَةُ أَشَدَّ الْغَضَبِ وَأُمُّ دِينَارٍ بَيْنَ بَنِي بَدْرٍ - فَقَالَ الْغَطَفِيُّونَ لِابْنِ دَارَةَ: تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْ شَرِّكَ إِلَّا أَنْ تَحْذَرَهُ، فَأَتَى بَنِي أَسَدٍ فَأَنْزَلُوهُ. . . . . . . أَحَدُ بَنِي طَرِيفٍ وَطَرَدَهُ وَتَهَدَّدَهُ، فَقَالَ: [البحر الطويل] إِنِّي وَإِنْ حَذَّرْتُ شَيْخَنَا لَذَاكِرٌ ... لِشَتْمِ بَنِي الطِّرْمَاحِ أَهْلَ حِمَامِ لَحَى اللَّهُ قَوْمًا بَيْنَ زَيْدٍ وَمَزْيَدٍ ... يَرَوْنَ حَلَالًا مِنْكَ كُلَّ حَرَامِ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ دَهَنُوا اسْتَهُ ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَهُ بِغَرَامِ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى بَنِي نَبْهَانَ بْنِ طَيِّئٍ , وَمَدَحَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ فَقَالَ: تَسِيرُ قَلُوصِي فِي مَعَدٍّ وَإِنَّهَا ... لَتَرْجُو الرَّبِيعَ فِي لِقَاءِ بَنِي نَفَلْ وَأَنْتُمْ رِمَامٌ فِي أَزِمَّةِ طَيِّئٍ ... وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ جَنَّةِ السَّهْلِ وَالْجَبَلْ وَأَبْقَى الْخُطُوبَ مِنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ... حُسَامًا كَنَصْلِ السَّيْفِ سُلَّ مِنَ الْخَلَلْ أَبُوكَ جَوَادٌ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ ... وَأَنْتَ كَرِيمٌ لَا تُحَضِّرُكَ الْعِلَلْ فَإِنْ تَتَّقُوا شَرًّا فَمِثْلُكُمُ اتَّقَى ... وَإِنْ تَفْعَلُوا خَيْرًا فَمِثْلُكُمُ فَعَلْ ثُمَّ انْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ وَقَدِ احْتَفَظَتْ عَلَيْهِ فَزَارَةُ وَتَحَاضَّتْ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: [البحر البسيط] يَا لَيْتَ شَعْرِيَ وَالْأَيَّامُ تَحْكُمُهُ ... هَلْ فِي مَثُولَةِ حَامِي رَاهِبِ الْعَارِي يَهْذِي بِأَعْرَاضِكُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ ... إِذَا تَلَبَّسَ وَرَّادٌ بِصَدَّارِ إِذَا تَغَنَّتْ عُلُوجُ الْحَظِّ جَاوَبَهَا ... بِحِمْصَ أَوْ بِدِمَشْقَ الْأَصْهَبُ الدَّارِي فَأَيْنَ مَوْلَاكَ مَنْظُورٌ لِحُلَّتِهِ ... وَأَيْنَ مَرْقَةُ عَنْهَا وَابْنُ عَمَّارِ

فَهَرَّ الْقَوْمُ زُمَيْلًا , وَخَرَجَ رُكُوبُ ابْنُ مُرَادٍ وَهُوَ فِيهِمْ صَادِرِينَ عَنِ الْمَدِينَةِ، فَلَقِيَهُمْ رَهْطٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ مُقْبِلِينَ مِنْ بَطْنِ نَخْلَةَ فِيهِمُ ابْنُ دَارَةَ , فَسَمِعَهُ زُمَيْلٌ يَتَغَنَّى لَيْلًا: [البحر الطويل] إِذَا اتَّسَقَتْ أَخْفَافُهَا فَكَأَنَّمَا ... تَكَسَّرَ بِيضٌ بَيْنَهُنَّ وَخِيمُ فَقَالَ زُمَيْلٌ: سَالِمٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَفَضُّوا مِنْ رِكَابِهِمْ حَتَّى اسْتَتَبَّتْ , ثُمَّ خَنَسَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ ابْنُ دَارَةَ إِلَّا وَهُوَ عَنْ يَمِينِهِ مُسْلِطٌ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: يَا زُمَيْلُ نَشَدْتُكَ الرَّحِمَ، وَأَخْرَجَ رِجْلَهُ مِنَ الْغَرْزِ لِيَنْزِلْ وَضَرَبَهُ زُمَيْلٌ عَلَى فَخِذِهِ حَتَّى رَدَّ سَيْفَهُ الْعَظْمَ وَقَدْ صَدَعَهُ، ثُمَّ كَرَّ إِلَى أَصْحَابِهِ، وَتَصَايَحَ الْعَبْدِيُّونَ: قَتَلَ زُمَيْلٌ صَاحِبَنَا، وَأَقْبَلَ نَحْوَهُمْ فَتَوَاقَفُوا وَحَذَرَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبْدِيُّونَ بِجَرِيحِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَدَخَلُوا بِهِ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَعْدَوْهُ، فَأَقْبَلَ عَلَى ابْنِ دَارَةَ فَقَالَ: مَنْ ضَرْبَكَ؟ قَالَ: مَنْظُورُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ضُرِبْتَ بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا وَمَنْظُورٌ عِنْدِي مُقِيمٌ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ أَمِيرُ الْعَبْدِ: زُمَيْلًا، وَأَعْطَاهُ سَيْفَهُ، فَقَالَ مَنْظُورٌ: كَذَبَ ابْنُ الْأَمَةِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ حُرَّةٍ غَيْرَهُ، فَأَمَرَ بِهِ عُثْمَانُ إِلَى الطَّبِيبِ وَقَالَ: أَحْضِرُوا بَيِّنَاتِكُمْ، وَهَرَبَ زُمَيْلٌ، وَخَرَجَتْ رُسُلُ عُثْمَانَ فِي طَلَبِهِ، مَعَهُمْ رُسُلُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ، وَاخْتَفَى زُمَيْلٌ يَتَنَقَّلُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ حَتَّى نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ كَلْبٍ وَتَسَمَّى زُمَيْلٌ بِزَيْنَبَ، فَكَانَ الْكَلْبِيُّ يَقُولُ: اذْهَبُوا بِصَبُوحِ زَيْنَبَ، وَادْرُجُوا بِغَبُوقِ زَيْنَبَ، فَقَالَ زُمَيْلٌ: [البحر الطويل] أَلَا هَلْ أَتَى فَتَيَانَ قَوْمِيَ أَنَّنِي ... تَسَمَّيْتُ لَمَّا شَبَّتِ الْحَرْبُ زَيْنَبَا وَأَدْنَيْتُ جِلْبَابِي عَلَى نَبْتِ لِحْيَتِي ... وَأَخْرَجَتُ لِلنَّاسِ الْبَنَانَ الْمُخَضَّبَا

وَقَالَ: لَسْتُ وَإِنْ قَالُوا أَمِنْتَ بِآمِنٍ ... وَلَا بَائِتٍ إِلَّا عَلَى جَدِّ مِرْفَقِي أَخَافُ مَحَاذِيرَ الْأُمُورِ وَمَنْ يَكُنْ ... طَرِيدًا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَفْرَقِ إِذَا حَالَ أَجْبَالُ الْمَدِينَةِ بَيْنَنَا ... وَذُو النَّخْلِ مِنْ وَادِي نِطَاةٍ فَيُعْتَقِ ثُمَّ هَجَمَتْ عَلَيْهِ رُسُلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِمَاءٍ مِنْ مِيَاهِ قَوْمِهِ يُدْعَى الْهَجَعُ، فَلَبِسَ دُرَّاعَةَ أَمَةٍ وَعِمَامَتَهَا وَجَعَلَ يَسْتَقِي وَيَتَعَاجَمُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] مَا إِنْ يُرِيدُ الْكَوْمُ إِلَّا كَتْلِي (يُرِيدُ قَتْلِي) ... يَصْرَعْنَ أَوْ يَلْتَوِينَ رِجْلِي فَظَنَّتْهُ الرُّسُلُ أَمَةً عَجْمَاءَ فَلَمْ يَعْرِضُوا لَهُ - وَقَالَ: أَنَا زُمَيْلٌ قَاتِلُ ابْنِ دَارَةْ ... وَكَاشِفُ الْمَخْزَاةَ عَنْ فَزَارَةْ ثُمَّ جَعَلْتَ عَقْلَهُ الْبَكَارَةْ وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ دَارَةَ صَحَّ مِنْ ضَرْبَتِهِ وَبَرِئَ - أَوْ قَارَبَ ذَاكَ - فَدَسَّتْ بِنْتُ عُيَيْنَةَ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الطَّبِيبِ الَّذِي يُعَالِجُهُ جُعْلًا - وَيُقَالُ: بَلْ مَنْظُورُ بْنُ سَيَّارٍ - لِيَسُمَّهُ، فَجَعَلَ فِي دَوَاءِ ابْنِ دَارَةَ سُمًّا، فَانْتَقَضَ جُرْحُهُ، فَلَمَّا أَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ قَالَ لِأَبِيهِ: أَبْلِغْ أَبَا سَالِمٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... أَعْنِي بِهَا أَقْرَبَ الْأَقْوَامِ لِلْعَارِ لَا تَأْخُذُوا دِيَةً عَنِّي فَتَفْتَضِحُوا ... وَإِنْ أَتَاكَ بِهَا تُحْذَى ابْنَ عَمَّارِ لَا تَأْخُذُوا دِيَةً عَنِّي مُجَلْجَلَةً ... وَاضْرِبْ بِسَيْفِكَ مَنْظُورَ بْنَ سَيَّارٍ فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْرُ أَبَاهُ قَالَ: عَقَّنِي حَيًّا وَكَلَّفَنِي مَا لَا أُطِيقُ مَيِّتًا، وَقُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَوَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، وَهَمَّ الْفَرِيقَانِ أَنْ يَتَحَارَبُوا

، وَخَلَصَ الْأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ حِصْنٍ إِلَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الدِّيَةَ، فَأَطَافُوا بِهِ وَجَعَلُوا يَقُولُونَ: أَنْتَ وَاللَّهِ الْبَارُّ الْمُيَتَّمُ، فَلَمْ يَحْفِلْ بِهِمْ وَجَعَلَ يَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ الْبَارُّ الْمُشَهَّرُ، فَأَحْجَمُوا عَنْهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ الدِّيَةَ، وَخَاضَتِ الْعَرَبُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقِيلَ فِي ذَلِكَ أَشْعَارٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَشْهَرِ مَا قِيلَ فِيهِ قَوْلُ الْكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْأَسَدِيِّ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأَمْرِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنَّهُ أُدْخِلَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: [البحر الطويل] مَنْ مُبَلِّغٌ عَنِّي مَعَدًّا وَطَيِّئًا ... وَكِنْدَةَ مَنْ أَصْغَى لَهَا وَتَسَمَّعَا خُذُوا الْعَقْلَ إِنْ أَعْطَاكُمُ الْعَقْلَ قَوْمُكُمْ ... وَكُونُوا كَمَنْ سِيمَ الْهَوَانَ فَأَرْتَعَا وَلَا تُكْثِرُوا فِيهَا الضِّجَاجَ فَإِنَّهُ ... مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أَجْمَعَا وَأَقْبَلَ أَقْوَامٌ بِحُرِّ وُجُوهِهِمْ ... وَأَقْبَلَ أَقْوَامٌ بِلَطْمَةِ أَسْفَعَا فَمَهْمَا تَشَأْ مِنْهُ فَزَارَةُ تُعْطِكُمْ ... وَمَهْمَا تَشَأْ مِنْهُ فَزَارَةُ تَمْنَعَا فَإِنْ مَاتَ زَمْلٌ فَالْإِلَهُ حَسِيبُهُ ... وَإِنْ عَاشَ زَمْلٌ فَاسْقِيَاهُ الْمُشَعْشَعَا وَإِنْ نَقَضُوا نُحْرِبْ عَلَيْهِ فَتِيلَهُ ... كَرَهْطِ كُلَيْبٍ أَوْ أَعَزَّ وَأَمْنَعَا أَخُوهُ وَأَنْتُمْ مَعْشَرٌ لَا أَخَالَكُمُ ... فَصَبْرًا عَلَى ذُلِّ الْحَيَاةِ أَوِ اجْزَعَا فَغَضِبَ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ شِعْرِ الْكُمَيْتِ، وَيُقَالُ: بَلْ قَالَ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ الْكُمَيْتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَهُوَ أَسَدِيُّ فَقْعَسِيُّ أَيْضًا، فَهَجَاهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُسَافِعٍ أَخُو سَالِمِ بْنِ دَارَةَ وَتَشَهَّرَ عَلَى بَنِي أَسَدٍ آكِلُ الْكِلَابِ , وَكَانَ رَجُلًا مِنْ بَنِي وَالِبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ طَوِيَ أَيَّامًا , فَذَبَحَ كَلْبَهُ فَشَوَاهُ وَأَكَلَهُ، فَلَامَهُ قَوْمُهُ فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُسَافِعٍ: [البحر الرجز]

يَا فَقْعَسِيُّ لِمَ أَكَلْتَهُ لِمَهْ ... لَوْ جَاءَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ حَرَّمَهْ لَمَا تَرَكْتَ لَحْمَهُ وَلَا دَمَهْ وَقَالَ: [البحر الطويل] إِذَا فَقْعَسِيٌّ جَاعَ يَوْمًا بِبَلْدَةٍ ... وَكَانَ سَمِينًا كَلْبُهُ فَهُوَ آكِلُهْ قَبِيلَةٌ لَا الْأَصْلُ مِنْ أَصْلِ خِنْدَفٍ ... وَلَا مِنْ نِزَارٍ فِي الْيَهُودِ وَسَائِلُهْ وَالَّذِي أَكَلَ الْكَلْبَ وَالِبِيٌّ، وَلَكِنَّ ابْنَ دَارَةَ هَجَا بِهِ فَقْعَسَا مِنْ رَهْطِ الْكُمَيْتِ، فَقِيلَ فِي هَذَا السَّبَبِ أَشْعَارٌ كَثِيرَةٌ تَرَكْتُهَا إِذْ لَمْ يَكُنْ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهَا ذِكْرٌ إِلَّا أَبْيَاتًا قَالَهَا شُعَيْبُ بْنُ ثَوَابَةَ الْفَزَارِيُّ مَدَحَهُ فِيهَا: [البحر الكامل] وَإِلَيْكَ يَا عُثْمَانُ كُلِّفْنَا السُّرَى ... بِرِكَابِنَا قُحْمًا تَهِرُّ زَمَانَهَا يَطْلُبْنَ يَوْمَ عِصَابَةٍ حَلَبَتْ وَمَا ... وَاتَيْنَ بَعْدَ بَلَائِهَا أَحَسَابَهَا بِالتُّرْكِ مِنْكَ وَقَائِعٌ مَشْهُورَةٌ ... وَالرُّومُ كَانَ عَلَى يَدَيْكَ هَوَانُهَا

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَهْلٍ، تَقُولُ: «§لَوْ هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي بَعْضِ الزَّمَانِ لَهَلَكَ عِلْمُ النَّاسِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَقَدْ جَاءَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَمَا يُعَلِّمُهُمْ غَيْرُهُمَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: إِنَّ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ قَامَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَكَلَّمَ فَأَكْثَرَ، فَقَالَ عُثْمَانُ -[1064]- بْنُ عَفَّانَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا §الْبَجْبَاجَ النَّفَّاجَ مَا يَدْرِي مَنِ اللَّهُ؟ وَلَا أَيْنَ اللَّهُ؟» فَقَالَ صَعْصَعَةُ: أَمَّا قَوْلُكُ: لَا يَدْرِي مَنِ اللَّهُ؟ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّنَا وَرَبُّ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: لَا يَدْرِي أَيْنَ اللَّهُ؟ فَإِنَّ اللَّهَ بِالْمِرْصَادِ، ثُمَّ قَالَ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] ، فَقَالَ عُثْمَانُ: " وَيْحَكَ: وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِيَّ وَفِي أَصْحَابِنَا أُخْرِجْنَا مِنْ مَكَّةَ بِغَيْرِ حَقٍّ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعِنْدَهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي قَدْ §أَخَذْتُ بِضَاعَتَكَ فَانْهَضْ إِنِّي قَدْ أَغْلَقْتُ عَلَى الْكَرَمِ وَالْحَسَبِ بَابًا أَنْتَ فِي وَسَطِهِ» ، فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّكُمَا لَمْ تُغْلِقَا بَابًا لَيْسَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ، إِنَّ بَيْتِي لَبَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ، إِذَا أَغْلَقْتَ بَيْتَكَ عَلَى أَبِي رِزَامٍ» ، فَتَرَكَهُ عَمْرٌو وَقَالَ: أَنَا ابْنُ الْعَاتِكَتَيْنِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «سُلِحَ عَلَيْكَ بَعْدَهُمَا، إِنْ تَزَدْنِي أَزِدْكَ» ، فَسَكَتَ عَنْهُ. وَالْعَاتِكَتَانِ: عَاتِكَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهِيَ أُمُّ وَائِلِ بْنِ هِشَامٍ

، وَعَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ يُرْوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَبْدًا لِلْأَزْدِ فَادَّعَى إِلَى جَدِيلَةَ بْنِ عَدْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، فَنُوزِعَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ عَدْوَانَ، فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: مِنْ أَوْسَطِنَا، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا شَكَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ لِلنَّاسِ فَقَالَ: مَنْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فَلْيَقُلْ، فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. . . . . . . . وَحُوصَاتُهَا، فَقَالَ: وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا عَبْدَ ظَرِبٍ لَا أُمَّ لَكَ، يَأْتِينِي مَوَالِيكَ يَدْعُونَكَ عَبْدًا، فَقُلْتُ: أَرُونِي جِلْدَةَ عَذَبَتِهِ وَهُوَ لَكُمُ ابْنُ عَمٍّ خَيْرٌ مِنْهُ لَكُمْ عَبْدًا. عَرَبِيًّا فِي أَلْفَيْنِ مِنَ الْعَطَاءِ، وَزَوَّجْتُكَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً فَلَمْ تَحْفَظْ ذَاكَ، وَلَمْ تَشْكُرْهُ، قُمْ لَا أُمَّ لَكَ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَكَأَنَّ عُثْمَانَ عَضَّ سِنًّا، وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: إِلَى مَا مَتَى بِكَ بَنُو الظَّرِبِ يَدْعُونَكَ عَبْدًا

وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ

، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقِدْنِي - يَعْنِي مِنْ لَطْمَةٍ - فَقَالَ: «§أَقِيدُ يَا عَبْدَ النَّخَعِ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ نَفَرًا مِنَ النَّخَعِ جَاءُونِي بِهَذَا فَادَّعَوْهُ عَبْدًا فَأَلْحَقْتُهُ فِيهِمْ , ثُمَّ هُوَ يَسْأَلُنِي الْقَوَدَ، أَقِيدُ» فَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر الخفيف] يَا ابْنَ أَرْوَى وَيَا ابْنَ أُمِّ حَكِيمٍ ... وَقُرُومِ الْبَطْحَاءِ أَهْلِ الْعِمَارَةْ وَشَرِيكَ النَّبِيِّ شِرْكَةَ حَقٍّ ... غَيْرَ مَا نِحْلَةٍ وَلَا مُسْتَعَارَةْ أَنْجَبَ النَّاحِلُوكَ عِتْقًا وَجُودًا ... وَلَقَدْ تُنْتِجُ الْعِتَاقُ الْمَهَارَةْ وَقَالَ يَمْدَحُهُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ خَلِيلٍ مُوَدَّعٍ ... أَخِي ذَا الطَّوْلِ وَالْحَوْلِ وَالنَّائِلِ الْغُمْرِ شَرِيكَ نَبِيِّ اللَّهِ عُثْمَانَ ذَا النُّهَى ... وَذَا الْخُلُقِ الْمَأْمُونِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ جُزِي خَيْرَ جَزْيِ النَّاسِ حَيًّا وَمَيِّتًا ... وَفِي الْقَبْرِ إِذْ وَافَوْا جَمِيعًا إِلَى الْقَبْرِ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: بَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ يُحَدِّثُنَا» فَقُلْتُ: أَلَا تَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ، فَسَكَتَ، ثُمَّ دَعَا وَصِيفًا لَهُ فَلَمْ أَدْرِ مَا سَارَّهُ -[1067]- بِهِ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَأَكَبَّ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، وَلَمْ أَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عُثْمَانُ عَسَى اللَّهُ أَنْ §يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُبَيِّتُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَأَيْنَ كُنْتِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: أُنْسِيتُهُ وَاللَّهِ حَتَّى قُتِلَ الرَّجُلُ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: «§إِنَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» ، يَقُولُهَا لَهُ ثَلَاثًا، قُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كُنْتِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: نَسِيتُ وَاللَّهِ حَتَّى قُتِلَ الرَّجُلُ " قَالَ فَرَجٌ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ قَالَ: كَتَبَ مَعِي مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَآلُ عُمَرَ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فِي النَّاسِ -[1068]- مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ، فَسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ تَبُوكَ فِي نَاحِيَةٍ إِلَى جَانِبِ قَارَةٍ , فَإِذَا شَيْخَانِ قَدْ أَقْبَلَا إِلَيَّ , فَقَالَا: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَا: وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ إِنِّي قُمْتُ لِهِرَاقَةِ الْمَاءِ، فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: لَقَدْ ضَرَبَتِ الْأَنْصَارُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَيْهِمَا قَالَا: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَشَدْنَاكَ بِاللَّهِ، أَضَرَبَتْ فِيكَ الْأَنْصَارُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أُمِّي امْرَأَةٌ مِنْ أَنْفَسِ الْأَنْصَارِ، وَأَبِي مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ الْحَدِيثُ يَجْرِي بَيْنَهُمَا وَبَيْنِي فَإِذَا هُمَا مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَطْلَعْتُهُمَا عَلَى أَمْرِي وَأَنْبَأْتُهُمَا بِخَبَرِي فَأَرْشَدَانِي لِلطَّرِيقِ، قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا كِتَابَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا أُمَيَّةَ، قَالَتْ: فَإِنِّي كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ يَوْمًا مِنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَبْعَثُ لَكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا» فَقُلْتُ: أَلَا أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ دَعَا إِنْسَانًا فَأَسَرَّ إِلَيْهِ سِرًّا وَأَرْسَلَهُ، فَمَا كَانَ شَيْءٌ إِذْ أَقْبَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ أَنْ §يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ ثَلَاثَ -[1069]- مَرَّاتٍ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كُنْتِ مِنْ ذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَقَدْ نَسِيتُهُ حَتَّى مَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَمِعْتُهُ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعُثْمَانَ وَانْتَحَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ: «يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ §يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنُ لَهُ فَدَخَلَ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ §مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ، وَلَا كَرَامَةَ» يَقُولُهَا لَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " بَيْنَمَا أَنَا وَعَائِشَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُ مَعِي , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا أُرْسِلُ -[1070]- إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: «لَا وَلَكِنْ أَرْسِلِي إِلَى عُثْمَانَ» فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ فَأَقَامَنَا مِنْ عِنْدِهِ يَتَحَدَّثُ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُثْمَانُ إِنَّكَ §مُسْتَشْهَدٌ فَاصْبِرْ صَبَّرَكَ اللَّهُ، وَلَا تَخْلَعَنَّ قَمِيصًا قَمَّصَكَ اللَّهُ» فَقَالَ عُثْمَانُ: أَسْتَعِينُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ الصَّبْرَ، ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ صَبِّرْهُ وَأَعِنْهُ» ثُمَّ قَامَ عُثْمَانُ حَتَّى إِذَا أَدْبَرَ صَرَخَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: «اصْبِرْ صَبَّرَكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ سَوْفَ تُسْتَشْهَدُ وَأَنْتَ صَائِمٌ تُفْطِرُ مَعِي»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ادْعُوا إِلَيَّ بَعْضَ أَصْحَابِي» قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ عَلِيًّا، قَالَ: «لَا» قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ: «عُثْمَانُ» فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: «§تَنَحَّيْ» ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا نُقَاتِلُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ - وَهُوَ -[1071]- يَضْرِبُ بِعُودٍ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ - فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ: «§افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تَكُونُ» فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا بِالْمَدِينَةِ مُتَّشِحًا بِثَوْبِهِ، وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ §افْتَحْ عَنِ الضَّارِبِ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَعَدَ، ثُمَّ لَبِثْنَا فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقَالَ: «افْتَحْ عَنِ الرَّجُلِ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُمَرُ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَعَدَ، ثُمَّ لَبِثْنَا فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ افْتَحْ عَنِ الضَّارِبِ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ وَسَيَلْقَى وَيَلْقَى» فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ غَيْرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله -[1072]- عليه وسلم قَالَ: سَتَلْقَى وَتَلْقَى، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَعَدَ كَئِيبًا، مَا هَذِهِ الَّتِي قَالَهَا لِي؟ لَمْ يَقُلْهَا أَمَامِي

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى حَائِطٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ الْبَابَ فَقَالَ: «اذْهَبْ §وَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى شَدِيدَةٍ تُصِيبُهُ» فَفَتَحَ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ حَائِطًا لِلْأَنْصَارِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَقَالَ لِي: «يَا أَبَا مُوسَى §أَمْلِكْ عَلَيَّ الْبَابَ لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنٍ» فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَدَخَلَ، وَجَاءَ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُمَرُ قَالَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ لَهُ فَدَخَلَ، وَجَاءَ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُثْمَانُ، قَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» فَأَذِنْتُ لَهُ -[1073]- وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ فَدَخَلَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَبْرًا اللَّهُمَّ صَبْرًا، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدِ امْتَلَأَ، فَقَعَدَ قُبَالَتَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَ سَعِيدٌ: فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ ابْتِعَادَ قَبْرِهِ مِنْ قُبُورِهِمْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُشٍّ مِنْ حُشَّانِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَسْتَأْذَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قُمْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَقُمْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ خَفِيضُ الصَّوْتِ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى» فَإِذَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى هَذَا، فَجَاءَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَبْرًا حَتَّى جَلَسَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: «أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَلَمَّا فَتَحَهَا بَعَثَنِي بَشِيرًا بِفَتْحِهَا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنْ بَلِيٍّ هُوَ أَحْذَقُ بِالطَّرِيقِ مِنِّي، قَالَ: فَأَقْبَلْنَا نَسِيرُ حَتَّى دُفِعْنَا إِلَى مَشْرُبَةٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِيهَا نَارٌ، فَقَالَ: أَتَرَى هَذِهِ مَشْرُبَةً؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ فِيهَا رَجُلًا مِنَ النَّصَارَى لَهُ ضِيَافَةٌ وَهُوَ حَسَنُ الرَّأْيِ فِي الْمُسْلِمِينَ وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي عِلْمُ النَّصَارَى فَمَا قَوْلُكَ أَنْ نَنْزِلَ بِهِ، فَقَدْ أَصَابَنَا بَرْدٌ وَجُوعٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلْنَا بِهِ وَصَعِدْنَا إِلَيْهِ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ أُتِينَا بِطَعَامٍ حَارٍّ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ، ثُمَّ رَاطَنَهُ صَاحِبِي وَكَانَ عَالِمًا بِكَلَامِهِ، ثُمَّ نَهَضَ فَقَامَ وَأَقْبَلَ عَلَيَّ النَّصْرَانِيُّ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ مِنْ مَلِكِكُمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَمِّهِ، قَالَ: هَلْ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكَ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا وَلَدَهُ، قَالَ: فَمَا أَنْتُمْ مِنْ نَبِيِّكُمْ؟ قُلْتُ: نَحْنُ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: فَهَلْ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَلْ صَاحِبَكَ أَنْ يُوَلِّيَكَ الشَّامَ، قُلْتُ: عَلَى الشَّامِ رَجُلٌ لَهُ قَدْرٌ عِنْدَهُ وَعِنْدَنَا، وَلَوْ أَرَدْتُ ذَاكَ لَمْ يَفْعَلْ، قَالَ: فَسَكَتَ فَقُلْتُ: لِمَ قُلْتَ ذَا؟ قَالَ: لَيْتَنِي مَا قُلْتُهُ، قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي بِهِ، قَالَ: لَا تَحْتَمِلُهُ، قُلْتُ: بَلَى لَأَحْتَمِلَنَّهُ، قَالَ: فَإِنَّ مَلِكَكُمْ يُقْتَلُ وَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى صَاحِبِ الشَّامِ، قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَاكَ مَا لَمْ يَدْخُلْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، قَالَ: وَقَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَشَّرْتُهُ بِفَتْحِ إِفْرِيقِيَّةَ، فَخَرَّ سَاجِدًا، وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ لَوْ لَمْ تُفْتَحْ لَقَالَ

النَّاسُ: خَالَفَكَ عُمَرُ "، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ يَوْمًا فَرَأَيْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا، فَقَالَ: «هَاتِهِ» ، فَلَمَّا تَفَوَّهْتُ بِهِ بَكَيْتُ، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَيْكَ؟» قَالَ: فَبَدَرْتُ فَحَدَّثْتُهُ، فَاسْتَلْقَى وَوَضَعَ مِرْوَحَةً كَانَتْ فِي يَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَرَأَيْتُهُ يَعَضُّهَا، ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ وَقَدْ أَنْفَقْتُ فِيهِ نَفَقَةً كَثِيرَةً، فَقَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِكَتِيبَةِ أُكَيْدِرَ صَاحِبِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا زِدْتَنِي لِنَفَقَتِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَانَ ذَاكَ بِنَاقِصٍ مِنْ أَجْرِي فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، فَقَالَ: «§عَلَى عَمْدٍ فَضَّلْتُكَ وَلَيْسَ بِنَاقِصِكَ مِنْ أَجْرِكَ» فَانْصَرَفْتُ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ حَاضِرًا، فَقَالَ: مَا قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ أَتْبَعَكَ بَصَرَهُ حَتَّى دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَرَآنِي فَقَالَ: «أَلَكَ حَاجَةٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّكَ أَتْبَعْتَنِي بَصَرَكَ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لِشَيْءٍ قُلْتُهُ كَرِهْتَهُ فَوَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ مَا تَكْرَهُ، قَالَ: فَنَظَرَ فِي وَجْهِي , ثُمَّ خَفَضَ بَصَرَهُ إِلَى قَدَمَيَّ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُثْمَانُ أَنْتَ قَاتِلٌ أَوْ مَقْتُولٌ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ دَأْبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ -[1076]- فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَأَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ: أَلَا أَرَاكَ قَاعِدًا فِي بَيْتِكَ وَهَؤُلَاءِ قَوْمُنَا يَتَدَاعَوْنَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَانْطَلِقْ إِلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فِي شَيْءٍ، وَإِنَّهُ لَهُمْ دُونَكُمْ، يَلِيهَا مُهَاجِرَانِ وَيُقْتَلُ الثَّالِثُ، وَيُفْرَعُ الْأَمْرُ فَيَكُونُ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى الشَّامِ - وَإِنَّ هَذَا لَمَبْلُولٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ "

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ،. . . . . . أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَجْلِسٍ يَوْمًا. . . . . . «§سَتَكُونُ بَعْدِي فِتْنَةٌ» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتُدْرِكُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» فَكَبَّرَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتُدْرِكُنِي: قَالَ: «لَا» فَكَبَّرَ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتُدْرِكُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَسَتُقْتَلُ فِيهَا»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا، مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا، مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا» قَالُوا: مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَوْتِي، وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ، وَالدَّجَّالُ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ لَقِيطٍ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الْأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا: مَوْتِي، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَقَتْلُ الْخَلِيفَةِ مُصْطَبِرًا بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَلَيْثٌ، بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ قَالَ: فَسُئِلَ ابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ: مَنْ هَذَا §الْخَلِيفَةُ الْمَقْتُولُ؟ فَقَالَا: «عُثْمَانُ»

حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَيَّ الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ الْيَوْمَ، قَالَ: وَمَا عِلْمُكَ؟ قَالَ: إِنَّهُ مُوَقَّتٌ خُرُوجُهُ فَخَرَجَ لِوَقْتِهِ، وَمُوَقَّتٌ عُمْرُهُ فَهَذَا آخِرُ عُمْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ يَمْلِكُكُمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ وَيَسِيرُ بِسِيرَتِهِ فَلَا يَمْكُثُ إِلَّا قَلِيلًا، قَالَ: ثُمَّ يَمُوتُ، ثُمَّ يَمْلِكُكُمْ رَجُلٌ آخَرُ سِنِينَ ثُمَّ يُقْتَلُ. قَالَ: أَفَتْكًا أَمْ عَنْ مَلَأٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ فَتْكًا. قَالَ: ذَلِكَ إِذَنْ أَهْوَنُ. قَالَ: ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ آخَرُ سِنِينَ ثُمَّ يُقْتَلُ. قَالَ: أَفَتْكًا أَمْ عَنْ مَلَأٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ عَنْ مَلَأٍ. قَالَ: ذَاكَ إِذَنْ أَشَدُّ. ثُمَّ مَاذَا. قَالَ: ثُمَّ يُسَلُّ عَلَيْهِمُ السَّيْفُ حَتَّى يُنَادِيَهُمُ الْمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ -[1078]-، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ حَدِيثًا قَالَ: كَانَ لِيَهُودِيٍّ حَاجَةٌ إِلَى عُثْمَانَ، وَاسْتَعَانَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يُعْلِيهَا لَهُ إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَاهَا لَهُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ لِعَمْرٍو: «إِنَّ لَكَ عَلَيَّ لَحَقًّا، وَإِنَّ §هَذَا الرَّجُلَ مَقْتُولٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَكُونَ فِيمَنْ يَقْتُلُهُ فَافْعَلْ، فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ قَتَلْتُمُوهُ لَمْ تَغْزُوا بِقَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَلَمْ تُقَاتِلُوا عَدُوَّكُمْ بِقَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَسَلَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ سَيْفًا لَا يُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ جَابِرٌ: §خَرَجْتُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا شَيْخٌ مِنَ الْيَهُودِ كَبِيرُ السِّنِّ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمُ الَّذِي اسْتُخْلِفَ وَعَمَلَ صَاحِبَيْهِ؟ قَالَ: وَكَيْفَ أَنْتُمْ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَقْتُلُهُ؟ وَغَضِبْتُ. قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَقْتُلُنَّهُ وَلَيَقُومَنَّ بِهَا مَنْ يَتَوَلَّى فَيَعِيشُ النَّاسُ فِي زَمَانِهِ فِي رَفَاهِيَةٍ، ثُمَّ يَهْلِكُ فَيَقُومُ بِهَا مِنْهُ فَلَا يَمْكُثُ إِلَّا يَسِيرًا ثُمَّ يَهْلِكُ، ثُمَّ لَا أَدْرَكْتُ أَنَا وَلَا أَنْتَ الرَّابِعَ أَبَدًا. قَالَ: فَهَمَمْتُ بِهِ ثُمَّ تَرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَهُودِيُّ خَبِيثٌ. قَالَ: فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ بَعْدُ، وَقُلْتُ: قَاتَلَهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ لَعِلْمٌ، وَلَوْلَا أَنِّي عَجِلْتُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَقْرَعَ مُؤَذِّنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْأُسْقُفِّ فَدَعَوْتُهُ فَجَعَلْتُ أُظِلُّهُمَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أُسْقُفُّ، هَلْ §تَجِدُنَا

فِي الْكُتُبِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: «أَجِدُكَ قَرِنًا» ، فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ وَقَالَ: وَعَلَى قَرْنَيْ مَهْ؟ قَالَ: «قَرْنًا حَدِيدًا أَمِينًا شَدِيدًا» . قَالَ: فَكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: «خَلِيفَةً صَالِحًا غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرَابَتَهُ؟» قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُثْمَانَ - يَرْحَمُ اللَّهُ عُثْمَانَ ثَلَاثًا - قَالَ: فَكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدَهُ؟ قَالَ: «أَجِدُ حَدًّا حَدِيدًا» . فَوَضَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: وَازَفِرَاهُ، وَازَفِرَاهُ , وَازَفِرَاهُ. فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صَالِحٌ وَلَكِنْ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ دَأْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَحِقْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلُوا، فَمَا تَلَعْثَمَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَقَدَّمَ فَصَلَّى بِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: §مَنْ يُطَيِّبُ لَنَا مَنْزِلًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا فَتَقَدَّمْتُ فَأَصَبْتُ لَهُمْ مَنْزِلًا فَنَزَلْنَا، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ أُوتِينَا بِلَحْمِ طَيْرٍ فَطَعِمْنَا، ثُمَّ جَاءَ قَوْمٌ فِيهِمْ شَيْخٌ ذُو هَيْبَةٍ فَقَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ سَرَاةُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ وَنَحْنُ مِنَ الطَّرِيقِ بِحَيْثُ تَرَوْنَ، وَخَرَاجُنَا ثَقِيلٌ، فَلَوْ كَلَّمْتُمْ مَلِكَكُمْ فَخَفَّفَ عَنَّا مِنْ خَرَاجِنَا قَالُوا: نَفْعَلُ، فَقَالَ لَهُمْ طَلْحَةُ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ هَذَا يَنْزِلُ بِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، نَجِدُ صِفَةَ صَاحِبِكُمْ، وَصِفَةَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَصِفَةَ نَبِيِّكُمْ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْعَرَبِ ثُمَّ أَخَذَ فِي الْعَجَمِ مَاتَ، ثُمَّ يَلِي بَعْدَهُ رَجُلٌ شَدِيدُ الْقَلْبِ ضَعِيفُ الْبَدَنِ، يَرْمِي الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ بِشِهَابَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَكُونُ مَثَلُهُ مَثَلُ النَّارِ فِي الْحَطَبِ الرَّطْبِ

، يَكْثُرُ الدُّخَانُ وَيَقِلُّ الْأَكْلُ، ثُمَّ يَهْلِكُ، فَيَلِي مِنْ بَعْدِهِ رَجُلٌ شَدِيدُ الْقَلْبِ وَالْبَدْنِ، يُتَابِعُ الْجُيُوشَ إِلَى الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، مَثَلُهُ مَثَلُ النَّارِ فِي الْحَطَبِ الْيِابِسِ، يَقِلُّ الدُّخَانُ وَيَكْثُرُ الْأَكْلُ - إِي وَاللَّهِ - وَيَعْرِفُ عَقِيرَتَكُمُ الَّتِي تَنْحَرُونَ. فَنَظَرَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَلِيٌّ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: اسْكُتْ، فَنَحْنُ أَعْلَمُ بِأَمْرِنَا مِنْكَ، وَلَامَهُ الْقَوْمُ وَقَالُوا: عَلَامَ تَتَنَبَّأُ؟ فَقَالَ: لَوْ عَلِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِهَذَا لَنَكَّلَكُمْ وَقَامَ الشَّيْخُ فَخَرَجَ فَقَالُوا لِي: اكْتُمِ الْحَدِيثَ. وَجَاءَ عُمَرُ مُؤَخَّرًا فَنَزَلَ عِنْدَ شَجَرَاتٍ فِي نَاحِيَةِ الْغَرْبِ، ثُمَّ ارْتَحَلَ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَنَزَلْنَا مَنْزِلًا أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: إِيهًا عَنْ حَدِيثِ النَّصْرَانِيِّ؟ فَقُلْتُ: لَا إِيهًا. فَقَالَ: لَتُخْبِرَنِّي أَوْ لَأُسِيلَنَّ دَمَكَ عَلَى عَقِبَيْكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَرْسَلَ لِلْقَوْمِ وَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدِّثْنَا حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ، فَقَالَ: ذُكِرَ لِي وَلِابْنِ مَسْعُودٍ خَبَرُ وَفْدِ نَجْرَانَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا يَعْلَمُ عِلْمًا، فَأَتَيْنَاهُ فَحَدَّثَنَا حَدِيثًا كَرِهْنَاهُ، فَقُلْنَا: لَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَسْأَلَ هَذَا وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ حِينَ خَرَجَ لِلصَّلَاةِ فَقُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَحْسَنْتَ، وَمِمَّا ذَاكَ؟» فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: «قَدْ صَدَقَكُمْ، وَفِيهِ مَا لَمْ يُخْبِرْكُمْ بِهِ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، فَلَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، فَإِنْ حَدَّثُوكُمْ بِمَا تُحِبُّونَ لَنْ تُصَدِّقُوهُمْ، وَإِنْ حَدَّثُوكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ وَجِلْتُمْ» . فَقَالَ عُمَرُ: فَهَلْ تَهَدَّدَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. لَكِنِّي أَتَهَدَّدُكُمْ، وَاللَّهِ

لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ سَأَلْتُمْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَأُوجِعَنَّكُمْ ضَرْبًا، قُومُوا فَقَدْ وُسِمَ لَنَا مِنْ أَمْرِكُمْ وَسْمٌ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ يَنَالُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ قَالَ: أَجَلْ فَمَا ذُعْرُكَ؟ فَإِنَّهُ ذَعَرَنِي، أَمَا §إِنَّهُ سَيُقْتَلُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قُلْتُ: فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ؟ قَالَ: فِي النَّارِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ قَائِدَ فِتْنَةٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَتْبَاعُهُ فِي النَّارِ

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِيَ الْوَلِيدُ، عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَنْكَرْتُهُ مِنْ مِثْلِهِ لِمِثْلِهِ فَأَتَيْتُهُ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، فَإِذَا رَسُولُهُ قَدِ اتَّبَعَنِي فَرَدَّنِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ؟ فَقُلْتُ: اسْتَأْذَنْتُ أَوْ سَلَّمْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي. فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوِ اسْتَأْذَنْتَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ. . قَالَ: وَحَسِبْتُكَ نَائِمًا. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَنَامَ حَتَّى أَعْلَمَ مِنْ أَيْنَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، قَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ ذَكَرْتَ بِهِ عُثْمَانَ فَأَنْكَرْتُهُ مِنْ مِثْلِكَ لِمِثْلِهِ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ، أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ سَارُوا إِلَيْهِ وَهُمْ قَاتِلُوهُ؟ قَالَ

: قَاتِلُوهُ - ثَلَاثًا قُلْتُ: فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ؟ قَالَ: فِي النَّارِ وَاللَّهِ - قَالَهَا ثَلَاثًا - قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ وَاللَّهِ - قَالَهَا ثَلَاثًا - ثُمَّ قَالَ: أَمْ إِنَّهَا قَدْ حَضَرَتْ فِتْنَةٌ فَفَرَّ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْ بَطْرَقِ كَذَا وَكَذَا قُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «§الْزَمِ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ وَلَا تَدَعْهُ إِلَى غَيْرِهِ فَتَضِلَّ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ، بِالْمَدِينَةِ قَالَ: شَهِدْتُ بَيْعَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ الْقَوْمُ وَحُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاعِدٌ - فَقَالُوا: بَايَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَصْدَقَ حَيَاءَهُ وَأَكْرَمَهُ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ كَلِمَةً: رُوَيْدًا أَمَا وَاللَّهِ §لَتَقْتُلُنَّهُ. فَسَمِعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَوْلَ حُذَيْفَةَ فَذَهَبَ إِلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنَّ حُذَيْفَةَ جَاءَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ قَالُوا: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: لَتَقْتُلُنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ. فَخَرَجُوا غِضَابًا وَأَخَذُوا بِيَدِ الرَّجُلِ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَجْرَأَ عَلَى كِذْبَةٍ مِنْكَ. قَالَ: ثُمَّ قَالُوا: تَزْعُمُ أَنَّا نَقْتُلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى جَلِيسِهِ فَقَالَ: عَلَيْكَ. . . .

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،. . . . . عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، §وَلَتَدَاعَسُنَّ بِرِمَاحِكُمْ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ، اتَّقِ اللَّهَ لَا تُخْبِرَنَّ أَحَدًا، فَقَامَ الْفَتَى مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَى مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ سَلَامَةَ فَأَخْبَرَهُمَا -[1083]- بِمَا قَالَ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ قَامَ حُذَيْفَةُ فَمَرَّ بِهِمَا فَدَعَوَاهُ فَقَالَا: أَنْتَ الْكَذَّابُ، تَزْعُمُ أَنَّا سَنَقْتُلُ عُثْمَانَ وَنَتَدَاعَسُ بِرِمَاحِنَا عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ. فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ إِلَى الْفَتَى فَقَالَ: «أَخْبَرَهُمَا، عَلَيْكَ بِلَعْنَةٍ مِثْلِ أُحُدٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَقْتُلُنَّ عُثْمَانَ وَلَتَدَاعَسُنَّ بِرِمَاحِكُمْ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ؟ قَدْ جَاءَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. فَقَالَ: عِدْ مَا تَقُولُ. فَاسْتَنَدَ إِلَى الْحَائِطِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ §لَتُحَدِّثُنِي حَدِيثَ رَجُلٍ، إِنَّ أَحَدَ طَرَفَيْهِ لَفِي النَّارِ، وَاللَّهِ لَيُخْرُجَنَّ إِخْرَاجَ الثَّوْرِ ثُمَّ لَيُشَحَّطَنَّ شَحْطَ الْجَمَلِ

حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ: مَا يَبْلُغُنِي عَنْكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؟ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: وَاللَّهِ §مَا أَبْغَضْتُكَ مُذْ أَحْبَبْتُكَ، وَلَا غَشَشْتُكَ مُنْذُ نَصَحْتُ لَكَ. قَالَ عُثْمَانُ: أَنْتَ أَصْدَقُ عِنْدِي مِنْهُمْ وَأَبَرُّ، ثُمَّ خَرَجَ حُذَيْفَةُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَرَدَّهُ فَقَالَ: أَمَّا مَا يَبْلُغُنِي عَنْكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: «أَجَلْ وَاللَّهِ لَتُخْرَجَنَّ إِخْرَاجَ الثَّوْرِ ثُمَّ لَتُشْحَطَنَّ شَحْطَ الْجَمَلِ» . قَالَ: «فَاتَّحِدُوا فَكُلٌّ سَدِيدٌ» , فَبَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَذَكَرَهُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: ادْفِنْهَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ، وَاللَّهِ لَئِنْ سَمِعَهُ النَّاسُ لَيَقُولُنَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ إِيَّاهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ جُزَيِّ بْنِ بُكَيْرٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ: جَاءَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُهُ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ: رُدُّوهُ فَقَالَ: أَمَّا مَا يَبْلُغُنِي عَنْكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُكَ مُذْ أَحْبَبْتُكَ، وَلَا غَشَشْتُكَ مُنْذُ نَصَحْتُ لَكَ. قَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ عِنْدِي أَبَرُّ مِنْهُمْ وَأَصْدَقُ. فَمَضَى فَقَالَ: رُدُّوهُ، فَرَدُّوهُ فَقَالَ: أَمَّا مَا يَبْلُغُنِي عَنْكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؟ قَالَ: «وَاللَّهِ §لَتُخْرَجَنَّ إِخْرَاجَ الثَّوْرِ وَلَتُشْحَطَنَّ شَحْطَ الْجَمَلِ» . فَأَخَذَهُ مِنْ ذَلِكَ أَفْكَلٌ - يَعْنِي رِعْدَةً - فَبَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى مَا قَالَ حُذَيْفَةُ؟ قَالَ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَتُخْرَجَنَّ إِخْرَاجَ الثَّوْرِ وَلَتُشْحَطَنَّ شَحْطَ الْجَمَلِ قَالَ: أَوَّهِ ادْفِنْهَا

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «لَقَدْ §رُوِيَ عَنْ حُذَيْفَةَ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحَادِيثُ أَشْهَدُ أَنْ كَانَتْ لَمَقَالَةُ كَذَّابٍ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَلَّكُمْ بَعْدَ عِزِّكُمْ، وَوَضَعَكُمْ بَعْدَ -[1085]- ارْتِفَاعِكُمْ، وَأَنْزَلَ بِكُمْ بَأْسَهُ الَّذِي لَا يُرَدُّ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينِ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قُتِلْتُمْ فِي نَوَاحِيهَا لَكُنْتُمْ لِذَلِكَ أَهْلًا، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ الْقَرْيَةِ الَّتِي وَصَفَهَا اللَّهُ: {كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُعَاذٍ الْقَارِئِ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: اقْرَأِ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ} [النحل: 113] أَفَنَحْنُ كَذَّبْنَاهُ؟ لَا وَاللَّهِ , وَلَكِنْ نَصَرْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ. فَقَالَ: اسْكُتْ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَكَلَّمَ ثَانٍ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَبَعَثَ إِلَيْهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ: وَيْلَكَ، أَمَا تَرَكْتَ حَمَاقَتَكَ؟ قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أَحْمَقَ؟ قَالَ: فَمَا كَانَ يُؤْمِنُكَ أَنْ أَقْتُلَكَ غَضْبَانَ فَيَضُرُّكَ وَأَنْدَمُ رَاضِيًا فَلَا يَنْفَعُكَ؟ قَالَ: قَدْ وَقَى اللَّهُ شَرَّكَ. قَالَ: حَدِّثْنِي حَدِيثَ أَبِيكَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، وَرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مُحَبَّبُونَ فِي قَوْمِكُمْ مَنْظُورٌ إِلَيْكُمْ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَا لِي عِنْدَكُمْ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: دَعَوْتَنَا لِأَمْرٍ لَمْ نَعُدَّ لَهُ جَوَابًا، فَأَمْهِلْنَا نَنْظُرْ. فَخَلَوْا فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ، وَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ -[1086]-: يَا عُثْمَانُ مَا هَذَا الْمَنْحَى، أَدُونَكَ أَمْ بِإِذْنِكَ؟ قَالَ: كُلُّ ذَاكَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ نِعْمَ الْفِتْيَةُ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ §وَتُبْ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: مَا فَعَلْتَ إِلَّا حَقًّا، أَتُرِيدُ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ وَتُقَرِّرَنِي؟ قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، أَمَا لَكَأَنَّنِي بِكَ قَدْ أُخِذَ مِنْكَ بِالْحِنْوِ فَذُبِحْتَ كَمَا يُذْبَحُ الْجَمَلُ. قَالَ: لَكَ مَثَلُ السَّوْءِ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَلِيمًا؟ قَالَ: وَفَوْقَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي دَأْبٍ، قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ وَهُوَ غَضْبَانُ عَلَى أَهْلِهَا، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَقَرَأَ بِهِمْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَإِذَا زُلْزِلَتْ وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ سُورَةَ الْفَتْحِ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ، وَكُنَّا بَيْنَ يَدَيْهِ نَسْمَعُهُ عَابِسًا قَدْ حَفَّتْ بِهِ الْحِرَابُ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَبِّحُونَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، مَالَكُمْ تُسَبِّحُونَ كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمْ دُخُولَنَا الْمَسْجِدَ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُكُمْ فِي نَوَاحِيهَا لَرَأَيْتُكُمْ حَلَالًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَلَّكُمْ بَعْدَ عِزِّكُمْ وَوَضَعَكُمْ بَعْدَ ارْتِفَاعِكُمْ وَأَنْزَلَ بِكُمْ بَأْسَهُ الَّذِي لَا يَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ الْقَرْيَةِ الَّتِي ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهَا: {قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] -[1087]- فَقَامَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِئِ قَالِ: قُلْتُ: وَاللَّهِ عَلَى الْبَاطِلِ وَعَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اقْرَأِ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ} [النحل: 113] أَفَنَحْنُ كَذَّبْنَاهُ؟ لَا وَاللَّهِ وَلَكِنْ نَصَرْنَاهُ وَعَزَّزْنَاهُ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: اسْكُتْ لَا سَكَتَّ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ قَامَ الثَّانِي لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، يَا أَهْلَ الشَّامِ إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا. قَالَ: ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قُمْ يَا ابْنَ مَصْقَلَةَ، فَبَيِّنْ لَهُمْ فَقَامَ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، شَاهَتِ الْوُجُوهُ، أَنْتُمْ وَاللَّهِ أَخْبَثُ النَّاسِ أَنْفُسًا وَأَخْبَثُ حَجَرًا وَمَدَرًا أَنْتَ يَا ابْنَ قَيْنَةَ. . . . . . لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ إِنَّمَا كَانَتْ أُمُّكَ تَصْعَدُ خُبُوبًا وَتَبْرِكُ تَسَوُّلًا تَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ. فَوَضَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ، وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَلَّا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ يَا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَعَالَ وَيْلَكَ أَمَا تَرَكْتَ حَمَاقَتَكَ؟ قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أَحْمَقَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ عَهِدْتُكَ عَاقِلًا لَبِيبًا، وَلَكِنْ أَمِنْتَ أَنْ أَقْتُلَكَ غَضْبَانَ فَيَضُرُّكَ، وَأَنْدَمُ رَاضِيًا فَلَا يَنْفَعُكَ. فَقَالَ: فَقَدْ وَقَى اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ، بِهَذَا نَحْنُ نَتَكَلَّمُ فَمَا أَدْخَلَ -[1088]- هَذَا الْأَعْرَابِيَّ بَيْنَنَا؟ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أُكْفَى. وَقَالَ: فَكَيْفَ رَأَيْتَ رِفْقِي؟ ‍‍ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَنْتُمْ وَاللَّهِ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَلَوْ صَلَحْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. حَدِّثْنِي حَدِيثَ أَبِيكَ وَعُثْمَانَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْكُمْ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عُثْمَانَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ وَإِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ مُحَبَّبُونَ فِي قَوْمِكُمْ مَنْظُورٌ إِلَيْكُمْ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: دَعَوْتَنَا لِأَمْرٍ لَمْ نَنْظُرْ فِيهِ قَبْلُ، فَمُرْ لَنَا بِكِتَابٍ فِيهِ مَا تُرِيدُ. فَدَعَا لَهُ بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ، فَجَلَسُوا يَكْتُبُونَ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، مَا هَذَا الْمَنْحَى، أَبِإِذْنِكَ أَمْ دُونَكَ؟ قَالَ: كُلُّ ذَاكَ بِإِذْنِي وَدُونِي. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ نِعْمَ الْفِتْيَةُ، §تُبْ إِلَى اللَّهِ يَتُبْ عَلَيْكَ. قَالَ: مَا فَعَلْتُ إِلَّا حَقًّا، أَتُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَنِي وَتُشْهِدَ عَلَيَّ؟ قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، أَنْتَ إِذَنْ أُمُّ بَاطِلٍ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتُهَا فِي امْرَأَةٍ فَرَكَتْ زَوْجَهَا فَقَتَلَتْ نَفْسَهَا، لَكَ مَثَلُ السَّوْءِ، إِلَيَّ تَضْرِبُ الْأَمْثَالَ، وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَهُ حَلِيمًا؟ قَالَ: وَفَوْقَ ذَلِكَ

كلام عمرو بن العاص في عثمان رضي الله عنهما

§كَلَامُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §عَزَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مِصْرَ، فَكَانَ وَاجِدًا عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ §هَدَايَا ابْنِ سَعْدٍ، حِينَ قَدِمَتْ عَلَى عُثْمَانَ بَعَثَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِيَحْضُرَهَا، فَلَمَّا حَضَرَهَا وَهِيَ تُعْرَضُ قَالَ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْآنَ دَرَّتِ اللِّقَاحُ، قَالَ عَمْرُو: «الْآنَ هَلَكَتِ الْفِصَالُ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ طَعْنًا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَقَدْ أَبْغَضْتُ عُثْمَانَ وَحَرَّضْتُ عَلَيْهِ حَتَّى الرَّاعِيَ فِي غَنَمِهِ وَالسِّقَايَةَ تَحْتَ قِرْبَتِهَا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُمْ فَأَعْذِرْنِي فِي النَّاسِ فَقَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيكُمْ مَنْ هُوَ أَطْوَلُ صُحْبَةً لَهُ مِنِّي، وَاللَّهِ §إِنْ كَانَتِ الْخَصَاصَةُ لَتَكُونُ فَيَخُصُّ بِهَا نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ، وَإِنْ كَانَتِ السَّعَةُ لَتَكُونُ فَيَعُمُّ بِهَا النَّاسَ، أَكَذَاكَ كَانَ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ وَلِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَكَ مِنْهَا جَوَلَاتٍ وَاللَّهِ وَإِنَّهُ لَفِي خَلَقِ ثَوْبٍ مَا لَهُ غَيْرُهُ، أَكَذَاكَ كَانَ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَرْحَمُهُ اللَّهُ. قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَعَجَتْ لَهُ الدُّنْيَا عَنْ بَطْنِهَا، وَأَلْقَتْ إِلَيْهِ. . . . . . كَبِدِهَا

، فَفَرَصَ مِنْهَا فُرَصًا، وَجَانَبَ غَمْرَتَهَا: وَمَشَى ضَحْضَاحِهَا فَخَرَجَ وَاللَّهِ مِنْهَا وَمَا بَلَّتْ عَقِبَيْهِ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُمْ تَلُومُونَهُ، وَقَالَ يَعْذِرُ نَفْسِهِ، فَارْضَوْا بِهِ، فَإِنْ. . . . . . . . فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ فِيمَا لَا يَنْفَعُ أَهْلَكَ. . . . . . . . "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: §أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَدْعُوهُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَسَعْدٌ وَالزُّبَيْرُ وَمُعَاوِيَةُ - فَحَمِدَ اللَّهَ مُعَاوِيَةُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخِيرَةُ الْأَرْضِ، وَوُلَاةُ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَا يَطْمَعُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ، اخْتَرْتُمْ صَاحِبَكُمْ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةٍ وَلَا طَمَعٍ، وَقَدْ كَبِرَتْ سِنُّهُ وَوَلَّى عُمْرُهُ، وَلَوِ انْتَظَرْتُمْ بِهِ الْهَرَمَ، وَكَانَ قَرِيبًا - مَعَ أَنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ ذَلِكَ، وَلَقَدْ فَشَتْ قَالَةٌ خِفْتُهَا عَلَيْكُمْ، فَمَا عَتَبْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَهَذِهِ يَدِي بِهِ لَكُمْ، وَلَا تُطْمِعُوا النَّاسَ فِي أَمْرِكُمْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ طَمِعُوا فِي ذَلِكَ لَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا إِلَّا إِدْبَارًا. فَقَالَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَالَكَ وَلِذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ. فَقَالَ: دَعْ أُمِّي فَهِيَ لَيْسَتْ بِشَرِّ أُمَّهَاتِكُمْ، قَدْ أَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَجِبْنِي فِيمَا أَقُولُ لَكَ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «صَدَقَ

ابْنُ أَخِي، إِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنِّي وَعَمَّا وُلِّيتُ، إِنَّ صَاحِبَيَّ اللذَيْنِ كَانَا قَبْلِي طَلَّقَا أَنْفُسَهُمَا، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُمَا احْتِسَابًا، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي قَرَابَتَهُ، وَأَتَانِي رَهْطٌ أَهْلُ عَيْلَةٍ وَقِلَّةِ مَعَاشٍ، فَبَسَطْتُ يَدِي فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ لِمَكَانِي مِمَّا أَقُومُ بِهِ، وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِي، فَإِنْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ خَطَأً فَرُدُّوهُ وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ تَبٌّ» . قَالُوا: أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ. قَالَ: «أَعْطَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَمَرْوَانَ» - وَكَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أَعْطَى مَرْوَانَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَابْنَ أُسَيْدٍ خَمْسِينَ أَلْفًا - قَالَ: «فَرُدُّوا مَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ. فَرَضُوا وَقَنَعُوا وَخَرَجُوا رَاضِينَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَوْ تَنَحَّيْتَ، فَإِنَّ هَذَا الرَّجُلَ إِنْ أُصِيبَ اتَّهَمُوكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا قَاصُّ كَذَا وَكَذَا، مَا لَكَ وَمَا هُنَاكَ؟ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا تَشْتُمْ أُمِّي فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِدُونِ أُمَّهَاتِكُمْ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: §حَجَّ عُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - مَعَهُ، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ فِي أَعْظَمِ حُرْمَةٍ لِلَّهِ وَاللَّهِ لَا أَقُولُ فِي مَقَامِي هَذَا إِلَّا حَقًّا هَيْبَةً لِلَّهِ وَحُرْمَتِهِ، وَخِيفَةً مِنَ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَنْعَمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ

، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ، وَهَذَانِ الْبَلَدَانِ الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ خَيْرُ الْبُلْدَانِ، فَالتَّابِعُونَ يَنْظُرُونَ إِلَى السَّابِقِينَ، وَالْبُلْدَانُ يَنْظُرُونَ إِلَى هَذَيْنِ الْبَلَدَيْنِ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ بَطِرْتُمْ نِعَمَكُمْ، وَنَشِبْتُمْ فِي الطَّعْنِ عَلَى إِمْرَتِكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنَّ صَفَّقَتْ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى لَمْ يَقُمِ السَّابِقُونَ لِلتَّابِعِينَ، وَلَا الْبَلَدَانِ عَلَى الْبُلْدَانِ، وَمَا هُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، فَلَا يُنْزَعَنَّ أَمْرُكُمْ مِنْ أَيْدِيكُمْ، وَلَا يَخْرُجْنَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ، فَرُبَّ أَمْرٍ يُسْتَأْنَى فِيهِ وَإِنْ كُرِهَ خِيفَةً لِمَا فِي عَاقِبَتِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنِّي لَمَعَ أَبِي فِي الْمَنْزِلِ حِينَ أَتَاهُ رَسُولُ عُثْمَانَ يَدْعُوهُ، فَقَامَ يَلْبَسُ ثَوْبَهُ ثُمَّ أَتَاهُ رَسُولٌ ثَانٍ، ثُمَّ أَتَاهُ رَسُولٌ ثَالِثٌ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَإِذَا عُثْمَانُ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَعُيُونُ الْأَنْصَارِ فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مَجْلِسِي، فَتَنَحَّيْتُ نَاحِيَةً، فَتَكَلَّمَ عُثْمَانُ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ أَبِي، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ نَقِمْتُمْ عَلَيَّ رِجَالًا اسْتَعْمَلْتُهُمْ بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ، فَوَلُّوهَا مَنْ أَحْبَبْتُمْ. وَنَقِمْتُمْ عَلَيَّ هَذَا الْحِمَى، وَإِنِّي نَظَرْتُ فَرَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْ إِبِلٍ مُعَدَّةٍ لَهُمْ لِلنَّائِبَةِ تَنُوبُ، وَلِلْأَمْرِ يَحْدُثُ، فَحَمَيْتُ لَهَا حِمًى، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَبَحْتُهَا، وَنَقِمْتُمْ عَلَيَّ إِيوَائِي الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، وَإِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْكَافِرِ، وَإِنَّ الْحَكَمَ تَابَ فَقَبِلْتُ تَوْبَتَهُ، وَلَعَمْرِي لَوْ كَانَتْ

ثَمَّتَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِثْلُ رَحِمِهِ بِي لَآوَيَاهُ، وَنَقِمْتُمْ عَلَيَّ أَنِّي وَصَلْتُهُ بِمَالِي، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا مَالِي، أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا طَلْحَةُ هَلْ أَخَذْتُ لَهُ مِنْ بَيْتِ مَالِكُمْ دِرْهَمًا؟» قَالَ: اللَّهُمَّ لَا. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلَّا قَدْ كَانَ فِي عَشِيرَتِهِ مَنْ هُوَ أَشْرَفُ مِنْهُ، بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَأَسْرَعْتُمْ إِلَى اللَّهِ، وَأَبْطَأُوا عَنْهُ، فَسُدْتُمْ عَشَائِرَكُمْ حَتَّى إِنَّهُ لَيُقَالُ بَنُو فُلَانٍ، رَهْطُ فُلَانٍ، وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ ثَابِتٌ لَكُمْ مَا اسْتَقَمْتُمْ، فَإِنِّي قَدْ أَرَاكُمْ وَمَا تَصْنَعُونَ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَتْرُكُوا شَيْخَنَا هَذَا يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ لَيَدْخُلَنَّ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا أَنْتَ وَهَذَا يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَهْلًا أَبَا حَسَنٍ، فَوَاللَّهِ مَا هِيَ بِأَخَسِّ نِسَائِكُمْ، وَلَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَتْهُ وَصَافَحَتْهُ، وَمَا رَأَيْتُهُ صَافَحَ امْرَأَةً قَطُّ غَيْرَهَا قَالَ: فَنَهَضَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُغْضَبًا، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اجْلِسْ» ، قَالَ: لَا أَجْلِسُ، قَالَ: «عَزَمْتُ عَلَيْكَ» ، فَأَبَى، فَأَخَذَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، فَتَرَكَهُ مِنْ يَدِهِ، وَخَرَجَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دِينَارٍ - رَجُلٍ مِنْ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ عِنْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: «§اسْتَوْصُوا بِشَيْخِي هَذَا خَيْرًا، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُتِلَ -[1094]- لَا أُعْطِيكُمُ إِلَّا السَّيْفَ» ثُمَّ أَتَى عَمَّارًا، فَقَالَ: أَبَا الْيَقْظَانِ، إِنِّي تَرَكْتُ بِالشَّامِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ أَهْلِ الْحِجَازِ، كُلُّهُمْ شُجَاعٌ فَارِسٌ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَحُجُّ الْبَيْتَ، لَا يَعْرِفُ عَمَّارًا، وَلَا سَابِقَتَهُ، وَلَا عَلِيًّا، وَلَا قَرَابَتَهُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَنْجَلِيَ الْغُمَّةُ، فَيُقَالُ: هَذَا قَاتِلُ عَمَّارٍ. فَقَالَ: «أَبَالِقَتْلِ تُخَوِّفُنِي؟ وَاللَّهِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، لَا تَسُبُّونِي، وَنَقُولُ أَحْسَنْتُمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا سَمِعَ الَّذِيَ كَانَ مِنْ مُعَاتَبَةِ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ بِغَيْرِ إِذْنٍ، فَدَخَلَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ عَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ يَتَحَاوَرُونَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «أَبِإِذْنٍ مِنْكُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا مُعَاوِيَةُ، فَقَعَدَ، فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: " الَّذِي دَخَلَ بَيْنَكُمْ، فَإِنَّ §النَّاسَ قَدْ رَأَوْا أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ مِيرَاثٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّفَرُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ حَقٌّ مَعَكُمْ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: فُلَانٌ بَعْدَ فُلَانٍ، وَفُلَانٌ بَعْدَ فُلَانٍ، كَأَنَّهُ مِيرَاثٌ، وَإِنْ تَصْلُحْ ذَاتُ بَيْنِكُمْ لَا يَطْمَعُ أَحَدٌ فِي مُنَازَعَتِكُمْ، وَإِنْ تَخْتَلِفُوا يَدْخُلْ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ، " قَالُوا: وَمَنْ ذَاكَ؟ قَالَ: «أَنَا أَوَّلُهُمُ» ، فَوَقَعَ بِهِ عَلِيٌّ، فَضَعَّفَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَامَ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قَالَ: «الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ أَمْرِكَ، وَأَمْرِ أَصْحَابِكَ» ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا كَلَّمَ بِهِ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ، وَمَا أَجَابَهُ بِهِ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ جِئْتُ مَعِي بِظَهْرٍ، فَارْكَبِ الْآنَ فَاقْدَمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَإِنَّكَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِمْ حَتَّى تَرَى رَأْيَكَ» ، فَقَالَ: «مَا أُرِيدُ أَنْ أَفِرَّ» ، قَالَ: «فَأُذِنَ لِلنَّاسِ فِي الْقِتَالِ

، لَا أُرِيدُ أَنْ أَفْتَحَ سَنَةَ السَّوَرِ» ، قَالَ: «فَبَقِيَتْ أُخْرَى، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى عَمَلِي، فَافْعَلْ» ، قَالَ: " نَعَمْ، وَلَّاكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاخْرُجْ إِلَى عَمَلِكَ "، فَرَكِبَ، ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: «يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ دُونَكُمْ جَزُورُكُمْ، يُرِيدُ عُثْمَانَ، وَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ الْعَاقِبَةُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §كَانَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ يَقْدَمُونَ عَلَى عُثْمَانَ فِي كُلِّ عَامٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مِصْرَ، وَمُعَاوِيَةُ مِنَ الشَّامِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: يَا بَنِي أُمَيَّةَ، أَنْتُمْ بَاطِنَتِي دُونَ ظَاهِرِي، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ شِكَايَتِي، حَتَّى تَنَاوَلَنِي بِهَا الْبَعِيدُ، وَآذَانِي بِهَا الْقَرِيبُ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ، فَأَشَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ - وَكَانَ امْرَأً سَخِيًّا -، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يُرْضِيهِمْ مَا أَسْخَطَهُمْ، وَهِيَ هَذِهِ الْأَمْوَالُ، فَأَعْطِهِمْ مِنْهَا تَسْتَلَّ بِذَلِكَ سَخَائِمَ صُدُورِهِمْ، وَضَغَائِنَ قُلُوبِهِمْ، وَضَبَابِهَا، ثُمَّ تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ حَقًّا، وَلَهُمْ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِهِمْ حَقَّهُمْ عَلَيْكَ، وَخُذْهُمْ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، وَاتَّبِعْ سُنَّةَ الَّذِينَ قَبْلَكَ، يَجْتَمِعُوا بِالرِّضَا عَلَيْكَ. ثُمَّ تَكَلَّمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ

أَمْرَوْا وَجَمُّوا حَتَّى كَبِرَتْ كُبْرَاهُمْ، فَابْعَثْهُمْ جُيُوشًا، وَجَمِّرْهُمْ فِي الْمَغَازِي، حَتَّى تَكُونَ دَبْرَةُ دَابَّةِ أَحَدِهِمْ أَهَمَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّفَكُّرِ فِي أَمْرِ الْأَئِمَّةِ. ثُمَّ تَكَلَّمَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " إِنِّي سَمِعْتُ الَّذِيَ قَالُوا: فَلْيَسْمَعُوا الَّذِي أَقُولُ، لِيَكْفِكَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِصْرَهُ، وَأَكْفِيكَ الشَّامَ، فَلَنْ تُؤْتَى مِنَ الشَّامِ أَبَدًا ". عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِهِ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَيُقَالُ إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ هُوَ قَائِلُ الْمَقَالَةِ الَّتِي رُوِيَتْ عَنِ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَهُوَ الَّذِي أَعْتَقِدُ. قَالَ: وَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ صِلَتِنَا مَا يَبْلُغُهُ كَرِيمُ قَوْمٍ مِنْ صِلَةِ قَوْمٍ، حَمَلْتَنَا عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَجَعَلْتَنَا أَوْتَادَ الْأَرْضِ، فَخُذْ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا بِعَمَلِهِ وَمَا يَلِيهِ يَكْفِكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِقَوْلِ مُعَاوِيَةَ وَرَدَّ عُمَّالَهُ إِلَى أَمْصَارِهِمْ. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْرُجْ مَعِي إِلَى الشَّامِ فَهُمْ شِيعَتُكَ وَأَنْصَارُكَ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُفَارِقَ مَهَاجِرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدَهُ وَمَنَازِلَ أَزْوَاجِهِ. قَالَ: فَإِذْ أَبَيْتَ فَأْذَنْ لِي أُجَهِّزْ إِلَيْكَ جَيْشًا مِنَ الشَّامِ تَطَأُ بِهِمْ مَنْ رَابَكَ. قَالَ: لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ أَذَلَّ الْمُهَاجِرِينَ. قَالَ

: فَلَا تَخْرُجْ وَلَا تَأْذَنْ لِي أُوَجِّهُ إِلَيْكَ جَيْشًا؟ أَنْتَ مَقْتُولٌ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَفِيهِ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِشَيْخِي هَذَا خَيْرًا، وَاللَّهِ لَئِنْ أَحْدَثْتُمْ فِيهِ حَدَثًا لَا أُعْطِيكُمُ إِلَّا السَّيْفَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَا تَسْمَعُونَ لِمَا يَقُولُ هَذَا؟ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ آخَرُونَ: لَا تَلُومُوهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي ابْنِ عَمِّهِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ مِنَ الْكُوفَةِ حَاجًّا فَمَرِضَ بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَعُودُهُ وَعِنْدَهُ مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، فَأَوْسَعُوا لَهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَسَأَلَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَبَا حَسَنٍ، إِنِّي قَائِلٌ لَكَ قَوْلًا فَإِنْ كَرِهْتَهُ فَاصْبِرْ عَلَى مَا تَكْرَهُ مِنْهُ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ مَا تُحِبُّ، إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا صَاحِبُنَا غَيْرُكَ، وَلَوْ سَكَتَّ عَنَّا مَا نَطَقَ مَنْ قَالَ مَعَكَ، وَمَا يُغْصَبُ أَمْرُنَا إِلَّا بِكَ، وَإِنَّ الَّذِينَ مَعَكَ الْيَوْمَ لَعَلَيْكَ غَدًا، وَلَئِنْ لَا يَشْنَأُكَ لَنَكُونَنَّ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْكَ، وَبَاطِلُنَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ حَقِّكَ، إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِقَوِيٍّ عَلَى مَا تُرِيدُ، وَلَا نَحْنُ بِضُعَفَاءَ عَمَّا نُطَالِبُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا مُعَاوِيَةُ أَفَتَرَانِي أَقْعُدُ أَقُولُ وَتَقُولُ، ثُمَّ خَرَجَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَقِيتُهُ فَعَرَفْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَسَأَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: كَأَنَّكُمْ أَنْفَرْتُمْ شَيْخَكُمْ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَرَدْنَا تَسْكِينَهُ فَنَفَرَ. فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَوَقُورٌ

غَيُورٌ يُسْيقُ بِغَيْرِ مُضْغٍ، فَإِيَّاكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، لَا تُمَثِّلُوا بِهِ فَيُمَثِّلُ بِكُمْ، قَالَ: وَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عِنْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُمَا: قُومَا فَأَعْذِرَانِي. فَخَرَجَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو: تَكَلَّمْ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ فَتَكَلَّمْ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِعُذْرِ صَاحِبِكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ §قَوْلَكُمُ الْيَوْمَ سُنَّةٌ عَلَى مَنْ سِوَاكُمْ، حُكْمٌ عَلَى مَنْ خَالَفَكُمْ، وَقَدْ خَلَّى النَّاسُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَمْرِكُمْ فِي هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ حَتَّى يَمْضِيَ قَامَ الْأَمْرُ فَأَقَمْتُمْ بِهِ، وَكَانَ لَكُمْ وَإِلَيْكُمْ، وَإِنْ أَمْضَيْتُمُوهُ وَأَقَمْتُمُ اتَّهَمَكُمُ النَّاسُ عَلَى حُكْمِكُمْ وَحَكَمُوا عَلَيْكُمْ، وَإِنَّ الْفِتْنَةَ تَنْبُتُ عَلَى ثَلَاثٍ: عَلَى التَّخَوُّنِ ثُمَّ السُّكُونِ ثُمَّ الْخَلْعِ وَهِيَ الْعُظْمَى، وَفِيهَا يَصِيرُ الصَّغِيرُ كَبِيرًا وَالشَّرِيفُ وَضِيعًا، وَيَقُولُ فِيهَا مَنْ لَمْ يَكُنْ يُسْمَعُ مِنْهُ فَيُسْمَعُ لَهُ، وَلَا يُقَالُ مَعَهُ. وَدَعَا عُثْمَانُ عَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِيَعْذِرُوهُ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: [البحر الطويل] دَعَوْنَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ لِيَنْطِقُوا ... بِعُذْرِ أَبِي عَمْرٍو فَلَمْ يَحْفَظُوا الْحُرَمْ فَأَمَّا عَلِيٌّ فَاخْتِلَاجَةُ أَنْفِهِ ... وَطَلْحَةُ قَدْ أَشْجَى وَعَمْرُو قَدِ اصْطَلَمْ وَلَوْلَا عَلِيٌّ كَانَ جُلُّ مَقَالِهِمْ ... كَضَرْطَةِ عَيْرٍ بِالصَّحَاصِحِ مِنْ إِضَمْ وَلَكِنَّهُ مَهْمَا يَقُلْ يَسْمَعُوا لَهُ ... وَمَهْمَا مَضَى فِيمَا أُحَاذِرُهُ أُمَمْ

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفُضَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ -[1099]- رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ عَمَّارٌ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ، أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «§لَوْ أَنَّ مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ فِي يَدِي لَأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، وَاللَّهِ لَأُعْطِيَنَّهُمْ وَلَأَسْتَعْمِلَنَّهُمْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمَ» . فَقَالَ عَمَّارٌ: عَلَى رَغْمِ أَنْفِي؟ قَالَ: «عَلَى رَغْمِ أَنْفِكَ» . قَالَ: «وَأَنْفِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟» فَغَضِبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَثَبَ إِلَيْهِ فَوَطِئَهُ وَطْأً شَدِيدًا، فَأَجْفَلَهُ النَّاسُ عَنْهُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: «أَيَا أَخَابِثَ خَلْقِ اللَّهِ أَغْضَبْتُمُونِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى أُرَانِي قَدْ أَهْلَكْتُهُ وَهَلَكْتُ» ، فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَقَالَ: مَا كَانَ نَوَالِي إِذْ قَالَ لِي مَا قَالَ إِلَّا أَنْ أَقُولَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ: وَمَا كَانَ لِي عَلَى قَسْرِهِ مِنْ سَبِيلٍ، اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَخَيِّرَاهُ بَيْنَ ثَلَاثٍ، بَيْنَ أَنْ يَقْتَصَّ أَوْ يَأْخُذَ أَرْشًا أَوْ يَعْفُوَ. فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَقْبَلُ مِنْهَا وَاحِدَةً حَتَّى أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشْكُوَهُ إِلَيْهِ» . فَأَتَوْا عُثْمَانَ. فَقَالَ: سَأُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ، كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِي بِالْبَطْحَاءِ فَأَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ أَبُوهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُلَّ الدَّهْرِ هَكَذَا؟ قَالَ: قَالَ: «اصْبِرْ يَاسِرُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ» وَقَدْ فَعَلْتُ

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: §اجْتَمَعَ نَاسٌ فَكَتَبُوا عُيُوبَ عُثْمَانَ، وَفِيهِمُ ابْنُ -[1100]- مَسْعُودٍ فَاجْتَمَعُوا بِبَابِ عُثْمَانَ لِيَدْخُلُوا عَلَيْهِ فَيُكَلِّمُوهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْبَابَ نَكَلُوا إِلَّا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَإِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَعَظَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ حَتَّى فُتِقَ فَكَانَ لَا يَسْتَمْسِكُ بَوْلَهُ. فَقِيلَ لِعَمَّارٍ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «إِنِّي مُلَقًّى مِنْ قُرَيْشٍ، لَقِيتُ مِنْهُمْ فِي الْإِسْلَامِ كَذَا، وَفَعَلُوا بِي كَذَا، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى هَذَا - يَعْنِي عُثْمَانَ - فَأَمَرْتُهُ وَنَهَيْتُهُ، فَصَنَعَ مَا تَرَوْنَ، فَلَا يَسْتَمْسِكُ بَوْلِي» . قَالَ: وَكَانَ حَيْثُ ضُرِبَ وَقَعَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا لَيُقْتَلَنَّ ضَخْمُ السُّرَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وَهُوَ جَدُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: §كَلَّمَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ عُثْمَانَ أَنْ يَكُفَّ عَنْ عَمَّارٍ، فَقَالَ: «اسْكُتْ يَا ابْنَ الْقَسْرِيَّةِ» . فَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ: لَئِنْ مِتَّ يَا عَمَّارُ لَأَقْتُلَنَّ بِكَ رَجُلًا تَمْلَأُ سُرَّتُهُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ". فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «أَأَنْتَ يَا ابْنَ الْقَسْرِيَّةِ؟» قَالَ: إِنَّهُمَا اثْنَتَانِ تَأْكُلَانِ الثَّرِيدَ. قَالَ: «لَا أُمَّ لَكَ، وَلَا وَاحِدَةَ إِلَّا بَعْدَ شَرٍّ» . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَإِنَّهُ قَتَلَ أَبَا أُزَيْهِرٍ. قَالَ: اسْكُتِي فَإِنَّ أَبَاكِ مَاتَ بِالْيَمَنِ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر الطويل] لِسَانِي طَوِيلٌ فَاحْذَرَنْ شَدَّاتِهِ ... عَلَيْكَ وَسَيْفِي مِنْ لِسَانِيَ أَطْوَلُ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمٌ، قَالَ: أَنَا شَاهِدٌ لِلْأَمْرِ؛ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلُوا إِلَى عُثْمَانَ أَنِ ائْتِنَا فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُذَاكِرَكَ أَشْيَاءَ أَحْدَثْتَهَا، وَأَشْيَاءَ فَعَلْتَهَا. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ: «أَنِ انْصَرِفُوا الْيَوْمَ فَإِنِّي مُشْتَغِلٌ وَمِيعَادُكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتَشَوَّفَ لَكُمْ» . فَانْصَرَفَ سَعْدٌ وَأَبَى عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ، فَتَنَاوَلَهُ رَسُولُ عُثْمَانَ فَضَرَبَهُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِلْمِيعَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ قَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: «مَا تَنْقِمُونَ؟» قَالُوا: «§نَنْقِمُ عَلَيْكَ ضَرْبَكَ عَمَّارًا» . فَقَالَ: «جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمَا فَانْصَرَفَ سَعْدٌ وَأَبَى عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ، فَتَنَاوَلَهُ رَسُولِي عَنْ غَيْرِ أَمْرِي، فَوَاللَّهِ مَا أَمَرْتُ وَلَا رَضِيتُ، فَهَذِي يَدِي لِعَمَّارٍ فَلْيَصْطَبِرْ» قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: يَعْنِي: يَقْتَصُّ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّتَهُ، مَنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهَلِهِ يَذْكُرُونَ أَنَّ عُثْمَانَ §أَمَرَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَضُرِبَ فِي أَمْرٍ نَازَعَهُ فِيهِ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَحَمَلَهُ زِيَادُ بْنُ سَمْعَانَ وَنَاسٌ مَعَهُ إِلَى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يَعْقِلُ، فَصَلِّي النَّاسُ الْجُمُعَةَ ثُمَّ صَلُّوا الْعَصْرَ وَلَمْ يُفِقْ عَمَّارٌ وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى دَنَتِ الشَّمْسُ -[1102]- أَنْ تَغْرُبَ، ثُمَّ أَفَاقَ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ بِقَلِيلٍ فَصَلَّى الْأُولَى وَالْعَصْرَ جَمِيعًا

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عَادِيَةَ، قَالَ: §سَمِعْتُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيَشْتُمُهُ بِالْمَدِينَةِ، فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ

ما جاء في كف عثمان رضي الله عنه عن القتال وأنه يقتل على الحق

§مَا جَاءَ فِي كَفِّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْقِتَالِ وَأَنَّهُ يُقْتَلُ عَلَى الْحَقِّ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، أَنَّ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ، ذَكَرَ §الْفِتَنَ فَقَرَّبَهَا فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ: «هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى» فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ خُطَبَاءَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِي الْفِتْنَةِ الْأُولَى، قَابَلَنَا مِنْهُمْ قَوْمٌ ذَوُو عَدَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَهْزٍ يُقَالُ لَهُ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ - مِنْ آخِرِ الْخُطَبَاءِ - فَقَالَ: لَوْلَا كَلِمَاتٌ سَمِعْتُهُنَّ -[1103]- مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَخْطُبْكُمُ الْيَوْمَ، وَلَكِنْ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: «§سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ» فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُنَا إِذْ مَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ فَقَالَ: «هَذَا يَوْمَئِذٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْهُدْى» . فَاتَّبَعْتُ الرَّجُلَ فَكَشَفْتُ وَجْهَهُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَامَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ الْبَهْزِيُّ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْلَسَ النَّاسَ. قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ بِنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مُرَحِّلًا مُعْذِقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَتَخْرُجَنَّ فِتْنَةٌ تَحْتَ رِجْلَيَّ - أَيْ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيَّ هَذَا - وَهَذَا يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدْى» قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ مِنْ عِنْدِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: إِنَّكَ لِصَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَحَاضِرٌ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ لِي فِي الْجَيْشِ مُصَدِّقًا لَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ تَحْتَ دَومَةٍ - وَهُوَ يَكْتُبُ النَّاسَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَوَالَةَ، أَأَكْتُبُكَ؟» فَقُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. ثُمَّ أَمَلَّ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ أَأَكْتُبُكَ؟» فَقُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، فَنَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ فَإِذَا فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ إِنَّهُمَا لَمْ يُكْتَبَا إِلَّا فِي خَيْرِ مَوْضِعٍ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ أَأَكْتُبُكَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَكَتَبَنِي، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةٌ تَكُونُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ. وَالَّتِي بَعْدَهَا مِنْهَا كَنَفَجَةِ أَرْنَبٍ؟ فَقُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: «اتَّبِعْ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَإِنَّهُ يَوْمَئِذٍ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى الْهُدْى وَالْحَقِّ» فَتَبِعْتُهُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ لَفَفْتُهُ فَقُلْتُ: أَهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّكُمْ تَهْجُمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ بِبُرْدِ حِبْرَةٍ يُبَايِعُ النَّاسَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَي أَبِي , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ حَيٍّ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ قَالَا: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله -[1105]- عليه وسلم عَلَى طَرْفِ آرَةَ بِالْمَدِينَةِ إِذْ §ذَكَرَ اخْتِلَافًا يَكُونُ فِينَا بَعْدَهُ، وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «تَغْدِرُ بِهَذَا يَوْمَئِذٍ أُمَّتُهُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو حَبِيبَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ فِيهَا، وأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأَذِنَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْكَلَامِ - فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§تَكُونُ فِتْنَةٌ وَاخْتِلَافٌ فَعَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ» وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، وَمُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بَنُو عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا جَدُّنَا أَبُو أُمِّنَا أَبُو حَبِيبَةَ، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ تُوُفِّيَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسُجِّيَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ سَمِعُوا -[1106]- جَلْجَلَةً فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ: «§أَحْمَدُ أَحْمَدُ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الضَّعِيفُ فِي نَفْسِهِ الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ، مَضَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ سَنَتَانِ، أَتَتِ الْفِتَنُ وَأَكَلَ الشَّدِيدُ الضَّعِيفَ، وَقَامَتِ السَّاعَةُ، وَسَيَأْتِيكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ خَبَرٌ بِبِئْرِ أَرِيسَ، وَمَا بِئْرُ أَرِيسَ»

قَالَ يَحْيَى، قَالَ سَعِيدٌ: §ثُمَّ هَلَكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ فَسُجِّيَ بِثَوْبِهِ، فَسَمِعُوا جَلْجَلَةً فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ صَدَقَ صَدَقَ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: أَرْسَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَيَّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - وَهُوَ أَمِيرٌ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ - تَسْأَلُهُ عَنْ كَلَامِ ابْنِ خَارِجَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَكَتَبَ إِلَيْهَا: أُخْبِرُكِ أَنِّي حَضَرْتُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَعُرِجَ بِرُوحِهِ حَتَّى مَا شَكَكْنَا أَنَّهُ الْمَوْتُ إِذْ أَعَادَ اللَّهُ إِلَيْهِ رُوحَهُ فَقَالَ: «§مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ الضَّعِيفُ فِي نَفْسِهِ، الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْقَوِيُّ فِي نَفْسِهِ الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، مَضَتِ -[1107]- اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ أَرْبَعٌ، بِئْرُ أَرِيسَ وَمَا بِئْرُ أَرِيسَ اخْتَلَفَ النَّاسُ، ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ فَإِنَّهُ مَظْلُومٌ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسَطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ فَسَجَّيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبًا وَقُمْتُ أُصَلِّي إِذْ سَمِعْتُ فِيَ الْبَيْتِ ضَوْضَاةً فَانْصَرَفْتُ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّ حَيَّةً دَخَلَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ثَوْبِهِ، فَلَمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §أَجْلَدُ الْقَوْمِ أَوْسَطُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الْقَوِيُّ فِي جِسْمِهِ الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، لَا يَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، كَانَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ عِنْدَ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الضَّعِيفُ فِي جِسْمِهِ الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، كَانَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، صَدَقَ صَدَقَ عِنْدَ اللَّهِ، عُثْمَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الْعَفِيفُ الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي يَعْفُو عَنْ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ، خَلَتْ لَيْلَتَانِ وَبَقِيَتْ أَرْبَعٌ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فَلَا أَحْكَامَ، أَنْتَجَتِ الْأَحْمَالُ، أَيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى إِمَامِكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَمَنْ تَوَلَّى فَلَا يُعْهَدَنَّ، {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، مَا فَعَلَ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ؟ - يَعْنِي أَبَاهُ - قُتِلَ قَبْلَ بَدْرٍ كَافِرًا، ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ وَهُوَ يَقُولُ: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج

: 15] أُخِذَتْ بِئْرُ أَرِيسَ ظُلْمًا، أُخِذَتْ بِئْرُ أَرِيسَ ظُلْمًا ". قَالَ النُّعْمَانُ: ثُمَّ خَفَتَ الصَّوْتُ

الحركة في أمر عثمان رضي الله عنه وأول الوثوب عليه رضوان الله عليه

§الْحَرَكَةُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ الْوُثُوبِ عَلَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَفَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: نَسْأَلُ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: " §أَوَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ طَالِبٌ غَيْرُكَ؟ قَالَ: فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ أَنْ يَقْعُدَ فَأَبَى، فَحُصِبَ وَحَصَبَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قِيلَ لَهُ قُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْصِبُونِي، فَقَالُوا: إِنْ حَصَبُوكَ حَصَبْنَاهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَسْأَلُكَ كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالَ: أَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ طَالِبٌ غَيْرُكَ؟ قَالَ: فَحُصِبَ فَحَصَبَهُمُ الْآخَرُونَ، فَنَزَلَ ابْنُ عَفَّانَ بَرِمًا يَكَادُ يَحْمِلُ رَأْسَهُ، يَرْعَشُ قُلْتُ لِلْحَسَنِ: وَمَا سِنُّكَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعَ عَشْرَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ "

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَامَ رَجُلٌ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَقَالَ: أَسْأَلُ كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ طَالِبٌ غَيْرُكَ؟ اجْلِسْ» . قَالَ: يَقُولُ الْحَسَنُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ لَوْ كُنْتَ تَطْلُبُ كِتَابَ اللَّهِ لَمْ تَطْلُبْهُ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: أَطْلُبُ كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ طَالِبٌ غَيْرُكَ؟ اجْلِسْ» . فَجَلَسَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: أَسْأَلُ كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَمَا لِهَذَا أَحَدٌ -[1109]- يُجْلِسُهُ؟» قَالَ: فَتَحَاصَبُوا حَتَّى مَا أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَرَقَاتِ مُصْحَفٍ رَفَعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ بَرَّأَ نَبِيَّهُ مِنَ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَكَانُوا شِيَعًا. قَالَ: وَذَلِكَ حِينَ خَالَطَتِ النَّاسُ وَغَفَلَتِ الْأَحَادِيثُ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهَا أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ تِلْقَاءِ الْيَسَارِ فَقَالَ: أَسْأَلُكَ كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالَ: «وَيْحَكَ، أَلَيْسَ عِنْدَكَ كِتَابُ اللَّهِ؟» قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا فَنَهَاهُ، فَقَامَ مَعَهُ رَجُلٌ وَقَامَ مَعَ هَذَا رَجُلٌ آخَرُ، وَقَامَ مَعَ هَذَا رَجُلٌ وَقَامَ مَعَ هَذَا رَجُلٌ آخَرُ، حَتَّى كَثُرُوا، ثُمَّ تَحَاصَبُوا حَتَّى مَا أَرَى أَدِيمَ النَّاسِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ مَعَهُ مُصْحَفٌ بَعَثَتْهُ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَصَعِدَ سُورَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ نَادِي النَّاسَ: «§أَلَا إِنَّ هَذَا يَنْهَاكُمْ عَمَّا تَفْعَلُونَ، إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ بَرِئَ مِمَّنْ فَرَّقَ دِينَهُ وَكَانَ شِيَعًا»

حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَحَاصَبُوا حَتَّى مَا أَرَى جِلْدَ السَّمَاءِ، وَرُفِعَ مُصْحَفٌ مِنْ إِحْدَى الْحُجَرِ فَقِيلَ: يَعْلَمُهُ مَنْ عَرَفَ أَنَّ مُحَمَّدًا بَرِئَ مِمَّنْ فَرَّقَ دِينَهُ وَكَانَ شِيَعًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا صَالِحٍ فِي سِكَّةِ الْمِرْبَدِ فَقَالَ: §لَمَّا نَهَضُوا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَصَبَهُ النَّاسُ حَتَّى جَعَلَ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا دَخَلُوا وَدَخَلَ مَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَأَضْرِبُ؟ قَالَ: تَدْرِي عَلَى مَهْ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَا أَلْقَيْتَ سَيْفَكَ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُهُ فَمَا أَدْرِي مَنْ ذَهَبَ بِهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: §بَيْنَمَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ النَّاسَ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَنَالَ مِنْهُ، فَنَهَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: لَا يَمْنَعُكَ مَكَانُ ابْنِ سَلَامٍ أَنْ تَسُبَّ نَعْثَلًا فَإِنَّهُ مِنْ شِيعَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ قُلْتَ الْقَوْلَ الْعَظِيمَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِلْخَلِيقَةِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَدَنِيُّ أَنَّ §آخِرَ خَرْجَةٍ خَرَجَهَا عُثْمَانُ يَوْمَ جُمُعَةٍ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ مُصَفِّرًا رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِوَرْسٍ، قَالَ: فَمَا خَلَصَ إِلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى ظَنَّ أَنْ لَنْ يَخْلُصَ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ -[1111]- حَصَبَهُ النَّاسُ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يُقَالُ لَهُ: الْجَهْجَاهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَنُغَرِّبَنَّكَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ، فَلَمَّا نَزَلَ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ، فَصَلَّى لِلنَّاسِ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ §جَهْجَاهَ الْغِفَارِيَّ تَنَاوَلَ عَصَا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَكَسَرَهَا بِرُكْبَتِهِ، فَأَخَذَتْهُ فِي رُكْبَتِهِ قَرْحَةُ الْأَكَلَةِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَِّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دَارِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ مَوَالِيهِ، قَدْ صَفَّرَ لِحْيَتَهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَجَذَبَ النَّاسُ ثِيَابَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَنَادَاهُ بَعْضُهُمْ يَا نَعْثَلُ وَكَانَ حَلِيمًا حَيِيًّا فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَشَتَمُوهُ فَسَكَتَ حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّ السَّامِعَ الْمُطِيعَ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ، وَالسَّامِعَ الْعَاصِي لَا حُجَّةَ لَهُ» . فَنَادَاهُ بَعْضُهُمْ: أَنْتَ السَّامِعُ الْعَاصِي. وَقَامَ جَهْجَاهُ بْنُ سَعْدٍ الْغِفَارِيُّ - وَكَانَ

مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ - فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى مَا نَدْعُوكَ إِلَيْهِ. قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالَ: نَحْمِلُكَ عَلَى شَارِفٍ جَرْبَاءَ وَنُلْحِقُكَ بِجَبَلِ الدُّخَانِ. لَسْتَ هُنَاكَ لَا أُمَّ لَكَ. وَتَنَاوَلَ جَهْجَاهُ عَصًا كَانَتْ فِي يَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ عَصَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَرَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ، وَدَخَلَ عُثْمَانُ دَارَهُ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَوَقَعَتْ فِي رِجْلِ جَهْجَاهٍ الْأَكَلَةُ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ §جَهْجَاهًا دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْتَزَعَ عَصَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يَتَخَصَّرُ بِهَا , فَكَسَرَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ، فَأَخَذَتْهُ فِي رُكْبَتِهِ الْأَكَلَةُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: قَالَ حُصَيْنٌ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ جَأْوَانَ: لِمَ اعْتَزَلَ الْأَحْنَفُ؟ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: انْطَلَقْنَا حُجَّاجًا فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ بِمَنْزِلِنَا إِذْ جَاءَنَا آتٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبِي، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ وَسَطَ الْمَسْجِدِ، فَتَخَلَّلْتُهُمْ -[1113]- حَتَّى قُمْتُ عَلَيْهِمْ فَإِذَا عَلِيٌّ , وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قُعُودٌ، فَلَمْ يَكُ ذَاكَ بِأَسْرَعَ أَنْ جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ عَلَيْهِ مُلَاءَةٌ لَهُ صَفْرَاءُ قَدْ رَفَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَنْظُرُ مَا جَاءَ بِهِ. فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ قَالُوا: هَذَا ابْنُ عَفَّانَ. قَالَ: أَهَاهُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَهَاهُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَهَاهُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلَانٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» . قَالَ: فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ مِرْبَدَ بَنِي فُلَانٍ. قَالَ: «اجْعَلْهُ فِي الْمَسْجِدِ وَأَجْرُهُ لَكَ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ بِئْرَ رُومَةَ. فَقَالَ: «اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمٍ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ فَقَالَ: «مَنْ يُجَهِّزْ هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ خِطَامًا وَلَا عِقَالًا؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ انْصَرَفَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمٌ قَالَ: أَنَا شَاهِدٌ لِلْأَمْرِ، قَالُوا لِعُثْمَانَ: نَنْقِمُ عَلَيْكَ أَنَّكَ جَعَلْتَ الْحُرُوفَ حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ: " جَاءَنِي حُذَيْفَةُ فَقَالَ: §مَا كُنْتَ صَانِعًا إِذَا قِيلَ: قِرَاءَةُ فُلَانٍ وَقِرَاءَةُ فُلَانٍ كَمَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكِتَابِ؟ فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأٌ فَمِنْ حُذَيْفَةَ. قَالُوا: وَنَنْقِمُ عَلَيْكَ أَنَّكَ حَمَيْتَ الْحِمَى "، قَالَ: " جَاءَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا: إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ إِلَّا لَهُمْ حِمًى يَرْعَوْنَ فِيهِ عَرْبَاءَ، فَنَفَلْتُ ذَلِكَ لَهُمْ، فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَقِرُّوا، وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَغَيِّرُوا - أَوْ فَلَا تُقِرُّوا ". قَالُوا: وَنَنْقِمُ عَلَيْكَ أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ سُفَهَاءَ أَقَارِبِكَ. قَالَ: «فَلْيَقُمْ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ فَلْيَسْأَلُونِي صَاحِبَهُمُ الَّذِي يُحِبُّونَ فَأَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهِمْ، وَأَعْزِلُ مِنْهُمُ الَّذِي يَكْرَهُونَ» . فَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ: رَضِينَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا. وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ: اعْزِلْ عَنَّا سَعِيدًا - أَوْ قَالَ: الْوَلِيدَ، شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ - وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، فَفَعَلَ. وَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: رَضِينَا بِمُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا. وَقَالَ أَهْلُ مِصْرَ: اعْزِلْ عَنَّا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَفَعَلَ، فَمَا جَاءُوا بِشَيْءٍ إِلَّا خَرَجَ عَنْهُ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ -[1115]- عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، فَكَلَّمَنِي أَنْ أَعِيبَ عَلَى عُثْمَانَ، فَتَكَلَّمَ كَلَامًا طَوِيلًا , وَفِي لِسَانِهِ ثِقَلٌ فَلَمْ يَكَدْ يَقْضِي كَلَامَهُ فِي سَرِيحٍ. فَلَمَّا قَضَى كَلَامَهُ قُلْتُ: إِنَّا قَدْ كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: §أَفْضَلُ أُمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ عُمَرُ , ثُمَّ عُثْمَانُ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ عُثْمَانَ فَعَلَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقٍّ، وَلَا جَاءَ مِنَ الْكَبَائِرِ شَيْئًا، وَلَكِنْ هُوَ هَذَا الْمَالُ: إِنْ أَعْطَاكُمُوهُ رَضِيتُمْ، وَإِنْ أَعْطَى إِلَى قَرَابَتِهِ سَخِطْتُمْ، إِنَّمَا تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا كَفَارِسَ وَالرُّومِ، لَا يَتْرُكُونَ لَهُمْ أَمِيرًا إِلَّا قَتَلُوهُ. قَالَ: فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنَ الدُّمُوعِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا نُرِيدُ ذَاكَ» . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: يُرِيدُ حَبَّانَ بْنَ مُنْقِذٍ، كَانَ أَلْثَغَ يَقُولُ: لَا خِرَابَةَ يُرِيدُ لَا خِلَابَةَ حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَجُرُّ النُّطْقَ جَرًّا، فَذَكَرَ عُثْمَانَ وَطَعَنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا كُنَّا نُفَضِّلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ الثَّلَاثَةِ أَحَدًا، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَإِنَّا لَا نَعْلَمُ عُثْمَانَ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ، وَلَا زَنَى، وَلَا قَتَلَ - بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ مِثْلُ الْأَوَّلِ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا -[1116]- يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: «§لَوْ أَنَّ عُمَرَ عَمِلَ بِالَّذِي كَانَ عُثْمَانُ يَفْعَلُ مَا كَلَّمْتُمُوهُ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَمْعَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: §قَامَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُصَلِّي فِي اللَّيْلِ وَذَلِكَ حِينَ نَشِبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ فَصَلَّى , ثُمَّ نَامَ فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَسَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذَ مِنْهَا صَالِحَ عِبَادِهِ فَفَعَلَ، وَاشْتَكَى لَيَالِيَ , فَمَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «لَقَدْ §عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ أَشْيَاءَ لَوْ فَعَلَهَا عُمَرُ مَا عَابُوهَا عَلَيْهِ»

أمراء أهل مصر ومسيرهم إلى عثمان رضي الله عنه

§أُمَرَاءُ أَهْلِ مِصْرَ وَمَسِيرُهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ أَنَّهُ قَامَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ بِمِصْرَ - وَذَاكَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّهَا §سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، خَيْرُ -[1117]- النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغُزَّى» وَأَنْتُمُ الْجُنْدُ الْغُزَّى، فَجِئْتُكُمْ لِأَكُونَ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ، قَالَ اللَّيْثُ: فَكَانَ مَعَهُمْ فِي أَشَرِّ أُمُورِهِمْ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ §سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا» فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ عَلَى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا. فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجَ مِنْهَا. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - يَقُولُ: لَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ إِلَّا لِلَّذِي كَانَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: §قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَجَازَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ طَعَنَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَالَ: مَا جَعَلَ هَؤُلَاءِ أَحَقَّ بِالْمَالِ مِنِّي

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: رَكِبَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي سَفِينَةٍ قِبَلَ الشَّامِ زَمَنَ عُثْمَانَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِكَعْبٍ: كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ سَفِينَتِنَا هَذِهِ فِي التَّوْرَاةِ تَجْرِي غَدًا فِي الْبَحْرِ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: يَا مُحَمَّدُ لَا تَسْخَرْ بِالتَّوْرَاةِ، فَإِنَّ التَّوْرَاةَ -[1118]- كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ ذَاكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. فَقَالَ: «لَا أَجِدُ سَفِينَتَنَا هَذِهِ مَنْعُوتَةً فِي التَّوْرَاةِ، وَلَكِنِّي أَجِدُ فِي بَعْضِ كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ §فِتْنَةً قَدْ أَطَلَّتْ يَنْزُو فِيهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ سِنٌّ شَاغِيَةٌ نَزْوَ الْحِمَارِ فِي الْقَيْدِ، فَاتَّقِ أَلَّا تَكُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ» . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ بِمِثْلِهِ وَقَالَ: يَثِبُ فِيهَا غُلَامٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَشْفَى الثَّنِيَّتَيْنِ فَيُؤْخَذُ فَيُضْرَبُ عُنُقُهُ، فَانْظُرْ أَلَّا تَكُونَ ذَاكَ , فَكَانَ هُوَ

حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَكِبَ كَعْبٌ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي سَفِينَةٍ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا كَعْبُ، أَتَجِدُ جَرْيَ سَفِينَتِنَا فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ التَّوْرَاةَ حَقٌّ، وَهِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَلَا تَسْتَهْزِئْ بِهَا. فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقَالَ كَعْبٌ: «أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ §رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ اسْمُكَ أَشِرُ الثَّنَايَا يَحْجِلُ فِي الْفِتْنَةِ كَمَا يَحْجِلُ الْحِمَارُ فِي الْقَيْدِ، فَاحْذَرْ لَا يَكُونُ أَنْتَ هُوَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: غَزَا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ ذَاتَ الصَّوَارِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَمَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَكَانَا يَعِيبَانِ عُثْمَانَ، فَحَمَلَهُمَا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فِي سَفِينَةٍ مَعَ الْقِبْطِ , ثُمَّ كُلِّمَ فِيهِمَا فَحَوَّلَهُمَا، فَلَمَّا رَجَعَ كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ بِمَا كَانَ مِنْهُمَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَشْخِصْ إِلَيَّ ابْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ عُثْمَانُ: «§الْعَجَبُ لِابْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، كَفَلْتُهُ -[1119]- وَرَبَّيْتُهُ، ثُمَّ هُوَ يُؤَلِّبُ النَّاسَ عَلَيَّ، اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَشْكُرْ بَلَائِي فَأْجُرْنِي مِنْهُ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَلَا تَعْجَبُونَ لِابْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، ضَمَمْتُ الرَّجُلَ لِرَحِمِهِ، فَكُنْتُ أَجُسُّ بَطْنَهُ مِنَ اللَّيْلِ أَنْظُرُ أَجَائِعٌ هُوَ أَمْ شَبْعَانُ، ثُمَّ هُوَ يَسْعَى فِي خَلْعِي وَسَفْكِ دَمِي، اللَّهُمَّ فَاجْزِهِ جَزَاءَ مَنْ كَفَرَ النِّعْمَةَ وَفَجَرَ»

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ يَخْطُبُ , وَكَانَ أَقْرَأَ النَّاسِ لِلْقُرْآَنِ فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْمٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» . قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزْعُمُ أَنَّكَ. . . . . . لَكَذُوبٌ، إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَمِنْهُمْ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ حَبِيبَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ مَخْرَمَةَ قَالَ: §لَمَّا انْتَزَى ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بِمِصْرَ , فَخَلَعَ -[1120]- عُثْمَانَ دَعَا النَّاسَ إِلَى أُعْطِيَاتِهِمْ، فَأَبَيْتُ أَنْ آخُذَ مِنْهُ، قَالَ: ثُمَّ رَكِبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَصِرْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ ابْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِمَامٌ حَلَا لَهُ كَمَا عَلِمْتَ، وَإِنَّهُ انْتَزَى عَلَيْنَا بِمِصْرَ , فَدَعَانَا إِلَى أُعْطِيَاتِنَا، فَأَبَيْتُ أَنْ آخُذَ مِنْهُ. فَقَالَ: «عَجَزْتَ إِنَّمَا هُوَ حَقُّكَ، عَجَزْتَ إِنَّمَا هُوَ حَقُّكَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُحَيْفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَحُبَابِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَا: كَتَبَ أَهْلُ مِصْرَ إِلى عُثْمَانَ: فِي الْمَلَأِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُبْتَلَى , أَمَّا بَعْدُ: فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ وَاتَّخَذَ عَلَيْنَا فِيمَا آتَاكَ الْحُجَّةَ، وَإِنَّا §نُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي مَوَاقِعِ السَّحَابِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ أَنْ تُحِلَّ مَا شِئْتَ مِنْهُ بِقَوْلِكَ وَتُحَرِّمَ مَا شِئْتَ مِنْهُ بِقَوْلِكَ، وَنُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي الْحُدُودِ، أَنْ تُعَطِّلَهَا فِي الْقَرِيبِ وَتُقِيمَهَا فِي الْبَعِيدِ، فَإِنَّ سُنَّةَ اللَّهِ وَاحِدَةٌ، وَنُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي أَقْوَامٍ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ لِيَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ، نَصَحُوا لَكَ فَاغْتَشَشْتَ نَصِيحَتَهُمْ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ - وَقَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ فَنُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَنَنْهَاكَ عَنِ

الْمَعْصِيَةِ، فَإِنَّكَ تَدَّعِي عَلَيْنَا الطَّاعَةَ، وَكِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ: وَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ، فَإِنْ تُعْطِ اللَّهَ الطَّاعَةَ نُؤَازِرْكَ وَنُوَقِّرْكَ , وَإِنْ تَأْبَ فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ تُرِيدُ هَلَكَتَنَا وَهَلَكَتَكَ، فَمَنْ يَمْنَعُنَا مِنَ اللَّهِ إِنْ أَطَعْنَاكَ وَعَصَيْنَاهُ وَأَنْتَ الْعَبْدُ الْمَيِّتُ الْمُحَاسَبُ، وَاللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الَّذِي لَا يَمُوتُ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ: " §أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ الَّذِي عَلَّمَكُمُ الْإِسْلَامَ، وَهَدَاكُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ، وَأَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ، فَإِنَّهُ قَالَ: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [المائدة: 7] ، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] ، وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ} [آل عمران: 77] لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَقَالَ: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91] ، وَقَالَ: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] ، وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ , يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ , فَمَنْ نَكَثَ} [الفتح: 10] فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ رَضِيَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ، وَحَذَّرَكُمُ الْمَعْصِيَةَ وَالْفُرْقَةَ، وَأَنْبَأَكُمْ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ -[1122]- مَنْ قَبْلَكُمْ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ فِيهِ لِتَكُونَ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ إِنْ عَصَيْتُمُوهُ، فَاقْبَلُوا وَصِيَّةَ اللَّهِ، وَاحْذَرُوا عَذَابَهُ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تَجِدُوا أُمَّةً هَلَكَتْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ تَخْتَلِفَ فَلَا يَكُونُ لَهَا رَأْسٌ يَجْمَعُهَا، وَمَتَى تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَا تَكُنْ لَكُمْ صَلَاةُ جَمَاعَةِ، وَيُسَلَّطُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَتَكُونُوا شِيَعًا. وَقَالَ اللَّهُ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الأنعام: 159] لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ "

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: «يَا أَبَا الْيَقْظَانِ إِنَّ §لَكَ سَابِقَةً وَقِدْمًا، وَقَدْ عَرَفَكَ النَّاسُ بِذَلِكَ وَقَدِ اسْتَمْرَحَ أَهْلُ مِصْرَ وَاسْتَعْلَى أَمْرُهُمْ وَبَغْيُهُمْ عَلَيَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَبْعَثَكَ إِلَيْهِمْ فَتُعْتِبَهُمْ مِنْ كُلِّ مَا عَتَبُوا، وَتَضْمَنَ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَتَقُولَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْشُرَ الْحُسْنَى، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْفِئَ بِكَ ثَائِرَةً، وَيُلِمَّ بِكَ شَعْثًا، وَيُصْلِحَ بِكَ فَسَادًا» . وَأَمَرَ لَهُ بِحِمْلَانٍ وَنَفَقَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقًا مَا أَقَامَ عِنْدَهُ. فَخَرَجَ عَمَّارٌ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ عَاتِبٌ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَلَّبَ النَّاسَ عَلَيْهِ، وَأَشْعَلَ أَهْلَ مِصْرَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ عَمَّارًا قَدِمَ عَلَيْنَا فَأَظْهَرَ الْقَبِيحَ، وَقَالَ مَا لَا يَحِلُّ

، وَأَطَافَ بِهِ قَوْمٌ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَلَا الْقُرْآنِ وَكَتَبَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي عُقُوبَتِهِ وَأَصْحَابِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ: «بِئْسَ الرَّأْيُ رَأَيْتَ يَا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ أَنَا بِقَضَاءِ اللَّهِ أَرْضَى بِهِ - اعْلَمْهُ - مِنْ أَنْ آذَنَ لَكَ فِي عُقُوبَةِ عَمَّارٍ أَوْ أَحَدِ أَصْحَابِهِ، فَقَدْ وَجَّهْتُ عَمَّارًا وَأَنَا أَظُنُّ بِهِ غَيْرَ الَّذِي كَتَبْتَ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ الَّذِي كَانَ فَأَحْسِنْ جِهَازَهُ وَاحْمِلْهُ إِلَيَّ، فَلَعَمْرِي إِنِّي لِعَلَى يَقِينٍ أَنِّي أَسْتَكْمِلُ أَجَلِي وَأَسْتَوْفِي رِزْقِي وَأُصْرَعُ مَصْرَعِي» ، فَقَدِمَ الْكِتَابُ عَلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فَحَمَلَ عَمَّارًا إِلَى الْمَدِينَةِ

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ إِلَى عُثْمَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ بَعَثْتَ قَوْمًا لِيَقُومُوا بِضَرَرِكَ , وَإِنَّهُمْ يُحَرِّضُونَ عَلَيْكَ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِي فِي ضَرْبِ أَعْنَاقِهِمْ فَلْيَفْعَلْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§بِئْسَ الرَّأْيُ رَأَيْتَ يَا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ حَتَّى تَسْتَأْذِنَ فِي قَتْلِ قَوْمٍ فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَنَا بِقَضَاءِ اللَّهِ أَرْضَى مِنْ أَنْ آذَنَ لَكَ فِي ذَلِكَ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمْ مَا صَحِبُوكَ، فَإِذَا أَرَادُوا فَأَحْسِنْ جِهَازَهُمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَأْتِيَنِي عَنْكَ خِلَافُ مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَدِمَ مِنْ مِصْرَ وَبَلَغَهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَقَامَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ مِنْ شَعْرٍ , مُعْتَمٌّ عَلَيْهَا بِعِمَامَةٍ وَسِخَةٍ، وَعَلَيْهِ -[1124]- جُبَّةُ فِرَاءٍ يَمَانِيَةٌ، فَأَقْبَلَ مَعِي حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا الْيَقْظَانِ إِنْ كُنْتَ عِنْدَنَا لَمِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ، وَكُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا، فَمَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ مِنْ سَعْيِكَ فِي فَسَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَالتَّأْلِيبِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟» ، فَأَهْوَى عَمَّارٌ بِعِمَامَتِهِ فَنَزَعَهَا عَنْ رَأْسِهِ. فَقَالَ: «§وَيْحَكَ يَا عَمَّارُ أَحِينَ كَبِرَتْ سِنُّكَ وَنَفِدَ عُمْرُكَ وَاقْتَرَبَ أَجَلُكَ خَلَعْتَ بَيْعَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقَكَ وَخَرَجْتَ مِنَ الدِّينِ عُرْيَانًا» , فَقَامَ عَمَّارٌ مُغْضَبًا وَهُوَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتْنَةِ , فَقَالَ سَعْدٌ: " {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطْتَ يَا عَمَّارُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَمَّارًا قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَلَا §تَخْرُجُ مَعَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ , فَقَدْ خَرَجَ فِيهِ مَنْ لَيْسَ بِدُونِكَ؟» فَقَالَ سَعْدٌ: إِنْ جِئْتُمُونِي بِسَيْفٍ يَنْبُو عَنِ الْمُؤْمِنِ وَيُجِيرُ عَلَى الْكَافِرِ فَعَلْتُ، فَقَالَ عَمَّارٌ مِثْلَ قَوْلِ سَعْدٍ، ثُمَّ قَالَ: «كَأَنَّكَ أَفْضَلُ مِمَّنْ خَرَجَ فِيهِ؟» فَقَالَ سَعْدٌ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمَوَدَّةٌ عَلَى دَخَنٍ أَمْ صَرْمٌ جَمِيلٌ؟ قَالَ عَمَّارٌ: «بَلْ صَرْمٌ جَمِيلٌ» . قَالَ سَعْدٌ: فَهُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ كَلَّمْتُكَ مِنْ رَأْسِي مَا حَيِيتُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ

الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مِصْرَ فَحَرَّكَ أَهْلَ مِصْرَ وَقَالُوا: سَيَّرَ عَمَّارٌ، وَصَرَفَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فِيهِمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى السَّيْرِ فَأَجَابُوهُ فَخَرَجَ سِتُّمِائَةٍ أَوْ أَرْبَعُمِائَةٍ، وَجَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْهُمْ رُؤَسَاءَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ التُّجِوبِيُّ، وَجِمَاعُ أَمْرِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ , وَيُقَالُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ، وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلْقَمَةُ فَتَسَمَّى عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ مَعَهُمْ عُرْوَةُ بْنُ شُتَيْمٍ اللَّيْثِيُّ، وَأَبُو رُومَانَ الْأَسَدِيُّ، وَسَوْدَانُ بْنُ عمْرَانَ التُّجِوبِيُّ، وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعُمْرَةَ , فَسَارُوا قُرْبَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] خَرَجْنَ مِنْ أَلْيُونَ بِالصَّعِيدِ ... مُسْتَحْقِبَاتٍ حِلَقَ الْحَدِيدِ يَطْلُبْنَ حَقَّ اللَّهِ فِي الْوَلِيدِ ... وَفِي ابْنِ عَفَّانَ وَفِي سَعِيدِ فَقَدِمُوا فَنَزَلُوا بِذِي خُشُبٍ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِعَمَّارٍ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَلَا §تَخْرُجُ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَتَرُدُّهُمْ وَتَنْهَاهُمْ عَنِ الْبَغْيِ؟ وَجَاءَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا فِي فُرْجَةٍ فِي الْبَابِ , وَفَطِنَ لَهُ عَمَّارٌ , فَقَامَ إِلَيْهِ مُغْضَبًا بُعَكَّازٍ فَوَلَّى كَثِيرٌ، وَقَالَ عَمَّارٌ: وَأَمَّا وَاللَّهِ لَوْ ثَبَتَّ لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ. وَغَضِبَ فَقَالَ: لَا أَرُدُّهُمْ عَنْهُ، وَتَمَثَّلَ: [البحر الطويل] أَبَتْ كَبِدِي لَا أُكْرِهَنْكَ قِتَالَهُمْ ... عَلَيَّ وَتَأْبَاهُ عَلَيَّ أَنَامِلِي وَكَيْفَ قِتَالِي مَعْشَرًا يَأْذُنُونَكُمْ ... عَنِ الْحَقِّ أَنْ لَا يَأْشِبُوهُ بِبَاطِلِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: أَرْسَلُونِي بِذِي خُشُبٍ وَقَالُوا: اسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاجْعَلْ عَلِيًّا فِي آخِرِ مَنْ تَسْأَلُ. قَالَ: فَسَأَلْتُ , فَكُلُّهُمْ يَأْمُرُنِي بِالْقُدُومِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «لَكِنِّي §لَا آمُرُهُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَبَيْضٌ فَلْيُفْرِخْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ وَزِيَادًا مَرَّا عَلَى أَهْلِ مِصْرَ بِذِي خُشُبٍ فَقَالَ لَهُمْ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُبَلِّغَ عَنْكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجَهُ؟ فَأَرْسَلُوهُمَا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ، وَاسْتَشَارُوهُمْ فِي الْقُدُومِ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَجْعَلَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ آخِرِ مَنْ يَأْتِيَانِهِ فَيَسْتَعْتِبُونَهُ , فَإِنْ أَعْتَبَهُمْ فَهُوَ الَّذِي يُرِيدُونَ، فَأَمَّا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُمَا: هَلْ أَتَيْتُمَا أَحَدًا قَبْلِي؟ قَالَا: نَعَمْ، أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَكَ. قَالَ: فَمَا أَمَرُوهُمْ؟ قَالَا: أَمَرُوهُمْ بِالْقُدُومِ. قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَكِنْ §لَا آمُرُهُمْ بِالْقُدُومِ، وَلَكِنْ لِيَبْعَثُوا إِلَيْهِ مِنْ مَكَانِهِمْ فَلْيَسْتَعْتِبُوهُ، فَإِنْ أَعْتَبَهُمْ فَهُوَ الَّذِي يُرِيدُونَ، وَإِنْ أَبَوْا إِلَّا أَنْ يَقْدَمُوا فَبَيْضٌ فَلْيَفْرِخُوهُ، فَبَيْضٌ فَلْيَفْرِخُوهُ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُنْتُ أَمْشِي -[1127]- مَعَ أَبِي فَلَقِيَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَظُنُّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ إِلَّا قَادِمِينَ فَمَا تَرَى؟ قَالَ: «إِنِّي أَرَى أَنْ §تُحْبَسَ فِي بَيْتِكَ وَلَا تَكُفَّهُمْ وَلَا تُرْشِدْهُمْ» . قَالَ: هُوَ رَأْيٌ، وَمَضَى، فَقُلْتُ لِأَبِي: وَاللَّهِ لَيُعِينَنَّهُمْ وَلَيُرْشِدَنَّهُمْ وَلَيَسْتَعِينَنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

حَدَّثَنَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَذْكُرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَأَبِي نَهْوِي نَحْوَ الْبَقِيعِ إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَبِي مِنْ وَرَائِهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَشَرَّبْتُ لَهُ - يَعْنِي تَحَرَّفْتُ لَهُ - فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ أَبُو الْحَسَنِ لَا أُمَّ لَكَ. فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§أَلَا تَرَى مَا يَلْقَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَدِّبٌ وَلَدُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ دَأْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا ذَاكَرَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى حَضَرَ أَهْلُ مِصْرَ وَأَرْسَلَ إِلَيَّ» , فَقَالَ: أَشِرْ عَلَيَّ فِي هَذَا الْأَمْرِ، مَا الرَّأْيُ لِي فِيهِ؟ فَقُلْتُ: " إِنَّكَ قَدْ §عَمَّيْتَ عَلَيَّ فِي أَمْرِكَ، فَلَسْتُ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وَسَأُشِيرُ عَلَيْكَ مَشُورَةً لَا أَكْشِفُ فِيهَا مَا سَتَرْتَ عَنِّي، إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ يَطْمَعُ فِيهِ مِثْلَ طَمَعِكَ وَيَدَّعِي فِيهِ مِثْلَ حَظِّكَ، فَإِنْ أَنْتَ أَشْرَفْتَ لِنَفْسِكَ أَشْرَفَ عَلَيْهِ يَعْذِرُوهُ وَيَصُدُّوهُ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْكَ بَعْدُ، كَمَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْكَ قَبْلُ، فَإِنْ رَأَوْا أَنَّكَ رَافِضٌ لِلْأَمْرِ كَفَوْكَ الْمَؤُونَةَ، وَوَلَّوْا نَسِيًّا يَكْفِيكَ، ثُمَّ تَكُونُ مِنْهُ حَيْثُ تَرَى وَرَأْيِي لَكَ: قَدْ سَبَقَكَ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ رَجُلَانِ لَنْ تَعْمَلَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِمَا إِنْ وَلِيتَ مَا وَلِيَاهُ، وَاتِّبَاعُ عَمَلِهِمَا بِمِثْلِ عَمَلِهِمَا شَيْءٌ

هُوَ لَهُمَا دُونَكَ، وَقَدْ أَشْرَفَ. . . . . غَيْرُكَ مِنْ شَاهِدٍ لَكَ وَغَائِبٍ عَنْكَ، وَوَاللَّهِ لَئِنْ قُتِلَ عُثْمَانُ لَيَلْتَبِسَنَّ هَذَا الْأَمْرُ الْتِبَاسًا لَا يَتَخَلَّصُ لَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ حَتَّى تَمُوتَ، فَإِمَّا يُلْبِسُهُ لَكَ مِنْ وَلِيَهُ بِكَ وَإِمَّا صَارَ لِغَيْرِكَ، فَأَرَى أَنْ تَرْفُضَهُ رَفْضًا صَحِيحًا لَا تُسِرُّ فِيهِ وَلَا تُعْلِنُ ". قَالَ: فَرَغْتَ فَحَسْبُكَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: نَزَلَ الْمِصْرِيُّونَ بِذِي خُشُبٍ، فَبَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَعْطِهِمْ مَا سَأَلُوكَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: إِنِّي لَا آمَنُ الَّذِي بَعَثْتَ، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي اتَّبَعْتُهُ , فَأَذِنَ لَهُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ الرَّجُلُ فَرَآهُمْ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَدِمْتُمْ بِمَا أَرَى مِنْ سُوءِ الْحَالِ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي سُودَانِهِ وَحُمْرَانِهِ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ. فَرَجَعَ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ فَقُلْ: إِنَّهُ لَحَرِيصٌ لَا بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيمَا يُؤَمِّلُ عَلَى مَا يَبْلُغُنَا وَقَدْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا يَنَالُهَا أَبَدًا»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ مِصْرِ وَهُمْ فِي قُبَّةٍ لَهُمْ فَقَالَ: «§جِئْتُمُونِي أَكَلَةَ رَأْسٍ، إِنَّكُمْ لَا طَاقَةَ لَكُمْ بِحُمْرَانِ عُثْمَانَ وَلَا سُودَانِهِ، ارْجِعُوا فَاسْتَوْثِقُوا وَتَعَالَوْا، خَيَّرَ بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ عَمَّنْ كَانَ وَرَاءَ الْقُبَّةِ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ نَضْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمُ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -[1129]- مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: خَطَبَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " §إِنَّ رَكْبًا نَزَلُوا ذَا الْحُلَيْفَةِ وَإِنِّي خَارِجٌ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَخْرُجَ فَلْيَخْرُجْ قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ - يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ - قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ فَإِذَا هُمْ فِي حَظَائِرَ سُقُفٍ أَبْصَرْنَاهُمْ مِنْ خِلَالِ الْحَائِطِ، وَإِذَا شَابٌّ قَاعِدٌ فِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] " فَقَالَ: «إِنَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَمَى حِمًى، وَإِنَّ الصَّدَقَةَ زَادَتْ فَزِدْتُ فِي الْحِمَى، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَرْعَى فَلْيَرْعَ، أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ» . فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحْسَنْتَ. ثُمَّ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ عَلَى بَيْتِ اللَّهِ إِذْنٌ؟ قَالَ: «كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْجِهَادَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِّ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ رَأْيِكُمْ فَقَدْ أَذِنَّا لِلنَّاسِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَحُجَّ فَلْيَحُجَّ، أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ» . فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْسَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فِي خِصَالٍ سَأَلُوهُ عَنْهَا فَتَابَ مِنْهَا وَرَجَعَ عَنْهَا، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ: «فَانْفِرُوا وَتَفَرَّقُوا» ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَكْبًا كَانُوا فِي نَفْسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا مِنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبِ، وَاللَّهِ إِنْ قَالُوا إِلَّا حَقًّا وَإِنْ سَأَلُوا إِلَّا حَقًّا» . فَرَجَعُوا إِلَيْهِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «مَا رَجَّعَكُمْ إِلَيَّ بَعْدَ إِعْطَائِكُمُ الْحَقَّ؟» قَالُوا: كِتَابُكَ. قَالَ: «وَيْلَكُمْ لَا تُهْلِكُوا أَنْفُسَكُمْ وَتُهْلِكُوا أُمَّتَكُمْ، وَاللَّهِ إِنْ كَتَبْتُهَا وَلَا أَمْلَيْتُهَا» . فَقَالَ الْأَشْتَرُ: إِنِّي وَاللَّهِ أَسْمَعُ حَلِفَ رَجُلٍ مَا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ مُكِرَ بِهِ وَمُكِرَ بِكُمْ قَالَ -[1130]-: فَوَثَبُوا عَلَيْهِ فَوَطِئُوهُ حتَّى ثَقُلَ ثِقَلًا قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: أَفِيمَ قَتْلُكُم تَرَكْتُمُوهُ وَهُوَ فِي خَطِيئَتِهِ. . . . . تَطَهَّرَ مِنْهَا قَتَلْتُمُوهُ فجَعَلُوا يُقَرِّعُونَهُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى سَقَطَ لِجَنْبِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: هَلُمَّ فَاقْتُلُونِي فَلَقَدْ أَصَابَتْ أُمِّي اسْمِيَ إِذَنْ إِذْ سَمَّتْنِي سَعْدًا. وَأَقْبَلَ الْأَشْتَرُ فَنَهَاهُمْ وَقَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّخَذْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ بُدْنًا؟ وَخَرَجَ سَعْدٌ يَدْعُو وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنَا أَفِرُّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ لَاحِقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ تَدْمُرَ - وَهِيَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ - قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ إِذَا أَنَا بِرَكْبٍ يَسِيرُونَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ رَاكِبٌ فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ. فَنَهَرْتُ دَابَّتِي فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: «أَتَعْجَبُ؟ كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِهَا مَوْلِدِي وَدَارِي وَمَالِي، فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعْتُهُ وَآمَنْتُ بِهِ، فَمَكَثْتُ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ §خَرَجْتُ مِنْهَا فِرَارًا بِدِينِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ لِي بِهَا أَهْلًا وَمَالًا -[1131]-، وَأَنَا الْيَوْمَ فَارٌّ بِدِينِي مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ كَمَا فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «§شَهِدْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُقْتَلُ بِالدَّارِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يُضَارِبُ عَنْهُ حَتَّى جُرِحَ فَرُفِعَ مِنْ بَنِي زَمْعَةَ جَرِيحًا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَالْأَصْمَعِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مُولِي صَفِيَّةَ قَالَ: «§كُنْتُ فِيمَنْ يَحْمِلُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَرِيحًا مِنْ دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُمْ - يَعْنِي لِقَتَلَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «§لَا مَرْحَبًا بِالْوُجُوهِ وَلَا أَهْلًا، مَشَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ فَتَقَ فِيهَا الْفَتْقَ الْعَظِيمَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا عَزْمَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْنَا لَكَانَ الرَّأْيُ فِيكُمْ ثَابِتًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالُوا: جَاءَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ عَلِيًّا بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَسَأَلُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: " §فِي حَشِّ كَوْكَبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْحَمَّامِ وَرَجُلَيْنِ آخَرَيْنِ وَعَلَى الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النُّورَةُ، وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ فَتَنَفَّسَ فَقَالَ: «§لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَا إِنَّهُمُ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُ، فَقَالَ: قَتَلَهُ مَنْ قَتَلَهُ، «لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " أَنَا وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:. . . . . عُثْمَانَ , ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَوَجَدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاقِفًا عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَقِيلَ:. . . .

حَدَّثَنَا. . . . .، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنَّهُمْ §خَرَجُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ، وَفِيهِمْ سَدُوسُ بْنُ عِيسَى وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ، كَانَ حَكِيمٌ وَمَالِكٌ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَصَابَهُ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مُولِي أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ وَفْدًا مِنْ أَهْلِ -[1133]- مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَكَانَ فِي قَرْيَةٍ لَهُ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ - أَوْ كَمَا قَالَ - فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ - أَرَاهُ قَالَ: وَكَرِهَ أَنْ يَقْدَمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ - فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: «ادْعُ بِالْمُصْحَفِ» , فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ، فَقَالُوا لَهُ: «افْتَتِحِ السَّابِعَةَ -» قَالَ: وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ - فَقَرَأَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] قَالُوا لَهُ: «قِفْ أَرَأَيْتَ مَا حَمَيْتَ مِنَ الْحِمَى آللَّهُ أَذِنَ بِهِ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي؟» قَالَ: «أَمْضِهِ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَ §مَا الْحِمَى فَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَمَى حِمًى قَبْلُ لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وَلِيتُ زَادَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْتُ فِي الْحِمَى لَمَّا زَادَتْ، أَمْضِهْ» . قَالَ: فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالْآيَةِ، فَيَقُولُ: «أَمْضِهْ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا» ، قَالَ: وَالَّذِي يَلِي كَلَامَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي سِنِّكَ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: وَأَنَا فِي سِنِّكَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَلَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً - ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ، فَقَالَ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» . وَقَالَ لَهُمْ: «مَا تُرِيدُونَ؟» فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا، وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ أَلَّا يَشُقُّوا عَصًا وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا قَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ - أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ - قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: «وَمَا تُرِيدُونَ؟» قَالُوا: نُرِيدُ أَلَّا يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً. قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ -[1134]-: فَرَضُوا وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ، فَقَالَ: فَخَطَبَ فَقَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَافِدًا فِي الْأَرْضِ هُمْ خَيْرٌ لَحَوْباتِي مِنْ هَذَا الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيَّ، أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَحْتَلِبْهُ، أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا، إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ: فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا: هَذَا مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §بَعَثَنَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسِينَ رَاكِبًا، أَمِيرُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَكَلَّمَ أَهْلَ مِصْرَ، فَإِذَا رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ مُصْحَفٌ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: اجْلِسْ، فَنَحْنُ ضَرَبْنَا بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا قَبْلَ أَنْ تُولَدَ. فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى رَجَعُوا قَالَ جَابِرٌ: فَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَرْجِعَ. قَالَ عَمْرٌو: فَسَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ وَجَدُوا كِتَابًا إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، صَاحِبُ الْكَرَا. . . . .، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §لَمَّا أَقْبَلَ الرَّكْبُ مِنْ مِصْرَ دَعَانِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: «يَا جَابِرُ الْقَ هَؤُلَاءِ الرَّكْبَ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَصْنَعُ مَاذَا؟ قَالَ: «أَعْطِهِمْ عَلَى الْحَقِّ» ، وَأَنْ أَرْجِعَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ كَرِهَتْهُ الْأُمَّةُ. قَالَ: قُلْتُ: وَأُعْطِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ عَهْدًا وَمِيثَاقًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: عَلَى أَنْ تُرَدَّ كُلَّ مَنْفِيٍّ، وَتُعْطِيَ كُلَّ مَحْرُومٍ، وَيُقَامَ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ. قَالَ: فَرَكِبْتُ فَلَقِيتُ الْقَوْمَ سَحَرًا بِذِي خُشُبٍ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ، وَقَالُوا: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ. قَالُوا: مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِصَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: مَا جَاءَ بِكُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ؟ فَانْبَرَى إِلَيَّ مِنْهُمْ فَتًى أَمْرَدُ فَاسْتَخْرَجَ الْمُصْحَفَ ثُمَّ سَلَّ السَّيْفَ فَقَالَ: جِئْنَا نَضْرِبُ بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا. قَالَ جَابِرٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقُلْتُ: نَحْنُ ضَرَبْنَا بِهِ عَلَى مَا فِيهِ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: فَنَزَلْنَا فَنَشَرْنَا الْمُصْحَفَ نَتَجَادَلُ بِالْقُرْآنِ حَتَّى أَصْبَحْنَا. قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَنْصَارِيَّ ذَكَرَ أَنَّهُمْ تَجَادَلُوا بِالْقُرْآنِ حَتَّى أَرْمَضَتْهُمْ حِجَارَةُ الْجَبَلِ يُرْمَوْنَ بِهَا حَتَّى تَحَوَّلُوا إِلَى مَكَانٍ تَبَاعَدُوا فِيهِ مِنَ الْجَبَلِ. قَالَ: فَقَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اصْطَلَحْنَا عَلَى الْحَقِّ، عَلَى أَنْ نَرُدَّ كُلَّ مَنْفِيٍّ، وَنُعْطِيَ كُلَّ مَحْرُومٍ، وَنَعْمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَامَّةِ. قَالَ: فَرَدَّ عَنْهُمْ لِيَنْصَرِفُوا , فَقَالُوا: بَلْ نَأْتِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَنَسْتَلُّ سَخِيمَتَهُ وَنَأْتِي مَا سَرَّهُ. قُلْتُ: فَعَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ

فَرَجَعْتُ بِسَبَبِهِمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: «مَا وَرَاءَكَ يَا جَابِرُ؟» قُلْتُ: خَيْرٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطَيْتُهُمُ الَّذِي أَمَرْتَنِي فَرَضُوا وَأَرَادُوا الرُّجُوعَ، ثُمَّ إِنَّهُمْ بَدَا لَهُمْ أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْكَ وَيَسْتَلُّوا سَخِيمَةً إِنْ كَانَتْ فِي نَفْسِكَ. قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَمَكَثُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْقَوْمُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ فَلَقَوْا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§مَا الَّذِي تَنْقِمُونَ؟» قَالُوا: تَمْزِيقَ الْمَصَاحِفِ. قَالَ: " إِلَى النَّاسِ لَمَّا اخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَةِ خَشِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْفِتْنَةَ , فَقَالَ: مَنْ أَعْرَبُ النَّاسِ؟ فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ. قَالَ: فَمَنْ أَخَطُّهُمْ؟ قَالُوا: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. فَأَمَرَ بِمُصْحَفٍ فَكُتِبَ بِإِعْرَابِ سَعِيدٍ وَخَطِّ زَيْدٍ، فَجَمَعَ النَّاسَ ثُمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِمْ بِالْمَوْسِمِ , فَلَمَّا كَانَ حَدِيثًا كَتَبَ إِلَى حُذَيْفَةَ: إِنَّ الرَّجُلَ يُلْقِي الرَّجُلَ فَيَقُولُ: قُرْآنِي أَفْضَلُ مِنْ قُرْآنِكَ حَتَّى يَكَادَ أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ صَاحِبَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَمَرْتُ النَّاسَ بِقِرَاءَةِ الْمُصْحَفِ الَّذِي كَتَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ هَذَا الْمُصْحَفُ، وَأَمَرَتُهُمْ بِتَرْكِ مَا سِوَاهُ، وَمَا صَنَعَ اللَّهُ بِكُمْ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ. وَمَا تَنْقِمُونَ؟ " قَالُوا: حَمَيْتَ الْحِمَى. وَذَكَرُوا أَهْلَ الْبَوَادِي وَمَا يَلْقَوْنَ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فِيهِ بَعِيرًا لِآلِ أَبِي الْعَاصِ فَهُوَ لَكُمْ. وَمَا تَنْقِمَونَ أَيْضًا؟» قَالُوا: تَعْطِيلَ الْحُدُودِ. قَالَ: «وَأَيَّ حَدٍّ عَطَّلْتُ؟ وَمَا وَجَبَ حَدٌّ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَقَمْتُهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ -[1137]- مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَلْقَوْا غَدًا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَسْتُمْ مِنْهُ فِي شَيْءٍ»

حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاسْتَشَارَهُمْ , فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: §صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَا أَعْلَمُ أَظَلَّ يَوْمًا أَوْ بَاتَ لَيْلَةً إِلَّا وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَذَلِكَ، وَصَحِبْتُ أَبِي فَكَذَلِكَ، وَقَدْ رَأَيْتُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الطَّاعَةِ مَا رَأَيْتُ لَهُمْ. قَالَ: «جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا آلَ عُمَرَ، لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، مَا تَقُولُ فِيهِمْ؟» قَالَ: أَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَادْعُهُمْ إِلَى كِتَابٍ اللَّهِ، فَإِنْ قَبِلُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ وَشَرٌّ لَهُمْ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَجُلًا آخَرَ، فَشَادُّوهُ فَشادَّهُمْ، فَشَادُّوهُ فَشَادَّهُمْ، فَشَادُّوهُ فَشَادَّهُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ: رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ عَلَيْكُمْ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ: فَأَصْلَحَ عَلِيٌّ بَيْنَهُمْ , وَكَتَبُوا كِتَابًا اشْتَرَطُوا فِيهِ خَمْسًا، أَنَّ الْمَنْفِيَّ يُقْلَبُ، وَأَنَّ الْمَحْرُومَ يُعْطَى، وَأَنَّ الْفَيْءَ يُوَفَّرُ، وَأَنْ يُعْدَلَ فِي الْقَسَمِ، وَأَنَ يُسْتَعْمَلَ أُولُو الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ، قَالَ: وَاشْتَرَطُوا شَيْئَيْنِ لَمْ يَكْتُبُوهُمَا فِي الْكِتَابِ، وَأَنْ -[1138]- يُسْتَعْمَلَ الْأَشْعَرِيُّ عَلَى الْكُوفَةِ، وَأَنْ يُرَدَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى عَمَلِهِ بِالْبَصْرَةِ فَإِنَّهُمْ بِهِ رَاضُونَ قَالَ: فَذَهَبُوا

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ مِصْرَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنَّ §الْقَوْمَ تَفَرَّقُوا فِي الدُّورِ فَلَيْسَ أَمْرُهُمْ بِشَيْءٍ، وَإِنْ نَزَلُوا زَمْزَمَةً وَاحِدَةً فَأَمْرُهُمْ سَدِيدٌ. قَالَ: فَنَزَلُوا زَمْزَمَةً وَاحِدَةً، فَقَالَ: دَعْنِي فَلْآتِهِمْ، قَالَ: فَأَتَاهُمُ الْمُغِيرَةُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا أَعْوَرَ ثَقِيفٍ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: آتِ هَؤُلَاءِ فَأَعْطِهِمْ كِتَابَ اللَّهِ. فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ اللَّهِ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ , فَقَالَ الْقَوْمُ: أَتَاكُمُ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ , فَعَرَضَ عَلَيْكُمْ كِتَابَ اللَّهِ فَرَدَدْتُمُوهُ فَبَعَثُوا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَعَوْهُ وَقَبِلُوا مَا أَعْطَاهُمْ، وَاشْتَرَطُوا أَشْيَاءَ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: فَمِنْهَا أَشْيَاءُ كَتَبُوهَا فِي كِتَابِهِمْ، وَمِنْهَا أَشْيَاءُ لَمْ يَكْتُبُوهَا

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اجْتَمَعُوا -[1139]- إِلَى حُجْرَةٍ، وَجِئْنَا فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ خَلَلِ الْحُجْرَةِ، فَمَا سَأَلُوهُ شَيْئًا إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ، فَقَالُوا: أَغْلَقْتَ بَابَ الْهِجْرَةِ، وَحَمَيْتَ الْحِمَى. قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §حَمَى الْحِمَى لِلصَّدَقَةِ، وَإِنَّهَا كَثُرَتْ وَزَادَتْ، فَزِدْتُ فِي الْحِمَى عَلَى قَدْرِ مَا زَادَتِ الصَّدَقَةُ، وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: أَغْلَقْتُ بَابَ الْهِجْرَةِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرَى هَذَا الْمَالَ إِلَّا لِمَنْ جَاهَدَ عَلَيْهِ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُهَاجِرْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَجْلِسْ "، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكُمْ لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تُهْلِكُوا أُمَّتَكُمْ. فَرَجَعَ الْقَوْمُ رَاضِينَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا تَرَى فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ؟ قَالَ: §تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا كَانَ خَيْرًا لَكَ وَشَرًّا لَهُمْ، ابْعَثْ عَلِيًّا فَإِنَّهُ لَا يَرُدُّهُمْ عَنْكَ غَيْرُهُ. قَالَ: «جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا آلَ عُمَرَ، فَإِنَّكُمْ طَالَمَا نَصَحْتُمُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ.» فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِيتِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَأَعْطِهِمْ مَا يَسْأَلُونَكَ. قَالَ: قَالَ: «وَأَضْمَنُ ذَلِكَ عَلَيْكَ؟» قَالَ: نَعَمْ. فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَهَشُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُعْطُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَتُعْتَبُونَ مِنْ كُلِّ مَا سَخِطْتُمْ؟ قَالُوا: فَتَضْمَنُ ذَلِكَ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَقْبَلَ مَعَهُ ثَلَاثُونَ مِنْ وُجُوهِهِمْ، فَدَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْضَاهُمْ وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا: «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ نَقِمَ عَلَيْهِ، إِنَّ لَكُمُ الْعَمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَإِنَّ الْمَحْرُومَ -[1140]- يُعْطَى، وَالْمَنْفِيَّ يُرَدُّ، وَلَا يُجَمَّرُ الْمَبْعُوثُ، وَلَا تُحْمَى الْحِمَى. شَهِدَ عَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ , وَأَبُو أَيُّوبَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ» . ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى بِلَادِهِمْ رَاضِينَ

حركة أهل الكوفة ومسيرهم إلى عثمان رضي الله عنه

§حَرَكَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَسِيرُهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: بَلَغَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقَعُونَ فِيهِ، وَيَقُولُونَ فِيهِ الْبَاطِلَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: «إِنَّهُ §بَلَغَنِي عَنْكُمْ أَمْرٌ لَا يَحِلُّ لَكُمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَالَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ فَلْيُقَيِّدْ نَفْسَهُ» ، قَالَ: فَقَيَّدَ أُولَئِكَ أَنْفُسَهُمْ، فَكَانَ فِي الْحَيِّ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: النُّعْمَانُ بْنُ فُلَانٍ - أَوْ فُلَانُ بْنُ النُّعْمَانِ - يَحْضُرُ الصَّلَاةَ مُقَيَّدًا شَهْرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْ حُلُّوا أَنْفُسَكُمْ يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: «§مَنْ كَانَ لَهُ قِبَلِي حَقٌّ فَلْيَقْدَمْ فَلْيَأْخُذْ بِحَقِّهِ، أَوْ تَصَدَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ شَيْخًا بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ مِحْصَنٍ

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ قِبَلِي قَوْمًا يُدْعَوْنَ الْقُرَّاءَ، وَهُمْ سُفَهَاءُ، وَثَبُوا عَلَى صَاحِبِ شُرْطَتِي فَضَرَبُوهُ ظَالِمِينَ لَهُ، وَشَتَمُونِي، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّي، مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ، وَمَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ، وَحُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ أَوْفَى، وَيَزِيدُ بْنُ مُكَنَّفٍ، وَزَيْدٌ , وَصَعْصَعَةُ ابْنَا صُوحَانَ , وَجُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ. فَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَنْ يَأْتُوا الشَّامَ وَيَغْزُوا مَغَازِيَهُمْ، وَكَتَبَ إِلَى سَعِيدٍ: «إِنِّي قَدْ §كَفَيْتُكَ مَؤُونَتَهُمْ فَأَقْرِئْهُمْ كِتَابِي فَإِنَّهُمْ لَا يُخَالِفُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ» . فَأَقْرَأَهُمْ سَعِيدٌ الْكِتَابَ، فَشَخَصُوا إِلَى دِمَشْقَ، فَأَكْرَمَهُمْ مُعَاوِيَةُ، وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ قَدِمْتُمْ بَلَدًا لَا يَعْرِفُ أَهْلُهُ إِلَّا الطَّاعَةَ، فَلَا تُجَادِلُوهُمْ فَتُدْخِلُوا الشَّكَّ قُلُوبَهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ , وَالْأَشْتَرُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ مَوْثِقًا أَنْ يُبَيِّنُوا عِلْمَهُمْ لِلنَّاسِ، فَإِنْ سَأَلَنَا سَائِلٌ عَنْ شَيْءٍ نَعْلَمُهُ لَمْ نَكْتُمْهُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: قَدْ خِفْتُ أَنْ تَكُونُوا مُرْصِدِينَ لِلْفِتْنَةِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا فِيهِ. فَحَبَسَهُمَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ: مَا هَذَا؟ إِنَّ الَّذِينَ أَشْخَصُونَا إِلَيْكَ مِنْ بِلَادِنَا لَمْ يَعْجِزُوا عَنْ حَبْسِنَا لَوْ أَرَادُوا ذَلِكَ، فَإِنْ كُنَّا ظَالِمِينَ فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَإِنْ كُنَّا مَظْلُومِينَ فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ امْرَأً صَالِحًا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتُ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ مِصْرَكَ، وَكَتَبْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أُعْلِمُهُ إِذْنِي لَكَ. فَقَالَ: أَخَشِيَ أَنْ تَأْذَنَ لِي وَتَكْتُبَ إِلَى سَعِيدٍ. فَلَمَّا أَرَادَ الشُّخُوصَ كَلَّمَهُ فِي الْأَشْتَرِ وَعَمْرِو بْنِ زُرَارَةَ فَأَخْرَجَهُمَا، فَأَقَامُوا لَا يَرَوْنَ أَمْرًا

يَكْرَهُونَهُ. وَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنَّ قَوْمًا يَأْتُونَهُمْ فَأَشْخَصَهُمْ إِلَى حِمْصَ، فَكَانُوا بِهَا حَتَّى اعْتَزَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَلَى إِخْرَاجِ سَعِيدٍ فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ فَقَدِمُوا

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ قَالَ: كَتَبَ نَاسٌ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَنُسَّاكِهِمْ، مِنْهُمْ مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ الرِّيَاحِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الطُّفَيْلِ الْعَامِرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَفْصٍ التَّمِيمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَرْحَبِيُّ، وَحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ، وَزَيْدُ بْنُ حِصْنٍ الطَّائِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ عَبْدَةَ النَّهْدِيُّ إِلَى عُثْمَانَ - وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدٌ نَفْسَهُ فِي الْكِتَابِ إِلَّا كَعْبٌ - أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ كَثَّرَ عِنْدَكَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالدِّينِ فَحَمَّلَكَ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى مَا لَا يَحِلُّ، وَإِنَّا نُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. فَإِنَّكَ قَدْ بَسَطْتَ يَدَكَ فِيهَا، وَحَمَلْتَ بَنِي أَبِيكَ عَلَى رِقَابِهَا، وَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونَ فَسَادُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى يَدَيْكَ، فَإِنَّ لَكَ نَاصِرًا ظَالِمًا، وَنَاقِمًا عَلَيْكَ مَظْلُومًا، فَمَتَى نَقَمَ عَلَيْكَ النَّاقِمُ، وَنَصَرَكَ الظَّالِمُ تَبَايَنَ الْفَرِيقَانِ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ، فَاتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ أَمِيرُنَا مَا أَطَعْتَ اللَّهَ وَاسْتَقَمْتَ. وَبَعَثُوا بِالْكِتَابِ مَعَ أَبِي رَبِيعَةَ الْعَنَزِيِّ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَنْ كَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ؟» قَالَ: صُلَحَاءُ أَهْلِ الْمِصْرِ. قَالَ: «سَمِّهِمْ لِي» . قَالَ: مَا أُسَمِّي لَكَ إِلَّا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ

فَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى سَعِيدٍ: «§انْظُرْ ابْنَ ذِي الْحَبَكَةِ فَاضْرِبْهُ عِشْرِينَ سَوْطًا، وَحَوِّلْ دِيوَانَهُ إِلَى الرَّيِّ» . فَضَرَبَهُ سَعِيدٌ عِشْرِينَ سَوْطًا وَسَيَّرَهُ إِلَى جَبَلِ دَنْبَاوَنْدَ. فَقَالَ كَعْبُ بْنُ عَبْدَةَ: [البحر الطويل] أَتَرْجُو اعْتِذَارِي يَا ابْنَ أَرْوَى وَرَجْعَتِي ... عَنِ الْحَقِّ قِدْمًا غَالَ حِلْمَكَ غُولُ وَإِنَّ دُعَائِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... عَلَيْكَ لِمَا أَسْدَيْتَهُ لَطَوِيلُ وَإِنَّ اغْتِرَابِي فِي الْبِلَادِ وَجَفْوَتِي ... وَشَتْمِي فِي ذَاتِ الْإِلَهِ قَلِيلُ فَبَلَغَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشِّعْرُ، فَكَتَبَ إِلَى سَعِيدٍ: قَدْ خِفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدِ احْتَمَلْتُ فِي ابْنِ ذِي الْحَبَكَةِ حُوبَةً، فَسَرِّحْ إِلَيْهِ مَنْ يَقْدَمُ بِهِ إِلَيْكَ، ثُمَّ احْمِلْهُ إِلَيَّ. فَبَعَثَ سَعِيدٌ بُكَيْرَ بْنَ حُمْرَانَ الْأَحْمَرِيَّ - وَهُوَ الَّذِي كَانَ ذَهَبَ بِهِ - فَرَدَّهُ، ثُمَّ أَشْخَصَهُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا أَخَا بَنِي نَهْدٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ لَحَقًّا، وَقَدْ كَانَتْ مِنِّي طِيَرَةٌ فَكَتَبْتُ إِلَى سَعِيدٍ آمُرُهُ أَنْ يَضْرِبَكَ عِشْرِينَ سَوْطًا، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، فَإِنْ شِئْتَ تَقْتَصُّ فَاقْتَصَّ» . قَالَ: أَقْتَصُّ. فَنَزَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصَهُ وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَعْطَاهُ السَّوْطَ، فَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَتَرَكْتُ ذَلِكَ لِلَّهِ. فَلَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ لَامَهُ

قَوْمُهُ وَقَالُوا: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقْتَصَّ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالِي الْمُسْلِمِينَ أَقَادَ مِنْ نَفْسِهِ، وَلَوْ شَاءَ لَمْ يَفْعَلْ، أَقْتَصُّ مِنْهُ عِنْدَ تَوْبَتِهِ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ تَبِيعٍ قَالَ: تَجَهَّزَ نَاسٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُقَاتِلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «§مَا سَعَى قَوْمٌ لِيُذِلُّوا سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَذَلَّهُمْ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ - لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ رَجُلٌ خَيْرٌ مِنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ أَنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ زَمَانَ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: يَا رِبْعِيُّ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْمِكَ، هَلْ خَرَجَ مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ - قَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً: - مُسْتَذِلًّا لِلْإِمَارَةِ - وَقَالَ مَرَّةً: - فَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا وَجْهَ لَهُ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: أَرَادَ النَّاسُ أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أَنْكَرُوهُ، فَجَاءَتْ بَنُو عَبْسٍ إِلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: لَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1145]- يَقُولُ: «إِنَّ §أَوَّلَ عِصَابَةٍ تَسِيرُ إِلَى سُلْطَانٍ لِتُذِلَّهُ لَا يَكُونُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنٌ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحُذَيْفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَارَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «أَمَا إِنَّهُمْ §إِنْ تَنَاوَلُوا مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ ثَارَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ فَاسْتَبْدَلُوا بِذَلِكَ أَضْغَانًا وَأَهْوَاءً مُتَفَرِّقَةً وَذُلًّا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ كَانَ فِعْلُهُ لِلَّهِ رِضًى فَسَيَسْتَحْلِبُونَ بِهِ لَبَنًا وَإِنْ َلْم يَكُنِ للَّهُ رِضًي فَسَيَسْتَحْلِبُونَ بِهِ دَمًا»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ قَادِمٍ قَاضِي الْمَدَائِنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: قَدِمَ نُهَارَةُ النَّخَعِيُّ أَبُو عَمْرِو بْنُ زُرَارَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ النَّخَعِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي طَرِيقٍ رُؤْيَا هَالَتْنِي. قَالَ: «مَا هِيَ» ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَتَانًا خَلَّفْتُهَا فِي أَهْلِي وَلَدَتْ جَدْيًا أَسْفَعَ أَحْوَى، ورَأَيْتُ نَارًا خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ فَحَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنٍ لِي يُقَالُ لَهُ: عَمْرٌو، وَهِيَ تَقُولُ: لَظَى لَظَى، بَصِيرٌ وَأَعْمَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ خَلَّفْتَ فِي أَهْلِكَ أَمَةً مُسِرَّةً حَمْلًا» ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَقَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا، وَهُوَ ابْنُكَ» . قَالَ: «فَمَا بَالُهُ أَسْفَعُ أَحْوَى؟ ادْنُ مِنِّي أَبِكَ بَرَصٌ تَكْتُمُهُ؟» قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ. قَالَ: «فَهُوَ ذَلِكَ، وَأَمَّا النَّارُ فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ تَكُونُ بَعْدِي» . قَالَ: وَمَا الْفِتْنَةُ؟ قَالَ: «§يَقْتُلُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ ثُمَّ يَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ - وَخَالَفَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - دَمُ الْمُؤْمِنِ

أَحَلُّ مِنَ الْمَاءِ، يَحْسَبُ الْمُسِيءُ أَنَّهُ مُحْسِنٌ، إِنَّ مِتَّ أَدْرَكَتِ ابْنَكَ، وَإِنْ مَاتَ ابْنُكَ أَدْرَكَتْكَ» . قَالَ: فَادْعُ اللَّهَ أَلَّا تُدْرِكَنِي، فَدَعَا لَهُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، وَزَادَ فِيهِ: وَرَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ عَلَيْهِ قُرْطَانِ وَدُمْلُوجَانِ وَمَسْكَتَانِ قَالَ: ذَلِكَ مَلِكُ الْعَرَبِ يَصِيرُ إِلَى أَفْضَلِ زِينَتِهِ وَبَهْجَتِهِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَأَيْتُ عَجُوزًا شَمْطَاءَ خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ. قَالَ: «تِلْكَ فِتْنَةُ الدُّنْيَا»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيِّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى خَلْعِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: §قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ حِينَ رَدَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عُمَّالَهُ إِلَى أَمْصَارِهِمْ، فَكَانَ لَيِّنَ الْجَنَاحِ مُتَرَدِّدًا، مَرَّ بِرَجُلٍ يُحَرِّشُ بَيْنَ الْأَشْرَافِ، فَأَجْرَى الْخَيْلَ، فَسَبَقَهُ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ، فَغَضِبَ -[1147]- فَأَخَذَ خَيْلًا كَانَتْ لَهُ بِفَارِسَ، فَغَضِبَ حَكِيمٌ فَجَعَلَ يَعِيبُ عُثْمَانَ. وَرَزَقَ ابْنُ عَامِرٍ النَّاسَ طَعَامًا أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ فَتَغَيَّرَ، فَحَمَلَهُ قَوْمٌ إِلَى عُثْمَانَ وَشَكَوَا ابْنَ عَامِرٍ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ، فَتَغَيَّرَ النَّاسُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالُوا: عَزَلَ أَبَا مُوسَى وَوَلَّى ابْنَ عَامِرٍ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ §نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ خَرَجُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهِمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ، وَفِيهِمْ سَدُوسُ بْنُ عَبْسٍ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ

رجوع أهل مصر بعد شخوصهم

§رُجُوعُ أَهْلِ مِصْرَ بَعْدَ شُخُوصِهِمْ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §انْصَرَفَ الْمِصْرِيُّونَ , فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى ذِي الْمَرْوَةِ إِذَا هُمْ بِمَوْلًي لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَاسِطٌ سُفْرَتَهُ عَلَيْهَا طَعَامٌ، فَدَعَا الْقَوْمَ إِلَيْهَا، فَنَزَلَ بَعْضٌ وَسَارَ بَعْضٌ، وَكَانَ الْمَوْلَى مِنْ صَوَافِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا عَلَى السُّفْرَةِ شَنَّةٌ بَالِيَةٌ فِيهَا رَأْسُ طُومَارٍ فَنَظَرُوا إِلَى الطُّومَارِ فَقَالُوا: مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا فِيهِ، فَنَظَرُوا فِيهِ فَإِذَا هُمْ بِكِتَابٍ مِنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى مِصْرَ: «إِذَا أَتَاكَ الْقَوْمُ فَافْعَلْ وَافْعَلْ» . فَأَخَذُوا الطُّومَارَ وَقَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ نِيَّتَهُ وَأَظْهَرَ مِنْهُ مَا كَانَ يُخْفِي، ارْجِعُوا أَيُّهَا الْقَوْمُ، فَرَجَعُوا فَأَحَاطُوا بِالدَّارِ وَائْتَمَرُوا بِقَتْلِهِ، وَذَكَرُوا الْكِتَابَ. فَقَالَ شِيعَةُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هُوَ عَمَلُ عُثْمَانَ، وَقَالَ شِيعَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هُوَ عَمَلُ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ. قَالَ: فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِ: إِنَّ مَعِي خَمْسَمِائَةِ دَارِعٍ فَأْذَنْ لِي فَأَمْنَعْكَ مِنَ الْقَوْمِ، فَإِنَّكَ لَمْ تُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ التَّوْبَةِ يُسْتَحَلُّ بِهَا دَمُكَ. فَقَالَ: «جُزِيتَ خَيْرًا، مَا أُحِبُّ أَنْ يُهْرَاقَ دَمٌ بِسَبَبِي» . قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِثْلِهِا. فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنْ يُهَرَاقَ دَمٌ فِي سَبَبِي»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: رَجَعَ -[1150]- الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ، فَبَيْنَمَا هُمْ بِالطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ , ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ وَيَسْبِقُهُمْ. فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ إِنَّ لَكَ لَأَمْرًا، مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ. فَفَتَّشُوهُ فَإِذَا هُمْ بِالْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ يَقْتُلَهُمْ، أَوْ يَصْلُبَهُمْ، أَوْ يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ. فَأَقْبَلُوا حَتَّى أَتَوَا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا لَهُ: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللَّهِ إِنَّهُ كَتَبَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دَمَهُ، قُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَقُومُ مَعَكُمْ. قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكِتَابٍ قَطُّ. قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ أَمْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْقَرْيَةِ، وَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: كَتَبْتَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: «إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ، أَنْ §تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا كَتَبْتُ وَلَا أَمْلَيْتُ وَلَا عَلِمْتُ» ، وَقَالَ: «قَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ، وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ» . فَقَالُوا: قَدْ وَاللَّهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ، وَنُقِضَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: رَجَعُوا رَاضِينَ، فَلَمَّا كَانُوا بِأَيْلَةَ لَحِقَهُمْ غُلَامٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقَالُ لَهُ: يُحَنَّةُ

، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: غُلَامٌ لِعُثْمَانَ. قَالُوا: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: مِصْرَ. فَاسْتَنْزَلُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا مَعَهُ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِهِ، فَقَالَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ: انْظُرُوا فِي إِدَاوَتِهِ. فَنَظَرُوا فِي الْإِدَاوَةِ فَإِذَا فِيهَا قَارُورَةٌ قَدْ شُدَّ رَأْسُهَا بِأَدَمٍ فِيهَا كِتَابٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ رَصَاصٍ، فَقَرَأُوا الْكِتَابَ فَإِذَا هُوَ: «مِنْ عُثْمَانَ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ أَهْلُ مِصْرَ فَاقْتُلْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ وَاصْلُبْهُ، وَاقْطَعْ يَدَ عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ، وَأَبِي عَمْرِو بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَكِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ» . فَأَخَذُوا الْكِتَابَ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُمْ غُلَامُ عُثْمَانَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: إِنَّكَ ضَمِنْتَ لَنَا ضَمَانًا وَكَتَبْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ كِتَابًا، ثُمَّ تَعَقَّبَنَا بِمَا تَرَى وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «وَاللَّهِ §مَا كَتَبْتُهُ، وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَلَا عَلِمْتُهُ، وَلَا سَرَّحْتُ رَسُولِي» . قَالَ: فَمَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: مَا أُبَرِّئُ أَحَدًا، وَإِنَّ لِلنَّاسِ تَحَيُّلًا. فَقَالَتْ بَنُو أُمَيَّةَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ قَدْ صَنَعْتَ هَذَا بِنَا، وَأَلَّبْتَ النَّاسَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ، وَقَدْ تَرَوْنَ مَنْ يَصْنَعُهُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: رَجَعَ الْقَوْمُ رَاضِينَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِهَذَا إِلَّا أَمْرٌ، فَفَتَّشُوهُ فَإِذَا كِتَابٌ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ يَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ. فَرَجَعُوا فَشَتَمُوهُ وَأَخْرَجُوا الْكِتَابَ، وَقَالُوا هَذَا كِتَابُ كَاتِبِكَ. فَقَالَ: «كَاتِبِي يَكْتُبُ مَا شَاءَ» . قَالُوا -[1152]-: فَهَذَا خَاتَمُكَ، قَالَ: «خَاتَمِي فِي يَدِ كَاتِبِي» . قَالُوا: هَذِهِ رَاحِلَتُكَ. قَالَ: «رَاحِلَتِي يَرْكَبُهَا مَنْ شَاءَ» . قَالُوا: فَهَذَا غُلَامُكَ. قَالَ: «غُلَامِي يَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَ» . ثُمَّ قَالَ: «أَيْ قَوْمُ، §ارْجِعُوا فَوَاللَّهِ مَا كَتَبْتُهَا وَلَا أَمْلَيْتُهَا» . فَقَالَ الْأَشْتَرُ: أَيْ قَوْمُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ حَلِفَ رَجُلٍ قَدْ مُكِرَ بِهِ فِيكُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: انْتَفَخَ سَحْرُكَ يَا أَشْتَرُ - أَوْ يَا مَالِكُ - قَالَ: فَأَقَامُوا حَتَّى قَتَلُوهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: §قَدِمَ أَهْلُ مِصْرَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ نَقَمُوا عَلَيْهِ أَشْيَاءَ فَأَعْتَبَهُمْ، فَرَجَعُوا رَاضِينَ، فَلَحِقَهُمْ غُلَامٌ لِعُثْمَانَ فِي الطَّرِيقِ، مَعَهُ كِتَابٌ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ يَأْمُرُهُ فِيهِ بِقَتْلِهِمْ، فَأَخَذُوهُ , ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَبَلَغَ أَهْلَ مِصْرَ , فَأَخْرَجُوا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مِصْرَ , فَأَلْحَقُوهُ بِفِلَسْطِينَ، وَبَلَغَ أَهْلَ الْكُوفَةِ رُجُوعُ أَهْلِ مِصْرَ الثَّانِيَةَ، فَخَرَجَ الْأَشْتَرُ فِي مِائَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَبَلَغَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ , فَخَرَجَ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ فِي مِائَةٍ، فَتَوَافَوْا بِالْمَدِينَةِ فَحَصَرُوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: §أَصَابَ الْمِصْرِيُّونَ غُلَامًا لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقَالُ لَهُ: وَرِيسٌ عَلَى جَمَلٍ لِعُثْمَانَ، فَأَخَذُوهُ وَمَعَهُ كِتَابٌ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَاحْتَبَسُوا الْغُلَامَ وَكَتَبُوا إِلَى أَهْلِ مِصْرَ يُخْبِرُونَهُمْ أَنَّهُمْ -[1153]- يُرِيدُونَ الرَّجْعَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِإِخْرَاجِ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَأَخْرَجُوهُ إِلَى فِلَسْطِينَ. وَسَارَ الْآخَرُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَأَتَوْا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكِتَابِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا كَتَبَهُ وَلَا أَمَرَ بِهِ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، وَحَصَرُوهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ أَمَّرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مِصْرَ، فَخَرَجَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَافِدًا حِينَ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَامَ الْخَارِجَةُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَابْنُ سَعْدٍ عِنْدَهُ فَكَانَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ قَدِ انْتَزَى بِمِصْرَ بَعْدَ ابْنِ سَعْدٍ فَخَلَعَ حَلِيفَهُ ابْنَ سَعْدٍ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مِصْرَ، فَبَعَثَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِلَى مِصْرَ وَقَالَ: §أَرْضِهِمْ فَإِنَّهُمْ جُنْدُكَ. فَلَمَّا بَلَغَ جِسْرَ الْقُلْزُمِ وَجَدَ بِهَا خَيْلًا لِابْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ فَمَنَعُوهُ أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالَ: «وَيْحَكُمْ، دَعُونِي أَدْخُلْ عَلَى جُنْدِي فَأُعْلِمُهُمْ مَا جِئْتُهُمْ بِهِ؛ فَإِنِّي قَدْ جِئْتُهُمْ بِخَيْرٍ» ، فَأَبَوْا أَنْ يَدَعُوهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ , فَأَعْلَمْتُهُمْ مَا جِئْتُ بِهِ , ثُمَّ مِتُّ» . فَانْصَرَفَ إِلَى عَسْقَلَانَ , وَكَرِهَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِعَسْقَلَانَ. وَنَزَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَهْلِ الشَّامِ، فَكَرِهَ ابْنُ سَعْدٍ أَنْ يُبَايِعَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ رَجُلًا أَعْرِفُ أَنَّهُ يَهْوَى قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: فَمَرِضَ ابْنُ سَعْدٍ عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا جَعَلَ يَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ عِنْدَ الصُّبْحِ: يَا هِشَامُ بْنَ كِنَانَةَ، قُمْ فَانْظُرْ هَلْ أَصْبَحْنَا بَعْدُ؟ فَخَرَجَ هِشَامٌ فَنَظَرَ , ثُمَّ رَجَعَ

إِلَيْهِ فَقَالَ: لَمْ نُصْبِحْ. فَجَعَلَ ابْنُ سَعْدٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَاتِمَةَ عَمَلِي صَلَاةَ الصُّبْحِ. يَا هِشَامُ قُمْ , فَانْظُرْ هَلْ أَصْبَحْتُ؟، فَخَرَجَ فَنَظَرَ فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَرَى الصُّبْحَ. فَصَلَّى الصُّبْحَ , ثُمَّ مَالَ فَمَاتَ. قَالَ يَزِيدُ: كَانَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ رُبَّمَا كَتَبَ الْكِتَابَ عَلَى لِسَانِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ التَّحْرِيضِ عَلَى عُثْمَانَ، وَيَبْعَثُ بِهِ مَعَ الرَّجُلِ، فَيَأْتِي ذَلِكَ الرَّجُلُ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ هَيْئَةُ السَّفَرِ، فَيَأْخُذُ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ الْكِتَابَ فَيَقْرَأُهُ عَلَى النَّاسِ، فَكَانَ يُحَرِّضُ بِذَلِكَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ: قَالَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمٌ قَالَ: بَيْنَا هُمْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذْ مَرَّ بِهِمْ رَاكِبٌ فَاتَّهَمُوهُ فَفَتَّشُوهُ فَوَجَدُوا مَعَهُ كِتَابًا فِي إِدَاوَةٍ إِلَى عَامِلِهِ: أَنْ خُذْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. فَرَجَعُوا فَبَدَأُوا بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلُوهُ، فَجَاءَ مَعَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا كِتَابُكَ، وَهَذَا خَاتَمُكَ؟ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا كَتَبْتُ، وَلَا أَمَرْتُ، وَلَا عَلِمْتُ» ، قَالُوا: فَمَنْ يَكُنْ؟ - قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: تَتَّهِمُ - قَالَ: «أَظُنُّ كَاتِبِي غَدَرَ، أَوْ أَظُنُّكَ بِهِ يَا عَلِيُّ» . قَالَ عَلِيٌّ: فَلِمَ تَظُنُّنِي؟ قَالَ: «لِأَنَّكَ مُطَاعٌ فِي الْقَوْمِ فَلَمْ تَرُدَّهُمْ عَنِّي» . قَالَ: فَأَتَى الْقَوْمُ وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى حَصَرُوهُ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَانَ قَدِمَ قَوْمٌ مِنْ مِصْرَ مَعَهُمْ صَحِيفَةٌ صَغِيرَةُ الطَّيِّ، فَأَتَوْا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ غَيَّرَ وَبَدَّلَ، وَلَمْ يَسِرْ مَسِيرَةَ صَاحِبَيْهِ، وَكَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ

: أَنْ خُذْ مَالَ فُلَانٍ وَاقْتُلْ فُلَانًا وَسَيِّرْ فُلَانًا، فَأَخَذَ عَلِيٌّ الصَّحِيفَةَ فَأَدْخَلَهَا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُ هَذَا الْكِتَابَ؟ فَقَالَ: «إِنِّي لَأَعْرِفُ الْخَاتَمَ» ، فَقَالَ: اكْسِرْهَا فَكَسَرَهَا. فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ: «§لَعَنَ اللَّهُ مَنْ كَتَبَهُ وَمَنْ أَمْلَاهُ» . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَتَّهِمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: «أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ أَتَّهِمُ» ، قَالَ: فَغَضِبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَامَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُعِينُكَ وَلَا أُعِينُ عَلَيْكَ حَتَّى أَلْتَقِيَ أَنَا وَأَنْتَ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَقَّاصِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَجَعَ أَهْلُ مِصْرَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى بِلَادِهِمْ، فَنَزَلُوا ذَا الْمَرْوَةِ فِي آخِرِ شَوَّالٍ، وَبَعَثُوا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ أَعْتَبَنَا، ثُمَّ كَتَبَ يَأْمُرُ بِقَتْلِنَا، وَبَعَثُوا بِالْكِتَابِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكِتَابِ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عُثْمَانُ؟ فَقَالَ: «§الْخَطُّ خَطُّ كَاتِبِي، وَالْخَاتَمُ خَاتَمِي، وَلَا وَاللَّهِ مَا أَمَرْتُ وَلَا عَلِمْتُ» . قَالَ: فَمَنْ تَتَّهِمُ قَالَ: «أَتَّهِمُكَ وَكَاتِبِي» . فَغَضِبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَرُدُّ عَنْكَ أَحَدًا أَبَدًا

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ §الرَّكْبُ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَتَلُوهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ سِتَّمِائَةِ رَجُلٍ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ أَنَّهُ , سَمِعَ أَبَا ثَوْرٍ التَّمِيمِيَّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ خَرَجْتُ , فَإِذَا أَنَا بِوَفْدِ أَهْلِ مِصْرَ، فَرَجَعْتُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقُلْتُ: أَرَى وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ رَجَعُوا، خَمْسِينَ عَلَيْهِمُ ابْنُ عُدَيْسٍ، قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَهُمْ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ قَوْمًا فِي وُجُوهِهِمُ الشَّرُّ. قَالَ: فَطَلَعَ ابْنُ عُدَيْسٍ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَخَطَبَ النَّاسَ وَصَلَّى لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ الْجُمُعَةَ، وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَلَا إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَذَا وَكَذَا» ، وَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَكْرَهُ ذِكْرَهَا، فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ابْنَ عُدَيْسٍ صَلَّى بِهِمْ. فَسَأَلَنِي مَاذَا قَالَ لَهُمْ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «§كَذَبَ وَاللَّهِ ابْنُ عُدَيْسٍ مَا سَمِعَهَا مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَا سَمِعَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ، وَلَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ رَبِّي عَشْرًا، فَلَوْلَا مَا ذَكَرَ مَا ذَكَرْتُ، إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَجَهَّزْتُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، وَلَقَدِ ائْتَمَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتِهِ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ فَأَنْكَحَنِي الْأُخْرَى، وَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ، وَلَا سَرَقْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ وَلَا تَغَنَّيْتُ، وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا -[1157]- مَسَسْتُ بِيَمِينِي فَرْجِي مُذْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ جَمَعْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مَرَّتْ بِي جُمُعَةٌ إِلَّا وَأَنَا أُعْتِقُ رَقَبَةً مُذْ أَسْلَمْتُ، إِلَّا أَنْ لَا أَجِدَ فِي تِلْكَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ أُعْتِقُ لِتِلْكَ الْجُمُعَةِ بَعْدُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: هَلْ أَنْتَ مُخْبِرِي كَيْفَ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ وَمَا كَانَ شَأْنُ النَّاسِ وَشَأْنُهُ؟ وَلِمَ خَذَلَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَظْلُومًا، وَمَنْ قَتَلَهُ كَانَ ظَالِمًا، وَمَنْ خَذَلَهُ كَانَ مَعْذُورًا. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا وَلِيَ كَرِهَ وَلَايَتَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحِبُّ قَوْمَهُ، فَوَلِيَ النَّاسَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حِجَّةً، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يُوَلِّي بَنِي أُمَيَّةَ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُحْبَةٌ، فَكَانَ يَجِيءُ مِنْ أُمَرَائِهِ مَا يَكْرَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُسْتَعْتَبُ مِنْهُمْ فَلَا يَعْزِلُهُمْ، فَلَمَّا كَانَ فِي السِّتِّ حِجَجٍ الْأَوَاخِرِ اسْتَأْثَرَ بَنِي عَمِّهِ فَوَلَّاهُمْ، وَأَشْرَكَ مَعَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَرْحٍ مِصْرَ، فَمَكَثَ عَلَيْهَا سِنِينَ، فَجَاءَ أَهْلُ

مِصْرَ يَشْكُونَهُ وَيَتَظَلَّمُونَ مِنْهُ. وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَنَّاتٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَكَانَتْ هُذَيْلٌ وَبَنُو زُهْرَةَ فِي قُلُوبِهِمْ مَا فِيهَا لِمَكَانِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَتْ بَنُو غِفَارٍ وَأَحْلَافُهَا وَمَنْ غَضِبَ لِأَبِي ذَرٍّ فِي قُلُوبِهِمْ مَا فِيهَا، وَكَانَتْ بَنُو مَخْزُومٍ قَدْ حَنَقَتْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِمَكَانِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَجَاءَ أَهْلُ مِصْرَ يَشْكُونَ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كِتَابًا يَتَهَدَّدُ فِيهِ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَضَرَبَ بَعْضَ مَنْ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يَتَظَلَّمُ مِنْهُ فَقَتَلَهُ، فَخَرَجَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ سَبْعُمِائَةٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلُوا الْمَسْجِدَ، وَشَكَوْا إِلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ مَا صَنَعَ ابْنُ سَرْحٍ بِهِمْ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَكَلَّمَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكَلَامٍ شَدِيدٍ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: قَدْ §تَقَدَّمَ إِلَيْكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ وَسَأَلُوكَ عَزْلَ هَذَا الرَّجُلِ، فَأَبَيْتَ إِلَّا وَاحِدَةً، فَهَذَا قَدْ قَتَلَ مِنْهُمْ رَجُلًا فَاقْضِهِمْ مِنْ عَامِلِكَ. وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانَ مُتَكَلِّمَ الْقَوْمِ - فَقَالَ: إِنَّمَا سَأَلُوكَ رَجُلًا مَكَانَ رَجُلٍ، وَقَدِ ادَّعَوْا قِبَلَهُ دَمًا، فَاعْزِلْ عَنْهُمْ وَاقْضِ بَيْنَهُمْ، وَإِنْ وَجَبَ عَلَيْهِ حَقٌّ فَأَنْصِفْهُمْ مِنْهُ. فَقَالَ لَهُمْ: اخْتَارُوا رَجُلًا أُوَلِّيهِ عَلَيْكُمْ مَكَانَهُ. فَأَشَارَ النَّاسُ عَلَيْهِمْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا: اسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ. فَكَتَبَ عَهْدَهُ

وَوَلَّاهُ، وَخَرَجَ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ يَنْظُرُونَ فِيمَا بَيْنَ أَهْلِ مِصْرَ وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانُوا عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِذَا هُمْ بِغُلَامٍ أَسْوَدَ عَلَى بَعِيرٍ يَخْبِطُ خَبْطًا كَأَنَّهُ رَجُلٌ يَطْلُبُ أَوْ يُطْلَبُ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: مَا قِصَّتُكَ وَمَا شَأْنُكَ؟ كَأَنَّكَ هَارِبٌ أَوْ طَالِبٌ؟ فَقَالَ: أَنَا غُلَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَّهَنِي إِلَى عَامِلِ مِصْرَ. قَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَذَا عَامِلُ مِصْرَ مَعَنَا. قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ. وَأَخْبَرُوا بِأَمْرِهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِ رِجَالًا، فَأَخَذُوهُ فَجَاءُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا غُلَامُ مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقْبَلَ مَرَّةً يَقُولُ: غُلَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَرَّةً يَقُولُ: غُلَامُ مَرْوَانَ، حَتَّى عَرَفَهُ رَجُلٌ أَنَّهُ لِعُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِلَى مَنْ أُرْسِلْتَ؟ قَالَ: إِلَى عَامِلِ مِصْرَ. قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِرِسَالَةٍ. قَالَ: أَمَعَكَ كِتَابٌ؟ قَالَ: لَا، فَفَتَّشُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا مَعَهُ كِتَابًا، وَكَانَتْ مَعَهُ إِدَاوَةٌ قَدْ يَبِسَتْ، فِيهَا شَيْءٌ يَتَقَلْقَلُ، فَحَرَّكُوهُ لِيَخْرُجْ فَلَمْ يَخْرُجْ، فَشَقُّوا الْإِدَاوَةَ فَإِذَا فِيهَا كِتَابٌ مِنْ عُثْمَانَ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَجَمَعَ مُحَمَّدٌ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ، ثُمَّ فَكَّ الْكِتَابَ بِمَحْضَرٍ مِنْهُمْ فَإِذَا فِيهِ: إِذَا أَتَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ فَاحْتَلْ لِقَتْلِهِمْ، وَأَبْطِلْ كِتَابَهُ، وَقَرَّ عَلَى عَمَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ رَأْيٌ فِي ذَلِكَ، وَاحْبِسْ مَنْ يَجِيءُ إِلَيَّ يَتَظَلَّمُ مِنْكَ، لِيَأْتِيكَ رَأْيٌ فِي ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ: فَلَمَّا قَرَأُوا الْكِتَابَ فَزِعُوا وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَخَتَمَ مُحَمَّدٌ الْكِتَابَ بَخَوَاتِيمِ نَفَرٍ كَانُوا مَعَهُ، وَدَفَعَ الْكِتَابَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَمَعُوا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا وَسَعْدًا وَمَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ فَكُّوا الْكِتَابَ بِمَحْضَرٍ

مِنْهُمْ، وَأَخْبَرُوهُمْ بِقِصَّةِ الْغُلَامِ، وَأَقْرَأُوهُمُ الْكِتَابَ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَّا حَنَقَ عَلَى عُثْمَانَ، وَزَادَ ذَلِكَ مَنْ كَانَ غَضِبَ لِابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَعَمَّارٍ حَنَقًا وَغَيْظًا، وَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَلَحِقُوا بِمَنَازِلِهِمْ، وَحَاصَرَ النَّاسُ عُثْمَانَ، وَأَجْلَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِبَنِي تَمِيمٍ وَغَيْرِهِمْ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذَلِكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُقَبِّحُهُ كَثِيرًا. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ بَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَعَمَّارٍ وَنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ بَدْرِيٌّ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ الْكِتَابُ وَالْبَعِيرُ وَالْغُلَامُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: هَذَا الْغُلَامُ غُلَامُكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: فَالْبَعِيرُ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَأَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: «لَا» ، وَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا كَتَبْتُ هَذَا الْكِتَابَ وَلَا أَمَرْتُ بِهِ. قَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَالْخَاتَمُ خَاتَمُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ يَخْرُجُ غُلَامُكَ عَلَى بَعِيرِكَ بِكِتَابٍ عَلَيْهِ خَاتَمُكَ لَا تَعْلَمُهُ؟ فَحَلَفَ بِاللَّهِ: «مَا كَتَبْتُ هَذَا الْكِتَابَ، وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَلَا وَجَّهْتُ هَذَا الْغُلَامَ إِلَى مِصْرَ» . فَأَمَّا الْخَطُّ فَعَرَفُوا أَنَّهُ خَطُّ مَرْوَانَ، وَشَكُّوا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمْ مَرْوَانَ فَأَبَى - وَكَانَ مَرْوَانُ عِنْدَهُ فِي الدَّارِ - فَخَرَجَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ غِضَابًا، وَشَكُّوا فِي أَمْرِهِ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ لَا يَحْلِفُ بِبَاطِلٍ إِلَّا أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: لَا يَبْرَأُ عُثْمَانُ مِنْ قُلُوبِنَا إِلَّا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْنَا مَرْوَانَ حَتَّى نُثْخِنَهُ، وَنَعْرِفَ حَالَ الْكِتَابِ، فَكَيْفَ يُؤْمَرُ بِقَتْلِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ حَقٍّ؟ فَإِنْ يَكُنْ عُثْمَانُ كَتَبَهُ عَزَلْنَاهُ

، وَإِنْ يَكُنْ مَرْوَانُ كَتَبَهُ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ نَظَرْنَا مَا يَكُونُ مِنَّا فِي أَمْرِ مَرْوَانَ، وَلَزِمُوا بُيُوتَهُمْ، وَأَبِي عُثْمَانُ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيْهِمْ مَرْوَانَ، وَخَشِيَ عَلَيْهِ الْقَتْلَ، وَحَاصَرَ النَّاسُ عُثْمَانَ وَمَنَعُوهُ الْمَاءَ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ أَهْلُ مِصْرَ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَوْا رَاكِبًا يُعَارِضُ الطَّرِيقَ فَارْتَابُوا، فَأَخَذُوهُ فَفَتَّشُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: لَعَلَّ حَاجَتَكُمْ فِي الشَّنَّةِ، فَنَظَرُوا فَإِذَا كِتَابٌ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فِيهِ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. فَرَجَعُوا فَقَالُوا: هَذَا خَاتَمُكَ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ، أَفَهَذَا مِنَ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: «§مَا كَتَبْتُهُ وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَحَلَفَ» . قَالُوا: خَاتَمُكَ عَلَيْهِ، قَالَ: «خَاتَمِي مَعَ فُلَانٍ مَرْوَانَ أَوْ حُمْرَانَ -» قَالُوا: فَإِنَّا نَتَّهِمُكَ فَاخْرُجْ عَنِ الْوِلَايَةِ حَتَّى نُوَلِّيَ غَيْرَكَ. قَالَ: «أَمَّا الْمَالُ فَوَلُّوهُ مَنْ شِئْتُمْ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فَمَا كُنْتُ لِأَخْلَعَ سِرْبَالًا أَلْبَسَنِيهِ اللَّهُ» . قَالُوا: لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ عَلَى الصَّلَاةِ وَآخَرُ عَلَى الْمَالِ، فَحَصَرُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْأَمْصَارِ حِينَ أَرَادُوا قَتْلَهُ يُذَكِّرُهُمُ اللَّهَ، وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَأَنَّهُمْ رَدُّوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§طَالَ عَلَيْهِمْ أَجَلِي فَاسْتَعْجَلُوا الْقَدَرَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ -[1162]-: أَنْبَأَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ، وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ كَتَبَ إِلَى النَّاسِ بِكِتَابٍ يَعْتَذِرُ فِيهِ بِعُذْرِهِ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ، اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي §أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ وَعَلَّمَكُمُ الْإِسْلَامَ وَهَدَاكُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ وَأَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَرَاكُمُ الْبَيِّنَاتِ، وَوَسَّعَ عَلَيْكُمْ مِنَ الرِّزْقِ، وَنَصَرَكُمْ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ، وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] إِلَى قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 6] إِلَى قَوْلِهِ: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [المائدة: 7] . وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] إِلَى قَوْلِهِ: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحجرات: 8] وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77] وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ -[1163]- اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10] أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ رَضِيَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ، وَجَنَّبَكُمُ الْفُرْقَةَ وَالْمَعْصِيَةَ وَالِاخْتِلَافَ، وَنَبَّأَكُمْ أَنْ قَدْ فَعَلَهُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ فِيهِ لِيَكُونَ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ إِنْ عَصَيْتُمُوهُ، فَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللَّهِ، وَاحْذَرُوا عَذَابَهُ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا أُمَّةً هَلَكَتْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ تَخْتَلِفَ، وَلَا يَكُونُ لَهَا رَأْسٌ يَجْمَعُهَا، وَمَتَى تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَا تَقُمُ الصَّلَاةُ جَمِيعًا وَيُسَلَّطُ عَلَيْكُمْ عَدُوُّكُمْ، وَيَسْتَحِلُّ بَعْضُكُمْ حُرَمَ بَعْضٍ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ لَا يَقُمُ دِينُهُ وَتَكُونُوا شِيَعًا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ، وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] إِنِّي أُوصِيكُمْ بِمَا أَوْصَاكُمُ اللَّهُ، وَأُحَذِّرُكُمْ عَذَابَهُ، فَإِنَّ شُعَيْبًا قَالَ لِقَوْمِهِ: {يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمُ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] " وَكَتَبَ كِتَابًا آخَرَ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَقْوَامًا مِمَّنْ كَانَ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَظْهِرُوا لِلنَّاسِ إِنَّمَا تَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَالْحَقِّ، وَلَا تُرِيدُونَ الدُّنْيَا وَلَا مُنَازَعَةً فِيهَا، فَلَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِمُ الْحَقُّ إِذَا النَّاسُ فِي ذَلِكَ شَتَّى، مِنْهُمْ آخِذٌ لِلْحَقِّ وَنَازِعٌ عَنْهُ حِينَ يُعْطَاهُ، وَمِنْهُمْ تَارِكٌ لِلْحَقِّ رَغْبَةً فِي الْأَمْرِ -[1164]- يُرِيدُ أَنْ يَنْتَزُوهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَطَالَ عَلَيْهِمْ عُمُرِي، وَرَاثَ عَلَيْهِمْ أَمَلُهُمْ فِيَّ، فَاسْتَعْجَلُوهُ الْقَدَرَ، وَقَدْ كَانُوا كَتَبُوا إِلَيْكُمْ أَنَّهُمْ قَدْ رَضُوا بِالَّذِي أَعْطَيْتُهُمْ، وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي تَرَكْتُ مِنَ الَّذِي عَاهَدْتُ لَهُمْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، وَكَانُوا زَعَمُوا يَطْلُبُونَ الْحُدُودَ، فَقُلْتُ: أَقِيمُوا عَلَى مَنْ عَلِمْتُمْ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ. وَقَالُوا: كِتَابُ اللَّهِ يُتْلَى، فَقُلْتُ: لَيَتْلُهُ مَنْ تَلَاهُ غَيْرَ غَالٍّ فِيهِ. وَقَالُوا: الْمَحْرُومُ يُرْزَقُ، وَالْمَالُ يُوَفَّرُ، وَتُسْتَنُّ السُّنَّةُ الْحَسَنَةُ، وَلَا تَتَعَدَّ إِلَى الْخُمُسِ وَالصَّدَقَةِ، وَيُؤَمَّرُ ذَوُو الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ، وَتُرَدُّ مَظَالِمُ النَّاسِ إِلَى أَهْلِهَا، فَرَضِيتُ بِذَلِكَ، فَقُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُونَ؟ قَالُوا: تُؤَمِّرْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ وَيَقَرُّ جُنْدُهُ الرَّاضُونَ، وَأْمُرْهُ فَلْيُصْلِحْ أَرْضَهُ، فَكُلُّ ذَلِكَ فَعَلْتُ، وَإِنَّهُ لَمْ يُرْضِهِمْ ذَلِكَ فَمَنَعُونِيَ الصَّلَاةَ، وَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، وَانْتَزَوْا مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ يُخَيِّرُونَنِي بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُقِيدُونِي بِكُلِّ رَجُلٍ أُصِيبَ خَطَأً أَوْ عَمْدًا، أُخِذْتُ بِهِ غَيْرَ مَتْرُوكٍ لِي مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِمَّا أَنْ أَفْتَدِيَ فَأَعْتَزِلَ وَيُؤَمِّرُوا آخَرَ، وَإِمَّا أَنْ يُرْسِلُوا إِلَى مَنْ أَطَاعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجُنُودِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ فَيَتَبَرَّأُونَ مِنَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ. فَقُلْتُ لَهُمْ: أَمَّا إِقَادَةُ نَفْسِي فَقَدْ كَانَ قَبْلِي خُلَفَاءُ، وَمَنْ يَتَوَلَّ السُّلْطَانَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ فَلَمْ يُسْتَقَدْ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ نَفْسِي، وَأَمَّا أَنْ أَتَبَرَّأَ مِنَ الْأَمْرِ فَإِنْ يَصْلُبُونِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَبَرَّأَ مِنْ جُنْدِ -[1165]- اللَّهِ وَخِلَافَتِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَنْ يُرْسِلُوا إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ فَيَتَبَرَّأُونَ مِنْ طَاعَتِي فَلَسْتُ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ، وَلَمْ أَكُنِ اسْتَكْرَهْتُهُمْ مِنْ قَبْلُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَلَكِنْ أَتَوْهَا طَائِعِينَ يَبْتَغُونَ مَرْضَاةَ اللَّهِ وَصَلَاحَ الْأُمَّةِ، وَمَنْ يَكُنْ مِنْهُمْ يَبْتَغِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ يَنَالُ مِنْهَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ، وَمَنْ يَكُنْ إِنَّمَا يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةِ وَصَلَاحَ الْأُمَّةِ وَابْتِغَاءَ السُّنَّةِ الْحُسْنَى الَّتِي اسْتَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخَلِيفَتَانِ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنَّمَا يَجْزِي بِذَلِكَ اللَّهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فَمَنْ يَرْضَى بَالنُّكْثِ مِنْكُمْ فَإِنِّي لَا أَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَنْكُثُوا عَهْدًا، وَأَمَّا الَّذِي تُخَيِّرُونِي فَإِنَّمَا هُوَ النَّزْعُ وَالتَّأْمِيرُ فمَلَكْتُ نَفْسِي وَمَنْ مَعِي فَنَظَرْتُ حُكْمَ اللَّهِ وَتَغْيِيرَ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ، وَكَرِهْتُ أَلْسِنَةَ السُّوءِ، وَشِقَاقَ الْأُمَّةِ وَسَفْكَ الدِّمَاءِ، وَإِنِّي أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ أَلَّا تَأْخُذُوا إِلَّا الْحَقَّ وَتَعَاطَوْهُ مِنِّي، وَيُرَدُّ الْفَيْءُ عَلَى أَهْلِهِ، فَخُذُوا مَا بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، فَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي عَقَدَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَهْدِ وَالْمُؤَازَرَةِ فِي أَمْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} وَإِنَّ هَذِهِ مَعْذِرَةٌ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي لَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ، فَإِنِّي عَاقَبْتُ أَقْوَامًا - وَمَا أَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلَّا الْخَيْرَ - فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ، وَأَسْتَغْفِرُهُ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ رَحْمَةَ رَبِّي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، إِنَّهُ لَا يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونِ، وَإِنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَلَكُمْ -[1166]-، وَأَنْ يُؤَلِّفَ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى الْخَيْرِ، وَيُكَرِّهَ إِلَيْهَا الشَّرَّ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُسْلِمُونَ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ مَعَ نَافِعِ بْنِ ظُرَيْبٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَاقِفٌ - قَامَ نَافِعٌ فَقَرَأَ الْكِتَابَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي §كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابِي هَذَا وَأَنَا مَحْصُورٌ لَا آكُلُ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا مَا يُقِيمُنِي مَخَافَةَ أَنْ تَفْنَى ذَخِيرَتِي، لَا أُدْعَى إِلَى تَوْبَةٍ وَلَا تُسْمَعُ مِنِّي حُجَّةٌ، فَأَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ كِتَابِي إِلَّا قَدِمَ عَلَيَّ فَأَخَذَنِي بِالْحَقِّ وَمَنَعَنِي مِنَ الْبَاطِلِ» ، ثُمَّ جَلَسَ، فَمَا عَرَضَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ

ما روي من الاختلاف فيمن أعان عثمان رضي الله عنه، أو أعان عليه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم وغيرهم

§مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيمَنْ أَعَانَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ أَعَانَ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَغَيْرِهِمْ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا، أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أَكَمَةٍ، أَوْ هَبَطَ وَادِيًا قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ نَسْأَلْهُ عَنْ قَوْلِهِ

: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا أَوْ أَشْرَفَتْ عَلَى أَكَمَةٍ قُلْتَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَهَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَأَعْرَضَ عَنَّا، فَأَلْحَحْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ عَهْدًا إِلَّا شَيْئًا أَخَذَهُ عَلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ وَثَبُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَتَلُوهُ فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا مِنِّي وَأَسْوَأَ فِعْلًا مِنِّي، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَا فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَخْطَأْنَا أَمْ أَصَبْنَا

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَنَابِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ مِصْرَ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ صَعِدَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمِنْبَرَ فَحَصَبُوهُ، وَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَلِيُّ قَدْ §نَصَبْتَ الْقِدْرَ عَلَى أَثَافٍ. قَالَ: «مَا جِئْتُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ أَمْرَ النَّاسِ، فَأَمَّا إِذَا اتَّهَمْتَنِي فَسَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حُمِلَتْ حَتَّى وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خِدْرِهَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَتْ: «§أَجِرْ لِي مَنْ فِي الدَّارِ» . قَالَ: نَعَمْ إِلَّا نَعْثَلًا وَشَقِيًّا، قَالَتْ: «فَوَاللَّهِ مَا حَاجَتِي إِلَّا عُثْمَانُ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ» . قَالَ: مَا إِلَيْهِمَا سَبِيلٌ. قَالَتْ: «مَلَكْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَسْجِحْ» قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَكِ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ §مَا وَجَدْنَا عَلَيْكَ وَلَا عَلَى صَاحِبِكَ وَقَدْ صَحِبْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا إِبْطَاءَكُمَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ - يَعْنِي تَخَلُّفَهُمَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -» قَالَ وَصَاحِبُهُ أَبُو مُوسَى. قَالَ: وَذَكَرُوا قَتْلَ عُثْمَانَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَنَحْنُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا وَجَدْنَا عَلَيْكَ وَعَلَى صَاحِبِكَ مُذْ صَحِبْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا تَسَرُّعَكُمَا فِي هَذَا الْأَمْرِ - يَعْنِي قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ قَالَ: تَذَاكَرْنَا قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ بَعْضُنَا: مَا أَرَى عَلِيًّا قَتَلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَرَاهُ كَافِرًا. فَقُلْتُ: أَلَا تَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا كَانَ §عُثْمَانُ بِشَرِّنَا، وَلَكِنْ وَلِيَ فَاسْتَأْثَرَ، وَجَزِعْنَا فَأَسَأْنَا الْجَزَعَ، وَسَنُرَدُّ إِلَى حَكَمٍ فَيَقْضِي بَيْنَنَا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالَّذِي وَجَدَهُ أَهْلُ مِصْرَ مَعَ غُلَامِهِ، فَحَلَفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَتَبَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: «§أَتَّهِمُكَ وَكَاتِبِي» ، فَغَضِبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَخَرَجَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَكُنْ كَتَبَهُ أَوْ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهِ مَا لَهُ عُذْرٌ فِي تَضْيِيعِ أَمْرِ الْأُمَّةِ، لَئِنْ كَانَ كَتَبَهُ لَقَدْ أَحَلَّ نَفْسَهُ وَلَا أَرُدُّ عَنْهُ وَقَدِ اتَّهَمَنِي، فَاعْتَزَلَ وَاعْتَزَلَ نَاسٌ كَثِيرٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبُعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: «كَانَ §أَشَدَّ الصَّحَابَةِ عَلَى عُثْمَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَفْسَدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِطَانَةٌ اسْتَبْطَنَهَا مِنَ الطُّلَقَاءِ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «إِنَّا قَدْ كُنَّا §ادَّهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمُبَالَغَةِ»

قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَلَّمَ عَلِيٌّ طَلْحَةَ وَعُثْمَانُ فِي الدَّارِ مَحْصُورٌ - فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ §حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَقَالَ طَلْحَةُ: «أَمَّا حَتَّى تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا فَلَا»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «§اللَّهُمَّ أَعْطِ عُثْمَانَ مِنِّي الْيَوْمَ حَتَّى تَرْضَى»

قَالَ إِسْحَاقُ: وَأَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ: «§اللَّهُمَّ هَلْ يُجْزِئُ دَمِي كُلُّهُ بِقَطْرَةٍ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ؟»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ زِيَادٍ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ -[1170]- عَيَّاشٍ يُحَدِّثَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «§رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَوْمَ الدَّارِ يُرَامِيهِمْ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ فَكَشَفَتِ الرِّيحُ عَنْهُ فَرَأَيْتُ بَيَاضَ الدِّرْعِ مِنْ تَحْتِ الْقُبَاءِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: §أَشَهِدْتَ الدَّارَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَلْيَسَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَحَبَّ. قَالَ: أَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ؟ قُلْتُ: فِي دَارِهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كَانَ الزُّبَيْرُ؟ قُلْتُ: عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ. قَالَ: فَأَيْنَ كَانَ طَلْحَةُ؟ قُلْتُ: " نَظَرْتُ فَإِذَا مِثْلُ الْحَرَّةِ السَّوْدَاءِ فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالُوا: طَلْحَةُ وَاقِفٌ، فَإِنْ حَالَ حَائِلٌ دُونَ عُثْمَانَ قَاتَلَهُ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ، أَنَّهُ قَتَلَ طَلْحَةَ مَا تَرَكْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ بَنِي تَيْمٍ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتُهُ "

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: §رَمَى مَرْوَانُ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِهِ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: «قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ؟» فَقَالَ: أَتَزْعُمُ أَنِّي أَخْطَأْتُ؟ قَالَ: «مَا زِلْتُ تُخَطِّي بِعَمٍّ لَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمٌّ، - أَوْ عَمٌّ لِي - قَالَ: §بَيْنَمَا نَحْنُ مُتَوَاقِفُونَ إِذْ رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِسَهْمٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَشَكَلَ سَاقَهُ بِجَنْبِ فَرَسِهِ، فَقَمَصَ بِهِ الْفَرَسُ -[1171]- مُوَلِّيًا، وَالْتَفَتَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: قَدْ كَفَيْتُكَ أَحَدَ قَتَلَةِ أَبِيكَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،: §لَمَّا حَاصَرَ الْمِصْرِيُّونَ عُثْمَانَ اسْتَوْلَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى أَمْرِهِمْ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يَأْتِيهِمْ فَإِذَا أَمْسَى خَلُصَ هُوَ وَعَلِيٌّ وَعَمَّارٌ يَحْتَازُونَ النَّاسَ يَقُولُونَ: أَهْلُ مِصْرَ يَعْمَلُونَ بِأَمْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِكْرِمَةَ، مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: §كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ دِرْهَمٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَقُولِينَ فِي عُثْمَانَ؟ فَقَالَتْ: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]

حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمِّهِ: §فَجَاءَهَا مَرْوَانُ فَقَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَقَالَ: رُدِّي عَنِّيَ النَّاسَ، فَأَعْرَضَتْ -[1172]- عَنْهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَقَامَ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ شِعْرٍ لَمْ يَحْفَظْهُ أَبُو سَلَمَةَ فَقَالَتْ: «ارْجِعْ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ وَصَاحِبَكَ الَّذِي جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ فِي وِعَائِنَا وَكَيْتُ عَلَيْكُمَا ثُمَّ نَبَذْتُكُمَا»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَوْ عَمٌّ لِي قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ، وَالنَّاسُ مُجَهِّزُونَ لِلْحَجِّ إِذْ جَاءَ مَرْوَانُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَيَقُولُ: §رُدِّي عَنِّي النَّاسَ فَإِنِّي فَاعِلٌ وَفَاعِلٌ. فَلَمْ تُجِبْهُ، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْعَبْسِيِّ: [البحر المتقارب] وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلَادَ ... حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ أَجْذَمَا فَقَالَتْ: «رُدُّوا عَلَيَّ هَذَا الْمُتَمَثِّلَ» ، فَرَدَدْنَاهُ، فَقَالَتْ - وَفِي يَدِهَا غِرَارَةٌ لَهَا تُعَالِجُهَا: «وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ فِي غِرَارَتِي هَذِهِ فَأَوْكَيْتُ عَلَيْهَا فَأَلْقَيْتُهَا فِي الْبَحْرِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشَيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعِنْدَهَا قَوْمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يَذْكُرُونَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلَ مَا حُصِرَ فَقَالَتْ -[1173]-: «أَنَا أُمُّكُمْ، تُرِيدُونَ أَمْرًا إِنْ عُمِلَ بِهِ رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ» ، فَنَظَرَتْ إِلَيَّ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: «نُعْمَانُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: «تُعْلِمُنِي بِكَ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ قُرَيْشًا رَدَّتْكَ تَكَرُّهًا - اضْرِبُوهُ» . قَالَ: فَضَرَبُونِي. فَقُلْتُ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا آتِيَ هَذَا الْمَكَانَ أَبَدًا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، §أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ قَالَ لِأَهْلِ الشَّامِ - وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي شَأْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلَكُمْ وَمَثَلَ أُمِّكُمْ هَذِهِ، مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَمَثَلِ الْعَيْنِ فِي الرَّأْسِ تُؤْذِي صَاحِبَهَا وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَاقِبَهَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهَا»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيَّ لَمَّا بَلَغَهُ قُدُومُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ رَكِبَ فَرَسَهُ فَتَلَقَّاهُمَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَا الْبَصْرَةَ، فَإِذَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ السَّاجِدُ مِنْ عِبَادَتِهِ. . . . فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ، قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: §أُخْبِرُكَ أَنَّ دَمَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ، ثُلُثٌ عَلَى صَاحِبَةِ الْخِدْرِ - يَعْنِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَلَمَّا سَمِعَتْهُ يَقُولُ

ذَلِكَ شَتَمَتْهُ وَأَسَاءَتْ لَهُ الْقَوْلَ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّتَاهُ، وَثُلُثٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَثُلُثٌ عَلَى صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ مَيْمَنَةَ الْقَوْمِ - يَعْنِي أَبَاهُ طَلْحَةَ - فَلَمَّا سَمِعَهُ أَبُوهُ أَقْبَلَ إِلَيْهِ سَرِيعًا وَقَالَ: وَيْحَكَ هَلْ ثَابَ رَجُلٌ بِأَفْضَلَ مِنْ نَفْسِهِ

قَالَ ابْنُ دَأْبٍ، قَالَ الْحَارِثُ بْنُ خُلَيْفٍ: سَأَلْتُ سَعْدًا عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: قُتِلَ بِسَيْفٍ سَلَّتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَشَحَذَهُ طَلْحَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَمَّهُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ: فَالزُّبَيْرُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَأَمْسَكْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَا §وَلَكِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَغَيَّرَ وَتَغَيَّرَ، وَأَسَاءَ وَأَحْسَنَ، وَلَمْ يَجِدْ مُتَقَدِّمًا فَإِنْ كُنَّا أَحْسَنَّا فَقَدْ أَحْسَنَّا وَإِنْ كُنَّا أَسَأْنَا فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَقَالَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ لِي صَدِيقًا فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ فَقُلْتُ: جِئْتُ لِأَقْتَدِيَ بِكَ. قَالَ: فَارْجِعْ. قُلْتُ: فَأَنْتَ؟ قَالَ: تَاللَّهِ إِنِّي لَمَغْلُوبٌ مَطْلُوبٌ يَغْلِبُنِي أَهْلِي، وَأُطْلَبُ بِذَنْبِي. قُلْتُ: فَصَاحِبُكُمْ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَشُقَّ بَطْنَهُ مِنْ حُبِّ الْإِمَارَةِ لَشَقَّهُ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي -[1175]- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ غِيَاثٍ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ §قَتْلِ عُثْمَانَ هَلْ شَهِدَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لَقَدْ شَهِدَهُ ثَمَانِمِائَةٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقَفَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالسُّوقِ فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§إِنَّمَا تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوهَا هِرَقْلِيَّةً، كُلَّمَا غَضِبْتُمْ عَلَى مَلِكٍ قَتَلْتُمُوهُ يُرِيدُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

ما روي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه في النهي عن قتل عثمان رضي الله عنه

§مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ سَلَامٍ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِأُقَاتِلَ مَعَكَ، قَالَ: فَاخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَأَخْبِرْهُمْ. فَخَرَجَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ الْإِسْلَامَ دِينًا، وَاخْتَارَ مُحَمَّدًا رَسُولًا، وَاخْتَارَ الْمَدِينَةَ فَحَفَّهَا بِالْمَلَائِكَةِ، وَأَغْمَدَ عَنْهَا السَّيْفَ، §فَلَا تَقْتُلُوا هَذَا فَلَا يُغْمَدُ عَنْكُمُ السَّيْفُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَقْتُلُهُ رَجُلٌ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقَيَامَةِ أَجْذَمَ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -[1176]-، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ، يَقُولُ: §لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ كُفُّوا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، لَا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ الْيَسِيرُ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَسُلَّنَّ سَيْفَهُ ثُمَّ لَا يَغْمِدُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ: لَمَّا هَاجَ النَّاسُ بِعُثْمَانَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَقْتُلُوا عُثْمَانَ وَاسْتَعْتِبُوهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا فَأَصَلَحَ اللَّهُ الَّذِي بَيْنَهُمْ حَتَّى يُهْرِقُوا دِمَاءَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَمَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ قَطُّ خَلِيفَتَهَا فَيُصْلِحُ اللَّهُ الَّذِي بَيْنَهُمْ حَتَّى يُهْرِيقُوا دِمَاءَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَمَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ حَتَّى يَرْفَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أَهْلِ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ كَيْفَ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ، فَلَمْ يَنْظُرُوا فِيمَا قَالَ وَقَتَلُوهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: §قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ تَقْتُلْ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَمْ تَقْتُلْ خَلِيفَتَهَا إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ يَوْمًا حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ، فَمَرَّ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَلَامٍ: مَاذَا قَامَ بِهِ صَاحِبُكُمْ آنِفًا؟ قَالَ: قَامَ قُبَيْلٌ فَقَالَ: مَنْ يَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنِّي لَا أَتَبَرَّأُ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْتَطِحُ فِيهِ عَنْزَانِ، وَلَا يَنْتَقِرُ فِيهِ دِيكَانِ. فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهْرَاقَنَّ بِدَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَمُ رِجَالٍ فِي الْأَصْلَابِ، وَلَيَقْتُلَنَّ اللَّهُ بِهِ خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ أَلْفًا، فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَوْمٍ يَقْتُلُونَ خَلِيفَتَهُمْ إِلَّا قَتَلَ اللَّهُ بِهِ خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَلَا قَوْمٌ يَقْتُلُونَ نَبِيَّهُمْ إِلَّا قَتَلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَرْجِعُ الْخِلَافَةُ إِلَى أَرْضِ الْحِجَازِ أَبَدًا، وَلَا يُجَاوِزُ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فِيهَا إِلَّا حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا "

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ، يُنْشِدُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَيُخْبِرُ أَنَّهُ إِنْ تَرَكُوهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّهُ يَمُوتُ، فَحَصَبَهُ النَّاسُ حَتَّى أَدْمَوْا وَجْهَهُ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ -[1178]-: يَا أَبَا يُوسُفَ؟ مَا شَأْنُكَ؟ فَأَخْبَرَهُ مَا فَعَلَ بِهِ النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: §إِنَّكَ لَفِي كِتَابِ اللَّهِ الْخَلِيفَةُ الْمَظْلُومُ الْمَقْتُولُ. قَالَ عَامِرٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَانٍ فَقَالَ: «لَيَطْلَعَنَّ مِنْ هَذَا الْمَنْقَبِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقُلْتُ: هَنِيًّا مَرِيًّا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ مِنَ الدَّارِ - وَكَانَ مَعَ عُثْمَانَ - فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَلَامٍ: مَاذَا قَالَ عُثْمَانُ آنِفًا؟ قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ خَذَلُونِي وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّي، فَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ. فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَعَا عَلَيْهِمْ بِالْفُرْقَةِ لَمْ يَجْتَمِعُوا أَبَدًا»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§مَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ قَطُّ نَبِيَّهَا فَيَصِلُ اللَّهُ أَمْرَهَا حَتَّى يُقْتَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ خَلِيفَتَهَا فَيَصِلُ اللَّهُ أَمْرَهَا حَتَّى يُقْتَلَ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا»

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَجِئْتُ مَعَهُ، فَجَعَلَ يَأْتِي الْجَمْعَ مِنْ تِلْكَ الْجُمُوعِ فَيَقُومُ -[1179]- عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ: «§اتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تَقْتُلُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلُهُ» . فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ، وَمَا نُرِيدُ قَتْلَهُ. فَإِذَا جَاوَزَهُمْ قَالَ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلُنَّهُ. ثُمَّ يَقُومُ عَلَى الْجَمْعِ الْآخَرِ فَيَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَهُ مِثْلَهُ فِإِذَا جَاوَزَهُمْ قَالَ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلَنَّهُ فَمَا زَالَ يَقُومُ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى وَجَدْتُ عَلَيْهِ فِي نَفْسِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ قُتِلَ بَعَثَ رَسُولًا فَقَالَ: اذْهَبْ وَانْظُرْ مَا فَعَلَ عُثْمَانُ، فَوَاللَّهِ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَيًّا سَاعَتَهُ هَذِهِ، قَالَ: فَذَهَبَ فَوَجَدَهُ قَدْ قُتِلَ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَهُوَ يَمُرُّ بِالْخَلْقِ وَيَقُولُ: §اتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تَقْتُلُوا عُثْمَانَ، فَإِنَّ حَقَّهُ عَلَيْكُمْ كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ. قَالُوا: نَحْنُ نَقْتُلُهُ لَا وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ. قَالَ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلُنَّهُ، فَمَا زَالَ يُخَالِفُهُمْ حَتَّى وَجَدْتُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §لَمَّا كَانَ حِينَ حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَتَّابٍ وَسَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَقَالَ: أَخْبِرَاهُ أَنَّكُمَا أَتَاوِيَانِ - أَوْ أَتَوِيَّانِ - جِئْنَا لِنَسْأَلَكَ. فَقَالَ: إِنَّكُمَا لَسْتُمَا أَتَاوِيَّيْنِ وَلَكِنَّكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابٍ، وَهَذَا سَلِيطُ بْنُ سَلِيطٍ، وَأَرْسَلَكُمَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ لِتَسْأَلَا عَنْ شَأْنِهِ، فَأَقْرِئَاهُ السَّلَامَ وَأَخْبِرَاهُ أَنَّ حَقَّهُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ - أَوْ مَقْتُولٌ - لَا مَحَالَةَ، وَأَنَّهُ أَعْظَمُ لِحُجَّتِكَ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَكُفَّ يَدَكَ. قَالَ: فَلَمَّا -[1180]- كَانَ يَوْمُ قُتِلَ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ أَرْسَلَ رَسُولًا فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا فَعَلَ عُثْمَانُ، فَوَاللَّهِ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ حَيًّا سَاعَتَهُ هَذِهِ. قَالَ: فَذَهَبَ فَوَجَدَهُ قَدْ قُتِلَ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ شَرٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِي كَانَ: «§لَا تُهْرِيقُوا نَبِيَّكُمْ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ إِلَّا ازْدَدْتُمْ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَبْكِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: «§الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيَحْكُمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْقَاتِلِ وَالْخَاذِلِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ

، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ يَسْأَلُ كَيْفَ هُوَ، فَقَالَ: إِنَّ نَفْسِي لَتُخْبِرُنِي أَنَّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَوْلَا أَنِّي فِي آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [البقرة: 159] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَيُبْعَثَنَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامًا مُقْسِطًا. فَيُقَالُ لَهُ: دُونَكَ مَنْ قَتَلَكَ وَمَنْ خَذَلَكَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَنْزِلَنَّ بِكُمْ فِي شَأْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثٌ، لَا تَكُونُ طَاعَةٌ إِلَّا فَرَقًا، وَلَا حِيلَةٌ إِلَّا مُكَافَأَةً، وَلَيُقْتَلَنَّ بِدَمِ عُثْمَانَ الَّذِينَ قَتَلُوهُ، وَالَّذِينَ فِي أَصْلَابِهِمْ وَالَّذِينَ فِي أَصْلَابِ أَصْلَابِهِمْ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو يَحْيَى الزُّهْرِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ ابْنَ سَلَامٍ، قَالَ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " §أَتَعْلَمُونَ أَنِّي الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَنَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ -[1182]- {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {§وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «§هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، {§وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] قَالَ: «هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَأَنْكَرَهُ الْبَوَّابُونَ فَلَمْ يَأْذَنُوا لَهُ، وَجَاءَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ الْحَجَّاجَ فَأَذِنَ لَهُ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، وَأَمَرَ الْحَجَّاجُ رَجُلَيْنِ مِمَّا يَلِي السَّرِيرَ أَنْ يُوسِعَا لَهُ، فَجَلَسَ. فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: لِلَّهِ أَبُوكَ، أَتَعْلَمُ حَدِيثًا حَدَّثَهُ أَبُوكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -[1183]- عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ عَنْ جَدِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ؟ قَالَ: أَيُّ حَدِيثٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرُبَّ حَدِيثٍ؟ قَالَ: حَدِيثُ الْمِصْرِيِّينَ حِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ: أَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فَانْطَلَقَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَوَسَّعُوا لَهُ حَتَّى دَخَلَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ. مَا جَاءَ بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ؟ قَالَ: وَقَدْ عَزَمَ عُثْمَانُ عَلَى النَّاسِ فَخَرَجُوا عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جِئْتُ حَتَّى تُسْتَشْهَدَ أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَكَ، وَلَا أَرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا قَاتِلِيكَ، فَإِنْ يَقْتُلُوكَ فَذَاكَ خَيْرٌ لَكَ وَشَرٌّ لَهُمْ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي لِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ لَمَا خَرَجْتَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا كَانَ خَيْرًا يَسُوقُهُ اللَّهُ بِكَ أَوْ شَرًّا يَدْفَعُهُ اللَّهُ بِكَ. فَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأَوْهُ اجْتَمَعُوا لَهُ وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ بِبَعْضِ مَا يَسُرُّهُمْ، فَقَامَ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا يُبَشِّرُ بِالْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَهُ، وَيُنْذِرُ بِالنَّارِ مَنْ عَصَاهُ، وَأَظْهَرَ مَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ اخْتَارَ لَهُ الْمَسَاكِنَ فَاخْتَارَ لَهُ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَهَا دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ الْإِيمَانِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ حَافِّينَ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ مُذْ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ، وَمَا زَالَ سَيْفُ اللَّهِ مُغْمَدًا عَنْكُمْ مُذْ قَدِمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي بِهَدْيِ اللَّهِ، وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ بَعْدَ الْبَيَانِ وَالْحُجَّةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ فِيمَا مَضَى إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ كُلُّهُمْ يُقْتَلُ بِهِ -[1184]-، وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا كُلُّهُمْ يُقْتَلُ بِهِ فَلَا تَعْجَلُوا عَلَى هَذَا الشَّيْخِ بِقَتْلِ الْيَوْمِ، §فَوَاللَّهِ لَا قَتَلَهُ مِنْكُمْ رَجُلٌ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقْطُوعَةً يَدُهُ مُشَلَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِوَالِدٍ عَلَى وَلَدٍ حَقٌّ إِلَّا وَلِهَذَا الشَّيْخُ عَلَيْكُمْ مِثْلُهُ» . قَالَ: فَقَامُوا وَقَالُوا: كَذَبَ الْيَهُودِيُّ كَذِبَ الْيَهُودِ. فَقَالَ: " كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ وَأَثِمْتُمْ، مَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ، إِنِّي لَأَحَدُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْلَمُ اللَّهُ ذَلِكَ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] وَتَلَا الْآيَةَ الْأُخْرَى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10] " قَالَ: فَقَامُوا فَدَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَذَبَحُوهُ كَمَا تُذْبَحُ الْحُلَّانُ. قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: مَا الْحُلَّانُ؟ فَقَالَ: الْحَمَلُ، قَالَ: وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِلَى الْقَوْمِ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَهْلَ مِصْرَ، يَا قَتَلَةَ عُثْمَانَ، قَتَلْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا وَاللَّهِ لَا يَزَالُ بَعْدَهُ عَهْدٌ مَنْكُوثٌ، وَدَمٌ مَسْفُوحٌ، وَمَالٌ مَقْسُومٌ مَا بَقِيتُمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ -[1185]-، §عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،. . . . . . وَنَاشَدَهُمْ فِي عُثْمَانَ: «لَا تَقْتُلُوهُ، فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ فَمَثَلُكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ مَرَّةً مَا اسْتَقَامَ، وَمَرَّةً لَا يَسْتَقِيمُ، فَإِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَا يَسْتَقِيمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُمَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَامَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: " §إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِلَّهِ عَلَيَّ حَقٌّ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ حَقٌّ وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَرَأَيْتُ أَنْ أُؤَدِّيَ حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَقَّكُمْ، وَإِنَّهُ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ: الْأَبُ لَكُمْ - مَرَّتَيْنِ بِالْعَرَبِيَّةِ - خَلِيفَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَا تُرَدُّوا بَعْدَهُ طَاعَةً إِلَّا عَنْ مَخَافَةٍ، وَلَا تُوصَلُ رَحِمٌ إِلَّا عَنْ مُكَافَأَةٍ، وَلَيُقْتَلَنَّ بِهِ الرِّجَالُ وَمَنْ فِي أَصْلَابِهِمْ ". قَالُوا: يَا يَهُودِيُّ، أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ، لَا يَنْتَطِحُ فِيهِ شَاتَانِ وَلَا يَتَنَاقَرُ فِيهِ دِيكَانِ. قَالَ: «أَمَّا الشَّاتَانِ وَالدِّيكَانِ فَقَدْ صَدَقْتُمْ، وَلَكِنِ التَّيْسَانِ الْأَكْبَرَانِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقْتَلَنَّ بِهِ الرِّجَالُ وَمَنْ فِي أَصْلَابِهِمْ وَأَصْلَابِ أَصْلَابِهِمْ» ، فَحَصَبُوهُ حَتَّى شَجُّوهُ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ يَدْمَى، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا يُوسُفَ؟ قَالَ: «كَانَ لِلَّهِ عَلَيَّ حَقٌّ

وَلَكَ عَلَيَّ حَقٌّ، وَلَهُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُؤَدِّيَ الَّذِي يَحِقُّ لِلَّهِ عَلَيَّ، وَلَكَ وَلَهُمْ، فَزَعَمُوا أَنِّي يَهُودِيٌّ، وَأَنْتَ أَشْبَعْتَ بَطْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لَفِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ الْخَلِيفَةُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ»

قَالَ هَارُونُ: وَحَدَّثَنَا أَسَدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، أَنَّهُمُ سَألُوا الَّذِينَ حَضَرُوا عُثْمَانَ وَهُوَ يَتَخَبَّطُ فِي دَمِهِ عَنْ قَوْلِهِ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالُوا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ اجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَعَا اللَّهَ فِي تِلْكَ الْحَالِ أَلَّا يَجْتَمِعُوا مَا اجْتَمَعُوا»

كلام عثمان رضي الله عنه وهو محصور واحتجاجه على الفسقة

§كَلَامُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ وَاحْتِجَاجُهُ عَلَى الْفَسَقَةِ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، وَكَانَ مَدْخَلٌ فِي الدَّارِ مَنْ دَخَلَهُ سَمِعَ كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ، فَدَخَلَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَرَجَ وَهُوَ مُتَغَيِّرٌ لَوْنُهُ وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونَنِي بِالْقَتْلِ آنِفًا. قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لِمَ يَقْتُلُونِي؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ "، فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ قَطُّ، وَلَا أَحْبَبْتُ أَنَّ لِي بِدِينِي بَدَلًا -[1187]- مُذْ هَدَانِي اللَّهُ بِهِ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا، فَبِمَ يَقْتُلُونَنِي؟

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُحْيِي إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ السَّرَّاجُ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: عَلَامَ تَقْتُلُونَنِي؟ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَيُرْجَمُ، وَرَجُلٌ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ، وَرَجُلٌ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ الْقَوَدُ "، وَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَا قَتَلْتُ مُتَعَمِّدًا، وَلَا ارْتَدَدْتُ مُذْ أَسْلَمْتُ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: أَشْرَفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: «§يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَحِلُّ لَكُمْ دَمِي إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ، إِنْ كُنْتُمْ عَلِمْتُمُونِي كَفَرْتُ بَعْدَ إِسْلَامِي فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ دَمِي، وَإِنْ كُنْتُمْ عَلِمْتُمُونِي أَتَيْتُ فَاحِشَةً بَعْدَ إِحْصَانِي فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ دَمِي، وَإِنْ كُنْتُمْ عَلِمْتُمُونِي قَتَلْتُ نَفْسًا وَاحِدَةً فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ دَمِي»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ -[1188]- حُصِرَ: " §إِنَّ هَؤُلَاءِ تَوَعَّدُونِي بِالْقَتْلِ، فَلَا أَعْلَمُ الْقَتْلَ يَجِبُ عَلَى مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى هَذِهِ الْخِلَالِ: كُفْرٌ بَعْدَ إِيمَانٍ، أَوْ زِنًى بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ قَتْلُ نَفْسٍ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيُقَادُ بِهِ، أَوْ فَسَادٌ بِالْأَرْضِ فَيُقْتَلُ بِالْفَسَادِ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِحْصَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَهْمٌ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " §أَتَسْتَحِلُّونَ دَمِي؟ فَوَاللَّهِ مَا حَلَّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: مُرْتَدٌ عَنِ الْإِسْلَامِ، أَوْ ثَيِّبٌ زَانٍ، أَوْ قَاتِلُ نَفْسٍ. فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ شَيْئًا مِنْهَا مُذْ أَسْلَمْتُ "

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عِمْرَانَ السَّدُوسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ: أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ: {§لَا يَجْرِمَنَّكُمُ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ} [هود: 89] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي اشْتَبَكْتُمْ هَكَذَا - وَشَبَّكَ أَبُو جَهْمٍ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ -[1189]- الدَّارَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا مِنْ أَعَلَى الدَّارِ. بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} [هود: 89] قَالَ: " وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: الْكَفَّ الْكَفَّ، فَهُوَ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ. قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَهُوَ صَائِمٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّلْتِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَا تَقْتُلُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تَقْتَسِمُونَ فَيْئًا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا» قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «وَاللَّهِ لَئِنْ صَلَّى الْقَوْمُ جَمِيعًا إِنَّ قُلُوبَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ»

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ قَالَ: «§لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَيَكُونَنَّ بَأْسُكُمْ بَيْنَكُمْ وَلَتَحْدُثَنَّ فِيكُمْ سُنَّةُ فَارِسَ وَالرُّومِ» . وَقَالَ الْحَسَنُ: فَهُمْ وَاللَّهِ الْآنَ يُصَلُّونَ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، وَيُقَاتِلُونَ عَدُوَّهُمْ وَقُلُوبُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَقَدْ صَارَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ، فَهُمْ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَلَقَدْ أَحْدَثُوا بَيْنَهُمْ سُنَّةَ فَارِسَ وَالرُّومِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا إِلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذْ رَجَفَ بِهِمْ حِرَاءُ أَوْ بَعْضُ جِبَالِ مَكَّةَ: «§اسْكُنْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ فَوْقَكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» وَعَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَأَنَا، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعِيدٌ، وَسَعْدٌ فَقَالَ أَكْثَرُ النَّاسِ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَوْ بَلَغَهُ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ بِبِئْرٍ رُوَاءٍ فِي الْجَنَّةِ؟» فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي فَجَعَلْتُ النَّاسَ فِيهَا سَوَاءً؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: فَأَنَا أَسْتَسْقِيكُمْ مِنْهَا فَتَأْبُونَ عَلَيَّ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمُ اللَّهَ عِنْدَ مُصَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَخِيرَ لَكُمْ، وَأَنْ يُوَلِّيَ أَمْرَكُمْ خِيَارَكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِاللَّهِ أَتَقُولُونَ هُنْتُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَكُمْ. وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ أَهْلُ حَقِّهِ مِنْ خَلْقِهِ؟ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ دِينَ اللَّهِ هَانَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُبَالِ مَنْ وَلَّاهُ، وَبِالدِّينِ يُعْبَدُ اللَّهُ أَمْ -[1191]- تَقُولُونَ لَمْ يَكُنْ أَمْرُكُمْ شُورَى، وَإِنَّمَا أَمِيرُكُمْ رَجُلٌ كَابَرَكُمْ عَلَيْهِ مُكَابِرٌ فَوَكَلَ اللَّهُ الْأُمَّةَ أَنْ تَسْتَشِيرُوا فِي الْإِمَامَةِ وَلَمْ تَجْتَهِدُوا فِي مَوْضِعِ كَرَامَتِهِ أَمْ تَقُولُونَ لَمْ يَعْلَمِ اللَّهُ مَا عَاقِبَةُ أَمْرِي يَوْمَ وَلَّانِي وَسَرْبَلَنِي بِسِرْبَالِ كَرَامَتِهِ مَهْلًا مَهْلًا فَإِنِّي أَخٌ وَإِمَامٌ، وَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَتُفَرِّقُنَّ أَهْوَاءَكُمْ وَلَتَخْتَلِفُنَّ فِي ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَلَا تَكُونُ لَكُمْ صَلَاةٌ جَامِعَةٌ، وَلَا تَقْتَسِمُوا فَيْئًا، وَلَا يُرْفَعُ عَنْكُمُ الِاخْتِلَافُ، وَأَنَا وَالٍ فَإِنْ أَصَبْتُ فَاقْبَلُوا، وَإِنْ أَخْطَأْتُ فِي خَطَأٍ أَوْ تَعَمَّدْتُ فَأَنَا أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وأَسْتَغْفِرُهُ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَمَا سَمِعْنَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَّا أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ. فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي أُسَلِّمُ عَلَى قَوْمٍ أَنْتَ فِيهِمْ لَا تَرُدُّ عَلَيَّ السَّلَامَ قَالَ: رَدَدْتُ عَلَيْكَ فِي نَفْسِي. قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُسْمِعَنِي كَمَا أَسْمَعْتُكَ، أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ §هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اشْتَرَيْتُ بِئْرَ رُومَةَ مِنْ مَالِي فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمَيْنَ؟ قِيلَ: نَعَمْ. قَالَ: لِمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ؟ ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهُ -[1192]-، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَرْضِ فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قِيلَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي؟ ثُمَّ قَالَ: فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا - أَشْيَاءَ فِي شَأْنِهِ - قَالَ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ كَانَتِ الْفَيْصَلَ قَالَ: فَفَشَا النَّهْيُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَهْلًا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَشَا النَّهْيُ، وَقَامَ الْأَشْتَرُ فَقَالَ - لَا أَدْرِي أَيَوْمَئِذٍ أَمْ يَوْمًا آخَرَ -: فَلَعَلَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ وَبِكُمْ. قَالَ: فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى لَقِيَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِمْ " - أَوْ كَمَا قَالَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نَقْتُلُكَ أَوْ نَعْزِلُكَ. قَالَ: " §أَفَلَا نَبْعَثُ إِلَى الْآفَاقِ فَنَأْخُذُ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ نَفَرًا مِنْ خِيَارِهِمْ فَنُحَكِّمُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنْ كُنْتُ مَنَعْتُكُمْ حَقًّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِيكُمْ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا مَظْلِمَتُكَ الَّتِي تَطْلُبُنِي بِهَا؟ قَالَ: ضَرَبْتَنِي أَرْبَعِينَ سَوْطًا. قَالَ: أَفَلَمْ آتِكَ فِي بَيْتِكَ فَعَرَضْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَقِيدَ فَأَبَيْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلَى. فَأَنْتَ

الْآنَ تُرِيدُ أَعْظَمَ مِنْهَا، تَطْلُبُ دَمِي. قَالَ: فَهَابَ النَّاسُ وَأَمْسَكُوا حَتَّى رَمَى يَزِيدُ أَوْ أَبُو حَفْصَةَ غُلَامُ مَرْوَانَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُمْ. فَأَدْخَلُوا الْأَسْلَمِيَّ مَقْتُولًا فَقَالُوا: زَعَمَتْ أَنَّكَ لَا تُقَاتِلُ وَهَذَا صَاحِبُنَا مَقْتُولًا قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَأَقِدْنَا. قَالَ: مَا لَكُمْ قَوَدٌ قَبْلَهُ، رَجُلٌ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ أَنْ تَقْتُلُوهُ، وَلَمْ آمُرْهُ بِقِتَالٍ. وَقَالَ: زَعَمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ، وَلَا أَنَا لَكُمُ بِإِمَامٍ فِيمَا تَقُولُونَ، وَإِنَّمَا الْقَوَدُ إِلَى الْإِمَامِ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَاءَ الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنَّ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتِيبَةً يَمْنَعُوكَ مِنَ الظُّلْمِ وَيَأْخُذُونَكَ بِالْحَقِّ، فَاخْرُجْ فَخَاصِمِ النَّاسَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَخَطَبَ حِينَ خَرَجَ فَقَالَ: «§مَا أَرَى هَاهُنَا أَحَدًا يَأْخُذُ بِحَقٍّ وَلَا يَمْنَعُ مِنْ ظُلْمٍ» . وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَكَتَبَ كِتَابًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَأُؤَمِّرُ عَلَيْكُمْ مَنْ

أَحْبَبْتُمْ، وَهَذِهِ مَفَاتِيحُ بَيْتِ مَالِكُمْ فَادْفَعُوهَا إِلَى مَنْ شِئْتُمْ فَأَنْتُمْ مُعْتَبُونَ مِنْ. . . . . . . . . . بِاللَّهِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود: 55] ، {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] ". قَالُوا: لَا نَقْبَلُ. فَرَجَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: لَمَّا كَانُوا بِبَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرَادُوا قَتْلَهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «§اسْمَعُوا مِنِّي، فَمَا كَانَ مِنْ حَقٍّ صَدَّقْتُمُونِي، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ رَدَدْتُمُوهُ عَلَيَّ» . فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اسْمَعُوا مِنْهُ فَعَسَى أَنْ يُعْطِيَكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَذَكَرَ مَنَاقِبَهُ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ نَقَمْتُمْ بَعْضَ أَمْرِي وَاسْتَعْتَبْتُمُونِي فَتُبْتُ، فَذَهَبْتُمْ وَأَنْتُمْ رَاضُونَ، ثُمَّ رَجَعْتُمْ فَزَعَمْتُمْ أَنَّهُ سَقَطَ إِلَيْكُمْ كِتَابٌ تَسْتَحِلُّونَ بِهِ دَمِي أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ أَفْضَلَكُمْ رَجُلًا ادَّعَى عَلَى بَعْضِكُمْ دَعْوَى هَلْ كَانَ يُصَدَّقُ دُونَ أَنْ يَأْتِيَ بِبَيِّنَةٍ أَوْ يُسْتَحْلَفُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ بِاللَّهِ؟» فَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَ قَوْلًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ سَمِعْتُمْ هَذَا مِنْهُ جَاءَ بِمِثْلِ هَذَا وَدَنَوْا مِنَ الْبَابِ فَانْتَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ سَيْفَهُ وَقَالَ: الْآنَ طَابٌ أَمْ ضَرَّابٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِي عَلَيْكَ حَقًّا؟» قَالَ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: «فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَا أَغْمَدْتَ سَيْفَكَ وَكَفَفْتَ يَدَكَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ يَقُولُ: «§إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي قَيْدٍ فَضَعُوهُمَا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حِرَاءَ حِينَ انْتَفَضَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اثْبُتْ حِرَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَشَهِيدٌ وَشَهِيدٌ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا بِثَمَنٍ فَابْتَعْتُهَا ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ: «مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟» وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مَجْهُودُونَ مُعْسِرُونَ فَجَهَّزْتُ ذَلِكَ الْجَيْشَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فِي أَشْيَاءَ عَدَّدَهَا

ما روي من الاختلاف في معونة علي وسعد وغيرهم على عثمان رضي الله عنه

§مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي مَعُونَةِ عَلِيٍّ وَسَعْدٍ وَغَيْرِهِمْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ ,

فَقَالَ: أَتَانِي الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي آتٍ , فَقَالَ: احْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ وَمَا أَنَا بِشَاعِرٍ وَلَا رِاوِيَةِ شِعْرٍ: [البحر المتقارب] لَعَمْرُ أَبِيكَ فَلَا تَعْجَلَنْ ... لَقَدْ ذَهَبَ الْخَيْرُ إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ سَفِهَ النَّاسُ فِي دِينِهِمْ ... وَخَلَّى ابْنُ عَفَّانَ شَرًّا طَوِيلًا فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §اكْتُمْ هَذَا عَنِّي. فَمَكَثَ حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ. . . . . لَعَمْرِي لَقَدْ بَغَّضْتُمُونَا مَعِيشَةً ... تُقَمُّ بِهَا عَيْنُ التَّقِيِّ الْمُهَاجِرِ فَيَا لَيْتَ أَنِّي أَشْتَرِي الْعَيْشَ قَبْلَهُ ... وَأَنَّ فُلَانًا غَيَّبَتْهُ الْمَقَابِرُ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: اكْتُمْ هَذَا عَنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِ الَّذِي كَانَ. وَالْبَيْتَانِ الْأَوَّلَانِ عِنْدَنَا لِكَثِيرِ بْنِ الْفُرَيْرَةِ أَحَدِ بَنِي صَخْرِ بْنِ نَهْشَلٍ، وَلَهُمَا أَوَّلٌ وَآخِرٌ. أَوَّلَهُمَا: [البحر المتقارب] نَأَتْكَ أُمَامَةُ نَأْيًا جَمِيلًا ... وَبُدِّلْتَ بِالْقُرْبِ بُعْدًا طَوِيلًا وَإِنَّ الشَّبَابَ لَهُ لَذَّةٌ ... وَلَا بُدَّ لَذَّتُهُ أَنْ تَزُولَا لَعَمْرُ أَبِيكَ فَلَا تَكْذِبَنْ ... لَقَدْ ذَهَبَ الْخَيْرُ إِلَّا قَلِيلًا

وَقَدْ فُتِنَ النَّاسُ فِي دِينِهِمْ ... وَخَلَّى ابْنُ عَفَّانَ شَرًّا طَوِيلًا وَجَالَ أَبُو حَسَنٍ دُونَهَا ... فَمَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهَا سَبِيلًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: الْتَقَى عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِبَنِي غَنْمٍ، وَمَعَ الزُّبَيْرِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ , وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، §مَا رَأْيُكَ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأْيِي أَنْ تُطِيعَ إِمَامَكَ. قَالَ: وَكَأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَغْلَظَ لَهُ فَضَرَبَهُ الزُّبَيْرُ حَتَّى سَقَطَ , وَقَالَ: أَتَقُولُ هَذَا لِخَالِكَ؟

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَالزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فَتَلَقَّانَا عَلِيٌّ فِي بَنِي غَنْمٍ , فَقَالَ لِأَبِي: إِنِّي §أَسْتَشِيرُكَ فِي أَمْرِنَا هَذَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تُطِيعَ إِمَامَكَ. فَقَالَ أَبِي: بُنَيَّ خَلِّ عَنْ خَالِكَ يَقْضِ حَاجَتَهُ، وَدَعْنِي وَجَوَابَهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ قَدْ قَبَضَ الْمَفَاتِيحَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْأَمْرِ. فَقَالَ أَبِي: دَعِ ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ فَإِنَّهُ لَوْ قَدْ فَرَغَ مِنَ الْأَمْرِ لَمْ تَكُنْ مِنْهُ بِسَبِيلٍ، الْزَمْ بَيْتَكَ. قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ. وَانْصَرَفَ وَأَتَى أَبِي مَنْزِلَهُ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جَاءَنِيَ رَسُولُهُ فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا وِسَادَةٌ مُلْقَاةٌ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنْ كَانَ عَلَى الْوِسَادَةِ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: عَلِيٌّ أَتَانِي فَقَالَ: قَدْ بَدَا لَكَ أَنِّي لَا أَدَعُ ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ وَمَا يُرِيدُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْعِيدِ صَلَّى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ، فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا طَلْحَةَ، فجَاءَ طَلْحَةُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتَذِرُ

، فَقَالَ عُثْمَانُ: الْآنَ يَا ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ أَلَّبْتَ النَّاسَ عَلَيَّ حَتَّى إِذَا غَلَبَكَ عَلِيٌّ عَلَى الْأَمْرِ، وَفَاتَكَ مَا أَرَدْتَ جِئْتَ تَعْتَذِرُ، لَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْكَ

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْكُوفَةِ , حَدَّثَهُ عَنْ شَيْخٍ آخَرَ قَالَ: حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِخَيْبَرَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُوهُ، فَانْطَلَقَ، فَقُلْتُ: لَأَنْطَلِقَنَّ مَعَهُ وَلَأَسْمَعَنَّ مَقَالَتَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَلَّمَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لِي عَلَيْكَ §حُقُوقًا، حَقَّ الْإِسْلَامِ وَحَقَّ الْإِخَاءِ. قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَحَقَّ الْقَرَابَةِ وَالصِّهْرِ، وَمَا جَعَلْتَ لِي فِي عُنُقِكَ مِنَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذَا شَيْءٌ، أَوْ كُنَّا إِنَّمَا نَحْنُ فِي جَاهِلِيَّةٍ لَكَانَ مُبَطَّأً عَلَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْ يَبْتَزَّهُمْ أَخُو بَنِي تَيْمٍ مُلْكَهُمْ» . فَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ فَكُلُّ مَا ذَكَرْتَ مِنْ حَقِّكَ عَلَيَّ عَلَى مَا ذَكَرْتَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: لَوْ كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ لَكَانَ مُبَطَّأً عَلَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْ يَبْتَزَّهُمْ أَخُو بَنِي تَيْمٍ مُلْكَهُمْ فَصَدَقْتَ، وَسَيَأْتِيكَ الْخَبَرُ. ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى أُسَامَةَ جَالِسًا فَدَعَاهُ، فَاعْتَمَدَ عَلَى يَدِهِ فَخَرَجَ يَمْشِي إِلَى طَلْحَةَ، وَتَبِعْتُهُ

فَدَخَلْنَا دَارَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - وَهِيَ رَحَاسٌ مِنَ النَّاسِ - فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا طَلْحَةُ، مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي وَقَعْتَ فِيهِ؟ قَالَ: يَا أَبَا حَسَنٍ بَعْدَ مَا مَسَّ الْحِزَامُ الطَّبْيَيْنِ فَانْصَرَفَ عَلِيٌّ وَلَمْ يُحِرْ إِلَيْهِ شَيْئًا حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَالِ فَقَالَ: افْتَحُوا هَذَا الْبَابَ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى الْمَفَاتِيحِ، فَقَالَ: اكْسِرُوهُ، فَكُسِرَ، فَقَالَ: أَخْرِجُوا الْمَالَ، فَجَعَلَ يُعْطِي النَّاسَ فَجَعَلُوا يَتَسَلَّلُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تُرِكَ طَلْحَةُ وَحْدَهُ. وَبَلَغَ الْخَبَرُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسُّرَ بِذَلِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ طَلْحَةُ عَائِدًا إِلَى دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَعْلَمَنَّ مَا يَقُولُ هَذَا، فَتَبِعْتُهُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، أَرَدْتُ أَمْرًا فَحَالَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ عُثْمَانُ: «إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا جِئْتَ تَائِبًا، وَلَكِنْ جِئْتَ مَغْلُوبًا، اللَّهُ حَسِيبُكَ يَا طَلْحَةُ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ: «إِنْ كُنْتُ §مَأْكُولًا فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ. وَلَا تُخَلِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ ابْنِ فُلَانَةَ» - يُرِيدُ طَلْحَةَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ -[1200]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُصِرَ فَوَجَدْتُهُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: أَتَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ وَأَنْتَ أَقْرَأُ النَّاسِ ظَاهِرًا؟ قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أُوَعِّكَ لَهُ، ثُمَّ أَنَا وَمَا دَعَوْتُكَ لَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى، فَحَدِّثْنِي فَرُبَّ حَدِيثٍ حَسَنٍ قَدْ حَدَّثَتْنِيهِ. قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا مَاتَتِ ابْنَتُهُ الْأُخْرَى , فَنَظَرَ إِلَى فِرَاشِي مِنْ أَدَمٍ فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا اضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ أُنْثَى بَعْدَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُ مِنْكَ مَا رَأَيْتُ، لِهَذَا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ §الْمِيرَاثَ لِلْوَارِثِ، وَالْمَيِّتَ لِلتُّرَابِ، وَلَوْ أَنَّ عِنْدِي عَشْرًا زَوَّجْتُكَهُنَّ، وَإِنِّي عَنْكَ لَرَاضٍ» . قُلْتُ: صَدَقْتَ، لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ عَنْكَ لَرَاضٍ، فَمَا الَّذِي دَعَوْتَنِي لَهُ؟ قَالَ: «تَكْفِينِي نَفْسَكَ وَابْنَ عَمِّكَ، فَلَا أَتَّهِمُكُمَا وَلَا يَتَّهِمُكُمَا مَنْ بَعْدِي» . قُلْتُ: أَمَّا أَنَا فَسَأَكْفِيكَ نَفْسِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمِّي فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ أُبَلِّغُهُ. قَالَ: «تَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِمَا لَهُ بِيَنْبُعَ» . قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَقِيتُ عَلِيًّا فَأَبْلَغْتُهُ، فَخَرَجَ إِلَى يَنْبُعَ: وَاغْتَنَمَ طَلْحَةُ غَيْبَتَهُ وَرَحَلَ. . . . . . . يَقُولَانِ: وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ. فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى النَّاسَ بَلَغَ أَمْرُهُمْ فِي هَذَا، وَكَتَبَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، وَجَاوَزَ الْحِزَامُ الْكَتِفَيْنِ، وَارْتَفَعَ أَمْرُ النَّاسِ فِي أَمْرِي فَوْقَ قَدْرِهِ، وَطَمِعَ فِيَّ مَنْ لَمْ يَدْفَعْ عَنْ نَفْسِهِ: [البحر الطويل] وَإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ ... ضَعِيفٍ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ -[1201]- فَأَقْدِمْ عَلَيَّ أَوْ لِيَ: [البحر الطويل] فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولًا فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ ... وَإِلَّا فَأَدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ " قَالَ: وَالشِّعْرُ لِلْمُمَزِّقِ الْفَيْدِيِّ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ §مَقْتُولٌ، وَإِنَّكَ مَسْلُوبٌ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ §سَيَّرَنِي عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى صِرَارٍ لَسَمِعْتُهُ وَأَطَعْتُ الْأَمْرَ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ -[1202]-، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى شَمْلَةٍ لَهُ مِنْ دَجًى يَدُّقُّهَا إِذْ أَتَاهُ كِتَابُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ: «أَمَّا بَعْدُ إِذَا §أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَلَا تَضَعْهُ مِنْ يَدِكَ حَتَّى تُقْبِلَ» . قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَقَالَ: «يَا جُبَيْرُ الْحَقْنِي بِكَذَا وَكَذَا. فَلَحِقْتُهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي الظُّهْرَ، وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُقْرِئُهُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا - يَعْنِي طَلْحَةَ - قَدْ قَتَلَنِي بِالْعَطَشِ، وَالْقَتْلُ بِالسِّلَاحِ أَجْمَلُ مِنَ الْقَتْلِ بِالْعَطَشِ. فَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ وَهُوَ يَتَرَامَى بِالنَّبْلِ , عَلَيْهِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ , فَلَمَّا رَآهُ تَنَحَّى عَنْ صَدْرِ الْفِرَاشِ وَرَحَّبَ بِهِ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ §عُثْمَانَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ قَدْ قَتَلْتُمُوهُ بِالْعَطَشِ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ يَحْسُنُ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ.» فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ وَلَا نِعْمَةَ عَيْنٍ، لَا نَتْرُكُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا كُنْتُ أَرَى أَنِّي أُكَلِّمُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ فِي شَيْءٍ فَلَا يَفْعَلُ» فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ، وَمَا أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ يَا عَلِيُّ. فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَضْبَانُ وَقَالَ: «لَتَعْلَمَنَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَكُونُ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ أَمْ لَا» . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّرَفِيِّ بْنِ قُطَامِيٍّ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ السَّائِبِ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ عَلِيٌّ: سَتَعْلَمُ يَا ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ أَكُونُ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ أَمْ لَا، وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْمِسْوَرِ ,

فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ الْتَفَتَ إِلَى الْمِسْوَرِ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَيَصْلَيَنَّ حَرَّهَا، وَلَيَكُونُنَّ بَرْدُهَا وَحَرُّهَا لِغَيْرِهِ، وَلَتُتْرَكَنَّ يَدَاهُ مِنْهَا صِفْرًا. وَبَعَثَ. . . . . . ابْنَهُ إِلَى عُثْمَانَ بِرَاوِيَةٍ مِنْ مَاءٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ فِي الدَّارِ أَرْسَلَ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَقَالَ: يَا أَخِي إِنَّهُ قَدْ حُصِرْنَا، وَمُنِعْنَا الْمَاءَ، وَمِنَّا الَّذِي لَمْ يُصَلِّ وَهُوَ طَاهِرٌ مُنْذُ أَيَّامٍ فَأَغِثْنَا. فَأَمْهَلَ حَتَّى أَتَتْ رَوَايَا النَّاسِ , ثُمَّ خَرَجَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَصْرِفَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَطَفُوا الثَّانِيَةَ , فَقَامَ طَلْحَةُ لِيَصْرِفَهَا إِلَيْهِ، فَأَبَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ حَتَّى تَقْتُلَنِي أَوْ أَقْتُلَكَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: مَا أُحِبُّ أَنْ تَقْتُلَنِي وَلَا أَقْتُلَكَ، فَتَرَكَهَا. ثُمَّ إِنَّهُمْ خَلَصُوا إِلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ فَنَادَاهُمْ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَ تَسْتَحِلُّونَ دَمِي؟ قَالُوا: بِمَا آثَرْتَ وَاسْتَأْثَرْتَ , فَقَالَ: فَهَذَا الْمَالُ أُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ فَلَا أُصِيبُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا كَمَا تُصِيبُونَ أَوْ يُصِيبُ أَحَدُكُمْ، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §أُنَاسًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ سَيُرِيدُونَكَ عَلَى أَنْ تَنْزِعَ قَمِيصًا كَسَاكَهُ اللَّهُ فَلَا تَفْعَلْ»

حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا -[1204]- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّلْحِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «إِنَّا قَدْ §تَحَدَّثْنَا مِنْ حَدِيثٍ لَيْلَةً وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ - يَعْنِي أَمْرَ عُثْمَانَ - فَأَقَامَ فِيهِ قَوْمٌ كَانُوا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ دِينًا وَرَأْيًا وَحِلْمًا، فَسَأَلُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ أَمْرًا فَأَعْطَاهُمْ مَا سَأَلُوا , فَلَمْ يَنْتَظِرُوا بِصَدَاقِهِ حَتَّى حَقَبَهُ الْأَمْرُ وَغَلَبَ سُفَهَاءُ النَّاسِ حُلَمَاءَهُمْ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الرَّحْمَةَ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي جَعْدِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ , وَإِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: " §آمَنُكُمْ عِنْدِي وَخَيْرُكُمْ فِي نَفْسِي مَنْ كَفَّ عَنِّي، وَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا وَطِئُوا الدَّارَ مَعِي وَبَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ، وَقَدْ تَحَرَّجْتُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَأْتُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقُولُوا لَهُ: عَلَيْكَ بِأَمْرِ النَّاسِ فَاصْنَعْ فِيهِ مَا يَحِقُّ لِلَّهِ عَلَيْكَ ". فَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَنْصَفْتَ. ثُمَّ قَالَ: «ائْتُوا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ فَأَعْلِمُوهُمْ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ» . قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعَلَى بَابِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ وَقَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ , فَأَتَى أُسَامَةُ الْبَابَ , فَكَلَّمَ إِنْسَانًا دُونَ الْبَابِ كَأَنَّهُ عَرَفَهُ حَتَّى سَمِعْتُ أُسَامَةَ يَقُولُ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْ خَلَصْتُ إِلَيْكَ لَعَضَضْتُ بِأَنْفِكَ، وَانْصَرَفْنَا وَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَأَتَيْنَا الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَعْلَمْنَاهُ، فَقَالَ: قَدْ أَنْصَفَ فَمَا بَعْدَ هَذَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

فَأَتَيْنَا طَلْحَةَ فَأَعْلَمْنَاهُ، فَبَكَى , وَعِنْدَهُ نَاسٌ , فَقَالَ الْأَشْتَرُ: كَتَبْتُمْ إِلَيْنَا، هَلُمَّ إِلَى مَنْ خَالَفَ الْكِتَابَ، فَأَقْبَلْنَا فَجَلَسَ هَذَا فِي دَارِهِ وَهَذَا فِي دَارِهِ، وَأَنْتَ تَقْصِرُ عَيْنَيْكَ لَا تَبْرَحِ الْعَرْصَةَ حَتَّى يُسْفَكَ دَمُهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُضْطَجِعًا فِي الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَوْ شِئْتَ رَدَدْتَ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَجَلَسَ وَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا أَمَرْتُ بِشَيْءٍ وَلَا دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِمْ» . قَالَ: فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ:. . . . مُزَمَّلٌ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي جَعْدِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: رَجَعَ أَهْلُ مِصْرَ , فَنَزَلُوا بِذِي خُشُبٍ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ فِي هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ , فَأَتَوْا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالُوا: كَلَّمْتَنَا فَرَجَعْنَا نُرِيدُ بِلَادَنَا، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ جَاءَ رَجُلَانِ مِنَّا غَيْرَ الطَّرِيقِ. فَلَحِقَا رَاكِبًا فَاسْتَنْكَرَاهُ لِجَوْرِهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَتَيَانَا بِهِ

، فَعَرَفَهُ بَعْضُنَا وَقَالُوا: هَذَا أَرِيسٌ غُلَامُ عُثْمَانَ، وَهَذَا جَمَلُ عُثْمَانَ الْبَخْتَرِيِّ، فَسَأَلْنَاهُ فَخَلَطَ، فَفَتَّشْنَا إِدَاوَتَهُ فَإِذَا فِيهَا قَصَبَةُ صُفْرٍ فِي مَنْحَرِ فُوَّةِ الْإِدَاوَةِ فِيهَا صَحِيفَةٌ، فَإِذَا كِتَابٌ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ أَهْلُ مِصْرَ فَاقْتُلْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِتِسْعَةٍ مِنَّا , فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §رَدَدْتُهُمْ عَنْكَ ثُمَّ أَتْبَعْتَهُمْ بِهَذَا الْكِتَابِ فَقَالَ: «مَا كَتَبْتُ وَلَا عَلِمْتُ، وَلَا أَنْتَ عِنْدِي بِبَرِيءٌ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ» . فَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: قَدِ اتَّهَمَنِي، فَأَنْتُمْ وَهُوَ وَأَعْلَمُ. فَحَاصَرُوهُ , فَأَدْخَلَ مَعَهُ جِرَارَ الْمَاءِ وَالطَّعَامِ إِلَى دَارِهِ , وَمَعَهُ فِتَيَانُ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ، وَوَلِيُّ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَمَرْوَانُ، وَالْحَارِثُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُو الْحَكَمِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَأْدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَمَعَهُمْ فِي الدَّارِ بَشَرٌ كَثِيرٌ , وَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى سَعْدٍ: «أَنِ الْقَ عَلِيًّا فَذَكِّرْهُ رَحِمِي وَسِنِّي، وَانْشُدْهُ اللَّهَ فِي أَمْرِي» . قَالَ سَعْدٌ: فَلَقِيتُهُ فَكَلَّمَتْهُ فَلَمْ يُجِبْنِي، فَقُلْتُ: مَا لَكَ لَا تُجِيبُنِي، إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مَقْتُولٌ قَالَ: مَا أَنَا مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ

حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْجَحَّاشَ يَقُولُ: سُمِعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «وَلَأَنْ §يَلِيَهَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلِيَهَا غَيْرُهُ»

كراهة عثمان رضي الله عنه القتال ونهيه أصحابه عنه

§كَرَاهَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْقِتَالَ وَنَهْيُهُ أَصْحَابَهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ -[1207]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الدَّارِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَابٌ أَمْ ضَرْبٌ؟ - قَالَ: يَعْنِي طَابَ الْقِتَالُ - فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَيَسُرُّكَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَأَنَا مَعَهُمْ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ: «§إِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَ إِنْسَانًا وَاحِدًا فَكَأَنَّمَا قَتَلْتَ النَّاسَ جَمِيعًا» . حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ سَوَاءٌ

حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا أَلْقَيْتُمُ السِّلَاحَ , فَأَلْقَيْتُ سَيْفِي فَمَا تَقَلَّدْتُهُ بَعْدُ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ فَجَاءَ سَهْمٌ عَائِرٌ فَأَصَابَ إِنْسَانًا فَقَتَلَهُ، فَقُلْتُ: §طَابٌ أَمْ ضِرَابٌ؟ فَقَالَ: «أَعْزِمُ عَلَيْكَ , فَإِنَّمَا يُرَادُ نَفْسِي وَسَأَقِي الْمُؤْمِنِينَ بِنَفْسِي»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ -[1208]- الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: انْتَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ سَيْفَهُ , فَقَالَ: الْآنَ §طَابٌ أَمْ ضِرَابٌ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِيَ عَلَيْكَ حَقًّا؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَا أَغْمَدْتَ سَيْفَكَ وَكَفَفْتَ يَدَكَ؟» قَالَ: فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَامَ تَمْنَعُ النَّاسَ مِنْ قِتَالِهِمْ؟ فَقَالَ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَخِي لَمَا كَفَفْتَ يَدَيْكَ، وَلَحِقْتَ بِأَهْلِكَ فَلَا حَاجَةَ لِي فِي هِرَاقَةِ الدِّمَاءِ» . فَقَامَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَامَ تَمْنَعُ النَّاسَ مِنْ قِتَالِهِمْ، فَقَدْ وَاللَّهِ حَلَّ قِتَالُهُمْ. وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ فِي الدَّارِ إِلَّا مَنْ مَعَكَ مِنْ وَلَدِ أَبِيكَ - يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ - لَامْتَنَعْتَ بِهِمْ، قَالَ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا كَفَفْتَ يَدَكَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ , فَقَالَ: «§أَعْزِمُ عَلَى مَنْ كَانَ لَنَا عَلَيْهِ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ لَمَا كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ، فَإِنَّ أَعْظَمَكُمْ عِنْدِي غَنَاءً الْيَوْمَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بِالْبَابِ عِصَابَةً -[1209]- مُسْتَبْصِرَةً قَدْ يَنْصُرُ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهُمْ. فَقَالَ: «§أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا يَرَى لِلَّهِ عَلَيْهِ حَقًّا، وَيَرَى لِي عَلَيْهِ حَقًّا أَنْ يُهْرِيقَ دَمِي، أَوْ يُهْرِيقَ لِي دَمًا»

قَالَ سَعِيدٌ: وَحَدَّثَنِي صَخْرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: " §جَاءَتِ الْأَنْصَارُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَعْنَا نَكُنْ أَنْصَارَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمٌ قَالَ: §نَاشَدَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ أَلَّا يُهْرِيقَ أَحَدٌ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْرُجُ فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى يَهْزِمَهُمْ، لَوْ شَاءُوا أَنْ يُقَتِّلُوا فِيهِمْ لَقَتَّلُوا، وَرَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْبَخْتَرِيِّ فَإِنَّهُ لَيَضْرِبُ رَجُلًا بِعَرْضِ سَيْفِهِ لَوْ شَاءَ أَنْ يَقْتُلَهُ، وَلَكِنَّ عُثْمَانَ عَزَمَ عَلَى النَّاسِ

حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: دَعْنَا نَكُنْ أَنْصَارَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: «§عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا رَجَعْتُمْ» . قَالَ: فَرَجَعُوا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ -[1210]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ وَرَجُلًا آخَرَ مَعَهُ دَخَلَا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَاسْتَأْذَنَاهُ فِي الْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُمَا، ثُمَّ قَالَا: مَعَ مَنْ نَكُونُ إِنْ ظَهَرَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: «§عَلَيْكُمَا بِالْجَمَاعَةِ» . قَالَا: أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَكَانَتِ الْجَمَاعَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ: «الْزَمَا الْجَمَاعَةَ حَيْثُ كَانَتْ» . قَالَ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ , فَلَمَّا بَلَغَا بَابَ الدَّارِ لَقِيَا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَاخِلًا فَرَجَعَا لِيَنْظُرَا مَا يُرِيدُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ حَسَنٌ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا طَوْعُ يَدِكَ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ. قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: «ابْنَ أَخِي ارْجِعْ فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِي هَرَاقِ الدِّمَاءِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِنْ مَرَاثِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: [البحر الطويل] §وَكَفَّ يَدَيْهِ , ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ ... وَأَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِغَافِلِ وَقَالَ لِأَهْلِ الدَّارِ لَا تَقْتُلُوهُمُ ... عَفَا اللَّهُ عَنْ كُلِّ امْرِئٍ لَمْ يُقَاتِلِ فَكَيْفَ رَأَيْتَ اللَّهَ أَلْقَى عَلَيْهِمُ ... الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَعْدَ التَّوَاصُلِ وَكَيْفَ رَأَيْتَ الْخَيْرَ أَدْبَرَ بَعْدَهُ ... عَنِ النَّاسِ إِدْبَارَ النَّعَامِ الْجَوَافِلِ وَهَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّرْقِيِّ بْنِ قُطَامِيٍّ، عَنْ أَبِي جُنَادَةَ

الْكَلْبِيِّ قَالَ: قَالَتْ رَيْطَةُ مَوْلَاةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: بَعَثَنِي أُسَامَةُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: قُولِي: لَوْ أَنَّ عِنْدِيَ §أَدِلَّاءَ مِنْ قَوْمِي لَكَانَتْ كِرَامًا، فَإِنْ أَحْبَبْتَ نَقَبْنَا لَكَ الدَّارَ , وَخَرَجْتَ حَتَّى تَلْحَقَ بِمَأْمَنِكَ حَتَّى يُقَاتِلَ مَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ حِينَ آذَاهُ أَهْلُ مَكَّةَ، خَرَجَ عَنْهُمْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ لَهُ. فَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِأَدَعَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِوَارِهِ وَقَبْرِهِ» . فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا , ثُمَّ قَالَ: ارْجِعِي إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِرِسَالَتِي , فَإِنِّي لَا أَظُنُّ الْقَوْمَ إِلَّا قَاتِلِيهِ. قَالَتْ: فَجِئْتُ فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَطْنَهُ بِرِجْلِهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُهُمُ انْتَهَبُوا مَتَاعَهُ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْخُذُونَ الْمِرْآةَ وَنَحْوَهَا. فَبَكَى سَعْدٌ الْقَرَظُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: لَقِيَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّكَ لَمِنْ §أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ لِي فَأَطِعْنِي وَاخْرُجْ إِلَى مَالِكَ بِيَنْبُعَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَخْرُجْ وَيُقْتَلْ عُثْمَانُ لَا يَعْدِلُ النَّاسُ بِكَ أَحَدًا، وَإِنْ قُتِلَ وَأَنْتَ شَاهِدٌ لَمْ يَتَّهِمِ النَّاسُ كَافَّةً غَيْرَكَ أَوِ الْحَقْ بِمَكَّةَ. فَأَبَى وَدَخَلَ أُسَامَةُ عَلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عِنْدِي ظَهْرًا ظَهِيرًا وَرِجَالًا جُلْدًا مِنْ قَوْمِي مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ كَلْبٍ، فَاخْرُجْ مَعِي حَتَّى -[1212]- أَقْدَمَ بِكَ الشَّامَ عَلَى أَنْصَارِكَ، فَيَضْرِبُ الْمُقْبِلُ الْمُدْبِرَ. فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ إِنِّي لَنْ أُفَارِقَ مُهَاجَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْضِعَ قَبْرِهِ وَمَنَازِلَ أَزْوَاجِهِ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: قَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى وَإِنَّا مُخَيِّرُوكَ بَيْنَ خِصَالٍ ثَلَاثٍ، إِنْ شِئْتَ خَرَقْنَا لَكَ بَابًا فِي الدَّارِ سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَتَقْعُدُ عَلَى رَوَاحِلِكَ فَتَلْحَقُ بِمَكَّةَ , فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا، أَوْ تَلْحَقُ بِالشَّامِ , فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، أَوْ تَخْرُجُ بِمَنْ مَعَكَ فَتُقَاتِلُهُمْ فَإِنَّ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً، وَأَنْتَ عَلَى حَقٍّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا قَوْلُكَ: نَخْرِقُ لَكَ بَابًا سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَأَقْعُدُ عَلَى رَوَاحِلِي وَأَلْحَقُ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِي وَأَنَا بِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يُلْحَدُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالِمِ» فَلَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: الْحَقْ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِي وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، وَأَمَّا قَوْلُكَ: أَخْرُجُ بِمَنْ مَعِي عَدَدًا وَقُوَّةً وَأَنَا عَلَى حَقٍّ , عَلَى بَاطِلٍ، فَلَنْ أَكُونَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ بِإِهْرَاقِ دَمِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ " -[1213]-. حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِمِثْلِهِ سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ بِإِهْرَاقِ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رُحْتُ إِلَى الدَّارِ وَغَدَوْتُ إِلَيْهَا شَهْرًا، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ، كُلُّ ذَلِكَ بِعَيْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا نَهَانِي يَوْمًا قَطُّ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ يَوْمَ زُحِفَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَامَ تَكُفُّ النَّاسَ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ حَلَّ لَكَ قِتَالُهُمْ، وَالنَّاسُ جَادُّونَ فَأْذَنْ لِلنَّاسِ فِي قِتَالِهِمْ. فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي §أَعْزِمُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ إِلَّا لَحِقْتَ بِأَهْلِكَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَسَنِ: §إِيتِ الرَّجُلَ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَأَقْسَمَ عَلَيَّ إِلَّا رَجَعْتَ

حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَفَّانَ: لَوْ رَكِبْتُ فِي كَتِيبَتِكَ؟ قَالَ: فَرَكِبَ , فَرَأَى رَجُلًا قَدْ تَسَبَّلَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَفِي نَزْعِي وَتَأْمِيرِي، أَفِي نَزْعِي وَتَأْمِيرِي؟ فَدَخَلَ فَمَا صَنَعُوا شَيْئًا حَتَّى قَتَلُوهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا أُحِيطَ بِدَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَمَوْا مَنْ بِبَابَيِ الدَّارِ فَفَتَحَا وَلَبِسَ أَدَاتَهُ , ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى عَتَبَةِ الدَّارِ , لَقِيَهُ رَجُلٌ شَهَرَ عُثْمَانُ عَلَيْهِ السَّيْفَ , فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ أَنَّهُ ضَارِبُهُ قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اللَّهَ اللَّهَ، لَا وَاللَّهِ لَا §يُهَرَاقُ فِي الْيَوْمِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ طَائِعًا» ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَالَ لِأَهْلِ الدَّارِ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ إِنَّمَا يُقِيمُ لِلَّذِي لِي فِي عُنُقِهِ فَهُوَ مِنْهُ فِي حِلٍّ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمُصْحَفِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: §دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بَابٍ، فَسَدَّدَ الْحَرْبَةَ لِرَجُلٍ فَوَلَّى، وَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ. فَقَالَ: «اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ» ، ثُمَّ أَمْسَكَ حَتَّى قُتِلَ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَتْ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ حُجْرَتِهَا مِنْ خِلَالِ الْجَرِيدِ: يَا عَلِيُّ أَلَا تُبْصِرُونَ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوِ §اسْتَنْصَرَنَا نَصَرْنَا، وَلَكِنَّهُ عَزَمَ عَلَيْنَا أَلَّا نَفْعَلَ»

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: رَمَوْا دَارَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّبْلِ , فَقَتَلُوا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ «§دَلِّهِ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنْ قَدْ قَتَلُوا نَفْسًا مُؤْمِنَةً» . فَسَبُّوا أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ -[1215]- عَنْهُ، فَنَزَلَ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، طَابَ الضِّرَابُ فَأْذَنْ لَنَا؟ قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّمَا نَفْسِي تُرَادُ فَعَلَامَ تُقْتَلُ النَّاسُ؟ أَحْتَسِبُ بِنَفْسِي عَلَى النَّاسِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اقْتَحَمَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَأَبُو الْيَسَرِ، وَدَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مُرْنَا بِأَمْرِكَ، فَإِنِّي أَتَحَرَّجُ مِنَ الصَّلَاةِ خَلْفَ غَيْرِكَ إِلَّا بِأَمْرِكَ. قَالَ عُثْمَانُ: «§وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّكَ ذُرِّيَّةٌ طَيِّبَةٌ، أَمَّا الصَّلَاةُ فَهِيَ أَفْضَلُ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ فَإِذَا أَطَاعُوا فَأَطِعْهُمْ، وَإِذَا عَصَوَا اللَّهَ فَلَا تَعْصِهِ، وَحَاجَتِي أَنْ تَأْتِيَ أَبَاكَ فَتَأْمُرُهُ أَنْ يَرُدَّ هَؤُلَاءِ» . قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْقِتَالَ مَعَكَ. قَالَ: «إِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَنْ تُقَاتِلَ» ، فَخَرَجَ، وَعَزَمَ عَلَى أُسَامَةَ فَخَرَجَ، وَجَاءَ بَنُو عَدِيٍّ فَاحْتَمَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ

من صلى بالناس وعثمان رضي الله عنه محصور

§مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَتَحَرَّجُ مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ هَؤُلَاءِ، وَأَنْتَ الْإِمَامُ، فَقَالَ: «إِنَّ §الصَّلَاةَ أَحْسَنُ مَا عَمِلَ النَّاسُ، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ أَحْسَنُوا -[1216]- فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ: «§صَلَّيْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ الْإِمَامُ وَإِنَّ هَؤُلَاءِ عَلَى ضَلَالَةٍ، أَفَأُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ: «إِنَّ §الصَّلَاةَ مِنْ أَحْسَنِ مَا عَمِلَ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنُوا فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ»

حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّهُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِمَامُ فِتْنَةٍ، وَأَنَا أَتَحَرَّجُ مِنَ الصَّلَاةِ مَعَهُ. فَقَالَ: «§إِنَّ الصَّلَاةَ أَحْسَنُ مَا صَنَعَ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنُوا فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ» . قَالَ: وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: اجْتَنِبْ سَيِّئَهُمْ -[1217]-. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَوْ قَالَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهُ بْنُ عَدَيِّ بْنِ الْخَيَّارِ قُلْتُ لِعُثْمَانَ: مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَحْدَثُوا فِي الْإِسْلَامِ مَا أَحْدَثُوا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ؟ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ مَحْصُورٌ - فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§فَصَلِّ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ لَمْ تُخَالِفْهُمْ فِي الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَرَجُلٌ آخَرُ مَعَهُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتَ إِمَامُ الْعَامَّةِ، وَقَدْ يُصَلِّي بِنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ. قَالَ: «§صَلِّ خَلْفَهُ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُسْعَدٍ الْمَدَنِيِّ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ كَانَ §يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ , قَالَ يَحْيَى: «وَلَعَلَّهُ قَدْ صَلَّى بِهِمْ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: §صَلَّى أَبُو أُمَامَةَ أَوْ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ , وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ -[1218]- حَدَّثَنَا. . . . . فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §حَضَرَتِ الصَّلَاةُ , فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ يُؤْذِنُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ. فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ أَوْ إِلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَقُلْ لَهُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيَّ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُدَيْسٍ §صَلَّى لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ الْجُمُعَةَ، فَطَلَعَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§صَلَّى بِالنَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَدِينِيُّ أَنَّ §آخِرَ خَرْجَةٍ خَرَجَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَعَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ مُصَفِّرًّا رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِوَرْسٍ قَالَ: فَمَا تَخَلَّصَ إِلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ لَنْ يَجْلِسَ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهِ حَصَبَهُ النَّاسُ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يُقَالُ لَهُ: الْجَهْجَاهُ فَقَالَ -[1219]-: وَاللَّهِ لَنُغَرِّبَنَّكَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ، فَلَمَّا نَزَلَ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ

استعانة عثمان رضي الله عنه بعلي وسعد رضي الله عنهما وغيرهما

§اسْتِعَانَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِعَلِيٍّ وَسَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرِهِمَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَهَّرٌ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا جَاءَ الْقَوْمُ مِنْ مِصْرَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَقْتُلُوهُ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ رُدَّ هَؤُلَاءِ عَنِّي. . . . . . وَأَنَا مَعَهُ غُلَامٌ حِينَئِذٍ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الدَّارِ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْخُلَ وَالْتَحَمَ الْقَتْلُ، فَنَزَعَ عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَأَلْقَاهَا فِي الدَّارِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ §اشْهَدْ أَنِّي لَمْ أَقْتُلْهُ وَلَمْ أُمَالِئْ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرُدُّ عَنْهُ النَّاسَ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ فَلَحِقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , فَأَخَذَ بِوَسَطِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُكَ، إِنَّمَا يَبْغُونَ أَنْ يَتَّخِذُوكَ رَهِينَةً، فَنَزَعَ عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَمْ §آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ -[1220]-: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عُثْمَانُ أَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ: «§أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ فَكَلِّمْهُ بِمِثْلِ هَذَا» , فَقَالَ: «أَنْتَ رَسُولِي إِلَيْهِ» . فَأَتَاهُ سَعْدٌ فَخَرَجَ مَعَهُ مُتَوَكِّئًا عَلَى يَدِهِ، فَلَمَّا كَانُوا مِنْهُ قَامَ إِلَيْهِ الْأَشْتَرُ وَأَصْحَابُهُ فَأَجْلَسُوهُ كَرْهًا، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَهْلُ مِصْرَ فَقَتَلُوهُ , قَالَ الْوَلِيدُ: فَأَمَّا الْأَوْزَاعِيُّ فَإِنَّهُ ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ: أَنَّ الَّذِيَ مَنَعَهُ مِنَ السَّيْرِ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ابْنُهُ، اعْتَنَقَهُ وَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تُقْتَلَ دُونَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَفَعَ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا حُصِرَ بِمَا حُصِرَهُ §أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. . . . . رَهِينَةً فَاحْتَبَسَهُ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا أُلِحَّ عَلَى عُثْمَانَ -[1221]- بِالرَّمْيِ أَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ أَهْلَكَتْنَا الْحِجَارَةُ. فَقَالَ: §انْطَلِقْ يَا ابْنَ أَخِي فَخَرَجْتُ وَخَرَجَ مَعِي فَلَمْ يَزَلْ يَرْمِي مَعَهُ حَتَّى فَتَرَ مَنْكِبَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي اجْمَعْ إِلَيْكَ حَشَمَكَ وَمَنْ كَانَ مِنْكَ بِسَبِيلٍ , ثُمَّ لِيَكُنْ هَذَا شَأْنَكُمْ

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ: أَنِ ائْتِنِي، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَأْتِيهِ، فَقَامَ أَهْلُ عَلِيٍّ حَتَّى حَبَسَهُ وَقَالَ: أَلَا تَرَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْكَتَائِبِ لَا تَخْلُصُ إِلَيْهِ , وَعَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَنَفَضَهَا عَنْ رَأْسِهِ فَرَمَى بِهَا إِلَى رَسُولِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: أَخْبِرْهُ بِالَّذِي رَأَيْتَ. وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَحْجَارِ الزَّيْتِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِهِ أَنْ أَكُونَ قَتَلْتُ أَوْ مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَغِيثُ، فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُغِيثَهُ، فَتَعَلَّقَ بِهِ ابْنُ الْحَنَفَيَّةِ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِالنِّسَاءِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ الدَّارَ لَيَقْتُلَنَّهُ بَنُو أُمَيَّةَ. فَحَبَسُوهُ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِعَلِيٍّ , فَقَالَ: «§تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ أَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَتَعَلَّقُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ، فَأَلْقَى عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي لَا §أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: §رَمَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عُثْمَانَ بِعِمَامَتِهِ وَقَالَ: «ذَلِكَ لِتَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْكَ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقَامَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ بِالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ هَذِهِ يَدِي §بِمَا طُلِبَ عِنْدَ عُثْمَانَ وَإِنْ ضُرِبْتُ بِسَوْطٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَرُدُّونَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يُفَرِّجُهُمْ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدَيْهِ - وَكَانَ رَجُلًا أَيِّدًا - حَتَّى إِذَا غُلِبَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَ عَلِيًّا جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ عَارِضًا عَلَى فَخِذَيْهِ سَيْفًا لَهُ عَلَيْهِ أَدِيمٌ عَرَبِيٌّ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ أَوْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّكَ لِقَاتِلُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ مُزَايَلَةٌ جَمِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُلَابَسَةٍ فِيهَا دَخَنٌ» . فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: فَعَلَيْكَ السَّلَامُ، وَانْصَرَفَ فَاعْتَزَلَ فِي أَرْضِهِ حَتَّى انْقَضَى أَمْرُ النَّاسِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَقَّاصِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: §أَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ يَشْكُو إِلَيَّ مَا هُوَ فِيهِ، فَأَخْرُجُ فَأَجِدُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاعِدًا فِي الْمَسْجِدِ فِي حِجْرِهِ سَيْفٌ فِي غِمْدٍ أَحْمَرَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَوَضَعْتُ رُكْبَتِي عَلَى رُكْبَتِهِ وَجَعَلْتُ أُذَكِّرُهُ اللَّهَ وَأَقُولُ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: مَا أَنَا مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ. فَلَمَّا كَثَّرْتُ عَلَيْهِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَرْنَبَتِي فَعَرَكَهَا، وَقَالَ:. . . . . . .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَقْتُولٌ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَقْتُولٌ السَّاعَةَ. فَقَامَ وَقُمْتُ فَأَخَذْتُ بِوَسَطِهِ خَوْفًا عَلَيْهِ. فَقَالَ: §خَلِّ لَا أُمَّ لَكَ. فَمَضَى حَتَّى أَتَى الدَّارَ - وَقَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ - فَجَاءَ فَدَخَلَ دَارَهُ فَأَغْلَقَ بَابَهُ

مشاورة عثمان ابن عمر رضي الله عنهم , وما روي عن عائشة رضي الله عنها في أمر عثمان رضي الله عنه

§مُشَاوَرَةُ عُثْمَانَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , وَمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §اسْتَشَارَنِي عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: مَا تَرَى فِيمَا يَقُولُ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ؟ قُلْتُ: وَمَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ -[1224]- إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَخْلَعَ هَذَا الْأَمْرَ وَتُخَلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ أَمُخَلَّدٌ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ، هَلْ يَزِيدُونَ عَلَى أَنْ يَقْتُلُوكَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: «فَإِنِّي لَا أَرَى أَنْ تَسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْإِسْلَامِ، كُلَّمَا سَخِطُوا أَمِيرًا خَلَعُوهُ، وَلَا أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصًا أَلْبَسَكَهُ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ بَقْطَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَشَارَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ §كَرِهُونِي وَلَا أَظُنَّنِي إِلَّا خَالِعَهَا - أَوْ خَارِجًا عَنْهَا - فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّمَا هُوَ قَمِيصٌ - أَوْ سَرَاوِيلُ - قَمَّصَكَ اللَّهُ - شَكَّ عُثْمَانُ - قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَالًّا سَيْفَهُ فَقَالَ: لَنُقَاتِلَنَّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ قُتِلَ، فَأَغْمِدْ سَيْفَكَ. قَالَ: فَأَغْمَدَ سَيْفَهُ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَهُوَ سَيْفُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ حِلْيَتُهُ؟ قَالَ: فِضَّةً

أمر عائشة رضي الله عنها

§أَمْرُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيُّ، عَنْ أُمِّ الْحَجَّاجُ الْعَوْفِيَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ -[1225]- عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا الْأَشْتَرُ , وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ , فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَقُولِينَ فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَتْ: فَتَكَلَّمَتِ امْرَأَةٌ بَيِّنَةُ اللِّسَانِ صَيِّتَةٌ فَقَالَتْ: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ §آمُرَ بِسَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَتْلِ إِمَامِهِمْ وَاسْتِحْلَالِ حُرْمَتِهِمْ» . فَقَالَ الْأَشْتَرُ: كَتَبْتِنَّ إِلَيْنَا حَتَّى إِذَا قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ انْسَلَلْتِنَّ مِنْهَا قَالَ أَبُو وَكِيعٍ: فَسَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَلَفَتْ يَوْمَئِذٍ بِيَمِينٍ مَا حَلَفَ بِهَا أَحَدٌ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا قَالَتْ: «وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ حَتَّى قَعَدْتُ مَقْعَدِي هَذَا»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ , قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَتَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النَّقِيِّ مِنَ الدَّنَسِ، ثُمَّ قَرَّبْتُمُوهُ فَذَبَحْتُمُوهُ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ؟ أَلَا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا؟» قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: هَذَا عَمَلُكِ، كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ تَأْمُرِينَهُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «لَا وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ بِسَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا» . قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ -[1226]- بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ §الْقَوْمُ يَخْتَلِفُونَ إِلَيَّ فِي عَيْبِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا أَنَّهَا مُعَاتَبَةٌ , فَأَمَّا دَمُهُ فَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ دَمِهِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي عِشْتُ بَرْصَاءَ فِي الدُّنْيَا سَائِمًا وَأَنِّي لَمْ أَذْكُرْ عُثْمَانَ بِكَلِمَةٍ قَطُّ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُ: مَا تَرَى فِيمَا يَسْأَلُنِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: «أَرَى أَنْ §تُعْطِيَهُمْ مَا وَرَاءَ عَتَبَةِ بَابِكَ، وَلَا تَخْلَعَ لَهُمْ سِرْبَالَ اللَّهِ الَّذِي سَرْبَلَكَ مِنْ هَذِهِ الْخِلَافَةِ»

ذكر رؤيا عثمان بن عفان رضي الله عنه

§ذِكْرُ رُؤْيَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالُوا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ الْكِنْدِيُّ قَالَ: أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ , فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «§لَوْلَا يَقُولُ النَّاسُ تَمَنَّى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ» قُلْنَا: فَحَدِّثْنَا فَلَسْنَا عَلَى مَا تَقُولُ النَّاسُ , فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي هَذَا , فَقَالَ: «إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَكَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ: يَا كَثِيرُ §أَنَا وَاللَّهِ مَقْتُولٌ غَدًا. قَالَ: بَلْ يُعْلِي اللَّهُ كَعْبَكَ، وَيَكْبِتُ عَدُوَّكَ. قَالَ: ثُمَّ عَادَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: عَمَّ تَقُولُ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ إِنَّكَ عِنْدَنَا غَدًا - أَوْ - إِنَّكَ مَقْتُولٌ غَدًا» فَأَنَا وَاللَّهِ يَا كَثِيرُ مَقْتُولٌ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ زِيَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ بِنْتِ وَكِيعٍ، عَنِ الْفُرَافِصَةِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ قَالَتْ: أَغْفَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ يَقْتُلُونَنِي. قُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالُوا: «§أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ - أَوْ - إِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي هَوَيْتُ آنِفًا فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ» . فَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُقْتَلُ فِيهِ. قَالَ: فَدَخَلُوا فَقَتَلُوهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدُّهُ عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ: §أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ يُدِيمَ الْخِلَافَةَ وَرَأَى ذَلِكَ أَهْلُهُ، فَرَأَى فِي الْمَنَامِ. . . «تُصَلِّي عِنْدَنَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْسَى صَائِمًا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يُفْطِرْ , فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي فَقَالَ: «§لَا تُفْطِرْ حَتَّى تَفْطِرَ عِنْدِي الْقَابِلَةَ» فَوَاصَلَ حَتَّى قُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ

أمر علي رضي الله عنه يوم قتل عثمان رضي الله عنه

§أَمْرُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَهَى عَنْ §قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: مَا وَأَنْتَ وَذَاكَ؟ وَاللَّهِ لَا نُؤَمِّرُكَ عَلَيْنَا. فَسَكَتَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §افْتَحِ الْبَابَ أَدْخُلْ عَلَيْكَ. فَقَالَ: مَكَانَكَ أَحَبُّ إِلَيَّ. فَأَتَى عَلِيًّا رَضِيَ -[1229]- اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «يَا أَبَا الْحَسَنِ هَلْ لَكَ فِي أَمْرٍ تَجْمَعُ بِهِ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ , وَابْنَ عَمَّتِكَ، وَخَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسِلْفَكَ، وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَيْعَتُهُ فِي عُنُقِكَ تَنْهَضُ إِلَيْهِ فَتَنْهَى عَنْهُ النَّاسَ، فَإِنْ غَلَبُوكَ جَاهَدْتَهُمْ» ، فَنَهَضَ مَعَهُ , فَقَامَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَرَجُلٌ آخَرُ فَسَارَّاهُ وَأَجْلَسَاهُ، فَجَلَسَ , وَقَالَ: لَسْتُ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَمَّا دُخِلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الدَّارِ خَرَجْتُ فَمَرَرْتُ بِالْمَسْجِدِ , فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي ظُلَّةِ النِّسَاءِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَحَوْلَهُ نَحْوًا مِنْ عَشَرَةٍ، وَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا صَنَعَ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: قُتِلَ. قَالَ: «§تَبًّا لَهُمْ آخِرَ الدَّهْرِ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنِّي لَفِي حَلْقَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ جَاءَتِ الصَّيْحَةُ مِنْ دَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَيْتُهُ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْأَلُهُمْ: مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟ قُلْنَا: قُتِلَ. قَالَ: «§تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ»

إحراق باب عثمان رضي الله عنه ودخول محمد بن أبي بكر والمصريين

§إِحْرَاقُ بَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَدُخُولُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَالْمِصْرِيِّينَ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: §عَمِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً لَا يُنْكِرُونَ مِنْ عَمَلِهِ شَيْئًا، حَتَّى جَاءَ فَسَقَةٌ فَحَلُّوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ قَالَ: فَادَّهَى وَاللَّهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي شَأْنِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ , فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ أَعْطِنَا كِتَابَ اللَّهِ. قَالَ الْحَسَنُ: أَلَا تَتَوَالَهُ يَا فَاسِقُ، مَا يُدْرِيكَ مَا كِتَابُ اللَّهِ فَقَالَ: اجْلِسْ لَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَرَامَوْا بِحَصَى الْمَسْجِدِ حَتَّى لَا يُرَى أَدِيمُ السَّمَاءِ مِنَ الْغُبَارِ، وَبَعَثَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَرِئَ مِمَّنْ فَرَّقَ دِينَهُ وَكَانَ شِيَعًا فَلَمْ يَلْتَفِتُوا وَحَصَبُوهُ وَأَقَامُوا عَلَى حِصَارِهِ تِسْعَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ جُمُعَةٍ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَقَتَلَهُ أَسْوَدَانُ بْنُ حُمْرَانَ وَهُوَ مِنْ تُجِيبَ، وَعِدَادُهُ فِي مُرَادٍ - -[1231]- أَوْ مِنْ مُرَادٍ وَعِدَادُهُ فِي تُجِيبَ - وَانْتَهَبُوا مَتَاعَهُ وَقَالُوا: يَحِلُّ دَمُهُ وَلَا يَحِلُّ مَالُهُ؟

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: §لَمَّا قَتَلُوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامُوا إِلَى تَابُوتِ جَوْزٍ وَعَسَلٍ فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: فَنَاحَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: وَلِيَ §قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَّانُ - أَوْ رُومَانُ بْنُ هَذَّانَ الْأَصْبَحِيُّ

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: «§وَلِيَ قَتْلَ عُثْمَانَ هَذَّانُ بْنُ رُومَانَ بْنِ هَذَّانَ الْأَصْبَحِيُّ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ -[1232]- بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ: [البحر الطويل] أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ ... قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ وَمَالِيَ لَا أَبْكِي وَتَبْكِي قَرَابَتِي ... وَقَدْ غُيِّبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبِي عَمْرِو. وَالتُّجِيبِيُّ: كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ قُتَيْرَةَ وَهُمْ مِنَ السَّكُونِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ دَارِمٍ أَنَّ الَّذِي §قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَفَ فِي سَبْعَةَ عَشَرَ مَكَانًا يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ , فَيُقْتَلُ مَنْ حَوْلَهُ وَلَا يُقْتَلُ هُوَ حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ

حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَالِمِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْعَدَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: «§مَا مَاتَ مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا عَطَشًا أَوْ يُؤْخَذُ أَسْرًا فَيُضْرَبُ عُنُقُهُ صَبْرًا»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: §دَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِشَرْيَانَ كَانَ مَعَهُ , فَضَرَبَهُ فِي حَشَائِهِ حَتَّى وَقَعَتْ فِي أَوْدَاجِهِ فَخَرَّ، وَضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبْهَتَهُ بِعَمُودٍ، وَضَرَبَهُ أَسْوَدَانُ بْنُ حُمْرَانَ بِالسَّيْفِ، وَقَعَدَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ -[1233]- عَلَى صَدْرِهِ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ. وَقَالَ: عَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ فِي الثَّانِيَةِ فَطَعَنْتُهُ سِتًّا لِمَا كَانَ فِي قَلْبِي عَلَيْهِ

ما روي عن علي وعائشة وغيرها رضي الله عنهم في قتل عثمان رضي الله عنه من التنديد

§مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ التَّنْدِيدِ

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ رُوزِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " هَلْ تَدْرُونَ §مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ عُثْمَانَ؟ كَمَثَلِ ثَلَاثَةِ أَثْوَارٍ كُنَّ فِي أَجَمَةٍ، ثَوْرٌ أَسْوَدُ، وَثَوْرٌ أَحْمَرُ، وَثَوْرٌ أَبْيَضُ، مَعَهُنَّ فِيهَا أَسَدٌ , وَكَانَ الْأَسَدُ لَا يَقْدِرُ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ لِاجْتِمَاعِهِنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلثَّوْرِ الْأَسْوَدِ وَلِلثَّوْرِ الْأَحْمَرِ: لَا يَدُلُّ عَلَيْنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلَّا هَذَا الثَّوْرُ الْأَبْيَضُ فَإِنَّهُ مَشْهُورُ اللَّوْنِ، فَلَوْ تَرَكْتُمَانِي فَأَكَلْتُهُ صَفَتْ لِي وَلَكُمَا الْأَجَمَةُ. فَقَالَا: دُونَكَ فَأْكَلْهُ، ثُمَّ مَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ لِلثَّوْرِ الْأَحْمَرِ: إِنَّهُ لَا يَدُلُّ عَلَيْنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلَّا هَذَا الثَّوْرُ الْأَسْوَدُ، فَإِنَّ لَوْنَهُ مَشْهُورٌ، وَإِنَّ لَوْنِي وَلَوْنُكَ لَا يَشْتَهِرَانِ، فَلَوْ تَرَكْتَنِي فَأَكَلْتُهُ صَفَتْ لِي وَلَكَ الْأَجَمَةُ وَعِشْنَا فِيهَا. قَالَ: دُونَكَ، فَأْكَلْهُ. ثُمَّ مَكَثَ غَيْرَ كَثِيرٍ , ثُمَّ قَالَ لِلْأَحَمَرِ إِنِّي لَآكُلُكَ. قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُنَادِيَ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ. قَالَ: نَادِ , قَالَ: أَلَا إِنِّي إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الْأَبْيَضُ، أَلَا إِنِّي إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الْأَبْيَضُ -[1234]-، أَلَا إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الْأَبْيَضُ: أَلَا وَإِنِّي إِنَّمَا وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْغِمْرِ كِتَابًا , فَدُفِعَ الْكِتَابُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى خَالِدٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِابْنِهِ الْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ مَا تَرَى؟ قَالَ: §أَرَى أَنَّ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ يَدُكَ وَأَنْصَارُكَ، وَخَالِدٌ فِيهِمْ مُطَاعٌ، فَإِنْ عَرَضْتَ لَهُ قَالَتْ بَكْرٌ: مَا ذَنْبُ خَالِدٍ أَنْ كَانَ مُعَاوِيَةُ كَتَبَ إِلَيْهِ؟ لَوْ كَانَ خَالِدٌ هُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، أَوْ وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَيْهِ فَكَتَمَهُ حَتَّى عَلِمْتَهُ لَكَانَ مُذْنِبًا، فَإِنْ بَايَنْتَهُمْ كَسَرْتَ أَحَدَ جَنَاحَيْكَ، وَإِنْ أَمْسَكْتَ بَعْدَ أَنْ يَمْنَعُوهُ كَانَ وَهْنًا، فَأَبَى عَلِيٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْسَلَ إِلَى خَالِدٍ، فَقَالَتْ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ مَقَالَةَ الْحَسَنِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، الرَّأْيُ كَانَ رَأْيَكَ فِي خَالِدٍ، وَكَانَ الرَّأْيُ يَوْمَ قَالَ الْحَادِي: [البحر الرجز] إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيُّ ... وَفِي الزُّبَيْرِ خَلَفٌ رَضِيُّ وَالنَّاسُ لَا يُنْكِرُونَ أَنْ يُخَلَّى النَّاسُ وَعُثْمَانَ وَلَكِنَّا تَرَكْنَا ابْنَ عَمِّنَا وَابْنَ عَمَّتِنَا حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ صِرْنَا أَضْيَافًا عَلَى النَّاسِ يَحْكُمُ فِينَا دُوَّانِ الْعَرَبِ، كَانَ الرَّأْيُ أَلَّا يُقْتَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: " يَا لَيْتَنِي

كُنْتُ §نَسْيًا مَنْسِيًّا قَبْلَ الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُهُ، حَتَّى لَوْ أَحْبَبْتُ أَنْ يُقْتَلَ لَقُتِلْتُ، يَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ الَّذِي تَعْلَمُهُ، فَوَاللَّهِ مَا احْتَقَرْتُ أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَخْتِمَ الْقُرْآنَ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا قَوْلًا لَا يَحْسُنُ مِثْلُهُ، وَقَرَأُوا قِرَاءَةً لَا يُقْرَأُ مِثْلُهَا، وَصَلَّوْا صَلَاةً لَا يُصَلَّى مِثْلُهَا، فَلَمَّا تَذَكَّرْتُ الصَّنِيعَ إِذًا وَاللَّهِ مَا يُقَارِبُونَ عَمَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ قَوْلِ امْرِئٍ , فَقُلِ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] ، وَلَا يَسْتَجْلِبُكَ أَحَدٌ ". حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «§مَا تَمَنَّيْتُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَيْئًا إِلَّا قَدْ نَزَلَ بِي، وَلَوْ تَمَنَّيْتُ أَنْ يُقْتَلَ لَقُتِلْتُ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا. . . . . . . . . حُمَيْدٌ السَّاعِدِيُّ قَالَ:. . . . . . .، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى مَسْرُوقًا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالُوا لَهُ قَوْلًا غَلِيظًا، وَقَالُوا لَهُ -[1236]-: كَأَنَّكَ غَضْبَانُ عَلَى اللَّهِ أَنْ فَعَلَ وَقُتِلَ عُثْمَانُ، وَقَالُوا: لَوْلَا أَنَّكَ قَرِيبٌ مِنَ الْبَيْتِ لَضَرَبْنَا عُنُقَكَ. قَالَ: «§قَدْ قَتَلْتُمْ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنِّي حُرْمَةً وَحَقًّا» . قَالَ: فَخَلَفَ بِأَعْقَابِهِمُ الْأَشْتَرُ قَالَ: «يَا أَبَا عَائِشَةَ مَا رَأَيْتُ فِيَ الشَّرِّ كَشَيْءٍ فَعَلْنَاهُ أَمْسِ وَلَا يَوْمَ عِجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ»

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ الْأَشْتَرِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعْتُ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ مَقَالَةً مَا وَسِعَنِي الْقِيَامُ مَعَهُ عَلَيْهَا. قَالَ: وَمَاذَا سَمِعْتِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§قَتَلْنَا بِالْأَمْسِ خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ، وَاسْتَعْمَلْنَا شَرَّ خَلْقِ اللَّهِ، يَعْنِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ» . قَالَ: " فَلَمْ يَزَلْ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ حَتَّى هَاجَ هَيْجَ مِصْرَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ لَهَا؟ وَاسْتَشَارَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: الْأَشْتَرُ كَيْفَ بِهِ مَعَ مَا قَدْ كَانَ؟ قَالَ: احْمِلِ الْعَبْدَ عَلَى الْفَرَسِ , فَإِنْ هَلَكَ هَلَكَ، وَإِنْ مَلَكَ مَلَكَ. قَالَ: فَبَعَثَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَاهُ مُصَابُهُ قَالَ: بِالْأَنْفِ لَا بِالْفَمِ "

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي فِي الْحَيِّ الَّذِينَ تُوُفِّيَ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ قَالَ: قُلْنَا: أَبْشِرْ أَبَا عَائِشَةَ قَالَ: يَقُولُونَ قَادِرِينَ: §أَتَيْنَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ -[1237]- فَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ عُثْمَانَ عَلَى الطَّرِيقِ، فَلَيْتَنَا إِذِ ابْتُلِينَا صَبَرْنَا

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُوحَانَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْيَوْمَ §نَقَرَتِ الْقُلُوبُ مَنَاقِرَهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَتَآلَفُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: §قَاتَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتَّابٍ التُّجِيبِيَّ، وَضَارَبَ النُّعْمَانُ بْنُ مَخْرَمَةَ الْمَذْحِجِيَّ - قَالَ يَزِيدُ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ. قَالَ الْقَوْمُ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا الْهَزْمِ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا إِلَّا خَيْرًا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَمَسِيرِي إِلَى عُثْمَانَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «مَا اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ مِنْهُ قَطُّ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِي»

حَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ §قَاتِلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ عِكْرِمَةُ بْنُ يَشْكُرَ التَّابِعِيُّ مِنْ حِمْيَرَ , وَكَانَ ضَارِبَ النُّعْمَانِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْمَذْحِجِيِّ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدَّةُ بْنُ غُرَابٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ: كَانَ §عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَلَّقَ أُمَّ الْبَنِينَ فَحَاضَتْ ثَلَاثَ حَيْضَاتٍ

، فَلَمَّا طَهُرَتْ مِنَ الثَّالِثَةِ وَذَهَبَتْ تُعَلِّقُ الْغَسِيلَ أَتَاهَا آتٍ فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. . . . . . أَلْفَ دِرْهَمٍ سِوَى. . . . . لَمَّا وَقَعَتْ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ: [البحر الوافر] فَإِنْ تَكُنِ الْحَوَادِثُ أَقْصَدَتْنِي ... وَأَخْطَأَهُنَّ سَهْمِي حِينَ أَرْمِي فَقَدْ ضُيِّعْتُ حِينَ تَبِعْتُ سَهْمًا ... نَدَامَةَ مَا نَدِمْتُ وَضَلَّ حِلْمِي نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا ... شَرِيتُ رِضَا بَنِي سَهْمٍ بِرَغْمِي أَطَعْتُهُمُ بِعَرْقَةِ آلِ لَأْيٍ ... فَأَلْقَوْا لِلسِّبَاعِ دَمِي وَلَحْمِي اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي الْيَوْمَ حَتَّى يَرْضَى

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ النَّحْرِ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ: [البحر الكامل] عُثْمَانُ إِذْ ظَلَمُوهُ انْتَهَكُوا ... دَمَهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ النَّحْرِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَنْشَدَنَا أَبُو مَهْدِيَّةَ: [البحر البسيط] ضَحُّوا بِأَشْمَطَ عُنْوَانُ السُّجُودِ بِهِ ... يُقَطِّعَ اللَّيْلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنًا وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قُتِلَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: «قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَوَقَفَتْ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ: «§لَتُخَلُّنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ دَفْنِ هَذَا الرَّجُلِ أَوْ لَأَكْشِفَنَّ سِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَخَلَّوْهَا، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ , وَالْمُنْذِرُ ابْنَا الزُّبَيْرِ، وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ -[1240]- بْنُ حِسْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , فَحَمَلُوهُ فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ فَمَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِهِ ابْنُ بُجْرَةَ - وَيُقَالُ: ابْنُ نَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حَشِّ كَوْكَبٍ , فَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ دَفَنُوهُ وَانْصَرَفُوا

قَالَ عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ: §لَمْ أَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ، فَإِنِّي لَفِي بَيْتِي إِذْ أَتَانِي الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوكَ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِ غِرَارَةِ حِنْطَةٍ فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى دَفْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللُّهُ عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: مَا دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَمَا أُرِيدُ ذَلِكَ، فَاحْتَمَلُوهُ وَمَعَهُمْ مَعْبَدُ بْنُ مَعْمَرٍ، فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ فَمَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِهِ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، فَانْطَلَقُوا إِلَى حَشِّ كَوْكَبٍ، وَمَعَهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ مَعَهَا مِصْبَاحٌ فِي حُقٍّ، فَصَلَّى عَلَيْهِ مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، ثُمَّ حَفَرُوا لَهُ، فَلَمَّا دَلَّوْهُ صَاحَتْ بِنْتُهُ عَائِشَةُ، فَلَمْ يَضَعُوا عَلَى لَحْدِهِ لَبِنًا، وَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دِينَارٍ أَحَدِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: §مَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِهِ بِالْبَقِيعِ أَسْلَمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ بَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حَشِّ كَوْكَبٍ فِي الْبَقِيعِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ §دَفَنَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلًا -[1241]- فِي ثَمَانِيَةِ رَهْطٍ: مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَامْرَأَتَاهُ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ، وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّهِ دُكَيْمَةَ قَالَتْ: " §كُنْتُ مَعَ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ دَفَنُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ: جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ , وَنَيَّارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَحَمَلُوهُ عَلَى بَابٍ أَسْمَعُ قَرْعَ رَأْسِهِ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ دُبَّاةٌ، وَيَقُولُ: دَبْ دَبْ حَتَّى جَاءُوا بِهِ حَشَّ كَوْكَبٍ، فَدُفِنَ بِهِ ثُمَّ هُدِمَ عَلَيْهِ الْجِدَارُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ هُنَالِكَ ". قَالَ: وَحَشُّ كَوْكَبٍ مَوْضِعٌ فِي أَصْلِ الْحَائِطِ الَّذِي فِي شَرْقِيِّ الْبَقِيعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَضْرَاءُ أَبَانَ، وَهُوَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ

ما روي من استعظام الناس لقتله رضي الله عنه وما أعقبهم من الفتنة والتغالب على الملك وسل السيف عليهم

§مَا رُوِيَ مِنَ اسْتِعْظَامِ النَّاسِ لِقَتْلِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا أَعْقَبَهُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالتَّغَالُبِ عَلَى الْمُلْكِ وَسَلِّ السَّيْفِ عَلَيْهِمْ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ -[1242]-: §لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْإِسْلَامِ أَنَا وَأُخْتُهُ وَمَا أَسْلَمَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدًا انْقَضَّ فِيمَا فَعَلْتُمْ فِي ابْنِ عَفَّانَ كَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا فَعَلَ خَالُكَ؟ قُلْتُ: لَزِمَ الْبَيْتَ. قَالَ: " §مَا مَاتَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ حَتَّى لَزِمُوا الْبُيُوتَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَا خَرَجُوا مِنْ بُيُوتِهِمْ إِلَّا إِلَى قُبُورِهِمْ

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: §لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ الرَّبَذَةِ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى كَانَ قُبَيْلَ أَنْ يَمُوتَ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «§يَا أَبَا خَالِدٍ، اسْتَتَابُوهُ حَتَّى تَرَكُوهُ كَالثَّوْبِ الرَّحِيضِ ثُمَّ قَتَلُوهُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَضْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي شَأْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ: «§عَمَدْتُمْ إِلَيْهِ فَاسْتَتَبْتُمُوهُ حَتَّى إِذَا تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ الرَّخِيصِ قَدَّمْتُمُوهُ فذَبَحْتُمُوهُ ذَبْحَ الشَّاةِ، هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " §نَقَمْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثًا: بِدْعَةَ الْعَصَا، وَتَأْمِيرَ الْفَتَى، وَالْغَمَامَةَ الْمُحْمَاةَ، ثُمَّ مَصَّيْتُمُوهُ كَمَا يَمُصُّ الثَّوْبُ الصَّابُونَ، حَتَّى إِذَا أَنْقَيْتُمُوهُ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ مِنَ الدَّنَسِ اسْتَحْللْتُمْ مِنْهُ الْفُقَرَ الثَّلَاثَ: حُرْمَةَ الْخِلَافَةِ، وَحُرْمَةَ الشَّهْرِ، وَحُرْمَةَ الْبَلَدِ فَقَتَلْتُمُوهُ "

حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «وَاللَّهِ §لَئِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِضًا لَيَحْتَلِبُنَّ بِهِ لَبَنًا، وَلَئِنْ كَانَ لِلَّهِ سَخَطًا لَيَحْتَلِبُنَّ بِهِ دَمًا» . حَدَّثَنَا. . . . . . . . ابْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ. . . . . . . . . عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَجْلَسَتِ -[1244]- النَّاسَ فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا نَقَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ خِصَالًا ثَلَاثًا: ضَرْبَهُ السَّوْطَ، وَمَوْقِعَ الْغَمَامَةِ الْمُحْمَاةِ، وَإِمْرَةَ الْفَتَى حَتَّى إِذَا أَعْتَبَنَا مَعَهَا وَمَاصُّوهُ مَوْصَ الثَّوْبِ بِالصَّابُونِ عَدَوْا عَلَيْهِ الْفُقَرَ الثَّلَاثَ، حُرْمَةَ الْخِلَافَةِ، وَحُرْمَةَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَحُرْمَةَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَاللَّهِ لَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ أَتْقَاكُمْ لِلرَّبِّ وَأَوْصَلَكُمْ لِلرَّحِمِ، وَأَحْصَنَكُمْ فَرْجًا

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ خُشَّافٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فِيمَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَتْ: «§قُتِلَ مَظْلُومًا، لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَتَهُ، أَقَادَ اللَّهُ ابْنَ أَبِي بَكْرٍ بِهِ وَأَهْرَاقَ دَمَ ابْنَيْ بُدَيْلٍ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَرَمَى الْأَشْتَرَ بِسَهْمٍ مِنْ سِهَامِهِ، وَسَاقَ إِلَى أَعْيَنَ بَنِي تَمِيمٍ هَوَانًا فِي بَيْتِهِ» قَالَ: «فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَصَابَتْهُ دَعَوْتُهَا» . حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَزْمُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَوَادَةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ خُشَّافٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ نَسْأَلُ فِيمَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ -[1245]- تَفَرَّقْنَا. فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَتَى بَعْضُهُمُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَتَى بَعْضُهُمْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ أَتَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا فَرَدَّتِ السَّلَامَ وَقَالَتْ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَتْ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قُلْتُ: مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَتْ: مِنْ أَيِّ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَتْ: أَمِنْ قَوْمِ فُلَانٍ الْمُقَنْعَذِ، مَا أَهْلَكَ النَّاسَ إِلَّا مِثْلُ فُلَانٍ. قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَتْ مِثْلَ مَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ طَلْقِ بْنِ خُشَّافٍ، قَالَ: انْطَلَقْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَنَا قُرْطُ بْنُ خَيْثَمَةَ فَلَقِيَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ قُرْطٌ: فِيمَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا. فَقَالَ قُرْطٌ: فَوَاللَّهِ لَا نَجْتَمِعُ عَلَى قَتَلَتِهِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ تَجْتَمِعُوا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَفَرَّقُوا. قَالَ: §فَأَتَيْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبَايَعْتُمْ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: فَبَايِعُوا. فَقَالَ قُرْطٌ: نُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ مَا اسْتَقَمْتَ. قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§هَذِهِ حَيْضَةٌ مِنْ حَيْضَاتِ الْفِتَنِ، وَبَقِيَتِ الرَّدَاحُ الْمُطْبِقَةُ الَّتِي مَنْ مَاجَ بِهَا مَاجَتْ بِهِ، وَمَنْ أَشْرَفَ بِهَا أَشْرَفَتْ لَهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ -[1246]-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§إِنَّ قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَوْ كَانَ هُدًى احْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ لَبَنًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ ضَلَالًا فَاحْتَلَبَتْ بِهِ دَمًا» . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مُحْرِزٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. . . . . . . . . . . . . . . . قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَخْبَرَنِي غَالِبٌ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَهُوَ مُمْسِكٌ بِهِمَا: اضْرِبُوا عُنُقِي، قُتِلَ وَاللَّهِ عُثْمَانُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْحَقِّ

قول حذيفة رضي الله عنه

§قَوْلُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ ذَكَرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: " §مَا أَدْرِي أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ، أَرَدْتُمْ تَنَاوُلَ سُلْطَانِ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ أَمْ -[1247]- أَرَدْتُمْ رَدَّ هَذِهِ الْفِتْنَةِ حِينَ أَطْلَعَتْ خَطْمَهَا فَاسْتَوَتْ، فَإِنَّهَا مُرْسَلَةٌ مِنَ اللَّهِ تَرْعَى فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَطَأَ خِطَامَهَا، لَيْسَ أَحَدٌ رَادَّهَا وَلَا مَانِعَهَا، وَلَيْسَ أَحَدٌ مَتْرُوكًا أَنْ يَقُولَ: اللَّهَ اللَّهَ إِلَّا قُتِلَ، فَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ ابْتَعْثَ اللَّهُ قَوْمًا كَفَزْعِ الْجَرِيفِ "

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيكُمْ، أَتَعُدُّونَهُ فِتْنَةً؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «§هِيَ وَاللَّهِ أَوَّلُ الْفِتَنِ، وَآخِرُهَا الدَّجَّالُ»

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زُرَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيُّ الْفِتَنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟» فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: «§أَوَّلُ الْفِتَنِ الدَّارُ، وَآخِرُهَا الدَّجَّالُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مَوْتِهِ - وَبَلَغَهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ لَمْ آمُرْ، لَمْ أَرْضَ، وَلَمْ أَشْهَدْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فِيهِمْ خَالِدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ نَعُودُهُ -[1248]-، §فَذَكَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَتْلَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَمْ أَشْهَدْ، وَلَمْ آمُرْ، وَلَمْ أَرْضَ»

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أَتَاهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ إِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ خَيْرًا فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْهُ نَصِيبٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَإِنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ»

حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ خَيثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا حُذَيْفَةُ جَعَلَ يَقُولُ: «أَيُّ اللَّيْلِ هَذَا؟» ثُمَّ اسْتَوَى جَالِسًا فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ، مَا شَهِدْتُ، وَلَا قَتَلْتُ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهَارُونُ بْنُ عُمَرَ،. . . . . . . . . الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ لِي: تَنَحَّ فَقَدْ طَالَتْ لَيْلَتُكَ حَتَّى أُعْقِبَكَ، فَأَسْنَدَهُ أَبُو مَسْعُودٍ إِلَيْهِ، فَأَفَاقَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَيُّ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ قُلْنَا: سَحَرَ -[1249]-. قَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ وَمِنْ مَسَائِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، اللَّهُمَّ لَمْ أَشْهَدْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ أُمَالِئْ ثُمَّ أَضْجَعْنَاهُ فَقَضَى»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَنْ تَسْتَخْلِفُوا بَعْدَهُ إِلَّا أَصْغَرَ أَوْ أَبْتَرَ، الْآخِرُ فَالْآخِرُ شَرٌّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مُحْرِزٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَ حُذَيْفَةَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، §طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَايِرَهَا أَمَا وَاللَّهِ لَا يُسْتَبْدَلُونَ بِهِ خَيْرًا مِنْهُ، الْآخِرُ شَرٌّ»

حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حُذَيْفَةُ: «§يُطْلَبُ كُلُّ شُجَاعِ أُمَّةٍ، أَمَا إِنَّكُمْ لَا تُصِيبُونَ بَعْدَهُ إِلَّا كُلَّ أَصْغَرَ أَبْتَرَ، وَلَا يَكُونُ الْآخِرُ إِلَّا شَرُّ الشَّرِّ»

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ حُذَيْفَةُ وَهُوَ بِالْمَوْتِ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنَا، فَإِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ فَأَجْلِسُونِي، وَأُسْنِدَ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ -[1250]-، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ وَلَا يَدَعُهَا حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُنْسِيَهِ الْهَرَمُ» وَقَدْ رُوِيَ هَذَا فِي عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ أَيْضًا، فَإِنْ كَانَ مَا رُوِيَ عَنْ عَمَّارٍ رَحَمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ قَتْلِهِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِصْرَارِهِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ كَافِرًا حَقًّا فَهُوَ مِنْ قِبَلِ الْهَرَمِ الَّذِي اسْتَثْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِلًا فِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَوَاقِطَ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَا تَسْتَخْلِفُونَ»

حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§مَا سَرَّنِي أَنِّي رَمَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَهْمٍ أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ وَأَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §لَأَنْ أَقَعَ - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَخِرَّ - مِنْ هَذِهِ السَّحَابَةِ - زَادَ أَبُو -[1251]- عَامِرٍ وأَبُو سَلَمَةَ: فَأَنْقَطِعَ أَحَبُّ إِلَى مِنْ أَنْ أَكُونَ شَرَكْتُ فِي دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَابِدِ بْنِ نَاجِيَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حَازِمِ بْنِ خَارِجَةَ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشْكَلَ. . . . . . . . . . بِثَغْرٍ فَقُلْتُ: أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ قَالُوا: لَا، وَلَكِنَّا الْمَلَائِكَةُ، فَاصْعَدِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، قَالَ: فَصَعِدْتُ دَرَجَةً لَمْ أَرْ بِحُسْنِهَا، ثُمَّ صَعِدْتُ الثَّانِيَةَ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهُ وَإِذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا يَقُولُ: «اسْتَغْفِرْ لِأُمَّتِي» فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ قَتَلُوا إِمَامَهُمْ، وَهَرَقُوا دِمَاءَهُمْ، أَفَلَا فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيلِي سَعْدٌ قَالَ: فَاسْتَيْقَظْتُ فَقُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُنِي بِهَا، لَآتِيَنَّ سَعْدًا فَلَأَنْظُرَنَّ مَعَ أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ هُوَ فَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ سَعْدًا فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَيْهِ فَمَا أَكْبَرَ لَهَا فَرَحًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «§قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ لَهُ خَلِيلًا» . فَقُلْتُ مَعَ أَيِّ الْفِرْقَتَيْنِ أَنْتَ؟ قَالَ: «مَعَ غَيْرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا» . قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ غَنَمٍ؟» . فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَاشْتَرِهَا فَكُنْ فِيهَا»

حَدَّثَنَا قُشَيْرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ -[1252]- حُسَيْنِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشْكَلَتْ عَلَيَّ الْفِتْنَةُ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْحَقَّ أَتَمَسَّكُ بِهِ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا عِنْدَهُ شَيْخٌ، وَإِذَا مُحَمَّدٌ يَقُولُ: «اسْتَغْفِرْ لِأُمَّتِي» ، قَالَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوهُ بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ هَرَقُوا دِمَاءَهُمْ، وَقَتَلُوا إِمَامَهُمْ، أَلَا فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيلِي سَعْدٌ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أَرَانِي اللَّهُ رُؤْيَا لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُنِي بِهَا، أَذْهَبُ فَأَنْظُرُ؟ مَنْ كَانَ سَعْدٌ فَأَكُونُ مَعَهُ، فَأَتَيْتُ سَعْدًا فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَمَا أَكْبَرْتُهَا فَرَحًا وَقَالَ: §قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلًا فَقُلْتُ: مَعَ أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ؟ قَالَ: «مَا أَنَا مَعُ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا» . فَقُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «هَلْ لَكَ غَنْمٌ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «فَاشْتَرِهَا فَكُنْ فِيهَا»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقُرْقُسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «§مَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَشْرَكَ فِي دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَا أَعَانَ عَلَيْهِ إِلَّا قُتِلَ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: §قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ إِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ فَقَالَ: «مَهْ» . فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا قَالَ: أَجَلْ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ لِوَفْدِ -[1253]- أَهْلِ الْمَدِينَةِ: §هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ ثَمُودَ فَدَخَلُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَكَوْهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: " قُلْتُ: هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ ثَمُودَ عَقَرُوا النَّاقَةَ، وَهَؤُلَاءِ قَتَلُوا الْخَلِيفَةَ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِحُصَيْنٍ: إِنَّ §بِكَ رَأَيًا وَعَقْلًا، فَمَا مُرِقَ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ حَتَّى سَقَطَتْ دِمَاؤُهَا وَشُتِّتَ مَلَأُهَا؟ قَالَ: قَتْلُ عُثْمَانَ. قَالَ: صَدَقْتَ حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي كَذَا، عَنْ أَبِيهِ،. . . . . . . . مَجَالِسَ يَجْلِسُونَ فِيهَا إِلَّا مَسَاجِدَهُمْ وَأَسْوَاقَهُمْ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ قَالَ: §رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ مَا أُصِيبَ فِي الْقَوْمِ فَمَا رَأَيْتُهُ فِي نَوْمٍ وَلَا يَقَظَةٍ أَحْسَنَ مِنْهُ هَيْئَةً حَتَّى رَأَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الْمُحْرِمُونِ -[1254]-، الْمُحْرِمُونِ، الْمُحْرِمُونَ» . قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الدِّينُ الْقَيِّمُ لَيْسَ فِيهِ سَفْكُ دَمٍ، الدِّينُ الْقَيِّمُ لَيْسَ فِيهِ سَفْكُ دَمٍ، الدِّينُ الْقَيِّمُ لَيْسَ فِيهِ سَفْكُ دَمٍ» . قَالَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيّنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ الْأَزْمَعِ قَالَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَوَجَدْتُهُ رَاكِبًا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَتَيْتُكَ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَمْرٍ وَأَرَاكَ رَاكِبًا. قَالَ: مَا كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ وَأَنَا جَالِسٌ إِلَّا كُنْتُ مُجِيبًا بِهِ وَأَنَا رَاكِبٌ. قُلْتُ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ §عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي سَأَجْمَعُهُمَا لَكَ فِي غَرْزَةٍ وَاحِدَةٍ، اقْتَتَلَتِ الْأَثَرَةُ وَالسَّخْطَةُ فَغَلَبَتِ السَّخْطَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: §رَأَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: وَأُتِيَ بِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأُدْخِلَا فِي بَيْتٍ فَخَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: «قُضِيَ لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» . وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: «غُفِرَ لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَطَبَ بِالْبَصْرَةِ فَذَكَرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَظَّمَ أَمْرَهُ -[1255]- وَقَالَ: «§لَوْ أَنَّ النَّاسَ لَمْ يَطْلُبُوا بِدَمِهِ لَأَمْطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا زَهْدَمٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا مَا هُوَ بِسِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، أَمَّا أَنَا فَلَا أُسِرُّهُ دُونَكُمْ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَا أُحِبُّ أَنْ تُعْلِنُوهُ، لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اعْتَزِلْ هَذَا الْأَمْرَ، قَالَ: " أُلَاقِي اسْتِقْدَامًا فِيهِ، §وَايْمُ اللَّهِ لَيَظْهَرَنَّ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ تَصْدِيقَ قَوْلِ اللَّهِ: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} [الإسراء: 33] وَايْمُ اللَّهِ لَتَحْمِلَنَّكُمْ قُرَيْشٌ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ، فَإِنْ تَكُونُوا قَوْمًا تَكْفُرُونَ وَإِلَّا تَهْلِكُوا وَتَكُونُوا كَقَرْنٍ مِنَ الْقُرُونِ هَلَكَ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التِّيَاحِ، عَنْ غَالِبٍ عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا مَا أَدْرِي أَحَدِيثُ سِرٍّ هُوَ أَمْ حَدِيثُ عَلَانِيَةٍ، إِنِّي قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ارْكَبْ رَوَاحِلَكَ فَالْحَقْ بِمَكَّةَ، فَإِنَّ النَّاسَ سَيَتَّبِعُونَكَ وَلَا يَجِدُونَ مِنْكَ بُدًّا. فَعَصَانِي، §وَايْمُ اللَّهِ لَيَظْهَرَنَّ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، لِأَنَّ اللَّهَ قَضَى مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا، ثُمَّ لَتَمْلِكَنَّكُمْ قُرَيْشٌ وَلَتَرْكَبَنَّ بِكُمُ -[1256]- سُنَّةَ فَارِسَ وَالرُّومِ، فَمَنْ أَخَذَ بِمَا يَعْرِفُ نَجَا وَمَنْ تَرَكَ - وَأَنْتُمْ تَارِكُونَ - كَانَ كَقَرْنٍ مِنَ الْقُرُونِ هَلَكَ " قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. . . . . . . . فَقَالَ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِسِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ، وَكَانَ يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اعْتَزِلْ، فَلَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ لَطُلِبْتَ حَتَّى تُسْتَخْرَجَ، وايْمُ اللَّهِ لَيُؤَمَّرَنَّ عَلَيْكُمْ مُعَاوِيَةُ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: 33]

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: خَرَجْتُ لَيَالِيَ جَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَنَا أَتَعَرَّضُ لِلدُّنْيَا وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ أَظُنُّ عِنْدِي قِتَالًا فَأَخْرُجُ، قُلْتُ: أَحْضُرُ النَّاسَ وَأَنْبَاءَهُمْ، فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ الرَّبَذَةَ فَإِذَا عَلِيٌّ يَؤُمُّ الْعَثَمَةَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَصَلَّى وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ وَاسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُكَلِّمَكَ، وَبَكَى، فَقَالَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَبْكِ وَتَكَلَّمْ وَلَا تَحِنَّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ. قَالَ: إِنَّ §النَّاسَ حَصَرُوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَطْلُبُونَهُ بِمَا يَطْلُبُونَ إِمَّا ظَالِمِينَ وَإِمَّا مَظْلُومِينَ، فَأَمَرْتُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ النَّاسَ وَتَلْحَقَ

بِمَكَّةَ حَتَّى تَؤُوبَ إِلَى الْعَرَبِ غَيْرَ آذَنٍ لِكَلَامِهَا، فَأَبَيْتَ ثُمَّ حَصَرُوهُ فَقَتَلُوهُ فَأَمَرْتُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ النَّاسَ، فَوَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَضَرَبَتِ الْعَرَبُ إِلَيْكَ آبَاطَ الْإِبِلِ حَتَّى تُسْتَخْرَجَ مِنْهُ، فَغَلَبْتَنِي، وَأَنَا آمُرُكَ الْيَوْمَ أَنْ لَا تَقْدَمَ الْعِرَاقَ، وَأُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُقْتَلَ بِمَضْيَعَةٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَمَّا قَوْلُكَ: تَأْتِي مَكَّةَ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَكُونَ الرَّجُلَ تُسْتَحَلُّ بِهِ مَكَّةُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: حَصَرَ النَّاسُ عُثْمَانَ، فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ عُثْمَانَ مَا كَانَ. وَأَمَّا قَوْلُكَ اعْتَزِلِ الْعِرَاقَ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَكُونَ مِثْلَ الضَّبُعِ تَسْتَمِعُ لِلَّدْمِ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ: مَا يَنْتَهِي بِالْعِرَاقِ وَإِنَّمَا الْجَمَاعَةُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَخَرَجْتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ بَايَعُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ وَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ، فَوُضِعَ لَهُ رَحْلٌ فَقَعَدَ عَلَيْهِ فَكَانَ كَقِيَامِ الرَّحْلِ فَتَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ بَايَعَا طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ، ثُمَّ أَرَادَا أَنْ يُفْسِدَا الْأَمْرَ وَيَشُقَّا عَصَا الْمُسْلِمِينَ» ، وَحَرَّضَ عَلَى قِتَالِهِمْ، فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّ الْعَرَبَ سَتَكُونُ لَهَا جَوْلَةٌ عِنْدَ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ، فَلَوْ أَقَمْتَ بِدَارِكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ -[1258]- تُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ لَا نَاصِرَ لَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اجْلِسْ فَإِنَّمَا تَحِنُّ كَمَا تَحِنُّ الْجَارِيَةُ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْلِسُ فِي الْمَدِينَةِ، كَالضَّبُعِ يَسْتَمْتِعُ اللَّدْمَ، لَقَدْ ضَرَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ وَرَأْسَهُ وَعَيْنَيْهِ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا السَّيْفَ أَوِ الْكُفْرَ»

ما روي عن علي رضي الله عنه في البراءة من قتل عثمان رضي الله عنه بألفاظ شتى تدل على أنه كان بريئا

§مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْبَرَاءَةِ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَلْفَاظٍ شَتَّى تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ بَرِيئًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حُدَّثَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ أَبَا الشَّعْثَاءِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " وَاللَّهِ §مَا أَحْبَبْتُ قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَلَكِنْ بَنِي عَمِّي لَامُونِي وَزَعَمُوا أَنِّي صَاحِبُ ذَلِكَ، فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِمْ فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا عُذْرِي، ثُمَّ اعْتَذَرْتُ فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا فَعَنِدْتُ فَصَمَتُّ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: يَقُولُ: أَتَضَرَّعُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَقْبَلُونَ فَصَمَتُّ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْأَعْمَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا لَهُ: إِنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ وَنَحْنُ نُقَاتِلُ، فَقَامَ فِيهِمْ قَائِمًا فَقَالَ: «§إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ، وَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَ عُثْمَانَ وَأَنَا مَعَهُ» . فَقَالَ مُحَمَّدٌ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا: عَلَى الْوَجْهَيْنِ

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ -[1259]-: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: §قَتَلَ اللَّهُ عُثْمَانَ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَقُولُ؟ إِنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ أَنَّكَ شَرَكْتَ فِي دَمِ عُثْمَانَ. قَالَ: " {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] مَا شَرَكْتُ فِي دَمِهِ، وَلَا مَالَأْتُ ". قَالَ: يَعْنِي قُتِلَ شَهِيدًا وَأُقْتَلُ أَنَا شَهِيدًا

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدٌ مَوْلَى عَلِيٍّ، وَالْحَدَثَانُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَعَلَ النَّاسُ قُرَيْشٌ وَغَيْرُهُمْ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ. فَتَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «§أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ قُرَيْشًا وَالنَّاسَ تُرْجِعُ إِلَيْكَ إِمْرَةَ النَّاسِ، وَأَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ» . ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ مُتَكَلِّمٍ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَبَى الْحَقِينُ الْمَعْذِرَةَ أَبَى الْحَقِينُ الْمَعْذِرَةَ، اللَّهُ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَوْكِبٍّ مِمَّنْ يُطْلَبُ لِلْعَقْدِ حَاجًّا فَذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: §أَعَانَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ. قَالَ يَزِيدُ فَقُلْتُ -[1260]-: أَلَيْسَ كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «اللَّهُ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ» . قَالَ: فَانْتَهَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: مَا يُدْرِيكَ مَا كَانَ يَعْنِي قَوْلُهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ وَلَكِنْ غُلِبْتُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ أَوْ مُجَاهِدٍ قَالَ زَائِدَةُ: هُوَ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهِ §مَا أَمَرْتُ، وَوَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَكِنْ غُلِبْتُ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُونُسَ الْأَزْرَقِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ: «لَقَدْ §نَهَيْتُ عَنْهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ لَهُ كَارِهًا وَلَكِنْ غُلِبْتُ»

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عُثْمَانَ ثَلَاثًا: «§نَهَيْتُهُمْ عَنْ قَتْلِهِ، وَكُنْتُ كَارِهًا لِقَتْلِهِ وَلَكِنْ غُلِبْتُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ -[1261]-: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: مَا رَدَّكَ عَنْ رَأْيِكَ، فِي عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا عُثْمَانَ فَنِلْنَا مِنْهُ فَقَالَ: كُفُّوا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، ثُمَّ نِلْنَا مِنْهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ: أَتَذْكُرُ عَشِيَّةَ الْجَمَلِ وَأَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِي يَدِي الرَّايَةُ، وَأَنْتَ عَنْ يَسَارِهِ فَسَمِعَ هَدَّةً فِي الْمِرْبَدِ فَأَرْسَلَ فُلَانًا فَجَاءَ فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَفَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَيْهِ حَتَّى سَتَرَنَا وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: «وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» قَالَ: «لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا -» قَالَ: فَصَدَّقُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَمَا فِيَّ وَفِي هَذَا لَكُمْ شَاهِدُ عَدْلٍ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ فَسَمِعَ رَجُلًا يَنْتَقِصُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هَلْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ سَمِعَ الصَّيْحَةَ مِنْ قِبَلِ الْمِرْبَدِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَعَمْ، عَشِيَّةَ بَعَثَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا هَذَا؟ فَجَاءَ فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: «وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ» -[1262]-، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ: أَمَا فِيَّ وَفِي ابْنِ عَبَّاسٍ لَكُمْ شَاهِدٌ عَدْلٍ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَانْتَهُوا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ يَزِيْدَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ ابْنَ الْحَنَفَيَّةِ، يَقُولُ: صَرَخَ صَارِخٌ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§اللَّهُمَّ اكْبُبِ الْيَوْمَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ لِمَنَاخِرِهِمْ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِي، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَرِيَّةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ يَعُودُهُ، فَخَاضُوا فِي الْحَدِيثِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، فَلَا تَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ؟ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ: «لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ §مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ» -[1263]- حَدَّثَنَا. . . . . . . . . بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ،. . . . . . . . . . . وَلَا نَهَيْتُ وَلَا كَرِهْتُ

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، وَحَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، - زَادَ حَبَّانُ حَنْظَلَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ النَّاسَ فَعَرَّضَ بِذِكْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خُطْبَتِهِ - قَالَا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمَا - قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ §يَزْعُمُونَ أَنِّي قَتَلْتُ عُثْمَانَ، فَلَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا قَتَلْتُهُ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَلَا سَاءَنِي»

حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَلْدَةَ الْحَنَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «§مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ وَلَا سَرَّنِي وَلَا سَاءَنِي قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَ يَدَيْهِ - أَوْ قَالَ: إِصْبَعَيْهِ - وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيِّ، وَأَبِي زُرَارَةَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَا: نَشْهَدُ بِاللَّهِ عَلَى عَلِيٍّ شَهَادَةً يَسْأَلُنَا عَنْهَا فَقَدْ شَهِدْنَا شَاهِدَةً، لَقَدْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا أَمَرْتُ، وَلَا شَرَكْتُ وَلَا رَضِيتُ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخَانِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ أَحَدُهُمَا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَالْآخَرُ يُكْنَى أَبَا زُرَارَةَ قَالَا: نَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ §لَمْ أَقْتُلْ، وَلَمْ آمُرْ، وَلَمْ أُشْرَكْ وَلَمْ أَرْضَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ نُمَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ فَبَدَتْ سَفِينَةٌ فَقَالَ: {وَلَهُ الْجِوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] ثُمَّ أَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ سَاعَةً ثُمَّ نَكَسَ رَأْسَهُ -[1265]-، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ، وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَرَّاقِ عنْ عَرَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ الْيَامِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ شَطِّ الْفُرَاتِ فَأَقْبَلَتْ سُفُنٌ فَقَالَ: " {وَلَهُ الْجِوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] وَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ،. . . . . . . . . . كُنَّا نَمْشِي مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ فَأَخَذَ خُوصَةً ثُمَّ قَعَدَ يُصْلِحُ نَعْلَهُ، فَنَظَرَ إِلَى السُّفُنِ فِي الْفُرَاتِ فَقَالَ: " {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] وَوَاللَّهِ §مَا قَتَلْتُ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ ". . قَالَ: وَمَا ذَكَرَ لَهُ أَحَدٌ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، بِمِثْلِهِ قَالَ يَحْيَى: وَلَيْسَ هُوَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ الْيَامِيِّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ينْفُضُ جَيْبَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ» قَالَ مَرْوَانُ: سَمِعْنَا -[1266]- هَذَا مِنْهُ قَدِيمًا لَمْ يُغَيِّرْ، وَلَوْلَا أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَا رَوَيْنَا عَنْهُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَرْضٍ لَهُ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ لَمْ أَرْضَ وَلَمْ أُمَالِئْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَتْلُ عُثْمَانَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ لَمْ أَرْضَ وَلَمْ أُمَالِئْ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِرَارًا يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ» ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تُصِيبَنِي وَعُثْمَانَ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " قَالَ: فَرَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ يَوْمَ أُصِيبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ: قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ -[1267]- مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §مَا أَمَرْتُ، وَلَا قَتَلْتُ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، وَقَالَ: «§اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالسَّهْلِ وَالْجَبَلِ.» ، ثَلَاثًا يُرَدِّدُهَا

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ،. . . . . . . . تَوَاقَفْنَا يَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى. . . . . . . . . . وَقَالَ: §اللَّهُمَّ كُبَّ الْيَوْمَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ لِوُجُوهِهِمْ قَالَ: يَقُولُ شَيْخُنَا: فَفَعَلَ اللَّهُ. . . . . . . . .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ ابْنُ سِنَانٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا -[1268]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ رَافِعًا يَدَيْهِ مَادَّا إِصْبَعَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ» قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ: مَا أَرَى لَهُ ذَنْبًا

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «§اللَّهُمَّ جَلِّلْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ الْيَوْمَ خِزْيًا»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ رُوزِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §لَئِنْ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ لَا أَدْخُلُهَا، وَلَئِنْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ إِلَّا مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ لَا أَدْخُلُهَا» . فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ: فَرَّقْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَفَعَلْتَ كَذَا. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ» . قَالَ: يَقُولُ: وَأَنَا مَعَهُ سَيَقْتُلُنِي. قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: هِيَ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَا يَسُرُّنِي أَنِّي مِنْ آخِرِ سَبْعِينَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهِ §لَئِنْ شَاءَتْ بَنُو أُمَيَّةَ لَأُبَاهِلَنَّهُمْ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مَا نَدَيْتُ دَمَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِشَيْءٍ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§لَوْ أَعْلَمُ بَنِي أُمَيَّةَ يَقْبَلُونَ مِنِّي لَنَفَلْتُهُمْ خَمْسِينَ يَمِينًا قَسَامَةً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَلَّمَ النَّاسُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ يَحُجَّ بِهِمْ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ , فَاسْتَأْذَنَ أَنْ يَحُجَّ بِهِمْ، فَحَجَّ بِهِمْ، فَرَجَعَ وَقَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْآنَ إِنْ §قُمْتَ بِهَذَا الْأَمْرِ أَلَزَمَكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ قَيْسٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ §كُونُوا أَنْصَارَ -[1270]- اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ أَبُو حَسَنٍ - أَوْ أَبُو حُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ: لَا نُطِيعُكَ وَلَا نَكُونُ كَمَنْ قَالَ: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ}

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ §كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو حُسَيْنٍ الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ لَا نُطِيعُكَ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَ الْخَاطِئُونَ: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} وَقَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: أَشْبَعَكَ مِنْ عِيدَانِ الْعَجْوَةِ. قَالَ: وَيُقَالُ: قَالَ ذَلِكَ لَهُ النُّعْمَانُ الزُّرَقِيُّ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «§لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الدِّرْعَ يَوْمَئِذٍ مَرَّتَيْنِ» ، قَالَ سُلَيْمٌ: يَعْنِي يَوْمَ الدَّارِ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «§قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ , وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا قَاتِلٌ أَوْ خَاذِلٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §قَالُوا: هُوَ أَفْضَلُنَا فَاسْتَعْمَلُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: هُوَ شَرُّنَا فَقَتَلُوهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَكَرَ بِهِ الْمُنَافِقُونَ، وَلَوْ شَاءُوا رَدُّوهُمْ بِأَطْرَافِ الْأَرْدِيَةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَكَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمْنَعُوا عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، §لَوْ شَاءُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ بِأَرْدِيَتِهِمْ لَمَنَعُوهُ. قَالَ: وَكُنْتُ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَةُ آلَافٍ - أَوْ قَالَ -: أَكْثَرُ مِنْ عَشْرَةِ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا دَخَلَ الْفِتْنَةَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ إِلَّا ثَلَاثُونَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§هَاجَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَةُ آلَافٍ , فَمَا خَفَّ فِيهَا مِنْهُمْ مِائَةٌ. لَا يَبْلُغُونَ ثَلَاثِينَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَقَدْ §قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ عَشْرَةَ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآهُ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " قَالُوا: §هُوَ أَفْضَلُنَا , فَاسْتَعْمَلُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: هُوَ شَرُّنَا فَقَتَلُوهُ "

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْأَهِلَّةِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ -[1272]- ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «§لَمْ تُفْقَدِ الْخَيْلُ الْبُلْقُ فِي السَّرَايَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ تَخْتَلِفِ النَّاسُ فِي الْأَهِلَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ. . . . . . . . فَإِنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ»

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: «§إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَقَدْ كَانَ يَجْمَعُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ» . حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا أَطَافُوا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: «§إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ بِرَكْعَةٍ يَخْتِمُ فِيهَا الْقُرْآنَ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ امْرَأَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ: «§إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ , فَإِنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْقَارِئِ قَالَ: رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَعْنِي ابْنَ مُصَرِّفٍ فَبَكَى وَقَدْ ذُكِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «§حَصَرُوهُ وَعَطَّشُوهُ»

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: «كَانَ §أَبُو صَالِحٍ إِذَا ذُكِرَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَكَى»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ , فَلَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ: «§لَمَّا اسْتَفَاقَ وَأَفَاقَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةٍ مُحَمَّدٍ وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ، لَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَكَى وَأَطَالَ بُكَاهُ , ثُمَّ قَالَ: «§الْيَوْمَ نُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ»

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ غُلَامًا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُقَالُ لَهُ -[1274]-: ثُمَامَةُ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§الْيَوْمَ رُفِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، وَصَارَتِ الْخِلَافَةُ بِالسَّيْفِ، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ» . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قِوَامُ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «الْمَعْرُوفُ مِنَ النَّاسِ. وَإِمَامٌ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ، وَإِذَا قَدَرَ عَفَا، وَإِذَا غَضِبَ غَفَرَ»

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: «§وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى - يَعْنِي فِتْنَةَ عُثْمَانَ - فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدٌ، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ - يَعْنِي فِتْنَةَ الْحِيرَةِ - فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَحَدٌ، وَأَنَّى وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ لَمْ تَرْتَفِعْ وَبِالنَّاسِ طُبَاخٌ» . حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَقَعَتْ فِتْنَةُ الدَّارِ بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ سَعْدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ وَأَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ حَقٌّ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عِنْدِي. . . وَاحِدٌ بِالصَّعِيدِ تُغْنِي عَنَّا قِيَامَ النَّاسِ، §فَاخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَأَعْطِهِمْ عَلَيَّ الْحَقَّ، وَخُذْ لِي مِنْهُمُ الْحَقَّ» فَخَرَجَ. . . . . . وَحَوْلَهُ النَّاسُ. . . . فَجَعَلُوا يَقْرَعُونَهُ بِالرِّمَالِ حَتَّى سَقَطَ لِجَنْبِهِ وَجَعَلَ يَقُولُ: هَلُمَّ فَاقْتُلُونِي، فَلَقَدْ أَصَابَتْ أُمِّي اسْمِي إِذًا، إِذْ -[1275]- سَمَّتْنِي سَعْدًا. وَأَقْبَلَ الْأَشْتَرُ فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّخَذْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ بُدْنًا، وَخَرَجَ سَعْدٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنَا أَفِرُّ بِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ لَاحِقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ تَدْمُرَ وَهِيَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ إِذَا أَنَا بِرَكْبٍ يَسِيرُونَ، بَيْنَ أَيْدِيهِمْ رَاكِبٌ فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَنَهَرْتُ دَابَّتِي فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: «§الْعَجَبُ، كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِهَا مَوْلِدِي وَدَارِي وَمَالِي، فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاتَّبَعْتُهُ وَآمَنْتُ بِهِ , فَمَكَثْتُ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْهَا فِرَارًا بِدِينِي إِلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ لِي بِهَا أَهْلًا وَمَالًا، وَأَنَا الْيَوْمَ فَارٌّ بِدِينِي مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ كَمَا فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «§شَهِدْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُقْتَلُ بِالدَّارِ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْهُمَا يُضَارِبُ عَنْهُ حَتَّى جُرِحَ , فَرَفَعَهُ فِيمَنْ رَفَعَهُ جَرِيحًا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَالْأَصْمَعِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ -[1276]- مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: §كُنْتُ فِيمَنْ يَحْمِلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَرِيحًا مِنْ دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , بَعْدَ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُمْ - يَعْنِي لِقَتَلَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: «§لَا مَرْحَبًا بِالْوُجُوهِ وَلَا أَهْلًا مَشَائِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ , مَنْ فَتَقَ فِيهَا الْمُفَتَّقَ الْعَظِيمَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا عَزْمَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْنَا لَكَانَ الرَّأْيُ فِيكُمْ نَابِلًا»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ عَلِيًّا بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَسَأَلُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «§فِي حَشِّ كَوْكَبٍ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ» - يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّزَّازِ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْحَمَّامِ وَرَجُلَيْنِ آخَرَيْنِ، وَعَلَى الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النُّورَةُ وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ يَتَنَفَّسُ فَقَالَ: «§لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» . فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَا إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا -[1277]- قَتَلَهُ. فَقَالَ: «قَتَلَهُ مَنْ قَتَلَهُ، لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " أَنَا وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:. . . . . . عُثْمَانَ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَوَجَدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا عَلَى بَابِ دَارِهِ فَقِيلَ. . . .

حَدَّثَنَا. . . . . . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنَّهُمْ §خَرَجُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعَلَيْهِمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ، وَفِيهِمْ سَدُوسُ بْنُ عَبْسٍ , وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ، فَكَانَ حَكِيمُ بْنُ مَالِكٍ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ , فَأَصَابَ ثَوْبَ مَالِكٍ نَضْحٌ مِنْ دَمِهِ، فَكَانَ يَقُولُ: لَا أَغْسِلُهُ أَبَدًا، وَشَقَّ سَدُوسٌ إِدَاوَةً فِيهَا مَاءٌ - جَاءُوا بِهِ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالرُّمْحِ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: " §شَقَّ رَجُلٌ مِنْ عَبْسٍ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَطْهَرَةً فِيهَا مَاءٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَظْمِئْهُ قَالَ: فَرَكِبَ الرَّجُلُ الْبَحْرَ مَعَ أَصْحَابٍ -[1278]- لَهُ، وَكَانَ ثَقِيلًا فَنَفِدَ مَاؤُهُمْ، فَانْتَهَوْا إِلَى سَاحِلِ الْيَمَنِ فَخَرَجُوا وَخَرَجَ مَعَهُمْ، وَكَانُوا أَخَفَّ مِنْهُ فَأَدْرَكَهُمُ الْعَطَشُ فَمَاتَ عَطَشًا "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ فُرَافِصَةَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُنْكِرُ عَلَيْهِ سِيرَتَهُ، فَشَقَّ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ - أُتِيَ بِهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِرُمْحِهِ، وَقَالَ: لَا تَذُوقُ الْبَارِدَ أَبَدًا. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اللَّهُمَّ §اقْتُلْهُ عَطَشًا» . فَخَرَجَ غَازِيًا مَعَ رِجَالٍ مِنَّا فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ عَقَدٌ. فَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ فَتَقَدَّمْ إِلَى الْمَاءِ وَإِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ حَتَّى نَأْتِيَكَ بِهِ، قَالَ: فَإِنِّي لَنْ أَمْشِيَ فَمَضَى أَصْحَابُهُ فَاسْتَقَوْا وَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ يَرْكُضُ بِهَا إِلَيْهِ , فَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ وَأَكَلَتِ النُّسُورُ بَعْضَهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ §فَتَحَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ خَوْخَةً مِنْ دَارِهِ إِلَى جَنْبِ دَارِ عُثْمَانَ مِنْ دُبُرِهَا فَدَخَلَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَتَلُوهُ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: §شَدَّدُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَوَضَعُوا خَشَبَةً بَيْنَ دَارِ جَبَلَةَ بْنِ عَمْرٍو وَدَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا سَلَكُوا عَلَيْهَا لَقِيَهُمْ عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَضَرَبَ رَجُلًا فَصَرَعَهُ بِالْبَلَاطِ، ثُمَّ لَقِيَهُ آخَرُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ عَلَى الْبَلَاطِ قَالَ: فَتَنَادَوْا: ارْفَعُوا الْخَشَبَةَ فَرَفَعُوهَا

قَالَ أَبُو مِخْنَفَ: قَالَ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [البحر الرجز] -[1279]- §خُذْهَا إِلَيْكَ وَاعْلَمَنْ أَبَا حَسَنْ ... أَنَّا نُمِرُّ الْأَمْرَ إِمْرَارَ الرَّسَنْ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ يَتَهَدَّدُ بِهَا عَلِيًّا

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: §أَحْرَقَ بَابَ عُثْمَانَ رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، وَدَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: فَقَالَ الْأَحْوَصُ بَعْدَ ذَلِكَ: [البحر البسيط] لَا تَرْثِيَنَّ لِحَزْمِيٍّ رَأَيْتَ بِهِ ... ضُرًّا وَإِنْ سَقَطَ الْحَزْمِيُّ فِي النَّارِ النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ ... وَالْمُقْحِمِينَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَالزَّاعِمِينَ بِأَنْ لَسْتُمْ أَئِمَّتَهُمْ ... بِمُؤْمِنِينَ وَأَنْ لَيْسُوا بِكُفَّارِ

حَدَّثَنَا. . . . . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §قَوْمٌ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ فَمَنَعَهُمْ، وَأَتَاهُ سِتُّمِائَةٍ لِيَمْنَعُوهُ فَأَبَى عَلَيْهِمْ , فَانْصَرَفُوا فَقَالَ -[1280]- مَرْوَانُ: لَكِنِّي أَعْزِمُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أُقَاتِلَ. فَقَاتَلَ مَعَهُ نَاسٌ فَقُتِلَ ابْنَا زَمْعَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ , وَابْنُ أَبِي هُبَيْرَةَ بْنِ عَوْفٍ مِنْ بَنِي السَّيَّاقِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ - أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَوَّامِ وَمَوْلًى لِعُثْمَانَ، وَجُرِحَ مَرْوَانُ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ , وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ هَرَمَةَ بَعْدُ: [البحر الوافر] إِذَا اقْتَرَبُوا لِبَابِ الدَّارِ يَسْعَى ... لَهُمْ مَرْوَانُ يَضْرِبُ أَوْ سَعِيدُ إِذَا مُدِحَ الْكَرِيمُ يَزِيدُ خَيْرًا ... وَإِنْ مُدِحَ اللَّئِيمُ فَلَا يَزِيدُ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الْعَجْلَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَانَ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ وَأُمُّهُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّهِينِ مِنْ بَنِي السَّيَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ، وَأَبُو أُسَيْدِ بْنُ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيُّ وَأَهْلُ دَارَيْنِ مِنَ الْأَوْسِ، بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَبَنُو حَارِثَةَ، فَقَالَ سَلَكَانُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: [البحر البسيط] §دَارٌ أَرَىَ أَوْسَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا ... هُمُ الْجَهَاضِمَةُ الْأَزْدُونَ فِي الدِّينِ -[1281]- وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَنْهَيَانِ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ وَأَسْلَمُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْيَقْظَانِ الْيَمَامِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §اشْتَرَانِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَامْرَأَتِي وَوَلَدِي فَأَعْتَقَنَا، وَكُنْتُ مَعَهُ فِي الدَّارِ، وَرَمَيْتُ رَجُلًا مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَقَتَلْتُهُ، وَنَشِبَ الْقِتَالُ، فَنَزَلَتُ وَقَدْ ضُرِبَ مَرْوَانُ حَتَّى سَقَطَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ. فَقَالَ ابْنُ عُدَيْسٍ لِعُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ: قُمْ إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَرَبَهُ مَرْوَانُ عَلَى سَاقِهِ فَصُدِعَ، وَوَثَبَ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَفَّاعٍ الزُّرَقِيُّ إِلَى مَرْوَانَ لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ جَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَدِيٍّ - أَوْ - أُمُّهُ , وَهِيَ أُمُّ مَرْوَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ: مَا تُرِيدُ إِلَى لَحْمِهِ تَبْضَعُهُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ قُتِلَ، فَاسْتَحَى فَمَضَى وَتَرَكَهُ. فَاسْتَعَمَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ابْنَهَا عَلَى الْيَمَامَةِ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الَّذِيَ §جَرَحَ مَرْوَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ اسْمَ أَبِي حَفْصَةَ: يَزِيدُ , فَلَمَّا صُرِعَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَنَقَرَ أَبُو حَفْصَةَ أُنْثَيَيْهِ فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: خِفْتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ مِتَّ، وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا فُعِلَ هَذَا بِهِ وَفِيهِ حَيَاةٌ انْتَبَهَ. فَأَعْتَقَهُ مَرْوَانُ، وَحَمَلَهُ يَزِيدُ حَتَّى أَدْخَلَهُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ -[1282]-. . . . . . . مِنْهَا بِنْتٌ تُدْعَى حَفْصَةُ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: §ضُرِبَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ ضَرْبَةً حَذَّتْ أُذُنَيْهِ , فَجَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يُجْهِزَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَتُمَثِّلُ بِجَسَدٍ مَيِّتٍ؟ فَتَرَكَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: §خَيْطُ بَاطِلٍ، وَكَانَ ضُرِبَ يَوْمَ الدَّارِ عَلَى قَفَاهُ , فَقَالَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ وَكَانَ يَذْكُرُ نِسَاءَهُ، وَكَانَ عِنْدَهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَقُطَيَّةُ بِنْتُ بِشْرٍ الْكِلَابِيَّةُ، وَلَيْلَى بِنْتُ زَيَّانِ ابْنِ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةُ: [البحر الطويل] فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَسَائِلٌ ... حَلِيلَةَ مَضْرُوبِ الْقَفَا كَيْفَ تَصْنَعُ لَحَا اللَّهُ قَوْمًا أَمَّرُوا خَيْطَ بَاطِلٍ ... عَلَى النَّاسِ يُعْطِي مَا يَشَاءُ وَيَمْنَعُ وَقَالَ لِنِسَائِهِ: قُطَيَّةُ كَالدِّينَارِ أُحْسِنَ نَقْشُهُ ... وَأُمُّ أَبَانٍ كَالشَّرَابِ الْمُبَرَّدِ وَلَيْلَى وَهَلْ فِي النَّاسِ أُنْثَى كَمَثْلِهَا ... إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ وَمِجْسَدِ

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّلْحِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّرْقِيِّ بْنِ قَطَامِيٍّ قَالَ: تَمَثَّلَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ: [البحر البسيط] -[1283]- إِنِّي أَرَى §فِتَنًا قَدْ حُمَّ أَوَّلُهَا ... وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: §إِنَّمَا أَفْسَدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِطَانَةٌ اسْتَبْطَنَهَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، وَحَصَرَهُ الْمِصْرِيُّونَ وَمَعَهُمْ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قُلْتُ: تَعْرِفُ كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءَ سَبْعمِائَةٍ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُقَالُ لَهُ: شَبِيبُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ بِالرَّقَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ - أَوِ ابْنَ وَابِصَةَ يَقُولُ: §حَصَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُنَافِقُونَ وَقَتَلَهُ الْكُفَّارُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: §دَخَلُوا عَلَيْهِ , فَقَالَتْ نَائِلَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُلْقِي خِمَارِي عَنِّي لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ عَنْ بَعْضِ مَا يُرِيدُونَ؟ قَالَ: «الَّذِي يَطْلُبُونَ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِمَّا تَذْكُرِينَ»

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ: الْفَقِيرُ، عَنْ طَلْقٍ الْبَكَّاءِ قَالَ: §جَاوَرَ أَصْحَابٌ لَنَا، وَكَانَ فِيمَنْ يَخْرُجُ يُعَاتِبُ عُثْمَانَ عُرْوَةُ بْنُ أُدَيَّةَ، وَمِرْدَاسُ بْنُ أُدَيَّةَ. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ بِمَكَّةَ قَدْ أَهَمَّنَا أَمْرُ النَّاسِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا عُرْوَةُ فَقُلْنَا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: خَيْرٌ رَضِينَا وَأَرْضَيْنَا، قَالَ: فَمَا تَفَرَّقْنَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ وُضُوءٍ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَصَابَتْنِي جِرَاحَةٌ فَكُنْتُ أَنْزِفُ مِنْهَا الدَّمَ، وَأُفِيقُ مَرَّةً فَأَخَذَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأَ، وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ لِيَتَجَرَّأَ بِهِ مِنَ الْفَسَقَةِ، فَجَاءَ فَتًى كَأَنَّهُ ذِئْبٌ فَاطَّلَعَ إِطِّلَاعَةً ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْنَا: عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ نَهَنَهَهُمْ شَيْءٌ، عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ رَدَّهُمْ شَيْءٌ، فَإِذَا هُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَيَّ جَرِّ الْبَابِ هَلْ سَكَنَ بَعْدُ أَمْ لَا؟ قَالَ: فَجَاءُوا فَدَفَعُوا الْبَابَ، وَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , وَسَبَّهُ الْحَسَنُ - حَتَّى جَثَمَ عَلَى رُكْبَتَيْ عُثْمَانَ، ثُمَّ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ , وَكَانَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ حَسَنَ اللِّمَّةِ، فَهَزَّهَا حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ أَضْرَاسِهِ، وَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ؟ وَمَا أَغْنَى عَنْكَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ؟ وَمَا أَغْنِي عَنْكَ ابْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي §مَهْلًا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ أَبُوكَ مَا جَلَسَ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنِّي» ، قَالَ: فَغَمَزَ بَعْضَهُمْ فَأَشْعَرُوهُ بِسَهْمٍ وَتَعَاوَرُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ. قَالَ: فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ

مُجْتَرٍ فَأَتَى مِصْرَ فَأَخَذَ عَامِلُ مِصْرَ فَقَدَّمَهُ لِيَقْتُلَهُ فَقَالُوا: ابْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأَخُو عَائِشَةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُنَاظِرُ فِيهِ أَحَدًا بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ فَقَتَلَهُ. قَالَ الْحَسَنُ أَوْ قَتَادَةُ أَوْ كِلَاهُمَا فَأَدْخَلُوهُ فِي جَوْفِ حِمَارٍ فَأَحْرَقُوهُ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَهُ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §فَتَحَ الْبَابَ وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ مُعْتَمِرٌ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا - أَوْ - قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا , مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَقْعُدَهُ - أَوْ قَالَ: - لِيَأْخُذَهُ , قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ. وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ، فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ هُوَ أَلْيَنُ مِنْ حَلْقِهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ حَتَّى رَأَيْتُ نَفَسَهُ مِثْلَ نَفْسِ الْجَانِّ يَتَرَدَّدُ فِي جَسَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَهْوِي لَهُ بِالسَّيْفِ فَأَقْصَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلَا أَدْرِي أَبَانَهَا أَمْ قَطَعَهَا وَلَمْ يُبِنْهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ. وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ

عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] فَإِنَّهَا لَفِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ. قَالَ: وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ حُلِيَّهَا فِي جُرَيْبٍ فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - فَلَمَّا أُشْعِرَ - أَوْ قَالَ: - قُتِلَ , تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا قَالَتْ: فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ أَيَّامًا , طَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَخْلَعَ نَفْسَهُ فَأَبَى، وَقَالَ: لَا أَخْلَعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ، وَلَا أَخْلَعُ قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ , فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ سَرْبَلَكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا تُسَلَّطُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَتَسْتَعْمِلُ إِخْوَتَكَ وَأَقْرِبَتَكَ , عَلَيْكَ التَّوْبَةُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمِيرَاثٍ عَنْ أَبِيكَ، وَلَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . . . . الْمَثُوبَةَ مِنْهُمْ، فَجَاءَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا يُبَالِي عُثْمَانُ أَنْ يَقْعُدُوا عَلَى بَابِهِ. . . . . . أَنْ يَدْخُلَ عَلِيٌّ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَبَقِيَ مِنْ جِهَازِهِمْ شَيْءٌ فَقَالَ: «§مَنْ تَمَّمَ جِهَازَهُمْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . فَتَمَّمْتُ جِهَازَهُمْ مِنْ مَالِي؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ -[1287]-: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اشْتَرَى مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» فَاشْتَرَيْتُهُ مِنْ مَالِي قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ، فَكَانَ لَا يَعْتَدُّ بِشَيْءٍ إِلَّا قَالَ طَلْحَةُ: بَلَى وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَيَّارٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى طَلْحَةَ , وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ , وَطَلْحَةُ مُسْتَلْقٍ عَلَى سَرِيرٍ فَقَالَ: أَلَا تَخْرُجُ فَتَنْهَى عَنْ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِي بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا. قَالَ: وَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّهُمْ، فَضَرَبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا عَلَى أَهْلِ الشَّامِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , قَائِدُهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ جَدُّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ. فَلَمَّا بَلَغَ الَّذِينَ حَصَرُوهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَغَاثَ أَهْلَ الشَّامِ، وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ خَافُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ: فَعَاجَلُوهُ، فَأَحْرَقُوا الْبَابَ - بَابَ عُثْمَانَ - فَلَمَّا وَقَعَ الْبَابُ أَلْقَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَالْحِجَارَةَ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ، فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَاسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَهْلِ الدَّارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَوَلَّى مَالِكَ بْنَ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَى الْمَيْسَرَةِ، وَهَمَّ بِالْقِتَالِ. فَلَمَّا رَأَى الْبَابَ قَدْ أُحْرِقَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا، قَدْ وَفَّيْتُمُ الْبَيْعَةَ، وَقَدْ بَدَا لِي أَلَّا أُقَاتِلَ وَلَا يُرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ -[1288]- مِنْ دَمٍ، فَفُتِحَ لَهُ سُدَّةٌ فِي دَارِهِ فَخَرَجُوا مِنْهَا، وَغَضِبَ مَرْوَانُ فَاخْتَبَأَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ الدَّارِ، وَرَجَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَتَحَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ، وَدَخَلَتْ جَمَاعَةٌ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ أَبْنَائِهِمْ. فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ قَامُوا خَلْفَهُ وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فَقَالُوا: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ. فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ , فَضَرَبَ رَجُلٌ بَأَسْهُمٍ عَلَى مَنْكِبِهِ فَبَدَرَ مِنْهُ الدَّمُ عَلَى الْمُصْحَفِ وَضَرَبَهُ آخَرُ بِقَائِمَةِ سَيْفِهِ، وَضَرَبَهُ آخَرُ بِرِجْلِهِ. فَلَمَّا كَثُرَ الضَّرْبُ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَنِسَاؤُهُ مُخْتَلِطَاتٌ مَعَ الرِّجَالِ، فَصَيَّحَ النِّسَاءُ حِينَ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَجِئْنَ بِمَاءٍ فَمَسَحْنَ عَلَى وَجْهِهِ فَأَفَاقَ. فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ. فَلَمَّا رَآهُ قَاعِدًا قَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ قِيَامًا حَوْلَ نَعْثَلٍ وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَجَرَّهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الدَّارِ وَهُوَ يَقُولُ: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ يَا نَعْثَلُ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ وَلَكِنِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَأْخُذَ بِلِحْيَتِي , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يُقْبَلُ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ نَقُولَ: رَبَّنَا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ تَجُوبِيٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُخْتَرِطًا السَّيْفَ , فَقَالَ: اخْرُجُوا اخْرُجُوا، فَأَخْرَجَ النَّاسَ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ تُمْسِكُ السَّيْفَ فَقَطَعَ أَصَابِعَهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى -[1289]- مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَمِدُّهُ، فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ جَدَّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، وَقَالَ لَهُ: §إِذَا أَتَيْتَ ذَا خُشُبٍ فَأَقِمْ بِهَا وَلَا تَتَجَاوَزْهَا، وَلَا تَقُلِ: الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ قَالَ: أَنَا الشَّاهِدُ وَأَنْتَ الْغَائِبُ. فَأَقَامَ بِذِي خُشُبٍ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقُلْتُ لِجُوَيْرِيَةَ: لِمَ صَنَعَ هَذَا؟ قَالَ: صَنَعَهُ عَمْدًا لِيُقْتَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: قَدِمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الشَّامِ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ §هَذَا مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَكِنْ قَتَلَهُ سِيرَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَتَبَ يَسْتَمِدُّكَ بِالْجُنْدِ فَحَبَسْتَهُمْ عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ وَهُمْ بِالزَّرْقَاءِ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَمَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §وَجَّهَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَدِمَ يَزِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ جَرِيرٍ فِي أَلْفٍ، فَلَقِيَهُ الْخَبَرُ بِقَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِوَادِي الْقُرَى، أَوْ بِذِي خُشُبٍ، فَانْصَرَفَ

وَحُدِّثْتُ , عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §وَجَّهَ جَيْشًا يُغِيثُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حُوصِرَ , فَقَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي يَمْدَحُهُ وَيَحُثُّهُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ مَنْ يُدْعَى حَبِيبًا وَلَوْ بَدَتْ ... مُرُوَّتُهُ يُفْدِي حَبِيبَ بَنِي فِهْرِ هُمَامٌ يَقُودُ الْخَيْلَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يَطَأْنَ بِرَضْرَاضِ الْحَصَى جَاحِمَ الْجَمْرِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ رَأَى مِنَ النَّاسِ مَا رَأَى: هَلْ لَكَ أَنْ §أَحْمِلَ إِلَيْكَ عَشْرَةَ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَمَنْ أَنْكَرْتَهُ كَانُوا أَعْوَانًا لَكَ عَلَيْهِ وَيَدًا مَعَكَ؟ فَقَالَ: لَا

خبر المغيرة بن الأخنس بن شريق

§خَبَرُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الَّذِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: §بَشِّرْ قَاتِلَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بِالنَّارِ. فَكَفَّ يَدَهُ فَجَعَلَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ الدَّارِ فَيَحْمِلُ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَغَاظَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، فَنَادَى إِنْسَانٌ: وَامُغِيرَتَاهُ. فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أَلَا لَا أُرَانِي إِلَّا صَاحِبَ الرُّؤْيَا

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَغَيْرُهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ضَرَبَ الْمُغِيرَةَ بْنَ الْأَخْنَسِ عِنْدَ دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ قَائِلٌ: §تَعِسَ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ الَّذِي ضَرَبَ: " بَلْ تَعِسَ قَاتِلُ الْمُغِيرَةِ، إِنِّي رَأَيْتُ مَقِيلَنَا أَمْسِ نَارًا تُوقَدُ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ النَّارُ؟ فَيُقَالُ لِي: لِقَاتِلِ الْمُغِيرَةِ، رَأَيْتُ ذَلِكَ لَيَالِيَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بُنُ الْيَسَعِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ جَاءَ جَادًّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَى فِي مَنَامِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ أَنَّ قَاتِلَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ فِي النَّارِ، فَسَأَلَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ فَقَالُوا: مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ: §لَأَعْتَزِلَنَّ هَذَا الْأَمْرَ فَحَصَرُوا عُثْمَانَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ فَهَزَمَهُمْ، ثُمَّ عَادَ فَهَزَمَهُمْ , وَهُوَ يُعِينُ وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ قَتَلَ ثَلَاثَةً، فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَمَدَ الرَّجُلُ إِلَى سَيْفِهِ فَأَخَذَهُ , ثُمَّ حَمَلَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَلَى رِجْلِهِ. وَتَصَايَحَتِ النِّسَاءُ: يَا مُغِيرَتَاهُ فَقَالَ: مَنِ الْمُغِيرَةُ؟ فَقَالُوا: ابْنَ الْأَخْنَسِ. يَا وَيْلَهُ، هُوَ الَّذِي قَدِمَ إِلَيْهِ فَقِيلَ: إِنَّ قَاتِلَهُ فِي النَّارِ، فَمَا زَالَ بِشَرٍّ حَتَّى مَاتَ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ مِصْرَ رَأَى رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ: §بِشِّرْ قَاتِلَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ

بِالنَّارِ , وَهُوَ لَا يَعْرِفُ الْمُغِيرَةَ , فَلَمْ يَزَلْ يَرَى ذَلِكَ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ أَصْحَابَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ خَرَجَ الْمُغِيرَةُ يُقَاتِلُ , وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَتَلَهُ، حَتَّى قَتَلَ ثَلَاثَةً، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، أَمَا لِهَذَا أَحَدٌ فَلَمَّا قَتَلَ ثَلَاثَةً وَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَحَذَفَهُ بِسَيْفِهِ فَأَصَابَ رِجْلَهُ , ثُمَّ ضَرَبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ. قَالَ: «أَلَا أُرَانِي بِصَاحِبِ الرُّؤْيَا الْمُبَشَّرِ بِالنَّارِ» فَلَمْ يَزَلْ بِشَرٍّ حَتَّى مَاتَ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، بِنَحْو مِنَ الْأَحَادِيثِ الْأُوَلِ، قَالَ: وَجَعَلَ الْمُغِيرَةُ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ وَيَتَمَثَّلُ: [البحر الرجز] قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ عُطْبُولْ ... لَهَا وِشَاحٌ وَلَهَا حُجُولُ أَنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ حَنْشَلِيلْ ... لَأَمْنَعَنَّ مِنْهُمُ خَلِيلِي بِصَارِمٍ لَيْسَ بِذِي فُلُولِ

قَالَ عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: «§نَزَفَ الْمُغِيرَةُ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ جَرَادَةٌ صَفْرَاءُ، وَمَا يَقُومُ إِلَيْهِ أَحَدٌ حَتَّى مَاتَ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ -[1293]-، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أَحْرَقُوا بَابَهُ: مَا يَقُولُ اللَّهُ إِذَا §خَذَلْنَاكَ؟ وَخَرَجَ بِسَيْفِهِ وَقَالَ: [البحر البسيط] لَمَّا تَهَدَّمَتِ الْأَبْوَابُ وَاحْتَرَقَتْ ... يَمَّمْتُ مِنْهُنَّ بَابًا غَيْرَ مُحْتَرِقِ حَقًّا أَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ آمُرُهُ ... إِنْ لَمْ تُقَاتِلْ لَدَى عُثْمَانَ فَانْطَلِقِ وَاللَّهِ أَتْرُكُهُ مَا دَامَ بِي رَمَقٌ ... حَتَّى يُزَايَلَ بَيْنَ الرَّأْسِ وَالْعُنُقِ هُوَ الْإِمَامُ فَلَسْتُ الْيَوْمَ خَاذِلُهُ ... إِنَّ الْفِرَارَ عَلَيَّ الْيَوْمَ كَالسَّرَقِ وَحَمَلَ عَلَى النَّاسِ فَضَرَبَهُ رَجُلٌ عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ قَتَلَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: قُتِلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ. قَالَ: قُتِلَ سَيِّدُ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ. وَاحْتُمِلَ إِلَى دَارِهِ فَدُفِنَ بِهَا

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ §الَّذِيَ قَتَلَ الْمُغِيرَةَ تَقَطَّعَ جُذَامًا بِالْمَدِينَةِ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الْعَجْلَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أُمُّ الْمُغِيرَةِ خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ: §فَخَالُ رَسُولِ اللَّهِ خَالِي وَجَدُّهُ أَبُو أُمِّهِ جَدِّي. فَطَابَ الْأَوَاصِرُ ". وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: [البحر الطويل] وَآلَيْتُ جَهْدًا لَا أُبَايِعُ بَعْدَهُ ... إِمَامًا وَلَا أَرْعَى لِمَا قَالَ قَائِلُ وَلَا أَبْرَحُ الْبَابَيْنِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا ... بِذِي رَوْنَقٍ قَدْ أَخْلَفَتْهُ الصَّيَاقِلُ حُسَامٌ شَدِيدُ الْمَتْنِ لَيْسَ بِعَائِدٍ ... إِلَى الْجَفْنِ مَا هَبَّتْ رِيَاحُ شَمَائِلِ -[1294]- أُقَاتِلُ مَنْ دُونَ ابْنِ عَفَّانَ إِنَّهُ ... إِمَامٌ وَقَدْ جَاشَتْ عَلَيْهِ الْقَبَائِلُ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ , ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] قَالُوا: مَا خُصُومَةُ مَا بَيْنَنَا وَنَحْنُ إِخْوَانٌ؟ §فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ عَفَّانَ قَالُوا: هَذِهِ خُصُومَةُ مَا بَيْنَنَا ". حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِمِثْلِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعٍ الزُّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " نَزَلَتْ عَلَيْنَا الْآيَةُ: {§ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] وَمَا نَدْرِي مَا نُفَسِّرُهَا حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، فَقُلْنَا هَذَا الَّذِي وُعِدْنَا أَنْ نَخْتَصِمَ فِيهِ "

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْمَسْجِدُ يُبْنَى فَجَعَلَ يَطُوفُ فِيهِ وَكَعْبٌ جَالِسٌ , فَقَالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ لَوَدِدتُ أَنَّهُ لَا §يُبْنَى مِنْهُ بُرْجٌ إِلَّا سَقَطَ الْبُرْجُ الَّذِي يَلِيهِ. فَقِيلَ لَهُ: أَتَقُولُ هَذَا لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِهِ؟ -[1295]- قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ ذَاكَ، وَلَكِنْ قَدْ حَضَرَتْ فِتْنَةٌ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا شِبْرٌ، وَلَوْ قَدْ فُرِغَ مِنْ بِنَاءِ هَذَا الْمَسْجِدِ قُتِلَ هَذَا الشَّيْخُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ حَتَّى يَحِلَّ الْقَتْلُ مَا بَيْنَ عَدَنٍ أَبْيَنَ إِلَى أَبْوَابِ الرُّومِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ وَمَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْنَى: وَاللَّهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّهُ لَا يُفْرَغُ مِنْ بُرْجٍ إِلَّا سَقَطَ بُرْجٌ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَمَا كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّ صَلَاةً فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ قَالَ: بَلَى، وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ الْآنَ، وَلَعَنَ اللَّهُ فِتْنَةً نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَنْ تَقَعَ إِلَّا شِبْرٌ، وَلَوْ قَدْ فُرِغَ مِنْ بِنَاءِ هَذَا الْمَسْجِدِ وَقَعَتْ. وَذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِ هَذَا الشَّيْخِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَهَلْ قَاتِلُهُ إِلَّا كَقَاتِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: بَلْ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، ثُمَّ يَحِلُّ الْقَتْلُ مَا بَيْنَ عَدَنَ أَبْيَنَ إِلَى دُرُوبِ الرُّومِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ: لَا تَنْتَطِحُ فِيهِ عَنْزَانِ، فَقَالَ كَعْبٌ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَيُقْتَلَنَّ بِهِ رِجَالٌ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: §نَزَلَ بِي أَعْرَابِيُّ مِنَ الْحَيِّ مِنْ أَحْمَسَ فَانْصَرَفْتُ بِهِ إِلَى الْمَنْزِلِ فَلَمْ آلُهُ تَكْرِمَةً. فَقَالَ: أَكُلُّ الْحَيِّ يَجِدُ مَا أَرَى؟ فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَسَّهُمْ عَيْشًا لَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْخُبْزِ وَالتَّمْرِ. قَالَ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا لَيُوشِكَنَّ أَنْ تَقْتَتِلُوا، فَإِنَّ الْعَرَبَ وَاللَّهِ مَا زَالَتْ إِذَا شَبِعَتِ اقْتَتَلَتْ. قَالَ قَيْسٌ: فَمَا لَبِثَ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنُزِيَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَاقْتَتَلَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ وَنَهْرَوَانَ

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَغَيْرُهُ أَنَّ الَّذِي دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ , فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§أَرْسِلْهَا يَا ابْنَ أَخِي فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ أَبُوكَ مَا أَخَذَ بِهَا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ -[1297]- فَشَتَمَهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ابْنَ أَخِي لَوْ كَانَ أَبُوكَ مَا قَامَ هَذَا الْمَقَامَ اتَّئِدْ أُخْبِرْكَ، ثُمَّ افْعَلْ مَا أَرَاكَ اللَّهُ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَنِي ابْنَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا بَعْدَ الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «§أَلَا أَبُو أَيِّمٍ أَوْ أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عُثْمَانَ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ لَزَوَّجْنَاهُ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ظَمِئُوا ظَمَأً شَدِيدًا فَاحْتَفَرْتُ بِئْرًا فَأَعْطَيْتُ عَليَهَا النَّفَقَةَ , ثُمَّ جَعَلْتُهَا صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْقَوِيُّ فِيهَا وَالضَّعِيفُ سَوَاءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي هَذَا النَّخْلَ فَيُقِيمُ بِهِ قِبْلَةَ الْمُسْلِمِينَ» وَكَانَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ فَاشْتَرَيْتُهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ فَأَقَمْتُ بِهِ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، وَضَمِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلًا فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلِ حِرَاءَ فَرَجَفَ فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَمِهِ وَقَالَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» ، وَعَلَى الْجَبَلِ يَوْمَئِذٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمِيرَةَ انْقَطَعَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى جَاعَ النَّاسُ فَخَرَجْتُ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَوَجَدْتُ خَمْسَ عَشْرَةَ رَاحِلَةً عَلَيْهَا طَعَامٌ , فَاشْتَرَيْتُهَا -[1298]- فَحَبَسْتُ مِنْهَا ثَلَاثًا وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَمْسَكْتَ وَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَعْطَيْتَ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهُ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي جِئْتُ بِالدَّرَاهِمِ فَصَبَبْتُهَا فِي حِجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: اسْتَعِنْ بِهَا. فَقَالَ لِي: «مَا يَضُرُّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَكَيْفَ تَقْتُلُنِي؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَلْقَى اللَّهَ بِدَمِكَ أَبَدًا. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ , فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَلْقَى اللَّهَ بِدَمِكَ أَبَدًا. قَالَ: فَقَالُوا: لَا يَقْتُلُهُ إِلَّا مَنْ لَا يُنَاظِرُهُ الْكَلَامَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ تُجِيبَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَ لَهُ: اتَّئِدْ فَأُخْبِرْكَ. قَالَ: لَا أَسْمَعُ كَلَامَكَ، وَمَعَهُ قَوْسٌ لَهُ عَرَبِيَّةٌ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَوَقَعَ فَتَلَقَّاهُ بِمَشَاقِصِهِ فَنَحَرَهُ - وَتَحْتَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَشَقَّتْ جَيْبَهَا وَصَاحَتْ، فَخَرَجَ غُلَامٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَبَشِيٌّ , فَلَمَّا رَأْى مَوْلَاهُ قَتِيلًا أَخَذَ السَّيْفَ ثُمَّ تَبِعَهُ , فَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدَّارِ حَتَّى قَتَلَهُ. قَالَ أَبِي: فَأَتَى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ إِذَا كَانَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُنَازَعَةٌ قَالَ: أَنَا إِذًا أَشَرُّ مِنْ قَاتِلِ عُثْمَانَ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: §شَهِدْتُ مَقْتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأُخْرِجَ -[1299]- مِنَ الدَّارِ أَرْبَعَةٌ مِنْ شَبَابِ قُرَيْشٍ مُدَرَّجِينَ مَحْمُولِينَ كَانُوا يَدْرَءُونَ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ نَدِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِشَيْءٍ مِنْ دَمِهِ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ دَخَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَسْتَ بِصَاحِبِي، وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ فَخَرَجَ وَلَمْ يَنْدَ بِشَيْءٍ مِنْ دَمِهِ. فَقُلْتُ لِكِنَانَةَ: مَنْ قَتَلَهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ، ثُمَّ طَافَ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يَقُولُ: أَنَا قَاتِلُ نَعَثَلٍ، فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فِي دَارِهِ. فَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ يُبَرِّئَانِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ نَوَى قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسَائِرُ الْأَحَادِيثِ جَاءَتْ بِخِلَافِهِمَا

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ قُمْ §فَاحْرُسِ الدَّارَ. فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ وَقَامَ مَعَهُ ابْنُ سُرَاقَةَ، وابْنُ مُطِيعٍ , وَابْنُ نُعَيْمٍ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ فَأَتَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الدَّارَ فَفَتَحَ فَذَكَّرَهُمْ، فَأَخَذُوا بِتَلْبِيبِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ثُمَّ دَخَلُوا

فَقُتِلَ وَمَا شَعَرَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَاعِدٌ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى سَرِيرِ عُثْمَانَ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَإِذَا خَلْفَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: يَا ابْنَ فُلَانٍ تَعْنِي ابْنَ أَبِي بَكْرٍ امْنَعْنَا الْيَوْمَ. فَقَالَ: فِي الْقَسَمِ أَنْتُنَّ الْآلُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: يَعْنِي ابْنَ أَبِي بَكْرٍ. وَهَذَا الْإِسْنَادُ قَوِيٌّ لَا يُشْبِهُ إِسْنَادَيِ الْحَدِيثَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ. فَمَا شَعَرْتُ وَقَدْ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَنَحْنُ نَقُولُ: هُمْ فِي الصُّلْحِ، إِذَا بِالنَّاسِ قَدْ دَخَلُوا مِنَ الْخَوْخَةِ وَتَدَلَّوْا بِأَمْرَاسِ الْحِبَالِ مِنْ سُورِ الدَّارِ وَمَعَهُمُ السُّيُوفُ، فَرَمَيْتُ بِسَيْفِي وَجَلَسْتُ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُ صِيَاحَهُمْ، فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى مُصْحَفٍ فِي يَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى حُمْرَةِ أَدِيمِهِ، وَنَشَرَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ شَعْرَهَا، فَقَالَ لَهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§خُذِي خِمَارَكِ فَلَعَمْرِي لَدُخُولُهُمْ عَلَيَّ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ شَعْرِكِ» ، وَأَهْوَى الرَّجُلُ لِعُثْمَانَ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ، فَقَطَعَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهَا، ثُمَّ قَتَلُوهُ وَخَرَجُوا يُكَبِّرُونَ، وَمَرَّ بِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا عَبْدَ أُمِّ حَبِيبَةَ، وَمَضَى فَخَرَجْتُ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ يَوْمَ قُتِلَ، وَلَوْ أَذِنَ. . . . . يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَأَعْطِهِمْ مَا أَرَادُوا، فَأَشْرَفْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَا صَائِرٌ لِكُلِّ مَا تُرِيدُونَ فَلَمْ يَسْمَعُوا مِنِّي، وَدَخَلَوا، وَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مَعَهُ مَشَاقِصُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ابْنَ أَخِي §مَا كَانَ أَبُوكَ لِيَدْخُلَ عَلَيَّ» . فَقَالَ: أَمَّا الْآنَ فَأَنَا ابْنُ أَخِيكَ، وَقَبْلُ فَأَنَا ابْنُ شَرِّ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ وَضَرَبَهُ بِمَشَاقِصَ فِي أَوْدَاجِهِ، وَجَاءَ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ فَنَفَحَهُ بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ وَثَّابٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا جَذَبَ بِلِحْيَتِهِ , فَقَالَ: «إِنَّكَ §لَتَجْذِبُ لِحْيَةً كَانَ يَعِزُّ عَلَى أَبِيكَ أَنْ يَجْذِبَهَا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي وَثَّابٌ مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ §وَجَأَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَشَاقِصَ فِي أَوْدَاجِهِ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: كَانَ §الْمُحَمَّدُونَ الَّذِينَ سَعَوْا عَلَى عُثْمَانَ: مُحَمَّدَ -[1302]- بْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ بْنَ أَبِي رُهْمٍ. وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا جِئْتُكَ مَا لَا تَنْسَى، إِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَنْسَى أَبَا عُذْرَتِهَا وَلَا قَاتِلَ بِكْرِهَا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَمْ يَبْقَ فِي دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ , وَقِيلَ ذَلِكَ , فَأَقْبَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ. وَدَعَا عُثْمَانُ بِمُصْحَفِهِ فَهُوَ يَتْلُوهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ وَقَدْ أُحْرِقَ بَابُ الدَّارِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا أَدْخَلَكَ عَلَيَّ، لَسْتَ بِصَاحِبِي. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قَسَمَ مَالَ الْبَحْرَيْنِ فَلَمْ يُعْطِكَ شَيْئًا، فَقُلْتَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي إِذْ لَمْ تُعْطِنِي. فَقَالَ: «§غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» . فَوَلَّيْتَ مُنْطَلِقًا وَأَنْتَ تَقُولُ: هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَالِ، فَأَنَّى تُسَلَّطُ عَلَى دَمِي بَعْدَ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ؟ فَوَلَّى الرَّجُلُ تُرْعِدُ يَدَاهُ وَانْتُدِبَ لَهُ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ: أَنْتَ خَلِيقٌ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ عَقَّ عَنْهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَحَلَقَ رَأْسَهُ , ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُ وَيُحَنِّكَهُ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ حَمَلَكَ لِيَأْتِيَ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَلَأْتَ -[1303]- خِرَقَكَ فَاسْتَحَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُقَرِّبَكَ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ، فَرَدَّكَ كَمَا أَتَى بِكَ فَأَنْتَ صَاحِبِي. فَتَنَاوَلَ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: يَا نَعْثَلُ. فَقَالَ: بِئْسَ الْوَضْعُ وَضَعْتَ يَدَكَ، وَلَوْ كَانَ أَبُوكَ مَكَانَكَ لَأَكْرَمَنِي أَنْ يَضَعَ يَدَهُ مَكَانَ يَدِكَ. فَأَهْوَى بِمَشَاقِصَ كَانَتْ مَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ، وَهُوَ يُرِيدُ بِهَا عَيْنَيْهِ، فَزَلَّتْ فَأَصَابَتْ أَوْدَاجَهُ , وَهُوَ يَتْلُو الْقُرْآنَ وَمُصْحَفٌ فِي حِجْرِهِ , فَجَعَلَ يَتَكَفَّفُ الدَّمَ فَإِذَا رَاحَتُهُ مِنْهُ نَفِحَةٌ وَقَالَ: اللَّهُمَّ لَيْسَ لِهَذَا طَالِبٌ. . . . فِي شَرَاسِيفَ عُثْمَانَ حَتَّى خَالَطَ جَوْفَهُ، وَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ، وَابْنُ رُومَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ , فَمَالُوا عَلَيْهِ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ. وَخَرَجَ خَارِجٌ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَخْبَرَ بِقَتْلِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ: مَا أَظُنُّكُمْ فَعَلْتُمْ، فَعُودُوا فَعَادُوا , وَقَدْ حَسَرَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ عَنْ رَأْسِهَا لِتَكُفَّهُمْ , فَاقْتَحَمُوا، فَقَالَتْ: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ وَكَيْفَ لَا تَدْخُلُونَ عَلَيَّ وَقَدْ رَكِبْتُمُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ وَتَنَاوَلَتْ سَيْفَ أَحَدِهِمْ فَاجْتَذَبَهُ فَقَطَعَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي

ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَشْرَفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: أَفِيكُمْ عَلِيٌّ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: §أَفِيكُمْ سَعْدٌ؟ قَالُوا: لَا. فَسَكَتَ , ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَحَدَ يُبَلِّغُ مَاءً؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِثَلَاثِ قِرَبٍ مَمْلُوءَةٍ، فَمَا كَادَتْ تَصِلُ إِلَيْهِ حَتَّى جُرِحَ فِي سَبَبِهَا عِدَّةٌ مِنْ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَيْهِ، وَبَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عُثْمَانَ يُرَادُ قَتْلُهُ , فَقَالَ: إِنَّمَا أَرَدْنَا مِنْهُ مَرْوَانَ، فَأَمَّا قَتْلُهُ فَلَا، وَقَالَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: اذْهَبَا بِنَفْسَيْكُمَا حَتَّى تَقُومَا عَلَى بَابِ دَارِ عُثْمَانَ فَلَا تَدَعَا وَاحِدًا يَصِلُ إِلَيْهِ. وَبَعَثَ الزُّبَيْرُ ابْنَهُ وَبَعَثَ طَلْحَةُ ابْنَهُ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ، وَبَعَثَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَبْنَاءَهُمْ يَمْنَعُونَ النَّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَى عُثْمَانَ، وَيَسْأَلُونَهُ إِخْرَاجَ مَرْوَانَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَرَمَى النَّاسُ فِيهِمْ بِالسِّهَامِ حَتَّى خُضِّبَ الْحَسَنُ بِالدِّمَاءِ عَلَى بَابِهِ، وَأَصَابَ مَرْوَانَ سَهْمٌ وَهُوَ فِي الدَّارِ، وَخُضِّبَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , وَشُجَّ قُنْبَرٌ، وَخَشِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَغْضَبَ بَنُو هَاشِمٍ لِحَالِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَأَخَذَ بِيَدِ رَجُلَيْنِ وَقَالَ لَهُمَا: إِنْ جَاءَتْ بَنُو هَاشِمٍ فَرَأَوَا الدِّمَاءَ عَلَى وَجْهِ الْحَسَنِ كَشَفُوا النَّاسَ عَنْ عُثْمَانَ، وَبَطَلَ مَا تُرِيدَانِ، وَلَكِنْ مُرَّا بِنَا حَتَّى نَتَسَوَّرَ عَلَيْهِ الدَّارَ , فَنَقْتُلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ بِنَا أَحَدٌ. فَتَسَوَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَصَاحِبَاهُ مِنْ دَارِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ؛ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ كَانَ فَوْقَ الْبُيُوتِ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا امْرَأَتُهُ. فَقَالَ لَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: مَكَانَكُمَا حَتَّى أَبْدَأَ بِالدُّخُولِ، فَإِذَا أَنَا خَبَطْتُهُ فَادْخُلَا فَتُوجِئَاهُ حَتَّى تَقْتُلَاهُ. فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ فَأَخَذَ

بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْ رَآكَ أَبُوكَ لَسَاءَهُ مَكَانُكَ مِنِّي» . فَتَرَاخَتْ يَدُهُ، وَحَمَلَ الرَّجُلَانِ عَلَيْهِ فَوَجَآهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، وَخَرَجُوا هَارِبِينَ مِنْ حَيْثُ دَخَلُوا، وَصَرَخَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمْ يُسْمَعْ صُرَاخُهَا لِمَا فِي الدَّارِ مِنَ الْجلَبَةِ، فَصَعِدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى النَّاسِ فَقَالَتْ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ قُتِلَ. فَدَخَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا فَوَجَدُوا عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَذْبُوحًا فَانْكَبُّوا عَلَيْهِ يَبْكُونَ، وَخَرَجُوا، وَدَخَلَ النَّاسُ فَوَجَدُوهُ مَقْتُولًا، وَبَلَغَ عَلِيًّا الْخَبَرُ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدًا وَمَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجُوا، وَقَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ لِلْخَبَرِ الَّذِي أَتَاهُمْ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ فَوَجَدُوهُ مَذْبُوحًا، فَاسْتَرْجَعُوا. وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِابْنَيْهِ: كَيْفَ قُتِلَ وَأَنْتُمَا عَلَى الْبَابِ؟ وَلَطَمَ الْحَسَنَ وَضَرَبَ الْحُسَيْنَ، وَشَتَمَ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ، وَلَعَنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَخَرَجَ وَهُوَ غَضْبَانُ يَرَى أَنَّ طَلْحَةَ أَعَانَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَقِيَهُ طَلْحَةُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ضَرَبْتَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؟ فَقَالَ: عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللَّهِ أَلَا يَسُوءُنِي ذَلِكَ يُقْتَلُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بَدْرِيٌّ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ وَلَاحُجَّةٌ فَقَالَ طَلْحَةُ: لَوْ دَفَعَ إِلَيْنَا مَرْوَانَ لَمْ يُقْتَلْ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ أَخْرَجَ إِلَيْكُمْ مَرْوَانَ لَقُتِلَ قَبْلَ أَنْ تَثْبُتَ عَلَيْهِ حُكُومَةٌ. وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ

وَهَذَا حَدِيثٌ كَثِيرُ التَّخْلِيطِ، مُنْكَرُ الْإِسْنَادِ لَا يُعْرَفُ صَاحِبُهُ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَمَّا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَنْ فَوْقَهُ فَأَقْوِيَاءُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ جَامِعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُوخٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ طَلْحَةَ بِمَكَانٍ مِنَ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: حَشُّ طَلْحَةَ، فَقَالَ لِي وَلَابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: انْطَلِقَا فَانْظُرَا مَا فَعَلَ الرَّجُلُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دُفِعْنَا إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ الْقَاعِدُ بِمَكَانٍ مِنَ الْمَدِينَةِ جَالِسٌ مُعْتَجِرٌ بِبُرْدٍ أَحْمَرَ مُحْتَبٍ بِسَيْفِهِ، فَمَضَيْنَا فَإِذَا أُمُّ حَبِيبَةَ، فَقَالَ النَّاسُ: أُمُّ حَبِيبَةَ فَأَرَادَتِ الدُّخُولَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمُنِعَتْ، فَرَجَعْنَا مَعَهَا حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى عَلِيٍّ فَرَحَّبَ بِهَا، فَقَالَتْ: يَا عَلِيُّ أَجِرْ أَهْلَ الدَّارِ. قَالَ: قَدْ §أَجَرْتُهُمْ، فَانْصَرَفَتْ فَإِذَا الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ مَقْتُولٌ وَإِذَا غُلَامُهُ الْأَسْوَدُ صَاحِبُ الْبَابِ قَتِيلٌ فَدَخَلْنَا , فَإِذَا الْمِصْرِيَّةُ تَجُولُ فِي الدَّارِ وَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ أَبْيَضَ، وَإِذَا امْرَأَتُهُ الْكَلْبِيَّةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ عَاصِبَةٌ يَدَهَا قَدْ جُرِحَتْ تَنْدُبُهُ، فَقُلْنَا: مَا نَنْظُرُ؟ فَرَجَعْنَا إِلَى طَلْحَةَ فَأَخْبَرَنَاهُ، فَقَالَ: قُومُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَوَارُوهُ. فَانْطَلَقْنَا فَجَمَعْنَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُ كَمَا يُصْنَعُ بِالشَّهِيدِ، ثُمَّ أَخْرَجْنَاهُ نُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَتِ الْمِصْرِيَّةُ: وَاللَّهِ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ: وَاللَّهِ إِنْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا عَلَيْهِ، قَدْ وَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

فَنَهَزُوهُ سَاعَةً بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ. ثُمَّ أَرَادُوا دَفْنَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَدِ اسْتَوْهَبَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَوْضِعَ قَبْرِهِ فَوَهَبَتْهُ , فَأَبَوْا وَقَالُوا: مَا سَارَ سِيرَتَهُمْ فَيُدْفَنَ مَعَهُمْ. فَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةٍ كَانَ اشْتَرَاهَا، فَزَادَهَا فِي الْمَقْبَرَةِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قُبِرَ فِيهَا. قَالَ أَسَدٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدِ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كَانَ §أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى عُثْمَانَ الْمُحَمَّدُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ". قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الَّذِي طَعَنَ عُثْمَانَ بِالْمِشْقَصِ، وَرُومَانُ بْنُ سَودَانَ الَّذِي قَتَلَهُ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْكِرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَاهُ الْقَوْمُ فَاجْتَمَعُوا حَوْلَهُ، فَأَتَاهُ حَبَشِيٌّ مِنْهُمْ §فَوَجَأَ بَيْنَ ثَدْيِهِ الْأَيْمَنِ بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ فِي يَدِهِ، وَفِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَمَالَ فَقُتِلَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي جُهَيْمٌ قَالَ: أَنَا شَاهِدٌ، دَخَلَ عَلَيْهِ -[1308]- عَمْرُو بْنُ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ , وَالتُّجِيبِيُّ §يَطْعَنُهُ أَحَدُهُمَا بِمِشْقَصٍ فِي أَوْدَاجِهِ , وَعَلَاهُ الْآخَرُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عِمْرَانَ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَشْعَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُومَانُ الْيَمَانِيُّ، ضَرَبَهُ بِصَوْلَجَانٍ»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ كِنَانَةَ قَالَ: §رَأَيْتُ قَاتِلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ بَاسِطًا يَدَهُ - أَوْ - رَافِعًا يَدَهُ يَقُولُ: أَنَا قَاتِلُ نَعْثَلٍ، اسْمُهُ جَبَلَةُ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوَانَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ رَمَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَيَّارُ بْنُ عِيَاضٍ الْأَسْلَمِيُّ , وَجَأَهُ بِمَشَاقِصَ كَانَتْ تَعْتَلِي وَجْهَهُ» . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ بِمِثْلِهِ. قَالَ: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ نَيَّارَانِ: نَيَّارُ الْخَيْرِ وَنَيَّارُ الشَّرِّ فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: أَيُّهُمَا دَهَاهُ، أَنَيَّارُ الْخَيْرِ أَمْ نَيَّارُ الشَّرِّ؟

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: إِنَّ §رُومَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فِي نَمِرَةٍ بِالسُّوقِ

قَالَ ابْنُ وَهْبٌ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَّا قَالَ: كَانَ الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. . . . . فَقَالَ تُبَيْعٌ: إِنَّ §ذِرَاعَيْ هَذَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُشْتَعِلَيْنِ نَارًا

حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §لَمَّا قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَضُرِبَ ضَرْبَةً عَلَى يَدِهِ بِالسَّيْفِ، فَقَطَرَ مِنْ دَمِ يَدِهِ عَلَى الْمُصْحَفِ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقْرَأُ فِيهِ، عَلَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] قَالَ: وَشَدَّ يَدَهُ وَقَالَ: «إِنَّهَا لَأَوَّلُ يَدٍ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: §جَلَسَ عُثْمَانُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَكَانَ مِمَّا وَقَعَ عَلَيْهِ الَدَّمُ مِنَ الْمُصْحَفِ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]

حَدَّثَنَا. . . . . . . . . قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ قَالَ: كُنْتُ حَاضِرًا -[1310]- حِينَ §حُصِرَ عُثْمَانُ، فَأَخَذَ الْمُصْحَفَ يَقْرَأُ فِيهِ، فَدُخِلَ عَلَيْهِ، فَضُرِبَ فَقَطَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِهِ عَلَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137]

حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ الشَّعِيرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §أَوَّلُ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] "

حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَثِ الْعَدَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: §رَأَيْتُ عَلَى مُصْحَفِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] قَطْرَةً مِنْ دَمٍ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حْدَثْنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ يُوسُفَ بِنْتُ نَاهِكٍ، عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: §دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الدَّارَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: اعْتَزِلْنَا، وَهُوَ يَقُولُ: «لَا أَخْلَعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عِمْرَانَ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرَاءَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: §أَوَّلُ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «§شَهِدْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُقْتَلُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ فَضَرَبَهُ بِمِشْقَصٍ عَلَى أَوْدَاجِهِ فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَنْبَعِثَ عَلَى الْمُصْحَفِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: جَاءَتْ صَفِيَّةُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ , فَقَالَتْ: §مَا نَقَمْتُمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا لَهُ ضَامِنَةٌ. فَجَاءَ الْأَشْتَرُ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: صَفِيَّةُ فَجَعَلَ يَضْرِبُ وَجْهَ بَغْلَتِهَا بِالسَّوْطِ حَتَّى رَجَعَتْ. فَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ حِينَ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ: لَوَدِدْتُ أَنْ تَدْعُوَ، وَاللَّهِ كَانَتْ قَطَعَتْهُ حِينَ يَسْتَخِفُّ بِحُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ لِتَرُدَّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَقِيَهَا الْأَشْتَرُ فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا حَتَّى مَالَتْ وَحَتَّى قَالَتْ: §رُدُّونِي لَا يَفْضَحُنِي هَذَا الْكَلْبُ، فَوَضَعَتْ خَشَبًا بَيْنَ مَنْزِلِهَا وَمَنْزِلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَنْقُلُ إِلَيْهِ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَمَرَتْنَا صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ نُرَحِّلَ لَهَا -[1312]- بَغْلَةً بِهَوْدَجٍ، فَرَحَّلْنَا لَهَا، فَكُنَّا حَوْلَهَا حَتَّى أَتَيْنَا بَابَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَجَدْنَا الْأَشْتَرَ وَأُنَاسًا مَعَهُ فَقَالَ لَهَا الْأَشْتَرُ: ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ، فَأَبَتْ. . . فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: §رُدُّونِي رُدُّونِي

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَزْدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِحَالَةٍ مَسْتُورَةٍ مَعَهَا إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَقَالَتْ: §دَعُونِي أَدْخُلْ عَلَى عُثْمَانَ. قَالُوا: لَا، قَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ وَصَايَا بَنِي أُمَيَّةَ وَفِي حِجْرِهِ كَانَ يَحْتَوِي أَيْتَامَهُمْ، وَقَدْ حَصَرْتُمُوهُ فَدَعَوْنِي أَسْأَلْهُ، فَأَذِنُوا لَهَا فَسَقَتْهُ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلَتْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَهِيَ فِي خِدْرِهَا، وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَاطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي خِدْرِهَا فَنَعَتَهَا لِلنَّاسِ فَقَالَتْ: مَالَهُ §قَطَعَ اللَّهُ يَدَهُ وَهَتَكَ عَوْرَتَهُ؟ قَالَ: فَخَرَجَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْهَزَاهِزِ فَقُطِعَتْ يَدُهُ -[1313]-، وَذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ يَشْتَدُّ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فَوَقَعَ مِنْ عُنُقِهِ فَبَقِيَ عُرْيَانًا يَشْتَدُّ، وَأَصَابَهُ مَا دَعَتْ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَشْتَرِ: لَقَدْ كُنْتَ §كَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ فَكَيْفَ رَجَعْتَ عَنْ رَأْيِكَ؟ فَقَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ كَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ، وَلَقَدْ جِئْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْرِجَ عُثْمَانَ فِي هَوْدَجِهَا، فَأَبَوْا أَنْ يَدَعُونِي لَأَدْخُلَ الدَّارَ، وَقَالُوا: مَا لَنَا وَمَا لَكَ يَا أَشْتَرُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رَأَيْتُ كَفَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذِرَاعَهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ بَيْنَ الْحَائِطِ وَالسَّتْرِ وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ §اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَدْ بَرِئَا مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا. وَذَلِكَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْهَمَذَانِيِّ قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهَا قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ. فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا زَيْدُ؟ قُلْتُ: سَعِيدُ بْنُ قَيْسٍ سَيِّدُ نَجْرَانَ - أَوِ الْيَمَنِ قَالَتْ: لَعَلَّكُمَا مِمَّنْ جَاءَ §يَقْتُلُ عُثْمَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ مَا جِئْنَا لِنَقْتُلَهُ. قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ. . . . . . .

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا. . . . . . . . . .، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ. {§وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رَأَيْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أُمَّ حَبِيبَةَ - أَوْ صَفِيَّةَ - شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَارِجَةً أُصْبُعَهَا مِنَ الْحِجَابِ تَقُولُ: §بَرِئَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ طَلْحَةٌ. . . . . . . . . . رَأَيْتُ. . . . . . . . فِي الْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ. . . . . . . . أَهْلَ الدَّارِ. فَقَالُوا. . . . . . . بِذَلِكَ. فَقَالَ: اذْهَبَا لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ [. . . . . . . . . . وَ. . . . . . . . . . فَقَالَتْ: عَلَيْهِمْ. . . . . . . . . . وَقَاتَلَ أَهْلُ الدَّارِ، فَقُتِلَ نَفَرٌ وَقُتِلَ عُثْمَانُ، قَتَلَهُ. . . . . . . . .

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَسْأَلُهَا، فَسَمِعَهَا -[1315]- تَقُولُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: وَاللَّهِ لَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ {الَّذِينَ §فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الأنعام: 159]

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ، فَهَمُّوا بِإِحْرَاقِ بَابِهِ وَدَعَوْا بِالنَّارِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَحُذَيْفَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَلَّوْا عَنْهُ، وَلَحِقَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ، قَالَ: §وَهَلْ تَعْرِفُونَ اللَّهَ؟ وَرَجَعَ إِلَى دَارِهِ فَأَوَى إِلَيْهِ نَفَرٌ كَثِيرٌ يُرِيدُونَ الْقِتَالَ مَعَهُ. فَعَزَمَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ وَقَالَ: لَوْ كُنْتُمْ. . . . . . . . لَتَجَاوَزُوكُمْ إِلَيَّ فِي. . . . . . . . وَلَوْ جَاوَزُونِي إِلَيْكُمْ لَمْ أُلَاقِ لَهُمْ. . . . . . . . . قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ وَلَا اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَهْدُ اللَّهِ، أَقُومُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَأُبَاهِلُ. . . . . . . . وَتُؤَمِّنُونَ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ أَوْ شَارَكْتُ. . . . . . . . . فَقَالُوا: لَا نُصَدِّقُكَ قَالَ: فَتُرِيدُونَ مِنِّي مَاذَا؟ قَالُوا: تَخْلَعُ نَفْسَكَ وَإِلَّا قَتَلْنَاكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ خَالِعًا قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ، وَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» , فَحَاصَرُوهُ خَمْسِينَ يَوْمًا، فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر البسيط] إِنْ تُمْسِ دَارُ بَنِي عَفَّانَ الْيَوْمَ خَاوِيَةً ... بَابٌ صَدِيعٌ وَبَابٌ مُحْرَقٌ خَرِبُ فَقَدْ يُصَادِفُ بَاغِي الْخَيْرِ حَاجَتَهُ ... مِنْهَا وَيَأْوِي إِلَيْهَا الْجُودُ وَالْحَسَبُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ. . . . . . . . .

§1/1