تاريخ الفلبين

-

جغرافيتها من حيث الموقع والحدود والعاصمة والمدن الهامة والأماكن السياحية

تاريخ الفلبين جغرافيتها من حيث الموقع والحدود والعاصمة والمدن الهامة والأماكن السياحية.. تتألف الفلبين من مجموعة جزر عددها سبعة آلاف ومائة 7100، وتنقسم الفلبين إلى ثلاثة أقسام: 1- لوزون, 2- وبيساياس, 3- ومينداناو، وأكبر هذه الجزر جزيرة لوزون وتليها جزيرة مينداناو ثم سامار ثم نيغروس ثم فانى. ومجموعة مساحتها تبلغ 115600 ميلا مربعا، وعدد سكانها في إحصائها الأخير 38 مليون نسمة، وعدد المسلمين منها يزيد على 4 ملايين, و30 مليون كاثوليك, و3 ملايين بروتستانت, ومليون لا دين لهم. ويحيط بالفلبين شرقا المحيط الهادي، وشمالا الصين، وغربا بحر الصين، وجنوبا سيليبس وبورنيو وأندونسيا. ولقد كانت مدينة مانيلا عاصمة الفلبين منذ بداية العهد الإسباني إلى أن أنشئت إلى جوارها مدينة (كيسون) فأصبحت الآن هي عاصمة لها، ويطلق اسم (مانيلا) على المنطقة التي تشمل مدينة مانيلا الأصلية والمدن الأخرى التي تقع في ضواحيها وتتصل بها. ومن أهم مدنها مدينة (سيبو) حيث تعتبر مركز التجارة في وسط جنوب الفلبين, وأكبر المواني الموانئ الفلبينية بعد مانيلا، ولا تزال هذه المدينة تحتفظ بآثار المستعمرين الأوائل من الإسبان الذين اتخذوها قاعدة لهم قبل فتح مانيلا، ومنها مدينة (اليغان) في مينداناو، وهذه المدينة ترقد تحت أقدام شلالات (ماريا كريستانا) الشهيرة التي تعتبر من أبرز معالم الجمال الطبيعي في الفلبين، ومنها مدينة (باغيو) وترجع أهميتها إلى اعتدال الجو فيها حيث تقع في منطقة جبلية مرتفعة،

وتعتبر مصيف الفلبيين وملجأ الهاربين من قسوة الحرارة بالمدن الواقعة في السهول المنخفضة. وأما أماكنها السياحية فكثيرة منها: ما يسمى بـ (لونيتافارك) , وهي من أجمل حدائق مانيلا التي لا تخلو من الناس ليلا ونهارا، وهي المكان الذي اجتمع فيه الشعب الفلبيني يوم نالت استقلالها في سنة 1946م، ومنها المزارع الجبلية (لايفوغاو) وهم من جنس سكان الفليبن الذين يسكنون في المناطق الجبلية في لوزون، ومنها حديقة الحيوانات في مانيلا ويوجد في هذه الحديقة كثير من أنواع الحيوانات من أفريقيا وغيرها من البلدان الأجنبية، ولا يزال الناس يزورونها في كل يوم، ومنها مساقط المياه في اليغان تسمى بـ (مارياكريستنا فول) التي سبق ذكرها، ومنها بحيرة (لانو) التي تقع في لانو الجنوبي منطقة المسلمين، وفي هذه البحيرة أنواع من الأسماك يبلغ عدد أنواعها ما يربو على أربعين نوعا، وكان المسلمون في هذه المنطقة يسكنون حول هذه البحيرة وفيها جزيرتان صغيرتان يتفسح فيهما دائما كثير من الناس، ومن أجمل هذه الأماكن السياحية ما يسمى بـ (فاسونانجكا) التي تقع في مدينة جميلة اسمها (زامبوانجا) ، وفي هذا المكان كثير من الآبار تحتها أشجار مختلفة الأنواع، وقد اتخذها الناس مكان نزهتهم لسعتها وجمالها.

تاريخ دخول الإسلام في الفلبين

تاريخ دخول الإسلام في الفلبين وصل الإسلام إلى الفلبين في سنة (800هـ - 1380م) على أيدي التجار العرب من الحجاز واليمن وحضرموت عندما كانوا يقومون برحلاتهم الشهيرة إلى الصين، وعلى أيدي دعاة الإسلام من الملايو وأندونسيا، ومن هذا التاريخ بدأ الإسلام ينتشر من الشمال إلى الجنوب حيث سلطنة (صولو) ، وقد كان أول من تولى السلطنة فيها الشريف الهاشمي أبو بكر، وهو قادم إلى الفلبين من حضرموت، ثم سلطنة (ماغنداناو) التي تولاها السلطان الشريف محمد فبونصوان، وهو قادم من ولاية (مالكا) ، وقيل: إن أباه عربي وأمه من أصل (مالكا) ، والسلطنة الثالثة

الكبيرة في مانيلا، وأول سلطان لها رجا سليمان. ولم تكن هذه السلطنات تخضع لحكومة واحدة وإن كانت بينهم علاقة وطيدة، وهناك آثار توجد الآن تدل على أن الإسلام دخل الفلبين من زمن بعيد في عهد العباسيين.

بداية الصراع

بداية الصراع في عام (941هـ- 1521م) أرسلت إسبانيا بعثة من مبشرين نصارى للبحث عن طريق موصل للهند، خرجت هذه البعثة مارة على المحيط الباسفيكي، وبقدرة الله تعالى رست على جزر الفلبين، وحينما وصلوا وسط هذه الجزر خاصة وجدوا أن المسلمين بها قلة فاستقروا فيها، لكنه حدث صراع بين (ماجلان) قائد البعثة و (لافولافو) أحد رؤساء المسلمين في جزيرة (ماكتان) حيث قتل الاثنان ثم هرب الباقون من الإسبان ثم رجعوا إلى إسبانيا حيث قدموا تقريرا لملكهم، ودرست بناء على هذا التقرير طريقة الوصول إلى هذه الجزر، ومن تلك الفترة والصراع محتدم بين المسلمين والإسبان، وقد قاتلهم المسلمون في شجاعة خارقة وبطولة خالدة وتضحية نادرة دفاعا عن العقيدة الإسلامية وعن الوطن, ولكن شاء الله أن استولى الإسبانيون على الحكم, وأسموا الجزر بـ (الفلبين) نسبة إلى الملك (فليب الثاني) ملك إسبانيا في هذه الفترة، وقد استمر الحكم الإسباني من (980-1316هـ، 1560-1898م) حيث استطاعوا أثناء احتلالهم الاستيلاء على أكبر جزيرة (لوزون) وعلى وسطها حتى امتد إلى الجنوب، وإن كان الإسبان لم يستطيعوا الاستيلاء على (مينداناو) و (صولو) لقوة سلاطينها، ولذا ظل الصراع بين المسلمين والنصارى محتدما ما يربو على ثلاثمائة سنة. والإسبان هم الذين نظموا جنود الفلبين لحرب أهل الجنوب, لكن الجيوش لم تستطع الانتصار على المسلمين، وكان القتلى أغلبهم من النصارى، أما عدد المسلمين الذين استشهدوا للدفاع عن إسلامهم منذ دخول الإسبان حتى الآن فلا يعد ولا يحصى، ومنذ احتلال الإسبان

إلى خروجهم والحكومة القائمة بعدهم لم تستطع دخول (مينداناو) . وفي عام 1898م استطاع الأمريكان التغلب على الإسبان والانتصار عليهم, وعقدوا معاهدة بينهما تنصّ على ترك الفلبين لأمريكا، وبذلك أصبح الحكم أمريكيا، ثم بدأ الأمريكان يكملون نفس دور الإسبان بقتال المسلمين وإخضاعهم لحكمهم, ولكنهم لم يستطيعوا التغلب على مسلمي (مينداناو) و (أرخبيل صولو) .

نشاط المسلمين في نصر دينهم

نشاط المسلمين في نصر دينهم وبعد أن نالت الفلبين استقلالها في سنة (1366هـ - 1946م) ابتدأ المسلمون بالنهضة الإسلامية عن طريق تأسيس الجمعيات الإسلامية والمعاهد والمدارس الإسلامية، ومن بين هذه الجمعيات (جمعية إقامة الإسلام) في مدينة (ماراوي) بالفلبين التي تأسست سنة (1375هـ- 1955م) ومن أهم أهدافها ما يلي: 1_ القيام بتبليغ الدعوة الإسلامية في الشرق الأقصى عامة وفي جزر الفلبين خاصة، وشرح مبادئ الإسلام وتعاليمه، والدفاع عنه من تشويهات الملحدين والرد على مفتريات أعداء الإسلام من المبشرين الصلبيين الذين انتشروا في جميع أنحاء الفلبين. 2_ القيام بتعليم اللغة العربية ليستطيع مسلمو الفلبين فهم معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية, وحتى تكون اللغة العربية هي لغة التفاهم بين مسلمي الفلبين. 3_ السعي على توحيد كلمة المسلمين في الفلبين, عسى الله تعالى أن يعيد إليهم مجد الإسلام المسلوب عنهم منذ زمن بعيد، والجدير بالذكر - وبفضل الله تعالى- استطاع مجلس جمعية إقامة الإسلام أن يوحّد بين أربع وعشرين جمعية إسلامية في الفلبين كلها انضم تحت لواء منظمة واحدة اتفقوا على تسميتها بـ (اتحاد الجمعيات الإسلامية بالفلبين) . ولكل جمعية من هذه الجمعيات مدرسة واحدة أو مدرستان فأكثر, وكلها تعتني بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وأما (جمعية

إقامة الإسلام) فلها ما يزيد على مائة مدرسة ابتدائية وتحضيرية لقراءة القرآن الكريم وإعدادية وثانوية، وبجانبها معهد مينداناو العربي الإسلامي، ويعتبر هذا المعهد أكبر معهد من المعاهد الإسلامية في الفلبين البحتة، وجعلته الجمعية مركزا لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، والدراسة فيه تتكون على ثلاث مراحل: 1- ابتدائية ومدتها أربع سنوات، 2- وإعدادية ومدتها أربع سنوات، 3- وثانوية ومدتها أربع سنوات، ويحصل الطالب على الشهادة من كل مرحلة من مراحلها الثلاث، وقد تخرج من المعهد عدد كبير من الطلبة والطالبات أرسل بعضهم كبعثة علمية إلى الدول الإسلامية مثل الجمهورية المصرية العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية الليبية، والجمهورية التونسية، والجمهورية السودانية، ودولة الكويت، ودولة قطر يتعلمون في هذه الدول الإسلامية اللغة العربية والدين الإسلامي على سبيل منحة دراسية، وبعض خريجي المعهد بقوا مدرسين في المدارس الإسلامية المنتشرة في المدن والقرى في الفلبين. هكذا وقد قامت (جمعية إقامة الإسلام) بمباشرة بعض مهماتها منذ تأسيسها حتى الآن باتباع الوسائل التالية: 1_ تأسيس المعاهد والمدارس في المدن والقرى. 2_ إصدار مجلة إسلامية باللغة المحلية والعربية والإنجليزية. 3_ إرسال الوعاظ والدعاة إلى المساجد والمجتمعات العامة وإلى المناطق المسلمة وغير المسلمة. 4_ تعليم أبناء المسلمين أمور دينهم الحنيف في المدارس التابعة للحكومة. 5_ إنشاء مكتبات إسلامية مزودة بالكتب الإسلامية والعربية والثقافية. 6_ إلقاء المحاضرات الإسلامية ونشر تعاليم الإسلام عن طريق الإذاعة وفي بعض المناسبات. هذا نشاط المسلمين من ناحية نشر دينهم في الفلبين، وأما من ناحية الذود والدفاع عنه فهناك منظمات سرية قد تدربت تدريبا حربيا وكونت لأجل حماية الإسلام والوطن، بعد أن أحس المسلمون بأن

الحكومة تتعصب للنصرانية, وتخطط مع النصارى تخطيطا يقصد به تنصير مسلمي الفلبين بالقوة حتى تكون دولة نصرانية محضة. وإضافة إلى تلك المنظمات السرية فقد كلف المسلمون بشراء الأسلحة، فمنهم من استطاع ذلك ومنهم من لم يستطع، فاعتمد - بعد الله تعالى - على ما ترك له آباؤه وأجداده من الرماح والسيوف التي قاوَمُوا بها المستعمرين الأوائل من الإسبان واليابان والأمريكان.

نشاط أعداء الإسلام في نشر المبادئ الهدامة

نشاط أعداء الإسلام في نشر المبادئ الهدامة أما نشاط أعداء الإسلام في نشر المبادئ الهدامة في الفلبين فلا شك أنه كان ولا يزال في غاية الجهود والتعصب في بثه بين المواطنين اللادينيين فينصرونهم بكل وسيلة، وقد قامت الجمعيات التبشيرية النصرانية الصليبية بإنشاء مدارس في المناطق الإسلامية بلا استثناء, معتمدة في ذلك على حماية الحكومة وضمان العبادة وإقامة الطقوس الدينية، وكان من لا يجد ريا لظمئه للمعرفة لدى المدارس الإسلامية أو المدارس الحكومية ينتسب إلى مدارس الجمعيات التبشيرية النصرانية الصليبية حتى إن بعض من نشأوا بعيدا عن روح الإسلام والعقيدة الصحيحة جذبتهم هذه المدارس واستطاعت بفعل الروح التبشيرية المسيطرة فيها أن تكسبهم إلى صفوف النصرانية، ولقد استطاعت هذه الجمعيات التي تنهج طريقة التسليف أن ترسخ دعائمها في المناطق الإسلامية بفضل الأموال الطائلة التي يغدقها الفاتيكان والمنظمات الكاثوليكية كمنظمة (نوتريديم) التي استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا في مقاطعات (كوتباتو) بالفلبين إذ قامت بإنشاء جامعة نوتريديم في مدينة (كوتباتو) وزوّدتها بإحدى معدات الطباعة العصرية وأخذت تصدر نشرة تسمى (صليب مينداناو وصولو) . ولم يكتفوا بذلك فترجموا أناجيلهم المخترعة من عند أنفسهم إلى اللغات المحلية للمسلمين, فوزعوها مجانا على بعض قرى المسلمين، ولكن سرعان ما عرف بذلك العلماء بفضل الله تعالى وطردوا هؤلاء الذين قاموا

بتوزيع هذه الكتب الكاذبة, ثم أمروا بجمعها فأحرقت. وأهم هذه المبادئ المذكورة هو تحالفهم مع الحكومة الفلبينية سرا على القضاء على الإسلام والمسلمين بكل وسيلة من وسائل الإبادة والإفساد مهما خالفت قانون الدولة، والدليل على ذلك أن الحكومة قد نظمت معهم منظمة يطلق عليها اسم (ابلاغا) أي جماعة الفئران، وهي التي تعمل الآن بعمليات القتل والإرهاب ضد المسلمين.. ولها اتصالات بالمنظمة الصهيونية العالمية.

نظام البلاد في الماضي والحاضر

نظام البلاد في الماضي والحاضر وبما أن الفلبين تعتبر ملتقى الحروب بين الشعوب الأجانب والشعب الفلبيني فلا غرابة أن نظامها قد اختلف حسب دور كل شعب استولى على البلاد، وقد سبق الكلام على أن نظام البلاد قبل مجيء الإسبان هو نظام السلاطين، ولما استولى الإسبان على البلاد أصبح الحكم تابعا لحكم إسبانيا، وهكذا كل من اليابان والأمريكان إلاّ أنّ وراء تلك الأحكام الثلاث المتتالية الاستعمار وإن اختلفت أساليبه، فالاستعمار الإسباني والاستعمار الياباني كانا يلتزمان دائما جميع أساليب القوة والعنف والقهر للوصول إلى تحقيق أهدافهما في غير رحمة ولا شفقة، وأما الاستعمار الأمريكي القديم فكان يلجأ إلى التحايل والمداهنة والخديعة لتحقيق أهدافه. ولما استقلت الفلبين من أمريكا في سنة (1366هـ-1946م) وأصبحت جمهورية تحكم بالديمقراطية أصبح لكل فرد من أفراد الشعب مسلما كان أو غير مسلم الحق والحرية في أن يرشح نفسه إلى أي منصب من المناصب الانتخابية والتعينية بشرط أن يكون عنده أهلية لذلك المنصب، كما أنه له الحق والحرية في اختيار أحد من بين المرشحين ينتخبه. وأما من الناحية الدينية فللشعب حرية دينية فيستطيع كل فرد أن يعتنق أي دين من الأديان, ويستطيع كل شخص أن ينشر دعايته الدينية بأنواعها, فلا تمنعه الحكومة ما دامت لا تعارض قوانين الحكومة، هذه كلها كانت مقررة في دستور الفلبين إلاّ أن هذا الدستور محدود،

كما أنه تجري حاليا دراسة تعديلها، وفي شعبان (1392هـ - 21 سبتمبر سنة 1972م) أعلن رئيس الفلبين الرئيس فرديناند ماركوس الأحكام العرفية بدعواه الكاذبة وهي منع الثورة والخارجين على الحكم، وبناء على هذا أصبحت المناطق قد استولى عليها الجيوش، فيمكن لهم القبض على أي شخص ولو بدون سبب ما دام متهما، وعلى كلٍّ, إنما فعل هذا الرئيس ماركوس لتتستر بها الحكومة حتى يتمكن الجيش الفلبيني من تدمير المسلمين وإبادتهم كما أخبرنا بذلك أقرباؤنا في البلاد عن طريق الرسائل.

حالة مسلمي الفلبين الحاضرة

حالة مسلمي الفلبين الحاضرة إن حالة مسلمي الفلبين اليوم كانت ولا تزال في غاية البؤس والشدة والاضطراب، لأنه لما علمت الحكومة والنصارى أن مخططاتهم التي حددوها بعشرين سنة بتنصير جميع المسلمين - وقد انتهى هذا التحديد في سنة (1391هـ-1971م) - لم تنجح غيّروا أساليبهم إلى أسلوب آخر، فنظّموا منظمات إرهابية نصرانية تعمل الآن على محاولة تصفية المسلمين, فتقوم بعمليات القتل والإرهاب ضد مسلمي الفلبين، وذلك بتشجيع من القسّيسين ورهبان النصارى, وبمساعدة الحكومة الفلبينية والجيش الفلبيني، وبإمداد حكومة جولدا مائير رئيسة الوزراء لليهود بالمال والسلاح والذخيرة، وأكبر هذه المنظمات الإرهابية المنظمة التي تطلق على نفسها عصابة (ايلاغا) أي جماعة الفئران، وقد قيل في بعض الصحف أن الرئيس ماركوس رئيس جمهورية الفلبين هو الذي أسسها لتنفيذ مخططه. وأهم الجرائم التي يرتكبها أفراد العصابات النصرانية ضد المسلمين أنهم يطردون المسلمين من أراضيهم ويحرقون بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومزارعهم, ويهتمون بإحراق القرآن الكريم وبقتل أئمة المساجد ويهتكون أعراض النساء قبل قتلهن، ويمثّلون بالشهداء من المسلمين، وذلك بقطع ثدي النساء وقطع رؤوس الأطفال وآذان الرجال، ومن الأغراض في تمثيلهم بالشهداء من المسلمين أن لكل من أحضر أذنا أو ثديا أو رأس طفل جائزة مالية

من زعماء المنظمات السرية، وقدرها يتراوح من مائة (100) إلى (1000) بيسو من عملة الفلبين.

بعض الحوادث التي وقعت على المسلمين

بعض الحوادث التي وقعت على المسلمين 1_ في جمادى الأولى (1391هـ _ 27-6-1971م) قتل سبعون مسلما فلبينيا في مذبحة رهيبة في إحدى قرى المسلمين في مقاطعة (كوتباتو) ، وقد كانوا في داخل أحد المساجد في انتظار عقد اجتماع صلح مع النصارى في تلك القرية، وعندما اقتحمت المسجد مجموعة من الأشخاص المسلحين المجهولين أخذت تطلق الرصاص على الرجال والنساء والأطفال، وقد قتل 70 وأصيب عدد كبير. ومن الملاحظ أن هؤلاء المسلمين الشهداء لم يدفنوا في المقابر المعروفة؛ لتعذر نقل أجسامهم المفتتة من المسجد إلى المقابر, بل جعل المسجد مدفنا لهم اضطراريا, كما يلاحظ هنا أن ثلاثة أطفال ماتوا وهم يمسكون ثدي أمهاتهم وهم راضعون, إنه لدليل واضح على عدم إنسانية هؤلاء الإرهابيين المجرمين. 2_ أغارت عصابة (ايلاغا) على المسلمين في بلدية (ألمادا) في منطقة (كوتباتو) أثناء احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فقتل جميع من في المولد وهم ثمانية وتسعون 98 مسلما ما عدا خمسة أولاد، فلجأ الأولاد الخمسة إلى ثكنة الجنود لطلب النجدة من الجيش الفلبيني فوجدوا أن قائد الثكنة هو مسلم فاتجه القائد المسلم إلى مكان الحادث وأخذ معه خمسة جنود نصارى، وبينما هم يمشون في الطريق أخذ الجنود الخمسة يطلقون الرصاص على ثلاثة من الأولاد فاستشهدوا في الحال وبقي صبي وصبية، ثم أطلق القائد المسلم الرصاص على الجنود الخمسة فماتوا كلهم ثم هرب القائد المسلم وانضم إلى المسلمين المقاتلين. 3_ في شوال (1391هـ - 22 من نوفمبر 1971م) أوقف الجيش الفلبيني ثلاث سيارات مملوءة بالركاب في بلدية (تاكوب) في (لاناو الشمالي) وكلهم مسلمون, وهم في طريقهم إلى بلادهم في (لاناو الجنوبي) بعد أن أدلوا أصواتهم في انتخاب (بلدة ماغساي ساي)

وعندما توقفت السيارات الثلاث أجبرهم الجيوش على النزول, ثم أمروا بالرقود على البطن, ثم أطلق عليهم الجيوش الرصاص, فاستشهد 63 منهم, وأصيب آخرون بجراح. وتتلخص النتائج التي أسفرت عنها المذابح التي تعرض لها مسلمو الفلبين إلى ما يأتي: 1_ أحرق أكثر من 2234 من بيوت المسلمين, وكما أحرق أكثر 300 مسجد, وأكثر من 70 مدرسة. 2_ إن ضحايا المسلمين أكثر من ثلاثة ألاف شخص، كانوا رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا. 3_ جرح أكثر من ثمانية ألاف شخص كانوا رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا. 4_ لقد هاجر أكثر من خمسين ألف شخص من أراضيهم، وهم الآن بين الموت والحياة لمعاناتهم الجوع والألم. 5_ المسلمون المهاجرون لم يستطيعوا أن يحصدوا مزارعهم لطردهم من أراضيهم, وإنما حصدها الجيش الفلبيني وأفراد العصابات النصرانية. 6_ استولى النصارى على أكثر من 20 بلدة من أراضي المسلمين. وجدير بالذكر أن معظم هذه الخسائر حدثت قبل أن اتحد زعماء المسلمين في الفلبين، وبعد اتحادهم استطاع المسلمون المقاتلون - بصبرهم وشجاعتهم وإيمانهم - أن ينتصروا في كثير من المعارك التي نشبت بينهم وبين الجيش الفلبيني, كما استطاعوا أن يقتلوا عشرات مقابل شهيد واحد من المسلمين، وأيضا فقد أسقطوا اثنين من طائرات الهليكوبتر, ودمّروا بعض دبابات الجيوش التي استعملوها في الهجوم على المسلمين. هذا وبالرغم من انتصارهم في كثير من المعارك التي دارت بينهم وبين الأعداء بعد اتحاد زعمائهم بالرغم من ذلك كله فإنهم بحاجة ماسة إلى المال والسلاح والذخيرة. وقد اكتشف أن تخطيط الأعداء الأخير هو إجلاء المسلمين من المناطق النائية المحيطة بمراكز المسلمين حتى إذا لجأوا كلهم إلى تلك المراكز تمكن الأعداء من جمع قواهم فيسهل عليهم القضاء على المسلمين في وقت قليل. وقد بدأت قوات الحكومة بالهجوم

على أكبر مراكز المسلمين وهو مدينة (ماراوي) عاصمة (لاناو الجنوبي) بعد أن أعلن الرئيس ماركوس الأحكام العرفية، ذلك أن الحكومة أنذرت المسلمين في تلك المنطقة في شهر رمضان الماضي في هذه السنة 1392 أن يسلّموا أسلحتهم, وإلا فالجيوش سينطلقون على منازل المسلمين لقبض أسلحتهم، وقد حددت الحكومة وقت تسليم الأسلحة، وقبل هذا الموعد تقدم المسلمون إلى مهاجمة جيش الحكومة في معسكراتهم (كامف كيتلى) , واستطاعوا في أول هجومهم الاستيلاء على تلك المعسكرات, وأحرقوا اثنين من ثكنات الجنود وإذاعة واحدة للحكومة, ثم هرب من في المعسكرات من الجيوش، ولم تلبث ساعات حتى جاء المدد من جيوش الحكومة قادمين من (اليغان لاناو الشمالي) فحملوا على المسلمين في معسكرات الجيوش, ودار بينهم قتال عنيف خلال 24 ساعة، وقد استطاعت الجيوش استعادة معسكراتهم لكثرتهم وقوتهم. وقد قتل في هذه المعركة عدد كبير من الجانبين يبلغ إلى ستمائة قتيل، ومن بين قتلى المسلمين عدد من علمائهم من بينهم خرِّيجا الأزهر وهما الأستاذان مسلم صديق والأستاذ عبد المنان أبو بكر، ومما يشتد على المسلمين في تلك المنطقة أن الحكومة قد وضعت قواتها المسلحة الرابعة بعد هذه المعركة في مدينة (ماراوي) ترسل جماعات من الجيوش إلى بلديات المسلمين يستولون عليها بدعواهم أن الحكم حكم عرفي. ومما يصعب على المسلمين عدم تمكن علمائهم وبعض رؤسائهم من توجيه المسلمين المقاتلين حيث يتهربون؛ لأن الحكومة أمرت بالبحث عنهم لسجنهم؛ بدعوى أنهم هم السبب الأكبر لإقامة الثورة ضد الحكومة.

أسباب مأساة مسلمي الفلبين

أسباب مأساة مسلمي الفلبين وقد بدأت مأساة مسلمي الفلبين من أيام مجيء الإسبان واستمرت إلى يومنا هذا حيث لم يخضع آباؤنا وأجدادنا لجميع المستعمرين من الخارج كالإسبانيين واليابانيين والأمريكانيين حتى فاضت دماؤهم تحت

راية إسلامهم دفاعا عنه وعن الوطن، ثم جاء أحفادهم فواجه إليهم أعداءهم الداخلين الاستعمار الجديد يريدون بذلك تنصير هؤلاء الأحفاد عن طريق التحايل والمداهنة أولا, وعن طريق القوة والقهر أخيرا، فوقفوا على وجه الأعداء موقف آبائهم وأجدادهم من الدفاع والذود عن عقيدتهم الإسلامية وعن وطنهم الحبيب حتى لا يزال الآن ينتشر في جميع ربوع العالم ما يدور بينهم وبين أعدائهم ليل ونهار. وتتلخص أسباب المأساة التي يتعرض لها مسلمو الفلبين في الوقت الحاضر إلى ما يأتي: 1_ اقتراح زعماء النصارى بضرورة جعل حكومة نصرانية بحتة، خالية من المسلمين بحجة أن انتشار الأمن والسلام بالفلبين يتوقف على خلوها من المسلمين، فمن المقترحين الجنرال (بالاو) قائد الجيش الفلبيني سابقا فقدم مشروعا إلى الحكومة الفلبينية في عام (1376هـ - 1956م) وهو ضرورة توحيد الدين, وإرغام أهالي الفلبين كلهم على دين النصرانية, مدعيا بأن تقدم البلاد أو انتشار الأمن والسلام فيها يتوقف على مشروعه، ولكن هذا المشروع قوبل بالنفي حيث رفضه المسلمون حتى استعدوا للجهاد، فلذلك غير زعماء النصارى اقتراحهم العلني بالاقتراح السري الذي لا يعرفه إلا أعضاء المنظمات السرية الإرهابية. 2_ تأييد مسلمي الفلبين لجميع القضايا الإسلامية عامة ولقضية الشرق الأوسط بصفة خاصة، ويتجلى هذا التأييد في مطالبة مسلمي الفلبين بالتطوع الصادق في كل معركة تدور بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى المعتدية، ومعارضة زعماء مسلمي الفلبين إقامة العلاقات بين الفلبين وإسرائيل، ومهاجمتهم الحكومة الفلبينية لدعوتها (جولدا مائير) لزيارة الفلبين عام (1387هـ-1967م) فطاردوا (جولدا مائير) حتى اضطرت إلى السفر بعد 12 ساعة من مجيئها إلى الفلبين، وحاصروا جامعة الفلبين أثناء زيارة (إيبان) وسدوا الطرقات المؤدية إليها من المطار مما اضطر (إيبان) إلى أن يخرج من باب جانبي في المطار, ويستخدم طائرة هليكوبتر ليذهب إلى (مالكانيان) قصر الجمهورية

ثم إلى الجامعة، وكان مقررا أن يلقي محاضرة في الجامعة, ثم يفشل في أن يلقي محاضرته ويعود من حيث أتى. ويظهر هذا التأييد في مظاهرة الطلبة المسلمين في مانيلا (عاصمة الفلبين سابقا) عندما سمعوا إحراق اليهود للمسجد الأقصى، حتى أحرق الطلبة علم إسرائيل في سفارتهم, كما أحرقوا سيارة سفيرها، وكاد هؤلاء الطلبة أن يقتلوا السفير لولا أن تعطلت مصعدة السفارة نفسها لولا جهود الشرطة الفلبينية. ويؤيد هذا السبب المذكور ما ورد في صحيفة الأهرام بالقاهرة بتاريخ شعبان (1391هـ - 29/9/1971م) نقلا عن مسئول حكومي بالفلبين أن المذابح التي يتعرض لها المسلمون في جنوب الفلبين كانت وراءها بعض المصالح الأجنبية, وأن اليهود قد تكون على صلة بالمصادمات بين الطوائف، وذلك بسبب مساندة مسلمي الفلبين لموقف العرب. 3_ تواطؤ اليهود مع الحكومة الفلبينية والعصابات النصرانية لأجل القضاء على الإسلام والمسلمين بالفلبين والاستيلاء على أراضيهم، ويرجع السبب في هذا التواطؤ إلى أن للرئيس ماركوس مستشارا يهوديا صهيونيا هو (مانويل اليسالدي) واختصاصه هو شئون الأقليات من المسلمين والبوذيين واللادينيين، وهو المتهم الأول من حوادث الفلبين، وهو فضلا عن كونه مليونير فهو وزميله اليهودي الآخر الجنرال (هانز مينزي) المستشار الخاص للرئيس ماركوس يملكان مزارع شاسعة في جنوب الفلبين. ويؤيد هذا ما ذكرته صحيفة الجمهورية بالقاهرة بتاريخ (1391هـ، 21/8/1971م) أن بعض المراقبين السياسيين يعزو إهمال حكومة الفلبين لمصالح الأقلية المسلمة التي تعيش في الجنوب إلى تسلل النفوذ الصهيوني إلى السلطة في الفلبين، إذ إن مستشار الرئيس ماركوس لشئون الأقليات شخص يهودي هو (مانويل اليسالدي) وهو يمتلك مزارع شاسعة في الجنوب

ويمد رجال القبائل هناك بالسلاح لمهاجمة المسلمين. 4_ اكتشاف المليونير اليهودي (مانويل اليسالدي) أن في جزيرة (مينداناو) عدد من المعادن المختلفة, كالذهب والفضة والنحاس والحديد والمانجانيز والألومنيوم والكبريت، فبناء على هذا شجع المستشار أفراد العصابات النصرانية على عمليات القتل والإرهاب ضد المسلمين،، وطردهم من أراضيهم وأمدهم بكل ما يحتاجون إليه من المال والسلاح والذخيرة لمهاجمة المسلمين. 5_ عدم نجاح عمليات التبشير النصراني في تحويل جميع المسلمين إلى الدين النصراني، فبالرغم من أن البعثات التبشيرية النصرانية أقامت المستشفيات والمدارس والجمعيات الدينية، وكل صور الخدمات الممكنة, وشدت كثيرا من المسلمين الفقراء هذه المواقع، حيث وجد فيها التعليم والرعاية الطبية والغذاء والكساء بل والمال أحيانا، فبالرغم من ذلك كله فإن هذه البعثات لم تحقق جميع أغراضها في تحويل جميع المسلمين إلى الدين النصراني، وأنه يوجد هناك من يعتنق الإسلام من النصارى, والقسسين أكثر عددا ممن يعتنق الدين النصراني من أبناء المسلمين الذين تربوا في الملاجي والمدارس النصرانية، فلذلك لجأت هذه البعثات إلى تشجيع العصابات النصرانية على القيام بعمليات القتل والإرهاب ضد المسلمين. 6_ تحيّز الحكومة الفلبينية وتعصبها للعناصر النصرانية الكاثوليكية, وإهمالها لمصالح الطوائف الأخرى, وبالأخص المسلمين، ويتجلى هذا التحيز في رفض الحكومة الفلبينية معاقبة المجرمين المسئولين عن الحوادث والمذابح التي يتعرض لها مسلمو الفلبين، وأكثر هذا تحيزا وتعصبا تحالفها مع العصابات النصرانية في قتالهم ضد المسلمين. 7_ وهو الأخير (الدين) , أي انتماء المسلمين إلى الدين الإسلامي وانتسابهم إليه، فكل المآسي التي عاناها المسلمون في مختلف العصور من يوم مجيء الإسبان في الفلبين إلى يومنا هذا، وكل الحوادث والمذابح

الدموية التي يتعرض لها مسلمو الفلبين أخيرا في بلادهم وأراضيهم وبيوتهم ومساجدهم ومدارسهم وحفلاتهم كل ذلك من أجل الفتنة في الدين، ويرجع سببها إلى انتماء المسلمين إلى الدين الإسلامي وانتسابهم إليه فيقتلون لأجل كونهم مسلمين، فلو كانوا نصارى لما أقامت الحكومة الفلبينية والعصابات النصرانية على محاولة تصفيتهم. ولقد تلقى زعماء المسلمين وأعضاء البرلمان من المسلمين البارزين رسائل تهديد تدعوهم لاعتناق النصرانية بقوة وإلا فالموت ينتظرهم، وهذا نص إحدى الرسائل التهديدية التي وجهت إلى السيد علي ديمافورؤ أحد أعضاء البرلمان من المسلمين، وقد ترجمتها مجلة المجتمع ونشرتها في عددها 122 بتاريخ 10 رمضان 1392هـ: جمهورية الفلبين إقليم كوتباتو 12 يولية 1972م مجلس الفلبين مانيلا السيد/ علي ديمافورؤ نكتب، نناشدك بأن يتحد النصارى والمسلمون تحت إله واحد عن طريق دين المسيح، فأيامك أصبحت معدودة كزعيم للمسلمين، ومصير (فينداتون) ليس إلا دليلا لكم يا مسلمي الفلبين، ومصير (أومفا) يجب أن يكون درسا لكم، ومصير (داتومانونج) في كوتباتو يجب أن يكون إنذارا لكم. وإنه لمن الأفضل أن تعرفوا مبكرا وتفهموا المصير الذي أنتم بصدد مقابلته، وتذكر دائما بأن الفلبين أمة مسيحية, وبأن مصير المسلمين يجب أن يقرره المسيحيون وليس المسلمون أبدا، إن النزاعات بين المسلمين والمسيحيين بعيدة عن الحل, وليس هناك إبادة جماعية, وإنما الجهاد للوحدة في المسيح يجب أن يستمر،

فعندما زرع (ماجلان) صليبه في جزيرة (ماكتان) منع انتشار الإسلام في هذا الأرخبيل, وكان أيضا إشارة إلى بداية التقدم، وأن الصليب علامة هذه الوحدة في المسيح، والمسيحية هي التي وهبت التقدم للفلبين، وإنما المسيحية التي حطمت حكم (الداتو) أي السلطان ومستعمرات (قيساي) ، إن الإسلام هو العامل الأكبر الذي يمنع تقدم المسلمين في الفلبين, وإنه لم يكن أبدا الدين الذي يمكن أن يكيف نفسه للحياة العصرية. ولقد آن الأوان أيها المسلمون (الداتو والزعماء السياسيون) أن تقطعوا اتصالكم بالعالم العربي، إن المسيحيين لن يتحملوا المزيد من إساءاتكم, وإننا لن نتحمل إنذاراتكم عن الحرب المقدسة، وكلما توقفتم عن الكلام مبكرا بخصوص المساعدة من الأمم الإسلامية كلما انتهت المشكلة في (مينداناو) سريعا. وطالما أن الفرصة سائحة لكم لكي تظهروا رغبتكم للانضمام إلى الجهاد للوحدة في الله بواسطة المسيح، فمن الأفضل أن تفعلوا ذلك, فمكانتكم ذات النفوذ مؤقتة، ولكن قد تكون الفرصة مواتية بأن تظلوا ماسكين فيها إذا فكرتم بهذه الأشياء، ففي هذه الأمة المسيحية كنتم مشكلة أيها المسلمون, والرد على وأن تقودوا شعبكم إلى هذا الاقتراح النزاع المسيحي الإسلامي هي المسيحية هو الحل المريح لمشكلتكم. قائد مجهول وعلى كلٍّ، فلا شك أن حالة مسلمي الفلبين في الوقت الحاضر هي أخطر وأكبر مما تنشره الجرائد الرسمية وتذيعه الإذاعات، ولا ريب أنها أشد خطرا من حالة إخواننا الفلسطنيين؛ ذلك لأن فلسطين تحيط بها الأقطار العربية والإسلامية، أما مسلمو الفلبين فإنهم يقطنون في جزيرة بعيدة معزولة وسط المحيط الهادي، ومع هذا فإن عدد أعدائهم أكثر بكثير من عددهم، وعدتهم أقوى من عدتهم، ويكون مصيرهم الهلاك الجماعي إن لم تهتم بهم الدول الإسلامية والعربية بعد الله تعالى..

بعض الأحداث التي حدثت على المسلمين من قريب

بعض الأحداث التي حدثت على المسلمين من قريب 1_ في 12 رمضان سنة 1392هـ هاجمت كتيبة من الجيش الفلبيني يزيد عددها على ثلاثمائة جندي في منطقة (لؤوك) ببلدة (صولو) وهي إحدى مراكز المسلمين, فدافعهم المسلمون دفاع الإيمان والصبر, وقاتلهم قتالا جهاديا استمر حوالي عشرة أيام, وبفضل الله تعالى ونصره استطاع المسلمون المقاتلون أن يقتلوا تلك الكتيبة من الجيش فلم ينج منهم أحد جزاء من الله تعالى عليهم بظلمهم وعداوتهم على المسلمين الأبرياء، ولم يقتل من المسلمين في هذه المعركة إلا نحو عشرة شهداء، ومن المؤسف ومما تهتز له القلوب المؤمنة أن في هذه المعركة فقدت الجامعة الإسلامية ابنا من أبنائها الذي ربته منذ ثمانية سنوات وزودته بالعلم والمعرفة ولاسيما العقيدة الصحيحة عسى أن يكون ممن يقوم بنشر الدعوة الإسلامية في الفلبين فلم يلبث أن خاض تلك المعركة يقود فرقة من المسلمين المقاتلين إلى أن سقط شهيدا في آخر أيام المعركة دفاعا عن دينه ووطنه، واسم هذا الطالب الذي باع نفسه في سبيل الله هو الشهيد عبد الباقي عبد الرزاق.. أدخله الله فسيح جنته. 2_ وفي شوال من هذه السنة 1392هـ وقعت اشتباكات دامية بين القوات الفلبينية وبين المسلمين في مدينة (باسلان) إحدى مراكز المسلمين أيضا, قريبة من جزيرة (صولو) ولم تعرف نتيجة هذه المعركة حتى الآن. ومن الملاحظ أن مبعوثا للأزهر إلى تلك المدينة قد أمسكه الجيش الفلبيني بدعوى أنه هو الذي يشجع المسلمين على قتال الجيوش، هذا لأن اهتمامهم بفناء العلماء أشد وأعظم من اهتمامهم بقتل غيرهم، ذلك لأنهم يعتقدون أن عدم وجود العلماء هو نفس محو الإسلام وتصفيته، ولذلك كان أكثر العلماء الآن في الفلبين لا يزالون يتهربون من الحكومة؛ لأنها أمرت بالبحث عنهم إما ليقتلوا أو ليسجنوا، ومن بين هؤلاء العلماء أحد أبناء الجامعة أيضا اسمه فاروق كالي المتخرج من كلية الشريعة سنة 1390 وبعض خريجي الأزهر.

§1/1