تاريخ الرقة

القُشَيْري، أبو علي

الغلاف

تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين تأليف الإمام الحافظ أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني المتوفى سنة (334 هـ) عني بتحقيقه إبراهيم صالح دار البشائر الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م

الجزء الأول من تاريخ الرقة

الجزء الأول من تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين جمع أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني الحافظ رواية أبي أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، عنه رواية أبي عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، عنه رواية أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، عنه رواية الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي، عنه رواية شيخنا الجليل، مسند الوقت، بدر الدين أبي القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي، أثابه الله الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم رب وفق أخبرنا الشيخ الجليل، الرئيس الأصيل، بدر الدين، أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي، قراءةً عليه ونحن نسمع، في يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وستمئة، بمنزل المسمع، قال: أنبأ الشيخ الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بمدينة السلام، فيما قرأت عليه من أصل سماعه، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، أنبأ أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، ثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق، القشيري، الحراني، حافظ الرقة، بالرقة في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمئة: 1- ثنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، ثنا الحسن بن محمد بن

أعين، ثنا سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن من شهد عياض بن غنم حين بعثه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى الرها، فوقف على بابها الشرقي، على فرسٍ له محذوفٍ أحمر، وقد أجفل أهل الجزيرة إلى الرها، فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا؛ فدعاهم إلى أن يقروا بالصغار، فأقروا على أن يشترطوا؛ فاشترطوا، قالوا: فإنا نشترط كنائسنا وصليبنا، وما لجأ إلى كنائسنا من طيرٍ، وسور مدينتنا، وما كان لكنائسنا من غلةٍ على أن تؤدى خراجها.

فقال عياضٌ: فإنا نشترط عليكم. قالوا: فاشترط. قال: فإني أشترط عليكم [ألا تحدثوا] كنيسة إلا ما في أيديكم، وألا يرفع صليبٌ ولا يضرب ناقوسٌ إلا في جوف كنسيةٍ، وعلى أن نشاطركم منازلكم ينزلها المسلمون، وعلى ألا [تعمروا خنزيراً] بين أظهر المسلمين، وعلى أن تقروا ضيفهم يوماً وليلةً، وعلى أن تحملوا [راجلهم] من رستاقٍ إلى رستاقٍ، وعلى أن تناصحوهم ولا تغشوهم، ولا تمالئوا عليهم عدواً فإن وفيتم لنا وفينا لكم، ومنعناكم مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا؛ وإن استحللتم شيئاً من ذلك استحللنا سفك دمائكم، وسبي أنبائكم ونسائكم وأموالكم. قالوا: فأُشْهِدْ؛ قال: فكتب: أُشْهِدُ الله، {وكفى بالله شهيداً} . فدخل أهل الجزيرة فيما دخل به أهل الرها. 2- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبو جعفر ابن نفيل، ثنا سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن من شهد عياض بن غنم حين بعثه أبو عبيدة بن الجراح إلى الرها، فوقف على بابها الشرقي، على فرسٍ له محذوفٍ أحمر، وقد أجفل أهل الجزيرة إلى الرها؛ فذكر نحوه.

3- حدثني جعفر بن محمد بن عمر، ثنا فتح بن سلومة الحمراني، ثنا إسماعيل بن يزيد القصير، ثنا جعفر بن برقان، عن معمر بن صالح، عن العلاء بن أبي عائشة قال: كنت عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرها، فجاءني كتابه: إنه بلغني أن عند أهل الرها صلح الجزيرة، فابعث إلي به حتى أنظر فيه. قال: فبعثت إلى أسقفهم، حتى أتاني به في درجٍ أو حق، فقرأته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ لأهل الرها وأهل الجزيرة، من عياض بن غنم عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد أتاها حتى وقف على بابها الشرقي على فرسٍ أحمر له محذوفٍ، في بعضة عشر فارساً، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، فدعاهم إلى الصلح فأجابوه، وقالوا: على أن نشترط عليكم؛ قال: اشترطوا؛ قالوا: فإنا [نشترط سور مدينتنا، وكنائسنا] وطواحيننا، وما كان لكنائسنا من غلةٍ على أن نؤدي خراجها.

قال عياض: ونحن أيضاً نشترط عليكم. قالوا: فاشترط. قال: نشترط عليكم أن لا تضربوا بناقوسٍ إلا في جوف كنيسةٍ، ولا يعتبر خنزيرٌ في بلاد المسلمين، وعلى أن تقروا ضيفهم يوماً وليلةً، وعلى تحملوا راجلهم من رستاق إلى رستاقٍ، وعلى أن نشاطركم منازلكم ينزلها المسلمون، وعلى أن تنصحونا فلا تشغونا، ولا تمالئوا علينا عدواً من غيركم؛ فإن وفيتم لنا وفينا لكم، وإن غدرتم بنا استحللنا سفك دمائكم وسبي نسائكم. قالوا: فإنا قد رضينا. قال: فإني أشهد الله وملائكته {وكفى بالله شهيداً} فأعاده لهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

من نزل الرقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

من نزل الرقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] وابصة بن معبد الأسدي 4- سمعت أبا الهيثم محمد بن عبد الصمد بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة يقول: وابصة بن معبد بن عتبة بن مالك [بن الحارث بن بشير بن كعب بن سعد] بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

[يكنى أبا سالم] . 5- سمعت أبا الهيثم يقول: ولد وابصة أربعةً: عَمْراً، وعتبة، وسالماً، وعبد الرحمن. فحدث عنه من ولده عمروٌ وسالمٌ. 6- سمعت أبا عمر هلال بن العلاء يقول: [قبر وابصة عند منارة جامع] الرافقة. 7- حدثنا محمد [بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا عبد

السلام بن عبد الرحمن بن صخر] القاضي. ح وثنا جعفر بن محمد [بن حجاج، نا عبد السلام، عن أبيه، عن بشر بن لاحق الرقي] عن أبي راشد الأزرق، قال: كنت آتي [وابصة بن معبدٍ، وقلما أتيته إلا أصبت] المصحف موضوعاً بين يديه، ثم إن كان ليبكي حق أرى [دموعه قد بلت] الورق. فقلت له: هل [سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء؟ فقال: يا أبا راشدٍ] ، وهل تركت شيئاً [إلا وقد سألته عنه، حتى عن وسخ الأظفار. قال:] فقلت: فماذا قال لك؟ قال: ((ما رابك [فألقه، وما] كان [سوى ذلك فدعه] )) . 8- حدثنا محمد بن إبراهيم بن بنت جناد البغدادي، ثنا بشار بن موسى الخفاف، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، حدثني أبو عبد الله -وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز- قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز [فدفع إلي] مالاً أقسمه بالرقة، وكتب إلى وابصة [كتاباً] يبعث معي بشرطٍ يكفون الناس عني؛ وقال: لا تقسم بينهم

إلا على شاطئ نهرٍ جارٍ، فإني أخاف أن يعطشوا. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إنك تبعثني إلى قومٍ لا أعرفهم، وفيهم غنيٌّ وفقيرٌ. فقال: يا هذا، كل من مد يده إليك فأعطه. قال أبو علي محمد بن سعيد: ولا أظن هذا إلا خطأً لأن وابصة لم يتأخر موته إلى خلافة عمر بن العزيز؛ فلعله أن يكون ((إلى ابن وابصة)) لأن سالماً ذكروا أنه تولى الرقة بعد أبيه. 9- حدثنا أبو الهيثم محمد بن عبد الصمد، حدثني عمي عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر، عن أبيه، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، قال: قدمت الرقة، فقال بعض أصحابي: هل لك في رجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: غنيمةٌ. فدفعنا إلى [وابصة بن معبدٍ] ، فقلت

[2] الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية

لصاحبي -أو لأصحابي-: نبدأ فننظر إلى دله؛ فإذا عليه قلنسوةٌ لاطئةٌ ذات أذنين، وبرنس خز أغبر، وإذا هو قائمٌ يصلي يعتمد على عصاً في صلاته؛ فقلنا له بعد أن سلمنا عليه: ما دعاك إلى العصا؟ قال: حدثتني أم قيس بنت محصن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه. 10-[حدثنا جعفر بن] محمد بن حجاج، ثنا عبد السلام، ثنا أبي، عن شيبان بن عبد الرحمن [أبي معاوية] ، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، قال: قدمت الرقة. فذكر نحوه، [وزاد:] و [في] رواية: إمه. [2] الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية 11- كنيته أبو وهب. وأمه أروى بنت كريز.

وهو أخو عثمان بن عفان رضي الله عنه لأمه. نزل الرقة، ومات في ضيعةٍ به [بالبليخ] ، وقبره بها. 12- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا حسين بن عياش، ثنا [جعفر بن برقان] ، ثنا ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهمداني، قال: قال الوليد بن عقبة: لما فتحت مكة جعل أناسٌ من أهلها يأتون النبي صلى الله عليه وسلم بأولادهم فيمسح رؤوسهم، ويدعو لهم بالبركة. قال: فلم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسح رأسي ويدعو لي بالبركة إلا أن أمي خلقتني بخلوق.

13- حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا عبد الله بن محمد الأذرمي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الفزاري، عن أبي موسى، عن الوليد بن عقبة، قال:

[3] عبد الله بن سيدان السلمي، ثم المطرودي

لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم -يعني مكة-. فذكر نحوه. [3] عبد الله بن سيدان السلمي، ثم المطرودي [ذكروا] أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روى عن أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما. 14- حدثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا الفريابي، عن سفيان، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج الكلابي، حدثني عبد الله بن سيدان السلمي، قال: شهدت الجمعة مع أبي بكر رضي الله عنه، فكانت خطبته و [صلاته] قبل نصف [النهار، ثم صلت مع عمر] رضي الله عنه [فكانت خطبته وصلاته] إلى أن [انتصف النهار، ثم صليت] مع عثمان رضي الله عنه، فكانت خطبته وصلاته إلى أن [قلت:] زال النهار

ومن التابعين:

قال: فخنست هذه، فما رأيت أحداً عاب ذلك. ومن التابعين: [4] زفر بن الحارث الكلابي 15- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر، ثنا ثابت ابن الحجاج، عن زفر بن الحارث، قال: كنت رسول معاوية بن أبي سفيان، إلى عائشة أم المؤمنين؛ بوقعة صفين. 16- سمعة هلالاً يقول: إنما سمي تل زفر، لأن زفر بن الحارث نزل عليه.

[5] يزيد بن الأصم العامري

[5] يزيد بن الأصم العامري كنيته: أبو عوف. 17- والأصم: اسمه عبد عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء ابن عامر بن ربيعة بن صعصعة. وأم يزيد بن الأصم: برزة بنت الحارث الهلالية، أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم. 18- سمعت هلالاً يقول: كنت عند عمرو بن عثمان الكلابي، فقال: هذا رجلٌ من ولد يزيد بن الأصم.

فسمعت الرجل يقول: مات يزيد بن الأصم سنة إحدى ومئة. فحدث عنه من أهله: ابن أخيه عبيد الله بن عبد الله بن الأصم. حدث عنه: مروان بن معاوية الفزاري، وغيره. 19- حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بعض أصحابنا عن سفيان بن عيينة، قال: كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي حين خرج: أما بعد: فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن ينغضوك، وقل من أنغض إلا قلق؛ وإني أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق، وكالمهريق ماءً للسراب؛ فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك أهل الكوفة الذين لا يوقنون. 20- حدثنا هلال، ثنا ابن نفيل، ثنا أبو المليح الرقي، عن يزيد بن

[6] سالم بن وابصة بن معبد

يزيد، عن يزيد بن الأصم، قال: كنت غلاماً عارماً، فقاتلت الغلمان يوماً فهزموني، فدخلت بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -[قال: وكانت خالته- فقمت أصلي في المسجد، وعندها] نسوةٌ، فقال بعضهن: أما ترين ما يصنع هذا الخبيث؟ قالت: دعوه، [فإن الخير بالعادة] . [6] سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه. 21- حدثنا هلال [بن العلاء] ، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أصبغ بن محمد، ثنا جعفر بن برقان، عن شدادٍ مولى [عياض] العامري، [عن وابصة] :

[7] أخوه: عمرو بن وابصة بن معبد

أنه كان يقوم في الناس [يوم الأضحى ويوم الفطر، فيقول: إني شهدت رسول الله] صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو يقول: ((أيها الناس، أي يوم أحرم؟)) . فقال الناس: هذا اليوم -وهو يوم النحر- قال: ((أي شهرٍ أحرم؟)) . قال الناس: هذا الشهر. قال: ((فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمةٌ عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه؛ ألا هل بلغت؟)) . قال الناس: نعم؛ فرفع يديه إلى السماء: ((اللهم اشهد)) يقولها ثلاثاً، ثم قال: ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب)) . قال وابصة: إنا شهدنا وغبتم، ونحن نبلغكم. قال عمرو بن عثمان: [وزادني] في هذا الحديث [أبوسلمة الحذاء]- يعني الحكم بن الحكم بن أبي تحية، أن جعفراً حدث بمثل هذا [الحديث، قال: صلى بنا سالم بن] وابصة يوم جمعةٍ بالرقة. فذكر حديث وابصة، فقال: نشهد [عليكم كما أشهد عليه] . [7] أخوه: عمرو بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه. 22- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، قال: ثنا جعفر بن برقان، قال:

قال عمرو بن وابصة: قال وابصة: ضرب [بابي] عبد الله بن مسعود، [وهو يومئذ] بالكوفة، ففتحنا له الباب، فدخل؛ قلت: [ما أخرجك من] منزلك [هذه الساعة يا أبا عبد الرحمن؟] قال: استيقظت من [قائلتي فاشتهيت الحديث؛ قال فكان فيما حدث: تكون فتنةٌ، القاعد] فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، والساعي فيها خيرٌ من الراكب؟ قلت: متى ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أيام الهرج، حين لا يأمن المرء جليسه، قلت: فإذا كان ذلك فما أصنع؟ قال: ادخل دارك؛ [قلت: دخلت داري؛ قال: ادخل بيتك؛] قلت: دخل علي بيتي؛ قال: ادخل مسجدك، [ثم اضرب] بإحدى يديك على الأخرى، فقل: ربي الله، حتى تموت على ذلك. قال: فلما قتل عثمان رضي الله عنه، طار قلبي مطيره؛ فأتيت دمشق، فلقيت بها خريم بن فاتك الأسدي -من بني عمرو بن راشد- فحدثته بحديث عبد الله بن مسعود، قال: وأنا سمعت هذه من نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال: فكنت على صاحبي أجرأ [مني على] عبد الله بن مسعود، فاستحلفته بالله الذي لا إله إلا هو، لأنت سمعت الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحلف لي بالله: لهو سمعه.

[8] ميمون بن مهران أبو أيوب

23- حدثنا إبراهيم بن [أبي حميد الحراني] ، ثنا محمد بن سليمان، ثنا أبي، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عمرو بن وابصة، قال: طرق بابي عبد الله بن مسعود بالكوفة؛ فذكر حديث الفتنة بطوله. [8] ميمون بن مهران أبو أيوب نزل الرقة، وعقبه بها. 24- سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن

مهران، يقول: نحن من سبي إصطخر. 25- قال: وسمعت أبي يقول: ولد ميمون بن مهران سنة أربعين، ومات سنة سبع عشرة ومئة. 26- حدثنا هلال، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر، قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: أتاني مولى أمي، فقال: ما تريد أن تدعي إلى غير مواليك، وقد علمت ما قيل في ذلك؟ قال: قلت: وفعلت. قال: فأخرج براءةً، فإذا هي: براءةٌ إلى ميمون بن مهران، مولى بني نصر. فقلت له: إنما نسبت نفسي إلى أبي، ونسبت أبي إلى مواليه بني نصر. 27- حدثنا علي بن عثمان النفيلي، ثنا أبو مسهر، ثنا سلمة بن العيار،

ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: من مواليك؟ [قال: قلت: كان أبي عبداً لبني نصر،] وأمي مولاةً للأزد [قال:] فقال لي: مواليك موالي أمك. 28- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف، ثنا فياض، عن جعفر، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: [أنتسبت] لأبيك يا ميمون؟ قلت: كانت أمي مولاةً للأزد، وكان أبي مكاتباً لبني نصر. قال عمر: يا ميمون، أنت مولى الأزد. 29- حدثنا هلال، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر، قال: سمعت ميموناً يقول: ولدت سنة أربعين. 30- سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، يقول: قبر ميمون في الحير [الكبير] .

31- حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج، ثنا عبيد بن جناد، ثنا عطاء، عن جعفر وفراتٍ، قالا: كان عمر بن عبد العزيز إذا [نظر] إلى ميمون، قال: إذا ذهب هذا وقرنه، صار الناس من بعدهم [رجاجاً] . 32-[حدثنا هلال، ثنا عبد الله] بن جعفر، قال: سمعت [أبا المليح يقول: ما رأيت أفضل من ميمون بن مهران؛] قال له رجلٌ يوماً: يا أبا أيوب، أتشتكي؟ [أراك مصفراً؛ قال: نعم، لما يبلغني من أقطار] الأرض. 33- سمعت [عبد الملك أبا الحسن الميموني، يقول:

سمعت] عمي عَمْراً يقول: [ما كان أبي يكثر الصيام ولا الصلاة، كان يكره أن يعصى الله تعالى] . 34-[سمعت عبد الملك الميموني، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمي عَمْراً يقول: سمعت أبي -يعني ميموناً- يقول: وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا] ، وأني لم أل. [قلت: ولا لعمر؟ قال: لا لعمر ولا لغيره] . 35-[حدثنا عمرو] بن نوفل بن خلاد الثقفي الرقي، ثنا النفيلي، ثنا أبو المليح، قال: سمعت ميموناً يقول: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين؛ رجلٍ تائبٍ، أو رجلٍ يعمل في الدرجات. 36- حدثنا هلال، ثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد، ثنا عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان، أو عن شيخٍ من أهل الرقة، قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: بنفسي العلماء، وجدت صلاح قلبي في مجالستهم؛ هم بغيتي في أرضٍ غريبةٍ، وهم ضالتي إذا لم أجدهم. 37- حدثنا محمد بن جعفر، ثنا عبيد بن جناد، ثنا عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان، قال: قال ميمون بن مهران؛ فذكر نحوه.

38- حدثنا أبو جعفر محمد بن عبدوس الدقاق الحراني، ثنا يزيد بن قبيس، ثنا علي بن الحسن الحلبي، حدثني عمرو بن ميمون بن مهران، قال: إني خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده، فدفعنا إلى منزل الحسن، فطرقت الباب، فخرجت جاريةٌ سداسيةٌ، فقالت: من هذا؟ فقلت: هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن. فقالت: كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت لها: نعم. قالت: يا شقي، ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء؟ قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه، فخرج إليه فاعتنقا ثم دخلا، فقال ميمون: يا أبا سعيد، إني قد أنست من قلبي غلظةً فاسللن لي منه. فقرأ الحسن: {بسم الله الرحمن الرحيم} {أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} . قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة؛ فأقام طويلاً، ثم أفاق؛ فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا تفرقوا.

فأخذت بيد أبي فخرجت به، ثم قلت: يا أبتاه، هذا الحسن؟ قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا! قال: فوكز في صدري وكزةً، ثم قال: يا بني، لقد قرأ علينا آيةً، لو تفهمتها بقلبك لألفيت لها فيه كلوماً. 39- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا علي بن جميل، ثنا أبو المليح، قال: قال رجلٌ لميمون بن مهران: يا أبا أيوب، ما يزال الناس بخيرٍ ما أبقاك الله لهم. فقال له ميمون: أقبل على شأنك أيها الرجل؛ فما يزال الناس بخيرٍ ما اتقوا ربهم. 40- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا علي بن جميل، ثنا أبو المليح، عن ميمونٍ، قال: ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ قط، إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إلي من تحقيقه عليه؛ فإن قال: لم أفعل، كان قوله أحب إلي من بينةٍ تشهد عليه [بقوله] ، وإن قال: قد قلت: ولم يعتذر؛ أبغضته من حيث أحببته. وقال: سمعت ابن عباس يقول: ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ قط، إلا أنزلته أحد ثلاث منازل، إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه،

وإن كان دوني لم أحفل به؛ هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعةٌ. 41- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا حسين بن عياش، ثنا فرات، قال: سمعت ميموناً يقول: لو نشر فيكم رجلٌ من السلف ما عرف إلا قبلتكم. 42- حدثنا محمد بن علي بن حبيب المري، ثنا أبو أمية عمرو بن هشام، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي [عبد الرحيم خالد بن يزيد، عن] ميمون [بن مهران، عن عمر] بن عبد العزيز: أن خـ.... 43-[حدثنا هلال] بن العلاء، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا سفيان بن عقبة النخعي، [عن أبان] بن أبي راشد القشيري، قال:

كنت إذا أردت الصائفة، أتيت ميمون بن مهران أودعه، فما يزيدني على كلمتين: اتق الله، ولا يغيرك غضبٌ ولا طمعٌ. 44- حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج القطان، حدثني موسى بن مروان، ثنا عطاء بن مسلم، عن فرات بن سلمان، قال: انتهينا مع ميمون بن مهران إلى دير القائم، فنظر إلى الراهب، فقال لأصحابه: فيكم من بلغ من العبادة ما بلغ هذا الراهب؟ قالوا: لا. قال: فما ينفعه ذلك ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: لا ينفعه شيءٌ. قال: كذلك لا ينفع قولٌ بلا عملٍ. 45- حدثنا عبد الملك الميموني، حدثني أبي، حدثني عمرو، قال: خرجت مع أبي من المسجد بعد صلاة المغرب، ومعه رجلٌ، فدخل وترك [الرجل] . فقلت: يا أبه، ما كان يمنعك أن تعرض -يعني [العشاء]- عليه؟ قال: كرهت أن أعرض عليه أمراً لم يكن في نفسي. 46- حدثنا عبد الملك، حدثني أبي قال: كان ميمون [صاحب ضيافةٍ،] وكان له مولى يأكل معه يقال له زيادٌ،

فيأتي الضيف، فيؤتى [له] بالقصعة من الثريد، فيقول: كل يا زياد، فلعله ليس عند أهلك غيرها. يريد بذلك الضيف، ليسمع فلا يتكل، ليأكل. 47- حدثنا الميموني، قال: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا حسن، إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين. 48- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا الخضر، ثنا ابن علية، عن يونس، قال: كان طاعونٌ قبل بلاد ميمون بن مهران، فكتبت إليه أسأله عن أهله، فكتب إلي:

بلغني كتابك تسألني عن أهلي، وإنه مات من أهلي وخاصتي سبعة عشر إنساناً؛ وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن. أما أنت: فعليك بكتاب الله، فإن الناس قد بهأوا به -قال يونس: يعني أنسوا به- واختاروا عليه الأحاديث، أحاديث الرجال. وإياك والجدال والمراء في الدين؛ لا تمارين عالماً ولا جاهلاً، فإنك إن ماريت الجاهل خشن بصدرك ولم يطعك، وإن ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت. 49- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو المليح، عن ميمون، قال: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجلٍ تائبٍ، أو رجلٍ يعمل في الدرجات. 50- وعن ميمون، قال: أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء، فرقاً من ربه عز وجل. 51- حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد، ثنا أبو معمر، ثنا علي بن

مجاهد، عن سلمة بن عبد الحميد، قال: ماتت امرأةٌ بحران، فقد ارتكض ولدها في بطنها؛ فسألت ميمون بن مهران فقال: شقوا بطنها. قال: فرأيته رجلاً قد ولد له. 52- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا سعيد بن عبد الملك، ثنا عتاب بن بشير، عن علي بن بذيمة، قال: قال رجلٌ لميمون بن مهران: ما لصديقك لا يفارقك عن قلى؟ قال: لأني لا أماريه ولا أشاريه. 53- حدثنا هلال، ثنا [ابن] نفيل، ثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، قال: خرجنا حجاجاً، ومعنا ميمون بن مهران؛ فلما أراد أن يحرم نزع خاتمه. 54- حدثنا عمر بن يعقوب بن مردك، وراق أيوب الوزان، حدثني محمد بن أحمد أبو يوسف، ثنا مسكين، ثنا جعفر، عن شعيبٍ، قال:

قلت لميمون: إن قتادة يقول: زكاة الحلي عاريته. فقال: كذب قتادة. 55- حدثنا عمر بن يعقوب، ثنا أيوب، ثنا فيض، ثنا أبو المليح، عن حبيب، أن ميموناً قال: وددت أن إحدى عيني ذهبت، وبقيت لي الأخرى أستمتع بها حياتي، وأني لم [أل] . قال: قلت: ولا لعمر بن عبد العزيز؟ قال: لا خير في العمل لعمر ولا لغيره. 56- حدثنا هلال، ثنا ابن نفيل، ثنا نضر بن عربي، قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من الخراج، فكتب إليه عمر: يا ابن مهران، إني لم أكلفك تعباً في حكمك، ولا في جبايتك؛ فاجب ما جبيت من الحلال، ولا تجمع للمسلمين إلا الحلال الطيب.

57- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف، ثنا عثمان بن أبي المهاجر، عن إسحاق بن راشد، عن ميمون بن مهران، قال: لم يكن يلبس الأقبية فيمن مضى من السلف إلا فساقهم. 58- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا علي بن ميمون، ثنا خالد بن حيان أبو يزيد الرقي، ثنا سلام المعلم، قال: نهاني ميمون بن مهران عن فواتح المصحف وتعشيره. 59- حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يوسف، ثنا مروان، عن شيخٍ من بني شيبان كان يسكن الجزيرة يقال له: إبراهيم، قال: دخل ميمون بن مهران على سليمان بن عبد الملك -أو هشامٍ- منزله، فلم يسلم عليه بالإمرة، فقال له: يا أمير المؤمنين، لا ترى أني جهلت، ولكن الوالي إنما يسلم عليه بالإمرة إذا جلس للناس في موضع الأحكام.

60- حدثنا أحمد بن بزيع الخفاف، ثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، حدثني هارون أبو محمد البربري: أن عمر بن عبد العزيز استعمل ميمون بن مهران على الجزيرة؛ على قضائها وعلى خراجها، فكتب إليه ميمون يستعفيه، وقال: كلفتني ما لا أطيق، أقضي بين الناس وأنا شيخٌ كبيرٌ، ضعيفٌ، رقيقٌ. فكتب إليه عمر: اجب من الخراج الطيب، واقض ما استبان لك؛ فإذا التبس عليك أمرٌ فارفعه إلي؛ فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه، ما قام دينٌ ولا دنيا. 61- حدثنا أحمد بن بزيع الخفاف، ثنا عبد الله بن جعفر بن غيلان، وأبو شجار عبد الحكم بن عبد الملك، قالا: ثنا أبو المليح، عن ميمون، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، وعنده عامله على الكوفة، فإذا هو

متغيظٌ عليه؛ فقلت: ما له يا أمير المؤمنين؟ قال: بلغني أنه قال: لا أجد شاهد زورٍ إلا قطعت لسانه. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنه لم يكن بفاعلٍ. قال: فقال: انظروا إلى هذا الشيخ! إن منزلتين أحسنهما الكذب لمنزلتا سوءٍ. 62- حدثنا أحمد بن بزيع، ثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي المليح، عن ميمون، قال: ما عققت عن ولدي قط، إلا عبد الحميد، وليس بخيرهم. 63- حدثنا الحسن بن زرعة، ثنا أبو نعيم الحلبي، ثنا محمد بن أيوب بن سعيد الرقي، عن ميمون، عن ابن عباسٍ رضي الله عنه، أنه قال له: أنهاك عن ثلاثٍ: أن تسب أحداً من أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل أظهر بهم هذا الدين؛ وأنهاك أن تنازع في القدر، فإنه لم يتنازع فيه اثنان إلا أثما أو أحدهما؛ وأنهاك عن تعلم النجوم، فإنها تدعو إلى الكهانة. 64- حدثني عمر بن يعقوب بن مردك، حدثني أيوب، ثنا عبد الله بن سليم، ثنا أبو المليح، عن ميمون، قال:

كتب إلى ابنه: أن أحسن معونة فلانٍ، وأعطه من مالك، ولا تسأل الناس، فإن المسألة تذهب بالحياء. 65- حدثنا أحمد بن الأسود الحنفي [القاضي] ، ثنا سليمان بن داود المنقري، ثنا يحيى بن [اليمان] ، عن سوادة الجرمي، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: يا ميمون، لا تشتم السلف، وادخل الجنة بسلامٍ. 66- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو المليح، عن ميمونٍ، قال: ما أحدٌ أحب إلي من عمروٍ، ولأن يموت أحب إلي من أن أراه على عملٍ.

67- حدثنا أبو حفص عمر بن يعقوب: ثنا [أيوب] ، حدثني إسماعيل بن يزيد بن خشيش الرقي، عن جعفر، عن ميمون، قال: إذا قدم الطعام أجلت الصلاة. 68- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف ابن الصيدلاني، ثنا عمر بن يزيد بن القباب، ثنا أبو المهاجر، قال: كان ميمون بن مهران يصلي أربعاً بعد الجمعة، وكان يقول: إن قبلت هذه وإلا [فهذه] . 69- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر، ثنا ميمون، قال: أتيت المدينة، فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلى سعيد بن المسيب؛ فجعلت أسأله، فقال: إنك تسأل مسألة رجلٍ كأنه قد تبحر ما هاهنا قبل اليوم. 70- حدثنا إسماعيل بن يعقوب الصبيحي، حدثني عبد الله بن الربيع

الرقي -يعني ابن طلحة- ثنا أبو شجار، ثنا أبو المليح، قال: سمعت عبد الكريم يقول: لا علم لنا بكم يا أهل الرقة، من رأيناه -أو رأيته- من جانب ميمون، علمنا أنه مستقيمٌ؛ ومن رأيناه يكره [ناحيته علمنا] أنه يأخذ ناحية الأخرى -[يعني الجعد]-. 71- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله [بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك] بن زائدة، قال: ضرب على [أهل الرقة بعثٌ، فجهز فيه ميمون بن مهران بنبالٍ] قال: فقال مسلمة بن عبد الملك: [لقد أصبح أبو أيوب] في طاعتنا شمرياً. 72- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا [أبي، قال:] سمعت محمد بن أيوب

[9] شبيب بن ديسم الباهلي

الرقي، قال: ثنا ميمون بن مهران، قال: بعث الحجاج إلى الحسن، وقد هم به؛ فلما دخل عليه، فقام بين يديه، قال: يا حجاج، كم بينك وبين آدم من أبٍ؟ قال: كثيرٌ. قال: فأين هم؟ قال: ماتوا. قال: فنكس الحجاج رأسه، وخرج الحسن. [9] شبيب بن ديسم الباهلي 73- حدثنا أبو عمرو عبد الحميد بن محمد بن المستام إمام حران، حدثنا حسين بن عياش، ثنا [جعفر] بن برقان، عن علي بن نفيل، عن شبيب بن ديسم الباهلي، قال: أتيت حمص، وبها أبو أمامة الباهلي، فقلت: رجلٌ من عشيرتي، ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، آتيه فأسلم [عليه؛ فأتيت] إليه، فسمعته يقول: لو أن رجلاً من أصحاب نبيكم بعث فيكم اليوم، ما عرف شيئاً مما أنتم عليه إلا صلاتكم.

[10] ثابت بن الحجاج الكلابي

74- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا أبي، عن جعفر، عن علي بن [نفيل] ، عن شبيب بن ديسم، قال: أتيت حمص، وبها أبو أمامة؛ فذكر نحوه. [10] ثابت بن الحجاج الكلابي حدث عن أبي هريرة، وعن عوف بن مالك. 75- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا حسين بن عياش، ثنا جعفر بن برقان، ثنا ثابت بن الحجاج الكلابي، قال: سرنا في حصنٍ دون القسطنطينية، وعلينا عوف بن مالك الأشجعي، فأدركنا -ونحن في الحصن- شهر رمضان؛ فقال عوف بن مالك: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: صيام يومٍ ليس من رمضان وإطعام مسكينٍ كعدل يومٍ من رمضان.

[11] شداد، مولى عياض بن عامر

وقال ثابت: ثم جمع بين أصبعيه اللتين [تليان] الإبهام -وجمع لنا [جعفر] بينهما-. وسمعت جعفراً - أيضاً- يقول: قال ثابت: هو تطوع، من شاء صامه، ومن شاء تركه؛ يعني بالترك: الإطعام. 76- حدثنا [موسى بن عيسى بن بحر] ، ثنا عمرو بن قسيط، ثنا عبد الله [-يعني ابن عمر- وعن جعفر بن برقان] عن ثابت [بن الحجاج، قال:] غزونا مع عوف بن مالك [في خلافة يزيد بن معاوية، فحضر شهر رمضان] ، فقال عوفٌ: سمعت عمر بن الخطاب يقول: صيام يومٍ من غير شهر رمضان وإطعام مسكين، كصيام يومٍ من رمضان -وجمع بين أصبعيه-. [11] شداد، مولى عياض بن عامر حدث عن أبي هريرة، وعن وابصة بن معبد.

[12] معاوية بن أبي تحيا القواس

[12] معاوية بن أبي تحيا القواس حدث عن أبي هريرة. حدث عنه جعفر بن برقان. [13] الوليد بن زروان حدث عنه أبو المليح حديث أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية. 77- سمعت أبا عمر هلالاً يقول: الوليد بن زروان، من بني سليم.

78- حدثنا هلال، ثنا أبي وابن جعفر، قالا: حدثنا أبو المليح، ثنا الوليد بن زروان، عن أنسٍ، قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من الوضوء، أخذ كفاً من ماءٍ فخلل به لحيته -وأرانا أبو المليح- وقال: ((هكذا أمرني ربي عز وجل)) . 79- وحدثنا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن الوليد بن زروان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلالٌ.

[14] يعقوب بن بحير

[14] يعقوب بن بحير 80- سمعت هلال بن العلاء يقول: هو من أهل الرقة. حدث عنه الأعمش. 81- حدثنا علي بن عثمان النفيلي، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقحةً، فأمرني أن أحلبها، فحلبتها، فجهدت حلبها، فقال: ((دع داعي اللبن)) .

[15] فراس بن خولي الأسدي

[15] فراس بن خولي الأسدي 82- حدثنا جعفر بن محمد بن حجاج، حدثني محمد بن سابور النجار -وكان ثقةً-، ثنا فهير بن زياد الأسدي، قال: حدثني فراس بن خولي الأسدي، قال: سمعت وابصة بن معبد الأسدي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في حجة الوداع، فقال: ((أي يوم هذا؟)) قالوا: يومٌ حرامٌ. قال: ((فأي شهرٍ هذا؟)) قالوا: شهرٌ حرامٌ. قال: ((فأي بلدٍ هذا؟)) قالوا: بلدٌ حرامٌ. قال: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا؛ ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد؛ ألا فليبلغ الشاهد الغائب؛ ألا إني قد بلغتكم، ألا لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ)) . ألا إني قد شهدت وغبتم. 83- حدثنا محمد بن الحارث الحراني، ثنا عبد الرحيم بن مطرف،

بعد طبقة التابعين

ثنا يحيى بن زياد الأسدي، يعرف بفهير الرقي، ثنا فراس بن خولي، قال: سمعت وابصة بن معبد، وهو يخطب على منبر الرقة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول في حجة الوداع. فذكر نحوه. 84- سألت أبا عمر هلالاً عن فراس بن خولي؛ فرأيته كأنه ينكر أن يكون فراسٌ سمع عن وابصة. بعد طبقة التابعين سمعت هلالاً يقول: [16] حبيب بن أبي مرزوق 85- شيخٌ صالحٌ. بلغني أنه اشترى نفسه من الله عز وجل ثلاث مراتٍ. يتولى بني أسد. حدث عنه جعفر بن برقان وأبو المليح.

[17] صالح بن مسمار أبو محمد

[17] صالح بن مسمار أبو محمد 86- الشيخ الصالح. من نواقل البصرة. مات بالرقة. 87- حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، ثنا ابن حنبل، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: قال صالح بن مسمار: لنعمة الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا، أفضل من نعمته علينا فيما أعطانا منها. 88- حدثنا الميموني، ثنا ابن نفيل، ثنا عبد الله بن ميمون أبو عبد الرحمن الرقي، ثنا أبو المليح، قال:

كنت مع صالح بن مسمار، فنظر إلى قومٍ قد خرجوا من المسجد، وعليهم طيالسةٌ وعمائمٌ، فقال: أبقى الناس خزائنهم في دنياهم، وقدموا على ربهم مفاليس. 89- وقال: ودخلت مع صالحٍ بن مسمار على مريضٍ نعوده، فلما أراد القيام قال: إن ربك قد عاتبك، لا أعاتبك. 90- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا علي بن جميل، قال: حدثني أبو المليح قال: صلينا الجمعة في المسجد الجامع بالرقة، فخرجت من الباب الشرقي، فإذا صالح بن مسمار، فقال: يا حسن، تعال؛ فجئت، فقال لي: انظر إلى الناس؛ فنظرت فلم أنكر شيئاً، فقلت: ما لهم؟ قال: جعلوا خزائنهم في بطونهم وعلى ظهورهم، وقدموا على الله مفاليس. 91- وجدت في كتابي: عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن بيان المؤذن - ولم أر عليه علامة السماع- ثنا أبو شجار، ثنا أبو المليح، قال: كنا جالسين عند صالح بن مسمار، أنا وجعفر بن برقان، وفرات بن سلمان، وحبيب بن أبي مرزوق، وزياد بن بيان؛ فمر رجلٌ راكبٌ دابته وهو يقول: سبق أمير المؤمنين. -قال أبو المليح: وكان هشام يفرح إذا سبق بالخيل فرحاً شديداً-. فقال صالح: ما يقول هذا؟ فأخبرناه، فقال: كذب -لعمر الله-

ما سبق، ولقد سبق سبقاً بيناً، ولقد أخذ في غير حقه. قال أبو المليح: وكان الكلام في ذلك الزمان شديداً؛ فقلت له: يا أبا محمد، إذاً ننشدك الله. فقال: أبعدكم الله، أبعدكم الله، والله لوددت أن جميع الناس على مثل رأيي، وأنا أتيناه وقلنا: يا عبد الله؛ إما أن تعمل فينا بكتاب الله وبسنته، وإما أن تقوم على هذا المجلس، فلست له بأهلٍ. 92- قال أبو علي محمد بن سعيد: ولا نعرف لصالح حديثاً مسنداً، إلا حديثاً واحداً أسنده رجلٌ واحد وأوقفه غير واحدٍ. 93- حدثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أصبغ بن محمد بن عمرو، ابن أخي عبيد الله بن عمرو، عن جعفر -يعني ابن برقان- عن صالح بن مسمار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((اختصمت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالجبارين والمتكبرين وأصحاب الجمع. وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس ومساكينهم؟ فقال الله عز وجل للنار: إنما أنت غضبي، أعذب بك من أشاء من عبادي. وقال للجنة: إنما أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي؛ ولكل واحدةٍ منكما ملؤها)) . 94- حدثنا محمد بن الخضر بن علي، ثنا ابن أبي أسامة، حدثني أبي، عن جعفر، عن صالح بن مسمار، قال: مرضت، فعادني أيوب السختياني؛ قال: فذكرنا الأدوية، فقلت له: أليس لي أيامٌ أصح فيها، وأيام أسقم فيها؟ فما يعمل الدواء هاهنا؟ قال: لا أعلم الدواء نافعاً. 95- سمعت هلالاً يقول: ذكروا أن أعين بن عروة قال لصالح بن مسمار: أوص إلي بأختيك. قال: إني لأستحيي من ربي أن أوصي بهما إلى غيره.

[18] عمرو بن ميمون بن مهران

[18] عمرو بن ميمون بن مهران 96- سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، يقول: مات عمرو بن ميمون -أظنه- سنة ثمانٍ وأربعين ومئة. وكنيته: أبو عبد الله. 97- قال لي أبو بكر ابن صدقة: كتبت عن أحمد بن مختار -رجلٍ من أهل حصن مسلمة- عن رجلٍ من أهل حصن مسلمة، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قراءة القرآن. وكان عمرو بن ميمون قد أقام بحصن مسلمة. 98- وسمعت الميموني يقول: سمعت أبي يقول:

سمعت عمي عَمْراً يقول: لو علمت أنه بقي علي حرفٌ من [السنة] باليمن [لأتيتها] . 99- حدثنا عبد الملك الميموني، قال: حدثت أبا عبد الله ابن حنبل، قلت: حدثني أبي، قال: لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر، قلت: يا عم، لو سألت أمير المؤمنين أبا جعفر أن يقطعك قطيعةً. قال: فسكت عني. قال: فلما ألححت عليه قال: يا بني، إنك لتسألني أن أسأله شيئاً قد ابتدأني به هو غير مرة؛ ولقد قال لي يوماً: يا أبا عبد الله، إني أريد أن أقطعك قطيعة، وأجعلها لك طيبةً، وإن أحبائي من أهلي وولدي يسألون ذلك، فآبى عليهم، فما يمنعك أن تقبلها؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إني رأيت هم الرجل على قدر انتشار ضيعته؛ وإنه يكفيني من همي ما أحاطت به داري؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل. قال: قد فعلت. فقال ابن حنبل: أعده علي؛ فأعدته حتى حفظه. 100- حدثنا أحمد بن بزيع، حدثني أبي بزيع، قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: كنت مع أبي، ونحن نطوف بالكعبة، فلقي أبي شيخٌ، فعانقه أبي -ومع الشيخ فتىً نحوٌ مني- فقال له أبي: من هذا؟ قال: ابني. فقال: كيف رضاك عنه؟ قال: ما بقيت خصلةٌ -يا أبا أيوب- من خصال الخير، إلا وقد رأيتها فيه، إلا واحدةٌ. فقال: وما هي؟

قال: كنت أحب أن يموت، فأوجر به. قال: ثم فارقه أبي. قال: فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ قال: هذا مكحول. 101- حدثنا عبد الملك الميموني، حدثني أبي، قال: كان عمروٌ عمي وصي أبي، فلما أدركت دعاني، فقال لي: يا بني، قد كنا نجح لك من أموالنا إذ كنت صغيراً؛ وقد أدركت، ولك مالٌ تجح منه، ولك مالٌ فزكه؛ وهذا خاتم أبيك، فإن استطعت أن لا تضعه على شهادةٍ فافعل. 102- قال محمد بن سعيد: وما نعلم حدث عن عمرو بن ميمون رجلٌ أقرأ من جعفر بن برقان. 103- حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، ثنا حاجب بن سليمان، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، عن جعفر بن برقان، عن عمرو بن ميمون، ثنا سليمان بن يسار، عن عائشة، عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يابساً فحكه، وإذا كان رطباً فاغسله)) . 104- حدثنا الميموني، حدثني أبي قال: كان عمي عمروٌ يعطش، فما يستسقي من أحدٍ ماءً، حتى يشربه من بيته، ويقول: كل معروفٍ صدقةٌ، وما أحب أن يتصدق علي. 105- سمعت الميموني يقول: تذاكرنا -أنا وأبو عبد الله ابن حنبل- ميموناً، فقال: ما كان أكبره في الورع! قلت: عمروٌ؟ قال: ميمونٌ الآن أشهر عند الناس من عمروٍ. وقلت له: حدثنا أبي، أن عَمْراً لم يكن يقبل الهدية؛ قال: لعلها أن تكون من ناحية السلطان. 106- حدثنا الميموني، حدثني أبي، عن عمرو بن ميمون، قال: ما سمعته -بعد- أخذ شيئاً. 107- حدثنا الميموني، قال: سمعت أبي يقول: لما مات ميمون اشتد جزع أم عبد الله بنت سعيد بن جبير عليه -وكانت زوجته- فعزاها عمروٌ، فقال: يا أمه، احمدي الله عز وجل، خرج من الدنيا [سالماً] ، لم يصب في سنه، ولا في عينه، ولا في يديه؛ ذا المعنى. 108- حدثنا أحمد بن بزيع الرقي، حدثني أبي، قال: سمعت عمي

عمرو بن ميمون يقول: أرسلني أبي إلى عمر بن عبد العزيز أستعفيه له من الولاية. قال: قدمت على عمر، وعنده شيخٌ، فقال عمر: هذا ابن الشيخ الذي كنا في حديثه. قال: فقام وسلم علي الشيخ، وأدناني إلى جنبه، فقال لي: كيف أنت يا بني؟ وكيف أبوك؟ قال: قلت: صالحٌ، وهو يقرأ عليك السلام. قال: وكيف يقرأ علي السلام ولم يعرفني، ولم يرني؟ قال: قلت: إنه سألني وأوصاني أن أبلغ من سألني عنه السلام. قال: فقال الشيخ لعمر: شد يديك بهذا، ولا تعف أباه. 109- حدثنا الميموني، قال: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنسخ، وقال: عندنا مصحفٌ من كتابه. وسمعت أبي يقول ما برى إلا قلمين، فما غيرهما حتى فرغ منه؛ هذا المعنى إن شاء الله. 110- وحدثني أبي: أن عمرو بن ميمون تخلف عن أمير المؤمنين مروان بن محمد، فكأنهم كانوا يخافون عليه. قال: فبلغه أنه محا اسمه من الديوان، فقال: الحمد لله الذي لم يكن إلا ذلك. 111- قال: وسمعت أبي يقول: وجه -يعني ميموناً- عَمْراً ابنه إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية

الجزيرة، فلم يعفه؛ وولى عَمْراً البريد، وهو ابن نيفٍ وعشرين سنة. 112- حدثنا الميموني، ثنا أبي قال: ما سمعت عَمْراًً اغتاب أحداً قط -أو قال: عابه- ولقد ذكر عنده يوماً رجلٌ، فلم يجد فيه شيئاً يذكره به -يعني من الخير- فقال: إنه لحسن الأكل. 113- وحدثني أبي، قال: رباني عمروٌ صغيراً؛ قال: فربما قال لي: أي بني، أيما أحب إليك: أقرأ لك سورةً، أو أحدثك أحدوثةً؟ فربما قرأ {الحمد [لله] } ، وربما قلت له: أحدوثةٌ. قال: فحدثني أن رجلاً كان رقاءً، فسمع بحيةٍ عظيمةٍ في موضعٍ من المواضع، فأتاها فرقاها، حتى أخذها، ثم جعلها في جوالق ضخمٍ وحملها على حمارٍ، فلما كان [ببعض الطريق] أعيا الرجل، فمال إلى شجرةٍ، فطرح الجوالق، فوضع رأسه ثم نام، فاستيقظ فإذا الحية قد قرضت الجوالق، ثم أتت قدميه فابتلعتهما فأقبل يرقيها وهي تبتلعه حتى غيبته في جوفها. قال الميموني: وأكبر علمي أن أبي حدثني بهذا. 114- حدثنا الميموني، حدثني أبي، قال: سمعت عمي عَمْراً يقول -وكان بالكوفة: بلغني أنه يحشر من ظهرها

سبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حسابٍ، فأحب أن أموت بها؛ فمات، ودفناه بها. يتلوه في الذي يليه: أوله: عبيد الله بن عبد الله بن الأصم كتبه لنفسه، وسمعه بالقاهرة، محمد بن داود بن ياقوت الصارمي عورض بحسب الطاقة فصح.

الجزء الثاني من تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين والفقهاء والمحدثين تأليف أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحافظ رواية الشيخ أبي أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان، عنه رواية أبي عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، عنه رواية الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، عنه رواية الحافظ الإمام أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي، عنه رواية شيخنا الجليل الشريف المسند بدر الدين أبي القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل الدمشقي، أثابه الله الجنة ورضي عنه

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الجليل الرئيس، بدر الدين أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل، قراءةً عليه ونحن نسمع، [في يوم السبت، ثالث عشر ربيع الآخر من سنة] إحدى وثلاثين وستمئة، بمحروسة القاهرة، قال: أخبرنا الشيخ [الإمام] الحافظ، شيخ الإسلام [جمال] الأنام، فخر الأمة، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني، عفا الله عنه، قراءةً عليه ونحن نسمع، يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر، سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمئة، بثغر الإسكندرية، قال: أخبرني الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، فيما قرأت عليه من أصل سماعه بمدينة السلام، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، ثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري الحراني [حافظ الرقة] بالرقة، قال:

[19] عبيد الله بن عبد الله بن الأصم

[19] عبيد الله بن عبد الله بن الأصم 115- حدث عنه ابن عيينة، ومروان الفزاري. [20] وأخوه عبد الله بن عبد الله بن الأصم 116- حدث عن عمه يزيد بن الأصم. وحدث عنه عبد الواحد بن زياد.

[21] عمر بن المثنى الأشجعي

[21] عمر بن المثنى الأشجعي 117- حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن المثنى الأشجعي، قال: رأيت عطاء الخراساني ببيت المقدس، توضأ فمسح على خفيه؛ فقلت: تفعل هذا؟ قال: وما يمنعني أن أفعله، وقد حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله. 118- حدثنا عمر بن نوفل بن خلاد الرقي، ثنا النفيلي، حدثني عمر بن عبيد الطنافسي، عن عمر بن المثنى، حدثني عطاء الخراساني، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فانطلق فتخلف لحاجته، ثم جاء فقال:

[22] جعفر بن برقان

119- قال [أبو علي محمد] بن سعيد: ذكروا أن عمر بن عبيد أقام بالرقة مدة. [22] جعفر بن برقان 120- سمعت أبا بكر ابن صدقة يحكي عن بعض الشيوخ، قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان. 121- وجعفر بن برقان: مولى بني كلاب، يكنى أبا عبد الله. 122- حدثنا أبو الحسن الميموني، قال: سمعت أبا عبد الله ابن حنبل يقول: بلغني أنه مات جعفر بن برقان سنة أربعٍ وخمسين ومئة. 123- سمعت الميموني يقول:

قال أبو عبد الله ابن حنبل: قدم أبو جعفر الرقة سنة أربعٍ وخمسين ومئة. وذكروا أن أبا جعفر حين قدم الرقة، سأل عن جعفر فقيل له: مات. 124- حدثنا موسى بن عيسى بن بحر، ثنا حامد بن يحيى، ثنا سفيان، ثنا جعفر بن برقان -وكان ثقةً من بقايا المسلمين- قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز: إن هذا الرجف شيءٌ يعاقب الله به العباد، وقد كتبت في الأمصار -أو: إلى الأمصار- بأن يخرجوا في يوم كذا وكذا، في شهر كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا، فاخرجوا، فمن أراد منكم أن يتصدق فليفعل، فإن الله عز وجل يقول: {قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى} وقولوا كما قال أبواكم: {ربنا ظلمنا أنفسنا [وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين] } وقولوا كما قال نوحٌ: {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} وقولوا كما قال موسى: {ظلمت نفسي فاغفر لي} وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} . 125- حدثني أبو بكر ابن صدقة، حدثني أبو دن المستملي، قال:

سمعت أبا نعيم يقول: قلت لجعفر بن برقان أيام الزلزلة: ألا تختضب؟ فقال: ليس ذا زمان اختضاب، هذا زمان مأتم. 126- سمعت الميموني يقول: قال أبو عبد الله ابن حنبل: أبو المليح ثقةٌ، ضابطٌ لحديثه، صدوقٌ؛ وهو عندي أضبط من جعفر بن برقان. وجعفر بن برقان ثقةٌ، ضابطٌ لحديث ميمون، وحديث يزيد بن الأصم؛ وهو في حديث الزهري يضطرب ويختلف فيه. 127- وزعم أبو عبد الله أنه يرى أن جعفر بن برقان والشاميين والجزريين، إنما حملوا عن الزهري برصافة هشام، لأنه كان عند هشام مقيماً بالرصافة، وكان علمه في دواوين بني أمية. 128- حدثنا جعفر بن محمد بن حجاج القطان، قال: سمعت عبيد بن زياد يقول: سمعت عطاء بن مسلم الخفاف يقول: قدمت الرقة، فجلست في سوق الأحد، فذكرت فضائل علي رضي الله عنه؛ ثم غدوت على جعفر بن برقان، فقال: يا عطاء، بلغني أنك جلست مجلساً ذكرت رجلاً من أصحاب محمد عليه السلام بفضيلةٍ لم تشرك معه

غيره. فقلت: يرحمك الله؛ إن أخاك سفيان بن سعيد الثوري قال لي: إذا قدمت الرقة، فاجلس في سوق الأحد، واذكر فضائل علي، فإن الإباضية بها كثيرٌ. فقال جعفر: يا عطاء، إذا جلست مجلساً، فذكرت رجلاً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بفضيلةٍ، فأشرك معه غيره. قال عبيد: وكانت سوق الأحد في غير هذا الموضع، كانت عندنا بالرقة. 129- حدثنا هلال بن العلاء، قال: وجدت في كتاب أبي: كتب محمد بن سوقة إلى جعفر بن برقان: الحمد لله الذي ستر منا ومنك الشيء القبيح، وأظهر منها ومنك الحسن، حتى حسن اليقين بنا وبك، والسلام. 130- سمعت الميموني يقول: ذكروا أن الزهري لما قدم [واسط الرقة، عبر إليه] سبعةً من أهل الرقة.

[عبد الله بن بشر بن التيهان]

وحدث عنه من أهل الرقة: جعفر بن برقان، وأبو المليح، وعبد الله بن بشر بن التيهان، وحبيب بن أبي مرزوق، والعلاء بن سليمان، وعبد الله بن محرر- وهو منكر الحديث-. وزيد بن حبان حدث عنه أبو نعيم بحديثٍ عن الزهري. [عبد الله بن بشر بن التيهان] وحدث عبد الله بن بشر بن التيهان عن الزهري بحديث [واحدٍ واهٍ] تفرد به. 131- حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، وحفص بن عمر، قالا: ثنا أبو غسان النهدي، ثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن عبد الله بن بشر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان، قال:

لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وسوس ناسٌ من أصحابه، وكنت ممن وسوس، فمر عمر، فسلم علي، فلم أرد عليه، فشكاني إلى أبي بكر؛ فجاء فقال: سلم عليك أخوك، فلم ترد عليه! فقلت: ما علمت بتسليمه، وإني -على ذلك- لفي شغلٍ. فقال أبو بكر: ولم ذاك؟ قلت: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم نسأله عن نجاة هذا الأمر. قال: فقد سألته عن ذلك. فقمت إليه فاعتنقته، فقلت: بأبي وأمي أنت، أحق ذلك؟ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نجاة هذا الأمر، فقال: ((من قبل الكلمة التي عرضتها على عمي فردها، فهي له نجاةٌ)) . 132- وحدث عنه جعفر بن برقان بحديثٍ تفرد به عنه وحدث به عن جعفر أبو أسامة زيد بن علي بن دينار النخعي وحده. 133- حدثنا جعفر بن محمد بن حجاج، ثنا محمد بن أبي أسامة، ثنا أبي، ثنا جعفر بن برقان، ثنا غير واحدٍ، عبد الله بن بشرٍ وغيره، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في يوم مئة مرة: لا إله إلا الله، والله أكبر وحده، لا إله إلا الله وحده، لا إله إلا الله لا شريك له، لا إله إلا الله، له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)) . ويعقدهن جميعاً بأصابعه، ثم قال: ((من قالهن في نهاره، أو في ليله، أو في شهره، ثم مات في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة، أو في ذلك الشهر؛ غفر الله له ذنبه)) .

[23] زكريا بن بشر

134- حدثنا محمد بن جعفر بن سفيان، ثنا ابن أبي أسامة، ثنا أبي، عن جعفر، ثنا غير واحدٍ، عبد الله بن بشر وغيره، عن أبي إسحاق، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكر نحوه. [23] زكريا بن بشر 135- قال أبو عمر هلال: هو أخو عبد الله بن بشر. 136- ثنا هلال، ثنا ابن نفيل، ثنا أبو المليح، عن زكريا بن بشر - قال هلال: هو أخو عبد الله بن بشر- عمن حدثه، قال: أتيت مالك بن أنس، فأتي بغدائه، فقال: اقترب إلى هذا الطعام، فقلت: ما آكل شيئاً؛ قال: ومالك لا تأكل؟ لعلك صائمٌ؟ قلت: نعم؛ قال: فما منعك أن تقول: إني صائمٌ؟ فإن الله عز وجل يقول: {وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام} . ثم أتيته من الغد، فأتي بطعامٍ، فقال: اقترب؛ فقلت: إني صائمٌ؛ فقال: أظنك اثنينيّاً أو خميسيّاً، أو لعلك موقتٌ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

[24] العلاء بن سليمان الرقي

يصوم حتى نقول: ما يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يصوم. 137- حدثنا هلال، ثنا فهر، ثنا جعفر، عن زكريا بن بشر، عن أبي الخلد، قال: يأتي على الناس زمانٌ يخلق القرآن في صدورهم، حتى لا يجدون له حلاوةً، ولا فيما ... فقالوا: لا يعذبنا الله، ونحن لا نشرك بالله شيئاً ... يلبسون للناس الشرك ... أهل ذلك الزمان للدهن. [24] العلاء بن سليمان الرقي 138- حدثنا هلال، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا العلاء بن سليمان الرقي، عن الزهري، عن سالم عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((توضؤوا مما غيرت النار)) .

[25] زياد بن بيان

139- وحدث عن الزهري في مس الذكر حديثاً منكراً. [25] زياد بن بيان 140- الذي يحدث عنه جعفر بن برقان، وأبو المليح، وإسماعيل ابن علية، وهانئ بن فروخ الرقي. 141- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا فهر بن بشر، ثنا جعفر، عن زياد بن بيان، عن ميمون بن مهران، قال: جاء رجلٌ إلى أبي بكرٍ، وهو في جماعةٍ من الناس، فقال: السلام عليك يا خليفة رسول الله. فقال أبو بكر: من بين هؤلاء الناس أجمعين سلمت علي؟! 142- حدثنا عبد الملك الميموني، ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، ثنا أبو المليح الرقي، عن زياد بن بيان -شيخ من أهل الرقة- عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة، قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المهدي من ولد فاطمة)) عليها السلام. 143- حدثنا أحمد بن بزيع، ثنا أبو شجار عبد الحكم بن عبد الملك بن أبي شجاع الرقي، ثنا أبو المليح، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المهدي من عترتي، من ولد فاطمة)) عليها السلام. 144- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا أبو شجار، ثنا أبو المليح، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المهدي من عترتي، من ولد فاطمة)) عليها السلام. 145- حدثنا محمد بن علي بن الحسن، ثنا سليمان بن عمر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا زياد بن بيان، ثنا سالم، عن عبد الله بن عمر قال:

[26] الأخنس بن أبي الأخنس

صلى رسول الله صلاة الفجر، ثم انفتل فأقبل على القوم، فقال: ((اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا)) . فقال رجلٌ: والعراق، يا رسول الله، فسكت، ثم عاد فقال مثل ذلك، فقال الرجل: والعراق، يا رسول الله. فسكت، ثم قال: ((اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مدنا وصاعنا؛ اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا)) . فقال الرجل: والعراق، يا رسول الله. قال: ((ثم يطلع قرن الشيطان، وتهيج الفتن)) . [26] الأخنس بن أبي الأخنس 146- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا فهر بن بشر، ثنا جعفر بن برقان، عن الأخنس بن أبي الأخنس، عن ربيعة المرادي، قال: شهدت ابن مسعود وهو يخطب الناس بالكوفة، فقال: عليكم بالقرآن الزموه، وتمسكوا به؛ ثم قبض بيديه جميعاً، حتى كأنه ممسكٌ بسبب شيءٍ بإحدى يديه على الأخرى. 147- سمعت أبا جعفر محمد بن إسحاق بن الأخنس، يقول: أبو الأخنس: أحد بني فروخ، يتولى وابصة بن معبد الأسدي. 148- سمعت هلالاً يقول: أبو الأخنس عمر محراب مسجد جامع الرافقة.

[27] أبو المهاجر سالم بن عبد الله الرقي

[27] أبو المهاجر سالم بن عبد الله الرقي [يتولى بني كلاب] . 149- سمعت الميموني يقول: سمعت أبا عبد الله ابن حنبل يقول: بلغني موت أبي المهاجر الرقي، سنة إحدى وستين ومئة. 150- حدثنا [العلاء بن هلال] ، ثنا هلال بن عمر بن هلال، ثنا أبي، عن أبي المهاجر، عن [ ... ] ابن سعيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول الناس هلاكاً قريش، وأول قريش هلاكاً [أهل بيتي] )) . 151-[وعن أبي المهاجر، عن أبي أسامة] ، عن شعبة، عن أبي

التياح، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يهلك أمتي هذا الحي من قريش)) . قيل: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: ((لو أن الناس اعتزلوهم -أو قال: تركوهم-)) . 152- وعن أبي المهاجر، عن عباد بن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن [الحارث بن نوفل] عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول الناس هلاكاً قريش، وأول قريشٍ هلاكاً أهل بيتي)) . 153- وعن أبي المهاجر، عن عباد بن إسحاق، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة أنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فقال: ((لا يدخل علي أحدٌ)) . قالت: فسمعت صوتاً فدخلت، فإذا عنده حسين بن علي، وإذا هو حزينٌ يبكي؛ فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: ((أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي)) . فقلت: ومن يقتله؟ فتناول مدرةً فقال: ((أهل هذه المدرة يقتلونه)) . 154- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا سالم أبو المهاجر الرقي، عن ميمون بن مهران، قال: لو نشر بعض السلف، ما عرف أنكم مسلمون إلا أن يعرف قبلتكم.

155- قال: وحدثنا عثمان، عن سالم أبي المهاجر، قال: كانت الأنبياء يلبسون الصوف، ويخصفون النعال، ويركبون الحمير. 156- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عمرو بن عثمان الكلابي، ثنا صالح الحوري، جد الحوريين -قال هلال: هم من قريةٍ [بين الرقة وبالس] يقال لها: حورة- قال: كنت في المسجد إلى جنب أبي المهاجر الكلابي، فقرئ علينا كتابٌ لبعض الخلفاء على المنبر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ... ؛ فلما فرغ من قراءة الكتاب، ضرب فخذي، وقال: يا عبد -وكانت كلمة ندائه- إنما مثلنا ومثل صاحب هذا الكتاب، كمثل ذئبٍ خرج يغير بالليل، فوقف على باب فإذا صبي في البيت يبكي، وأمه تقول له: تسكت، وإلا ألقيتك للذئب؟ والصبي يتمادى في البكاء، والذئب ينتظر حتى فضحه الصبح، فولى مدبراً، فلقيه ذئبٌ آخر، فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أهل الرقة. فقال: لا تأتهم، فإنهم أكذب قومٍ على وجه الأرض. 157- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف الصيدلاني، قال: قال عمر بن يزيد القباب: سألت أبا المهاجر عن الجهاد، فقال: الرباط في آخر الزمان أحب إلي منه.

[28] فرات بن سلمان

158- حدثني إبراهيم بن محمد بن ربيح، وراق هلال بن العلاء، ثنا أبو يوسف، ثنا يحيى بن كهمس، قال: سمعت أبا المهاجر يقول: ذبح المكر الأعظم بين الرقة وقرقيسياء. 159- حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يوسف، ثنا فهر، ثنا أبو المهاجر، قال: الدعاء في الضالة: اللهم يا راد الضالة، وهادي الضالة، اردد علينا ضالتنا، فإنها من فضلك وعطائك. قال فهر: أحسب أبا المهاجر قال: ذهبت لنا قلادةٌ؛ فدعا بها. قال: فخرج إلى باب الدار، فإذا غلامٌ يركض [بها] فقال: ألق القلادة؛ فرمى بها. [28] فرات بن سلمان 170- (¬1) يتولى بني عقيل. 171- سمعت أيوب يقول: سمعت أبا عبد الله ابن حنبل -رحمه الله- يقول: فرات بن سلمان: ثقةٌ صدوقٌ. ¬

_ (¬1) هكذا وقع الترقيم في المطبوع.

172- حدث عنه: جعفر بن برقان. 173- مات سنة خمسين ومئة. 174-[قال بنو] عقيل: ذكروا أن إسحاق بن مسلم صلى عليه. 175- حدثنا حسن بن عمر بن رباح، ثنا أبو نعيم، ثنا جعفر، عن فرات بن سلمان، قال: كنا نجلس إلى [القاسم بن محمد نأخذ] عنه يوماً، وجالسه أصحابه فقالوا: [ما سمعت] منه اليوم؟ فقلت: قال: [كان رجل] من أهل الشام يأتي المدينة، فيدخل على عائشة، فيسألها عما بدا له، حتى برمت [به] معرفةً، ثم كان يهدي من طرف الشام، فجاءها بعكةٍ فيها رب؛ فقالت له: ما هذا؟ قال: هذا شيءٌ يطبخ من عصير العنب فيعقد؛ فقالت: [إليك] عني؛ فإني سمعت خليلي وبعلي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شرابٍ يسمى الطلاء)) .

[29] نوفل بن فرات بن مسلم

[29] نوفل بن فرات بن مسلم 176- يتولى بني عقيل. 177- حدثنا هلال بن العلاء، قال: سمعت عمرو بن عثمان يقول: ثنا عبيد الله بن عمرو بحديثٍ، فقلنا: من حدثك بهذا؟ فقال: حدثني رجلٌ إن كان الكبر ليمنعه من الكذب، نوفل بن فرات بن مسلم. 178- حدثنا هلال، ثنا أيوب بن محمد، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: دخل الفرات بن سالم على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: ممن أنت؟ قال: من بني عقيل؛ قال: [من أنفسهم أو من مواليهم؟ قال: لا، بل من مواليهم. قال: فلا تقل: من بني عقيل، فإنما] بنو الرجل ما ولد، ولكن قل: من عقيل.

179- حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، ثنا أبي، عن مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن نوفل بن فرات بن مسلم، قال: ذكر عند عمر بن عبد العزيز [رفع يديه] في الصلاة، فقال: ترون أن سالماً لم يحفظ عن أبيه؟ أترون أن أباه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ 180- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو المليح، عن فرات بن مسلم، قال: اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحاً، فطلب له فلم يوجد، فركب وركبنا معه، فتلقاه غلمانٌ من الديارنة بأطباقٍ فيها تفاحٌ؛ فوقف على طبقٍ منها، فتناول تفاحةً [فشمها ثم أعادها] في الطبق، ثم قال: ادخلوا ديركم، لا أعلم أنكم بعثتم إلى أحدٍ من أصحابي بشيء. قال: فحركت بغلتي، فلحقته، فقلت: يا أمير المؤمنين، اشتهيت التفاح فطلب لك فلم يوجد، ثم أهدي لك [فرددته، ألم يكن] رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية؟ قال: إنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمر هديةٌ، وللعمال بعدهم رشوةٌ. 181- وعن فرات بن مسلم، قال:

كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز [كتبي] في كل جمعةٍ مرةً، فعرضتها عليه، فأخذ منها قرطاساًَ نقياً قدر أربع أصابع [أو شبرٍ] ، فكتب فيها حاجةً له. فقلت: غفل أمير المؤمنين. فبعث إلي من الغد، [فقال: جئني] بكتبك. قال: فبعثني في حاجةٍ؛ فلما جئت قال لي: ما آن لنا أن ننظر فيها؟ فقلت: إنما نظرت فيها أمس. قال: فاذهب، حتى أبعث إليك. فلما فتحت كتبي، وجدت فيها قرطاساً قدر القرطاس الذي أخذ. 182- سمعت هلالاً يقول: سمعت عبد الصمد بن آجة يقول: كان لنوفل بن فرات بن مسلم مجلسٌ في مسجد حلب، يجلس إليه أهل الأدب، وكان فيمن [يغشى مجلسه رجل] من أهل السوق، فكان إذا طلع قال لجلسائه: أعطوا [أخاكم حظه من] المجلس؛ فإذا جاء أقبل عليه، فقال: كيف أسعاركم؟ ثم [يسأله عن أصناف] التجارة؛ ثم يقول لأصحابه: خذوا في حديثكم. 183- حدثنا ميمون، ثنا هارون بن معروف، ثنا مبشر، حدثني نوفل بن الفرات، عن عون بن عبد الله، قال: إن لكل رجلٍ سيداً من عمله، وإن [عملي قليل] ، وإن سيد عملي الذكر.

[30] عون بن حبيب بن الريان

[30] عون بن حبيب بن الريان 184- يتولى بني أسد [بن خزيمة، وهم] أهل بيت خيرٍ لا شر؛ ويذكرون أن المسجد الذي [ ... ] . 185- سمعت هلال بن العلاء، أبا عمر، يقول: سمعت مغيرة بن عبد الرحمن بن عون بن حبيب يقول: سمعت أبي عبد الرحمن يقول: كنت أنا وأخي عبد الملك بحران نياماً؛ فلما كان في السحر، جاء أبي فقال لنا: يا بني، تنامون في هذا الوقت؟ ما طلع الفجر منذ ستين سنةً إلا وثيابي علي. 186- قال أبو عمر هلال: رأيت عبد الملك بن عون، وأنا صبي؛ فذكر -يعني- تعبده واجتهاده. 187- حدثنا هلال، حدثني مغيرة بن عبد الرحمن بن عون بن حبيب،

عن أبيه، قال: قال لي أبي يوماً: من أين جئت؟ قلت: من عند معمر بن سليمان. فقال: ما حدثكم؟ فقلت: حدثنا عن خصيف، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن أبي معقل، عن عبد الله بن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الندم توبةٌ)) . فقال أبي: هذا هو زياد بن الجراح، وهو عم جدتك؛ وكان رجلاً من أهل الحجاز، من موالي عثمان، قدم حران. وكان زياد بن أبي مريم رجلاً من أهل الكوفة، قدم حران فنزلها، وكان يتوكل لزياد بن الجراح. ثم قال: حدثني أبي عون بن حبيب، عن زياد بن الجراح، عن ابن أبي معقل، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر حديث: ((الندم توبةٌ)) . 188- حدثنا هلال بن العلاء، قال: وحدثنا المغيرة بن عبد

الرحمن بن عون، ثنا أبي، ثنا عون، قال: دخل الحسن والشعبي على ابن هبيرة، [فقال لهما: إن] أمير المؤمنين يزيد يكتب إلي في أشياء. قال: فقال له الشعبي: [أنفذ بعضاً وراجع] في بعضٍ. قال: وقال له الحسن: خف الله في يزيد، [ولا تخف] يزيد في الله، فإن الله يكفيك من يزيد، ولا يكفيك يزيد من الله. قال: فأمر للحسن بأربعة آلاف درهم، وأمر للشعبي بألفي درهم. قال: فخرج الشعبي وهو يقول: رققنا له فرقق لنا. 189- قال: وحدثنا عون، قال: سمعت الحسن يقول: كل شرابٍ شربته، فكانت رائحته عليك عاراً، فلا خير فيه. 190- حدثنا هلال، ثنا مغيرة، ثنا أبي، ثنا عون، قال: قلت عند الحسن: ما شاء الله كان. قال: فقال الحسن: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. 191- حدثنا هلال، ثنا مغيرة، ثنا أبي، ثنا عون، قال: قال لي الحسن: يا عون، اطلب شرف الآخرة في الدنيا، فقد مات شرف الدنيا. 192- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا بقية، ثنا عون بن حبيب، قال: سمعت رجلاً يسأل الحسن عن النبيذ، فقال: ما استربت من ريحه، فلا خير لك في شربه. 193- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا علي بن ميمون، ثنا عثمان، عن عون بن حبيب، عن الحسن: أن رجلاً قال له: يا أبا سعيد، إنك تحدث بأحاديث، يسمعها منك أقوامٌ

ليسوا لها بأهل ولا يكفلهم النسيان. 194- حدثنا هلال بن العلاء، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن عون بن حبيب الرقي، عن عبيدة بن حسان، قال: لما احتضر عمر بن عبد العزيز، قال: اخرجوا عني، فلا يبقى عندي أحدٌ. قال: وكان عنده مسلمة بن عبد الملك. قال: فخرجوا، فقعدوا على الباب هو وفاطمة، قال: فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست [بوجوه إنسٍ ولا جان] . قال: ثم قال: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين} . قال: ثم هدأ الصوت، [فقال مسلمة لفاطمة:] قد قبض صاحبك، فدخلوا فوجوده قد قبض، وغمض وسوي. 195- حدثنا محمد بن الحسن بن علي، ثنا ابن أبي أسامة، ثنا أبي، عن جعفر، عن حبيب بن الريان، قال: دخلت مسجد المدينة، فرأيت عبد الله بن عمر قد حلق شاربه، وشمر إزاره إلى أنصاف ساقيه.

[31] عبد الملك بن أبي القاسم الرقي

[31] عبد الملك بن أبي القاسم الرقي 196- حدث عنه جعفر بن [برقان] ، وأبو المليح. 197- حدثنا هلال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو المليح، عن عبد الملك بن أبي القاسم الرقي الأحول، قال: أرادت عائشة أن تدخل الكعبة، فأبى البواب، فأتت الحجر فقالت: قد دخلت. 198- حدثنا محمد بن عبد الرحمن الكزبراني، حدثنا مسكين بن بكير، ثنا جعفر عن عبد الملك بن أبي القاسم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله، فقال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

[32] بدر بن راشد الأسدي

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى، أو قال: ((لا تشتروا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثلٍ، وزناً بوزنٍ [وما] بينهما فضل ربا، ولا الفضة بالفضة إلا وزناً بوزنٍ، مثلاً بمثلٍ، [وما] بينهما فضل ربا)) . قال: فقام عبد الله، وقمت [معه، ومعنا] هذا الرجل الذي حدثه، إلى أبي سعيد، فقال له عبد الله: أنت [سمعت ذلك؟] قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأشار بيديه [إلى عينيه وأذنيه، فقال:] سمعت أذني ونظرت عيني؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تشتروا الذهب بالذهب إلا وزناً بوزنٍ، مثلاً بمثلٍ، والفضل بينهما ربا؛ [ولا الفضة بالفضة إلا] وزناً بوزنٍ، مثلاً بمثلٍ، والفضل بينهما ربا؛ لا يباع شيءٌ منه [إلا يداً] بيدٍ)) . [32] بدر بن راشد الأسدي 199- حدث عنه أبو المليح. 200- حدثنا أحمد بن الأسود الحنفي القاضي، حدثني إبراهيم بن معاوية بن بكر الباهلي، ثنا أبو المليح الرقي، عن بدر بن راشد، عن الحسن، قال: [مخلدون] سكارى، ليسوا بيهودٍ ولا نصارى ولا مجوس [فيعتذرون] . قال [أبو المليح:] يعني بني أمية. 201- وعن الحسن، قال: من جبى جبايةً فهو ضامنٌ ما جبى حتى يضعها مواضعها.

202- حدثنا عمر بن يعقوب بن مردك، حدثني أيوب، ثنا فهير، ثنا بدر بن راشد، عن الحسن، عن المغيرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل يديه، ومسح على عمامته وخفيه -وذكر القصة- وعبد الرحمن بن عوف صلى بالناس صلاة العصر. 203- حدثنا محمد بن علي بن ميمون المري، ثنا علي بن ميمون، ثنا خالد -يعني ابن حيان- عن بدر بن راشد، عن الحسن وقتادة أنهما كرها

[33] أبو المليح الحسن بن عمر الرقي

ذلك من يزيد. 204- قال: وحدثنا خالد بن حيان، عن بدر بن راشد، قال: كنت رفيق مكحولٍ في الصوائف، فأصبنا عسلاً، فملأ عكة من ذلك العسل، وقال: هذا الجنى. 205- قال: وحدثنا خالد، عن بدر بن راشد، قال: كان [يكون] في منزل الحسن كل يومٍ لحمٌ بدرهمٍ، فيطبخه بماءٍ وملحٍ، ويقول: هذا أوسع للعيال. [33] أبو المليح الحسن بن عمر الرقي 206- مولى بني فزارة. 207- سمعت أبا عمر هلال بن العلاء، يقول: سمعت مشايخنا يقولون: ولد أبو المليح سنة تسعٍ وثمانين، ومات سنة إحدى وثمانين ومئة. واسم أبي المليح: الحسن بن عمر، ويقال: عمرو.

يتولى بني فزارة. ويكنى أبا عبد الله. وأبو المليح [لقبٌ] غلب عليه. 208- سمعت عبد الملك الميموني يقول: قال أبو عبد الله ابن حنبل: أبو المليح ثقةٌ، ضابطٌ لحديثه، صدوقٌ؛ وهو عندي أضبط من جعفر بن برقان. وجعفر بن برقان ثقةٌ، ضابطٌ لحديث ميمون، وحديث يزيد بن [الأصم، وهو في حديث] الزهري مضطربٌ ويختلف فيه. 209- سمعت هلال بن العلاء يقول: سمعت عبد الله بن [جعفر يقول: قدم] عبد الله بن محمد بن عقيل الرقة، فجمع له خمسة [آلاف درهمٍ، وكان أبو المليح تولى] ذلك. قال: فقال عبد الله: إذا قدمت

210- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو المليح، قال: رأيت عطاء بن أبي رباح أسود، يخضب [بالحناء] . 211- قال: وحدثنا أبو المليح، عن جدته قال: تعشى عندنا أبو جحيفة، فقلنا: ألا نأتيك بوضوء؟ قال: أغسل يدي من الطيبات؟! 212- قال: وثنا أبو المليح، قال: سمعت خالداً القسري على المنبر يقول: قد اجتمع من فيئكم هذا ألف ألفٍ، لم يظلم فيها مسلمٌ ولا معاهدٌ.

[34] صدقة بن يسار

[34] صدقة بن يسار 213- ثنا أبو داود سليمان بن سيف، ثنا عبيد الله بن موسى، نا ابن أبي ليلى، عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر، قال: بني للنبي صلى الله عليه وسلم بيتٌ من سعف في المسجد، فاعتكف فيه إلى آخر [يوم من شهر رمضان] يصلي فيه، فأخرج رأسه [يوماً] فقال: ((إن المصلي [يناجي ربه، فلينظر] أحدكم بما يناجيه، ولا يجهر بعضهم على بعضٍ)) . 214-[حدثنا] عبد الملك الميموني، ثنا ابن حنبل، ثنا إبراهيم بن خالد، [ثنا صدقة، عن المغيرة بن حكيم] الصنعاني؟ قال: نعم. 215- قال: نا رباح، عن معمر، عن صدقة. [قلت:] عن صدقة بن يسار؟ قال: نعم. 216- وسمعته يقول: هو من أهل [الرقة، وروى عن ابن] عمر، أن النبي اعتكف، وخطب الناس [فقال: ((إن أحدكم] إذا قام إلى الصلاة فإنما يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقراءة في الصلاة)) .

217- سمعت الميموني يقول: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يستحسن حديث صدقة بن يسار: أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف وخطب الناس، فقال: ((إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة، فإنما يناجي ربه)) . وقال ... يقول في رفع الصوت بالقراءة، من أن يخلط على الناس. وقال: صدقة بن يسار: من أهل الرقة. يتلوه في الذي يليه: فرات بن السائب تم الجزء الثاني من كتاب تاريخ الرقة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.

الجزء الثالث من تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين والفقهاء والمحدثين جمع أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحافظ رواية الحسين بن جعفر بن السلماسي عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان، عنه وعنه الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد وعنه الشيخ الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني، رضي الله عنه وعنه الشيخ الأجل بدر الدين [أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل] وعنه صاحبه وكاتبه فقير رحمة ربه محمد بن داود الصارمي، غفر لوالديه

[35] فرات بن السائب

بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل أخبركم الشيخ الإمام الأوحد، الحافظ، جمال الدين، شيخ الإسلام، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه، قراءةً عليه ونحن نسمع، [بثغر الإسكندرية] قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، قراءةً عليه من أصل سماعه بمدينة السلام، في المحرم سنة ست وتسعين وأربعمئة. أنبأ أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، أنبأ أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، ثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري، الحراني، حافظ الرقة بالرقة، في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمئة، قال: [35] فرات بن السائب 218- حدثنا عبد الملك الميموني، قال:

ومن الشيوخ الذين ليس لهم شهرة:

سمعت ابن حنبل يقول: فرات بن السائب، قريبٌ من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يتهم بما يتهم به ذاك. 219- سمعت هلالاً يقول: سمعت أبا يوسف ابن الصيدناني يقول: قدم محمد بن زياد الرقة بعد موت ميمون بن مهران. فحدث عن ميمون بن مهران من أهل الرقة، الثقات المشهورون: جعفر بن برقان، وأبو المليح، وعمرو بن ميمون، وحدثوا عنه، وفرات بن سلمان. ومن الشيوخ الذين ليس لهم شهرةٌ: [36] محمد بن أيوب الرقي 220- حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان. 221- حدثنا أبو فروة، حدثني أبي، ثنا محمد بن أيوب

[37] أبو بكر بن بدر [الأسدي]

الرقي، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قل ما يوجد في آخر الزمان درهمٌ من حلالٍ، أو أخٌ يوثق به)) . 222- وبإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شر المال في آخر الزمان المماليك)) . [37] أبو بكر بن بدر [الأسدي] 223- حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، ثنا محمد بن سليمان، ثنا أبو بكر بن بدر الأسدي من أهل الرقة، قال: سمعت ميموناً يقول: سمعت ابن عمر يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن بعث في قتل الكلاب بالمدينة نقتلها، حتى دفعنا إلى دارٍ أو ماءٍ منتحى عن المدينة؛ فإذا عجوزٌ كبيرةٌ، معها كلبٌ لها، فلما أردنا قتله ناشدتنا بالله: لا تقتلوه، فإنه يؤنسني ويحميني من اللصوص. فرق لها القوم، وبعثوا رسولاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأمر العجوز وما شكت، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن اقتلوه، فقتلوه. 224- حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، وعبد الله بن محمد بن

[38] عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد

عيشون الحراني، وأبو علي الحسن بن [حرب] القاضي، وعبد الرحمن بن يحيى بن زكريا، قالوا: أنبأ محمد بن سليمان، ثنا أبو بكر بن بدر الأسدي، قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حف شاربه. 225- سألت أبا عمر هلالاً عن أبي بكر بن بدرٍ، فقال: ذكروا أنه خرج يوم خميسٍ، قد لبس ثيابه، يريد الجمعة، فمر بميمون بن مهران، فقال له: أين تريد؟ فقال: الجمعة. فقال له ميمون: قد أخروها إلى غدٍ. فرجع إلى أهله، فقال لهم: قال لي ميمون بن مهران إنهم قد أخروا الجمعة إلى غدٍ! [38] عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد يكنى أبا وهب الأسدي.

226- سمعت أبا عمر هلالاً، يقول: سمعت أشياخنا يقولون: ولد عبيد الله بن عمرو سنة إحدى ومئة، ومات سنة ثمانين ومئة. 227- حدثنا أبو فروة -إن شاء الله-، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، قال: أتيت الأعمش، فسلمت عليه وانتسبت له، فقلت: رجلٌ من أصحابك، من بني أسد؛ فقرب ورحب وقال جميلاً؛ قلت: أريد أن أسمع وآخذ بحظي منك؛ فقال: نعم؛ فحدثني بعشرة أحاديث؛ فقلت: يا أبا محمد، إني قد تقدمت في طلب العلم، ولقيت عطاء بن السائب وعبد الملك بن عمير وجماعةً من أصحابك، فأحب أن تعرف لي تقدمي وقرابتي. فقال: قم، فما لك عندنا غير ذا. قال: فقمت غضبان، فقلت: ما بي فقرٌ إليك ولا حاجةٌ. فقيل للأعمش: إن هذا صاحب زيد بن أبي أنيسة، قد كتب عنه، وهو له صديقٌ. فقال: ردوه؛ فردوني، فقال: لله أبوك! أر ذكرت لنا زيد بن أبي أنيسة؟ فقلت له: أكرمك الله، قد تقربت إليك بما ظننت أنه أنفع لي عندك، بالقرابة والعشيرة. قال: لو ذكرت زيداً. قلت: نعم، إن زيداً لي أخٌ وصديقٌ، وقد كتبت عنه علماً كثيراً. قال: فنعم إذاً؛ فحدثني بنحوٍ من خمسين حديثاً؛ وما زلت أعرفها فيه حتى خرجت من الكوفة.

228- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، قال: رأيت عمرو بن دينارٍ يطوف بين الصفا والمروة، على حمارٍ أسود. 229- حدثنا موسى بن عيسى بن بحر، ثنا حكيم بن سيف، قال: ذكر عبيد الله بن عمرو ذات يومٍ، وكان عنده داود بن كثير فقال: من آل محمدٍ؟ فقال عبيد الله: كل من آمن بمحمدٍ. فقال عبيد الله: كنا عند عبد الملك بن صالح، فقال: يا عبيد الله، من آل محمد؟ قلت: كل من آمن بمحمدٍ. قال: فقال: كذاك قال مالك بن أنس. 230- قال: وسمعت عبيد الله بن عمرو، قال: قال عبد الملك بن صالح: {والعاملين عليها} . قلت: ليس لكم فيها شيءٌ؛ قدم علينا عبد الله بن محمد بن عقيل، فأتيناه بمالٍ قد جمعناه له، فقال: أصدقةٌ أم صلةٌ؟ قال: قلنا: صلةٌ. قال: إن الصدقة لا تحل لنا أهل البيت.

231- قال: وكنت عند عبيد الله بن عمرو، وفي مجلسه رجلٌ من أصحابنا يكنى أبا اليسير، فتنازع أبو اليسير وأبو طلحة الحراني، فارتفع الصوت بينهما، فقال عبيد الله: ما لكم؟ فقال أبو اليسير: يا أبا وهب، هذا يزعم أن الله ما كلم موسى! فقال عبيد الله لأبي طلحة: ويحك -أو ويلك- ما تقول؟ قال: يا أبا وهب، هذا كلام أصحابنا: موسى وأبي قتادة وحمزة. فقال عبيد الله: كذبت، هذا كلام الجهم الذي قتل عليه الجعد. 232- حدثنا هلال، ثنا عبد الله بن جعفر، قال: سمعت عبيد الله بن عمرو يقول: كتبت إلى زيد بن أبي أنيسة: اكتب لي حديث الزهري، ولا تكتب من رأيه شيئاً، ولا تدع ((بلغنا)) فإنه حديثٌ. 233- قال: وحدثنا عبيد الله، قال: كنت بالبصرة في مسجد من مساجدها، مع أيوب السختياني؛ قال: ومعنا معمر. قال: فأتى أيوب رجلٌ، فسأله عن رجلٍ افترى على رجلٍ، فحلف بصدقة ماله لا يدعه حتى يأخذ منه الحد

[39] معمر بن سليمان أبو عبد الله النخعي

قال: فطلب إليه فيه، وطلبت إليه أمه فيه. قال: فجعل أيوب يومئ إلى معمر، ويقول: هذا يغنيك عن اليمين. قال: وجعل الرجل يقبل على أيوب. قال: فلما أكثر عليه قال معمر: سمعت ابن طاوس يذكر عن أبيه، أنه كان يرخص له في تركه. فقال أيوب: وأنا سمعت عطاء يرخص له في تركه. 234- حدثنا هلال، حدثني حكيم بن سيف، قال: كان عبيد الله بن عمرو إذا سئل عن الطلاق قبل النكاح؛ كان إذا أخبره أنه قد تزوج، لم يأمره بفراق؛ وإذا أتاه لم يتزوج، قال: النساء كثيرٌ. [39] معمر بن سليمان أبو عبد الله النخعي 235- سمعت أبا الحسن الميموني يقول:

ذكر -يعني أبا عبد الله ابن حنبل- معمر بن سليمان، فقال: أبو عبد الله -يكنيه بأبي عبد الله-؛ وذكر من فضله وهيئته. وقال لي: كتب عن الحجاج بن أرطأة بالرقة، قدم عليهم - أو أراه نزل عليهم- بالنخعية، باليمانية، وكتب عنه بالرقة. ثم قال لي أبو عبد الله: لقد ناظرني يوماً عنده إنسانٌ من أصحاب محمد بن الحسن في النفي، فأقبلت أحتج عليه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل هو يرد ذلك، فقال له أبو عبد الله -يعني معمراً-: ترد قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ وتغيظ عليه؛ فقال الرجل: هممت أن أخرق ما سمعت منك حين أقبل. قال أبو عبد الله: قلت له: أي سنةٍ دخلت الرقة؟ قال: سنة سبع وثمانين؛ أتيت حران [فكتبت عن] محمد بن سلمة، ثم أتيت الرقة فكتبت عن فياض؛ وذكر معمراً وأبا مرداس وهؤلاء. قلت: فكيف لم تكتب عن عبد الله بن جعفر؟ فقال: ما كان عبد الله بن جعفر تلك الأيام يذكر. قلت: فقد أتيتها بعد ذاك، فكيف لم تكتب عنه؟ قال: لم أكتب عنه. قلت: تركته من علةٍ؟ قال: لا، ولكني لم أكتب عنه شيئاً. 236- سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أبي يقول: ربما رأيت الحجاج بن أرطأة، يضع يده على رأسه ويقول: قتلني حب الشرف.

237- حدثنا هلال، ثنا ابن نفيل، ثنا محمد بن الزبير، عن حجاج الرقي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان لما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسأها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} . 238- حدثنا هلال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا معمر، عن حجاج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له)) . 239- حدثنا هلال، ثنا عبد الله، ثنا معمر، عن حجاج، عن عكرمة،

[40] بشر بن حبان أخو زيد بن حبان

عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله. 240- ومما تفرد به معمر بن سليمان، عن عبد الله بن بشر النخعي: حدثنا هلال، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، ثنا معمر بن سليمان، حدثني عبد الله بن بشر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) . 241- ذكروا أن معمراً مات سنة إحدى وتسعين ومئة. 242- وحدث معمر بن سليمان عن: زيد بن حبان، وهو من نواقل الكوفة؛ وحدث عن زيد بن حبان: أبو نعيم الفضل بن دكين. [40] بشر بن حبان أخو زيد بن حبان 243- حدثنا هلال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله -يعني ابن عمرو- عن بشر بن حبان، قال: كنت عند عبد الله بن محمد بن عقيل، فدعا بخاتمٍ فخضخضه في الماء،

[41] [مالك بن شبيب]

فقلنا: ما هذا؟ قال: هذا خاتمٌ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فصه حجرٌ فيه نفش كتابةٍ أو تمثالٍ. [41] [مالك بن شبيب] 244- حدثنا هلال، حدثني أبي، قال: سمعت عبد الرقيب بن عقبة، قال: سمعت مالك بن شبيب يقول على منبر الرقة في خطبته: اللهم أنت عضدي. [42] [عثمان بن عثمان] 245- سمعت عبد الملك الميموني يقول: عثمان بن عثمان: الذي سمع منه أبو عبد الله ابن حنبل، وقد حدثنا عنه. قال أبو عبد الله: ثقةٌ، وكان عسيراً؛ وإنما حدثنا بشيءٍ يسيرٍ، ولكن بالرقة حدثهم -يعني كثيراً-.

[43] [إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي]

قال: وكان بينه وبين أبي عبيدة أدنى قرابةٍ؛ يعني أبا عبيدة صاحب النحو والغريب. [43] [إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي] 246- سمعت أبا عمر هلالاً يقول:

[44] هارون بن حيان الرقي

قدم علينا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، فنزل دار المضرب، على موضعٍ لا يجمل به النزول على مثلهم، فكان أول ما حدثنا، فقال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، ثم ذكر مسعراً وغيره؛ وكان هاهنا وراقٌ يكنى أبا عبيد الله يكتب الحديث؛ وكان مما حدثنا إسماعيل بحديث أبي سنان، عن الضحاك، عن النزال؛ إلا أنه أقصر من حديث إسحاق الأزرق. فأتاه أبو عبيد الله الوراق، فقال: القاضي يدعوك: فخرجنا معه نصرةً له وغضباً له، حتى دخل على عبد الرحمن بن إسحاق القاضي، ودخلنا معه؛ فقال له عبد الرحمن: أين منزلك؟ قال: بالكوفة، في الكناسة. قال: مثلك في مثل هذا النسب والسن لا يعرف بالكوفة؟ قال: خرجت منها زمان المهدي صلوات الله عليه. قال أبو عمر: فلما سمعتها منه ذهب من قلبي، وكان عبد الله بن جعفر حاضراً للمجلس فقال: قدم علينا هذا أيام ابن علية، فزعم أنه من آل ابن أبي مليكة. [44] هارون بن حيان الرقي 247- ذكروا أنه مات قبل عبيد الله بن عمرو، وأظنه سنة ثمانٍ وسبعين ومئة.

248- حدثنا إسماعيل بن يعقوب الصبيحي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا هارون بن حيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل دون ماله فهو شهيدٌ)) . 249- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا هارون بن حيان الرقي، ثنا إسماعيل بن أبي وثيمة، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((جاءني جاءٍ من ربي عز وجل، فخيرني بين دخول نصف أمتي الجنة أو الشفاعة، فاخترت الشفاعة؛ وهي نائلةٌ لمن لا يشرك بالله شيئاً، ويشهد أني رسول الله)) . 250- حدثنا هارون بن حيان الرقي، عن عاصم الأحول، عن أنس، رفعه، قال: ((من كذب بالحوض فلا نصيب له فيه)) .

[45] عبد الله بن المحرر

[45] عبد الله بن المحرر يتولى بني عقيل. 251- ذكروا أن أبا جعفر ولاه قضاء الرقة. وذكروا أنه مات في خلافة أبي جعفر. 252- وهو منكر الحديث. 253- حدث عن الزهري، وعن قتادة، وعن يزيد بن الأصم. [46] طلحة بن زيد أبو مسكين الرقي 254- حدث عنه جماعةٌ من أهل الرقة وأهل حران، و [آخر من] حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي.

255- فحدثنا أبو فروة، عن أبيه، عن طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس؛ بأحاديث مناكير. 256- وحدث عنه العلاء بن هلال، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن كعب القرظي؛ بحديث عمر بن عبد العزيز، حديث ابن عباس: ((خير المجالس ما استقبل به القبلة)) . وذكر الحديث بطوله. 257- وهو منكر الحديث.

[47] الخليل بن مرة

[47] الخليل بن مرة 258- من نواقل أهل البصرة؛ نزل الرقة. 259- قال: أنبأ أبو عمر هلال بن العلاء؛ وأخرج إلينا دفاتر وقراطيس، فذكر أن أباه قال له: هذا سماع جدك من الخليل بن مرة، من ((مصنف سعيد بن أبي عروبة)) . فكتبنا منها أوراقاً، منها سماعٌ لأبي عمر، عن أبيه، عن جده. 260- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا الخليل بن مرة، ثنا محمد بن الفضل، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من أخواله يقال له: قبيصة، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، ورحب به؛ قال له: ((يا قبيصة، جئت حيث كبرت سنك، ودق عظمك, واقترب أجلك؟)) . فقال: يا رسول الله، جئتك وما كدت أن أجيئك؟ يا رسول الله، كبرت سني، ودق عظمي، واقترب أجلي، وهنت على الناس، فجئتك تعلمني شيئاً ينفعني الله به في الدنيا والآخرة؛ ولا تكثره علي فإني شيخٌ نسيٌّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف قلت يا قبيصة؟)) . قال: فأعادهن عليه؛ فقال: ((والذي بعثني بالحق، ما كان حولك من شجرٍ ولا حجرٍ ولا مدرٍ إلا بكى لقولك، فهات)) . قال: جئتك يا رسول الله، تعلمني شيئاً ينفعني الله به في الدنيا والآخرة، ولا تكثر علي، فإني شيخٌ نسيٌّ. قال: ((يا قبيصة، إذا أصبحت، وإذا صليت الفجر، فقل: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أربعاً، يعطك الله عز وجل بهن أربعاً لدنياك وأربعاً لآخرتك؛ فأما أربعٌ لدنياك: فإنك تعافى من الجنون، والجذام، والبرص، والفالج؛ وأما أربعٌ لآخرتك؛ فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركتك)) . فجعل يعقدهن؛ فقال رجلٌ: يا رسول الله، ما أشد ما عقد عليهن خالك؟ فقال: ((أما إنه إن وافى بهن يوم القيامة، لم يدعهن رغبةً عنهن ولا نسياناً، لم يأت باباً من أبواب الجنة إلا وجده مفتوحاً له)) . 261- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا علي بن العوام الرقي، قال:

كنت عند الخليل بن مرة في حانوته، فجاء رجلٌ فدخل عليه، فقال: من أنت؟ قال: حماد بن أبي حنيفة. فقام وتركه. 262- وحدث عن الخليل بن مرة: سليمان بن عمر بن خالد، عن أبيه، عن الخليل، أحاديث، وهلال بن عمر -جد هلال- وحسين ابن عياش الباجدائي. 263- حدثنا هلال، ثنا حسين بن عياش، عن الخليل بن مرة، قال: كان الحسن جالساً وأصحابه حوله، إذ أقبل الفرزدق؛ فلما رآه الناس مقبلاً، تشوفوا له ينظرون إليه، فقال الحسن: ما لهم ينظرون؟ قالوا: الفرزدق؛ وسمع ما قالوا، فقال: ينظرون إلى خير الناس وإلى شر الناس. قال: فقال الحسن: ما أنت -يا أبا فراس- بشر الناس، ولا أنا بخير الناس؛ فما حاجتك؟ قال: ماتت النوار، وأوصت أن تشهد جنازتها. قال: فإذا كان ذلك فآذنا. قال: فشهدها الحسن؛ فلما وضعت في قبرها قال الحسن: يا أبا فراس، ما هيأت لهذا البيت؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، منذ ستين سنةً.

[48] وهب بن راشد

[48] وهب بن راشد 264- ذكروا أنه كان يؤمهم في المسجد الجامع في الرقة. 265- حدث عنه العلاء بن هلال، وغيره. [49] خالد بن حيان كنيته: أبو يزيد. 266- حدث عنه جماعةٌ من أهل الرقة؛ وحدث عنه أحمد بن حنبل وغيره من أهل العراق. 267- مات سنة إحدى وتسعين ومئة.

[50] كلثوم بن جوشن القشيري

[50] كلثوم بن جوشن القشيري 268- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا كلثوم بن جوشن، عن حاتم بن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل تحت راية عميةٍ، يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبيةً، وجبت له النار؛ ومن أشار بسلاحٍ إلى مسلمٍ، لعنته الملائكة حتى يشيمه عنه)) . 269- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا أبي، عن أبي غالب، عن أبي

أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: ((يخرج ناسٌ من أمتي، يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، يقولون من أحسن قولٍ قاله الناس؛ إذا خرجوا فاقتلوهم)) . 270- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا كلثوم بن جوشن، عن حاتم بن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. 271- قال: وحدثنا كلثوم بن جوشن القشيري، حدثني عبيد الله -وهو الثقة المأمون- قال: قال يوسف بن عبدة، حدثني سليم بن جابر -من بني الهجيم- قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إني رجلٌ من أهل البادية، وإني أجفو؛ فعلمني. قال: ((اتق الله، ولا تحقرن من الخير شيئاً - أو قال: من المعروف- ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك وأنت منبسطٌ إليه؛ وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً؛ وإن امرؤٌ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن وبال ذلك يكون عليه، ويكون لك أجره؛ ولا تسبن أحداً)) . فما سببت بعد ذلك شيئاً، شاةً ولا بعيراً.

[51] زنكل بن علي

272- حدثنا عمر بن يعقوب بن مردك، ثنا أبو أحمد حميد بن مخلد، ثنا كثير بن هشام، ثنا كلثوم بن جوشن، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التاجر الصدوق الأمين المسلم، مع الشهداء يوم القيامة)) . [51] زنكل بن علي 273- يتولى بني عقيل. 274- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا فهر، ثنا جعفر بن برقان، عن

[52] الأعشى، الشاعر الرقي

زنكل بن علي، عن محمد بن المنكدر، قال: ما أسكر كثيره فقليله حرامٌ. 275- حدثنا محمد بن الخضر بن علي، ثنا ابن أبي أسامة، ثنا أبي، عن جعفر، عن زنكل بن علي، قال: سألت أيوب السختياني، فقلت: ما ترى فيمن يبايع ويقرض؟ قال: سمعت عمرو بن شعيب يذكر حديثاً يرفعه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلفٍ وبيعٍ، وعن شرطين في بيعٍ، وعن بيع ما لا يملك، وعن ريح ما لم يضمن. 276- حدثني جعفر بن محمد الخراساني، ثنا أبو علي حسن بن أبي منصور الحمصي، ثنا عبد الصمد بن عبد الحميد بن محمد بن عمر، ثنا أبي، ثنا سلمة بن كلثوم، عن جعفر، عن زنكل، عن أيوب السختياني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن جده، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعٍ وسلفٍ، وعن شرطين في بيعٍ، وعن بيع ما لم يملك، وعن ربح مالم يضمن. [52] الأعشى، الشاعر الرقي 277- ذكروا أنه من ولد زنكل بن علي.

[53] سابق بن عبد الله الرقي

[53] سابق بن عبد الله الرقي يكنى أبا سعيد. 278- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا موسى بن أعين، ثنا سابق أبو سعيد -قال عمرو: وكان إمام الرقة قبل أجلح- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ؛ إلا من الصدقة، وعلمٍ ينتفع به، وولدٍ صالحٍ يدعو له)) . 279- سمعت إبراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحراني، ابن أبي حميد، يقول: سألت محمد بن سليمان عن سابق البربري، فقال: هذا كان قاضياً بالرقة.

280- حدث عنه من أهل حران: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ثنا سابق البربري. وحدث عنه محمد بن سليمان بن أبي داود. وحدث عنه عبيد الله بن يزيد [بن إبراهيم، أبو ابن القردواني] . [وحدث عنه محمد بن يزيد] بن سنان الرهاوي، نسخةً عن أبي حنيفة. وحدث عنه شجاع بن الوليد، فقال: حدثنا أبو سعيد الجزري. 281- حدثنا علي بن عثمان النفيلي، ثنا أبو مسهر، ثنا أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة، قال: سمعت سابقاً البربري ينشد مكحولاً، وهو في الغزو: يا نفس كل قابرٍ مقبور ويهلك الزائر والمزور ويقبض العارية المعير ليس على صرف الدوا عمور كم من غني مكثرٍ فقير

[54] معلى بن شداد التميمي

حتى انتهى إلى قوله: والصدق بر والتقى نظير والبر معروفٌ به المبرور وذو الهوى يسوقه المقدور فقال مكحول: لا. [54] معلى بن شداد التميمي 282- حدث عنه العلاء بن هلال. 283- سمعت أبا عمر هلالاً يحكي عن أبيه: أنه كان من أول شيخ كتب عن سعيد بن أبي عروبة كتاباً. 284- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا معلى بن شداد التميمي الرقي -شيخٌ لا بأس به- ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الرحمن ملآى، لا يغيضها النفقة، سحاء بالليل والنهار؛ أرأيتم ما أنفق من لدن خلق الدنيا، هل نقصه ذلك شيئاً؟)) .

[55] سليمان بن صهيب القرشي العطار

[55] سليمان بن صهيب القرشي العطار 285- يتولى عامر بن لؤي. 286- حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا سليمان بن صهيب العطار الرقي، ثنا إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن وابصة، قال: طرق بابي عبد الله بن مسعود -ونحن بالكوفة- ففتحنا له، فكان فيما حدثنا: تكون فتنةٌ، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، والساعي خيرٌ من الراكب. قلت: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ذاك أيام الهرج حين لا يأمن المرة جليسه. قلت: وإذا كان ذاك [فما أصنع؟ قال: ادخل دارك. قلت: دخل علي داري؟] قال: ادخل بيتك. قلت: دخل علي بيتي؟ قال: ادخل مسجدك، ثم اضرب بيدك على الأخرى، وقل: ربي الله، حتى تموت على ذلك. فلقيت خريم بن فاتك الأسدي بدمشق، فحدثته بحديث عبد الله، قال: وأنا سمعت هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت عليه أجرأ مني على عبد الله، فاستحلفته بالله الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحلف لي بالله لهو سمعه.

287- قال: وحدثنا سليمان بن صهيب العطار الرقي، عن فرات -يعني ابن سلمان- عن سليمان، عن الحسن، قال: أمر سعد بن أبي وقاص على الكوفة، وبها سلمان الخير. قال: فخرج سعدٌ يوماً يسير على حمارٍ له في السوق، وعليه قميصٌ سنبلاني، فلقي سلمان؛ فلما رآه مقبلاً إليه بكى، فانتهى إليه سعدٌ فسلم عليه، وقال: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: وما لي لا أبكي، وقد سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكفيكم من الدنيا كزاد الراكب)) وأرى عليك قميصاً سنبلانيّاً، وأنت على حمارٍ؟ فقال له سعدٌ: أوصني يا أبا عبد الله. قال: اذكر ربك عند حكمك إذا حكمت، واذكر الله عند قسمك إذا قسمت، واتق الله في همك إذا هممت. قال: ثم قال الحسن: حلماء حكماء. ثم قال: اتق الله -يا ابن آدم- في همك؛ فإن كان هم خيرٍ فأمضه، وإن كان هم شر فدعه. 288- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا سليمان بن صهيب الرقي، ثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: صلاةٌ بغير قراءةٍ فهي خداجٌ. موقوفٌ.

289- قال: حدثنا سليمان بن صهيب، عن فرات، عن ميمون، قال: لما احتضر أبو ذر رضي الله عنه، قال لامرأته: أين تلك النفقة؟ قال: فجاءت بثلاثة عشر درهماً. قال: فأمر بها، فوضعت موضعها؛ ثم قال: إن كانت لمحرقتي ما بين عانتي إلى ذقني. 290- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف، ثنا سليمان بن صهيب العطار الرقي، عن عبيدة بن حسان، عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفرٍ له، فمر بقومٍ من الأعراب قد شدوا ظبيةً لهم بطنبٍ من أطناب خيمة، فقالت الظبية: يا رسول الله، إن لي خشفين في الجبل، فسلهم أن يخلوا سبيلي حتى أرضع خشفي وأعود. قال: ((أخاف ألا ترجعي)) . قالت: عذبني الله عذاب العاشر، إن لم أرجع؛ فطلب إليهم، فخلوا سبيلها؛ فذهبت ثم رجعت، فطلب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيلها.

[56] داود بن كثير بن أبي خالد

[56] داود بن كثير بن أبي خالد 291- مولى بني أسد؛ نزل الرقة، وبها عقبه. 292- سألت أبا عمر هلالاً عنه، فقال: حدث عنه أهل الكوفة، ولم يحدث عنه أصحابنا. والجزيرة الداودية المنسوبة إليه، وبه تعرف. 293- حدثنا محمد بن يحيى بن كثير، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا داود بن كثير الرقي، ثنا محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعداً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا إنه لا نبي بعدي)) . 294- حدثني الحسين بن عبد الله، ثنا أبو موسى الأنصاري، ثنا داود بن كثير الرقي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن سعيدٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي؛ فذكر مثله.

[57] شداد بن سلمان الرقي

295- حدثنا أبو العباس أحمد بن إسحاق المقرئ، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا داود بن كثير الرقي، ثنا طارق بن مرة، قال: سمعت سعيد بن جبير [سئل] عن رجلٍ أهدى داره؛ قال: يهدي قيمتها. [57] شداد بن سلمان الرقي 296- حدثنا أبو داود سليمان بن سيف، ثنا محمد بن سليمان، ثنا شداد بن سلمان الرقي، قال: سئل الحسن عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم كم هو؟ فقال: ثنا جابر، أنه سأل أم سلمة عن ذلك، فأخرجت إلينا بتورٍ، فحزرناه فإذا هو صاعٌ. 297- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا علي بن ميمون، ثنا خالد بن حيان أبو يزيد، عن شداد بن سلمان، قال: رأيت الحسن البصري محتبياً يوم الجمعة، مستقبل القبلة، والإمام يخطب لا ينحرف إليه. 298- وعن الحسن البصري: أنه كان يكره أن يكون بين الغسل يوم الجمعة، وبين الرواح إلى المسجد حدث.

[58] أيوب بن سليمان الأسدي

299- قال: وسمعت الحسن يقول: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} ليس المشي ولا الركوب، ولكن سعياً بالنيات. [58] أيوب بن سليمان الأسدي 300- من أهل البليخ، من تل محرى. 301- حدثنا هلال، ثنا أحمد بن عبد الملك بن وافد، ثنا أيوب بن سليمان الأسدي -قال هلال: شيخٌ من أهل تل محرى البليخ، جليلٌ- قال: سألت عطاء بن أبي رباح، عن رجلٍ ذكرت له امرأةٌ، فقال: يوم أتزوجها فهي طالقٌ ألبتة. فقال: لا طلاق لمن لا يملك عقدته، ولا عتق لمن لا يملك رقبته. قال: وذكر ذلك عن ابن عباس، بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

[59] العباس بن كثير أبو مخلد الرقي

[59] العباس بن كثير أبو مخلد الرقي 302- حدثني أبو حفص عمر بن يعقوب بن مردك، ومحمد بن علي المري، قالا: ثنا أبو يوسف محمد بن أحمد الصيدناني، ثنا العباس بن كثير أبو مخلد الرقي، ثنا يزيد بن أبي حبيب المصري، قال: رأيت سعيد بن المسيب يصلي في برنس. 303- وعن يزيد بن أبي حبيب، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على سالم بن عبد الله، فحدثني، وحدثته مليّاً، ثم التفت إلي فقال: يا أبا أيوب، ألا أحدثك بحديث تحبه وتحمله عني؟ قال: قلت: بلى؛ قال: دخلت على أبي عبد الله بن عمر، وهو يعتم، فلما فرغ التفت إلي، فقال: أي بني، تحب العمامة؟ قال: قلت: ولم لا أحب ما تحب يا أبه؟ قال: أجل، فأحبها، واعتم، تجل، وتوقر وتكرم، ولا يراك شيطانٌ إلا

[60] حكيم بن نافع الرقي

ولى وله أفيفٌ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((صلاة تطوع أو فريضةٍ بعمامةٍ تعدل خمساً وعشرين صلاةً بلا عمامة، وجمعةٌ بعمامةٍ تعدل سبعين جمعةً بلا عمامةٍ)) . أي بني، اعتم؛ فإن الملائكة يشهدون الجمعة معتمين، ويصلون على أهل العمائم حتى تغيب الشمس. [60] حكيم بن نافع الرقي 304- حدث عنه أهل الرقة وأهل الجزيرة، وفي حديثه بعض النكرة. [61] غصن بن إسماعيل الرقي 305- حدثني أبو بكر بن صدقة، حدثني محمد بن غالب الرافقي بأنطاكية، أبو عبد الله، ثنا غصن بن إسماعيل الرقي، ثنا ابن ثابت بن

[62] يونس بن أبي شبيب

ثوبان، عن أبيه، عن الزهري ومكحول، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك من صلاةٍ ركعة فقد أدركها -قال ابن ثوبان: يعني الفضيلة- ويقضي ما فاته)) . 306- وبإسناده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسةً وعشرين جزءاً)) . 307- وسمعت أبا عمر هلالاً يقول: رأيت غصن بن إسماعيل، ومنزله وولده عند مسجد قريش. 308- قال أبو عمر هلال: إن مسجد قريشٍ، إنما بناه رجلٌ يسمى قريشاً، فنسب إليه، وهو عند دار الرماح. [62] يونس بن أبي شبيب 309- حدثني إبراهيم بن محمد بن ربيح، وراق أبي عمر هلال، وكتبه بخطه لي؛ ثنا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج، ثنا يحيى بن كهمس

الأسدي، عن يونس بن أبي شبيب، قال: خرجت حاجّاً، فلقيت طاوس بمكة، فسألته عن أشياء فقال: أين منزلك؟ قلت: بالرقة. قال طاوس: البيضاء؟ ثم وصفها فلم يدع من وصفها شيئاً إلا وصفه. قلت: كأنك قد دخلتها؟ قال: ما دخلتها، ولكن وصفتها بما وصفت لي في الحديث. ثم قال: إن استطعت أن تتخذ بغيرها منزلاً فافعل، فإنه بلغني أن لا يهلكها إلا سنابك الخيل. 310- سألت أبا عمر هلالاً، عن يونس بن أبي شبيب، فقال: هو من أهل الرقة، ومنزله بحذاء مسجد ابن الصباح؛ كان طاقاتٍ روميةً هدمت، بالقرب من باب الحجرين. 311- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن محمد بن الحكم السلمي، عن يونس بن أبي شبيب، قال: سألت طاوس عن مسالةٍ، فقال: من أين أنت؟ فقلت: من أهل الجزيرة. فقال: إذا كانت الوقعة بين الرقتين، كانت الصيلم أو الفيصل. 312- قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن كهمس الأسدي، عن يونس، عن طاوس، مثله.

[63] السري بن مخلد القشيري

[63] السري بن مخلد القشيري 313- حدث عن جعفر بن برقان، وعن الأوزاعي. 314- حدثنا محمد بن علي بن ميمون، وإسماعيل بن يعقوب الصبحي، قالا: ثنا عمرو بن عثمان، ثنا السري بن مخلد، عن جعفر، عن يزيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أمرت بالسواك، حتى لقد خشيت على ثغري)) . 315- حدثني عمر بن يعقوب بن مردك، حدثني أبو بكر

[64] [عبيد الله بن عمرو الأسدي]

عبد الرحمن بن خالد، من حفظه، ثنا عبد الله بن سليم، ثنا السري بن مخلد القشيري، عن الأوزاعي، عن أبي عمار، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم استغفر ثلاثاً، وقال: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)) . [64] [عبيد الله بن عمرو الأسدي] 316- حدثنا عبد الملك الميموني، قال: قال لي بعض أصحابنا: مات عبيد الله بن عمرو في رجب، سنة ثمانين ومئة. وقدم علينا هارون بعده في شهر رمضان، سنة ثمانين ومئة. ومات أبو المليح بعده، سنة إحدى وثمانين ومئة. وكتب ابن المبارك عن أبي المليح تلك السنة؛ قدم من الثغر، فأقام بعض يومٍ وليلةً، فمر رجلٌ كلغذٍ، وكانت معه أحاديث سأل أبا المليح عنها. وذكر أن قوماً من أهل الرقة يذكرون أنهم كتبوا عنه أربعمئة؛ وإنما كتبنا عنه أقل من مئتين حديثاً.

[65] إسماعيل بن عبد الله بن خالد أبو عبد الله السكري

[65] إسماعيل بن عبد الله بن خالد أبو عبد الله السكري 317- ولي قضاء دمشق. 318- حدثنا العباس بن صالح بن مسافر الحراني، ثنا أبو عبد الله السكري، إسماعيل بن عبد الله بن خالد، ثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، قال: خطب معاوية رضي الله عنه أم الدرداء، فأبت أن تزوجه، وقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرأة في آخر أزواجها)) أو قال: ((لآخر أزواجها)) -أو كما قالت- ولست أريد بأبي الدرداء بدلاً.

[66] فياض بن محمد بن سنان

[66] فياض بن محمد بن سنان 319- سمعت محمد بن علي المري يقول: سمعت عبد الله بن الوليد الحراني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما مات بالرقة أفضل من فياض بن محمد. 320- وهو: فياض بن محمد بن سنان، يتولى قريشاً، ومنزله ملاصقٌ مسجد الجامع، مات بالرقة بعد المئتين، رحمهم الله. [67] فهير بن زياد 321- واسمه: يحيى بن زياد بن أبي داود، مولى بني أسد. 322- مات بعد المئتين.

[68] فهر بن بشر

[68] فهر بن بشر 323- يكنى أبا أحمد، من أهل دامان، مولى بني سليم. 324- مات بعد المئتين. [69] حسين بن عياش بن حازم 325- يتولى بني سليم، كنيته أبو بكر. 326- سمعت أبا عمر هلالاً يقول: مات سنة أربعٍ ومئتين بباجدى.

[70] الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي

[70] الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي 327- أبو منيع: اسمه عبيد الله بن أبي زياد. 328- يكنى أبا محمد، مولى آل هشام بن عبد الملك. [71] فيض بن إسحاق الرقي كنيته: أبو يزيد. 329- ذكر بعض شيوخنا أنه ضبب الحجر الأسود، وشرط أن يأخذ نحاتته. 320- وكان رجلاً صالحاً؛ وهو صاحب الفضيل بن عياض. 321- مات بعد فياض بن محمد.

[72] [عبد الحميد الميموني]

[72] [عبد الحميد الميموني] 332- سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول: ولد أبي سنة خمسٍ وعشرين ومئة، ومات سنة إحدى ومئتين. 333- سمعت عبد الملك الميموني يقول: قال لي أبي: ولدت لخمسٍ بقين من جمادى الأولى، سنة إحدى وثمانين ومئة. 334- حدثنا عبد الملك، قال: سمعت أبي يقول: ربما رأيت الحجاج بن أرطأة يضع يده على رأسه، ويقول: قتلني حب الشرف. 335- حدثنا الميموني، حدثني أبي، قال: كان الشعبي كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين: ليست الأحلام في حال الرضا ... إنما الأحلام في حين الغضب أصدق القوم إذا لاقيتهم ... تخلص الفضة منهم والذهب

[73] [عبد الله بن جعفر بن غيلان]

[73] [عبد الله بن جعفر بن غيلان] 336- سمعت أبا عمر هلالاً يقول: ذهب بصر عبد الله بن جعفر في سنة ست عشرة ومئتين. وتغير سنة ثماني عشرة ومئتين. ومات سنة عشرين ومئتين. 337- وهو: عبد الله بن جعفر بن غيلان، يتولى بني أبي معيط. 338- مات بالرقة. [74] عمرو بن قسيط بن جرير كنيته: أبو علي. 339- يتولى بني سليم.

[75] [إسماعيل بن عبد الله بن زرارة]

340- مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئتين. [75] [إسماعيل بن عبد الله بن زرارة] 341- سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، يقول: مات أبي بالبصرة، سنة تسعٍ وعشرين ومئتين. [76] [العلاء بن هلال بن عمر بن هلال] 342- سمعت أبا عمر هلالاً يقول: ولد أبي سنة خمسين ومئة، ومات سنة خمس عشرة ومئتين. وهو: العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية.

[77] عمرو بن عثمان بن سيار

يتولى قتيبة بن مسلم. يكنى أبا محمد. [77] عمرو بن عثمان بن سيار 343- يتولى بني كلاب. 344- مات بالرقة سنة سبع عشرة ومئتين. 345- كنيته: أبو عمر. [78] علي بن الحسن البشائري 346- كنيته: أبو الحسن. 347- مات قبل عمرو بن عثمان بأيامٍ

[79] الحسن بن حرب

[79] الحسن بن حرب 348- المتفقه بقول الكوفيين. 349- ولي قضاء الرافقة في أيام المأمون. 350- مات بالرقة سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين، وبها ولده وعقبه. [80] أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج بن ميسرة الصيدناني 351- مولى قريش. نسبه لنا محمد بن علي المري. 352- سمعت أحمد بن العلاء القاضي يقول: سمعت الكريزي القاضي يقول: الذي يقال له: يشرب عجلان ويسكر ميسرة، [هو] جد أبي يوسف. 353- مات أبو يوسف سنة ست وأربعين ومئتين بالرقة.

[81] [حجاج بن أحمد بن الحجاج الصيدناني]

354- حدثنا محمد بن علي المري، ثنا أبو يوسف محمد بن أحمد، حدثتني جدتي عمارة، عن أبي ظلال القسملي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذت كريمتيه، لم أدع له جزاءً إلا الجنة)) . [81] [حجاج بن أحمد بن الحجاج الصيدناني] 355- حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يوسف، حدثني أخي حجاج بن أحمد، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أنا فرطكم على الحوض، ومن ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً؛ ليردن علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، فيحال بيني وبينهم)) . 356- حدثنا هلال، قال: سمعت حجاج بن أحمد يقول: سمعت سفيان يقول: ضمنت لكم إن عملتم بما علمتم أن الله سيعلمكم مالا تعلمون. 357- حدثنا هلال، ثنا حجاج بن أحمد، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن خارجة بن طارق، عن قاسم الصفار، عن ابن سيرين قال:

[82] أبو سليم عبيد بن يحيى

ما عفي عنه من الغزل، ما كان من شعر الجاهلية. [82] أبو سليم عبيد بن يحيى 358- يتولى بني أسد. 359- قال لي أحمد بن بزيع: كنت أقرأ عليه في مسجد بني وابصة بحرف عاصم، قبل المئتين. 360- مات بالرقة. [83] معمر بن مخلد أبو عبد الرحمن السروجي 361- مات -فيما ذكروا- بملطية سنة إحدى وثلاثين ومئتين.

[84] موسى بن مروان البغدادي

[84] موسى بن مروان البغدادي يكنى أبا عمران. 362- مات بالرقة -وبها ولده؛ كان ينزل فندق حسين الخادم بربض الرافقة- سنة ست وأربعين ومئتين. [85] فتح بن سلومة بن سعيد بن أبان بن حمران الرقي 363- يتولى بني أمية. 364- مات بالرقة قبل الخمسين ومئتين. [86] علي بن ميمون، العطار الرقي يكنى أبا الحسن.

[87] أيوب بن محمد بن فروخ أبو سليمان الوزان

365- مات سنة ست وأربعين ومئتين. [87] أيوب بن محمد بن فروخ أبو سليمان الوزان 366- مات سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. 367- وهو وعلي بن ميمون من الفرس. [88] عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج يكنى أبا محمد. 368- مات بعد سنة ست وأربعين ومئتين.

[89] علي بن جميل أبو الحسن الرقي

[89] علي بن جميل أبو الحسن الرقي 369- مات سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. [90] سليمان بن عمر بن صبيح بن خالد بن صبيح 370- يتولى قريشاً. كنيته أبو أيوب. 371- مات سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. وولده بها.

[91] عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة القاضي

[91] عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة القاضي 372- مات بالرقة، سنة تسعٍ وأربعين ومئتين. [92] عمر بن الصباح بن عمر بن علي البغدادي كنيته: أبو حفص. 373- مات بالرقة، سنة سبعٍ وثلاثين ومئتين. [93] محمد بن يحيى بن كهمس الأسدي 374- من أنفسهم. 375- مات بالرقة، سنة سبعٍ وثلاثين ومئتين.

[94] حكيم بن سيف

[94] حكيم بن سيف 376- يتولى بني أسد. يكنى أبا عمرو. 377- مات بالرقة، سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين. [95] سعيد بن أبي سعيد الواسطي واسم أبيه مسلمة بن ثابت. 378- خراساني، سكن واسط الرقة. 379- وكان شيخاً صالحاً. 380- مات في رجب، سنة ثنتين وأربعين ومئتين. 381- وقد حدث أبوه مسلمة بن ثابت عن شريك وغيره.

[96] أبو بكر عبد الرحمن بن خالد القطان

[96] أبو بكر عبد الرحمن بن خالد القطان 382- مات بالرقة، سنة إحدى وخمسين ومئتين. [97] محمد بن عبيد الله بن عمرو الرقي 383- مات سنة سبعٍ وخمسين ومئتين. وكنيته: أبو جعفر. 384- وقد رأيته، وكان يخضب بالحناء. 385- مات بالرقة، وبها ولده. [98] ميمون بن العباس بن أيوب بن عطاء بن عبد الله الرافقي كنيته: أبو منصور.

[99] عبد الله بن الربيع بن طلحة الرقي

386- مات بالرافقة –وبها ولده- سنة أربعٍ وخمسين ومئتين. [99] عبد الله بن الربيع بن طلحة الرقي 387- يتولى ربيعة. 388- وأخوه: [100] أحمد بن الربيع كان يؤمهم في المسجد الجامع قبل ابن كهمس. 389- مات قبل الخمسين ومئتين. [101] أبو شعيب صالح بن زياد السوسي 390- مات بالرقة، في المحرم، سنة إحدى وستين ومئتين. 391- وفيها كتبت عنه.

[102] أبو عبد الله محمد بن عبيد الله الكريزي القاضي

[102] أبو عبد الله محمد بن عبيد الله الكريزي القاضي 392- مات بالرقة، سنة ستين ومئتين. [103] عبد الله بن الهيثم العبدي البصري 393- أخو أبي العالية [إسماعيل] . يكنى أبا محمد. 394- مات بالشام، سنة إحدى وستين ومئتين. 395- وقد رأيته وكتبت عنه، وكان يصفر لحيته.

[104] أبو بكر محمد بن جبلة الخراساني

[104] أبو بكر محمد بن جبلة الخراساني 396- سكن الرافقة، وبها مات سنة خمسٍ وستين ومئتين. [105] محمد بن علي بن ميمون العطار أبو العباس 397- ولد سنة ثلاثٍ وتسعين ومئة. 398- ومات سنة ثمانٍ وستين ومئتين.

[106] عبد الملك الميموني

[106] عبد الملك الميموني 399- مات سنة أربع وسبعين ومئتين. [107] الحسن بن عمر بن عبد الحميد [الميموني] 400- ابن أخي عبد الملك الميموني. 401- مات سنة أربع وسبعين ومئتين، قبل عبد الملك بأيام. كنيته: أبو محمد.

[108] هلال بن العلاء أبو عمر

[108] هلال بن العلاء أبو عمر 402- سمعته يقول: ولدت في رجب، سنة أربع وثمانين ومئة. 403- ومات ودفن يوم النحر، يوم الجمعة، سنة ثمانين ومئتين. [109] أخوه: أحمد بن العلاء. كنيته: أبو عبد الرحمن. 404- مات، وهو قاضي ديار مضر، سنة أربعٍ وسبعين ومئتين.

[110] حفص بن عمر بن الصباح

[110] حفص بن عمر بن الصباح يكنى أبا عمرو. 405- مات في شهر ربيع الأول، سنة خمسٍ وثمانين ومئتين. [111] أحمد بن الأسود، الحنفي، القاضي 406- كان يتولى القضاء بناحية قرقيسياء، ومات بها، وكنيته: أبو علي، بصري. 407- مات سنة خمسٍ وسبعين ومئتين. 408- ونسبته: أحمد بن الأسود بن الهيثم بن الليث بن العلاء بن عبد الله بن كلاب بن عبد الله بن سلمة بن وهب بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم.

[112] سعد بن يحيى بن يزيد بن عبد الحميد بن يحيى بن سعد

[112] سعد بن يحيى بن يزيد بن عبد الحميد بن يحيى بن سعد 409- وكان عبد الحميد كاتب مروان بن محمد آخر [ملوك] بني أمية، وهو صاحب الرسائل المنسوبة إليه. 410- فأخبرني أبو يعلى عائذ الله بن أحمد بن علي بن عمر بن عبد الحميد: أنهم من سبي القادسية، يتولون عامر بن لؤي. 411- ولد سعدٌ سنة ثلاث عشرة ومئتين. 412- ومات سنة ثنتين وتسعين ومئتين. [113] [أبو العباس] [محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج] 413- ولد أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج، سنة مئتين. 414- ومات سنة ثمانٍ وسبعين ومئتين.

[114] [محمد بن الخضر بن علي]

[114] [محمد بن الخضر بن علي] 415- مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة، في ذي الحجة، سنة إحدى وتسعين ومئتين. [115] [أبو سلمة] [أحمد بن عبد الرحمن بن يونس] 416- مات أبو سلمة، أحمد بن عبد الرحمن بن يونس، في ذي الحجة، سنة إحدى وتسعين ومئتين. [116] [أبو العباس] [محمد بن علي بن سلام] 417- مات أبو العباس، محمد بن علي بن سلام، إمام مسجد الرافقة، في شهر المحرم، سنة ثمانٍ وثمانين ومئتين.

[117] [أبو بكر] [محمد بن جعفر بن سفيان]

[117] [أبو بكر] [محمد بن جعفر بن سفيان] 418- مات أبو بكر، محمد بن جعفر بن سفيان، في رجب، سنة سبعٍ وتسعين ومئتين. [118] جعفر بن محمد بن عمر بن عبد الحميد الميموني يكنى أبا عبد الله. 419- كان إمام مسجد الجامع بعد سعدٍ. 420- سمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وعشرين ومئتين. 421- ومات سنة إحدى وثلاثمئة. [119] الحسن بن علي بن الحسن بن حربٍ قاضي الثغور 422- ولد سنة ثلاثين ومئتين.

[120] أخوه: محمد بن علي بن الحسن بن حرب

423- ومات سنة ثنتين وثلاثمئة بطرسوس. يكنى أبا علي. [120] أخوه: محمد بن علي بن الحسن بن حرب يكنى أبا الفضل. 424- ولد سنة ثنتين وثلاثين ومئتين. 425- ومات سنة أربع عشرة وثلاثمئة. [121] عبد الصمد بن الزينبي 426- حدثنا عنه محمد بن علي بن ميمون. كنيته: أبو محمد. 427- كان مع علي بن ميمون، حين رحلوا إلى قيسارية، إلى الفريابي.

[122] [الحسن بن غياث المقرئ]

428- وقال لنا حفص بن عمر: كان معنا بالكوفة عند أبي نعيم، وبالبصرة. 429- وحدثني علي بن صدقة الشطي، عن عبد الصمد، قال: أقمت على أبي نعيم، حتى كنت أصلي به؛ وهم أهل بيتٍ من خراسان، منازلهم عند الخندق بالرقة؛ وكان منهم شيخٌ يكنى أبا عبد الله، كانت له قلاية عند باب الحجرين إلى جانب المقبرة، يسكنها هو وأهله على حد التخلي. وأخبرني رجلٌ من ولد الزينبي، أن أبا عبد الله حج على قدميه نيفاً وأربعين حجةً؛ وكان هو يعمر مسجد الجنائز. الذي عند باب الحجرين. وبه كان يعرف. [122] [الحسن بن غياث المقرئ] 430- مات الحسن بن غياث المقرئ، ليومين خلوا من جمادى الآخرة، سنة ثمانٍ وثمانين ومئتين.

[123] [عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي]

[123] [عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي] 431- حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى البزاز، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني، ثنا إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: بالرقة عصا موسى عليه السلام، ومنها تكلم الناس الدابة. 432- حدثنا أحمد، ثنا الطرائفي، عن الوليد بن مسلم، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، قال: يا أهل الرقة، إذا بنيت إلى جانبكم مدينةٌ، فليعض أحدكم على قميصه، وليخرج من الجزيرة حضراً. 433- وعن الوليد بن مسلم، عن رجلٍ نسي اسمه عثمان الحراني، قال: الفتن أربعٌ؛ قد مضت ثلاثٌ، وبقيت واحدةٌ بدؤها من الرقة، وهي تسلمكم إلى الدجال.

آخر كتاب شيوخ الرقة كتبه لنفسه، وسمعه بالقاهرة، محمد بن داود الصارمي عورض بالأصل المنقول منه، فصح.

§1/1