تاريخ الأنطاكي

الأنطاكي، يحيى بن سعيد

مقدمة التحقيق

مقدّمة التحقيق يعتبر تاريخ الانطاكي المعروف ب‍ «صلة تاريخ أوتيخا»، من أهم المصادر التاريخية الأساسية في التراث العربي التي تؤرّخ لحقبة هامّة من تاريخ الإنسانية، في العالم الإسلامي بجناحيه المشرقي والمغربي على حدّ سواء، وفي تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وعلاقاتها بالعالم الإسلامي من جهة، وببلاد البلغر والروس والكرج والأرمن، من جهة أخرى. ويتناول التاريخ مفصّلا في القرنين الرابع والخامس الهجريّين-العاشر والحادي عشر الميلاديّين، وبالتحديد بدءا من سنة 326 هـ‍. / 938 م. وانتهاء بسنة 425 هـ‍. /1035 م. ولا أغالي إذا قلت إنّ هذا الكتاب هو مصدر أساسيّ لا غنى للباحثين عنه، خاصّة لمن أراد التأريخ للدولة الفاطمية في مصر والشام، ولمن أراد دراسة دولة بني حمدان وعلاقاتها بالروم، ولمن أراد أن يدرس أيام سيف الدولة وصراعه مع البيزنطيين، ولمن أراد أن يؤرّخ للحاكم بأمر الله بشكل خاصّ، ولمن أراد أن يدرس علاقات المسلمين والنصارى واليهود ببعضهم في القرنين الرابع والخامس الهجريين-العاشر والحادي عشر الميلاديّين، وقبيل ظهور الإرهاصات التي مهّدت لقيام الحركة الصليبية وقدوم الحملات الأوربية إلى المشرق العربي الإسلامي. أهمّيّة الكتاب وتأتي أهمّيّة هذا الكتاب كمصدر أساسيّ، كون مؤلّفه «يحيى بن سعيد الأنطاكي» المتوفى سنة 458 هـ‍. /1067 م. كان معاصرا للحقبة التي أرّخ لها

مادة الكتاب

وعاش أحداثها عن كثب، ولمصداقيّته في عرضه للتاريخ، رغم أنه كان بطريركا على الإسكندرية، فلم يتعصّب، بل عرض الوقائع والأحداث كما جرت، وأظهر حياديّة في جميع ما دوّنه، وكان صادقا مع نفسه، أمينا على رسالة المؤرّخ المدقّق، وقد أكّد لنا ذلك، حين قام بتنقيح كتابه وتعديل مادّته أكثر من مرّة قبل أن تصلنا النسخة الأخيرة التي اعتمدها، وأثبت فيها الحقائق التاريخية التي ارتضاها. وقد وضع الأنطاكيّ كتابه بناء على رغبة بعض أصحابه-كما يقول في مقدّمته-فانتهج النهج الذي سار عليه سلفه «سعيد بن البطريق» بطريرك الإسكندرية، وذكر أيام الملوك والخلفاء والوزراء والكتّاب والأمراء والقادة، وتواريخ وفياتهم، كما ذكر أسماء بطاركة الإسكندرية وبيت المقدس وأنطاكية والقسطنطينية، وأعمارهم، وبعد تأليفه للكتاب قام بتغييره وألّفه تأليفا جديدا، ثم انتقل من الإسكندرية إلى أنطاكية سنة 405 هـ‍. /1016 م. فوقف فيها على مصادر جديدة لأخبار ندّت عنه من قبل، فقام بتنقيح كتابه وأجرى عليه تعديلا كبيرا، فحذف بعضه، وزاد عليه جديدا، حتى قرّ رأيه على ما صنّفه، ونبّه إلى نسخته الأخيرة المزيدة والمعدّلة، وأشار إلى عدم الاعتناء أو الاهتمام بالنسخ الأخرى التي سبق أن صنّفها، واستهلّ كتابه بوصل ما انقطع من كتاب سلفه «ابن البطريق» فبدأ بالفصل الأخير من كتابه المعروف ب‍ «تاريخ أوتيخا»، معتمدا على آخر نسخه أيضا، والتي وصل فيها إلى خلافة الراضي العباسي سنة 326 هـ‍. /938 م. مادّة الكتاب والكتاب بحقّ، مصدر أساسيّ لكل من يدرس تاريخ الحقبة المعروفة بالعصر الوسيط، لغنى المادّة التاريخية التي يحتوي عليها، من جهة، ولاتّساع المساحة الجغرافية التي يغطّي أحداثها، فهو لا غنى عنه-كما أسلفت-في دراسة تاريخ الدولة الفاطمية، وأخبار الدولة العباسية، وأخبار الحمدانيين، والصراع بين المسلمين والبيزنطيين، وأخبار الصراع بين الأتراك السلاجقة، وبني بويه الدّيالمة، والعلاقات بين المسلمين والنصارى واليهود، وظهور الدعوة الدرزيّة، وعلاقات

طريقة المؤلف وأسلوبه

المسلمين ببعضهم من سنّة وشيعة ودروز. وعلاقات النصارى ببعضهم أيضا، من ملكيّة ويعقوبية ونساطرة وغيرهم. وبين القبائل المشرقية والقبائل المغربية، والعرب والبربر، والروم والروس والكرج والبلغار والأرمن وغيرهم، وحركات القرامطة، وحركات أمراء القبائل والأعراب، وغزوات الأباطرة والقادة البيزنطيين إلى بلاد الشام، وحركات الثائرين والخارجين على الخلافة في المشرق والمغرب الإسلامي، وأخبار الدولة الإخشيدية وسقوطها، وأخبار النكبات الطبيعية من زلازل وسيول ورعود وبرق ووباء وغلاء، والمعلومات الكثيرة عن عادات وتقاليد النصارى في الاحتفالات بأعيادهم ومناسباتهم الدينية، وأخبار ملوك الروم ونزاعاتهم مع قادتهم أو أولياء عهدهم، وحروبهم مع جيرانهم، في الشمال والشرق والجنوب، والمؤامرات والدسائس التي كانت تحاك في العالم الإسلامي وعالم الروم وبلاد الغرب على السواء ضدّ الخلفاء والملوك والأباطرة، وغير ذلك من الكمّ الهائل الذي حشده المؤلّف بكل دقّة، وطول باع، مع التحليل والتعليق في مواضع عدّة، ممّا ينمّ عن حصافة في الرأي وحسن تفهّم للحقائق، وإحاطة شاملة بأحداث العصر ومجرياته. فضلا عن وقوفه بشكل مباشر على عدّة سجلاّت رسمية ومراسلات ملكية قام بإثبات نصوصها في مواضعها من الكتاب، مما يجعله مصدرا وثائقيا أيضا. أما المساحة الجغرافية التي يغطّيها كتاب الأنطاكي، فتمتدّ من بلاد المغرب الأقصى حتى بلاد الروس وبلاد الخزر البلغار، لتشمل بلاد المغرب وإفريقية وبرقة ومصر وبلاد النوبة وبلاد الشام والحجاز والعراق وآسية الصغرى وأرمينية الكبرى وبلاد الكرج والبلغار والروس والروم، وجزر البحر المتوسط، صقلّية، وأقريطش، وقبرس. طريقة المؤلّف وأسلوبه أما طريقة المؤلّف في عرض الأحداث، فقد جهد في أن تكون أخباره متسلسلة متتابعة زمنيّا، ولكنّ هذه الطريقة كانت تفرض عليه أن يقطع السرد المتتابع لينتقل من أخبار دولة إلى أخرى ومن ولاية إلى إمارة أخرى، ومن كرسيّ

البطركيّة، إلى أخبار نكبات الطبيعة، وبهذا يحشد في السنة الواحدة أحداثا جرت في عدّة أماكن من عالم ذلك العصر، فينتقل من أقصى المغرب إلى أقصى العراق، ومن بلاد البلغر إلى بلاد النّوبة، وهذا يصبّ في اتّجاه التاريخ الحولي والتاريخ العالمي، فهو لا يفرد أخبار كل دولة، أو كل عهد لخليفة أو سلطان أو إمبراطور، على حدة، أي أنه لا يسير في تاريخه بشكل عمودي، بل يتناول التاريخ الأفقيّ للعالم، بحيث يرصد أحداث كل سنة، هنا وهناك وهنالك، على امتداد الرقعة الجغرافية الواسعة. ولكنّه يشذّ عن هذه القاعدة حين يضع تاريخا- عموديا-للدولة الفاطمية، فهو يؤرّخ لهذه الدولة منذ بداية الدعوة الفاطمية حتى إعلان الخلافة في المغرب، أي من سنة 270 هـ‍. حتى وفاة الخليفة المهديّ سنة 322 هـ‍. دون انقطاع. وبرأينا، فإنّ الأنطاكيّ سمح لنفسه أن يشذّ عن منهجيّته التأريخية، لأحد أمرين، أو للأمرين التاليين معا، وهما: أولا: إنّ الفترة التاريخية من سنة 270 هـ‍، إلى سنة 322 هـ‍. تعتبر خارج الإطار الزمني لمادّة الكتاب الأساسية، إذ اشترط المؤلّف على نفسه أن يكون كتابه متمّما لكتاب ابن البطريق الذي انتهى عند سنة 326 هـ‍. /938 م. ثانيا: إنّ الأنطاكيّ، بحكم موطنه في مصر، ومعاصرته للدولة الفاطمية، رأى أن يؤرّخ لبداية الدعوة الفاطمية حتى قيام الدولة وإعلان الخلافة، ممهّدا لأخبار الفاطميّين ودخولهم مصر واتّخاذهم القاهرة عاصمة لخلافتهم فيما بعد. وكأنّه بذلك يؤدّي التزاما أدبيا نحو الدولة التي يعيش في أكنافها. ... وإذا عدنا إلى طريقته في عرض الأحداث، فإنّنا نجده في كثير من الأحيان يقطع تتابع الأخبار في بقعة معيّنة، وفي سنة محدّدة، ليعود إلى أحداث سنة أو سنتين، وربّما أكثر سابقة لها، ليصل تلك الأحداث ببعضها ويجعل قارئه يسير مع مجريات الوقائع في كلّ البلاد دون تفاوت زمنيّ كبير.

فهو في أول خلافة العلويّين-مثلا-يذكر حوادث سنة 365 ثم ينتقل إلى سنة 367 هـ‍. ليعود بعدها إلى سنة 365 ثم سنة 366 ثم سنة 367 هـ‍. ليعود من جديد إلى سنة 366 ويتابع سنة 367 ثم يعود مرة أخرى إلى سنة 366 هـ‍. وهذا لاتّساع رقعة الأحداث وتلاحقها واختلاف أماكنها مشرقا ومغربا بحيث لا يمكن حصرها في سنة واحدة. وكذلك تتزاحم الأحداث والوقائع وتتواصل في بلاد الروم والبلغر والروس، وتتلاحق الحروب بين ملوك تلك البلاد، وبين القادة المتمرّدين على ملوكهم، لتفرض على الأنطاكي متابعة تلك الأخبار من سنة 375 حتى سنة 380 هـ‍. فيسردها دون انقطاع، ثم يعود مجدّدا إلى سنة 377 هـ‍. ليؤرّخ لبلاد المسلمين في العراق والحجاز ومصر وبلاد الشام. وفي موضع لاحق. يؤرّخ لحوادث سنة 405 هـ‍. ثم يعود إلى أحداث سنة 399 و 402 و 403 هـ‍. ويصل إلى حوادث سنة 405 هـ‍. مرة أخرى. وهذا الأسلوب في العرض، هو الأسلوب الذي اتّبعه المؤرّخ ابن الأثير في «الكامل في التاريخ». وعلى الأرجح، فإنّ تاريخ الأنطاكي كان من بين مصادر ابن الأثير. أما «ابن العديم الحلبي» فهو ينقل في كتابه «زبدة الحلب من تاريخ حلب» عن تاريخ الأنطاكي بشكل مؤكّد. ونجد أصداء لمادّة الأنطاكي عند المؤرّخين المعاصرين له، والمؤرّخين المتأخّرين عن عصره، بحيث تتّفق بعض الأخبار عنده وعندهم، وذلك في كتابي: «الولاة والقضاة»، وكتاب «ولاة مصر» للكندي، وكتاب «العيون والحدائق في أخبار الحقائق» لمؤرّخ مجهول، وكتاب «تكملة تاريخ الطبري» للهمذاني، وكتاب «تجارب الأمم وتعاقب الهمم» لمسكويه، وكتاب «ذيل تجارب الأمم» للروذراوري، وكتاب «ذيل تاريخ دمشق» لابن القلانسي، وكتاب «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي، وكتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للذهبي، وكتاب «إتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميين الخلفا» للمقريزي، وكتاب «المواعظ والاعتبار» المعروف بالخطط للمقريزي أيضا، وكتاب «الدّرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية» لابن أيبك الدواداري، وكتاب «المغرب في حلى المغرب» لمؤرّخ مجهول، وكتاب «البيان

لغة الكتاب

المغرب في أخبار الأندلس والمغرب» لابن عذاري، وكتاب «المبتدا والخبر» المعروف بتاريخ ابن خلدون، وكتاب «عيون الأخبار وفنون الآثار» للداعي المطلق، وكتاب «مآثر الإنافة في معالم الخلافة» للقلقشندي، وكتاب «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لابن تغري بردي، وكتاب «تاريخ الأزمنة» للدويهي. وكان يمكن لمحقّق كتاب الدويهي هذا أن يرمّم النّقص الحاصل في النسخة التي نشرها وحقّقها لو اعتمد على تاريخ الأنطاكي، إذ هو ينقل عنه. لغة الكتاب تتميّز لغة المؤلّف في كتابه أنها تتوسّط بين اللغة الجيّدة واللغة الركيكية، وإن كان معظم الكتاب أقرب إلى الفصحى، رغم الأغلاط النحوية واللغوية التي نبّهت إليها وصحّحتها وصوّبت ألفاظها في حواشي الكتاب. مع أن ثقافة المؤلّف عربية، فهو لا يعرف اليونانية كما يفترض بحكم موقعه، ونستدلّ على ذلك من أنه اطّلع على نصّ الكتاب الذي كان قد كتبه الأبجر ملك الرّها إلى السيد المسيح عليه السلام وردّه عليه أن ترجما له عن اليونانية، حيث يقول إن الملك رومانوس عني بترجمة الرسالتين من السريانية إلى اليونانية، «وترجمها لنا إلى العربي الناقل الذي تولّى نقلهما إلى اليوناني على هيئتهما ونصّهما». وقد عمد الأنطاكيّ إلى كتابة كلمة «ثلث» و «ثلثة» و «ثلثمائة» بحذف الألف في جميع المواضع، فقمت بإثباتها لتّتفق مع الرسّم المألوف، أما بقية الأغلاط فقد قمت بإثباتها كما هي في المتن، وعمدت إلى تصويبها وتصحيحها في الحواشي، إلاّ في بعض الأحيان، حيث أثّبتّ الألفاظ الصحيحة في المتن، وأشرت في الحاشية إلى أنها كانت غلطا في الأصل المخطوط. ... بقي أن أشير في هذا المجال إلى أنّ أخبار الحاكم بأمر الله استغرقت نحو ثلث تاريخ الأنطاكي، ولم يكتف المؤلّف بسرد الأخبار والوقائع التي جرت في أيامه، بل نراه يقوم بوضع دراسة تحليلية لشخصية الحاكم وأسلوبه في الحكم

مخطوطات الكتاب والنصوص المنشورة

وتصرّفاته المتقلّبة، أكّد فيها على الخلل العقلي الذي يعتريه، والمزاجيّة المسيطرة على أحكامه. وهو موضوع خطير لا يزال مطروحا للمناقشة حتى الآن. ومن أهمّ ما يلاحظ في تاريخ الأنطاكي هو توقّفه المفاجيء عند حوادث سنة 425 هـ‍/1034 م. مع أنّ المؤلّف وعد في أواخر كتابه أن يذكر بنود معاهدة الصلح بين الخليفة الفاطمي الظاهر والإمبراطور البيزنطي ميخائيل، التي تمّت سنة 427 هـ‍. فهو يقول في هذا الصدد: «. . ولم يذعن رومانوس الملك إلى الرجوع عمّا اشترطه في معنى حلب، وجزم أنه لا يعقد الهدنة إلاّ عليه، وتردّدت المكاتبة بين الجهتين في هذا المعنى في أيامه. وفي أيام ميخائيل الملك بعده مدّة ثلاث سنين ونصف إلى أن استقرّ الأمر فيها على ما يأتي فيما بعد ذكره». ومن المؤسف أن الكتاب ينتهي بحوادث سنة 425 هـ‍. /1034 م. أي قبل أكثر من ربع قرن من وفاة الأنطاكي، مما يجعلنا نرجّح أنّ هناك جزءا ضائعا من آخر الكتاب، وهذا الجزء يمكن أن نقدّره بما يساوي ربع الكتاب، ومقياسنا في هذا، هو تقسيم المؤلّف نفسه لكتابه إلى جزءين، حيث ينتهي الجزء الأول بنهاية عهد الحاكم بأمر الله سنة 411 هـ‍. /1021 م. أي أنّ الجزء الأول يتناول أحداث نحو خمس وثمانين سنة، بينما لم يصلنا من الجزء الثاني سوى أحداث أربع عشرة سنة فقط. وهذا تقسيم مخلّ في توازن الكتاب من حيث الشكل والمضمون، وهذا أيضا، يؤيّد وجهة نظرنا في أنّ جزءا كبيرا من الكتاب ضاع ولم يصلنا بسبب نجهله. ... مخطوطات الكتاب والنصوص المنشورة توجد عدّة نسخ مخطوطة من تاريخ الأنطاكي موزّعة بين دمشق ولندن وباريس وموسكو وتعتبر النسخة البريطانية النسخة الأمّ لكلّ المخطوطات الأخرى، وهي محفوظة بمكتبة الجامعة البريطانية تحت رقم (137)، وتتألّف من

(191) ورقة، مسطرتها (31*21 سم.)، وتحتوي الصفحة الواحدة على (19) سطرا. وكانت في الأساس بحلب، وتاريخ نسختها هو سنة 1658 م. وقد حصل عليها راعي الأبرشية «باولو زعيم ماكاري» بطريرك أنطاكية، في سنة 1670 م. وقام بنقلها إلى مكتبة الجامعة البريطانية. ثم قام البارون «كارّادوقو» بنقل نسختين عنها وضعتا في المكتبة الوطنية بباريس، إحداهما تحت رقم (MS .882) وهي برمز، (A) والأخرى تحت رقم (MS .192) وهي برمز. (B) ولكنّ نقصا لحق بآخر هاتين النسختين، إذ يوجد بياض في النسخة الأولى (A) بين وجهي الأوراق (220 - 234)، وفي النسخة الثانية (B) بين وجهي الأوراق (274 - 291). أما النسخة الدمشقية فقد نسخها عن البريطانية أيضا «غابريل (جبرائيل) جبارة»، الذي تولّى منصب الأرشمندريت في البطريركية الأنطاكية للروم الكاثوليك مدّة 60 عاما، ووضعها في مكتبة البطريركية اليونانية بدمشق سنة 1860 ليقوم بالإطّلاع عليها الطلبة الشرقيّون، تحت اسم (Trium Lanerum) وهي تتألّف من (278 صفحة)، وفي الصفحة (19 سطرا)، مسطرتها: (23*19 سم.) رقمها (210)، وقد وصف «جوليان كالنداري» الملحوظات التي وضعها «غابريل جباره» على النسخة البريطانية بأنها جيّدة،. ولقد قام البارون «كارّادوقو» بوضع تصويبات على إحدى النسختين الباريسيّتين، فجاءت في (15 ورقة) بآخر النسخة ذات الرقم (291) والتي رمز إليها بحرف - B) ب)، وهي نسخة الأصل من وجه (82 ب) حتى (137 ب). كما قام «حبيب الزّيّات الدمشقي» بوضع تصويبات على النسخة الباريسية الثانية التي رمز إليها بحرف - A) س)، ووضعها في الإسكندرية. واعتبارا من خلافة القائم بأمر الله يوجد نقص في النسخة (س) حتى بداية الخلافة الفاطمية. كذلك فإنّ النسخة (ب) يوجد بها نقص وخاصّة نصّ الرسالتين المتبادلتين بين بطريرك أنطاكية أغابيوس، وبطريرك الإسكندرية إيليا.

وهناك أيضا نقص في النسخة (ب) من ورقتي 223 و 224 وذلك اعتبارا من نهاية نصّ الكتاب الذي كتبه الخليفة الحاكم إلى الراهب ابن سليمان، وحتى وفاة الحاكم. وقد عمد «الزيّات» إلى التأكيد على إثبات التاريخ الروماني في النسخة التي قام بتصويبها، وذلك في كل سياق يرد فيه تأريخ. وفي سنة 1883 نشر المستشرق «قون روزن» نصوصا مختارة من تاريخ الأنطاكي عن المخطوطة الأم، في بتروبولي Petropoli بموسكو، تؤرّخ للإمبراطور البيزنطي «باسيل» وعلاقاته بالبلغار، واهتمّ إلى جانب نشر تلك النصوص بوضع تصويبات للأغلاط الموجودة في المخطوطة الأساسية، فجاءت في كتابه من الصفحة 298 إلى الصفحة 331. كما اعتمد المؤرّخ «شليمبرجر» على تاريخ الأنطاكي، فنقل نصوصا منه ضمّنها كتابه «الملاحم البيزنطية حتى نهاية القرن العاشر» وخصوصا في المجلّد الثاني، والذي طبع بباريس سنة 1900. واستعان المشرق «ماريوس كانار» أيضا بعدّة نصوص من تاريخ الأنطاكي، فأثبتها في كتابه الذي جمع فيه أخبار سيف الدولة الحمداني، ونشره في الجزائر سنة 1934. وقد وجد كتاب الأنطاكي طريقه إلى الطبع مرتين، كانت أولاهما على يد الأب «لويس شيخو»، حيث نشر النسخة التي أتى بها من مكتبة بطرس بموسكو، وهي في (331 صفحة)، صدرت عن المدرسة الأرثوذكسية اليونانية ببيروت سنة 1909، ملحقة بالتاريخ المجموع لابن البطريق، ووضع «شيخو» ملحقا في آخر تاريخ الأنطاكي صوّب فيه أخطاء النسخة، استغرق الصفحات 332 - 363 ولكن الكتاب جاء خلوا من أيّ تحقيق لمادّته. أما الطبعة الثانية لتاريخ الأنطاكي فكانت في باريس على يد المستشرقين: «كاراتشوفسكي» و «قاسيليف» سنة 1924، وهي من غير تحقيق أيضا.

الملحق بتاريخ الأنطاكي

ولما كانت نسخة مكتبة بطرس غير كاملة، وتنتهي بنهاية الجزء الأول، حسب تجزئة المؤلّف، فإنّ النقص استعيض عنه باعتماد النّص الذي في المخطوطة البريطانية، اعتبارا من خلافة الظاهر لإعزاز الله (أي الجزء الثاني)، ولهذا كان الخط مختلفا في الجزءين، وقد رمزنا إلى هذه القطعة المضافة بحرف (ر)، وتنتهي عند خبر وفاة الملك قسطنطين في سنة 419 هـ‍. ... الملحق بتاريخ الأنطاكي هذا، وكان البارون «كارّادوقو» قد عثر على جزء صغير، اعتقد أنّه مختصر تاريخ الأنطاكي، فألحقه بآخر النسخة - B) ب) الباريسية، من وجه الورقة 212 ب حتى وجه الورقة 218 ب. وحين نشر الأب لويس شيخو تاريخ الأنطاكي، ألحق به هذا الجزء الصغير، دون أن يتحقّق إن كان مختصرا لهذا التاريخ، أم أنه مختصر لكتاب آخر، وجاء في طبعته أنّ الملحق يتناول التاريخ الهجري من سنة 349 إلى سنة 370 (960 - 980 م.). وفي الواقع، إن الملحق يتناول أحداثا تصل إلى سنة 400 هـ‍. وليس إلى سنة 370 هـ‍. فقط. كما أنّ الملحق، ليس كلّه، يعتبر مختصرا من تاريخ الأنطاكي، كما أنه ليس لمؤلّف واحد، ففي الملحق أكثر من خبر لا نجده في تاريخ الأنطاكي. ولغة الملحق وأسلوب صياغته ليست على وتيرة واحدة، على صغره، فهو في قسمه الأول حتى خلافة المعزّ يتّفق بأسلوبه مع تاريخ الأنطاكي إلى حدّ بعيد. أما القسم الثاني منه، واعتبارا من خلافة المعزّ، فيختلف أسلوب كاتبه اختلافا واضحا، حيث نجده يطلق لقب «أمير المؤمنين» على الخليفة الفاطمي، ويقرن اسمه بقوله: «صلوات الله عليه»، وبقوله: «عليه السلام»، مما يعني أنّ الكاتب من الإسماعيلية الفاطميين. وبهذا يمكن القول إن «الملحق» هو نسخة ملفّقة لأكثر من مؤلّف، به ثغرات

تاريخية كثيرة وواسعة، فقراته مضّطربة، وأخباره مبتورة ومشوّشة، في أكثرها، وبه أوهام ونقص وتحريف، وتقديم وتأخير. وقد اجتهدت في تحقيق نصوصه وتوضيح ما غمض منها بما توفّر لي من المصادر. ... ولما كان كلّ من الأب لويس شيخو، والمستشرقين كاراتشوفسكي وفاسيليف، لم يعتنوا بتحقيق تاريخ الأنطاكي عند نشره كما يقتضي التحقيق العلمي، من تعريف وترجمة للأعلام، وضبط للتواريخ، وتقييد للأسماء، وشرح للمصطلحات والألفاظ اللغوية، ومقارنة النصوص بالمصادر الأساسية، وتحديد المواقع والأماكن بالرجوع إلى معاجم البلدان، وتصحيح للأخطاء، وتصويب للأغلاط، وما إلى ذلك من مقتضيات التحقيق والتعليق والشرح. فقد رأيت أن أتوفّر لهذا العمل، مقدّما «تاريخ الأنطاكي» إلى المكتبة العربية، محقّقا لأول مرة، مع فهرسة شاملة للأعلام، والأماكن، والمصطلحات، والمصادر والمراجع. راجيا من الله التوفيق والسداد فيما وطّدت النفس عليه من بعث للتراث العربي. شاكرا لمؤسّسة «جرّوس برسّ» بطرابلس، حسن عنايتها بإخراج هذا الكتاب ونشره. والله الموفّق. المحقّق عمر عبد السلام تدمري طرابلس الشام الجمعة في 9 ربيع الآخر 1409 هـ‍. 18 تشرين الثاني 1988 م.

[الجزء الأول]

بسم الله الرحمن الرحيم /82 ب/الكتاب الذي صنّفه يحيى بن سعيد الأنطاكي تتبّعا لتاريخ سعيد ابن (¬1) بطريق [الجزء الأول] [نبتدي بعون الله وحسن توفيقه بكتابة الكتاب الذي صنّفه يوحنا ابن سعد (¬2) الأنطاكي تابعا لتاريخ سعيد ابن بطريق] (¬3). قصدي في هذا الكتاب أن أذكر جمل ما انتهى إليّ وصحّ عندي من الأخبار السالفة والحوادث الكائنة، منذ المدّة التي انتهى إليها [تاريخ] (¬4) سعيد بن بطريق [بطريرك الإسكندرية] (¬5) إلى زماننا هذا، توخّيا (¬6) لقضاء (¬7) حقّ من سألني تأليفه وتصنيفه وحرّضني (¬8) على جمعه ونظمه، والله يحرسه ويقيه ما يتخوّفه. وذلك أنّ سعيد بن بطريق انتهى في تاريخه إلى السنة الخامسة من خلافة الراضي، وهي سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة للهجرة، [ومات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وسأذكر تاريخ اليوم والشهر من السنة التي مات فيها في موضعه من كتابي هذا، [وأن أرى ذلك على النحو الذي رتّبه] (¬9) فأقصد فيه المناهج التي قصدها فأضيف أسماء جميع الخلفاء ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) كذا في النسخة البريطانية، والصواب «يوحنا بن سعيد». . (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، وأثبتناه نقلا عن النسخة البريطانية. (¬4) زيادة على الأصل من نسخة باريس والتي سأرمز إليها بحرف (س)، ومن النسخة البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة البريطانية. (¬6) في البريطانية «توجّبا». . (¬7) في الأصل وطبعة المشرق-ص 91 «لقضي» وما أثبتناه عن النسختين الباريسيّتين، الأولى أرمز إليها بحرف (ب) والثانية بحرف (س). (¬8) في البريطانية: «وحرّصني». . (¬9) ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (س).

والملوك الذين وقفت على أسمائهم، ومدّة أيّام ملك كلّ واحد منهم، وأضيف إلى ذلك جملا ممّا انتهى إليّ من أخبارهم وسيرهم، والحوادث التي كانت في أيامهم، وأتجنّب فيها الإطالة في الشرح، والإيجاز في الاختصار، وأسلك الطريق المتوسّطة بين الطريقين، فإن النّفوس إلى معرفة الأخبار القريبة العهد أكثر تطلّعا وأعظم تشوّقا (¬1)، وأذكر فيه [أيضا] (¬2) أسماء بطاركة الإسكندرية، وبيت المقدس، وأنطاكية، والقسطنطينية، وأعمارهم في كراسيّهم نحو ما فعل في تاريخه، ويكون جزءا مفردا مضافا إلى كتابه. وأما بطاركة رومية فلم يحصل لي أسماؤهم على التحقيق، وذلك أنّ سعيد بن بطريق [البطريرك] (¬3) ذكرهم على الولاء من بطرس رأس الحواريّين إلى غابيوس (¬4) البطريرك الذي كان في زمن رئاسة (¬5) المجمع السادس (¬6) [وهو المائتا وتسعة وثمانون] (¬7) في القسطنطينية في زمن ملك قسطنطين ابن قسطس (¬8) ملك الروم، في (أيّام) (¬9) خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فلم يذكر من صار بعده، وقد ذكر ذلك في النصف الثاني من كتابه، فقال: ولم يقع لنا أسماء بطاركة رومية منذ مات غابيوس بطريركها (¬10) ولا شيء من أخبارهم من ذلك الوقت إلى أن وضعت هذا الكتاب، فلم يزل غابيوس هذا يذكر في الذبتيخن (¬11) منذ اجتماع المجمع السادس إلى بعد وفاة سعيد بن ¬

(¬1) في نسخة بتروبوليتان والبريطانية «شوقا» وسأكتفي باختصار بتروبوليتان إلى «بترو». . (¬2) زيادة من (س). (¬3) زيادة من النسخة البريطانية. (¬4) في البريطانية «غاييس». . (¬5) في النسخة البريطانية: «الذي في زمان رئاسته كان»، وفي نسخة بترو: «رياسته». (¬6) انعقد المجمع السادس من 7 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 680 حتى 16 كانون الأول (ديسمبر) سنة 681، وتقرّر فيه اعتماد المذهب الأرثوذكسي الذي يقول بأن للمسيح عليه السلام إرادتين وفعلين. (أنظر: الدولة البيزنطية للدكتور السيد الباز العريني-ص 136). (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬8) في البريطانية «فسطس». . (¬9) «أيام» ليست في النسخة (ب). (¬10) في البريطانية «غابيس بطركها». (¬11) في البريطانية «الدبتيخا». .

بطريق بمدّة طويلة ليست يعرف (¬1) مقدارها، وذكر بعده اسم بطريرك [آخر] (¬2) يدعى بناديكطس (¬3)، فلم يزل اسمه مذكورا في الذبتيخن إلى سنة نيّف وتسعين وثلاثمائة للهجرة، وقد كان صيّر بعد بناديكطس هذا بطاركة عدّة إلاّ [أنّه] (¬4) لم يرفع لأحد منهم في بلاد مصر والشام اسم ولا ذكر (¬5) [لانقطاع أخبارهم وبعد بلادهم] (¬6) واقتصروا على اسم بناذكطس (¬7) المتوفّى. /83 أ/وفي زماننا هذا صيّروا عليها بطريركا يسمّى يوحنا، ورفعوا اسمه وأسقطوا اسم بناديكطس، فهذا هو السبب المانع من تدوين أسمائهم (¬8) والعذر في الإضراب عن ذكرهم. وكنت ألّفت هذا الكتاب لمن كلّفني بتأليفه، ووقع إليّ (¬9) بعد ذلك تواريخ لم أكن وقفت عليها عند شروعي في عمله، فغيّرته بأجمعه وبدّلت نظمه وألّفته تأليفا ثانيا، ثم أيضا بعد انتقالي إلى مدينة أنطاكية في سنة خمس وأربعمائة للهجرة تصفّحته تصفّحا (¬10) ثانيا، وتحصّل لي تواريخ أخر، فخرّجت منها ما ألحقته به وأضفته إليه، وغيّرت بعضه، وقرّرت الأمر على هذه النسخة [وأحببت التنبيه على ذلك لكيما إذا وجد لهذا الكتاب نسخ أخر مختلفة عرف السبب فيه] (¬11). فكنت (¬12) عزمت أيضا أن أصلح تاريخ ¬

(¬1) في نسخة بترو «يحصا». (¬2) زيادة من نسخة بترو. (¬3) في نسخة بترو «باندكته». . (¬4) زيادة من بترو و (ب). (¬5) في البريطانية «اسما ولا ذكرا». . (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬7) في (ب) «بناديكطس». . (¬8) في الأصل وطبعة المشرق-ص 92 «أسماؤهم» والتصويب من نسخة بترو. (¬9) في الأصل وطبعة المشرق «لي» وما أثبتناه عن (س). (¬10) في الأصل وطبعة المشرق «تصفيحا»، وما أثبتناه عن النسخة (س) و (ب). (¬11) ما بين الحاصرتين ليس في (ب). (¬12) في البريطانية: «وكنت». .

سعيد بن بطريق وألحق فيه من الأخبار ما طواه وأغفله (¬1) وأغيّر منه ما تحرّف عليه منها ولم يقف على صحّته فأورده على غير حقيقته، فرأيت أنّ ذلك يطول، ويضطرّ (¬2) إلى عظم الكتاب وتغيير (¬3) جميع ما فيه، فأهملته [وتصفّحت قبل شروعي في تأليف هذا الكتاب عدة نسخ لكتاب سعيد بن بطريق، فألفيت (¬4) بعضها يتضمّن التاريخ إلى صدر من خلافة القاهر، وهي السنة التي صيّر فيها سعيد بن بطريق بطريركا على الإسكندرية بل قد أضيف إلى بعضها زيادات بسبب من مضيف الكتاب ولا هي في نسخة أصلية. ورأيت نسخة الأصل نفسها ونسخ (¬5) أخر للكتاب غيرها، ونهاية (¬6) ما فيها إلى خلافة الراضي، وذلك سنة ستّ وعشرين وثلاث مائة للهجرة، وعلى هذه النسخة خاصة أنشئت (¬7) هذا الكتاب، إذ كان أتمّ النّسخ شرحا، وأقربها عهدا (¬8). وأظنّ السبب في نقصان أواخر بعض هذه النسخ وقصورها عن أسباب (¬9) ما في نسخة أصله (¬10) أن الكتاب استنسخ في حياة مؤلّفه في أوقات مختلفة من الزمان، واشتهرت نسخته في أيدي الناس، وبقيت كل واحدة من النسخ على جملتها تتضمّن (¬11) التاريخ إلى الزمان الذي كتبت فيه] (¬12). [وهذه هي نهاية تاريخ سعيد بن بطريق إلى خلافة الراضي سنة ستّ وعشرين ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق-ص 92 «وأغلقه» وما أثبتناه عن النسخة (س). (¬2) في النسخة (ب): «ويظهر». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق-93 «ويتغيّر». وما أثبتناه من البريطانية. (¬4) في نسخة بترو «فالقيت»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬5) كذا، والصحيح «نسخا». . (¬6) في نسخة بترو «وتهيأت»، والتصويب من البريطانية. (¬7) كذا، والصواب «أنشأت». . (¬8) في نسخة بترو «وأقرّ عهدا»، وما أثبتناه من النسخة البريطانية. (¬9) في نسخة بترو «اسهاب» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬10) في نسخة بترو «أصلية» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬11) في نسخة بترو «يتضمن» والتصويب من البريطانية. (¬12) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو وصحّحتها من البريطانية.

[سنة 326 هـ‍.]

وثلاثمائة للهجرة] (¬1) وأنا مثبت هاهنا الفصل (¬2) الأخير من النسخة التي هي (أصح من جميع نسخه) (¬3) وأتمّ وأكمل (¬4) وأتلوه بما ألّفته، مستعينا بالله طالبا منه التوفيق فيما قد قصدت إليه وعزمت عليه، وهو المرشد لذلك بفضله/ وكرمه. [سنة 326 هـ‍.] قال سعيد بن بطريق: وفي سنة ستّ وعشرين وثلثمائة كان بين الروم والمسلمين هدنة، وكان بينهم فداء خلق كثير (¬5). [رسالة بطريرك القسطنطينية إلى بطاركة الإسكندرية وأنطاكية وبيت] وفي هذه السنة وجّه ثوفيلكطس (¬6) بطريرك القسطنطينية برسول من قبله ومعه كتب إلى أنبا أفتيشيوس (¬7) بطريرك الإسكندرية، وإلى أنبا تاودوسيوس (¬8) بطريرك أنطاكية، وإلى أنبا خريصطودللس (¬9) بطريرك بيت المقدس يسألهم أن يذكروا اسمه في صلواتهم وقدّاساتهم، فأجابوه إلى ما سأل، وهذا كان قد انقطع من وقت خلافة بني أميّة، وهذا آخر ما سيّر سعيد بن بطريق البطريرك، ووجد في نسخة أصله (¬10) تمام خلافة الراضي أبي العبّاس محمد بن المقتدر. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ليس في (س). (¬2) في البريطانية «للفصل». . (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬4) في البريطانية «وأكمل كتابه». (¬5) الخبر في: تكملة تاريخ الطبري للهمداني (طبعة بيروت) -ص 111، وعيون الحدائق لمؤرّخ مجهول (تحقيق نبيلة عبد المنعم داود) -ج 254/ 69، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي 6/ 293، والكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 352، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 188، وتاريخ الزمان لابن العبري 56، وتاريخ ابن خلدون 3/ 409، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 262. وانظر: تاريخ كنيسة انطاكية، لبابادوبولس. ص 591 (¬6) في البريطانية «تاوفيطس»، وفي بترو «ثوفيلكته». . (¬7) في بترو «اوتوشيوس». (¬8) في البريطانية «ثاودوسيوس». . (¬9) في (س): «اخرسطودولا»، وفي بترو «خريسطوذولا». وفي (ب) «خريصيوذولس». (¬10) في (س) «الأصل الذي صنفها».

[الخليفة الراضي يقلد ابن راشد إمرة الأمراء]

[الخليفة الراضي يقلّد ابن راشد إمرة الأمراء] وقلّد الراضي لمحمد بن رايق إمرة الأمراء، وفوّض إليه تدبير دولته، وأمر أن يخطب له على سائر المنابر التي في مملكته، [ابن رائق يستولي على أمور الدولة العباسية] واستولى ابن رايق (¬1) على الأمور، واستكتب أحمد بن علي الكوفي، ونظر فيما كان الوزراء ينظرون فيه، وبطل منذ ذلك الوقت أمر الوزراء، فلم يكن للوزير نظر في شيء من الأشياء، ولا كان له غير اسم الوزارة، وكذلك سائر من تقلّد الإمارة لخلفاء بني العبّاس بعد ابن رايق، وإلى (¬2) هذه الغاية، وصارت أموال النّواحي تحمل إلى خزائن الأمراء، فيأمرون فيها وينفقون ما يرون، ويطلقون لنفقات السلطان ما يريدون، وعطّلت بيوت الأموال. [ابن رائق يولّي بجكم التركي على الأهواز] وولّى محمد بن رايق (¬3) الأهواز لغلام تركي يسمّى (¬4) بجكم (¬5) فعظم حاله وكثر ماله وتوفّر جيشه، فسار إلى بغداد لمحاربة ابن رايق، والتقيا بموضع يعرف بديالى (¬6) [في ذي القعدة من سنة 326] (¬7)، فانهزم ابن رايق، [دخول بجكم بغداد ووزارته للراضي] ودخل بجكم إلى بغداد، وأكرمه الراضي وخلع عليه وجعله أمير الأمراء (¬8)، واستكتب [بجكم] (¬9): محمد بن يحيى بن شيرزاد (¬10) يدبّر الأحوال، فقام مقام الوزراء من غير تسمية بوزارة. [سنة 327 هـ‍.] [وفاة الفضل بن جعفر وزير الراضي] ومات الفضل بن جعفر (¬11) وزير/83 ب/الراضي بالرملة [في جمادى ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 93 «بن رايق» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق «والي». (¬3) في (ب) «دايق» و «ذايق». . (¬4) في البريطانية «اسمه». . (¬5) في بترو و (ب) «بحكم». . (¬6) ديالى: بفتح أوله وإمالة اللام، نهر كبير بقرب بغداد، وهو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها، وهو الحدّ بين طريق خراسان والخالص، وهو نهر تامّرا بعينه. (معجم البلدان 2/ 495). (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬8) أنظر: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 64، والكامل في التاريخ 8/ 347. (¬9) زيادة من بترو و (ب) وورد فيهما «بحكم». . (¬10) في بترو «سراد»، وفي (ب) «سيراد». (¬11) زاد في نسخة بترو: «بن الفرات بن حربانه».

[وزارة أحمد بن محمد البريدي]

الأول سنة 327] (¬1) [وزارة أحمد بن محمد البريدي] واستوزر الراضي أحمد بن محمد البريدي [يوم الأحد لستّ خلون من رجب من السنة] (¬2) وكان اسم الوزارة واقعا عليه، والقائم بتدبير الأحوال بجكم وابن شيرزاد (¬3) كاتبه. [سنة 328 هـ‍.] [وفاة سعيد بن بطريق بطريرك الإسكندرية] واعتلّ بمصر سعيد بن بطريق، وهو أفتيشيوس بطريرك الإسكندرية، وكان متمهّرا (¬4) بصناعة الطبّ، فحدس أنها علّة موته، فصار إلى كرسيّه إلى الإسكندريّة، وأقام بها أيام (¬5) عدّة عليلا، ومات يوم الاثنين سلخ رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة (¬6)، وله في الرئاسة سبع سنين وستة أشهر (¬7) [شقاق أسقف تنّيس وأسقف الفرما على ابن البطريق] وكان في أيامه انشقاق عظيم وشرّ متّصل بينه وبين شعبه، وذلك أنّ جماعة من أطبّاء فسطاط مصر وشيوخهم كانوا كارهين لرئاسته، وكان على تنّيس (¬8) إذ ذاك ¬

= وأقول: هو أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات المعروف بابن حنزابة، توفي يوم الأحد 8 جمادى الأول سنة 327 هـ‍. أنظر عنه في: الولاة والقضاة للكندي 288 وفيه وفاته في شهر ربيع الأول، وولاة مصر، له-ص 306، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 113، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 409، والعيون والحدائق لمجهول-ج 4 ق 2/ 80، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 282، والكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 354، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 424 (في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن موسى رقم 487)، ودول الإسلام للذهبي 1/ 201، وسير أعلام النبلاء، له 14/ 479 رقم 263، والعبر له أيضا 2/ 308، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 264، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 2/ 309. (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو و (ب). (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو و (ب). (¬3) هو أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد. وفي النسخة (س): «سيرزاد» وفي (ب): «بحكم. . سيراد». . (¬4) في النسخة (س): «ماهرا». (¬5) هكذا في الأصل، والصحيح «أياما». (¬6) في كتاب «تاريخ الأزمنة للبطريرك الدويهي» نقص يمكن تعويضه من تاريخ الأنطاكي هذا. أنظر-ص 52 رقم 22. (¬7) من هنا ليس في النسخة (س). (¬8) تنّيس: بكسرتين وتشديد النون، وياء ساكنة: جزيرة في بحر مصر قريبة من البرّ ما بين الفرما ودمياط، والفرما في شرقيّها. (معجم البلدان 2/ 51). وفي النسخة (ب) «تينس».

أسقف يسمّى ميخائيل (¬1) ويعرف بابن النخيلي (¬2) وكان أيضا كارها له فوثب عليه (¬3) جماعة من الملكيّة (¬4)، واستنفر سائر من كان منهم بمصر وأوحشهم منه، فقطع اسمه في عدّة كنائس وكراسي منها تنّيس والفرما (¬5). وكان أيضا بالفرما أسقف يعرف بابن بليحا (¬6) شرّير وعلى طريق غير محمودة ولا مأثورة، فعاضد (¬7) ميخائيل (¬8) بن النخيلي أسقف تنّيس على مقاومة البطريرك أفتيشيوس، فجهد (¬9) البطريرك في استصلاحهما وأن يرجعا عمّا هما عليه من مقاومته ومنازعته، فلم يتّفق (¬10) ذلك. وكان أسقف الفرما هذا أخذ برطيل (¬11) منه، وغرض أسقف تنّيس إزالته عن الرئاسة. ومات ميخائيل أسقف تنّيس في صفر سنة اثنين وعشرين وثلثمائة، وحمل إلى تنّيس وقبر بها في كنيسة أبي (¬12) جلبة، وكفى البطريرك أمره، وتمكّن من تنّيس. وانقسم أهل مصر قسمين، وكذلك أهل تنّيس، وتحزّبوا حزبين، فصار حزب من الكهنة والعلمانيّين مع البطريرك، وحزب منهم عليه. وكان كل فريق منهم يصلّي في كنيسة مفردة. ثم أصلح البطريرك على تنّيس عوضا من ابن النخيلي ¬

(¬1) في (ب): «أسقفا. . . مخائيل». . (¬2) في نسخة بترو «النحيلي» بالحاء المهملة. (¬3) في (ب): «على». (¬4) في بترو «من النصارى الملكية». والملكية أو المكانية، وهو المتواتر في الكتب بإحدى الفرقتين الدينيّتين اللّتين نشأتا في مصر المسيحية قبل الإسلام. وكان قيامهما نتيجة الخلاف المذهبي الذي قام بها وبسائر بلاد الدولة الرومانية الشرقية حول طبيعة المسيح وجوهره ومشيئته وأقنومه. وتسمّى الفرقة الثانية باليعقوبية نسبة إلى أحد زعمائها وهو يعقوب البراذعي الراهب. Jacob Baradeus (¬5) الفرما: بالتحريك، مدينة على الساحل من ناحية مصر، وهي أول مصر من الشام. (معجم البلدان 4/ 255). (¬6) في البريطانية «بليحه» وفي بترو مهملة. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 94 «معاضد». وما أثبتناه عن بترو و (ب). (¬8) في (ب) «مخائيل». (¬9) في البريطانية: «وجهد». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق «يتفقا» والتصويب من البريطانية. (¬11) كذا، والصواب «برطيلا». (¬12) في البريطانية «أبو».

[ابن الأحول يمنع الصلاة في كنيسة تنيس ويقبض على أسقفها]

أسقفا من أهلها يسمّى ثاوفيلس (¬1) ويعرف بابن الشقيّ (¬2) واجتمع إليه بنوه (¬3) وإخوته وجماعة من أهل البلد، وقصد استصلاح من كان نافرا، وجعل يقصد منازلهم راجلا، وخفض جناحه لهم، ولاطفهم، فلم يغنه ذلك شيئا، وقام لكلّ حزب من الحزبين غرض في نصرة هواه، حتى كان الأب لا يكلّم ابنه، ولا المرأة (¬4) تخاطب بعلها، وانتشت الحرومات (¬5) بينهم، وصارت القرابين تنتقل (¬6) من هيكل إلى هيكل وتكسر على المذابح، ويستعين كلّ فريق منهم على الآخر بالسلطان. [ابن الأحول يمنع الصلاة في كنيسة تنّيس ويقبض على أسقفّها] وخرج جماعة من النافرين (¬7) عنه من أهل تنّيس من النّصارى إلى الإخشيد محمد بن طغج (¬8) بمصر ساعيين (¬9) به رافعين عليه، وكان رجلا ظالما يصغي كثيرا إلى سماع السعايات وقبولها، ويهلك المسعيّ به (¬10) ويأتي عليه، فوجّه معهم قائدا يكنّى بأبي الحسين ويعرف [بصاحب علي بن] (¬11) الأحول (¬12) وضمّ إليه جماعة من الرّجّالة، فأنزلوه بكنيسة أبي (¬13) جبلة، وهي كنيسة أهل الملّة الجامعة التي الأسقف نازل (¬14) بها، فختمها ومنع الصّلوات فيها، وقبض على تاوفيلس أسقف تنّيس وعلى أفتيشيوس/84 أ/البطريرك، وكانا جميعا يومئذ بتنّيس، ووكّل بهما، وأحضر جماعة من مشايخ الإسلام وشيوخ النصارى، وفتح خزائن الكنيسة ¬

(¬1) في بترو «ثاوفيلا». (¬2) في (ب): «الشقى». (¬3) في نسخة بترو «إليه أهل بيته». (¬4) في (ب) «الامرأة». (¬5) كذا في الأصل. (¬6) في نسختي بترو و (ب) «تنقل». (¬7) في البريطانية «من النصارى المنافرين». (¬8) في (ب) «طعج». (¬9) كذا، والصواب «ساعين» (¬10) في بترو «المسعى به والمنتصح به». (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو و «ب». (¬12) في بترو «الأخول»، وفي الأصل وطبعة المشرق 95 «ويعرف بابن الاصول». (¬13) في (ب) «أبو». (¬14) في (ب) «نازلا».

وأخرج سائر آلاتها وجميع صياغاتها [ونحاسها] (¬1) وستورها (¬2) عن آخرها، وكانت كثيرة متوفّرة (¬3) حتى أنّ ذهبها وفضّتها لكثرتها وزنا في القرسطقون (¬4) أي القبّان، وعظم تعجّب من حضر من الأمم [من المخالفين في الديانة] (¬5) من كثرة ما شاهدوا ورأوا منها (¬6) وعبّى (¬7) القائد الذي حضر من مصر جميع المأخوذ في أقفاص، وكتب إلى الإخشيد مطالعة بما وجد ويستأذنه بحمله إلى مصر، فأذن له بحمل الجميع إليه، والاستقصاء والبحث عمّا عسى أن يكون قد خفي، فأحضر البطرك (¬8) والأسقف جميعا، وطالبهما بإخراج ما بقي للكنيسة من الآلات، فأعلماه أنّهما لا يعرفا (¬9) أنه بقي لها شيء، فلم يقنع منهما بذلك، وضرب [الأسقف] (¬10) ثاوفيلس ثمانية عشرة درّة، وقدّم البطريرك ليضرب أيضا، فبكى الناس الحاضرون (¬11) وكثر ضجيجهم، فعفي (¬12) عن الضرب، وحمل جميع متاع الكنيسة بأسره إلى مصر، [وخرج الأسقف والبطريرك إلى مصر] (¬13) وقصد الأسقف وجماعة من الكتّاب النّصارى (¬14)، وسألهم [السفارة] (¬15) في توسّط حالهم مع الإخشيد ¬

(¬1) زيادة من بنرو و (ب). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق «ستورتها»، والتصويب من (ب). (¬3) في البريطانية «وافرة». (¬4) في (س) «القرسطون». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (ب)، وفي بترو «الأمم المخالفين من الديانة». (¬6) في (ب) «منا». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق «وعبا». وما أثبتناه عن (ب). (¬8) في بترو «البطريرك». (¬9) كذا، والصواب «يعرفان». (¬10) زيادة من البريطانية. (¬11) في الأصل وطبعة المشرق 95 «فبكا الناس الحاضرين»، والتصويب من بترو و (ب). (¬12) في (ب) «فاعفى». (¬13) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬14) في (ب): «جماعة النصارى الكتّاب». (¬15) زيادة من بترو.

(بعد ما خرج الأسقف والبطريرك معا إلى مصر) (¬1) فسعوا في ذلك، وتوسّطوا أمر البطريرك والأسقف، على أن يفوا (¬2) له بخمسة آلاف دينار، وأعاد (¬3) المأخوذ، وانحدر الأسقف ثاوفيلس ووضع يده في بيع العقار و [الأوقاف التي] (¬4) للكنائس، فباع منه ما يساوي ألوفا كثيرة بخمسة آلاف دينار، وطمع (¬5) كلّ واحد في البطريرك والأسقف، وامتدّت العين إليهما، واضطرّ إلى استكفاء شرّ كلّ أحد [منهم وإرضائه] (¬6)، فلم يبق من الوقف والرّحل إلاّ ما لا قدر (¬7) له. ثم استرمّت كنيسة أبو مينا التي في تنّيس (¬8) هدمها الأسقف ثاوفيلس، وأقام عمدها وأساطينها وزاد في سمكها وبنا (¬9) جملها (¬10)، وباع لأجل (¬11) عمارتها من الآلات [الكنيسة] (¬12) وأوقافها شيء كثير (¬13) فانتهى ذلك إلى الإخشيد، وعرف أنه كان يبيع ما يساوي مائة دينار مثلا بخمسين دينارا، ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في بترو و (ب). (¬2) في بترو «يقوما». (¬3) في (ب) «واعادة». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 95 «والوقوف الذي»، والتصويب من (ب). (¬5) في بترو «وكثر طمع». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 95 «ذا رضاية»، وفي (ب) «احد وارضائه»، وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬7) يلخّص البطريرك الدويهي هذه الأخبار بقوله: «وفيها توفي بطرك الإسكندرية أفتيشيوس المعروف بسعيد بن البطرك صاحب التاريخ في آخر رجب، وكان مقامه في البطريركية سبع سنين ونصف، وكان بينه وبين شعبه شقاق عظيم، حتى أن الإخشيد بن طفج (كذا). . . كثير الكنائس، في مدينة تنّيس. وقبض على آلات الفضّة والذهب الذين (كذا) كانوا في الكنائس، وكانوا كتار جدا، ثم استرجعهم أسقف تنّيس». (أنظر: تاريخ الأزمنة للدويهي، تحقيق الأب بطرس فهد-طبعة دار لحد خاطر-ص 52 الفقرة 22). (¬8) في نسخة بترو «وتداعه ف» وهي عبارة لا معنى لها. (¬9) هكذا في الأصل، والصحيح «بنى». (¬10) الجمل: هو الجسر الذي يحمل السقف، ويقال له «الجملون». . (¬11) في الأصل وطبعة المشرق 96 «لاحد» والتصويب من (ب). (¬12) كذا في الأصل. والصواب «الكنسيّة». (¬13) كذا في الأصل. والصواب كما في نسخة بترو «شيئا كثيرا».

[المسلمون واليهود يهدمون كنيسة بعسقلان]

فصيّر (¬1) إلى تنّيس صاحبا له من الكتّاب يعرب بابن الفهمي، وتقدّم إليه ببيع ما بقي منها، وأن يستظهر على مشتريين (¬2) أوقاف الكنائس (¬3) يأخذ النصف من الثمن، فمن (¬4) كان ابتاع شيئا بمائة دينار قبض منه للسلطان (¬5) خمسين دينارا، فأخذ من الناس مالا واسعا [وجعل من ذلك جملة كثيرة] (¬6)، وهرب جماعة من منازلهم خوفا من الغرم والمصادرة. ولمّا شاهد النّصارى تفاقم الحال والهلاك الواقع بوقف تنّيس عدل بعضهم بعضا (¬7)، واتّفقت كلمتهم، ورجعوا إلى كنيسة واحدة، إلاّ أنّ نفوس أكثر أهل تنّيس لم تزل مستوحشة من الأسقف ثاوفيلس بن الشقيّ. [المسلمون واليهود يهدمون كنيسة بعسقلان] وثار المسلمون (¬8) بعسقلاّن على كنيسة كبيرة بها تعرف بكنيسة مريم الخضرا، فهدموها ونهبوا جميع ما فيها وأحرقت، وعاضد المسلمين اليهود في هدمها، وكان اليهود يشعلون النار في الحطب ويجرّونه بالبكر إلى أعلى السقوف حتى يحرقونها وينحلّ رصاصها ويقع عمدها. وخرج أسقفها إلى مدينة السلام متوسّلا/84 ب/في ردّها، فلم ينجح له في ذلك سعي وخربت الكنيسة وبقيت على حالتها. وتوافق المسلمون من أهل عسقلان أن لا يمكث (¬9) بهذا، فأقام بالرملة إلى أن مات (¬10). ... ¬

(¬1) في نسختي بترو و (ب) «فسيّر». (¬2) كذا، والصواب «مشتري». (¬3) في (ب) «الكنيسة». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 96 «ممن» وما أثبتناه عن نسختي بترو و (ب). (¬5) في (ب) «السلطان». (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬7) في بترو زيادة «وتفرّقت أجزيهم». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 96 «المسلمين»، والتصويب من (ب). (¬9) في بترو: «يمكنوا» وفي (ب): «ألاّ يمكّنوا». (¬10) ورد هذا الخبر في «تاريخ الأزمنة»، للدويهي، بقوله: «وفيها (أي السنة المذكورة) ثار المسلمون على كنيسة ستّنا مريم التي بعسقلان، وتعرف بالخضراء، فنهبوا جميع ما فيها ثم هدموها، وكان ذلك بمعضدة اليهود الذين بالبكرات كانوا يصعدون الحطّاب لسقوفها حتى-

[ابن رائق يستولي على حمص ودمشق والرملة ويهزم الإخشيد]

[ابن رائق يستولي على حمص ودمشق والرملة ويهزم الإخشيد] وأما محمد بن رايق لمّا خرج من العراق منهزما سار إلى حمص فملكها، ثم توجّه إلى دمشق وإلى الرملة وملكها، وبلغ إلى عريش مصر، فخرج إليه الإخشيد محمد بن طغج (¬1) من مصر وحاربه [يوم الأربعاء النصف من شهر رمضان سنة 328] (¬2) فانهزم الإخشيد، واشتغل أصحاب ابن رايق (¬3) واطمئنّوا (¬4)، [الإخشيد يهزم ابن رائق إلى دمشق] فجمع الإخشيد بعد هزيمته أصحابه وغلمانه وقصد ابن (¬5) رايق وسار (إلى دمشق) (¬6) وهم بالعريش، فوقع بهم وهزمهم، وأفلت ابن رايق في سبعين رجلا، وسار إلى دمشق منهزما. وتأهّب الإخشيد للمسير إلى دمشق للقائه، ووجّه أخاه أبا النّصر الحسن بن طغج في جماعة من الغلمان والقوّاد والأولياء إلى اللّجّون (¬7) ليكونوا على مقدّمته، واتّصل ذلك بابن رايق (¬8) فأسرع (¬9) إليهم في جماعة من الغلمان، وجدّ في المسير، [ابن رائق يقتل أخا الإخشيد عند اللّجّون] ونزل أبو النّصر في اللّجّون [صباح يوم الثلاثاء لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة من السنة] (¬10). وهم لا يعلمون، فكبسهم بن (¬11) رايق، ووقع بينهم وقعة عظيمة هناك، وانهزم أصحاب أبي النصر ابن طغج، وأسر وجوه قوّاده، وقتل أبو النّصر (¬12) في الحرب، فأخذه محمد بن رايق ¬

= احترقت كلها، وهرب عسقلان (كذا) إلى الرملة، وأقام بها إلى أن مات»!! (أنظر-ص 52 الفقرة 22). (¬1) في (ب) «طعج». . (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو و (ب). (¬3) في الأصول كلها وطبعة المشرق 96 «أصحاب الإخشيد»، وما أثبتناه هو الصحيح اعتمادا على ابن الأثير في الكامل 8/ 369. (¬4) كذا، والصواب «واطمأنوا». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق «بن»، والتصويب من البريطانية. (¬6) ساقط من (ب). (¬7) اللّجّون: بفتح أوله، وضمّ ثانيه وتشديده، وسكون الواو. بلد بالأردن، بينه وبين طبرية عشرون ميلا، وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا. (معجم البلدان 5/ 13). (¬8) في طبعة المشرق 96 «دايق» وهو تحريف. (¬9) في بترو «فاسرا» وفي (ب) «فاسرى». (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو و (ب). (¬11) كذا، والصواب «ابن». (¬12) في (ب) «أبا نصر».

[الإخشيد يوسط أبا الفتح ابن رائق في الصلح مع أبيه]

[الإخشيد يوسّط أبا الفتح ابن رائق في الصلح مع أبيه] وغسّله وكفّنه وحنّطه وحمله في تابوت إلى أخيه الإخشيد، وأنفذ معه أبا الفتح مزاحم (¬1) ابنه، وكتب معه كتابا إليه يعزّيه بأخيه ويعتذر مما جرى، ويذكر أنه لم يؤثر قتله، وأنه قد أنفذ إليه ابنه أبا الفتح ليفديه به إن أحبّ ذلك، فتلقّى الإخشيد فعله هذا بالجميل، وخلع على أبي الفتح مزاحم (¬2) بن محمد بن رايق، وردّه إلى أبيه مسلّما (¬3)، فجعله واسطة بالصلح (¬4) بينهما. [صرف أحمد بن محمد البريدي عن الوزارة] [وصرف عن الوزارة أحمد بن محمد البريديّ (¬5) يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وتقلّدها سليمان بن الحسن (¬6) بن مخلد في ذلك اليوم. وكان اسم الوزارة واقع (¬7) عليه، وابن شيرزاد (¬8) المدبّر للأحوال (¬9). ثم قبض بجكم على ابن شيرزاد (¬10)، واستكتب أحمد بن عليّ ¬

(¬1) في الأصل، وطبعة المشرق-ص 97 «مراحم» بالراء المهملة، والصحيح ما أثبتناه. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 97: «على أبا الفتح مراحم»، والتصحيح من نسختي بترو و (ب). (¬3) المراد: «سالما». والخبر في: الكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 363،364، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 414، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 116،117، وولاة مصر للكندي 306 - 308، وكتاب الولاة والقضاة، له 288 - 290، وزيدة الحلب من تاريخ حلب لابن العديم 1/ 100 ونهاية الأرب للنويري 23/ 150، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 192، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 86،87، وتاريخ ابن الوردي 1/ 272، وتاريخ ابن خلدون 3/ 408، 409، وتاريخ الأزمنة للدويهي 51 الفقرة 21، وشذرات الذهب لابن العماد 2/ 310، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 252،253 و 266، ودول الإسلام للذهبي 1/ 201. (¬4) في نسخة بترو «في الصلح». (¬5) هو: أبو عبد الله. وكان ولي الوزارة سنة 327 وهجاه أبو الفرج الأصفهاني بأبيات. (أنظر: تكملة تاريخ الطبري-ص 113، وكتاب الفخري-ص 285) (¬6) في (ب) «الحسين» وهو خطأ، وما أثبتناه عن مصادر ترجمته، أنظر: (الوافي بالوفيات 15/ 362،63 رقم 512) و (الفخري 281). (¬7) كذا، والصواب «واقعا». (¬8) في (ب) «سرزاد» والتصحيح من بترو والمصادر. (¬9) راجع الخبر في: تجارب الأمم 1/ 413، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 116، والكامل في التاريخ 8/ 368،369 (¬10) في (ب): «قبض يحكم على ابن سرزاء». والتصحيح من بترو، وفيها «بحكم».

[سنة 329 هـ‍.]

لكوفيّ (¬1)، فلم يزل قايم (¬2) بتدبير المملكة إلى (أن) (¬3) قتل بجكم] (¬4) [سنة 329 هـ‍.] [وفاة الخليفة الراضي] وتوفّي الراضي في ليلة (¬5) السبت لأربع عشرة (¬6) ليلة بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، [في علّة الاستسقاء الزقّي (¬7) وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة، ودفن بالرّصافة] (¬8). وكانت خلافته ستّ سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. (¬9) ¬

(¬1) الخبر في تكملة تاريخ الطبري 117 و 119. (¬2) كدا في (ب) و (بترو)، والصواب: «قايما». (¬3) ساقطة من (ب) وهي في نسخة بتروا. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (ب) وهو ناقص في نسخة بترو، ونصّه فيها: «وصرف عن الوزارة واقعا عليه وابن شيرزاد المدبر للحوال. ثم قبض بحكم على ابن شيرزاد واستكتب أحمد بن علي الكوفي، فلم يزل قائم بتدبير المملكة الى ان قتل بحكم». (¬5) في نسخة بترو زيادة «التي صيحتها يوم». (¬6) في النسخة (ب) «رابع عشر». (¬7) في نسخة بترو زيادة «والسبح». (¬8) ما بين الحاصرتين ليس في نسخة (س). (¬9) أنظر عنه في: كتاب الأوراق للصولي، طبعة مصر 1935، نشره ج. هيورث دن، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 82 - 118، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 289 - 420، والعيون والحدائق في أخبار الحقائق لمؤرّخ مجهول، بتحقيق نبيلة عبد المنعم داود-ج 4 ق 2/ 27 - 93، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 280 - 283، والكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 282 - 368، ومروج الذهب للمسعودي 4/ 322 - 339، ونشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، للقاضي التنوخي 1/ 296،297 و 298،299 و 300 و 2/ 72 و 4/ 210 و 5/ 80،81 و 7/ 16، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي 2/ 142 - 145 رقم 559، والعقد الفريد لابن عبد ربه 4/ 166 و 5/ 129، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 265 - 268 و 293 و 295،296 و 316، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 163 - 167، والتنبيه والإشراف للمسعودي 336،337، والوزراء للصابي 360، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 252،253، ودول الإسلام للذهبي 1/ 201، وكتاب أخبار الراضي والمتّقي للصولي 1/ 185، ومعجم الشعراء للمرزباني 430، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 3/ 321 - 323 رقم 439، وتاريخ الدولتين الموحدية والحفصية لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم اللؤلؤي المعروف بالزركشي-مطبعة الدولة التونسية 1289 هـ‍. -ص 271، والوافي بالوفيات للصفدي 2/ 297 - 300 رقم 733، والعبر في خبر من غبر للذهبي-

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

(9) -2/ 218،219، وسير أعلام النبلاء، له 15/ 103،104 رقم 58، وتاريخ الزمان لابن العبري 55 و 56، وتاريخ مختصر الدول، له 163،164، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 296، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 87، وتتمة المختصر لابن الوردي 1/ 272، 273، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 264 رقم 690، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 97، ونهاية الأرب للنويري 23/ 152 - 154، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 196 - 198، ومآثر الإنافة ومعالم الخلافة للقلقشندي 1/ 285 - 288، وتاريخ ابن خلدون 3/ 409،410، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 271،272، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 390 و 393، وشذرات الذهب لابن العماد 2/ 324، وتاريخ الأزمنة للدويهي 52 رقم 23، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 168.

(خلافة المتقي لله)

(خلافة المتّقي لله) ونفذت الكتب إلى بجكم (¬1) وهو يومئذ بالواسط (¬2) بتعرفة (¬3) موت الراضي، واستيذانه فيمن يبايع له بالخلافة، فأنفذ بجكم كاتبه أحمد بن علي الكوفي لينظر من يقع اختيار الجماعة عليه فيبايع له، فورد إلى بغداد فجمع الوزراء والقضاة ووجوه أهل المملكة، وشاورهم فيمن يبايع له بالخلافة، [مبايعة المتّقي لله بالخلافة] فوقع اختيار الجمع على أخي الراضي [أبي إسحاق] (¬4) إبراهيم المقتدر (¬5) وبويع له يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلثمائة، ولقّب بالمتّقي بالله (¬6). [إقرار سليمان بن الحسن بن مخلد في الوزارة] [وأقرّ (¬7) أبا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد على الوزارة (¬8). ... [الغلاء العظيم بمصر] وحدث بمصر غلاء عظيم في هذه السنة، وعزّ القمح وسائر الحبوب وعدم البتّة، ولحق الناس [من الجوع] (¬9) شدّة شديدة، وتبعه وباء عظيم، ولم يزل الغلاء إلى أن دخلت الغلّة الجديدة، وحدث أيضا ببغداد مثل ذلك، وأكل بها الناس النخالة والحشيش، وكثر الموت فصار يدفن جماعة في قبر واحد بغير صلاة ولا غسل، ورخص العقار والقماش ببغداد، حتّى صار يباع ¬

(¬1) في الأصل، وطبعة المشرق 97 «بحكم» بالحاء المهملة. وفي (ب) «يحكم». (¬2) كذا. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 97 «بتعرفه» والتصويب من (ب). (¬4) ما بين الحاصرتين من (ب)، وفي نسخة بترو «ابن اسحاق ابراهيم» وكذا في الأصل وطبعة المشرق 97. (¬5) العبارة «أبي اسحاق إبراهيم المقتدر» ليست في (س). (¬6) في الأصل «المتقي لله» والتصويب من (ب). (¬7) من هنا حتى قوله «وطردوهم» (15) سطرا ليست في (س). (¬8) أنظر: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 95، وتجارب الأمم 2/ 2 و 3، والفخري 284، والتنبيه والإشراف للمسعودي 344، والكامل في التاريخ 8/ 369، وخلاصة الذهب المسبوك 255. (¬9) زيادة من (ب) وبترو.

[مقتل بجكم التركي]

ما ثمنه دينار/85 أ/بدرهم (¬1). ... [مقتل بجكم التركي] وقتل بجكم التركي بواسط [يوم الأربعاء لسبع بقين من رجب] (¬2). وكان سبب قتله أنه خرج يوما يتصيّد، فلقي قوما من الأكراد فقتلوه ولم يعلموا أنه بجكم (¬3). [صرف سليمان بن الحسن واستيزار أحمد بن ميمون] واستتر (¬4) كاتبه أحمد بن علي الكوفي، وصرف المتّقي (¬5) عن الوزارة سليمان بن الحسن، واستوزر أحمد بن ميمون (¬6) يوم الأحد، لثالث خلون من شعبان سنة تسع وعشرين وثلثماية (¬7). [حركة أحمد بن محمد البريدي لبلوغ الوزارة] وصعد أحمد بن محمد البريديّ (¬8) من واسط إلى بغداد ملتمسا تقليد الوزارة، وراسله المتّقي في العودة إلى واسط، وامتنع عن الرجوع، وطلب الدخول إلى بغداد وتقليد الوزارة (¬9)، وكان (في) (¬10) جيش عظيم وغلمان عداد (كذا). فعلم الوزير أحمد بن ميمون أنه إلّم يجاب (¬11) إلى ما التمس ¬

(¬1) راجع: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 96، وتكملة تاريخ الطبري 120، وتجارب الأمم 2/ 8، والكامل في التاريخ 8/ 377، والمنتظم 6/ 319، ودول الإسلام 1/ 202، ونهاية الأرب 23/ 162، والبداية والنهاية 11/ 201، والنجوم الزاهرة 3/ 273، وتاريخ الزمان لابن العبري 57، ومرآة الجنان 2/ 296، والعبر للذهبي 2/ 219. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (ب) وبترو. (¬3) أنظر: تكملة تاريخ الطبري 121،122، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 96 - 98، وتجارب الأمم 2/ 9،10، والكامل في التاريخ 8/ 371، والبداية والنهاية 11/ 200، والمنتظم 6/ 320 رقم 517، والنجوم الزاهرة 3/ 272، ودول الإسلام 1/ 202، والمختصر في أخبار البشر 3/ 88، وتتمة المختصر 1/ 273، وتاريخ مختصر الدول 164، وتاريخ ابن خلدون 3/ 410، والوافي بالوفيات 10/ 77،78 رقم 4515، وتاريخ الخلفاء 394، وتاريخ الأزمنة 53. (¬4) في نسخة بترو «واستر» والتصويب من البريطانية، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 123. (¬5) في نسخة بترو «المتقى» والتصويب من البريطانية. (¬6) هو: أحمد بن محمد بن ميمون أبو الحسين. (¬7) تجارب الأمم 2/ 12، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 122. (¬8) في نسخة بترو «التربدي» وفي (ب) «التربذي» وما أثبتناه عن المصادر. (¬9) تجارب الأمم، وتكملة تاريخ الطبري. (¬10) «في» زيادة من (ب) يقتضيها السياق. (¬11) كذا في نسخة بترو، وفي (ب) «إن لم يجاب»، والصواب «إن لم يجب».

[كورتكين الديلمي يهزم البريدي ويتولى إمرة الأمراء]

آل (¬1) الحال معه إلى أحوال تذمّ عواقبها ولا يومن غوايلها، فاستعفا (¬2) وأزال عن نفسه اسم الوزارة يوم السبت لستّ خلون من شهر رمضان، ونسبت إلى البريدي (¬3). [كورتكين الديلمي يهزم البريدي ويتولّى إمرة الأمراء] وكان مع (¬4) البريدي جماعة من الغلمان الأتراك والديلم وروس الديلم عليهم كورتكين (¬5) الديلمي، وروس الأتراك أيضا عليهم بكسل (¬6). وانحاز الديلم إلى دار السلطان وتفرّق عنه الأتراك واجتمعوا إلى تكين، وتضافروا (¬7) جميعا، وعلوا بهم (¬8) العامّة، وقصدوا بجميعهم التربيدي (البريدي)، فهرب إلى واسط قبل الظهر من يوم الاثنين سلخ شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فخلع المتّقي على كورتكين (¬9) الديلمي يوم الخميس لثلاث خلون من شوّال، وصيّروه أمير الأمراء (¬10). وأقام المتّقي: عبد الرحمن بن عيسى لتدبير الأمور من غير تسمية بوزارة (¬11)، [محمد بن أحمد القراريطي يتقلّد الوزارة] ثم قلّدوا الوزارة أبا إسحاق محمد بن أحمد القراريطي (¬12) يوم ¬

(¬1) في نسخة بترو «إلى» والتصويب من البريطانية. (¬2) كذا، والصواب «فاستعفى». (¬3) في نسخة بترو «التربدي» وفي (ب) «التربذي». والخبر في تكملة تاريخ الطبري 1/ 122،123، وتجارب الأمم 2/ 15، والكامل في التاريخ 8/ 373،374. (¬4) زيادة من (ب). (¬5) في تجارب الأمم 2/ 17 و 98 «كورنكيج»، وفي تكملة تاريخ الطبري 1/ 124 «كورنكج» وما أثبتناه يتفق مع الكامل في التاريخ 8/ 375 وهو: كورتكين بن الفاراضي. (¬6) لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬7) في نسخة بترو «تظافروا» والتصويب من (ب). (¬8) في نسخة بترو «وغلوبهم»، وما أثبتناه عن (ب). (¬9) في نسخة بترو «كوزتكين» والتصويب من (ب). (¬10) تكملة تاريخ الطبري 1/ 124، وتجارب الأمم 2/ 18، والكامل 8/ 374. (¬11) في (ب) «لوزارة». والخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 124، والكامل 8/ 374، وتجارب الأمم 2/ 18. (¬12) هو الإسكافي المعروف بالقراريطي.

[كورتكين يقبض على القراريطي ويقلد الوزارة محمد بن قاسم الكرخي]

السبت لاثني عشر ليلة خلت من شوّال من السنة بعينها (¬1). [كورتكين يقبض على القراريطي ويقلّد الوزارة محمد بن قاسم الكرخي] وقبض عليه (¬2) كورتكين الأمير ليلة الأحد لخمس بقين من ذي القعدة. وقلّد الوزارة لأبي جعفر محمد بن قاسم الكرخي (¬3). [المتّقي يرسل إلى بجكم بالعودة إلى بغداد] وكتب المتّقي بعد قتل بجكم (¬4) إلى ابن رايق يستدعي حضوره من الشام إلى بغداد، فسار إلى أن بلغ الموصل، وجرى بينه وبين الحسن (¬5) بن عبد الله بن حمدان مراسلة، [الحسن بن عبد الله بن حمدان يؤدّي مالا لبجكم] وحمل ابن حمدان إلى ابن (¬6) رايق مائة ألف دينار (¬7). [الحرب بين بجكم وكورتكين وهزيمة كورتكين] وانحدر يريد بغداد، ولما قرب منها خرج كورتكين إلى عكبرا (¬8) في جيوشه للقايه، وتحاربا أيام (¬9) متتابعة. ودخل ابن (¬10) رايق إلى بغداد يوم الخميس، لتسع بقين من ذي الحجّة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وسار إلى دار الخلافة، ووافى (¬11) كورتكين في جيشه من عكبرا (¬12)، فلما وصل كورتكين إلى دار السلطان دوفع عنها ورمى أصحاب ابن (¬13) رايق بالنّشّاب ¬

(¬1) تكملة تاريخ الطبري 1/ 124، وتجارب الأمم 2/ 18، والكامل 8/ 375. (¬2) في نسخة بترو و (ب): «وقبض على كورتكين» وما أثبتناه هو الصحيح اعتمادا على الهمداني حيث قال: «وقبض كورنكج على القراريطي، فكانت مدّة وزارته ثلاثة وأربعين يوما». (تكملة تاريخ الطبري 1/ 125). (¬3) الخبر في تكملة تاريخ الطبري 1/ 125، وتجارب الأمم 2/ 20، والكامل 8/ 375. (¬4) في نسخة بترو «بحكم» والتصويب من (ب) والمصادر. (¬5) في (ب) «الحسين» وهو الصحيح. (¬6) في نسخة بترو «بن» والتصحيح من (ب). (¬7) في (ب) «إلى ابن رايق ألف دينار». والخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 125. (¬8) في نسخة بترو «عكيرا» وفي (ب): «من عكرا». وعبكرا: بالباء الموحّدة. وضمّ أوله وسكون ثانيه: بليدة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (معجم البلدان) (¬9) كذا، والصحيح «أياما». (¬10) في نسخة بترو «بن». . (¬11) في نسخة بترو «ووفا»، والتصويب من (ب). (¬12) في نسخة بترو «عكيرا». (¬13) في نسخة بترو «بن».

[ابن رائق يتقلد إمرة الأمراء من جديد]

لأصحاب كورتكين، واستتر وتمزّق أصحابه (¬1). [ابن رائق يتقلّد إمرة الأمراء من جديد] وخلع المتّقي على ابن (¬2) رايق وقلّده أمر الأمراء (¬3)، وعاد إلى ما كان عليه في أيام الراضي، وظهر كاتبه أحمد بن الكوفي من الاستتار (¬4)، وعاد إلى خدمته أيضا، ودبّر الأمر من غير تسمية وزارة (¬5). ... [سنة 330 هـ‍.] [الأتراك يشغبون ببغداد على ابن رائق وينحازون إلى ابن البريدي] وشعّث (¬6) الأتراك بمدينة السلام على ابن رائق (¬7)، وسار نحو واسط، وانحازوا إلى أحمد بن البريدي (¬8)، واحتاج ابن (¬9) رايق إلى ملاطفته وكاتبه بالوزارة يوم الخميس النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين ¬

(¬1) الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 125. «فلما قرب ابن رائق من بغداد، خرج إليه كورنكج وانتهى إلى عكبرا، واتصلت الحرب بينهما، ثم دخل ابن مقاتل، ومعه قطعة من الجيش، وبعده ابن رائق وعبر من النجمي إلى دار السلطان، وسأل المتّقي الركوب معه، فركب معه إلى الشماسية، وانحدرا في الماء، ودخل المتّقي دار الخلافة وعبر ابن رائق النجمي. ووصل كورنكج وأصحابه إلى بغداد متهاربين بابن رائق، وجعلوا يقولون: أين نزلت القافلة الشامية. وأتى كورنكج دار السلطان، فدافع عنها لولو وبدر الخرشني. وعمل ابن رائق على الرجوع إلى الشام وأنفذ سواده. واتفق حصول ابن رائق في سميريات بدجلة ليعبر، فصادفهم كورنكج فراشقوا بالزوينات والنشاب، وصاحت العامة، فهرب كورنكج، ورماهم العامة بالستر والآجرّ، فانهزم أصحابه واستتر هو». (¬2) في نسخة بترو «بن». (¬3) في (ب): «وقلّدت إمرة الأمراء». (¬4) في نسخة بترو «الاستناد»، والتصويب من (ب). (¬5) في تكملة تاريخ الطبري 1/ 126: «وخلع التّقي على ابن رائق لأربع بقين من ذي الحجّة، وطوّقه وسوّره وعقد له اللواء وقلّده إمرة الأمراء، وألزم الكرخيّ بيته، فكانت وزارته ثلاثة وخمسين يوما». وفي النسخة البريطانية «لوزارة». (¬6) كذا، والصواب «وشغب» كما في تكملة الطبري. (¬7) في نسخة بترو «علي بن رايق» وما أثبتناه عن (ب). (¬8) في (ب) «التربذي» وفي بترو «التربدي». (¬9) في نسخة بترو «بن» والتصويب من (ب).

[إزالة البريدي عن الوزارة وإعادتها إلى القراريطي]

وثلثمائة (¬1)، [إزالة البريدي عن الوزارة وإعادتها إلى القراريطي] وأنفذ إليه خلعا سلطانية، فنهض البريديّ (¬2) للإصعاد إلى بغداد، فغلظ ذلك على المتّقي، وابن رايق، فأزالا اسم الوزارة عنه (¬3) وأعاداها إلى أحمد بن محمد القراريطي (¬4). [البريدي يستولي على دار الخلافة ببغداد] وسار البريديّ (¬5) إلى بغداد، واتّصلت الحروب بينه وبين بن (كذا) رايق، وخرج المتّقي إلى نهر ديالى (¬6)، ودخل البريدي إلى بغداد، وملك دار السلطان (¬7). [المتّقي وابن رائق يستنجدان بابن حمدان] وسار المتّقي وبن (كذا) رايق إلى الموصل مستنجدين (¬8) بعليّ والحسين (¬9) ابني حمدان. وقصد بن (كذا) رايق الحسين (9) بن حمدان ليسلّم عليه، فأمر به الحسين وضربه الحسين بن أبي العلا بن حمدان بسيفه فقتله، وخلع المتّقي على الحسين (9) بن حمدان هذا ولقّبه ناصر الدولة، وجعله أمير الأمرا، [استكتاب محمد بن علي الكوفي] واستكتب أيضا محمد بن علي الكوفي، فكان القائم بتدبير الأمور مقام الوزرا من غير تسميته بوزارة (¬10). [المتّقي وناصر الدولة بن حمدان يدخلان بغداد ويهزمان البريدي] وسار المتّقي وناصر الدولة بن حمدان إلى بغداد، فبلغ ذلك البريدي (¬11)، فخرج عن بغداد، وأقام البلد ثلاثة أيام بغير سلطان، ففتحت السجون، وشلّح الناس نهارا في الطرقات. ودخل المتّقي وناصر الدولة إلى ¬

(¬1) تكملة تاريخ الطبري 1/ 126. (¬2) تحرّفت في (ب) وبترو. (¬3) في نسخة بترو «فاذا لا رسم الوزارة» والتصحيح والزيادة من (ب). (¬4) تجارب الأمم 2/ 23. (¬5) تحرّفت في بترو (ب). (¬6) في (ب) «ومالي». (¬7) تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، وتجارب الأمم 2/ 24 و 25. (¬8) في نسخة بترو «مستنجد بن» والتصحيح من (ب). (¬9) في نسخة بترو «الحسن» والتصحيح من تكملة تاريخ الطبري، وغيره. (¬10) تكملة تاريخ الطبري 1/ 128، وتجارب الأمم 2/ 27، والكامل 8/ 382،383 و 404. (¬11) تحرّفت في (ب) وبترو.

[البريدي يسير إلى البصرة]

بغداد. وأصعد (¬1) جيش البريدي (¬2)، وعاد إليها، فسار علي بن حمدان للقايه في ذي القعدة سنة ثلاثين وثلاثمائة فهزمه وأسر جماعة من غلمانه، وانحدر إلى واسط (¬3). [البريدي يسير إلى البصرة] وسار البريدي (¬4) إلى البصرة. [المتّقي يلقّب علي بن حمدان بسيف الدولة] ولقّب المتّقي علي بن حمدان بسيف الدولة وخلع عليه (¬5). [القبض على القراريطي ومصادرته] وقبض ناصر الدولة على الوزير محمد بن أحمد القراريطي وصادره. [سنة 331 هـ‍] [أحمد بن عبد الله الأصفهاني يتقلد الوزارة] وقلّد المتّقي وزارته لأحمد بن عبد الله الأصفهاني يوم الثلاثا لاثني عشر ليلة بقيت من رجب سنة أحد وثلاثين وثلاثمائة، فكان اسم الوزارة واقع عليه، والمدبّر للأمور أحمد بن علي الكوفي بواسط (¬6). وشعّث الأتراك (بواسط) (¬7) على سيف الدولة، فخرج عنها (¬8)، وروّسوا (كذا) عليهم غلاما منهم يسمّى بورون (¬9)، وخافه ناصر الدولة، فخرج من بغداد، واستتر كاتبه أحمد بن علي الكوفي (¬10). ¬

(¬1) «أصعد» ليست في الأصول. وقد أضفتها لتوضيح السياق، معتمدا على (تجارب الأمم 2/ 29) وفيه ان البريديّ أصعد من واسط يريد الحضرة. (¬2) تحرّفت في الأصل. (¬3) تجارب الأمم 2/ 29،30، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 129، والكامل في التاريخ 8/ 384،385. (¬4) تحرّفت في (ب) وبترو. (¬5) تكملة تاريخ الطبري 1/ 129، وتجارب الأمم 2/ 30. (¬6) تكملة تاريخ الطبري 1/ 131، وتجارب الأمم 2/ 38. (¬7) زيادة من (ب). (¬8) تجارب الأمم 2/ 39 - 41، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 132، والكامل 8/ 396. (¬9) كذا، وهو «توزون» كما في تجارب الأمم، وتكملة تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، وغيره. (¬10) تجارب الأمم 2/ 41، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 133.

[القراريطي يدبر الأمر بعد استتار الكوفي]

[القراريطي يدبّر الأمر بعد استتار الكوفي] ودبّر الأمر محمد بن أحمد القراريطي بن أسد (¬1) الفزاري، من غير تسمية وزارة (¬2). ثم استوزر المتّقي أبا الحسين (¬3) علي بن محمد بن مقلة يوم الثلاثا لثمان خلون من شهر رمضان سنة أحد وثلاثين وثلاثمائة (¬4). [عودة توزون إلى واسط واستكتابه ابن شيرزاد] وطلع بورون (¬5) من واسط إلى بغداد، وخلع المتّقي عليه، وجعله أمير الأمرا، وردّ إلى كاتبه محمد بن القاسم الكرخي النظر (¬6) في الأمور على ما كان عليه أحمد بن علي الكوفي، فنظر فيها من [غير] تسمية بوزارة (¬7)، ثم أفرد فيها أبو الحسين (¬8) علي بن محمد بن مقلة، وردّ التدبير وسائر الأعمال إليه (¬9). وعاد بورون (¬10) إلى واسط، وسار كاتبه محمد بن القاسم الكرخي معه، وبعد (¬11) استكتب محمد بن يحيى بن شيرزاد (¬12) ونظر في الأمور كلّها كما كان الكرخي ينظر (¬13)»] (¬14). ... وأمّا كرسي الإسكندرية فلبثت بعد أنبا أفتيشيوس بغير بطريرك سنة ¬

(¬1) في نسخة بترو «ودبر الأمر لمحمد بن أسد». وما أثبتناه من (ب). (¬2) تكملة تاريخ الطبري 1/ 133، وتجارب الأمم 2/ 41. (¬3) في نسختي بترو و (ب) «الحسن»، والتصحيح من المصادر. (¬4) تجارب الأمم 2/ 42،43، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 134، والكامل 8/ 405. (¬5) كذا، وهو «توزون» كما في المصادر. (¬6) في نسخة بترو «للنظر» والتصحيح من (ب). (¬7) تكملة تاريخ الطبري 1/ 134. (¬8) في الأصل «الحسن» والتصويب من تجارب الأمم وغيره. (¬9) تجارب الأمم 2/ 44. (¬10) كذا، وهو توزون كما في المصادر. (¬11) في نسخة بترو «وصرف بعد» وما أثبتناه من (ب). (¬12) في الأصل «سيرزاد» والتصويب من المصادر. (¬13) تكملة تاريخ الطبري 135، وتجارب الأمم 2/ 45، والكامل في التاريخ 8/ 399. (¬14) ما بين الحاصرتين من قوله «واستتر كاتبه» قبل نحو 6 صفحات حتى هنا زيادة من نسختي بترو و (ب).

[غزوة الروس إلى القسطنطينية]

واحدة، ووقع اختيار جماعة النصارى الملكية من أهل مصر على راهب من المصّيصة يسمّى إسحاق يسكن في بريّة طورسينا، وكان رجلا زاهدا (¬1) أديبا متقشّفا، فلما بلغه ذلك هرب إلى الشّراة (¬2)، وسكن في طور بها يعرف بطور أيوب، فأنفذوا من أشخصه عن أمر السلطان من الموضع الذي كان فيه، إلى أن أحضره إلى بيت المقدس، وخرج الأساقفة المقيمون في أعمال الإسكندرية إلى بيت المقدس، ولم يكن لهم بذلك رسم متقدّم، فصلّى عليه خريصطودلس (¬3) بن مهران بطريرك بيت المقدس مع الأساقفة (¬4)، وصار (¬5) من هناك إلى عمله، وأقام في الرئاسة ثلاث عشرة سنة، ومات. ... [غزوة الروس إلى القسطنطينية] وفي هذه السنة غزا الروس القسطنطينية وبلغوا إلى باب أقروبلي في بحر الخزر، وقاتلهم الروم وطردوهم [واستظهروا عليهم] (¬6) ... [الروم يغزون ديار بكر] وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وافت جيوش (¬7) الروم إلى ديار بكر وسبوا من أهلها جماعة كثيرة، وفتحوا أرزن (¬8) وأخربوا عامّة بلدها، وبلغوا قرب نصيبين (¬9) والتمسوا من أهل الرّها أن يدفعوا لهم أيقونة المنديل (¬10) ¬

(¬1) في الأصل، والمطبوع «رجل زاهد»، والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬2) الشّراة: بفتح أوله، صقع بالشام بين دمشق والمدينة المنوّرة، ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة. (معجم البلدان 3/ 331،332). (¬3) في النسخة البريطانية «خريسطوذولس». (¬4) في النسخة البريطانية زيادة: «المجتمعين على مذبح القيامة في شهر ذي الحجة من سنة تسع وعشرين وثلثمائة». (¬5) في النسخة البريطانية «وسيّره». (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو و (ب). والخبر في: الدولة البيزنطية 354. (¬7) في نسخة (س) زيادة: «جامّة من». (¬8) أرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي. مدينة مشهورة قرب خلاط، لها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية. (معجم البلدان 1/ 150). (¬9) نصيبين: بالفتح ثم الكسر. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان 5/ 288). (¬10) في النسخة (س) زيادة: «الذي في كنيسة الرها».

[المتقي يستفتي الفقهاء في طلب الروم لمنديل المسيح عليه السلام]

الذي كان سيّدنا يسوع المسيح مسح به وجهه وصارت صورة وجهه فيه، وبدل (¬1) لهم الروم أنهم إذا سلّموهم هذا المنديل أطلقوا من الأسارى (¬2) المسلمين الذين بيدهم عدادا (¬3) ذكروه لهم، فكاتبوا المتّقي ببغداد (¬4) بذلك، [المتّقي يستفتي الفقهاء في طلب الروم لمنديل المسيح عليه السلام] وعرض الوزير أبو الحسن بن مقلة على المتّقي الوارد في هذا المعين (¬5) واستأذنه فيما يعمله، فأمره بإحضار القضاة والفقهاء واستفتاءهم (¬6) في ذلك، والعمل بما يقولون، فاستحضرهم الوزير أبو الحسن بن مقلة، واستحضر عليّ بن عيسى والوجوه من أهل المملكة، وعرّفهم ما ورد في هذا المعين (¬7) وسألهم عمّا عندهم فيه، وجرى في ذلك خطب عظيم (¬8) ذكر فيه بعض من حضر حال هذا المنديل، وأنه منذ الدهر الطويل (في كنيسة الرّها) (¬9) لم يلتمسه ملك من ملوك الروم، وإنّ في دفعه غضاضة على الإسلام، والمسلمون أحقّ بمنديل عيسى عليه السلام وفيه صورته، فقال عليّ بن عيسى (¬10): إنّ خلاص المسلمين من الأسر وإخراجهم من دار الكفر معما يقاسونه من الضّنك والضرّ أوجب وأحق، ووافقته جماعة من حضر على قوله، وأشار هو وغيره من قضاة المسلمين بتسليم (¬11) الأسارى منهم، وتسليم المنديل إليهم إذ لا طاقة للسلطان بهم ولا له حيلة في استنفاذ (¬12) ¬

(¬1) هكذا بالدال المهملة في الأصل، والمراد «بذل». (¬2) في النسخة البريطانية «من أسرى». (¬3) هكذا في الأصل. (¬4) «ببغداد» إضافة من النسخة (ب). (¬5) في نسخة بترو «المعيني» وفي النسخة البريطانية «المعنى» وهو أصح. (¬6) هكذا في الأصل، والمطبوع 98، والصحيح: «استفتائهم». وفي نسخة بترو: «استبياء» وفي النسخة البريطانية «استبيانهم». (¬7) في النسخة البريطانية «المعنى». (¬8) في النسخة البريطانية «خطاب طويل». (¬9) العبارة في النسخة (س): «في هذا الموضع». (¬10) في النسخة (س) زيادة «مدبّر المملكة». (¬11) كذا والمراد «بتسلّم». (¬12) كذا، والمراد «استنقاذ».

الأسارى من أيديهم، وعمل في ذلك محضرا، وأخذ خطوط الجماعة الذين حضروا، وعرض على المتّقي، فأمر (¬1) بكتب الجواب بالعمل (¬2) بذلك، واستقرّ الأمر بين أهل الرّها وبين الروم على أن دفعوا لهم مائتي نفس من المسلمين ممن كانوا أسروهم (¬3) الروم، وشرط أهل الرّها عليهم ألاّ يعبروا (¬4) فيما بعد على بلدهم، وعقدوا بينهم هدنة مؤبّدة، وتسلّموا (¬5) الروم المنديل وحملوه إلى القسطنطينية/85 ب/ودخل به إليها فى اليوم الخامس عشر من شهر آب. وخرج أسطفان (¬6) والبطريرك تاوفيلقطس أخوه، وقسطنطين أولاد رومانوس الملك إلى باب الذهب مستقبلين له، ومشوا (¬7) أهل الدولة بأجمعهم بين يديه بالشمع الكثير، وحمل إلى الكنيسة العظمى أجيّا صوفيا ومنها إلى البلاط. وذلك في السنة الرابعة والعشرون (¬8) منذ ملك رومانيوس (¬9) الشيخ مع قسطنطين بن لاون. ولم تزل هذه الهدنة مستمرّة بين الروم (¬10) وبين أهل الرّها إلى أن نقضها سيف الدولة في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، فإنه (¬11) ألزم أهل الرّها (¬12) الغزو معه في سنة غزاة المصّيصة، فهلك فيها كثير منهم (¬13). ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «وأمر». (¬2) في البريطانية «للعمل». (¬3) كذا والصحيح «ممن كان أسرهم». (¬4) في البريطانية «يغيروا». (¬5) في البريطانية «تسلّم» وهو الصحيح لغة. (¬6) في النسخة (س) «ستافانونس»، وفي نسخة بترو «اصطفان». وفي النسخة البريطانية: «وخرج البطريرك كاوفيلكطس واسطفان وقسطنطين أولاد رومانوس». (¬7) الصحيح «ومشى». (¬8) في البريطانية: «الرابعة والعشرين» وهو الصحيح. (¬9) في البريطانية «رومانوس» وهو الأصح لأنه ورد قبل قليل بهذه الصيغة. (¬10) في البريطانية «بين أهل الروم». (¬11) في النسخة (س) «لأنه». (¬12) في النسخة (س) زيادة «وأمرهم ب». (¬13) أنظر عن هذا الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 130، و 135، والعيون والحدائق-ج 4 -

[سنة 332 هـ‍.]

[سنة 332 هـ‍.] [الروم يستولون على مدينة دارا] ثم عاد (¬1) الروم إلى ديار بكر في هذه السنة وفتحوا مدينة دارا يوم الخميس لعشر خلون من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وأقاموا فيها يومين، ورجعوا دفعة أخرى [الروم يدخلون رأس عين] ودخلوا رأس عين يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة (¬2) اثنين وثلاثين وثلاثمائة، فأقاموا فيها يومين، وسبوا من أهلها زهاء (¬3) ألف نفس وانصرفوا (¬4). ... وتوفّي (¬5) ثاودوسيوس بطريرك أنطاكية وله في الرئاسة سبع سنين، وخيّر (¬6) بعده تاوخاريسطوس (¬7) بطريركا على أنطاكية، أقام أربع سنين وتوفّي (¬8). ... ¬

= ق 2/ 123، والكامل في التاريخ 8/ 405، وتاريخ الزمان 57، وتاريخ مختصر الدول 165، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، وتتمة المختصر 1/ 275، والبداية والنهاية 11/ 206، ومآثر الإنافة 1/ 297، وتاريخ ابن خلدون 3/ 417، والنجوم الزاهرة 3/ 278، وتاريخ الخلفاء 395، وأخبار الدول 169، وتاريخ الأزمنة 54،55، ونهاية الأرب 23/ 172،173، والمنتظم 6/ 331. (¬1) في البريطانية «وعاد». (¬2) في النسخة (س): «في» بدل «سنة». (¬3) في البريطانية «زيادة من». (¬4) الخبر باختصار عند الهمداني وابن الأثير وابن كثير، وليس فيه غزوة الروم إلى دارا. والموجود فقط غزوة الروم إلى رأس العين. قال الهمداني: «ودخل الروم رأس عين، وسبوا من أهلها ثلاثة آلاف إنسان». (تكملة تاريخ الطبري 138). وقال ابن الأثير: «وفيها دخل الروم رأس عين في ربيع الأول، فأقاموا بها ثلاثة أيام، ونهبوها، وسبوا من أهلها وقصدهم الأعراب، فقاتلوهم، ففارقها الروم، وكان الروم في ثمانين ألفا مع الدمستق». (الكامل في التاريخ 8/ 417) وانظر: البداية والنهاية 11/ 208 حيث جاء فيه أن الدمستق قتل وسبى من أهل رأس العين نحوا من خمسة عشر ألفا. (¬5) في البريطانية «ومات». (¬6) هكذا في الأصل وطبعة المشرق 99، وفي نسخة بترو «وصيّر» وهو الأصحّ. وكذلك في النسخة البريطانية. (¬7) في البريطانية «ثيوخاريطوس». (¬8) في البريطانية «ومات».

[المتقي يستوحش من توزون ويخرج إلى بني حمدان بالموصل]

[المتّقي يستوحش من توزون ويخرج إلى بني حمدان بالموصل] واستوحش المتّقي من توزون (¬1) فخرج من بغداد، وأمر الكتّاب والقوّاد بالخروج معه، وصار (¬2) إلى الموصل وقصد بني حمدان، واتّصل ذلك بتوزون (¬3) فجرّد موسى بن سليمان في ألف رجل إلى بغداد، فأقبل إلى باب الشمامسة ونزل هناك، وأقام توزون بواسط أياما وصعد إلى بغداد وملكها، فتوجّه سيف الدولة لحربه، فالتقيا أسفل تكريت، وتحاربا أياما، فانهزم سيف الدولة (¬4)، وملك توزون تكريت، وعاد سيف الدولة إليه وجرى بينهما وقعة ثانية، وانهزم سيف الدولة أيضا إلى الموصل. وصار (¬5) المتّقي وناصر الدولة وأخوه سيف الدولة والجماعة عن الموصل إلى نصيبين (¬6) ورحلوا عنها إلى الرّقّة (¬7)، وملك توزون الموصل. وأنفذ المتّقي من الرّقّة إلى توزون يلتمس منه الصلح، فأجاب إلى ذلك، وأحضر توزون القضاة والعدول والعبّاسيين (¬8) ومشايخ الكتّاب، وحلف بين أيديهم (¬9) للمتّقي، وكتب بذلك كتابا وقّعت فيه شهادة من حضر على توزون (¬10) بالصلح (¬11). ¬

(¬1) في البريطانية «تورون». (¬2) في نسخة بترو «وسار». (¬3) في البريطانية «بتورون». (¬4) في نسخة بترو زيادة: «يوم الخميس لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر». (¬5) في النسخة البريطانية «وسار». (¬6) في نسخة بترو زيادة «يوم الأحد لثلاث بقين من شعبان». (¬7) في نسخة بترو زيادة «في يوم الثلاثاء لإحدى عشر ليلة خلت من شهر رمضان سنة 332». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 100 «العباسين»، والتصويب من النسخة البريطانية. (¬9) في البريطانية «يديهم». (¬10) قال أبو الفداء: تورون بتاء مثنّاة من فوقها مضمومة وواو ساكنة وراء مهملة مضمومة وواو ثم نون. وهو اسم تركي مشتقّ من اسم الباطية، لأن الباطية اسمها بالتركي تروو بتاء وراء مضمومتين وواوين ساكنين. (المختصر في أخبار البشر 2/ 90). (¬11) راجع هذه الأخبار في: تكملة تاريخ الطبري 136 وما بعدها، وتجارب الأمم 2/ 43 وما بعدها، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 126 وما بعدها، والكامل في التاريخ 8/ 406 وما بعدها، والمنتظم 6/ 334، وتاريخ الزمان 57، وتاريخ مختصر الدول 165، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 204، والبداية والنهاية 11/ 207، ومرآة الجنان 2/ 310،311، وخلاصة الذهب 254، والإنباء في تاريخ الخلفاء 171 - 173، ونهاية الأرب 23/ 164 وما بعدها، وتاريخ ابن الوردي 1/ 276، وزبدة الحلب 1/ 104 وما-

[الإخشيد يمثل أمام المتقي في الرقة فيجدد ولايته على مصر والشام]

[الإخشيد يمثل أمام المتّقي في الرّقّة فيجدّد ولايته على مصر والشام] وكان الأخشيد عندما اتصل به توجّه المتّقي إلى الرّقّة قد خرج من مصر قاصدا إلى حضرته، ووصل إليه وهو بالرقّة، فأعظمه المتّقي غاية الإعظام، ووقف الإخشيد بين يديه وقوف الغلمان وفي واسطة صلاحه (¬1)، وركب المتّقي ومشى الإخشيد بين يديه، وأمره بالركوب، فلم يفعل. وما زال على تلك الحال مختلطا بالناس إلى أن نزل المتّقي من ركوبه، فجدّد ولايته على مصر وأعمالها، والشّامات وأكنافها، والثغور وما والاها (¬2)، وجعل ذلك له ولولده بعده ثلاثين سنة بعده. وحمل إليه الإخشيد أموالا وهدايا كثيرة، واجتهد به في المسير معه إلى مصر، فامتنع المتّقي (¬3). [توزون يخلع المتّقي من الخلافة ويحبسه حتى مات] ولمّا توثّق من توزون انحدر من الرّقّة في الفرات يريد بغداد (¬4) ومعه ثلاثة غلمان فقط، فوصل إلى هيت (¬5) وأقام بها، وأنفذ قوما إلى توزون حتى جدّدوا عليه الأيمان والعهود والمواثيق (¬6)، وعادوا/86 أ/إلى المتقي وعرّفوه أنهم (¬7) أحكموا الأمر مع توزون، فردّهم المتّقي ومعهم غيرهم ليزيدوا في ¬

= بعدها، ومآثر الإنافة 1/ 296، وتاريخ ابن خلدون 3/ 414 وما بعدها، ومروج الذهب 4/ 341،342، والنجوم الزاهرة 3/ 278، وتاريخ الخلفاء 395، وتاريخ الأزمنة 55. (¬1) في النسخة البريطانية «وفي وسطه سلاحه» وهو الأصحّ. (¬2) في نسخة بترو زيادة «والعرمين وما حذها». (¬3) راجع هذا الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 141، وتجارب الأمم 2/ 67،68، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 142 - 144، وكتاب الولاة والقضاة 292، وولاة مصر 309، ومروج الذهب 4/ 341، والإنباء في تاريخ الخلفاء 172، والكامل في التاريخ 8/ 418، وزبدة الحلب 1/ 107، ونهاية الأرب 23/ 176، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، وتتمة المختصر 1/ 276، والعبر للذهبي 2/ 229، ودول الإسلام 1/ 205، والبداية والنهاية 11/ 210، وتاريخ ابن خلدون 3/ 418، والنجوم الزاهرة 3/ 254،255، وتاريخ الخلفاء 396. (¬4) في نسخة بترو زيادة: «يوم الأربعاء بقين (؟) من المحرّم سنة 333». (¬5) في الأصل، وطبعة المشرق 100 «هبيب» وفي النسخة البريطانية «هنب»، وكلّها غلط، والصحيح ما أثبتناه عن معجم البلدان 5/ 420،421 وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. (¬6) في نسخة بترو زيادة: «ورسم لهم إعلامة بأنه قد لقّبه بالمظفّر». (¬7) في نسخة بترو «أنهم قد».

التوثّق منه، فساروا إليه وبالغوا في الاحتياط والثقة، وخرج توزون (¬1) من موضع يعرف بالسّنديّة (¬2) ليلقى المتّقي، وأصبحوا في غد ذلك اليوم، وكان بين توزون وبين المتّقي نحو فرسخ، ووافت خزائن المتّقي، ووافى جميع الناس على طبقاتهم، وبينما هم على تلك الحال إذ رأوا غبرة عظيمة (¬3) إلى أن صارت بإزائهم، وإذا توزون قد أقبل إلى المتّقي وترجّل له وقبّل الأرض، ثم قبّل يده ورجله، وركب وسارا (¬4) جميعا، وفي الحال وكّل توزون بالمتّقي وبالوزير، وتحرّم (¬5) المتّقي جماعة من الدّيلم والغلمان إلى أن نزلوا بهم، وتحزّم المتّقي في مضرب توزون، وأمر توزون بقيّة الناس بالإنحدار، فساروا إلى السّنديّة (¬6)، ونزل العسكر بإزائهم، فارتجّت الدنيا بالنّهب، ونهب قماش الناس وأمتعتهم (¬7) وقبض توزون على المتّقي وخلعه من الخلافة في ذلك اليوم، وهو يوم السبت لعشرين (¬8) بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهر (¬9). وسملت عيناه يوم الأحد عند خلعه، وكان عمره يومئذ ستّ (¬10) وثلاثين سنة. وحبس ووكّل به، وأقام بعد أن خلع أربعا وعشرين سنة (وسبعة أشهر) (¬11) ومات بداره. ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة: «يوم الخميس لاثني عشر ليلة بقيت من صفر سنة 333». (¬2) في طبعة المشرق 100 «بالسندسيّة» وهو غلط، والتصحيح من معجم البلدان 3/ 268 حيث قال: بكسر أوله وسكون ثانيه، بلفظ نسبة المؤنّث إلى السند. وهي قرية من قرى بغداد على نهر عيسى بين بغداد وبين الأنبار، ينسب إليها سندوانيّ. (¬3) في نسخة بترو زيادة «قد أقبلت إلى المتّقي وهي تدنوا». (¬4) في النسخة البريطانية «وساروا». (¬5) في النسخة البريطانية: «وأن تخدم». (¬6) في طبعة المشرق 100 «السندسية». (¬7) في نسخة بترو «أمتعهم». (¬8) في نسخة بترو «لعشر». (¬9) كذا، والصحيح «شهرا». (¬10) كذا، والصحيح «ستّا». (¬11) ما بين القوسين ساقط من (ب).

وكان القاهر أوّل خليف (¬1) سمل (¬2) في الإسلام، ثم المتّقي ثانية (¬3). ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) في نسخة بترو «شمل». (¬3) أنظر عن الخليفة المتّقي في مروج الذهب 4/ 339 - 352، والإنباء في تاريخ الخلفاء 168 - 174، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 150 - 153، وتجارب الأمم 2/ 68 - 72، وتكملة تاريخ الطبري 142،143، والكامل في التاريخ 8/ 419، والمنتظم 6/ 338، 339، وتاريخ الزمان 57،58، وتاريخ مختصر الدول 165،166، ودول الإسلام 1/ 205، والعبر 2/ 231،232، ونهاية الأرب 23/ 176،177، وخلاصة الذهب المسبوك 253 - 255، والتنبيه والإشراف 344، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91،92، ومرآة الجنان 2/ 312، والفخري في الآداب السلطانية 284، والبداية والنهاية 11/ 210، وأخبار الراضي والمتقي للصولي 186 - 285، وتاريخ بغداد 6/ 51،52، والوافي بالوفيات 5/ 341،342، ونكت الهميان 87، وسير أعلام النبلاء 15/ 104 - 111، وتاريخ ابن خلدون 3/ 418،419، والنجوم الزاهرة 3/ 282، وشذرات الذهب 2/ 333، ومآثر الإنافة 1/ 292 - 298، وتاريخ الخلفاء 394 - 397، وأخبار الدول 169، وتاريخ الأزمنة 56، وفوات الوفيات 1/ 17،18 رقم 3.

(خلافة المستكفي)

(خلافة المستكفي) [مبايعة المستكفي بالخلافة وتوزير محمد بن علي] ولمّا قبض توزون على المتّقي أحضر أبا القاسم عبد الله بن المكتفي بالله وبايع له بالخلافة بالسندسيّة (¬1) ولقّب بالمستكفي بالله، وذلك في اليوم الذي خلع فيه المتّقي، [ودخل (¬2) بعد ما بويع له بيومين، واستوزر محمد بن علي (¬3)، فلم يكن له من الوزارة سوى اسمها. وابن شيرذاذ كاتب توزون مدبّر المملكة] (¬4). ... [خلع الملك رومانوس عن العرش] وأمّا رومانوس الشيخ ملك الروم فإنّه كبر وضعف، ورأى ولده أصطفان أن يخرجه من البلاط ويزيله عن الملك، ووافقه على رأيه أخوه قسطنطين، وأعلما قسطنطين ابن لاون صهرهما ما عملا (¬5) عليه. [سنة 333 هـ‍] ولمّا كان يوم الإثنين السادس عشر من كانون الأوّل [سنة ألف ومائتين ¬

(¬1) «بالسندسيّة» إضافة من نسخة (س)، والصحيح «السّندية». (¬2) في نسخة بترو زيادة: «بغداد يوم الاثنين لثمان بقين من صفر سنة 333». (¬3) في نسخة بترو زيادة «السرمزاي يوم الأربعاء لستّ بقين من صفر من السنة». وأقول: هو أبو الفرج محمد بن علي السامري، أنظر: الفخري 287. (¬4) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة (س). وفي نسخة بترو زيادة: «وقبض عليه يوم الأربعاء لسبع خلون من ربيع الآخر من السنة». والخبر في: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 155، وتكملة تاريخ الطبري 144 وفيه: أبو الفرج محمد بن علي السرمزراي، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، وتجارب الأمم 2/ 78، ومروج الذهب 4/ 356، والكامل في التاريخ 8/ 421 وفيه أبو الفرج. . الساري، والبداية والنهاية 11/ 210، وتاريخ ابن خلدون 3/ 419، ونهاية الأرب 23/ 181، والتنبيه والإشراف 345. (¬5) في النسخة (س) «عوّلا». وهو الصحيح.

[قسطنطين بن لاون يستولي على العرش البيزنطي]

وستّ وخمسين لاسكندر المكدوني] (¬1) وهو لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وثبا (¬2) به ولداه أصطفان وقسطنطين وخواصّهما، وأخرجاه من البلاط على أقبح صورة وأسوء (¬3) حال، وسيّراه في المراكب إلى الجزيرة المعروفة بالأبروتي، أي الأولى، ورهّباه فيها. وكان مدّة ملك رومانوس ستّ (¬4) وعشرين سنة، [قسطنطين بن لاون يستولي على العرش البيزنطي] وفي الحال صيّر قسطنطين بن لاون لبردس (¬5) الفقاس ماجيسطرس (¬6) وجعله ذومستيقس، وهو قائد الجيش (¬7). وعوّل أصطفان وقسطنطين ابنا رومانوس على أن يوقعا بقسطنطين صهرهما وينفردا بالملك دونه، وشعر قسطنطين بما في أنفسهما، فأحضرهما (¬8) طعامه، وأعدّ قوما من أصحابه وتقدّم (¬9) إليهم بأن يقبضوا عليهما، [نفي رومانوس وولديه إلى الجزائر اليونانية] ونفاهما إلى بعض الجزائر القريبة، ورسمهما شمامسة، ووكّل بهما. /86 ب/وكان (¬10) مدّة مقامهما في الملك بعد أن نفيا أباهما أحد (¬11) وأربعين يوما. وانفرد قسطنطين بالملك [ودعى لابنه رومانوس يوم الأحد ثالث وعشرون أشباط من السنة]، (¬12) والتمس أسطفان وأخوه من قسطنطين الملك بعد مديدة (¬13) من نفيهما أن يشاهدا أباهما، فحملا إلى جزيرة الأبروتي وشاهداه راهبا، فبكوا ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة (ب). (¬2) هكذا في الأصل، والصحيح «وثب». (¬3) هكذا، والصحيح «أسوأ». (¬4) هكذا، والصحيح «ستّا». (¬5) إضافة من النسخة (ب). (¬6) في النسخة (ب) «ماسطرس». (¬7) في النسخة (س) «قائد الجيوش والعساكر». (¬8) في النسخة (س) زيادة «وقدّم». (¬9) في النسخة (س) «وأنفذ». (¬10) في نسخة بترو زيادة: «وكان قبضه عليهما يوم الاثنين السابع والعشرين من كانون الآخر من السنة وهو لسبع ليال خلون من جمادى سنة 333». (¬11) كذا، والمراد «واحدا». (¬12) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة (ب). وفي نسخة بترو زيادة: «وهو لسبع خلون من رجب منها». (¬13) في النسخة البريطانية «مدّة».

[فشل مؤامرة تستهدف الإطاحة بقسطنطين]

بكاء مرّا يقصر عنه الوصف و (¬1) نفي كلّ واحد منهما إلى جزيرة (¬2) ووكّل بهما، وكان لاخريصطوفور (¬3) أخيهما المتوفّى قديما ولد يسمّى ميخائيل فجعل شمّاسا بعد أن نزعت الخفاف (¬4) الحمر من رجليه، وفي مدّة كون رومانس في الجزيرة توافق ثاوفيلقطس (¬5) البطريرك ولده وثاوفانس البطريق البراكيمومنس (¬6) على إعادته إلى البلاط، وأطلعاه على ما عزما (¬7) عليه وألزماه القبول منهما، وكانا يتوقّعان وقتا يجدان فيه السبيل إلى أن يفعلا ما همّا به، وذاع ما شرعا فيه، واتّصل بقسطنطين بن لاون فنفى تاوفانس البطريق (البراكونومس) (¬8) وضرب قوما آخرين ممن وقف (¬9) على ذلك، وحلق شعورهم وأشهرهم في المدينة ونفاهم. [فشل مؤامرة تستهدف الإطاحة بقسطنطين] [وفي شهر كانون الأوّل من سنة ألف ومائتي (¬10) وتسع وخمسين للإسكندر عمل قوم أيضا على إخراج إصطفان بن رومانوس من الجزيرة التي كان منفيّا بها (¬11) وحمله إلى البلاط، فانتهى ذلك إلى قسطنطين الملك (¬12) فقبض عليهم وقطع أنوف بعضهم وآذان بعضهم، وضرب (¬13) منهم قوما كثيرين آخرين ضربا وجيعا، وأشهروا في المدينة على حمير] (¬14) وأما ¬

(¬1) في النسخة (س): «ثم». (¬2) في النسخة (س) «جزيرة بعيدة». (¬3) في البريطانية «لاخريصوفور» وفي النسخة (س): «لخريسطوفورس». (¬4) في طبعة المشرق 102 «الحفاف». (¬5) في النسخة البريطانية «ثاوفيلكصس». (¬6) في النسخة البريطانية «ولده تاوفانس البطريق البراكونومس». (¬7) في نسخة بترو «عملا». (¬8) إضافة من نسخة (س). (¬9) في النسخة (س): «وافق». (¬10) في البريطانية «مائتين». (¬11) العبارة في النسخة البريطانية: «الذي هو منفيّ فيها». (¬12) في البريطانية «قسطنطين بن لاون». (¬13) في البريطانية «وضرب كثيرين منهم». (¬14) ما بين الحاصرتين من النسخة (ب).

[مقتل قسطنطين بن رومانس]

قسطنطين بن رومانس فإنه كان همّ بالعصيان في الجزيرة التي كان منفيّا بها [مقتل قسطنطين بن رومانس] والتمس من المتوكّلين به بأن يطابقوه على ما عوّل عليه، فادعوا (¬1) به وقتلوه. [موت رومانوس الملك المخلوع] ومات (¬2) رومانوس في جزيرة البروتي (¬3) في الخامس عشر من شهر تموز سنة ألف ومائتين [و] (¬4) تسع وخمسين، وهو الرابع من المحرّم سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وحمل جسده للقسطنطينية ووضع في ديره. ... [سنة 334 هـ‍] [موت توزون التركي] ومات توزون التركي في دائرة (¬5) ببغداد في المحرّم سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (¬6). [ابن شيرزاد يتولّى رآسة الأتراك] وعقد الأتراك (¬7) الرئاسة لكاتبه بن (¬8) شيرزاد. ولقّب المستكفي نفسه بعد موت توزون المستكفي بالله، وضرب ذلك على سكّته. [المستكفي يجعل ابن بويّه أمير الأمراء ويلقبه] وكان أحمد بن بويه الدّيلمي الأقطع قد احتوى على الأهواز، فسار إلى ¬

(¬1) في نسخة بترو «فأوقعوا» وكذلك في النسخة (س). (¬2) من هنا حتى قوله: «لم يبق فيها شيء» 16 سطرا في النسخة (س). (¬3) في البريطانية «الابروتي». (¬4) إضافة ليستقيم السياق. (¬5) هكذا في الأصل، وفي النسختين البريطانية وبترو «داره» وهو أصح. (¬6) أنظر عن توزون أو تورون في: تكملة تاريخ الطبري 146،147، وتجارب الأمم 2/ 81، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 160،161، والمنتظم 6/ 345 رقم 558، والكامل في التاريخ 8/ 448، وتاريخ مختصر الدول 166، ونهاية الأرب 23/ 182، والمختصر في أخبار البشر 2/ 93، والبداية والنهاية 11/ 211، ومآثر الإنافة 1/ 300، ونكت الهميان 88، والوافي بالوفيات 10/ 448 رقم 4937، وتاريخ ابن الوردي 1/ 278، ودول الإسلام 1/ 207، وتاريخ ابن خلدون 3/ 419، والنجوم الزاهرة 3/ 284، وشذرات الذهب 2/ 335، وتاريخ الأزمنة 58. (¬7) في النسخة البريطانية «وعقد الديلم والأتراك». (¬8) كذا، والصحيح «ابن».

[معز الدولة بن بويه يستكتب ابن شيرزاد]

بغداد ودخلها (¬1). واستتر ابن شيرزاد، وخلع المستكفي على أحمد بن بويه وجعله أمير الأمراء، ولقّبه معزّ الدولة، وظهر بن (¬2) شيرزاد من الأستار (¬3)، [معزّ الدولة بن بويه يستكتب ابن شيرزاد] واستكتبه (¬4) معزّ الدولة، ثم (¬5) انحدر معزّ الدولة إلى دار السلطان على عادته، فلمّا جلس المستكفي على سريره ودخل (¬6)، فوقفوا بين يديه على مراتبهم، دخل (¬7) معزّ الدولة فقبّل الأرض، وقبّل يد المستكفي على الرسم ووقف، وكان قد واطأ قوما من الدّيلم على الوثوب بالمستكفي، فلمّا أن تكامل الناس في المجلس، وجلس كلّ إنسان منهم في مرتبته [خلع المستكفي من الخلافة وسمل عينيه] تقدّم اثنان من الدّيلم الذي (¬8) كان معزّ الدولة وافقهم، فمدّا يديهما (¬9) إلى المستكفي وأعلنا أصواتهما (¬10) بالفارسية، فظنّ أنهما يريدان تقبيل يده، فمدّها إليهما، فجذباه وطرحاه إلى الأرض، ووضعا عمامته في عنقه وجرّاه فنهض عند ذلك معزّ الدولة واضطرب النّاس، وضرب (¬11) بالبوق، وارتفعت الزعقات، وافتتنت دار السلطان، وانصرف معزّ الدولة إلى داره، وساقوا المستكفي من دار السلطان إلى دار معزّ الدولة واعتقل بها، ونهبت دار السلطان/87 أ/حتى لم يبق فيها شيء، وذلك يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فقبض عليه معزّ الدولة وخلعه من الخلافة وسمل عينيه. وكانت ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة «يوم الخميس لأربع عشر ليلة بقيت من جمادى الأول سنة 334». (¬2) كذا. (¬3) في النسختين البريطانية وبترو «الاستتار». (¬4) في النسخة البريطانية «فاستكتبه». (¬5) في نسخة بترو عبارة: «وفي يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الأولى من السنة». (¬6) في نسخة بترو «ودخل الناس»، وفي النسخة البريطانية «ودخلوا الناس». (¬7) في البريطانية «ودخل». (¬8) كذا، والصحيح «الذين». (¬9) في البريطانية «أيديهما». (¬10) في البريطانية «بأصواتهما». (¬11) في نسخة بترو «وطرب».

[وفاة المستكفي في حبسه]

خلافته سنة واحدة وأربعة شهور (¬1)، وعمره يومئذ ثلاث وأربعين (¬2) سنة، [وفاة المستكفي في حبسه] ومات بعد أن خلع بأربع (¬3) سنين وعشرة أشهر. وكان موته في الحبس بدار السلطان [يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقين من [شهر] (¬4) ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة] (¬5). ¬

(¬1) في النسخة (س) وبترو، والبريطانية «شهور ويومين». (¬2) كذا، والصحيح «وأربعون». (¬3) ليست في النسخة (س). (¬4) إضافة من النسخة البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من (س). وانظر عن المستكفي بالله في: مروج الذهب 4/ 355 - 371، وتكملة تاريخ الطبري 149، وتجارب الأمم 2/ 86،87، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 167 - 176، وخلاصة الذهب المسبوك 255 - 257، وتاريخ بغداد 10/ 10،11، والمنتظم 6/ 339 و 364، والكامل في التاريخ 8/ 420 و 450،451، وتاريخ مختصر الدول 166،167، وتاريخ الزمان 58، والمختصر في أخبار البشر 2/ 94، ونهاية الأرب 23/ 184،185، والفخري 287،288، ودول الإسلام 1/ 207، وسير أعلام النبلاء 15/ 111 - 113 رقم 60، والعبر 2/ 235، والتنبيه والإشراف 345، وتاريخ ابن الوردي 1/ 278، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، ومآثر الإنافة 1/ 299 - 302، والبداية والنهاية 11/ 210،212، وتاريخ ابن خلدون 3/ 420،421، ومرآة الجنان 2/ 313، والنجوم الزاهرة 3/ 285،286، ونكت الهميان 182،183، والوافي بالوفيات 17/ 323 - 325 رقم 277، وتاريخ الإسلام (مخطوط المكتبة الوطنية بباريس (1581 مخ) ورقة 172 ب، وتاريخ الخلفاء 397،398، وشذرات الذهب 2/ 345، وأخبار الدول 169، وتاريخ الأزمنة 59، وعيون الأخبار-السبع الخامس 193 للداعي المطلق.

(خلافة المطيع لله)

(خلافة المطيع لله) [مبايعة الفضل بن المقتدر بالخلافة وتلقّبه بالمطيع لله] ولمّا قبض معزّ الدولة على المستكفي أحضر أبا القاسم الفضل بن المقتدر بالله إلى دار الخلافة يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وخوطب بالخلافة وبويع له، ولقّب المطيع لله، ثم أحضر إليه المستكفي، فوقف بين يديه وسلّم عليه بالخلافة وأشهد على نفسه بالخلع، وسملت عيناه واعتقل (¬1). ... وأفرط الغلاء في هذه السنة ببغداد حتى عدم الناس الخبز وأكلوا النّوى والميتة (¬2)، وكان إذا راث (¬3) الدّابّة اجتمع إلى الروث جماعة ففتّشوه ولقطوا ما يجدون فيه من شعير ويأكلونه. وكان يؤخذ بزر القطونا ويضرب بالماء ويبسط على طابق حديد، فيوقدوا تحته النار إلى أن يقبّ ويأكلوه (¬4)، إلى أن لحق الناس من ذلك فساد مزاج أحشائهم، فتورّم أجسادهم ويموتون، ومن بقي منهم كان في صورة الموتى. وكان الناس يقفون على الطريق (¬5) ويصيحون: الجوع الجوع، إلى أن يسقطوا موتى. وكثر الموتى ولم يلحق دفنهم. وكانت الكلاب تأكل لحومهم، فخرج الضعفاء إلى البصرة خروجا مفرطا ليأكلوا التمر، فتلف أكثرهم في الطريق، وأنّ (¬6) امرأة هاشميّة سرقت ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة: «في دار السلطان، وأقام ابن شيرزاد بتدبير المملكة مقام الوزراء من غير تسمية الوزارة، ثم دبّرها محمد بن أحمد الصيمري من غير تسميته بوزارة». (¬2) في نسخة بترو زيادة «التي نضفوا على الماء في دجلة». والصحيح «تطفو». (¬3) في النسخة البريطانية «راثت». (¬4) في النسخة البريطانية «فيأكلوه». (¬5) في نسخة بترو زيادة «وهم بالفوز»! (¬6) في نسخة بترو «وظفر ب» بدل «وأن».

[وفاة القائم بأمر الله صاحب المغرب]

صبيّا فشوته وهو حيّ في تنّور وأكلت بعضه فضربت رقبتها وطرحت جثّتها في الدجلة، ووجدت امرأة أخرى وأخ لها قد أخذا صبيّا وشقّاه نصفين، وطبخا أحد النّصفين سكباجا والآخر وضعاه بماء وملح، فقتلا أيضا. ووجدت امرأة ثالثة قد سرقت صبيّا وأكلت بعضه فقتلت. ثم زالت الشدّة ودخلت الغلاّت الجديدة وانحلّت الأسعار، ولم تزل تنقص إلى أن رجعت إلى المعهود بعد فناء خلق كثير من الناس (¬1). ... [وفاة القائم بأمر الله صاحب المغرب] ومات أمير المؤمنين القائم بأمر الله أبو القاسم (¬2) بن المهدي صاحب المغرب يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شوّال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وعمره خمس وخمسين سنة، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة وسبعة أشهر (¬3)، وسترت وفاته إلى أول سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة (¬4). وكان قد ثار عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد (¬5) البربري (¬6) الزناتي، ¬

(¬1) أنظر خبر الغلاء والمجاعة في تكملة تاريخ الطبري 152، وتجارب الأمم 2/ 95،99، والعيون والحدائق ج 4 - ق 2/ 179 و 180،181، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء، لحمزة بن الحسن الأصفهاني-طبعة مكتبة الحياة ببيروت 1961 - ص 147،148 (في حوادث سنة 333 هـ‍)، والعبر للذهبي 2/ 236، ودول الإسلام 1/ 208، ونهاية الأرب 23/ 187، والمختصر في أخبار البشر 96، وتاريخ الزمان 58 و 59، والكامل في التاريخ 8/ 465، والمنتظم 6/ 344، وشذرات الذهب 2/ 335، والبداية والنهاية 11/ 213، والنجوم الزاهرة 3/ 286، وأخبار الدول 170. (¬2) في النسخة البريطانية «أبو القاسم محمد». (¬3) في نسخة بترو زيادة «غير يومين». (¬4) أنظر عن وفاة القائم في: الكامل في التاريخ 8/ 455، والمختصر في أخبار البشر 2/ 95، ونهاية الأرب 23/ 187، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، ودول الإسلام 1/ 209، والعبر 2/ 240، وسير أعلام النبلاء 15/ 152 - 156 رقم 66، والحلّة السيراء 1/ 285 - 291، والبيان المغرب 1/ 208 وما بعدها، ووفيات الأعيان 5/ 19،20 والوافي بالوفيات 4/ 4، ومرآة الجنان 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 210،211، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40 - 43، وخطط المقريزي 1/ 351، واتعاظ الحنفا 1/ 107 - 120، والنجوم الزاهرة 3/ 287، وشذرات الذهب 2/ 337،338، وأخبار الدول 190، ومآثر الإنافة 1/ 302، والدّرّة المضيّة 110، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 229،230. (¬5) في النسخة (ب) «كلداد»، وورد في المصادر: «كيراد» بالراء، و «كندار» بالنون. (¬6) في النسخة البريطانية «كلداد التربذي» وفي نسخة بترو «التربدي».

[سنة 336 هـ‍.]

وخرج في سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة، ووقع بينه وبين جيوش القائم وقايع، وقتل منهم خلقا، وتغلّب على إفريقية والقيروان وأكثر المغرب، وسار إلى المهديّة (¬1) وحاصر القائم بها ولم يزل محاصرا له إلى أن مات (¬2). [سنة 336 هـ‍.] [أبو الطاهر إسماعيل الملقّب بالمنصور يتولّى خلافة المغرب] وكان القائم قد ولّى عهد (¬3) لولده/87 ب/أبا (¬4) الطاهر (¬5) إسماعيل، فجلس في الخلافة بعد أبيه وتلقّب بالمنصور، وكان فصيحا حادّ الذّهن [المنصور يقتل أبا يزيد بعد محاربته] حاضر الجواب بعيد الغور (¬6) جيّد الحدس، وخرج إلى أبي يزيد مستهلّ المحرّم سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة، وواقعه وحاربه، وهزم أبا يزيد وفرّق جيوشه، وظفر به المنصور وأخذه أسيرا (¬7) وقتله (¬8). [سنة 337 هـ‍.] وقيل إن كان عدد من وقح عليه الإحاص (¬9) من قتل في الحرب ¬

(¬1) في الأصل، وطبعة المشرق 104 «المهدي» والصواب ما أثبتناه. (¬2) أنظر: الحلة السيراء 1/ 290، والبيان المغرب 1/ 216 - 218، والكامل في التاريخ 8/ 422 - 433، والمختصر في أخبار البشر 2/ 92، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 159، 160، وتاريخ ابن الوردي 1/ 276،277، والبداية والنهاية 11/ 210، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 172 - 224، واتعاظ الحنفا 1/ 75 - 82، وتاريخ الإسلام للذهبي (مخطوط دار الكتب المصرية) حوادث سنة 333 هـ‍.، وعقد الجمان للعيني (مخطوط دار الكتب المصرية) حوادث سنة 333 هـ‍، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40، والنجوم الزاهرة 3/ 287. (¬3) في النسخة البريطانية «عهده» وهو الصواب. (¬4) في نسخة بترو «أبي» وهو الصحيح. (¬5) في طبعة المشرق 104 «أبا الظاهر»، وفي النسخة البريطانية «أبي الضاهر». (¬6) في النسخة البريطانية «الفوز». (¬7) في النسخة البريطانية زيادة: «لخمس بقين من المحرّم سنة 336». (¬8) أنظر: البيان المغرب 1/ 219،220، والكامل في التاريخ 8/ 438 - 441، والحلّة السيراء 2/ 388،389، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 183، والعبر 2/ 242، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 230 - 280، واتعاظ الحنفا 1/ 82 - 85، ودول الإسلام 1/ 210، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40 - 44. (¬9) في النسخة (ب): «الاخص»، والعبارة مضطربة في الأصل، وهي في النسخة البريطانية: «انه كان عدد من وقع عليه الإحصاء».

[المنصور يعمر المنصورية ويغزو بلاد الروم]

أبا (¬1) يزيد من الفريقين أربعمائة ألف، وصفح المنصور عن من ناشبه الحرب وسعى (¬2) في الفتنة، وأطلق جميع المخلّدين في الحبوس، [المنصور يعمّر المنصورية ويغزو بلاد الروم] ونزل المدينة المنصورية وعمّرها واستوطنها في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة (¬3)، وغزا بلاد الروم وفتح في أرض قلّورية (¬4) فتوحات عظيمة (¬5). ¬

(¬1) في نسخة بترو «في حرب أبي». (¬2) في النسخة البريطانية «من ناسبه الحرب ومن سعى». (¬3) البيان المغرب 1/ 220، والعيون والحدائق-ج 254/ 188، والحلّة السيراء 2/ 389، عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس 316، واتعاظ الحنفا 1/ 85،86، وتاريخ ابن خلدون 4/ 45. (¬4) قلّورية: بكسر أوله، وتشديد اللام وفتحه، وسكون الواو، وكسر الراء، والياء مفتوحة خفيفة، وهي جزيرة في شرقي صقلّية، ولها مدن كثيرة وبلاد واسعة. (معجم البلدان 4/ 392). (¬5) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 493،494، (حوادث سنة 340 هـ‍).

[تاريخ الخلفاء الفاطميين] [سنة 260 - 289 هـ‍.]

[تاريخ الخلفاء الفاطمييّن] [سنة 260 - 289 هـ‍.] [المؤلّف يعرض لبداية ظهور الفاطميين وقيام دعوتهم] قال مؤلّف هذا الكتاب وجامعه: إذ قد ذكرنا موت القائم بأمر الله ومدّة خلافته فيجب أن نذكر موت ابنه أبي محمد عبد الله ومدّة خلافته أيضا، ونقدم قبل ذلك ذكر مولده ونسبه (¬1) ونشرح كيف كان ظهوره وقيام دعوته، ونورد جملا من أخباره، إذ كان أوّل الخلفاء العلويين والأيمة الفاطميين، [مسير المهديّ إلى اليمن لينشر الدعوة الفاطمية] وهو عبد الله المنتهي نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وأصله بالمشرق، وميلاده كان بسلمية، وقيل ببغداد في سنة ستّين ومائتين. وكانت تربيته ونشوه بسلمية، ولمّا ترعرع سيّره أبوه أعني أبو المهدي (¬2) إلى اليمن في سنة ثمان وسّتين ومائتين، والمهديّ يومئذ طفل عمره ثمان سنين، واسم الداعي أبو القاسم الحسن بن الفرج (¬3) بن جوشب (¬4) بن دادان الكوفي، وسيّر معه تبعا له أبا الحسن بن الفضل (¬5)، فقصدا جميعا بلدا في اليمن يعرف بلاعة (¬6) وأقاما يدعيان سنتين سرّا، ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «ونسبته». (¬2) في النسخة البريطانية «داعيا لولده المهدي». (¬3) في نسخة بترو «فرح». (¬4) في النسخة البريطانية «جوسب»، وهو في الكامل في التاريخ 8/ 30 «الحسين بن حوشب بن داذان». (¬5) هو محمد بن الفضل (الكامل 8/ 30). (¬6) في النسخة البريطانية «تعرف بلاغه». والصحيح ما أثبتناه عن طبعة المشرق 105، ومعجم البلدان 5/ 7 وفيه: «لاعة: بالعين المهملة. مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن إلى

[ظهور الدعوة سنة 270 باليمن]

[ظهور الدعوة سنة 270 باليمن] وظهرت دعوته باليمن في سنة سبعين ومائتين. وسيّر أبو المهديّ أيضا أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن زكريا، ورسم قصد أبي القاسم بن جوشب، واجتمع معه، وخرج أبو عبد الله من اليمن إلى الحجّ بمكة في سنة ثمان وسبعين ومائتين، والتقى أبو عبد الله بمنى (¬1) جماعة من كتامة، وأنس إليهم وأكثر الالتمام (¬2) بهم، ورأوا فيه من العلم والرواية للحديث ما نفق عليهم وعظم محلّه في نفوسهم، لأنّ من شأن كتامة (¬3) وإلى الآن تعظيم من تلمّم بشيء من العلم والرفع من قدره. ولمّا انقضى (¬4) الحجّ وساروا إلى مصر، [مسير أبي عبد الله الشيعي مع كتامة إلى مصر والمغرب] وسار أبو عبد الله في جملتهم، وعرف منهم في مدّة اجتماعهم من أخبار بلدهم وقبائلهم ما أطمعه فيهم وأمّل به بلوغ ما يرجوه منهم، وخرج معهم إلى المغرب فوصل إلى بلد كتامة (¬5) في سنة ثمانين ومائتين، ونزل بين قبائلهم، وفاض ذكره فيهم، واشتهر عندهم بالعلم والزّهد وكثروا (¬6) القاصدون إليه، [إظهار الدعوة للمهديّ في بلاد كتامة] وأظهر الدعوى (¬7) للمهديّ ببلد كتامة (¬8)، وأخذ على عدد كثير منهم، فتنكّر جماعة من رؤساء قبائلهم وقصدوا القبض عليه وإصرافه من بلدهم/88 أ/فاستنهض (¬9) أهل دعوته لمحاربتهم، ودفعهم عنه فأطاعوه، وأظهروا الطّاعة واستظهروا على أضدادهم وقتلوا منهم خلقا وغنموا مالهم ¬

= جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة. ولاعة: موضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن، ومنها محمد بن الفضل الداعي». (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 105 «بمنا»، والصحيح ما أثبتناه، وهو مشهور. (¬2) في النسخة البريطانية «الالمام». (¬3) في البريطانية «من كتامه». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 105 «انقض» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة البريطانية زيادة: «يوم الخميس النصف من شهر ربيع الآخر». وفي النسخة البريطانية «كتامه». (¬6) كذا، والصحيح «وكثر». (¬7) في نسخة بترو «الدعوة» وهو الصحيح. (¬8) في النسخة البريطانية «كتامه». (¬9) في البريطانية «فاستنهضوا».

[الحرب بين عبد الله بن الأغلب وأبي عبد الله الشيعي سنة 287 هـ‍.]

[الحرب بين عبد الله بن الأغلب وأبي عبد الله الشيعي سنة 287 هـ‍.] وتكاثروا (¬1) الداخلون في طاعته رغبة ورهبة، وتوفّرت جموعه وقوي أمره، فسيّر عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلب صاحب إفريقيّة يومئذ عسكرا لمحاربته مع ابنه محمد في آخر سنة سبع وثمانين ومائتين، واجتمع إليه سائر القبائل المنافرة لأبي عبد الله، فاستظهر على أبي عبد الله استظهارا عظيما. ثم أبو عبد الله (¬2) بأخرة (¬3) ظفر بعسكره وغنم منه غنائم [و] (¬4) تقوّى هو وأصحابه [بها] (¬5). وعاد محمد بن عبد الله بن الأغلب إلى إفريقية هزيما، فأعاده أبوه أيضا بعسكر أقوى من الأوّل، ولقيه أبو عبد الله بأصحابه، وجرى بين الفريقين حرب شديد، وانهزم عسكر محمد بن عبد الله ابن الأغلب أيضا، وغنم منه أبو عبد الله ورجاله غنائم جليلة، وتحيّز (¬6) كلّ واحد من العسكرين إلى جهته، [مقتل عبد الله بن الأغلب] وفي الحال توثّب على عبد الله ابن (¬7) إبراهيم بن أحمد الأغلب غلمانه وقتلوه (¬8)، ونصبوا في الإمارة ابنه زيادة الله [فاستدعى زيادة الله] (¬9) أخاه (¬10) محمد، والعسكر الذي معه بإزاء أبي عبد الله خوفا من مخالفته عليه، فسار نحوه، ومع وصوله إليه قتل (¬11)، وقتل زيادة الله أيضا بقيّة إخوته وعمومته، واضطربت أموره، وانتقل إلى رقّادة (¬12) وبنى صورها وأقام بها، وانعكف على ¬

(¬1) كذا في الأصل وطبعة المشرق 106، وفي النسخة البريطانية «وتكاثر»، وهو الصحيح. (¬2) في النسخة البريطانية «ثم لان أبا عبد الله». (¬3) في طبعة المشرق 106 «باخره». (¬4) إضافة على الأصل ليستقيم المعنى. (¬5) إضافة من نسخة بترو، والضمير يعود إلى مدينة «ناصرون» كما في الكامل في التاريخ 8/ 34. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 106 «وتحيّره»، والتصويب من النسخة البريطانية. (¬7) كذا، والصحيح «بن». (¬8) في النسخة البريطانية «فقتلوه». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والنسخة البريطانية. (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 106 «أخا»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬11) في النسخة البريطانية «قتله». (¬12) رقّادة: بلدة كانت بإفريقية بينها وبين القيروان أربعة أيام. (معجم البلدان 3/ 55) وانظر البيان المغرب 1/ 143.

[المهدي الفاطمي]

شرب القهوة وسماع الأغاني والخلاعة، وأهمل الاهتمام بأبي (¬1) عبد الله، وهو مع ذلك في كلّ يوم يستأنفه يزداد قوّة ومنعه (¬2) ويتّسع في الأعمال والبلدان. [المهديّ الفاطميّ] [خروج المهديّ من سلمية إلى القيروان] ولمّا استفاض ظهور دعوة المهديّ كثر الطلب له، فسار من سلمية إلى دمشق، وإلى الرملة، وإلى مصر في سنة تسع وثمانين ومائتين، وخرج من مصر إلى المغرب، واستصحب معه ولده محمد، وهو يومئذ ابن (¬3) عشر سنين، وخرج معه أيضا أبو العبّاس أحمد أخو أبي عبد الله الدّاعي، وهما في زيّ (¬4) التجّار، وقطع اللصوص على الرفقة التي كانوا فيها في الموضع المعروف بالطّاحونة، ووصلوا إلى مدينة طرابلس المغرب (¬5)، وقدم المهديّ أبو العبّاس إلى القيروان (¬6)، فلقي المكاتبات من مصر قد تقدّمته بالإنذار بنفي (¬7) المهديّ إلى هناك وصفته والتأكيد في طلبه، فعيّن (¬8) زيادة الله ابن عبد الله بن إبرهيم الأغلب بالتقفّي (¬9) عن خبره، فذكر له بعض من رافقه حاله وتأخّره بطرابلس، وأنّ أبا العبّاس من أصحابه، فقبض على أبي العبّاس، فقرّره فلم يعترف (¬10) فحبسه برقّادة، وكتب إلى طرابلس في طلب المهديّ، فوردت المكاتبة بعد خروجه منها، وعرف المهديّ في طريقه حبس أبي العبّاس وإيقاع الطلب عليه، وكان متوجّها إلى أبي عبد الله، فعدل عن ¬

(¬1) في نسخة بترو «بامر ابى»، وفي النسخة البريطانية «بامر ابي». (¬2) في طبعة المشرق 106 «متعة» وهو غلط. والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬3) في الأصل والمطبوع «بن». (¬4) في الأصل والمطبوع «ذي» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة البريطانية «الغرب». (¬6) هنا زيادة في نسخة بترو: «بما سلم لهما من تجارتهما ورسم له أن يتقدم إلى بلد كتامة، ولما وصل أبو العباس إلى القيروان القى». (¬7) في نسختي بترو والبريطانية «بنفوذ». (¬8) في نسختي بترو والبريطانية «فعني». (¬9) في نسخة بترو «بالتقصي»، وفي النسخة البريطانية «ابن الأغلب بالاستعصاء». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 106 «يعرف»، والتصويب من النسخة البريطانية.

[وقوع أبي العباس الداعية الشيعي أسيرا بيد الأغالبة]

قصده لئلاّ يحقّق على أبي (¬1) العبّاس التّهمة فيعطبه، وسار إلى سجلماسة (¬2) وأقام بها متنكّرا متظاهرا بالتجارة، ورقا (¬3) إلى زيادة الله حصوله بها/88 ب/ [وقوع أبي العباس الداعية الشيعي أسيرا بيد الأغالبة] وكاتب صاحب أمرها أليشع (¬4) بن مدرار بحاله، فأعلمه أنّ الرجل الذي يدعو [إليه] (¬5) أبو عبد الله منتسب إليه، فقبض عليه أليشع وعلى محمد ولده وحبسهما، ولما رأى زيادة الله بن الأغلب أمر أبي عبد الله [يتفاقم] (¬6) سيّر عسكرا كبيرا لقتاله، والتقى الفريقان واقتتلا قتالا شديدا، وانهزم عسكر زيادة الله وقتل عدد كثير (¬7) متوفّر من أصحابه، واستولى أبو عبد الله على ما فيه من المال والسلاح وغير ذلك، وافتتح بلدانا كانت معتصمة عليه، وأعاد زيادة الله ابن الأغلب إليه عسكرا أوفر عددا من الأوّل، فجرى أمره مجرى ما تقدّمه، واستعدّ زيادة الله عسكرا ثالثا جمع فيه سائر رجاله، وبذل العطاء في القبائل، واجتذب الناس ورغّبهم وأنفق فيهم أموالا كثيرة، واجتمع (¬8) إليه جيش عظيم، وسيّره نحو أبي عبد الله (¬9)، وتوقّف عن المقاتلة ستّة أشهر، وزحف أبو عبد الله إلى أن قرب من رقّادة، ولقيه جيش بن (¬10) الأغلب (¬11)، وغنم أبو عبد الله أيضا سايره، وورد خبر الهزيمة إلى زيادة الله بن الأغلب وهو برقّادة، فخاف على نفسه وأخذ أولاده وحرمه وما أطاق حمله من أمواله وآلاته (¬12)، ¬

(¬1) في الأصل والمطبوع 106 «ابن» والتصويب من النسخة البريطانية. (¬2) في النسخة البريطانية «سلجماسة». (¬3) في النسخة البريطانية «ورقى» وهو الصحيح. (¬4) في الكامل في التاريخ 8/ 39 «أليسع». وفي البريطانية «مداراز». (¬5) إضافة على الأصل من الكامل 8/ 39. (¬6) إضافة من عندنا ليستقيم السياق. (¬7) في النسخة البريطانية «عددا كثيرا متوفرا كثير متوفّر». (¬8) في النسخة البريطانية «فاجتمع». (¬9) في نسخة بترو زيادة «في أول سنة 295». (¬10) كذا، والصحيح «ابن». (¬11) في نسخة بترو زيادة: «في جمادى الآخر من السنة وقتل من الفريقين عدد كثير وانهزم جيش ابن الأغلب». (¬12) في المطبوع «والاته».

[هزيمة زيادة الله وفراره إلى مصر]

[هزيمة زيادة الله وفراره إلى مصر] وسار في خواصّ غلمانه وأصحابه في الليل هاربا إلى مصر، ونهب النّاس بعد هروبه قصوره برقّادة ودور أصحابه السائرين معه وأتوا على جميع ما فيها. [سنة 290 هـ‍-298 هـ‍.] [أبو عبد الله الشيعي يدخل رقّادة سنة 290 هـ‍.] ودخل أبو عبد الله إلى رقّادة يوم السبت لعشرة خلون من رجب سنة تسعين ومائتين (¬1) وأمّن النّاس كافّة، وكاتب أهل البلدان والأعمال التي كانت في طاعة (أبي عبد الله) (¬2) زيادة بن الأغلب يجتذبهم إلى طاعته، وزاد في الأذان يوم دخوله «حي على خير العمل»، ومنع من شرب المسكر، وجمع أموال زيادة الله وعبيده، وضرب السّكّة، ولم ينقش عليها اسم أحد، وأقام على ما كان عليه من الحسن (¬3) ولم يغيّر أحدا (¬4) من أصحابه. وكان أبو العبّاس أخوه قد هرب من جيش زيادة الله (¬5) وجعل الرصد عليه، فخاف على نفسه أن يخرج إلى ناحية أخيه أن يظفر به، فتسلّل (¬6) إلى سجلماسة، وهرب أليشع بن مدرار من (¬7) سجلماسة، وأخرج المهديّ لمحمد (¬8) ولده من الحبس، [إعلان إمامة وخلافة المهديّ سنة 296 هـ‍.] وأظهر أمر المهديّ ذلك اليوم، وهو يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجّة سنة ستّ وتسعين ومائتين، وسلّم عليه بالإمامة والخلافة، وأعلم جماعتهم أنه صاحبهم الذي يدعو إليه، وأمر المهديّ أن يتبع أليشع بن مدرار، [مقتل أليشع بن مدرار صاحب سجلماسة] فتفرقت العساكر في طلبه، وأعيد هو وجميع أصحابه، وضرب أليشع بالصوط (¬9) وطيف (¬10) به بالعسكر بمدينة سجلماسة وقتله وقتل سائر أصحابه ¬

(¬1) في الكامل في التاريخ 8/ 46 «ودخل رقّادة يوم السبت، مستهلّ رجب من سنة ستّ وتسعين ومائتين». وهو الصحيح. وانظر: عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس، ص-87، والبيان المغرب 1/ 150. (¬2) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬3) في نسخة بترو «عليه من الناس». (¬4) في نسخة بترو «يغير ولا غير أحد». (¬5) في نسختي بترو والبريطانية زيادة «برقّادة». (¬6) في النسخة البريطانية «وهرب». (¬7) في نسخة بترو «صباحا إلى». (¬8) في النسخة البريطانية «ومحمد». (¬9) كذا في الأصل والمطبوع، والصحيح «السوط». (¬10) في الأصل والمطبوع 107 «وطيق»، والتصحيح من النسخة البريطانية.

[المهدي يدخل رقادة ويستميل الناس لدعوته]

وأخذ أموالهم، وأقام بسجلماسة أربعين يوما، وسار إلى إفريقية، ووصل إلى رقّادة (¬1) [المهديّ يدخل رقّادة ويستميل الناس لدعوته] وأظهر المهديّ التواضع والخشوع، وواصل الجلوس للناس والمخاطبة لهم والتودّد ووعد (¬2) المواعيد التي تسرّهم، وولّى جماعة من وجوه كتامة أعمال إفريقية وأفضل عليهم وأحسن إليهم وأمرهم/89 أ/بالتزيّن والتجمّل في ملابسهم ومراكبهم، وأخذ إليه الأموال التي جمعها أبو عبد الله، وطلب أموال زيادة الله بن الأغلب وأموال أصحابه، وتقصّى على ما نهب من رقّادة، واستخلص من أيدي النّاس أموالا كثيرة، واصطنع جماعة من كتامة، وأثبت (¬3) الموالي والعبيد من الروم والسّودان، وأقام منهم عسكرا، ونظر في المظالم، وباشر جميع الأمور بنفسه، واستمال الناس، وانحرفوا عن أبي عبد الله، ولم يجعل له نظرا في شيء من الأشياء، فتقدّمه أبو العباس أخوه على تسليمه الأمور إلى المهديّ وقال له: قصدت أمرا جليلا، فلمّا وصلت إليه وإلى ملتمسك جئت بمن أزالك عنه وأخرجك منه ورفضك واضطّهدك، فكان الواجب أن يدعك بما كنت عليه من تدبير الأمور والنظر إليها، ويتشاغل هو بأحوال نفسه، ولا يقيمك من الذلّ والعار في مثل هذا العام (¬4). [أبو عبد الله الشيعي ينصح المهديّ بإطلاق يده في الدعوة] وعوّل أبو عبد الله على أن يستدرك ما فرّط منه، فقال للمهديّ على سبيل النصيحة: يا مولاي إنّي قد خبرت أخلاق كتامة، وقوّمتهم بتقويم وأجريتهم على سياسة فبلغت منهم بذلك (¬5) ما بلغت (¬6) والذي فعلته أنت الآن من الإحسان إليهم فولّيتهم (¬7) الأعمال والبلدان، وما أمرتهم به من الزّينة والتجمّل (¬8) فهو فساد ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة: «يوم الخميس لإحدى عشر ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة 297». وانظر الكامل في التاريخ 8/ 48، واتعاظ الحنفا 1/ 66. (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «ووعدهم». (¬3) كذا. (¬4) في نسخة بترو «المقام». (¬5) في الأصل والمطبوع 108 «ببذلك». (¬6) العبارة في نسخة بترو «فتوصل بهم إلى ما أحببت»، وفي النسخة البريطانية «فتوصّلت. .». (¬7) في نسخة بترو «فتوليتهم». (¬8) في الأصل والمطبوع 108 «والبجل»، والصحيح ما أثبتناه.

لخروجهم عن عبادتهم، ولو تركتني أباشرهم (¬1) على ما دعوتهم كان أحرى في خبرتك بهم وأنفع فيما يحتاجون إليه منهم ومن غيرهم، وتكون أنت [وادعا] (¬2) في قصرك لا يصل منهم أحد إليك ولا غيرهم إلاّ في الأوقات التي ينبغي، فإنّ ذلك أحبب (¬3) لك وأسدّ لأمرك وأقرب لما ترجوه من تمامه وكماله. فاستراب المهديّ بكلامه، وساء ظنّه (¬4)، وزاد في انحرافه عنه، وخبث أبو العبّاس جماعة من الدّعاة ومن وجوه كتامة وأوقع في نفوسهم الشّبهة في المهديّ، وكاشفه مقدّم الدّعاة (¬5) بالنّفاق وقال للمهديّ: إنّا قد شككنا فيك فآتينا (¬6) بآية إن كنت المهديّ (¬7) كما تزعم لنصدّقك، فامتعض من قوله وقتله، فاستحكم حينئذ سوء ظنّ أبي عبد الله، وتأكّدت الوحشة في نفسه وفي نفس أبي العبّاس أخيه، وفي نفوس جماعة من وجوه كتامة، وعوّلوا على إعمال الحيلة على المهديّ (إن أخرج أكثرهم) (¬8) وواطأهم على ذلك أكثر (¬9) كتامة، فتلطّف المهديّ إلى أن أخرج أكثر (¬10) الأعمال والبلدان وفرّق جمعهم (¬11) وأذعن إلى ثقاته (¬12) بقتل أبي عبد الله وأبي العبّاس، فخرجا يوما يريدان نزهة على عادتهم، فقتلا جميعا (¬13) في نصف جمادى الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين، وقتل أيضا جميع القوم الذين عهدوا بالمواطأة له في البلدان ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة «وأجريهم». (¬2) إضافة من نسخة بترو وعيون الأخبار 118. (¬3) في النسخة البريطانية «اهيب» كما في الكامل 8/ 51، وعيون الأخبار 118 (¬4) في نسخة بترو «وساء به ظنّه». (¬5) في الكامل 8/ 51 «شيخ المشايخ». (¬6) كذا، والصحيح «فأتنا». (¬7) في النسخة البريطانية «أنت المهدي». (¬8) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. وفي نسخة بترو «أكثرهم إلى». (¬9) في النسخة البريطانية «أهل». (¬10) في النسخة البريطانية «أكثرهم». (¬11) في النسخة البريطانية «جميعهم». (¬12) في نسخة بترو «واوعز إلى قوم من ثقاته». (¬13) في نسخة بترو زيادة «يوم اثنين».

[القتال بين الأغالبة والكتاميين في إفريقية]

التي أنفذهم إليها وفي رقّادة بصنوف من القتل. [القتال بين الأغالبة والكتاميّين في إفريقية] وتخوّف بنو الأغلب أنسباؤهم (¬1) الذين تأخّروا بإفريقية عن المسير مع زيادة الله أن يغدر بهم المهديّ كما غدر بأبي عبد الله وأخيه، وحذروا على نفوسهم، وكان سائرهم في القصر القديم، فوقع يوما بين بعض السّوقة وبين بعض الكتاميّين/89 ب/ وأخرجوهم من القصر القديم وأغلقوا أبوابه وقتلوا جماعة فيه، وأظهروا الخلاف، فأحاط بالقصر القديم جماعة من كتامة، وحاربهم بنو الأغلب وقتلوا منهم عددا كثيرا، وأنفذ المهديّ ففرّق كتامة عنهم وأظهر الإنكار عليهم، فانصرفوا، [المهديّ يقتل وجوه بني الأغلب ويحبس بعضهم] وقبض المهديّ بعد مدّة على جماعة من وجوه بني الأغلب وقتلهم ضرّا، وقبض بعد مدّة أخرى على قوم آخرين منهم، فقتل بعضهم، وحبس باقيهم، ولم يزالوا في الحبس إلى أيّام المنصور فأطلقهم. وجرى أيضا بين بعض الكتاميين وبعض أهل القيروان منازعة برقّادة فقاموا على من كان داخلها من الكتاميين فقتلوا [منهم] (¬2) في ساعة واحدة زهاء سبعمائة رجل، وكان الذي فعل ذلك الرعراع (¬3) ومن لا يوجد ولا يفرق (¬4) إذا طلب فأمسك عنهم هيّنا وصادر جماعة منهم، وقتل آخرين (¬5). وثار من بلد كتامة عبد الله الماوطاني (¬6) مع بقيّة المنافقين عليه (¬7) وزعموا أنّه المهديّ ونحلوه (¬8) النبوّة، وذكروا أنّ الوحي يأتيه، وأنّ الكتب ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 109 «ونساءهم»، وفي نسخة بترو «وانسباءهم»، والصحيح ما أثبتناه. (¬2) إضافة من نسخة بترو وعيون الأخبار 123. (¬3) كذا، والمراد «الرعاع». (¬4) في نسخة بترو «يعرف»، وفي النسخة البريطانية «من لا يوجد ولا يعرف». (¬5) راجع هذه الأخبار في: الكامل في التاريخ 8/ 31 - 53، وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع الخامس 31 - 123، واتعاظ الحنفا 1/ 68. (¬6) جاء في عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 123 انه من بني ما وطنت من أورشية، وفي البيان المغرب 1/ 166: «المارطيّ» واسمه كادو بن معارك. (¬7) في نسخة بترو زيادة: «من كتامة». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 109 «وتخلوه» والتصحيح من النسخة البريطانية، ومن عيون الأخبار 123 وانظر الاتعاظ 1/ 68.

[القائم بأمر الله ابن المهدي يقتل الماوطاني]

تنزّل عليه من الله تعالى، ونصب له دعاة [كدعاة] (¬1) أبي (¬2) عبد الله، وقال: أبو عبد الله حيّ لم يمت، وأباح الزناء والمحارم (¬3)، وانضمّوا (¬4) إليه عامّة من بلد كتامة وزحف به إلى ميلة (¬5) وأخذها، [القائم بأمر الله ابن المهديّ يقتل الماوطاني] وسيّر المهديّ ابنه القائم بأمر الله (¬6) فقتلهم ومزّقهم، أخذ الماوطاني وقدم به على أبيه أسيرا (¬7)، فقتله وقتل جماعة أسرهم معه من أهل بيته خاصّة (¬8). [سنة 300 هـ‍.] وخالف عليه أهل طرابلس الغرب، فسيّر إليهم القائم أيضا وفتحها عنوة في رجب سنة ثلاثمائة، وقتل الذين عقدوا الخلاف بها من رؤسائها واستصفا (¬9) أموالهم وعفى (¬10) عن عامّة أهلها (¬11). [حباسة يفتح برقة للمهديّ ويستولي على الإسكندرية والفيّوم] وأنفذ المهديّ أحد قوّاده يقال له حباسة في جيش كبير، فافتتح (¬12) برقة، وانهزمت من بين يديه الجيوش التي كانت للمقتدر، وسار حباسة (¬13) إلى الإسكندرية فملكها وملك الفيّوم (¬14). ¬

(¬1) إضافة من عيون الأخبار 123 حيث يبدو أن المؤلّف ينقل عنه. (¬2) في النسخة البريطانية «أبا». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 109 «المجارم» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬4) كذا في الأصل والمطبوع، وفي النسخة البريطانية: «وانضوى إليه جماعة». (¬5) ميلة: بالكسر ثم السكون. مدينة صغيرة بأقصى إفريقية، بينها وبين بجاية ثلاثة أيام. (معجم البلدان 5/ 244). (¬6) في نسخة بترو زيادة: «في أول رمضان سنة 299». (¬7) في نسختي بترو والبريطانية زيادة: «في شهر ربيع الأول سنة 300». (¬8) في نسخة بترو «وخاصّته». وانظر الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 53، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 123،124. (¬9) كذا في الأصل والمطبوع، والصحيح «استصفى». (¬10) كذا في الأصل والمطبوع، والصحيح «وعفا». (¬11) الخبر في: البيان المغرب 1/ 168، والكامل في التاريخ 8/ 66، وعيون الأخبار وفنون الآثار-ص 124،125، واتعاظ الحنفا 1/ 68، وتاريخ ابن خلدون 4/ 36. (¬12) في النسخة البريطانية «ففتح». (¬13) هو: حباسة بن يوسف الملوسي. أنظر: عيون الأخبار-السبع الخامس-ص 125. (¬14) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 84، وعيون الأخبار 125 - 127، والبيان المغرب 1/ 171، 172، واتعاظ الحنفا 1/ 68، وتاريخ ابن خلدون 4/ 38.

[سنة 302 هـ‍.]

[سنة 302 هـ‍.] [القائم يخرج مددا لحباسة ويصل إلى الجيزة سنة 302 هـ‍.] وأنفذ المهديّ ابنه القائم إلى المغرب (في جيش آخر مددا لحباسة، وساروا إلى أن بلغوا الجيزة وعادوا إلى المغرب في سنة اثنين وثلاثمائة) (¬1). وملك الإسكندرية أيضا وأكثر أعمال (¬2) الصّعيد (¬3)، ثم رجع إلى المغرب (¬4). وقد تقدّم شرح جمل الأخبار التي جرت له في أعمال مصر في مسيره إليها في الدّفعة الأولى والثانية، في الجزء الذي قبل هذا، وذلك في أيّام خلافة المقتدر، ولهذا أنا مستغني (¬5) عن إعادتها. [308 هـ‍.] [المهديّ يبني مدينة المهديّة وينتقل إليها سنة 308 هـ‍.] وبنى بالغرب مدينة وسمّاها المهديّة، مشتقّة من اسمه، وانتقل إليها في شوّال سنة ثمان وثلاثمائة (¬6)، [القضاء على حركة أهل برقة] وخالف عليه جماعة بالمغرب منهم أهل برقة، فجرّد إليهم قائدا (¬7) من قوّاده يعرف بغنا (¬8) ففتحها، وأتاه بأكثر أهلها الذين عقدوا الخلاف فقتلهم (¬9). وخالف عليه أهل سقلية وروسوا (¬10) عليهم أحمد بن قرهب (¬11) فسيّر ¬

(¬1) في نسخة بترو زيادة: «وعاود القائم إلى مصر دفعة ثانية أول يوم من ذي القعدة سنة 306» وما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬2) في نسخة بترو «عمل». (¬3) في نسخة بترو زيادة: «أقام إلى آخر سنة 307». وكذا في النسخة البريطانية. (¬4) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 113، والبيان المغرب 1/ 172، وعيون الأخبار 133، واتعاظ الحنفا 1/ 68،69، وتاريخ ابن خلدون 4/ 38، والنجوم الزاهرة 3/ 184، والحلّة السيراء 1/ 192. (¬5) كذا في الأصل والمطبوع، والصحيح «مستغن». (¬6) أنظر: البيان المغرب 1/ 184، وعيون الأخبار وفنون الآثار 136، وتاريخ ابن خلدون 4/ 38، والحلّة السيراء 1/ 92. (¬7) في الأصل والمطبوع 110 «قائد» والتصويب من نسخة بترو. (¬8) ورد في نسخة (ب) «نغا» و «بغنان» ولم أجده في المصادر. (¬9) أنظر: عيون الأخبار 139، والبيان المغرب 1/ 187. (¬10) كذا، والصحيح «رأسوا». (¬11) في النسخة (ب) «مرهف»، ولم أجده في المصادر.

[القضاء على حركة أهل تاهرت]

إليهم بغنا أيضا، فقتل رجاله وأسره وحمله إلى المهديّ فقتله (¬1). [القضاء على حركة أهل تاهرت] وخالف عليه أهل تاهرت (¬2) فبعث بغنا أيضا ففتحها، وقتل أماثل الذين خالفوا عليه (¬3). [سنة 322 هـ‍.] [وفاة الخليفة المهديّ سنة 322 هـ‍.] ومات المهديّ ليلة الثلاثاء/90 أ/النصف من ربيع الأوّل سنة إثنتين وعشرين وثلاثمائة، وعمره (¬4) اثنتين (¬5) وستّون سنة، وكانت خلافته خمسة وعشرين سنة وثلاثة أشهر (¬6)، وسترت وفاته إلى يوم الثلاثاء لخمس بقين من جمادى الأول من السنة [المذكورة] (¬7). [القائم بأمر الله الفاطمي] وجلس في الخلافة بعده ابنه وليّ عهده أبو القاسم محمد القائم بأمر ¬

(¬1) لم أجد هذا الخبر في المصادر، بل وجدت ما فتحه أهل صقلّية من بلاد الروم في الجزيرة. أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 159 (حوادث سنة 313 هـ‍)، وعيون الأخبار 139، والبيان المغرب 1/ 190. (¬2) تاهرت: بفتح الهاء وسكون الراء. اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب، يقال لإحداهما تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة، بينها وبين المسيلة ستّ مراحل، وهي بين تلمسان وقلعة بني حمّاد. (معجم البلدان 2/ 7). (¬3) أنظر عن تاهرت في الكامل 8/ 179، وعيون الأخبار 139، والبيان المغرب 1/ 191 (حوادث سنة 314 هـ‍) وفيه: «تهرت». (¬4) في الأصل والمطبوع 110 «عمر». وما أثبتناه عن نسختي بترو والبريطانية. (¬5) كذا، والصحيح «اثنان». (¬6) في نسختي بترو والبريطانية زيادة «وست أيام». (¬7) إضافة من النسخة البريطانية. وانظر عن الخليفة المهدي الفاطمي في: البيان المغرب 1/ 206، وعيون الأخبار وفنون الآثار 155، والكامل في التاريخ 8/ 284، والدرّة المضيّة 108،109، واتعاظ الحنفا 1/ 72، والحلّة السيراء 1/ 190 - 194، والمختصر في أخبار البشر 2/ 80، ومآثر الإنافة 1/ 292، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40، والنجوم الزاهرة 3/ 246، والبداية والنهاية 11/ 179،180، وتاريخ ابن الوردي 1/ 266، وشذرات الذهب 2/ 294، ووفيات الأعيان 3/ 117 - 119، والعبر 2/ 193،194، ومرآة الجنان 2/ 285،286، وخطط المقريزي 1/ 349 - 351، وبدائع الزهور 1/ 45، وسير أعلام النبلاء 15/ 141 - 151 رقم 65، وتاريخ الخلفاء 391، وأخبار الدول 189.

[مقتل الثائر ابن طالوث بطرابلس الغرب]

الله، وأظهر الحزن عليه أيام حياته، ولم يركب، ولا خرج من باب قصره (¬1). [مقتل الثائر ابن طالوث بطرابلس الغرب] وثار عليه ثائر من كتّاب العرائف (¬2) يعرف بابن طالوث (¬3)، وانتهى إلى وريش (¬4) وقصد ناحية طرابلس، وزعم البربر أنّه ابن المهديّ فاتّبعه خلق عظيم منهم، وزحف بهم إلى مدينة طرابلس ليأخذها، فقاتل أهلها، فهزموه وقتلوا جماعة من أصحابه، ورأى البربر انحلال أمره فقتلوه وأتوا برأسه إلى القائم (¬5) ... ¬

(¬1) في النسخة البريطانية: «ولا يخرج. . . القصر». (¬2) في الأصل والمطبوع 110 «العراق» وهو وهم. ولم يحقّقها ناشرو الكتاب، والتصحيح من عيون الأخبار وفنون الآثار 172. (¬3) هو محمد بن طالوت القرشي، كما في المصادر. (¬4) لم أتبيّن موضعها. (¬5) أنظر الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 284، والبيان المغرب 1/ 209، وعيون الأخبار 172، واتعاظ الحنفا 1/ 74، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40.

[عودة إلى أخبار الدولة العباسية] [سنة 335 هـ‍.]

[عودة إلى أخبار الدولة العباسية] [سنة 335 هـ‍.] [الحرب بين معزّ الدولة بن بويه وناصر الدولة بن حمدان] والتمس (¬1) معزّ الدولة (¬2) من ناصر الدولة (¬3) أن يحمل إليه من المال عن البلدان التي في يده مثل ما كان يحمله إلى من تقدّمه من الأمراء ببغداد، فامتنع ناصر الدولة أن يحمل إليه من المال شيئا، وعوّل معزّ الدولة على المسير إلى الموصل لحربه، وصار (¬4) ناصر الدولة إلى بغداد، [الصلح بين معزّ الدولة وناصر الدولة] وانضافت الأتراك إليه، وانتشب الحرب (¬5) بينه وبين معزّ الدولة، وانهزم ناصر الدولة إلى عكبرا (¬6)، وأرسل [إلى] (¬7) معزّ الدولة يلتمس منه الصّلح إن توافق (¬8) الأتراك على ذلك، فأجابه معزّ الدولة إليه، وتمّ الصّلح في المحرّم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة (¬9). [وثوب الأتراك على ناصر الدولة وترئيسهم لتكين الشيرازي] ولما عرف الأتراك ما استقرّ بينهما من الصلح ومساترة ناصر الدولة ¬

(¬1) يعود المؤلّف من هنا إلى أخبار الدولة العباسية. (¬2) هو أبو الحسين بن بويه. (¬3) هو أبو محمد بن حمدان. (¬4) في نسختي بترو والبريطانية «وسار». (¬5) في النسخة البريطانية: «وانتشبت الحروب». (¬6) في المطبوع 110 «عكبر» والصواب ما أثبتناه عن معجم البلدان 4/ 142: عكبرا: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح الباء الموحّدة، وقد يمدّ ويقصر. بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (¬7) إضافة على الأصل من عندنا يقتضيها السياق. (¬8) في النسخة البريطانية: «من أن يوافق». (¬9) أنظر الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 453 - 455، والمنتظم 6/ 349، والإنباء في تاريخ الخلفاء 177، والعبر 2/ 241، والمختصر في أخبار البشر 2/ 94،95، وتجارب الأمم 2/ 108، والنجوم الزاهرة 3/ 422، وتاريخ الأزمنة 59، والبداية والنهاية 11/ 213، ودول الإسلام 1/ 209، ومرآة الجنان 2/ 319.

[معز الدولة ينجد ناصر الدولة وهزيمة تكين وسمل عينيه]

إيّاهم وطيّة (¬1) إيّاه عنهم عزموا على الوثوب بناصر الدولة، فهرب إلى الموصل، وجمع الأتراك وقرّوا (¬2) عليهم تكين الشيرازي (¬3)، وساروا إلى الموصل يطلبون ناصر الدولة، وانهزم إلى الزّاب (¬4)، [معزّ الدولة ينجد ناصر الدولة وهزيمة تكين وسمل عينيه] وكتب إلى معزّ الدولة يبذل له الطاعة وحمل المال إليه وسأله أن ينجده، فأنفذ إليه معزّ الدولة جيشا، والتقى تكين الشيرازي وناصر الدولة، فانهزم تكين وأسر وجوه أصحابه وقتل خلقا كثيرا من رجاله، ولحقوا (¬5) بنو نمير وأسروه، فأتوا به إلى ناصر الدولة فسمله (¬6). [سنة 334 هـ‍.] [وفاة الإخشيد محمد بن طغج سنة 334 هـ‍.] ومات الإخشيد محمد بن طغج (¬7) صاحب مصر بدمشق في [يوم الثلاثاء لثمان بقين من] (¬8) ذي الحجّة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (¬9). ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «وطبة». (¬2) في النسخة البريطانية «وتجمّع الأتراك وأمّروا». (¬3) في النسخة البريطانية «السيرازي»، وفي تكملة تاريخ الطبري 158 «الشيرزاذي». (¬4) في طبعة المشرق 111 «الراب». وفي البريطانية «فانهزم». (¬5) كذا في الأصل، والصحيح «ولحق به». (¬6) أنظر: تكملة تاريخ الطبري 158، وتجارب الأمم 2/ 109،110، والكامل في التاريخ 8/ 466،467، والبداية والنهاية 11/ 216. (¬7) في النسخة البريطانية «طعج». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬9) أنظر عنه في: تكملة تاريخ الطبري 152،153، وتجارب الأمم 2/ 104، والكامل في التاريخ 8/ 457، والعبر 2/ 239، وتاريخ مختصر الدول 167، والبداية والنهاية 11/ 213 و 215، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، وكتاب الولاة والقضاة 293، ودول الإسلام 1/ 208، 209، ونهاية الأرب 23/ 187، والنجوم الزاهرة 3/ 251 - 256، وشذرات الذهب 2/ 337، وولاة مصر 310، وزبدة الحلب 1/ 116، وبدائع الزهور 1 ق 1/ 176، وأخبار الدول 263،264، والوافي بالوفيات 3/ 171،172 رقم 1141، وسير أعلام النبلاء 15/ 365،366 رقم 189، والمنتظم 6/ 347، ووفيات الأعيان 5/ 56 - 63، ومرآة الجنان 2/ 314 - 316، وحسن المحاضرة 2/ 10.

[أخبار سيف الدولة الحمداني] [سنة 335 هـ‍.]

[أخبار سيف الدولة الحمداني] [سنة 335 هـ‍.] [سيف الدولة الحمداني يملك دمشق ويدخل الدولة] وسار سيف الدولة إلى دمشق وملكها في صفر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وسار إلى الرملة ودخلها، ورافقه غلمان الإخشيد بالأردن وهزموه إلى حلب (¬1) ... [غلمان الإخشيد بالأردن يهزمون سيف الدولة إلى حلب] وكان على بعض أعمال صعيد مصر الأعلى والي (¬2) يسمّى غلبون (¬3)، وأظهر الخلاف بعد موت الإخشيد، وسار إليه جيش من مصر، فكسره وقوي أمره، وعاد إلى الفسطاط من الجانب الشرقي [يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة 335] (¬4) ووقع بينه وبين الإخشيديّة وقعة عظيمة بطرا (¬5) وقتل فيها جماعة من الإخشيديّة وانهزم باقوهم (¬6) إلى موضع يعرف بمنا جعفر (¬7). ودخل غلبون إلى الفسطاط يوم الأربعاء [لسبع بقين منه] (¬8) ¬

(¬1) أنظر: زبدة الحلب 1/ 116 - 118، والمختصر في أخبار البشر 2/ 95، والنجوم الزاهرة 3/ 291،292، والكامل 8/ 164. (¬2) كذا في الأصل، والصحيح «وال». (¬3) هو والي الريف بالأشمونين، كما ذكر الكندي في ولاة مصر 312، وورد: والي الحرب بالأشمونين في كتاب الولاة والقضاة له-ص 295. وأقول: الأول أصحّ، ويدعمه قول ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 3/ 292 انه «متولّي الريف». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬5) طرا: بضم أوله. قرية في شرقيّ النيل قريبة من الفسطاط من ناحية الصعيد. (معجم البلدان 4/ 24). (¬6) كذا، والصحيح «باقيهم» كما في النسخة البريطانية. (¬7) في معجم البلدان 5/ 219 «منى جعفر: جمع منية: اسم لعدّة ضياع في شمالي الفسطاط. (¬8) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة بترو.

[الإخشيدية يهزمون غلبون العامل على الصعيد]

[الإخشيديّة يهزمون غلبون العامل على الصعيد] ونزل دار الإمارة، وأقام فيها نحو أربع ساعات، فاتّفق أنّ وصل في ذلك اليوم غلام من الإخشيديّة يقال له مرتاح الشراي (¬1) في عدّة من الغلمان الإخشيديّة، فلقي من كان انهزم من مصر من الجند فردّهم، واجتمعوا/90 ب/ جميعا ورجعوا إلى غلبون، فخرج إلى بستان الأمير، حيث القاهرة الآن، في عدّة يسيرة، وواقعه الإخشيديّة، فانهزم وخرج هاربا. وكان أصحابه عند دخولهم مصر قد تفرّقوا في البلد للنهب، فقتل العوامّ بعد هزيمته عدد (¬2) متوفرا (¬3) منهم، [مقتل غلبون وأسر أصحابه] وسارت الجيوش في طلبه، والتقوا وتحاربوا، وقتل غلبون في جملة من قتل، وأسر عددا (¬4) من أصحابه، وحمل رأسه إلى فسطاط مصر وطيف بها البلد [في ذي الحجّة من السنة] (¬5) مع من أسر (¬6). [كافور الإخشيدي ينتقل من دمشق إلى مصر] ودخل كافور الخادم الإخشيديّ إلى مصر قادما من دمشق، فأجلس (¬7) أبا القاسم (¬8) مولاه في الإمارة، وكان كافور الغالب على الأمور والمدبّر لها. ... [سنة 336 هـ‍.] [ظهور الكوكب المذنّب] وظهر في السماء كوكب مذنّب طوله نحو الذّراعين، ليلة الجمعة لسبع خلون من صفر سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة، وخفي بعد عشرة أيام من ظهوره (¬9). ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية «السراي» وفي كتاب الولاة والقضاة 295 «شادن» وكذلك في: ولاة مصر 312 ولم أجد اسم «مرتاح الشراي» في أيّ مصدر آخر. (¬2) كذا في الأصل، والصحيح «عددا». (¬3) في النسخة البريطانية «عددا متوافرا». (¬4) كذا في الأصل، والصحيح «عدد». (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة بترو. (¬6) قارن بما في كتاب الولاة والقضاة 295،296 وولاة مصر 312،313، وقد أورد المؤلّف هنا تفصيلات لا نجدها عند الكندي. (¬7) في النسخة البريطانية «فاحبس». (¬8) هو: أبو القاسم أنوجور بن الإخشيد. (¬9) الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 476، والمنتظم 6/ 356، وشذرات الذهب 2/ 342.

[سيف الدولة يحاصر حصن برزويه]

[سيف الدولة يحاصر حصن برزويه] ونزل (¬1) سيف الدولة على حصن برزويه فحاصره في سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة [وفيه يومئذ أبو تغلب الكرديّ] (¬2) ونزل لاون [بن] (¬3) بردس الدومستيقس الفوقاس (¬4) على الحدث (¬5) ووافى نفير (¬6) الحدث إلى سيف الدولة يستعينون به، فأقسم أنّه لا رحل عن حصن برزويه (¬7) أو يفتحه. [لاون بن بردس ينازل الحدث ويفتحه] وفتح لاون حصن الحدث بالأمان (¬8) وأخرب سوره. [سنة 337 هـ‍. و 338 هـ‍.] [سيف الدولة يفتح حصن برزويه ويسير إلى ميّافارقين] وفتح سيف الدولة حصن برزويه في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وسار إلى ميّافارقين، واستخلف بحلب محمد بن ناصر الدولة، ونزل لاون ¬

(¬1) في نسخة بترو ورد هنا هذا الخبر: «ومات الصمري كاتب معزّ الدولة فاستكتب الحسن بن محمد المهلنى وأقامه في دبير الاعمال والاموال مقام الوزير من غير تسميه بوزارة». وفي النسخة البريطانية ورد الخبر نفسه وفيه: «الصحوي. . . الحسين. . . المهلّبي. . . تدبير. . . تسميته». ونحن نصحّح النص بما يلي: «ومات الصميريّ كاتب معزّ الدولة، فاستكتب الحسن بن محمد المهلّبي وأقامه في تدبير الأعمال والأموال مقام الوزير من غير تسميته بوزارة». وأقول: الخبر في الكامل في التاريخ 8/ 485 (حوادث سنة 339 هـ‍)، وانظر: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 190، والبداية والنهاية 11/ 223، وتكملة تاريخ الطبري 162، 163، وتجارب الأمم 2/ 123،124، ومعجم الأدباء 2/ 338 و 3/ 181، والنجوم الزاهرة 3/ 302، ودول الإسلام 1/ 211، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284. (¬2) ما بين الحاصرتين من النسخة (س). وفي زبدة الحلب 1/ 120 «ابن أخت أبي الحجر الكردي». (¬3) إضافة من نسخة بترو، و (س). (¬4) هو: ليون بن برداس فوكاس. Le?on Fils de Bardas Phocas (¬5) في نسخة بترو: «على حصن الحدث وحاصره». والحدث: بالتحريك: قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور. (معجم البلدان 2/ 218). (¬6) في النسخة البريطانية «وحاصره ووفا نفين». (¬7) برزويه: بفتح أوله وضمّ الزاي وسكون الواو، وفتح الياء. والعامّة تقول: برزيه. حصن قرب السواحل الشامية على سنّ جبل شاهق. (معجم البلدان 1/ 565). (¬8) في النسخة (ب) «بامان».

[سيف الدولة يوغل في بلاد الروم إلى ما وراء خر شنة]

[سيف الدولة يوغل في بلاد الروم إلى ما وراء خر شنة] على [حصن بوقا] (¬1)، وخرج محمد بن ناصر الدولة للقائه (¬2) فأوقع لاون لمحمد ولجماعة (¬3) من أصحابه، وقتل منهم زهاء أربعمائة رجل، وأسر خلقا كثيرا، وذلك في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (¬4). [339 هـ‍.] [الروم يوقعون بجيش سيف الدولة ناحية الحدث ويهزمونه] وفي شهر ربيع الأوّل من هذه السنة فتح الروم مدينة كيليكية (¬5) وملكوها وهدموا سورها، وأعطوا أهلها الأمان، وانصرفوا عنها، وتأهّب سيف الدولة للغزو إلى بلد الروم، واستعدّ استعدادا كثيرا، وجمع جموعا عظيمة، ودخل إلى بلد الروم يوم الأحد النصف من ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وأوغل فيه، وبلغ إلى وراء خرشنة (¬6) بمرحلتين، وفتح حصون الروم وسبى عددا كثيرا منهم، فلمّا أراد الخروج أخذ الروم عليه الدروب والدرب الذي أراد [أن] (¬7) يخرج منه، وهو المعروف بمقطع الأنفار (¬8) المسمّى بدرب الكيكرون (¬9) بناحية الحدث، فأوقعوا به، ومات جميع من كان معه من المسلمين أسرا وقتلا، وارتجع الروم السّبي الذي كان المسلمون ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 112 «يوقا»، وما أثبتناه عن النسخة (س). و «بوقا»: قرية في شمالي أنطاكية، قرب الأمانوس. (معجم البلدان 1/ 762). (¬2) في النسخة (س) زيادة: «من حلب». (¬3) في النسخة البريطانية «وبمحمد وبجماعة». (¬4) راجع الخبر في: زبدة الحلب 1/ 120،121. (¬5) في النسخة البريطانية «كبليكيا» وفي نسخة بترو «قليقلا». (¬6) في النسخة البريطانية «خرخشنه». وخرشنه: بفتح أوله، وتسكين ثانيه، بلد قرب ملطية من بلاد الروم. (معجم البلدان 2/ 359). (¬7) إضافة على المطبوع-ص 112. (¬8) في النسخة (س) «الأظفار». وفي ديوان المتنبّي-طبعة 1944 - ص 300، «فلما وصل إلى عقبة تعرف بمقطعة الأثفار صافّه العدو». وفي كتاب سيف الدولة الذي انتخب نصوصه (كانار) -ص 91 «بمقطعة الأنفار». (¬9) في نسختي بترو والبريطانية «الكنكرون». وفي زبدة الحلب 1/ 121 «درب الجوزات» أو «الحوزات». وفي معجم البلدان 1/ 927 «ومن طرسوس إلى الجوزات يومان».

[ملك النوبة يغير على الواحات من أعمال مصر]

غنموه، وأخذوا سواده وكراعه (¬1) وأمواله، وغنموا غنيمة عظيمة، وأفلت سيف الدولة في نفر يسير [منهزما] (¬2) وذلك في جمادى الأخرى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وسمّى الثغريّون هذه الغزاة غزاة المصيبة (¬3). ... [ملك النّوبة يغير على الواحات من أعمال مصر] وفي (¬4) هذه السنة توجّه ملك النّوبة إلى الواحات من أعمال مصر وقتل وسبى وأحرق وأفسد أشياء كثيرة (¬5). ... [ردّ الحجر الأسود إلى مكة المكرّمة بعد أن انتزعه الجنابي سنة 317 هـ‍.] وفي ذي الحجّة من هذه السنة ردّ إلى مكّة الحجر الأسود الذي كان في ركن بيت الحرام بمكة، (وكان أخذه سليمان بن الحسن الجنّابي (¬6) عند دخوله إلى مكة) (¬7) ونهبه لها وذلك في ذي الحجّة سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ¬

(¬1) الكراع: الذخيرة. (¬2) إضافة من النسخة (س). (¬3) في طبعة المشرق «المصيصة» والتصويب من زبدة الحلب 1/ 121 ومن النسخة البريطانية. وانظر الخبر في: زبدة الحلب 1/ 121،122، ووفيات الأعيان 1/ 127، ومعجم الأدباء 9/ 31 وفيه ما يلي: «حدّثني أبو القاسم بن الرقّي منجّم سيف الدولة قال: كنت في صحبة سيف الدولة في غداة المصيبة المعروفة. وكان سيف الدولة قد انكسر يومئذ كسرة قبيحة ونجا بحشاشته، بعد أن قتلت عساكره قال: فسمعت سيف الدولة يقول، وقد عاد إلى حلب: هلك مني من عرض ما كان في صحبتي خمسة آلاف ورقة بخط أبي علي بن مقلة. قال: فاستعظمت ذلك، وسألت بعض شيوخ خدمه الخاصّة عن ذلك، فقال لي: كان أبو عبد الله منقطعا إلى بني حمدان سنين كثيرة». وانظر أيضا: الكامل في التاريخ 8/ 485، 486، وتكملة تاريخ الطبري 164، ودول الإسلام 1/ 210، وتاريخ مختصر الدول 168، وتجارب الأمم 2/ 125،126، والمنتظم 6/ 367، والبداية والنهاية 11/ 223، والعبر 2/ 249، ومرآة الجنان 2/ 328، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، وتاريخ الزمان 59، وتاريخ الأزمنة 61،62، وشذرات الذهب 2/ 348، والنجوم الزاهرة 3/ 301، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284. (¬4) من هنا حتى عبارة «رجعت كلها غائمة» ساقط من النسخة (س). وقد ورد الخبر التالي مكانه: «وفي السنة التاسعة من خلافة المطيع لله صيّر أغابيوس بطريرك على أنطاكية، أقام سبع سنين وتوفي». (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬6) في النسخة (ب) ونسخة بترو: «الجفاني». (¬7) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية.

[سنة 340 هـ‍.]

وأعيد إلى مكة فكأنّه (¬1) مكسور نصفين (¬2) (¬3) /91 أ/. ... [سنة 340 هـ‍.] [الزلزلة بمصر وأعمالها وانشقاق منارة الإسكندريّة] وحدث بمصر [وأعمالها] (¬4) زلزلة في الليلة التي صباحها [يوم] (¬5) الاثنين لعشر خلون من ربيع الآخر سنة أربعين وثلاثمائة، وتساقطت منها عدّة دور، ومات منها خلق من الناس، وانفجرت عيون ماء (¬6) في غير موضع، وانشقّت منها منارة الإسكندرية (¬7). ... ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية «مكانه». (¬2) أنظر الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 163، والكامل في التاريخ 8/ 486، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 191، وتجارب الأمم 2/ 126،127، والمنتظم 6/ 367، والتنبيه والإشراف 346، والبداية والنهاية 11/ 223، ومرآة الجنان 2/ 328، والعبر 2/ 249، ودول الإسلام 1/ 210، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، ونهاية الأرب 23/ 189، والنجوم الزاهرة 3/ 301،302، وشذرات الذهب 2/ 348، وتاريخ الخلفاء 399، وتاريخ الزمان 59، وتاريخ أخبار القرامطة 57، والدرّة المضيّة 93،94، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284، والبيان المغرب 1/ 220، واتعاظ الحنفا 1/ 184،185، ومآثر الإنافة 1/ 309. (¬3) في نسخة بترو زيادة خبر بعد كلمة «نصفين» نصّه: «ومات خرسطودولا بن بهرام بطريرك بيت المقدس، وله في الرياسة 14 سنة وصير بعده أغاتون، وذلك في السنة الخامسة من خلافة الموطيع (!)، وأقام أيضا في الرياسة 14 سنة ومات. وفي سبع سنين من خلافته صير أغابيوس بطريرك على أنطاكية وأقام سبع سنين ومات». والنص في النسخة البريطانية أيضا، وفيه: «خريسطوذولس. . المطيع». (¬4) إضافة من النسخة البريطانية. (¬5) إضافة من نسخة بترو. (¬6) في طبعة المشرق 113 «ما». والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬7) أنظر الخبر باختصار في: العيون والحدائق وأخبار الحقائق-ج 4 ق 2/ 193.

[خلافة المعز لدين الله] [سنة 340 هـ‍.]

[خلافة المعزّ لدين الله] [سنة 340 هـ‍.] [وفاة المنصور بالله صاحب المغرب] ومات المنصور بالله أمير المؤمنين صاحب المغرب يوم الجمعة سلخ شوّال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وعمره تسعة وثلاثون سنة. وكانت خلافته سبع سنين [وستة عشر يوما] (¬1) وسترت وفاته شهرا وسبع (¬2) أيام (¬3) [جوهر الصّقلّي يفتح أفكان ويقتل أميرها الذي تسمّى بأمير المؤمنين] وجلس في الخلافة بعده ابنه أبو تميم معدّ (¬4) الملقّب المعزّ لدين الله، وسيّر جوهر صاحبه إلى أفكان (¬5) ففتحها [في سنة 347] (¬6) وقتل ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة البريطانية. وفي نسخة بترو «وست عشر. .». (¬2) كذا في الأصل، والصحيح «سبعة». (¬3) أنظر عن الخليفة الفاطمي المنصور بالله اسماعيل بن محمد، في: عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص 344 - 349، والعيون والحدائق في أخبار الحقائق ق 4 ج 2/ 196، والكامل في التاريخ 8/ 497، والحلّة السيراء 2/ 387 - 391 رقم 215، والبيان المغرب 1/ 221، ونهاية الأرب 23/ 189، والبداية والنهاية 11/ 225،226، واتعاظ الحنفا 1/ 88 - 92، ومرآة الجنان 2/ 333،334، والدرّة المضيّة 116 - 118، والعبر 2/ 257، ودول الإسلام 1/ 212، ومآثر الإنافة 1/ 310، والمختصر في أخبار البشر 2/ 99،100، وتاريخ ابن الوردي 1/ 285، وسير أعلام النبلاء 15/ 156 - 159 رقم 67، ووفيات الأعيان 1/ 234 - 236، وخطط المقريزي 1/ 351، والوافي بالوفيات 9/ 203،204 رقم 4104، وتاريخ ابن خلدون 3/ 45، وشذرات الذهب 2/ 359، 360، وأخبار الدول وآثار الأول 190، وتاريخ الأزمنة 62 رقم 35. (¬4) في النسخة البريطانية «معزّ» وهو وهم. (¬5) أفكان: قالوا: هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد، ذات أرحية وحمّامات وقصور. (معجم البلدان 1/ 232). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة في نسختي بترو والبريطانية.

[جوهر يفتح فاس ويأسر أميرها]

أميرها يعلي (¬1) بن أحمد (¬2) بن الفتح، وكان قد سمّي بأمير المؤمنين، [جوهر يفتح فاس ويأسر أميرها] ولقّب نفسه الشاكر لله، وضرب ذلك على سكّته (¬3) وسار إلى فاس (¬4) ففتحها وأسر أميرها أحمد بن بكر (¬5). [الأساطيل الفاطمية تغزوا وتغنم] وغزا (¬6) أساطيل كثيرة رجعت كلّها غانمة (¬7) ... ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) في الكامل في التاريخ 8/ 524 «يعلى بن محمد الزناتيّ»، وكذلك في عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-ص 87، وفي العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 213 «محمد بن الفتح» وكذلك في البيان المغرب 1/ 222، وفي مآثر الإنافة «يعلى بن محمد اليفرني» 1/ 310، وكذلك في تاريخ ابن خلدون 4/ 46. (¬3) في الكامل في التاريخ 8/ 524 ان الذي تلقّب بالشاكر لله هو «محمد بن واسول» صاحب سجلماسة، وفي تاريخ ابن خلدون 4/ 46 ان الشاكر لله هو محمد بن الفتح الذي تلقب بأمير المؤمنين من بني واسول. (¬4) في النسخة (ب) «فارس». (¬5) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 524،525، والعيون والحدائق في أخبار الحقائق-ج 4 ق 2/ 213 (حوادث سنة 347 هـ‍)، و 215، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 87 - 102، والبيان المغرب 1/ 222، والمختصر في أخبار البشر 2/ 101، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، واتعاظ الحنفا 1/ 94، ومآثر الإنافة 1/ 310، وتاريخ ابن خلدون 4/ 46،47. (¬6) كذا في الأصل، والمراد «أغزى». (¬7) أنظر غزوات الأسطول على عهده في: عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-ص 62،63 (سنة 345 هـ‍) و 63،64 و 130، والكامل في التاريخ 8/ 518.

[عود إلى أخبار سيف الدولة] [سنة 342 هـ‍.]

[عود إلى أخبار سيف الدولة] [سنة 342 هـ‍.] [غزوة سيف الدولة إلى زبطرة وعرقا] وغزا سيف الدولة في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وغار على زبطرة (¬1) وعرقا (¬2)، والتقاه قسطنطين بن بردس الفوقاسي (¬3) على درب موزار (¬4) وقتل من الفريقين خلق [كثير] (¬5). ¬

(¬1) في نسخة بترو «ريطزة». وزبطرة: بكسر الزاي وفتح ثانيه، وسكون الطاء المهملة وراء مهملة. مدينة بين ملطية وسميساط والحدث في طرف بلاد الروم. (معجم البلدان 3/ 130،131). (¬2) كذا في الأصل، وهي «عرقة»، بكسر العين وفتحها، فالتي بالكسرة بلدة في شرقيّ طرابلس بينهما أربعة فراسخ، وهي آخر عمل دمشق، وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر نحو ميل، وعلى جبلها قلعة لها. وقال أبو بكر الهمذاني: عرقة بلد من العواصم بين رفنية وطرابلس. (معجم البلدان 4/ 109). والتي بالفتح، قال ياقوت: هكذا وجدته مضبوطا بخط بعض فضلاء حلب في شعر أبي فراس بفتح أوله، وقال: هي من نواحي الروم غزاها سيف الدولة، فقال أبو فراس: وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار منهن زائر وكذا يروى في شعر المتنبّي أيضا، قال: وأمسى السبايا ينتمين بعرقة كأنّ جيوب الثاكلات ذيول (معجم البلدان 4/ 110). وفي ديوان المتنبّي-طبعة مصر 1944 - ص 347 «فشنّ الغارة على أرض عرقة وملطية»، وانظر المنتخبات عن سيف الدولة لكانار 97. (¬3) في نسختي بترو والبريطانية «الفوقاس». (¬4) في طبعة المشرق 113 «مروان» وهو وهم. والتصحيح من زبدة الحلب 1/ 123، وديوان المتنبّي-ص 347، وفي معجم البلدان 5/ 221: «موزار» بالفتح ثم السكون وزاي، وآخره راء، حصن ببلاد الروم استجدّ عمارته هشام بن عبد الملك. . وقد ذكره أبو فراس فقال:. . . وعاد إلى موزار منهن زائر وقال المتنبّي: وعادت فظنّوها بموزار قفّلا وليس لها إلاّ الدخول قفول (¬5) زيادة من النسخة (س).

[سيف الدولة يعبر الفرات إلى بطن هنزيط ويدخل سميساط]

[سيف الدولة يعبر الفرات إلى بطن هنزيط ويدخل سميساط] وعبر سيف الدولة الفرات، وسافر إلى بطن هنزيط (¬1)، ودخل سميشاط (¬2)، وبلغه أنّ الدومستيقس بردس الفوقاسي (¬3) قد خرج إلى ناحية الشام فلحقه سيف الدولة وراء مرعش، فأوقع سيف الدولة بعسكره، وأسر قسطنطين ابنه، وقتل لاون [بن الملالي] (¬4) البطريق في الحرب، [موت قسطنطين بن بردس في حلب] وحمل قسطنطين بن الدومستيقس إلى حلب ومات فيها من علّة أصابته، وأمر سيف الدولة النصارى فتولّوا أمره، وكفّن بكفن فاخر، وجعل في تابوت في بعض الكنائس، وكتب إلى أبيه يعزّيه (¬5) به (¬6). [سنة 343 هـ‍.] [سيف الدولة يوقع الهزيمة بالروم عند حصن الحدث] ونزل سيف الدولة في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة على حصن الحدث ¬

(¬1) في نسخة بترو «هرتبط»، وفي طبعة المشرق 113 «هرطيط». و «هنزيط»: بالكسر ثم السكون وزاي ثم ياء وطاء مهملة. من الثغور الرومية، ذكره أبو فراس فقال: وراحت على سمنين غارة خيله وقد باكرت هنزيط منها بواكر وذكرها المتنبّي أيضا فقال: عصفن بهم يوم اللّقان وسقنهم بهنزيط حتى ابيضّ بالسبي آمد (معجم البلدان 5/ 418). وانظر ديوان أبي فراس-بتحقيق د. سامي الدهان 2/ 161، وهو باليونانية، Hanzit نهر يمتدّ حتى منابع دجلة، وبطن هنزيط هو السهل الممتدّ حوله في جنوبي «خريوط» وشرقيها. (أنظر: زبدة الحلب 1/ 123 الحاشية 5). (¬2) كذا، والصحيح «سميساط» بالسين المهملة كما في معجم البلدان 3/ 258 بضم أوّله وفتح ثانيه، مدينة على شاطيء الفرات في طرف بلاد الروم على غربيّ الفرات ولها قلعة في شقّ منها يسكنها الأرمن. (¬3) في النسخة البريطانية (الفوقاس». (¬4) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة (س). وفي النسخة التي نشرها المستشرقان: «كاراتشكوفسكي وفاسيليف» بباريس سنة 1924 «لاون بن الملائني «Dans la bataille fut tue? le Patrice Le?on,Fils de Male?i?nos» . .«وفي نسخة بترو «ابن الملاتيّ» وكذا في النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة (س) «يعرفه». (¬6) أنظر الخبر في زبدة الحلب 1/ 123،124، وديوان المتنبيّ بشرح العكبري، وكنوز الذهب لابن العجمي-الورقة 24، وسيف الدولة لكانار 96 - 99، والأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة 1/ 259 (المخطوط) حوادث سنة 342 هـ‍.، والكامل في التاريخ 8/ 508.

[سيف الدولة يبني حصن الحدث]

لبنائه، وقصده الدومستيقس بردس الفوقاسي، واقتتل الفريقان من أول النهار إلى وقت العصر، واستظهر المسلمون على الروم وأسروا أعوزحرم (¬1) وجماعة من رؤساء الروم وقتلوا خلقا منهم. واختفى نقفور ابن بردس الفوقاسي في قناة الحدث باقي نهاره، ولمّا كان في الليل خرج ولحق بأبيه، [سيف الدولة يبني حصن الحدث] وأقام سيف الدولة على الحدث إلى أن بناها (¬2). [سنة 344 هـ‍.] [بردس الفوقاس يهاجم حصن الحدث وينقب سوره] وعاد الدومستيقس بردس الفوقاسي ونزل على الحدث سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وحاصره ونقب سوره (¬3)، وسار سيف الدولة لقتاله، ولمّا قرب انصرف الدّومستيقس. [سنة 345 هـ‍.] [سيف الدولة يفتح تلّ بطريق ويستظهر على ابن الشمشيق] وغزا سيف الدولة إلى بطن هنزيط (¬4) في سنة خمس وأربعين وثلثمائة، ونزل على شاطىء نهر أرسناس (¬5)، وعبر إلى الجانب الآخر في الزواريق، وكان يأنس بن الشمشقيق (¬6) في تلّ بطريق (¬7)، فكبسه سيف الدولة فانهزم ¬

(¬1) في نسخة بترو «أعور حرم» وكذلك في البريطانية، وفي زبدة الحلب 1/ 125 «أعور جرم». وفي شرح ديوان المتنبّي للعكبري 374 «وأسر توذس الأعور بطريق سمندويه ولقندويه وهو صهر الدمستق على ابنته». وأثبته المستشرقان: كاراتشكوفسكي وفاسيليف في نسختهما «أعور حرم». (ص 772). (¬2) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 508، وزبدة الحلب 1/ 125، ونهر الذهب للغزّي 3/ 55، وتكملة تاريخ الطبري 167 و 169، ويتيمة الدهر 1/ 21،22 ففيه يعدّد فتوحات سيف الدولة، ونهاية الأرب 26/ 140. (¬3) في نسخة بترو «صورة». (¬4) في الأصل والمطبوع 114 «هرتيط»، وفي النسخة البريطانية «هرتبط»، والتصحيح من نسخة بترو، وزبدة الحلب، ومعجم البلدان، وقد مرّ التعريف بها. (¬5) في النسخة البريطانية «ارسيناس». وما أثبتناه يتفق مع الأصل والمطبوع، وزبدة الحلب، ومعجم البلدان 1/ 151 وفيه: «أرسناس»: بالفتح ثم السكون، وفتح السين المهملة، اسم نهر في بلاد الروم، يوصف ببرودة مائه. (¬6) في النسخة البريطانية «الشمشيئي». وفي النسخة (س): «السمسيق» وذكره المستشرقان: كاراتشكوفسكي وفاسيليف بالفرنسية على هذا النحو Jean Fils de Tzimisce?s : وهو حفيد تيوفيل The?ophile ويسمّى بالأرمنية Gemezkiz وهو قريب من التسمية العربية. (¬7) تلّ بطريق: بلد كان بأرض الروم في الثغور. خرّبه سيف الدولة بن حمدان، فقال المتنبّي: -

[لاون البطريق يأسر أبا العشائر بن حمدان ويموت في الأسر]

ابن الشمشقيق، وفتح سيف الدولة تلّ بطريق، وانثنى (¬1) سيف الدولة قافلا (¬2) إلى الدّرب الذي يقال له درب الخيّاطين (¬3) وألفى (¬4) الدومستيقس وابن الشمشقيق قد أخذا الدرب وأشحناه بالرجال، فانتشب القتال بينهم، واستظهر سيف الدولة عليهم (¬5). [لاون البطريق يأسر أبا العشائر بن حمدان ويموت في الأسر] وكان سيف الدولة قد خلّف بدلوك (¬6) أبا العشائر الحسين بن عليّ بن حمدان (¬7)، ورسم بالنزول/91 ب/على حصن عراموس (¬8) فخرج لاون البطريق ابن الدومستيقس، ولقيه أبو (¬9) العشائر، فأسره لاون وحمله إلى القسطنطينية ومات في الأسر (¬10). ... [وزارة الحسن بن محمد المهلّبي] [واستوزر معزّ الدولة للمطيع الحسن بن محمد المهني! (¬11) يوم الأربعاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة 345] (¬12) ¬

= هنديّة إن تصغّر معشرا صغروا بحدّها، أو تعظّم معشرا عظموا قاسمتها تلّ بطريق فكان لها أبطالها، ولك الأطفال والحرم (معجم البلدان 2/ 40). وفي نسخة بترو ورد «بل». (¬1) في النسخة (ب): «وانتشا». (¬2) في النسخة (ب): «فافلى». (¬3) درب الخيّاطين قريب من آمد. أنظر: منتخبات لسيف الدولة 116، ونهر الذهب للغزّي 3/ 50. (¬4) في طبعة المشرق 114 «والقى» وهو تحريف. (¬5) أنظر: زبدة الحلب 1/ 125،126 وفي النسخة البريطانية «عليهما». (¬6) دلوك: بضمّ أوّله، وآخره كاف. بليدة من نواحي حلب بالعواصم. (معجم البلدان 2/ 461). (¬7) في طبعة المستشرقين كاراتشكوفسكي وفاسيليف 772 «خلف بدلوك أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان». وانظر عنه في يتيمة الدهر 1/ 71،72. (¬8) في نسخة بترو «عرمدا وبناه»، وفي النسخة البريطانية «عمرداش»، وفي النسخة (س) «غونداس»، وفي زبدة الحلب 1/ 126 «على عمارة عرنداس» وليس لهذا الحصن ذكر عند ياقوت في المعجم. (¬9) في النسخة البريطانية «ولقي أبا». (¬10) الخبر في زبدة الحلب 1/ 126. (¬11) كذا في الأصل، وهو «المهلّبي». (¬12) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة بترو.

[ملك النوبة يخرب أسوان فيرد عليه العسكر في البر والبحر]

[ملك النّوبة يخرّب أسوان فيردّ عليه العسكر في البرّ والبحر] وفي ذلك العصر خرج ملك النّوبة أيضا حتى بلغ أسوان وخرّبها، وقتل وسبى (¬1) منها. وسارت العساكر إليه من مصر برّا وبحرا وقتلت وسبت من النّوبة عددا كثيرا، وولّى باقوهم (¬2) منهزمين، وفتح حصن من حصونهم يعرف بابريم (¬3). ... [سيف الدولة يحاصر حصن زياد] وغزا سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وأنفذ سرّيته إلى سمندو (¬4) فوجدوا ستراتيغوس بن الباغنطس (¬5) فأسروه، وقتل وأحرق، وعاد سيف الدولة وقصد حصن زياد وحاصره (¬6)، واتّصل به أنّ الدّومستيقس (¬7) متوجّها (¬8) إلى الشام فتسرّع للقائه (¬9) ودفعه (¬10). [سنة 346 هـ‍.] [الدومستيقس يستولي على حصن الحدث ويخرّبه] ونزل الدّومستيقس على حصن الحدث وفتحه صلحا في ربيع الأول ¬

= والخبر في: تجارب الأمم 2/ 162 وفيه: «وفيها خوطب أبو محمد المهلّبي بالوزارة وأمر بذلك معزّ الدولة، وخلع عليه وزاد في إقطاعه». وانظر: المنتظم 6/ 380، والنجوم الزاهرة 3/ 314. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 114 «وسبي»، والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬2) كذا، والصحيح «باقيهم». (¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر، ولم أتبيّن موضع الحصن المذكور وصحّة اسمه. (¬4) سمندو: بلد في وسط بلاد الروم. (معجم البلدان 3/ 253). (¬5) في النسخة (س) «الثلقطس»، وفي نسخة بترو «سطراتيغوس بن البلقطس» وفي النسخة البريطانية «ستراتيغس بن البلتطس». وفي زبدة الحلب 1/ 127 «وأسر الرست بن البلنطس»، وفي طبعة المستشرقين بأوربا 774: «فوجدوا أستراتيغوس بن البلنطس وأسروه». (¬6) في طبعة أوربا 774 «وعاد وقصد سيف الدولة حصن زياد». (¬7) في الطبعة الأوربية «الدمستق». (¬8) كذا في الأصل، والصحيح «متوجّه» كما في الطبعة الأوربية. (¬9) في الطبعة الأوربية «إلى لقائه». (¬10) هذا الخبر عن حصن زياد لم يذكره غير المؤلّف والحصن بأرض أرمينية، ويعرف في أيام ياقوت بخرتبرت، وهو بين آمد وملطية، وهو إلى ملطية أقرب. وفيه يقول النامي يخاطب ناصر الدولة بن حمدان: وحصن زياد غدوة السبت نافشا سماما أراك ابن الأراقم أرقما (معجم البلدان 2/ 264).

[سنة 347 هـ‍.]

سنة ستّ وأربعين وثلثمائة وآمن أهله، وانصرفوا إلى حلب، وأخرب الدومستيقس حصن الحدث (¬1). [سنة 347 هـ‍.] وسار يانس (¬2) بن الشمشقيق إلى ناحية آمد وأرزون (¬3) وميّافارقين، ونزل على حصن يقال له اليمانيّ من عمل آمد في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، [هزيمة نجا غلام سيف الدولة أمام ابن الشمشقيق] وسيّر إليه سيف الدولة (غلامه نجا) (¬4) الكاسكي (¬5) في عشرة آلاف، والتقاهم ابن الشمشقيق، وانهزم نجا وقتل الروم من عسكره زهاء خمسة آلاف وأسروا ثلاثة آلاف، واستولوا على جميع سواد نجا (¬6). وسار أيضا بسيل البراكيمومنس (¬7) ويانيس بن الشمشقيق ونزلا على سميساط وفتحاها (¬8) [في بعض يوم] (¬9) ورحلا عنها إلى رعبان (¬10) وحاصراها، فسار سيف الدولة (¬11) والتقاهما واستظهر الروم (¬12) عليه استظهارا ¬

(¬1) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬2) في النسخة البريطانية «يانيس». (¬3) في النسخة البريطانية «أزرون». (¬4) ما بين القوسين ساقط من النسخة (ب). (¬5) في النسخة (س): «الخاصكي». (¬6) الخبر في زبدة الحلب 1/ 127،128. (¬7) في النسخة (س) «الباراكونومس»، وفي النسخة البريطانية «البراكونومس» وفي زبدة الحلب 1/ 128 «البراكموس» والصحيح «الباركمومنس» وترجمه كانار في منتخبات لسيف الدولة 126 حاشية رقم naturel de Romain Le?cape?ne . Busile le Parakimoume?ne- (le chambellan)Fils .4 (¬8) في طبعة المشرق 114 «فتحها» والتصحيح من طبعة أوربا. (¬9) ما بين الحاصرتين أضفناه من الطبعة الأوربية، ومنتخب سيف الدولة لكانار ص 126. (¬10) في النسخة (ب) «رعان» وفي (س) «رعيان»، وفي النسخة البريطانية «رعان». ورعبان: بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحّدة، وآخره نون، مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم، وهي قلعة تحت جبل خرّبتها الزلزلة في سنة 340 فأنفذ سيف الدولة أبا فراس بن حمدان في قطعة من الجيش فأعاد عمارتها في سبعة وثلاثين يوما» (معجم البلدان 3/ 51). (¬11) في طبعة أوربا «فسار سيف الدولة وتبعه ابن الشمشقيق، فأوقع بعسكره وقتل وأسر من أهله وأصحابه. .». (¬12) في النسخة (س) زيادة: «واستظهر على الروم ورجعا في الوقت استظهرا».

[الحرب بين ناصر الدولة بن حمدان ومعز الدولة]

عظيما، وانهزم سيف الدولة، وتبعه ابن الشمشقيق [فأوقع بعسكره وقتل] (¬1) وأسر من [أهله] (¬2) وأصحابه ووجوه غلمانه ما يكثر عدده، وذلك في شعبان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وأدخل إلى القسطنطينية من الأسرى ألف وسبعمائة فارس وطوّف بهم (وهم) (¬3) ركّاب خيولهم ولابسون (¬4) سلاحهم (¬5). [الحرب بين ناصر الدولة بن حمدان ومعزّ الدولة] وكان ناصر الدولة قد دافع معزّ (¬6) الدولة بحمل المال الذي قرّر عليه حمله عن الأعمال التي في يده، ولما أصيب سيف الدولة (¬7) طمع معزّ الدولة في ناصر الدولة لعلمه بالنكبة التي لحقت سيف الدولة، فإنّه مشغول بنفسه عن نصرته، فخرج معزّ الدولة إلى الموصل قاصدا لحربه [في النصف من جمادى الأول سنة 347] (¬8) ولمّا بلغ ناصر الدولة خروجه سار من الموصل إلى نصيبين، ودخل معزّ الدولة إلى الموصل ورحل منها إلى نصيبين، ووصل (إلى) (¬9) برقعيد (¬10) وبلغه أنّ أبا المرجّا (¬11) وهبة الله ابني ناصر الدولة بسنجار في عسكر معهما، فأنفذ معزّ الدولة إليهما سريّة فكبسهما ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة (س)، والنسخة البريطانية. (¬2) إضافة من الطبعة الأوربية. (¬3) إضامة من النسخة (ب). (¬4) في النسخة البريطانية «ولابسين». (¬5) الخبر باختصار في زبدة الحلب 1/ 128، وتكملة تاريخ الطبري 172، والعبر 2/ 274، ودول الإسلام 1/ 214، والمنتظم 6/ 387، والنجوم الزاهرة 3/ 319، وتاريخ الزمان 60، ومرآة الجنان 2/ 340، والبداية والنهاية 11/ 233. (¬6) في طبعة المشرق 115 «مستعزّ»، والتصويب من نسختي بترو والبريطانية، ومن السياق للمؤلّف. (¬7) في نسخة بترو «علي وعبان». (¬8) ما بين الحاصرتين إضافة من نسختي بترو والبريطانية. (¬9) (إلى) ساقطة من البريطانية. (¬10) برقعيد: بالفتح وكسر العين وياء ساكنة، في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزّى. (معجم البلدان 1/ 387). (¬11) في النسخة البريطانية «المرجى».

[ناصر الدولة يستجير بأخيه سيف الدولة]

بغتة، فانصرفا فيمن معهما وتركوا خيمهم ورحلهم (¬1) بحاله لضيق الوقت عن حمل شيئا (¬2) منه، وأسرع أصحاب معزّ الدولة إلى الغارة والنّهب (¬3) ونزلوا في خيم أبي المرجّا وأخيه وأصحابهما، ولمّا استقرّوا رجع أبو المرجّا وأخوه في أصحابهما وكبسوهم وأسروا جماعتهم وقتلوا بعضهم. [ناصر الدولة يستجير بأخيه سيف الدولة] وسار معزّ الدولة إلى نصيبين ودخل ناصر الدولة ميّافارقين ومنها إلى حلب مستجيرا بأخيه (¬4) /92 أ/سيف الدولة، فتلقّاه أخوه سيف الدولة أجمل لقاء وخدمه بنفسه، وتولّى نزع خفّه بيده، وأجلسه على سريره (¬5) وجلس بين يديه، [سيف الدولة يتوسّط بين أخيه ومعزّ الدولة] وتوسّط سيف الدولة الحال بين ناصر الدولة ومعزّ الدولة، وأعاد إليه ناصر الدولة الأسرى الذين أسرهم ولداه بعد أن خلع عليهم وأحسن إليهم (¬6) وانكفأ معزّ الدولة من الموصل إلى بغداد، وعاد ناصر الدولة إلى الموصل (¬7). ... [غارة الروم على قورس] وغارت الروم على قورس (¬8) وسبوا خلقا [من أهلها] (¬9)، وأسرى لهم (¬10) سيف الدولة واستخلص الأسرى (¬11). ... ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «وتركا خيمهما ورحلهما». (¬2) كذا، والصحيح «شيء». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 115 «والتهب». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 115 «أخيه»، والتصحيح من نسخة بترو. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 115 «سريره»، والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬6) في النسخة البريطانية «خلع عليهما وأحسن إليهما». (¬7) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 522،523، والعيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 210،211، وتكملة تاريخ الطبري 172،174، وتجارب الأمم 2/ 171، والعبر 2/ 275، ومرآة الجنان 2/ 340، وتاريخ الزمان 60، ودول الإسلام 1/ 214، والنجوم الزاهرة 3/ 319، والبداية والنهاية 11/ 233، وزبدة الحلب 1/ 128،129. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 115 «قورش» والتصويب من معجم البلدان 4/ 412 وفيه «قورس: بالضم ثم السكون، وراء مضمومة، وسين مهملة. مدينة أزلية بها آثار قديمة وكورة من نواحي حلب وهي الآن خراب وبها آثار باقية». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س) والبريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «اليهم». (¬11) في النسخة البريطانية زيادة «من أيديهم».

[سنة 348 هـ‍.]

[سنة 348 هـ‍.] [موت قسطنطين بن لاون ملك الروم] وفي هذه السنة مات قسطنطين بن لاون ملك الروم في تشرين الثاني سنة ألف ومائتين وإحدى وسبعين (¬1) وذلك (¬2) في شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وكان جملة ما ملك منذ مات عمّه الإسكندر وإلى أن شاركه في الملك رومانس الشيخ وولداه [وصفيّ له] (¬3)، وما انفرد به إلى أن مات ثمان وأربعين سنة، منها مدّة ملكه مع أمّه زوي (¬4) سبع سنين، ومع رومانوس حميّه ستّ وعشرين سنة، وملك منفردا خمس عشرة سنة، وملك بعده ابنه رومانوس وذلك في خمس عشرة سنة [من خلافة] (¬5) المطيع. [لاون يسير إلى نواحي طرسوس ويستولي على الهارونيّة] وصيّر لاون بن بردس الفوقاس دومستيقس على المشرق، وصيّر نقفور أخوه دومستيقس على المغرب. وسار لاون إلى نواحي (¬6) طرسوس وسبى وقتل وفتح (¬7) الهارونيّة (¬8) في أوّل شوّال سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (¬9). ... ¬

= وانظر عن الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 178، وتجارب الأمم 2/ 177، والكامل في التاريخ 8/ 527، (حوادث سنة 348 هـ‍)، وتاريخ الزمان 60. (¬1) في النسخة (س) «للاسكندر»، وفي النسخة البريطانية «للميلاد». (¬2) في الطبعة الأوربية «وهو»، وكذلك في منتخبات سيف الدولة 127. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من الطبعة الأوربية. (¬4) في النسخة (ب) «زوتي»، والنسخة البريطانية «زوبي»، وفي طبعة المشرق 116 «ايريني». والتصحيح من الطبعة الأوربية. ويسمّيها كانار في منتخباته لسيف الدولة-ص 127 حاشية. «Zoe ?» (7) (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س) والطبعة الأوربية. وفي النسخة البريطانية: «من خلافة أخيه» (؟). (¬6) في النسخة (س) «بحر»، وفي الطبعة الأوربية «نحو» والأصح ما ورد في طبعة المشرق 116. (¬7) في النسخة (س) «وفتح أهل». . (¬8) الهارونيّة: مدينة صغيرة قرب مرعش بالثغور الشامية في طرف جبل اللكام. (معجم البلدان 5/ 388). (¬9) الخبر في: زبدة الحلب 1/ 129،130، وتجارب الأمم 2/ 177، والكامل في التاريخ 8/ 527، والعبر 2/ 278، وتاريخ الزمان 60، ودول الإسلام 1/ 215، والنجوم الزاهرة 3/ 322، والبداية والنهاية 11/ 234، ومعجم البلدان 5/ 388.

[خريسطوفورس يتولى بطريركية أنطاكية]

[خريسطوفورس يتولّى بطريركيّة أنطاكيّة] وفي أربع عشرة سنة من خلافة المطيع صيّر خريسطوفورس بطريرك (¬1) على إنطاكية، أقام عشرة سنين وقتل. ... [لاون يغير على ديار بكر ويأسر محمد بن ناصر الدولة] و [في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة] (¬2) ورد لاون الدومستيقس إلى ناحية ديار بكر (¬3)، وتوجّه سيف الدولة من حلب إلى هناك، ورحل الدومستيقس إلى ناحية الشام، وقتل من أهله عددا متوافرا، وأخرب حصونا كثيرة، وأسر محمد بن ناصر الدولة (¬4). [سنة 349 هـ‍.] [حركة العوّام والرعاع في مصر وتعرّضهم للكنائس] ووردت (¬5) الأخبار بذلك إلى مصر يوم الأحد لثلاث خلون (¬6) من المحرّم سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فشعّثت عوام (¬7) مصر ورعاعهم شعثا عظيما، وأغلق النصارى الكنائس في ذلك اليوم، وأصبح الرعاع يوم الاثنين غدوة (¬8) وقصدوا كنيسة ميخائيل الملاك التي للملكيّة في قصر الشمع، وكسروا أبوابها وهتكوا الكنيسة ونهبوا ما ظفروا به منها، ورجعوا إلى كنيسة أبي قير التي لليعقوبية (¬9) بقصر الشمع، ففعلوا بها مثل ذلك. فلمّا كان يوم الجمعة بعد صلاة الظهر لثمان خلون من المحرّم [من السنة] (¬10) وقعت صيحة (¬11) في الجامع العتيق ورجفة، فنهب عالم (¬12) من الناس وأخذت ¬

(¬1) كذا، والصحيح «بطريركا». . (¬2) ما بين الحاصرتين عن النسخة البريطانية. (¬3) في النسخة (س) زيادة «في سنة 348». (¬4) أنظر: تكملة تاريخ الطبري 178، وزبدة الحلب 1/ 130، والعبر 2/ 278، ودول الإسلام 1/ 215، وتاريخ الزمان 60، والنجوم الزاهرة 3/ 321،322. (¬5) من هنا وحتى «غلام أبيه» ساقط من النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «لثلاث ليال خلون». (¬7) في النسخة (ب) «عوايمي». وفي نسختي بترو والبريطانية «غواغي». . (¬8) في النسخة البريطانية «غرّة». (¬9) في نسخة بترو «لليعاقبة». (¬10) في نسخة بترو. (¬11) في النسخة البريطانية «ضجّة». . (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 116 «أعالم»، والتصويب من النسخة (ب) ونسخة بترو.

[غرق عدة مراكب حربية في دار الصناعة بمصر]

ثيابهم وعاد الرعاع إلى كنيسة ميخائيل وكسرت أبوابها أيضا، ونهبت الكنيسة وشعّثت. وكذلك أيضا كنيسة كانت لليعقوبية برأس الخليج على اسم السيدة، وهي المعروفة بابريس، ففعل بها مثل ذلك. [غرق عدّة مراكب حربية في دار الصناعة بمصر] وتهيّأت (¬1) المسلمون للغزو إلى بلاد الروم، وركب كافور الإخشيد إلى دار الصناعة، ووقف ليطرح مركبا حربيا عظيما كان بها إلى (¬2) البحر، وكان على الشطّ مركب آخر مرسّى، فاجتمع الناس فيه وجلسوا على حافّته (وتزاحموا عليه) (¬3) لينظروا (¬4) نزول المركب الآخر إلى البحر، فانفلت (¬5) ذلك المركب الذي كانوا مجتمعين فيه بهم، ومال عليهم فقتلهم بأجمعهم، /92 ب/وغرق عدّة من المراكب اللاصقة (¬6) له في البحر مملوءة أناسا، وهلك جميع من كان فيها، ومات من الناس زهاء خمسمائة رجل [وذلك يوم السبت لتسع خلون من صفر سنة 349 ولم يبقى (¬7) بمصر سكة إلاّ وكان فيها ماثمان] (¬8). ... [وفاة بطريرك الإسكندرية] ومات أيوب بطريرك الإسكندرية بمصر (¬9)، ودفن في كنيسة مار تادرس، وله في الرئاسة ثمان سنين، وأقام الكرسيّ بعده بغير بطرك (¬10) أربع سنين. ... ¬

(¬1) في نسخة بترو «ويتهاب». . (¬2) في النسخة البريطانية «في» بدل «إلى». . (¬3) ما بين القوسين في النسخة البريطانية. (¬4) في النسخة البريطانية «ينظرون». . (¬5) في نسخة بترو «فانقلب». . (¬6) في النسخة البريطانية «الملاصقة»، وفي نسخة بترو «اللاسقة». (¬7) كذا. (¬8) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة بترو. وفي الطبعة الأوربية 780 «مأتم». (¬9) في نسخة بترو زيادة: «يوم الخميس لاثنتي عشر ليلة خلت من رجب سنة 349». (¬10) في نسخة بترو «بطريرك». .

[وفاة أنوجور بن الإخشيد]

[وفاة أنوجور بن الإخشيد] ومات أبو القاسم أنوجور (¬1) ابن الإخشيد صاحب مصر (¬2) يوم السبت لتسع خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وثلثمائة، وتقلّد الإمارة بعده أخوه أبو الحسن عليّ بن الإخشيد، وكان اسم الإمارة واقعا عليه، والغالب على الأمور كافور الخادم غلام أبيه. ... [غزوة سيف الدولة بلد الروم وهزيمته أمام لاون] وفي هذه السنة غزا سيف الدولة (بلد الروم) (¬3) في زهاء ثلاثين ألفا وسبى (¬4) سبيا عظيما وغنم غنائم جليلة، ولمّا رجع وجد لاون الدّومستيقس ابن بردس الفوقاس قد سبقه إلى الدّرب المعروف بدرب مغارة الكجك (¬5) وأخذ عليه المضايق وحاربه وأوقع بعسكره، وارتجع السبي والأسارى للروم، وأخذوا جميع كراعه وخزائنه، وتخلّص سيف الدولة في نفر يسير ومضى (¬6) باقي أصحابه أسرى وقتلا (¬7)، وكانت الوقعة يوم الخميس النصف من شهر رمضان (¬8) سنة تسع وأربعين وثلثمائة، ووصل سيف الدولة إلى الخوانق (¬9) منهزما بعد الغنيمة، وبات بها وسار منها إلى المصّيصة ومنها إلى حلب (¬10). ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «أبو جبرو». وفي نسخة بترو «أبو حرو». . (¬2) أنظر عن أنوجور في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 215، والكامل في التاريخ 8/ 533، وكتاب الولاة والقضاة 296، وولاة مصر 313، والنجوم الزاهرة 3/ 293، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 178، وحسن المحاضرة 2/ 11، ومآثر الإنافة 1/ 306، والبداية والنهاية 11/ 236، والمختصر في أخبار البشر 2/ 102، وتاريخ ابن الوردي 1/ 288، وتاريخ الأزمنة 63، رقم 37. (¬3) ما بين القوسين ليس في النسخة البريطانية. (¬4) كذا. (¬5) في النسخة (س) «الكحل» وفي نسخة بترو «الكحك» وفي زبدة الحلب 1/ 130 مغارة الكحل. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 117 «مضي» والتصحيح من البريطانية. (¬7) في البريطانية «وقتلى». (¬8) في النسخة (س) «صفر». (¬9) في نسخة بترو «الخوانت». (¬10) أنظر الخبر في: زبدة الحلب 1/ 130،131، وتجارب الأمم 2/ 180،181، والكامل في التاريخ 8/ 531،532، وتكملة تاريخ الطبري 178، وتاريخ مختصر الدول 168، ودول الإسلام 1/ 215، والعبر 2/ 280، ومرآة الجنان 2/ 343، وتاريخ الزمان 61، -

[غزوة نقفور إلى جزيرة إقريطش]

[غزوة نقفور إلى جزيرة إقريطش] وغزا نقفور دومستيقس المغرب إلى جزيرة إقريطش في أسطول ونازلها في النصف من [جمادى الآخر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وحاصرها ثمانية أشهر وفتحها يوم الخميس النصف من] (¬1) المحرّم سنة خمسين وثلاثمائة، وخرّب ما فيها من المساجد، وسبى من أهلها خلقا كثيرا، [العوامّ والرّعاع يخرّبون الكنائس في مصر] وورد الخبر بذلك إلى مصر يوم الجمعة ليلة سبت [لثمان خلون من صفر من السنة وهو يوم عيد] (¬2) العازر [الذي قبل الشعانين] (¬3)، بيومين (¬4)، فتجمّع في الحال خلق من رعاع أهل مصر وعوامّها، وقصدوا أيضا كنيسة ميخائيل التي للملكيّة (بقصر الشمع) (¬5) فشعّثوها وأخربوها خرابا عظيما [ونهبوا جميع ما فيها] (¬6)، ونهبوا كنيستي النسطوريّة، وكنيسة مار تادرس، وكنيسة السيّدة [مرت مريم] (¬7) المعروفة بكنيسة البطريرك، وشعّثوها أيضا، وكانت يومئذ في يد اليعقوبية وهي اليوم للروم (وذلك أنّ أرسانيوس البطريرك الإسكندريّ أخذها من اليعقوبية في أيام العزيز بالله، وهو يومئذ مطران القاهرة) (¬8). ولمّا تزايدت ¬

= والبداية والنهاية 11/ 236، والنجوم الزاهرة 3/ 324. قال مسكويه في سبب هزيمة سيف الدولة: «كان هذا الرجل-أعني سيف الدولة-معجبا يحب أن يستبدّ برأيه وألاّ تتحدّث نفسان أنه عمل برأي غيره، وكان أشار عليه أهل طرسوس بأن يخرج معهم لأنهم علموا أن الروم قد ملكوا عليه الدرب الذي يريد الخروج منه وشحنوه بالرجال، فلم يقبل منهم ولجّ، فأصيب المسلمون بأرواحهم وأصيب هو بماله وسواده وغلمانه». (¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة بترو، وفي نسخة (س): «ونازلها في النصف من جمادى الأول سنة تسع وأربعين وثلثمائة». وفي نسخة (س): «وفتحها يوم الخميس نصف محرم سنة خمسين وثلثمائة». وفي طبعة المشرق 117 وردت العبارة مضطربة: «ونازلها في النصف من المحرم سنة خمسين وثلثمائة، وحاصرها ثمانية أشهر وفتحها يوم الخميس». (¬2) ما بين الحاصرتين عن النسخة (س). (¬3) عن النسخة (س). (¬4) «بيومين» من نسخة بترو. (¬5) ما بين القوسين ليس في النسخة (س). (¬6) ما بين الحاصرتين عن النسخة (س). (¬7) زيادة من النسخة (س). (¬8) ما بين القوسين من النسخة (س).

[سنة 350 هـ‍.]

الفتنة في ذلك اليوم ركب أحد القوّاد الإخشيدية في جماعة من الغلمان وفرّق الجموع وسكّن الفتنة. (فأمّا كنيسة ميخائيل فبقيت مغلقة خرابا مدّة طويلة، وكانت صلوات النصارى الملكيّة في كنيسة إيسيدرس التي عند مسجد القبّة في قصر الشمع، ولم تزل كنيسة ميخائيل مغلقة وأبوابها مطمورة بالتراب إلى أن صيّر إيليّا بطريركا على الإسكندرية، فإنّه لم يزل يتلطّف ويجتهد إلى أن فتحها، لأنّ المسلمين كانوا قد منعوا من فتحها، وقلع الرّدم وعمّر ما أمكنه منها، ورجع الملكيّة يصلّون فيها) (¬1). ونقل رومانوس نقفور دومستيقس المغرب بعد فتحه لإقريطش (¬2) وصيّره دومستيقس/93 أ/على المشرق، وسيّره (¬3) إليه. [سنة 350 هـ‍.] [غزوة نقفور إلى عين زربة] ونزل على عين زربة (¬4) وحاصرها، فسار إليه نفير طرسوس مع واليها رشيق النّسيمي (¬5) والتقاهم، وانهزم الطرسوسيّون وقتل منها زهاء خمسة آلاف رجل، وأسر نحو أربعة آلاف، وعاد إلى عين زربة وفتحها بالأمان في ذي القعدة سنة خمسين وثلاثمائة وهدم سورها، وانتقل أهلها إلى طرسوس. وعاد سيف الدولة وبنى سورها وردّ (¬6) إليها أهلها (¬7). ¬

(¬1) ما بين القوسين من النسخة (س). (¬2) أنظر عنها: العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 224، والنجوم الزاهرة 3/ 327، وعيون الأخبار 126. (¬3) في النسخة البريطانية «وسيّر». (¬4) كذا في الأصل. وهي: عين زربى: بفتح الزاي، وسكون الراء، وباء موحّدة، وألف مقصورة. بلد بالثغر من نواحي المصّيصة. (معجم البلدان 3/ 177). (¬5) في النسخة البريطانية «النشيمي». (¬6) في البريطانية «ورجّع». (¬7) هذا الخبر يرد في المصادر بحوادث سنة 351 هـ‍. أنظر عنه: تكملة تاريخ الطبري 180، وتجارب الأمم 2/ 190،191، والعيون والحدائق في أخبار الحقائق-ج 4 ق 2/ 218 - 223، وزبدة الحلب 1/ 132، والكامل في التاريخ 8/ 538،539، وتاريخ مختصر الدول 168، والمنتظم 7/ 7/، ودول الإسلام 1/ 217، والعبر 2/ 288، وتاريخ الزمان 61، ومرآة الجنان 2/ 346، والبداية والنهاية 11/ 239، والمختصر في أخبار البشر 2/ 103، وتاريخ ابن الوردي 1/ 289، ونهاية الأرب 23/ 191، وشذرات الذهب 3/ 7، والنجوم-

[سنة 351 هـ‍.]

[سنة 351 هـ‍.] [استيلاء الروم على دلوك ورعبان ومرعش] وفتح الروم (¬1) حصن دلوك (¬2) ورعبان (¬3) ومرعش (¬4) في شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة (¬5). وغارت الروم أيضا على منبج، وصادفوا أبا فراس (¬6) الحارث (¬7) بن سعيد بن حمدان، وكان متقلّدا لها، فأسروه وحملوه إلى القسطنطينية (¬8). ووافى نقفور (الدومستيقس) (¬9) إلى مدينة حلب، وكانت موافاته لها كبسة لم (¬10) يعلم سيف الدولة (بخبره) (¬11) إلى أن قرب منه، ولمّا علم بدنوّه أنفذ نجا غلامه في جمهور عسكره للقائه. وأقام سيف الدولة على حلب في بقيّة عسكره، ولقي يانيس بن الشمشقيق (¬12) لنجا في ناحية عزاز (¬13) وحمل ¬

= الزاهرة 3/ 331،332، وفي البيان المغرب 1/ 223 أن الروم أخذوا مدينة المصّيصة ومدينة طرسوس واستولوا عليهما، ويقارن نصّ المؤلّف هنا بنصّه في المنتخبات لسيف الدولة التي جمعها المستشرق كانار-ص 138،139. (¬1) «الروم» ساقطة من النسخة البريطانية. (¬2) دلوك: بضمّ أوّله. بليدة من نواحي حلب بالعواصم. (معجم البلدان 2/ 461). (¬3) في النسخة (ب) «رعبات». (¬4) مرعش: بالفتح ثم السكون، مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم (معجم البلدان 5/ 107). (¬5) الخبر فقط في زبدة الحلب 1/ 132، والكامل 8/ 544. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 318 «الفوارس» والتصويب من المصادر. (¬7) في نسخة بترو «الحرب» وكذلك في البريطانية. (¬8) الخبر في: تجارب الأمم 2/ 192، والعيون والحدائق في أخبار الحقائق ج 4 ق 2/ 218، وتكملة تاريخ الطبري 180، وديوان المتنبّي 2/ 207 و 313، والمنتظم 7/ 8، والعبر 2/ 290، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-ص 127،128، والبداية والنهاية 11/ 240، ومرآة الجنان 2/ 346، ودول الإسلام 1/ 217، والكامل في التاريخ 8/ 545، والنجوم الزاهرة 3/ 333، وتاريخ الأزمنة 62، ويتيمة الدهر 1/ 75، ووفيات الأعيان 2/ 59، والوافي بالوفيات 11/ 262. (¬9) إضافة من النسخة البريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «كالكبسة فلم». (¬11) إضافة من النسخة (ب). (¬12) في النسخة البريطانية «الشمشتيتي». (¬13) في النسخة (س) «إعزاز».

عليه ابن الشمشقيق وضربه بسيفه، فانهزم نجا وعاد إلى معسكر سيف الدولة ليقاطع نقفور ويحصل من ورائه، فيكون سيف الدولة ومن بقي معه من عسكره، وأهل حلب مقيمين بالمدينة (¬1)، فإذا قرب عسكر نقفور أطبقا عليه وأوقعا به. وسار نقفور إلى حلب (¬2)، وأشرف نجا على عسكره فهابه وبعد (¬3) عنه، ووقف سيف الدولة خارج (أحد) (¬4) أبواب حلب، وهو المعروف بباب اليهود، واستنفر (¬5) أهل المدينة فخرج إليه منهم زهاء مائة ألف، ووافت مواكب الروم، وحمل يانيس (بن الشمشقيق) (¬6) على سيف الدولة فحاربه ساعة، وانهزم (¬7) سيف الدولة وقصد طريق بالس (¬8) واتّبعه ابن (¬9) الشمشقيق ولم يزل في أثره إلى ضيعة يقال لها سبعين (¬10)، فاتكا (¬11) في عسكر سيف الدولة، وقتل صاحب مطرده وجماعة من وجوه أصحابه، وانهزم العامّة، وقتل الروم (¬12) ألوفا، وازدحموا على باب اليهود ليدخلوا منه [إلى المدينة] (¬13) فمات في الضغطة خلق. ¬

= قال ياقوت في معجم البلدان 4/ 118: «عزاز: بفتح أوله، وتكرير الزاي، وربّما قيلت بالألف في أولها. . وهي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم. (¬1) في نسختي (س) والبريطانية «على المدينة». (¬2) في النسخة البريطانية «على حلب». (¬3) في النسخة (س): «وأبعد». (¬4) ساقطة من البريطانية. (¬5) في البريطانية «واستنصر». (¬6) ساقطة من البريطانية. (¬7) في البريطانية «فانهزم». (¬8) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقّة. (معجم البلدان 1/ 328). (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 119 «بن» والتصحيح من البريطانية. (¬10) سبعين: بلفظ العدد. قرية بباب حلب. كانت إقطاعا للمتنبّي من سيف الدولة (معجم البلدان 3/ 185). وفي النسخة البريطانية «شيعين» وهو تحريف. (¬11) في نسخة بترو «واتكا» وفي نسخة (س) «ونكى» وفي البريطانية «وأنكى»، وهي الأصح. (¬12) في البريطانية «من الروم». (¬13) زيادة من النسخة (س).

[نقفور يخرب دار سيف الدولة ويدخل حلب]

[نقفور يخرّب دار سيف الدولة ويدخل حلب] ونزل نقفور على مدينة حلب يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وكان سيف الدولة قد أنشأ دارا في (ظاهر) (¬1) حلب (¬2) في الموضع المعروف بالحلبة، وشيّدها وتباها (¬3) في عمارتها، فأمر نقفور بخرابها وحاز ما فيها، وخرج إليه يوم الاثنين شيوخ المدينة باستدعاء منه لهم، وجرى بينه وبينهم خطاب على أن يؤمّنهم ويحملوا إليه مالا ويخلوا له المدينة (¬4) ويدخل عسكره من باب ويخرج من باب آخر وينصرف عنهم، فقال لهم نقفور: أظنّكم قد رتّبتم مقاتلتكم (¬5) في الأزقّة وقصدتموني تطلبون (¬6) مني الأمان، فإذا دخل أصحابي المدينة نفرتم عليهم وأوقعتم بهم، فحلف له بعضهم أنّه ما بقي أحد في المدينة يحمل سلاحا، فقال لهم: انصرفوا اليوم واخرجوا إليّ في غد ليتقرّر ما بينكم وبيني، وأعطيكم أمانا، /93 ب/فعادوا إلى المدينة. ولمّا كان في عشيّة ذلك اليوم رأوا (¬7) الروم سور المدينة قليل الحرّاس، فركبوا سورها وفتحوها في السّحر من نحو الميدان، ودخلوا إليها، وزحفوا إلى القلعة، وقاتلوا من فيها. وكان فيها جماعة من الدّيلم، فدفعوا الروم عنها. وأقام نقفور بحلب بعد فتحه المدينة ثمانية أيام، وسراياه تضرب في ظاهر المدينة وتسبي وتغنم، ورحل عنها يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة، وقد تزوّد وتزوّدوا (¬8) أصحابه من الأموال وصنوف المتاع [والعدد] (¬9) والسلاح والكراع ما لا يحصى، ودخل إلى القسطنطينيّة (¬10). ... ¬

(¬1) ساقطة من النسخة (ب). (¬2) في النسخة (ب) زيادة «براها»، والمراد «بناها». (¬3) في نسخة بترو «وتناها»، وفي البريطانية «وتباهى». (¬4) في النسخة (س): «البلد». (¬5) في البريطانية «مقاتليكم». (¬6) في النسخة البريطانية: «وتصدموني وتطلبوا». (¬7) كذا، والصحيح «رأى». (¬8) كذا، والصحيح «وتزوّد». (¬9) زيادة من النسخة (س). (¬10) راجع هذا الخبر في: تجارب الأمم 2/ 192 - 194، والكامل في التاريخ 8/ 540 - -

[سنة 352 هـ‍.]

[سنة 352 هـ‍.] [موت رومانس ملك الروم] ومات رومانس الملك [ليلة الاثنين] (¬1) في سادس عشر آذار سنة ألف ومائتين وأربع وسبعين [للإسكندر] (¬2) وهو لستّ خلون من صفر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وله في الملك ثلاث سنين وأربعة أشهر [وستة أيام] (¬3)، وجلس في الملك بعده ولداه باسيل وقسطنطين، وكانا طفلين غير بالغين، بل كان عمر باسيل سبع سنين، وعمر قسطنطين خمس سنين، وتولّى تدبير المملكة والدتهما تاوفانوا (¬4) وباسيل البراكونومس، ورأت الملكة أم الصبيّين أن يكون نقفور يدبّر [أمر] (¬5) المملكة لما ظهر من سداده وحسن تدبيره [وتتابع فتوحه] (¬6) فحضرت إلى الكنيسة مع ولديها وسلّمتهما إليه بحضرة ثاأفيلكطس (¬7) بطريرك القسطنطينية وسائر من حضر، ورسمت له أن يدبّرهما ويدبّر ملكهما ويتّقي الله تعالى فيهما. وقرّر نقفور الدّومستيقس أن يكون [باسيل] (¬8) البركونومس (¬9) على رسمه (¬10) مقيما (¬11) في البلاط يحفظه ويحفظ ¬

= 542، وتكملة تاريخ الطبري 181،182، وزبدة الحلب 1/ 133 - 139، وتكملة تاريخ الطبري 181،182، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-ص 128، والمنتظم 7/ 8،9، وتاريخ مختصر الدول 168،169، والعبر 2/ 289، ودول الإسلام 1/ 217، ومرآة الجنان 2/ 346، وتاريخ الزمان 61،63، والمختصر في أخبار البشر 2/ 103، 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 289، ومآثر الإنافة 1/ 305، والبداية والنهاية 11/ 239، 240، والنجوم الزاهرة 3/ 332، وتاريخ الأزمنة 63، ونهاية الأرب 26/ 141،142. (¬1) زيادة من النسخة (س). (¬2) زيادة من النسخة (س). (¬3) زيادة من النسخة (س). (¬4) في النسخة البريطانية «تاوفاني». (¬5) زيادة من النسخة (س). (¬6) زيادة من النسخة (س). (¬7) في النسخة البريطانية «بوليفكطس». (¬8) زيادة من النسخة (س). (¬9) في النسخة البريطانية «ابراكونومس». (¬10) في (ب): «اسمه». (¬11) (مقيما) ليس في النسخة البريطانية.

[نقفور يتولى العرش البيزنطي ويتزوج أرملة رومانوس]

الملكة والملكين ولديها إلى أن يبلغوا مبالغ الرجال، وأن يكون بردس (¬1) الفوقاس أبوه ولاون أخوه يحفظان المدينة. وأقرّ كلّ واحد من أصحاب الدواوين والخدم على ما كان عليه في أيام رومانوس الملك، وأن يكون هو متوفّرا على الغزوات، فحسن ما قرّره في نفوس الجماعة، وخرج إلى مرج قيساريّة ليجمع العساكر ويتّفق فيها، وعلى أن يكون مقامه دائما هناك ليقرب عليه ما يريده من ديار المسلمين، ورأى أنّ استيلائه (¬2) على الملك أبلغ هيبة (¬3) وأحمد في السياسة ولبس الخفّ الأحمر، ودعي له بالملك في قيساريّة [لثمان خلون من أيلول من السنة] (¬4)، وعاد إلى القسطنطينية [في السادس عشر من شهر آب] (¬5)، وشاور (¬6) البطريرك [باليقطس] (¬7) في الحال بأن يتزوّج (نقفور بالملكة) (¬8) تاوفانوا والدة الصبيّين ويكون مشاركا لهما في الملك، وإن أولد منها ولدا يكون الملك صايرا له بعد وفاتهما، فاستصوب الجماعة ذلك، وألبسه البطريرك التاج وباركه في آجيّا صوفيّا (¬9)، [نقفور يتولّى العرش البيزنطي ويتزوّج أرملة رومانوس] وتزوّج تاوفانوا حرمة رومانوس الملك، وتسلّم ولديهما باسيل وقسطنطين، ودعي له معهما بالملك، وجعل أباه قيصرا ورسم له المقام بالقسطنطينية يضبطها (¬10) وصيّر أخاه لاون قر البلاط (¬11)، وكان مدّة تدبير ثاوفانو ¬

(¬1) في البريطانية «البردس». (¬2) كذا، والصحيح «استيلاءه». (¬3) في النسخ: (س) وبترو والبريطانية «في الهيبة». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬5) زيادة من النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «وساور». (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) ساقطتين من النسخة البريطانية. (¬9) آجيّا صوفيّا-آيا صوفيا. كنيسة ينسب بناؤها إلى الامبراطور جستنيان في منتصف القرن السادس الميلادي. (القاموس الإسلامي 1/ 221،222). (¬10) في النسخة البريطانية «ليضبطها ومراعاة للامرأة وابنيها»، وفي النسخة (س): «لضبطها ومراعاة الامراة وابنيها». (¬11) في النسخة البريطانية «قربلاط».

[حركة الخارجي السلمي في برية الشراة]

والبراكونوماس المملكة منذ مات [رومانوس] (¬1) الملك وإلى أن ملك نقفور خمسة أشهر (¬2). وكان ملك نقفور في تسع عشرة سنة من خلافة المطيع وذلك في رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وصيّر يانيس بن الشمشقيق دومستيقس (¬3). ... [حركة الخارجيّ السلميّ في برّيّة الشّراة] وخرج (¬4) في بريّة الشّراة (¬5) خارجيّ من بني سليم يسمّى محمد بن أحمد السّلمي، واجتمع إليه كثير من العرب ومن غيرهم من [المتطوّعة] (¬6) أهل الطمع/94 أ/وقوي أمره وكثر جمعه، فبلغ كافور الإخشيد صاحب مصر خبره. وكان (¬7) الشام يومئذ بيده، ففاق لذلك، وأنفذ عسكرا قوّى (¬8) به الشام خوفا من حادث يحدث بها، وتقدّم إلى أصحابه أن لا يبتدوه بحرب ولا قتال، وطال مقامته وإيّاهم على تلك الحال، فأسرى عليه في بعض الليالي رجل من العرب يعرف بثمال (¬9) الخفاجيّ من بني عقيل وأخذه أسيرا وحمله إلى مصر، فشهّر بها راكبا فيلا (¬10) واعتقل مدّة، ثم عفي [عنه] (¬11) وخلّي سبيله (¬12). ... ¬

(¬1) زيادة من النسخة البريطانية. (¬2) أنظر كتاب: الروم وصلاتهم بالعرب للدكتور أسد رستم 2/ 39،40، وتاريخ الزمان 63، وزبدة الحلب 1/ 144،145. (¬3) أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 549، وتاريخ الأزمنة 64، وتاريخ مختصر الدول 169. (¬4) من هنا حتى لفظ «إلى الله» من النسخة (س). (¬5) الشّراة: بفتح أوله. صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلّى الله عليه وسلم، ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة. (معجم البلدان 3/ 331،332). (¬6) زيادة من نسخة بترو. (¬7) في النسخة البريطانية «وكانت». (¬8) في المطبوع والأصل «قوي»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬9) في النسخة البريطانية «بخال». (¬10) في نسختي بترو والبريطانية زيادة «يوم السبت لخمس خلون من ذي القعدة سنة 351». (¬11) زيادة من عندنا لتوضيح السياق. (¬12) لم أجد هذا الخبر في المصادر. والموجود هو خروج بني سليم على الحجّاج السائرين من-

[الزلزلة بمصر واحمرار الشمس]

[الزلزلة بمصر واحمرار الشمس] وحدثت (¬1) زلزلة بمصر ودويّ عظيم ليلة أربعة عشر من ربيع الآخر سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، وأصبحت الشمس محمرّة [في اليوم الذي بعدها] (¬2) وبعده إلى السّواد، فابتهل الناس إلى الله (¬3). ... [وفاة الوزير الحسن المهلّبي] ومات الوزير الحسن بن محمد المهلبي السبت لثلاث بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، ونصب معزّ الدولة العباس بن الحسن الشيرازي ومحمد بن العباس فسانحس لمدبّر الأمور من غير تسمية لأحدهما بالوزارة] (¬4). [مرض سيف الدولة] ومرض سيف الدولة مرضا شديدا من استرخاء عرض له، وآيس الناس منه، وأشرف على الموت، وأخذ نجا قطعة من عسكره وسار إلى حرّان (¬5) وصادر أهلها، وتوجّه إلى ميّافارقين، وكانت حرمة سيف الدولة أمّ أبي المعالي بها، فلم تمكّنه من الدخول، وأمرت بغلق الأبواب في وجهه، [خروج نجا عن طاعة سيّده سيف الدولة ومهاجمته للبلاد] وأظهر الخلاف على مولاه والخروج عن طاعته، وسار إلى خلاط وملكها، وأوقع بأبي الورد صاحبها، وهو رجل من العرب في يده بعض بلدان أرمينية، وقتله وملك قلاعه وبلاده، وسار إلى منازكرد (¬6) وملكها، ورجع إلى ¬

= مصر والشام في سنة 355 هـ‍. أنظر: الكامل في التاريخ 8/ 574، ومرآة الجنان 2/ 358، ودول الإسلام 1/ 220، والعبر 2/ 303، والنجوم الزاهرة 4/ 11، والبداية والنهاية 11/ 260،261. (¬1) في النسخة البريطانية: «ثم حدثت». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسختين بترو والبريطانية، وفيهما «المهلني» و «مسالحس» و «التدبير». والخبر في: تكملة تاريخ الطبري 187، والكامل في التاريخ 8/ 547، والبداية والنهاية 11/ 241، ومرآة الجنان 2/ 347، وتجارب الأمم 2/ 198. (¬5) حرّان: بتشديد الراء. مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر، على طريق الموصل والشام والروم. (معجم البلدان 2/ 235). (¬6) هي منازجرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون منازكرد، -

[يوحنا بن جمع يتولى بطريركية بيت المقدس]

ميّافارقين وحاصر حرمة مولاه وقاتلها وشتمها أقبح شتيمة. وكتب سيف الدولة إلى القوّاد الذين معه يأمرهم بقتله [فعصى] (¬1) عليه أهل منازكرد (¬2) فسار إلى خلاط (¬3) وعصى عليه غلامه المقيم فيها، ودفعه عن ما كان فيها من الأموال [التي غنمها] (¬4). وطالبه الجند بأرزاقهم، فلم يكن معه ما يعطيهم فشغبوا (¬5) عليه وتفرّقوا عنه (¬6). ... [يوحنّا بن جمع يتولّى بطريركية بيت المقدس] [وفي تسع عشرة سنة من خلافة المطيع صيّر يوحنا ابن جميع بطريرك على بيت المقدس، أقام سنتين ونصف وقتل وأحرق] (¬7). ... [سنة 353 هـ‍.] [الموقعة بين نقفور الملك وأهل طرسوس عند أدنة] وفي هذه السنة، وهي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة خرج نقفور الملك ونزل بالقرب من أدنة [في أول ذي الحجة سنة 352] (¬8)، ولقيه نفير طرسوس في جمع كثير فهزمهم وقتل منهم زهاء أربعة آلاف، فانهزم الباقون ¬

= بالكاف. بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدّ في أرمينية وأهله أرمن وروم. (معجم البلدان 5/ 202). (¬1) في الأصل وطبعة المشرق «فقضي»، والتصحيح من نسختي بترو والبريطانية. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 121 «مناركرد»، والتصحيح من نسخة بترو، ومعجم البلدان. وفي تجارب الأمم 2/ 21 «ملازجرد». (¬3) خلاط: بكسر أوله. وهي قصبة أرمينية الوسطى. (معجم البلدان 2/ 380،381) وفي الأصل والمطبوع «اخلاط» بزيادة ألف في أوله. (¬4) زيادة من البريطانية. (¬5) في الأصل والمطبوع «فشعثوا»، والتصحيح من النسخة (س). (¬6) الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 547 - 552، وتجارب الأمم 2/ 198 - 200. (¬7) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة (س). وجاء بعدها في نسخة بترو: «وفي تسع عشر سنة من خلافة المطيع صير راهب يسمّى ايليا كان ريسا على السيق المعروف بسيق حريطن بطريركا على الاسكندرية في جمادى الآخر سنة 353 أقام سبعة وثلاثين سنة ومات». وفي النسخة البريطانية ورد هذا الخبر وفيه «خاريطون». (¬8) من نسخة بترو، ونسخة (س).

[ورود الخراساني إلى حلب لمعاضدة سيف الدولة في حرب الروم]

إلى تلّ بالقرب من أدنة وحصلوا فوقه، وأحاط بهم الروم (وقاتلوهم) (¬1) من جميع نواحي التل، وقتلوهم بأسرهم، وهرب أهل أدنة إلى المصّيصة، (ونزل يانيس بن الشمشقيق على المصّيصة) (¬2) وحاصرها (¬3) [أياما] (¬4) ونقب في سورها عدّة نقوب ولم يقدر عليها، وضاقت به الميرة، فانصرف بعد أن أحرق وأخرب ما حواليها، وخرّب الملون (¬5) وما حواليها، وسبى وقتل منه ومن هذه البلدان ما يكثر عدده (¬6). ... [ورود الخراساني إلى حلب لمعاضدة سيف الدولة في حرب الروم] وورد في هذا الوقت إلى حلب إنسان من خراسان في عسكر معه قاصدا لغزو الروم، فاجتمع رأيه ورأي سيف الدولة على المسير للقاء جيش الروم النّازل على المصّيصة (وكان سيف الدولة عليلا، فسار محمولا في قبّة، فلقي الروم قد انصرفوا عن المصّيصة) (¬7) وتفرّقت جموع (¬8) الخراساني لعظم الغلا في الثغر وفي حلب، ورجع أكثرهم إلى بغداد وعادوا إلى خراسان، وانتقل ¬

(¬1) ساقطة من النسخة البريطانية. (¬2) من النسخة (س). (¬3) في النسخة (س) «وحاصر الروم أدنة أياما». (¬4) زيادة من النسخة البريطانية. (¬5) لم أتبيّن المقصود منها. (¬6) أنظر الخبر في: زبدة الحلب 1/ 141،142، وتكملة تاريخ الطبري 189، وديوان المتنبّي 466، وتجارب الأمم 2/ 202، والكامل في التاريخ 8/ 552، والمنتظم 7/ 19، والنجوم الزاهرة 3/ 336، والبداية والنهاية 11/ 253، ودول الإسلام 1/ 219، والعبر 2/ 296، والمختصر في أخبار البشر 2/ 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 290، ونهاية الأرب 23/ 192، وشذرات الذهب 3/ 12، وتاريخ الأزمنة 64. وجاء الخبر في تجارب الأمم على هذا النحو: «وورد الخبر بنزول الروم على المصّيصة في جيش ضخم وفيه الدمستق وأنه أقام عليها سبعة أيام ونقب في سورها نيّفا وستين نقبا ولم يصل إليها، ودفعه أهلها عنها، ثم انصرف لما ضاقت به المير وغلا السعر، وبعد أن أقام في بلاد الإسلام خمسة عشر يوما». (¬7) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬8) في النسخة البريطانية «جيوش».

[استيلاء الروم على قبرس]

من الثغر إلى دمشق وإلى الرملة وإلى غيرهما من البلدان/94 ب/خلق كثير هربا (من الغلاء والخوف) (¬1) من الروم (¬2). [استيلاء الروم على قبرس] واستولت الروم بعد فتحهم قريطش على جزيرة قبرس (¬3)، وذلك أنّ أهلها كانوا يحملون مالها إلى الروم وإلى المسلمين صلحا، وغزاها في هذه المدّة من مصر جمع كثير في اثنين وثلاثين مركبا حربيّة، فاستظهروا (¬4) الروم عليهم، وقتلوا منهم وأسروا خلقا كثيرا، وأخذوا مركبا منهم بسائر رجاله، وعاد الباقون منهزمين (¬5). [سيف الدولة يصفح عن غلامه نجا] وورد على سيف الدولة رسول من نقفور ملك الروم فتجمّل (¬6) سيف الدولة لدخوله عليه وجلس على سرير ولبس تاجا مرصّعا بالجوهر (¬7). وسار سيف الدولة إلى ميّافارقين وأرسل (¬8) إلى نجا يأمره بالمسير إليه وأمّنه على نفسه وماله، وسار نجا إليه، فصفح عنه وأقام عنده وشرب بين يديه، فلمّا سكر شتم الغلمان وغلظ عليهم في القول، فاغتاظوا عليه، وكانت حرمة سيف الدولة أشدّ غيظا عليه بحصاره (¬9) لها وشتمه إيّاها، فصاح سيف ¬

(¬1) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬2) أنظر: تجارب الأمم 2/ 201،202، والكامل في التاريخ 8/ 552، وزبدة الحلب 1/ 142، وتكملة تاريخ الطبري 189. (¬3) في النسخة (س) «قبرص». (¬4) كذا، والصحيح «فاستظهر». (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. وقد نقله الدكتور أسد رستم مختصرا عن المؤلّف في: الروم وصلاتهم بالعرب 2/ 41. (¬6) في النسخة (ب) «فتامل» وفي طبعة المشرق 122 «فتعمل» وما أثبتناه هو الصحيح لانسجامه مع السياق. (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة. وينظر: تجارب الأمم 2/ 208، والعبر 2/ 296. (¬8) في النسخة (ب): «وأمر». (¬9) في نسخة بترو «لحصاره».

[سنة 354 هـ‍.]

الدولة على نجا، وأمر أن يقام من بين يديه، فوثب الغلمان إليه بالسيوف وقتلوه (¬1). وعاد نقفور الملك إلى الثغر في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وضرب مضاربه على أدنة، وكان أهلها قد هربوا منها (إلى المصّيصة) (¬2) فحاصر المصّيصة نيّفا عن (¬3) خمسين يوما، وسراياه تضرب إلى [حلب و] (¬4) أنطاكية، ولم تحمله البلد لشدّة الغلاء، فانصرف إلى قيساريّة، وعظم حال الغلاء والوباء في المصّيصة وفي طرسوس حتى بلغ الأمر بالنّاس إلى أكل الميتة (¬5). [سنة 354 هـ‍.] [نقفور يحاصر المصّيصة] وعاد نقفور إلى المصّيصة وحاصرها وفتحها بالسيف يوم الخميس [إحدى عشرة ليلة خلت من] (¬6) رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهرب الناس من المصّيصة إلى كفربيّا (¬7) (وملك الروم المصّيصة، ووقع القتال على الجسر الذي بين المصّيصة وكفربيّا (¬8) وانهزم المسلمون، وملك الروم أيضا كفربيّا، وساقوا جميع أهل المصّيصة إلى بلد الروم، واجتازوا بهم إلى طرسوس حتى نظرهم أهلها، وسار الملك من المصّيصة إلى طرسوس وحاصرها، وكان فيها رشيق (¬9) النّسيمي، والتمس أهلها الأمان فأمّنهم، وسلّموا له المدينة [يوم ¬

(¬1) أنظر: تكملة تاريخ الطبري 189، وديوان المتنبّي 2/ 309، وتجارب الأمم 2/ 208، 209، والكامل في التاريخ 8/ 551،552، والأعلاق الخطيرة-ج 3 ق 1/ 308. (¬2) ما بين القوسين ساقط من النسخة (س). (¬3) في النسخة (س) «وعن». (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) أنظر الكامل في التاريخ 8/ 553 و 555، وتكملة تاريخ الطبري 190، وتجارب الأمم 2/ 208، وزبدة الحلب 1/ 142، والعبر 2/ 296، ودول الإسلام 1/ 219. (¬6) ما بين الحاصرتين من النسخة (س). وفي النسخة البريطانية «حادي عشر»، وفي طبعة المشرق 123 «إحدى عشرة». (¬7) كفربيّا: بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الياء المثنّاة من تحتها. مدينة بإزاء المصّيصة على شاطىء جيحان. (معجم البلدان 4/ 468)، وفي طبعة المشرق 123 «كفرقبا». (¬8) ما بين القوسين ليس في نسخة (س). (¬9) في النسخة البريطانية «رشتق» وفي نسخة بترو «رستق».

[أهل أنطاكية يسلمون مدينتهم لرشيق النسيمي]

الأربعاء] (¬1) في نصف شعبان من السنة [المذكورة] (¬2) وتلقّى أهلها بالجميل (وأطعمهم من) (¬3) طعامه وخلع عليهم وأحسن إليهم، وخرجوا عنها، وأمر أن يحمل كلّ واحد من ماله ورحله ما يطيق حمله، ففعلوا ما أمرهم، وساروا، وسيّر معهم جماعة من أصحابه يحمونهم في طريقهم ويدفعون عنهم، إلى أن وصلوا إلى أنطاكيّة، وحمل بعضهم في البحر إلى حيث أرادوا، وقلّد الملك للمصّيصة واليا من قبله، وقلّد طرسوس أيضا واليا [من جهته] (¬4) وتقدّم إليه بعمارتها وتحصينها وجلب الملك الميرة إليها من كلّ جهة، فعمرت ورخص السعر بها وتراجع إليها [جماعة من] (¬5) أهلها (¬6). [أهل أنطاكية يسلّمون مدينتهم لرشيق النسيميّ] وكان سيف الدولة عند مسيره إلى ميّافارقين قد خلّف بحلب غلامه قرغويه (¬7) الحاجب، فخلّف بأنطاكية غلاما يدعى فتح، ووثب أهل أنطاكية على فتح وأخرجوه [منها] (¬8) وسلّموها إلى رشيق النّسيمي الوارد من طرسوس، والتصق به إنسان من أهل أنطاكية يعرف بالحسن الأهوازيّ، وتولّى تدبير أمره/95 أ/وأطمعه أنّ سيف الدولة لا يعود إلى الشام (¬9). ¬

(¬1) من النسخة (س). (¬2) من النسخة البريطانية. (¬3) في النسخة (س) «ودعاهم إلى»، وفي طبعة المشرق 123 «وطعمهم». (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) زيادة من النسخة (س). (¬6) راجع الخبر في: تجارب الأمم 2/ 211،212، وتكملة تاريخ الطبري 190، والكامل في التاريخ 8/ 561، والمختصر في أخبار البشر 2/ 104، وتاريخ ابن الوردي 1/ 290، وتاريخ مختصر الدول 169، وتاريخ الزمان 64، والمنتظم 7/ 24، ونهاية الأرب 23/ 194، ودول الإسلام 1/ 220، والعبر 2/ 299، ومآثر الإنافة 1/ 305، والبداية والنهاية 11/ 255، والنجوم الزاهرة 3/ 337، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 128،129، وتاريخ الأزمنة 64،65، وشذرات الذهب 3/ 13. (¬7) في نسخة (ب) «فرعون» وفي طبعة المشرق 123 «قرعويه» بالعين المهملة. (¬8) زيادة من نسخة بترو. (¬9) الخبر في زبدة الحلب 1/ 147/148 وفيه هنا زيادة: «فطمع واتفق مع ملك الروم على أن يكون في حيّزه، ويحمل إليه عن أنطاكية في كل سنة ستمائة ألف درهم». وانظر: تجارب الأمم 2/ 213،214، والكامل في التاريخ 8/ 561،562، والمختصر في أخبار البشر 2/ 105، وتاريخ ابن الوردي 1/ 290.

[الديلم يستأمنون لرشيق]

[الدّيلم يستأمنون لرشيق] واستأمن إلى رشيق [دزبر] (¬1) الدّيلمي وجماعة من الدّيلم [الذين كانوا مع قرغويه] (¬2). [الحرب بين رشيق ودزبر الديلمي وقرغويه] وسار رشيق وابن الأهوازي إلى حلب، وجرى بين رشيق وبين قرغويه (¬3) حروب كثيرة. ودخل رشيق إلى مدينة حلب، وقاتل القلعة، ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وقتل رشيق بعد ذلك، وانهزم أصحابه إلى أنطاكية، وجعلوا دزبر الدّيلميّ أميرا عليهم، وابن الأهوازي المدبّر له. وقصد قرغويه إلى أنطاكية، وجرت بينهما وقعة وانهزم قرغويه وعاد إلى حلب. وسار دزبر (¬4) (الدّيلمي) (¬5) في أثره، إلى حلب، ولقيه أصحاب قرغويه وحاربوه ودفعوه، ورجع إلى أنطاكية (¬6). ورأى خريصطوفورس بطريرك أنطاكية [في مدّة هذا الخلف والعصيان أن يبعد عن أنطاكية] (¬7) لئلاّ يتعلّق عليه فيما بعد تهمة من سيف الدولة أو من (¬8) أصحابه، فسار إلى دير سمعان الحلبيّ وأقام به، وقصد ابن الأهوازيّ إساءته، فلم يضطرب لذلك، وبقي في دير سمعان إلى أن عاد سيف الدولة. [سنة 355 هـ‍.] [وفاة عليّ بن الإخشيد وانفراد كافور بالأمر] ومات (¬9) عليّ بن الإخشيد بمصر في [يوم الأحد لإحدى عشر ليلة خلت من] (¬10) المحرّم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة (¬11)، وافترد كافور بالأمر، ¬

(¬1) في النسخة (س) «دزير»، وفي نسخة بترو «تربر»، وفي طبعة المشرق 123 «تبرير»، وما أثبتناه عن تجارب الأمم، والكامل. (¬2) ما بين الحاصرتين من النسخة (س) وفيها «قرعويه» بالعين المهملة. (¬3) في طبعة المشرق «فرعون». (¬4) في نسخة بترو «بربر»، وفي طبعة المشرق 124 «تبرير». (¬5) ليس في النسخة البريطانية. (¬6) قارن بتجارب الأمم 2/ 214،215، والكامل في التاريخ 8/ 562، وزبدة الحلب 1/ 149، 151. (¬7) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ب). (¬8) في النسخة البريطانية «ومن». (¬9) هذه الفقرة بين القوسين ساقطة من النسخة (س). (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو، وكذلك في النسخة البريطانية. (¬11) أنظر عن وفاة ابن الإخشيد في: كتاب الولاة والقضاة 296، وولاة مصر 313، ومآثر الإنافة-

[مضايقة الصناجي لبطريرك بيت المقدس]

وامتنع من التسمّي (¬1) بالإمارة، ورأى أن يجري على رسمه في المخاطبة بالأستاذيّة، وجعل الحسن بن عبيد الله بن طغج (¬2) على الشام مستخلفا من قبله (¬3). [مضايقة الصنّاجي لبطريرك بيت المقدس] وكان في بيت المقدس والي (¬4) يعرف بمحمد بن إسماعيل الصّناجي وكان كثير الأذيّة ليوحنا (بن) (¬5) جميّع بطريرك بيت المقدس [والمطالبة له من الألطاف] (¬6) بأكثر ممّا كان الرسم جاريا به. وكان البطريرك يدفع له كلّما التمسه منه (¬7)، ولما تزايدت أذيّته له شخص إلى مصر، وقصد كافور، واعتضد بالكتّاب النّصارى، وشكا ما هو مبليّ به من الصّناجيّ وغيره، [فكتب كافور إلى الحسن بن عبيد الله بن طغج خليفته على الشام يأمره بمنع الصّناجي عنه وغيره من أذيّة [البطريرك] (¬8) وقبض يده] (¬9) عن مطالبته بما لا يجب له عليه، وإعلامه أنّ له عناية وكيدة. ولم تزل مكاتبة كافور (¬10) متّصلة [إلى (الحسن) (¬11) بن عبيد الله] (¬12) بذلك، وابن عبيد الله كاتب (¬13) ¬

= 1/ 306، وأخبار الدول 267، والنجوم الزاهرة 3/ 325 - 327، وحسن المحاضرة 2/ 11، وبدائع الزهور 1 ق 1/ 179. (¬1) في طبعة المشرق 124 «السمي»، والتصحيح من نسختي بترو والبريطانية. (¬2) في النسخة البريطانية «عبد الله بن طعج». (¬3) أنظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 190، وأمراء دمشق 27، والكامل في التاريخ 8/ 591، والوافي بالوفيات 12/ 97، والنجوم الزاهرة 4/ 73. (¬4) كذا، والصحيح «وال». (¬5) «بن» ساقطة من النسخة (ب). (¬6) ما بين الحاصرتين من النسخة (س). وفي طبعة المشرق 124 «والمعالية له بالاطلاب». وفي نسخة بترو «من الأطلاب» وفي النسخة البريطانية «والمطالبة». (¬7) نسخة بترو «مرع عليه في ما يلتمسه». (¬8) زيادة نسخة بترو. وفي طبعة المشرق 124 «ادية». (¬9) ما بين الحاصرتين عن الأصل، وفي نسخة (ب): «والتمس مكاتبه بالصد». والعبارة بين الحاصرتين ساقطة كلها من نسخة بترو. (¬10) في نسخة (س) زيادة «إلى الحسن». (¬11) إضافة على الأصل. (¬12) ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (س). (¬13) في النسخة (س) «وهو يكاتب».

الصّناجيّ بمضمونها، فلم ينقلع عمّا هو عليه، وقرب عيد العنصرة (¬1)، فوجّه الصّناجيّ يلتمس منه أشياء زائدة عن رسومه التي كان يحملها إليه في ذلك العيد، وطالبه مطالبة شديدة، فنزل البطريرك إلى الرملة وعرف بن (¬2) عبيد الله الحال، وأنّ المكاتبة لا تغنيه شيئا، فوجّه معه قائدا من قوّاده يسمّى تكين (¬3) وأوعز إليه أن يحفظ النّصارى وصيانتهم (¬4)، وأن لا يمكّن الصّناجيّ ولا غيره من استضامتهم وألاّ يظلموا، فعظم على الصّناجيّ (تحامي البطريرك عليه، وأنفذ يستدعي ما التمسه منه، فاحتمى البطريرك عليه بتكين القائد ولم يدفع إليه ما طلبه، فعظم على الصّناجيّ) (¬5) ذلك، فجمع عشيرته وتبّاعه (¬6) وغيرهم من أفناء الناس، وأنفذ رسولا إلى البطريرك يستدعي حضوره إليه، وبلغه حال الجمع (¬7)، فتخوّف على نفسه وتثاقل (¬8) عن المضيّ، فقال للرسول: أليس قد تقدّم إليه دفعات بالمنع عن أذيّتي ومطالبتي بما لا يجب له عليّ، وقد أنفذ أبو محمد [الحسن] (¬9) بن عبيد الله معي من يشدّ على أيدي (¬10) ويحميني ويمنعه عنّي، وليس يمكنّي المصير إليه في وقتي هذا، ولطف بالرسول إلى أن انصرف، وأدّى إلى الصّناجيّ جوابه، وتقدّم البطريرك بأن تغلق أبواب الكنيسة القيامة، وتحصّن فيها، وركب الصّناجيّ في الحال مع جموعه، وقبض على تكين القائد/95 ب/الذي أنفذه ابن عبيد الله لحماية البطريرك وأخذه إليه، وأنفذ إلى البطريرك يستدعي نزوله ¬

(¬1) عيد العنصرة: هو عند النصارى عيد حلول الروح القدس على التلاميذ في العلية الصهيونية ببيت المقدس في اليوم الخمسين بعد قيامة المسيح عليه السلام. (¬2) كذا، والصحيح «ابن». (¬3) في النسخة (س) «بليق». (¬4) في النسخة (ب): «وصبيانهم». (¬5) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬6) في النسخة البريطانية «وأتباعه». (¬7) في النسخة البريطانية «المجمع». (¬8) في النسخة (س): «وتأخر». (¬9) من النسخة (س). (¬10) في النسخة البريطانية «يدي».

[مقتل بطريرك بيت المقدس]

إليه، وأعطاه الأمان، فلم تثق إليه نفسه لما تداخله من الفزع، ولم يردّ على الرسول جوابا، واجتمعوا على الأبواب فضربوا أبواب ماري قسطنطين بالنّار، [مقتل بطريرك بيت المقدس] ودخلوا منها إلى القيامة، وألفوها مغلقة، وأحرقوا أبوابها، وسقطت قبّة القيامة، ودخلوا الكنيسة ونهبوا ما قدروا عليه. وتوجّه الرعيّة إلى كنيسة صهيون وأحرقوها ونهبوها في اليوم بعينه، وذلك يوم الاثنين الذي قبل العنصرة، [وهو الثالث والعشرون من أيار سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين يونانية، لخمس ليال خلت من جمادى الأخرى سنة 355] (¬1). وهدم اليهود وخرّبوا أكثر من المسلمين. فلمّا كان يوم الثلاثاء تالي (¬2) ذلك اليوم التقوا البطريرك مختفيا في جبّ من جباب الزيت في كنيسة القيامة، فقتلوه وجرّوه إلى صحن مار قسطنطين وأحرقوه [بالنار على بعض العمد] (¬3)، وصيّر بعده بطريرك آخر من أهل قيساريّة يسمّى حبيب، ويدعى (¬4) خريصطودلس (¬5)، فأقام أبواب كنيسة القيامة، ورمّم المذبح، وشرع في عمارتها، فعاجله الموت. وفي [زمن] (¬6) رئاسة أنبا توما البطريرك أعاد ما انخرب وجدّده (واهتم بذلك رجل) (¬7) كاتب نصرانيّ يعقوبي يسمّى عليّ بن سوار (¬8)، ويعرف بابن الحمّار، فبنى قبّة القيامة. وكان هذا الرجل [قد وصل] (¬9) مع أفتكين التركي من العراق عند تغلّبه على الشام، وكان ذا ثروة وحال واسع، وقتل ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ب). (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «ثاني». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬4) في النسخة (س) زيادة: «يكنى أبا سهل». وفي البريطانية: «ويكني أبا سهل ويسمّى». (¬5) في النسخة البريطانية «خريسطوذولس». (¬6) زيادة من نسخة (س). (¬7) ما بين القوسين ساقط من النسخة (ب) ومكانه فقط: وكان». (¬8) في النسخة البريطانية «وجدّد أكثر ما خرب كاتب نصراني يسمّى ابن سوا». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). وفي نسخة بترو «وصل».

[بناء قبة كنيسة القيامة]

في هزيمة الحرب عند انهزام أفتكين، وكان ذلك قبل استكماله [عمارة] (¬1) القيامة، وأقيم على القيامة سنقل يعرف بصدقة بن بشر في أيام رئاسة يوسف وارستس (¬2)، فعمل فيه الباسلكين وأكمل ما كان بقي وأتمّه (¬3) إلاّ جمل (¬4) مار قسطنطين لأنه كان عظيما جدّا، فبقي مكشوفا. [بناء قبّة كنيسة القيامة] وفي أيام تدبير أرسانيوس بطريرك الإسكندريّة لكرسي بيت المقدس بعد خروج أخيه أرستس (¬5) إلى القسطنطينية عمل جمل ماري قسطنطين وأعيد إلى ما كان عليه، واستكملت الكنيسة (¬6) بأسرها قبل خرابها الذي أتى عليها في صفر سنة أربعمائة للهجرة بمدّة قريبة. ... [الفداء بين سيف الدولة ونقفور] والتمس سيف الدولة من نقفور الملك المفاداة بمن عنده (¬7) من المسلمين وبمن عنده أسرى من الروم، فأجابه إلى ذلك، وسار سيف الدولة من ميّافارقين إلى سميساط، وأقام الفدى (¬8) أعلى شاطىء [نهر] (¬9) الفرات في يوم الخميس مستهلّ رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وفادى بمحمّد بن ناصر الدولة وأبي (¬10) فراس وغيرهما من بني حمدان، وبالقاضي أبي الهيثم (¬11) بن أبي الحصين، وزهير، وقطاس (¬12)، وغيرهم من بني غلمانه ¬

(¬1) زيادة من النسخة (س). (¬2) في النسخة (س) «واسيس». (¬3) في نسخة بترو «وتمّه»، وهي ساقطة من النسخة (ب). (¬4) الجمل هنا من «الجمالون» وهو السقف. (¬5) في النسخة البريطانية «ارسيس». (¬6) في النسخة البريطانية «استكملت حينئذ الكنيسة»، وفي نسخة بترو «واستكملت الكنيسة حينئذ». (¬7) في النسخة البريطانية «بمن قتل». (¬8) في نسخة بترو «الندى». (¬9) من النسخة البريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «وبابي فراش» وفي نسخة بترو «وبابي». ولفظ أبي ساقط من النسخة (س). (¬11) في النسخة البريطانية أبي الهيم»، وفي طبعة المشرق 126، «آبق الهشيم»، وما أثبتناه من نسخة بترو، والكامل في التاريخ 8/ 574، والمنتظم 7/ 33، والأعلاق الخطيرة-ج 3 ق 1/ 313. (¬12) في زبدة الحلب 1/ 146 «رقطاش»، وفي تاريخ ابن الوردي 1/ 291 «روطاس»، وفي النسخة البريطانية «وقرطاس».

[وقوع دزبر وابن الأهوازي في أسر سيف الدولة ومقتلهما]

ممن أسروه (¬1) الروم من بلاده، وكان أبو العشائر (¬2) قد مات بالقسطنطينية في الحبس ودفع لهم [أعور حرم (¬3) وابن بلبيطس] (¬4) (¬5) وجميع ما عنده من أسارى الروم (¬6). ولما لم يبق عند سيف الدولة من الروم من (¬7) يفادي به اشترى بقيّة أسرى المسلمين، وكان عددهم ثلاثة آلاف نفس (¬8) بمائتي (¬9) وأربعين ألف دينار رومية، وأجحف ذلك به (¬10)، وقصد جماعة ممن فادى بهم من المسلمين (دزبر (¬11) الدّيلميّ) (¬12) وساروا (¬13) في جملته، [وقوع دزبر وابن الأهوازي في أسر سيف الدولة ومقتلهما] وانصرف سيف الدولة من الفدى (¬14)، ودخل/96 أ/حلب وأقام بها ليلة واحدة، وخرج وهو عليل من الاسترخاء المعارض له، محمول (¬15) في قبّة ومعه قرغويه (¬16) الحاجب، فواقع دزبر (¬17)، وابن الأهوازي (¬18) في ضيعة في ¬

(¬1) كذا، والصواب «أسره». (¬2) هو: الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان. وكان قد وقع في الأسر سنة 345 هـ‍. كما مرّ في الكتاب من قبل. (¬3) هكذا في الأصل والمطبوع ونسختي بترو والبريطانية وطبعة أوربا. وفي زبدة الحلب «أعور جرم». (¬4) في نسخة بترو «بلبطس». (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «وجميع ما كان عنده أسارى من الروم، ولم». (¬7) في البريطانية «بمن». (¬8) في النسخة (س): «3240 نفسا بما مبلغه». (¬9) في البريطانية «ففداهم بمائتي». (¬10) في نسختي بترو والبريطانية زيادة «عليه». (¬11) في طبعة المشرق 126 «دزير». (¬12) ما بين القوسين ساقط من نسخة (ب). (¬13) في النسخة البريطانية «وعادوا». (¬14) في البريطانية «عن المغاداة إلى حلب». (¬15) كذا، والصحيح «محمولا». (¬16) في طبعة المشرق 126 «فرعون»، والتصحيح من الكامل في التاريخ، وزبدة الحلب وتجارب الأمم. (¬17) في طبعة المشرق 126 «تبرير» وما أثبتناه عن الكامل، وزبدة الحلب 1/ 149 ففيه «دزبر بن أوينم الديلمي»، وفي ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي-ص 71 «القائد تزبر بن أونيم الديلمي» وفي ص 76 «دزبر بن أونيم الحاكمي». وانظر تجارب الأمم 2/ 214. (¬18) هو الحسن بن الأهوازي، كان يضمن المستغلاّت بإنطاكية لسيف الدولة. (زبدة الحلب 1/ 148).

[خروج الروم إلى آمد]

طريق بالس (¬1) تعرف بسبعين (¬2)، وانهزم أصحاب دزبر (¬3)، وحمل هو وابن الأهوازي أسيرين في يد سيف الدولة، وحملهما إلى حلب، وقتلهما وقتل جماعة معهما (¬4)، وولّى على أنطاكية تقيّ الدّين غلامه (¬5). [خروج الروم إلى آمد] وخرج الروم إلى آمد، وقتلوا وأسروا عددا كثيرا، وانصرفوا إلى دارا وقربوا من نصيبين، وهرب أهلها خوفا منهم (¬6). وتوجّه نقفور الملك إلى نحو الشام، وسار سيف الدولة إلى شيزر (¬7). ونزل نقفور على منبج [يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شوال من السنة] (¬8)، واستدعى من أهلها القرميدة وأخرجوها إليه، فأخذها منهم وأكرمهم، ولم يعرض (¬9) لهم بمكروه، ورحل عنها إلى وادي بطنان (¬10) وأخذ منه (¬11) من الأسارى عددا كثيرا، وجاءت سريّة إلى بالس (¬12) وأخذت من ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «نالس». (¬2) في النسخة البريطانية «بسعين»، وفي طبعة المشرق 126 «تسعين»، وما أثبتناه عن النسخة (س) ومعجم البلدان 3/ 185 وفيه: سبعين: بلفظ العدد، قرية بباب حلب، وفي تجارب الأمم 2/ 214 «تسعين». (¬3) في طبعة المشرق 126 «تبرير». (¬4) أنظر: تجارب الأمم 2/ 213 - 215، حوادث سنة 354 هـ‍، وزبدة الحلب 1/ 147 - 151، والكامل في التاريخ 8/ 561،562. (¬5) لم أجد هذا الخبر في مصادري وفي الأعلاق الخطيرة لابن شدّاد-ج 3 ق 1/ 315 يأتي ذكر غلام لسيف الدولة يسمّى تقيّ تسلّم تابوت سيف الدولة حين مات وحمله وسار به إلى ميّافارقين. . فلعلّه هو المقصود. (¬6) الكامل في التاريخ 8/ 572،573، تاريخ الزمان 64، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 305، 306، البداية والنهاية 11/ 260. (¬7) شيزر: بتقديم الزاي على الراء، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة، بينها وبين حماة يوم. (معجم البلدان 3/ 383). (¬8) ما بين الحاصرتين من النسخة (س). (¬9) في النسخة البريطانية «يتعرّض». (¬10) في النسخة البريطانية «بطال»، وفي النسخة (ب): «بطان». وبطنان: بالضم ثم السكون. اسم واد بين منبج وحلب، بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة. (معجم البلدان 1/ 447). (¬11) في النسخة البريطانية «معه». (¬12) في البريطانية «سربة من نالس».

[سيف الدولة يقرب بطريرك أنطاكية اليه]

المدينة زهاء ثلاثمائة نفس. وسار الملك إلى قنّسرين (¬1)، وعاد ونزل على تيزين (¬2) ففتحها وسبى أهلها، وفتح حصن أرتاح (¬3)، وعبر بأنطاكية ونزل عليها [عشيّة يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة] (¬4) وأرسل إلى أهلها في أن يسلّموا إليه المدينة ويؤمّنهم على أنفسهم وأهاليهم وأموالهم، وأن يوصلهم إلى حيث أحبّوا آمنين، ولا يحوجوه إلى مقاتلتهم، فلم يجيبوه إلى ما أعرضه عليهم، وحاربهم سبعة أيام، وضاقت به العلوفة، ورحل في اليوم الثامن [من نزوله عليها] (¬5) وعاد إلى بلد الروم [قافلا] (¬6). [سيف الدولة يقرّب بطريرك أنطاكية اليه] وقصد خريصطوفورس بطريرك أنطاكية سيف الدولة إلى حلب فأحسن قبوله وشكره (¬7) على ما فعله في (¬8) بعده عن المخالفين عليه، وقدّمه وتخصّص به، ونقم سيف الدولة على شيوخ أنطاكية بسبب إخراجهم فتح غلامه وتسليمهم المدينة إلى رشيق النّسيميّ، وقبض عليهم وصادرهم، وتشفّع البطريرك إليه في بعضهم وتواسط أمرهم معه، فأجاب مسألته فيهم، وتوكّد (¬9) في نفوسهم ممّا شاهدوا من تمكّن حاله عند سيف الدولة حسدا له وحقدا عليه. ¬

(¬1) في طبعة المشرق 127 «قانسرين». وما أثبتناه عن النسخة البريطانية، ومعجم البلدان 4/ 403: «قنّسرين: بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده. . وهي كورة بالشام منها حلب». (¬2) في النسخة (ب) «تترين». وفي معجم البلدان 2/ 66 «تيزين»: بعد الزاي ياء ساكنة، ونون: قرية كبيرة من نواحي حلب. كانت تعدّ من أعمال قنّسرين». (¬3) أرتاح: بالفتح ثم السكون. اسم حصن منيع، كان من العواصم من أعمال حلب. (معجم البلدان 1/ 140). (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬6) زيادة من نسختي: بترو والبريطانية. وانظر النص في طبعة أوربا 805 - 806. (¬7) في النسخة البريطانية «وشكر له». (¬8) في النسخة (س) «من». (¬9) في النسخة البريطانية «وتولّد».

[سنة 356 هـ‍.]

[سنة 356 هـ‍.] [وفاة سيف الدولة] ومات سيف الدولة بن عبد الله بن حمدان يوم الجمعة لخمس بقين من صفر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، (وعمره أربع وخمسين سنة) (¬1) [شمسية] (¬2) وسار غلامه تقيّ المقيم بأنطاكية إلى حلب (وأخذ (¬3) تابوت سيف الدولة معه إلى ميّافارقين ليدفن هناك (¬4)، وكان حريمه وولده مقيمين بها) (¬5). ولما خرج تقيّ من أنطاكية اجتمع رأي أهلها على أن لا يمنّوا أحدا من الحمدانيّة من الدخول إليها، وولّوا أمرهم علّوش الكردي (¬6). ... [قدوم محمد بن عيسى من خراسان إلى حلب] وورد إلى حلب رجل من أهل خراسان يسمّى محمد بن عيسى في زهاء خمسة آلاف، قاصدين غزو الروم، وساروا إلى أنطاكية ولقيهم أهلها أجمل لقاء فقويت نفوسهم بهم واتّفق رأي ثلاثة من شيوخ أنطاكية وأماثلها ممن كان البطريرك توسّط أمرهم (¬7) وشفع فيهم عند سيف الدولة وهم (¬8): ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في النسخة (س). (¬2) إضافة من نسختي بترو والبريطانية. (¬3) في نسخة بترو «وأنفذ». (¬4) أنظر: الأعلاق الخطيرة-ج 3 ق 1/ 315. (¬5) ما بين القوسين ليس في النسخة (س). وانظر عن وفاة سيف الدولة في: الأعلاق الخطيرة لابن شدّاد-ج 3 ق 1/ 313 - 315، وزبدة الحلب 1/ 151، وتكملة تاريخ الطبري 197، وتاريخ الزمان 64، والكامل في التاريخ 8/ 580، والبداية والنهاية 11/ 263،264، والعبر 2/ 305،306، ودول الإسلام 1/ 221، ومرآة الجنان 2/ 360 - 364، والنجوم الزاهرة 4/ 16 - 18، ومآثر الإنافة 1/ 308، وتاريخ الأزمنة 65، وشذرات الذهب 3/ 20،21، والمختصر في أخبار البشر 2/ 107، وتاريخ ابن الوردي 1/ 293، ويتيمة الدهر 1/ 15 - 34، والمنتظم 7/ 41، ووفيات الأعيان 3/ 401 - 406، وسير أعلام النبلاء 16/ 187 - 189، والإنباء في تاريخ الخلفاء 177، ونهاية الأرب 26/ 142. (¬6) النص عند كانار-ص 273. (¬7) في النسخة البريطانية «حالهم». (¬8) في النص عند كانار 274 «وهو».

[ابن مانك يقتل بطريرك أنطاكية ويستولي على مخلفاته]

ابن مانك، وابن محمد، وابن دعامة على الإيقاع بخريصطوفورس (¬1) البطريرك، وتألّف العامّة عليه ليوقعوا به، ووقف على ما/96 ب/همّوا به صديق للبطريرك من وجوه المسلمين يعرف بابن أبي عمر، وكشف له ما تحرّكوا (¬2) عليه، وحدّثه به، وأشار عليه أن يأخذ لنفسه (¬3) ويخرج من باب المدينة آخر النّهار، فإنه ما يصبح إلاّ وهو في أعمال حلب، ويكون قد تخلّص ممّا يحاذر (¬4) من أعدائه، فشكره البطريرك على نصيحته إيّاه وأعلمه أنّه ينظر في أمره ويفعل ما يقتضيه الصّواب. [ابن مانك يقتل بطريرك أنطاكية ويستولي على مخلّفاته] واستقرّ رأي البطريرك (على) (¬5) أنه يقصد ابن مانك لثقته (¬6) بما بينهما (¬7) من وكيد المودّة، فأرسله (¬8) البطريرك يسأله الإذن له في المصير إليه واجتماعه به، فأجابه ابن مانك بجواب يحتجّ عليه فيه باشتغاله في وقته ذلك، وأنه إذا تفرّغ أنفذ فأعلمه. ولمّا تصرّم الثلث الأوّل من الليل وافى رسول (من) (¬9) ابن مانك إلى البطريرك يستدعي حضوره إلى داره، فسار إليه ثقة (¬10) منه به ولقيه ابن مانك لقيا جميلا وقال له: ما بالك يا بطريرك (¬11) وأنت واحد من أهل هذه البلد (¬12) ومساكن (¬13) تسيء الرأي فينا وتعمل علينا؟ فقال له البطريرك: وكيف ذلك يا سيّدي؟ فأجابه: لأنّك تكاتب الروم وتستنهضهم إلى قصدنا وتطمعهم فينا، ¬

(¬1) عند كانار «باخرسطفورس». (¬2) في النسخة (س) «عمّا عوّلوا». (¬3) في النسخة البريطانية «انه يأخذ الحذر لنفسه» وكذلك عند كانار. (¬4) في النسخة (ب) «غادر». (¬5) ساقطة من النسخة البريطانية. (¬6) في طبعة المشرق 128 «لثقة»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية، وطبعة كانار. (¬7) في النسخة البريطانية «بينهم». (¬8) عند كانار «فراسله»، وكذلك في النسخة البريطانية. (¬9) ليست عند كانار ولا في النسخة البريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «لثقته». (¬11) في النسخة البريطانية «بطرك». (¬12) في البريطانية «البلدة». (¬13) في النسخة البريطانية، ونسخة بترو، وعند كانار «مساكن لنا».

فحلف له البطريرك إنه ما كاتب الروم قطّ ولا كاتبوه، وسأله عن الدّليل على ما اتّهمه به، فنهض ابن مانك كأنّه يطلب كتابا، واستدعى قوما من الخراسانيين كان أعدّهم للإيقاع بالبطريرك، واستنفرهم عليه (¬1)، فوثبوا عليه بالخناجر (¬2) وأقامه واحد منهم قائما، وضربه آخر بالخنجر فأنفذه في بطنه، فسقط إلى الأرض، ومع سقوطه قطع رأسه وطرح فى أتّون حمّام بجوار (¬3) دار ابن مانك، وحملت جثّته وأخرجت في الوقت من باب المدينة وطرحت في النهر، وذلك في [ليلة الأربعاء] (¬4) ثاني عشرين أيّار سنة ألف ومائتين وثمان وسبعين، وهو لعشر خلون من جمادى الأخرى سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة (¬5). وأنفذ ابن مانك قبل الصبح قوما إلى كنيسة القسيان وقبضوا على ما وجدوه في منزل البطريرك وفي خزانة الكنيسة، وعاقبوا الخازن إلى أن أظهر لهم آنية كانت مستورة، وأخذوا (¬6) الفضّة (والقماش) (¬7) وغيره (¬8)، ولم يتركوا غير النّحاس ومصاحف ليس بكثيرة، وأخذوا إليهم كرسيّ مار بطرس (السليح) (¬9)، وهو كرسيّ من خشب النّخل مصفّح بفضّة، وحفظوه في دار شيخ من شيوخهم يعرف بابن عمر (¬10) ولم يزل في داره إلى أن ملكوا (¬11) الروم المدينة، وبعد ثمانية أيام من قتل البطريرك ظهرت جثّته على جزيرة من ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «إليه». (¬2) في نسخة بترو «بالخناجر طوال معهم». (¬3) في النسخة (س) «في جوار». (¬4) زيادة من النسخة (س). وفي نسخة بترو: «ليلة التي صبحتها يوم الأربعاء». وعند كانار 275 «وذلك في الليلة التي صبحتها من الأربعاء والثاني والعشرون من أيار». (¬5) قارن النص في طبعة أوربا 807 - 809، وطبعة كانار 273 - 276. (¬6) في نسخة بترو «وأخذوها». (¬7) ساقطة من نسخة بترو. (¬8) في النسخة (س) «وأخذوها أيضا». (¬9) زيادة من النسخة (س). (¬10) في النسخة (س) «بابن عامر». (¬11) كذا، والصحيح «ملك».

[أبو المعالي بن سيف الدولة يستولي على حلب]

النهر، فخرج قوم من النّصارى وأخذوها سرّا ودفنوها في الدّير المعروف بارسانا (¬1) خارج (¬2) المدينة. ولبث كرسيّ أنطاكية بعد قتل خريصطورفورس (¬3) بغير بطريرك سنتين وتسعة أشهر. [أبو المعالي بن سيف الدولة يستولي على حلب] ووصل أبو المعالي (¬4) بن سيف الدولة من ميّافارقين إلى حلب واستولى عليها، وعوّل على قرغويه (¬5) الحاجب غلام أبيه على تدبير الأمور (¬6). ... [وفاة معزّ الدولة ابن بويه] [ومات أمير الأمرا معزّ الدولة (¬7) أحمد بن بويه (¬8) الدّيلميّ بمدينة السلام في (¬9) شهر ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، وخوطب [بالإمارة] (¬10) /97 أ/بعده لابنه عزّ الدولة أبي منصور بن بختيار، وقلّد الوزارة للعبّاس بن الحسن الشيرازي] (¬11). ... ¬

(¬1) في النسخة (س): «بارشايا». (¬2) في نسخة بترو «في ظاهر» بدل «خارج». (¬3) في نسختي بترو والبريطانية «خريسطوفورس». (¬4) في نسختي بترو والبريطانية «العلاء». (¬5) في النسخة البريطانية «فرعون». (¬6) أنظر: زبدة الحلب 1/ 155. (¬7) أنظر عنه في: الكامل في التاريخ 8/ 575، وتجارب الأمم 2/ 231،232، وتكملة تاريخ الطبري 193،194، والإنباء في تاريخ الخلفاء 177، والمنتظم 7/ 38،39 رقم 39، والعبر 2/ 303، ودول الإسلام 1/ 221، وتاريخ الزمان 64،65، وتاريخ مختصر الدول 169، والبداية والنهاية 11/ 262،263، وتاريخ ابن الوردي 1/ 292، ومرآة الجنان 2/ 358، ونهاية الأرب 23/ 195، والنجوم الزاهرة 4/ 14،15، وشذرات الذهب، 3/ 18، وتاريخ الأزمنة 65، وتاريخ الخلفاء 401، والمختصر في أخبار البشر 2/ 106، ووفيات الأعيان 1/ 174 - 177، والوافي بالوفيات 6/ 278،279، وسير أعلام النبلاء 16/ 189 - 190 رقم 133. (¬8) في النسخة البريطانية «نوبة». (¬9) في نسختي بترو والبريطانية زيادة بدل «في»: «بيوم الاثنين لثلاث عشر ليلة بقيت من». (¬10) إضافة من نسخة بترو. (¬11) هذه الفقرة بين الحاصرتين ليست في النسخة (س).

[وفاة كافور الإخشيد والخلاف بين الإخشيدية]

[وفاة كافور الإخشيد والخلاف بين الإخشيديّة] ومات كافور (¬1) الإخشيد (¬2) الخصيّ صاحب مصر في (¬3) جماد الأولى من السنة، ونصّب في الإمارة بعده بمصر أبو الفوارس أحمد بن علي الإخشيد، وكان طفلا عمره إحدى عشرة سنة، على أن يخلفه ابن عمّ أبيه الحسن بن عبيد الله بن طغج، وكان يومئذ بالشام، ويكون تدبير الرجال إلى شمول، وتدبير الأموال إلى الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات (¬4) [بن خيران (¬5) وزير كافور] (¬6) وانفرد بتدبير البلد أبو الفضل الوزير، وقبض على جماعة وصادرهم، واضطرب عليه التدبير، وطالبه (¬7) الجند بأرزاقهم، فاستتر دفعة واثنتين، ونهبت داره ودور جماعة من حاشيته، ولم ترض الإخشيديّة أن يكون شمول (¬8) مدبّرا لهم، وصار كلّ واحد منهم يتسمّى بالأمير، وكثر حسد بعضهم لبعضهم، وكتب جماعة منهم ومن وجوه البلد إلى المعزّ لدين الله صاحب المغرب يستدعون منه إنفاذ جيوشه إلى ¬

(¬1) أنظر عنه في: تكملة تاريخ الطبري 197، وكتاب الولاة والقضاة 297، وولاة مصر 314، والكامل في التاريخ 8/ 581، والبيان المغرب 1/ 228، والمختصر في أخبار البشر 2/ 107، وتاريخ ابن الوردي 1/ 292،293، والبداية والنهاية 11/ 264، ودول الإسلام 1/ 221، والعبر 2/ 306، وبدائع الزهور-ج 1 ق 1/ 180، وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس-136، ومرآة الجنان 2/ 366، والنجوم الزاهرة 4/ 1 - 10، وشذرات الذهب 3/ 21،22، وسير أعلام النبلاء 16/ 190 - 193 رقم 134، والمنتظم 7/ 50، 51، والمغرب في حلى المغرب-ج 1 (قسم مصر) 199، وفيات الأعيان 4/ 99 - 105، تاريخ ابن خلدون 4/ 314، وحسن المحاضرة 1/ 597،598، إتعاظ الحنفا 1/ 96. (¬2) في طبعة المشرق «الأخشيذ» والتصحيح من نسخة بترو. (¬3) في نسخة بترو زيادة بدل «في»: «يوم الثلاثاء لعشر بقين من». (¬4) النجوم الزاهرة 4/ 10. (¬5) في نسخة بترو «حيرانه»، وفي النسخة البريطانية «خير الله»، وفي الدرّة المضيّة 120 «ابن حنزابه». (¬6) ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (س). (¬7) في النسخة البريطانية «وطالبوه». (¬8) ويقال «مسمول». (كتاب الولاة والقضاة-ص 607) و «سمول» (النجوم 4/ 21) وما أثبتناه يتفق مع الدرّة المضيّة 122.

[سنة 357 هـ‍.]

مصر ليتسلّمها وضمنوا له المعونة والمساعدة على (¬1) أن يملك البلد بغير حرب ولا قتال (¬2). ... [سنة 357 هـ‍.] [الغلاء والوباء في مصر] واضطربت الأسعار بمصر، وتزايدت أثمان الحبوب والأقوات، واقترن بذلك وباء عظيم [وكان بدؤه من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وأفرطت الشدّة في [سنة] (¬3) سبع [وثمان] (¬4) وخمسين (¬5)، وهلك الضعيف من الناس وأكلوا الميتة والجيف (¬6) وكانوا يسقطون موتى من الجوع (¬7)، وزاد الوباء وكثر الموت (¬8) ولم يلحق دفنهم، وكان يحفر لهم حفرا ويرمى (¬9) فيها عدّة كثيرة ويردم عليهم التراب من غير صلاة ولا غسل ولا كفن، ولم يزل أمرهم على تلك الصورة إلى سنة إحدى وستّين وثلاثمائة، وبعد ذلك انحلّت الأسعار، ولم تزل تنقص إلى أن عادت إلى المعهود. وكان سبب ذلك أنّ النيل لم يزل من سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة إلى سنة سبع وخمسين ناقصا] (¬10). ... ¬

(¬1) في النسخة (س): «إلى». (¬2) النجوم الزاهرة 4/ 21 و 24 و 30، ووفيات الأعيان 1/ 376. (¬3) زيادة من نسخة بترو. (¬4) زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬5) قال المقريزي في «اتعاظ الحنفا 1/ 118»: «ودخل جوهر (مصر) والغلاء شديد، فزاد في أيامه حتى بلغ القمح تسعة أقداح بدينار». (¬6) في نسخة بترو «الجيفة». (¬7) في نسخة بترو زيادة: «واتهتكت المتجمل من الناس». (¬8) في نسخة بترو «الموتى». (¬9) في نسخة بترو «وينزل». (¬10) ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (س). وانظر كتاب الولاة والقضاة 297 وفيه: «ونقص النيل وكثر الغلاء. . واشتدّ حتى أكل الناس الجيف والكلاب». وانظر: ولاة مصر 315، وحسن المحاضرة 2/ 11 وقال ابن الأثير في حوادث سنة 358: «ووقع بها غلاء شديد، حتى بلغ الخبز كل رطل بدرهمين، والحنطة كل ويبة بدينار وسدس مصري». (الكامل 8/ 590).

[البلغر يغيرون على أطراف الروم]

[البلغر يغيرون على أطراف الروم] وكان البلغر (¬1) قد انتهزوا الفرصة بتشاغل نقفور الملك بغزو بلدان المسلمين وأعاثوا في أطراف أعماله، وغاروا على ما يجاورهم من بلدانه، فقصدهم وأنكى (¬2) فيهم، وسالم الرّوس وكانوا حزبا له، ووافقهم (¬3) على غزو البلغر (¬4) والإيقاع بهم، وانتشت العداوة، وشغل بعضهم بحرب بعض، واستظهر الرّوس على البلغر، وكبسوا مدينتهم المسمّاة طلسيرا (¬5) وهي دار ملكهم (¬6) وأخذوها بالأمان، وأخذوا ولدين كانا فيها لصموئيل (¬7) ملك البلغر (¬8). ... [الخراسانيّون يغيرون على أعمال الروم ويعودون بالغنائم] وغزا الخراسانيّون (¬9) الواردون إلى أنطاكيّة في مدّة تشاغل نقفور الملك بحرب البلغر، وقصدوا أعمال الروم، فظفروا وغنموا وأسروا وأتوا (¬10) بالسبي إلى أنطاكية، وانضمّ إليهم جمع كثير من متطوّعة (¬11) المسلمين، وعادوا (¬12) الخراسانيّون إلى بلد الروم واستظهروا استظهارا بيّنا (¬13). ¬

(¬1) في نسخة بترو «البرغل». (¬2) في نسخة بترو «وتكا»، وفي نسخة (ب) «وانكا» وفي طبعة المشرق 130 «ونكى»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬3) في النسخة (س) «ووافقوه». (¬4) في نسخة بترو «الثغر» وفي النسخة البريطانية «البربر». (¬5) في النسخة (س) «طاسيرا»، وفي النسخة البريطانية «طليسرا». (¬6) كانت مدينة «بريسلاف» هي دار الملك للبلغار. (¬7) في نسخة بترو: «الشموئيل» وكذا في (س). (¬8) أنظر Oxford 0591 - 952,062. Ostrogorowski G .-History of the Byzantine State-Trans-Joan Hussey . ris,6981 - 5091,P .855 - 675, Schlumberger .G .-L'Epope?e byzantine a? la Fin du dixie?me sie?cle .-Pa - : الدولة البيزنطية للدكتور العريني 440 - 447. (¬9) في نسخة بترو «البلغر». (¬10) في النسخة (س): «ووافوا». (¬11) في النسخة (ب) «الروم». (¬12) كذا، والصحيح «وعاد». (¬13) تجارب الأمم 2/ 228 بالحاشية نقلا عن تاريخ الإسلام، في حوادث سنة 356 هـ‍:

[الروم يفتكون الأسرى من الخراسانية]

[الروم يفتكّون الأسرى من الخراسانية] وكان نقفور الملك قد رجع من غزاته فأنفذ غلامه بطرس الإصطرطوابدرج (¬1) وهو المعروف بالأصطراباذي (¬2) فلقيهم بناحية اسكندرونة (¬3) وهي بين المصّيصة وأنطاكية/97 ب/وقد عادوا من غزاتهم، فأوقع بهم وقتل صناديدهم، وأسر سلاّر (¬4) العسكر وجماعة منهم، واشتراه الأنطاكيّون بمال جسيم وثياب كثيرة، وبالأسارى الذين كانوا أسروهم متقدّما (¬5)، ولما تخلّص السلاّر ووصل إلى أنطاكية تلقّاه أهلها بالإكرام والتعظيم، وتسلّط رجاله الذين سلموا من القتل على الأنطاكيّين وصاروا يتخطّفون (¬6) أموالهم ورحالاتهم (¬7) عنوة، فاستوحشوا منهم وقاتلوهم وأخرجوهم عن المدينة (¬8). [انسياح نقفور في ديار مضر وبلاد أرّزن وميّافارقين] وفي آخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة خرج نقفور الملك إلى ديار مصر (¬9) ورجع إلى بلاد أرزن (¬10) وميّافارقين، وبلغ إلى كفرتوثا (¬11) وقتل وسبى ¬

= «وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المصّيصة فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفا من الروم وأسروا خلقا وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية ثم عادوا غزوانا». وفي: تاريخ الإسلام-بتحقيقنا- «ثم عادوا غزوا فأصلبوا» -ص 29 (¬1) في النسخة (ب) «الاصطرابدرخ» وفي النسخة البريطانية «الاصطل بدرخ». (¬2) في نسخة بترو «بالاطرابازي» وفي النسخة البريطانية «بالاطراباري». وفي النسخة (س) «بالاطربازي». (¬3) في طبعة المشرق 130 والأصل «اسكندرية» وما أثبتناه عن نسخة بترو، ومن السياق. (¬4) سلاّر العسكر: قائدهم. (¬5) في تاريخ الإسلام أن أبا بكر محمد بن عيسى كان رئيس الخراسانية في هذه الموقعة، ومعه ابن شاكر الطرسوسي، وقد اشترى ابن عيسى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجا كانوا بأنطاكية» (تجارب الأمم (بالحاشية) -2/ 228) وبتحقيقنا-ص 29. (¬6) في النسخة البريطانية «يخطفوا»، وفي النسخة (ب) «وتحفظوا». (¬7) في النسخة البريطانية «ورجالهم»، وفي النسخة (ب) «ورجالاتهم». (¬8) أنظر في ذلك: تاريخ الزمان لابن العبري ص 65. (¬9) كذا في الأصل وطبعة المشرق 130 وليس صحيحا أن نقفور خرج إلى ديار مصر، ولعلّ المراد «ديار مضر». (¬10) في النسخة (ب): «أذرون»، وفي البريطانية «أرزروم». وأرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية (معجم البلدان 1/ 150). (¬11) كفرتوثا: بضم التاء المثنّاة من فوقها، وسكون الواو، وثاء مثلّثة. قرية كبيرة من أعمال-

[نزول نقفور على طرابلس وحصاره عرقة]

من أهل هذه البلاد خلقا عظيما، وانصرف وتوجّه (¬1) إلى الشام، فخافه أبو المعالي [بن سيف الدولة] (¬2) فخرج عن حلب إلى بالس (¬3) واستخلف فيها قرغويه الحاجب، ونزل الملك على أنطاكية [يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة من السنة] (¬4) وأقام [عليها] (¬5) يومين ورحل في اليوم الثالث ونزل على معرّة مصرين (¬6) وآمن أهلها من القتل، وكانت عدّتهم ألف (¬7) ومائتي نفس [نزول نقفور على طرابلس وحصاره عرقة] وسيّرهم إلى بلد الروم، وفتح معرّة النّعمان وحماة وحمص وأخذ منها رأس القدّيس يوحنّا المعمداني (¬8). وسار إلى طرابلس ونزل عليها يوم عيد الأضحى (¬9) وهو العاشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وأقام عليها تلك الليلة، وأحرق ربضها، وحاصر مدينة عرقة (¬10) تسعة أيام، وكان ¬

= الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين. (معجم البلدان 4/ 468). وفي النسخة البريطانية «كفرتوثا». (¬1) في النسخة البريطانية «متوجّها». (¬2) زيادة من النسخة (س). (¬3) في البريطانية «يالس». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س) والبريطانية. (¬5) زيادة من نسخة بترو. (¬6) معرّة مصرين: بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء، ومصرين: بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وراء مكسورة، وهي بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها بينهما نحو خمسة فراسخ. (معجم البلدان 5/ 155). (¬7) كذا، والصحيح «ألفا». وهذا الرقم في زبدة الحلب 1/ 158، وفي النسخة (س) «أربعة آلاف»، وكذلك في تاريخ الإسلام للذهبي (في حاشية تجارب الأمم 2/ 254) وبتحقيقنا-ص 32. (¬8) في النسخة (س): «الابرودرومس»، وفي نسخة بترو «الابروطرومس»، وفي النسخة البريطانية «المعمدان». (¬9) في النسخة البريطانية «الضحى» وهو وهم. (¬10) في طبعة المشرق 131 «عرقا» وما أثبتناه عن نسخة بترو، ومعجم البلدان 4/ 109 وفيه: «عرقة: بكسر أوله، وسكون ثانيه، بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ، وهي آخر عمل دمشق، وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر نحو ميل، وعلى جبلها قلعة لها». -

لها حصن منيع، ففتحه بالسيف وأخذ منه (خلقا) [كثيرا] (¬1) كانوا التجأوا إليه من البلاد المجاورة له، وأخذ منه مالا كثيرا. وكان في الحصن أمير طرابلس [وهو أبو الحسن أحمد بن نحرير الأرغليّ (¬2) لأنّ أهل طرابلس كانوا] (¬3) قد طردوه لجوره، وكان موسرا (¬4) وكان معه ضبنة (¬5) كثيرة ومال (¬6) جزيل، فأسره وأخذ جميع ماله، ورجع إلى بلدان الساحل فأتى عليها، وحصل في ¬

= أقول: اندثرت عرقة في وقت ما من العصر العثماني، وليس بها الآن سوى أطلال من الآثار. (¬1) زيادة من النسخة (ب). (¬2) عند صاحب «العيون والحدائق-ج 4 ق 2/ 144»: «أبو الحسن نحرير غلام الإخشيد المعروف بالأزغلي (بالزين)، وورد ذكره في حوادث سنة 333 هـ‍. جرّده الإخشيد إلى بغداد لخدمة الخليفة فسافر في البحر من مصر. وشهد خلع المتّقي العباسي واعتقاله في السنة المذكورة. (ج 4 ق 2/ 150). وذكر المقريزي في «المقفّى» مجلّد «برتوباشا» اسم أحد الأمراء الإخشيدية ويدعى «نحرير الأزغلي»، وكان ممن تصدّى لجوهر الصقلّي أثناء حملته على مصر، وقتل في شهر شعبان سنة 358 هـ‍. وحملت رأسه إلى المعزّ لدين الله في المغرب. وعندما استقرّ الأمر لجوهر في مصر أنفذ إلى المعزّ هديّة فيها الكثير من الحليّ والجواهر، ومما أنفذه إليه عودين عظيمين كأطول ما يكون من الصواري، كان جوهر قد وجدهما فيما وجد لنحرير الأزغلي، (مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية-د. سهيل زكار-ص 332 و 333 و 337 و 339 - طبعة دار الفكر، بيروت 1973) فلعلّ نحرير هذا والد أحمد والي طرابلس أو أنه هو نفسه أحمد بن نحرير. حيث جاء اسمه مختلفا في المراجع المذكورة. وورد (نحرير الأرغلي) «بالراء» في (إتعاظ الحنفا 1/ 109) وأورد المسبّحي في (أخبار مصر-ص 416) وفاة أبي الحسين بن نحرير الأزغلي يوم الخميس لثمان بقين من شهر بيع الآخر سنة 415 هـ‍، وقال إنه أكبر من بقي من عرفاء الإخشيدية ودفن بالقرافة بمصر مع أبيه وأمه بعد أن كان قبرهما في حجرة بسفح المقطّم. فلعلّ أبا الحسين هذا هو ابن أحمد والي طرابلس أو أحد أحفاده. (وانظر: عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-ص 152). (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (ب). (¬4) في طبعة المشرق 131 «مأسورا»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬5) ضبنة: ضبن الهديّة، كفّها لغة في الضاد، وأضبنه: أزمنه. والشيء جعله في ضبنة، كاضطّبنه وضيّق عليه. (القاموس المحيط). (¬6) في النسخة البريطانية «ضبنة كثير من المال».

[نقفور يصالح أصحاب اللاذقية ويبني حصن بغراس]

يده من السبي ما لا يحصى عدده، وفتح حصن أنطرطوس (¬1) ومرقيّة (¬2) وحصن جبلة (¬3) وصالح أصحاب اللاذقية عليها، وخرّب من القرى ما لا يحصى (¬4)، وعبر بأنطاكية وميّز السبي الذي معه، وأعتق (¬5) عليها من الشيوخ والعجائز زهاء ألف نفس. [نقفور يصالح أصحاب اللاذقية ويبني حصن بغراس] وبنى حصن بغراس (¬6) مقابل أنطاكية في فم الدرب (¬7) ورتّب فيه رئيسا يقال له ميخائيل البرجي، ورسم لسائر أصحاب الأطراف طاعته، ورتّب معه ألف رجل (¬8). [بطرس الخادم يغير على نواحي أنطاكية] ورجع الملك إلى القسطنطينية وأعاد إلى أنطاكية غلامه بطرس ¬

(¬1) فى النسخة (ب) «أرطوطوس». وأنطرطوس: بلد من سواحل بحر الشام، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية، وأول أعمال حمص. قال أبو القاسم الدمشقي: من أعمال طرابلس مطلّة على البحر في شرقيّ عرقة بينهما ثمانية فراسخ. (معجم البلدان 1/ 270). وهي مدينة طرطوس الحالية على الساحل السوري. (¬2) مرقيّة: بفتح أوله وثانيه، وكسر القاف، والياء مشدّدة. قلعة حصينة في سواحل حمص. (معجم البلدان 5/ 109). (¬3) جبلة: بالتحريك: قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية. (معجم البلدان 2/ 105). (¬4) في طبعة المشرق 131 «يحصي» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة (ب) «وعيّن»، وفي النسخة البريطانية «وعيّن عليه». (¬6) في النسخة (ب) «بغاس». وبغراس: مدينة في لحف جبل اللكام، بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ، على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب. (معجم البلدان 1/ 467). وورد في النسخة البريطانية: «بغداص». (¬7) الدرب: يقصد به المضيق ما بين طرسوس وبلاد الروم. (¬8) راجع النص في نسخة كاراتشوفسكي وفاسيليف-ص 815 و 816 - طبعة باريس 1924. وانظر الخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 596، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 201، وزبدة الحلب 1/ 158،159، وذيل تجارب الأمم 3/ 13، وتاريخ الزمان 66، والبداية والنهاية 11/ 268، والمختصر في أخبار البشر 2/ 110، وتاريخ ابن الوردي 1/ 295، والمنتظم 7/ 47، ونهاية الأرب 23/ 196،197، ودول الإسلام 1/ 222، والعبر 2/ 310، ومرآة الجنان 2/ 370،371، وشذرات الذهب 3/ 26. وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (عصر الصراع العربي- البيزنطي) -ج 1/ 254 - 257 - طبعة ثانية-مؤسسة الرسالة ببيروت، ودار الإيمان بطرابلس 1404 هـ‍/1984 م.

[عصيان قرغويه على أبي المعالي بحلب]

الإسطراطوبدرخ (¬1) الخادم، ولمّا وصل إليها دعا (¬2) سائر زروع رساتيقها وأتى عليها، وقوّى حصن بغراس بالرجال، ورتّب في المقاطعات (¬3) عيشلش (¬4) السرياني في جماعة معه يغيرون (¬5) على أنطاكية وما يليها. ... [عصيان قرغويه على أبي المعالي بحلب] وعصى قرغويه الحاجب على أبي المعالي بحلب (¬6) وعاد أبو المعالي إلى ميّافارقين (¬7). ... [ورود القرامطة إلى دمشق وحربهم مع ابن طغج بظاهر الرملة] وورد القرامطة إلى دمشق وأتوا عليها وعلى سائر أعمالها، وساروا إلى الرملة، ولقيهم الحسن بن عبيد الله بن طغج، ووقع بينهم حرب (¬8) عظيمة بظاهر الرملة في [يوم الخميس لاثنتين خلتا من] (¬9) ذي الحجّة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، فانهزم ابن (¬10) عبيد الله من الشام، ودخل إلى مصر [في المحرّم سنة 358] (¬11) واستولت القرامطة على الرملة واستباحوها [يومين] (¬12) وقاطعهم أهلها على مائة وخمسة وعشرين ألف دينار مصرية شروا بها أنفسهم منهم/98 أ/وأخذوا من أعمالهم بشرا كثيرا (¬13). ¬

(¬1) هو المعروف بالطربازي، كما في زبدة الحلب 1/ 161 وهو Pierre Phocas ابن أخي نقفور وابن لاون. (منتخبات سيف الدولة لكانار 421) والاصطراطوبدرخ) Stratopedarque الدولة البيزنطية 420). (¬2) في النسخة البريطانية «رعى». وهو الصواب. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 131 «المقطعات» وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬4) في النسخة (س) «تمسيلس»، وفي النسخة البريطانية «عيسلس الشرياني». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 131 «يعبرون» وما أثبتناه عن النسخة (س). (¬6) في الأصل والمطبوع «بحلبه» وهو وهم. (¬7) أنظر: زبدة الحلب 1/ 160، والكامل في التاريخ 8/ 597،598، والمختصر في أخبار البشر 2/ 110، وتاريخ ابن الوردي 1/ 295. (¬8) في النسخة البريطانية «حروب». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬10) في الأصل، وطبعة المشرق 132 «بن». (¬11) زيادة من نسختي: بترو والبريطانية. (¬12) زيادة من نسخة بترو. (¬13) أنظر عن القرامطة بدمشق والرملة في: تاريخ أخبار القرامطة 57،58 (حوادث سنة-

[ابن طغج يقبض على الوزير ابن حنزابة ثم يطلقه]

[ابن طغج يقبض على الوزير ابن حنزابة ثم يطلقه] وقبض الحسن بن عبيد الله بن طغج على الوزير [أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بن حنزابه (¬1)] بمصر وصادره، وتولّى أبو عبيد الله تدبير البلد [واستوزر ابن الرياحي وأقام ثلاثة أشهر] (¬2) ثم أطلق الوزير أبا الفضل بن حنزابه (¬3) وفوّض إليه تدبير البلد، وعاد ابن عبيد الله إلى الشام (¬4) ... [سنة 358 هـ‍.] [وفاة بطريرك بيت المقدس] [ومات اخرسطوذولا بطريرك بيت المقدس بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر سنة 358 وله في الرياسة سنتين ونصف ودفن في كنيسة مار تاذرس، وصيّر بعده توما بطريركا على بيت المقدس، أقام عشر سنين ومات] (¬5). ¬

= 360 هـ‍)، وعيون الأخبار-السبع السادس 165،166، وذيل تاريخ دمشق 1 و 2، والمختصر في أخبار البشر 2/ 111،112، والبداية والنهاية 11/ 269، والعبر 2/ 314، ودول الإسلام 1/ 222، والدرّة المضيّة 122 (حوادث سنة 358 هـ‍)، واتعاظ الحنفا 1/ 186 - 188 (حوادث سنة 358 هـ‍)، والنجوم الزاهرة 4/ 58. وتاريخ الأسلام بتحقيقنا -ص 41 (¬1) في نسخة بترو «ابن الفضل بن الفرات بن حيرانه». وما بين الحاصرتين زيادة من النسخة البريطانية وفيها «حيرانه» وقد أثبتناها مصحّحة. (¬2) من نسخة بترو. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 132 «حيران». (¬4) أنظر الخبر في: النجوم الزاهرة 4/ 24 وعنه صحّحت النص من الأصل. ففي الأصل وطبعة المشرق 132 «وقبض أبو الحسن بن عبيد الله» وفيه: «وتولّى أبو عبيد الله تدبير البلد». (¬5) الفقرة بين الحاصرتين إضافة من نسختي بترو والبريطانية.

[المعز لدين الله]

[المعزّ لدين الله] [مسير جوهر الصّقلّي إلى مصر] وسيّر المعزّ لدين الله جيوشه من إفريقية إلى مصر مع غلامه [القائد] (¬1) جوهر [يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الآخر] (¬2) سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وأقام في الطريق ثلاثة أشهر، ووصل إلى منية (¬3) الصيّادين من عمل مصر [في شعبان من السنة] (¬4) واضطرب أهل مصر لقدومه، واجتمع رأي الإخشيديّة والكافوريّة على التسليم إليه من غير قتال [ولا حرب] (¬5) بعد أن يؤخذ (¬6) لهم ولأهل البلد الأمان، فخرج إليه قاضي مصر أبو الطّاهر (¬7) محمد بن أحمد [بن محمد] (¬8) وجماعة من شيوخ المدينة وصدورها ولقوه بأحسن قبول (¬9)، وعرّفوه ما تم رأي الجماعة عليه، فأجابهم إلى ما التمسوه، وأخذوا خطّه بذلك، وأوقعوا شهادتهم عليه (¬10) ¬

(¬1) زيادة من النسخة (س). (¬2) زيادة من النسخة (س). (¬3) في النسخة البريطانية «مينا»، وفي طبعة المشرق 132 «مينة». (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) زيادة من النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «يعطى». (¬7) في النسخة (س) «الظاهر»، وفي طبعة المشرق 132 «ظاهر»، والتصويب من كتاب الولاة والقضاة، ورفع الإصر عن قضاة مصر، وهو: أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي. تولّى قضاء مصر في عهد كافور سنة 348 وبقي حتى صرف سنة 366 هـ‍. وتوفي سنة 367 هـ‍. (كتاب الولاة والقضاة 493). (¬8) زيادة من النسخة (س). (¬9) في النسخة البريطانية «فأحسن قبولهم». (¬10) قال ابن زولاق إن الوزير ابن الفرات انتدب أبا جعفر مسلما الحسيني، وأبا إسماعيل الزاهي، وأبا الطاهر الذهلي في جماعة من وجوه البلد للقاء جوهر. (كتاب الولاة والقضاة 584) وفي عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 150 هم: الشريف أبو جعفر مسلم-

[الحرب بن الإخشيدية وجوهر الصقلي]

[الحرب بن الإخشيدية وجوهر الصّقلّي] ورجعوا إلى الفسطاط وأنهوا إليهم ما جرى، فانثنى رأيهم عمّا كانوا عزموا عليه من المسالمة وترك القتال، واتّفقوا على المحاربة وأمّروا عليهم نحرير شويزان (¬1)، وسار بالعسكر إلى الجزيرة (والجيزة) (¬2)، وأنفذ عشاريات (¬3) إلى منية الصيّادين (¬4) ليمنع من يعبر من عسكر جوهر إلى الفسطاط، فاستأمن أكثرهم إليه، وانضوى إليه تبر (¬5) الإخشيدي وابن أبي الأعزّ وساقا إليه عشاريّات أخر، فعاد جماعة من عسكر جوهر من منية الصيّادين، وبلغ ذلك الإخشيديّة فمضوا بجميع العسكر إلى منية شلقان (¬6) بإزائهم [يوم ¬

= بن عبد الله الحسني، والشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد الحسني الرسي، وأبو الطيّب العباس بن أحمد الهاشمي، والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد، وابنه أبو يعلى محمد بن محمد، وأبو بكر محمد بن مهلب، وأبو محمد عمرو بن الحارث المالكي. (¬1) في هامش النسخة (س): «بحر بن»، وفي طبعة المشرق 132 «بحرير سويران» وما أثبتناه عن: عيون الأخبار وفنون الآثار 151 وهو نحرير الأصغر. وفي وفيات الأعيان 1/ 378 «نحرير الشوبزاني». وفي نسخة «الشونيزاني» (حاشية 1) وفي النجوم الزاهرة «ابن الشويزاني» (4/ 30). (¬2) زيادة من النسخة (س). (¬3) عشاريّات: مفردها العشاري أو العشيري، والإسم معرّب، وهو نوع من المراكب يسير في النيل ويجرّ بعشرين مجدافا وينقل البضائع والرجال من ساحل إلى آخر كما يستخدم في الأسطول الحربي لنقل المقاتلة والعتاد. قال ابن منظور: انها من توابع الأسطول، وكان يسار بها في النيل، منها ما كان خاصّا برسم الخليفة في عهد الدولة الفاطمية. (البحرية في مصر الإسلامية وآثارها الباقية-د. سعاد ماهر-ص 356 رقم 97). (¬4) منية الصيّادين: ذكر ابن الجيعان في كتابه التحفة السنّية-ص 146 - طبعة بولاق-أنها من صفقة بشتيل إحدى قرى مركز (إمبابة) وتسمّى اليوم «ميت النصارى» وهي مشتركة في السكن مع ناحيتي أمبوبة وورّاق الحضر بمركز إمبابة. (النجوم الزاهرة-ج 4/ 31 حاشية رقم 1). وفي النسخة البريطانية «مينا». (¬5) في طبعة المشرق 132 «بئر» وكذا في نسخة بترو. وفي اتعاظ الحنفا 1/ 120 و 122 «بشير» و 1/ 128 و 129 «تبر» وهو «تبر» في نسخة أخرى من اتعاظ الحنفا، (أنظر حاشية الصفحتين 120 و 122) وقد تحرّف الاسم إلى «زبير» في عيون الأخبار وفنون الآثار- ص 169، وما أثبتناه عن: اتعاظ الحنفا، وعن الآتي في سياق المؤلّف. (¬6) منية شلقان: تعرف اليوم باسم شلقان، وهي قرية شرقي القناطر الخيرية بمركز قليوب، (النجوم 4/ 31 حاشية 2). وفي النسخة (ب) «سلقان».

[جوهر يدخل مصر وفرار الإخشيدية والكافورية إلى الشام]

الأحد النصف من شعبان] (¬1) ووقع الحرب بها، وقتل جماعة من الإخشيدية [جوهر يدخل مصر وفرار الإخشيدية والكافورية إلى الشام] وانهزم عسكرهم عن آخره إلى مصر عشيّة ذلك اليوم أقبح انهزام. وأقبل (¬2) نحرير شويزان (¬3) إلى داره، فحمل من المال ونفيس المتاع ما أطاق حمله، وخلّف الباقي، وأباح العامّة والرعيّة نهبه، وخرج في الليل إلى الشام هاربا ومعه جماعة من الإخشيديّة والكافوريّة، وأصبح الناس يوم الإثنين من الفزع (¬4) والوجل، (وكثرت الرجفات ونهبت) (¬5) البلد، وقتل (فيه ناسا (¬6) كثيرا) (¬7) وأنفذ الوزير أبو الفضل بن [حنزابة] (¬8) جماعة من غلمانه وأصحاب الشّرط، فداروا البلد وبين أيديهم (¬9) بنود عليها اسم المعزّ لدين الله، ومناد ينادي بالأمان. فلمّا كان يوم الثلاثاء [ثالث عشر لسبع عشرة ليلة خلت من] (¬10) شعبان [سنة ثمان وخمسين وثلثمائة] (¬11) دخل جوهر والعساكر التي معه إلى مصر، وشقّ البلد وسار خارج مضرب (¬12) المضارب حذاء (¬13) جنان كافور، حيث القاهرة اليوم، وكانت يومئذ فضاء خالية صحراء (¬14). ¬

(¬1) زيادة من النسخة (س). (¬2) في النسخة البريطانية «ورجع». (¬3) في طبعة المشرق «بحرير سويران»، وقد سبقت الإشارة إلى التصحيفات الواردة في هذا الاسم. وفي النسخة البريطانية «سويران». (¬4) في النسخة البريطانية «في الفزع». (¬5) في النسخة (س): «وكثرة الارجاف بنهب». (¬6) كذا في الأصل، والصحيح «ناس». (¬7) في النسخة (س): «من فيه على حالة كبيرة». (¬8) في النسخة (س): «جبران» وفي طبعة المشرق 133 «حيران». وقد مرّ التعريف به. وهو في النسخة البريطانية «حيرانة»، وكذلك في نسخة بترو. (¬9) في طبعة المشرق 133 «يديهم»، وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬11) ما بين الحاصرتين ساقط من (س). (¬12) في طبعة المشرق 133 «وشق خارجا وضرب» وما أثبتناه عن النسخة (س) وبترو. (¬13) في النسخة (س) «بجوار». (¬14) في نسخة بترو «سحراء».

[زوال الدولة الإخشيدية]

[زوال الدولة الإخشيدية] وزالت حينئذ دولة الإخشيديّة، وكان ملكهم أربع (¬1) وثلاثين سنة وعشرة أشهر [وأربعة وعشرين يوما] (¬2). ورجع جماعة من الإخشيديّة فاستأمنوا إلى جوهر فقبض على سبعة (¬3) أنفار من وجوههم (¬4)، ووضع يده على جميع نعم الإخشيديّة والكافوريّة. [بناء القاهرة] وأنشأ قصر الخلافة بالقاهرة، وبدأ ببنائه في شهر رمضان من السنة، وتقدّم إلى أصحابه أن يبني كلّ واحد منهم من أحبّ دارا (¬5) ومنزلا، ووضع الناس أيديهم في العمارة بها (¬6). ... [أبو المعالي يقاتل قرغويه بحلب] [وكان قرغويه الحاجب قد عصى على أبي المعالي بحلب فعاد أبو المعالي إلى ميّافارقين سنة 357 ثم عاد إلى] (¬7) حلب في شهر رمضان في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وأقام بها ثلاثة أشهر مقاتلا (¬8) لقرغويه (¬9) /98 ب/الحاجب (¬10). ... ¬

(¬1) كذا، والصحيح «أربعا». (¬2) زيادة من النسخة (س). (¬3) في النسخة (س): «تسعة». (¬4) في عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس-164 تسعة أسماء من وجوه المعتقلين، وفي اتعاظ الحنفا 1/ 121،122 أكثر من ذلك، وهم: الحسن بن عبيد الله بن طغج، وابن غزوان-صاحب القرامطة-وفاتك الهنكري، والحسن بن جابر الرياحي-كاتب الحسن بن عبيد الله بن طغج-ونحرير شويزان، ومفلح الوهباني، ودرّي الخازن، وفرقيك، وقيلغ التركي الكافوري، وأبو منحل، وحكل الإخشيدي، وفرح اليحكمي، ولؤلؤ الطويل، وفنك الطويل الخادم وانظر الملحق في آخر هذا الكتاب. (¬5) في نسخة بترو «أن يبني كل من أحبّ منهم دارا». (¬6) أنظر عن دخول القائد جوهر إلى مصر في: عيون الأخبار وفنون الآثار 145 - 164، واتعاظ الحنفا 1/ 102 - 118، ووفيات الأعيان 1/ 377،378، والنجوم الزاهرة 4/ 30،31، والدرّة المضيّة 121. (¬7) ما بين الحاصرتين ورد في النسخة (ب) على هذا النحو: وسار أبو المعالي من ميافارقين ونزل على». (¬8) في نسخة بترو «مقابلا». (¬9) في النسخة البريطانية «لفرعون». (¬10) زبدة الحلب 1/ 160،163، والكامل في التاريخ 8/ 597،598، والمختصر في أخبار البشر 2/ 110.

[الرغيلي يغتال علوش الكردي ويستولي على أنطاكية]

[الرغيلي يغتال علّوش الكردي ويستولي على أنطاكية] وكان قد ورد من مصر إلى أنطاكية رجل أسود ممّن أفلت من صعاليك الطرسوسيّين (¬1) يعرف بالرغيلي (¬2) في نفر يسير ليغزو بهم إلى أطراف (¬3) الروم، وأقام بها مدّة مع علّوش (¬4) الكردي الذي كان متولّي أمرها، ودخل الزغيلي على علّوش مسلّما عليه واغتاله وقتله، وهرب أصحاب علّوش، وكانوا كثيرين، واستولى الرغيلي على أنطاكية (¬5)، ووافى في الحال بطرس الإسطراطوبدرج (¬6) ومعه عسكر ضخم (¬7)، ونزل على أنطاكية واجتمع إليه ميخائيل البرجي (¬8) المقيم بحصن بغراس (¬9). [استيلاء الروم على أنطاكية] وكانت أنطاكية ضعيفة ممّا تقدّم من الغارات على أعمالها وضجع (¬10) أهلها في حراستها، لأنهم ما كانوا يشعرون أنها تقصد في ذلك الوقت، ولم يتمكّنوا من جمع رجال يصعدون إلى الجبل ليحفظوا السّور (¬11)، فرآه الروم خاليا، فبادروا بالطّلوع إليه، فلم يروا أحدا فيه، واستدعوا إليهم قوما آخرين من أصحابهم. وكان الذين طلعوا إليه ميخائيل البرجي وإسحاق بن بهرام وغلام أسود للبرجي، وملكوا المدينة يوم الخميس ثالث عشر [ليلة خلت من] (¬12) ذي الحجّة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [وهو في اليوم الثامن والعشرون من شهر تشرين الأول سنة 1281 ¬

(¬1) في النسخة (س): «انطرسوس». (¬2) في النسخة (ب): «الرغبلي» وفي نسخة بترو «الزغيلى»، وفي النجوم «الرعيلي». (¬3) في النسخة البريطانية «في أطراف». (¬4) في نسخة بترو «علوس». (¬5) في حوادث سنة 358 هـ‍. قال ابن تغري بردي في النجوم 4/ 26،27: «وفيها استولى الرعيلي على أنطاكية، وهو رجل غير أمير وإنما هو من الشطّار، وانضمّ عليه جماعة فقوي أمره بهم، فجاءت الروم ونزلوا على أنطاكية وأخذوها في ليلة واحدة، وهرب الرعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان ونجوا إلى الشام». وانظر: الدولة البيزنطية 420. (¬6) في النسخة البريطانية «الأسطرابدرخ». (¬7) في النسخة البريطانية «كثير». (¬8) وهو بالفرنسية. Michel Bourtzes (¬9) في نسخة بترو «بغداس». (¬10) كذا، وفي نسخة بترو «وضج». (¬11) في نسخة بترو «الصور». (¬12) زيادة من النسخة (س).

[359 هـ‍.]

للإسكندر] (¬1) وطرح المسلمون النار لتحول (¬2) بينهم وبين الروم، وفتحوا باب البحر، وخرج منه جماعة من أهلها، وأسروا (¬3) الروم جميع من فيها وأطلقوا من كان بها من النصارى، وأقرّوهم فيها. وأفلت ابن مانك [قاتل خرسطوفورس البطريرك] (¬4) وخفي أمره أياما، ولقيه في الطريق (بموضع يعرف بالأقرع) (¬5) عصابة رجال سريان (¬6) ممن كانوا يغزون (¬7) على عمل أنطاكية، فقبضوا عليه، ولمّا عرف أبو المعالي فتح أنطاكية رحل عن حلب إلى حمص وأقام بها [359 هـ‍.] [حصار الروم لحلب وتقرير الصلح مع أهلها] وسار [بطرس] (¬8) الأصطراطوبودرج إلى حلب فتحصّن أهلها في القلعة، ونازل الروم المدينة وحاصروها سبعة وعشرين يوما، وتردّدت المراسلات بينه وبين أهلها، إلى أن تقرّر الأمر على صلح وهدنة مؤبّدة، ومال يحمل في كلّ سنة إلى ملك الروم عن حلب (¬9) وحمص وجميع أعمالها من المدن والقرى، وهو ثلاثة قناطير ذهب عن حقّ الأرض، وسبعة قناطير ذهب عن خراج هذه الأعمال، وعن (¬10) كلّ رجل حالم دينار واحد في السنة، سوى ذوي العاهات، وأن يكون لملك الروم صاحبا مقيما بحلب يستخرج أعشار الأمتعة الواردة إليها من البلاد (¬11) ويرفعه إلى الملك، وكتب بينهم بذلك كتاب وسلّموه إليه شهادة (¬12) على حمل المال، وانصرف عنهم، ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬2) في النسختين: بترو والبيزنطية «لتحيل». (¬3) كذا، والصحيح «وأسر». (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) ما بين القوسين ليس في النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «شريان». (¬7) في النسخة (س): «يغيرون». (¬8) زيادة من النسخة (س). (¬9) في النسخة (س): «حلب وحماة». (¬10) في النسخة البريطانية «من». (¬11) في النسخة (س): «بلد الروم». (¬12) في النسخة (س): «رهائن».

[مقتل ابن مانك وابن محمود وابن دعامة]

وذلك في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (¬1)، [مقتل ابن مانك وابن محمود وابن دعامة] وعاد إلى أنطاكية وأحضر إليه أهل الغارة ابن مانك أسيرهم، فحبسه أياما، ثم أخرجه إلى جسر باب البحر حيث طرحت جثّة البطريرك خريصطوفورس وقطعه بالسيف عضوا عضوا، ورمى بكلّ ناحية منها قطعة، وأمّا ابن (¬2) محمود (¬3) وابن دعامة (¬4) المشاركان له في قتل البطريرك، فإنّهما كانا قد حملا إلى سجن طرسوس وبقيا فيه مدّة طويلة، ومات ابن محمود في الحبس، وبقي ابن (4) دعامة إلى أن ورد إلى أنطاكية ميخائيل البرجي (البطريق) (¬5) فأحضره إلى أنطاكية وثقّله بحجارة وطرحه في النهر. ولمّا فتحت أنطاكية سار ميخائيل البرجي وإسحاق بن بهرام إلى حضرة الملك نقفور مبشّرين له بفتحها، وشكرهما (¬6) في/99 أ/ذلك وأملأ إليهما إحسانه، ثم تنكّر عليهما لفجعته بحريق المدينة وفتحها على تلك السبيل، فحقدا عليه (¬7). ... [الروم يستولون على منازكرد] وفي هذه المدّة أيضا، فتح الروم منازكرد (¬8) من أعمال أرمينية بالسيف، وكانت في أيدي المسلمين، [ازدياد هيبة نقفور لسعة توسّعه في بلاد المسلمين] ولم يشكّ أحد في أنّ نقفور الملك يفتح (¬9) ¬

(¬1) أنظر: زبدة الحلب 1/ 161 - 168، والكامل في التاريخ 8/ 603،604، والمنتظم 7/ 51، وتكملة تاريخ الطبري 203، وتاريخ مختصر الدول 169، ومآثر الإنافة 1/ 306، والمختصر في أخبار البشر 2/ 110،111، وتاريخ ابن الوردي 1/ 295، وتاريخ الزمان 66، والعبر 2/ 312، ودول الإسلام 1/ 222، والبداية والنهاية 11/ 267، ونهاية الأرب 23/ 197،198، وشذرات الذهب 3/ 27. (¬2) في الأصل، وطبعة المشرق 135 «بن» والتصويب من النسخة البريطانية. (¬3) ورد قبل قليل «ابن محمد». (¬4) في النسخة (س) «دغامة». (¬5) زيادة من (س). (¬6) في نسخة بترو: «وخدمهما». (¬7) أنظر: الروم وصلاتهم بالعرب 2/ 42. (¬8) في النسخة البريطانية «مناركرد». (¬9) في النسخة البريطانية «فتح».

جميع الشامات وديار مضر وديار ربيعة وديار بكر وتحصل (¬1) في يديه، وذلك أنه كان قد بنى أمره على قصد (¬2) سواد المدن والقرى التي يمرّها (¬3) فيغزوها ويحرقها ويسبي أهلها ومواشيها، وإذا بلغ وقت الحصاد للزروع (¬4) خرج وأحرق جميع الغلاّت، وترك أهل المدن يموتون جوعا، وكان لا يزال يفعل ذلك بهم سنة بعد سنة إلى أن تدفعهم (¬5) الضرورة إلى تسليم المدن إليه، فملك بذلك الثغور الشامية بأسرها والثغور الجزرية، وقتل من أهلها وسبى ما لا يحيط بعدده (¬6) إلاّ الله تعالى حتى كانت غزواته قد صارت كالنزهة له ولأصحابه لأنه لم يكن يقصد (لهم أحد ولا يخرج بين أيديهم وكان يقصد) (¬7) حيث يشاء ويخرّب [كيف أراد] (¬8) من غير أن يلقاه أحد من المسلمين يدافعه عمّا يريده (¬9). وقصد العرب دفعات فاستظهر عليهم، وأتى على جماعة منهم، فهابوه بعد ذلك وامتنعوا من الدّنوّ منه، فهابه المسلمون أكثر هيبة، ولم يكن يقف بين يديه أحد ولا تحدّ به (¬10) نفسه بأن يجوز له أن يكتب إليه، فضلا عن أن يقاومه (¬11). ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «وحصلت». (¬2) في النسخة (ب): «فقد». (¬3) في النسخة (ب): «يميز ما»، وفي النسخة البريطانية «الذي يغيرها». وفي نسخة بترو «تمرّها». (¬4) في نسخة بترو: «حصاد الزروع». (¬5) في طبعة المشرق 135 «تدعيهم» والتصحيح من النسخة (س). (¬6) في النسخة البريطانية «يحصي عدده بعدده». (¬7) ما بين القوسين ساقط من النسختين بترو والبريطانية. (¬8) زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬9) العبارة في النسخة البريطانية: «المسلمين أو غيرهم ولا يدفعه عمّا يريده دافع ولا مانع». (¬10) في نسخة بترو: «ولا تحذنه»، وفي طبعة المشرق 135 «ولا يجد به». وما أثبتناه عن نسخة (ب) والصحيح: «ولا تحدّثه». (¬11) ليست في النسخة (ب). وانظر: تكملة تاريخ الطبري 204، والكامل في التاريخ 8/ 604،605، ونهاية الأرب 23/ 198، والمختصر في أخبار البشر 2/ 211، والنص في طبعة كاراتشكوفسكي وفاسيليف 825،826، والدولة البيزنطية 426.

[الخلاف بين الملك نقفور وزوجته على ولاية العهد]

وسلّط الروس على بلدان البلغر وملّكهم إيّاها من قبله، حتى صار الجميع من تحت يده، وساس أمره أحسن سياسة وأصوبها. وقد ذكرنا جملا من أخبار غزواته وفتوحه فيما تقدّم من كتابنا هذا. [الخلاف بين الملك نقفور وزوجته على ولاية العهد] فلمّا انتظم (¬1) له التدبير وتمّ له ما أراد قتل. وكان السبب في قتله أنه عزم على أن يغزو ويخلّف أخاه لاون القربلاط (¬2) في القسطنطينيّة نائبا عنه (¬3) ويخلّف الصبيّين باسيل وقسطنطين [ابني رومانس] (¬4) عنده، ولمّا عرفت أمّهما الملكة ثاوفانوا (¬5) ما عزم الملك عليه قالت له: إنّي أتخوّف عليك الحوادث (¬6) ولا أطمأن (¬7) إلى أخيك على ولديّ ولا آمن به، لأنه إذا رأى نفسه منفردا بتدبير الأمر في البلاط أخاف أن يتغلّب على الملك دونهما، ولا سيما وله أولاد، فأعلمها الملك أنه ممّن لا يفعل ذلك، وقد كان أهلا أن يستراب به ولا يطمأنّ إليه، وتردّد الخطاب بينهما في ذلك إلى أن انتهرها وقال لها مغضبا: إنّك الآن تضطّريني إلى أن أخصي الصبيّين وأجعل الملك لأخي. فأمسكت عن معاودته، ثم سألته عمّن يكون بين يديه في سفره، فقال لها: يانس بن الشمشقيق. فأشارت عليه أن يزوّجه ليكون له بالقسطنطينيّة بيت، فذكر أنه كان قد أعرض عليه الزّيجة بأخت الملك نقفور (¬8) (فامتنع من الزواج لأجل ملازمته للحروب) (¬9) فاستأذنته في إحضاره إليها (¬10) ومخاطبته في ذلك، وضمنت لها ¬

(¬1) في النسخة (ب): «انضم»، وفي نسخة بترو «انتضم». (¬2) كان ليوفوكاس، أخ نقفور، وزميله في السلاح، قد تقرّر تعيينه دمستقا. (¬3) في النسخة (س) والبريطانية زيادة: «لأن أباه كان قد مات». (¬4) زيادة من النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة البريطانية «ثاوفاني». (¬6) في النسخة البريطانية «من الحوادث». (¬7) كذا، والصحيح «أطمئن». (¬8) في النسخة (س) زيادة: «فاباها». (¬9) ما بين القوسين ليس في نسخة بترو، وفيها فقط: «فاتاها». (¬10) في نسخة بترو: «احضارها إياه».

أنّها تتلطّف به إلى أن يجيب إلى الزّيجة ويتمّمها قبل مسيره، فاستصوب الملك رأيها واستدعى يانس بن الشمشقيق وتقدّم إليه بالمضيّ إلى حضرة الملكة فانفردت به وكشفت له ما في نفسها من الخوف على ولديها من لاون أخي الملك، /99 ب/ (فتلطّفها إلى أن وصل إليها) (¬1) والتمست منه حيلة (¬2) أن يساعدها على قتل نقفور الملك، وضمنت له أنّها تتزوّجه وتنصّبه في الملك مع ولديها عوضا منه، فأجابها إلى ما التمسته منه واستحلفته عليه، وحلفت له، وسارت (¬3) إلى الملك وقالت له: إنّي قد قرّرت معه [أمر الزواج] (¬4) وقد مضى ليستعدّ للعرس (¬5). فسرّ الملك بذلك، وحصّلت عندها بعد أيام يسيرة سرّا من الملك ثمانية نفر من أهل المملكة تثق بهم ميخائيل البرجي وإسحاق بن بهرام اللذان تولّيا فتح أنطاكية [لأنهما كانا حاقدان (¬6) على الملك] (¬7) فأصعدت في الليل ابن الشمشقيق مع غلام له من طاقة في البلاط على البحر، وأوصلتهم (¬8) إلى الملك في نصف الليل وهو في مرقده، فقتلوه ليلة السبت حادي عشر من كانون الأول سنة ألف ومائتين وإحدى وثمانين للإسكندر، وهو لليلتين بقيتا من المحرّم سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. وكانت مدّة ملك نقفور ستّ سنين وأربع (¬9) أشهر [وستة وعشرين يوما] (¬10) ودعي لابن الشمشقيق بالملك في تلك الليلة، وأصبح ورتّب الناس وأبقى من يومه لثاوفانوا الملكة أمّ باسيل وقسطنطين. وحضر ¬

(¬1) ساقطة من النسخة البريطانية. وفي نسخة بترو زيادة: «وانها متحدرة أن يتم عليهما حيلة». (¬2) في النسخة البريطانية: «الحيلة». (¬3) في نسخة بترو: «وصارت». (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) في نسخة بترو: «العرس». (¬6) كذا، والصحيح «حاقدين». (¬7) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (س). (¬8) كذا، والصحيح «أوصلتهما». (¬9) كذا، والصحيح «وأربعة». وفي النسخة (س): «وثلاثة». (¬10) زيادة من النسخة (س).

[الملكة تدبر مقتل الملك نقفور]

[إلى الكنيسة] (¬1) بوليفكطس (¬2) [البطريرك] (¬3) وقال له: لم غدوت بالملكة وقد أجمع (¬4) الناس أن الملك لولديها؟ فقال: أنا عبدهما وأخدم بين أيديهما إلى أن يشتدّا ويصلحا للقيام بأمّتهما (¬5) كما وافقتها، وأمّا الملكة فما كنت بالذي أتركها معي في البلاط لأنّني أتخوّف أن تعمل معي كما فعلت بنقفور، [الملكة تدبّر مقتل الملك نقفور] فأعلمه البطريرك أنّ البلاط محتاج إلى ملكة تكون فيه، وأن تكون ثقة على الملكين (¬6)، فاتّفق الرأي على أن يتزوّج (¬7) ثاوذورة (¬8) عمّة الصّبيّين، وشرط لها وله أنّه متى ما جاءها ولد يكون ملكا بعد الصبيّين، وحلف بعضهم لبعض على ذلك، ودعي لها معه بالملك، وتمّت الزّيجة في ذلك اليوم، وسلّم البلاط إليها [وذلك في خمس وعشرين سنة من خلافة المطيع وهي سنة 359] (¬9) وقبض يانس (¬10) بن الشمشقيق في الليلة التي قتل فيها نقفور على لاون القربلاط أخي نقفور ونفاه، وبعد مدّة من نفيه في أحد غزوات يانس ابن الشمشقيق وغيبته عن القسطنطينية تحيّل لاون إلى أن دخل إلى المدينة سرّا، وحصل في البلاط متنكّرا مع قوم آخرين بموافقة جرت بينهم وبينه طمعا بأن يستولي على البلاط ويملك، فانكشف أمره [وظفر به في ليلته] (¬11) وقبضت عليه ثاوذوره الملكة وكحّلته (¬12)، ولم تزل ثاوفانوا أمّ ¬

(¬1) زيادة من النسخة: (س). وفي نسخة بترو: «وحضر البيعة». (¬2) في نسخة بترو «بالغاطس». (¬3) زيادة من النسخة البريطانية و (س). (¬4) في نسخة بترو: «اجتمع»، وفي النسخة البريطانية «اجتمعوا». (¬5) في نسخة بترو والبريطانية «بأمرهما». (¬6) في النسخة (س) زيادة: «نسأل أن ينظر من الأهل لمن يصلح لذلك ويوثق بها عليهما فيتزوّج بها». (¬7) في النسخة البريطانية: «تزوّج». (¬8) في النسخة البريطانية «ثاودورة». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «يانيس». (¬11) زيادة من النسخة (س). (¬12) كحّلته: أي أفقدته بصره.

[يانس بن الشمشقيق يتولى عرش الروم والقبض على لاون أخي نقفور بعد نفيه]

باسيل وقسطنطين في النفي (¬1) إلى أن مات ابن الشمشقيق، فأعادها باسيل إلى مستقرّها (¬2) [من حضرته] (¬3). [يانس بن الشمشقيق يتولّى عرش الروم والقبض على لاون أخي نقفور بعد نفيه] ولمّا ملك يانيس بن الشمشقيق (¬4) عصى عليه بردس بن لاون القربلاط وهو ابن أخي نقفور الملك، واجتمع إليه خلق كثيرون، ونزل بقرب القسطنطينية، فجرّد (¬5) إليه يانس الملك، وأرسل إليه بردس السقلاروس (¬6) في جيوش ضخمة فهزمه، والتجأ إلى بعض الحصون، فأخذه السقلاروس من الحصن بعد أن أخذ له الأمان من الملك، ولمّا أن حصل بحضرة الملك أنفاه وامرأته وأخاه (¬7) إلى أحد الجزائر، ولم يزل منفيّا مدّة ملك ابن الشمشقيق إلى أن أخرجه باسيل الملك فاصطنعه (¬8). وفي السنة الأولى من ملك يوحنّا (¬9) ابن الشمشقيق [وهي سنة 359] (¬10) صيّر راهب يسمّى ثاودورس (¬11) بطريركا على أنطاكية يوم الأحد ثالث وعشرين ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «المنفى». (¬2) أنظر عن قتل نقفور في: الكامل في التاريخ 8/ 606 - 608، والمنتظم 7/ 51، والعبر 2/ 312،313، ودول الإسلام 1/ 222، والمختصر في أخبار البشر 2/ 111، ونهاية الأرب 23/ 198 - 199، والبداية والنهاية 11/ 268،269، وتاريخ الزمان 66،67، وتاريخ ابن الوردي 1/ 295، والنجوم الزاهرة 4/ 55، وشذرات الذهب 3/ 27،28، والدرّة المضيّة 131. (¬3) زيادة من نسخة بترو. (¬4) هو: حنا أو يوحنا شمشقيق، ويقال: شميشق، وسميسق، وشميشيق. وهو عند البيزنطيين: تزيمسكس، وهو قريب من الصيغة الأرمنية) Chemshkik Chemshgig الدولة البيزنطية- حاشية-ص 450). (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 137 «فجرى». وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬6) في النسخة البريطانية «السقلاريوس». (¬7) في النسخة (س): «ولامرأته وأخيه»، وفي طبعة المشرق 137 «بحضرة الملك أنفاه إلى أحد. .». (¬8) أنظر: الروم وصلاتهم بالعرب 2/ 44،45، الدولة البيزنطية 450،451. (¬9) في النسخة البريطانية: «يانيس». (¬10) زيادة من نسخة بترو. (¬11) في النسخة البريطانية «ثيوذورس».

كانون الثاني سنة ألف ومائتين وإحدى وثمانين للإسكندر، وهو لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، ولمّا وصل إليها (¬1) خرج إلى كنيسة أرشايا (¬2)، وحمل جسد القدّيس خريسطوفورس البطريرك (الشهيد إلى كنيسة) (¬3) القسيان (¬4) وأقام في الرئاسة ستّ سنين وأربعة أشهر وخمسة أيام وتوفّي (¬5). /100 أ/ [وفي السنة الثانية من ملكه سيّر باسيل بطريركا على القسطنطينية أقام ثلاث سنين وشهرا واحدا ونفي، وفي السنة الخامسة من ملكه صيّر أنطونيوس بطريركا على القسطنطينية بدلا من باسيل، فأقام أربع سنين وشهرا واحدا] (¬6). واتّصل بابن الشمشقيق أنّ الروس الذين كان نقفور [ووافقهم على غزو البرغل] (¬7) سالمهم معوّلون على قصده ومحاربته والمطالبة بثأر (¬8) نقفور، فبادرهم ابن الشمشقيق (وتوجّه نحوهم) (¬9) وحاصرهم في مدينة طايسيرا (¬10)، وأقام منازلا لها مدّة ثلاث سنين، فسأل ملك الروس لابن الشمشقيق أن يؤمّنه ويفسح له ولمن معه في الخروج عن المدينة والعودة إلى بلادهم، فأجابهم إلى ذلك وتسلّم منه (¬11) المدينة وما يليها من الحصون، لأنّ هذه المدينة كان أخذها الرّوس من البلغر، وتسلّم منه ولدي صموئيل ¬

(¬1) في نسخة بترو «إلى أنطاكية». (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «ارسانا». (¬3) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬4) في النسخة البريطانية «القسان». (¬5) في النسخة البريطانية «ومات» وانظر عنه في: الدولة البيزنطية 455. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) في نسخة بترو «بتاء» وفي طبعة المشرق 138 «باثار» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬9) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية. (¬10) في النسخة البريطانية «صايسيرا» وبها زيادة: «التي افتتحها الروس من البلغر»، وهي مدينة «سيليسترا» وقد مرت «طلسيرا» -ص 123. (¬11) في نسخة بترو «منهم».

[جعفر بن فلاح يفتح الرملة ودمشق]

ملك البلغر اللّذين كانا عنده، وولّى على الحصون (ولاة) (¬1) من قبله، وعاد إلى القسطنطينية (¬2). ... [جعفر بن فلاح يفتح الرملة ودمشق] وأمّا جوهر فسيّر جعفر بن فلاح من مصر إلى الشام في جيش عظيم في (صفر) (¬3) سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وفتح الرملة [في شهر ربيع الآخر] (¬4) وأسر منها [الحسن بن عبيد (¬5) الله و] (¬6) جماعة من الإخشيديّة [وأنفذهم إلى مصر، فاعتقلوا مدّة، ثم حملوا إلى حضرة المعزّ لدين الله بالمغرب، فعفى عنهم] (¬7). وسار ابن فلاح إلى دمشق وفتحها. [سنة 360 هـ‍.] [صرف العباس بن الحسن الشيرازي عن الوزارة وعودته] وصرف عن الوزارة ببغداد العباس بن الحسن (¬8) الشيرازي وتقلّدها ¬

(¬1) ساقطة من النسخة (ب). (¬2) أنظر تفاصيل حرب ابن الشمشقيق مع الروس في، 121, Ostrogorowski-262 Schlumberger L'Epope?e,I .P .011 - : الروم وصلاتهم بالعرب 2/ 47، الدولة البيزنطية 464 - 467. (¬3) زيادة من النسخة (س). (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬5) في النسخة البريطانية «عبد». (¬6) ما بين الحاصرتين ليس في (س). (¬7) ما بين الحاصرتين ليس في (س). والخبر في: ذيل تاريخ دمشق 1، والدرّة المضيّة 123، والكامل في التاريخ 8/ 591، واتعاظ الحنفا 1/ 120، والبداية والنهاية 11/ 266، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 166، والنجوم الزاهرة 4/ 23. (¬8) كذا في نسخة بترو، والصحيح «الحسين» وهو: أبو الفضل العباس بن الحسين الشيرازي المولود بشيراز سنة 303 هـ‍. وورد مع معزّ الدولة بغداد وناب عن الوزير المهلّبي، ثم استوزر سنة 357 وعزل في السنة نفسها ثم أعيد سنة 360 وقبض عليه في أواخر سنة 362 ومات. (أنظر عنه: المنتظم 7/ 73، وتجارب الأمم 2/ 181 و 185 و 186 و 235 - 237 و 240 - 242 و 245 - 247 و 259 - 260 و 292 - 293 و 306 - 313، والكامل في التاريخ 8/ 547 و 573 و 576، والوافي بالوفيات 16/ 659 رقم 709 و 16/ 663 رقم 717 والبداية والنهاية 11/ 278، والعبر 2/ 295، وسير أعلام النبلاء 16/ 222،223 رقم 156 و 16/ 309، والنجوم الزاهرة 4/ 68،69، وتكملة تاريخ الطبري 204، وشذرات الذهب 3/ 39. وتاريخ الإسلام (351 - 380 هـ‍.) بتحقيقنا-ص 307

[سنة 359 هـ‍.]

محمد بن ضيامحس (¬1) يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخر من سنة 359 وقبض عليه وصودر، وقلّد الوزارة العباس بن الحسن الشيرازي دفعة ثانية ليلة (¬2) بقيت من رجب سنة 360] (¬3). ... [سنة 359 هـ‍.] [حركة تبر الإخشيدي والقبض عليه في البحر وقتله] [وفي شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة سار تبر (¬4) الإخشيديّ بناحية الأرض السفلى من عمل مصر (¬5)، فحشد وكبس الفرما (¬6) وأخذ واليها ونهب ماله، وملك الأرض السفلى، وسيّر إليه جوهر الجيوش من مصر. وسار تبر حتى بلغ صهرجت (¬7) [فوافته العساكر بها انهزم تبر ونهبت صهرجت وافتقر (¬8) (الا) جماعة من الناس بها] (¬9). ومضى هاربا وركب البحر يريد بلد الروم، فخرج عليه إنسان من أهل صور يعرف بابن أبان في جماعة، وأخذه ¬

(¬1) كذا في نسخة بترو، والصحيح: «ابن فسانجس». وهو: أبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس، ولد بشيراز سنة 303 وورد مع معز الدولة سنة 308 وجاء إلى بغداد وتولّى الزمام على الوزير المهلّبي، إلى أن تولّى الوزارة ثم عزل بالشيرازي، وتوفي سنة 370 هـ‍. (أنظر عنه في: الكامل في التاريخ 9/ 9، وسير أعلام النبلاء 16/ 308،309 رقم 217، والوافي بالوفيات 3/ 198، ومعجم الأدباء 3/ 251، وتكملة تاريخ الطبري 168 و 179 و 183 - 185 و 187 و 190 و 192 و 204 و 205 و 208 و 231، وذيل تاريخ دمشق 1 و 64 - 66، وتجارب الأمم 2/ 234 و 237 و 240 و 241 و 260 - 269. (¬2) كذا، والصحيح «لليلة». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة البريطانية ونسخة بترو. وانظر الخبر في: تجارب الأمم 2/ 264 و 269 و 283، وتكملة تاريخ الطبري 204 و 208. (¬4) سبق الإشارة إلى التحريف والتصحيف الذي لحق بهذا الاسم حيث ورد: بئر، وبشير، وزبير. (¬5) يراد بالأرض السفلى من عمل مصر: شماليّ مصر الذي يعرف بالوجه البحري. ويقابله: مصر العليا، أي الجنوبية عند أسوان وبلاد النوبة. (¬6) الفرما: بالتحريك. مدينة على الساحل من ناحية مصر شرقيّ تنّيس قرب قطية بين العريش والفسطاط على يمين القاصد لمصر. (معجم البلدان 4/ 255 و 256). (¬7) صهرجت: قريتان بمصر متاخمتان لمنية غمر شماليّ القاهرة، على شعبة النيل، بينها وبين بنها ثمانية أميال. (معجم البلدان 3/ 436). (¬8) في نسختي بترو والبريطانية: «وافتر فتقر». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية.

[سنة 360 هـ‍.]

وحمله إلى ابن فلاح بالشام، وسيّر به إلى جوهر بمصر، فأشهر بها [في شوال من السنة] (¬1) وسجن ثمانية أشهر، ومات في السجن، وسلخ ميتا، وصلب عند المنظر بين مصر والقاهرة] (¬2). [سنة 360 هـ‍.] [فتّوح غلام ابن فلاح يحاصر أنطاكية] وسيّر جعفر بن فلاح من دمشق عسكرا عظيما مع فتّوح غلامه إلى ¬

(¬1) زيادة من نسخة بترو. (¬2) ما بين الحاصرتين من أول الفقرة: «وفي شعبان سنة تسع». حتى هنا، ليس في النسخة (س). والخبر في: إتعاظ الحنفا 1/ 122 باسم «بشير الإخشيدي»، و 128 وباسم «تبر» و 129 باسم «تبر القائد أبو الحسن». وانظر المقفّى، للمقريزي أيضا-تحقيق محمد اليعلاوي- ص 217. وقد فصّل الداعي إدريس عماد الدين القرشي حركة «تبر» ويسمّيه «زبير» في (عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس) بما نصّه: «وثار زبير الإخشيدي في شهر شعبان من هذه السنة (أي سنة 359 هـ‍) بناحية من نواحي مصر، وحشد وكبس القرماء (كذا، والصحيح: الفرما) فأخذ واليها من قبل جوهر، وعاد للمطيع العبّاسي، وكتب اسمه على بنوده، فأرسل له القائد جوهر الشريف أبا القاسم يحيى الحسيني ونهاده وعوّذه، فلم يقبل، وأبى إلاّ تماديا وإصرارا على الفساد، والبغي، والعناد، والغيّ. وكان مع زبير الشريف أبي القاسم العلوي الأفطسي، فأنفذ القائد بالعساكر برّا وبحرا، وكان زبير قد كبس صهرجت وانتهبها، فأمر القائد جوهر بنهب دوره بمصر، وقبض على صهره علي بن نصر السرّاج، وأخذ منه له ودائعا، وشفع به مسلم بن عبد الله الحسيني، فأطلقه القائد إكراما له، ثم إن زبيرا عاد وانتهب عساكر القائد جوهر بصهرجت فانهزم، وتبعته العساكر، وقتلوا كثيرا من أتباعه، ومضى على وجهه إلى تنيس، (ووردت: «تينس» خطأ) وركب البحر المالح يريد الشام، ومنها إلى بلد الروم، وأخذ الزبير بنودا فأدخلت إلى مدينة مصر منكّسة، وأنفذ القائد جوهر أسطولا بالرجال والسلاح في طلب زبير، وكان قد أخذ من دمياط جماعة من المغاربة ليقتلهم، فمنعه منهم أهل دمياط وحاربوه، فتوجّه في البحر يريد الحمّام، فأخذ في الحمّام هو وجماعة من أتباعه وغلمانه، وقيّدوا. وورد الخبر إلى القائد بذلك، فولّى جوهر القائد أعمال زبير رجلا يسمّى إبراهيم بن أحمد». «وفي أربع عشرة خلت من شهر شوّال وافى زبيرا أسير مع الموكّلين به، واجتمع الناس لإشهاره والنظر إليه، وهو على جمل ومعه جماعة من أتباعه، وأحضر إلى مقام القائد وعنده القاضي أبو طاهر والوزير أبو الفضل، فقال القائد لزبير: أيّ شيء حملك على الخلاف على أمير المؤمنين؟ قال: هذا عمل هذا-وأشار إلى غلام يدعى نجيب-، فقال نجيب: لا والله مالي في هذا شيء، فما زالوا فيه إلى سنة ستين في شهر ربيع الآخر وهلك زبير». (ص 169 - 171).

[زلزلة أنطاكية]

أنطاكية في سنة ستّين وثلاثمائة، ونازلها خمسة أشهر، ولم يتمّ له فيها شيء ولا حيلة. وكان يومئذ يانس (¬1) بن الشمشقيق غازيا في البلغرية (¬2). [زلزلة أنطاكية] وتوجّه الأغثم (¬3) القرمطيّ (¬4) إلى الشام، فأنفذ ابن فلاح واستدعى فتّوح والعسكر (الذي) (¬5) معه ليقوى به على القرمطي، فانصرفوا عن أنطاكية بعد أن عظم استضرار أهلها بحصاره لها. وبعد منصرفه حدث بأنطاكية زلزلة، فسقطت (¬6) قطعة كبيرة من سورها (¬7)، وأنفذ الملك يانيس بن الشمشقيق لميخائيل (¬8) البرجي في اثني عشر (آلاف) (¬9) بنّاء وفاعل، وبنى ما سقط من السّور وردّه إلى مثل ما كان عليه (¬10). [سنة 361 هـ‍.] [القرمطيّ يستولي على دمشق ويهزم ابن فلاح] [ووافى الأغثم القرمطيّ إلى دمشق، والتقاه جعفر بن فلاح، ووقع القتال بينهم، وانهزم بن فلاح، واستولى القرمطيّ، ثم سار إلى مصر، ونزل بعين شمس، [الحرب بين القرامطة والمغاربة خارج القاهرة] وخرجت إليه العساكر، وانتشبت (¬11) الحرب بينهم خارج القاهرة، [يوم الجمعة مستهل ربيع الأول من 361] (¬12) وقتل من المغاربة ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «يانيس». (¬2) الخبر في: إتعاظ الحنفا 1/ 126، والدرّة المضيّة 132،133، وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس 171،172، والدولة البيزنطية 473، والروم وصلاتهم بالعرب 2/ 48. (¬3) في طبعة المشرق 139 «الأعشم»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. وهو: أبو طاهر الحسن بن أحمد الأغمشي، كما في (عيون الأخبار وفنون الآثار 181) ويعرف بالحسن الأعصم. وفي اتعاظ الحنفا 1/ 130 «الأعسم». (¬4) تأسّست دولة القرامطة في بلاد البحرين سنة 286 هـ‍. واستطاعت أن تبسط نفوذها على كثير من أنحاء الجزيرة العربية، ووصلت قوّاتهم إلى الشام بقيادة الحسن القرمطيّ. (¬5) ساقطة من البريطانية. (¬6) في البريطانية «فأسقطت». (¬7) في نسخة بترو «صورها». (¬8) في نسخة بترو «ميخائيل». (¬9) كذا، وهي ساقطة من (ب). (¬10) خبر حدوث الزلزلة بأنطاكية لم يرد في المصادر التي تحدّثت عن الحملة إلى أنطاكية وانفرد به المؤلّف هنا. (¬11) في نسخة بترو «وانتشت» وهو تحريف. (¬12) زيادة من نسخة بترو.

[انهزام القرامطة إلى الرملة]

عدّة متوافرة [انهزام القرامطة إلى الرملة] ووقع [بينهم] (¬1) وقعة ثانية [يوم الأحد لثلاث خلون من الشهر بعينه] (¬2)، وانهزم القرمطيّ عند مغيب الشمس، ونهبت المغاربة سواده، وسار إلى الرملة (¬3). [القبض على بقيّة الإخشيدية والكافورية بمصر] ونادى جوهر بمصر فيمن بقي من الإخشيديّة (¬4) والكافوريّة أن يجتمعوا [يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر من السنة ذاتها] (¬5) فاجتمع منهم زهاء ألف غلام، وقبض عليهم وقيّدهم وحبسهم في حبس كان أعدّه لهم. [القرامطة يهزمون المغاربة ويقيمون بالرملة] وكان جوهر قد سيّر إلى الشام بعد انهزام القرمطيّ إبراهيم (¬6) بن أخيه في عسكر ضخم/100 ب/فلقيه وتحارب العسكران، وانهزم المغاربة عن آخرهم ودخلوا إلى مصر في شهر رمضان (سنة إحدى) (¬7) وستين وثلاثمائة، وكثر (¬8) ما يحمل ثقلهم ورحالاتهم البقر لعوزهم الدّوابّ، وأقام القرمطيّ بالرملة] (¬9). ¬

(¬1) زيادة من النسخة البريطانية. (¬2) زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬3) أنظر الخبر في: عيون الأخبار وفنون الآثار 181 - 184، واتعاظ الحنفا 1/ 127 و 129، 130، والدرّة المضيّة 134 - 136 و 143، والنجوم الزاهرة 4/ 58، ودول الإسلام 1/ 222، والعبر 2/ 314، و 315، ومرآة الجنان 2/ 372، والبداية والنهاية 11/ 269، وتاريخ أخبار القرامطة 57 - 59، والمختصر في أخبار البشر 2/ 111،112، وتاريخ ابن الوردي 1/ 296، وشذرات الذهب 3/ 29، ووفيات الأعيان 1/ 361، والبيان المغرب 1/ 228. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق «الإخشيد». وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين من النسخة البريطانية. والخبر انفرد به المؤلّف. (¬6) كذا، والصحيح «ابن» كما في النسخة البريطانية. (¬7) زيادة من البريطانية. (¬8) في البريطانية «وأكثر». (¬9) العبارة من: «ووافى الأعشم» حتى هنا ليس في النسخة (س). والخبر في: عيون الأخبار وفنون الآثار 184، والدرّة المضيّة 143 وفيه أنّ جوهرا أنفذ إبراهيم ابن أخته. وما في عيون الأخبار يتّفق مع ما أثبته المؤلّف.

[سنة 362 هـ‍.]

[سنة 362 هـ‍.] [دخول المعزّ إلى القاهرة] وسار المعزّ لدين الله من مدينة القيروان قاصدا إلى مصر في [يوم الخميس لخمس خلون من] (¬1) شهر صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ووصل إلى مصر يوم الثلاثاء] (¬2) في سابع شهر رمضان من السنة، ودخلها واستوطنها وجعلها دار ملكه، وأطلق جميع الإخشيديّة والكافوريّة الذين اعتقلهم جوهر، وخلّى سبيلهم (¬3). ... [غزوة ابن الشمشقيق إلى بلاد الشام] ولمّا عاد ابن الشمشقيق من البلغرية غزا إلى بلاد الشام (¬4) وعبر الفرات بناحية ملطية [في ذي الحجّة سنة 361] (¬5) وسار إلى ديار ربيعة في جيش ضخم، ودخل نصيبين [يوم السبت مستهلّ المحرّم سنة 362] (¬6) [وقوع الدومستيقس في الأسر] وقتل وسبى وأحرق وأقام بنصيبين إلى أن تقرّر الحال بينه وبين أبي تغلب بن ناصر الدولة بن الحسن بن عبيد الله (¬7) بن حمدان على هدنة ومال يحمل إليه في كل سنة، وتعجّل (¬8) منه مال سنة (¬9). وسار إلى قرب ميّافارقين والتمس أن تسلّم إليه، فلم يتمّ له ما أراده من ذلك، فانصرف وخلّف غلاما له دومستيقا (¬10) على المشرق في بطن هنزيط (¬11) فسار بعد انصراف الملك من ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬2) زيادة من (س). (¬3) الخبر في اتعاظ الحنفا 1/ 137. (¬4) في النسخة البريطانية «الإسلام». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والنسخة البريطانية. (¬7) في النسخة البريطانية «عبد الله». (¬8) في النسخة البريطانية «يعجّل». (¬9) أنظر تكملة تاريخ الطبري 210، والكامل في التاريخ 8/ 618، والمختصر في أخبار البشر 2/ 112، والمنتظم 7/ 59،60، وتاريخ الزمان 67، ونهاية الأرب 23/ 200، والدرّة المضيّة 157، والعبر 2/ 325، ودول الإسلام 1/ 223، وتاريخ ابن الوردي 1/ 296، والبداية والنهاية 11/ 271، ومآثر الإنافة 1/ 306، وشذرات الذهب 3/ 39، وتاريخ الأزمنة 67. (¬10) دومستيق-دمستق: مصطلح بيزنطي Domesticus بمعنى القائد. (¬11) في البريطانية «بطرهيزيط» وفي (س) «هزيط» وفي طبعة المشرق 140 «هنريط». وما أثبتناه عن (معجم البلدان 5/ 418).

[اضطراب بغداد ومهاجمة دار السلطان]

هذه النواحي (ونزل على آمد) (¬1) ووقع بينه وبين المسلمين وقعة عظيمة في سنة (¬2) اثنين وستّين وثلاثمائة، وقتل في الوقعة عدد كثير من الفريقين، واستؤسر الدّومستيقس وجماعة معه، وغنم المسلمون غنائم جليلة من السلاح والعدد، وبقي الدّمستيقس في الأسر في أيدي أبي تغلب إلى أن مات في [جمادى الأخرى] (¬3) سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة (¬4). [اضطراب بغداد ومهاجمة دار السلطان] ولمّا جرى على نصيبين ما جرى من الروم قلق أهل الموصل وعوّلوا على الانحدار إلى بغداد (فمنهم أبو تغلب (¬5) بن حمدان، وورد الخبر بذلك إلى بغداد) (¬6) واضطرب أهلها اضطرابا عظيما، وثار العامّة، وساروا إلى دار السلطان بالمصاحف المنشورة وضجّوا، ثم هجموا عليها (¬7) وجرّدوا الحديد في دار السلطان، وراموا الوصول إليه، وهمّوا على تلك الحالة، فأمر بإخراجهم ودفعهم، ورموا بالنشّاب، وانصرفوا بعد أن قتل منهم جماعة، وبقي البلد على اضطرابة وفتنة (¬8). وكان عزّ الدولة بختيار سار عن بغداد إلى الكوفة، فسار إليه جماعة من أشياخ تلك البلاد ولقوه وشكوا إليه (¬9) ما بهم وبأهل بغداد من خوف الروم، وأنّه لا طاقة لهم بهم إن عادوا إلى حربهم، وسألوه الدّفع عنهم، فعرّفهم أنه ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في النسخة البريطانية. (¬2) في النسخة (س) «شهر رمضان من السنة». (¬3) زيادة من (س). (¬4) قيل إنّ الدمستق مرض في الأسر وجرح، فاجتهد أبو تغلب في علاجه وجمع الأطباء له، فلم ينفعه ذلك ومات. (الكامل في التاريخ 8/ 627، وتكملة تاريخ الطبري 211، وتجارب الأمم 2/ 312،313، وتاريخ مختصر الدول 169، وتاريخ الزمان 67، والمختصر في أخبار البشر 2/ 113). (¬5) في نسخة بترو «ثعلب». (¬6) ما بين القوسين ورد في النسخة البريطانية بعد: «وثار العامة». (¬7) في نسخة بترو «فيها». (¬8) تجارب الأمم 2/ 303، وتكملة تاريخ الطبري 210، وتاريخ الزمان 67، ونهاية الأرب 23/ 200، والمنتظم 7/ 60، والعبر 2/ 325، والبداية والنهاية 11/ 271. (¬9) في نسخة بترو «وشكوا إليه جماعة».

[استنفار المسلمين لحرب الروم وإظهار السلاح]

مزمع على الغزو [وأنّه صائر إلى بغداد ونافر منها] (¬1) إلى بلاد الروم، وأنّه صاير إلى بغداد ومنها إلى الروم. [استنفار المسلمين لحرب الروم وإظهار السلاح] وأنفذ محمد بن بقيّة (¬2) إلى بغداد برسالة إلى سبكتكين الحاجب بالتقدّم إليه والاستعداد للغزو معه والتّقدّم إلى أهل البلد بإعداد السلاح والنهوض معه، فوافى ابن بقيّة (¬3) إلى بغداد ونادى في العامّة باستعداد ما أطاقوا من قوّة وسلاح وروسل إلى العامة في أن يشهروا السلاح ويسيروا بين يديهم، ليبلغ الروم قوة المسلمين على قصدهم وكثرة الجمع للقائهم. وأظهر الحاجب سبكتكين سلاح عظيم (¬4) وآلات للحرب قويّة، وركب معه أبو طاهر وأبو إسحاق أخوا بختيار وجماعة الأمراء والقوّاد، وشقّوا الشوارع والأسواق/101 أ/، وظهر من العامّة الشباب والأجلاد زهاء ستّين ألف رجلا (¬5) بالسّلاح، وكان يوما عظيما إلاّ أنّ ذلك عاد بفساد وجرّأت العامّة على إظهار السلاح وقلّة هيبة منهم للسلطان، لإظهار حاجته إليهم والاعتضاد بهم، فتحزّبوا، [الحرب بين السّنّة والشيعة] وصار أهل السّنة طائفة، والشيعة طائفة أخرى، ولعن بعضهم بعضا، وتركوا ذكر الروم وأعرضوا عنه جانبا، وأخذ يقاتل بعضهم بعضا (¬6)، وصارت بينهم حروب عظيمة، ووقع القتل في الفريقين، وأعجز السلطان ضبطهم (وردعهم) (¬7) وصاروا يقطعون الطرق ويأخذون ثياب الناس جهارا بالنّهار ويكبسون دكاكين التجّار ومنازلهم جهارا، وتفاقم الأمر في ذلك وعظم جدّا، ولقي الناس منه شدّة شديدة، وتعطّلت الأسواق. ووصل عزّ الدولة بختيار إلى بغداد فرجا (¬8) أنّ الفتنة تسكن بقدومه ¬

(¬1) زيادة من نسخة بترو. (¬2) استوزره عزّ الدولة بختيار، وكان أبوه أحد الزرّاعين، وكان هو يتولّى المطبخ لبختيار ويقدّم إليه الطعام ومنديل الخوان على كتفه. (الكامل في التاريخ 8/ 628). (¬3) في طبعة المشرق 140 «نقية» وهو تصحيف. (¬4) كذا، والصحيح «سلاحا عظيما». (¬5) كذا، والصحيح «رجل». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 141 «بعض» والتصحيح من نسخة بترو. (¬7) ساقطة من النسخة البريطانية. (¬8) في نسختي بترو والبريطانية «فرحى» و «فرجي» وفي طبعة المشرق 141 «فرحا». والصواب ما أثبتناه.

[السلطان يطرح النار ببغداد للقضاء على الفتنة]

وتقع الهيبة بقلوبهم بحضوره، فكان الأمر بالضدّ من ذلك، وجعل العيّارون (¬1) وأهل العيث الفتنة معيشة لهم، ولم يكن أحد يملك نفسا (¬2) ولا شيئا من ماله معهم. [السلطان يطرح النار ببغداد للقضاء على الفتنة] ولمّا تزايدت الحال في الفتن ببغداد وتفاقمت (¬3)، دعت الضّرورة إلى أن طرح السلطان النّار في الجانب الغربي من البلد [يوم السبت لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة 362] (¬4) وأحرق باب البصرة وما يليه من حدّ بركة زلزل إلى السمّاكين، ومنع الناس من إطفائها، وأخذت يمينا وشمالا، واحترق عالم من الرجال والنساء والصبيان والبهائم، وكان أمرا فظيعا (¬5)، ولم ير مثله ولا سمع به. وانتقل الناس من الجانب الغربي من المدينة إلى الجانب الشرقي منها، لأنّه كان ساكنا والغربيّ مفتتنا. ثمّ أخذ السلطان ثمانية عشر رجلا من العيّارين وأهل الفتنة، وقتل أربعة نفر (¬6) منهم، وأعطى من بقي منهم الأمان ووعدهم بالرزق، وكفّ البلاء قليلا، وسكنت الفتنة. [عزّ الدولة يقع في ضائقة المال ويصادر أهل الذّمّة] ولحق عزّ الدولة إضاقة بالمال (¬7)، وطالبته الأولياء والجند بأرزاقهم، فسأل المطيع لله إسعافه، وكان أيضا مضيّقا، وتقرّر الحال بينهما على أن يحمل إليه أربعمائة وعشرين ألف (¬8) درهم، فباع شيئا من كسوته وآلات من دار خلافته، حتى قام له بذلك. وتراقى الأمر بعزّ الدولة إلى أن صادر أهل الذّمّة وأهل الملّة من العدول والتجّار والمتصرفين (¬9). ¬

(¬1) العيّار: لغة: الكثير التجوّل والطواف، الذي يتردّد بلا عمل، يختلي نفسه وهواها. والمعار بالكسر الفرس الذي يحيد عن الطريق براكبه، والعيار: الكثير الذهاب والمجيء، وهو الذكي كثير التطواف. يقال: عار الفرس يعير: ذهب كأنه منفلت، يهيم على وجهه لا يثنيه شيء، فهو عائر أي متردّد جوّال. (¬2) في النسختين بترو والبريطانية «نفسه». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق «تقاومت»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬5) في نسخة بترو «فضيعا»، (¬6) في النسخة البريطانية «أنفار». (¬7) في نسخة بترو «في المال». (¬8) في تجارب الأمم 2/ 308 «أربعمائة ألف درهم» فقط، وكذلك في تكملة تاريخ الطبري 211. (¬9) أنظر تجارب الأمم 2/ 303 - 308، وتكملة تاريخ الطبري 210،211، والكامل في-

[صرف الشيرازي عن الوزارة وتقليد ابن بقية]

[صرف الشيرازي عن الوزارة وتقليد ابن بقيّة] وصرف عن الوزارة العبّاس بن حسين (¬1) الشّيرازي وقبض عليه وصادره، وقلّد لمحمد بن محمد بن بقيّة [في اليوم بعينه وهو يوم الأحد لخمس خلون من ذي الحجّة سنة 362] (¬2) وخلع عليه المطيع ولقّبه النّاصح (¬3). ... [سنة 363 هـ‍.] وعاد الأغثم (¬4) القرمطيّ في جيوشه إلى مصر، وخرج إليه الأمير عبد الله بن المعزّ لدين الله، وكان المعزّ قد ولاّه عهده، فواقعه وقتل من الفريقين عدد كثير، وكانت الوقعة في موضع يعرف بالكوم الأحمر عند الجبّ (¬5) من أعمال مصر [يوم الخميس لخمس خلون من شعبان سنة 363] (¬6) [هزيمة القرامطة أمام المصريين] وانهزم القرمطيّ إلى الشام، وأسر من أصحابه واللفيف (¬7) الذي كان اجتمع عليه ألف وأربعمائة وخمسين رجلا، ودخل الأمير عبد الله مع العساكر إلى مصر، وأشهر المأسورين واعتقلهم، ثم قتلهم عن آخرهم في [ليلة الجمعة لخمس بقين من] (¬8) شهر رمضان سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة (¬9). ¬

= التاريخ 8/ 618،619، ونهاية الأرب 23/ 200، والمنتظم 7/ 60، والنجوم الزاهرة 4/ 65،66. (¬1) في نسخة بترو «الحسن»، وفي طبعة المشرق 141 «حسن» وما أثبتناه عن الكامل في التاريخ 8/ 628. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬3) في طبعة المشرق 141 «للناصح» وما أثبتناه عن نسخة بترو، وتكملة تاريخ الطبري، والنجوم. والخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 268، وتكملة تاريخ الطبري 212، وتجارب الأمم 2/ 310، والمنتظم 7/ 61، والنجوم الزاهرة 4/ 66. (¬4) في نسخة بترو «الأعسم»، وفي طبعة المشرق 141 «الأعشم»، وما أثبتناه عمّا سبق. (¬5) هو جبّ عميرة، كما في اتعاظ الحنفا 1/ 203. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬7) في نسخة بترو: «وكفيف وحشدا». (¬8) زيادة من نسخة بترو. (¬9) أنظر اتعاظ الحنفا 1/ 201 - 206 وفيه بلغ الأسرى: ألفا وخمسمائة رجل. وذيل تاريخ دمشق 3، وتاريخ أخبار القرامطة 59 - 61، والكامل في التاريخ 8/ 638، والدرّة المضيّة 159،160، والبداية والنهاية 11/ 276، والنجوم الزاهرة 4/ 74،75، وعيون الأخبار وفنون الآثار 199.

[عز الدولة يقبض على إقطاع سبكتكين]

[عزّ الدولة يقبض على إقطاع سبكتكين] وتزايد عزّ الدولة بختيار الإضاقة، واشتدّ مطالبة الجند له بأرزاقهم ورسومهم، وثقل عليه ما ينصرف/101 ب/إلى سبكتكين الحاجب من الإقطاعات والأموال. وكان الأتراك مجتمعين إليه وهو معتضد بهم ومستولي (¬1) عليهم، فاستوحش عزّ الدولة من ذلك، وعمل على القبض على الأتراك، وتشتّت شملهم، وكان وزراؤه أشدّ ضيقة يحسّنون له القبض على سبكتكين، وأنه لو زال (¬2) أمره لاتّسع بما يتخذ (¬3) من إقطاعاته وأمواله وخزائنه وكراعه وأموال أصحابه (¬4) وأشياعه اتّساعا عظيما. وكان قد جرى بينهما وحشة مرّة (¬5) أخرى. [فكانت الحال يصلح في الظاهر ثم يعود وينقضي ويعود ويخلف في النفوس الاستيحاش (¬6) الكامن (¬7)]. ثم عزم على القبض على إقطاعاته وأمواله، فانحدر عزّ الدولة بختيار إلى الواسط [في شعبان سنة [سبكتكين يتغلّب على بغداد] 363] (¬8) وخرج منها إلى الأهواز، وخلّف ببغداد الخليفة المطيع لله والحاجب سبكتكين وأخويه (¬9) إبراهيم وأبا طاهر بني معزّ الدولة وحرمه ووالدته وخزائن سلاحه وعدده، وقبض على إقطاع سبكتكين، وأسقط عنه ذكر لقب الحجابة، وكتب إليه بأن يخرج من بغداد، وقبض على جماعة من الأتراك ونادى في باقيهم ألاّ يقيموا، وأنفذ رسولا إلى ولده المرزبان بن بختيار، وكان مقيما بالبصرة، بأن يقبض على كلّ (¬10) من عنده من الأتراك وأن ينادي في باقيهم بالإنصراف عنها [ففعل لك] (¬11). وانتهى إلى سبكتكين ¬

(¬1) كذا، والصحيح «مستول». (¬2) في النسخة البريطانية «أزال». (¬3) في النسخة البريطانية «يوجد». (¬4) في نسخة بترو «وأسبابه». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 142 «مسرّة» والتصويب من النسخة البريطانية. (¬6) في نسخة بترو «النقوش الاشحاش». (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو والنسخة البريطانية. (¬8) زيادة من نسخة بترو. (¬9) في النسخة البريطانية «سكتكين وإخوته». (¬10) في نسخة بترو «جماعة». (¬11) زيادة من نسخة بترو.

[الفتنة بين الشيعة والسنة]

جميع ما جرى وهو ببغداد، فاستنصر (¬1) من الغلمان من كان حاضرا معه، [الفتنة بين الشيعة والسّنّة] واستحضر من كان غائبا عنه، وتغلّب على مدينة السلام، وانحاش (¬2) إليه طوائف العوامّ المنتسبة إلى السّنّة. ولما انبسط هذا الصنف من العامّة استضاموا أضدادهم من الشيعة، وكانوا مبغضين لبختيار، وناصبوهم الحرب. وتحزّب كلاّ (¬3) من الفريقين، وكانت الشيعة أقلّ، فتحصّنوا في أرباض الكرخ من الجانب الغربي من مدينة السلام، واتّصلت (¬4) الحرب وسفكت دماء كثيرة، واستبيحت المحارم [المحصورة] (¬5) وأحرق الكرخ حريقا ثانيا بعد الحريق الأول، وافتقر التجّار، وغلبهم العيّارون (¬6) على أموالهم وحريمهم ومنازلهم، ونادى أهل الشيعة بأشعار لبختيار (¬7)، ونادى أهل السّنّة بأشعار لسبكتكين [والأتراك] (¬8)، واحتوى سبكتكين على الخزائن والسلاح والعدد، وأخرج إبراهيم وأبا ظاهر أخوي بختيار ووالدته وجميع عياله، وأحرق منازلهم ونهبت دورهم، وأباح العامّة ذلك. [الأتراك يجبرون المطيع لله على خلع نفسه من الخلافة] وعزم المطيع لله على الخروج من بغداد هربا من الفتنة، فقبض عليه الأتراك وجيوشه ودعوه إلى تسليم الأمر إلى ولده أبي بكر عبد الكريم، فأجاب إلى ذلك خوفا منهم وعهدا (¬9) إليه، وبرّيء من الخلافة، وخلعه (¬10) وأشهد على نفسه بالعجز عنها، وأنّه قد انخلع منها طوعا، وأنّه قد جعلها في ¬

(¬1) في نسخة بترو «فاستنفر». (¬2) في نسخة بترو «وان حاش». (¬3) كذا، والصحيح «كلّ» كما في النسخة البريطانية. (¬4) في نسخة بترو «وانصلب». (¬5) زيادة من نسخة بترو. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 142 «الغيّارون» وما أثبتناه هو الصحيح كما في البريطانية. (¬7) في نسخة بترو «بشعار بختيار». (¬8) زيادة من نسخة بترو. (¬9) في النسخة البريطانية «وعهد» وهو الصحيح. (¬10) في النسخة البريطانية «وخلعها».

ابنه أبي بكر، فشهدوا (¬1) عليه (¬2) وذلك في [يوم (¬3) الأربعاء لثلاث عشر ليلة خلت من] (¬4) ذي القعدة سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة [وأحد عشر يوما وتوفّي] (¬5) وكانت خلافته تسع (¬6) وعشرين سنة وخمسة (¬7) أشهر [وأحد عشر يوما] (¬8). وتوفّي بدير العاقول (¬9) [يوم الإثنين لثمان خلون من المحرّم] (¬10) سنة أربع وستّين وثلاثمائة (¬11). ¬

(¬1) في نسخة بترو «فهشدوا». (¬2) هذا الخبر ليس في النسخة (س) ويوجد بدله: «وقبض الأتراك بمدينة بغداد على الخليفة المطيع لله بعد فتنة أثاروها، فخلعوه من الخلافة». (¬3) في النسخة البريطانية «إلى». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س)، ونسخة بترو. (¬5) زيادة من النسخة البريطانية. (¬6) كذا، والصحيح «تسعا». (¬7) في النسخة (س): «أربعة». (¬8) زيادة من النسخة (س). (¬9) دير العاقول: بين مدائن كسرى والنعمانية بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخا على شاطيء دجلة. (معجم البلدان 2/ 520). (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬11) أنظر الحرب بين عزّ الدولة بختيار وسبكتكين في: تكملة تاريخ الطبري 214، وتجارب الأمم 2/ 314 و 323 - 338، والكامل في التاريخ 8/ 643 - 645، ونهاية الأرب 23/ 201، والبداية والنهاية 11/ 275، والإنباء في تاريخ العلماء 178، وتاريخ ابن خلدون 3/ 428، وتاريخ ابن الوردي 1/ 298، والمختصر في أخبار البشر 2/ 113. وانظر عن المطيع لله في: تجارب الأمم 2/ 327،328، وتكملة تاريخ الطبري 215، والكامل في التاريخ 8/ 637، والمنتظم 7/ 66، ومروج الذهب 4/ 372، والتنبيه والإشراف 345،346، ومآثر الإنافة 1/ 303، والعبر 2/ 329، ودول الإسلام 1/ 223، وسير أعلام النبلاء 15/ 113 - 118 رقم 61، وتاريخ بغداد 12/ 379،380، والبداية والنهاية 11/ 212، وتاريخ الخلفاء 398 - 405، وشذرات الذهب 3/ 48،49، وخلاصة الذهب المسبوك 257،258، والإنباء في تاريخ الخلفاء 177،178، والفخري 289، وتاريخ مختصر الدول 169، وتاريخ الزمان 67، وذيل تاريخ دمشق 11، والمختصر في أخبار البشر 2/ 113، ونهاية الأرب 23/ 201، وتاريخ ابن الوردي 1/ 298، ومرآة الجنان 2/ 379، وتاريخ ابن خلدون 3/ 428، والنجوم الزاهرة 4/ 105، وأخبار الدول 169، 170، وتاريخ الأزمنة 68.

(خلافة الطائع لله)

(خلافة الطائع لله) [عزّ الدولة بختيار يجمع أصحابه لحرب سبكتكين] وأجلس سبكتكين [مقدّم الأتراك] (¬1) في الخلافة أبا بكر عبد الكريم بن المطيع لله، ولقّب الطائع لله (¬2) وخلع (¬3) [على] (¬4) سبكتكين في اليوم الثالث من خلافته ولقّبه ناصر الدولة، وجعله أمير الأمراء، واستعدّ بختيار للقائه فسار من الأهواز راجعا إلى واسط وكتب إلى/102 أ/عمّه ركن الدولة الحسن بن بويه [بالريّ] (¬5) وإلى ولده عضد الدولة (فنّاخسرو) (¬6) يستصرخ بهما (¬7) ويشكو إليهما ما نزل به ويسأل النجدة والمعونة. وكتب إلى زوج ابنته عضد الدولة ابن ثعلب بن ناصر الدولة بن حمدان بالموصل، وإلى سائر ولاة الأطراف والبلدان بذلك. وتعذّر على عمّه ركن الدولة السير (¬8) لكبر سنّه وضعفه عن الحركة، وأنفذ إليه صاحبه عليّ بن محمد بن العميد في جيوشه، وعوّل على ولده عضد الدولة فنّاخسرو [في] (¬9) نجدته وعونه (¬10) وجدّ (¬11) سبكتكين [في] (¬12) الاستعداد للحرب، وعمل على المسير إلى ¬

(¬1) زيادة من نسخة (س). (¬2) لفظ الجلالة ليس في النسخة البريطانية. (¬3) من هنا حتى عبارة أربعة أيام عليلا ومات، ليس في النسخة (س). (¬4) أضفتها على النص للتوضيح. (¬5) زيادة من النسخة البريطانية. (¬6) ليس في البريطانية، وفي نسخة بترو زيادة بعد فناخسرو: «وأين ركن الدولة فارس». (¬7) في البريطانية «يستنصرهما». (¬8) في نسخة بترو «المسير». (¬9) زيادة من نسخة بترو. (¬10) في نسخة (ب) زيادة «ومعلومه». (¬11) في نسخة بترو «وحد». (¬12) زيادة من نسختي بترو والبريطانية.

[خروج سبكتكين إلى دير العاقول ووفاته بها]

واسط وحمل المطيع معه وانتهيا إلى دير العاقول، ومع وصولهما توفّي المطيع لله، [خروج سبكتكين إلى دير العاقول ووفاته بها] وهجمت على سبكتكين علّة فمكث بدير العاقول أربعة أيام عليلا ومات) (¬1) فأمّر الأتراك عليه عوضا منه غلاما آخر تركيا يقال له الفتكين الشّرابي (¬2) وعقدوا له الرئاسة عليهم. (وساق (¬3) جيوشه ونزل على دون الفرسخ من واسط، والتقوا العسكران (¬4) وأقام (¬5) الحرب بينهم في الجانب الغربيّ من واسط ثمانية وأربعين يوما، [انهزام الأتراك عن بغداد] فانهزم الأتراك عن واسط إلى مدينة السلام. ووصل عضد الدولة فنّاخسرو إلى أعمال العراق للنجدة، وتلقّاه بختيار وأخواه مترجّلين ومقبّلين الأرض، واستقرّ الرأي بينهم على أن سار فنّاخسرو إلى مدينة السلام في (¬6) الجانب الشرقيّ، وسار بختيار في الجانب الغربيّ (¬7). [سنة 364 هـ‍.] وعقد الأتراك جسورا على النهر المعروف بديالى، وجعلوا سوادهم من ورائهم، وساروا جريدة (¬8) واحدة للقاء عضد الدولة فنّاخسرو، قتوجّه نحوهم يوم (السبت) (¬9) رابع عشر [من] (¬10) جمادى الأول سنة أربع وستّين ¬

(¬1) حتى هنا ينتهي الساقط من النسخة (س). وعن وفاة سبكتكين أنظر: تكملة تاريخ الطبري 216، وتجارب الأمم 2/ 334، والكامل في التاريخ 8/ 645، والمنتظم 7/ 76 - 79، والمختصر في أخبار البشر 2/ 114، والبداية والنهاية 11/ 277، وتاريخ ابن الوردي 1/ 298، وتاريخ ابن خلدون 3/ 428،429، والنجوم الزاهرة 4/ 108، والعبر 2/ 333، ومآثر الإنافة 1/ 312، وشذرات الذهب 3/ 48، وتاريخ الأزمنة 69، والفخري 390، والوافي بالوفيات 15/ 116 رقم 166، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181 وفيه أنه قاتل الديلم وهزمهم ثم تقنطرت به فرسه فوقع ميتا!. (¬2) في نسخة بترو «السراني» وفي البريطانية «السراي» وفي (ب) «الشراي» وفي طبعة المشرق 144 «السرابي» وما أثبتناه من النسخة (س). (¬3) من هنا حتى قوله «ولم يجب» مقدار 15 سطرا ناقصة من النسخة (س). (¬4) في نسخة بترو «التقوه أوايل العسكرين». والصحيح «والتقى». (¬5) كذا، وفي البريطانية «وقام». (¬6) في البريطانية «من». (¬7) في نسخة بترو زيادة: «من واسط إلى بغداد للقايهم». (¬8) الجريدة: الجماعة من الخيل لا رجّالة فيها، جرّدت من سائرها لوجه. (لسان العرب-مادّة جرد». (¬9) ساقطة من البريطانية. (¬10) زيادة من نسخة بترو.

[الحرب بين عضد الدولة والأتراك]

وثلاثمائة، [الحرب بين عضد الدولة والأتراك] وانتشب (¬1) الحرب بينهم من الضّحى إلى العصر، وانهزم الأتراك وعبروا تلك الجسورة فهلك منهم ومن العوامّ خلق كثير بالقتل وبالغرق، وصاروا هازمين (¬2) والطائع معهم ونزلوا تكريت ونهب جميع رحالهم. [دخول عضد الدولة فنّاخسرو بغداد] ودخل فنّاخسرو وبختيار إلى بغداد يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأول من السنة. فلمّا تمّ هذا الفتح على يد فنّاخسرو تطلّعت نفسه على الاستيلاء على مملكة العراق، فأعمل الحيلة على بختيار وإخوته إلى أن حصلوا في داره، وقبض عليهم يوم الجمعة لخمس ليال بقين من جمادى الأخرى من السنة. وكاتب المرزبان بن بختيار إلى البصرة عن أبيه (¬3) بتسليم البصرة إلى صاحبه عضد الدولة، والإصعاد إلى مدينة السلام، فقبض على الرسول ولم يجب (¬4) [وأقرّ فناخسروا (¬5) محمد بن بقيّة الوزير على أمره وعوّل في الأعمال وجمع الأموال على نظره] (¬6) وتقرّر رأي الفتكين (¬7) والأتراك على الإنهزام (¬8) إلى الشام (ورأى (¬9) الطائع والباقون على الإنكفاء إلى مدينة السلام. [عضد الدولة يعمّر دار الخلافة] وتقدّم عضد الدولة بعمارة دار الخلافة وتجديد فرشها (¬10). ¬

(¬1) في نسخة بترو «وانتشت». (¬2) كذا، وفي البريطانية «مهزومين» وهو الصحيح. (¬3) في نسخة بترو «ابنه». (¬4) حتى هنا ينتهي الساقط من النسخة (س). (¬5) كذا في نسخة بترو. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو و (ب). وانظر عن الحوادث المذكورة في: تجارب الأمم 2/ 334 - 344، وتكملة تاريخ الطبري 217 - 219، والكامل في التاريخ 8/ 645 و 648 - 651، والبداية والنهاية 11/ 279. (¬7) يقال: الفتكين، وأفتكين و «الفنتكين» وهفتكين، وهو أبو منصور المعزّي الحاجب. وصوابه: ألبتكين-أي عبد جلد- (ديوان لغات الترك-الكشغري 1/ 346 - 347 - ط 333 هـ‍). (¬8) في النسخة (س) «الرحيل»، وفي نسخة بترو «وأكثر من انهزم من الأتراك»، وفي البريطانية: «وأكثر من انهزم من الأتراك على الرحيل». (¬9) من هنا حتى عبارة «ذا الكفاتين» ساقط من (س). (¬10) تجارب الأمم 2/ 343.

[عودة الطائع إلى بغداد]

[عودة الطائع إلى بغداد] [وأقبل الطائع راجعا فخرج الجيش متلقيا له، واستقبله عضد الدولة في يوم الخميس لثمان خلون من رجب من السنة. (فعزل) (¬1) فناخسروا (¬2) أبا منصور، ابن بقيّة يتقلّد واسط وتكريت وعكبرا وقلّد محمد بن بقيّة واسط وتكريت وعكبرا (¬3) وعقد جميع ذلك عليه، ولم ينقصه من جميع عادته إلا اسم الوزارة فقط. [عضد الدولة يحارب ابن بقيّة] وأنفذ فنّاخسرو إلى واسط عسكرا لطلب ابن (¬4) بقيّة، فخرج للقائه وتصادموا، وانهزم ابن (4) بقيّة وتراجع من هزيمته إلى مكانه وتحصّن به، واضطربت الأحوال على فنّاخسرو وانتهى إلى ابنه ركن الدولة قبضه على بختيار وأخويه، وتفرّد (¬5) بالأمر دونهم، فأنكر ذلك عليه. فتهدّده إن لم يطلق سبيلهم وينصرف عنهم إلى بلده، فأنفذ إليه فنّاخسرو عليّ بن محمد (¬6) بن العميد متحمّلا/102 ب/رسالة (¬7) يعلمه أنّ الجند والأولياء كارهين لبختيار، وأنّهم طالبوه بأرزاقهم، فنفر في وجوههم وأوحشهم، فخاف عليه منهم وصانه في داره، وأنّه-يعني بختيار-قد التمس الاعتزال عن الأمر والاستعفاء عنه (¬8)، فعاد عليّ بن العميد بجواب الرسالة بالتقدّم إليه بتفويض (¬9) التدبير إلى بختيار والإنصراف عنه وتخلية سبيله، وتقرّر الحال بين فنّاخسرو وبين ¬

(¬1) إضافة من عندنا لتوضيح السياق. (¬2) كذا. (¬3) في نسخة بترو «عنبرا» والتصحيح من البريطانية. وعكبرا: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح الباء، وقد يمدّ ويقصر. بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا. بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (معجم البلدان 4/ 142). (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 144 «بن» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬5) في النسخة البريطانية «واخوته وتفرّده». (¬6) في البريطانية «مجيد». (¬7) في البريطانية «رسالته». (¬8) في نسخة بترو «منه». (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 145 «بتعويض» والتصحيح من النسخة البريطانية.

[اضطراب الأحوال على عضد الدولة فناخسرو]

بختيار بتوسّط ابن (¬1) العميد على أن يستنزل بختيار وأخاه (¬2) إبراهيم في خلافته على جميع الكور والمدائن الذي (¬3) كان بختيار يليها وينصرف عنها، وعلى أن يقيما له الدعوة بعد ركن الدولة ثم لنفوسهم، وعلى أن يسمعا له ويطيعاه ولا يحلاّن (¬4) ولا يعقدان إلاّ بعد مطالعته وإذنه، وحلفا (¬5) له بعد (¬6) ذلك. وكتب فيما بينهما وثيقة على عدّة نسخ، وأشهدا على أنفسهما به، وخلع عليهما فنّاخسرو وعلى أخيهما أبي ظاهر خلعا ولبسوها (¬7)، وقبّلوا (¬8) رجله وبساطه وانصرفوا إلى دورهم [يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة 364] (¬9). [اضطراب الأحوال على عضد الدولة فنّاخسرو] واجتمع إلى بختيار جيشه وعوامّ البلد متعصّبين (¬10) له وارتفع (¬11) صياحهم سرورا بتخليته، وأثاروا الفتنة على عضد الدولة فنّاخسرو (¬12) خروج عضد الدولة إلى شيراز بسبب الفتنة فخرج [عن المدينة] (¬13) قاصدا إلى. بلاده بشيراز من أعمال فارس [يوم الجمعة لخمس ليال خلون من شوّال من السنة] (¬14). ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 145 «بن». (¬2) في البريطانية «وأخوه». (¬3) كذا، والصحيح «التي». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 145 «يخلان». والتصحيح من البريطانية. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق «خلفا» والتصحيح من البريطانية. (¬6) في نسخة بترو «على». (¬7) في النسخة البريطانية «لبوسا». (¬8) في طبعة المشرق 145 «قبّلو». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 415 «متعصبون» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬11) في نسخة بترو «وارفع». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق «على فناخسرو وعضد الدولة»، والتصويب من النسخة البريطانية. (¬13) زيادة من البريطانية. (¬14) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. والخبر في: تجارب الأمم 2/ 348 - 352، والكامل في التاريخ 8/ 652 - 654.

[بختيار يمنح الألقاب لأصحابه]

[بختيار يمنح الألقاب لأصحابه] وخرج (¬1) حينئذ ابن (¬2) بقيّة من واسط إلى مدينة السلام، فزاد بختيار [في] (¬3) إكرامه ولقّبه نصر الدولة مضافا إلى لقبه الأول النّاصح، ولقّب عليّ بن ركن الدولة فخر الدولة [ولقّب ولده المرزبان بن بختيار إعزاز الدولة] (¬4) ولقّب عمران (¬5) بن شاهين معين الدولة، ولقّب عليّ ابن محمد بن العميد ذا الكفايتين) (¬6). [الفتكين التركي يتغلّب على دمشق] وأمّا الفتكين التركي وصل مع من تبعه (¬7) من أصحابه إلى أن قربوا من دمشق، وكتبوا إلى المعزّ لدين الله [صاحب المصر] (¬8) يستأذنوه (¬9) في المسير إلى حضرته، فإلى أن يرى رأيه غلبوا على دمشق في آخر شعبان سنة أربع وستّين وثلاثمائة (¬10). ... [غزوة ابن الشمشقيق إلى الشام] وفي هذه السنة غزا يانيس بن الشمشقيق إلى الشام ونزل على بعلبك [في شهر رمضان من السنة] (¬11) وفتحها [يوم السبت] (¬12) في نصف رمضان من السنة وأخربها وأخذ جماعة من أهلها، وأسر جيش (¬13) بن الصمصام (¬14) ¬

(¬1) في نسخة بترو «وصعد». (¬2) في الأصل والمطبوع «بن». (¬3) زيادة من نسخة بترو. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬5) في النسخة البريطانية «عمر». (¬6) في الأصل والمطبوع «الكفاتين» والتصحيح من نسخة بترو، وتجارب الأمم. وإلى هنا ينتهي النقص في النسخة (س). والخبر في تجارب الأمم 2/ 354،355. (¬7) في النسخة (س) «يثق به». (¬8) زيادة من النسخة (س). (¬9) كذا، والصحيح «يستأذنونه». (¬10) تكملة تاريخ الطبري 225، والكامل في التاريخ 8/ 656، وذيل تاريخ دمشق 11. (¬11) زيادة من نسخة بترو. (¬12) زيادة من النسخة (س). (¬13) في طبعة المشرق 145 «حسين»، وفي النسخة (س) «حسن»، وما أثبتناه عن ذيل تاريخ دمشق 10. (¬14) كذا، والصحيح «الصمصامة».

[ابن الشمشقيق يستولي على بيروت وتمتنع عليه طرابلس]

وقاطع أهل دمشق على ستّين ألف دينار يحملونها إليه في كل عام، وكتب عليهم بذلك كتابا، وأخذ فيه خطوط الأشراف [والناس على طبقاتهم] (¬1)، وأخذ جماعة منهم رهينة عنده، واستدعى خروج الفتكين إليه، فخرج في أربعة غلمان، فأكرمه الملك [ولقبه بكامل] (¬2) وضرب له مضربا مفردا، وأفطر عنده في تلك الليلة، فخلع عليه الملك ووهب له ما أخذ به خطوط أهل دمشق من المال، وأطلق أيضا الرهاين، وحمله على فرس بسرج ولجام (¬3). [ابن الشمشقيق يستولي على بيروت وتمتنع عليه طرابلس] وسار الملك على طريق الساحل وفتح بيروت وأسر أميرها نصر (¬4) الخادم، وحمله إلى بلد الروم (¬5)، ونزل على طرابلس وقاتلها ولم يتمّ له فيها شيء (¬6)، وأخذ حصن بانياس (¬7) وحصن جبلة، وتسلّم أيضا حصن برزويه (¬8)، وحصن صهيون (¬9)، وذلك أنّ كليب النّصراني كاتب رقطاس (¬10) ¬

(¬1) والخبر في: ذيل تاريخ دمشق 12، وتاريخ الزمان 68، وخطط المقريزي 3/ 13، والدرّة المضيّة 170. (¬2) زيادة من النسخة (س) وبترو. (¬3) أنظر: ذيل تاريخ دمشق 13، ومرآة الزمان لابن الجوزي-ص 55 - مصوّرة دار الكتب المصرية، رقم 551 تاريخ- (ج 11)، والدرّة المضيّة 170، واتعاظ الحنفا 1/ 222، وتكملة تاريخ الطبري 225، وتاريخ الزمان 68. (¬4) في النسخة (س) والدرّة المضيّة 170 «نصير». وهو صقلبيّ. (¬5) ذيل تاريخ دمشق 14، ومرآة الزمان 11/ 56، وتاريخ الزمان 68، والدرّة المضيّة 171، واتعاظ الحنفا 1/ 222. (¬6) أنظر عن وصول ابن الشمشقيق إلى طرابلس في كتابنا: (تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور-ج 1/ 268،273 - الطبعة الثانية). (¬7) في نسخة بترو «بلنياس». وبلنياس أو بانياس: كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص. (معجم البلدان). (¬8) برزويه: بالفتح وضم الزاي وسكون الواو وفتح الياء. وقد مرّ التعريف به. (¬9) صهيون: حصن حصين من أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص لكنه ليس بمشرف على البحر. وهي قلعة حصينة مكينة في طرف جبل. (معجم البلدان). (¬10) كليب النصراني هو كاتب رقطاس أو رقطاش غلام سيف الدولة الحمداني. (زبدة الحلب 1/ 169) أو رقتاش (ذيل تاريخ دمشق 27).

[تعيين كليب بطريقا]

سلّمها إليه، وولّى على هذه الحصون ولاة من قبله، (وصارت للروم منذ ذلك الوقت وإلى هذه الساعة) (¬1). [تعيين كليب بطريقا] وصيّر الملك كليب بطريقا (¬2)، وكان له ولدان فجعل لهما (أيضا) (¬3) مراتب وصيّره أيضا باسليقا (¬4) /103 أ/على أنطاكية، وأقطعه نعمة كبيرة) (¬5). ... [سنة 365 هـ‍.] [تحصيل أموال طائلة على أملاك الإخشيدية والكافورية] وطولب بمصر الإخشيدية والكافوريّة ومن يجري مجراهم عن عقاراتهم (¬6) وأملاكهم بأن يؤدّي كلّ واحد منهم على مقدار ما يملك، وتفرّغ الأمر في ذلك إلى أنّ عمّت المطالبة لسائر الناس، وطولبوا مطالبة حثيثة، ووكّل على جماعة منهم واعتقلوا، وأخرج من الناس في مدّة أربعة شهور [أولها ذو القعدة سنة 364 وآخرها ربيع الأول سنة 365] (¬7) زهاء مائة ألف دينار. ... [وفاة المعزّ لدين الله] واعتلّ المعزّ لدين الله [في شهر ربيع الأول سنة 365] (¬8) وزالت ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في النسخة (ب). وانظر: ذيل تاريخ دمشق 13،14، وتكملة تاريخ الطبري،225، وتاريخ الزمان 68، والدرّة المضيّة 170،171، واتعاظ الحنفا 218 و 221 و 222، وتاريخ الأزمنة 69. (¬2) بطريق: هي الصيغة المعرّبة للكلمة اللاتينية باتريكيوس Patricius وقد أنشأ هذه الرتبة الإمبراطور قسطنطين (306 - 337 م). وهي رتبة لا تتّصل بأيّ وظيفة، وكانت تمنح لمن يؤدّي للدولة خدمات جليلة، وقد جرى الاصطلاح على أنها تدلّ على القائد عند البيزنطيين. كالمصطلحات الأخرى: «دمستق» و «دوقس». (دائرة المعارف الإسلامية 7/ 313). (¬3) ليست في النسخة (ب). (¬4) في النسخة البريطانية «باسيليقوس». (¬5) من هنا وحتى عبارة «زالت عنهم» ليس في النسخة (س). (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 146 «عقاداتهم» والتصويب من النسخة البريطانية. (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو وفي البريطانية: «سلخ ربيع الأول». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. وفي النسخة البريطانية: «في الشهر المذكور من السنة المذكورة».

المطالبة [عنهم] (¬1) بعلّته، وكان قوم قد تحمّلوا ثقل الأجعال في تلك المدّة، فلما مضى زالت عنهم (¬2) [المطالبة] (¬3) ومات المعزّ لدين الله [ليلة الجمعة] (¬4) لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة خمس وستّين وثلاثمائة، (وعمره ستّة وأربعين (¬5) سنة) (¬6)، وله في الخلافة ثلاث وعشرون سنة وخمسة أشهر (وأربعة أيام) (¬7). ¬

(¬1) زيادة من نسخة بترو. (¬2) حتى هنا ينتهي النقص من نسخة (س). (¬3) زيادة من النسخة (س). (¬4) زيادة من النسخة (س). (¬5) كذا، والصحيح «أربعون». (¬6) ما بين القوسين ناقص من (ب) و (س). (¬7) ما بين القوسين ليس في (ب). وانظر عن وفاة المعزّ في: تكملة تاريخ الطبري 225، وعيون الأخبار وفنون الآثار 203، واتعاظ الحنفا 1/ 229، والبداية والنهاية 11/ 283،284، ومرآة الجنان 2/ 383 - 385، ونهاية الأرب 23/ 203، والمختصر في أخبار البشر 2/ 115،116، ومآثر الإنافة 1/ 315، والمنتظم 7/ 82، وتاريخ ابن الوردي 1/ 299، والنجوم الزاهرة 4/ 69 - 79، والعبر 2/ 339، ودول الإسلام 1/ 226، وشذرات الذهب 3/ 52، وسير أعلام النبلاء 15/ 159 - 167، والكامل في التاريخ 8/ 498، والبيان المغرب 1/ 221، ووفيات الأعيان 5/ 224 - 229، وتاريخ ابن خلدون 4/ 45 - 51، وخطط المقريزي 1/ 351 - 354، و 2/ 222، وبدائع الزهور 1/ 45 - 48، والحلّة السيراء 2/ 391 - 393، وتاريخ الخلفاء 407، وأخبار الدول 190، وتاريخ الأزمنة 70،71، وذيل تاريخ دمشق 14، والدرة المضيّة 173، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة (القسم الخاص بالقاهرة من: المغرب في حلى المغرب) 38،39، وصبح الأعشى 3/ 426 وحسن المحاضرة 2/ 12 وتاريخ الإسلام (351 - 380 هـ‍.) -ص 348 - 351

(أول خلافة العلويين خلافة العزيز بالله)

(أوّل خلافة العلويّين خلافة العزيز بالله) [نزار بن معد يتولّى الخلافة ويلقّب بالعزيز بالله] وكان المعزّ قد ولّى عهده لابنه أبي منصور (¬1) نزار واستخلفه، واستحضر إليه [يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر] (¬2) قبل وفاته بيوم إخوته وعمومته وسائر أهله وجماعة المقدّمين لولايته، وسلّموا عليه بولاية العهد. وأقامت وفاة المعزّ مكتومة ثمانية أشهر، فلمّا كان عيد النحر [العاشر من ذي الحجّة سنة 365] (¬3) ظهرت وفاة المعزّ، وصلّى بالمسلمين ذلك اليوم وسلّم عليه بالإمامة والخلافة، ولقّب العزيز بالله. ... [وفاة يانيس بن الشمشقيق ملك الروم] ومات يانيس بن الشمشقيق ملك الروم يوم الثلاثاء لأحد عشر يوما (¬4) من كانون الثاني سنة ألف ومائتين (وسبع وثمانين للإسكندر) (¬5) وهو لسبع خلون من جمادى الأولى سنة خمس وستّين وثلاثمائة. وكانت مدّة ملكه ستّ سنين وشهر واحد (¬6). [باسيل بن رومانوس ينفرد بالملك مع أخيه] وافترد (¬7) باسيل وقسطنطين ابنا رومانوس حينئذ بالملك وتدبير الأمور، وانفرد بسياسة المملكة منهما (¬8) باسيل وهو أكبر سنّا من أخيه قسطنطين، ¬

(¬1) في نسخة (س): «المنصور». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو و (س). (¬4) في النسخة البريطانية «ليلة». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) تكملة تاريخ الطبري 225، وذيل تاريخ دمشق 14، وتاريخ الزمان 68، وتاريخ الأزمنة 70. (¬7) في النسخة البريطانية «وانفرد». (¬8) في نسخة بترو «منها».

[غارة ميخائيل البرجي على طرابلس]

وعمره يومئذ ثماني عشرة سنة. وعوّل باسيل على البركونومس (¬1) في التدبير، وأعاد والدته ثاوفانوا (¬2) من النفي إلى البلاط. [غارة ميخائيل البرجي على طرابلس] وسيّر العساكر مع ميخائيل البرجي للغزو إلى بلاد الإسلام، وغاروا على طرابلس، وغنموا غنائم كثيرة، وعاد إلى أنطاكية (¬3). وجمع العساكر للغزو ثانية. وكان باسيل الملك قد ولّى بردس (¬4) السقلارس (¬5) بطن هنزيط (¬6) والخالديّات، فلمّا حصل هناك كبس ملطية (¬7) وقبض على الباسليق المقيم بها، فأخذ منه ما وجده معه من المال، وكان مبلغه ستّة قناطير، وعصى على الملك ودعا لنفسه بالملك، واجتمع إليه خلق كثير من الروم ومن الأرمن ومن المسلمين، واستولى على تلك الجهة بأسرها و [لما سمع باسيل الملك ذلك] (¬8) كتب الملك إلى ميخائيل البرجي بأنطاكية ينزل للغزو والاجتماع مع ابن الملاييني (¬9) البطريق، وهو يومئذ والي طرسوس، للقاء السقلاريوس، فالتقياه (¬10) بجيحان (¬11) فهزمهما، وسار ابن الملاييني إلى بيته بالقبادق (¬12). ¬

(¬1) في نسخة بترو «التركمرمنس»، وفي النسخة البريطانية: «قسطنطين على البرايكونومس. Parakoimomenos (¬2) في نسخة بترو «تفانوا». (¬3) انفرد المؤلّف بهذا الخبر فلم أجده في المصادر. (¬4) في نسخة بترو «برذس». (¬5) في النسخة (ب) «السقلاريوس». وهو صهر الامبراطور حنّا زمسكيس. (¬6) في النسخة (س): «رطن هيزيط»، وفي النسخة (ب): «قطر هنريط». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 147 «مالطية»، والتصويب من النسخة البريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬9) في نسخة (ب) «الملاتيني»، وفي نسخة بترو «الملاتني»، وفي الدولة البيزنطية 506 «ابن الملاييني». (¬10) في نسختي بترو والبريطانية «فتلاقاه». (¬11) جيحان: بالفتح ثم السكون، والحاء مهملة. نهر بالمصّيصة بالثغر الشامي، ومخرجه من بلاد الروم ويمرّ حتى يصبّ بمدينة تعرف بكفربيّا بإزاء المصّيصة. (معجم البلدان 2/ 196). وفي النسخة البريطانية «بجنحان»، وفي نسخة بترو «بحنجان». (¬12) في نسخة بترو «بالفنادق»، وفي النسخة البريطانية «بالنقارق».

[بردس السقلارس يعصي الملك ويستولي على هنزيط والخالديات]

[بردس السقلارس يعصي الملك ويستولي على هنزيط والخالديات] وتحصّن البرجي في حصن له في بلاد الناطليق (¬1) ونزل عليه السقلاروس (¬2) وأخرجه منه بالأمان، وصار معه ورتّبه ماجسطرس. [السقلاروس يهزم ميخائيل البرجي وابن الملاييني] وكان البرجي قد خلّف ابنه الأكبر بأنطاكية، فخلّفه (¬3) وكاتبه سرّا قبل أخذ السقلاروس له يستدعيه إلى (ما قبله وتقدّم إليه) (¬4) بتسليم المدينة إلى الباسليق كليب البطريق، فامتثل ابن البرجي ما رسمه له أبوه/103 ب/وسار السقلاروس بعساكره إلى بلد الكبادوق (¬5) وقصد ابن الملاييني (ليأخذه معه فلم يجتمع به ابن الملايني) (¬6). وكان مع السقلاروس شيخ متنصّر بطريق يسمّى عبيد (¬7) الله من أهل ملطية، فجعله ماجسطرس، وأنفذه إلى أنطاكية (¬8)، وأنفذ معه غلاما له خادما [لنتتيش] (¬9) بسليقا (¬10) عليها، كليب يسلّم أنطاكية لقائد السقلاروس ولمّا وصل إلى أنطاكية (¬11) سلّم إليهما المدينة كليب، وصارت أنطاكية حينئذ والثغور وسائر بلاد المشرق للسقلاروس، وسيّر عبد الله الماجسطرس بكليب البطريق وبرؤساء المدينة إلى حضرة السقلاروس بالكبادوق. هزيمة الأطرابازي وابن الملاييني أمام السقلاروس وجرّد باسيل ¬

= ويقال «قبادوقيا» و «كبادوكيا». والقباذق: ولاية واسعة في بلاد الروم حدّها جبال طرسوس وأذنة والمصّيصة وفيها حصون، منها: قرّة، وخضرة، وأنطيغوس، ومن مدنها المعروفة قونية وملقونية. (معجم البلدان 4/ 303). (¬1) في النسخة (ب): «بلاده». (¬2) في الكامل في التاريخ 8/ 668 اسمه «ورد المعروف بسقلاروس». وهو في تاريخ الزمان لابن العبري 69 «وردوس». (¬3) في النسخة البريطانية «وتخلّفه»، وكذا في نسخة بترو. (¬4) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬5) في نسخة بترو «القباذق». (¬6) ما بين القوسين ساقط من النسخة (ب). (¬7) في النسخة (ب) و (س): «عبد». (¬8) في النسخة البريطانية «إلى طرسوس». (¬9) زيادة من نسخة بترو. وفي النسخة (س) «كنتينس». (¬10) في النسخة البريطانية «باسليق». (¬11) في النسخة البريطانية «إليها».

[سنة 367 هـ‍.]

الملك بطرس الإسطراطوبدرج المعروف بالأطرابازي (¬1) [الخادم] (¬2) الذي كان فتح أنطاكية في عسكر ضخم، ورسم له الاجتماع بابن الملاييني ولقاء السقلاروس، والتقوا في الكبادوق، وقتل الأطرابازي الذي كان فتح أنطاكية، وانهزم ابن الملاييني، وقوي السقلاريوس وعظم حاله. وأنفذ كليب إلى ملطية باسليقا عليها، وأعاد إلى أنطاكية رؤساء أهلها الذين كانوا (أخرجوا إليه) (¬3). [سنة 367 هـ‍.] [هزيمة بردس الفوقاس أمام السقلاروس] ولمّا تفاقم الأمر للسقلاروس اصطنع باسيل الملك بردس الفوقاس (¬4) بن لاون أخي نقفور الملك، وأحضره من الجزيرة التي كان منفياّ بها (بعد مقامه في النّفي سبع) (¬5) سنين فجعله دومستيقس (¬6) الأسلحون وهو قائد الجيوش والعساكر، وضمّ إليه جيوشا (¬7) وسيّره للقاء السقلاروس [وذلك في السنة الثانية من العصيان] (¬8) وخرج بردس الفوقاسي إلى السقلاروس، والتقيا في بنعاليا (¬9)، وانهزم بردس الفوقاس يوم الأربعاء لعشر خلون من ذي القعدة سنة سبع وستّين وثلاثمائة وتفانى بينهما خلق كثير. [وفاة تاودورس بطريرك أنطاكية] وكان باسيل الملك في أوّل عصيان السقلاروس قد أنفذ إلى تاودورس (¬10) بطريرك أنطاكية يستدعيه إلى القسطنطينية، وأرسل إليه شلندي (¬11) يسير فيه البحر، فسار وهو عليل، ولما بلغ طرسوس مات (في ¬

(¬1) في زبدة الحلب 1/ 163 و 164 «الطربازي». (¬2) زيادة من (س) ونسخة بترو. (¬3) في نسخة (س) «عنده». (¬4) في نسخة بترو «برذس الفقاس». (¬5) ما بين القوسين في الأصل وطبعة المشرق 148، وفي نسخة (س) «مدة تسع». (¬6) في نسخة بترو «ذمستق». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 148 «جيوش». وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو و (س). (¬9) في نسختي بترو والبريطانية «سعاليا». (¬10) في نسخة بترو «ثاوذرس». (¬11) كذا، والصحيح «شلنديا». وفي نسخة بترو و (ب) «سكندي». والشلندي Chaland : مركب حربيّ كبير مسطّح كان مخصّصا لنقل المقاتلة والأسلحة. ويقول ابن مماتي في قوانين الدواوين 340 إن الشلندي مركب مسقّف تقاتل الغزاة على-

[الأسقف أغابيوس يعد الملك باستلام أنطاكية]

اليوم الثامن والعشرين من شهر أيار سنة 1287 للإسكندر) (¬1). [الأسقف أغابيوس يعد الملك باستلام أنطاكية] وكان بحلب أسقف يسمّى أغابيوس، فبعث أهل أنطاكية [بعد وفاة ثاودورس بطريركهم] (¬2) يلتمسون (¬3) بطريركا يكون عليهم ويتولّى تدبيرهم، فاستقرّ الأمر على أن يكتبوا [كتابا] (¬4) إلى باسيل الملك يسألون في بطريرك يصير عليهم، فأسموا (¬5) في الكتاب جماعة وقع اختيارهم عليهم، وعوّلوا على أغابيوس أسقف حلب في التفرّد (¬6) به، وسألهم أن يضيفوا اسمه إلى جملة الأسماء [المذكورة] (¬7) فأجابوه إلى ذلك، وشخص بالكتاب إلى حضرة الملك، وأنهى إليه حال المدينة وصورة حال أهلها وتمسكهم بطاعته [وموالاته] (¬8) وأعلمه أنّ الصواب يقتضي أن يكون للمدينة بطريرك يدبّرها ويثبّت أهلها على طاعته، فشكر له الملك سعيه (¬9)، وحسن منه موقع فعله، وضمن له أغابيوس العودة إلى أنطاكية واستمالة عبيد الله الماجسطرس إلى طاعته، وإزالة اسم السقلاروس [وإعادة الدعوة له] (¬10) وقرّر الملك معه أنّه إذا أنجز (¬11) ما ضمنه كان هو بطريركا على أنطاكية. وكتب الملك باسيل على يده إلى عبيد الله كتابا ناطقا (¬12) بخطّه يستميله ويعده فيه بالإحسان إليه ويضمن له ¬

= ظهره وجذّافون يجذّفون تحتهم، واستعملها العرب فقالوا: صندل يستعمله الإفرنج لنقل البضائع. (¬1) ما بين القوسين ليس في النسخة (ب). (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). (¬3) في نسخة بترو «على التماس». (¬4) زيادة من نسخة بترو. (¬5) في النسخة البريطانية «لهم واسموا». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 148، وما أثبتناه عن النسخة (ب). (¬7) زيادة من (س) ونسخة بترو. (¬8) زيادة من نسخة بترو و (س). (¬9) في نسخة بترو «شعبه». (¬10) زيادة من النسخة (س). (¬11) في الأصل وطبعة المشرق 149 «نجز» وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 149 «مطلقا»، وما أثبتناه عن النسخة (س).

[نجاح أغابيوس في مهمته وتعيينه بطريركا على أنطاكية]

أنّه يقرّه في ولايته في أنطاكية مدّة حياته، وأنّه يفي (¬1) له بجميع ما يقوله عنه أغابيوس/104 أ/الأسقف ويرسم له أنّه إذا تمّ ما استقرّ بينهما أن يصيّره بطريركا على أنطاكية. [نجاح أغابيوس في مهمّته وتعيينه بطريركا على أنطاكية] وسار أغابيوس متنكّرا بزي (¬2) راهب إلى أن حصل في ظاهر أنطاكية، وكان قد نقر دفّة مصحف كان معه ودفن فيها كتاب الملك، وألصق عليها ورقة من المصحف، حتى استتر أمر الكتاب، فلمّا وصل إلى المدينة فتّش فلم يوجد معه ما يستراب به، فاجتمع بعبيد الله وخلا به وقرّر الأمر معه على ما ورد فيه، وأحضر (¬3) كتاب الملك وقبّله ودعا للملك وقطع اسم السقلاروس، بردس السقلاروس يهاجم أنطاكية لاستعادتها وصيّر أغابيوس بطريركا على أنطاكية (يوم الأحد ثاني وعشرين كانون الآخر سنة 1289 (¬4) للإسكندر وهي سنة 367، وذلك في) (¬5) السنة الثانية من ملك باسيل. وحين عرف بردس السقلاروس أن قد دعي لباسيل [وقسطنطين] (¬6) الملك بأنطاكية سيّر إليها ابن بهرام ليستميل أهلها إلى طاعته ويعاد (¬7) الدعوة له، فلم يمكّنه الأنطاكيّون من الدخول إلى المدينة، فحاصرهم وحاربهم واستاق أموالهم ومواشي كانت لهم كثيرة في ظاهرها، [الماجسطرس يهزم ابن البغيل] ورحل عنها، وانضوى إلى السقلاروس (محفوظ بن حبيب بن البغيل) (¬8) وضبط حصن أرتاح (¬9) وقصد أنطاكية في عسكر جمعه من الأرمن ¬

(¬1) في النسخة (س) «يقوم». (¬2) في نسخة بترو «في زيّ». (¬3) في النسخة (س) «وأعطاه». (¬4) في النسخة البريطانية «1287». (¬5) ما بين القوسين ليس في النسخة (ب). (¬6) زيادة من البريطانية. (¬7) كذا، والصواب «تعاد». (¬8) العبارة بين القوسين وردت في نسخة بترو «بن حبيب محفوض بن البعل». وفي النسخة (س) «البفيل أبو حبيب». (¬9) في النسخة (ب): «أرباغ»، وفي نسخة بترو «أرياح». وحصن أرتاح: بالفتح ثم السكون، حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب. (معجم البلدان 1/ 140).

[الأرمن يثيرون فتنة في أنطاكية]

واللفيف (¬1)، وخرج عبيد الله الماجسطرس وقاتله، وانهزم ابن البغيل إلى حلب وعاد إلى طاعة باسيل الملك. ... [الأرمن يثيرون فتنة في أنطاكية] وأثار الأرمن الذين بأنطاكية فتنة داخل المدينة وفي ظاهرها، وكانوا جميعهم منقادين إلى رجل منهم يسمّى سموئيل (¬2)، وقصدوا عبيد الله الماجسطرس في داره بغتة ليوقعوا (¬3) به، فاستخبر عبيد الله من غلمانه وأصحابه إن كان أهل المدينة معه أو عليه، فأعلموه أنهم معه، فقويت نفسه وخرج للقاء الأرمن، فاجتمع إليه أهل المدينة وقاتلوا الأرمن وبذلوا السيف فيهم، فانهزموا وهرب سموئيل من بين يديهم. ... [مراسلة أغابيوس لبطريرك الإسكندري] ولمّا استقر أمر أغابيوس البطريرك في رئاسته كتب إلى أنبا إيليا بطريرك الإسكندريّة كتابا يسأله فيه بالتقدّم إلى أهل عمله برفع اسمه في الدبتيخن (¬4) على ما جرى به الرسم، وأنفذه إليه على يد راهب من قبله يسمّى يوحنّا وقرن (¬5) به أمانته، وهي الأمانة التي جرى الرسم بها أن يكتبها البطريرك المتقلّد الرئاسة عند تصيّره ليعلم منها أنّه معتقد الأمانة التي اتّفق عليها أصحاب (السبعة المجامع) (¬6) المقدّسة، فوقف أنبا إيليا على كتابه، وكتب إليه جوابا عنه ينكر عليه فعله ويخطّيء رأيه إذ كان قد فعل ما لم يجز، [بطريرك الإسكندرية يعترض على ترقية أغابيوس] وتعدّى إلى خلاف ما أحلّ، وأطلق في الناموس (ما لا يجوز) (¬7) من نقلته من الأسقفية إلى البطريركية، وأنّه لا يجد سبيلا إلى إجازة رئاسته وبطركيّته ورفع اسمه إذ كانت حالته هذه حال (¬8) سيّدنا المسيح قال: من طلّق زوجته فقد ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «واللتيف». (¬2) في نسخة بترو «سمول»، وفي حاشية النسخة (س) «منصور». (¬3) في نسخة بترو «ليرفعوا». (¬4) في النسخة البريطانية «الدبتيخا». (¬5) في البريطانية «وقرّر». (¬6) في نسخة بترو «المجامع الستت». (¬7) ما بين القوسين ليس في نسخة بترو والبريطانية. (¬8) في نسخة بترو «عنده بحال».

(رد جواب أغابيوس بطريرك أنطاكية على إيليا بطريرك الإسكندرية)

جعلها أن تفجر، وإن (¬1) تزوّج مطلّقة فإنّه يفجر، وإنّ درجة الكهنوت مرتّبة على مثال طغمات الملائكة وشبيهة بها، (وهي) (¬2) التي كلّ طغمة منهم يحفظون مرتبتهم (¬3) ولا يتعدّون (¬4) إلى غيرها، وأنها أيضا على مثال النجوم والكواكب التي هي لازمة نظامها (¬5) ومواضعها لا ينتقل أحدها من موضعه إلى غيره، والتمس منه محضرا من أهل مدينته أنطاكية يذكر فيه صورة الحال وكيف الرضى (¬6) وخطوط كهنة البلد وشيوخه بالشهادة به. فوصل الجواب إلى أغابيوس البطريرك، فأجاب عنه بكتاب هذه نسخته: (ردّ جواب أغابيوس بطريرك أنطاكية على إيليا بطريرك الإسكندرية) (¬7) بسم الله الرحمن الرحيم كتابي أيّها الأب الروحاني الطاهر المشارك في الخدمة المساوي في الرتبة المتّحد في الروحانية من الكرسي السلّيحي بمدينة الله الفائزة بفخر اسمه، المحفوظة بتلميذه، وأوّل رسله، يوم السبت السابع من كانون الأول عن سلامة بيع الله المقدّسة وأولادها قبلي، وسلامتي (من) (¬8) بعدهم، والحمد لله على ما منّ وأولى، وهو المسؤول أن يتمّ إسبال ستره على هذا ¬

(¬1) في نسخة بترو «ومن». (¬2) ليست في نسخة بترو. (¬3) في النسخة البريطانية «تحفظ مرتبتها». (¬4) في البريطانية «تتعدّى». (¬5) في نسخة بترو «لنظامها». (¬6) في البريطانية «وكيف جرى الرضا»، ونسخة بترو «جرى الرضى به». (¬7) ما بين القوسين ليس في نسختي بترو والبريطانية. (¬8) ليست في نسخة بترو.

الشعب وإكمال نعمته على هذه الأمّة قبلي وقبلك وقبل كلّ راع استرعاه في كلّ موضع ارتضاه بمنّه (وكرمه) (¬1). وقد وصل كتابك أيّها الأب الروحاني الطاهر، على يد أنبا يوحنا الراهب المنفذ (¬2) من مسكنتنا إلى قدسك، وأحطتّ علما بمشتمله (¬3) وسررت بأخبار سلامتك وما استدللت عليه من الاستقامة قبلك (¬4)، ثمّ طار (¬5) بعد ذلك فكري، وتعسّف ذهني، وذهل عقلي، وتقطّعت خواطري، متأمّلا ما كتبته ومتبحّرا ما (¬6) أحببته، ولا أدري ما السبب الذي حملك على دفع غير مدفوع، وإنكار غير منكر، والاحتجاج بما لا يساغ (¬7)، وفعل ما لا يليق، وقد كان ينبغي إذ عرفت موضع ابتدائي وإيثاري التبارك بمشاركتك، وإنفاذي رسولي (¬8) إليك في وقت (كان) (¬9) يكاد أن يتعذّر (¬10) فيه عبور الطيور من جهتنا إلى جهتكم، فضلا عن الرسل والكتب (ألاّ كنت) (¬11) تكتب بما كتبت به دون أن تتحقّق أنّك فيه على حقّ لا ينحلّ، وحجة لا تبطل، وصواب لا ينكر، وقاعدة لا ينسب أهلها إلى هوى (¬12) ولا غيّ (¬13) ولا قصد ولا حال من الأحوال التي قدسك متبرّي (¬14) منها ومرتفع عنها. ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية «وظله». (¬2) في نسخة بترو زيادة «كان». (¬3) في النسخة البريطانية: «وأحاط به علم ما تشتمله». (¬4) في النسخة البريطانية «اقامة قلبك». (¬5) في نسختي بترو والبريطانية «طال». (¬6) في النسخة البريطانية «متحيّرا»، وفي نسخة بترو «متحيرا مما». (¬7) في النسخة البريطانية «ينصاع»، وفي نسخة بترو «ينصاغ». (¬8) في نسخة بترو «رسولي كان». (¬9) ليست في نسخة بترو. (¬10) في النسخة البريطانية «تكاد تتعذّر». (¬11) في نسخة بترو «لا». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 151 «هوي» والتصحيح من النسخة البريطانية. (¬13) في نسخة بترو «عيا». (¬14) في نسخة بترو «مبر».

وأمّا أن تذكر أيّها الأب الروحاني غمّك بما صار إليه حالي، وقلقك (¬1) بما ترى عليه أمري، وإيثارك الموت دون السماع بمثله فهذا ما كان يليق، إذ كان لم يجر بحمد الله هاهنا أراسيس (¬2) ولا فساد مقالة، ولا نقص (¬3) سنّة، ولا حالة غير معروفة. والذي جرى فهو (¬4) أمر صغر حالي عنه، وبعد موضعي منه لارتفاعه عنّي وعظمه عليّ، وقلّة قيامي به، وتفاوت (¬5) نقص استحقاقي له، إلاّ أنه لم يكن منّي، ولا أتى (بسعيي إلاّ) (¬6) ما اختاره أصحابي ورضي به شعبي (¬7)، وأمضاه رؤساء الدولة، وعرفه علماء الملّة في المدينة العظمى التي عليها يعوّل (¬8) ومنها يقتبس، وكيف يجوز أن ينكر واحد تجتمع عليه هذه الطبقة وترضى (¬9) به هذه الأمّة، وهو أمر مشهور عندنا مستعمل بيننا على قديم الزمان إلى حيث انتهينا. والذي ذكرته أيّها الأب الروحاني في هذا الباب أنا أعلم أنّك لم تذكره إلاّ لبعد العهد بهذا الحال ببلدك (¬10) ولعدم الكتب التي تنبيء بمثله في ناحيتك، ولقلّة من يستعملها ويقتبسها في موضعك للأحوال التي دفع إليها أهل تلك الديار، ممّا نسأل الله المعونة عليه، وإذا أنت رجعت إلى الفحص عن ذلك وجدته أمرا لم يبدأ (¬11) منّا، ولا يتناهى فينا، (وذلك أنّك تجد ¬

(¬1) في نسخة بترو «وقلقا لك». (¬2) في النسخة (س) «ارايسيس». (¬3) في نسخة بترو «نقض». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 151 «هو» وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬5) في نسختي بترو والبريطانية «وتقارب». (¬6) في نسخة بترو: «بسعيي وبما كان بتوفيق لا أقف على سره ولا يعرف غير الباري سببه وهو». وفي النسخة البريطانية «وإنما كان بتوفيق لا يقف». (¬7) في نسختي بترو والبريطانية «سهمي». (¬8) في نسخة بترو «نعول». (¬9) في البريطانية «ويرتضي». (¬10) في البريطانية «بتلذذك». (¬11) في البريطانية «يبتدأ».

القدّيس أفسطاتيوس) (¬1) (بطريرك مدينتي هذه) (¬2) وقد نقله السينودس المقدّس (¬3) بنيقية (¬4) من حلب إلى أنطاكية ووجدت القدّيس ملاتيوس منقولا من لاريصه إلى حلب، ومن حلب إلى أنطاكية، وقد حضر السينودس (¬5) الثانية بالقسطنطينية، ونقل (القدّيس غريغوريوس) (¬6) الثاولوغس (من نازينزو وكرّسه) (¬7) على كرسيّها (¬8). ووجدت (¬9) أودوكسيوس (¬10) قد نقل من مرعش إلى أنطاكية، ومنها إلى القسطنطينية. ووجدت أوسابيوس قد نقل من بيروت إلى نيقوميدية، ومنها إلى القسطنطينيّة. ووجدت جماعة آخرين منقولين إلى مواضع عدّة. هذا بعد مار بطرس السليح الذي هو أساس البيعة ورأس الشريعة ومقامه اثنتي عشرة سنة بأنطاكية، وانتقاله بعد ذلك إلى رومية. وكفاك به من شاهد. وتناهى بمن ذكرناه قليلا من كثير [من] (¬11) قدوة يقتدى (¬12) بها، وأصلا يرجع إليه. وإذا كان ذلك كذلك فقد عرفت منّا أيّها الأب الروحاني ما طلبته، ووجدت ما ابتغيته (¬13)، إذ كان التماسك في كتابك أن يوجد في هذا الباب أصل يرجع إليه، وطريق تفسح لك في قبول (السنن) (¬14) ورفع ¬

(¬1) في نسخة بترو «ووجدت اسطاثيوس». (¬2) في البريطانية «البطريرك القديس». (¬3) في نسخة بترو «المقدسة». (¬4) نيقية: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر القاف، وياء خفيفة، من أعمال اصطنبول على البر الشرقي، وهي المدينة التي اجتمع بها آباء الملّة المسيحية. (معجم البلدان 5/ 333). (¬5) السينودس: هو المجمع الكنسي. (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) ما بين القوسين ورد في نسخة بترو: «عن كرسيه». (¬8) في النسخة البريطانية «من كرسيه إلى كرسيها». (¬9) في البريطانية «ووجد». (¬10) في نسخة بترو «أوذكسيس». (¬11) زيادة من نسخة بترو. (¬12) في نسخة بترو «يبتدي». (¬13) في نسخة بترو: «اتبعته». (¬14) في الأصل وطبعة المشرق 152 «الكسس»، وما أثبتناه عن نسختي بترو والبريطانية.

الإسم، لا سيما مع علمك بأنّ هذا ليس هو ممّا تدعو إليه حاجة ضرورية، وإنّما يراد به اتحاد البيع المقدّسة بالروحانية، ومن طلب أن يتّحد مع قدسك ويشارك خدمتك، فليس يجوز أن تنفرد عنه بالحجج التي احتججت بها، ويتّضح حلّها ويقوم البرهان بصحّة غيرها. من ذلك تشبيه هذا الأمر بمن تزوّج ابنة ثمّ تركها وأخذ والدتها، وقد ارتفع الكهنوت الإلهي (¬1) عن التشبيه بالتزويج البشري، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان إذا توفّي أسقف وكان له أخ يستحقّ رئاسته لا يجوز له أن يرجع (¬2) موضعه، كما لا يجوز للأخ أن يأخذ زوجة أخيه بعد وفاته، والتشبيه بمن طلّق امرأة وأخذ غيرها يبعد أيضا عمّا نحن فيه، ولا يليق أن يشبّه به، وإلاّ لم يكن بالجائز للمدينة أن يصير عليها (غير) (¬3) أسقفين، كما لا يجوز للإمرأة أن تتزوّج أكثر من زوجين (¬4). فأمّا قول السيّد المسيح بأنّه من طلّق امرأته فقد جعلها أن تفجر، ومن تزوّج مطلّقة فإنّه يفجر، فلم يكن (مقولا) (¬5) على الكهنوت، وإنّما كان كلامه على (¬6) اليهود لما حضروه مجرّبين له، فأراهم (¬7) بعد طباعهم (¬8) عمّا يوجبه ناموس الطبع اللطيف والعقل الحصيف من المحافظة على الزوجة البشريّة والتمسّك بحبّها (¬9)، لأجل أنّ الإثنين قد صارا جسدا واحدا، كما قال الكتاب، حتى أظهر عيونهم وأحوجهم إلى أن قالوا لقد كان خيرا (¬10) للرجل أن لا يتزوّج بالكليّة. ومن كان ¬

(¬1) في نسخة بترو «الالهية». (¬2) في نسخة بترو «يجعل». (¬3) ساقطة من النسخة البريطانية. (¬4) في البريطانية «بأكثر من اثنين». (¬5) ليست في البريطانية. (¬6) في البريطانية «عن». (¬7) في نسخة بترو «فارهم». (¬8) في البريطانية «طبائعهم» وفي نسخة بترو «طبايعهم». (¬9) في النسختين بترو والبريطانية «بحبلها». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 153 «أخير»، والتصحيح من البريطانية.

كذلك فأيّة مناسبة بين هذا المعنى وبين الكهنوت الإلهيّة التي هي درجات تتراقى من الدون إلى التي فوقها. فأمّا تشبيه هذه الدرجات في طغمات (¬1) الملائكة التي تحفظ كلّ طغمة منها موضعها ولا تتعدّاه (¬2) إلى غيرها، فهذا أيضا مما لا يشبه في (حال) (¬3) النقلة، وإلاّ لم يكن بالجائز للأنغنسط (¬4) أن يصير أيبودياكن، ولا للإيبودياكن (¬5) أن يصير تامّا، ولا للتامّ أن يصير قسّيسا، ولا للقسّيس أن ينتقل إلى ما فوق. فأمّا تشبيهها بالنّجوم فإنّ الكواكب لازمة نظامها ومواضعها، لا ينتقل أحدها إلى موضع [آخر] (¬6) غيره فهذا أيضا بعيد لا يليق، لأنّ الكواكب أجرام غير ناطقة رتّب الباري كلّ واحد منها في موضعه، وجعل طبيعته لا تتغيّر عن حالته، فأمّا الإنسان فإنّه جعله حيوانا ناطقا متحرّكا من حال إلى حال، ومن أمر إلى أمر، والخليق (¬7) به أن يكون انتقاله إلى ما هو أشرف، وحركته إلى ما هو أعلى، فمن هذا جاز أن ينتقل من ذكرنا نقله. وقد قامت الشواهد بهذه الحال. فأمّا ما التمسته أيها الأب الروحاني من إحضار محضر من المدينة الشريفة يذكر فيه كيف جرت (¬8) هذه الحالة والرضى بها، فلم يجر بذلك رسم، ولا فعل هذا من تقدّمني فأفعله أنا بعده، ولولا تعذّر الطريق في هذا الوقت إلى ما هناك لقد كان ذلك سهلا. فأمّا إنفاذ خطوط كهنة الكرسيّ وشيوخه بالرضى فهذا نريد (¬9) أن يكون لو لم يتمّ الأمر، وحينئذ تكون ¬

(¬1) في النسخة البريطانية «بطغمات». (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «يتعدّون». (¬3) ساقطة من البريطانية. (¬4) في البريطانية «الجائز للاعنسطس». (¬5) في نسخة بترو «بوذياقن». (¬6) زيادة من البريطانية. (¬7) في نسختي بترو والبريطانية «الأليق». (¬8) في النسخة البريطانية «جازت». (¬9) في نسخة بترو: «يريد».

الشبهة لاحقة في مثل هذا، فأمّا بعد تمامه ومضيّ سنته (¬1) عليه، فأنت تعلم أنّه لو لم يحصل في الأول خطوط ويقع إجماع (¬2) ورضى قبل التوجّه إلى المدينة المتملّكة لما كان تمّ. وكان بعد تمامه [يقع] (¬3) اضطراب، ولم يقع بعده سكون، فنحن كنيستنا بحمد الله واحدة، والمشاركة فيها من كلّ جهة واقعة، والمحبّة بين أولادها تامّة كاملة، وليس هاهنا خلف ولا انفراد ولا انشقاق، ولا حال فيها شبهة تحتاج (¬4) إلى إنفاذ ما التمسته وطلبته مثل هذا في غير موضعها، تجري مجرى المعاياة، والإجابة إلى مثل ذلك [ففيهما] (¬5) نقص وإيقاع شبهة، فأمّا الحقّ (¬6) بالمودّة الإلهية والأليق (¬7) بالأحوال الروحانية أن تدع التماس ما لم تجر العادة بالتماسه، والاحتجاج بما قد بطل وبمثله (¬8)، والرجوع إلى الواجب في توكيد المودّة وإتمام اتّحاد الخدمة والمشاركة حتّى يزول الشكّ ويرتفع سبب الفساد ولا يقع في البيعة انشقاق. وأنت أيّها الأب الروحاني تأتي في ذلك (¬9) الواجب، وقد أردت إنفاذ البركة على ما جرى به الرسم والعادة، ولم تتأخر إلاّ لبعد الطريق وصعوبة الوقت، (وأنا أرصد الفرصة لإنفاذها وأراقب نفوذ من يصلح لحملها وأنفذها وأتبارك بإصدارها، وإنّي في ذلك على الرسم) (¬10) الذي أنا قلق لتأخّره (¬11). ¬

(¬1) في البريطانية «سنة»، وفي نسخة بترو «سنت». (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «اجتماع». (¬3) زيادة من البريطانية. (¬4) في نسخة بترو «فتحتاج». (¬5) زيادة من نسخة بترو، وفي البريطانية «ففيها». (¬6) في البريطانية «الأحقّ». (¬7) في نسخة بترو «واليق». (¬8) في نسختي بترو والبريطانية «والاحتجاج بمثله». (¬9) في البريطانية «تأتي ذلك»، وفي نسخة بترو «تاني». (¬10) ما بين القوسين ورد في البريطانية: «وإني على ذلك الرسم». (¬11) في البريطانية «لنحوه».

[هزيمة جوهر أمام الفتكين التركي]

وأنت أيّها الأب الروحاني تأتي في قبولها عند وصولها ما جرت فيه العادة (¬1) التي تتبع الرّوحانيّات، ولا ينقصها تأخيرها، ولا يزيد فيها تقدّمها مع إبهاجي (¬2) بكتابك عاجلا، متضمّنا (¬3) من أخبارك واستقامة أحوال من (¬4) قبلك ما أسرّ به، ومن حاجاتك ومهمّاتك ما أقوم فيه بواجب المودّة والأخوّة الروحانية والمشاركة إن شاء الله. سلام ربّنا وإلهنا يسوع المسيح يكون معك وعندك حافظا ومواقيا وكافيا ومشدّدا (¬5) من الآن وإلى كلّ أوان وإلى دهر الداهرين آمين. ولمّا وصل هذا الكتاب لأنبا إيليا بطريرك الإسكندرية قبّله ورفع اسمه. ... [هزيمة جوهر أمام الفتكين التركي] وأمّا الفتكين (¬6) التركي فتوجّه جوهر من مصر إلى الشام لمحاربته في شهر رمضان سنة خمس وستّين وثلاثمائة [فوصل إلى دمشق في أول ذي الحجّة منها] (¬7) (وكان بينهما وقعات كثيرة. ... [سنة 366 هـ‍.] ورجع جوهر من دمشق إلى الرملة منهزما) (¬8) [في جمادى الأولى سنة 366] (¬9). [وفاة الأعثم القرمطي بالرملة بعد دخولها] ووافى الأعثم (¬10) القرمطيّ من الإحساء ودخل الرملة [يوم الأحد لاثني عشر ليلة بقيت من رجب من السنة] (¬11) ونزل بدار الإمارة ومات بها [لسبع بقين من رجب منها] (¬12). ¬

(¬1) في البريطانية «تجري على العادة»، وفي نسخة بترو «تجري فيه العادة». (¬2) في البريطانية «انهاجي». (¬3) في البريطانية «مضمّنا». (¬4) في البريطانية ونسخة بترو «أحوالك ومن قبلك». (¬5) في البريطانية «وموقيا ومشيدا». (¬6) في البريطانية «فتكين». (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬8) ما بين القوسين ليس في نسخة بترو. (¬9) زيادة من النسخة (س). (¬10) في نسخة بترو «الأعسم». (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬12) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. -

[الحرب بين الفتكين وجوهر الصقلي]

[الحرب بين الفتكين وجوهر الصّقلّي] وكان جوهر قد التجأ إلى عسقلان وتحصّن فيها، ووصل الفتكين التركي إلى الرملة وتوجّه إلى عسقلان نحو جوهر، ووقع بينهما حرب، وقتل من الفريقين خلق كثير. وأقام (¬1) التركي على عسقلان محاصرا لجوهر [ودخل إلى عسقلان وتحصّن فيها وتبعه الفتكين وحاصره بها] (¬2) سنة وثلاثة أشهر إلى أن هلك أكثر عسكر جوهر من الجوع. [سنة 367 هـ‍.] [الصلح بين الفتكين وجوهر] (ولمّا طال حصار الفتكين له وعظم عندهم الجوع وعدم القوت سألوا التركي (¬3) الصلح وإطلاق سبيلهم فأجابهم (¬4) إلى ذلك، وتقرّر الحال بينهم على أن يكون من غزّة إلى مصر للمغاربة، وأن يكون من عسقلان وما يليها من أعمال الشام إلى التركي (¬5)، وعلى أنّ الدعوة (¬6) تقام في هذا الموضع (¬7) العزيز، ويكون مالها محمولا للتركي، فتراضيا بذلك. وعلّق التركيّ سيفا مجرّدا على باب حصن عسقلان، وخرج جوهر وأصحابه من تحت السيف ودخلوا إلى مصر [في شعبان من السنة 367] (¬8) فلم يرضى (¬9) العزيز بالصلح، وسار بنفسه/104 ب/إلى الشام في جميع جيوشه، (واستخلف بمصر جبر بن القاسم (¬10) ¬

= والخبر عن وفاة القرمطيّ في الرملة ذكره الذهبي في العبر 2/ 340، وابن أيبك الدواداري في (الدرّة المضيّة-179)، أما صاحب (عيون الأخبار-السبع السادس-ص 199) فيذكر أن القرمطي قتل! ولكنه لا يذكر متى وكيف وأين. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 154 «قام»، والتصويب من نسخة بترو. (¬2) ما بين الحاصرتين على هامش النسخة (س). (¬3) ما بين القوسين ليس في النسخة (س) وفيها: «فطلب جوهر». (¬4) في النسختين (س) والبريطانية وردت العبارة «وتردّدت الرسائل بينهم إلى أن». (¬5) في البريطانية «للتركي». (¬6) في النسخة البريطانية «الدعوى». (¬7) في النسخة (س): «هذه الأعمال». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) وفي نسخة بترو «366». (¬9) كذا، والصحيح «لم يرض». (¬10) هو صاحب الشرطة السفلى بمصر. (اتعاظ الحنفا 1/ 216).

[سنة 368]

ووافى العزيز) (¬1) إلى الرملة (وترتّب بها) (¬2). [سنة 368] [خروج العزيز بالله لقتال الفتكين] وكان التركيّ قد سار إلى الشام (¬3) راجعا [ونزل] (¬4) فراسله العزيز بالله، وأرسل (¬5) إليه أمانا ليكون تحت الطاعة، وبذلك له مالا جزيلا، فلم يجب التركيّ ودعا إلى الحرب، فتوجّه العزيز بالله إليه، موقعة نهر الطواحين بين العزيز بالله والفتكين والتقيا على نهر الطواحين [يوم الخميس] (¬6) في سابع المحرّم سنة ثمان وستّين وثلاثمائة، ووقع بينهم يومهم (¬7) ذلك حرب شديد، وقتل من الفريقين مقتلة عظيمة، وانهزم التركي، [وقوع الفتكين في الأسر] وأسرعت العرب في طلبه، فأخذته أسيرا بين قلنسوة (¬8) وكفرسابا (¬9) وجاؤا به إلى العزيز، وقد ناله من الضرب والّلطم حال عظيم حتى أشرف على الهلاك، فخرج العزيز بالله واستنفذه من بين يديهم، وأمّنه على نفسه، ودفع إليه خاتمه (¬10) واستسقى التركيّ ماء (¬11) فأمر العزيز بإحضار قدح شراب جلاّب وأتيا (¬12) بالقدح، فتوقّف التركيّ عن شربه خوفا أن يكون فيه سمّ قاتل، وتبيّن العزيز ذلك فأخذ القدح وشرب منه وسقاه باقيه، وأفرد له خيمة، ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (س)، والعبارة فيها: «وعدده للقاء التركي ووصل». وفي نسخة بترو «وعدده بمشورة يعقوب بن يوسف بن كلس في ذي القعدة من السنت (كذا) واستخلف بمصر جبر بن القسم». (¬2) ما بين القوسين ليس في (س). (¬3) في البريطانية «دمشق». (¬4) زيادة من (س). (¬5) في البريطانية «وأنفذ». (¬6) زيادة من (س) والبريطانية. (¬7) في البريطانية «ذلك اليوم». (¬8) قلنسوة: بفتح أوله وثانيه وسكون النون. هو حصن قرب الرملة من أرض فلسطين. (معجم البلدان 4/ 392). (¬9) كفرسابا: قرية بين نابلس وقيسارية. (معجم البلدان 4/ 469). وفي النسخة البريطانية «كفرسبا». (¬10) في النسخة (س) «خاتم أمانه». (¬11) من هنا حتى عبارة: «وخلع عليه» ليس في النسخة (س). (¬12) في نسختي بترو والبريطانية: «جلاب وماء بثلج وأتى».

[العزيز بالله يستوزر ابن كلس]

وتقدّم بأن يحمل إليه جميع ما يحتاج إليه وحمله على دوابّه وأمره بالركوب على مركبه (¬1)، وسأله عن (أناس ممّن يأنس بهم) (¬2) فالتمس إحضار قوم من أصحابه، فأتى بهم إليه من الأسارى (¬3). وكان أبو ظاهر أخو بختيار قد قتل في الحرب وأسر أخوه إبراهيم، واستأمن المرزبان بن بختيار إلى العزيز بالله، فسأل التركيّ كونهما معه في خيمته، فأجيب إلى ذلك، ورجع العزيز إلى مصر وتقدّم إلى جميع مقدّمي أهل دولته وقوّاده وأمرائه بإكرام التركيّ وإجلاله، فلم يبق أحدا (¬4) من وجوههم إلاّ دعاه إلى داره وحمل إليه وخلع عليه [وأفرد له خيمة وسائر ما يحتاج إليه وحمله على دوابّه، وعاد إلى مصر] (¬5). ... [العزيز بالله يستوزر ابن كلّس] [واستوزر العزيز بالله يعقوب بن يوسف بن كلّس يوم الاثنين لاثني عشر ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة وتقدّم بكتب اسمه في جميع الاستعمالات أن يبتدي باسمه في المكاتبة إلى من يكاتبه] (¬6). ... [عضد الدولة لا يحظى سوى بالدعاء على منابر العراق] وأمّا عضد الدولة فنّاخسرو فلم يقم له عزّ (¬7) الدولة بختيار بشيء ممّا شرطه إلاّ إقامة الدعوة على منابر العراق، فإنه أجراها على الموافقة (¬8). ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية. (¬2) في نسخة بترو: «يأنس به ليجده». (¬3) أنظر عن الحرب بين أفتكين وجوهر والعزيز في: ذيل تاريخ دمشق 15 - 20، وتكملة تاريخ الطبري 225 - 228، والكامل في التاريخ 8/ 658 - 661، وعيون الأخبار-السبع السادس 217 - 228، والدرّة المضيّة 175 - 180، واتعاظ الحنفا 1/ 238 - 245، وتاريخ أخبار القرامطة 65 - 67 و 107،108، وتاريخ الأزمنة 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 115، وتاريخ ابن الوردي 1/ 299. (¬4) كذا، والصحيح «أحد» كما في البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة (س). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية ونسخة بترو. والخبر في: عيون الأخبار وفنون الآثار 228 - 231، و 241،242، والدرّة المضيّة 175. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 155 «من». وما أثبتناه عن نسخة بترو والبريطانية. (¬8) الكامل في التاريخ 8/ 648 - 652، وتجارب الأمم 2/ 365 - 386.

[عودة لسنة 366 هـ‍.]

[عودة لسنة 366 هـ‍.] [موت ركن الدولة الحسن بن بويه] ومات ركن الدولة الحسن بن بويه في أول سنة ستّ وستين وثلاثمائة (¬1)، وبعد وفاته انتحل بختيار الرئاسة على أهل بيته وبني عمّه، وكتب عن الطائع كتابا مبنيّا على تعظيمه بختيار وتقدّمه على سائر المملكة وتخصّصه بالرئاسة دون غيره من جماعتهم، فانتهى ذلك إلى عضد الدولة، الحرب بين عضد الدولة وبختيار فاستعدّ للخروج للعراق لمحاربة بختيار، وسيّر جيوش مقدّمته من فارس إلى العراق مع وزيره المطهّر بن عبد الله [في شعبان سنة 366] (¬2)، وهابه بختيار وسار إلى الأهواز، وحمل الطائع على الخروج معه لتوسّط الحال بينهما، واستنجد بجميع (¬3) الأولياء والأطراف، واستعدّ للقائه، فلمّا رأى الطائع الحال قد أفضت إلى حرب امتنع من المقام، وبرز متوجّها إلى بغداد واجتهد به بختيار وابن بقيّة أن يقيم، فامتنع، والتقى العسكران بالأهواز [يوم الأحد لأحد عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة 366] (¬4)، وقتل جماعة من أصحاب بختيار، واستأمن كثير منهم، وانهزم باقوهم (¬5). وملك فنّاخسرو قصبة الأهواز وجميع كورها، فتوجّه بختيار إلى البطائح، [367 هـ‍.] [بختيار يقبض على ابن بقيّة] وسار/105 أ/ابن بقية يستصغر بختيار ويتطاول عليه، وغلب على جيوشه، وشغب الجند عليه بسببه، فتخوّف بختيار أن يتوثّب عليه، أو ينفرد بالأمور دونه، فأشار على بختيار بعض أصحابه وخواصّه بالقبض عليه، وأعلمه ¬

(¬1) أنظر عن ركن الدولة ابن بويه في: تكملة تاريخ الطبري 229، والكامل في التاريخ 8/ 669 - 671، والمنتظم 7/ 83، والمختصر في أخبار البشر 2/ 116، وتاريخ ابن الوردي 300، وتاريخ مختصر الدول 171، والنجوم الزاهرة 4/ 127، ومآثر الإنافة 1/ 313، والبداية والنهاية 11/ 284،285، والعبر 2/ 341، ونهاية الأرب 23/ 203، ودول الإسلام 1/ 227، وشذرات الذهب 3/ 55، وسير أعلام النبلاء 16/ 203، ووفيات الأعيان 2/ 118،119، والوافي بالوفيات 11/ 411،412، ومرآة الجنان 3/ 93. (¬2) زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬3) في البريطانية «جميع». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬5) كذا، والصحيح «باقيهم».

عضد الدولة يقتل ابن بقية

أنّه يستصلح بذلك فنّاخسرو ويكسر حميّة غضبه، وأن يجعل ذلك السبيل إلى استعطافه وألاّ يستوزر بعده وزيرا فنجح إلى هذه المشورة، عضد الدولة يقتل ابن بقيّة وقبض على ابن (¬1) بقيّة، وهما يومئذ بواسط، وحمله إلى مدينة السلام وكحّله [ليلة الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة 367] (¬2)، وأنفذه إلى عضد [الدولة] (¬3) فنّاخسرو، فأشهره في عسكره على جمل، وطرح إلى الفيلة فخبطته وقتلته، وصلب لوقته على شاطىء الدجلة. والتمس عزّ الدولة بختيار من عضد الدولة فنّاخسرو أن يمكّنه من الخروج إلى أعمال الشام، فأجابه إلى ذلك بعد أن أشرط عليه أن يكتب اسمه على راياته وأعلامه، أعني اسم عضد الدولة، ويقدّم الخطبة له في [أيّ] (¬4) بلد ملكه أو فتحه. وحمل إليه خلعا، ووقع النّداء بمدينة السلام برجوع بختيار للطاعة (¬5). [عضد الدولة يملك البصرة] وسار عضد الدولة فنّاخسرو من الأهواز إلى البصرة، فدخلها وملكها [في أول سنة 367] (¬6)، وتوجّه إلى مدينة السلام، وتلقّاه الطّائع، ودخل إليه [في يوم الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الآخر منها] (¬7) [الطائع لله يزيد في ألقاب عضد الدولة] ولقّبه تاج الملّة مضافا إلى عضد الدولة [في جمادى الأول سنة 367] (¬8)، وأضاف إلى لقبه بعد ذلك وليّ النّعم (¬9). واجتمع إلى بختيار كثير من الغلمان، وتراجع إليه جماعة من الدّيلم، ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 156 «علي بن». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬3) زيادة من البريطانية. (¬4) من البريطانية. وفي تكملة تاريخ الطبري 235 «كل». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 156 «الطاعة» والتصويب من البريطانية. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬9) تكملة تاريخ الطبري 231 - 235، وتجارب الأمم 2/ 366 - 375، والكامل في التاريخ 8/ 671 - 673، وتاريخ مختصر الدول 171، والإنباء في تاريخ الخلفاء 179، والبداية والنهاية 11/ 285، ومآثر الإنافة 1/ 313، والمختصر في أخبار البشر 2/ 126، والمنتظم 7/ 86،87، والنجوم الزاهرة 4/ 126، وتاريخ ابن خلدون 3/ 429،430.

[هزيمة بختيار عند قصر الجص ومقتله]

واستجدّ سلاحا وكراعا، وسار في عسكر قويّ استظهر به، واجتمع مع صهره أبي تغلب (¬1) بن حمدان، واتّفقا على المعاضدة في المزاحمة إلى الحرب، فنهض عضد الدولة إليهما، وقبض الطائع معه، والتقى الفريقان بقصر الجصّ (¬2) [الذي بإزاء (¬3) سرّ من رأى غداة يوم الأربعاء لاثني عشر ليلة خلت من شوّال] (¬4). [هزيمة بختيار عند قصر الجصّ ومقتله] وانهزم جيش بختيار، وظفر بعض العسكر من الأكراد ببختيار وأخذ سلبه وهو لا يعرفه، فعرفه غلام تركيّ من غلمان فنّاخسرو، وكان الوقت شديد القيظ قويّ (¬5)، فلحقه عطش شديد ولم يمكنه المسير فوقف وقتل (¬6). [اختلاف الروايات حول مقتل بختيار] واختلفت الحكايات في قتله، فقال طائفة: إنّه سقط من اللهث. وقال آخرون: إنّ قوما من الدّيلم عرفوه، وأرادوا أن يغلّبوا التركيّ عليه، فيكونوا (المتقرّبين) (¬7) به، فوقعت بين الفريقين المشاحنة فيه، فقتلوه وقتلوا (¬8) جماعة كثيرة من أصحابه. ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 156 «ثعلب» وهو تحريف. (¬2) في جميع الأصول وطبعة المشرق 157 «الخص» (بالخاء)، وهو تحريف، وما أثبتناه عن: تجارب الأمم وغيره. (¬3) في نسخة بترو: «بإذاء». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو وفي النسخة البريطانية: «بقصر الخص بإزاء سرّ من رأى غداة». (¬5) كذا، والصحيح «قويّا». (¬6) تجارب الأمم 2/ 380،381، والكامل في التاريخ 8/ 691، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، وتاريخ مختصر الدول 171، وتاريخ البيهقي 208، ودول الإسلام 1/ 227، والعبر 2/ 343 و 344، وتاريخ ابن الوردي 1/ 302 (وفيه ان قصر الجص من نواحي تكريت)، والمنتظم 7/ 86،87 و 89،90، والمختصر في أخبار البشر 2/ 119، ومآثر الإنافة 1/ 313، والبداية والنهاية 11/ 289 - 291، واتعاظ الحنفا 1/ 242، والنجوم الزاهرة 4/ 129، وتاريخ ابن خلدون 3/ 431، وسير أعلام النبلاء 16/ 231،232، ووفيات الأعيان 1/ 267،268، والوافي بالوفيات 10/ 84 - 86، وتاريخ الخلفاء 649، وشذرات الذهب 3/ 59، ويتيمة الدهر 2/ 218،219، وتاريخ الأزمنة 71، وتكملة تاريخ الطبري 236. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 157 «المتفرّقين» وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬8) عبارة نسخة بترو «وقتلوا بينهما وقتل معه».

[انهزام أصحاب بختيار إلى الفتكين بدمشق]

[انهزام أصحاب بختيار إلى الفتكين بدمشق] وانهزم أبو تغلب (¬1) بن حمدان إلى الموصل فأفلت إبراهيم وأبو طاهر أخوا بختيار والمرزبان بن بختيار ومن اتّبعهم إلى دمشق، ولحقوا بالفتكين، فلقاهم (¬2) وأحسن إليهم [وكان وصولهم إلى دمشق لثلاث بقين من ذي القعدة من السنة] (¬3). [عودة الطائع لله إلى بغداد] وعاد الطّائع إلى مدينة السلام. [عضد الدولة فنّاخسرو يملك الموصل] وسار فنّاخسرو إلى الموصل فملكها وسائر ما اتّصل بها من الأعمال والدّيار (¬4). [سنة 366 هـ‍.] وأمّا أبو المعالي بن سيف الدولة فإنّ بكجور (¬5) سار إليه من حلب، وهو يومئذ بحمص، فخلع عليه أبو المعالي وولاّه (حلب، وعاد بكجور إلى حلب) (¬6)، وأقيمت له الدعوة فيها وفي سائر أعمالها، (ووافق بكجور لسائر غلمان الدولة على القبض على قرغويه (¬7) وسار أبو المعالي إلى حلب وقلعه من حمص [القبض على قرغويه] وقبض على قرغويه) (¬8). [أبو المعالي يفتح المعرّة] وسار أبو المعالي من حلب (¬9) وفتح ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 157 «ثعلب»، وما أثبتناه هو الصواب عن البريطانية. (¬2) كذا، والصحيح «فتلقّاهم». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. والخبر في: الكامل في التاريخ 8/ 697 و 699، وتجارب الأمم 2/ 383،384، والمختصر في أخبار البشر 2/ 120، وتاريخ مختصر الدول 171، وذيل تاريخ دمشق 22، والدرّة المضيّة 191، والبداية والنهاية 11/ 292، واتعاظ الحنفا 1/ 242،243. (¬4) تجارب الأمم 2/ 384، والكامل في التاريخ 8/ 692، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، والمنتظم 7/ 92. (¬5) في هامش النسخة (ب): «بجكور». وهو: الأمير أبو الفوارس بكجور الحاجبيّ الكاسكيّ. (زبدة الحلب). (¬6) ما بين القوسين ليس في (س). (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 157 «قرعويه» بالعين المهملة. وفي البريطانية «فرعون» وهو وهم. وما أثبتناه عن (زبدة الحلب) و (الكامل في التاريخ). (¬8) ما بين القوسين ليس في (س). والعبارة هنا مضطربة وناقصة، وهي في (زبدة الحلب 1/ 170) على هذا النحو: «ووصل إليه بكجور من حلب وهو بحمص، فخلع عليه أبو المعالي، وولاّه حلب، وأقيمت له الدعوة فيها وفي سائر عملها، فوافق بكجور غلمان سيف الدولة على القبض على مولاه قرغويه وقصد أبي المعالي، وقلعه من حمص، فقبض عليه، وسار أبو المعالي إلى حلب». (¬9) في زبدة الحلب: «إلى حلب» وهو الصحيح.

[سنة 367 هـ‍.]

المعرّة وما يليها في شوّال سنة ستّ وستّين وثلاثمائة (¬1). [سنة 367 هـ‍.] [أبو المعالي يأخذ حلب من بكجور ويولّيه حمص] ونزل إلى حلب/105 ب/ومعه بنو كلاب، ووقع القتال بينه وبين بكجور، واستظهر أبو المعالي عليه (ودخل حلب في شهر ربيع الآخر سنة 367) (¬2) واستقرّ [الأمر] (¬3) بينه وبين بكجور على (ولاية) (¬4) حمص وسيّره إليها (¬5). [أبو المعالي يهنّيء عضد الدولة بعودته إلى بغداد] وأرسل أبو المعالي إلى عضد الدولة (بالتهنئة بحصوله) (¬6) ببغداد ويعلمه أنّه في طاعته، فأعاد رسوله إليه بالخلع (والطوق (¬7) ولقّبه سعد الدولة. (ولقّب وزيره أبا صالح (¬8) بن نابا (¬9): السّديد) (¬10) [وذلك في شعبان سنة 367] (¬11) وأقيمت الدعوة بحلب للطائع ولعضد الدولة، ثم لسعد الدولة. وتتبّع أبو الوفاء كاتب عضد الدولة أبا تغلب (¬12) بن حمدان بعد هزيمته من الموصل، فخاف على نفسه، فأخذ طريق الجزيرة. وكتب إلى بردس السقلاروس يستنجده. وكان السقلاروس قد واصله (¬13) واعتضد به على منازعة باسيل (¬14). ¬

(¬1) أنظر فتح أبي المعالي سعد الدولة لمعرّة النعمان في: زبدة الحلب 1/ 170،171، ونهاية الأرب 26/ 152. (¬2) ما بين القوسين ليس في النسخة (ب). والخبر في: (زبدة الحلب 1/ 171،172). (¬3) زيادة من النسخة (س). (¬4) في النسخة (س): «ان ولاه». (¬5) زبدة الحلب 1/ 172. (¬6) ما بين القوسين ليس في (س). (¬7) ساقطة من (ب). (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 157 «أبو» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬9) كذا، وفي زبدة الحلب 1/ 173 «نانا». (¬10) ما بين القوسين ليس في (س) والخبر في: زبدة الحلب 1/ 172،173. (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬12) في نسختي بترو و (ب): «ثعلب». (¬13) في نسخة بترو «واصل». (¬14) الخبر في تجارب الأمم 2/ 386.

[انشغال السقلاروس بمواجهة جيوش باسيل الملك]

واتّفق (¬1) أنّ كتبه وردت إليه وقد توجّهت جيوش باسيل الملك مع بردس الفوقاس، [انشغال السقلاروس بمواجهة جيوش باسيل الملك] فشغل السقلاروس عن أبي تغلب بنفسه، وأنفذ إليه ميرة كثيرة، وأشار عليه بأن يلحق به ليجتمعا على حرب خصومه، وإذا انهزموا واستظهروا (¬2) عليهم عاد فنصره، فلم تسكن نفس أبي تغلب إلى أن تلقّاه وأنفذ إليه طائفة من عسكره على سبيل النّجدة (¬3)، وأقام بحصن زياد ينتظر ما ينكشف عنه الحال (¬4). [سنة 368 هـ‍.] [هزيمة السقلاروس أمام بردس الفوقاس] والتقى بردس الفوقاس وبردس السقلاروس دفعة أخرى [في الجمعة] (¬5) فانهزم السقلاروس يوم الأحد (لثمان بقين من) (¬6) شعبان سنة ثمان (وستّين) (¬7) وثلاثمائة، واتّصل خبر هزيمته بأبي تغلب (وهو في حصن زياد) (¬8)، فعاد إلى بلاد الشام (ونزل بآمد (¬9)، وأحاطت به جيوش عضد الدولة، فانصرف إلى الرحبة) (¬10) وحاصر أبو الوفاء ميّافارقين (¬11) وفتحها وملكها، وملك آمد وباقي ديار بكر، وجميع قلاع بني حمدان (¬12). وأمّا السقلاروس فإنه بعد هزيمته أخذ معه أخاه قسطنطين وولده رومانوس وسار إلى ديار بكر وأنفذ أخاه قسطنطين إلى عضد الدولة يلتمس منه ¬

(¬1) كذا، والصحيح «واتفق» كما في النسخة البريطانية. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 158 «واستظهر»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬3) في نسخة بترو «النجد». (¬4) الخبر منقول حرفيّا عن (تجارب الأمم 2/ 387،388). (¬5) زيادة من (س). (¬6) ما بين القوسين ليس في (ب) ولكن يوجد «في». (¬7) ليست في نسخة بترو. (¬8) ما بين القوسين ليس في (س). وحصن زياد: بأرض أرمينية. قال ياقوت: ويعرف اليوم بخرتبرت، وهو بين آمد وملطية، وهو إلى ملطية أقرب. (معجم البلدان 2/ 264). (¬9) في تجارب الأمم 2/ 388 «ونزل بآمد شهرين إلى أن فتحت ميّافارقين». (¬10) ما بين القوسين ليس في (س). (¬11) في نسخة بترو «متفرقين». (¬12) تجارب الأمم 2/ 390،391، والكامل في التاريخ 8/ 695.

النجدة والمعونة وبذل له الطاعة والموالاة وتطاول مقامه. وانتهى إلى الملك باسيل حاله، فأنفذ إلى عضد الدولة كاتبا له وجيها يسمّى نقفور (ويعرف بالأواريون (¬1) وهو الذي صار أخيرا (¬2) ماجسطرس، وولّى أنطاكية) (¬3)، مترسّلا عنه فيما يفسد على السقلاروس ما شرع فيه مع عضد الدولة ومالا واسعا يستعين به على قصده، ورسم له بأن يرغّب عضد الدولة بما يبذله له فيه، (ويعده) (¬4) إخراج كلّ أسير في بلاد الروم، وأن يتلطّف بإحضار (¬5) السقلاروس إليه ولو بابتياعه وابتياع من معه من الروم، ويضمن له أنّه يؤمّنهم ولا يسيء إلى أحد منهم. وأوعز عضد الدولة إلى صاحبه المقيم بميّافارقين سرّا بأن يقبض على السقلاروس. وأظهر عضد الدولة الإنكار للحال والغضب على صاحبه لما فعله وكاتبه بأن يحمله إلى بغداد، وحمل معه ولده رومانس وسائر أصحابه، وكان عددهم تقدير ثلاثمائة نفس، ولمّا وصل السقلاروس أنزله عضد الدولة دارا خليت له، ووسّع عليه الجراية (مديدة، ثم اعتقله) (¬6) /106 أ/واحتاط عليه ووعده بإطلاقه وتجريد عسكرا (¬7) معه، وأرسل عضد الدولة إلى باسيل الملك صاحبا له يعرف بابن سهرا (¬8) في معنى السقلاروس (¬9)، وقصده (بأن يبذل له و) (¬10) يسلّم إليه حصونا ممّا افتتحه الروم وانتزعوه من أيدي المسلمين، ويستدعي منه أن يسلّم إليه تلك ¬

(¬1) في نسخة بترو «بالأورانون»، وفي البريطانية «بالأورايون». (¬2) في نسخة بترو «بأخيرة». (¬3) ما بين القوسين ليس في نسخة (ب). (¬4) في النسخة (ب): «وبعد». (¬5) في نسخة بترو «في احضار». (¬6) في النسخة البريطانية «واعتقله». (¬7) كذا، والصحيح «عسكر». (¬8) في النسخة (س): «شهرام»، وفي البريطانية «شيهرا». (¬9) في النسخة (ب): «السقولاريوس». (¬10) ما بين القوسين ورد في نسخة بترو هكذا: «وما يبذله من أموله فإنه قد شرط على نفسه إذا ظفر». وفي نسخة (س): «وما بذله من الموالاة وان قد شرط على نفسه إذ أظفر أن».

[عضد الدولة يقبض على رسول باسيل]

الحصون وإلاّ هو يمدّ السقلاروس بالعساكر ويعضده على ما التمسه منه (¬1). فأعلمه باسيل الملك قلّة عنايته به، وأنّ ذلك ممّا لا ينزعج منه. [عضد الدولة يقبض على رسول باسيل] ورقي إلى عضد الدولة أنّ نقفور رسول باسيل الملك الوارد في طلب السقلاروس مجتهدا عند أياسه (من أخذه) (¬2) أن يسمّه ويميته ليكفي صاحبه أمره، فوكّل به أيضا واعتقله، فقبض على جميع ما ورد معه من المال والمتاع (¬3). [وفاة عضد الدولة] واعتلّ عضد الدولة وشغل عنه وعن غيره بنفسه ومات (¬4). وبقي جماعتهم معتقلين ببغداد مدّة ثمان سنين إلى صدر من (أيام ولده) (¬5) صمصام الدولة، وانتهى أمرهم إلى ما سنشرحه مستأنفا (¬6). ... وفي السنة (¬7) الرابعة من ملك باسيل صيّر نيقولاس [كريسوبرجز] (¬8) بطريركا على القسطنطينية أقام اثنتي عشرة سنة ومات. ¬

(¬1) في نسخة (س): زيادة «من حربه»، وفي نسخة بترو «من جرمه». (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية، والساقط من نسخة بترو «أخذه». (¬3) الكامل في التاريخ 8/ 702 - 704 (حوادث سنة 369 هـ‍)، وانظر: تجارب الأمم 2/ 396، 397. (¬4) تجارب الأمم 2/ 416، وتاريخ مختصر الدول 172، والمختصر في أخبار البشر 2/ 122، 123، والمنتظم 7/ 113، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، والبداية والنهاية 11/ 299 - 301، والكامل في التاريخ 9/ 18 - 22، وسير أعلام النبلاء 16/ 249 - 252 رقم 175، ويتيمة الدهر 2/ 216 - 218، ووفيات الأعيان 4/ 50 - 55، والعبر 2/ 361،362، ودول الإسلام 1/ 229،230، وتاريخ ابن الوردي 1/ 305، ومرآة الجنان 2/ 398، والنجوم الزاهرة 4/ 142،143، وبغية الوعاة 2/ 78،79، وتاريخ الزمان 69، ومآثر الإنافة 1/ 313، وتاريخ ابن خلدون 3/ 432، وتاريخ الأزمنة 74، وتاريخ الخلفاء 409، والتذكرة الحمدونية 1/ 446،447، ونشوار المحاضرة 5/ 127، ومعجم الأدباء 5/ 349 و 355، وذيل تاريخ دمشق 24. (¬5) «ولده» ليس في (ب). (¬6) راجع النّص من قوله: «وأما السقلاروس فإنه بعد هزيمته. .» حتى هنا في حاشية تجارب الأمم 2/ 396 رقم (2)، وانظر تاريخ الأزمنة 73. (¬7) من هنا حتى قوله: «أهل السّنّة من المسلمين» (33 سطرا) ليس في (س). (¬8) زيادة من (الدولة البيزنطية 514) و. Schlumberger-L'Epop?e I .P .644. وفي نسخة بترو «الاخرسوبرخس» وهو في اليونانية. Chrysoberges :

[معرفة مصنف أخبار القديسين]

[معرفة مصنّف أخبار القدّيسين] وفي هذه المدّة عرف سيمن (¬1) الكاتب اللوغوتاتيس (¬2) الذي صنّف أخبار القدّيسين وأعيادهم. ... [قسّام يمنع أبا تغلب الحمداني من دخول دمشق] فتوجّه أبو تغلب إلى دمشق بعد هزيمة السقلاروس، فوجد فيها رجلا من أهلها يقال له قسّام قد تحصّن بها وغلب عليها وخالف على العزيز بالله، فلم يتمكّن من دخولها ونزل في ظاهرها، ووقع بينه وبين أصحاب قسّام (¬3) هذا ثورة، [أبو تغلب يطلب المساعدة من العزيز بالله] وأنفذ أبو تغلب بن حمدان كاتبه إلى العزيز بالله يلتمس منه النّجدة (¬4)، فوعده بكلّ ما أحب، وسيّر (إليه) (¬5) العزيز بالله إلى الشام الفضل بن صالح (¬6) وهو من وجوه قوّاده ليحتال على قسّام ويفتح البلد، فسار إلى طبريّة وقرب من أبي تغلب، وتراسلا في الاجتماع، فسار الفضل إليه، وتلقّى أبا (¬7) تغلب في الصّنّبرة (¬8) ووعده عن العزيز [بالله] (¬9) بكلّ ما تسكن نفسه إليه وافترقا وعاد كلّ واحد (منهم) (¬10) إلى موضعه. ثم رحل الفضل إلى دمشق ولم يتمّ له الحيلة على قسّام، فرجع إلى الرملة على طريق الساحل. [سنة 369 هـ‍.] [ظهور مفرّج بن دغفل بالرملة] وكان بالرملة مفرّج بن دغفل بن الجرّاح [الطائي] (¬11) وهو رجل بدويّ ¬

(¬1) في نسخة بترو «سيمون». (¬2) في نسخة بترو «اللفثيط». (¬3) في البريطانية «أقسام». (¬4) في نسخة بترو «النجد». (¬5) ساقطة من البريطانية. (¬6) هو: الفضل بن أبي الفضل غلام ابن كلّس. (ذيل تاريخ دمشق). (¬7) في نسخة بترو «وتلقاه أبو». (¬8) في نسخة (ب) «الصيرة». والصّنّبرة: بالكسر ثم الفتح والتشديد، موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه وبين طبرية ثلاثة أميال، كان معاوية يشتوبها. (معجم البلدان 3/ 425). (¬9) زيادة من البريطانية. (¬10) ساقطة من البريطانية. (¬11) زيادة من البريطانية وبترو.

[أجناد بني عقيل تستنجد بأبي تغلب على ابن دغفل]

استولى على هذه الناحية وأظهر طاعة العزيز (¬1) بالله إظهارا من غير أن يتصرّف على أحكامها، وكبرت حاله والبوادي معه، فسار إلى أجناد (¬2) عقيل المقيم بالشام ليوقعها ويخرجها عن تلك البلاد، فلجأت إلى أبي تغلب وسألته يطرفها (¬3)، وكتب إلى ابن (¬4) الجرّاح يسأله أن لا (¬5) يفعل ذلك، فرحل ونزل جوار عقيل على أنّه مانع لها من المسير، فأوحش اجتماعه معها ابن الجرّاح والفضل وخافاه (¬6)، [أجناد بني عقيل تستنجد بأبي تغلب على ابن دغفل] وضجر أبي (¬7) تغلب من طول مقامه في انتظار النّجدة من مصر، [الحرب بين أبي تغلب وابن دغفل بظاهر الرملة] فسار مع أجناد (¬8) عقيل إلى الرملة [في المحرّم سنة 369] (¬9) فهرب ابن (¬10) الجرّاح والفضل من بين يديه حتى بعدوا، وجمع الفضل جيوش السواحل وجمع ابن (10) الجرّاح العرب، وأحشدوا ووقع بين ابن الجرّاح وبين أبو (¬11) تغلب/106 ب/الحرب بظاهر الرملة [في صفر من السنة] (¬12) [ابن دغفل يقتل أبا تغلب] وانهزم أبو تغلب وأخذه ابن الجرّاح أسيرا. وركب الفضل إليه ليستنقذه، فخاف ابن (¬13) الجرّاح أن يسير به إلى مصر فيجري أمره مجرى الفتكين التركيّ في الإحسان إليه [والاصطناع] (¬14) فقتله، فوافاه الفضل ثم ¬

(¬1) في نسخة بترو «للعزيز». (¬2) في البريطانية «أحيا». (¬3) في البريطانية «يصرفها». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 160 «أبي ابن» وفي نسخة بترو «إليه»، وما أثبتناه عن نسخة (ب). (¬5) في البريطانية «ألاّ». (¬6) في البريطانية «وخافا». (¬7) كذا، والصحيح «أبو». (¬8) في نسخة بترو «أحاد». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬10) في الأصل «بن». (¬11) كذا، والصحيح «أبو». (¬12) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬13) في الأصل «بن». (¬14) زيادة من نسخة بترو.

[سنة 370 هـ‍.]

جاء الفضل فأخذ رأسه وسائر من أسر من أصحابه، وحملهم إلى مصر (¬1). [سنة 370 هـ‍.] [العزيز بالله يمنع صلاة القنوت (التراويح)] (وتقدّم) (¬2) العزيز بالله بمصر في شهر رمضان سنة (سبعين) (¬3) وثلاثمائة بقطع صلواة القنوت، وهي صلاة يصلّيها المسلمون في المصلّيات (¬4) الجامعة في شهر رمضان بعد صلواة العتمة، وعظم ذلك على كافّة أهل السّنّة من المسلمين (¬5). [ملك الروم يمتلك حصن رعبان بحيلة امرأة أرمنيّة] وفي هذه المدّة [سنة 370] (¬6) ملك الروم قلعة ابن إبراهيم في بلد رعبان (¬7)، وهي قلعة حصينة جدّا. وكان استيلاؤهم عليها بحيلة، وذلك أنّه كان فيها امرأة أرمنيّة أسيرة مستعبدة لصاحب القلعة ولها (في رعبان) (¬8) إخوة وأخت، فزارتها أختها في أحد الأيام وأقامت عندها مديدة (¬9)، وشاهدت القلعة مخلاة غير متحفّظ بها، فإنّه إن تحيّل عليها ملكت، فقدّرت طولها من الموضع الذي يتّجه الدّخول إليها منه إلى الأرض بخيط مغزلها، وعادت إلى ¬

(¬1) راجع هذه الحوادث في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 22،23، والكامل في التاريخ 8/ 699،700، وتجارب الأمم 2/ 401 - 403 (والمؤلّف ينقل عنه)، وتاريخ مختصر الدول 171، والمختصر في أخبار البشر 2/ 120، والدرّة المضيّة 193 - 195، وتاريخ ابن الوردي 1/ 303، واتعاظ الحنفا 1/ 249 و 251. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 160 «ومعه» وهي لا معنى لها هنا. وما أثبتناه عن البريطانية. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق «ستين» والصحيح ما أثبتناه عن البريطانية. (¬4) في النسخة (ب): «المصيات». (¬5) ويقصد بها «صلاة التراويح» وقد عبّر عنها المؤلّف بصلاة القنوت. أما الخبر فلم أجد المصادر تذكره في تلك السنة، ولكن في عهد الحاكم بأمر الله أمر بألاّ يمنع أحد من صلاة التراويح في رمضان، ثم منعها، ثم أعادها. مما يقوّي خبر المؤلّف. (المغرب في حلى المغرب 51). (¬6) زيادة من (س). (¬7) رعبان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحّدة، مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم. (معجم البلدان 3/ 51). (¬8) في البريطانية «ولها رعيان». (¬9) في البريطانية «مدّة».

[الملك باسيل يرد إلى كرمروك ولاية اللاذقية لغارته على طرابلس]

منزلها وأخبرت (¬1) إخوتها بحال القلعة وما عنّ (¬2) لها من الفكر فيها، وأنّها قليلة الحرس، وإن دبّروا عليها أخذوها، وسهّلت أمرها في نفوسهم وبعثتهم على إصلاح سلّم بطول الخيط الذي قدّرتها به، وساروا إليها بالليل ومعهم السلّم الذي أعدّوه، وأسندوه إليها وطلعوا عليه مع من استصحبوه من رجالهم. وكان صاحب القلعة قد عنّ له في تلك الليلة أن يخلو بحرمه (وأن يشرب) (¬3) معهنّ، وتقدّم إلى الحرّاس أن يريحوه فيها من صياحهم ولا يزعجوه بحرسهم (¬4)، فتفرّق أكثرهم، ومن بقي منهم نام موضعه. ومع حصول إخوة الإمرأة وأصحابهم في القلعة (التقوا) (¬5) أحد الحرّاس نائما، فقتلوه وهجموا على صاحب القلعة في مجلسه وهو على (سريره) (¬6) فقتلوه ولولده، ونادوا (¬7) في الحال باسم الملك باسيل [ودعوا إليه] (¬8) وحين شعر بهم من في القلعة خرجوا منها هاربين (واستولى الأرمن عليها وملكوها) (¬9) وسلّموها إلى الملك باسيل، فأحسن إليهم وأنعم عليهم، وتقدّم بالزيادة في عمارتها وتحصينها إلى أن صارت لا ترام بقتال ولا تؤخذ بحرب (¬10). [الملك باسيل يردّ إلى كرمروك ولاية اللاذقيّة لغارته على طرابلس] وردّ باسيل الملك ولاية اللاذقيّة إلى كرمروك (¬11) لخدم جليلة سبقت منه ¬

(¬1) في نسخة بترو «وخبرت». (¬2) في نسخة (ب): «عان». (¬3) في نسخة بترو «ويشرب». (¬4) في البريطانية «بحراستهم». (¬5) في النسخة (س): «الفوا». (¬6) في نسخة (س): «فراشه وشرابه». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 161 «نادرا»، والتصويب من البريطانية. (¬8) زيادة من (س). (¬9) ما بين القوسين ساقط عن البريطانية. (¬10) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفرة. (¬11) في النسخة (س): «كزمروك». ويتساءل البارون روزن Rosen إن كان من الممكن اعتبار «كرمروك» الذي ذكره المؤلّف هنا، و «جرمراكل» الذي ذكره «متّى الرّهاوي» واحدا. وكان «جرمراكل» محاربا شجاعا من جورجيا، قاتل في خدمة «دافيث د. أيبري» في سنة 978 م. ضدّ «برداس سكلاروس». أنظر L'Epope?ee Byzantine-Schlumberger-V .3,PP .784 - 884 - Paris .5291.:

[نزال وابن شاكر يحاصران اللاذقية]

من (¬1) غارة شنّها (¬2) على بلد طرابلس وما يليه (¬3) وأسر وقتل فيها من أهلها ومن المغاربة خلقا كثيرا وغنم غنائم جليلة (¬4). [نزّال وابن شاكر يحاصران اللاذقية] وورد عسكر المغاربة إلى عمل أنطاكية مع أمير لهم يعرف بالصنهاجي، وخلّف سواده وكراعه (¬5) في بعض الطريق، فأسرى (¬6) كرمروك وأخذ السواد، وقصد العسكر واستظهر عليه، وأسر وقتل جمعا من أهله. فسار نزّال (¬7) (وابن) (¬8) شاكر (¬9) من طرابلس إلى اللاّذقية في سنة سبعين وثلاثمائة، وحاصر [ها وحاصر حصنها] (¬10). [وقوع كرمروك أسيرا وحمله إلى مصر] وتوجّه كرمروك في مقدّمة العسكر فحمل (عليه يونس) (¬11) /107 أ/ابن شاكر وطعن فرسه، فسقط عنه، وأخذ كرمروك أسيرا وحمل إلى مصر وفودي (¬12) به فيما بعد (¬13). ¬

(¬1) في (س): «في». (¬2) في البريطانية «غارها». (¬3) في البريطانية «يليها». (¬4) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. ويذكر ابن حوقل فيما كتبه حول سنة 367 هـ‍ من أنّ «الباقي من الشام في أيدي المسلمين وحكمهم فيه نافذ وأمرهم فيه ماض، فهو ما كان على ساحل بحر الروم من حدّ طرابلس وأنفة إلى نواحي يافا وعسقلان، لأنّ اللاذقية وما نزل عنها وحاذاها تحت جزيتهم ومقاطعتهم». (صورة الأرض 172). (¬5) في نسخة بترو «وكرعه». (¬6) فأسرى: سار ليلا. (¬7) نزّال: هو القائد نزّال الغوري الكتامي، من وجوه قوّاد العزيز بالله (ذيل تاريخ دمشق 34) ومن صناديد المغاربة، ومن صنائع عيسى بن نسطورس وزير العزيز بالله وخواصّه. (ذيل تجارب الأمم 3/ 209، وذيل تاريخ دمشق 34) وكان تحت إمرته 6000 رجل من عسكر طرابلس. (ذيل تاريخ دمشق 30). وانظر عنه في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري 1/ 277 وما بعدها. (¬8) من (س). (¬9) لم أجد ترجمة له. (¬10) زيادة من (س). (¬11) ما بين القوسين ساقط من (س). (¬12) في (ب) وبترو «نودي». (¬13) يقول «شلمبرجر» إن كرمروك قتل في مصر بعد أن نودي بالقضاء عليه في أسواقها. pe?e Byzantine-V .3,P .884. L'Epo - .

[سنة 371 هـ‍.]

[سنة 371 هـ‍.] [الحرب بين بردس الفوقاس وسعد الدولة الحمداني عند حلب] وسار بردس الفوقاس الدّومستيقس إلى حلب في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ووقع الحرب على باب اليهود في اليوم الثاني من نزوله، وطالب (¬1) سعد الدولة بمال الهدنة، وتردّدت المراسلة بينهما، واستقرّت على أن يحمل للروم في كلّ سنة أربعمائة ألف درهم فضّة نقيّة صرف (كلّ) (¬2) عشرين درهما بدينار. ورحل في اليوم الخامس من وصوله (¬3). [وفاة بطريرك بيت المقدس] [وفي السنة الخامسة من خلافة العزيز صيّر يوسف بطريركا على بيت المقدس، وكان طبيبا. وأقام في الرياسة ثلاث سنين وثمانية أشهر، ومات بمصر ودفن في كنيسة مار ثاوذرس مع أنبا خرسطوذولا] (¬4). [عضد الدولة يحارب أخاه بهمذان ويستولي على مهرون] وأمّا (¬5) عضد الدولة فإنه سار من بغداد إلى همذان لحرب أخيه فخر الدّولة عليّ بن ركن الدولة (¬6) فهزمه، وعاد إلى بغداد واستقامت له الأمور وجرّد عساكره إلى مهرون (¬7) وكانت مستعصمة منذ قديم الأيام على من تقدّمه من السلاطين وفتحت وملكها. [مخاطبة عضد الدولة بالشاهنشاه] وجعل المخاطبة له والمكاتبة عنه بالملك بشاهنشاه عضد الدولة وتاج الملّة ووليّ النعم. [زواج الطائع لله من ابنة عضد الدولة] وتزوّج ابنته (¬8) الطائع ونقلها ¬

(¬1) في نسخة بترو «وطلب». (¬2) ساقطة من نسخة بترو. (¬3) الخبر بنصّه في زبدة الحلب 1/ 173،174 مما يوحي بأن ابن شدّاد ينقل عن تاريخ ابن الأنطاكي. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬5) في نسخة (س) ساقط من هنا حتى قوله: «وسبعين وثلاثمائة»، مقدار خمسة وثلاثين سطرا. (¬6) في الأصل، وطبعة المشرق 161،162 «ركن الدين»، والتصويب من النسخة البريطانية، والمصادر. (¬7) لم أقف على هذا الاسم، ولعلّ المقصود قلعة سندة بنواحي الجبل التي ذكرها ابن الأثير في الكامل في التاريخ 9/ 6. (¬8) في نسخة بترو: «وتزوج الطائع ابنه». وفي طبعة المشرق 162 «وتزوج ابنة الطائع». والصحيح ما أثبتناه اعتمادا على ابن الأثير 9/ 9 حيث يقول في حوادث سنة 370 هـ‍ «وفيها زفّت ابنة عضد الدولة إلى الخليفة الطائع. .». وفي المنتظم أيضا 7/ 105 «. . . زفّت السيدة بنت عضد الدولة إلى الطائع. .».

[عضد الدولة يحتوي على سائر بلاد فارس والعراق والموصل وديار بكر]

إليه، [عضد الدولة يحتوي على سائر بلاد فارس والعراق والموصل وديار بكر] واحتوى على سائر بلد فارس والعراق والموصل وديار بكر، ورسم (¬1) له في نفوس (¬2) الناس وفي جميع أهل (¬3) مملكته هيبة عظيمة، حتّى أنّ لعظم هيبته وشدّة سطوته أنفذ وزيره المظهر بن عبد الله إلى البطيحة (¬4) لإصلاح أحوالهم، فجرى على غير الصواب من غير تعمّد، فتخوّف على نفسه منه [الوزير المظهر يفصد نفسه بيده ويموت خوفا من رهبة عضد الدولة] واستدعى متطبّبه وأمره أن يفصده لينزف (¬5) دمه إلى أن يتلف، فأعلمه المتطبّب أنّه غير محتاج إلى الفصد، وأحاده عمّا قصده، فصرفه وخلا بنفسه وأخذ سكّين دواته وقطع شرايين ذراعيه جميعا، وجرح نفسه في مقاتله وقضى لوقته. [عضد الدولة يفوّض أبا الريّان تدبير الأمور] وفوّض (¬6) عضد الدولة تدبير الأمور بعده إلى أبي الرّيان (¬7) أحمد بن محمد منتسبا إلى خلافة أبي منصور نصر بن هرون النّصراني لضرورات كانت بين المظهر وبينه، فلمّا مضى المظهر لسبيله انفرد [منها] (¬8) وأبو منصور، فاعتلّ عضد الدولة ودعى في علّته ابنه الأكبر أبا الفوارس شرف الدولة وزين الملّة من شيراز إلى بغداد. [سنة 372 هـ‍.] وكان لعضد الدولة غلام خصيّ أسود يسمّى شكر مستوليا على جميع أموره، فلم يمكن أحد من أولاده الدخول عليه في علّته مع تطاولها، واستشعر شرف الدولة أنّ أباه قد مات وأنّ شكر يكتم موته، فهجم ودخل إلى الموضع الذي عضد الدولة منضجعا (¬9) فيه، فرآه في حال الحياة، وخرج ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 162 «وارسم»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬2) في البريطانية «قلوب». (¬3) في البريطانية «نفوس أهل». (¬4) سبق التعريف بها. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 162 «ليسترق» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬6) في نسخة بترو «وفرض». (¬7) في نسخة بترو «الديان». (¬8) زيادة من نسخة بترو. (¬9) في نسخة بترو «متضجعا».

[وفاة عضد الدولة]

ولم يعد يدخل إليه، فاستوحش أبوه منه ونفاه إلى كرمان. [وفاة عضد الدولة] ومات عضد الدولة بعلّة الصّرع يوم الثلاثاء عاشر شوّال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة (¬1) وأجلس في الإمارة المرزبان (¬2) صمصام الدولة وشمس الملّة، وولّى أخاه أبا ظاهر شيراز والأهواز، وولّى أبا الحسين أحمد أخاهما واسط. [شرف الدولة يقبض على وزير أبيه ويملك شيراز] وحين اتّصل بشرف الدولة وفاة أبيه وحصول الإمارة لأخيه صمصام الدولة جمع غلمانه وأصحابه وغيرهم، فتوجّه من كرمان إلى شيراز وملكها، وقبض على أبي منصور نصر بن هرون وزير أبيه، وتقوّى بآلات وسلاح وأموال أخذها من قلاعها، وصار بجيوشه قاصدا إلى بغداد ملتمسا الإمارة بها /107 ب/والاحتواء على مدينة السلام، [الحرب بين شرف الدولة وأخيه صمصام الدولة] وانتشب (¬3) الحروب بينه وبين أخيه صمصام الدولة مدّة، ثم تقرّر الحال بينهم أن تكون (¬4) مدينة السلام وأعمالها في يد صمصام الدولة، وتقدّم اسم شرف الدولة قبل اسمه في الدعوات والسّكّة لكبر سنّه، واصطلحا على ذلك، وكتبا بينهما كتابا بالرضاء، وتحالفا وتعاهدا على الوفاء بمضمونه، وذلك في صفر سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة (¬5). ¬

(¬1) حتى هنا ينتهي الساقط من (س) وفي نسختي بترو والبريطانية زيادة: «وستر شكر موته عن أولاده وجمع خواصّه وعوامّه إلى أول المحرّم سنة 373». وانظر عن وفاة عضد الدولة في: ذيل تجارب الأمم 3/ 75، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، ويتيمة الدهر 2/ 216 - 218، وذيل تاريخ دمشق 24، ونشوار المحاضرة 5/ 127، والتذكرة الحمدونية 1/ 446،447، والمختصر في أخبار البشر 2/ 122،123، والمنتظم 7/ 113، وتاريخ مختصر الدول 172، والبداية والنهاية 11/ 299 - 301، والكامل في التاريخ 9/ 18 - 22، وسير أعلام النبلاء 16/ 249 - 252 رقم 175، والعبر 2/ 361، 362، ودول الإسلام 1/ 229،239، ووفيات الأعيان 4/ 50 - 55، وتاريخ ابن الوردي 1/ 305، ومرآة الجنان 2/ 398، ومآثر الإنافة 1/ 313، وتاريخ ابن خلدون 3/ 432، والنجوم الزاهرة 4/ 142،143، وبغية الوعاة 2/ 247،248، وشذرات الذهب 3/ 78، 79، وتاريخ الزمان 69، وتاريخ الخلفاء 409، وتاريخ الأزمنة 74. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 162 «المزربان» والتصويب من الكامل 9/ 22. (¬3) كذا، والصحيح «انتشبت». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 163 «تكف»، والتصويب من البريطانية. (¬5) أنظر: الكامل في التاريخ 9/ 22،23، وذيل تجارب الأمم 3/ 77،78 و 124،125، والمنتظم 7/ 113 و 132.

[عود إلى سنة 371 هـ‍.]

[عود إلى سنة 371 هـ‍.] [رشيق العزيزيّ يهزم ابن دغفل ويطرده عن الشام] [وكان بالرملة مفرّج ابن دغفل بن الجرّاح الطائي، وهو رجل بدوي قد استولى على هذه الناحية، وأظهر طاعة العزيز بالله من غير أن يتصرّف على أحكامها، وكبرت حاله والبوادي معه. ثم إنه خالف] (¬1) مفرّج (¬2) بن دغفل بن الجرّاح على العزيز بالله وجاهر بخلع الطّاعة، فسيّر إلى الشام رشيق العزيزي (خال ولد [الوزير] (¬3) يعقوب بن يوسف) (¬4) في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فلقيه وطرده عن الشام وهزمه (¬5). [ابن دغفل يقطع طريق الحجّ ويقتل مفلح قائد العزيز بالله] وسار ابن (¬6) الجرّاح بعد هزيمته يريد الحجيج ليقطع عنهم عند رجوعهم، فأنفذ العزيز مفلح الوهباني (¬7) مع عسكر معه ليلقاهم ويدفع عنهم، فأوقع به ابن (¬8) الجرّاح بأيده (¬9) وقتله وجميع من معه. [عودة الحجيج إلى مصر] ولمّا انتهى إلى الحجيج خافوا على أنفسهم وعدلوا إلى وادي القرى (¬10)، [رشيق يهزم ابن دغفل] فأقاموا بها خمسة وأربعين يوما، ثم دخلوا إلى مصر. وعاود (¬11) ابن الجرّاح إلى الشام فلقيه رشيق (الحمداني) (¬12) دفعة (¬13) ثانية وهزمه، ودخل إلى البريّة والتجأ إلى بكجور (¬14) بحمص، فأجاره وأضافه، وقصد أنطاكية ملتمسا من باسيل ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 163 «وخالف مفرح». وما أثبتناه عن البريطانية. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 163 «العزيز» وهو وهم، والتصويب من نسختي بترو والبريطانية. (¬4) ما بين القوسين ليس في (س). (¬5) الكامل في التاريخ 9/ 6،7، والدرّة المضيّة 205 (حوادث 372 هـ‍). (¬6) في الأصل «بن». (¬7) في البريطانية «الوهابي»، وما أثبتناه عن الأصل وطبعة المشرق يتفق مع: اتعاظ الحنفا 1/ 118 و 121 وفيه أنه كان بين وجوه الإخشيدية الذين قبض عليهم جوهر الصقلّي حين دخل مصر سنة 358 هـ‍. (¬8) في الأصل «بن». (¬9) كذا، والصحيح «بأيديه». (¬10) وادي القرى: بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى. (معجم البلدان 5/ 345). (¬11) في البريطانية «وعاد»، وكذا في (س). (¬12) ساقطة من (س). (¬13) في البريطانية «مرة». (¬14) في البريطانية «بجكور».

[العزيز بالله يؤمن ابن دغفل]

الملك النّجدة، فأطلق له صلة ودفعه، فرجع إلى الشام، [العزيز بالله يؤمّن ابن دغفل] والتمس من العزيز الأمان، فأجابه إلى ذلك (¬1). [سنة 373 هـ‍.] [بلتكين يحاصر دمشق ويحمل قسّاما إلى مصر أسيرا] وتوجهت جيوش العزيز من مصر إلى دمشق مع بلتكين (¬2) للقاء قسّام المتغلّب عليها، ونزل بظاهر دمشق في الموضع المعروف بالدّكّة (¬3)، وحاربه أهل البلد وحاصرهم مدّة، [العزيز بالله يعفو عن قسّام ويطلق سراحه] وخرج قسّام إلى بلتكين وحمل قسّام وابنه وخال ولده إلى مصر، وأشهروا بها على بغال [في شهر ربيع الآخر سنة 373] (¬4) واعتقلوا إلى نصف (¬5) ذي الحجّة، وأطلقهم العزيز وعفا عنهم وأحسن إليهم (¬6). ... [عصيان بكجور بحمص على سعد الدولة واستنجاده بالعزيز بالله] وعصى بكجور بحمص على سعد الدولة واستدعى جيوش العزيز، فسارت معه ونزل (على حلب) (¬7) على باب اليهود [في مستهلّ شهر ربيع الآخر سنة 373] (¬8) وتحاربوا يومين (¬9). [بردس الفوقاس يهاجم حلب ويأخذ المال من سعد الدولة] وسار بردس الفوقاس الدّومستيقس إلى حلب، وورد خبره على بكجور فرحل إليه [عنها ليلة الأربعاء لثمان خلون من الشهر] (¬10) ونزل بردس الفوقاس [يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت منه] (¬11) على باب اليهود، ومفرّج معه، ¬

(¬1) الدرّة المضيّة 205،206، والكامل في التاريخ 9/ 7، واتعاظ الحنفا 1/ 256. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 163 «تلتكين»، وما أثبتناه عن: ذيل تاريخ دمشق 28، والدرّة المضيّة 205، واتعاظ الحنفا 1/ 257، والكامل في التاريخ 9/ 7. (¬3) الدّكّة: موضع بظاهر دمشق في الغوطة. (معجم البلدان 2/ 459). (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬5) في نسخة بترو «النصف من». (¬6) العبارة من أول هذه الفقرة حتى هنا ليست في (س). (¬7) ساقطة من (ب). (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬9) في البريطانية زيادة: «في مستهلّ ربيع الآخر من السنة». (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وفي نسخة بترو: «الأربعاء لثمان خلون من شهر ربيع الآخر»، وكذلك في البريطانية. (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من (س).

[بردس يسبي أهل حمص ويسير إلى تل خليفة]

فوقع القتال، وجرى بينه وبين سعد الدولة مراسلة، واستقرّ الحال بينهم على أن يحمل إليه سعد الدولة مال سنتين أربعين ألف دينار. [بردس يسبي أهل حمص ويسير إلى تلّ خليفة] وسار بردس الفوقاس [يوم الاثنين لثلاث بقين من الشهر] (¬1) وقصد حمص وسبى أهلها وأحرق بها جماعة [كانوا قد] (¬2) اعتصموا في مغاير. وسار إلى تلّ خليفة (¬3) وجاز به (¬4). [بكجور يستولي على دمشق ويقتل أحداثها] وسار بكجور إلى دمشق وتقلّدها وقبض بعد ذلك على أحداثها (¬5)، وقتل منهم (¬6) زهاء ثلاثة آلاف، وصلب بعضهم، وبنى على بعض منهم (¬7). ... [توقّف النيل واضطراب الأسعار وشدّة الغلاء والوباء بمصر] وتوقّف (¬8) النّيل بمصر في سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، واضطربت الأسعار بمصر، وتزايدت أثمان الحبوب والأقوات، واشتدّ الغلاء في سنة ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬2) زيادة من (س). (¬3) تلّ خليفة: بين حمص ودمشق، بجنوب حمص في الطريق إلى دمشق. (¬4) في طبعة المشرق 164 «حاز». (¬5) الأحداث: جماعات مسلّحة غير نظامية كانت تتشكّل في مدن بلاد الشام. حيث شهدت مدن الشام في هذه الفترة قيام تنظيمات شعبية شبيهة بفرق «الميليشيا» في الوقت الحاضر، وعرفت في المصادر التاريخية بجماعات «الأحداث»، وكان بعض أفرادها يقومون بوظائف الشرطة البلدية يحفظون الأمن ويراقبون النظافة، وتحوّلوا في بعض الفترات إلى منظّمات عسكرية لأغراض الدفاع، وساعد على قدرتها انضمام القادة العسكريين الذين كانوا يفقدون مناصبهم مع قيام كل دولة جديدة، إليها، وضعف الحكومات التي قامت في الشام منذ ما قبل القرن الرابع الهجري. ولما قام الفاطميّون بإخضاع أجزاء كبيرة من الشام لحكمهم واجهوا تلك التنظيمات التي كانت تقاومهم أو تثير في وجههم الاضطرابات. ولما كان مذهب الفاطميّين في الحكم يقوم على إطاعة الإمام بشكل مطلق، فقد عملوا جهدهم للقضاء على الأحداث وتنظيماتهم لأنها تحدّ من سيطرتهم وتفرّدهم في الحكم. (مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية 80 - 89، دائرة المعارف الإسلامية 2/ 247). (¬6) في البريطانية «منها». (¬7) أنظر: ذيل تاريخ دمشق 28،29، وزبدة الحلب 1/ 173،174، و 176،177، واتعاظ الحنفا 258،259، والكامل في التاريخ 9/ 17،18، والدرّة المضيّة 210 - 212. (¬8) من هنا وحتى قوله: «كان عليه» 13 سطرا ليست في (س).

[العزيز بالله يقبض على وزيره يعقوب بن يوسف]

ثلاث وسبعين، وفقد الخبز، واقترن بذلك وباء عظيم، فهلك فيه عالم من البشر (¬1). ... [العزيز بالله يقبض على وزيره يعقوب بن يوسف] وقبض العزيز على وزيره يعقوب بن يوسف في تلك السنة [يوم الأحد لاثني عشر ليلة بقيت من شوال سنة 373] (¬2)، [القبض على الفضل بن صالح وأخويه ومصادرة ثروته] وعلى الفضل بن صالح، وعلى أخوي الفضل، أفرد كلّ واحد منهم في مكان، وافتتن (¬3) بلد مصر في ذلك النّهار، وأخذ ثياب جماعة في طريق القاهرة، فأغلقت أسواق المدينة، وركب/108 أ/ولاة الشرط وسكّتوا الناس، وقبض على جميع ما يملكه الوزير، وحمل من دار الفضل بن صالح من آلة ومتاع، وحمل من دار (¬4) العزيز مائة ألف دينار عينا، فأقرّت في خزانة القصر. وكانت الدّواوين في دار الوزير، فنقلت إلى دار العزيز. [العزيز بالله يفرج عن الوزير وجميع المعتقلين ويردّ إليهم ثرواتهم] وكان الوزير يحبّ أهل العلم والأدب ويقرّبهم ويتفضّل (¬5) عليهم. [وبلغني أنه عرض على العزيز عند قبضه] (¬6) عليه جريدة بأرزاق الوزير على قوم من أهل العلم وورّاقين ومجلّدين (¬7) الدفاتر، مبلغها (¬8) ألف دينار في كلّ شهر، فأمر العزيز بإجرائها عليهم ولا يقطع شيئا منها. وقاموا في الإعتقال شهرين، وأطلقهم، وأمر بحمل المائتين (¬9) ألف دينار إلى الوزير، وردّ ما ¬

(¬1) الدرّة المضيّة 204،205. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 164 «وافتن»، والتصحيح من نسخة بترو. (¬4) في نسختي بترو والبريطانية «قصر». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 164 «يفضل»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 164 «وبلغ العزيز وعرض». وما أثبتناه بين الحاصرتين من نسخة بترو. (¬7) كذا، والصحيح «ورّاقي ومجلّدي». (¬8) في البريطانية «مبلغ». (¬9) كذا، والصحيح «المائتي»، وفي اتعاظ الحنفا «المائة ألف دينار».

[سنة 375 هـ‍.]

أخذه له جميعا، وردّ أيضا إلى الفضل بن صالح وأخويه ما أخذه لهم، وأعاد كلّ واحد منهم إلى ما كان عليه (¬1). [سنة 375 هـ‍.] [العزيز بالله يعيّن خال ابنته بطريركا على بيت المقدس] وفي شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة صيّر أريستس خال السيّدة ابنة العزيز بالله بطريركا على بيت المقدس، أقام عشرين سنة ومات بالقسطنطينية. وصيّر أخوه أرسانيوس (¬2) أيضا مطرانا على القاهرة ومصر. وكان لهما جميعا محلاّ لطيفا من العزيز بالله وتقدّما في مملكته [وجلالة قدره] (¬3). [أبو المعالي يدفع سعد الدولة عن حمل المال للروم] ودافع أبو المعالي سعد الدولة عن حمل المال المقرّر عليه للروم، [بردمس الفوقاس يستولي على كلّز ويقاتل أفامية] فسار بردس الفوقاس الدّومستيقس إلى كلّز (¬4) وقاتلها وفتحها (بأمان السيف) (¬5) وسبى أهلها (في صفر سنة 375 وأوقع (¬6) بجماعة من الحمدانية تصرّموا (¬7) عسكره) (¬8) ونزل على أفامية (¬9) ونصب عليها المنجنيقات، وهدم ¬

(¬1) قال المقريزي في حوادث 373: «في يوم الاثنين لثلاث خلت من شوّال قبض العزيز بالله على الوزير يعقوب بن كلّس وعلى الفضل بن صالح وإخوته، وحمل ما في دورهم إلى القصر، فكان ما حمل من دار الوزير يعقوب مائة ألف دينار، واعتقل كل واحد بمفرده، فارتجّت المدينة، ونهبت الأسواق، وكانت الدواوين تجلس في دار الوزير، فنقلوا إلى القصر. وحملت أوراق ما كان للوزير من أنواع البرّ، فبلغت ألف دينار كل شهر، فأمر العزيز بإجرائها على أربابها، ثم أفرج عنهم بعد شهرين، وأعيد موجودهم، وأعيد الوزير إلى وزارته، وردّ إليه المائة ألف دينار التي أخذت له، وأعيد اسمه إلى الطراز بعد ما محي». (اتعاظ الحنفا 1/ 262) وانظر: الدرّة المضيّة 208. (¬2) في (ب): «أرمابيوس». (¬3) زيادة من نسخة بترو. (¬4) في (س): «داره». وكلّز: بكسر أوله وثانيه، قرية من نواحي عزاز بين حلب وأنطاكية. (معجم البلدان 4/ 476). (¬5) في (س): «بالسيف». (¬6) في البريطانية «ووقع». (¬7) في نسختي بترو والبريطانية «تطرّقوا». (¬8) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬9) أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص. ويسمّيها بعضهم: فامية، بغير همزة. (معجم البلدان 1/ 227).

[قرعويه يفتح دير سمعان الحلبي]

بعض أبرجة حصنها، وقاتلها أشدّ قتال. [قرعويه يفتح دير سمعان الحلبي] وسار قرعويه (¬1) إلى دير سمعان الحلبي، وهو في آخر عمل أنطاكية [بردس الفوقاس يوقع بجماعة العرب والحمدانية] وأول عمل حلب، فحاصره ثلاثة أيام وقاتله أشدّ قتال، وفتحه بالسيف [يوم الأربعاء الثامن من أيلول سنة 1297 وهو لاثني عشر ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة 375] (¬2) وقتل جماعة من رهبانه، وكان ديرا آهلا عامرا، وسبى خلقا [كثيرا كانوا قد] (¬3) التجأوا إليه من أنطاكية ومن عمله، ودخلوا بهم إلى حلب وأشهروا بها. [الملك باسيل يأمر بردس بالإنصراف عن أفامية] وأنفذ بردس [الفوقاس] (¬4) الدومستيقس سريّة من عسكره إلى كفرطاب (¬5) فأوقعت بجماعة العرب والحمدانيّة. ولمّا اتّصل بالملك باسيل ما جرى على دير سمعان الحلبي كاتب بردس بالإنصراف عن أفامية. [المغاربة يستولون على حسن بلنياس] وفي هذه المدّة استولت المغاربة على حصن بلنياس (¬6) فولّى باسيل الملك أنطاكية لاون الماجسطرس المليسنوس (¬7)، [لاون الماجسطرس ينازل بلنياس] وسار بالعسكر ونازل بلنياس، وفي الحال أساء (¬8) باسيل الملك الظنّ بالبراكمومنوس (¬9) وأبعده عنه وأمره باللزوم داره، فأرجف (¬10) في العسكر بأنّ عصيانه قد تجدّد، فرحل ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية «فرعون» وفي (س): «سعد الدولة». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية. وفي (س): «يوم الأربعاء ثامن أيلول سنة ألف ومائتين وسبع وتسعين». (¬3) ما بين الحاصرتين من (س). (¬4) زيادة من نسخة بترو. (¬5) كفرطاب: بلدة بين المعرّة ومدينة حلب في برّية معطشة ليس لهم شرب إلاّ ما يجمعونه من مياه الأمطار في الصهاريج. (معجم البلدان 4/ 470). (¬6) في طبعة المشرق 165 «بليناس»، وفي نسختي (ب) والبريطانية «بانياس». (¬7) في نسخة بترو «الملسوس»، وفي البريطانية «المكوس». و (س) «المليسيوس». (¬8) في نسخة بترو «اس». (¬9) في البريطانية «بالبروكونوس». (¬10) في طبعة المشرق 165 «فأخبر» وفي نسخة بترو «فأجدف»، وما أثبتناه عن (س).

[المليسنوس يسترجع بلنياس من المغاربة]

العسكر عن بلنياس، [المليسنوس يسترجع بلنياس من المغاربة] وأغضب ذلك باسيل الملك على المليسنوس، وخيّره في إحدى حالتين وهما (¬1): إمّا يعود إلى الحصن ويسترجعه. أو يقوم له بالمال الذي أنفق في العسكر (¬2)، ويسير غيره لأخذ الحصن. فضمن أنّه يعود يأخذه، وعادت معه العساكر، وعمل كبشا وصدم به السّور (¬3)، فسقط منه برج وبدنة، والتمس من كان فيه من المغاربة الأمان، [الملك يولّي بردس على أنطاكية وسائر المشرق] وانصرفوا عنه، وجدّد المليسنوس ما (خرب به وأحاط) (¬4). وحطّ الملك بردس الفوقاس عن الدومستيقس وجعله دوقاس (¬5) على المشرق (وولاّه على أنطاكية/108 ب/وعلى سائر بلاد المشرق) (¬6). [سنة 376 هـ‍.] [تجديد الهدنة بين بردس وأبي المعالي بحلب] وعقد بردس الفوقاس مع (أبي المعالي) (¬7) ابن حمدان هدنة مجدّدة في سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة، واستقرّ الحال بينهما على أن يحمل الحلبيّون إلى الملك باسيل في كلّ سنة الأربعمائة ألف درهم (الفضّة) (¬8) التي وافقهم عليها، وكتب بينهم بذلك كتابا (¬9). [هرب ولدي صموئيل ملك البلغر] وتحيّل ولدا صموئيل ملك البلغر اللذان كان يانيس الشمشقيق (¬10) ¬

(¬1) في طبعة المشرق 165 «وهي»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬2) في البريطانية «أنفقه على العسكر»، وفي نسخة بترو «في عطيات الرجال»، وفي نسخة (س) زيادة «في إعطاء الرجال». (¬3) في نسخة بترو «الصور». (¬4) في نسخة بترو «واحتاط عليه»، وفي البريطانية «خرب منه واحتاط عليه»، وفي (س): «خربه واحتاط عليه». (¬5) كذا، وفي (س) «دوقس» والصحيح «دوقسا». (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. والذي سقط من نسخة (س) «وعلى سائر بلاد المشرق». (¬7) في (س): «سعد الدولة». (¬8) ساقطة من (س). (¬9) تاريخ الأزمنة 75. (¬10) في حاشية (س): «يوحنا التزيمسكي»، وفي نسخة بترو «يانس بن»، وفي البريطانية «يانيس بن».

[البلغر يقتلون ابن صموئيل الأكبر خطأ]

أخذهما واعتقلهما في البلاط، وهربا من حبسهما على فرسين كانا قد تقدّما بإعدادهما لهما، فلمّا حصلا في الدرب النافذ إلى البلغرية وقف المركوبان اللذان تحتهما [فنزلا عنهما] (¬1) واستخفيا في الجبال خوفا من أن يلحقا، [البلغر يقتلون ابن صموئيل الأكبر خطأ] وسارا راجلين، وسبق الكبير منهما أخاه الصغير في طريقهما، وكان متنكّرا، فشعر به قوم من البلغر (¬2) يحفظون ذلك الجبل من (متلصّصة الروم) (¬3)، فرماه أحدهم-وهو لا يعرفه-بفردة فقتله، [البلغر يملّكون ابن صموئيل الأصغر عليهم] ووافاه (¬4) أخوه الصغير في الأثر وعرّفهم بنفسه، فأخذوه ثم ملّكوه عليهم. وكان له غلام يعرف بالقمطوفلس (¬5) فشدّ معه، واجتمع إليه البلغر، وغزوا بلدان الروم، فتوجّه الملك نحوهم في عساكر جسيمة ونزل على مدينتهم المسمّاة أبارية (¬6) وقاتلها، ووقع الصوت في عساكره بالليل بأنّ الدّرب قد أخذ عليهم، [البلغر يهزمون الملك باسيل عند أبارية] فانهزم الملك وجميع [من في] (¬7) عسكره [يوم الثلاثاء سابع عشر من سنة 1297 وهو لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة] (¬8) وطلبوا الدّرب، وتبعه البلغر ونهبوا (¬9) سواده وخزائنه، وهلك خلق كثير من عسكره، وذلك في السنة العاشرة من ملكه، [السقلاروس يطلب من صمصام الدولة إطلاقه لمحاربة الملك] واتّصل ذلك بالسقلاروس، فراسل صمصام الدولة [بن عضد الدولة] (¬10) يسأله إطلاق سبيله لينتهز الفرصة، والتمس منه أن ينجده بالرجال والعدد، وبذل (¬11) له القيام بما كان شرطه ¬

(¬1) زيادة من نسختي بترو والبريطانية. (¬2) في نسخة بترو «البرغل». (¬3) ساقطة من البريطانية. (¬4) في نسخة بترو «ووافا». (¬5) في نسخة بترو «بالقمطوطس»، والبريطانية «بالقمطوطش» و (ب): «بالعمطوطس». (¬6) في البريطانية «أرابية». (¬7) زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬9) في البريطانية «وأخذ». (¬10) زيادة من (س). (¬11) في الأصل وطبعة المشرق 166 «بدل»، والتصحيح من البريطانية.

[السقلاروس يأخذ ملطية ويقبض على كليب البطريق]

لوالده عضد الدولة، فجنح إلى ذلك، وأخذ على السقولاروس، وعلى أخيه قسطنطين، وعلى رومانوس بن السقولاروس العهود والمواثيق بالوفاء بذلك، وأفرج [عنه و] (¬1) عن سائر أصحابه [وعنهم جميعا] (¬2)، وكانوا زهاء ثلاثمائة رجل [في شعبان من السنة] (¬3)، وأطلق لهم دوابا وسلاحا ممّا كان أخذه منهم، وأحضر بني المسيّب رؤساء بني عقيل ليسيروا معه، وبرز به إلى ظاهر مدينة السلام، فثقل على كثير من المسلمين إطلاقه، وأكثروا (الكلام) (¬4) في معناه، وانتهى الكلام إلى السقولاروس (¬5) فتخوّف أن يتعقّب الأمر في بابه، فسأل العرب أن يهربوا به (¬6) سرعة، فساروا به وبسائر أصحابه إلى حللهم، واستدعوا (¬7) أيضا قوما من بني غير وسلكوا به في البريّة إلى أن وصلوا به إلى الجزيرة، وعبر (¬8) الفرات وحصل في ملطية في [1 شباط سنة 1298 وهو] (¬9) شوّال سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة. [السقلاروس يأخذ ملطية ويقبض على كليب البطريق] وكان كليب البطريق الذي سلّم حصن برزويه حينئذ بملطية باسليقا عليها وناظرا فيها، فقبض عليه السقولاروس وأخذ ما عنده من المال والكراع والكسوة [والآلات] (¬10)، [السقلاروس يدعو لنفسه بالملك] وقوي به، ودعا لنفسه بالملك، وتحيّل أيضا نقفور (الأوريون) (¬11) الذي أرسل (¬12) به الملك إلى عضد الدولة في باب السقولاريوس، واستدعى رجلا من البادية ¬

(¬1) زيادة من (س). (¬2) زيادة من بترو والبريطانية. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬4) في نسخة بترو «ذلك». (¬5) هو «ورد الرومي» كما يسمّيه ابن الأثير 9/ 43. (¬6) في (ب) «عنه». (¬7) في البريطانية «وأسرعوا». (¬8) في البريطانية «وعبروا». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬10) زيادة من البريطانية. (¬11) في البريطانية ساقطة، وفي (ب): «والاريون». (¬12) في طبعة المشرق 167 «رسل».

[باسيل الملك يسير بردس الفوقاس لقتال السقلاروس]

وأخذه وأوصله إلى بلد الروم، وعاد إلى [حضرة] (¬1) باسيل الملك وتفاقم أمر السقولاروس، واجتمع إليه من العرب العقيليّين والنّميريّين الواردين/109 أ/ معه عدد كثير، ومن الأرمن، واستنجد أيضا بباذة (¬2) الكردي صاحب ديار بكر، وأنفذ (¬3) إليه أخاه أبا عليّ في عسكر قويّ. واضطر باسيل الملك إلى أن أعاد بردس الفوقاس إلى الدومستيقيّة [في ذي الحجّة من السنة] (¬4) [باسيل الملك يسيّر بردس الفوقاس لقتال السقلاروس] وسيّر إليه الجيوش، ورسم إليه لقاء السقولاروس بعد أن أنفذ إليه من استخلفه بجميع الآثار (¬5) المقدّسة، وأخذ عليه العهود والمواثيق (بمناصحته) (¬6) وموالاته والمحافظة على طاعته، فكتب الفوقاس إلى السقلاروس يلتمس منه أن ينفذ إليه أخاه قسطنطين، وهو زوج أخت بردس الفوقاس، فأنفذه إليه [اتفاق السقلاروس وبردس على قتال الملك باسيل] وأرسل (¬7) به بردس الفوقاس إلى أخيه السقلاروس ليقرّر معه أن يتّفق جميعا على منازعة باسيل الملك وحربه فيحوزان ملكه ويقتسمانه (¬8) بينهما، ويكون الفوقاس في مدينة القسطنطينية، والسقلاروس خارجا عنها، فأجابه السقلاروس إلى ما أراد، وتحالفا وتعاهدا عليه. ولمّا استقرّ بينهما ما عقداه على أن يجتمع العسكران أنكر ذلك رومانوس (بن) (¬9) السقلاروس، ولم يوافق أباه على رأيه، وأعلمه أنّها مكيدة من الفوقاس عليه، ولم يقبل منه أبوه، فتخلّى رومانوس ابنه عنه، [ابن السقلاروس يكشف للملك باسيل المؤآمرة] وقصد باسيل الملك، وكشف له ما شرع القوم فيه، وما تقرّر بين أبيه وبين بردس الفوقاس. وسار الفوقاس إلى ¬

(¬1) زيادة من بترو. (¬2) في (ب) «سار». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 167 «وأنفد»، والتصحيح من البريطانية. (¬4) زيادة من (س)، والبريطانية وبترو. (¬5) في (س) «الاثارات». (¬6) في (س): «له يمينا صحيحا بموافاته». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 167 «ورسل». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق «ويقتسماه» والتصويب من البريطانية. (¬9) ساقطة من (ب).

[بردس الفوقاس يقبض على السقلاروس]

جيحان، [بردس الفوقاس يقبض على السقلاروس] واجتمع مع السقلاروس وتفاوضا فيه (¬1) ما يحتاجان إليه، وانفصلا على وعد أن يجتمعا أيضا. وعاد السقلاروس أيضا (إليه) (¬2)، وعند اجتماعهما قبض الفوقاس على السقلاروس وحمله إلى حصن كانت حرمته مقيمة فيه، فاعتقله هناك، وقال له: تكن (¬3) مقيما على حالك في هذا الحصن حيث حرمتي، فإذا أنا بلغت ما أقصد واستوليت على الملك وفيت (¬4) لك ما وافقتك عليه ولم أغدر بك. [بردس الفوقاس يدّعي الملك لنفسه] وكاشف بردس الفوقاس بالعصيان، ودعي له بالملك يوم [الأربعاء] (¬5) عيد الصليب [وهو رابع عشر أيلول سنة 1298] (¬6)، الموافق لثلاث عشرة ليلة [بقيت] (¬7) من جمادى الأول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وملك بلد الروم إلى دروليّة (¬8) وإلى شاطىء البحر، وبلغت عساكره إلى خريصوبولي (¬9)، [اتّساع سيطرة بردس إلى ذروليّة وخريصوبولي] واستفحل أمره، وجزع (¬10) باسيل الملك منه لقوّة جيوشه واستظهاره عليه، فنفدت أمواله، فدعته الضرورة إلى أن أرسل إلى ملك الروس وهم أعداؤه يلتمس منهم المعاضدة على ما هو بصدده (¬11) فأجابه إلى ذلك، [الملك باسيل يزوّج أخته لملك الروس ليساعده على حرب بردس] وعقدا (¬12) بينهما مصاهرة، وتزوّج ملك الروس أخت باسيل الملك بعد أن أشرط عليه ¬

(¬1) كذا، والصحيح: في أو فيما. (¬2) ساقطة من (ب). (¬3) في البريطانية «نكون». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 168 «أوفيت»، ونسخة بترو «أفيت» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬5) من (س). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية و (س). (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) دروليّة: بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وكسر اللام، وتشدّد ياؤه وتخفّف. مدينة في أرض الروم. (معجم البلدان 2/ 453)، وفي نسخة بترو «ذرولية». (¬9) في (ب) «خرسوبلي»، وبترو «اخرسوبلى»، وهي Chrysopolis تجاه القسطنطينية. (¬10) في بترو «وخرج». (¬11) في (ب) «بضده». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 168 «عقد» وما أثبتناه عن نسخة بترو.

[الملك باسيل يرسل المطارنة لعمادة ملك الروس الملحد]

أن يعتمد هو وسائر أهل بلاده وهم (¬1) أمّة عظيمة. وكان الروس يومئذ لا ينتمون إلى شريعة ولا يعتقدون ديانة. [الملك باسيل يرسل المطارنة لعمادة ملك الروس الملحد] وأنفذ إليه باسيل الملك فيما بعد مطارنة وأساقفة وعمّدوا (¬2) الملك وجميع من تحويه أعماله [ثم أرسل إليه باسيل الملك]] (¬3) أخته. [جيش الروس ينضمّ إلى جيش الروم لقتال بردس الفوقاس] وبنت (¬4) كنائس كثيرة في بلد الروم ولما استقرّ بينهما أمر التزويج وردت جيوش الروس أيضا، وانضافت إلى عساكر الروم التي لباسيل الملك، فتوجّهت بأجمعهم (¬5) للقاء بردس الفوقاس برّا وبحرا إلى خريصوبولي (¬6)، فاستظهروا على الفوقاس، واستولى باسيل الملك على ناحية البحر، [باسيل يستولي على المراكب البحرية لفوقاس] وملك سائر المراكب التي في يد الفوقاس. وكان باسيل الملك بعد نزول [جيوش] (¬7) الفوقاس على ظاهر مدينة القسطنطينيّة واحتوائه على ناحية المشرق، وقد سيّر الطاروني الماجسطرس في البحر إلى طرابزندة، وجمع خلقا وتوجّه إلى شاطيء الفرات، [بردس يستنجد بملك الجرزان ويهزم الطاروني قائد الروم] فأنفذ بردس الفوقاس ولده نقفور المعوجّ (¬8) إلى داود (¬9) ملك (الجرزان) (¬10) يستنجده على الطاروني، فسيّر معه غلاما له في ألف فارس وسار معه أيضا ابنا بقراط البطريقان صاحبا الخالديّات (¬11) في ألف فارس، فلقوا الطاروني وهزموه، فاتّصل بهم في الحال ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق «وهي» وما أثبتناه عن (س). (¬2) في نسخة بترو «واعمدوا»، (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وفي الأصل وطبعة المشرق 168 «وسيّر إليه». (¬4) في (ب) «بنيت»، والصحيح ما أثبتناه لأنّ الباني هي «آن» أخت الملك. (أنظر الدولة البيزنطية 533 (بالحاشية). (¬5) في نسخة بترو «بأحملهم» والصحيح «بأجمعها». (¬6) في (ب) «اخرسونيكي». (¬7) زيادة من البريطانية. (¬8) في البريطانية «والمعوج». (¬9) في (س) زيادة: «صاحب المدينة التي» وكذلك في نسخة بترو، وقد أوضح الدكتور العريني أنها مدينة «النيّ «Ani أو «التايخ). «Taikh الدولة البيزنطية 540). (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 168 «الجرزية»، وفي نسختي بترو والبريطانية «الجزيرة»، وما أثبتناه عن (الدولة البيزنطية 540) إذ فيه أن داود هو ملك الجرزان (الكرج). (¬11) الخالديات Khaldia وصاحباها هما: كريكوريكوس وبقراط.

[سنة 378 هـ‍-]

استظهار عساكر باسيل الملك على الفوقاس في البحر في خريصوبولي (¬1)، فعاد غلام داود الخرزي (¬2) برجاله، وكذلك ابنا بقراط إلى مواضعهم، واحتجّوا عليه بأنّهم قد فعلوا ما أراده منهم من هزيمة الطاروني. [سنة 378 هـ‍-] [لاون بن بردس يخرج اغابيوس البطريرك من أنطاكية] وتفرّق العسكر الذي مع نقفور بن الفوقاس فسار إلى والدته وهي مقيمة بالحصن الذي فيه السقلاروس معتقلا، وكان بردس الفوقاس قد خلّف ابنه لاون بأنطاكية، ورسم له أن يتلطّف في إخراج أغابيوس البطريرك عن المدينة لئلاّ يتمّ عليه منه حيلة، فاستركبه لاون إلى ظاهر المدينة وأوهمه أنّه يحتاج أن يفاوضه في أمر يهمّه، واستدعى أيضا جماعة من أهل أنطاكية، وعاد لاون إلى أنطاكية ومنع أغابيوس البطريرك ومن خرج معه من الدخول [وذلك يوم السبت ثامن شهر آذار سنة 1300 وهو لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة 378] (¬3). [الملك باسيل يظفر ببردس الفوقاس ويقتله] وخرج باسيل الملك وأخوه قسطنطين في عساكرهما وفي جيوش الروس [ووافوا] (¬4) بردس الفوقاس في أبدوا (¬5) وهو بالقرب من عبر (¬6) القسطنطينيّة، وظفروا بالفوقاس، وقتل يوم السبت [ثالث عشر نيسان من السنة وهو لثلاث ليال خلون من] (¬7) المحرّم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وحمل رأسه إلى القسطنطينيّة وأشهر بها. وكانت مدّة عصيانه سنة واحدة وسبعة أشهر. [امرأة بردس الفوقاس تطلق سراح السقلاروس] (ولمّا سمعت امرأته خبر قتله) (¬8) أطلقت السقلاروس من الاعتقال، فاجتمع إليه سائر من كان مع الفوقاس من المخالفين على باسيل الملك، ¬

(¬1) في البريطانية «اخرصونيكي»، وفي بترو كذلك. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 169 «الجرزي»، وفي البريطانية «الجزيرة»، وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 169 «ولقوا» وما أثبتناه عن (ب). (¬5) كذا، وهي: «أبيدوس Abydos «مدينة بمضيق الدردنيل، تعتبر الميناء الرئيس للسفن المتّجهة نحو القسطنطينية، حيث يقع بها مركز الديوان (الجمرك). (الدولة البيزنطية 332). (¬6) كذا، ولعلّه أراد «معبر». (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬8) العبارة بين القوسين في نسخة بترو: «ولما اتصل بحرمة برذس الفقاس».

[السقلاروس يوسط قسطنطين عند أخيه الملك باسيل]

وعاد لبس الخفّ الأحمر (¬1)، وانضوى إليه نقفور المعوجّ بن بردس الفوقاس، [السقلاروس يوسّط قسطنطين عند أخيه الملك باسيل] وراسل (السقلاروس إلى قسطنطين الملك أخي باسيل الملك) (¬2) في أن يتوسّط حاله مع أخيه باسيل في رجوعه إلى طاعته، ويصفح له عن سائر ما سلف منه والعفو [عنه وعن من تحيّز إليه من العصاة] (¬3)، (وضمن له عنه الإحسان التامّ، [الملك باسيل يصفح عن السقلاروس وأصحابه] فأجابه إلى ذلك ونزع الخفّ الأحمر عن رجله يوم الجمعة حادي عشر تشرين الأول سنة 1301 وهو مستهلّ رجب سنة 379) (¬4) فأحضره قسطنطين الملك إلى أخيه باسيل ووطيء بساطه (وقبّل الأرض بين يديه) (¬5). واستقرّت الحال على أن جعل باسيل الملك لبردس السقلاروس قربلاط (¬6)، ورتّب أخاه وجميع أصحابه (¬7)، وأقطعه بلد الأرميناقوين (¬8) ورعبان (¬9) جزيا (¬10) وخراجا مضافا إلى نعمته القديمة، وصفح عن نقفور بن بردس الفوقاس وأقطعه نعمة حسنة، [لاون بن الفوقاس يقم بأنطاكية مخالفا للملك] فأمّا أخوه لاون بن الفوقاس فإنّه أقام بأنطاكية على الخلاف، وتحصّن في مرقب في أعلى سورها من ناحية الجبل وحصّنه، وكان معه جماعة من الأرمن ومن المسلمين [واستنفر المسلمون والتمس منهم أن ينجدوه] (¬11). واجتمع إليه أهل أنطاكية، ودخل المنفيّون أيضا، وقاتلوه أربعة أيّام، وأنزلوه/110 أ/في اليوم الخامس بالأمان [وهو ¬

(¬1) كان لبس الخفّ الأحمر خاصّا بالملوك في ذلك العصر، وبه يعرفون. (¬2) ما بين القوسين ورد في (س) هكذا: «قسطنطين الملك لبردس السقلاريوس»، وفي نسخة بترو: «قسطنطين برذس السقلارس». (¬3) ما أثبتناه عن (س). وفي الأصل وطبعة المشرق 169 «عما بدا منه من العصاوة»، وفي البريطانية «عمّن تحيّر إليه في العصاة». (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) ما بين القوسين ساقط من (س). (¬6) في نسخة بترو «أصحابه وغلمان». (¬7) قربلاط: لقب كان يمنحه الملك باسيل لأمرائه في آسيا (الدولة البيزنطية 541) وهو باللاتينية. Cyropolath : (¬8) كذا، والصحيح «الأرمنياق». (¬9) في البريطانية «رغبان»، وقد سبق التعريف برعبان. (¬10) كذا، والصحيح «جزية». (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. وفي البريطانية «واستقر».

[ميخائيل البرجي يحمل لاون إلى باسيل الملك]

يوم الأحد ثالث تشرين الآخر سنة 1301 وهو لستّ بقين من رجب سنة 379] (¬1) [ميخائيل البرجي يحمل لاون إلى باسيل الملك] وأنفذ باسيل الملك ميخائيل (¬2) البرجي الماجسطرس إلى أنطاكية وحمل لاون بن [بردس] (¬3) الفوقاس، ونفاه الملك إلى بلد أدرليّة (¬4). [الملك باسيل ينقم على أغابيوس البطريرك صداقته لبردس] ونقم (¬5)؟؟؟ باسيل الملك على أغابيوس بطريرك أنطاكية ونفاه، وألزمه المقام في إحدى ديارات القسطنطينيّة، وله يومئذ بالرئاسة اثنتا عشرة سنة. وكان السبب في تنكّره عليه أنّه وجد في أحدى صناديق بردس الفوقاس بعد الوقوع به كتابا إليه من أغابيوس البطريرك يصوّب فيه رأيه ويقوّي عزيمته في أمر شاوره فيه من غير إيضاح (¬6) بذكره، فسبق إلى نفس باسيل أنّ تلك المشورة كانت فيما أتاه من العصيان عليه، وصدق به علامات (¬7) متقدّمة رقيت إليه في هذا المعنى. وأقام أغابيوس في النفي دون السبع سنين، وهو في مدّتها يعمل الشّرطونيّات لكرسيّه ويمتثل أمره فيه (¬8). [الزلازل في القسطنطينية ونيقوميدية] و (في (¬9) السنة الرابعة عشر من ملك باسيل [وهي سنة 379] (¬10) حدث بالقسطنطينيّة زلازل عظيمة، ووقع فيها ثلث كنيسة آجيا صوفيّا وخسف بدور كثيرة في نيقوميدية على سكّانها. وجدّد الملك ما سقط في آجيا صوفيّا، وردّه إلى ما كان عليه في السنة الثامنة عشر من ملكه. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية، وفيها: «الأحد الثاني من تشرين الثاني». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 170» «الميخائيل» والتصحيح من نسخة بترو. (¬3) زيادة من بترو. (¬4) في نسخة بترو «اذرليه» وفي البريطانية «أدروليّة». وهي: «دورليه» (دوريليوم». (الدولة البيزنطية 540). (¬5) في (س) «وغضب». (¬6) في (س) والبريطانية «إفصاح». (¬7) في (س) «بلاغات». (¬8) في (س): «فيما يأمر به». وتراجع هذه الأخبار بطولها في: الدولة البيزنطية L'Epope?e . .,I .PP .476 - II .P .23 Schlumberger-L'E - ،540 - 527 وذيل تجارب الأمم 111 - 117، والكامل في التاريخ 9/ 43،44، وتاريخ الأزمنة 75،77. (¬9) من هنا حتى قوله «من ملكه» ليس في (س). (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية.

[باسيل يحقد على ملك الجرزان وصاحبي الخالديات لإنجادهم الفوقاس]

[باسيل يحقد على ملك الجرزان وصاحبي الخالديات لإنجادهم الفوقاس] وحقد باسيل الملك على داود ملك الجرزان (¬1) صاحب مدينة النيّ (¬2)، وعلى ابني بقراط صاحبي الخلديات (¬3) لإنجادهم (¬4) الفوقاس، وأنفذ عسكرا ليغزوهم مع بطريق يعرف بالجاكروس (¬5)، وقصد ابني بقراط وقتل الكبير منهما، ونفى الصغير. [ملك الجرزان يلتمس العفو من باسيل ويدعو له بالملك في بلاده] والتمس داود ملك الجرزان من الملك باسيل العفو والصّفح وبذل (¬6) له الطاعة والعبودية وأن يكون (¬7) (بلاده بعد موته-إذ لم يكن له ولد يرثه) (¬8) -مضافة إلى ملكه [إذ هو شيخ كبير ولا ولد له ولا وارث غيره] (¬9) ويستأذنه في إنفاذ رؤساءه (¬10) إلى حضرته (¬11) ليأخذ عليهم ويتوثّق منهم في أن يتسلّموا البلاد بعد وفاة صاحبها، فحسن موقع فعله في نفس الملك باسيل وجعله قربلاط، وأنفذ إليه بثياب مزيّنة فلبسها، ودعى (¬12) في بلاده لباسيل الملك. وسيّر كاثوليكوس الجرزان (¬13) إلى حضرته مع جماعته (¬14) من رؤساء بلاده، فرتّبهم الملك وأحسن إليهم (وعاد جماعتهم إلى داود) (¬15). ¬

(¬1) الجرزان: يقصد بهم الكرج. وفي النسخة البريطانية «الخيزران». (¬2) في (ب): «التي»، وفي (س) «اكنى». وهي. (Ani) (¬3) في البريطانية «الخالديات». وهي. (Khaldia) : (¬4) في نسخة بترو «لاتخاذهم». (¬5) يقول الدكتور العريني: «لم يكن الجاكروس سوى البطريق حنا بورتيز Jan Portez الذي توجّه لقتال تشوردفانل Tchordvanel ابن أخت الراهب المحارب Toring الذي كان من أشدّ أنصار برداس فوقاس. (الدولة البيزنطية 540،541 حاشية رقم 4). (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 170 «بدل». (¬7) كذا، والصحيح «تكون» كما في البريطانية. (¬8) ما بين القوسين في (س): «بلاده بعده». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) وبترو. (¬10) كذا، والصحيح «رؤسائه». (¬11) في (ب) «حصونه». (¬12) كذا، والصحيح «ودعا». (¬13) في البريطانية «فاليق الخيزران». (¬14) في نسخة بترو «جماعة» وهو الصحيح. (¬15) في (س): «وأعادهم إلى بلادهم».

[سنة 380 هـ‍.]

[سنة 380 هـ‍.] [البلغر يغزون بلاد الروم إلى سالونيكا] وفي مدّة عصيان الفوقاس واشتغال الملك باسيل بحربه انتهز البلغر الفرصة وغزوا بلد الروم دفعات، وأتوا إلى بلد صالونيكي (¬1) وتطرّقوا أعمال الروم التي في المغرب، فتأهّب باسيل الملك لغزوهم وخرج إلى ديوطمه في سنة ثمانين وثلاثمائة. [باسيل يتأهّب لحرب البلغر] وفيها ثبت (¬2) السقلاروس وجمع العساكر فيها، واستدعى السقلاروس ليسير معه في غزواته، وكان هو وأخوه جميعا مريضين مدنفين، وحمل السقلاروس إلى حضرته في سرير وألقى نفسه على رجلي الملك، ولمّا شاهد الملك حاله رسم له المقام في بيته ووصله (¬3) بقنطار دنانير ليصّدّق به، وتوّجه الملك إلى البلغريّة. [موت السقلاروس وأخيه قسطنطين] وبعد أيام يسيرة مات السقلاروس [وكان موته يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة] (¬4)، ومات أخوه قسطنطين بعده بخمسة أيام. (وكان بين قتل بردس الفقاس (¬5) وبين موت [بردس] (¬6) السقلاروس دون سنتين) (¬7). [باسيل يهزم البلغر ويأسر ملكهم] ولقي باسيل الملك البلغر وهزمهم، وأسر/110 ب/ملكهم وأعاده إلى حبسه الذي هرب منه، وأفلت (¬8) القمطوفليس صاحب جيوشه وضبط مملكة البلغريّة، وأقام باسيل الملك مناصبا لهم وغازيا لبلادهم مدّة أربع سنين. ¬

(¬1) في البريطانية «تصالونيكي» وفي (س): «ثاصالونيكي» وفي نسخة بترو «صالانيكيه». والمقصود مدينة «سالونيكا» اليونانية. (¬2) في (س): «بيت»، وكذلك أثبتها (آمدروز) في تحقيقه لكتاب: ذيل تجارب الأمم- ص 117 (بالحاشية). (¬3) في (س): «ووصى له». (¬4) ما بين الحاصرتين من (س)، وبترو. (¬5) في نسخة بترو «الفوقاس». (¬6) زيادة من بترو. (¬7) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬8) في (س) «ومات».

[استيلاء باسيل على عدة حصون وتخريب مدينة باريا]

[استيلاء باسيل على عدّة حصون وتخريب مدينة باريا] وكان في الشتاء يخرج إلى أطراف بلد البلغر يغزوا (¬1) ويسبي فيها. وفتح في هذه المدّة عدّة حصون من حصونهم، فتمسّك ببعضها، وأخرب منها ما ظنّ أنّه لا ينضبط له، وأخرب مدينة باريا في جملة ما أخرب. ... [عود إلى سنة 377 هـ‍.] [شرف الدولة يعود لمحاربة أخيه ويستولي على بغداد وشيراز] وأمّا (¬2) شرف الدولة فإنّه عاد إلى محاربة أخيه صمصام الدولة، ولمّا قرب من بغداد استأمن إليه أكثر عسكر أخيه (خرج صمصام الدولة) (¬3) وقصده، فلمّا حل عنده قبض عليه وسمله (¬4)، وسار إلى بغداد، وملكها في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وحمله إلى سيراف (¬5) وحبسه في قلعة بها، واستولى على شيراز وبغداد (¬6). ... ¬

(¬1) كذا، والصحيح «يغزو». (¬2) من هنا وحتى قوله «وثلاثمائة» نحو 7 اسطر ليست في (س). (¬3) في نسخة بترو: «فنحبت نفس صمصام الدولة، فخرج إليه». وفي البريطانية: «صمصام الدولة إليه». (¬4) في نسخة بترو «وشمله». (¬5) في طبعة المشرق 172 «شيراز»، وما أثبتناه عن ذيل تجارب الأمم. (¬6) قال الروذراوري في ذيل تجارب الأمم 149: «كان نحرير الخادم يحضّ شرف الدولة على قتل صمصام الدولة ويقول له: إنه ملك قد قعد على السرير ولا يؤمن الدهر وحوادثه ودولتك مع بقائه على خطر. فيعرض شرف الدولة عن هذا القول، فلما اعتلّ وأشفى ألحّ في ذلك وقال له: إن لم تر القتل فالكحل إذا. فأخرج محمد الفرّاش لسمل صمصام الدولة وسلّم إليه شيئا أمر بأن يكحّله به ثلاثة أيام كحلا، ويشدّ عليه عينيه، فمضى الفرّاش، فقبل أن يصل توفي شرف الدولة. فحصل الفراش بسيراف والقلعة التي فيها صمصام الدولة كانت من أعمالها، وعاملها رجل يهوديّ يسمّى روزبه، فذكر الفرّاش للعامل ما ورد فيه فقال: هذا أمر قد بطل حكمه مع وفاة شرف الدولة ولا يجوز تمكينك منه إلاّ بعد إعلام أبي القاسم العلاء بن الحسن الناظر. فكتب إليه يستأذنه فعاد جوابه بتمكينه مما ورد فيه، فقصد القلعة وكحل صمصام الدولة بما صحبه، فذهب ناظره». (حوادث سنة 379 هـ‍). وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 48 - 50 وتاريخ الزمان 69،70، وتاريخ مختصر الدول 172،173، والمنتظم 7/ 132 (حوادث 376 هـ‍)، ودول الإسلام 1/ 230، ونهاية الأرب 23/ 204، ومآثر الإنافة 1/ 314، وتاريخ الفارقي 1/ 54، وتاريخ ابن خلدون 3/ 433، والمختصر في أخبار البشر 2/ 124، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، وتاريخ ابن الوردي 1/ 307، وشذرات الذهب 3/ 86، وتاريخ الأزمنة 74.

[سنة 378 هـ‍.]

[سنة 378 هـ‍.] [المغاربة يفتحون حصن وادي القرى] وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة فتح المغاربة حصن وادي القرى من أعمال الحجاز، وكان خبر فتحه أنّ بلتكين (¬1) العزيزيّ حجّ (¬2) من مصر إلى مكة في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ونزل عليه في عودته وهتك حصنه، وكان في يد إنسان يعرف بابن أبي حازم، فقتله وملك جماعة من أهله، وأقام فيه واليا من قبل العزيز بالله (¬3). ... [378 - 379 هـ‍.] [رعد وبرق وريح شديدة تضرب مصر] وحدث بمصر يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجّة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة رعد وبرق وريح شديدة، ولم تزل إلى نصف الليل، ثم اسودّت (¬4) منه المدينة، وكان سواد لم ير مثله إلى وجه الصبح، وخرج من السماء مثل عمود نار، واحمرّت منه السماء والأرض احمرارا شديدا، وكان ينثر من الجو (¬5) غبارا كثيرا شبيها بالفحمة (¬6) يأخذ بالنفس. ولم يزل كذلك إلى الساعة الرابعة من النهار، وظهرت الشمس مغيّرة اللّون، ولم تزل تطلع مغيّرة إلى [يوم الثلاثاء] (¬7) ثاني المحرّم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (¬8). ... ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 172 «تلتكين» والتصويب من المصادر. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق «يحجّ»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬3) هذا الخبر لم أقف عليه في المصادر. (¬4) في نسخة بترو «استودت». (¬5) في نسخة بترو «الجوا». (¬6) في نسخة بترو «القحمة». (¬7) زيادة من بترو. (¬8) حتى هنا ينتهي النقص في (س). وخبر الرعد ورد في: اتعاظ الحنفا 1/ 267 وفيه: «في سابع عشر ذي الحجة حدث بالقاهرة ومصر رعد شديد ورياح عاصفة، فاشتدّت الظلمة حتى شنعت، وظهر في السماء عمود نار، ثم احمرّت السماء والأرض حمرة زائدة، وظهرت الشمس متغيّرة إلى يوم الثلاثاء ثاني المحرّم سنة تسع وسبعين وظهر كوكب له ذؤابة فأقام اثنين وعشرين يوما». أقول أنا محقّق الكتاب عمر تدمري: إن التاريخ الصحيح هو: «سابع عشري ذي الحجة» -

[بكجور يتسلم الرقة من غلام سعد الدولة]

[بكجور يتسلّم الرّقّة من غلام سعد الدولة] وسار بكجور (¬1) من دمشق إلى الرقّة، تسلّمها من غلام لسعد الدولة كان فيها مقيما، وأقام بكجور بها. [منير الخادم يدخل دمشق] وحصل (¬2) بدمشق منير الخادم الصقلبي غلام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس (¬3). ... [ظهور الكوكب ذو الذؤآبة بالمغرب] وظهر كوكب ذو ذوأبة في المغرب ليلة الأحد لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، فأقام نيّف عشرين (¬4) يوما وغاب (¬5). ... [وفاة شرف الدولة أبي الفوارس وانتقال الإمارة لأخيه أبي نصر] ومات شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة في سنة ثمانين ¬

= أي 27 منه، وهذا يتّفق مع قول المؤرّخ يحيى بن سعيد «يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجّة». وأقول أيضا: إنّ ظاهرة الريح العاصفة لم تقتصر على مصر فحسب، بل شهدت بغداد ريحا عاصفة أيضا في تلك السنة، ترافقت مع ظهور الكوكب ذي الذؤآبة، وهو الكوكب المعروف في عصرنا الحاضر بمذنّب «هالي». فقد ذكر ابن الجوزي في المنتظم 7/ 141 في حوادث سنة 378: «وفي شعبان كثرت الرياح العواصف وجاءت بفم الصلح وقت العصر من يوم الخميس لخمس بقين منه ريح شبّهت بالتنّين حتى خرقت دجلة، حتى ذكر أنه بانت أرضها من ممرّ الريح، وهدمت قطعة من المسجد الجامع وأهلكت جماعة من الناس وغرّقت كثيرا من السفن الكبيرة المملوءة بالأمتعة، واحتملت زورقا منحدرا وفيه دوابّ وعدّة سفن، وطرحت ذلك في أرض جوفى، فشوهد بعد أيام. وفي هذه السنة لحق الناس بالبصرة حرّ عظيم وجنوب فتساقط الناس في الشوارع وماتوا في الطرقات». وذكر ابن الأثير أيضا (9/ 60): «في هذه السنة تتابعت الأمطار، وكثرت البروق والرعود، والبرد الكبار، وسالت منه الأودية، وامتلأت الأنهار والآبار ببلاد الجبل، وخربت المساكن، وامتلأت الأقناء طينا وحجارة، وانقطعت الطرق». (¬1) في البريطانية «بجكور». (¬2) من هنا حتى قوله «من السنة» 24 سطرا ساقطة من (س). (¬3) الخبر في: زبدة الحلب 1/ 178، وذيل تاريخ دمشق 30،31، والمختصر في أخبار البشر 2/ 125، والدرّة المضيّة 222، واتعاظ الحنفا 1/ 269. (¬4) كذا، والصحيح «نيّفا وعشرين». وقد أثبتت «و» في البريطانية. (¬5) اتعاظ الحنفا 1/ 267 وفيه: فأقام اثنين وعشرين يوما».

[وفاة الوزير يعقوب بن كلس]

وثلاثمائة (¬1)، وجلس على الإمارة أخوه أبو نصر (¬2) فيروز بهاء الدولة، وأضيف إلى لقبه [هذا] (¬3) ضياء الملّة وغياث الأمّة [عظيم الهيبة] (¬4). ... [وفاة الوزير يعقوب بن كلّس] ومات الوزير يعقوب (¬5) بن يوسف بن كلّس بمصر [يوم الاثنين لستّ خلون من ذي الحجة سنة 380] (¬6)، وكان رجلا جيّد العقل حسن السياسة كبير الهمّة خبيرا بتدبير المملكة، وكان يهوديّا في أول أمره متصرّفا حديثه مع بعض التجّار، ثم أسلم في أيام كافور الإخشيد، وتصرّف (¬7) في بعض خدمته، وخرج بعد موته إلى المغرب وقصد المعزّ لدين الله، وعند دخوله إلى مصر قلّده خراجه، ولم يزل ينظر فيه إلى أن ندبه العزيز بالله/111 أ/ بالوزارة، وركب العزيز إلى داره بعد موته وصلّى عليه، وكشف عن وجهه وبكى عليه بكاء شديدا [وحزن على موته حزنا عظيما] (¬8) وكان أهلا لذلك. ¬

(¬1) ذيل تجارب الأمم 174، والكامل في التاريخ 9/ 61،62، والمنتظم 7/ 149 رقم 239، وتاريخ الزمان 70، وتاريخ مختصر الدول 173، والمختصر في أخبار البشر 2/ 125، ومآثر الإنافة 1/ 314، وتاريخ ابن الوردي 1/ 308، والبداية والنهاية 11/ 307، ونهاية الأرب 23/ 204، ودول الإسلام 1/ 231، والنجوم الزاهرة 4/ 154،155، ومرآة الجنان 2/ 408، وشذرات الذهب 3/ 94، وتاريخ الأزمنة 77، وسير أعلام النبلاء 16/ 384، 385 رقم 276، والعبر 3/ 11. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 172 «نصير». والتصويب من البريطانية، والمصادر. (¬3) زيادة من نسخة بترو. (¬4) زيادة من البريطانية. (¬5) الإشارة إلى من نال الوزارة 19 - 23، والمنتظم 7/ 155،156 رقم 259، والدرّة المضيّة 225 - 227، والنجوم الزاهرة 4/ 158، وذيل تاريخ دمشق 32، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 228 - 242، والكامل في التاريخ 9/ 77، ودول الإسلام 1/ 232، والبداية والنهاية 11/ 308، واتعاظ الحنفا 1/ 268،269، ومرآة الجنان 2/ 410، وشذرات الذهب 3/ 97، وسير أعلام النبلاء 16/ 442 - 444 رقم 327، ووفيات الأعيان 7/ 27 - 35، والعبر 3/ 14، وخطط المقريزي 2/ 5 - 8، وحسن المحاضرة 2/ 201، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 380،381، وبدائع الزهور 1 ق 1/ 126. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬7) في طبعة المشرق 172 «تعرّف» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية.

[الزلزلة بدمشق وبعلبك]

وكان صنّف له كتاب فقه ونسب إليه (¬1)، وروى ما فيه عن العزيز بالله وعن آبائه الأئمة وحمله إلى الجامع العتيق بمصر، وأخذ الناس بالعويل (¬2) عليه، وأمر الفقهاء بالفتيا منه، فأكثر الناس الكلام في ذلك، ولم ير أكثرهم العمل به، وتبيّن ذلك منهم فأعفاهم منه. ... [الزلزلة بدمشق وبعلبك] وحدث بدمشق زلزلة عظيمة يوم السبت سابع عشر المحرّم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وسقط منها زهاء ألف دار، ومات تحت الردم خلق عظيم، وخسف في تلك الليلة بقرية من قرى بعلبك. وكانت الزلازل بدمشق وأعمالها وبعلبك (¬3)، وخرج الناس من دورهم إلى الصحراء والخيم، وقامت الزلازل متتابعة إلى يوم الجمعة السابع عشر من صفر من السنة (¬4). ... [بكجور ينازل بالس ويرحل عنها] وسار بكجور من الرقّة طالبا لحلب في المحرّم سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، ونزل على بالس وقاتلها ونقب فيها نقوبا كثيرة، وأشرف على أخذها، فسدّوا النقوب واشتدّوا في قتاله، فرحل عنها، وسار سعد الدولة للقائه في جميع عسكره وبني كلاب وفي ناشئة (¬5) استدعاها من أنطاكية، [سعد الدولة يهزم بكجور بأرض الناعورة] واجتمعوا في أرض الناعورة (¬6) [في انسلاخ المحرّم] (¬7) وانهزم بكجور وأسرته ¬

(¬1) قيل إنه يسمّى «مصنّف الوزير» ابتدأ فيه بذكر الطهارة، ثم الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وسائر أبواب الفقه الواجبات على مذهب الأئمة. . . (عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس ص 232). (¬2) في البريطانية «التعويل». (¬3) في نسختي بترو والبريطانية زيادة: «ومعظمها دمشق وبعلبك وزلزلوا بعدها زلازل دونها». (¬4) الخبر نقله المقريزي في اتعاظ الحنفا 1/ 273، والبطريرك الدويهي في (تاريخ الأزمنة 77، 78)، والقلقشندي في (مآثر الإنافة 1/ 321). (¬5) في البريطانية «أناس» وبترو «أناسي»، و (ب) «ناسا». (¬6) في (ب) «الماغوزة»، والبريطانية وبترو «الماعوزة». والمثبت هو الصحيح، موضع بين حلب وبالس فيه قصر لمسلمة بن عبد الملك من حجارة وماؤه من العين، وبينه وبين حلب ثمانية أميال. (معجم البلدان 5/ 253). (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وانظر عن بكجور في: تاريخ الإسلام 15/ 21،22. ومصادره بتحقيقنا.

[مقتل بكجور]

العرب، [مقتل بكجور] واشتراه سعد الدولة منهم. ولما حصل عنده أمر بضرب عنقه (وطيف برأسه وعلّق منكّسا، ثمّ صلب) (¬1). [سعد الدولة يملك الرّقّة ويستولي على الرحبة] وسار سعد الدولة إلى الرقّة وملكها، ورحل منها إلى الرّحبة واستولى عليها وعاد إلى حلب (¬2). ... [عصيان منير الصقلبي بدمشق] وعصى منير الصقلبي بدمشق بعد موت مولاه الوزير يعقوب بن يوسف، [العزيز بالله يسيّر بنجوتكين ومعه نزّال والي طرابلس لقتال منير] فسيّر العزيز بالله إليه بنجوتكين (¬3) التركي ولقّبه أمير الجيوش المنصورة [في شعبان سنة 381] (¬4)، ورسم له محاربته، [نزّال والي طرابلس يأخذ منير أسيرا] وتقدّم إلى نزّال والي طرابلس بالاجتماع معه على لقاء منير وأخذه، [بنجوتكين يحمل منير إلى مصر ثم يعفى عنه] فسار نزّال إلى دمشق ولقيه قبل وصوله بنجوتكين، فانهزم منير وأخذه نزّال أسيرا، وقتل من أهل دمشق مقتلة عظيمة، ووصل بنجوتكين إلى [دمشق ثاني يوم الوقعة وتسلّم منير، وحمله إلى مصر وأشهر بها في ذي الحجّة من السنة] (¬5) وأعفي عنه (¬6). ... [بهاء الدولة يخلع الطائع لله من الخلافة ويعتقله] وأمّا بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة فإنه مدّ عينه إلى مال جمعه الخليفة الطائع (بن) (¬7) عبد الكريم بن المطيع (¬8)، وسيّره إليه، وركب إلى دار السلطان، وقبض على الطائع بغير ذنب وخلعه من الخلافة يوم السبت ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) أنظر زبدة الحلب 1/ 178،179، وذيل تاريخ دمشق 33 - 39، والكامل في التاريخ 9/ 85،86، والدرّة المضيّة 221 (حوادث سنة 378)، واتعاظ الحنفا 1/ 269، وذيل تجارب الأمم 209 - 214. (¬3) كذا، وفي المصادر «منجوتكين». (¬4) ما بين الحاصرتين من البريطانية. وفي (س): «في شعبان من السنة». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة (س). وفي الأصل وطبعة المشرق 173 «ووصل بنجوتكين إلى مصر وحمل منير معه، وأشهر في مصر وأعفي عنه». وفي نسخة بترو: «ووصل بنجوتكين إلى مصر وحمله إلى مصر وأشهر بها». (¬6) أنظر الخبر مفصّلا في: ذيل تاريخ دمشق 30 - 40، والكامل في التاريخ 9/ 58 و 85 و 86، والدرّة المضيّة 222 و 230 و 232،233، واتعاظ الحنفا 1/ 269 و 270. (¬7) ساقطة من نسخة بترو. (¬8) في البريطانية «عبد المطيع».

ثاني عشر شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وكانت خلافته سبع عشرة سنة وتسعة (¬1) أشهر [وسبعة وعشرين يوما] (¬2) واستولى على جميع ماله وقطع أذنه واعتقله في دار السلطان مدّة إلى أن مات (¬3). ¬

(¬1) في (س): «وثمانية». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬3) أنظر عن خلع الطائع في: ذيل تجارب الأمم 201، والمنتظم 7/ 156، وتاريخ الزمان 71، وتاريخ مختصر الدول 173، والإنباء في تاريخ الخلفاء 182، ونهاية الأرب 23/ 204 - 206، والكامل في التاريخ 9/ 79،80، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127،128، ومرآة الجنان 2/ 446، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة 1/ 314،315، والبداية والنهاية 11/ 308،309، ودول الإسلام 1/ 232، والنجوم الزاهرة 4/ 159، وتاريخ ابن الوردي 1/ 310، والدرّة المضيّة 228، وشذرات الذهب 3/ 97،98 و 143، وخلاصة الذهب المسبوك 258 - 261، والفخري 290، وتاريخ الخلفاء 410،411، وأخبار الدول 170،171، وتاريخ بغداد 11/ 79، والنبراس 124 - 127، والعبر 3/ 55،56 ونكت الهميان 196،197، وسير أعلام النبلاء 15/ 118 - 127 رقم 62 (وكانت وفاته سنة 393 هـ‍)، وتاريخ الإسلام (حوادث 381 هـ‍)، بتحقيقنا.

(خلافة القادر بالله)

(خلافة القادر بالله) وبويع بالخلافة في اليوم الذي خلع فيه الطائع لله لأبي العباس أحمد بن إسحاق ابن المقتدر، ولقّب القادر بالله، ونودي بذلك في مدينة السلام، وكان القادر مقيما بالبطيحة، وحمل إلى بغداد، وجلس في الخلافة في [يوم الثلاثاء لسبع خلون من] (¬1) شهر رمضان من السنة (¬2). [خروج بهاء الدولة لقتال أخيه صمصام الدولة بالبصرة] (وانحدر بهاء الدولة إلى البصرة لقتال أخيه صمصام الدولة المكحول، وجرت بينهما حرب) (¬3). [وفاة سعد الدولة أبي المعالي بحلب] ومات سعد الدولة أبو المعالي بن سيف الدولة بحلب في (خامس عشرين) (¬4) رمضان/111 ب/من السنة (¬5)، وجلس في الإمارة ابنة أبو الفضائل. [بنجوتكين يأخذ حمص من أبي الفضائل] وتوجّه بنجوتكين من دمشق إلى حلب وفتح حمص، [أبو الفضائل يستنجد بميخائيل البرجي والي أنطاكية] والتمس أبو الفضائل من والي أنطاكية وهو يومئذ ميخائيل البرجي [الماجسطرس] (¬6) أن ينجده، فجمع ميخائيل العساكر التي قريبة منه ونزل على فسطون، وراسله ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬2) ذيل تجارب الأمم 206، والمنتظم 7/ 157، والإنباء في تاريخ الخلفاء 183، والكامل في التاريخ 9/ 80،81، ونهاية الأرب 23/ 206 و 209، والبداية والنهاية 11/ 309، ومآثر الإنافة 1/ 319، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومرآة الجنان 2/ 410، وغيره. (¬3) ما بين القوسين ليس في (س). (¬4) العبارة في (س): «ليلة الأحد لخمس بقين من شهر». (¬5) أنظر عن وفاة سعد الدولة في: زبدة الحلب 1/ 180،181، وتاريخ مختصر الدول 177، والكامل في التاريخ 9/ 88، وذيل تجارب الأمم 180،181، وذيل تاريخ دمشق 39، والمختصر في أخبار البشر 2/ 128، والعبر 16،17، ومرآة الجنان 2/ 414، والدرّة المضيّة 230، والنجوم الزاهرة 4/ 161، ودول الإسلام 1/ 233، وتاريخ ابن الوردي 1/ 310، وشذرات الذهب 3/ 100، وتاريخ الأزمنة 78، والأعلاق الخطيرة 3/ 73 - 76 و 315 - 321، والوافي بالوفيات 16/ 146،147 رقم 169، وتاريخ الإسلام (مخطوطة المتحف البريطاني-الورقة 173 ب (سنوات 351 - 400)، ونهاية الأرب 26/ 157. (¬6) زيادة من (س)، والبريطانية.

[البرجي يعتقل رسول بنجوتكين]

بنجوتكين يعلمه أنّ قصده إلى حلب خاصّة، وأنه لا يتطرّق (¬1) إلى شيء من أعمال الروم، ولا يرخّص في فساد يجري من أحد من أصحابه في بلدهم [البرجي يعتقل رسول بنجوتكين] فقبض البرجي على رسوله واعتقله. [سنة 382 هـ‍.] [هزيمة الحمدانيّة أمام بنجوتكين] ووقع القتال بين بنجوتكين والحمدانية على أفامية، وانهزم الحمدانية في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقتل وأسر جماعة منهم. [بنجوتكين يفتح حصن عمّ للبرجي ويهاجم أنطاكية] ونزل ينجوكتين على حلب بناحية باب (اليهود ووقع الحرب في (¬2) جميع جوانب المدينة) (¬3) وأقام على حلب ثلاثة وثلاثين يوما، ورحل عنها ودخل إلى أعمال الروم بسبب اعتقال البرجي لرسوله، ونزل على حصن عم (¬4) ضيعة البرجي في بلد أرتاح (¬5) فقاتله وفتحه، وسبى وقتل [ونهب] (¬6)، وسار إلى أنطاكية ونزل عليها، وضرب خيمة حمراء على باب فارس، وأحاط بالسور من باب فارس إلى باب البحر وناشبهم القتال، فرشقه الأنطاكيّون بالنّشّاب، وأقام نصف يوم، [ميخائيل البرجي يجبن عن قتال بنجوتكين] وأشرف البرجي على عسكر بنجوتكين فاستعظمه، ورأى أنّه أوفر وأعظم (¬7) من عسكره، واعتزل عنه وعاد بنجوتكين إلى منازلة حلب، وراجع القتال مدّة سنة وشهر (¬8). وسار (¬9) عنها إلى دمشق [في رجب من السنة] (¬10). ¬

(¬1) في البريطانية «يطرق». (¬2) في البريطانية «من» (¬3) ما بين القوسين ليس في (س). (¬4) عمّ: بكسر أوله، وتشديد ثانيه، قرية غنّاء ذات عيون جارية وأشجار متدانية بين حلب وأنطاكية. (معجم البلدان 4/ 157). وفي البريطانية «صنيعة عم». (¬5) في (ب): «أرياح». (¬6) في نسخة بترو. (¬7) في (س): «وأقوى». (¬8) في نسخة بترو «سنة وثلاثين يوما». (¬9) في (س): «وقفل». (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. والخبر في: زبدة الحلب 1/ 186 - 188، وذيل تاريخ دمشق 41 - 42، وذيل تجارب الأمم-

[باسيل الملك يطلق سراح رسول بنجوتكين]

[باسيل الملك يطلق سراح رسول بنجوتكين] وكان باسيل الملك مقيما في بلاد الغرب لغزو البلغر، ولمّا انتهى إليه ما فعله البرجي برسول بنجوتكين أنكره عليه، واستدعى الرسول إليه وشاهده وخاطبه وأطلق سبيله (¬1). [عصيان المسلمين في اللاذقية وسبي البرجيّ لهم] وعصى المسلمون في بلد اللاذقية، وسار البرجي إليهم وسباهم وحملهم إلى بلد الروم (¬2). [سنة 383 هـ‍.] [وفاء الخادم يسلّم أفامية لبنجوتكين] وعاد بنجوتكين من دمشق ونزل على أفامية (¬3) فسلّمها إليه وفاء خادم سيف الدولة [يوم الخميس لعشر خلون من] (¬4) رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، [بنجوتكين يتسلّم شيزر من غلام سعد الدولة] ورحل إلى شيزر (¬5) وقاتلها، وتسلّمها من سوسن غلام سعد الدولة (¬6) [يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب من السنة] (¬7). [بنجوتكين يعود لمنازلة حلب] وعاد إلى منازلة حلب، [الحلبيّون يستنجدون بالملك باسيل] فراسل الحلبيّون الملك باسيل يسألونه النجدة وأن يعينهم على دفع بنجوتكين عنهم، فتقدّم إلى الماجسطرس ميخائيل البرجي والي أنطاكية ينجدهم ويدفع بنجوتكين عن حلب، وجمع البرجي ¬

= 217 - 220، والكامل في التاريخ 9/ 89، واتعاظ الحنفا 1/ 275،276، والنجوم الزاهرة 4/ 117 - 120. (¬1) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬2) لم أجد هذا الخبر أيضا في المصادر. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 175 «فامية»، وما أثبتناه عن (س) والبريطانية. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. وفي الأصل وطبعة المشرق 175 «في شهر رجب». (¬5) في نسخة بترو «شيراز» وهو تحريف، وكذا في البريطانية. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬7) قدّم ابن العديم فتح شيزر على أفامية في زبدة الحلب 1/ 188 حيث قال: «. . . وخرج من دمشق في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ومدبّر الجيش أبو سهل منشا بن إبراهيم اليهودي القزّاز، فنزلوا شيزر وقاتلوها، وفتحوها، وأمّنوا سوسن الغلام الحمداني، وكان واليا بها، وجميع من كان معه. وسار بنجوتكين إلى أفامية، فتسلّمها من نائب سعيد الدولة، ثم سار أمير الجيوش بمن انتخبه من العسكر إلى أنطاكية، فغنموا بقرا وغنما، ورماكا وجواميس، وبلغوا نواحي بوقا، وقطعوا بغراس، وعاد العسكر إلى الرّوج، ثم إلى أفامية».

[تحالف ميخائيل البرجي والحمدانيين لمحاربة بنجوتكين]

العساكر، وأنفذ الملك إليه لاون الماجسطرس المليسنوس (¬1) في عسكر آخر مددا له، ورتّب البرجي قوما يغيرون على أعمال حلب، فأسروا وسبوا، وهربوا (¬2) الذين كانوا يحملون الميرة والعلوفة إلى عسكر بنجوتكين خوفا منهم، وضيّق عليهم، ونزل البرجي والمليسنوس بالعساكر في الأرواج (¬3)، وانضاف إليهم عسكر الحمدانيّة، ورحل بنجوتكين عن حلب وتوجّه لقتالهم، ونزل على شاطيء النهر [المعروف بالمقلوب أي العاص] (¬4) مقابل عسكر الروم والحمدانيّة، والنهر بينهما، [تحالف ميخائيل البرجي والحمدانييّن لمحاربة بنجوتكين] ولمّا رأى البرجي عسكر بنجوتكين ووفوره لم ير أن يناشبه القتال بمن (¬5) معه، فألزمه الحلبيّون بأن يلقاه وهوّنوا أمره عليه/112 أ/، ونزل الروم على مخاضة والحلبيّون على مخاضة، واستعدّوا للعبور عليه (¬6)، [بنجوتكين يهزم الروم والحمدانيّة عند نهر العاصي] فأنفذ بنجوتكين العرب الذين كانوا معه مع قطعة من عسكره للقاء الحلبيّين، وانتصب هو (وبقية) (¬7) عسكره لقتال الروم. ولمّا أشرف العرب على الحلبيّين انهزم الحلبيّون عن المخاضة، وتبعهم العرب ونهبت سوادهم، فلمّا شاهد الروم ذلك انهزموا أيضا، وتخلّوا عن البرجي والمليسنوس واضطرّا إلى الهزيمة، وقتل من عسكر الروم زهاء خمسة آلاف، وذلك يوم (الجمعة لستّ ليال خلت من شعبان) (¬8) سنة أربع وثمانين ¬

(¬1) في البريطانية «المليتسوس» وفي بترو «الملتسيوس». (¬2) كذا، والصحيح «وهرب». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 175 «الأرواح»، بالحاء المهملة. وما أثبتناه عن (ب) وزبدة الحلب 1/ 189. وأرجّح أنها جمع «الرّوج» بالضم، وهي كورة من كور حلب المشهورة في غربيّها بينها وبين المعرّة، (معجم البلدان 3/ 76) أنظر: الدرّة المضيّة 235. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬5) في نسخة بترو «ممن». (¬6) في نسخة بترو «إليه». (¬7) ساقطة من البريطانية. (¬8) العبارة بين القوسين وردت في البريطانية ناقصة: «في سادس شعبان».

[بنجوتكين يعود لمنازلة حلب ويفتح حصن أعزاز]

وثلاثمائة. وعاد البرجي والمليسنوس إلى أنطاكية. وسمّيت هذه الوقعة وقعة المخاضة (¬1). [بنجوتكين يعود لمنازلة حلب ويفتح حصن أعزاز] وعاد بنجوتكين إلى منازلة حلب ومحاصرتها، وفتح حصن اعزاز، وملك سائر أعمال حلب، وولّى عليها، وبنى حصنا مقابل حلب [واستخرج الخراج] (¬2). [عود إلى سنة 383 هـ‍.] [العزيز بالله يردّ النظر بالأمور إلى ابن الفرات ثم إلى ابن نسطورس] وردّ العزيز النظر في الأمور إلى أبي الفضل (¬3) جعفر بن الفرات (¬4)، فنظر في الأمور [في شهر ربيع الأول سنة 383] (¬5) ووقف عليها (¬6) وعجز عن القيام بما عوّل عليه فيه فاعتفى (عن ذلك بعد أربعة أشهر) (¬7) وردّ العزيز ¬

(¬1) راجع هذه الموقعة في: زبدة الحلب 1/ 189،190، وذيل تجارب الأمم 218،219، والكامل في التاريخ 9/ 89، والدرّة المضيّة 234،235، والنجوم الزاهرة 4/ 119، وتاريخ الزمان 72، والدولة البيزنطية 582، واتعاظ الحنفا 1/ 275، وتاريخ الأزمنة 78، ونهاية الأرب 26/ 158 - 160. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (س)، وفي نسخة بترو زيادة «واستخرج». والخبر في زبدة الحلب 1/ 190: «ثم عاد إلى حصار حلب فبنى مدينة بإزائها وشتّى بها، وآثار العمارة التي تظهر حول نهر قويق هي آثار تلك العمائر، ولم يزل على حلب إلى أن انقضت سنة أربع وثمانين، وكان حصارهم حلب أحد عشر شهرا، وأكلوا الخيل والحمير». وفي ذيل تجارب الأمم 220: «ورجع منجوتكين في السنة الثانية إلى حلب ونزل عليها وصالح بن علي الروذباري المدّبر، فكان يوقع للغلمان بجراياتهم وقضيم دوّابهم إلى أفامية على خمسة وعشرين فرسخا فيمضون ويقبضونها ويعودون بها، وأقاموا ثلاثة عشر شهرا، وبنوا الحمّامات والخانات والأسواق. .». وانظر: الدرّة المضيّة 235، والنجوم الزاهرة 4/ 120، واتعاظ الحنفا 1/ 275،276، وذيل تاريخ دمشق 42. (¬3) في نسخة بترو «بن الفضل». (¬4) في البريطانية «بن الفضل بن الفرات». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬6) في البريطانية «ووقفت عليه». (¬7) ما بين القوسين في بترو «في شعبان من السنة».

[الحلبيون يستغيثون بالملك باسيل وهو يغزو البلغر]

النظر في الأمور إلى عيسى بن نسطورس النّصرانيّ، وخوطب بسيّدنا الأجلّ (¬1)) (¬2). [الحلبيّون يستغيثون بالملك باسيل وهو يغزو البلغر] ولمّا عظم استضرار الحلبيّين بمحاصرة بنجوتكين استغاثوا بالملك باسيل، وكان جملته (¬3) مقيما في غزو البلغر، فخرج من البلغرية جريدة (¬4) لنصرتهم، ووافى أنطاكية في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ولم يعلم به، وحصل بمرج دابق. [استجابة الملك باسيل للحلبيين وانهزام بنجوتكين إلى دمشق] وبلغ بنجوتكين ورود الملك، فانهزم إلى دمشق [مستهلّ ربيع الآخر من السنة] (¬5) بعد أن أحرق الحصن الذي بناه، وأحرق جميع ما معه من الخيم والعدد والسّلاح (¬6). وكان مدّة مقامه على حلب سبعة أشهر [ونصف] (¬7). [نزول الملك بحلب وسبيه لأهل رفنية وحمص] ونزل الملك على حلب (فخرج إليه أبو الفضائل [بن سعد الدولة] (¬8) ولؤلؤ وطرحا أنفسهما على رجليه، فأعادهما إلى حلب) (¬9)، ووهب لهما مال الهدنة التي كانت تؤخذ في [كلّ سنة من] (¬10) السنين الماضية، وسار إلى رفنية (¬11) وحمص وسبى سبيا كثيرا، ¬

(¬1) العبارة من قوله: «وردّ العزيز» إلى هنا، ليست في (س). (¬2) أنظر: الدرّة المضيّة 231 (حوادث سنة 382 هـ‍) ففيه ورد الخبر مختصرا: «وفوّض الأمر في تدبير الدولة إلى أبي الفضل جعفر بن الفرات، ثم رفعت يده في شعبان، وتفرّق تدبير الأموال والأحوال جماعة من الكتّاب، منهم: ابن مهلون، وعيسى بن نسطورس، ويحيى بن تمام، وإسحاق بن المنشا، وغيرهم». (¬3) أي جملة عسكره. (¬4) في الأصل: «مع جريدة». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬6) في نسخة بترو «والآلات». (¬7) زيادة من (س) والبريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين من البريطانية. (¬9) العبارة بين القوسين ليست في ب. (¬10) زيادة من (س). (¬11) رفنيّة: بفتح أوله وثانيه، وكسر النون، وتشديد الياء المنقوطة من تحت باثنتين، كورة ومدينة من أعمال حمص يقال لها رفنية تدمر، وقال قوم: رفنية بلدة عند طرابلس من سواحل الشام. (معجم البلدان 3/ 55). وفي البريطانية «وصار إلى رقبية. وفي (س) وبترو «رقينة».

[منازلة باسيل لطرابلس]

وأحرق وغنم، وغار على عسكره جماعة من العرب طمعا في أنّ خيول الروم لا تلحقهم، وكمن لهم فأسر البلغر منهم أربعين رجلا، فأمر الملك بقطع يديهم (¬1) وتخلية سبيلهم، فهابته البادية، ولم يعد يلمّ بعسكره أحد منهم. [منازلة باسيل لطرابلس] ونزل على طرابلس وحاصرها، وخرج إليه المظهر (¬2) بن نزّال وجماعة من وجوه أهلها، وطرحوا أنفسهم بين يديه، وأعلموه أنّهم في طاعته، فخلع عليهم وأحسن إليهم، وعادوا إلى البلد على أن يسلّموه إليه. [أهل طرابلس يطردون واليهم ابن نزال] وكان في البلد قاض يعرف بعليّ بن عبد الواحد بن حيدرة (¬3)، من أهله، فأغلق هو والرعيّة الباب في وجوههم، وأخرج عيال المظهر بن نزّال من البلد، فأخذهم وسار ¬

(¬1) كذا، والصحيح «أيديهم». (¬2) في البريطانية و (س): «المظفّر»، وقيل «المطهر». أنظر: أمراء دمشق للصفدي وهو «محمد بن نزال» (تاريخ دمشق-مخطوط دار الكتب المصرية-ج 42/ 95، مرآة الزمان-لسبط ابن الجوزي ج 11 ق 2/ 31) وقد ولي إمرة دمشق أيام الحاكم بأمر الله بعد حامد بن ملهم وعلي بن جعفر بن فلاح، ثم عزل بغلام القائد منير. فوليها هذا مدّة يسيرة ثم عزل بالمظهر، فكانت ولايته يوم الجمعة 16 من شهر رمضان 399 هـ‍، وعزل عنها يوم الأحد. (أمراء دمشق 83). (¬3) هو أبو الحسين علي بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحرّ (حيدرة) بن سليمان بن هزّان بن سليمان بن حيّان بن وبرة، أبو الفضل المرّي الأطرابلسي الكتاميّ. له كتاب روى فيه عن أبيه عبد الواحد. وأسرة حيدرة من الأسر المشهورة في طرابلس في ذلك العصر، ومنها أبناء حيدرة الذين كانوا يغرون ابن كيغلغ في الشاعر المتنبي. والذي ذكره المؤلّف هنا كان محدّثا أخذ عن محدّث طرابلس الكبير خيثمة بن سليمان الأطرابلسي. (أنظر في ذلك: تاريخ دمشق 25/ 113، وزبدة الحلب 1/ 200، ومعجم البلدان 2/ 95، والأعلاق الخطيرة 107، والعبر للذهبي 3/ 75، وتاريخ ابن الفرات 8/ 77، وتاريخ الإسلام (مخطوط) 21/ 10) وقد مدحه الشاعر أبو الحسن علي بن محمد التهامي (ت 416 هـ‍) - أنظر ديوانه 125، والشاعر عبد المحسن الصوري في ديوانه 1/ 112 - 114 و 253 و 258 و 351، وقد ترجمت له في كتابي: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 284 و 285، وكتابي: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي-ص 42 رقم 58، وديوان الصوري، دراسة لي في مجلّة مجمع اللغة العربية الأردني-العدد المزدوج 23 - 24 (كانون الثاني-حزيران 1984) -ص 176 - 177 و 190، وكتابي: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-طبعة ثانية-286 (بالحاشية) و 292 - 305.

[الملك باسيل يولي ذاميانوس بطريقا على أنطاكية ويسخط على البرجي]

مع الملك، ونزل على حصن أنطرطوس (¬1) وعمّره في ثلاثة أيام (وكان قبل ذلك خرابا) (¬2)، وشحنه بالأرمن المقاتلة، ورحل إلى (¬3) أنطاكية، [الملك باسيل يولّي ذاميانوس بطريقا على أنطاكية ويسخط على البرجي] وولّى عليها بطريقا ذوقسا يسمّى ذاميانوس (¬4) ويعرف بالدلاسيوس (¬5)، وردّ إليه ولاية الشرق (¬6)، وسخط على ميخائيل البرجي وألزمه بيته. (وعاد الملك إلى القسطنطينية) (¬7). [ذاميانوس يغزو إلى طرابلس ثم إلى عرقة] وغزا ذاميانوس الدوقس (¬8) في أوّل سنة من ولايته طرابلس، وكبسها ليلا وأخذ ربضها، وأسر كثيرا، وعاد بعد ثلاثة أشهر إلى عرقة (¬9) وسبى جماعة منها. [سنة 386 هـ‍.] [ذاميانوس يغزو ثانية إلى طرابلس ورفنية وعوج ويأخذ حصن اللكمة] وغزا في السنة/112 ب/الثانية من ولايته إلى طرابلس وسبى من بلدها كثيرا، وتوجّه إلى رفنيّة وعوج (¬10) واللكمة (¬11) وفتح حصن اللكمة (¬12) وسبى وأخرب (¬13). ... ¬

(¬1) أنطرطوس أو أنطرسوس، هي طرطوس الحالية على الساحل الشامي. (¬2) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬3) في (ب) «إلي». (¬4) في نسخة بترو «ذميانوس». (¬5) في البريطانية «بالدلاسيوش». وهو «داميانوس المعروف بالدلاسينوس. Dalassenos Damien « (¬6) في (س): «المشرق». (¬7) ليست في البريطانية. (¬8) الدوقس: الصيغة المعرّبة للإصطلاح البيزنطي DUX وهو يدلّ على القائد مثل البطريق والدمستق. (¬9) في (س) «عرقا». (¬10) عوج: حصن غربي رفنية بينها وبين اللكمة. (¬11) اللكمة أو الأكمه: بين رفنية وأنطرطوس، غربي عوج. (¬12) في (س): «الكيمة». (¬13) غزوتا الدوقس إلى طرابلس انفرد بهما المؤلّف.

[تعيين بطريرك القسطنطينية]

[تعيين بطريرك القسطنطينية] (وفي إحدى وعشرين سنة من ملك باسيل صيّر سنيس (¬1) الماجسطرس بطريركا على القسطنطينية [يوم الفصح وذلك في اثني (¬2) عشر يوما من نيسان سنة 1307] (¬3) وكان الكرسيّ قد قام مخلاّ قبل تصيّره أربع سنين لاشتغال الملك في غزو البلغرية، أقام سنتين [وأربعة أشهر] (¬4) [وفاة أغابيوس البطريرك] ومات) (¬5)، والتمس الملك من أغابيوس البطريرك أن يكتب خطّه بالزهد في (رئاسة الكهنوت أي رئاسة) (¬6) أنطاكية واعتزاله عنها، فامتنع من ذلك امتناعا شديدا، إلى أن لطف به، وقرّر الحال معه على أن جعل له ديرا بالقسطنطينيّة يعرف بالافرنذيو (¬7) يستغلّ منه قنطار دنانير في كلّ عام، وأن يحمل إليه في كلّ سنة من مستغلّ بيعة أنطاكية أربعة وعشرين رطل دنانير برسم نفقة مائدته، فجنح إلى ذلك وكتب خطّه في شهر أيلول [سنة 1307] (¬8)، وكان (¬9) شهر رمضان (يومئذ) (¬10) سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، وأشرط أن لا يقطع اسمه. وصيّر الملك عوضا عنه بطريركا يسمّى يوحنّا من أهل قسطنطينيّة. وكان خرطوفيلاكس (¬11) في بيعة (¬12) آجيّا صوفيّا، (وذلك في يوم الأحد رابع تشرين الأول سنة 1308 (¬13) وهو سابع (¬14) شهر رمضان سنة ستّ وثمانين ¬

(¬1) في البريطانية «سيس». (¬2) في نسختي بترو والبريطانية «اثنا» وهو غلط. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬4) زيادة من بترو. (¬5) ما بين الحاصرتين ليس في (س). (¬6) ما بين القوسين ليس في (س). (¬7) في (س) «بالاقريدنو» وفي البريطانية «بالاقرنديو». (¬8) زيادة من (س) والبريطانية. (¬9) في نسخة بترو «وهو». (¬10) ليس في نسخة بترو. (¬11) في نسخة بترو «خرطوفيلكس». (¬12) في (س) «كنيسة». (¬13) في البريطانية «1307». (¬14) في نسخة بترو «التاسع»، وفي البريطانية «التاسع وعشرين».

[قائد الروم نقفور يظفر برئيس البلغر وينتصر عليهم]

وثلاثمائة) (¬1) أقام أربع (¬2) وعشرين سنة وتسعة أشهر ومات. ورسم الملك أن يرتّب بيعة القسّيان بأنطاكية على مثال آجيّا صوفيا بالقسطنطينية وبعد تصيّره بسنة واحدة مات أغابيوس البطريرك (يوم الأحد ثامن أيلول سنة 1309 (¬3)، وهي السنة الثانية والعشرون من ملك باسيل) (¬4). وكانت جملة (¬5) رئاسته مع مدّة مقامه في النفي ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر [وسبعة عشر يوما] (¬6). وجعل باسيل الملك نقفور الأورنون (¬7) الماجسطرس دومستيقس (¬8) (وهو القيقلس (¬9) الذي كان نفذ به إلى بغداد بعد هزيمة السقلاروس) (¬10) [قائد الروم نقفور يظفر برئيس البلغر وينتصر عليهم] وسيّر به لقتال البلغر، ولقي القمطوفيلس (¬11) رئيسهم فظفر به وقتل من البلغر مقتلة عظيمة، وأدخل إلى القسطنطينية ألف رأس منهم، واثني عشر ألف أسير، فكتب القمطوفيلس إلى الملك باسيل يتعبّد له ويبذل له الطاعة ويسأله أن يصطنعه، وعوّل الملك على إجابته. [موت ملك البلغر ودعوة رئيسهم بالملك لنفسه] واتّفق أنّ ملك البلغر الذي كان في حبس (يوحنّا) (¬12) الملك بالقسطنطينية مات، واتّصل موته بغلامه القمطوفيلس (¬13) رئيس البلغر، فدعا لنفسه (¬14) بالملك، [نقفور الماجسطرس يغزو بلاد البلغر ثانية] فأعاد الملك باسيل ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) كذا، والصحيح «أربعا». (¬3) في نسختي بترو «البريطانية «308». (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) في البريطانية «ملّة». (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬7) في البريطانية «ايلاريون» وبترو «الأريون». (¬8) في نسخة بترو «ذمستقا». (¬9) في النسخة البريطانية «الككلوس». (¬10) ما بين القوسين ليس في (س). (¬11) في البريطانية «القمطوقيلس». (¬12) ليس في (ب). (¬13) في نسخة بترو «القمطوطس». (¬14) في البريطانية «إلى نفسه».

[العزيز بالله يأمر بإنشاء الأسطول ليسير إلى طرابلس]

نقفور الماجسطرس لغزو البلغر، فتوسّط بلادهم، ولم يلتقه أحد منهم، ولبث ثلاثة أشهر يخرّب ويحرق، ثم عاد إلى القسطنطينية (¬1). ... [العزيز بالله يأمر بإنشاء الأسطول ليسير إلى طرابلس] وأمّا العزيز فإنّه بعد خروج الملك باسيل إلى الشام، برز إلى منى (¬2) جعفر من أعمال مصر في سائر جيوشه، وأظهر قوّة العزم على الغزو إلى بلاد الروم، وتقدّم إلى عيسى بن نسطورس بإنشاء أسطول يسير معه بمسيره في البحر إلى طرابلس، فجمع ابن نسطورس الأخشاب من سائر النواحي، وأنشأ أسطولا في دار الصناعة بمصر، وحمل إليه جميع الآلات والسلاح والعدد، [الحريق يلتهم ستة عشر مركبا بدار الصناعة بمصر] وعزم على تسييره بعد صلاة الظهر من نهار الجمعة (لسبع عشرة ليلة بقيت من) (¬3) ربيع الآخر سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، فوقع فيه نار في ذلك اليوم [الذي عوّل على تسييره (¬4) فيه) (¬5) وأحرق منه ستّة عشر مركبا، [اتّهام تجّار الروم بحرق المراكب وثورة الرعيّة بمصر] واتّهم الرعيّة بحريقه تجّار الروم/113 أ/والقلافطة (¬6) الواردين بالبضائع إلى مصر، فثار عليهم الرعيّة والمغاربة وقتلوا منهم مائة وستّين رجلا، ونهبوا دار مانك الذي في الرّفّائين بمصر، وكان فيها مال عظيم لهؤلاء الروم، لأنّهم كانوا نازلين فيها، ونهبت كنيسة ميخائيل التي للملكيّة بقصر الشمع، وأخذ منها آلة ورحل وآنية ذهب وفضّة ما يساوي جملة كثيرة، وشعّثت الكنيسة، ونهبت كنيسة النّسطوريّة، وجرح أسقف بها لهم يسمّى يوسف (الشيزري) (¬7) جراحات مات منها (¬8). وركب ابن نسطورس وقت النّهب، ونزل إلى مصر ¬

(¬1) أنظر: الدولة البيزنطية 559. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق «منا». وما أثبتناه عن معجم البلدان 5/ 219 وهو اسم لعدّة ضياع في شماليّ الفسطاط. (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية ويوجد فقط «في». (¬4) في نسخة بترو «تسيره». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬6) في البريطانية «الملاقطة». (¬7) ليست في (ب) وفي البريطانية «ويعرف بابن الشيرازي» وفي بترو «ويعرف ب». (¬8) في البريطانية «فيها».

[ابن نسطورس يعمل على تهدئة الثورة]

[ابن نسطورس يعمل على تهدئة الثورة] وتقدّم بكفّ (¬1) الأذيّة عن الروم والمنع من معارضتهم (¬2) ونودي في البلد بأن يردّ كلّ واحد من النّهّابة جميع ما أخذه، فردّ البعض من ذلك، وأحضر من سلم من تجّار الروم من القتل، ودفع لكلّ واحد منهم ما اعترفه، وقبض على ثلاثة وستّين رجلا من النّهّابة واعتقلوا، وأمر العزيز بالله بإطلاق ثلثهم وضرب ثلثهم وقتل ثلثهم، [الاقتصاص من النّهابة] فكتب رقاع منها: تضرب، ومنها تقتل، ومنها تطلق، وتركت تحت إزار، وتقدّم كلّ واحد منهم وأخذ رقعته، وكان يعمل به بحسب ما يخرج فيها (وذلك يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الأولى من السنة) (¬3). [بنجوتكين يغزو إلى أنطاكية وينازل حلب وأنطرسوس] وعاد بنجوتكين غازيا إلى نحو (¬4) أنطاكية وبلغ إلى بابها، ثمّ سار (¬5) إلى حلب ونازلها أياما، ورحل عنها إلى أنطرسوس وقاتل الحصن أياما. [مسير الدوقس الدلاسينوس للدفاع عن أنطرسوس] وسار الدّوقس الدلاسينوس (¬6) من أنطاكية قاصدا إلى أنطرسوس ليدفع عنها (¬7). [ابن نسطورس يعيد بناء الأسطول] وكان عيسى بن نسطورس بمصر قد شرع في إنشاء أسطول آخر عوضا ممّا كان احترق، فجمعت الأخشاب أيضا من كلّ الجهات، وقلعت صوار (¬8) كبار كانت مسقّفة على دار الضّرب بمصر، بجانب دار الشرطة وفي البيمارستان ¬

(¬1) في نسخة بترو والبريطانية «بكشف». (¬2) في (س): «معارضتها». (¬3) ما بين القوسين ليس في (ب). وانظر الخبر في: الكامل في التاريخ 9/ 90، واتعاظ الحنفا 1/ 287،288،290، وخطط المقريزي 3/ 317، وذيل تاريخ دمشق 44. (¬4) في بترو «ناحية». (¬5) في (س): «عاد». (¬6) في (س): «الدلاسيوس» والبريطانية: «الدسلاريوس». (¬7) الدولة البيزنطية. Schlumberger-II .P .1.V 3 ،586 (¬8) في النسخة البريطانية «صواري» وهو غلط.

[وفاة العزيز بالله ببلبيس]

(أسفل) (¬1) الذي في سوق (¬2) الحمام، ونشروا (¬3) جميعها، وأعدّوا (¬4) أسطولا عدده أربعة وعشرون مركبا، وشحن بالرجال، وسيّر معه رشيق، ووصل إلى أنطرسوس وبنجوتكين منازل لها، وحدث في البحر ريح (¬5) عظيمة فكسرت الأسطول، وخرج رجال المراكب إلى البرّ. وكان الدّوقس قد (قرب من) (¬6) أنطرسوس، فأرجف (¬7) في عسكر التركيّ أنّ (¬8) عساكر الروم قد وافتهم، فانهزم بنجوتكين وجميع عسكره. وخرج المقيمون في أنطرسوس، وأخذوا ما سلم من المراكب، وأسروا من رجالهم (¬9) خلقا (¬10). [وفاة العزيز بالله ببلبيس] وكان العزيز قد بلغ في تبريزه إلى بلبيس (¬11) واعتلّ بها، ودخل إلى الحمّام هناك وهو عليل، فقضي بالحمّام يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ستّ (¬12) وثمانين وثلاثمائة، وحمل من بلبيس إلى قصره بالقاهرة [فوصل نهار يوم الأربعاء] (¬13) وكان عمره ثلاث (¬14) وأربعين سنة، (وستّة ¬

(¬1) ساقطة من (ب). (¬2) في نسخة بترو «يسوق». (¬3) في (ب): «ونشاوا». (¬4) في البريطانية «ونشر. . وأعدّ». (¬5) في (س): «أرياح». (¬6) في (س): «وصل إلى». (¬7) في البريطانية «فازحف». (¬8) في البريطانية: «لان». (¬9) في البريطانية: «رجالها». (¬10) هذه الأخبار ينفرد بها المؤلّف دون غيره من المؤرّخين. (¬11) بلبيس: بكسر الباءين وسكون اللام. مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام. (معجم البلدان 1/ 479). (¬12) في البريطانية «سبع» والمثبت هو الصحيح. (¬13) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬14) كذا في الأصل والمطبوع، وهو غلط، والصحيح أن عمره اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر. كما في النجوم 4/ 121، وفي عيون الأخبار: «اثنان وأربعون عاما وأربعة أشهر، وأربعة عشر يوما»، وفي الدرّة المضيّة إحدى وأربعون سنة وشهور. وقيل: اثنان وأربعون سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام. وفي الكامل: اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر ونصف، ومثله في اتعاظ الحنفا.

أشهر) (¬1). (وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وسبعة وعشرين يوما) (¬2) [منها سبعة أشهر وسبعة وعشرين يوما يخاطب بوليّ العهد) (¬3). (وكانت علّته الحصى (¬4) والقولنج) (¬5). ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (س). (¬2) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬4) في (ب): «الحصار» وكذا في بترو. (¬5) ما بين القوسين ليس في (س). وانظر عن وفاة العزيز في: ذيل تاريخ دمشق 44، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 247، والنجوم الزاهرة 4/ 121،122، والدرّة المضيّة 238،239، والكامل في التاريخ 9/ 116، والمنتظم 7/ 190، رقم 304، واتعاظ الحنفا 1/ 291، والعبر 3/ 34، ومرآة الجنان 2/ 430،431، وتاريخ الزمان 73، وتاريخ مختصر الدول 178، وتاريخ الفارقي 1/ 71، والمختصر في أخبار البشر 2/ 131، ودول الإسلام 1/ 234، ومآثر الإنافة 1/ 322، والبداية والنهاية 11/ 320، وتاريخ ابن الوردي 1/ 313، وشذرات الذهب 3/ 121، وتاريخ الأزمنة 79، وسير أعلام النبلاء 15/ 167 - 173 رقم 69، والبيان المغرب 1/ 229 وما بعدها، ووفيات الأعيان 5/ 371 - 376، وتاريخ ابن خلدون 4/ 51 - 56، وخطط المقريزي 1/ 354، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 48 - 50، وأخبار الدول 190، 191، ونهاية الأرب 23/ 211. والمغرب في حلى المغرب 49، وصبح الأعشى 3/ 426، وحسن المحاضرة 2/ 13.

(خلافة الحاكم بأمر الله)

(خلافة الحاكم بأمر الله) وبويع لأبي علي المنصور بن العزيز بالله، ولقّب بالحاكم بأمر الله (وجلس يوم الخميس سلخ شهر رمضان سنة (¬1) 386) (¬2)، وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر. ودخل إليه جماعة من مقدّمي (¬3) كتامة وشرطوا لأنفسهم ألاّ ينظر في أمورهم أحد من المشارقة، [انتداب الحسن بن عمّار الكتامي للنظر في أمور الكتاميّين] فندب شيخا من شيوخهم يقال له الحسن بن عمّار (¬4) /113 ب/للنظر في الأحوال وتدبير ¬

(¬1) في البريطانية «من السنة». (¬2) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬3) في البريطانية «متقدّمي». (¬4) هو أمين الدولة أبو محمد الحسن بن عمّار بن أبي الحسين (كما في وفيات الأعيان 2/ 201، والإشارة إلى من نال الوزارة 26) ونطالع اسمه للمرّة الأولى في حوادث سنة 351 هـ‍. أثناء حصار المسلمين لقلعة طبرمين في جزيرة صقلّية، إذ كان يقود جيش المعزّ لدين الله الفاطمي وحاصر رمطة في الجزيرة، وظهر بشكل بارز على مسرح الأحداث في عهد الخليفة «العزيز بالله» فكان من أجلّ كتّابه، وهو كبير كتامة وشيخها وسيّدها، ويلقّب بأمين الدولة، وهو أوّل من لقّب في دولة المغاربة. ولما أفضت الخلافة إلى الحاكم بأمر الله ردّ إليه الأمور والتدبير سنة 386 هـ‍. وقال له: أنت أميني على دولتي ولقّبه وكناه، وكان الناس على اختلاف طبقاتهم يترجّلون له. وهو الذي فتح الطريق لأبناء قبيلته لينتقلوا إلى الشام، حيث أرسل القائد أبا تميم سليمان بن جعفر بن فلاح الكتامي إلى دمشق، فقام أبو تميم هذا بوضع أخيه «علي بن جعفر» واليا على طرابلس 386 هـ‍. وهو الجدّ الأعلى لبني عمّار الذين استقلّوا بحكم طرابلس الشام. (أنظر: المكتبة العربية الصقلّية-تحقيق ميخائيل أماري-ليبزغ 1857 م. نقلا عن كتاب تاريخ جزيرة صقلّية لمؤلّف مجهول، -ص 175 و 176 من المكتبة العربية الصقلّية، نهاية الأرب (مخطوط) حوادث 351 هـ‍، المونس في أخبار إفريقية وتونس، لابن أبي دينار القيرواني-نقلا عن المكتبة العربية-ص 530، وذيل تاريخ دمشق 20، وذيل تجارب الأمم 3/ 222، وأخبار مصر لابن ميسّر 63، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-ص 337 و 338 و 342).

[رد جماعة من الأتراك هربوا إلى الشام خوفا من ابن عمار]

الأمور (¬1)، ولقّب بأمين الدولة (يوم الأحد لثلث خلون من شوّال) (¬2). [ردّ جماعة من الأتراك هربوا إلى الشام خوفا من ابن عمّار] وهرب إلى الشام جماعة من الأتراك خوفا من ابن عمّار، فردّوا من (بعض) (¬3) الطّريق. [سنة 387 هـ‍.] [ابن عمّار يرفع المكوس الزائدة] وكان عيسى بن نسطورس قد رسم أيام نظره رسوما جائرة (¬4) [في المكوسات] (¬5) وأحدث (¬6) مكوسا زائدة على ما جرى الرسم بأخذه، فحذف ابن عمّار جميع ذلك، وردّ الأمور إلى ما كانت عليه، [ابن عمّار يعتقل ابن نسطورس ويقتله] وقبض على ابن نسطورس (يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوّال من السنة) (¬7) واعتقله ثم قتله (في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة) (¬8). واستولت المغاربة على تدبير الدولة بابن عمّار، ووقفت أمور المشارقة، واستبدل جماعة (¬9) من أصحاب الولايات بقوم من المغاربة (¬10). ... [الملك باسيل يرفض الاستجابة لنجدة بنجوتكين] واستوحش بنجوتكين وكتب إلى باسيل الملك يتعبّد له ويبذل له الطّاعة ويستميله بنجدته (¬11) وإمداده بعساكره، فلم ير أن ينجده على مولاه ولا يعاضده على الخلاف عليه، [بنجوتكين يخرج مع العرب إلى مصر لنصرة المشارقة] فلمّا آيس من نجدة الملك سار من دمشق مع من كان معه [واجتمع إليه] (¬12) من العرب وغيرهم، قاصدا إلى مصر لنصرة ¬

(¬1) في نسخة بترو «الأمراء». (¬2) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬3) ساقطة من (ب). (¬4) في نسخة بترو «حائزة». (¬5) زيادة من البريطانية. (¬6) في البريطانية «وأخذ». (¬7) ما بين القوسين في (ب). (¬8) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬9) في نسخة بترو: «بجماعة من وجوههم». (¬10) اتعاظ الحنفا 1/ 603، والكامل في التاريخ 9/ 118،119، وذيل تاريخ دمشق 44/ 45، وعيون الأخبار وفنون الآثار 248 و 253. (¬11) في (س): «ويسأله نجدته» وفي نسخة بترو «بنجده». (¬12) زيادة من نسخة بترو.

[إنهزام بنجوتكين بظاهر عسقلان أمام المغاربة]

المشارقة، فجرّد إليه ابن عمّار أبا تميم سليمان بن فلاح وأخاه (للقائه) (¬1) [إنهزام بنجوتكين بظاهر عسقلان أمام المغاربة] واجتمعوا به بظاهر عسقلان في [يوم الجمعة لأربع خلون من] (¬2) جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فانهزم التركيّ، إلى دمشق، وقتل من غلمانه وأصحابه جماعة في الوقعة، فلما وصل إلى دمشق ثار عليه أهلها وطردوه منها، فخرج هاربا مع عدّة من غلمانه، ونهبت الرعيّة داره ودور جماعة من القوّاد (¬3). [بنجوتكين يلتمس الأمان ويدخل مصر] والتمس التركيّ الأمان والدخول إلى مصر، فأمّنه ابن فلاح، وسيّر معه ولده، فوصلا إلى مصر [يوم الجمعة] (¬4) لثمان بقين (¬5) من رجب من السنة، فخلع عليه وأحسن إليه، فتوجّه ابن فلاح إلى دمشق، فانتشب بينه وبين أهلها حرب شديدة، ثم دخل إليها على صلح، واستولى الكتاميّون على الدولة استيلاء تامّا، فجرى بين نفر منهم وبين نفر من المشارقة كلام آل الأمر فيه إلى أن قتل واحد من المغاربة، فطلبوا الجاني ليفتدوا به، واستقرّت الحال على أن يدفع إليهم ألف دينار، فركب الكتاميّون ووثبوا على الجاني وقتلوه، [الحرب بين المشارقة والمغاربة في دمشق] وثارت المشارقة ووقع بينهم وبين المغاربة وقعة عظيمة [وجرت يوم الاثنين لسبع بقين من شعبان سنة 387] (¬6)، وأقاموا على الحرب ثلاثة أيام (¬7) ثم [الكتاميّون يلزمون ابن عمّار بالخروج إلى الحرب] دخل الكتاميّون على ابن عمّار، وألزموه أن يخرج معهم إلى الحرب، وقوي القتال بينهم، وانهزم الكتاميّون (ونهبت (¬8) دار ابن عمّار (¬9) ودور جماعة من الكتاميّين، ¬

(¬1) ساقطة من (ب). (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬3) أنظر: ذيل تاريخ دمشق 406، والكامل في التاريخ 9/ 119، واتعاظ الحنفا 1/ 108. (¬4) زيادة من (س). (¬5) في (ب): «في ثامن». (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬7) في نسخة بترو «يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فلما كان يوم الخميس»، وفي بترو فقط: «فلما كان يوم الخميس». (¬8) من هنا حتى قوله «قطعها» ليس في (س). (¬9) في نسخة بترو «دار ابن عمار واصتلابه».

[خوف ابن عمار على نفسه واختفائه إلى أن قتل]

[خوف ابن عمّار على نفسه واختفائه إلى أن قتل] وخاف ابن عمّار على نفسه فنزل إلى داره بالمدينة واستخفى بها مدّة، ثم قتل (¬1) [في شوال سنة 390] (¬2). [الحاكم يردّ النظر إلى برجوان الخادم] وردّ الحاكم النظر في الأمور إلى برجوان الخادم عند احتجاب ابن عمّار، وعوّل برجوان على كاتبه أبي العلاء فهد بن إبراهيم النّصرانيّ في النيابة عنه، ولقّب بالرئيس، فقام بتدبير الأمور واستولى عليها، ونفذ أمره في جميع أعمال المملكة، وردّ أرزاق جماعة من الكتّاب وغيرهم كان ابن عمّار قطعها) (¬3). [ابن فلاح يهرب من دمشق أمام ثورة أهلها والمشارقة] وثار أهل دمشق مع من كان فيها من الأولياء المشارقة على ابن فلاح (¬4) فخرج عن البلد هاربا وانهزم إلى مصر. [الأحداث يتغلّبون على دمشق برئاسة الدهيقين] وتغلّب الأحداث على دمشق ورأسهم/114 أ/رجل منهم يعرف بالدّهيقين (¬5). [خروج العلاّقة بصور على الحاكم] وخرج (¬6) على الحاكم أيضا بصور رجل خارجيّ يعرف بعلاّقة، وتغلّب عليها، واجتمع إليه أحداثها ورعاعها، [العلاّقة يضرب السّكّة باسمه ويستنجد بملك الروم باسيل] وضرب السّكّة باسمه ونقش ¬

(¬1) أنظر: ذيل تجارب الأمم 3/ 233، وذيل تاريخ دمشق 56، والإشارة إلى من نال الوزارة 27، واتعاظ الحنفا 2/ 12،13، والكامل في التاريخ 9/ 119،120، وعيون الأخبار 253 و 257. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬3) حتى هنا ينتهي الناقص من (س). وانظر: ذيل تاريخ دمشق 50 و 56، واتعاظ الحنفا 2/ 13 و 14 وفيه: «ولقّب كاتبه فهد بن إبراهيم بالرئيس، فكان يخاطب بذلك ويكاتب به، ويركب أكثر الناس إلى داره حتى يخرج برجوان إلى القصر فيجلس فيه في آخر دهاليزه، ويجلس فهد في الدهليز الأول يوقّع وينظر ويطالع برجوان بما يحتاج له، فيخرج الأمر بما يكون. فلم يزل الأمر على ذلك حتى انتهت مدّتهما». وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 29. (¬4) هو: أبو تميم سليمان بن جعفر بن فلاح، عيّن اسفهسلاّر الجيش. (ذيل تاريخ دمشق 46). (¬5) في (ب): «بالدهتقين». والمثبت يتفق مع ذيل تاريخ دمشق 53. (¬6) من هنا حتى قوله «المأسورون» 15 سطرا ليست في (س).

[الدهيقيق يدخل مصر طائعا]

عليها هكذا: «عزا بعد فاقة للأمير علاّقة» (¬1)، واستنجد بباسيل الملك، وضمن له تسليم البلد إليه، فسيّر إليه بنجدة (¬2)، في البحر. وكان ابن حمدان وفايق الخادم [البراز] (¬3) وجماعة من العبيد مع أسطول تقدّم من مصر محاصرين صور. وكانت جيوش الحاكم قد سارت إلى دمشق مع جيش [بن] (¬4) محمد ابن الصمصام (¬5) للقاء الدمشقيّين والدّهيقين المتغلّب على دمشق فعدلت إلى صور، [الدهيقيق يدخل مصر طائعا] وصار الدّهيقين المتغلّب على دمشق إلى مصر متطوّعا، فخلع عليه وعفي عنه (¬6). [فتح صور وأسر مركب للروم وقتل العلاّقة بمصر] وفتحت صور بالسيف في جمادى الأخرى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وأخذ مركب من أسطول الروم، وفيه مائتي نفس، فقتلوا عن آخرهم، وأخذ علاّقة أسيرا، ونهبت المدينة، وقتل وسبي جماعة من أهلها ممن كان اجتمع مع علاّقة، وحملوا إلى مصر. [وكان وصولهم في شعبان من السنة] (¬7) وأشهر علاّقة بمصر وسلخ وصلب بالموضع المعروف بالمنظر بين القاهرة ومصر، وقتل المأسورون (¬8). ¬

(¬1) في نهاية الأرب (المخطوط) 28: «عزّ بعد فاقه، وشطارة بلباقه، للأمير علاّقة». وانظر: ذيل تاريخ دمشق 50، واتعاظ الحنفا 2/ 19 (حاشية 1)، ويسمّيه الداعي المطلق «أبو علاّقة». (عيون الأخبار 259). (¬2) في نسخة بترو «ينجده». (¬3) زيادة من بترو. (¬4) زيادة من بترو، وهو الصواب. (¬5) هو: جيش بن محمد بن الصمصامة. قائد فاطمي. تولّى على طرابلس بين سنتي 385 و 386 هـ‍، وكان من شيوخ كتامة. أنظر عنه في كتابنا: تاريخ طرابلس-ج 1/ 288 (¬6) لا يذكر القلانسي اسم الدهيقين بين الذين حملوا إلى مصر. (54) بحيث ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬8) عن ثورة العلاّقة في مدينة صور بساحل الشام أنقل ما كتبته في كتابي: تاريخ طرابلس- ج 1/ 295 - 297، وذلك نقلا عن المصادر: «. . . انتدب ابن الصمصامة كلاّ من: أبي عبد الله الحسين بن ناصر الدولة الحمداني، وفائق الخادم الصقلبي الذي كان على الأسطول في ساحل الشام مع جماعة من العبيد، لمنازلة صور، وكان قد ولّى جماعة من الخدم على مدن الساحل، فأرسلهم إلى صور، وأنفذ إليها نحو عشرين مركبا حربيّة مشحونة بالرجال-

[احتراق قلعة أفامية]

[احتراق قلعة أفامية] وفي هذه السنة وقع في قلعة أفامية نار واحترقت (¬1) كلّ (¬2) ما كان فيها من القوت وغيره، فسار أبو الفضائل بن سعد الدولة صاحب حلب ولؤلؤ في عسكر الحلبيّين [الحلبيّون يقاتلون المغاربة بأفامية لتخليصها منهم] ونزلوا على فامية (¬3) وقاتلوها مدّة [ليخلّصوها من المغاربة] (¬4)، فلما تحقّق داميانوس الدلاسنوس (¬5) دوقس أنطاكية خلوّها من القوت والسّلاح سار (¬6) إليها، [الحلبيّون يقدّمون القوت والسلاح لأهل أفامية دفعا لدميانوس عنها] فدفع الحلبيّون جميع ما معهم من الأقوات والسّلاح إلى أهل أفامية قوّة لهم وإشفاقا عليهم من ملك الروم، وعادوا إلى حلب، [دميانوس يشدّد الحصار على أفامية] ونزل عليها الدّوقس في جيش منيع وحاصرها أشدّ حصار وأشرف على ¬

= قدمت من مصر يقودها «العكبري المنجّم» (المغرب في حلى المغرب 69). وكتب إلى القاضي «علي بن حيدرة» يسير بأسطول طرابس لمحاصرة صور، كما كتب إلى «ابن شيخ» والي صيدا بمثل ذلك، وإلى جماعات أخرى من الجهات، بحيث اجتمع الخلق الكثير على باب صور (ذيل تاريخ دمشق 50) مما اضطرّ العلاّقة أن يستجير بالإمبراطور البيزنطي، فكتب إليه يستنصره ويعاهده بأنّه سيسلّمه البلد، فأنفذ إليه عدّة مراكب مشحونة بالرجال المقاتلة، وعندما وصلت إلى ساحل صور تصدّت لها السفن الفاطمية ودارت معركة احتدم فيها القتال الشديد، وظفر المسلمون بالبيزنطيّين، واستولوا على مركب من مراكبهم، وقتلوا جميع رجاله، وعدّتهم مائة وخمسون رجلا (عند ابن القلانسي 50) (ومائتان عند الأنطاكي). وانهزمت بقيّة المراكب البيزنطية. فلما عاين أهل صور ما حاق بالمراكب التي جاءت لنجدتهم ضعفت نفوسهم وعجزوا عن دفع الجموع المحاصرة لهم برّا وبحرا. وشعر الفاطميّون بانهيار معنويات أهل صور، فنادوهم: «من أراد الأمان من أهل الستر والسلامة فليلزم منزله». (ابن القلانسي 50) فلزموا منازلهم، وتدفّق المهاجمون داخل المدينة وقبضوا على العلاّقة وجماعة من أصحابه بعد أن امتنعوا في بعض الأبرجة وانتهبت المدينة وأخذ منها ما لا يعرف قدره كثرة، في شهر جمادى الآخرة سنة 388 هـ‍/998 م. وحمل العلاّقة إلى مصر مقيّدا وسيق في جماعة معه، وقد ألبس طرطورا من رصاص له عظم وثقل على رأسه وكاد أن يغوص على رقبته (اتعاظ الحنفا 2/ 18،19)، ثم أعدم هناك، مع جماعة من أحداث صور، وقيل: سلخ جلده وصلب، وقيل: حشي تبنا. (ذيل تجارب الأمم 3/ 226)، والأعلاق الخطيرة 1/ 165، واتعاظ الحنفا 2/ 19، وتاريخ الزمان 74). (¬1) كذا، والصواب: «واحترق». (¬2) في البريطانية: «وكل». (¬3) كذا، وفي البريطانية «أفامية» والاثنان صحيح. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬5) في البريطانية «الدلاسيوس». (¬6) في البريطانية «فسار».

[جيش بن الصمصامة يهب لنجدة أفامية]

أخذها، [جيش بن الصمصامة يهبّ لنجدة أفامية] فكتب المقيم بها ويعرف بالملايطي (¬1) إلى جيش بن صمصام (¬2) بدمشق (الذي كان قد أرسله الحاكم إليها) (¬3) يستغيث به ويستنجده، فسار إليه في عساكر ضخمة [في شعبان من السنة] (¬4) وانتشب الحرب بينهم، [دميانوس يستظهر على عسكر المغاربة ويهزمهم إلى بعلبك] واستظهر عليه الدّوقس وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأخذت البادية سواد عسكر المغاربة، وبلغت الهزيمة إلى بعلبك، وفي حال الهزيمة وقع في الدّوقس طعنة في جنبه وقتل [يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر تموز سنة 1309] (¬5)، [مقتل دميانوس ونزول الهزيمة بالروم] فعادت الهزيمة على الروم، فقتل منهم زهاء ستّة آلاف، وأسر أبناء الدّوقس وجماعة من رؤساء العسكر، وحملوا إلى مصر، [أبناء دميانوس يقعون في أسر المصريين ثم يفادى بهم] وأقاموا بها عشر سنين، ثم فودي بهم ورجعوا إلى بلاد الروم (¬6). [جيش بن الصمصامة ينازع أهل أنطاكية ويعود] وسار جيش (بن) (¬7) (محمد) (¬8) بن صمصام (¬9) بعد أن قتل الدّوقس إلى أنطاكية ونزل على باب الجنان منها، وجرت بينه وبين أهلها منازعة (¬10) وأقام أربعة أيام، ثم عطف راجعا إلى بلد الإسلام (¬11). [سنة 389 هـ‍.] [الملك باسيل يغزو بنفسه إلى شيزر ويأخذها من ابن كراديس] ثم خرج الملك بنفسه غازيا إلى بلد الإسلام ونزل بجسر الجديد (¬12) ¬

(¬1) في (س): «بالملازطي». (¬2) كذا، وهو «ابن الصمصامة». (¬3) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬6) أنظر عن هذه الموقعة: ذيل تاريخ دمشق 51،52، والكامل في التاريخ 9/ 121، وذيل تجارب الأمم 227،228 (حوادث سنة 381 هـ‍) وتاريخ الزمان 73. (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) ساقطة من (س). (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 182، والتصويب من (س). (¬10) في (س): «مناوشة». (¬11) ذيل تجارب الأمم 3/ 228، وذيل تاريخ دمشق 52، والكامل في التاريخ 9/ 121، واتعاظ الحنفا 2/ 19. (¬12) في نسختي بترو والبريطانية «الحديد».

[باسيل يشحن شيزر بالأرمن ويأخذ حصن أبي قبيس ومصياف]

[لستّ ليال خلون من] (¬1) شوّال سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. وسار إلى شيزر ونزل عليها وحاصرها [في النصف من ذي القعدة من السنة] (¬2) وكسر سكّة (¬3) الماء عن من فيها (¬4). وكان بها وال مقيم (¬5) من قبل الحاكم يسمّى حملان (¬6) ويعرف بابن كراديس، فراسله الملك في أن يفتح البلد ورغّبه، فلم يجب/144 ب/. ولمّا تطاول أمره [ومنازله] (¬7) وانقطاع الماء عن أهل الحصن التمس ابن كراديس (¬8) الأمان منه، وأشرط عليه أنّه لا يطأ له بساطا عند خروجه من البلد ولا يعترضه ولا لأحد من أصحابه ممّن يختار المسير معه، فأجابه إلى ذلك، وأنفذ إليه صليبه. وفتح ابن كراديس الباب وانصرف مع جماعة من أهلها إلى حماة، ومنها إلى حلب. [باسيل يشحن شيزر بالأرمن ويأخذ حصن أبي قبيس ومصياف] وشحن الملك شيزر بالأرمن، وسار عنها إلى حصن أبي (¬9) قبيس، فأخذه بالأمان، وسار إلى حصن مصيات (¬10)، فملكه أيضا وأخربه، [باسيل يحرق رفنية وينازل حمص] وسار إلى رفنيّة (¬11) فأحرقها وسبى أهلها، وتوجّه يحرق ويخرب ويسبي إلى أن بلغ حمص فنزلها، [قادة عسكر باسيل يحرقون كنيسة حمص] وتحصّن منها نفر في كنيسة مار قسطنطين التي فيها تحرّما بها (¬12) فلمّا علم الرؤس من أهل عسكره أحرقوها. وكانت كنيسة معجزة وحمل نحاسها ورصاصها. [وصول باسيل إلى قرب بعلبك] وسار ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين من (س). وفي الأصل وطبعة المشرق: «الجديد في شوال». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. (¬3) في نسخة بترو «شكة». (¬4) في (زبدة الحلب 1/ 192): «وخرج باسيل إلى أفامية بعد وقعة جرت للروم مع المغاربة، فجمع عظام القتلى من الروم، وصلّى عليهم ودفنهم، وسار إلى شيزر ففتحها بالأمان من المغاربة، وذلك في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة». (¬5) كذا، والصحيح «مقيما». (¬6) في (س) والبريطانية «حلمان». (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) في (س): «كراديش». (¬9) في (ب): «ابن»، وهو غلط. وحصن أبي قبيس: غربيّ حلب مما يلي الساحل على نحو ثث مراحل قصيرة من حلب. (صبح الأعشى للقلقشندي 4/ 124). (¬10) مصيات (بالتاء) أو مصياف (بالفاء) أو مصياث (بالثاء) بين حماه والمرقب. (¬11) في البريطانية «زفنية». (¬12) في (ب): «يخرّ مائها».

[جيش بن الصمصامة يطلب من الحاكم إنجاده بالعساكر]

الملك إلى قرب بعلبك. [جيش بن الصمصامة يطلب من الحاكم إنجاده بالعساكر] واستصرخ (¬1) جيش [ابن محمد بن صمصامة القائد بدمشق للحاكم (¬2) بأمر الله (¬3)] من دمشق إلى مصر بكتبه، ووصف كثرة الجموع التي للروم وتهيّبه (¬4) للقائهم، فاستدعى ما يتقوّى (¬5) به من مال ورجال وسلاح، فجرّدت إليه عساكر عدّة، وأنفذ إليه كلّ ما التمس، وكوتب كلّ (¬6) والي (¬7) بالشام بالمسير معه، فأسر جميعهم [اجتماع الجيوش بدمشق] حتى اجتمع بدمشق من العساكر ما أظنّ أنّه لم يجتمع قطّ فيها للإسلام. [باسيل يحفر خندقا لعسكر ويقطع قناة الماء عن حصن طرابلس] ورجع الملك على طريق الساحل، وأحرق عرقة (¬8) وهدم حصنها، ثمّ نزل على طرابلس في [يوم الثلاثاء لستّ بقين من] (¬9) ذي الحجّة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وزحف (¬10) عسكره الحصن [يوم الخميس] (¬11) ثالث يوم نزوله، وحفر خندقا حول عسكره، وقطع عن الحصن قناة الماء، [وصول شلندييّن يحملان إليه الميرة في البحر] ووافى إليه شلنديان (¬12) يحملان (¬13) زادا وعلوفة فاتّسع بها عسكره، [باسيل يسيّر سريّة إلى بيروت وجبيل] وسيّر سريّة إلى بيروت وجبيل فظفرت بأقوام سبتهم، وشحن الشّلنديّان بالأسارى وسيّرهما (¬14) إلى بلاده (¬15). وانتشب الحرب بين أصحابه وبين أهل حصن ¬

(¬1) في البريطانية «واصطرخ». (¬2) في (س): «لحاكم». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬4) في البريطانية «وتهيّب». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 183 «يثقوا» والتصحيح من (س) و (ب). (¬6) في البريطانية «وكتب إلى كل». (¬7) كذا، والصواب «وال». (¬8) في (س): «عرقا». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬10) في نسخة بترو «ورجف». (¬11) زيادة من (س). (¬12) في البريطانية «شلنديات». (¬13) في البريطانية «يحمل». (¬14) في البريطانية «وسيرها». (¬15) نرجّح أنّ أحد الشلنديّين وقع في يد صاحب صيدا «أبي الفتح عبيد الله بن الشيخ»، الذي خفّ بأسطوله لمساعدة مسلمي طرابلس، كما يظهر من ديوان «عبد المحسن الصوري» -

[فشل باسيل أمام طرابلس ورحيله إلى أنطاكية]

طرابلس برّا وبحرا، وتحاربوا يوم الثلاثاء مستهلّ المحرّم سنة تسعين وثلاثمائة، فقتل وجرح من أصحابه جماعة كثيرة، [فشل باسيل أمام طرابلس ورحيله إلى أنطاكية] ثم رحل عنهم يوم السبت لخمس ليال خلت من المحرّم من السنة متوجّها إلى أنطاكية على طريق اللاذقية. وكان مدّة مقام الملك في أرض الإسلام منذ حصوله على الجسر الجديد ورحيله عن طرابلس شهرين [غير يوم واحد] (¬1). [باسيل يولّي نقفور الماجسطرس على أنطاكية] وولّي أنطاكية نقفور الماجسطرس، وهو (القنطس) (¬2) الذي كان رسل ¬

= (ج 1/ 430 رقم 384) حيث كتب الصوري إلى ابن الشيخ «وقد أخذ الشلندي عن طرابلس: لمعت سيوف بني حميد بعد ما صدئت وطال بهنّ عهد الروم. . لمّا رأيت البلغريّ لموجه موج القضاء المبرم المحتوم يغزو الشآم وليس يعلم أنّ في غزو الشآم عليه غزو الشّوم» وقد أخطأ المحقّقان الفاضلان لديوان الصوري حيث قالا في الملحوظة (ب) -بحاشية الصفحة 430: «الشلندي: الظاهر أنه الشخص البلغاري الوارد ذكره في البيت الرابع وما بعده». وأقول: إنّ الشلندي هو المركب الحربيّ، وقد سبق التعريف به، أما «البلغري» فهو الإمبراطور «باسيل الثاني» كما هو واضح في كتابنا هذا. (أنظر دراستنا عن ديوان الصوري- 175) وديوان الصوري ج 2/ 37 رقم 438 حيث يؤكّد هزيمة بسّيل ملك الروم عقيب قتل الدوقس. (¬1) زيادة من (س). وحول هزيمة باسيل عند طرابلس أنشد عبد المحسن الصوري يقول من أبيات: وما بال «باسيل» تولّى مشمّرا أحين بدت من كلّ جيش ضراغمه فألاّ أتاها وقفة «دوقسيّة» يروح بها أعلاجه وغنائمه (ديوان الصوري 2/ 38). كما أنشد «التّهامي» يمدح «ابن حيدرة» صاحب طرابلس ويذكر حربه للروم، فقال من قصيدة: أنّى تروم الروم حربك بعدما صليت بحربك محربا ملحاحا لم يرم قطّ بك الإمام مراده إلاّ جلوت عن الفلاح فلاحا ولقد غدوت أبا الحسين لجيشه للقلب قلبا والجناح جناحا (ديوان أبي الحسن التهامي-الطبعة الثانية-14). وعلى هزيمة الإمبراطور باسيل، ومن قبله الإمبراطور ابن الشمشقيق (زيمسكس)، أمام أسوار طرابلس، وفشلهما في الاستيلاء عليها، يعلّق المؤرّخ الفرنسي «رينيه غروسّيه» فيقول متهكّما: = (¬2) ساقطة من البريطانية، وفي نسخة بترو «الفتعلس».

[باسيل يتسلم بلاد الخزر لوفاة الملك داود]

به إلى عضد الدولة فنّاخسرو ببغداد (وقت حضور السقلاروس عنده) (¬1)، [باسيل يتسلّم بلاد الخزر لوفاة الملك داود] فأقام الملك بعساكره في أعمال المصّيصة وطرسوس ستّة أشهر معتزما على العودة إلى بلاد الإسلام، فورد إليه الخبر بموت داود القربلاط ملك الخزر (¬2) [في مدينة النيّ] (¬3)، فسار الملك إلى هناك، فتبعه الماجسطرس والي أنطاكية بالعساكر، وتسلّم الملك سائر بلاد الخزر (¬4) وولّي عليها روما (¬5) من قبله. [باسيل ينعم على أمير الأكراد ممهّد الدولة بلقب دوقس المشرق] وقصد [الملك] (¬6) أمير الأكراد ممهّد الدولة أبو منصور سعيد (¬7) بن مروان صاحب ديار بكر، ووطيء بساطه، وجعله الملك ماجسطرس ودوقس المشرق، وأحسن إليه وأنعم عليه وأعاده (¬8) إلى بلاده (¬9). ¬

= «كيف لم يفطن زيمسكس إلى تخليص القبر المقدّس، وهو في سيره الظافر خلال سوريا، سنة 975 م، عندما تلقّى خضوع أمير دمشق. .؟». «وكيف لم يفطن إلى ذلك باسيل الثاني أثناء حملته سنة 995 و 999 م. عندما استولى على خيزر (شيزر) وراح يغزو ضواحي طرابلس؟ أكان «جبل طارق» «طرابلس» الذي وقفهما؟ لقد كانت سانحة فريدة لم تنتدح ثانية لملوك البيزنط. فبيزنطيا إذا فات من يدها شرف تحقيق الصليبية». (رينيه غروسّيه-رصيد التاريخ-ترجمة محمد خليل باشا-ج 2/ 101 - طبعة القاهرة). وانظر كتابنا تاريخ طرابلس-ج 1/ 299 - 303، واتعاظ الحنفا 2/ 32. (¬1) ما بين القوسين ليس في (س). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 184 «الجزر»، وكذا في نسخة بترو. وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. (¬3) ما بين الحاصرتين من (س) وبترو، وفيهما: «آلتي» و «التي». والتصويب من الدولة البيزنطية. (¬4) في المطبوع «الجزر». (¬5) كذا، ولعلّ الصواب «دوقسا». (¬6) زيادة من البريطانية، وفي طبعة المشرق 184 «وقصده أمير». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 184 «سعد» وما أثبتناه عن البريطانية، وتاريخ الفارقي 1/ 59، والنجوم الزاهرة 4/ 145. (¬8) في البريطانية: «وعاد». (¬9) قال الفارقي في تاريخه 1/ 84: «وفي سنة تسعين وثلاثمائة خرج بسيل ملك الروم إلى نواحي امد وميافارقين، واجتمع بممهّد الدولة أبي منصور، وتحالفا وتعاقدا، وعاد من غير إضرار». وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 32.

[باسيل يرسل رسولين لتقرير الهدنة والصلح مع الحاكم]

[باسيل يرسل رسولين لتقرير الهدنة والصلح مع الحاكم] /115 أ/وكان الملك قبل توجّهه إلى بلاد (¬1) الإسلام قد أنفذ رسولين إلى الحاكم يقرّر الهدنة بينهما والصلح، فسار الواحد منهما بجواب الرسالة التي ورد فيها، وتأخّر الآخر بمصر لانتظار (¬2) الجواب، فلمّا وقف الرسول المتأخّر على خروج الملك إلى ديار الإسلام وما أثّره فيها وفتحه منها خاف على نفسه، وسأل إطلاق سبيله في الرجوع إلى صاحبه، فدفع عن ذلك دفعات (¬3)، إلى أن تواترت الأخبار برحيل الملك عن بلاد الإسلام وعودته إلى دياره، فأجيب الرسول إلى ما التمس، [انتداب الحاكم بطريرك بيت المقدس لتقرير الهدنة مع باسيل] وانتدب أريسطس (¬4) بطريرك بيت المقدس للمسير مع الرسول لتقرير الهدنة وعقد المسالمة وجمع بينه وبين الرسول بحضرة برجوان (ناظر أمور الدولة) (¬5) وقيل للرسول (¬6) ما قرّره (¬7) هذا البطريرك فإنّ مولانا ممضي (¬8) ومرتض به، وخلع على كلّ واحد منهما خلعا نفيسة، ودفع لهما صلة واسعة، وسارا (¬9) إلى حضرة [الملك] (¬10) [بطريرك بيت المقدس يعقد الهدنة بين باسيل والحاكم] وعقد [أرستوس] (¬11) البطريرك بينهما هدنة عشر سنين، [البطريرك يقيم بالقسطنطينية حتى وفاته] وأقام بالقسطنطينية أربع سنين ومات (¬12). ¬

(¬1) في طبعة المشرق 184 «بلد»، والتصحيح من البريطانية. (¬2) في نسخة بترو «انتظارا العودة». (¬3) في البريطانية «دفعا كثيرا» وفي نسخة بترو: «دفعا جميلا». (¬4) في البريطانية «ارسيطس»، وفي بترو: «اسطس»، وهو «Orestos» : وقد اختاره الحاكم سفيرا له لما تربطه به من صلة المصاهرة، إذ كان شقيق أمّه Schlumberger-II .P .202, . الدولة البيزنطية 591. (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) في نسخة بترو: «وقيل له». (¬7) في البريطانية: «وقيل له إن ما يقرر». (¬8) كذا، والصواب «ممض به» كما في (ب). (¬9) في طبعة المشرق 184 «وسار» والتصحيح من البريطانية. (¬10) في طبعة المشرق «حضرته»، وما أثبتناه عن (س). (¬11) هكذا زيادة من (س). (¬12) قال ابن القلانسي (ص 54): «وراسل برجوان بسيل ملك الروم على لسان ابن أبي العلاء ودعاه إلى المهادنة والموادعة، وحمل إليه هدايا سلك فيها سبيل التألّف والملاطفة، فقابل بسيل ذلك منه بأحسن قبول وتقرّرت الموادعة عشر سنين. وأنفذ بسيل في مقابلة الهدية ما-

[باسيل يعود إلى غزو بلاد البلغر ويمتلك حصونا عدة]

[باسيل يعود إلى غزو بلاد البلغر ويمتلك حصونا عدّة] ولمّا استقرّت الهدنة بين الملك والحاكم عاد الملك إلى البلغرية غازيا، ولبث (بها) (¬1) أربع سنين، واستظهر على البلغر استظهارا عظيما سبيا وقتلا، وهرب من بين يديه القمطوفيلس (¬2) ملكهم، وملك حصونا عدّة من حصونهم، وأخرب منها بعضا، وتمسّك بالبعض [الآخر] (¬3). [الحاكم يقتل برجوان الخادم ويقرّ كاتبه فهد النصرانيّ] وفي يوم الخميس لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة (قتل (¬4) الحاكم برجوان الخادم، وأقرّ كاتبه فهد بن إبراهيم النّصرانيّ [على جملته] (¬5) الرئيس في الخدمة، [الحاكم ينصّب الحسين بن جوهر قائد القوّاد] ونصّب معه الحسين بن جوهر، ولقّب بقائد القوّاد (¬6). ومات [أنبا] (¬7) إيليا البطريرك الإسكندريّ بمصر (في رابع جمادى الأولى) (¬8) سنة تسعين وثلاثمائة، وحضر الصلاة عليه أرسانيوس الأسقف أخو أريسطس بطريرك بيت المقدس، فوافى يعقوب حضوره رسولا (¬9) من خواصّ غلمانه، وتقدّما إلى سائر النّصارى الملكيّة بتصيّر أرسانيوس بطريركا على الإسكندرية، فأجابوه بالسّمع والطاعة. حمل أنبا إيليا إلى الإسكندرية [ثاني ¬

= جرت به عادة مثله». وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 122، واتعاظ الحنفا 2/ 39 و 107، وذيل تجارب الأمم 230. (¬1) ليست في البريطانية. (¬2) في البريطانية «القمطوقيلس» وهو. «Comitopoule» : (¬3) إضافة من عندنا على النص لتمام السياق. (¬4) من هنا وحتى قوله: «إلى أن قتل» 12 سطرا ليست في (س). (¬5) زيادة من نسخة بترو. (¬6) عن قتل برجوان أنظر: المغرب في حلى المغرب 55 و 56 و 355، والإشارة إلى من نال الوزارة 27، وعيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس 256، والبداية والنهاية 11/ 327، والدرّة المضيّة 265، وذيل تاريخ دمشق 56، وتاريخ الزمان 74، واتعاظ الحنفا 2/ 25 - 29، وخطط المقريزي 1/ 467 و 487 و 2/ 427. (¬7) زيادة من نسخة بترو. (¬8) ما بين القوسين ورد في نسختي بترو والبريطانية: «ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخر». (¬9) في نسخة بترو: «رسولان للحاكم»، وفي البريطانية «رسولان الحاكم».

[تعيين سرجس المانويلس بطريركا على القسطنطينية]

يوم وفاته واستحضر أنبا أرسانيوس الأساقفة الذين لكرسيّ الإسكندرية وحملهم] (¬1) وصلّوا (¬2) عليه الأساقفة [نهار يوم الاثنين لأحد عشر ليلة خلت من] (¬3) رجب سنة تسعين وثلاثمائة. وعاد طاف (على) (¬4) سائر عمله وكراسيّه، ورجع إلى مصر، ولم يزل مقيما بها إلى أن قتل (¬5). [تعيين سرجس المانويلس بطريركا على القسطنطينية] [وفي سنة 26 من ملك باسيل صيّر سرجس المانويلس بطريركا على القسطنطينية، أقام 19 سنة ومات] (¬6). [سنة 392 هـ‍.] [الحاكم يواصل النزول إلى شوارع مصر بالليل متنكّرا] وواصل الحاكم النزول إلى مصر [ليلا] (¬7) متنكّرا، وداول صرفة الأزقّة والشوارع في نفر يسير من خواصّه. [التجار يوقدون على حوانيتهم ودورهم ويبتاعون بالليل] وتقدّم أصحاب الأعمال بمصر إلى التجّار بوقيد القناديل على حوانيتهم ودورهم، وأن يكونوا يبتاعون (¬8) في الليل، فصارت الشوارع والأسواق في الليل بمنزلة النهار في العمارة. وتطاول هذا الحال مدّة (¬9). ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو، وفي طبعة المشرق 185: «وسار أنبا ارسانيوس إلى الإسكندرية وصلّوا» وفي البريطانية: «وحملهم الإسكندرية وصلّوا عليه». (¬2) كذا، والصحيح «صلّى». (¬3) ما بين الحاصرتين من نسخة بترو. وفي المطبوع (185) اضطراب: «وصلّوا عليه الأساقفة وصيّر بطريركا في حادي عشر رجب». (¬4) إضافة من عندنا على النص. (¬5) حتى هنا ينتهي الناقص من (س). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. وفي البريطانية «سرجوس الماتونكس». (¬7) زيادة من البريطانية. وفي نسخة بترو «مصر متنكرا ليلا». (¬8) في نسخة بترو «يتبايعوا». (¬9) قال المقريزي في حوادث سنة 391 هـ‍: «في المحرّم واصل الحاكم الركوب في الليل في كل ليلة، وكان يركب إلى موضع موضع وإلى شارع شارع وإلى زقاق زقاق. وأمر الناس بالوقيد، فتزايدوا فيه بالشوارع والأزقّة، وزيّنت الأسواق والقياسر بأنواع الزينة، وباعوا واشتروا، وأوقدوا الشموع الكبيرة طول الليل، وأنفقوا الأموال الكثيرة في المآكل والمشارب والغناء واللهو. ومنع الرجال المشاة بين يدي الحاكم أن يقرب أحد من الناس الحاكم، فزجرهم، وقال: لا تمنعوا أحدا، فأحدق الناس به وأكثروا من الدعاء له. وزيّنت الصناعة، وخرج سائر الناس بالليل للتفرّج، وغلب النساء الرجال على الخروج في الليل، وتزايد الزحام في الشوارع والطرقات، وتجاهروا بكثير من المسكرات، وأفرط الأمر من ليلة التاسع عشر إلى ليلة الرابع والعشرين، فلما خرج الناس عن الحدّ أمر الحاكم ألاّ تخرج امرأة من-

[الحرب بين أحداث مصر وأحداث القاهرة]

[الحرب بين أحداث مصر وأحداث القاهرة] وكان الرعايا والرّعاع يجتمعون في الأسواق بين يديه، فيتصارعون ويتدافعون (¬1) ويتلاكمون، فاقتضى ذلك وقوع حرب شديد (¬2) بين أحداث مصر (¬3) وأحداث القاهرة [في يوم الخميس لستّ بقين من جمادى الأولى سنة 392] (¬4) لأنّ صار عصبة (¬5) لرجلين كانا يتصارعان بين يديه وقعت الحرب بينهم في موضع البحر أي (¬6) تعرف بقبر الحمّار، وافترقوا في ذلك اليوم (وبعد ثلاثة/115 ب/أيام) (¬7) اجتمعوا [يوم السبت ثالث ذلك اليوم] (¬8) على وعد كان بينهم في اللقاء، وقد حملوا السّلاح وأعدّوا آلات الحرب، واقتتلوا قتالا شديدا. وقتل من الفريقين جماعة كثيرة، وانهزم أهل مصر، وتبعهم أهل القاهرة، وأخذوا ثياب النّظّارة (¬9) ونهبوا القرافة والمعاقر (¬10) ¬

= العشاء، فإن ظهرت نكّل بها. ومنع الناس من الجلوس في الحوانيت». «وكثر وقود المصابيح في الشوارع والطرقات، وأمر الناس بالاستكثار منها، وبكنس الطرقات وحفر الموارد وتنظيفها». (اتعاظ الحنفا 2/ 38 و 39). وقال ابن كثير: «وألزم الناس بغلق الأسواق نهارا، وفتحها ليلا، فامتثلوا ذلك دهرا طويلا، حتى اجتاز مرة برجل يعمل النجارة في أثناء النهار. فوقف عليه فقال: ألم أنهكم؟ فقال: يا سيدي لما كان الناس يتعيّشون بالنهار كانوا يسهرون بالليل، ولما كانوا يتعيّشون بالليل سهروا بالنهار، فهذا من جملة السهر، فتبسّم وتركه». (البداية والنهاية 12/ 9). وقال ابن أيبك: «وجلس الحاكم بنفسه للمظالم، وأمر أن لا تغلق الأسواق ليلا ولا نهارا. وحصل البيع والشراء في الليل والنهار. وأكل الناس في الأسواق، وسمعوا الغناء على الإجهار، وكثر ركوب الحاكم ليلا ونهارا، واستمرّ الحال على ذلك». (الدرّة المضيّة 267). (¬1) في (ب): «ويتدافقون». وفي بترو: «ويتتذا». (¬2) كذا. (¬3) يراد بمصر هنا، مصر القديمة أي الفسطاط والقطائع قبل بناء القاهرة الفاطمية. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬5) في البريطانية «عصية». (¬6) كذا. (¬7) العبارة بين القوسين ليست في نسخة بترو ومكانها فقط «ثم». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬9) في البريطانية «النصارى». (¬10) في البريطانية «المعافر». وهذا الخبر مما انفرد به المؤلّف وهو يضيف معلومة هامّة إلى أخبار الحاكم بأمر الله لا توجد في المصادر الأخرى به.

[الحاكم يقتل فهدا النصراني ويقر ابن جوهر على نظر الأمور]

[الحاكم يقتل فهدا النصرانيّ ويقرّ ابن جوهر على نظر الأمور] وقتل الحاكم فهد بن إبراهيم الرئيس [يوم الأربعاء لسبع خلون من جمادى الأولى سنة 393] (¬1) وأقرّ حسين بن جوهر على النظر في الأمور (¬2). [الحاكم يقبض على كتّاب الدواوين النصارى] وقبض الحاكم على كتّاب الدواوين من النصارى واعتقلوا [يوم الاثنين لأربع عشر ليلة خلت من جمادى الآخر من السنة] (¬3) [الطبيب سهل بن مقشّر ينجح في إطلاق سراح المعتقلين] ثم أطلقوا بعد أسبوع بمسألة أبي الفتح سهل (¬4) بن مقشر (¬5) النّصرانيّ طبيبه، وكان له من الحاكم خاصّيّة بل ومن العزيز محلّ لطيف وموضع مكين [وتقدّم في الدولة وجلالة] (¬6) وردّ كلّ واحد منهم إلى ما كان ينظر فيه]. [المسلمون يهدمون كنيسة لليعقوبية بظاهر مصر] وكان النّصارى اليعقوبية (¬7) قد شرعوا في تجديد كنيسة قديمة مندرسة بظاهر مصر في الموضع المعروف براشدة فثار قوم من المسلمين فهدموا ما بني، وأنشأ (¬8) الحاكم مكانها مسجدا عظيما جامعا (¬9)، وهدموا أيضا كنيستين ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬2) حتى هنا ينتهي الناقص من (س). والخبر في: المغرب في حلى المغرب 355، والإشارة إلى من نال الوزارة 27، وذيل تاريخ دمشق 59، وتاريخ الزمان 74.75. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬4) في (س) والبريطانية «سهلان». (¬5) في (ب) «معشر»، ولم أجد ذكرا لهذا الطبيب في المصادر. (¬6) ما بين الحاصرتين من (س)، والبريطانية وبترو. (¬7) اليعقوبية: نسبة إلى أحد زعماء هذه الفرقة وهو يعقوب البراذعي الراهب، وهم أتباع المذهب الأرثوذكسي الذي يقول بأنّ للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة. وتقرّر ذلك في مجمع إفسس سنة 431 وهو مذهب الكنائس الشرقية. (¬8) في نسخة بترو «ونشاء». (¬9) هو جامع راشدة، ذكر المقريزي انه ابتديء بعمارته في سنة 392 هـ‍. وقال: «وكان مكانه كنيسة فبني جامعا، وأقيمت فيه الجمعة». (اتعاظ الحنفا 2/ 44). وفي الخطط 2/ 282 أن عمارته ابتدأت في 17 ربيع الآخر سنة 393، ويقول حول سبب إنشائه إنّ أبا منصور الزيّات الكاتب زرع هذا الموضوع وبنى فيه كنيسة، فرفع أمره إلى الحاكم، فأمر بهدم الكنيسة، وأن يجعل موضعها مسجد ثم أمر بتوسعته، فخربت مقابر اليهود والنصارى، وبني فيه منبر من طين. وعرف الجامع بجامع راشدة نسبة إلى موقعه في-

[بناء الجامع الأزهر]

كانتا في جواره، إحداهما لليعقوبية والأخرى للنّسطورية (¬1)، وبناهما مسجدين (¬2) آخرين (¬3). [بناء الجامع الأزهر] وكان للملكيّة (¬4) الروم حارة بالقاهرة يسكنون بها (¬5)، فأخرجوا منها، وهدم ما كان لهم فيها من المنازل، مع كنيستين كانتا بها، وعملت جميع الحارة مسجدا واحدا، وسمّاه الأزهر، وحوّل الروم إلى الموضع المعروف بالحمراء (¬6)، [الروم ينشؤون ثلاثة كنائس بدل الكنائس المهدّمة] وعملوا لهم بها حارة، وأنشأوا (¬7) بها ثلاث كنائس عوضا من الكنائس التي هدمت لهم في تلك الحارة. [الحاكم ينهى عن بيع النبيذ] ونهى الحاكم عن بيع النّبيذ، وأن لا يظهر شيء منه، وكسر جميع ما ¬

= خطّة راشدة بن أدب بن جديلة، من لخم، بالفسطاط، وكانت بالجبل المطلّ على بركة الحبش وهو الجبل المعروف بالرصد. ولا وجود الآن لهذا المسجد وموقعه بحيّ «إسطبل عنتر» بأثر النبي، على النيل، وانظر: النجوم الزاهرة 4/ 177، والمغرب في حلى المغرب 51، ومآثر الإنافة 1/ 323 وفيه جامع راشد. (¬1) النسطورية أو النّساطرة: نسبة إلى نسطور بطريرك القسطنطينية سنة 431 وهو مذهب أقرب إلى التوحيد، إذا يقول: إن مريم لم تلد إلها، ولهذا لا تسمّى والدة الإله، بل والدة المسيح الإنسان، وقد جاء اللاهوت لعيسى بعد ولادته فاتّحد بالأقنوم الثاني، وبذلك وضع نسطور الأساس للقول بطبيعتين في المسيح، وهو ما أخذ به الكاثوليك. (¬2) زيادة من البريطانية. (¬3) ذكر ابن أيبك الدواداري في حوادث سنة 394 هـ‍ (ص 270): «وفيها أمر بهدم كنيسة مرقص التي كانت بجوار جامع راشدة، فهدمت وبنيت مسجدا». وفي حوادث سنة 399 هـ‍ (ص 278) قال: «وأمر بهدم الكنيستين اللتين كانتا بالحمراء». وقال المقريزي في (اتعاظ الحنفا 2/ 48) في حوادث سنة 394 هـ‍: «وهدمت كنيستان بجانب جامع راشدة». (¬4) في (س): «لمماليكة». والملكيّة أو الملكانية: هو المتواتر في الكتب بإحدى الفرقتين الدينيتين اللتين نشأتا في مصر المسيحية قبل الإسلام، والثانية هي «اليعقوبية»، وكان قيامهما نتيجة الخلاف المذهبي الذي قام بها وبسائر بلاد الدولة الرومانية الشرقية حول طبيعة المسيح وجوهره ومشيئته وأقنومه. والملكية على مذهب الكاثوليك وهو مذهب الطبيعة والمشيئتين الذي اعتنقته كنيسة روما، وقرّره مجمع خلقيدونية سنة 541 الذي حضره الملك فسمّي المذهب بالملكاني. (¬5) في البريطانية وبترو «فيها». (¬6) في البريطانية «بالحمرة». (¬7) في البريطانية «وانشى».

[الحاكم يحظر على النساء كشف وجوههن ويمنع البكاء على الميت]

كان للخمّارين وأصحاب المواخير، وأريق (¬1) وأزيل المواضع التي كان فيها أهل الفساد والفجور يأوون (¬2) إليها ويجتمعون بها، وفرّق جموعهم (¬3). [الحاكم يحظّر على النساء كشف وجوههنّ ويمنع البكاء على الميت] وحظّر على النّساء كشف وجوهنّ وراء الجنائز، ومنع من البكاء والعويل وخروج النّوائح بالطّبل والزّمر على الميت، [ومن التعرّض لسائر القيان] (¬4). [سنة 395 هـ‍.] [ظهور الأصفر بأعمال حلب ومنازلته شيزر] وفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ظهر في أعمال حلب إنسان غاز يسمّى أحمد بن الحسين ويعرف بالأصفر (¬5) فتزيّا بزيّ الفقراء، وتبعه خلق من المغرب وسكان القرى من المسلمين، وصحبه (¬6) رجل من وجوه العرب يعرف بالجملي (¬7)، ونازل شيزر، وأسرى في جماعة من العرب وغيرهم ممّن اجتمع إليه، ولقي عسكر الروم [وأخذه] (¬8) [الأصفر يكبس والي أرتاح ويسير نحو الجسر الحديد] وكبس والي أرتاح، وسار نحو جسر الجديد يريد أنطاكية [نحو جسر الحديد] (¬9)، [غلام السقلاروس يهزم الأصفر ويقتل صاحبه الجملي] فلقيه في مهرونة بطريق يقال له بيغاس غلام السقلاروس في عسكر كان معه، فقتل المعروف بالجملي، وانهزم الأصفر إلى بلد سروج (¬10)، فانتهى إلى الماجسطرس أنّ الأصفر ساكن الجزيرة في ضيعة تعرف بكفر عزوز (¬11) من بلد سروج، وهي ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 186 «ازيق» والتصحيح من نسخة بترو. (¬2) في نسخة بترو «يازون». (¬3) ذكر المقريزي في حوادث سنة 395 هـ‍: «وفي ربيع الأول تتبّعت الدّور ومن يعرف بعمل المسكرات، كسر من أوعيتها شيء كثير». (اتعاظ الحنفا 2/ 54) وانظر-ص 44. وانظر النجوم الزاهرة 4/ 177، ووفيات الأعيان 5/ 293، والمغرب في حلى المغرب 52، وبدائع الزهور ق 1 ج 1/ 199. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وانظر عن الخبر في: الدرّة المضيّة 273، والمغرب في حلى المغرب 62 و 64. (¬5) في نسخة بترو «اصفر تغلب». (¬6) في البريطانية «وصحبته». (¬7) في (ب): «العمل»، وفي البريطانية «بالجملى». (¬8) زيادة من بترو. وفي البريطانية «فأخذه فكبس». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬10) سروج: بفتح أوله: بلدة قريبة من حرّان من ديار مضر. (معجم البلدان 3/ 216). (¬11) هكذا في الأصل والمطبوع وعند الدكتور العريني (الدولة البيزنطية 592) ونحن نرجّح أنها-

[هرب الأصفر وهزيمة الأعراب أمام الماجسطرس]

ضيعة أهلها كثير، ذات سور، فقصدها الماجسطرس في (جمع من) (¬1) عساكر الأطراف، وعبر الفرات، ونازل كفر عزوز (¬2)، [هرب الأصفر وهزيمة الأعراب أمام الماجسطرس] وكان قد اجتمع إليها أكثر أهل تلك البلاد (¬3) لحصانتها، وأقام عليها ثمانية وعشرين يوما، وفتحها وأخذ منها اثني عشر ألف أسير، و (غنم) (¬4) غنائم كثير جدّا، وأخذ حرم الأصفر. وأمّا هو فهرب بالليل. /116 أ/وكان قد اجتمع سائر عرب بني نمير وبني كلاب مع وثّاب بن جعفر صاحب سروج في زهاء (ستّة) (¬5) آلاف فارس على الماجسطرس، فلقيهم وهزمهم، وعاد إلى أنطاكية ظافرا غانما. [سنة 397 هـ‍.] [الماجسطرس يجدّ في طلب الأصفر] وجدّ الماجسطرس في طلب الأصفر، والتمسه من وثّاب صاحب الجزيرة، فلم ير أن يسلّمه إليه خوفا من إرهاج المسلمين عليه، [لؤلؤ صاحب حلب يتدخّل فيعتقل الأصفر بقلعتها] فتوسّط الحال بينهما لؤلؤ [الكبير] (¬6) صاحب حلب يومئذ، على أن يكون الأصفر معتقلا عنده بقلعة حلب أبدا، وحمله إليها [في شعبان سنة 397] (¬7)، فقيّده لؤلؤ واعتقله في القلعة. ولم يزل معتقلا بها إلى أن حصلت حلب للمغاربة في سنة ستّ وأربعمائة (¬8). ¬

= «كفرعزون» بالنون في آخرها، كما قال ياقوت، وهي موضع قرب سروج من بلاد الجزيرة. (معجم البلدان 4/ 470). (¬1) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬2) في البريطانية «كفرغروز». (¬3) في نسخة بترو «الأعمال». (¬4) ليست في نسخة بترو. (¬5) ليست في (س). (¬6) زيادة من (س). (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬8) عن هذه الأخبار يذكر ابن العديم الحلبي في (زبدة الحلب 1/ 196): «وقبض لؤلؤ على أحمد بن الحسين الأصفر بخديعة خدعه بها، وذلك أنه طلب أن يدخل إليه إلى حلب، وأوهمه أن يصير من قبله، فلما حصل عنده قبض عليه، وجعله في القلعة مكرّما، لأنه كان يهوّل به على الروم. وكان هذا الأصفر قد عبر من الجزيرة إلى الشام مظهرا غزو الروم، فتبعه خلق عظيم، وكان يكون في اليوم في ثلاثين ألفا، ثم يصير في يوم آخر في عشرة آلاف وأكثر وأقلّ. ونزل على شيزر وطال أمره، فاشتكاه باسيل ملك الروم إلى الحاكم، فسيّر إليه والي دمشق-

[الحاكم يأمر النصارى واليهود بلبس الزنانير والعمائم السود]

[الحاكم يأمر النصارى واليهود بلبس الزنانير والعمائم السّود] وأمر الحاكم في يوم الجمعة ثالث عشر المحرّم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة أن يلبس [ساير] (¬1) النّصارى واليهود دون الخيابرة الزنانير في أوساطهم، والعمائم السّود على رؤوسهم، فامتثل ذلك في سائر [أعمال] (¬2) مملكته (¬3). [الحاكم يتقدّم بكتابة سبّ الصحابة على الجوامع والحيطان] وتقدّم أيضا بأن يكتب على الجوامع والمساجد والحيطان والدروب (¬4) لعن أبي بكر (وعمر) (¬5) وعثمان ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصّحابة، وسائر خلفاء بني العبّاس وعظم ذلك على المسلمين المنتسبين إلى مذهب السّنّة، ونالهم كلّ استخفاف وهوان) (¬6). [الحاكم يمنع شرب الفقّاع وأكل البقلة والسمك غير المقشّر] وأنكر التعرّض لشرب الفقّاع وأكل البقلة الملوكية (والبقلة) (¬7) ¬

= في عسكر عظيم، فطرده عنها، ودام الأصفر معتقلا في قلعة حلب إلى أن حصلت للمغاربة في سنة ستّ وأربعمائة». وانظر: الدولة البيزنطية. Schlumberger-II .P .834 ،593،592 (¬1) زيادة من نسخة بترو. (¬2) زيادة من بترو. (¬3) قال المقريزي: «في سابع محرّم قريء سجلّ في الجوامع يأمر اليهود والنصارى بشدّ الزّنّار ولبس الغيار، وشعارهم بالسواد شعار الغاصبين العبّاسيين». (اتعاظ الحنفا 2/ 53). وانظر: المغرب في حلى المغرب 52،53 وفيه: «وأمر النصارى واليهود بلبس العمائم السّود، وأن يجعل النصارى في أعناقهم من الصلبان ما يكون طوله ذراعا ووزنه خمسة أرطال، وأن يجعل اليهود في أعناقهم خشبا على وزن صلبان النصارى، ولا يركبوا شيئا من المراكب المحلاّة، وأن تكون ركبهم من الخشب، ولا يستخدموا أحدا من المسلمين ولا يركبوا حمارا لمكار مسلم ولا سفينة نوتيّها مسلم، وأن يكون في أعناق النصارى إذا دخلوا الحمّام صلبان، وفي أعناق اليهود جلاجل». وانظر: وفيات الأعيان 5/ 293،294، والدرّة المضيّة 260، وتاريخ الزمان 76،77، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 200. (¬4) في (س): «والدور». (¬5) ساقطة من (ب). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية والخبر في: المغرب في حلى المغرب 51، وخطط المقريزي 2/ 286، والدرّة المضيّة 279، والنجوم الزاهرة 4/ 177، ووفيات الأعيان 5/ 293، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 200، ومختصر تاريخ الدول 180. (¬7) ساقطة من (ب).

[الحاكم يمنع دخول الحمامات دون مئزر]

المعروفة بالجرجير، وأكل الطلينس (¬1) وسائر السمك العديم القشر. وكان متى وجد أحد (¬2) قد تعرّض لبيع شيء من ذلك أو (¬3) لابتياعه عوقب وأشهر. وقلّ (¬4) من نجا منهم من القتل (¬5). [الحاكم يمنع دخول الحمّامات دون مئزر] وتقدّم ألا يدخل أحد [إلى] (¬6) الحمّام إلاّ بمئزر في وسطه يستر عورته، وهجمت الحمّامات دفعات، وأخذ منها جماعة بغير مآزر، فأدّبوا وأشهروا (¬7). [الحاكم يبذل سيفه في شيوخ الكتاميّين ووجوه دولته] وبذل سيفه في إراقة الدماء (في) (¬8) سائر الناس على طبقاتهم حتّى أفنى شيوخ الكتاميّين ووجوه دولته وأصاغرهم (¬9). ¬

(¬1) في البريطانية «الطبلنس». ولعلّه السمك الحلزوني الذي يشبه الثعبان. (¬2) في البريطانية «أحدا». (¬3) في نسخة بترو «و». (¬4) في (ب): «وقليل». (¬5) أنظر: وفيات الأعيان 5/ 293 وفيه: «ومنها أنه نهى عن بيع الفقّاع والملوخيا وكبب الترمس المتّخذة لها، والجرجير والسمكة التي لا قشر لها، وأمر بالتشديد في ذلك والمبالغة في تأديب من يتعرّض لشيء منه، فظهر على جماعة أنهم باعوا أشياء منه، فضربوا بالسياط وطيف بهم، ثم ضربت أعناقهم». ويسمّي المقريزي السمكة: «الدلنيس». فقال: «وقريء سجلّ في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية المحبّبة كانت لمعاوية بن أبي سفيان، والبقلة المسمّاة بالجرجير المنسوبة إلى عائشة رضي الله عنها، والمتوكّلية المنسوبة إلى المتوكّل. . . والمنع من أكل الدلنيس. . . ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيّادين». (اتعاظ الحنفا 2/ 53،54). وانظر: المغرب في حلى المغرب 52، والدرّة المضيّة 258 (حوادث سنة 386 هـ‍)، وتاريخ الإسلام للذهبي (مخطوط)، والنجوم الزاهرة 4/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199. (¬6) زيادة من نسخة بترو. (¬7) في البريطانية «وشهروا». والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 53. (¬8) ساقطة من نسخة بترو. (¬9) تراجع سيرته للوقوف على وجوه دولته الذين قتلهم ونكّل بهم، وهم أكثر من أن يحصوا. وانظر: تاريخ الإسلام (حوادث 395 هـ‍) بتحقيقنا.

[الحاكم يعطي الأمان لسائر الرعايا من مسلمين ويهود ونصارى]

وقتل جميع من في الحبوس. وبقيت مدّة [طويلة] (¬1) خالية. وكان متى وقع أحد في تهمة صغرت أم كبرت (¬2) قتله وأحرقه. واستمرّ على هذا الفعل مدّة، فاجتمع الكتاميّون واستغاثوا إليه، وكذلك سائر الكتّاب والعمّال (¬3) والجند والتجّار والرعايا والنصارى واليهود وسألوه العفو عنهم، [الحاكم يعطي الأمان لسائر الرعايا من مسلمين ويهود ونصارى] فكتب لكلّ طائفة منهم أمانا، وأعطى لأهل (¬4) كلّ سوق (مثله، ولكلّ) (¬5) من الرعايا الأمانات (¬6). [الحاكم يأمر بقتل سائر الكلاب إلاّ كلاب الصيد] وتقدّم بقتل سائر ما في مصر من الكلاب إلاّ كلاب الصيد من أجل أنّها تنبح بالليل إذا عبر بالشوارع والطرقات (¬7) [وذلك في شهر ربيع الأول سنة 395] (¬8) [الحاكم ينقل إلى القاهرة «دار العلم» ويبيح للناس نسخ كتبها] [وفي هذه السنة] (¬9) أورد بالقاهرة «دار العلم» وحمل إليها من خزائنه كتبا كثيرة تحتوي على سائر العلوم والآداب، وقرّ فيها خزّانا وبوّابين، وأجرى عليهم الأرزاق من ماله، وأباح سائر الناس كافّة نسخ ما أحبّوا وأرادوا قراءته، ورتّب فيها أيضا قوما يدرّسون النّاس العلوم (¬10). وبعد مديدة قتل بعضهم ¬

(¬1) زيادة من نسخة بترو. (¬2) في البريطانية «صغيرة أم كبيرة». (¬3) في (س): «الغلمان». (¬4) في البريطانية «أهل». (¬5) في نسخة بترو «وقيل» وفي البريطانية «وقبعلة». (¬6) من كلمة «وأعطى» حتى هنا ليس في (ب). والخبر في اتعاظ الحنفا 2/ 55،56. (¬7) قال ابن أيبك في «الدرّة المضيّة 258 حوادث سنة 386 هـ‍. «ومنها أنه أمر بقتل الكلاب، فلم يبق في مدّة أيامه كلب يرى. وقيل أحصي عدّتهم فكانوا ثلاثين ألف كلب الذين قتلوا». وذكر ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 5/ 293) أنه أمر بقتل الكلاب في سنة 395 هـ‍. وكذلك جاء في (اتعاظ الحنفا 2/ 56)، وانظر: (المغرب في حلى المغرب 51) و (بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 199). (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬10) جاء في (المغرب في حلى المغرب 60): وأمر الحاكم بفتح (دار العلم) بالقاهرة، وجلس فيها المقرئون والفقهاء والنحويّون والأطبّاء-

[ظهور الوليد بن هشام المعروف بأبي ركوة في برقة]

واستخفى الباقون منهم خوفا من القتل. [الوليد بن هشام] [ظهور الوليد بن هشام المعروف بأبي ركوة في برقة] وظهر بأرض برقة رجل أندلسيّ يعرف بالوليد بن هشام (¬1) وذكر أنه من ولد عثمان بن عفّان، فنزل في بيوت البربر القاطنين بذلك الصقع، وكانوا يعتقدون مذهب السّنّة من مذهب المسلمين، وصار/116 ب/معلّما لأولادهم، فأخذ في مدّة مقامه عندهم يقوّيهم ويرغّبهم في مساعدته على الحرب وأن يقاتلوا بين يديه، وأظهر لهم أنّه غير راغب في إحادة (¬2) ملك لنفسه وأنّ غرضه نصرة دين الإسلام والامتعاض من السبّ واللعنة لأصحاب صاحب الشريعة [وأزواجه] (¬3) إذ هم الأيمة وعماد الدين، وبهم قامت مملكة الإسلام، ووعدهم متى تمّ له ما يرجوه من الملك خوّل كلّ (¬4) واحد منهم وملّكه وأفضل عليه بقدر استحقاقه وما يظهر من فعله، واستمال هواهم وانقادوا إلى ما التمسه منهم، واجتذب القبيلة من العرب المعروفين ببني قرّة، ورغّبهم أيضا وخاطبهم بمثل ما خاطب به البربر [واستمالهم وحصلوا في جملته أيضا، وأخذ البيعة على العرب والبربر] (¬5) بموضع يعرف بعيون النظر من جبل برقة [يوم السبت لسبعة عشر ليلة خلت من جمادى الآخر سنة ¬

= والمنجّمون لتعليم الناس، بعد أن أجريت لهم الأرزاق السّنيّة، وبعد أن زخرفت هذه الدار وفرشت وعلّقت الستور على جميع أبوابها، وممرّاتها، وأقيم فيها قائم لخدمتها، وجماعة من الفرّاشين وغيرهم. وحمل إليها من خزائن الخلافة من كتب العلم والآداب بالخطوط المنسوبة ما لم ير مثله مجتمعا لأحد من الملوك. وأبيح ذلك لمن يريد قراءة الكتب ونسخها. وجعل فيها ما يحتاج إليه من الورق والحبر والمحابر والأقلام». وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 56، وخطط المقريزي 1/ 445 و 458 - 460. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 188 «هاشم» وهو خطأ، والتصويب من المصادر. وهو: الوليد بن هشام بن عبد الملك بن عبد الرحمن الأموي. ويكنى أبا ركوة لركوة كان يحملها في أسفاره على طريقة الصوفية. (الكامل في التاريخ 9/ 197). (¬2) في البريطانية «أحدا» والمراد: «حيازة». (¬3) زيادة من بترو. (¬4) في بترو «لكل». (¬5) ما بين الحاصرتين من بترو والبريطانية.

395] (¬1). ثم رجعوا بأجمعهم إلى برقة ونزلوا عليها في [عشيّة يوم الخميس] (¬2) سلخ (جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة) (¬3) وحاربوا تلك الليلة عسكرا كان للحاكم مقيما بها مع والي (¬4) من قبله خادم يسمّى صندل، فقتل من عسكر الحاكم جماعة كثيرة، وعادوا إلى معسكرهم تحت الجبل القبليّ، [فلما كان يوم الجمعة مستهلّ رجب رجعوا] (¬5) إلى المدينة وأظهروا بنود الوليد بن هاشم (¬6) الخارجيّ، ونزلوا على السّور (¬7) في قبليّ المدينة، فتحصّن الناس بالمدينة وأغلقوا أبوابها. ووقع (¬8) بين العسكرين حرب شديد ببابها القبليّ، ووقع الحرب بينهم ثلثة أيام، وقتل من الفريقين خلق كثير، وارتحلوا عن المدينة في اليوم الرابع، وبلغهم أيضا عن عسكر اللواتين (¬9)، وهم قبيلة من البربر، مع رجل يعرف بابن طيبون قد وافى قادما إلى برقة لنصرة أهلها، فسار الخارجيّ بجيوشه للقائهم، واجتمعوا بموضع من الطريق يعرف بأسقفية (¬10) وتحاربوا حربا شديد (¬11)، فانهزم عسكر اللواتين، وقتل منهم عددا (¬12) كثير، وقتل ابن (¬13) طيبون (¬14) في جملة من قتل، ونهبت رحالاتهم، وهرب من سلم منهم على وجهه. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين من بترو والبريطانية. (¬2) ما بين الحاصرتين من بترو. (¬3) ما بين القوسين ليس في بترو، ومكانه: «الشهر المذكور». (¬4) كذا، والصحيح «وال». (¬5) ما بين الحاصرتين من البريطانية وبترو. وفي الأصل وطبعة المشرق 188 «ثم ذهبوا». (¬6) كذا، والصحيح «هشام». (¬7) في بترو «الصور». (¬8) في البريطانية «وأقام». (¬9) في بترو «اللواثين»، ويقصد باللواتين قبيلة لواته المغربية. (¬10) عيون الأخبار وفنون الآثار 261. (¬11) كذا. (¬12) كذا، والصحيح «عدد». (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 189 «بن» والتصويب من البريطانية. (¬14) لم أقف على اسمه في المصادر.

وعاد الوليد بن هشام بجيوشه إلى برقة وقد تقوّى بما أخذه ونهبه (¬1) من السلاح، [يوم الأربعاء لثلاثة عشر ليلة خلت من رجب] (¬2)، ثم عادوا فلقوا أهل المدينة قد بنوا السور وحفروا الخنادق في مدّة غيبته وأنفسهم قويّة، فخوّفهم ورغّبهم في الدخول في طاعته، فأبوا عليه وقذفوه، فقاتلهم أشدّ قتال. وكان يفرّق العسكر على أسوار المدينة ويباطش الحرب بنفسه، ويتولّى الطّوف (¬3) حول المدينة بالليل، ويقتل من وجده قد خرج عنها متعيّشا (¬4) [بأشدّ قتل ليرهب الناس] (¬5) وعمل ثلاث عرّادات ونصبها للقتال، وقاتل بها في مدّة أيامه كلّها، وضيّق على الناس، ومسك عليها الطّرقات، وحظر (¬6) أن يدخل المدينة شيء من الأقوات وغيرها، فاشتدّ الأمر على أهل المدينة، وضاق عليهم الحال وفرغ ما كان عندهم من القوت. وأقام محاصر (¬7) المدينة على هذا الحال خمسة أشهر (¬8) [إلاّ عشرة أيام]. وكان الحاكم قد جرّد للقائه (¬9) جيشا كبيرا من مصر، مع غلام تركيّ يسمّى ينال (¬10) الطويل، فسار إلى أن قرب من أعمال برقة، وتوجّه الخارجي للقايه بجميع من تبعه من العرب والبربر، وكانوا زهاء خمسة آلاف رجل، والتقوا في الموضع المعروف بعيون النظر (¬11) من عمل/117 أ/برقة، وهو ¬

(¬1) في البريطانية «أخذوه ونهبوه». (¬2) ما بين الحاصرتين من بترو. (¬3) كذا، والصحيح «الطواف». (¬4) في البريطانية «متعشبا». (¬5) ما بين الحاصرتين من بترو والبريطانية. (¬6) في طبعة المشرق 189 «حصر» والتصويب من البريطانية. (¬7) كذا، والصحيح «محاصرا». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬9) في البريطانية «للقاهم». (¬10) في طبعة المشرق 189 «نبال» وهو تحريف، والتصويب من عيون الأخبار 262، واتعاظ الحنفا 2/ 61، والكامل في التاريخ 9/ 199، وفي تاريخ ابن خلدون 4/ 58 «أنيال» (¬11) في بترو «النضر».

[سنة 396 هـ‍.]

المكان الذي بايعه [العرب] (¬1) البربر فيه، وتحارب العسكران ثلاثة أيام متوالية [وذلك في ذي القعدة سنة 395] (¬2) فقتل أكثر من في عسكر ينال (¬3)، وأخذ ينال (¬4) أسيرا وقتل، وتتبّعت العرب من نجا من عسكره، فلم يبقوا على واحد ممّن ظفروا به، فلمّا اتّصل ذلك بأهل برقة من العسكريّة والرعيّة، معما كانوا فيه من الضّعف والحصار لم يستطيعوا المقام بها، فهربوا وهرب صندل الوالي، وركبوا البحر، فتوجّه بعضهم إلى مصر، وقصد بعضهم طرابلس المغرب [في البحر] (4). ودخل الوليد بن هشام المدينة يوم الأربعاء ثالث ذي الحجّة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وأظهر فيها مذهبه وهو مذهب السّنّة [من مذاهب القوم] (¬5)، وسمّي بأمير المؤمنين الناصر لدين الله، وضرب ذلك على سكّته، وأقام الدعوة لنفسه، ولقّبه أهل مصر بأبي ركوة، ووضع يده على نعم أهل برقة وأموالها وحازها، ولقوا منه شدّة شديدة (¬6). وكان ببرقة وفي سائر المغرب في تلك السنة غلاء عظيم ووباء شديد حتى فقد الخبز ببرقة (¬7). [سنة 396 هـ‍.] [هياج ريح شديدة في مصر مع رعد وبرد عظيم] وفي أوّل ليلة من رجب سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة هاجت ريح شديدة بمصر في الليل حتى استغاثت الناس إلى الله عزّ وجلّ، وكان يرى في أركان السماء حمرة شديدة كالنّار الملتهبة. وحدث يوم الجمعة ثالث ذلك اليوم ¬

(¬1) من بترو. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬3) في طبعة المشرق «نبال». (¬4) زيادة من بترو. (¬5) زيادة من بترو. (¬6) قارن بالكامل في التاريخ 9/ 197 - 199 (حوادث 397 هـ‍)، وعيون الأخبار 259 - 265، واتعاظ الحنفا 2/ 60،61، والبداية والنهاية 11/ 337، والنجوم الزاهرة 4/ 215،216، وتاريخ ابن خلدون 4/ 58، والمنتظم 7/ 233، وتاريخ الإسلام (حوادث 397) بتحقيقنا. (¬7) جاء في عيون الأخبار 262، «وغلت في برقة الأسعار، وقلّ القمح والشعير، وضاقت عليهم الأمور، وماتت الخيل من الهزال، وذبحوا ما لديهم من البقر، والغنم، والجمال، وعظم عليهم الأمر، واشتدّ بهم الضرّ». وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 185.

[ظهور كوكب عظيم يسطع كالقمر استمر أربعة أشهر]

بمصر أيضا رعد شديد، ووقع على الأرض [حصا] (¬1)، برد عظيم المقدار لم ير مثله ولا عهد شبهه بمصر. وكان حدّه حوالي مصر والقاهرة فقط (¬2). [ظهور كوكب عظيم يسطع كالقمر استمرّ أربعة أشهر] وظهر في السماء كوكب عظيم ليلة الثلاثاء لليلتين خلت من شعبان من السنة، وكان له شعاع مبهر واضطراب متكاثر وضوء ساطع كضوء القمر، [وكان في الليالي غير المقمرة يضيء وينير كضوء القمر] (¬3)، ولبث أربعة أشهر على هذا الحال، ثم اضمحلّ وغاب. [ظهور كوكب عظيم آخر في الغرب] وظهر أيضا كوكب عظيم ذو ضوء شديد في الغرب وقت سقوط الغموض (¬4) في ليلة السبت التاسع من شوّال من السنة، وطال وعظم، ثمّ افترق ثلاثة أجزاء وغاب (¬5). [خسف مدينة الدّينور وهلاك كثير من أهلها] وفي هذه السنة خسف بلد (¬6) في المشرق يعرف بدينور (¬7) وهلك من ¬

(¬1) زيادة من بترو. (¬2) قال المقريزي: «وفيه (رجب) هبّت ريح عاصفة، ثم أرعدت ونزل المطر وفيه برد كهيئة الصفائح إذا سقط إلى الأرض تكسّر، فكان فيه ما يبلغ وزنه زيادة على أوقيتين وفيه ما هو قدر البيضة، فغطّى الأرض، وأقام الناس أياما يتبعونه في الأسواق. ولم يعهد مثل ذلك بمصر» (اتعاظ الحنفا 2/ 67). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬4) في البريطانية «القرص». (¬5) جعل المقريزي ظهور الكوكب قرينة بظهور أبي ركوة فقال: «وكان في ظهور أبي ركوة طلع كوكب الذؤابة، فكان يضيء كالقمر وله بريق ولمعان، ويقوى ويكثر نوره وأمر أبي ركوة يشتدّ ويعظم. فأقام هذا الكوكب شهورا، ثم اضمحلّ نوره وضعف لمعانه، وأخذ أمر أبي ركوة ينقص ويضعف إلى أن أخذ أسيرا، فغاب الكوكب ولم ير بعد ذلك، فكان شأن هذا الكوكب في دلالته على أبي ركوة من أعجب العجب». (اتعاظ الحنفا 2/ 61). وانظر: الدرّة المضيّة 274، والبداية والنهاية 11/ 335، وتاريخ الزمان لابن العبري 76، والمنتظم 7/ 230، والكامل في التاريخ 9/ 190. (¬6) في طبعة المشرق 190 «خشف نابر» ولا معنى له. والتصحيح من نسخة بترو. (¬7) في طبعة المشرق «بزنبور» وهو وهم، وفي نسخة بترو «دينور» مهملة وهي «دينور» المدينة المعروفة. وقد ذكرها ابن الجوزي في (المنتظم 7/ 238) في حوادث 398 هـ‍ فقال: «وفي ليلة الأحد سادس عشر شعبان حدثت زلزلة عظيمة بالدينور، وورد الخبر بأنها هدمت المنازل وهلك فيها أكثر من ستة عشر ألف إنسان غير من خاست به الأرض وطمّه الهدم، -

[العرب والبربر يرحلون عن برقة لشدة الغلاء وانعدام القوت]

أهله خلق [كثير] (¬1) ... [العرب والبربر يرحلون عن برقة لشدّة الغلاء وانعدام القوت] وأمّا الوليد بن هاشم (¬2)، فلما عظم الغلاء ببرقة وتزايد به وبمن معه، عدم القوت سار عنها في جماعة العرب الملمّين به والبربر المجتمعين إليه بنسائهم (¬3) وأولادهم، وبدوابّها (¬4) ومواشيهم كأنّهم منتقلين من (موضع إلى موضع) (¬5) ولم يتخلّف منهم إلاّ اليسير، وساروا من برقة حتى انتهوا إلى أعمال الإسكندرية، وسيّر الحاكم للقائهم غلاما يعرف بقابل من الأرمنية (¬6) في عسكر (معه) (¬7)، فأوقعوا بذات الحمام من أعمال الإسكندرية، وقتل قابل وكثير من أصحابه (¬8). ونزل أبو ركوة على مدينة الإسكندرية، وقاتل عليها قتالا شديدا، فلم ¬

= وخرج السالمون الى الصحراء فأقاموا في أكواخ عملوها، وذهب من الأثاث والمتاع فيما تهدم ما لا يحصى. وانظر: النجوم الزاهرة 4/ 218، ومرآة الجنان 2/ 449، وتاريخ الأزمنة 76، والعبر 3/ 66، وتاريخ الإسلام (حوادث 398) بتحقيقنا. (¬1) زيادة من البريطانية. (¬2) كذا، والصحيح «هشام». (¬3) في طبعة المشرق 190 «بنساءهم». (¬4) في نسخة بترو «ودوابهم». (¬5) في البريطانية «بلد إلى بلد». (¬6) هو «فاتك بن الأرب» كما في (عيون الأخبار 265) وفي البريطانية «قابل ابن الأرمنية». (¬7) ليست في البريطانية. (¬8) قال صاحب (عيون الأخبار 265،266): «وجاءته عيونه فأخبرته أنّ جهة الحمام فيها فاتك بن الأرب القائد في قلّة من الرجال، وكان مقيما في الحمام من قبل الإمام الحاكم بأمر الله، فأنهض الأموي جيوشا كثيرة إلى الحمام مع رجل قدّمه عليهم يسمّى الجردب، فوافت فاتك القائد، وهو في غرّة من أمره، وافتراق من عسكره، فحين دنوا منه وعلم أمرهم، ثار فيمن معه إلى الركوب، ولاقوا جنود الأموي على كثرتهم، وكانت بينهم وقعة تصادم فيها الفرسان، وتلاقى فيها الأبطال للطعان، وصبر فاتك وأصحابه صبر الأحرار، وقاتلوا قتال من لا يركن إلى الفرار، فكثرهم جنود الأموي، وكبا بفاتك جواده، بعد أن أبلى وقتل كثيرا من الأعداء، وقدّر الله له الشهادة، فقتل، وجاء الأموي وكان قد سار خلف الجردب في جيوشه، فوافته الأخبار، وهو في الطريق بقتل فاتك، فوصل إلى الحمام، واستولى على جهاته، وكثرت معه العساكر، واجتمعت إليه القبائل والعشائر. .».

[الحاكم يحشد العرب والمشارقة والمغاربة لقتال أبي ركوة]

يتمّ له فيها شيء، فاستحضر الحاكم العرب [التميميّين] (¬1) الذين في البراري بالشام واستدعى المفرّج بن دغفل (¬2) بن الجرّاح ثلاثة من أولاده وهم: عليّ، وحسّان، ومحمود، وسيّر معهم عدّة جمّة من العرب، [الحاكم يحشد العرب والمشارقة والمغاربة لقتال أبي ركوة] ففيّضهم (¬3) الحاكم الأرزاق، وفرّق عليهم السلاح، وندب الفضل بن صالح للخروج للقائه [ولسياقة الجيوش] (¬4) وضمّ جيشا كثيرا جمع فيه جلّ (¬5) رجال المملكة من المشارقة والمغاربة، والتقى طوالع العسكرين/117 ب/ في ذي القعدة من السنة في موضع يعرف بتروجة (¬6) من أعمال الإسكندرية، [أبو ركوة يملك الفيّوم ويباغت ابن فلاح بالجيزة] وانتشب (¬7) الحروب بينهم، ونفذت جيوش أبي ركوة إلى الفيّوم وملكوه، وما والاه من الضّياع [وأخربوها ونهبوا ما فيها] (¬8) واضطرب أهل مصر وخافوا خوفا شديدا، وجرّد الحاكم عسكرا إلى الجيزة مع عليّ بن فلاح لحفظها [وضبطها] (¬9)، فبلغ أبا ركوة ذلك، فسيّر سريّة (¬10) من العرب الملمّين (¬11) به، وقصدوا الجيزة، وكبسوا ابن فلاح في عسكره [يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة من السنة] (¬12) وانتشب (¬13) الحرب بينهم في الموضع المعروف بأرض الخمسين، وقتل من عسكر ابن فلاح عددا ¬

(¬1) في طبعة المشرق 190 «التميين» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬2) في طبعة المشرق «دعفل» والتصحيح من البريطانية وبترو، والمصادر. (¬3) في البريطانية «فقبضهم». (¬4) زيادة من بترو. (¬5) في نسخة بترو «أجلّ». (¬6) تروجة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان 2/ 27). (¬7) كذا، والصواب «انتشبت». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬9) زيادة من بترو. (¬10) في نسخة بترو «سيرة». (¬11) في نسخة بترو «الملتمسين». (¬12) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬13) كذا.

[اضطراب المعيشة في مصر خوفا من أبي ركوة]

كثيرا (¬1) وانهزموا، وغرق في النّيل جمع منهم، وملك أصحاب أبي ركوة ما كان مع ابن فلاح من العدد والآلات، وانصرفوا [آخر نهار ذلك اليوم] (¬2) (وصاروا) (¬3) إلى الفيّوم، واجتمعت عساكرهم بها. [اضطراب المعيشة في مصر خوفا من أبي ركوة] وازداد اضطراب أهل مصر [ووجلهم] (¬4) وتزايدت أسعارهم، فنودي: «أيّ أحد زاد في السّعر فقد أوجب على نفسه القتل»، فتراجعت الأسعار إلى حدّها (¬5). وصار الفضل بن صالح بالجيوش المنضمّة إليه إلى الفيّوم، [للقاء أبي ركوة] (¬6). والتقيا (¬7) الفريقان [يوم الجمعة لثلاث خلون من ذي الحجة سنة 396] (¬8) بموضع من أرض الفيّوم يعرف برأس البركة، فانهزم أبو ركوة ومن معه من العرب، وقتل أكثر البربر، ولم يفلت إلاّ نفر قليل من النساء والصّبيان، وحملوا إلى مصر وأطلق سبيلهم، ووقع فيهم الجدريّ والوباء، فلم يعش منهم أحد، ومن كان تخلّف منهم ببرقة اشتدّ به الجوع وهلك بعد أن أكل بعضهم بعض (¬9) من الجوع، وهرب أبو ركوة مع العرب. [بنو قرّة يرفضون تسليم أبي ركوة للفضل بن صالح] وأرسل الفضل بن صالح إلى بني قرّة يسألهم أن يسلّموه إليه، وبذل لهم على ذلك مالا جزيلا، ولم يجيبوا إلى تسليمه وتفرّقوا عنه، وانبثّت (¬10) الجيوش في ¬

(¬1) كذا، والصحيح «عدد كثير». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬3) ساقطة من البريطانية. (¬4) زيادة من نسخة بترو، وفيها «وحلهم». (¬5) قال المقريزي: واضطربت الأسعار بمصر، وعدم الخبز وبيع مبلولا ستة أرطال بدرهم، وكان يباع عشرة أرطال بدرهم. وأنفق في العساكر المتوجّهة لكلّ واحد أربعة وعشرين دينارا. . وتزايد سعر الدقيق والخبز وروايا الماء، وازدحم الناس عليها. «اتعاظ الحنفا 2/ 62). (¬6) زيادة من نسخة بترو والبريطانية. (¬7) كذا، والصحيح «والتقى» كما في البريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬9) كذا، والصحيح «بعضا». (¬10) في طبعة المشرق 191 «وانثنت»، وما أثبتناه عن البريطانية.

[سنة 397 هـ‍.]

نواحي الصعيد في طلبه، فلما تطاول مقامهم دخل العرب التميميّون (¬1) إلى مصر، فأحسن إليهم، وانصرفوا إلى مواطنهم. [سنة 397 هـ‍.] [أبو ركوة يلجأ إلى دير في النوبة] وانتهى إلى فضل بن صالح أنّ العرب قد حملت أبا ركوة إلى طرف بلاد النّوبة، وهو على (نيّة) (¬2) الدخول إليها، فأنفذ إلى هنديل (¬3) أمير العرب المتدبّر ناحية السودان (¬4) يبذل له في أخذ أموالا وإقطاعا (¬5)، فسار الهنديل في طلبه إلى أعمال صاحب الخيل، وهو المقيم في أوّل عمل النّوبة، وأعلمه حال الخارجيّ وحصوله في أعمالهم ووروده في طلبه، وأنّه إن لم يسلّمه إليه وردت العساكر إلى بلادهم وأفسدت فيها، فقال له إنّه (¬6) لم يعبر إلاّ نصرانيّان راكبين جملين بجاويين، فقال له: فلهما (¬7) اطلب، فقال له: إن وجدتهما خذهما، فطلبهما وعرف حصولهما في بعض الدّيارات، فقصد ذلك الدّير فألقى البجاويين [ومعهما غلام، فسأله عن صاحبه فإذا هو (¬8) قد أقبل وعلى رأسه زبيل بين البجاويين] (¬9). فقال له عند ذلك: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فانقطع في يده وقبض عليه وكتّفه، وأحضره إلى الفضل، فحمله إلى مصر أسيرا، فأشهر بها [يوم الأحد لثلاث عشر ليلة بقيت من جمادى الآخر سنة 397] (¬10) ثم قتل [في ذلك اليوم] (¬11) في موضع يعرف بمسجد تبر، وصلب فيه وأحرق بالنار. وكان من اليوم الذي ¬

(¬1) في طبعة المشرق 191 «التميون». وما أثبتناه عن البريطانية. (¬2) إضافة من عندنا يقتضيها السياق. (¬3) كذا، في طبعة المشرق 191، وفي نسختي بترو والبريطانية «هذيل». (¬4) في نسخة بترو «إسوان». (¬5) كذا، والصحيح «أموال وإقطاع». (¬6) في طبعة المشرق 191 «ان» والتصويب من نسخة بترو. (¬7) في طبعة المشرق «لهما» وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬8) في نسخة بترو «فاذاه» وفي البريطانية «فناداه فأقبل». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬11) زيادة من نسخة بترو.

[بيع الفقاع والملوكية والسمك غير المقشر في مصر]

بويع له فيه ببرقة إلى اليوم الذي قتل فيه سنتين (¬1). [بيع الفقّاع والملوكية والسمك غير المقشّر في مصر] وفي المدّة التي ثار فيها أبو ركوة تراجع/118 أ/الرعيّة بمصر إلى بيع الفقّاع (¬2) والملوكية (¬3) والطلنيس (¬4) وسائر الأسماك التي بلا (¬5) قشر، وجميع ما نهي عنه من غير تقدّم (¬6) لهم في ذلك. وفي تلك المدّة رسم الحاكم (¬7) كشط الكتابة التي على الدروب وغيرها بلعن (¬8) أبي بكر، ومن كان اسمه قد كتب. وقد كنّا ذكرنا أنّه كان حظّر على النبيذ، ونهى عن المظاهرة به وهجره وامتنع من شربه. وكان طبيبه أبو الفتح منصور بن سهلان (بن مقشر (¬9)) (¬10) قد توفّي ¬

(¬1) كذا، والصحيح «سنتان»، وفي نسخة بترو «سنتين سواء». وانظر عن أبي ركوة ومقتله في: الدرّة المضيّة،275،276، والكامل في التاريخ 9/ 197 - 203، وعيون الأخبار وفنون الآثار 259 - 272، وخطط المقريزي 4/ 70، واتعاظ الحنفا 2/ 60 - 66، ودول الإسلام 1/ 238، والعبر 3/ 62،63، وذيل تاريخ دمشق 64 - 66، والبيان المغرب 1/ 257،258، والمغرب في حلى المغرب 57 و 71، وتاريخ ابن خلدون 4/ 58،59، والمختصر في أخبار البشر 2/ 138، والمنتظم 7/ 233، 234، والبداية والنهاية 11/ 337، والنجوم الزاهرة 4/ 215+-217. (¬2) لفقّاع: شراب من الشعير، سمّي بذلك لما يعلوه من الزّبد. (¬3) كذا، والمقصود «الملوخية». (¬4) في نسخة بترو «الطلينس». (¬5) في البريطانية «بغير». (¬6) في نسخة بترو «تقديم». (¬7) في (س) وردت العبارة: «ثم إن الحاكم بعد مدّة رسم به». (¬8) في النسخة البريطانية «في لعن». (¬9) في نسخة بترو «مقسر». وقد ذكر ابن العبري هذا الطبيب في (تاريخ مختصر الدول-ص 181،182) فقال: «ومن الأطباء المتقدّمين بالديار المصرية منصور بن مقشر أبو الفتح المصري النصراني وله منزلة سامية من أصحاب القصر ولا سيما في أيام العزيز منهم. واعتلّ منصور هذا في أيام العزيز في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وتأخّر عن الركوب، فلما تماثل منصور بن مقشّر كتب إليه العزيز بخطّه: بسم الله الرحمن الرحيم، طبيبنا سلّمه الله، سلام الله الطيّب وأتمّ النعمة = (¬10) ما بين القوسين ليس في (س).

[الحاكم يشرب النبيذ بإشارة طبيبه ويعيد الملاهي إلى مجلسه]

[الحاكم يشرب النبيذ بإشارة طبيبه ويعيد الملاهي إلى مجلسه] واستطبّ (بعده) (¬1) أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أنسطاس (¬2)، فأشار عليه بشرب النّبيذ، وذكر له ما فيه من المنافع، فجنح إلى مشورته، وأغضى عمّا كان عليه من النّهي عنه، واستدعى جماعة من المغنّيّين (¬3) وأصحاب الملاهي إلى مجلسه، وشرب على غنائهم (¬4) وخلع العذار معهم، وأحسن إليهم، ورجع الحال بالناس إلى ما كانوا عليه في السالف (من بيع الفقّاع والملوكية والطلنيس وسائر الأسماك بغير قشر) (¬5). وبعد مدّة مات أبو يعقوب بن أنسطاس الطبيب (¬6) فرجع عن ذلك ¬

= عليه. وصلت إلينا البشارة بما وهبه الله من عافية الطبيب وبرئه. والله العظيم لقد علل عندنا ما رزقناه نحن من الصحة في جسمنا. أقالك الله العثرة وأعادك إلى أفضل ما عوّدك من صحة الجسم وطيبة النفس وخفض العيش بحوله وقوّته. وخدم منصور هذا بعد العزيز الحاكم ابنه أيضا. واتفق أن عرض لرجل الحاكم عقد زمن ولم يبرأ. فكان ابن مقشّر وغيره من أطباء الخاص المشاركين له يتولّون علاجه فلا يؤثر ذلك إلا شرا في العقد. فأحضر له جرائحيّ يهوديّ كان يرتزق بصناعة مداواة الجراح في غاية الخمول. فلما رأى العقد طرح عليه دواء يابسا فشقّه وشفاه في ثلاثة أيام، فأطلق له الحاكم ألف دينار، وخلع عليه ولقّبه بالحقير النافع، وجعله من أطبّاء الخاص». وانظر عنه: عيون الأنباء 2/ 89. (¬1) ليست في البريطانية. (¬2) في البريطانية «نسطاس». (¬3) كذا، والصحيح «المغنّين». وفي النسخة (س) «المطربين». (¬4) في طبعة المشرق 192 «غناءهم»، والصحيح ما أثبتناه. (¬5) ما بين القوسين ساقط من (ب). (¬6) هو الجرائحيّ اليهوديّ الذي عالج الحاكم، فلقّبه بالحقير النافع. (ابن العبري-تاريخ مختصر الدول-182). وهو في (اتعاظ الحنفا): «يعقوب» وليس «أبا يعقوب». ووفاته سنة 397 هـ‍. قال المقريزي: «وفيها مات يعقوب بن نسطاس النصراني، طبيب الحاكم، سكران في بركة ماء، فحمل إلى الكنيسة في تابوت، وشقّ به البلد، ثم أعيد إلى داره فدفن بها، وسائر أهل الدولة في جنازته ومعه شموع كثيرة تتّقد، ومداخن عدّة فيها بخور. وكان طبيب وقته عارفا بالطبّ، آية في الحفظ، ما يغنّى له قطّ صوت إلاّ حفظه، ولو غنّاه مائة مغنّ في مجلس واحد لحفظ سائر ما غنّوه به وتكلّم على ألحانها وأشعارها. وكانت له يد في الموسيقا، وانفرد بخدمة الحاكم في الطبّ، فأثرى، وترك زيادة على عشرين ألف دينار عينا، سوى الثياب وغيرها».

ومنع عن شرب النبيذ أشدّ منع وتشدّد فيه وقت (¬1) بعد وقت، حتّى أنه منع من بيع الزّبيب (¬2) والعسل ومن حملها (¬3)، وأحرق منهما (¬4)، وغرّق في النيل شيئا كثيرا للتجّار بمال عظيم، وكسرت الظروف التي يوعى فيها النبيذ، ومنع من عملها (¬5). ¬

= (اتعاظ الحنفا 2/ 70). وتولّى طبابة الحاكم بعده طبيب يهوديّ آخر يدعى «صقر» ذكره المقريزي في (اتعاظ الحنفا 2/ 73) فقال في حوادث سنة 398 هـ‍: «وخلع على صقر اليهوديّ وحمل على بغلة، وقيد إليه ثلاث بغلات بسروج ولجم ثقال وحمل معه عشرون سفط ثياب، وأنزل في دار فرشت وزيّنت، وعلّق على أبوابها وحجرها الستور، وأعطي فيها جميع ما يحتاج إليه، وقيل له: هذه دارك، فحصل له في ساعة واحدة ما قيمته عشرة آلاف دينار واستقرّ طبيب الحاكم عوضا عن ابن نسطاس». وجاء اسمه «شقير» بدل «صقر» في كتاب (المغرب في حلى المغرب-ص 62) في حوادث سنة 397 قال: «وفي يوم السبت لعشر بقين من شعبان استحضر جماعة الأطبّاء إلى القصر. وحضر في جملتهم المعروف بشقير اليهودي المتطبّب. فخرج بعض الخدم فصاح: «شقير». فقام بين الجماعة، فأخذ بيده ومضى به. فخلع عليه، وحمل على بغلة، وقيد بين يديه ثلاث بغلات كلها بسروج ولجم. وحمل معه عشرون سفطا من أنواع الثياب الملوّنة. وخرج ومعه جماعة من الخدم الخاصّة، فلحقه دهش وحيرة وبان ذلك منه، وتلجلج في كلامه. ثم عدل به إلى طريق لم يجر به رسمه. فقال: «إلى أين أذهب؟ ليس هذا طريقي إلى منزلي»، فقيل له: ها هنا تنزل، ومضي به إلى الدار التي اشتريت له بأربعة آلاف دينار، بعد أن فرشت بأنواع الفرش وزيّنت، وعلّق على أبوابها وحجرها الستور، وأعدّ فيها جميع ما يحتاج إليه. وأدخل إليها وقيل له: هذه دارك، وما فيها فهو لك. فنزل في قاعتها وجلس في مجلس منها فيه فرش ديبقي ابتيع بألف دينار، وكان في كل مجلس من مجالسها أنواع من الفرش والديباج والأرمني. فحصل له في ساعة واحدة ما قيمته عشرة آلاف دينار. وكان المال الذي دفع إليه من مصادرة من صودر من النصارى». (¬1) كذا، والصحيح «وقتا». (¬2) في نسخة بترو «الزيت». (¬3) في البريطانية «عملهما». (¬4) في البريطانية «منها». (¬5) قال المقريزي في حوادث 399 هـ‍: «وأشيع بين الناس بأن النبيذ يمنع من بيعه، فازدحموا على شرائه، وبيع منه شيء كثر، فعزّ حتى بيع كل عشر جرار بدينار، ولم يوجد لكثرة طلاّبه». (اتعاظ الحنفا 2/ 76). «وقريء سجلّ في ربيع الأول بالمنع من حمل النبيذ والموز، وحذّر من التظاهر بشيء منه-

[الخلف بين النصارى على موعد عيد الفصح]

[الخلف بين النصارى على موعد عيد الفصح] وفي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة الموافقة لسنة ألف وثلاثمائة وثمانية عشرة للإسكندر كان بين سائر النصارى خلف [عظيم وشك كثير] (¬1) في سائر الأقاليم في حساب الفصح (¬2)، وذلك أنّ بعضهم رأى أنّ فصح النّصارى في السنة المذكورة في ستّة أيام تخلوا من نيسان [من شهور الروم] (¬3) وهو الخامس عشر من [هلال] (¬4) رجب، ورأى بعضهم أنّ الفصح فيها يوم الأحد الذي يليه، وهو الثالث عشر من نيسان، وهو الثامن والعشرين (¬5) من [هلال] (¬6) رجب. وكان سبب هذا الشكّ حساب فصح اليهود، إذ (¬7) من المتعارف أنّ حساب فصح النّصارى مستخرج من حساب فصح اليهود، وأنّه أيّ يوم اتّفق فيه فصح اليهود من أيام الجمعة كان (يوم الأحد) (¬8) الذي يليه فصح النّصارى، مثل أن يكون فصح اليهود يوم السبت، فيكون فصح النّصارى يوم الأحد غده، أو يكون فصح اليهود يوم الأحد، فيكون ذلك الأحد هو الشعانين (¬9)، والأحد الذي يليه فصح ¬

= أو من القطّاع، والدّلينس، والسمك الذي لا قشر له، والترمس المعفّن». وانظر: خطط المقريزي 2/ 287، والدرّة المضيّة 284، ووفيات الأعيان 5/ 293، والمغرب في حلى المغرب 52 وفيه: «ونهى عن بيع الزبيب، ونهى التجّار عن حمله إلى مصر، ثم جمع بعد ذلك منه جملة كبيرة، أحرق جميعها على شاطيء النيل، ومقدار النفقة التي خرجت على إحراقها خمس مائة دينار. ومنع من بيع العنب، وأنفذ الشهود إلى الجيزة حتى قطعوا كثيرا من كرومها وديست بالبقر. وجمع ما كان في المخازن من جرار العسل فكانت خمسة آلاف جرّة. وكسرت وقلبت في البحر». (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬2) من هنا وحتى قوله «الذي يليه» (31 سطرا) ليست في (س). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬4) زيادة من نسخة بترو. (¬5) في البريطانية «الثاني وعشرين». (¬6) زيادة من نسخة بترو. (¬7) في البريطانية «ان». (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬9) عيد الشعانين هو عيد الزيتونة، ومعنى الشعانين: التسبيح، ويكون في سابع أحد من-

[بطريرك الإسكندرية يدبر كرسي بيت المقدس لخلوه]

النّصارى لأنهما لا يفصحان يوما واحدا أبدا. وكان بعض حسباناتهم (¬1) التي يعوّلون على استخراج ذلك منها يوجب أن يكون فصح اليهود يوم السبت في خمسة أيام تخلوا من نيسان، الموافق لليوم الرابع عشر من هلال رجب. [بطريرك الإسكندرية يدبّر كرسي بيت المقدس لخلوّه] وكان فصح النّصارى على هذا يوجب أن يكون في الأحد [الذي] (¬2) غده (وكانت بعض الحسبانات أيضا يوجب) (¬3) أن يكون فصح اليهود يوم الأحد في ستّة [أيام] (¬4) من نيسان، الموافق للخامس عشر من رجب. فأوجب الحساب على هذا الرأي [أيضا] (¬5) أن يكون فصح النصارى في الأحد الذي يليه [وكان بعض الجداول المسيّر فيها حساب الفصح يوجب قول الفريق الأول. وبعضها يحقّ (¬6) قول الفريق الثاني. وتطاول (¬7) مدّة الخلف بينهم. ووردت كتب ساير الأمكنة بعضهم لبعض يتعرّفون منهم صحيح ما وقفوا عليه من ذلك، فكانت كتب هؤلاء نافذة إلى هؤلاء، وكتب هؤلاء صادرة إلى هؤلاء، يستعملون ما وقف (¬8) اتفاقهم عليه، وذلك في السنة السابعة من رياسته. ولم يكن على بيت المقدس يومئذ بطريرك، وذلك منذ موت أورسطس ¬

= صومهم، وسنّتهم فيه أن يخرجوا سعف النخل من الكنيسة، ويرون أنه يوم ركوب المسيح العنو (الحمار) في القدس ودخوله إلى صهيون وهو راكب والناس بين يديه يسبّحون وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان هذا العيد من المواسم التي تزيّن فيها كنائس النصارى بمصر. وفي رجب سنة 398 هذه، منع الحاكم الاحتفال به وقبض على عدد ممن وجدهم يحملون الخوص. (خطط المقريزي 1/ 264). (¬1) كذا. (¬2) زيادة من البريطانية. (¬3) العبارة ما بين القوسين اختصرت في البريطانية «وكان يجب». (¬4) زيادة من نسخة بترو. (¬5) زيادة من بترو. (¬6) في البريطانية «يحقّق». (¬7) في البريطانية «تتطاول». (¬8) في البريطانية «وقع».

[استمرار الخلاف على عيد الفصح]

بطريرك بيت المقدس بالقسطنطينية صار أرسانيوس بطريرك الإسكندرية مدبّر (¬1) لكرسي بيت المقدس. [استمرار الخلاف على عيد الفصح] وكان يصلح المطارنة والأساقفة لهذا الكرسي بيت المقدس. وكان يصلح الرؤساء للكرسي. فكتب أيضا رؤساء اليعقوبية والنسطورية إلى أصحابهم المقيمين في الشام وغيره يعرّفونهم ما اتفق عليه أهل مصر، وأنه الصواب. فوصلت الكتب وقبلها كل أحد إلاّ أهل بيت المقدس، فلم يوافقوهم على رأيهم، ورأوا أن الرأي الذي اعتمدوا عليه هو الصحيح. واتصل ذلك بأرسانيوس البطريرك على الإسكندرية، فكتب إليهم يفنّد رأيهم ويعرّفهم أنّهم على غلط فيما اجتمعوا عليه، وأن الصحيح ما اتفق عليه أهل مصر، فوصلت كتبه إليهم عشيّة يوم الخميس من الجمعة التي تهجر الملكية فيها أكل اللحوم المنسوب صوما إلى هرقل الملك. وكان أهل بيت المقدس قد افترضوا تلك الأيام الأربعة وأكلوا اللحم فيها قبل أن تصل إليهم كتب البطريرك وعوّلوا على أن يكون صومهم وفصحهم على ما اتفق عليه] (¬2). حينئذ اتّفق جميع النصارى الذين بمصر من الملكية والنّسطورية واليعقوبيّة على أنّ/118 ب/فصح اليهود يوم السبت في خمسة أيام نيسان، وهو الرابع عشر من رجب، وفصح النّصارى يوم الأحد غده. ورأى أهل بيت المقدس الرأي الثاني، واعتمدوا عليه، ووصلت كتبهم وكتب أهل الشام إلى مصر يتعارفون منهم ما اتّفقوا عليه. وكتب أرسانيوس بطريرك الإسكندريّة إلى أهل بيت المقدس بما صحّ عنده فيما اتّفق عليه رأي أهل مصر، وأنه الصواب الذي يجب أن يعوّل عليه (¬3). فلمّا وصلت إليهم كتبه قبلوها [ورجعوا عن ذلك وصاموا يوم الجمعة ¬

(¬1) كذا، والصواب «مدبّرا». (¬2) ما بين الحاصرتين، من قوله: «وكان بعض الجداول» حتى هنا، زيادة من نسختي: بترو والبريطانية. (¬3) العبارة هنا مكرّرة مع ما سبق.

[المؤلف يعد بوضع مقالة يبين فيها الشبهة حول موعد الفصح]

غد ذلك اليوم ورفعوا اللحم عنه تلك الليلة] (¬1)، واتّفق أهل أنطاكية على ما اتّفق عليه أهل مصر. وعيّد اليهود المقيمون بالشام وبمصر يوم السبت الخامس من نيسان، وهو الرابع من رجب. وكان فصح جميع النصارى في ساير الأمكنة] (¬2) في يوم الأحد وهو السادس من نيسان والخامس عشر من رجب، إلاّ قوم من اليعاقبة (¬3) من أهل صعيد مصر، فإنّهم فصحوا (¬4) في (¬5) الأحد الذي يليه. [المؤلّف يعد بوضع مقالة يبيّن فيها الشبهة حول موعد الفصح] وأنا مزمع أن أعمل مقالة مفردة أبيّن فيها الوجه الذي دخلت منه هذه الشبهة، وكيف ينبغي أن يتحذّر منها، وأنبّه على السنين التي يتّفق فيها، وكنت عزمت على أن أورد من كتابي في هذا الموضع (¬6) هذا أجمل (¬7) ما أريد أضمّنه تلك المقالة، فرأيت أنّ ذلك خارجا عن الغرض الذي أيّاه قصدت. [ولولا أن ما ذكرته من هذا داخل في جملة الحوادث التي ينبغي أن تسطّر في التواريخ والسير لتخطيته، وأنا أرشد من يحب يقف على معرفة استخراج فصح النصارى وصومهم بشرح طويل إلى المقالة الثانية من كتاب سعيد بن بطريق البطريرك الذي تأليفنا هذا تال له ومضاف إليه، فإن تلك المقالة بأسرها قد أفردها في معرفة أصل حساب فصح اليهود وكيف يستخرج منه فصح النصارى وصومهم، لاسيما النسخة الثانية التي غيّرها وقرّر الأمر عليها، فإنها تتضاعف وتزيد على مقدار النسخة الأولا (كذا) التي غيّرها وبدّلها] (¬8). ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬2) ما بين الحاصرتين من نسختي بترو والبريطانية. وفي الأصل وطبعة المشرق 193 «وعيّد جميع النصارى». (¬3) في البريطانية «اليعقوبية». (¬4) في البريطانية «أفسحوا». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق «إلى»، وما أثبتناه عن نسخة بترو. (¬6) في البريطانية: «في هذا الموضع من كتابي». (¬7) في البريطانية «جمل». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية.

[اضطراب الأسعار بمصر]

فلنرجع الآن إلى ما كنّا فيه من التاريخ. وانتهت زيادة النّيل في سنة سبع (¬1) وتسعين وثلاثمائة إلى أربعة عشر ذراع وستّة عشر إصبع (¬2)، وانصرف (¬3)، فاضطربت الأسعار بمصر من الحنطة وسائر الحبوب [والأقوات] (¬4) وتزايدت (¬5). [اضطراب الأسعار بمصر] واقترن بغلو (¬6) السّعر أمراض حادة (¬7) ألمّت بالناس وعلل وأوبئة ألقت خلقا من أهل مصر (¬8). [سنة 398 هـ‍.] [المطر والبرد والسيل الجارف بمصر] وحدث بمصر مطر عظيم، وسقط برد كثير في الليل في شهر (¬9) رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. ولم يزل إلى وقت مغيب الشّفق. وبعد رقدة من الليل نزل من الجبل سيل عظيم إلى القاهرة، وطرح بالحارة المعروفة كانت بالروم، ثم عرفت (¬10) بالكتاميين زهاء ثلاثمائة دار، ومات تحت الردم عدد متوافر من الناس، وطرح أبنية من قصر الخلافة ومواضع عدّة من حارة عبيد الشرا. [وقتل أيضا من الناس عدد كثير] (¬11). وكان رسم النّصارى في بيت المقدس جاريا في كلّ عام بحمل شجرة [عزيمة] (¬12) من شجر الزيتون في عيد الشعانين من الكنيسة (المعروفة) (¬13) ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 193 «تسع» وما أثبتناه عن نسختي: بترو والبريطانية، والمتّفق مع (الدرّة المضيّة). (¬2) كذا، والصحيح «أربع عشرة ذراعا وست عشرة إصبعا». (¬3) الخبر في: الدرّة المضيّة 275، والنجوم الزاهرة 4/ 217، واتعاظ الحنفا 2/ 70. (¬4) زيادة من بترو. (¬5) اتعاظ الحنفا 2/ 69 و 70 و 71 و 74، والدرّة المضيّة 277، والكامل في التاريخ 9/ 208. (¬6) في نسخة بترو «بضيق». (¬7) في البريطانية «حارّة». (¬8) الكامل في التاريخ 9/ 208. (¬9) في نسخة بترو: «في الليل التي صبحتها يوم الثلاثاء لثلاث خلون من». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 194 «عرفت»، والتصحيح من (ب). (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو. (¬12) زيادة من نسخة بترو. (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 194 «التي»، وما أثبتناه عن (س).

[الحاكم يضع يده على أوقاف الكنائس والأديرة بمصر]

بالعازرية إلى كنيسة القيامة وبينهما مسافة بعيدة، وأن يشقّ بها شوارع المدينة بالقراءة (والصلوات، حاملين) (¬1) الصّليب (مشهورا) (¬2) ويركب والي البلد في جميع مواكبه معهم ويذبّ عنهم. [الحاكم يضع يده على أوقاف الكنائس والأديرة بمصر] وكان الرسم بمصر وسائر البلاد أيضا أن تزيّن الكنائس في هذا العيد بأغصان الزيتون [في هذا اليوم] (¬3) وقلوب النخل، ويفرّق منها على الناس [في هذا اليوم] (¬4) على سبيل التبرّك (¬5) بها، فمنع الحاكم في هذه السنة أهل بيت المقدس من رسمهم ذلك، وأمر أن لا يعمل ذلك في شيء من أعمال مملكته في ذلك اليوم، ولا يحمل ورقة من ورق (¬6) الزّيتون ولا من سعف النّخل في كنيسة من [سائر] (¬7) الكنائس، ولا يلحظ شيء منها في يد مسلم ولا نصرانيّ [ولا غيرهما من جميع الناس] (¬8) (وحظّر عليهم أشدّ تحظير) (¬9). ووضع اليد في يوم السبت العاشر من/119 أ/ [هذه] (¬10) السنة على أوقاف الكنائس والديارات الحديثة والعتيقة بمصر خاصّة دون غيرها من البلدان، وجعلها باسمه [وذلك يوم السبت لعشر خلون من رجب سنة 398] (¬11). ... ¬

(¬1) في نسخة بترو «وأشهر». (¬2) ليست في نسخة بترو. (¬3) ما بين الحاصرتين من البريطانية. (¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة بترو. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 194 «البتريك» والتصويب من البريطانية. (¬6) في (س) «أوراق». (¬7) زيادة من البريطانية. (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬9) ما بين القوسين ساقط من (ب). (¬10) زيادة من البريطانية. (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) و (ب) وبترو. والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 75، والكامل في التاريخ 9/ 208،209، والمنتظم 7/ 239، ودول الإسلام 1/ 239.

[عزل القائد ابن جوهر وتعيين الدويداري]

[عزّل القائد ابن جوهر وتعيين الدويداري] [وعزل قائد القوّاد الحسين بن جوهر عن النظر في تدبير الأمور، ونصب لذلك صالح بن علي [الدويداري في (¬1) شعبان سنة 398] (¬2) ولقّبه [في شهر رمضان سنة 399] (¬3) بثقة الثقات السيف والقلم (¬4)] (¬5). ... [الحاكم يعاقب الكتّاب بالقتل والتعذيب لسعاية بعضهم] وسعى بعض الكتّاب بكاتب يعرف بمنصور بن عبدون (¬6) النّصرانيّ، وكان متولّي (¬7) ديوان الشام، وبجماعة من كتّاب دواوين مصر، ونفر من الكتّاب المسلمين، وطولبوا بحساب ما كانوا يتولّونه، وصودروا، وتقدّم الحاكم بمعاقبة النّصارى منهم خاصّة، وعلّق جماعة منهم بأيديهم، وأخذ جميع ما كان لهم، ولبثوا أياما معلّقين في برد الهواء وحرّ الشمس وإهطال المطر، إلى أن مات عدّة منهم تحت العذاب. ثم أسلم نفر منهم وأطلقوا وعفي عن باقيهم بالإسلام، وأزيلت المطالبة لهم، وجدّ في تخليتهم منصور بن عبدون من غير أن يكون أسلم (¬8). ... [نقض ماء النيل وانقطاع سير المراكب] (ونقص ماء النيل نقصا فاحشا حتى انقطع سير المراكب في البحر الشرقيّ من تنّيس ومن المحلّة، وصار مخائض تخوضة الدوابّ، وتغيّرت رائحته، حتى كان الناس يستقون (¬9) ما يشربونه من بحر الجيزة (¬10) [خارج المختارة مقابل بولاق] (¬11). ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 194 «الرويداري»، والتصويب من (ب) وبترو. وهو في ذيل تاريخ دمشق 61 «الروذباري». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. والخبر في (الدرّة المضيّة 277). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 194 «العلم» والتصويب من (الدرّة المضيّة 278). (¬5) ما بين الحاصرتين ليس في (س). (¬6) في نسختي بترو والبريطانية «سعدون» والمثبت عن الأصل وطبعة المشرق كما في ذيل تاريخ دمشق 58 و 61 و 63 و 64 وهو أبو نصر بن عبدون في (اتعاظ الحنفا 2/ 81). (¬7) كذا، والصواب «متولّيا». (¬8) راجع: ذيل تاريخ دمشق 61،62. (¬9) هكذا في الأصل والمطبوع (195)، ونرجّح أنها «يتقيّؤون» حيث يفهم من السياق. (¬10) بحر الجيزة هو نيل مصر. وعن الخبر إشارة في (اتعاظ الحنفا 2/ 74). (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو.

[سنة 399 هـ‍.]

[سنة 399 هـ‍.] [توقّف ماء النيل واضطراب الأسعار وانتشار الوباء بمصر] وتوقّف ماء (¬1) النّيل أيضا في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وانصرف من غير أن يتمّ مقدار الحاجة إليه، فتزايد اضطراب الأسعار بمصر وعزّت الأقوات، وتظاهر قوم بأكل الكلاب والميتة، وعظم حال الوباء، ولم يزل إلى آخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة (¬2)) (¬3). ... [الحاكم يأمر بتمييز النصارى واليهود في الحمّامات] وأمر الحاكم في هذه السنة أن يتميّز النصارى في الحمّامات من المسلمين بصليب يعلّقون (¬4) في رقابهم، وأن يتميّزوا (¬5) اليهود بجلجل مكان الصّليب، فلبثوا بذلك مدّة، ثم زال (¬6). [الحاكم يهدم كنيسة السيدة بدمشق] وكتب إلى دمشق بهدم كنيسة السيدة [الكاثوليكي] (¬7) وهي [كنيسة] (¬8) كبيرة حسنة فهدمت [في رجب من السنة] (¬9). [الحاكم يسمح بصلاة القنوت والضحى ويمنع سبّ السلف والصحابة] وأمر في شهر رمضان من السنة بأن تصلّى صلاة القنوت (¬10) التي ذكرناها أنها قطعت في سنة سبعين وثلاثمائة، وأن يجري فيها على الرسم القديم، وأن تصلّى صلاة الضّحى أيضا من شاء (¬11)، وقد كان منع منها أيضا، وأن لا يسبّ أحدا من السّلف والصحابة الذين كان أمر بإثبات أسمائهم واللعن لهم، وأن يحلف كلّ إنسان بما أراد وأحبّ من الأيمان بهواء ¬

(¬1) في نسخة بترو «زيادة» بدل «ماء». (¬2) أنظر: الدرّة المضيّة 277 و 279. (¬3) ما بين القوسين، من قوله: «ونقص ماء» حتى هنا ليس في (س). (¬4) كذا، والصحيح «يعلّقونه». (¬5) كذا، والصواب «يتميّز». (¬6) أنظر: تاريخ الزمان 6،77، واتعاظ الحنفا 2/ 76، وبدائع الزهور ق 1 ج 1/ 200. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 195: «القاتوليكي» وما أثبتناه من (س) والبريطانية. (¬8) زيادة من بترو، والبريطانية. (¬9) زيادة من (س). (¬10) يقصد صلاة التراويح. (¬11) الدرّة المضيّة 278.

[الحاكم يهدم كنيسة مريم بمصر]

القوم، ثم منع جميع ذلك بعد مدّة يسيرة، وقتل جماعة ممن تعرّض لهم (¬1). [الحاكم يهدم كنيسة مريم بمصر] وهدم كنيسة مريم القنطرة بمصر يوم (¬2) الأحد في (¬3) ذي الحجة من السنة، [وتقصّى هدمها] (¬4) ونهب ما كان فيها من الرحالات (¬5)، وكان بها مقابر كثيرة ومدافن للنّصارى، ففتح السودان والعبيد والرعاع جميعها، ونبشوا الموتى المدفونين فيها، وطرحت عظامهم، فأكلت الكلاب لحم من كان قريب العهد منهم. وكان بجوار هذه الكنيسة بيعة [وكنيسة] (¬6) لليعقوبية على اسم مار قزما، فامتد (¬7) إليها اليد أيضا ونقضت (¬8). ... وقبض الحاكم على سائر عقار والدته وأخته وعمّاته وحرمه/119 ب/ وخواصّه من النّساء، وأملاكهنّ وسائر إقطاعهنّ من الدّور والأجنة والحمّامات التي بمصر والقاهرة وقبضه (¬9) إليه. [الحاكم يأمر بهدم كنيسة القيامة وكنيسة ماري قسطنطين] وكتب إلى الشام إلى باروخ (¬10) بالرملة بهدم كنيسة القيامة (¬11) وإزالة أعلامها (وتقصّى قلع آثارها المكرّمة) (¬12)، فأنفذ باروخ يوسف ابنه والحسين ¬

(¬1) في نسخة بترو «إليه». والخبر في (الدرّة المضيّة 279). (¬2) من هنا وحتى قوله «وقبضه» ليس في (س). (¬3) في نسخة بترو بدل (في): «لأحد عشر ليلة بقيت من». (¬4) زيادة من بترو. (¬5) في نسخة بترو زيادة «والاساص»!. (¬6) زيادة من (س). (¬7) كذا، والصواب «فامتدّت». (¬8) في الدرّة المضيّة 278: «وأمر بهدم الكنيستين اللتين كانتا بالحمراء». (¬9) إلى هنا ينتهي النقص في (س). (¬10) ورد زيادة في (اتعاظ الحنفا 2/ 73 و 87). (¬11) في نسخة بترو «القمامة»، وهذا هو الاسم المشهور في المصادر، وأصل تسميتها بالقمامة يرجع إلى أنّ القبر المقدّس بني على الموضع الذي كانت توضع به القمامة خارج سور بيت المقدس، وهو الموضع الذي يزعم أنّ المسيح صلب فيه. (معجم البلدان 7/ 158، 159). (¬12) ما بين القوسين ليس في (ب).

[سنة 400 هـ‍.]

ابن ظاهر الوزّان وأنفذ معهما أبا الفوارس الضيف (¬1)، واحتاطوا على ما فيها من الآلات، وأنزلت بأسرها إلى القرار، إلاّ ما تعذّر هدمه [واستصعب قلعه] (¬2). وهدم الأقرانيون وكنيسة ماري قسطنطين وسائر ما اشتمل عليه حدودها، (واستقصي في إزالة الآثار المقدّسة) (¬3). [سنة 400 هـ‍.] [اقتلاع المقبرة المقدّسة وهدم دير السري] وجهد ابن أبي ظاهر في قلع المقبرة [المقدّسة] (¬4) ومحق (¬5) أثرها، فنقر أكثرها وقلعه. وكان في الجوار منها دير للنساء يعرف بدير السرّي (¬6) فهدم أيضا (وكان ابتداء نقضها يوم الثلاثاء لخمس (¬7) خلون من صفر سنة أربعمائة. وتركت اليد على سائر أملاكها وأوقافها، وقبض على جميع آلاتها وصياغها) (¬8). ... [صرف صالح بن عليّ عن النظر وردّ ابن عبدون] وصرف صالح بن عليّ عن النظر في الأمور [في يوم الاثنين لأحد عشر ليلة بقيت من صفر من السنة] (¬9) وردّ [النظر] (¬10) إلى منصور بن عبدون الكاتب النّصراني الذي كان صودر (¬11)، ولقّب بعد مدّة من نظره الكافي، ¬

(¬1) في البريطانية «الصنيف». (¬2) زيادة من (س). وحول هدم الكنيسة أنظر: تاريخ الزمان 76، والمنتظم 7/ 239، ودول الإسلام 1/ 239، والعبر 3/ 66،67، والكامل في التاريخ 9/ 208،209، ومرآة الجنان 2/ 449، والبداية والنهاية 11/ 339، واتعاظ الحنفا 3/ 74،75، والنجوم الزاهرة 4/ 218، وذيل تاريخ دمشق 66،68، وتاريخ الإسلام (حوادث 398 هـ‍) بتحقيقنا. (¬3) ما بين القوسين ليس في النسخة (ب). وفي البريطانية «استقصوا». (¬4) زيادة من (س). (¬5) في البريطانية «محو». (¬6) في (س): «السرب». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 196 «خمس» وقد أضفت «ل» للضرورة. (¬8) ما بين القوسين ليس في (ب). وفي البريطانية «صياغتها» وكذلك في نسخة بترو. (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬10) زيادة من بترو. (¬11) الخبر في (اتعاظ الحنفا 2/ 81) (حوادث سنة 400 هـ‍).

[عادة النصارى في ليلة الحميم بمصر]

وألزم صالح بن عليّ داره عند عزله، فلبث لازما (¬1) لها ثمانية أشهر [وأيام] (¬2) وكان قد كتب له أمانا وكيدا على نفسه، وغدر (¬3) به وقتله [في شوّال من السنة] (¬4). [عادة النصارى في ليلة الحميم بمصر] (¬5) وكان رسم النّصارى قد جرى بمصر في ليلة الحميم أن يركب متولّي الشرطة السفلانيّة (¬6) في أوّل الليل في موكب كبير بزيّ مجمّل (¬7) ويوقد بين يديه الشمع الموكبيّ والمشاعل [شي كثير] (¬8) ويطوف الشوارع وينادي في الناس أن لا يختلطوا (¬9) المسلمون مع النصارى في تلك الليلة ولا ينكّدون (¬10) عليهم عيدهم. وذلك أنّ النّصارى كانوا سحر تلك الليلة يخرجون إلى شاطىء النّيل ويغطس كثير منهم فيه. وكان رسم الملكيّة خاصة في تلك الليلة يخرجون من الكنيسة القاثوليكي (¬11) التي بقصر الشمع المعروفة بكنيسة ميكائيل (¬12) في جمع ¬

= «في حادي عشر صفر صرف أبو الفضل صالح بن علي الروزباري ثقة ثقات السيف والقلم، وقرّر مكانه أبو نصر بن عبدون الكاتب النصراني، فوقّع من الحاكم فيما كان يوقّع فيه صالح، ونظر فيما كان ينظر فيه، وأذن لصالح في الركوب إلى القصر. وسار ابن عبدون في الموكب مع الشيوخ في المنتهى وقال: مثلي لا يساير أمير المؤمنين بأعلى من ذلك. . . ولقب ابن عبدون بالقاضي، وكتب له سجلّ بذلك، وحمل على بغلتين». وانظر: الدرّة المضيّة 281. (¬1) كذا، والصحيح «ملازما». (¬2) كذا، والصحيح «أياما» وهي زيادة من نسخة بترو. (¬3) في البريطانية «فغدر». (¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة بترو. (¬5) والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 83، وذيل تاريخ دمشق 61 و 62. (¬6) في البريطانية «السقلانية». (¬7) في البريطانية «بزي محمل يوقد». (¬8) زيادة من بترو. (¬9) كذا، والصواب «يختلط». (¬10) كذا، والصواب «ينكّدوا» وفي (س) «يكدّروا». (¬11) في البريطانية «الكاثوليكي». (¬12) في البريطانية «ميخائيل».

[هدم دير القصير بالجبل المقطم وكنيسة دمياط]

متوافر بالقراءة الملحّنة، وبالنغمات المعلنة، والصّلبان المشهورة ووقيد الشمع (¬1) إلى شاطىء النيل بباعوث، ويصلّون، معلنا كلّ طريقهم، ويخطب الأسقف المرأس عليهم (على الشاطىء) (¬2) بالعربيّ، ويدعون للسلطان ولمن شاؤوا (¬3) من خواصّه، ويرجعون إلى بيعتهم (على تلك الهيئة) (¬4)، ويتمّمون بها صلواتهم. وحضرهم الحاكم في كثير من الأعوام متنكّرا وشاهدهم، وكان لأهل مصر وأهل الملك (¬5) والمذاهب بمصر في هذا العيد من الطّيبة والفرح ما لا يكون لهم في غيره من أيام السنة وأعيادها، فمنع الحاكم الكلّ في سنة أربعمائة من جميع ذلك، وألاّ يتعرّض أحد من سائر الناس كافّة إلى فعل شيء من ذلك في تلك الليلة، (وذلك إلى اليوم) (¬6)، وأن يعرض عنه ويصرف عن ذكره، ويجري مجرى سائر الأيام، ولا يستعدّ له ولا يحفل به. [هدم دير القصير بالجبل المقطّم وكنيسة دمياط] ورسم أيضا في يوم الثلاثاء في ثامن (¬7) شهر رمضان سنة أربعمائة بهدم دير القصير (¬8) وهو دير للملكيّة في الجبل المقطّم مبنيّ على قبر القدّيس أرسانيوس، ولينهب جميع ما فيه، وكان أرسانيوس بطريرك الإسكندرية يومئذ مقيما فيه متعبّدا، وأخرج عنه مع كلّ من كان يسكنه (¬9) من الرهبان. وكان أرسانيوس البطريرك قد أحاط على الدّير سورا منيعا وعمّره وجدّده، وأنشأ فيه (¬10) أبنية كثيرة، فهدم جميعها وخرّب الدير. وكان للنّصارى الملكيّة في ¬

(¬1) في (س): «والوقيد الطائل». (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬3) في البريطانية «ولمن شاء». (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) في نسخة بترو: «وكان يكون لساير أهل»، وفي البريطانية «وأهل الملل». (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. وسقط من نسخة بترو «إلى». (¬7) في البريطانية «ثاني». وفي (س): «لليلتين خلتا من». (¬8) في البريطانية «دير القصر». (¬9) في البريطانية «مع من يسكنه». (¬10) في نسخة بترو «وزاد فيه».

[مقتل أرسانيوس بطريرك الإسكندرية]

ظاهره مقابر ومدافن/120 أ/لموتاهم، ففتح الرعايا والعبيد جميعها، ونبشوا من كان فيها، وأخذوا أيضا توابيتهم، وطرحوا أعضاءهم (¬1)، وكان أمرا فظيعا لم يشاهد مثله، ولا جرى في السالف شبهه، فانتهى ذلك إلى الحاكم فأمر بعد الفوت بالكفّ عن فتح القبور، وترك التعرّض للموتى. وأنفذ أيضا (¬2) إلى دمياط، فهدم كنيسة مرتمريم المعروفة بكنيسة العجوز. (وشرع في (¬3) خرابها يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من السنة) (¬4). وكان أيضا بها مدافن كثيرة لنصارى (¬5) البلد الملكية، فنبشوا (¬6)، وأخربت البيعة خرابا عظيما وأزيلت آثارها جملة، ووضعت اليد على آلاتها وسائر أوقافها. ولم يكن في كثير من البلاد التي في مملكة الإسلام على ما قيل بيعة مثلها [بعد كنيسة القيامة ببيت المقدس] (¬7)، بناية حسنة، وعمارة طائلة، وآلة وآنية من ذهب وفضّة، وآلات وعقار كثير، وبني مكانها محرس (¬8) وعمل فيه مسجد. ... [مقتل أرسانيوس بطريرك الإسكندرية] وقتل أرسانيوس بطريرك الإسكندرية سرّا عشيّة الثلاثاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربعمائة [وهو لأربع خلون من شهر تموز سنة 1329 للإسكندر] (¬9) وله في الرئاسة عشرة سنين [وأحد عشر يوما شمسية] (¬10). وكان قد سلك في آخر أيامه طريقة حسنة، وأخذ نفسه بالصلاة والصوم والتعبّد والنّسك، وأخذ من ذلك مأخذا عظيما) (¬11). ¬

(¬1) في (س): «اعظامهم». (¬2) في نسخة بترو «وأنفذ في الحال». (¬3) في نسخة بترو «فرغ»، وفي البريطانية «وفرغ من». (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) كذا، والصواب «لنصارى». (¬6) كذا، والصواب «فنبشت». (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 197 «محوش» وما أثبتناه عن البريطانية وبترو. (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من (س)، والبريطانية وبترو. (¬10) ما بين الحاصرتين من البريطانية وبترو. (¬11) ما بين القوسين من قوله: «وله في» حتى هنا، ليس في (س).

[تزايد قتل الحاكم لرجال دولته]

[تزايد قتل الحاكم لرجال دولته] وتزايد الحاكم في القتل لسائر من في دولته، وبذل سيفه في مقدّمي أهل المملكة [ومتحيّزيها] (¬1) من الكتّاب والقوّاد والجند والرعايا، وقطع أيديهم (¬2)، وأفرط في ذلك، فاختلّت بلاده وفني رؤساء رجاله، فتخوّف الحسين بن جوهر قائد القوّاد على نفسه، ولم يكن بقي من رؤساء دولته من له ذكر ونباهة (اسم) (¬3) غيره، فهرب وأخذ معه أولاده (وصهره عبد العزيز بن محمد بن النعمان (¬4) وولديه. وكان عبد العزيز قد تولّى قاضي القضاة، ثم صرف بمالك بن سعيد (¬5) بن مالك) (¬6) وقصدوا جميعا بني قرّة في ناحية الإسكندرية وانضووا (¬7) إليهم وتحرّموا بهم، وحملوا معهم ما اتّجه لهم حمله سرّا من مال عين، فأحسنوا قبولهم وأقاموا عندهم، ووضعت (¬8) اليد على سائر أملاكهم بمصر وغيرها ¬

(¬1) زيادة من البريطانية. وفي (س) «ومتاخريه». (¬2) ذكر المقريزي في حوادث سنة 399 هـ‍ أنه قتل في ليلة الغدير من تلك السنة كثير من الخدم والصقالبة والكتّاب بعد أن قطعت أيديهم بالساطور على خشبة من وسط الذراع. (اتعاظ الحنفا 2/ 79). وقال صاحب (المغرب في حلى المغرب) ص 58: «قال الروذباري: وقتل الحاكم ركابيا له بحربة في يده على باب جامع عمرو بن العاص، وتولّى شقّ بطنه بيده، وعمّ بالقتل بين وزير، وكاتب، وقاض، وطبيب، وشاعر، ونحويّ، ومغنّ، ومصارع، وصاحب ستر، وحمّاميّ، وطبّاخ، وابن عم، وصاحب حرب، وصاحب خبر، ويهوديّ، ونصرانيّ. وقطع حتى أيدي الجواري في قصره. وكان في مدّته القتل والغيلة حتى على الوزراء وأعيان الدولة. فخرج عليهم من يقتلهم ويجرحهم بين مصر والقاهرة. وخطف العمائم جهارا بالنهار. ولعبيد الشراء في مدّته مصائب وخطوب في الناس. وكان المقتول ربّما جرّ في الأسواق، فأوقع ذلك فتنة عظيمة». (¬3) ساقطة من (س). (¬4) في البريطانية «النعمي». (¬5) هو مالك بن سعيد الفارقي. (¬6) ما بين القوسين ليس في (س)، وفيها: «وأصهرته وقاضي القضاة». والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 71. (¬7) في البريطانية «وانضمّوا». (¬8) في نسخة بترو «وتركت».

[الحاكم يؤمن الهاربين ويكتب لهم أمانا]

وإقطاعاتهم [وقبضت] (¬1) ونقل جميع ما في دورهم واحتيط عليه. وقد كان بلغهما دفعة أخرى قبل ذلك أنّ الحاكم يريد قتلهما، فهربا جميعا [وهرب معهما أولادهما يوم الأربعاء لأحد عشر ليلة خلت من جمادى الآخر] (¬2) (في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة) (¬3) وقصدوا الجبل المقطّم وأقاموا فيه ثلاثة أيام، فاشتدّ بهم الضرّ، وأشرفوا على الهلكة من الجوع والعطش، فعادوا وقصدوا قصره متحرّمين (¬4) به (بدلجة عميقة) (¬5) [من ليلة السبت لأربع عشر ليلة خلت منه] (¬6) وألقوا نفوسهم على بابه، فاستدعاهم إليه فاستنطقهم، فعرّفوه أنّ خوفهم ووجلهم من القتل حملهم على الهرب التماسا للنجاة، [الحاكم يؤمّن الهاربين ويكتب لهم أمانا] فطمّنهم وأصرفهم إلى دورهم، وخلع عليهم خلعا من خاصّ كسوته [وملابسه] (¬7) وكتب لهم أمانا على أنفسهم وأولادهم وعيالهم وأموالهم وجميع أسبابهم، وقريء لهم في قصر الخلافة بمحضر من أهل مملكته (¬8). ولما هرب قائد القوّاد وأولاده في هذه الدفعة الثانية أيقن جميع من بقي في الدولة بالهلكة/120 ب/، فاتّصل ذلك بالحاكم، فكتب لكلّ طائفة من الناس أمانا مجدّدا، وقرئت في قصره، وطمّن الكافّة وأمّنهم (¬9) بعفوه (¬10). ¬

(¬1) زيادة من بترو. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬3) ما بين القوسين ليس في (س). (¬4) في البريطانية «متحزمين». (¬5) ما بين القوسين ليس في (س). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬7) زيادة من (س). (¬8) أنظر حول ذلك: اتعاظ الحنفا 2/ 73 و 74 و 77، والدرّة المضيّة 277 و 282. (¬9) في (س): «وآنسهم». (¬10) قال المقريزي في حوادث سنة 401 هـ‍ في شهر ذي القعدة: «وفيه قريء عدّة أمانات بالقصر للكتاميّين من جند إفريقية، والأتراك، والقضاة، والشهود، وسائر الأولياء، والأمناء، والرعيّة، والكتّاب، والأطباء، والخدّام السّود، والخدّام الصّقالبة، لكل طائفة أمان». (اتعاظ الحنفا 2/ 82).

[سنة 401 هـ‍.]

وتقدّم في الحال بالمعاودة إلى صلاة القنوت والضّحى، وأن يسقط (¬1) من الأذان عند الصلاة (حيّ على خير العمل) ولم تكن هذه الزيادة تعهد (¬2) في السالف في الأذان، وإنّما جوهر عند دخوله إلى مصر أضافها (¬3). [سنة 401 هـ‍.] [عزل ابن عبدون وقتله وكذلك ابن القصوري] (وعزل الكافي منصور بن عبدون عن النظر في الأمور، وقتله بعد مدّة يسيرة من عزله (¬4)، وردّ الأمور إلى أحمد بن القصوري (¬5) في ذلك اليوم بعينه، وهو [يوم الخميس] (¬6) رابع المحرّم سنة إحدى وأربعمائة، وقتله أيضا في اليوم التاسع (¬7) من نظره، [ابن نسطورس يتولّى النظر في الأمور] ونصّب مكانه زرعة بن عيسى بن نسطورس النّصرانيّ، ولقّبه بعد أيام من نظره: الشافي) (¬8). وأمّا الحسين بن جوهر فلما تطاول مقامه ومقام من هرب معه عند بني قرّة راسلهم الحاكم بالرجوع إلى حضرته، ووعدهم بالإحسان إليهم، وأعطاهم أمانا ثانيا (على أنفسهم وسائر أسبابهم) (¬9) يثقون به، (وكتب لهم سجلاّ قريء في ذلك الوقت بقصره على رؤوس الملأ، وأشهد الحاكم على ¬

(¬1) في نسخة بترو «يصقط». (¬2) في (س): «تعرف». (¬3) قال المقريزي: «وقريء سجلّ في الجامع العتيق بإقبال الناس على شأنهم وتركهم الخوض فيما لا يعنيهم وسجلّ آخر بردّ التثويب في الأذان، والإذن للناس في صلاة الضحى وصلاة القنوت. ثم جمع في سائر الجوامع وقريء عليهم سجلّ بأن يتركوا الأذان بحيّ على خير العمل، ويزاد في أذان الفجر: (الصلاة خير من النوم)، وأن يكون ذلك من مؤذّني القصر عند قولهم: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله. فامتثل الناس وعمل». (اتعاظ الحنفا 2/ 82). (¬4) اتعاظ الحنفا 2/ 85، وذيل تاريخ دمشق 64. (¬5) في اتعاظ الحنفا 2/ 84 «القشوري»، وهو أيضا في: ذيل تاريخ دمشق 41 و 42 حيث ورد ذكره في حوادث سنة 381 هـ‍. أما في الدرّة المضيّة 281 فورد اسمه: «أحمد بن محمود المعروف بالقصوري» (حوادث سنة 400 هـ‍). (¬6) زيادة من نسخة بترو. (¬7) أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 85. (¬8) ما بين القوسين، من قوله «وعزل الكافي» حتى هنا، ساقط من (س). وفي الأصل وطبعة المشرق 199 «نظرة»، والتصويب من البريطانية. (¬9) ما بين القوسين ليس في (س).

[الحاكم يغدر بابن جوهر والقاضي عبد العزيز وغيرهما]

نفسه فيه بالوفاء بمضمونه قاضي (¬1) القضاة مالك بن سعيد بن مالك وجماعة من الأشراف) (¬2) فأجابوا إلى الرجوع، ودخلو إلى مصر [في المحرّم سنة 401] (¬3) (وتلقّاهم (¬4) سائر أهل المملكة بإذنه، وكتب لهم أيضا أمانا مجدّدا، وضمّنه يمينا مشدّدة، وعهودا مؤكّدة، وأشهد على نفسه بما ثبّت فيه قاضي القضاة مالك بن سعيد وجماعة من شهوده العادلة، وأعاد إليهم سائرة [المأخوذة] (¬5) منهم. [الحاكم يغدر بابن جوهر والقاضي عبد العزيز وغيرهما] وأنفذ الحسين بن جوهر نسخة الأمان إلى مكّة وعلّق بها على الكعبة، تحريصا له على الوفاء بمضمونه، ولم يجد ذلك عليهم نفعا، وغدر بهم في الشهر بعينه من السنة، وقبض على الحسين بن جوهر وعلى عبد العزيز بن النعمان، وقد ركبا إلى القصر واتّصل بأولادهما ذلك، فاستتر جعفر بن الحسين بن جوهر وطلب فلم [يوجد] (¬6) ومنعت الطرقات وجهرت (¬7)، واستقصى البحث عنه فلم يظفر به، فلمّا آيس منه حضر قاضي القضاة مالك بن سعيد واستحلف (¬8) الحسين بن جوهر وعبد العزيز أنهما لا يهربان ولا يتغيّبان ولا يستتران ولا يخرجان (¬9) عن البلد، وأيّ وقت استدعيا يحضرا، وأطلق سبيلهما. وظهر جعفر من الاستتار (¬10)، فخلع عليه وطمّنه وآنسه. ولما كان يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ركب الحسين وعبد العزيز إلى القصر على عادتهما، فقبض عليهما ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 199 «قاصي»، والتصحيح من البريطانية. (¬2) ما بين القوسين من قوله: «وكتب لهم» حتى هنا ليس في (س). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. (¬4) من هنا حتى قوله «عليهما وقتلا» ساقط من (س) بمقدار 14 سطرا. وفيها: «ثم إنه غدر بهم وقتلهم في اليوم الثاني عشر من جمادى الأخرى من السنة ثلاثة وأربعمائة». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 199 «الموخرة». وما أثبتناه عن البريطانية. وفي نسخة بترو: «ساير الموجود لهم». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 199 «فلم يجد»، والتصويب من البريطانية. (¬7) في نسخة بترو «وحضرت»، وكذلك في البريطانية. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 199 «واستخلف»، والتصحيح من البريطانية. (¬9) في الأصل وطبعة المشرق «يتغيبا ولا يستترا ولا يخرجا»، والتصويب من البريطانية. (¬10) في الأصل وطبعة المشرق «الاستار»، والتصحيح من نسخة بترو والبريطانية.

[ميخائيل البطريق يرفض إلتجاء أحفاد جوهر إلى أنطاكية]

وقتلا) (¬1)، وقتل معهما (¬2) إسماعيل بن صالح أخا الفضل [بن صالح] (¬3) وكان الفضل أيضا قد قتل قبلهما بمدّة مقدارها تسعة (¬4) أشهر (¬5). وهرب جعفر وأبو جعفر ولدا (¬6) الحسين بن جوهر وأخ صغير لهما دون البلوغ (¬7) يسمّى جوهر إلى الشام في وقت تغلّب ابن الجرّاح عليه، على أن يقصدوا باسيل الملك، [ميخائيل البطريق يرفض إلتجاء أحفاد جوهر إلى أنطاكية] وكتبوا إلى والي أنطاكية ميخائيل البطريق المعروف بالقطانيوس يستأذنوه (¬8) بالمجيء إلى أنطاكية، فرسم/121 أ/لهم التوقّف إلى أن يستأذن الملك فيهم، ولم يتّسع لهم الوقت للصبر، فعزموا على التوجّه إلى العراق، فظفر بهم وقتلوا، وذلك أنّهم كانوا قصدوا حسّان بن المفرّج (¬9) بن الجرّاح، فسألوه أن يسيّرهم (¬10)، [الحاكم يرشو حسّان بن المفرّج لقتل أحفاد جوهر] وبذل له الحاكم على القبض عليهم مائتي ألف دينار، فقال لهم على سبيل المكيدة: جدّوا لأنفسكم، وسيّرهم إلى أن نزلوا في موضع يعرف بالسّويداء من أعمال دمشق [على يوم منها] (¬11) وتنصّح بهم إلى مختار الدولة أبي (¬12) عبد الله بن نزّال (أن يسرع) (¬13) إليهم فقبض عليهم وقتلهم بدمشق، وحملت رؤوسهم إلى مصر في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة (¬14). ¬

(¬1) حتى هنا ينتهي الناقص من (س). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 199 «منهما»، والتصويب من بترو والبريطانية. (¬3) زيادة من بترو. (¬4) في نسخة بترو «عشر». (¬5) أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 84 و 85 و 86،87، وعيون الأخبار وفنون الآثار 276 وما بعدها، وولاة مصر 599 - 693، ومرآة الجنان 3/ 3، والبيان المغرب 1/ 259. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 199 «ولد» والتصويب من البريطانية. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 199 «البالغ» والتصحيح من البريطانية. (¬8) كذا، والصواب «يستأذنونه». (¬9) في البريطانية «المفرح». (¬10) في البريطانية «يسترهم». (¬11) زيادة من البريطانية وبترو. (¬12) في البريطانية «ابن». (¬13) في نسخة بترو «فيسرع». (¬14) جاء جعفر وأبو جعفر وجوهر أبناء الحسين بن جوهر إلى عليّ بن منصور الحلبي المعروف-

[إلزام النصارى واليهود بتغيير الزنانير الملونة]

[إلزام النصارى واليهود بتغيير الزنانير الملوّنة] وأمر في المحرّم سنة إحدى وأربعمائة أن تؤخذ الذمّة من النّصارى واليهود بتغيير الزنانير الملوّنة التي يلبسونها، والاقتصار على لبس الزنانير السّود فقط (¬1) دون غيرها من الألوان والعمائم السّود (¬2). وجدّد التحذير والمنع من عمل النبيذ ومن شربه سرّا (¬3) وجهرا في شهر رمضان سنة إحدى وأربعمائة (¬4)، وتقدّم بكسر ما عند الناس (منه) (¬5) من الجرار والظروف والقراع (¬6) والدّنان وسائر الملاهي (وآلات الموسيقى) (¬7) وحذّر من استبقاء شيء من جميع (¬8) ذلك والتعرّض لعمله والعمل (¬9) به، وتوّعد (¬10) فيه بشديد العقاب، وكسر في الطرقات شيء كثير من النبيذ، وأحرقت آلات الملاهي، وامتثل ذلك في سائر مملكته. وحظّر على النّصارى تقديمه في سائر مملكته، ومنع من التقريب به في قرابينهم (¬11). وصاروا (¬12) ¬

= بابن القارح صديق الشاعر المعروف أبي العلاء المعرّي وهو في مصر، فقال لهم: «خير مالي ولكم الهرب، ولأبيكم ببغداد ودائع، خمسمائة ألف دينار، فاهربوا وأهرب». وحين قتلوا كان ابن القارح في طرابلس الشام، فخاف على نفسه وخرج منها إلى أنطاكية، ثم انتقل إلى ملطية حيث أقام عند خولة بنت سعد الدولة الحمداني، (أنظر: رسالة الغفران لأبي العلاء المعرّي-تحقيق فوزي عطوي-ص 46 - طبعة بيروت 1968، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري-من تأليفنا-الطبعة الثانية-ص 308،309). (¬1) من قوله «فقط» وحتى قوله «السود» ليس في (ب). (¬2) إلى هنا ينتهي النقص في (س). والخبر في اتعاظ الحنفا 2/ 81. (¬3) في البريطانية: «وجدّد التحديد عن شرب النبيذ سرا». (¬4) الخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 83 وهو والذي قبله في سنة 400 هـ‍. (¬5) ليست في البريطانية. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق «الفرّغ»، وما أثبتناه عن (س). (¬7) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬8) «جميع» ليست في البريطانية. (¬9) في البريطانية «أو العمل». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 200 «تواعد» والتصحيح في البريطانية. (¬11) العبارة في البريطانية «التقديم في قرابينهم» وفي نسخة بترو: «وحظّر على النصارى تقديمه في قرابينهم». وانظر الخبر بإيجاز في: اتعاظ الحنفا 2/ 83 (حوادث 400 هـ‍) و 85 و 87 (حوادث 401 هـ‍). (¬12) كذا، والصحيح «صار».

[الحاكم يعطل المطابخ ويقتصر على طعام والدته]

النصارى يقرّبون عوضا من الخمر ماء قد نقع فيه زبيب أو عود الكرم (¬1). [الحاكم يعطّل المطابخ ويقتصر على طعام والدته] وعطّل المطابخ والموائد التي كانت تقام برسمه في كلّ يوم وكذلك السّماطات التي كانت تعمل في الأعياد الجامعة، واقتصر فيما يأكله على ما يجيئه في كلّ يوم من عند السيدة والدته (مقتصرا) (¬2). ... [الحاكم يأمر بتغريق مركب حملت هدية من الفاكهة من طرابلس] ووصل من طرابلس الشام (¬3) حمايم تحمل هديّة من فاكهة يابسة ورطبة، وغير ذلك من المأكولات، فأمر أن تغرّق جميعها في النيل في الموضع المعروف بالمقس، وقتل النّواتية (¬4) الذين كانوا فيها (¬5). [الحاكم يبطل ما يعمل برسمه من الكسوة في تنّيس ودمياط] وبطل ما كان يستعمل برسمه من الكسوة في (¬6) تنّيس ودمياط. [و] (¬7) أمّر الحاكم باروح (¬8) التركي الملقّب علم الدولة على سائر جيوشه، ولقّبه أمير الأمراء، وولاّه الشام وسيّره إليها (¬9)، وحمل باروح معه زوجته، وهي ابنة الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس (¬10)، وحملا معهما (جميع) (¬11) رحالاتهما وما يقتنيانه من نفيس المتاع، وسار في صحبته قافلة التجار بأموال لهم واسعة، ورحالات كثيرة، فاعترضهم في طريقهم ظاهر غزّة المفرّج (¬12) بن دغفل بن الجرّاح وأولاده، فأوقع بهم، وحاز سائر ما كان ¬

(¬1) في نسخة بترو «كرم». (¬2) ليست في البريطانية. (¬3) حمايم-حمائم: نوع من السفن النيلية الصغيرة تسير بجوار العشارى والذهبيات، فتبدو بجانبها لصغر حجمها وكأنها حمامة. (البحرية في مصر الإسلامية ص 340). (¬4) في البريطانية «النوتية». وهم البحّارة. (¬5) هذا الخبر انفرد به المؤلّف ولم أجده في المصادر الأخرى. (¬6) في (س) زيادة: «تونه وبنيله» وفي البريطانية «برسم الكسوة». (¬7) في البريطانية «ووقر». (¬8) في (س) «ياروخ» وفي البريطانية: «باروخ»، وفي بترو «باروخ؟؟؟». (¬9) اتعاظ الحنفا 2/ 73 وفيه «ياروخ». (¬10) في نسختي بترو والبريطانية «كليس»، والمثبت يتفق مع المصادر. (¬11) ساقطة من البريطانية. (¬12) في البريطانية «المفرح» والمثبت يتفق مع المصادر.

[ابن الجراح يدخل الرملة ويبيح للعرب نهبها]

معهم، وأخذ باروخ أسيرا وقتله (¬1). [ابن الجرّاح يدخل الرملة ويبيح للعرب نهبها] وسار ابن الجرّاح إلى الرملة ودخلها، وأباح للعرب نهبها، وأخذ رحالات الناس، وقبض على من كان بها وصادرهم وأخذ أموالهم، وافتقر جماعة من الناس [فيها] (¬2) هناك، [ابن الجرّاح يقيم الدعوة لأبي الفتوح أمير مكة ويضرب له السّكّة] وأقام الدعوة لأبي الفتوح (¬3) الحسن (¬4) بن جعفر الحسني أمير مكة يومئذ، وأسماه أمير المؤمنين ولقّبه الراشد لدين الله، وضرب له السّكّة، [استحواذ العرب على الشام وحصارهم لحصون السواحل] واستحوذت العرب على الشام وملكوه (¬5) من الفرما إلى طبريّة، وحاصروا حصون السّواحل مدّة طويلة، ولم يمكنهم أخذ شيء منها (¬6). [المفرّج بن الجرّاح يلزم النصارى ببناء كنيسة القيامة] وألزم المفرّج بن الجرّاح/121 ب/النّصارى ببنيان (¬7) كنيسة القيامة ببيت المقدس، وصيّر من عملها أسقفا (¬8) كان على مدينة جبال (¬9) (اسمه أنبا) (¬10) ثاوفيلس، أقام ثمان سنين ومات. وعاضد المفرّج بن الجرّاح على بناء كنيسة القيامة، وأعاد فيها مواضع بحسب إمكانه وقدرته (¬11). [استحواذ العرب على الشام وحصارهم لحصون السواحل] واستدعى ابن الجرّاح أبا الفتوح الحسني من مكة، فسار إلى الشام ووصل إلى الرملة [يوم السبت لست بقين من صفر سنة 403] (¬12) ودخلها ¬

(¬1) أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 87 متنا وحاشية، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 49. (¬2) زيادة من بترو. (¬3) في (ب) وبترو «لأبي الفرج»، والمثبت يتفق مع المصادر. (¬4) في (س): «الحسين» والمثبت يتفق مع (ذيل تاريخ دمشق 64). (¬5) في نسخة بترو «وملكوا». (¬6) يخلط ابن الأثير في تاريخ هذه الأحداث بين سنتي 386 هـ‍ و 401 هـ‍ أنظر: الكامل 9/ 122 و 331،332، والمنتظم 7/ 252، ومدينة الرملة للدكتور صادق أحمد داود جودة-ص 134 وما بعدها-طبعة 1986. (¬7) في (س) «ببناء». (¬8) العبارة في البريطانية «وصير عليها بطريركا كان يسمّى». (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 201 «حبال» وما أثبتناه من البريطانية. (¬10) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬11) من هنا حتى قوله «بني الجراح» ليس في (س) مقدار (10) أسطر. (¬12) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والبريطانية.

[أبو الفتوح يعود إلى مكة ويدعو للحاكم]

راكبا فرس (¬1) بسرج ولجام حديديّ، ونزل بدار الإمارة بها، وأنشأ كتابا قريء على الناس بأن لا يقبّل (¬2) له أحد جملة (¬3) الأرض، وأنّ هذا شيء ينفرد به الله عزّ وجلّ. وجاب معه أموالا كثيرة من الحجاز، فأكلته العرب وحجزت عليه ولم يعطوه بحقّه الذي أهّلوه له، وأشرف على ضعف أمره. [أبو الفتوح يعود إلى مكة ويدعو للحاكم] وقد كان الحاكم بذل فيه أموالا جسيمة لحسّان بن المفرّج من أبيه أن يتمّ ذلك على أبي الفتوح، فأشار عليه [بالمسير] (¬4) وأنفذ معه غلاما من خواصّ غلمانه يعرف بأبي الغول إلى أن أوصله إلى مأمنه، فلمّا عاد إلى مكّة أقام بها الدّعوة إلى الحاكم على الرسم السّالف، بعد أن كان قد أقامها لنفسه، وكتب إلى الحاكم يعتذر ويغتفر، فقبل عذره ووصله وأحسن إليه (¬5). [تغلّب بني الجرّاح على الشام ونزوح النصارى منه] وحصل الشام في أيدي بني الجرّاح، وأقاموا متغلّبين عليه (¬6) إلى المحرّم سنة (أربع و) (¬7) أربعمائة، وعظمت مصادرتهم للناس مرّة بعد أخرى وتعسّفهم إيّاهم، فهرب من النّصارى المقيمين بالشام خلق كثير، وتوجّه جميعهم إلى بلاد الروم، وقصد أكثرهم اللاّذقية وأنطاكية وقطنوهما (¬8). ... ¬

(¬1) كذا، والصواب «فرسا». (¬2) في نسخة بترو «يقل». (¬3) في نسخة بترو «حمله». (¬4) زيادة من بترو والبريطانية. (¬5) راجع هذا الخبر في: المنتظم 7/ 164، ووفيات الأعيان 2/ 174، وأخبار الدول المنقطعة 49، وخلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام لأحمد زيني دحلان-ص 17 - المطبعة الخيرية بمصر 1305 هـ‍، ومكة وعلاقاتها الخارجية-لأحمد الزيلعي، ص 54،55 - نشرته عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود-مطابع جامعة الملك سعود-بالرياض 1981، وعيون الأخبار وفنون الآثار 273 - 275، واتعاظ الحنفا 2/ 95، ومآثر الإنافة 1/ 326،327، والبيان المغرب 1/ 259،260. (¬6) في (س): «على الشام». (¬7) ما بين القوسين ليس في (ب). وفي البريطانية «إحدى وأربعمائة». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 202 «وقطنوها»، وما أثبتناه عن البريطانية. وانظر: مدينة الرملة 149.

[سنة 402 هـ‍.]

[سنة 402 هـ‍.] [الحاكم يستتيب المغنّين ويحذّر من بيع الزبيب والعسل] وأمر (¬1) الحاكم في [جمادى الأولى] (¬2) سنة اثنتين وأربعمائة بنفي سائر المغنيّين (¬3) وأصحاب الملاهي، [وتسييرهم في البلاد] (¬4)، فاجتمعوا واستغاثوا إليه، وسألوه عفوه عنهم، فاستتيبوا واستحلفوا (¬5) أن لا يتعاطوا ذلك فيما بعد، ولا يتعرّض أحد إلى شيء منه (¬6). وحذّر على الزبيب والعسل، ووضع اليد عليهما، وأخرجهما (¬7) شيء (¬8) بعد شيء، وبيع (¬9) العسل (¬10) خمسة أرطال فنازل، والعسل ثلاثة أرطال وما دونهما لمن يقتات منها (¬11)، وأقيم مع البيّاعين لهم أمناء لمراعاة (¬12) ذلك، فانتهى إليه أنهما يبتاعان (¬13) ويعمل منهما المسكر المنهيّ عنه، فزاد في التحذّر عليهما ومنع من بيعهما جملة، ثم أمر بحرق الزبيب، وأحرق منه بمصر زهاء خمسة آلاف قنطرة (¬14) وعدّل وغرّق العسل أيضا، وأريق في النيل ومنع من جلبهما وإظهار شيء منهما [في المستأنف] (¬15) ولمّا أدرك العنب وأخذ الناس في ابتياعه واعتصاره سرّا أمر أيضا بتغريقه في النيل، ومنع من بيعه وأكله (¬16). ¬

(¬1) من هنا حتى قوله «وأربعمائة» مقدار 19 سطرا ليست في (س). (¬2) زيادة من البريطانية وبترو. (¬3) كذا، والصواب «المغنّين». (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. وفي نسخة بترو «وتسير يدهم عن البلاد». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 202 «واستحلوا» والتصحيح من بترو والبريطانية. (¬6) ذكر المقريزي في حوادث سنة 401 هـ‍. «ومنع الغناء واللهو، وأمر ألاّ تباع مغنّية». (اتعاظ الحنفا 2/ 87). (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 202 «وأخرجا»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬8) كذا، والصواب «شيئا». (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 202 «وابيع»، والتصويب من بترو. (¬10) في البريطانية «الزبيب». (¬11) في البريطانية «بها»، وفي بترو «بهما». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 202 «أمنا لمراعات» والتصويب من البريطانية. (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 202 «يتبايعان» والتصحيح من البريطانية. (¬14) في (ب) «شاطرة». (¬15) زيادة من البريطانية وبترو. (¬16) أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 89 و 90 و 91 و 93 وفيه:

[سنة 403 هـ‍.]

[سنة 403 هـ‍.] [وفاة ابن نسطورس وتعيين ابن طاهر للنظر في الأمور] ومات الشافي زرعة بن عيسى بن نسطورس النصراني في [يوم الاثنين لاثني عشر ليلة خلت من صفر] (¬1) سنة ثلاث وأربعمائة (¬2)، وكان حسن السيرة، محمود الطريقة، محبوبا من سلطانه وسائر جنده وكتّابه، ونصب في النظر للأمور بعده الحسين بن طاهر (¬3) الوزّان يوم الثلاثاء حادي عشر [ليلة بقيت من شهر] (¬4) ربيع الأول من السنة، ولقّبه بعد ذلك بأمين الأمناء، وقتل يوم الإثنين حادي عشر [ليلة خلت من] (¬5) جمادى الآخرة سنة خمس وأربعمائة (¬6). ¬

= «ومنع من بيع العنب وألاّ يتجاوز في بيعه أربعة أرطال، ومنع من اعتصاره، فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم، وطرح كثير منه في الطرقات، وأمر بدوسه، ومنع من بيعه البتّة، وغرّق ما حمل منه في النيل. وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لدوسه، وبعث بذلك إلى عدّة جهات. وتتبّع من يبيع العنب، واشتدّ الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه، فاتّفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب، فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيّق، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من أرض الله الضيّقة. فقال: يا شيخ، أرض الله ضيّقة؟ فقال: لو لم يكن ضيّقة ما جمعتني وإيّاك على هذا الجسر، فضحك منه وتركه». وانظر: الدرّة المضيّة 285. (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬2) قال المقريزي: «وهلك زرعة بن عيسى بن نسطورس من علّته في ثاني عشرة، فكانت مدّة نظره في الوساطة سنتين وشهرا، فتأسّف الحاكم على فقده من غير قتل، وقال: ما أسفت على شيء قطّ أسفي على خلاص ابن نسطورس من سيفي، وكنت أودّ ضرب عنقه، لأنه أفسد دولتي وخانني ونافق علي، وكتب إلى حسان بن الجرّاح في المداجاة عليّ، وأنه يبعث من يهرب به إليه». (اتعاظ الحنفا 2/ 93). وانظر عنه: الإشارة إلى من نال الوزارة 28، والمغرب في حلى المغرب 355. وكان لزرعة أخ يدعى سليم، ولسليم ابن يدعى منجا ويكنى أبا منصور الكاتب. أسلم وسكن صور فنسب إليها. وسمع الحديث من أبي محمد بن جميع الصيداوي بصيدا، وروى عنه غيث بن علي الأرمنازي في صور سنة 461 هـ‍. (تاريخ دمشق-مخطوطة التيمورية-1/ 278 في الحاشية (85). (¬3) في الأصل وطبعة المشرق «ظاهرة»، وما أثبتناه عن: المغرب في حلى المغرب 355، والإشارة إلى من نال الوزارة 29، والدرّة المضيّة 286. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬6) الدرّة المضيّة 289، المغرب في حلى المغرب 355، والإشارة 29، واتعاظ الحنفا 2/ 94 و 108.

[إلزام النصارى واليهود بلبس السواد]

[إلزام النصارى واليهود بلبس السواد] وتقدّم الحاكم [لثمان خلون من شهر ربيع الآخر] (¬1) في [يوم الجمعة] (¬2) سنة ثلاث وأربعمائة أن تلبس/122 أ/النصارى واليهود دون الخيابرة طيالسة سود [حالكة] (¬3) وعمائم سود، ويعلّقون في أعناقهم صلبان خشب مضافا إلى الزّنّار (¬4) [و] (¬5) ألاّ يركبوا الخيل، ويركبوا بركب خشب وسروج ولجم من سيور سود، لا يرى عليها شيء من الحلية، وأثر فضّة، ولا يستخدموا مسلما، فأخذوا بذلك في سائر أعمال مملكته، ولبسوا صلبانا طولها فتر، وغيّرها عليهم بعد شهر، وجعلها قدر شبر في شبر (¬6). [إستبدال الكتّاب النصارى بالمسلمين] وتقدّم [في الحال] (¬7) بإثبات أسماء سائر المسلمين المتعطّلين والمنصرفين من الكتّاب الذين يصلحون للخدمة في دواوينه وأعماله، ليتّخذ منهم من يستبدل به عوض النّصارى، وكان سائر كتّابه، وأصحاب خدمته، وأطبّاء مملكته نصارى، إلاّ نفر يسير من الكتّاب. وكثرت الشناعات السيّئة فيهم والأراجيف المفزعة، فاجتمع سائر من بمصر من [النصارى] (¬8) الكتّاب والعمّال والأطباء وغيرهم مع أساقفتهم وكهنتهم، وتوجّهوا إلى قصره في يوم ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬2) زيادة من (س). (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) وبترو والبريطانية. (¬4) العبارة في (س): «حالكة وأن لا ينزعوا من أعناقهم الصلبان الخشب مضافة إلى الزنانير». (¬5) زيادة من البريطانية. (¬6) الخبر في اتعاظ الحنفا 2/ 93،94 وفيه: «وأمر النصارى-إلا الحبابرة-بلبس العمائم السّود والطيالسة السود، وأن يعلّق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا. وأنهم يركبون البغال والحمير، وألاّ يركبوا السروج واللجم محلاّة، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود، وأنهم يشدّون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا يشترون عبدا ولا أمة، وأذن للناس في البحث عنهم وتتبّع آثارهم في ذلك، فأسلم عدّة من النصارى الكتّاب وغيرهم. وشدّد الأمر عليهم، ومنع المكاريون من تركيبهم، وأخذوا بتسوية السروج والخفاف، ومنعوا من ركوب النيل مع نواتيّة مسلمين». وانظر: الدرّة المضيّة 286. (¬7) زيادة من بترو. (¬8) زيادة من بترو. وفي البريطانية «الكتّاب النصارى».

[الأمر بتعظيم الصلبان في أعناق النصارى]

الخميس ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، وكشفوا (عن) (¬1) رؤوسهم من (¬2) باب القاهرة، ومشوا حفاة باكين مستغيثين إليه يسألونه العفو والصّفح، ولم يزالوا (¬3) في طريقهم يقبّلون التّراب، إلى أن وصلوا إلى قصره وهم على تلك الحال، فأنفذ إليهم أحد أصحابه وأخذ منهم ورقة (¬4) كانوا كتبوها يلتمسون فيها عفوه عنهم وإزالة سخطه، فأعاد (¬5) إليهم الرسول وردّ عليهم ردّا جميلا، وخاطب الحسين بن ظاهر الوزّان شيوخهم في هذا المعنى بخطاب لطيف، ووعدهم بما وثقت به نفوسهم، واطمأنّت إليه قلوبهم، فاستشعروا صلاح حالهم وحسن النّيّة فيهم، وأخذوا يعلّلون نفوسهم بمنشور يقرأ لهم بأمنهم وطمأنيّتهم (¬6). [الأمر بتعظيم الصلبان في أعناق النصارى] فلمّا كان يوم الأحد النصف من شهر ربيع الآخر من السنة أمروا أيضا بتعظيم الصلبان التي في أعناقهم، وأن يجعل طولها (¬7) ذراع ملكي (¬8) في عرض مثله، وأن يكن فتحها ثلثي شبر، وسمكها إصبع، وقصد بذلك إضجارهم، لاسيما خواصّه من كتّاب دواوينه، و (من) (¬9) المتصرّفين في خدمته (الذين لم يكن يجد منهم بدلا) (¬10). ومن العجب العجيب أنه كان قد أمر في صفر سنة اثنين (¬11) وأربعمائة ألاّ يظهر صليب، ولا يقع عليه عين، ولا يضرب بناقوس، فنزعت الصلبان ¬

(¬1) ساقطة من (س). (¬2) في (س) «في». (¬3) في نسخة بترو «يزلوا ساير». (¬4) في البريطانية «رقعة». (¬5) في نسخة بترو «فعاد». (¬6) كذا، والصحيح «وطمأنينتهم». (¬7) في بترو «مقدارها». (¬8) كذا، والصواب «ذراعا ملكيا». (¬9) ساقطة من بترو. (¬10) ما بين القوسين ليس في (ب). والخبر في: الدرّة المضيّة 286، واتعاظ الحنفا 2/ 94،95. (¬11) كذا، والصواب «اثنتين».

[النصارى يظهرون الإسلام واليهود يمتنعون عن ذلك]

من الكنائس وطمس آثارها من ظاهر البيع و (الكنائس) (¬1) والهياكل. ثم أمر في هذا الوقت بإظهار الصّليب هذا الظهور. ولم يكن اليهود لبسوا مع الغيار السواد شيئا من الخشب، فنودي [فيهم في الحال] (¬2) أن يعلّقوا في رقابهم أيضا أكر خشب من (¬3) خمسة أرطال إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه سالفا، وتهدّد (¬4) النّصارى وفزّعهم (¬5)، وكثرت الأراجيف والشناعات فيهم، [النصارى يظهرون الإسلام واليهود يمتنعون عن ذلك] فأسلم كثير من شيوخ الكتّاب والمتصرّفين وغيرهم من النّصارى، وتبعهم خلق كثير من عوامّهم، وأسلم أيضا جماعة من اليهود، وتزايدت (¬6) الأراجيف فيمن بقي من النصارى لم يسلم، (ونودي عليهم) (¬7) بأن تقطّع أعضاؤه (¬8) ويباح للعبيد (¬9) والأولياء ماله وعياله. وأوقع الطّلب/122 ب/والتوكّل على من يغيب، واستتر من الكتّاب والمتصرّفين (¬10) جماعة، ونهبت دور من المحتجبين منهم، وقبضت أملاكهم، وأسلم أكثرهم، واقتدى بعضهم ببعض، وتلاحقوا فلم يبق منهم إلاّ نفر معدودين، ولم تزل الطرقات أياما عدّة لم ير فيها نصرانيّ. وتمسّك أكثر اليهود، ولم يسلم [منهم] (¬11) إلاّ نفر يسير، وكذلك النّصارى الذين في بقيّة البلاد تمسّكوا أيضا بأديانهم، ولم يسلم في بقيّة أعمال المملكة إلا نفر يسير، إلاّ [أنّ] (¬12) أهل مصر خاصّة- [الأمر بهدم الكنائس وحيازة ما فيها] وكان حالهم ¬

(¬1) ليس في البريطانية. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو، وفي الأصل وطبعة المشرق 203 «فنودي لهم». (¬3) في البريطانية «من خشب». وفي بترو «اوكر». (¬4) في نسخة بترو «وتهددوا». (¬5) في نسخة بترو «وفزعوا». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 204 «وتزايد» والتصحيح من البريطانية. (¬7) ما بين القوسين ليس في (ب) وبترو. (¬8) في (س): «أعضاء من يغيب منهم». (¬9) في بترو: «وتباع العبيد». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 204 «المنصرفين». (¬11) زيادة من البريطانية. (¬12) زيادة من (ب).

[على] (¬1) ما ذكرنا-لمشاهدة الحال وقربهم منها، وتحقّق أيضا سوء النيّة فيهم وأنّه في عرض ما جرى لهم (¬2) في تلك الأيام أقطع سائر الكنائس والديارات (¬3) العتيقة والحديثة بمصر، وسائر أعمال مملكته للعسكريّة ووهبها لهم، فكانت ألوفا كثيرة بجميع آلاتها وصياغاتها ورحالاتها ليهدموها ويأخذوا أنقاضها، فهدم جميعها وعمل اليسير منها مساجد، وسجّل إلى سائر أعماله بأن تمحى معالم الكنائس من على وجه الأرض وتزال آثارها، ففعل ذلك، وقلعت أساساتها من الأرض، وأخرج عظام الموتى من الكنائس في عدّة بلدان ووقد بها الناس [في مواقد] (¬4) الحمّامات، وأحرقت المصاحف والكتب الموجودة في الكنائس، واستخرج من المتولّيّين (¬5) أمرها من النصارى في كلّ بلدة ما دفع إلى الفعلة والنّقّاضين الذين أخربوا الكنائس، وأتى على جميع ما في أعمال مملكته منها، إلاّ الدّير المشهور قديما بالإسقيط الذي في مريوط (¬6) من أعمال الإسكندرية المعروف بدير أبي مقار، والديّورة (¬7) المجاورة له، فإنّه بلغه أنّ القبيلتين (¬8) من العرب المعروفتين (¬9) ببني قرّة وبني كلاب يدفعون عنه ولا يمكّنون (أحدا) (¬10) منه لمنافع لهم فيه، فأمسك عنه (على) (¬11) كره منه. وأقطع كنائس القلزم، ودير رابة (¬12)، ودير طورسينا لإنسان من العرب يعرف بابن غياث، وأوعز إليه بهدم ¬

(¬1) زيادة من (س). (¬2) في بترو «خزي عليهم»، وفي البريطانية «جرى عليهم». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 204 «والديارة»، وما أثبتناه من البريطانية. (¬4) في بترو «الناس البلدان»، وما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬5) كذا، والصحيح «المتولّين». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق «ترنوط» والتصويب من (س). (¬7) في الأصل وطبعة المشرق «الدويرة» وفي (س) «الديارة»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬8) في البريطانية «بان قبيلة». (¬9) في البريطانية «المعروفين». (¬10) «أحدا» ساقطة من (ب). (¬11) «على» ليست في (ب). وفيها ورد: «عنه كرها». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 204 «راية». وما أثبتناه عن بترو والبريطانية.

دير طورسينا (وبنائه مسجدا) (¬1) وهدم [بعض] (¬2) كنائس القلزم، وحاز آلات جميعها، وهدم إحدى كنيستي دير راية، وأخذ أيضا رحله وآلاته، وسار إلى دير طورسينا ليمتثل فيه ما رسم له، وكان في طورسينا يومئذ رجل كاتب ترهّب فيه وسكنه عن قريب، يسمّى سلمون (¬3) بن إبراهيم من وجوه أهل مصر ذو شيخوخة وحكمة (¬4) وعقل وسياسة، فخرج إليه وأحسن لقاءه، وأعلمه أنه (¬5) أسقفه ورهبانه مساعدوه على ما يلتمسه (¬6) وغير مانعين له منه، وسلّم إليه جميع [الآلات التي برسم] (¬7) الدير وصياغاته من ذهب وفضّة، ولطف في مخاطبته، وأبان له أنّ هدمه يصعب عليه وعلى غيره لحصانته ووثيقة (¬8) بنائه، وأنّه يحتاج في ذلك إلى إنفاق جملة كثيرة (من المال) (¬9) تفوق ما يحصل له منه، فالتمس عن (¬10) الاندفاع (عنه، وترك) (¬11) التعرّض له جملة مال، وتقرّر الحال معه على ما رضي به (وقام (¬12) له بذلك، وانصرف عنه من غير أن يتعرّض له) (¬13). ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (س). (¬2) زيادة من (س). (¬3) في (س) «صلمون». (¬4) في (س) «حنكة». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 205 «أن»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬6) في نسخة بترو «التمسه»، وكذلك في البريطانية. (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬8) كذا، والصحيح «وثاقة». (¬9) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬10) في (س) «على». (¬11) في بترو «عن». (¬12) في البريطانية وبترو «وأقام». (¬13) ما بين القوسين ليس في (ب). وحول هذا الخبر ذكر المقريزي ما نصّه: «وألزم النصارى أن يكون الصليب الذي في أعناقهم طوله ذراع في مثله، وكثرت إهاناتهم وضيّق عليهم، وأمروا أن تكون زنه الصليب خمسة أرطال وأن يكون فوق الثياب مكشوفا، ففعلوا ذلك. ولما اشتدّت عليهم الأمور تظاهر كثير منهم بالإسلام، فوقع الأمر بهدم الكنائس، وأقطعت بجميع مبانيها وبما لها من رباع وأراض لجماعة، وعملت مساجد وأذّن-

[منع تقبيل الأرض والخضوع أمام الحاكم]

[منع تقبيل الأرض والخضوع أمام الحاكم] ومنع الحاكم [في رجب سنة 403] (¬1) عن تقبيل التراب بين يديه وبوس اليد والارتماء (¬2) بالسجود له إلى الأرض، وعن مخاطبته/123 أ/ بمولانا، وأن تكون المخاطبة والسلام عليه مقصورا على «أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته» (¬3)، [الحاكم يركب الحمار ويلبس الصوف ويصطنع الركابية] وأظهر الزّهد، ولبس الصّوف على ظاهر جسده والفوطة على رأسه، ثم صار يلبس عمامة صوف سوداء، وجعل سائر لباسه الصوف، وربّى شعره، واقتصر عن ركوب الخيل، وبقي يركب الحمير بسرج ولجام حديديّ مختلطا بالناس بلا مظلّة وبغير طرّادين بين يديه، ولا أحد يحجب الناس ولا يمنعهم (¬4) عنه، ويأخذ رقاعهم ويقضي حوائجهم، (ويصل من يستميحه منهم) (¬5) وأكثر الصدقات على الفقراء [والمتصدّقين] (¬6)، واصطنع عددا كثيرا من الركابية وأفاض عليهم وأحسن إليهم (¬7). وكان قد استدعى جماعة ممن يقرأون القرآن وألزمهم ¬

= في بعضها وبيعت أوانيها. ووجد في المعلّقة بمصر وفي كنيسة بو شنوده مال جزيل من مصاغ وثياب وغيره. وتتابع هدم الكنائس، وكتب إلى الأعمال بهدمها فهدمت». (اتعاظ الحنفا 2/ 94،95) و (الخطط 2/ 288) وانظر: تاريخ الزمان 76،77، وبدائع الزهور ق 1 ج 1/ 198، ووفيات الأعيان 5/ 294. (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو. (¬2) في (س): «والإيماء». (¬3) قال المقريزي: «وفي رجب قريء سجلّ بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم، وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب، والانتهاء عن التخلّق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم، وأمروا أن يكون السلام عليه: (السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته)، ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة، وأن تكون مكاتبتهم في رقاعهم والمخاطبة، ومراسلاتهم بإنهاء الحال، ويقتصر في الدعاء على (سلام الله وتحيّاته وتوالي بركاته على أمير المؤمنين)، ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير». (اتعاظ الحنفا 2/ 96) وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294. (¬4) في البريطانية «ويمنعهم». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية، وفي بترو «يستهجمه». (¬6) زيادة من بترو. (¬7) ذكر المقريزي من أعمال الحاكم في سنة 403 هـ‍: «فرّق الحاكم مالا على الفقراء» (اتعاظ الحنفا 2/ 93) «. . وأخذ القصص بيده ووقف لأهلها وسمع كلامهم، وخالطه العوامّ وحالوا بينه وبين موكبه، واستماحه قوم فوصلهم بصلات كثيرة. . . ووقف عليه اثنان من تربة عمرو

[نصب شاهدين في الشرطة بمصر]

قصره (¬1)، وأجرى عليهم الأرزاق والجرايات الواسعة السنيّة [والإقطاعات الجليلة] (¬2). [نصب شاهدين في الشرطة بمصر] ونصب في الشرطة بمصر وفي كلّ بلد شاهدين من الشهود عدلين (¬3). وتقدّم ألاّ يقام على كلّ ذي جريرة ومرتكب جريمة حدّ إلاّ بعد أن يصحّ عند ذينك (¬4) الشاهدين أنّه مستوجب لذلك فيقام عليه الحدّ اللازم لمثله، ويطلق سبيله، وأن لا يقطع جناية [واحد] (¬5) ولا يؤخذ على جرم دينار ولا درهم، (ومن لم) (¬6) يقم بما يدّعي به عليه ويقرف [به بيّنة] (¬7) ¬

= بن العاص وشكوا أن حبسهما قبض عليه للديوان من أيام العزيز، فخلع عليهما ووصلهما بألف دينار. وكثرت في هذا الشهر إنعاماته، فتوقّف أمين الأمناء حسين بن طاهر الوزّان في ذلك، فكتب إليه الحاكم بخطّه بعد البسملة: الحمد لله كما هو أهله: أصبحت لا أرجو ولا أتّقي سوى إلهي، وله الفضل جدّي نبيّي، وإمامي أبي وديني الإخلاص والعدل المال مال الله عزّ وجلّ، والخلق عباد الله، ونحن أمناؤه في الأرض. أطلق أرزاق الناس ولا تقطعها. والسلام». وركب في يوم الفطر إلى المصلّى بغير شيء مما كان يظهر في هذا اليوم من الزينة والجنائب ونحوها. فكان في عشرة أفراس جياد بين يديه بسروج ولجم محلاّة بالفضّة البيضاء الخفيفة، ومظلّة بيضاء بغير ذهب، وعليه بياض بغير طرز ولا ذهب ولا جوهر في عمامته، ولم يفرش المنبر». . . . «وواصل الحاكم الركوب إلى الصحراء بحذاء في رجله، وعلى رأسه فوطة. وكان يركب كل ليلة بعد المغرب». (أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 96،97 و 99) و 101 (حوادث سنة 404 هـ‍)، والإشارة 29. (¬1) في بترو «فرضه»، والتصحيح من (س). (¬2) ما بين الحاصرتين من (س). (¬3) في نسخة الأصل وطبعة المشرق 205 «العادلين»، وفي بترو و (ب) «العادلة»، والتصويب من (س). (¬4) في نسخة بترو «دينك». (¬5) زيادة من بترو والبريطانية. (¬6) في البريطانية: «ولا». (¬7) ما بين الحاصرتين من (س). وفي الأصل وطبعة المشرق 206 «ويقرب وبينه عندهما».

عندهما (¬1)، ويصحّ ما نسب إليه لم يتعرّض له، وكذلك في الأحكام وسائر المطالبات. وأظهر من العدل ما لم يسمع بمثله. ولعمري إنّ أهل مملكته لم يزالوا في أيامه آمنين على أموالهم غير مطمئنّين (¬2) على نفوسهم، ولم تمتدّ يده قطّ إلى أخذ مال أحد، بل كان له جود عظيم، وعطايا جزيلة، وصلات واسعة. ولقد قتل من رؤساء دولته وأهل مملكته ممّن لهم الأموال العظيمة ما لا يقع عليه إحصاء لكثرته، فلم يتعرّض لأخذ مال أحد (منهم) (¬3) لنفسه، لاسيما من كان منهم له وارث، ومن لا وارث له كانت تركته (¬4) تستوهب منه، فيهبها على الأكثر. وأسقط جميع الرسوم والمكوس التي جرت العادة بأخذها، وتقدّم إلى كلّ من قبض منه شيء من العقار والأملاك بغير واجب أو في مصادرة في أيامه وأيام (أبيه و) (¬5) جدّه أن يطلق له (ما قبض منه) (¬6) واسترجع جماعة كثيرة من العقارات ومن الديون المنكسرة التي كانت لهم على خزائنه، وهم مويئسون (¬7) منها جملة كثيرة، وكذلك أقطع ووهب جلّ (¬8) الضياع والأعمال والعقارات والأملاك السلطانية أولا فأولا لمن كان يلتمسها منه، حتى أنه لم يبق منها إلى حين فقده إلاّ قليل. واجتذب أكثر أهل الأماكن البعيدة إلى موالاته [ومشايعته] (¬9). ودعي له بالكوفة. وبلغت دعوته إلى أبواب بغداد [وفي بلاد الري ¬

(¬1) «بينه عندهما» ساقطتين من البريطانية. (¬2) في طبعة المشرق 206 «مطمأنين»، والصحيح ما أثبتناه. (¬3) ساقطة من البريطانية. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 206 «تركتهم» وفي بترو «تركهم»، والتصحيح من البريطانية. (¬5) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬6) ما بين القوسين ليس في نسخة بترو. (¬7) كذا في الأصل، والمراد «ميؤوس». (¬8) في البريطانية «أجلّ». (¬9) زيادة من نسخة بترو.

جميعها] (¬1)، وأخذ الأموال الجزيلة السنيّة إلى من في العراق من الولاة والخوارج ليجتذبهم إليه (¬2). ولقيه بعض التجار العراقيين مستعديا إليه يذكر أن كان له بضاعة، وحملها في المواضع المخوفة، وسلك بها بين البادية وقطّاع الطرقات وسلمت له، وأنه أصيب بها في بلده، وسأله أن يخلفها عليه عاجلا (¬3) إن رأى، أو يكتب له تذكرة ليخلفها عند دخوله إلى بغداد وملكه لها. وكان متحقّقا أنه يملكها وغيرها من الممالك الخارجة الآن عن قبضته، فأعجب بقوله، وأطلق له ما ذكرناه وأخذ منه مالا عينا (¬4) مبلغه آلاف دنانير] (¬5). (وأمر في شوّال من السنة بإزالة السبّ واللعن (¬6) عن أبي بكر وعمر وسائر الصحابة والسلف، ورحم (¬7) عليهم ووصف مناقبهم وما توجبه الشريعة من إجلالهم وتبجيلهم) (¬8). ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وفي بترو «بغداد وبلاد الريّ». (¬2) أجمعت المصادر التي ترجمت للحاكم على كرمه وكثرة إنفاقه. كما ذكر الفارقي في تاريخه أنه خطب للحاكم في الموصل في شهر محرّم من سنة 401 هـ‍ وبقيت الخطبة أياما قلائل ثم بطلت وعادت إلى بني العباس. (تاريخ ميافارقين 1/ 62، 63) وانظر: الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية، للأستاذ محمد عبد الله عنان-طبعة ثانية-183 - القاهرة 1959، والنجوم الزاهرة 4/ 224، والنفوذ الفاطمي في بلاد الشام والعراق في القرنين الرابع والخامس بعد الهجرة-للدكتور محمد جمال الدين سرور- الطبعة الثالثة-طبعة دار الفكر العربي بمصر 1964 - ص 84،85، وتاريخ ابن خلدون 2/ 442، والكامل في التاريخ 9/ 76،77، وتاريخ مختصر الدول 178. (¬3) في نسخة بترو «عادلا» وما أثبتناه من البريطانية. (¬4) في نسخة بترو: «لخدمته مالا غنيا» وما أثبتناه من البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين من بترو والبريطانية. (¬6) في طبعة المشرق 256 «السبب» وهو غلط. وفي البريطانية: «السبّ واللعنة». (¬7) كذا، والصواب «وترحّم». (¬8) ما بين القوسين من قوله «وأمره» حتى هنا ليس في (ب). وقال المقريزي: «ومنع الناس من سبّ السلف وضرب في ذلك رجل وشهّر، ونودي عليه: هذا جزاء من سبّ أبا بكر وعمر، وتبرّأ الناس. فشقّ هذا على كثير من الناس، وتجمّعوا يستغيثون بباب القصر: لا طاقة لنا بمخاصمة أحد أو الصبر لكل ما جرى، فصرفوا ونهوا، -

[سنة 404 هـ‍.]

[سنة 404 هـ‍.] [نفي المنجّمين والعفو عنهم] وتقدّم في المحرّم سنة (أربع و) (¬1) أربعمائة بنفي سائر المنجّمين وأصحاب الأحكام، فتجمّعوا بأسرهم واستغاثوا إليه، فاستتابهم (¬2) واستحلفهم ألاّ يتعرّضوا لعلم أحكام النّجوم ولا يباشروها، ولا ينظروا فيه، ومن كان منهم له عليه رزق أجراه عليه ولم يمنعه إيّاه (¬3). [الحاكم يعتق مماليكه ويحرّرهم] وفي هذا الشهر أيضا من السنة عتق سائر مماليكه/123 ب/بأسرهم من الإناث والذكور، وحرّرهم جميعا لوجه الله تعالى، وملّكهم أمر نفوسهم (والتصرّف فيما يملكونه واقتنوه منه ومن أبيه، وفوّض إليهم التصرّف في جميعه بحسب اختيارهم) (¬4). وقد كان قبل ذلك أخرج من قصره جماعة من حظاياه وأمّهات أولاده، مع كثرة شغفه (كان) (¬5) بالجماع، بل وغرّق بعضهنّ في صناديق اتّخذها لهنّ وسمّرت عليهنّ وثقّلت بحجارة وألقيت في النيل. وأخذت السيّدة إليها أمّ ولده مع ولدها أبي الحسن عليّ خوفا عليهما منه، ولم يزالا في قصرها بعيدين عنه إلى حين فقده (¬6). ¬

= فمضوا وهم يستغيثون في الطرقات. فقريء سجلّ بالقصر فيه الترحّم على السلف من الصحابة والنهي عن الخوض في مثل ذلك. ورأى في طريقه وقد ركب لوحا فيه سبّ على السلف فأنكره ووقف حتى قلع. وتتبّع الألواح التي فيها شيء من ذلك، فقلعت كلها، ومحي ما كان على الحيطان منها حتى لم يبق لها أثر. وشدّد في الإنكار على من خالف ذلك ووعد عليه بالعقوبة». (اتعاظ الحنفا 2/ 98) وانظر: عيون الأخبار 292، والخطط 4/ 69،70. (¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 206 «فاستأمنهم» وما أثبتناه من البريطانية وبترو. (¬3) قال المقريزي: «ونهى عن الكلام في النجوم، فتغيّب عدّة من المنجّمين وبقي منهم جماعة وطردوا، وحذّر الناس أن يخفوا أحدا منهم، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفي عنهم وحلفوا ألاّ ينظروا في النجوم». (اتعاظ الحنفا 2/ 100) والنجوم الزاهرة 4/ 179. (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 100، والدرّة المضيّة 288. (¬5) ساقطة من البريطانية. (¬6) هذا الخبر من أوله إلى هنا ليس في (س).

[الحاكم يسمح للنصارى بالتوجه إلى بلاد الروم]

[الحاكم يسمح للنصارى بالتوجّه إلى بلاد الروم] وانتهى إليه أنّ جماعة من النّصارى قد استوحشوا وخافت نفوسهم من المقام في بلاده واستثقلوا الغيار، وأنّهم يتسلّلون إلى بلاد الروم سرّا ويبذلون لأصحاب المراكز والطرقات مالا (¬1) حتى يطلقوهم، فأذن [لهم] (¬2) في صفر من السنة بعينها لجماعة النصارى واليهود بسجلّ قريء بالتوجّه إلى بلد الروم بأهلهم وأموالهم وما تحويه أيديهم، والتصرّف في ذلك على حسب اختيارهم آمنين مطمئنّين (¬3) إحسانا إليهم ورفقا بهم من غير إكراه لأحد منهم على المسير، بل جعل الاختيار في ذلك إليهم، وكتب بذلك إلى سائر أعماله ومملكته، فامتثل، وانتقل من الشام ومصر وغيرها (¬4) من النّصارى الذين ثبتوا على دينهم، ومن الذين أسلموا خلق كثير ظاهرا مكشوفا بعد أن باعوا أملاكهم ورحالاتهم التي ثقل عليهم حملها، ولم يعترضوا في ذلك (¬5) ولا فتّش عليهم، فتوجّهوا إلى اللاّذقية وأنطاكية، وإلى غيرهما من بلاد الروم (¬6). ... [إخراج الجيوش لقتال المفرّج بن دغفل] فأمّا (¬7) المفرّج بن دغفل بن الجرّاح فأقام محتويا على الشام [متملّكا له] (¬8) سنتين وخمسة أشهر، ولم يسيّر إليه الحاكم في مدّتها لا جيشا ولا عسكرا إلى المحرّم سنة أربع وأربعمائة، فسيّر للقائه عليّ بن فلاح الملقّب قطب الدولة في جيش كبير جمع فيه معظم رجال مملكته، وكوتبت الجيوش التي (¬9) كانت بدمشق والسواحل بلقائه [أيضا] (¬10)، وسارت العساكر من الجهتين نحوه، [موت المفرّج بن دغفل] فاتّفق في الحال أن مات المفرّج بن دغفل بن الجرّاح، فلمّا ¬

(¬1) في نسخة بترو «جملا». (¬2) زيادة من البريطانية. (¬3) في طبعة المشرق 207 «مطمأنين». (¬4) في البريطانية «وغيرهما». (¬5) في البريطانية: «ولم يتعرّضوا في شيء من ذلك». (¬6) اتعاظ الحنفا 2/ 100. (¬7) من هنا حتى قوله: «حديدي تحته». مقدار (19) سطرا ليست في (س). (¬8) زيادة من بترو. (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 207 «الذي»، والتصحيح من البريطانية. (¬10) زيادة من البريطانية وبترو.

[قطب الدولة علي بن فلاح يدخل الرملة]

اتّصل بأولاده قصد العساكر إليهم انطردوا مع العرب إلى البريّة وتخلّوا عن الرملة وغيرها من البلاد التي غلبوا عليها، [قطب الدولة علي بن فلاح يدخل الرملة] ودخل قطب الدولة عليّ بن فلاح للرملة. وهرب [أنبا] (¬1) فيلوثاوس (¬2) البطريرك من بيت المقدس. [عودة بطريرك بيت المقدس بعد استتاره] وأقام [به] (¬3) مستترا مدّة، ثم عاد إلى القدس ولقي من قطب الدولة جميلا (¬4). ... [ولاية العهد لأبي القاسم عبد الرحيم] وولّى الحاكم عهده لأبي القاسم عبد الرحيم (¬5) بن الياس بن أحمد بن المهديّ بالله أمير المؤمنين وجعله الخليفة من بعده، وذلك في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعمائة، ودعي له على المنابر في سائر أعمال المملكة، ونقش اسمه على السّكّة وعلى طرز الاستعمال والبنود، وأخذت له البيعة على جميع الأولياء والجند، وحمل [إليه] (¬6) مراكب الخلافة وكساءها [وجوارها] (¬7) وسائر آلاتها إلاّ المظلّة، وأذن بالتزيّي (¬8) بذلك، وكان وليّ العهد يركب مراكب الخلافة المرصّعة وكساءها (¬9) /124 أ/عليه وجوارها، والحاكم يركب على حمار، لابس (¬10) ثياب صوف بيض، ثمّ سود، وفوطة زرقاء، وعمامة سوداء على رأسه، ومركب حديديّ تحته (¬11). ¬

(¬1) زيادة من بترو. (¬2) في البريطانية «ثاوفيلوس». (¬3) زيادة من بترو. (¬4) اتعاظ الحنفا 2/ 100. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 207 «عهد الرحمن». والتصويب من بترو والبريطانية والمصادر. (¬6) زيادة من البريطانية. (¬7) زيادة من بترو. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 208 «بالتزي»، والتصويب من البريطانية. (¬9) كذا، والصحيح «وكساؤها». (¬10) كذا، والصحيح «لابسا». (¬11) قال المقريزي في حوادث شهر صفر 404 هـ‍ «وفيه جمع سائر الناس على اختلافهم بالقصر، وقريء عليهم سجلّ بأنّ أبا القاسم عبد الرحيم بن إلياس بن أبي عليّ بن المهديّ بالله أبي محمد عبيد الله قد جعله الحاكم بأمر الله وليّ عهد المسلمين في حياته والخليفة بعد وفاته، وأمر الناس بالسلام عليه وأن يقولوا له في سلامهم عليه: (السلام على ابن عمّ أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين) وتعيّن له محلّ يجلس فيه من القصر ثم قريء السجلّ على منابر البلد وبالإسكندرية، وبعث بذلك سجلا إلى إفريقية، فقريء بجامع القيروان وغيره. وأثبت اسمه-

[إلزام النساء منازلهن]

[إلزام النساء منازلهنّ] وأمر الحاكم بلزوم النساء منازلهنّ، ومنع من خروج الحراير منهنّ والإماء من الشابّات (¬1) والعجائز إلى الطريق، والظّهور بوجه من الوجوه، وحذّر عليهنّ في ذلك أشدّ تحذيرا (¬2)، وإذا دعت الضّرورة إلى حضور (¬3) غاسلة أو قابلة لمن تلد أو تموت أو غيرهما، ممّن تسافر وتضطرّ الخروج من منزلها، استؤذن في ذلك برقعة ترفع إليه، فيوقّع على ظهرها بخطّه إلى متولّي الشرطة، فيندب (¬4) من يثق به إلى أن تخرج المرأة المستطلعة (¬5) من موضعها [فيوصلها] (¬6) إلى حيث مقصدها، ولم يزلن محصورات على هذه الصفة إلى سنة تسع وأربعمائة (¬7). ¬

= مع اسم الحاكم في البنود والسكّة والطراز». (اتعاظ الحنفا 2/ 100،101) وانظر: المغرب في حلى المغرب 64 و 74، والدرّة المضيّة 288، والبيان المغرب 1/ 260. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 208: «الشباب»، والتصحيح من البريطانية. (¬2) كذا، والصواب «تحذير». (¬3) في نسخة بترو «احضار». (¬4) في نسختي بترو والبريطانية «فينفذ». (¬5) في نسخة بترو «المستطلقة». (¬6) زيادة من نسخة بترو. (¬7) قال المقريزي: «ومنع النساء أن يخرجن إلى الطرقات في ليل أو نهار، سواء أكانت المرأة شابّة أم عجوزا فاحتبسن في بيوتهنّ ولم تر امرأة في طريق، وأغلقت حمّاماتهنّ، وامتنع الأساكفة من عمل خفاف النساء وتعطّلت حوانيتهم» (اتعاظ الحنفا 2/ 102،103) وانظر أيضا 2/ 110. وجاء في (المغرب في حلى المغرب-ص 64): «وأمر بمنع النساء من الخروج ليلا ونهارا، ثم أباح الخروج منهنّ للنسوة المتظلّمات إلى مجلس الحكم، والخارجات إلى الحج، وغيره من الأسفار، والإماء اللواتي يبعن في سوق الرقيق، والعجائز الضعاف ممن يضطر إلى نقل الماء من المصانع، والنسوة اللائي يجتمعن إلى أقاربهنّ دون الغرباء في زقاق على شريطة متستّرات ليلا والرجوع على حالهنّ وآلتهنّ ومن وقتهنّ ومثل ذلك في المآتم، والنسوة الواردات إلى مصر في البر والبحر، والعجائز الغسّالات، والأرامل اللائي يبعن الغزل والأكسية، والضعاف من أهل المسكنة والمسئلة والإماء المزيّنات، والقبائل بعد معرفة الحاجة إليهنّ». وقال ابن العبري: «ومنع النساء عن الخروج من بيوتهنّ وقتل من خرج منهنّ، فشكى إليه من لا قيّم لها يقوم بأمرها، فأمر الناس أن يحملوا كلّما يباع في الأسواق إلى الدروب ويبيعوه على النساء، وأمر من يبيع أن يكون معه شبه المغرفة بساعد طويل يمدّه إلى المرأة وهي من وراء الباب وفيه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

= ما تشتريه، فإذا رضيته وضعت الثمن في المغرفة وأخذت ما فيها لئلاّ يراها. فنال الناس من ذلك شدّة عظيمة» (تاريخ مختصر الدول 180). وقال أيضا: «حرّج الحاكم خليفة مصر على المرأة الخروج من بيتها والإشراف من الباب أو من النافذة والسطح على الغادين والرائحين. ونهى السكافين أن يخيطوا أحذية نسائية. وقد ساقه إلى ذلك اطلاعه على فواحش المصريات وخلاعتهنّ. وتذرّع في أول الأمر بعجائز اتّخذهن جاسوسات ينسبن ويدخلن البيوت ويطّلعن على أسرار النساء ويخبرنه عنهنّ وعمّن يختلف إليهن. وكان الحاكم يبعث حاجبه مع الجنود إلى بيت كائن من كان من الأعيان أو العامة، فيقولون له: أخرج لنا فلانة، ويسمّون اسمها امرأة أو أختا أو بنتا ويمضون بها إليه. وكان إذا اجتمع عنده خمس أو عشر منهنّ أمر بإغراقهنّ في نهر النيل. ومن ثم افتضحت أسرار العواهر المصريات وأمسين هدفا للعار والشنار ووقع رعب الحاكم على الرجال والنساء أكثر من فرعون» (تاريخ الأزمنة 78). وقال ابن الجوزي في حوادث سنة 405 هـ‍: «وفي جمادى الآخرة ورد الخبر بأن الحاكم صاحب مصر حظر على النساء الخروج من منازلهنّ والاطلاع من سطوحهنّ ودخول الحمّامات ومنع الأساكفة من عمل الخفاف لهنّ وقتل عدّة نسوة خالفن أمره في ذلك. وكان الحاكم قد لهج بالركوب بالليل يطوف الأسواق ورتب في كل درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يعرفونه ورتّبوا لهم عجائز يدخلن الدور ويرفعن إليهم أخبار النساء وأنّ فلانا يحبّ فلانة، وفلانة تحب فلانا، وأن تلك تجتمع مع صديقها وهذا مع صاحبته، فكان أصحاب الأخبار يرفعون إليه ذلك فينفذ من يقبض على المرأة التي سمع عنها مثل ذلك، فإذا اجتمع عنده جماعة منهنّ أمر بتغريقهنّ، فافتضح الناس وضجّوا من ذلك، فأمر برفعه والنداء بأنه متى خرجت المرأة من منزلها أباحت دمها، ورأى بعد النداء عجائز ظاهرات فغرّقهنّ فكانت المرأة إذا ماتت كتب وليّها رقعة إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة لغسلها فتوقّع إلى صاحب المعونة إذا صحّ عندك وفاة المرأة المذكورة أمرت رجلين من ثقاتك أن يحملوا الغاسلة تغسّلها ثم تعاد إلى منزلها. ثم همّ بتغيير هذه السّنّة، فاتّفق أن مرّ قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي ببعض المحالّ، فنادته امرأة من روزنة لها وأقسمت عليه بالحاكم وآبائه أن يقف لها، فوقف، فبكت بكاء شديدا وقالت: لي أخ لا أملك غيره وعرفت أنه في آخر الرمق وأنا أقسم عليك إلاّ أمرت بحملي إليه لأشاهده قبل أن يقضي نحبه، فرحمها ورقّ لها، وأمر رجلين من أصحابه أن يحملاها إلى الموضع الذي تدلّهما عليه، فأغلقت باب دارها وتركت المفتاح عند جارة لها، وقالت: سلّميه إلى زوجي، ومضت إلى باب فدقّته فدخلت وقالت للرجلين: انصرفا. وكانت الدار لرجل يهواها وتهواه، فلما رآها سرّ بها فأخبرته بالحيلة التي نمت بها، فلما انصرف زوجها آخر النهار وجد بابه مغلقا فسأل الجيران فأخبروه بالحال وبما جرى لها مع قاضي القضاة فدخل إلى بيته فبات في أقبح ليلة، ثم باكر في غد دار قاضي القضاة فأعلن بالاستغاثة، فأحضر فقال: أنا زوج المرأة التي فعلت أمس في بابها ما فعلته ومالها أخ، وما أفارقك حتى تردّها إليّ. فعظم على قاضي القضاة ما =

[الحاكم يقطع يد خادمه عين ولسانه]

[الحاكم يقطع يد خادمه عين ولسانه] وكان (¬1) الحاكم قد قرّب عين (¬2) الخادم الأسود، ثم نقم عليه فقطع يده اليمنى، واختص به بعد ذلك أعظم تخصيص، ولقّبه قائد القوّاد وأستاذ الأستاذين، وكنّاه وقدّمه على جميع أهل دولته ورؤساء مملكته، وكثر ميله إليه وشغفه به، وقلّده من جليل الولايات، وسوّغه من نفيس العقارات السلطانية والإقطاعات السنيّة [وحمل إليه من الآلات المستحسنة ما يعظم مقداره] (¬3)، وبعد مديدة (¬4) تنكّر عليه أيضا، وقطع لسانه (¬5). ¬

= سمعه وخاف الحاكم وسطوته إن لم يصدّقه، فركب في الحال واستصحب الرجل ودخل على الحاكم وهو مرعوب فسأله عن قصّته، فقال: يا أمير المؤمنين لا بدّ بعفوك مما تم عليّ أمس. قال: وما هو؟ فشرح له الحال، فأمر بإحضار الرجل فأدخل فأخبره بالحال، فأمر قاضي القضاة أن يركب ويستصحب الرجلين الذي أنفذ بهما مع المرأة حتى يرشداه إلى الدار ليشاهد ما هو عليه ويقبض على القوم ويحملهم، ففعل، فوجد المرأة والرجل نائمين في إزار واحد على سكر، فحملا إلى الحاكم، فسأل المرأة عن الحال، فأحالت على الشيطان وما حسّنه لها، وسأل الرجل فقال: هذه امرأة هجمت عليّ وزعمت أنها خلو من زوج، وإني لو لم أتزوّجها سعت بي إليك لتقتلني فاستحللتها بموافقة جرت بيني وبينها. فتقدّم الحاكم أن تلفّ المرأة في بارية وتحرق، وأن يضرب الرجل ألف سوط. وعاد الحاكم يتشدّد على النساء ويمنعهنّ من الظهور إلى أن قتل». (المنتظم 7/ 268 - 270) وانظر: وفيات الأعيان 5/ 294، وبدائع الزهور-ج 1 ق 1/ 199. (¬1) من هنا وحتى قوله «الصادق الأمني» مقدار 53 سطرا ليست في (س). (¬2) في: المغرب في حلى المغرب 63 و 65 «غبن» بالغين المعجمة والباء الموحّدة من تحتها. وفي: الدرّة المضيّة 259 «عين» كما هنا، وفي: اتعاظ الحنفا 2/ 89 وغيرها «غين» بالغين المعجمة، والياء المثنّاة من تحتها. (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬4) في البريطانية «مدّة». (¬5) قال المقريزي في حوادث سنة 402 هـ‍: «في تاسع ربيع الآخر خلع على غين الخادم وقلّد بسيف، وقريء سجلّه بأنه لقّب بقائد القوّاد فليكاتب بذلك ويكاتب به، وقيد معه عشرة أفراس بسروجها ولجمها». (اتعاظ الحنفا 2/ 89). «ومرض غين الخادم، فركب الحاكم لعيادته، وسيّر إليه خمسة آلاف دينار وخمسة وعشرين فرسا مسرجة ملجمة، وقلّد الشرطة والحسبة بمصر والقاهرة والجزيرة والنظر في جميع الأموال والأحوال». (2/ 91). وقال في حوادث 404 هـ‍ «وفي ثالث جمادى الأولى قطعت يد غين بعد قطع يد كاتبه الجرجرائي بخمسة عشر يوما. =

[الحاكم يقطع يدي كاتبه الجرجرائي]

[الحاكم يقطع يدي كاتبه الجرجرائي] وقطع يدي كاتبه علي بن أحمد الجرجرائي (¬1) من المعتصمين (¬2)، وأعقب ما فعله بعين الخادم من قطع لسانه بالزّيادة في عطاياه والإنعام عليه والتقدّم له [ممّا يتضاعف على ما تقدّم منه إليه] (¬3). [الحاكم يأنس بقاضي القضاة وطبيبه ثم يقتلهم] وأنس أيضا بقاضي القضاة مالك بن سعيد (¬4). وبأمين (¬5) الأمناء الحسين بن طاهر (¬6) الوزّان. وبغياث بن سباع الطبيب (¬7)، وجماعة من أهله من ولد المهديّ، وأمرهم بملازمته في أوقات ركوبه وخلواته ومال إليهم وأنعم عليهم، وقدّمهم (¬8) تقدّما حسنا، ثم قتلهم واحد (¬9) بعد واحد حسب ما جرت به ¬

= وكانت يده الأخرى قد قطعت قبل ذلك بثلاث سنين وشهر، فصار مقطوع اليدين. ثم إن الحاكم بعث إليه بآلاف من الذهب وعدّة أسفاط من الثياب وأمر بمداواته». (2/ 102). وانظر عنه في: المغرب في حلى المغرب 63 و 65، والدرّة المضيّة 259، وخطط المقريزي 4/ 72، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 115. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 208 «محمد بن أحمد الجرجاني»، والتصحيح من: اتعاظ الحنفا 2/ 101، وما بعدها، والمغرب 63، والدرّة المضيّة 313 و 322 و 339 و 342 و 344 و 345 و 346 و 347 و 349 و 354 و 355 و 356 و 357، والإشارة إلى من نال الوزارة 35، والكامل في التاريخ 9/ 525، ووفيات الأعيان 3/ 407،408، والولاة والقضاة للكندي 497 و 499، وسير أعلام النبلاء 17/ 582،583 رقم 388، وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و 83 و 84، والعبر 3/ 163، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، وتاريخ دمشق (المخطوط) 5/ 434، وبغية الطلب (المخطوط) 7/ 64. (¬2) كذا، والصحيح «المعصمين». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬4) أنظر عنه في: الدرّة المضيّة 277 و 283 و 289 و 325، واتعاظ الحنفا 2/ 71 و 87 و 89 و 91 و 106، والمغرب في حلى المغرب 366. (¬5) «و» زيادة من البريطانية. (¬6) في طبعة المشرق 208 «ظاهر» والتصحيح من الإشارة 29، والدرّة المضيّة 286 و 289 وفيه «الحسن بن طاهر» واتعاظ الحنفا 2/ 44 و 94 و 95 و 97 و 106 و 108، والمغرب في حلى المغرب 65 و 74 و 312 و 355، والخطط 2/ 287. (¬7) لم أجده في المصادر المتوفّرة. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 208 «وتقدّمهم» والتصحيح من البريطانية. (¬9) كذا، والصواب «واحدا».

[الحاكم يقتل ركابيا له في السوق]

العادة مع من يستخصّه ويقرّبه، وقتل رؤساء دولته من الأمراء والقوّاد، وأماثل الكتّاب ومن اصطنعه من الركابيّة (¬1) جماعة يطول الشرح بتعديدهم (¬2)، [الحاكم يقتل ركابيّا له في السوق] حتى أنّه عرض له دمّل وتألّم منه، وحضر بعض عوامّ الجرائحيين من الأطبّاء، فوضع عليه بعد استحكام نضج المادّة (¬3) فيه ما فتحه، فوجد خفّة وسكونا، فاغتاظ على الطبيب الجرائحي الذي كان يتولّى علاجه من ابتداء المرض وقتله، وقتل معه غيره ممّن كان يخدمه في الوقت من الأطبّاء (¬4). وأيضا (¬5) في أحد (¬6) الليالي (جاز) (¬7) على دكّان إنسان يخلع الشّواء (¬8) ويبيعه، فأخذ ساطوره وقتل به أحد من كان يدور به من الركابيّة المحظوظين (¬9) عنده على باب شرطة مصر السفلى، قريبا من دكّان الشّوّاء، وسار في شأنه، وبقي الركابيّ المقتول في موضعه، لا يتجاسر أحد على أن يدنو (¬10) منه بقيّة تلك الليلة [وبعض نهار صباحها] (¬11) ثمّ أنفذ الحاكم كفنا جليلا وطيبا كثيرا، ورسم غسله وتحنيطه وتكفينه ودفنه، ورحم عليه، وبنى على قبره قبّة. [سنة 405 هـ‍.] [تقليد قضاء القضاة لأحمد بن محمد] وقلّد قضا (¬12) القضاة بعد قتله مالك بن سعيد (¬13) لأحمد بن محمد بن ¬

(¬1) في البريطانية «الركابة». (¬2) كذا، والصواب «بتعدادهم». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 209 «المرة»، وفي البريطانية وبترو «المدة» وما أثبتناه عن حاشية البريطانية. (¬4) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬5) في بترو: «وغيره أيضا». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 209 «أحد» والتصحيح من البريطانية. (¬7) ساقطة من بترو. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 209 «الشوى» والتصحيح من بترو. (¬9) في البريطانية «المحفوظين». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 209 «يدنوا»، والتصحيح من البريطانية. (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 209 «قضاة» وما أثبتناه عن بترو. (¬13) ذكر المقريزي حادثة قتل القاضي مالك بن سعيد بقوله في حوادث سنة 405 هـ‍: -

[توظيف العدول للشهادة]

عبد الله (¬1) في [يوم الأحد لتسع بقين م] (¬2) شوّال (¬3) سنة خمس وأربعمائة. [توظيف العدول للشهادة] فلقي الحاكم قوم/124 ب/من المصريّين، فسألوه أن يؤهّلهم للعدالة، فأذن لهم بذلك، وتشبّه بهم غيرهم في لقائه وسؤاله كمسألتهم، فأجابهم إلى مسألتهم، وعدل ألف (¬4) ومائتين ونيّفا (¬5) عليها، فأعلمه [بعد] (¬6) بذلك قاضي القضاة أحمد بن محمد أنّ كثيرا من أولئك العدول لا يستحقّون العدالة ولا يوثق بهم في الشهادة (¬7). فأذن له بتصحّفهم (¬8) وإقرار من رأى (¬9) إقراره منهم، وعدّل [قوما] (¬10) ثقات غيرهم (¬11) يزيدون على عددهم (¬12). [ردّ النظر إلى ابني أبي سيّد] وردّ النظر في الأمور بعد قتله أمين الأمناء الحسين بن طاهر (¬13) إلى ¬

= «فلما كان يوم السبت سادس عشري ربيع الآخر ركب في الليل على رسمه إلى الجبّ وتلاحق به الناس وفيهم قاضي القضاة مالك بن سعيد، فلما أقبل على الحاكم أعرض عنه فتأخّر، وإذا بصقلبيّ يقال له غادي، يتولّى الستر والحجبة، أخذه وسار به إلى القصور وألقاه مطروحا بالأرض، فمرّ به الحاكم وأمر بمواراته. فدفن هناك بثيابه وخفّية، وكانت مدّة نظره في الأحكام عشرين سنة. . .». «وكان سبب قتله أنه اتّهم بموالاة سيّدة الملك ومراعاتها، وكان الحاكم قد انفلق منها. .». (اتعاظ الحنفا 2/ 106 و 107) وانظر عنه في المغرب في حلى المغرب 366، والدرّة المضيّة و 289. (¬1) هو: أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوامّ. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬3) في: الدرّة المضيّة 289 واتعاظ الحنفا 2/ 108 «شعبان». (¬4) كذا، والصحيح «ألفا». (¬5) في البريطانية «وينيف». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 209 «بذلك» وما أثبتناه من بترو. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 209 «شهادة» وما أثبتناه عن بترو. (¬8) في بترو والبريطانية «بتصفحهم». (¬9) في الأصل «راي» والتصحيح من البريطانية. (¬10) زيادة من بترو. (¬11) في بترو «منهم». (¬12) هذا الخبر غير موجود في المصادر. (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 209 «ظاهر».

[الحاكم يقتل ابن الفرات بعد انتدابه للنظر]

الحسين (¬1) وعبد الرحيم (¬2) ابني أبي سيّد (¬3) يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان من السنة، فأقاما ينظران شهرين، وقتلهما يوم الخميس النّصف من شوّال من السنة (¬4). [الحاكم يقتل ابن الفرات بعد انتدابه للنظر] وانتدب لتدبير الأحوال والنظر في الأموال الفضل (¬5) بن جعفر بن الفرات [بيوم السبت مستهلّ ذي القعدة منها] (¬6)، فأقام خمسة أيام وقتله [في اليوم السادس من نظره] (¬7) وبقي بغير واسطة مدّة أربعة أشهر، وصار أصحاب الدواوين يدخلون إلى حضرته ويستأذنون فيما يحتاجون إليه، ويأمرهم في كلّ باب بما يريد. [سنة 406 هـ‍.] [ولاية النظر لوليّ العهد] ثم استناب في ذلك ولي (¬8) العهد عبد الرحيم ابن الياس (¬9) [على استقبال يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر سنة 406] (¬10) فأقام ناظرا إلى أن خرج إلى الشام (¬11). ¬

(¬1) في: المغرب في حلى المغرب 355 «الحسن»، وفي الإشارة إلى من نال الوزارة ص 30، وكذلك في: الدرّة المضيّة 289، والمثبت يتفق مع: اتعاظ الحنفا 2/ 108. (¬2) «عبد الرحيم» يتّفق مع: اتعاظ الحنفا 2/ 108 و 109، والدرّة المضيّة 289 وفي: المغرب في حلى المغرب 355 «عبد الرحمن». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 209 «سعيد» وما أثبتناه عن المصادر في: الإشارة، واتعاظ الحنفا، والدرّة المضيّة، والمغرب في حلى المغرب. (¬4) قال المقريزي إنّ مدّة نظرهما كانت اثنين وتسعين يوما. (اتعاظ الحنفا 2/ 109) وفي: المغرب 355 قتلهما الحاكم بعد ستين يوما ويومين. وكذلك في الإشارة 30. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 209 «إلى الفضل»، وقد حذفنا «إلى» كما في نسخة بترو ليستقيم السياق. (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. والخبر في: اتعاظ الحنفا 2/ 110، والمغرب في حلى المغرب 66 و 355، والإشارة 30، والدرّة المضيّة 290. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 209 «والي» والتصويب من البريطانية. (¬9) في البريطانية «لياس». (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. (¬11) هو أبو القاسم عبد الرحيم بن الياس بن أحمد، ابن عمّ الحاكم. ولاّه العهد سنة 404 ثم-

[تلقيب ختكين بداعي الدعاة]

وكان الحاكم قد أغلق باب المجلس الذي يؤخذ (¬1) فيه البيعة على شيعته، ويقرأ عليهم [فيه] (¬2) في كلّ أسبوع من علومه. ولبث مغلقا مدّة. [تلقيب ختكين بداعي الدعاة] ولقّب ختكين (¬3) الضّيف بداعي الدّعاة، وردّ إليه أمر المجلس وأن (¬4) يجري فيه الأمر على سالف الرسم، وزاد في لقبه بعد ذلك «الصادق الأمين» [المأمون ولقّب الحاكم ساير أهل دولته من الأمراء والقوّاد وأكثر الكتّاب] (¬5). ... وكان لؤلؤ غلام (ابن) (¬6) حمدان وولده منصور بن لؤلؤ قد استوليا على حلب بعد موت أبي الفضائل (¬7) بن سعد الدولة بن حمدان (¬8)، وضيّق منصور بن لؤلؤ على ابني أبي الفضائل (¬9) تضييقا كثيرا إلى أن افتديا بالخروج من حلب (¬10) وقصدا الحاكم (¬11). ¬

= ولاّه دمشق سنة 409 هـ‍ قال المقريزي إنّ ستّ الملك أمرت بقتله سنة 411 هـ‍ وقال الدواداري-ص 315 إنه انتحر في سنة 412 هـ‍. (أنظر عنه في: المغرب في حلى المغرب 59 و 64 و 74، واتعاظ الحنفا 2/ 114، وذيل تاريخ دمشق 69،70). (¬1) في البريطانية «يوجد». (¬2) زيادة من بترو. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 209 «حتكين» والتصحيح من: اتعاظ الحنفا 2/ 46 و 60 و 75 و 119 وهو «أختكين» كما في: عيون الأخبار 283، وفي النجوم الزاهرة 4/ 222 «ختكين» كما أثبتناه. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 209 «فان»، والتصحيح من البريطانية. (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو. ولقد كان ختكين الضيف من أقطاب الدعوة الفاطمية. عمل أولا مع البويهيّين بالعراق ثم هاجر إلى مصر، ولقّب بالعضدي نسبة إلى عضد الدولة البويهي. (¬6) ليست في (ب). (¬7) في (ب): «الفضل»، والمثبت يتفق مع المصادر. (¬8) كان أبو الفضائل سعيد الدولة قد مات في شهر صفر من سنة 392 فملّك لؤلؤ ولدي أبي الفضائل: أبا الحسن عليّا وأبا المعالي شريفا، واستولى هو على تدبير ملكهما، ثم سيّر الأخوين عن حلب إلى مصر مع حرم سعد الدولة في سنة 394 وتفرّد هو وابنه مرتضى الدولة أبو نصر منصور بحكم حلب. (زبدة الحلب 1/ 192 و 195). (¬9) في البريطانية «الفضل». (¬10) في نسخة بترو زيادة «والتخلا (!) عنها». (¬11) في نسخة بترو زيادة «وتقدم ذلك».

[أبو الهيجاء يهرب إلى باسيل ملك الروم]

[أبو الهيجاء يهرب إلى باسيل ملك الروم] وهرب أبو (¬1) الهيجاء بن سعد الدولة من حلب أيضا في زيّ النّساء، والتجأ إلى باسيل ملك الروم (¬2). [عود إلى سنة 399 هـ‍.] [وفاة لؤلؤ وتقرير إمارة حلب لولده مرتضى الدولة] ومات لؤلؤ في المحرّم سنة تسع وتسعين وثلاثمائة (¬3)، وتقرّرت (¬4) الإمارة لولده [مرتضي الدولة أبي نصر] (¬5) منصور بن لؤلؤ، وكرهه كثير من الحلبيّين ورغبوا في أبي الهيجاء، وكذلك أمراء بني كلاب المدّبرين بلد حلب، [الروم يساعدون أبا الهيجاء في استعادة حلب] واستنهضه صهره الماجسطرس الملقّب ممهّد الدولة أبو منصور أحمد بن مروان صاحب ديار بكر، (وهو ابن أخت نادا (¬6) الكردي) (¬7) للخروج من بلد الروم إلى حلب، وسأل الملك إطلاق أبي الهيجاء وذكر له أنه يعاضده على استرجاع الإمارة ولا يكلّف ملكه نجدة (¬8)، لا برجال ولا بمال، فأذن الملك لأبي الهيجاء في التصرّف بحسب اختياره، فسار إلى ميّافارقين، فينفذ معه (حموة) (¬9) ابن (¬10) مروان صاحبا له في دون المائتي فارس، وسار إلى الجزيرة، ولقيه جماعة أمراء بني كلاب وضمنوا له أن يشدّوا معه ويعاضدون إلى أن يتمّ له ما قصده. وخافه منصور ابن لؤلؤ ¬

(¬1) العبارة في (س): «وتقدم ذلك هرب أبي». (¬2) قال ابن العديم: «خاف أبو الهيجاء من لؤلؤ وابنه مرتضى الدولة، فتحدّث مع رجل نصرانيّ يعرف بملكونا كان تاجرا وبزّازا لمرتضى الدولة، فأخرجه من حلب هاربا، والتجأ إلى ملك الروم فلقّبه الماخسطرس» (زبدة الحلب 1/ 198،199) وانظر: ذيل تاريخ دمشق 41، والنجوم الزاهرة 4/ 118. (¬3) زبدة الحلب 1/ 197، وذيل تاريخ دمشق 36، ووفيات الأعيان 1/ 228، والنجوم الزاهرة 4/ 221، والدرّة المضيّة 324. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 210 «وتفردت»، وما أثبتناه نقلا عن (زبدة الحلب 1/ 198). (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬6) في البريطانية: «نار». (¬7) ما بين القوسين ليس في (س). (¬8) في (ب): «بخدمة». (¬9) ليست في (ب). (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 210 «بن» والتصحيح من البريطانية. (وانظر عن ابن مروان وممهّد الدولة وأخيه في تاريخ ميّافارقين 91،92).

[قاضي طرابلس ابن حيدرة يدخل حلب ويهزم أبا الهيجاء]

فاستصلح بني كلاب وشرط لهم (أن يعطيهم) (¬1) الإقطاعات الكثيرة ويجعلهم مشاركيه ومساهميه (¬2) في الضياع والأعمال/125 أ/التي في ظاهر البلد، واستنجد أيضا بالمغاربة، والتمس منهم المبادرة (¬3) بعسكر يرد إليه وبذل (لهم) (¬4) أن يسلّم إليهم قلعة حلب، [قاضي طرابلس ابن حيدرة يدخل حلب ويهزم أبا الهيجاء] فأسرع إليه عليّ بن عبد الواحد بن حيدرة قاضي طرابلس في عسكر منيع-وهو يومئذ المستولي (على) (¬5) النظر في طرابلس وفي سائر الحصون-فاتّفقت موافاته إلى حلب مع نزول أبي الهيجاء بالقرب منها، فأطلع به منصور بن لؤلؤ إلى القلعة وسأله أن يكتب إلى الحاكم منها على جناح الطير (¬6)، فاستعجل عليّ بن (¬7) حيدرة في الخروج إلى لقاء أبي الهيجاء ومن معه، فبادرهم وقد عوّلوا (¬8) على الجلوس (¬9) على الطعام، ومع موافاته تفرّقت بنو كلاب حسب ما استقرّ بينهم وبين منصور بن لؤلؤ سرّا، فانهزم أبو الهيجاء ونهبت خيامه وأخذ جميع ما كان معه، وعاد إلى ناحية ملطية، [باسيل الملك يسمح لأبي الهيجاء بالعودة إلى بلاده] واستأذن الملك باسيل في العودة إلى حضرته، (فتنكّر الملك عليه) (¬10) وتدارى به، وعوّل (على) (¬11) أن يصرفه من بلاده، فاتّصل ذلك بابن لؤلؤ وتوسّل إلى الملك في أن يعيده إلى مستقرّه من حضرته لئلاّ يمضي إلى بلاد المسلمين وتجتمع إليه جموع أخر ويضرّ به، فأذن الملك حينئذ لأبي الهيجاء في الرجوع إلى القسطنطينيّة، وأحسن إليه ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 210 «مساهمين له». وما أثبتناه عن (س). (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 210 «مبادرته» والتصحيح من البريطانية. (¬4) ليست في (ب). (¬5) ليست في (ب). (¬6) في بترو «الطائر». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق «على ابن»، وفي (ب): «على حيدرة». (¬8) في بترو «عدلوا». (¬9) في البريطانية «عوّلوا بالجلوس». (¬10) ما بين القوسين ليس في (س). (¬11) ليست في (ب).

[سنة 402 هـ‍.]

وأنعم عليه، فلم يزل مقيما بها إلى أن مات (¬1). [سنة 402 هـ‍.] [ابن لؤلؤ يدفع القاضي ابن حيدرة عن حلب] فأمّا عليّ بن عبد الواحد بن حيدرة فدفعه ابن لؤلؤ عن حلب، فعاد إلى طرابلس بمن ورد معه، والتمس أيضا بنو كلاب من (منصور بن) (¬2) لؤلؤ ما ¬

(¬1) قال ابن العديم في (زبدة الحلب 1/ 199،200): «فلما كثر ظلم منصور وعسفه رغب الرعيّة وبنو كلاب المتدبّرون ببلد حلب في أبي الهيجاء بن سعد الدولة، وكاتبوا صهره ممهّد الدولة ابن مروان في مكاتبة باسيل ملك الروم في إنفاذه إليهم. فأنفذ إلى الملك يسأله تسيير أبي الهيجاء إليه ليتعاضدا على حلب، ويكون من قبله من حيث لا يكلّفه إنجاده برجال ولا مال. فأذن باسيل لأبي الهيجاء في ذلك، فوصل إلى صهره بميّافارقين، فسيّر معه مائتي فارس وخزانه، وكاتب بني كلاب بالانضمام إليه. وسار قاصدا حلب في سنة أربعمائة، فخافه منصور، ورأى أن يستصلح بني كلاب ويقطعهم عنه، لتضعف منّته، فراسلهم ووعدهم بإقطاعات سنيّة، وحلف لهم أن يساهمهم أعمال حلب البرّانيّة. واستنجد مرتضى الدولة بالحاكم، وشرط له أن يقيم بحلب واليا من قبله، فأنفذ إليه عسكر طرابلس مع القاضي علي بن عبد الواحد بن حيدرة قاضي طرابلس، وأبي سعادة القائد والي طرابلس، في عسكر كثيف فالتقوا بالنقرة. وتقاعد العرب عن أبي الهيجاء لما تقدّم من وعود مرتضى الدولة لهم، فانهزم أبو الهيجاء راجعا إلى بلد الروم ونهبت خيامه وجميع ما كان معه. ثم دخل إلى القسطنطينية فأقام بها إلى أن مات». وفي خروج «ابن حيدرة» إلى حلب يقول «التهامي» من قصيدة: شاء المهيمن أن تسير مشرّفا «حلبا» فقيّض ما جرى وأتاحا وأردت إصلاح الأمور فأفسدت فنهضت حتى استحكمت إصلاحا كانوا يرونك مفردا في جحفل ووراء سور إن نزلت براحا (ديوان أبي الحسن التهامي-ص 13). (¬2) وكان في قلعة عزاز (إعزاز) شماليّ حلب، غلام من غلمان مرتضى الدولة، متّهم بأنه كان يميل إلى أبي الهيجاء، فطلب منه مرتضى الدولة التنازل عن القلعة، فلم يجبه الغلام إلى ذلك، وتملّكه الخوف منه، ولمّا شدّد مرتضى الدولة طلبه، أجابه الغلام بأنه لا يسلّم القلعة إلاّ إلى قاضي طرابلس ابن حيدرة. ولما كان ابن حيدرة ما يزال عند حلب فقد ذهب إلى القلعة وتسلّمها من الغلام، ثم قام بتسليمها إلى مرتضى الدولة، وكتب إلى الحاكم يطلعه على ذلك. وعاد إلى مرتضى الدولة يطلب منه إنجاز وعده الذي قطعه للخليفة بإقامة وال فاطميّ على حلب، ولكنّ مرتضى الدولة دافعه ولم يبرّ بوعده، واضطر ابن حيدرة أن يعود إلى طرابلس دون أن يحقّق ما كان يرغب به الخليفة، فنقم عليه الحاكم لكونه سلّم قلعة عزاز لمرتضى الدولة، وبعث إلى طرابلس قائدا وخادمين له فقطعوا رأسه وحملوه إلى مصر في شهر ذي الحجة آخر سنة-

[بنو كلاب يحاصرون ابن لؤلؤ في حلب]

أشرطه لهم ووعدهم به من الإقطاع والإحسان (¬1) وغيره، فدافعهم عنه [بنو كلاب يحاصرون ابن لؤلؤ في حلب] فتسلّطوا على بلد حلب، وقاتلوا ابن لؤلؤ وضيّقوا عليه تضييقا شديدا، وعجز عن مقاومتهم، وأظهر (¬2) لهم رغبته في استقامة الحال بينهم وبينه، واستدعى دخول أمرائهم ومقدّميهم إلى حلب ليحضروا طعامه ويوقّع لهم بالإقطاعات، فدخل منهم زهاء سبعمائة رجل (¬3) (فيهم جميع) (¬4) أمراء بني كلاب وذو (¬5) الرئاسة والشجاعة منهم، [لؤلؤ يغدر بالكلابيين] وتقدّم بأن يعدّ [لهم] (¬6) طعام (¬7) وينضّد سماط (¬8) ليحضروه، ومع حضورهم داره طالبوه أن يقدّم إنجاز أمورهم ويريح عليهم (¬9) من التوقيعات، فقبض بالحال على جميعهم وأمر ببذل السيف فيهم، فقتل في الوقت جماعة منهم، وحمل أمراءهم إلى القلعة، وحبسهم فيها متفرّقين مثقلين بالحديد، وأودع الحبوس (¬10) باقيهم، وذلك يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة. [سنة 403 هـ‍.] [قتل ابن لؤلؤ جماعة من وجوه الاعراب] وجفلت (¬11) بقيّة (¬12) البادية بالبيوت من ظاهر حلب، ولبثت العرب المقبوض عليهم في الحبوس سنتين، وقتل ابن لؤلؤ جماعة من وجوههم، ومات كثير منهم في (¬13) الضيقة والضرّ. واصطنع قوما منهم وأطلقهم في شوّال سنة ثلاث وأربعمائة. ¬

= 401 هـ‍ (ربدة الحلب 1/ 200، وتاريخ الإسلام 21/ 10، والعبر 3/ 75، ومرآة الجنان 3/ 3). 2ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬1) «والإحسان» ليس في (ب). (¬2) في بترو «ظهر». (¬3) في (س): «تسعمائة نفر». (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 211 «ذوي» والتصحيح من البريطانية. (¬6) زيادة من بترو. (¬7) كذا، والصحيح «طعاما» و «سماطا». (¬8) كذا، والصحيح «طعاما» و «سماطا». (¬9) في بترو «ونربح عللهم». (¬10) في بترو «الجيوش». (¬11) في (ب): «وجعلت». (¬12) ساقطة من (س). (¬13) في بترو «من».

[سنة 405 هـ‍.]

[سنة 405 هـ‍.] [صالح بن مرداس ينجح في التخلّص من معتقله بقلعة حلب] وكان في جملة الأمراء المحبوسين في القلعة صالح بن مرداس (¬1) فتعمّد منصور ابن لؤلؤ في كثير من (¬2) أوقات شربه وسكره إيقاع المكروه به لحنقه عليه لطول إساءته (¬3) وشجاعته، فقصد صالح بن مرداس (¬4) إلى أن خلخل حجرا من حائط محبسه فقلعه (¬5) /125 ب/، وقلع بعده حجرا بعد حجر على ممرّ (¬6) الأيام، إلى أن صار له موضع يمكنه الخروج منه، وعاقه في عرض ذلك إحدى حلقتي (¬7) القيد الذي في رجله ففكّها وتصعّب عليه (¬8) إخراج (¬9) رجله الأخرى، فشدّ القيد في وسطه، وخرج من ذلك النّقب في الليل، وألقى نفسه من أعلى القلعة إلى ظاهرها [ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم سنة خمس وأربعمائة] (¬10)، وسار ليلته، فلمّا أصبح استتر في مغارة في جبل جوشن، وكثر الطّلب له والبحث عنه، فلم يقع له على خبر، ولحق بأهله [بالحلبة] (¬11)، واجتمع مع عشيرته وقويت نفوسهم بخلاصه (¬12). ¬

(¬1) في (س) «مرداش»، وهو «مرداس». (¬2) في (س): «أكثر». (¬3) في (س) «لسانه». (¬4) كذا، والصحيح «مرداس». (زبدة الحلب 1/ 201). (¬5) في (س) «فاقتلعه»، وفي بترو «فاقلعه». (¬6) في بترو «مرّ». (¬7) في (س): «خصلتي». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 212 «على»، وهي ليست في البريطانية، والتصحيح من بترو. (¬9) في (س): «عليه إخراجه من». (¬10) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. (¬11) «بالحلّية» زيادة من (زبدة الحلب) ووردت في النسخة (س) «بالحلة». (¬12) قال ابن العديم: «وسيّر مرتضى الدولة إلى صالح بن مرداس، وهو في الحبس، وألزمه بطلاق زوجته طرود، وكانت من أجمل أهل عصرها، فطلّقها، وتزوّجها منصور، وهي أمّ عطية بن صالح، وإليها ينسب مشهد طرود، خارج باب الجنان، في طرف الحلبة، وبه دفن عطية ابنه ومات أكثر المحبّسين بالقلعة في الضّرّ، والهوان، والقلّة والجوع. وكان مرتضى الدولة في بعض الأوقات إذا شرب يعزم على قتل صالح، لحنقه عليه من طول لسانه وشجاعته، فبلغ ذلك صالحا، فخاف على نفسه، وركب الصعب في تخليصها، واحتال حتى وصل إليه في طعامه مبرد، فبرد حلقة قيده الواحدة، وفكّها وصعبت الأخرى عليه، فشدّ القيد في ساقه، ونقب حائط السجن، وخرج منه في الليل، وتدلّى من القلعة إلى-

[الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ]

[الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ] وبعد ستة أيام من هروبه أسر غلاما لابن لؤلؤ، وكان ابن لؤلؤ قد أعطاه سيف صالح الذي كان متقلّده يوم القبض عليه، فاسترجع سيفه منه (وأخذه صالح إليه) (¬1) واجتمع إليه بقيّة عشيرته من بني كلاب وشدّ (منهم) (¬2) وجمع شملهم، فانقاد جميعهم إلى رأيه، ونزل بالحلل بالقرب من حلب، فانتشبت الحروب (¬3) بينه وبين ابن لؤلؤ، وخرج بعض أصحاب ابن (¬4) لؤلؤ في جماعة من الغلمان [في يوم الخميس لخمس خلون من صفر] (¬5)، وأوقع بالعرب ونهب من الحلل رحالا كثيرة، وأسر من الرجال والنساء والصبيان خمسين نفسا، وعاد في يومه إلى حلب فاغترّ (¬6) ابن لؤلؤ بذلك، وجمع جنده وألزم من أمكنه من السّوقة والأوباش، ومن النصارى واليهود للمسير معه إلى أرض تلّ حاصد (¬7) لقتال صالح، وخرج بعد المغرب ليلة الخميس ثاني عشر صفر من السنة، وخرج معه أخواه أبو الجيش وأبو سالم ابنا لؤلؤ فلما أصبح لقي العرب ووقع القتال بينهم [يوم الخميس] (¬8)، فانهزم أخواه وجماعة معهم (¬9)، وأسرعوا الدخول إلى حلب، وانهزم أيضا بقيّة النّاس [ابن لؤلؤ يقع في أسر ابن مرداس] وأخذهم السيف، فقتل منهم تقدير ألفي رجل، وأسر منصور بن لؤلؤ وسالم بن مستفاد وجماعة من وجوه القوّاد والغلمان. وكان بين هروب (صالح من ¬

= التلّ، وألقى نفسه فوقع سالما ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم سنة خمس وأربعمائة. واستتر في مغارة بجبل جوشن، وكثر الطلب له والبحث عنه، عند الصباح، فلم يوقف له على خبر، ولحق بالحلّة، واجتمعت إليه بنو كلاب، وقويت نفوسهم بخلاصه» (زبدة الحلب 1/ 202،203) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 228 (حوادث سنة 402 هـ‍). (¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) ساقطة من (ب). (¬3) في البريطانية «فانشا الحرب». (¬4) في الأصل «بن». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 212 «فاعتز». (¬7) في (ب): «حاص» ولعلّها المسمّاة اليوم «تل حاصل» قرب قرية جبرين. (زبدة الحلب 1/ 203 بالحاشية 4) وفي البريطانية «خاص» وبترو. (¬8) زيادة من (س). (¬9) في البريطانية وبترو «معهما».

[شروط ابن مرداس لإطلاق سراح ابن لؤلؤ]

حبس ابن لؤلؤ إلى أن) (¬1) أسره إحدى وأربعين يوما. [شروط ابن مرداس لإطلاق سراح ابن لؤلؤ] وجرت المراسلة بين أبي الجيش بن لؤلؤ وبين صالح في أمر أخيه منصور، فتردّد الخطاب بينهما، واستقرّ الأمر على أن يدفع لصالح خمسين ألف دينار عينا ومائة (وعشرين) (¬2) رطل بالحلبيّ فضّة (¬3) آنية، وخمسمائة قطعة ثياب (من أصناف مختلفة) (¬4)، وإطلاق جميع من في الحبوس ومن في قبضته من بني كلاب وحرمهم، وشرط عليه أن يطلّق امرأتين من بني كلاب كان منصور بن لؤلؤ تزوّجهما بعد قبضه عليهم. واستثنى (¬5) صالح بأن يزوّجه منصور بن لؤلؤ بابنته، وأن يعطيه أيضا، ويعطي بني كلاب نصف بلاد حلب إقطاعا، ولا يقضي لأحد منهم حاجة إلاّ بكتاب صالح. فلمّا استقرّت الموافقة بينهم أطلقه صالح، [عودة الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ] ودخل منصور بن لؤلؤ إلى حلب يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة خمس وأربعمائة، وعاد إلى إمارته، وباع كلّ واحد من العرب من حصل في يده من الأسارى بما اتّفق له، ولم يف (¬6) ابن (¬7) لؤلؤ بعد حصوله في حلب بما وافق صالح عليه من إعطائه وإعطاء بني كلاب نصف بلد حلب، ولا بزيجته بابنته، فعاد صالح إلى (¬8) محاربته، وضيّق على أهل حلب/126 أ/، ومنع من دخول الميرة وغيرها إليها (¬9). [ابن لؤلؤ يستعين بالملك باسيل] والتمس ابن لؤلؤ من الملك باسيل أن يعضّده برجّالة (نائشة) (¬10) ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) ليست في البريطانية. (¬3) في البريطانية «فصفّة بالحلبي». (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬5) في (س): «واستفتى». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 213 «يقف» والتصحيح من (س) والبريطانية. (¬7) في الأصل «بن». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 213 «في»، والتصحيح من (س). (¬9) راجع هذه الأخبار مفصّلة في (زبدة الحلب 1/ 203 - 207) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 228،229، ونهاية الأرب (المخطوط) 28/ 277. (¬10) ساقطة من (ب).

[ابن مرداس يقنع الملك باسيل بالتخلي عن مساعدة ابن لؤلؤ]

يستعين (¬1) بها على قتال البادية، فينفذ إليه ألف رجل من الأرمن، فاستظهر بهم ابن لؤلؤ على محاربة العرب، [ابن مرداس يقنع الملك باسيل بالتخلّي عن مساعدة ابن لؤلؤ] فكتب صالح إلى الملك يتعبّد به ويعدّد ما (¬2) لقيه من غدر ابن لؤلؤ دفعة أخرى، مع ظفره به وإبقائه عليه، ولعلم الملك بصحّة ما ذكره صالح (عن ابن لؤلؤ أرسل ف‍) (¬3) استعاد الرجّالة الذين أنفذهم لمعاونته، وأشار على ابن لؤلؤ بأن يفي لصالح بما وافقه عليه، فزاد ذلك في ضعف حال ابن لؤلؤ وقويت نفس صالح بما ظهر له من جميل رأي الملك (فيه) (¬4) وأنفذ ابنه إلى حضرته محقّقا لما بذله من عبوديّته وصحيح موالاته، وضاق (¬5) ابن لؤلؤ (ذرعا) (¬6) من مقاومة صالح له، ونسب جميع ما هو فيه إلى فتح صاحبه المقيم في القلعة، وأنه لقلّة تحفّظه من صالح وتضجّعه في الاحتياط عليه تمّ هربه، وتوّعده (¬7) وعوّل على صرفه من القلعة، وأن يردّ ولايتها إلى غيره. [سنة 406 هـ‍.] [فتح يعلن الدعوة للحاكم ولابن مرداس] ولما تحقق فتح (¬8) ذلك من رأيه خاف (¬9) منه، وحذر أن ينزل غيظه به، جماعة من ثقاته وأصحابه المقيمين معه في القلعة على العصيان معه علي ابن لؤلؤ، وضربت البوقات والطبول على علوّ (¬10) القلعة الثلث الأخير من الليلة التي صبيحتها (¬11) يوم السبت لستّ بقين من رجب سنة ستّ وأربعمائة، ونادوا بشعار (¬12) الحاكم وصالح قائلين: حاكم يا منصور، صالح ¬

(¬1) في البريطانية «ليستعين». (¬2) في (س): «ويخبر بما». (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬4) ليست في البريطانية. (¬5) في (ب) «وخاف». (¬6) ليست في البريطانية. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 213 «تواعده» والتصحيح من البريطانية. (¬8) في البريطانية «ويحقّق قبح»، وفتح هو «دزدار قلعة حلب». (¬9) في البريطانية «فخاف». (¬10) في البريطانية وبترو «أعلى». (¬11) في البريطانية «صبحتها». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 214 «بسعاد»، والتصحيح من (س).

[الملك باسيل يوصي قطبان أنطاكية بحسن استقبال ابن لؤلؤ]

يا منصور. فظنّ منصور بن لؤلؤ حينئذ أنّ صالحا قد حصل في القلعة، وأن البلد قد أخذ عليه، فخرج من وقته ومعه أخواه وأولاده ومن تبعه من الغلمان على ظهر دوابّهم (¬1) هاربين من حلب إلى بلد الروم ملتجئين (¬2) إلى باسيل الملك، ونهبت دار لؤلؤ ودور إخوته من سكّان حلب (¬3) ودور بعض نصارى واليهود. ودخل ابن لؤلؤ ومن معه أنطاكية [يوم الخميس لخمس بقين من رجب من السنة] (¬4). واستولى فتح على حلب فاستدعى من عليّ بن أحمد الضيف والي أفامية مبادرته برجاله إلى حلب ليشتدّ منه، فأسرع إجابته، ووصل إلى حلب، ونزل الضيف في دار ابن لؤلؤ في المدينة، وأقام فتح في القلعة على حاله، وأخرج جميع حرم ابن لؤلؤ وحرم إخوته وأولاده (¬5) من حلب وسلّمهم إلى صالح لينفذهم إلى ابن لؤلؤ [بأنطاكية] (¬6)، فأخذهم إلى الحلّة، وضبط ابنة منصور بن لؤلؤ التي وافقه أن يزوّجه إيّاها ودخل بها، وأنفذ بقيّة الحرم إليه. وتسلّم صالح جميع الأعمال والضياع التي (كان) (¬7) تقرّر مع ابن لؤلؤ أن يدفعها إليه. [الملك باسيل يوصي قطبان أنطاكية بحسن استقبال ابن لؤلؤ] وأرسل (¬8) الملك لقطبان (¬9) أنطاكية [يأمره] (¬10) بحسن قبول منصور ¬

(¬1) في (س): «ظهور خيلهم». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 214: «ملتجأ» وفي نسخة بترو «ملتجيين»، والتصحيح من البريطانية. (¬3) في (س): «ونهبت العوامّ من أهل حلب». وقوله (من سكان حلب) ليس في بترو، والبريطانية. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وراجع الخبر في: (زبدة الحلب 1/ 208،209). (¬5) في بترو «وأولادهم». (¬6) زيادة من (س). (¬7) ليست في (ب). (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 214 «وامر» وما أثبتناه عن (س). (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 214 «لقبطان» وما أثبتناه من (س). وانظر: (زبدة الحلب 1/ 210 بالمتن والحاشية رقم 1). (¬10) زيادة من (س).

[الملك باسيل يمنع السفر والمتاجرة إلى الشام ومصر]

بن لؤلؤ وإجلاله، وأن لا ينقص من المحافظة والمكارمة (¬1) مما كان الرسم جاريا به في أيام إمارته بحلب، وأطلق له ولجراياته (¬2) ولأنسبائه (¬3) جرايات واسعة، ورسم لقطبان (¬4) أنطاكية أن يثبّت له جميع ما يرد إليه (¬5) من غلمانه وأصحابه وغيرهم من جند المسلمين مستأمنا، ويكونوا في جملته وبرسم خدمته، فأثبت له سبعمائة غلام خيّالة ورجّالة، وأطلق لهم الأرزاق /126 ب/والجرايات مشاهرة من مال الملك. [الملك باسيل يمنع السفر والمتاجرة إلى الشام ومصر] ومنع الملك السفر والمتاجرة من جميع بلاده إلى شيء من أعمال الشام ومصر. وسأله صالح بن مرداس إطلاق المتاجرة لأصحابه، فأطلقها لهم دون غيرهم، واستدعى الملك أبا الجيش وأبا سالم ابني لؤلؤ وأبا الغنائم وأبا البركات ابني منصور بن لؤلؤ ورتّبهم وولاّهم ولايات جليلة، وأعادهم إليه، [باسيل يقطع العقارات على ابن لؤلؤ وأقاربه] وأقطعه عقارا يستغلّه بأنطاكية، وأقطعه في ظاهرها الضيعة المعروفة بسح الأبلون (¬6) وعمّر حصنها، وانتقل إليها ليقرب عليه ما يحتاج إلى معرفته من أمور حلب. [باسيل يأمر ببناء قلعة أنطاكية] وأمر الملك في هذا الوقت أن تبنى (¬7) القلعة بأنطاكية. ولحق بعليّ بن أحمد الضّيف والي أفامية بعد حصوله بحلب بعض عساكر المغاربة. وأخذ من فتح متولّي القلعة من المال ما أنفقه فيهم. [الحمدانية والمغاربة يهدّدون بالغارة على حلّة ابن مرداس] واجتمع رأي الحمدانيّة والمغاربة (¬8) على الخروج إلى حلّة صالح بن مرداس، وحلّل العرب لنهبها، وأخذ رحالاتهم (¬9)، فراسلهم صالح أنه تحت ¬

(¬1) في البريطانية «والكرامة». (¬2) في بترو «ولاجريائه». (¬3) في البريطانية «له ولأسبابه». وفي (س) «له ولجماعته». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 214 «لقبطان». (¬5) في بترو «عليه»، وفي البريطانية: «من يرد عليه». (¬6) في (س): «بشيح الأثلون». وفي (زبدة الحلب 1/ 210) «شيح ليلون». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 215 «يثبت»، والتصحيح من (س) وفيها «تبني». (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬9) في (ب) «رحالاتها».

[البدو يهزمون المغاربة]

السمع والطاعة. [البدو يهزمون المغاربة] وسارت حلل العرب تريد قنّسرين (¬1)، فخرجت المغاربة يطلبون أخذ الهوادج التي فيها الحرم، فتطاردوا طويلا، فحملت البادية على المغاربة (فهزموهم وقتلوا جماعة من وجوه المغاربة) (¬2)، واستظهروا عليهم، فكفّوا حينئذ من التولع (¬3) بالبادية ومن (¬4) الوعيد لهم. [الحاكم يمنع الألقاب لفتح وابن الضيف وابن مرداس] ولقّب الحاكم فتحا «مبارك الدولة» (¬5)، ولقّب عليّ بن أحمد الضيف «سديد (¬6) الدولة» (¬7)، ولقّب صالح بن مرداس «أسد الدولة» (¬8)، [الحاكم يعرض على فتح إقطاعه صور وصيدا وبيروت ليترك له حلب] وبذل لفتح أن يعطيه عوضا عن حلب والقلعة إذا سلّمهما إليه: صور وصيدا وبيروت إقطاعا له طول حياته، وأن يكون جميع ما في القلعة له. وعوّل فتح على ذلك، [ابن مرداس يقنع فتحا بالبقاء بحلب] فراسله صالح يشير عليه أن يقيم في القلعة، ويكون هو خارج حلب، وأن يخرج المغاربة من حلب وتتّفق كلمتهما على دفع جميع من يلتمس حلب من سائر الجهات، وعمل (¬9) فتح على ذلك، [الحلبيّون يطالبون ببقاء المغاربة ويرفضون البدو] فسمعت أهل حلب واجتمعوا تحت القلعة وقالوا: ما نريد إلاّ المغاربة، ولا رغبة لنا في البادية. وصارت فتنة واستدعى سديد الدولة الضيف (¬10) من الحاكم أن يمدّه بالعساكر ليقوى بها (¬11) على صالح بن مرداس، فورد إليه كلّ وال بالشام بالرجّالة، وورد معهم حسّان بن المفرّج بن الجرّاح وعشيرته من العرب [الطائيين] (¬12) وسنان بن سليمان أمير الكلبيّين في عشيرته أيضا، ونزلوا بظاهر ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 215 «قانسرين»، والتصويب من البريطانية. (¬2) ما بين القوسين ليس في بترو. (¬3) في (س): «التوقع». (¬4) في البريطانية «عن». (¬5) في (زبدة الحلب 1/ 214) «لقّبه مبارك الدولة وسعيدها». (¬6) في البريطانية «شديد». (¬7) زبدة الحلب 1/ 214. (¬8) زبدة الحلب 1/ 214. (¬9) في (س) «وعوّل». (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 215 «ضيف» وما أثبتناه من البريطانية وبترو. (¬11) في (س) زيادة «يده». (¬12) زيادة من (س).

[الحاكم يمنح فتح الألقاب ويعده بالإحسان]

حلب. [الحاكم يمنح فتح الألقاب ويعده بالإحسان] وأرسل الحاكم إلى فتح يمنّيه ويعده (¬1) بالإحسان والإنعام، وزاده في لقبه «مبارك الدولة وسعدها» (¬2) وعزّها. ودار (به) (¬3) أصحابه وأشاروا عليه بالتسليم، فأجاب إلى النزول من القلعة، وسلّمها إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد الضّيف، وأخذ فتح جميع ما فيها من المال والآنية الذهب والفضّة وغير ذلك من نفيس المتاع والسلاح، وما أمكنه حمله، وسار جميع العسكرية معه، [فتح يقيم بصور] وعدل إلى صور وأقام بها (¬4) إلى أيّام الظّاهر بن الحاكم، وأخرج عنها بشناعته (¬5) العصيان بعد أن استجرّ (¬6) منه على طول المدّة جميع ما كان معه من المال، وباع أيضا ما استصحبه أوّلا فأوّلا، فأخذ منه ثمنه شيئا بعد شيء على سبيل/127 أ/القرض (للنفقة في) (¬7) العساكر، ونقل إلى ولاية بيت المقدس (¬8)، [وفاة فتح فقيرا في صور بعد أخذها مع صيدا وبيروت من يده] وأخذ منه صور وصيدا وبيروت وأقام بها مديدة وعزل عنها وأعيد إلى صور، ومات فقيرا. [سنة 407 هـ‍.] [الحاكم يقلّد فاتك غلام وحيد مدينة حلب] وقلّد الحاكم حلب بعد خروج فتح عنها لعزيز الدولة فاتك غلام وحيد (¬9) ولقّبه أمير الأمراء وسيّره إليها، ودخل إلى حلب يوم الأحد مستهلّ شهر رمضان سنة سبع وأربعمائة. وسار سديد الدولة الضّيف عنها (¬10). ¬

(¬1) في (س) «يوعده». (¬2) في (س) «سعيدها». (¬3) ليست في البريطانية. (¬4) زبدة الحلب 1/ 215،216. (¬5) في البريطانية وبترو «بساعته» وفي بترو «بسعاية». (¬6) في (ب): «استخرج». (¬7) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬8) هاجمه بها حسّان بن المفرّج وأخذ منه ثلاثين ألف دينار سنة 415 هـ‍ (اتعاظ الحنفا 2/ 154) و (أخبار مصر لابن ميسّر 165 و 167). (¬9) في (س) «جيّد». وهو الأمير عزيز الدولة أبو شجاع فاتك بن عبد الله الرومي مولى بنجوتكين العزيزي. ويقال له: فاتك الوحيدي. (ذيل تاريخ دمشق 71 و 72 و 75، واتعاظ الحنفا 2/ 129 و 130 و 131 و 147، والنجوم الزاهرة 4/ 194) وهو الذي صنّف له أبو العلاء المعرّي كتابيه: «رسالة الصاهل والشاحج» و «كتاب القائف» (زبدة الحلب 1/ 216). (¬10) زبدة الحلب 1/ 215.

[المغاربة يهاجمون دير سمعان الحلبي]

[المغاربة يهاجمون دير سمعان الحلبي] وقصد المغاربة دير سمعان (¬1) الحلبي دفعتين وقتلوا وأسروا من وجدوا فيه (وشيخ (¬2) الدير) (¬3) من الرهبان وغيرهم من النصارى (¬4). [فاتك يستولي على حلب ويصالح ابن مرداس ويتّصل بملك الروم] واستقامت الحال بين عزيز الدولة وبين صالح ابن (¬5) مرداس، وراسل عزيز الدولة الملك باسيل يبذل (¬6) له العبوديّة والموالاة، وأسقط من مكاتبته إليه وإلى من يكاتبه من ولاة الروم المجاورين (له ذكر لقبه، واستطلق منه المتاجرة إلى) (¬7) بلد الروم (المجاورين له) (¬8)، وتسوّق على الحاكم بذلك، واستولى على حلب وعلى جميع الأعمال المضافة إليها، وصرف من كان بها من ولاة الحاكم، وولّى عليها من قبله (¬9). ... [مقتل ملك البلغر] وفي سنة سبع وأربعمائة وثب أحد رؤساء البلغر، يسمّى هرون بملكهم القمطورياس غلام صموئيل (¬10) وقتله وحاز مملكة البلغر. وهرون هذا ممّن كان لأسلافه قدمة (¬11) في التملّك عليهم، وراسل إلى باسيل الملك ¬

(¬1) دير سمعان: بكسر السين. وهو دير بنواحي دمشق، وآخر بنواحي أنطاكية على البحر. (معجم البلدان 2/ 517) والمقصود هنا: دير سمعان من أرض معرّة النعمان بنواحي حلب بين جبل بني عليم والجبل الأعلى. (¬2) في بترو «وشيوخ». (¬3) ما بين القوسين ليس في (س). (¬4) الخبر في زبدة الحلب 1/ 175. (¬5) كذا، والصحيح «بن». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق «ببذل»، والتصحيح من البريطانية. (¬7) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬8) ما بين القوسين ليس في (س). (¬9) قال ابن العديم: «إنّ عزيز الدولة تغيّر عليه الحاكم فعصى عليه، وضرب الدينار والدرهم باسمه بحلب، ودعا لنفسه على المنبر، فأرسل الحاكم إلى الجيوش وأمرها أن تتجهّز إليه في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. فلما بلغ عزيز الدولة ذلك أرسل إلى باسيل ملك الروم يستدعيه ليسلّم إليه حلب، فخرج باسيل الملك، فلما بلغ موضعا يعرف بمرج الديباج، بلغ عزيز الدولة وفاة الحاكم، فأرسل إلى باسيل يعلمه أنه قد انتقض ما كان بينهما من الشرط، وأنه إن ظهر كان هو وبنو كلاب حربا له». (زبدة الحلب 1/ 218،219). (¬10) في (س) «شموئيل». (¬11) في البريطانية: «مما كان لاسافه قديم».

[الملك البلغري الجديد يقدم ولاءه لملك الروم]

[الملك البلغريّ الجديد يقدّم ولاءه لملك الروم] وكاتبه يبذل له الطاعة والموالاة ويضمن له أنه يكون (التملّك) (¬1) متصرّفا في المملكة التي حازها على ما يرضيه، ولا يتخطّأ الأمر فيما يكرهه (¬2) ولبث في الملك سنة واحدة، وقتل أيضا من يد بعض أصحابه. وكاتب رؤساء البلغر للملك باسيل يتعبّدون له ويرغبون إليه في أن يتسلّم ما في أيديهم من الحصون والبلاد ويستأذنونه في الورود إلى ما قبله والتصرّف حسب أوامره (¬3)، [تبادل الزواج بين الروم والبلغر] فسار الملك (حينئذ) (¬4) إلى البلغرية (¬5) في شوّال سنة ثمان وأربعمائة، واستقبله جماعة الرؤساء بها وأخرج (¬6) أيضا امرأة هرون ملك البلغر وأولاده، وتسلّم حصونهم وأحسن إليهم، ورتّب كلّ واحد منهم على ما يقتضيه استحقاقه، واستبقى الحصون المنيعة، وولّى عليها ولاة من الروم، وأخرب (¬7) ما سواها (¬8)، وأصلح أمور البلغرية، وقرّر فيها باسليقية، وهم المتولّون لجميع (¬9) الأعمال والأموال، وصارت مملكة البلغر مضافة إلى مملكة الروم، وجعلها قطبانية (¬10)، وذلك في السنة الرابعة والأربعين من ملكه [وهي سنة 1330، وهي سنة 409] (¬11). وعاد إلى القسطنطينية وزوّج (¬12) بنات البلغر أولاد الروم وبنات الروم إلى بني البلغر، وخلطهم بهم، وأزال بذلك الضغائن القديمة التي بينهم (¬13)، وتجدّد لهم فيما بعد ما سنشرحه في موضعه. ... ¬

(¬1) ليست في البريطانية. (¬2) في البريطانية «بكرهه». (¬3) أنظر: الدولة البيزنطية 566 و 568. (¬4) ليست في البريطانية. (¬5) في البريطانية «البلغر». (¬6) في (س): «وخرجت». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 217 «وأخرج» والتصحيح من بترو. (¬8) في (س): «مما رأى تخريبه». (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 217 «جميع»، وما أثبتناه عن البريطانية. (¬10) في البريطانية وبترو «قبطانية». (¬11) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬12) في البريطانية «وتزوّج». (¬13) الدولة البيزنطية 572 و 573.

[الحاكم يواصل الركوب ليلا ونهارا]

[الحاكم يواصل الركوب ليلا ونهارا] وواصل الحاكم الركوب ليلا ونهارا من غير فتور ولا سكون، واقتصر على نفر يسير من خاصّته يركبون معه. [إسفاف الحاكم وعمل الفسق بحضرته] وعنّ له رأي من السّخف (¬1) ينافي (¬2) ما تظاهر به من الزّهد وهو أن يقصد أحد أسواق مصر في الليل، ويتقدّم إليه شيخ خليع يعرف بالرجاع من السفساف، فيقول له الحاكم: أرني قمرك، فيكشف عن فقحته، ويرسم الحاكم لبعض/127 ب/ركابيّته من السودان أن يبرز إحليله ويأتيه بمشهد منه ومن الجمع الحاضر، ويتفوّت (¬3) إليه ذاك المجرى من الألم الذي يزعم أنه يناله ويقسم عليه أن يأمر الأسود العالي عليه بالرفق وترك العسف له، فيضحك الحاكم من ضجيجه ويطرب له. ولبث على هذا الحال مديدة (¬4). ثم (هجره و) (¬5) اعتلّ وضعف عن الركوب، فاتّخذ له محفّة (¬6) يجلس فيها ويستلقي عليها، ويحملها أربعة من الركابيّة الذين اصطنعهم ويدور الليل والنهار، فلمّا تماثل من مرضه وتراجعت قوّته عاد إلى ركوب الحمار على رسمه، والاختلاط بالعوامّ، وجميع من له إليه حاجة (يلقاه (¬7) ويسأله ما يريده، ويستميحه من أراد استماحته، [الحاكم يقضي لأصحاب الحاجات في مواعيد محدّدة] ومن رأى أن يقضي حاجته رسم له اليوم الذي يعاود فيه لقاءه والموضع الذي بنتظره فيه، ويحمل في كمّه لكلّ واحد من أصحاب الحوائج ما التمسه من صلة أو سجل أو توقيع يقضي حاجته، ويدفعه إليه من يده في اليوم والموضع الذي حدّه له (¬8). ¬

(¬1) في البريطانية وبترو «السخيف». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 217 «ينافر»، والتصحيح من البريطانية وبترو. (¬3) في البريطانية وبترو «ويتغوث». (¬4) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. وانظر نحوه في: بدائع الزهور-ج 1 ق 1/ 201. (¬5) ما بين القوسين ليس في (س). (¬6) في بترو «مخفه». (¬7) من قوله: «يلقاه» حتى قوله «خاصته» ليس في البريطانية. (¬8) كذا، والصحيح «حدّده». وانظر عن ركوب الحاكم على الحمار ونظره في حاجات الناس، في (اتعاظ الحنفا 2/ 107 و 108 و 109 و 110).

[الحاكم يفرض الإفراد في الرقاع المرفوعة إليه]

[الحاكم يفرض الإفراد في الرقاع المرفوعة إليه] وتقدّم ورسم أن يكون عدد أسطر الرقاع التي ترفع إليه إفرادا، وأن يكون وقوف من يسلّم عليه أو يسأله حاجة من جهة اليمين منه خاصّة (¬1)، وربّى (¬2) شعره إلى أن (طال ونزل) (¬3) على أكتافه، وامتنع من تقصيصه ومن تقليم أظافره، وغيّر الثياب الصّوف البيض (¬4) التي يلبسها بسواد، والعمامة الزرقاء بسواد، وصار يلبس الكسوة الواحدة المدّة الطويلة إلى أن تتلبّد (وتتلكّد) (¬5) بما ينالها ويتداولها من العرق الدائم ويعلوها من الغبار المتّصل. وواصل تدوير (¬6) الصحارى والفيافي، وقصد الجبل المقطّم والإنفراد بنفسه عمّن معه من الركابيّة، وتأخّرهم على بعد منه (¬7) كثير والتمادي في السير وحده إلى حيث يريد، ويعود إلى الموضع (الذي فيه) (¬8) الركابيّة المنتظرة له. ويقال إنه كان في انفراده بنفسه في الجبل يتغوّث إلى الله تعالى أن يناجيه ويوحي إليه كما ناجى موسى وأوحى إليه وإلى غيره من أنبيائه. وصارت حاله غير بعيدة من حال بختنصّر ملك بابل الذي حكى دانيال النّبيّ الصّادق عنه أنّ البراري صارت مأوى له كالوحوش، [الحاكم يربّي شعره ويطيل أظافره ويلبس الكساوي الملبّدة] وزادت أظافيره (¬9) فشبّهت مخاليب العقاب، وطال شعره كالأسد (¬10) جزاء على إبادته هيكل الربّ الأورشليمي (واستباحته آلة القدس، وتشريده الشعب الإسرائيلي إلى الغربة) (¬11). وكان سبب بغيته (¬12) في جميع ما يقصده من هذه الفعال ¬

(¬1) ليست في (ب). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 218 «ربي»، والتصحيح من البريطانية. (¬3) ليست في البريطانية. والعبارة «إلى أن علا أكتافه». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 218 «البياض» والتصحيح من البريطانية. (¬5) ليست في البريطانية. (¬6) في (س) «دور». (¬7) في البريطانية «عنه». (¬8) ليست في البريطانية. (¬9) كذا، والصحيح «أظافره». (¬10) في البريطانية «كشعر الأسد». (¬11) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 218 «بغيه» والتصويب من (ب).

[المؤلف يحكم على الحاكم بتشوش عقله واختلاله]

العجيبة المتضادّة التي تقوم (¬1) في نفسه ويفعلها شيئا بعد شيء، [المؤلّف يحكم على الحاكم بتشوّش عقله واختلاله] وإن كان ذلك خارجا عمّا نحن بسبيله من التاريخ صنف من سوء المزاج المرضيّ (¬2) في دماغه أحدث له ضربا من ضروب المالنخوليا (¬3) وفساد الفكر منه منذ حداثته، فإنّ من المتعارف في (¬4) صناعة الطب أنه قد يكون فيمن يعتريه هذا المرض أنه يقوم في نفسه أوهام، ويتخيّل أمورا وعجائب، ويكون كلّ واحد منهم لا يشكّ أنه على (¬5) [غير] (¬6) الصواب فيما يتصوّره في جميع أفعاله، ولا يثنيه عن ذلك ثان ولا يردّه راد، وأن قد يكون منهم من يظنّ بنفسه أنّه نبيّ، ومنهم من يتوهّم أنه هو الإله بنفسه، تعالى كثيرا، ويكون يقوم (¬7) من هؤلاء من اختلاط الكلام ظاهرا واختلاله (¬8) ما ينكشف حاله عند من يشاهده ويحادثه، وتزول الشبهة فيه في أوّل وهلة، وربّما كان تخليط أحدهم في الكلام مستورا، وتكون هذه التخيّلات والخواطر الرديئة تعرض له في أمور مستورة عن العوامّ، فيكون صورته عندهم صورة العقلاء، وحسن ظنّهم به ونظرهم إليه كنظرهم إلى أفاضل الناس، فإذا أطالوا اختبارهم بان لهم ما انطوى عنهم في نقضهم (¬9). وهذه صورة حال الحاكم (¬10) /128 أ/فإنّ نقضه (¬11) كان يتبيّن لمن تطول صحبته له، (وأمّا من هو بعيد منه فإنّ أفعاله كانت توضحه له) (¬12) وقد ¬

(¬1) في البريطانية «يقوم». (¬2) في (ب) «الممرض». (¬3) في البريطانية «المانوخوليا». (¬4) العبارة في (س): «المتعلّقات ومن المعروف من». (¬5) في بترو «على أنه». (¬6) زيادة من (ب). (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 218 «يقوم» والتصحيح من البريطانية. (¬8) في البريطانية «واختلال». (¬9) في البريطانية «نقصهم»، وفي (س) «من نقصهم». (¬10) في طبعة المشرق 219 «الحكم». (¬11) في البريطانية «نقصه». (¬12) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[المؤلف يذكر بعض الأمثلة عن مزاج الحاكم المتقلب]

[المؤلّف يذكر بعض الأمثلة عن مزاج الحاكم المتقلّب] يستدلّ على حقيقة هذا المرض المستحوذ (¬1) عليه أنه كان قد عرض له في حداثته تشنّج من سوء مزاج يابس في دماغه، وهو مزاج المرضى الذي يحدث في المالنخوليات (¬2) واحتاج في (¬3) مداواته منه معما كان يعالج به جلوسه في دهن البنفسج وترطيبه به، وأنّ كثرة سهره أيضا وشغفه بمواصلة الركوب والهيمان الدائم ممّا (¬4) يقتضيه هذا السوء [المزاج] (¬5) المقدّم ذكره. وإنّ أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أنسطاس، رحمه الله، لمّا خدمه استماله إلى أن (تسامح في) (¬6) شرب النبيذ وسماع الأغاني بعد هجره لها ومنعه الكافّة منها، فانصلحت أخلاقه، وترطّب مزاج دماغه، واستقام أمر جسمه، ولمّا مات أبو يعقوب وعاد إلى الامتناع من شرب النبيذ ومن سماع الغناء، رجع إلى ما كان فيه، وتزايد الضرر به (¬7). وآل أمره إلى ما ذكرناه وإلى ما سنذكره من حاله فيما بعد. ... [عكّاويّ يدّعي إخوّته للحاكم] وورد (¬8) من الشام إلى مصر إنسان من أهل عكاء متزيّ (¬9) بزيّ الأمراء من ولد المهديّ العلويّ، وجلس في جوار قصر الحاكم يبيع المداد والأقلام، وكان شبيها بالحاكم، فوقف به الحاكم وسأله عن أمره، فذكر له أنه أخوه من جارية أخرجت من القصر حبلى من العزيز بالله وولدته، وتعمّد الحاكم الوقوف به (في الأحايين) (¬10) ومحادثته، ووهب له وأعطاه ما يقوم ¬

(¬1) في (ب) «المستوحد». (¬2) في البريطانية «لهم في المانوخوليات»، وفي بترو «المانوخوليا». (¬3) في البريطانية «إلى»، وكذا في بترو. (¬4) في البريطانية «فما». (¬5) زيادة من البريطانية وبترو. (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) في بترو «له». (¬8) من هنا حتى قوله «فقد الحاكم» مقدار 15 سطرا ليست في (س). (¬9) في البريطانية «متزيّي». (¬10) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[موت «الشبيه» أيام الظاهر]

بحاله (¬1)، فلقّبه المصريّون «الشبيه». [موت «الشبيه» أيام الظاهر] ولم يزل لازما (¬2) الموضع الذي جلس فيه مواظبا على معيشته تلك بقيّة أيام الحاكم، ولما فقد قبض (¬3) عليه واعتقل مدّة، وأحضره الظاهر ليشاهده، فشكا إليه حاله، وأخذ يخاطبه بابن أخي (¬4)، فتنكّر عليه وأعاده إلى الاعتقال، ومات بعد أيام يسيرة. ... [الحاكم يستوزر ابن فلاح ثم يقتله] واستوزر الحاكم قطب الدولة عليّ (بن جعفر) (¬5) بن فلاح (¬6) ولقّبه «وزير الوزراء» ذا الرئاستين الأمير المظفّر قطب الدولة، ورسم له أن يسير (¬7) إلى مدينة الإسكندرية، ويدور (¬8) الأعمال القريبة المحدثة (¬9) بمصر ويشارفها (¬10)، فلما عاد قتله (¬11). [الحاكم يقلّد ابن عمّه النظر في الأمور] وأقام الحاكم ابن عمّه الأمير (إبراهيم) (¬12) أبا هاشم الملقّب بوليّ عهد ¬

(¬1) في البريطانية وبترو «به». (¬2) كذا، والصحيح «ملازما». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 219 «فقبض» والتصحيح من البريطانية. (¬4) في البريطانية وبترو «بابن أخيه». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) هو: أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق الكتامي. من كبار وزراء الدولة الفاطمية. وكان أبوه جعفر من الأجواد، وقد مدحه الشاعر ابن هانيء الأندلسي. (الحلّة السيراء 1/ 304،305، والإشارة إلى من نال الوزارة 30،31). ولاّه أخوه سليمان على طرابلس الشام في أول خلافة الحاكم سنة 386 وصرف عنها «جيش بن الصمصامة» (ذيل تاريخ دمشق 48، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري- ج 1/ 290،291 - الطبعة الثانية). (¬7) في (ب): «سار». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 220 «ودار»، والتصحيح من بترو. (¬9) في البريطانية «المحدفة». (¬10) في الأصل «شارفها» والتصحيح من البريطانية. (¬11) قال الدواداري في حوادث سنة 409: «وفيها ركب الوزير عليّ بن فلاح من داره، فلما صار في قرب البرك التي تلي الخليج لقيه فارسان متنكّران، فطعنه أحدهما برمحه وأرماه، وهربا فلم يدركا، وعاد إلى داره مجروحا، فتوفّي في صبيحة يوم الثلاثاء تاسع شوّال من هذه السنة». (الدرّة المضيّة 295) وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 114،119 والخطط 2/ 288، والنجوم الزاهرة 4/ 221. (¬12) ليست في بترو.

[ظهور الدرزي] [سنة 408 هـ‍.]

أمير المؤمنين للنظر (¬1) في كثير من الأمور (¬2). وكان يحضر بحضرة الحاكم الأمير شمس الملك مسعود بن طاهر (¬3)، وهو يومئذ متولّي جميع الدواوين والناظر فيها، ويحضر معه من أماثل أصحاب الدواوين، ويؤخذ رأيهم فيما يحتاج إليه. ولم يزل الحال جاريا على هذا إلى أن فقد الحاكم. [ظهور الدرزي] [سنة 408 هـ‍.] وورد إلى مصر في سنة ثمان وأربعمائة داع عجميّ يسمّى محمد بن إسماعيل ويلقّب بالدّرزيّ، (قصد خدمة الحاكم) (¬4) وأحسن إليه وأنعم عليه، فدعا الناس إلى أن يعتقدوا أنّ الحاكم هو الله صانع العوالم ومبدع الخلائق، وأعلن دعوته وكاشف بمذهبه، فلم ينكر الحاكم عليه قوله. ولعمري أنه قد كان [من] (¬5) تقدّم من آبائه الخلفاء العلويّين منذ أوّل ظهورهم [بالمغرب] (¬6) دعوى إلى مذهب غير بعيد من هذا الاعتقاد، وهو أنّهم آلهة حلّوا على الأرض في أشباح بشريّة، ومن/128 ب/العليّ (¬7) ¬

(¬1) في بترو «المنظر». (¬2) المعروف أن الحاكم قرّر ولاية العهد على ابن عمّه أبي القاسم عبد الرحيم بن الياس بن أبي علي بن المهديّ بالله، وذلك في سنة 404 هـ‍ (اتعاظ الحنفا 2/ 100،101) وضرب اسمه على السكّة. (2/ 103) وكان عبد الرحيم يساير الخليفة وهو يحمل الرمح الذي من عادة الخليفة حمله. وقريء سجلّ بأن كل من كانت له مظلمة فليرفعها إلى وليّ العهد، فجلس عبد الرحيم ورفعت إليه الرقاع فوقّع عليها. (2/ 104). ومن هنا أقول: إن ما ورد هنا من أن الأمير «إبراهيم أبا هاشم» الملقّب بوليّ عهد أمير المؤمنين، هو وهم وليس صحيحا. (¬3) في البريطانية «ظاهر»، وهو الوزّان، تولّى الوزارة سنة 409 هـ‍ (اتعاظ الحنفا 2/ 114) كما تولاّها ثانية سنة 414 هـ‍ (2/ 132) وانظر عنه في: الإشارة 29 و 33 و 34، والدرّة المضيّة 296، و 317، والمغرب في حلى المغرب 356. (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬5) زيادة من (ب). (¬6) زيادة من (س). (¬7) في البريطانية «العلاء».

[الحاكم يعمد إلى البطش والجور لنشر العقيدة العلوية]

لهم نور لاهوتي (¬1) حالّ فيهم، ويظهر (¬2) في كلّ عصر وزمان في صور شخص من الأشخاص البشريّة، وأنّ الدنيا وملوكها كلا عليهم، وأنّهم بين العالم (¬3) لا يستأهلهم. ولم يزالوا يكتمون مذهبهم هذا عن من يخالفهم، ويظهرون لغيرهم من عامّة المسلمين أنّ صاحب الأمر منهم هو إمام الله وخليفته في أرضه وحجّته على خلقه، وأنّ الإمامة أجلّ قدرا من النّبوّة، وأنّها كانت في آدم، وانتقلت إلى نوح، وإلى إبراهيم، وإلى موسى، (وإلى فلان وإلى فلان وإلى فلان) (¬4)، ومنه إلى ولده الحسين، وإلى واحد بعد (¬5) واحد من ولده مديدا إلى عبد الله المهديّ العلويّ الظاهر بالمغرب [في سنة 260 وأصله من المشرق] (¬6) ثم إلى واحد بعد واحد من القائمين بالأمر من بعده من ولده، وعلى ذلك يجري الأمر عندهم سرمدا، وأنّه سيقوم منهم من (¬7) يملك المسكونة بأسرها ويجمع الأمر على رأيه، ويخلد في ملكه إلى أن يبعث الله من في القبور (¬8). [الحاكم يعمد إلى البطش والجور لنشر العقيدة العلوية] فلمّا كان زمان الحاكم عوّل على إظهار مذهبه وإشهار ما كان (¬9) آباؤه يسترونه منه ويخفونه، ورأى أن يدرج الناس إلى ما يقصده، وأقام له (من) (¬10) الهيبة في نفوس الكافّة لشدّة سطوته وتسرّعه (¬11) إلى سفك الدماء، وأنه لا ¬

(¬1) في (س): «مشكاة نور الاهي». (¬2) في (س): «ويظهرون». (¬3) في (س): «عالم». (¬4) في (س): «وإلى عيسى، وإلى محمد، وإلى علي بن أبي طالب». (¬5) في البريطانية «ومن واحد». (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬7) في (س): «قائم». (¬8) أنظر عن الدروز وعقيدتهم في كتاب «مذاهب الإسلاميين» للدكتور عبد الرحمن بدوي- ج 2/ 509 وما بعدها، ففيه كثير من الوثائق المخطوطة والأصلية عن هذا المذهب. (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 221 «كانوا»، والتصحيح من البريطانية. (¬10) ساقطة من البريطانية. (¬11) في بترو «سرعته».

يبقى على ما صغر ذنبه (¬1) وقلّ فضلا (¬2) عمّن عظم جرمه وجلّ [واستحلّ] (¬3) ما لم يكن لغيره. ولقد كان جماعة يتعمّدون للقائه في أمور تضطرّهم إلى ذلك، فإذا أشرف عليهم سقطوا على الأرض وجلا منه، وفحموا على (¬4) خطابه، فاجتذب المسلمين على (¬5) أخذ بيعته ولا يبقى من (¬6) يرى أسلافه عداوتهم ولعنهم كأبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم، وعني بذلك وتشدّد فيه برهة من الزمان، وأظهر بعد حين (¬7) سجلاّت قرئت، رسم فيها أن يعلن كلّ واحد من المسلمين ما شاء من الاعتقاد، ويشهر بمحبّة من يرى موالاته من هؤلاء السّلف (¬8) وأغلق باب المجلس الذي تقرأ فيه علومهم، ويؤخذ البيعة على من يحضره من المتشيّعين له. واغترّ جماعة بما رخّص لهم فيه، وظنّوا أنّه عن طويّة خالصة، فأظهروا ما في ضمائرهم من الانحراف عمّا دعاهم إليه، والمحبّة لمن يرى بغضته، وعاد بعد هنيئة (¬9) ففتح (¬10) المجلس وفكّر ما تقدّم ترخيصه فيه وتتبّع من تجاهر (¬11) به وقتله. [ورفع إليه في أثناء ذلك رقعة فيها: بالجور والظلم قد رضينا … وليس بالكفر والحماقه ¬

(¬1) في نسختي بترو والبريطانية «جرمه». (¬2) كذا، والصحيح «فضل». (¬3) زيادة من (س). (¬4) في بترو «حموا عن». (¬5) في البريطانية «فانجذب المسلمون إلى». (¬6) في بترو «مما»، وفي (س): «والانتقاء ممن». (¬7) في (ب) زيادة «خلافه». (¬8) في بترو: «المسلمين» وفي البريطانية: «المسلمون». والخبر في (عيون الأخبار 292) و (خطط المقريزي 4/ 69،70). (¬9) كذا، والصواب «هنيهة». (¬10) في بترو «هنية فتح». (¬11) في البريطانية «ويتبع من يجاهر».

[المؤلف يشير إلى انخداع الناس بتصرفات الحاكم]

إن كنت أوتيت علم غيب … بيّن لنا كاتب البطاقه] (¬1) [المؤلّف يشير إلى انخداع الناس بتصرّفات الحاكم] ثم (¬2) عاد أيضا بعد زمان غير بعيد ففتح لهم عود التصرّف في مذاهبهم ونحلهم على حسب إيثارهم، وعطف على النصارى واليهود فاضطهدهم في الدخول إلى دين الإسلام، فتابعه منهم من ضعفت نفسه من الصبر على شدّة وعيده وكثرة سخطه، ورخّص لهم بعد حين في النّقلة إلى بلاد الروم والعودة إلى ديانتهم (¬3) لما عرف باطنهم في ذلك وتسكّعهم فيه، لأن (¬4) كثيرا من مماليكه كانوا من أبناء الروم، وأسلموا في الاضطّهاد، وهم ممّن نسب في الهرب إلى بلاد الروم، وعتق سائر مماليكه، وملّكهم أمور نفسهم والتصرّف فيها فيما (¬5) يملكونه واقتنوه من أموالهم وأثاثهم ورباعهم على إرادتهم، وأطلق ذلك لهم من جميع/129 أ/النّصارى الذين أسلموا والذين هم متمسّكون بدينهم، وأزال التعرّض لهم ولما استصحبوه من أموالهم ورحالاتهم حسبما شرحناه فيما تقدّم. ولمّا استقرّت الأمّة التي تحت قبضته (¬6) فوجد الأكثر منها سهلة الإنقياد لما يميلها إليه ويقبلها فيه، قرب في نفسه بلوغ ما اعتمده، فتشوّق بالزّهد ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). والقول في بدائع الزهور لابن إياس الذي قال في ترجمة الحاكم: «وكان يدّعي أنه يعلم علم الغيب، فكان يقول لأمرائه ووزرائه: يا فلان أنت فعلت في بيتك الليلة ما هو كيت وكيت. وكان ذلك باتّفاق يعتمده مع العجائز، اللاتي يدخلن إلى بيوت الأمراء والوزراء، وغير ذلك من أعيان الناس، فلما تزايد هذا الأمر منه، كتب له بعض الناس رقعة، ولصقها بالمنبر في مكان يقعد فيه، وكتب فيها هذين البيتين. . . فلما قرأ تلك الرقعة سكت عن الكلام في أمر ما كان يدّعيه في علم المغيّبات». (بدائع الزهور- ج 1 ق 1/ 208). (¬2) من هنا حتى قوله: «تقدم» مقدار (11) سطرا ليست في (س). (¬3) في بترو «أعيادهم». (¬4) في بترو «ولان». (¬5) في بترو «وفيما». (¬6) في بترو «يده».

[الدرزي يدعوي الناس إلى مذهبه]

والورع، ورفض اللذّات الجسدانية، واقتصر على مطعمه ومشربه على ما تدعو إليه الحاجة لتماسك (¬1) الجسم دون الزيادة منه والمغالاة فيه وفي كسوته [على] (¬2) الصوف وركوبه الحمير بمراكب حديدية خسيسة، واختلط بالعامّة واجتذب الناس إليه بالعدل وإسقاط المكوس والرسوم الجائرة والهبات والعطايا الجزيلة، وانخدع كثيرون له وانحرفوا إلى متابعته، وتنافسوا في موالاته، ونسبوا كلّ قبيحة يأتيها (¬3) في عرض ذلك من القتل والسخف وغيرهما من الأعمال الذميمة إلى أجمل وجوهها، وتأوّلوا فيها ضروبا من جنس التأويل، واحتجّوا بأنّ [في] (¬4) جميع ما فعله (¬5) أسرار (¬6) خفيّة، وأعراض (¬7) غامضة لم يجعل للبشر الوقوف عليها ولا الوصول إلى معرفة أسبابها (¬8). [الدرزيّ يدعوي الناس إلى مذهبه] ولمّا ظهر الدّرزيّ (¬9) ودعا الناس إلى مذهبه (استجاب (¬10) كثير من الرّعاع إليه) (¬11) وأوهم الحاكم أن كثيرا من أهل المسكونة يعتقدون فيه كاعتقاده، وما قد دعا الناس إليه وأصغى إلى قوله وغلب هواه فيه على عقله، وأمره أن يحسن الناس (¬12) بالرقاع ويدعوهم بها إلى مذهبه، فكتب رقعة إلى ¬

(¬1) في البريطانية «لتمسك». (¬2) زيادة من البريطانية. (¬3) في البريطانية «بانيها». (¬4) زيادة من (س). (¬5) في البريطانية «يفعله». (¬6) في (س) زيادة: «مما هو قبيح في عقولنا مستكره عندنا». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 222: «اغراض» والتصحيح من (ب). (¬8) أنظر حول ذلك الفصل الممتع الذي كتبه الدكتور عبد الرحمن بدوي بعنوان «الحاكم بأمر الله والدعوة الجديدة» في كتابه «مذاهب الإسلاميين» ج 2/ 557 وما بعدها. (¬9) هو: محمد بن إسماعيل الدرزي، كما سبق عند المؤلّف، ويعرف ب‍ «أنوشتكين البخاري»، ويقال له: نشتكين أو أونشتكين كما عند النويري في نهاية الأرب. (¬10) في بترو «استحب». (¬11) ما بين القوسين ليس في البريطانية، وفيها: «وانسحب إليه». (¬12) في البريطانية: «أمران يحثّ الناس»، وفي بترو كذلك.

[الحاكم يظهر الإنكار لدعوة الدرزي]

متولّي الغلمان الأتراك يستدعي مصيرهم إليه ليقفوا على الوحي الوارد إليه (من الله) (¬1). [الحاكم يظهر الإنكار لدعوة الدرزي] وكتب أيضا إلى جتكين (¬2) داعي الدّعاة، وإلى وليّ (¬3) عهد المسلمين، (وداعي الدّعاة، والموفّق في الدّين عميد المؤمنين) (¬4)، وإلى غيرهم يدعوهم إلى مقالته، فطالعوا الحاكم بما كاتبهم، واستخبروا منه رأيه فيما ذكره لهم، وإن كان عن أمره، فأظهر الإنكار له لما رآه من إعظامهم له ونفورهم منه. [الحاكم يقصر الألقاب على تسعة أنفار في دولته] وأسقط الحاكم بعد ذلك الألقاب والتسمية بالتأمير والتقويد لسائر من بحضرته وفي جميع أعماله، إلاّ تسعة أنفار (¬5)، وهم وليّ عهد المسلمين (¬6)، وشرف (¬7) الدولة صاحب إفريقية (¬8)، وثقة الدولة صاحب صقلّية، وولده تاج الدولة، (وشرف الدولة) (¬9) أمير الأمراء ذو الكفايتين، وقاضي القضاة أحمد بن محمد بن عبد الله، وداعي الدّعاة جتكين (¬10)، والموفّق في (¬11) الدّين عميد المؤمنين عبد الله (¬12) ابن صالح، وحطّ سائر (¬13) واجبات الإمارة والتقويد من الدواوين، وأذاع الناس أنّ (¬14) الدّرزيّ [الذي] (¬15) ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 222 «جنكين» والصحيح ما أثبتناه، وقد مرّ ذكره. (¬3) في البريطانية «والي». (¬4) ما بين القوسين ليس في (س). (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 222 «نفر» والتصحيح من البريطانية. (¬6) ليست في (ب). (¬7) في بترو «شرف». (¬8) هو: شرف الدولة الحاكمية أبو تميم المعزّ بن نصير الدولة أبي مناد باديس. (¬9) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬10) في الأصل وطبعة المشرق 223 «جنيكن». (¬11) ليست في (ب). (¬12) ليست في (ب). (¬13) ليست في البريطانية. (¬14) في بترو: «إلى». (¬15) زيادة من بترو.

[مقتل الدرزي على يد غلام تركي]

أشار عليه بذلك ليجتذب به الجماعة إلى رأيه طوعا وكرها، فامتعض سائر المشارقة وكثير من المغاربة من هذا (ومن شناعته وما يراد منهم) (¬1)، [مقتل الدرزي على يد غلام تركيّ] وعمل بعض غلمان الأتراك على قتل الدّرزيّ، فوثب إليه وهو في موكب (¬2) الحاكم وقتله، ونهبت داره. وافتتنت القاهرة وأغلقت أبوابها، ولبثت الفتنة ثلاثة أيام، وقتل فيها جماعة من الدّرزيّة (¬3). وقبض بعد ذلك على التركيّ قاتل الدّرزيّ وقتل (على ذنب خلق له) (¬4). ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 223 «مواكب»، والتصويب من بترو والبريطانية. (¬3) في نسختي بترو والبريطانية «الدولة». (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. والخبر في (اتعاظ الحنفا 2/ 113 حوادث سنة 408 هـ‍): «قدم مصر داع عجميّ اسمه محمد بن إسماعيل الدرزيّ واتّصل بالحاكم فأنعم عليه، ودعا الناس إلى القول بإلهيّة الحاكم، فأنكر الناس عليه ذلك، ووثب به أحد الأتراك ومحمد في موكب الحاكم فقتله، وثارت الفتنة، فنهبت داره وغلّقت أبواب القاهرة. واستمرّت الفتنة ثلاثة أيام قتل فيها جماعة من الدرزيّة، وقبض على التركي قاتل الدرزي وحبس ثم قتل». وقال سبط ابن الجوزي في (مرآة الزمان): «رأيت في بعض التواريخ بمصر أن رجلا يعرف بالدّرزيّ قدم مصر، وكان من الباطنيّة القائلين بالتناسخ، فاجتمع بالحاكم وساعده على ادّعاء الربوبية، وصنّف له كتابا ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي بن أبي طالب، وأن روح عليّ انتقلت إلى أبي الحاكم، ثم انتقلت إلى الحاكم. فنفق على الحاكم وقرّبه وفوّض الأمور إليه، وبلغ فيه أعلى المراتب، بحيث إن الوزراء والقوّاد والعلماء كانوا يقفون على بابه، ولا ينقضي لم شغل إلاّ على يده. وكان قصد الحاكم الانقياد إلى الدرزيّ، فثار الناس عليه وقصدوا قتله، فهرب منهم وأنكر الحاكم أمره خوفا من الرعيّة، وبعث إليه في السرّ مالا، وقال: اخرج إلى الشام وانشر الدعوة في الجبال، فإنّ أهلها سريعو الانقياد. فخرج إلى الشام، ونزل بوادي تيم الله بن ثعلبة، غربيّ دمشق من أعمال بانياس، فقرأ الكتاب على أهله واستمالهم إلى الحاكم وأعطاهم المال. وقرّر في نفوسهم الدرزيّ التناسخ، وأباح لهم شرب الخمر والزنا وأخذ مال من خالفهم في عقائدهم وإباحة دمه، وأقام عندهم يبيح لهم المحظورات إلى أن انتهى». (النجوم الزاهرة-ج 4/ 184). وقال ابن أيبك الدواداري: «وكان الحاكم يركب حماره ويقف عند رجل مراوحيّ بزقاق القناديل، فيتحادثان طويلا، ولا يعلم أحد ما بينهما إلاّ الله تعالى، ثم يدعه ويتوجّه إلى الجبل المقطّم فيغيب اليوم واليومين والجمعة ولا يعلم أين يكون ثم يعود». (الدرّة المضيّة 294 حوادث 408 هـ‍). -

[الحاكم يعيد ألقاب الأمراء والقادة]

[الحاكم يعيد ألقاب الأمراء والقادة] وأعاد الحاكم الألقاب والتأمير (¬1) والتقويد. [زيادة النيل وغرق الضياع] وزاد النّيل في سنة ثمان وأربعمائة زيادة كثيرة، وغرق من الضياع كثير بأهلها/129 ب/، ودخل الماء القاهرة وكاد يغرّقها لو لم يعمل له مزراب (¬2) يدفعه، غرم (¬3) عليه جملة مال، ودخل الماء بمصر إلى السّوق المعروف بالصّفّين، ووقعت (¬4) دور كثيرة (بالقاهرة ومصر، وتساقطت عدّة دور فيهما) (¬5)، وأثّر خرابا كثيرا، وهلكت الأشجار والنّصوب (¬6)، ونال الناس من ذلك شدّة شديدة، ونسبوا هذا أنه سخط من الله وارد (¬7) عليهم من الكفر الذّائع بينهم (¬8). ¬

= ثم يقول في حوادث سنة 409 هـ‍: «وفيها تعاظم الحاكم في نفسه وادّعى ما تقدّم من ذكره عندما صحبه الدرزي، وقيل إنه ذلك الرجل المراوحيّ المقدّم ذكره». (296) وانظر أيضا 259. أما ابن العماد الحنبلي فيذكر أن الداعية المقتول هو «حسن بن حيدرة الفرغاني» حيث يقول: «. . . في شهر رجب سنة تسع وأربعمائة ظهر رجل يقال له حسن بن حيدرة الفرغاني الأخرم يرى حلول الإله في الحاكم ويدعو إلى ذلك ويتكلم في إبطال الثواب، وتأوّل جميع ما ورد في الشريعة، فاستدعاه الحاكم وقد كثر تبعه وخلع عليه خلعا سنيّة وحمله على فرس مسرج في موكبه وذلك في ثاني رمضان منها، فبينما هو يسير في بعض الأيام تقدّم إليه رجل من الكرخ على جسر طريق المقياس وهو في الموكب فألقاه عن فرسه، ووالى العرب عليه حتى قتله، فارتجّ الموكب وأمسك الكرخي فأمر به فقتل في وقته، ونهب الناس دار الأخرم بالقاهرة، وأخذ جميع ما كان له فكان بين الخلع عليه وقتله ثمانية أيام وحمل الأخرم في تابوت وكفّن بأكفان حسنة. وحمل أهل السنّة الكرخي ودفنوه وبنوا على قبره، ولازم الناس زيارته ليلا ونهارا، فلما كان بعد عشرة أيام أصبح الناس فوجدوا القبر منبوشا، وقد أخذت جثّته ولم يعلم ما فعل بها». وختم ابن العباد بقوله انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخّصا. (شذرات الذهب 3/ 194، 195) ولم أجد هذه الرواية عند ابن خلّكان كما قال ابن العماد! (¬1) في البريطانية «والامريّة». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 223 «مرداب» وفي بترو «مزداب». والتصحيح من البريطانية. (¬3) في (س): «لزم». (¬4) في البريطانية وبترو «وتبعه»، وفي (ب): «ونبعت». (¬5) ما بين القوسين ليس في (س). (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 223: «والمنصوب»، والتصحيح من: البريطانية و (س). (¬7) في نسخة بترو «ورد». (¬8) ليس في المصادر ما يشير إلى هذه الحادثة. بل فيها إن النّيل كان مستوى مياهه عاديّا: -

[الحاكم يحظر الدخول إليه باستثناء أحد عشر رجلا]

[الحاكم يحظّر الدخول إليه باستثناء أحد عشر رجلا] وأمر الحاكم بعد قتل الدّرزيّ ألاّ يركب معه أحد إلاّ الركابيّة فقط، ولا يدخل إلى قصره من رؤساء دولته سوى أحد عشر رجلا أسماهم، وأن يدخل أيضا الكتّاب والقرّاؤون والأطبّاء والمؤذّنون وخدّام القصر، من غير أن يختلط بهم غيرهم من الناس. [ظهور حمزة بن أحمد ودعوته الدرزية] وظهر بعد الدّرزيّ داع آخر عجميّ يسمّى حمزة بن أحمد (¬1) ولقّب بالهادي، ونزل (بظاهر) (¬2) القاهرة، في الموضع المعروف بمسجد تبر (¬3)، [الداعي الجديد يدعو إلى الإباحية وإسقاط التكاليف الدينية] ودعا الناس إلى مقالة الدّرزيّ، ولزم منزله، واصطنع جماعة من الدّعاة رتّبهم في مصر وأعمالها والشامات (وما حولها) (¬4)، ودعوا إلى الرخصة والإباحة، وفسحوا في نكاح الأمّهات والأخوات والبنات، وإلى إسقاط جميع التكليفات من الصوم والصلاة والحجّ، واستجاب لهم خلق كثير (¬5)، وصار أصحاب ¬

= «أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا». (النجوم الزاهرة 4/ 243، والدرّة المضيّة 293). (¬1) هو: حمزة بن علي بن أحمد، أصله من زوزن (بضم الزاي وقد تفتح). وزوزن كورة واسعة بين نيسابور وهراة. وكان رستاقها يشتمل على 124 قرية. (معجم البلدان) كان يقوم بنشاطه في الدعوة بجامع ريدان الذي كان قائما قرب باب النصر خارج أسوار القاهرة آنذاك. ويؤرّخ الدروز ببداية دعوته سنة 408 هـ‍. وبها تبدأ سنوات حمزة أي تقويم حمزة. (أنظر عنه في: أخبار الدول المنقطعة 202، ومذاهب الإسلاميين 2/ 598،599). (¬2) ليست في البريطانية وبترو، وفيهما فقط: «ونزل بالقاهرة». (¬3) في البريطانية «تبرير». ومسجد تبر خارج القاهرة مما يلي الخندق قريبا من المطرية، وكان يسمّى مسجد التبن، ويقال إنه بني على رأس إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي، ويعرف أيضا بمسجد البئر والجميزة. أما تبر فهو أحد أمراء كافور الإخشيدي، حاربه جوهر الصقلّي حتى أجبر على الفرار إلى مدينة صور بساحل الشام، حيث قبض عليه وأدخل القاهرة وضرب بالسياط وحبس حتى مرض ومات، فسلخ جلده وصلب. (خطط المقريزي 2/ 413). (¬4) في (س) «وجبالها». (¬5) قال المقريزي في حوادث سنة 408 هـ‍: «ثم ظهر داع آخر اسمه حمزة بن أحمد، وتلقّب بالهادي، وأقام بمسجد تبر خارج القاهرة، ودعا إلى مقالة الدرزي، وبثّ دعاته في أعمال مصر والشام، وترخّص في أعمال الشريعة، وأباح الأمّهات والبنات ونحوهنّ، وأسقط جميع التكاليف في الصلاة والصوم-

[الحاكم يعتني بالدرزي ويستشيره]

الهادي إذا لقوا أصحاب جتكين (¬1) داعي الدّعاة لعن بعضهم بعضا، ويكفر كل فريق منهما بالآخر. وكان أصحاب الهادي يلقون الحاكم في كلّ يوم في القرافة (¬2) للسلام عليه، [الحاكم يعتني بالدرزي ويستشيره] وهو مع ذلك يعتني بالهادي (¬3) ويسأله عن عدد ما حصل في بيته من أهل دعوته، ويظهر منه المشورة بالكثرة. (وظهر مذهب الدّرزيّ واشتهر بين الأنام، وصارت جريدته ستّة عشر ألفا يعتقدون أنّ الحاكم إلاه) (¬4). ووافى في بعض الأيام سبعة أنفار من أصحاب الهادي برقعة إلى قاضي القضاة أحمد بن محمد بن عبد الله (¬5) وهو في جامع مصر السّفلاني، وحين تصفّحها لقاها (¬6) تشتمل على شيء من كفرهم، فتنكّر منها واستعاذ بالله من مضمونها، وأعلم بذلك من حضر واشتاطوا (¬7) غيظا، ووثبوا على السبعة الدّعاة (¬8) وقتلوهم [عن آخرهم] (¬9)، فأنكر الحاكم على قاضي القضاة ما ¬

= ونحو ذلك. فاستجاب له خلق كثير. فظهر من حينئذ مذهب الدرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام». (اتعاظ الحنفا 2/ 113). (¬1) في البريطانية «خنكين». (¬2) في البريطانية «بالقرافة». (¬3) في (س) «يغشي الهادي». (¬4) كذا، والمصطلح في كتابتها «إله». وما بين القوسين ليس في (ب) والبريطانية. (¬5) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوام، أبو العباس. أنظر عنه في: اتعاظ الحنفا 2/ 23 و 108 و 110 و 118 و 145 و 159، والدرّة المضيّة 289 و 300 و 314 و 339). (¬6) كذا، والصحيح «لقيها». (¬7) كذا، والصحيح «استشاطوا». (¬8) في البريطانية وبترو «انفار». (¬9) زيادة من (س). ولعلّ الرقعة التي أرسلها «الهادي» إلى قاضي القضاة هي رسالة حمزة المؤرّخة في شهر ربيع الأول من السنة الثانية من سنوات حمزة أي سنة 409 هـ‍. والتي عنوانها «الرسالة المنفذة إلى القاضي»، يصف فيها قاضي القضاة بالجهل، ويتّهمه بالكفر، ويتعرّض للخلفاء الراشدين، ويذكر في آخر رسالته أنه اجتمع على غلمانه ورسله زهاء مائتين من العسكرية والرعيّة «وما منهم رجل إلاّ ومعه شيء من السلاح، فلم يقتل من أصحابي إلاّ ثلاثة نفر وسبعة عشر رجلا من الموحّدين في وسط مائتين من الكافرين. .». أنظر نصّ الرسالة في كتاب (منتخبات عربية-نشرها سلفستر دي ساسي-ج 2/ 213 - طبعة باريس 1806، باسم- Chrestomatie

[الدرزية يلعنون الأنبياء ويضعون كتابهم «الدستور»]

جرى، وتتبّع فيما بعد جماعة من المصريّين، وقتل منهم سبعين رجلا (¬1) [الدرزية يلعنون الأنبياء ويضعون كتابهم «الدستور»] وتزايد أمر الدّرزيّة إلى أن لعنوا آدم ونوح وجميع الأنبياء ومحمدا وعليّا، وتغوّطوا (¬2) في المساجد، ولطّخوا القبلة بالقذر (¬3)، وبالوا على مصاحف القرآن، وعملوا كتابا في معنى القرآن وسمّوه الدستور، واستضاموا من خالفهم في معتقدهم، وتعزّزوا عليهم، وصار متى استعدى على أحدهم أصحاب (¬4) السلطان لا يعدى عليه ولا يتعرّض له. [الحاكم يعطّل الخطبة في شهر رمضان والعيدين] وكان الحاكم منذ بدأ أمرهم قد قطع ما جرى به رسمه من صلواته وخطبته [لجمعة] (¬5) في الجوامع في أيام الجمع في شهر رمضان وفي العيدين، وعطّل مع ذلك الحجّ إلى مكّة عدّة سنين لتغلّب (¬6) العرب وقوّة ¬

، arabe = وكتاب طائفة الدروز، لمحمد كامل حسين-ص 80،81، ومذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي-ج 2/ 599 - 602). (¬1) قال المقريزي: «وكان أبو عبد الله أنوشتكين البخاري الدرزي أول رجل تكلّم بدعوته، وأمر برفع ما جاء به الشرع، وسيّر مذهبه إلى بلاد الشام والساحل، ولهم مذهب في كتمان السرّ لا يطلعون عليه من ليس منهم. وكان الدرزيّ يبيح البنات والأمّهات والأخوات. فقام الناس عليه بمصر وقتلوه، فقتل الحاكم به سبعين رجلا. وأنفذ الدرزيّ إلى الحجر الأسود برجل ضربه وكسره وادّعى الربوبيّة. وقدم رجل يقال له يحيى اللّبّاد، ويعرف بالزّوزني الأخرم، فساعده على ذلك، ونشط جماعة على الخروج عن الشريعة» (اتعاظ الحنفا 2/ 118). وحادثة كسر الحجر الأسود في الكعبة المشرّفة ذكرها المؤرّخون في حوادث سنة 413 هـ‍ أنظر عنها في: المنتظم 8/ 8،9، والكامل في التاريخ 9/ 332،333 (حوادث سنة 414 هـ‍). ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 110،111 رقم 413، والبداية والنهاية 2/ 13،14، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، للقاضي الفاسي المالكي 1/ 314 (بتحقيقنا)، وشذرات الذهب 3/ 197،198، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين، للعلوي، بتخريج الحافظ الصوري- (بتحقيقنا) -ص 99 - 101 - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1987، والدرّة المضيّة 315، والنجوم الزاهرة 4/ 249،250. (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 224 «تفوطوا»، والتصحيح من البريطانية. (¬3) في (س): «بالعذرة». (¬4) في البريطانية «إلى أصحاب». (¬5) زيادة من (س). (¬6) في (س): «واحتج بتغلّب».

[سنة 410 هـ‍.]

أيديهم، والخوف من أخذهم الحجّاج، وانقطع حمل الكسوة التي جرت بها العادة بتجهيزها إلى الكعبة، واستشعر المسلمين (¬1) بما ظهر من هذه كلّها أنّه لانحرافه عن دين الإسلام وتعمّده تقوية هذا المذهب وإظهاره. [سنة 410 هـ‍.] [ظهور الأبيات والقصائد المنسوبة إلى الحاكم التي تخوّف الناس وترهبهم] وظهر في أيدي المصريّين أبيات شعر وقصائد منسوبة إلى الحاكم تتضمّن وعيده لهم/130 أ/بحريق دورهم، ونهب أموالهم، وسبي حريمهم، وسفك دمائهم، وكثر الإرجاف بهم، فقريء (¬2) عليهم سجلّ بتطمينهم (¬3) ويزيل (¬4) سوء ظنّهم. وتناسخوا أيضا كتابا ذكروا أنه من الحاكم، تاريخه العشر الأخير من شهر رمضان سنة عشر وأربعمائة، يتضمّن (¬5) تفنيدهم على تخلّفهم عن تسليم الحقّ إلى (¬6) أهله وتركهم التشاغل بعيوب نفوسهم، واعتراضهم عليه فيما يفعله (¬7) ويشير عليهم بالمبادرة إلى الإيمان في أوانه [وقبل فواته] (¬8) ويوبّخهم على مخالفتهم إيّاه فيما قصد بهم (¬9) إليه ممّا يعود عليهم بالقرب إلى باريهم، ومجاهرتهم له بما أتوه من الخطايا وتظاهروا به من البدع، ويتواعدهم (¬10) بأنّ كلّ عقوبة سيحلّها بهم إن لم يزروا (¬11) الشّر ويعملون (¬12) الخير ويعمدوا عليه، ويسلّموا إلى إمام دهرهم، ويولجوا إليه أمرهم. ويذكّرهم بما تقدّم من إنذاره لهم، وتخويفه إياهم على مباينته، ويعد من قبل أوامره واحتذى مرضاته بالإحسان إليهم ¬

(¬1) كذا، والصحيح «المسلمون». (¬2) في بترو «فيهم فقراء». (¬3) في (س): «يطمنهم». (¬4) في بترو «بزيل». (¬5) ليست في (ب). (¬6) في (ب): «عن». (¬7) في البريطانية «فعله». (¬8) زيادة من (س). (¬9) في البريطانية «قصدهم». (¬10) في البريطانية وبترو «وتواعدهم أن». (¬11) في البريطانية وبترو «يدروا». (¬12) كذا، والصواب «ويعملوا». وفي بترو «ويعمدون».

[المسلمون يكفرون الحاكم ويشتمونه في أشعارهم]

والإبقاء عليهم، ويحذّر من صبر على الأفعال المنكرة بخلاء (¬1) ديارهم، وتعفية آثارهم، وسبي نساءهم (¬2) وأولادهم، ونهب أموالهم. وأنّهم حينئذ يطلبون ناصرا فلا ينصرون (¬3) ويقسم على من وقع كتابه بيده أن يقرأه على أهله وجيرانه، ويجعلهم على علم من مضمونه. [المسلمون يكفّرون الحاكم ويشتمونه في أشعارهم] وتفاوض (¬4) المسلمون بينهم (¬5) أنّ قصده سياقتهم (¬6) إلى ما دعا إليه الدّرزيّ وأنّ حنقه عليهم إنّما هو لنفورهم منه. وأكثروا الكلام في ذلك، وعملوا أشعارا يكفّرونه فيها يشيرون بها (¬7) إليه، وترنّموا بأغاني تتضمّن شتيمة له وألفاظا قبيحة يشيرون (¬8) بها إليه، وجميعها تتّصل به [في وقتها] (¬9)، فازداد غضبا عليهم. [الحاكم يوزّع السلاح على العبيد والسودان لنهب مصر] وتقدّم في ذي القعدة سنة عشر (¬10) وأربعمائة بأن يفرّق على العبيد السودان من العسكريّة سلاح (¬11)، وأوعز إليهم بالنزول إلى مصر، وأن يتعمّدوا حرقها وسبي حريم أهلها وأولادهم، ونهب أموالهم، [الحريق يلتهم شطرا كبيرا من البلد] فبدأوا في طرح النار في طرف مصر في الموضع المعروف بالتّبّانين (¬12)، وتركوا أيديهم (¬13) في النّهب، وامتدّوا فيه إلى أن أتوا على ما في القياسر (¬14) التي يباع فيها ¬

(¬1) في (س) والبريطانية «بجلاء». (¬2) كذا، والصحيح «نسائهم». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 225: «يبصرون»، والتصويب من (س). وفي بترو والبريطانية «يجدون». (¬4) في بترو «ويفاوض». (¬5) في بترو «وينبهّهم». (¬6) في البريطانية «سياقهم». (¬7) في بترو «كفرية و»، وفي البريطانية: «كفريّة ويسيرون بها». (¬8) في البريطانية «يسيرون». (¬9) زيادة من (س). (¬10) في البريطانية «ست عشر»، وهو وهم. (¬11) في البريطانية «سلاحا» وهو غلط. (¬12) في بترو والبريطانية «بالتنانير»، وهو تحريف. (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 225 «يديهم» والتصحيح من البريطانية. (¬14) في الأصل وطبعة المشرق 225: «القواسير»، والتصحيح من (س).

[الحاكم يقتل غادي الخادم الذي أراد القضاء على الفتنة]

البزّ (¬1)، وعلى كثير من الحوانيت والمساكن، وأسروا خلقا من النّسوان وافترسوهنّ، وتهارب جماعة منهم إلى الجامع (تحرّما به) (¬2) فلم يحمهم، ونهبوا مواضع كثيرة من مصر، وأحرقت النّار شطرا كبيرا من البلد، ولم يتجاسر المصريّون على إطفايها (¬3) خوفا من أن يجري عليهم ما هو أعظم وأشدّ (¬4). وانتهى إلى الحاكم عظم الحادثة بمصر من الحريق والنهب والأسر، فإنّه لم يؤمن تفاقمه وخروجه إلى ما يصعب تلافيه واستدراكه، [الحاكم يقتل غادي الخادم الذي أراد القضاء على الفتنة] فتقدّم إلى غادي (¬5) الخادم الصّقلبيّ بالنزول إلى مصر في جماعة من الجند ليسكّن الفتنة، فنزل وشاهد أمرا فظيعا وحالة قبيحة، فقتل بعضا من العبيد ومن أهل الشرّ (¬6) لتوقع الهيبة فيهم، وفرّق جمعهم (¬7)، وعاد إلى الحاكم وهو حنق ممّا شاهد، وشرح له قبح النازلة وعظم الحادثة، وقال له في جملة كلامه: لو أنّ باسيل ملك الروم دخل إلى مصر/130 ب/لما استجاز أن يفعل بها مثل هذا، فنقم عليه الحاكم وقتله، فاستغاث المصريّون إليه في العفو عنهم والتقدّم بإطفاء النّار لئلاّ تهلكهم، فأذن بذلك بعد أن تلف من العقارات والرحالات ما يعظم قدره. [المؤلّف يذكر قول الناس حول سبب حريق مصر] وقال بعض النّاس إنّ السبب في ما أمر به من حريق مصر ونهبها أنّ أكثر تلك الأشعار والقصائد المنسوبة إليه أو كلّها هم نحلوه إيّاها وعملوها على لسانه، وكذلك الكتاب المكتتب عنه، وأنه قصده أن يحقق فيهم ما ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 225 «البرّ»، والتصحيح من (س). (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية. وفي بترو «نحو ماية». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 225 «طفيها»، والتصحيح من بترو. (¬4) في بترو: «وأشرّ». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 226 «عادي» بالعين المهملة، والتصويب من (اتعاظ الحنفا 2/ 106) وفي (س) «غاز». قال المقريزي إنه كان يتولّى الستر والحجبة، وهو الذي قتل القاضي مالك بن سعيد سنة 405 هـ‍. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 226 «الشرة»، والتصحيح من البريطانية. (¬7) في البريطانية «جميعهم».

تفاءلوا (¬1) به على أنفسهم، وبعثه عليه أيضا ذكرهم له في أشعارهم [وأغانيهم] (¬2) وتشيرهم (¬3) له وتلقيبهم (¬4) إيّاه. وقال بعضهم: بل هو لحنقه عليهم [لتخلّفهم عن] (¬5) المسارعة إلى (¬6) الدخول في دعوة الدّرزيّ والهادي. ولعله كان للحالتين جميعا. وقريء عليهم بعد ما جرى من الحريق والنّهب سجلّ بالغم (¬7) ممّا نالهم، وأنه لم يكن بأمره ولا جرى باختياره (¬8). ¬

(¬1) في بترو «تقاولوا». (¬2) زيادة من (س). (¬3) كذا، وفي البريطانية «وسيرهم»، والاثنتان لا معنى لهما. والمراد: «وإشارتهم». (¬4) في البريطانية «وتلقيهم». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 226 «ليكلّفهم»، وما أثبتناه بين الحاصرتين من (س). (¬6) في (س): «إليه وتاخرهم عن». وفي بترو: «المنازعة على». (¬7) في بترو «بالتغم» وفي البريطانية «بالتعمّد». (¬8) فصّل ابن الجوزي هذه الأحداث في سنة 411 هـ‍ فقال: «وكان يواصل الركوب ليلا ونهارا ويتصدّى له الناس فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان المصريون موتورون منه فكانوا يدسّون إليه الرقاع المختومة بالدعاء والسبّ له ولأسلافه والوقوع فيه وفي حرمه حتى انتهى فعلهم في ذلك إلى أن عملوا تمثال امرأة من قراطيس بخف وأزرار ونصبوها في بعض الطريق وتركوا في يدها رقعة مختومة تتضمّن كلّ لعن وشتيمة، فلما اجتاز بها لم يشكّ أنها امرأة، وأنّ الرقعة رقعة ظلامة، فتقدّم فأخذها من يدها ففتحها فرأى في أوّلها ما استعظمه فقال: انظروا هذه المرأة من هي؟ فقيل: إنها مثال معمول من قراطيس فقرأ الرقعة كلّها وعاد إلى القاهرة ودخل إلى قصره وتقدّم باستدعاء القوّاد والعرفاء، فلما حضروا أمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل من ظفروا به من أهلها، فتوجّهوا لذلك، وعرف المصريّون ذلك فقاتلوا عن نفوسهم قتالا بلغوا فيه غاية وسعهم، ولحق النهب والنار الأطراف والسواحل التي لم يكن في أهلها قوّة على امتناع ولا قوّة على دفاع، واستمرت الحرب بين العبيد والرعيّة ثلاثة أيام والحاكم يركب كل يوم ويشاهد النار ويسمع الصياح ويسأل عن ذلك، فيقال له: العبيد يحرقون مصر وينهبونها والنار تعمل في الموضع الفلاني والموضع الفلاني، فيظهر التوجّع ويقول: من أمرهم بهذا، لعنهم الله، فلما كان في اليوم الثالث اجتمع الأشراف والشيوخ في الجوامع ورفعوا المصاحب وعجّوا بالبكاء وابتهلوا إلى الله تعالى في الدعاء، فرحمهم المشارقة والأتراك فانحازوا إليهم وقاتلوا معهم، وأرسلوا إلى الحاكم يقولون: نحن عبيدك ومماليكك وهذا البلد بلدك وفيه حرمنا وأولادنا وما علمنا أنّ أهله جنوا جناية تقتضي سوء المقابلة، فإن كان هناك باطن لا نعرفه أشعرتنا به وانتظرت علينا إلى أن نخرج أموالنا وعيالنا، وإن كان ما عليه هؤلاء العبيد-

[أمير الأكراد يغزو الدرزية في وادي التيم]

وكان (¬1) وليّ عهد المسلمين عند حصوله بدمشق قد فسح لأهلها في شرب القهوة وسماع الأغاني، فحبّه (¬2) أهل دمشق. وأمّا الجند فكانوا ماقتين له لشحّه وقبضه يده على الإنفاق فيهم وتوفيتهم (¬3) رسومهم (¬4). [أمير الأكراد يغزو الدرزية في وادي التيم] وأذاع بعض الدّرزيّة دعوته في قوم من المسلمين في موضع يعرف بوادي (التّيم) (¬5) بين دمشق وصيدا، وأقلب دينهم، وتجاهروا بكفرهم، فغزاهم أمير الأكراد يعرف بابن تالشليل (¬6) فقتل منهم وسبى وأحرق وأهلك ¬

= مخالفا لرأيك أطلعتنا في معاملتهم بما تعامل به المفسد. فأجابهم بأنّي ما أردت ذلك ولا أذنت لهم، وقد أذنت لكم في نصرتهم والإيقاع بمن يتعرّض بهم. وراسل العبيد سرّا بأن كونوا على أمركم، وحمل إليهم سلاحا قوّاهم به، فاقتتلوا، وأعادوا الرسالة: إنّا قد عرفنا غرضك إنه إهلاك هذا البلد وما يجوز أن نسلّم أنفسنا، وأشاروا إلى بعض الوعيد في قصد القاهرة، فلما رآهم مستظهرين ركب حماره ووقف بين الفريقين وأومأ إلى العبيد بالإنصراف وسكّن الآخرين، فقبلوا ذلك وشكروه، وسكنت الفتنة. وكان قدر ما أحرق من مصر ثلثها ونهب نصفها، وتتبّع المصريّون من أخذ من زوجاتهم وبناتهم وابتاعوا من العبيد بعد أن فضحوهنّ حتى قتل منهنّ نفوسهنّ خوفا من عار الفواحش المرتكبة منهنّ. ثم زاد ظلم الحاكم وعنّ له أن يدّعي الربوبية، فصار قوم من الجهّال إذا رأوه يقولون له: يا واحدنا يا أحدنا، يا محيي يا مميت، وكان قد أسلم جماعة من اليهود فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود شرعنا الأول، فيفسح لهم في الارتداد». (المنتظم 7/ 297،298، وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 315، وتاريخ الزمان 79، وسير أعلام النبلاء 15/ 177 وفيه: «ولما أمر بحريق مصر، واستباحها، بعث خادمه ليشاهد الحال. فلما رجع، قال: كيف رأيت؟ قال: لو استباحها طاغية الروم ما زاد على ما رأيت، فضرب عنقه». والنجوم الزاهرة 4/ 180 - 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 208،209). (¬1) من هنا حتى قوله: «الحاكم في الحال» مقدار 44 سطرا ليست في (س). (¬2) كذا، والصواب «فأحبّه». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 226 «وتوقيتهم» والتصحيح من البريطانية. (¬4) تولّى وليّ العهد «عبد الرحيم» أو «عبد الرحمن بن الياس بن أحمد الملقّب بالمهدي» إمرة دمشق في أواخر أيام الحاكم. (أمراء دمشق 51 رقم 167). وقال الذهبي: إنه رخّص الناس فيما كان الحاكم نهاهم عنه وأظهر المنكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكن أبغضه الأخبار لبخله وكاتبوا فيه إلى الحاكم وحذّروا من خروجه، ووقع الشرّ بين الجند والأحداث بسببه، والنهب والحريق إلى أن طلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته. (ذيل تاريخ دمشق 70 بالحاشية). (¬5) «التيم» ليست في بترو. (¬6) في البريطانية وبترو «تالسليل».

خلقا وأباد حضراهم (¬1)، واستشعر وليّ العهد بعد ما جرى في أمرهم إنكار الحاكم ما فعل بهم، وتحذّر أن يحقد عليه بسببهم، وخاف سطوته، فأنفذ صاحبا له يعرف بابن الخرقاني (¬2) إلى حسّان بن المفرّج بن الجرّاح ليقرّر له معه أن يكون من جهته، ومتى (ما) (¬3) احتاج إليه في أمر من الأمور، ولم يقعد عنه واستحلفه، فوجد الجند بذلك (السبيل إلى) (¬4) زوال أمره والتشفّي منه، فشعّثوا عليه بالعصيان، وقتلوا الخرقاني بدمشق، وقصدوا نهب دار وليّ العهد، فاستغاث بالدمشقيّين والغوطيّين (¬5)، فأحاطوا بالقصر الذي ينزله (¬6) بظاهر دمشق، فانتشب الحرب بينهم وبين الجند، واندفع الدمشقيّون عنه، ونهب الجند القصر. وكان عند تواصل الأخبار إلى الحاكم بعصيان وليّ العهد وكثرة الأقاويل عليه بذلك قد انتدب صاعد بن عيسى بن نسطورس للخروج إلى الشام، وردّ النظر إليه فيه، وهو ممّن ابتدى (¬7) بالإسلام في أوّل الاضطّهاد، وزادت حاله عند الحاكم، إلى أن جعله أميرا عند (¬8) الأتراك، ولقّبه: «الأمير (¬9) الظّهير شرف الملك تاج المعالي» (¬10)، وخوّله وأعطاه من خزائنه من العدد السّلطانية والآلات الجليلة ما لم يعط لغيره، وتقدّم إليه بالخروج إلى الشام، وبرز إلى عين شمس، وشيّعه الحاكم في تبريزه. وتقدّمت مكاتبة (¬11) الحاكم إلى وليّ ¬

(¬1) في البريطانية وبترو «حضرهم». (¬2) في البريطانية «الخاقاني» وقيل «الخرفاني». (¬3) ليست في بترو. (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬5) نسبة إلى أهل الغوطة ضاحية دمشق. (¬6) في البريطانية وبترو «نزل به». (¬7) كذا في الأصل وطبعة المشرق 227. (¬8) في البريطانية «على». (¬9) كذا في الأصل وطبعة المشرق 227. والصحيح «الأمين» كما في (الإشارة 33). (¬10) زاد في الإشارة 33 «ذو الجدّين». وقد أناف به الحاكم على رتبة أخيه، وسمّاه بقسيم الخلافة. (المغرب في حلى المغرب 35). (¬11) في البريطانية «مكاتيب».

العهد يأمره بالحضور إلى مصر. ومع وصول أمره له (¬1) بذلك بادر بالرحيل لوقته، وسار العسكر معه إلى الرملة، ولما عرف الحاكم امتثاله (¬2) لأمره زالت الشبهة عنه من نفسه، /131 أ/وكتب له يرسم له بالرجوع إلى دمشق، وقلّد تقليدا ثانيا، وردّ [صاعد بن] (¬3) عيسى بن نسطورس إلى مصر وقتله في الحال (¬4). وثار بدمشق بعد مسير وليّ العهد عنها رجل من أهلها يعرف بمحمد بن أبي (¬5) طالب الجزّار (¬6)، واجتمع إليه جمع كثير من أحداثها ومن رعاع أهل حوران امتعاضا (¬7) لوليّ العهد، وحاربوا الجند، وطرح الجند النّار في المدينة، فأحرقت منها قطعة كبيرة. ولمّا عرف محمد بن أبي طالب الجزّار عودة وليّ العهد سار للقائه، واجتمعوا في لدّ. وسار محمد بن أبي طالب إلى دمشق وقد التفّ به، واجتمع إليه خلق كثير، ودخل دمشق بغتة، وراجع الحرب واستظهر على الجند وأخرجهم من المدينة، وأرسل (¬8) إليه وليّ العهد في تسكين الفتنة، فلم يطعه، وقتل قاضي دمشق، وتسلّط هو والأحداث عليها، وقتل أيضا جماعة من الناس ونهبهم، وتوقّاه أهل السّلامة وخافوا منه، وغلت الأسعار بقيام الفتنة، فاجتمع على الناس بدمشق الجوع والحريق والنهب والقتل. وكان محمد بن أبي طالب قد سدّ الباب المعروف ¬

(¬1) في البريطانية «إليه». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 227 «أمثاله»، والتصحيح من البريطانية وبترو. (¬3) ليست في الأصول والمطبوع، وأضفناها للتصحيح كما مرّ اسمه قبل قليل عن البريطانية وبترو، وفيها «صاعد بن عيسو». (¬4) أنظر عنه في: الإشارة 33، واتعاظ الحنفا 2/ 114، والدرّة المضيّة 296، والمغرب في حلى المغرب 356. (¬5) في بترو «بمحمد بن عبد أبي». (¬6) في (تاريخ الإسلام) بحاشية (ذيل تاريخ دمشق 70) «الجرار». (¬7) في البريطانية «امتغاصا». (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 227 «ورسل». والتصحيح من البريطانية.

[سنة 411 هـ‍]

بباب شرقي من أبواب المدينة، فوجدوا (¬1) الدمشقيّون فرصة، وفتحوا الباب، وقبضوا على محمد بن أبي طالب (¬2) وقتلوه وصلبوه على باب الجابية، وقتلوا جماعة من الأحداث المطابقين على رأيه. واستقام بعد ذلك أمر دمشق، وصلح حال وليّ العهد، وترك يده حينئذ في مصادرة جماعة من الدمشقيّين والمتّهمين بقيام الفتنة، فتنكّروا عليه سائرهم وبغضوه، واجتمع رأي أهل البلد والجند على الكراهية له. وفقد الحاكم في الحال. [وآل أمر وليّ العهد إلى ما سنذكره فيما بعد] (¬3). [سنة 411 هـ‍] [الروم يتسلّمون حصن الخوابي من ابن خليد] وفي شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة سلم محمد بن خليد (¬4) النهراني (¬5) إلى الروم الحصن المعروف بالخوابي (¬6) في جبل بهراء (¬7) ومدينة مرقيّة (¬8) على ساحل البحر، وكانت خرابا، فأحسن إليه (باسيل الملك) (¬9) وأنعم عليه (¬10). ¬

(¬1) كذا، والصواب «فوجد». (¬2) في البريطانية «وقبضوا على ابن أبي طالب». (¬3) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو والبريطانية. (¬4) في البريطانية «حلية»، وفي بترو «حليد»، وفي (س) «حامد». وفي نهاية الأرب 28/ 78 «محمد بن علي بن حامد»، وكذلك في (الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر) لمحيي الدين بن عبد الظاهر-تحقيق د. عبد العزيز الخويطر-ص 414 - الرياض 1976) وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ببيروت 1981 - ج 2/ 27. (¬5) كذا، وصحّح في نسخة بترو إلى «البهراني». (¬6) في البريطانية «بالجواني». و «الخوابي»: قلعة في جهة الشمال من طرابلس على نحو مرحلتين بين المرقب وصافيتا، كانت داخلة في جملة الحصون التي يتولى النظر عليها قاضي طرابلس «علي بن حيدرة». (أنظر كتابنا: تاريخ طرابلس 2/ 27). (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 228 «نهران» والتصويب من نسخة بترو. ومن (تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور، لابن عبد الظاهر-ص 86). (¬8) مرقيّة: بفتح أوله وثانيه وكسر القاف والياء مشدّدة. قلعة حصينة في سواحل حمص. (معجم البلدان 5/ 109). (¬9) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬10) الدولة البيزنطية 599.

[الحاكم لا يتجاوب مع وشاية النصارى]

[الحاكم لا يتجاوب مع وشاية النصارى] ورفع جماعة من المسلمين إلى الحاكم عدّة دفعات أنّ النصارى يجتمعون في بيوتهم ويصلّون ويقدّسون، ويحضر معهم جماعة من [النصارى] (¬1) الذين أسلموا، ويشاركونهم في أخذ القربان [المقدس] (¬2) فلم ينكر ذلك، وأعرض عن سماع كلام السّاعين. [الحاكم يعيد الأوقاف إلى دير طورسينا] ولقيه أنبا سلمون (¬3) رئيس دير طورسينا وشكا إليه سوء (¬4) حالة رهبان طورسينا وما هم عليه من الضّرّ والفاقة، وتوسّل إليه في إطلاق الأوقاف المقبوضة برسم هذا الدير، ليستعينوا بها على ما هم بسبيله، ويغتنم (¬5) دعاهم له ما عاشوا، فأجابه إلى ذلك، وأعاد جميع أوقافهم (¬6) إليه. [عود الى سنة 410 هـ‍.] [تعيين بطريرك القسطنطينية] وفي سنة عشر وأربعمائة صيّر أسطاث بطريرك (¬7) على قسطنطينية (¬8) وكان خصيّا، [وفاة بطريرك بيت المقدس] فأقام خمس سنين وستّة أشهر، ومات. [سنة 411 هـ‍.] [تعيين النّجار الرومي بطريركا على بيت المقدس] وفي هذه السنة أيضا مات ثاوفيلس بطريرك بيت المقدس في شهر رمضان، وتوسّل إلى الحاكم قسّ نجّار من أبناء الروم العبيد يسمّى نقفور ممّن يخدم في قصره برسم النّجارة في أن يؤذن له يصير بطريركا على بيت المقدس، فأجابه إلى ملتمسه. /131 ب/وكان له ابن وبنت، وسار إلى بيت المقدس وصلّي عليه هناك يوم الأحد العاشر من تموز سنة إحدى عشرة وأربعمائة (¬9). ¬

(¬1) زيادة من البريطانية و (س). (¬2) زيادة من (س). (¬3) في (س): «صلمون». (¬4) في البريطانية «ضيق»، وفي بترو «ضيق حال». (¬5) في (ب): «ويبعثهم». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 228 «وأعاد جميعا»، وما أثبتناه عن (س). ويرى Schlumberger أن سلمون هو زعيم رهبان دير آتوس، وهو الذي طلب من الحاكم أن يردّ على الدير ما صادره من الأملاك التي برسمه في مصر. (II-P .854) . (¬7) كذا، وفي البريطانية «اسطات بطريركا». (¬8) كذا، والصواب «قسطنطينية». (¬9) من قوله: «وفي سنة عشر وأربعمائة» حتى هنا ليس في (س) ومقداره (8) أسطر. وهذا الخبر سيتكرّر ثانية.

[رئيس دير طورسينا يطالب الحاكم برد أوقاف الكنائس]

[رئيس دير طورسينا يطالب الحاكم بردّ أوقاف الكنائس] ولقي أنبا سلمون رئيس دير طورسينا الحاكم أيضا واذكره (¬1) بتمادي خراب الكنائس، وأنّ الأوقاف التي كانت برسمها قبض عليها وقد خربت واختلّت، وعرض بالمسألة في الإذن بتجديد عمارة دير القصير (¬2)، وأن يرى رأيه بالمسامحة به، وعودة الرهبان إلى سكناه، واجتماع النّصارى فيه للصلاة، ولإطلاق ما برسمه من الأوقاف (فسعفه (¬3) بطلبته، وأمر بالمسامحة بما يجب لبيت المال على الأوقاف) (¬4) المخصوصة من خراج [وواجب] (¬5) [نصّ كتاب الحاكم لرئيس دير طورسينا بردّ أوقاف الكنائس] وكتب له بذلك سجلاّ هذه نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم (¬6)، هذا كتاب من عبد الله ووليّه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، لسليمان بن إبراهيم الراهب، بما رآه من إنعامه عليه، (وإسعافه بما رغب إليه من الإذن له) (¬7) في إعادة عمارة الدّير المعروف (بالقصير) (¬8) بطرا من جبل فسطاط مصر، إلى (¬9) ما كان عليه قبل هدمه، وتمكين الرهبان سكناه والمقام فيه على عادتهم، والجري على ما سلف من (عبادتهم) (¬10) وصلواتهم، وإقامة سنّة ديانتهم، والفسح في اجتماع من يطرقه من أهل ملّتهم (¬11)، وإزالة الاعتراضات عنهم، ومنع الأذى والتسلّط عليهم، وكفّ التبسّط (¬12) والحيف لهم، وردّ الأوقاف والأملاك التي كانت محبّسة عليه ومنسوبة إليه، من ضيعة، ومزرعة، ¬

(¬1) كذا. (¬2) في البريطانية «دير القصر». (¬3) في (س) «فشفعه». (¬4) ما بين القوسين ليس في بترو والبريطانية. (¬5) زيادة من (س). (¬6) البسملة ليست في البريطانية وبترو. (¬7) ما بين القوسين ليس في بترو والبريطانية. (¬8) ليست في البريطانية. (¬9) في بترو والبريطانية «على». (¬10) ما بين القوسين ليس في بترو والبريطانية. (¬11) في (س) «نحلتهم». (¬12) في (س): «التسلط».

ومينة (¬1)، وأرض، وحصّة، ودار، وقيسارية (¬2) وحمّام، وعرصة، وحانوت، وفاخورة، ونخيل (¬3)، وبستان، وشجرة مثمرة، وجنان، بمصر وأعمالها من جميع بلاد المملكة، أقطارها (¬4) وأطرافها، وتسليم ذلك إلى هذا الراهب ليتولّى جداه ويحوز نفعه وجناه، ويصرفه في مصالح هذا الدير، والمقيمين فيه، والقاصدين إليه، ويبسط (¬5) يده في تدبيره، ومن يسبّبه (¬6) في جميعه، وصيانة حقوق بيت المال المسلّمين منه، ويطهّره من درنه والوزر عنه، والمسامحة (¬7) بما يجب على ذلك من خراج وعشر وغرم، ورسم في سائر دواوين الحضرة المحلولة والمحبّسة، وإزالة التأوّل عنه والاضرار بسببه والتتبيع (¬8) له في هذا الوقت وما يأتي بعده من الأوقات على استقبال تاريخ هذا السجلّ، وفاء بالذّمّة وجزاء على مناصحتهم ومضامنتهم الملّة، لا يغيّره كرّحين، ولا يحيله مرّ الأحقاب (¬9) والسنين، فمن قرأه أو قريء من الأولياء والولاة ومتولّي الدواوين والضمناء والمتصرّفين في الأعمال والأحوال فليعلم ذلك من أمير المؤمنين ورسمه، وليعمل عليه وبحسبه. وكتب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة/132 أ/وليقرأ هذا المنشور في (يد) (¬10) متّخذه (¬11) حجّة له بمضمونه. ويثبت بحيث مثله إن شاء الله. ووقّع الحاكم في أعلاه (¬12)، عليه بخطّه. الحمد لله رب العالمين.». ¬

(¬1) في بترو والبريطانية «مينا». (¬2) في بترو «قيسرية». (¬3) في بترو «ونخل». (¬4) في بترو والبريطانية «وأقطارها». (¬5) في بترو: «له وبسط». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 229 «يسيبه»، والتصحيح من البريطانية. (¬7) في (س) «المساعدة». (¬8) في البريطانية «والتبيع». (¬9) في بترو «الأعقاب». (¬10) ساقطة من بترو والبريطانية. (¬11) في البريطانية «منتجزه». (¬12) من هنا حتى قوله «في الطريق وقبض» مقدار ورقتين ناقصتين من النسختين بترو والبريطانية. وفي البريطانية زيادة: «أولئك الأربعة الحملة التي رسم دفعها لهم».

[بطريرك بيت المقدس يطلب من الحاكم حماية الكنائس ببيت المقدس]

وكان بعد وفاة تاوفيلس بطريرك بيت المقدس صيّر الحاكم قسّا نجّارا من أبناء الروم العبيد اسمه نيقيفور ممّن كان يخدم بقصره برسم التجارة بتوسّله إليه بطريركا على بيت المقدس، وكان له ابن وبنت، وسار إليها وصلّي عليه بها يوم الأحد عاشر تموز سنة 1331 وهي سنة إحدى عشرة وأربعمائة (¬1)، فعاد الآن إلى مصر وطالع الحاكم باستقامة قوم من المسلمين له ولمن يجتمع من النّصارى للصلاة في عرصة القيامة واعتداءهم (¬2) عليه، [بطريرك بيت المقدس يطلب من الحاكم حماية الكنائس ببيت المقدس] والتمس منه سجّلا بالحماية والصّيانة وحفظ الكنايس الباقية ببيت المقدس والديارة التي هي خارجة عنه، وكنيسة لدّ، والإنعام بردّ أوقافها، فكتب له سجلا: [نصّ كتاب الحاكم لبطريرك بيت المقدس بحماية كنائسها] «بسم الله الرحمن الرحيم أمر أمير المؤمنين بكتبة (¬3) هذا المنشور لنيقيفور بطريرك بيت المقدس بما رآه من إجابة رغبته وإطلاق بغيته من صيانته وحياطته والذّبّ عنه وعن أهل الذّمّة من نحلته وتمكينهم من صلواتهم على رسومهم في افتراقهم واجتماعهم، وترك الاعتراض لمن يصلّي منهم في عرصة الكنيسة المعروفة بالقيامة وخربتها على اختلاف رأيه ومذهبه، ومفارقته في دينه وعقيدته، وإقامة ما يلزمه في حدود ديانته، وحفظ المواضع الباقية في قبضته داخل البلد وخارجه والدّيارات، وبيت لحم، ولدّ، وما برسم هذه المواضع من الدّور المنضوية إليها، والمنع من نقض المصلّبات بها، والاعتراض لأحباسها المطلقة لها، ومن هدم جداراتها وسائر أبنيتها إحسانا من أمير المؤمنين إليهم، ودفع الأذى عنهم وعن كافّتهم، وحفظا لذمّة الإسلام فيهم، فمن قرأه أو قريء عليه من الأولياء، والولاة، ومتولّي هذه النواحي، وكافّة الحماة، وسائر المتصرّفين في الأعمال، والمستخدمين، على سائر منازلهم، وتفاوت درجاتهم، واستمرار خدمتهم أو تعاقب نظرهم في هذا ¬

(¬1) ورد هذا الخبر قبل الآن. (¬2) كذا في الأصل، والصواب «اعتدائهم». (¬3) كذا، والصواب «بكتابة».

[قيام مطرانية القاهرة وعمارة كنيسة القنطرة بمصر]

الوقت وما يليه، فليعلم ذلك من أمر أمير المؤمنين ورسمه، ويعمل عليه وبحسبه، وليحذر من تعدّى حدّه ومخالفته حكمه، ويتجنّب مباينة نصّه ومجانبة شرحه، وليقرّ هذا المنشور في يده حجّة لمودعه يستعين بها على نيل طلبته وإدراك بغيته إن شاء الله تعالى.». . وكتب في جمادى الأخرى سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وفي أعلاه بخطّ الحاكم توقيع. الحمد لله رب العالمين. [قيام مطرانية القاهرة وعمارة كنيسة القنطرة بمصر] وانفتح حينئذ باب رجعة الكنائس وردّ أوقافها إليها، واستطلق أحد أبناء الروم اسمه تاودورس كان قديما قسّا، وصار أخيرا مطرانا على بيسان من عمل بيت المقدس، واستولى على مطرنة القاهرة، وعمّر كنيسة القنطرة بمصر. وتواصلت مسألة أنبا صلمون ومسألة غيره من النصارى إليه في ردّ كنيسة كنيسة من كنائسهم، وعمارتها، وردّ أوقافها. وكتب أنبا صلمون رقاعا عن أهل البلدان البعيدة عن مثل ذلك، فأجاب كلاّ منهم إلى ملتمسه، وأطلق عمارة جميع الكنائس والدّيارات التي يستدعي منه الأذن فيها وفي عمارتها بمصر وفي سائر بلاد مملكته، وكتب لكلّ منهم بذلك سجلا في معنى سجلّ دير القصير، وإعادة أوقافها إليها، إلاّ ما كان من الأوقاف والكنائس قد بيع في وقت القبض عليها في دمشق وفي جميع بلاد الساحل، وأصرف ثمنه في النفقات السلطانية لضيق الأموال وقلّتها، أو ما كان منها قد حصل لمن يتوقّون شرّه من المسلمين. [الحاكم يتسامح مع النصارى للعودة إلى دينهم بعد إعلان إسلامهم] ولمّا تسامح الحاكم بعمارة الكنائس وتجديدها وردّ أوقافها لقيه جماعة من النّصارى الذين كانوا أسلموا في وقت الاضطهاد وطرحوا أنفسهم عليه بين يديه وهم مسترسلون للموت، وقالوا له: إنّ الذي دخلنا فيه من التظاهر بدين الإسلام لم يكن باختيارنا ولا برغبة منّا، فنحن نسأل أن تأمرنا بالعود إلى ديننا إن رأيت ذلك، أو تأمر بقتلنا، فأمرهم للوقت بلباس الزّنانير ولباس السّواد وحمل الصّلبان، وكان كلّ منهم قد أعدّ عدّة غيار ثيابه، وتقدّم إلى أصحاب

[المؤلف يعلق على خطوات الحاكم نحو النصارى]

الشرطة بحفظهم وكفّ كلّ أحد عن التعرّض لهم، فكثر الراغبون إليه في ذلك حتى صاروا يلقونه أفواجا أفواجا، وكان يطلق ذلك لهم، فعاد منهم عدد كثير، وتوقّفت الرؤساء والصدور منهم عن الرجوع إلى ديانتهم حذرا على نفوسهم من أن يكون إجابة الحاكم لمن فسح له في ذلك على سبيل الحيلة عليهم والخديعة لهم، لاستكشافه ما في ضمائرهم، وظنّا منهم أنه يتتّبعهم فيما بعد ويأتي عليهم فعاجلته المنيّة، وكفي الذين رجعوا منهم إلى النّصرانيّة ما كان أولئك يحاذرونه، وبقي كلّ من الفريقين على حاله. [المؤلّف يعلّق على خطوات الحاكم نحو النصارى] وكان ما أتاه الحاكم في هذا المعنى من تسامحه بعمارة الكنائس وتجديدها وإعادة أوقافها إليها بعد ما تقدّم من مغالاته في هدمها وتأكيده في قلع أساساتها ومحو آثارها، ومن الترخيص للنّصارى الذين تظاهروا بالإسلام في العودة إلى دينهم بعد تسع سنين، منذ تظاهروا بالإسلام مع حظر ذلك في ديانة المسلمين. وفي ناموسهم القتل على فاعله، من آيات الله المعجزة وعجائبه الباهرة الدالّة على عنايته بشعبه، وتحقيقه لسالف وعده إذ يقول إنّني لست أخليكم في كلّ عصر من أركون لكم، فجعل جلّ ثناؤه أركونهم المنقذ لهم ممّا غشاهم وألمّ بهم من كان اضطّهادهم على يده واستضامتهم من قبله. وتخوّفوا أن يعقبهم بإساءته، أو يتخطّى إليهم أحد من الرعيّة بمكروه وجزعوا، فأنهى إليه أنبا صلمون رئيس دير طورسينا ما خالطهم، وقام في نفوسهم، فكتب لهم سجلا يؤمّنهم به هذه نسخته: [نص كتاب الحاكم بتأمين النصارى] «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من عبد الله ووليّه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ابن الإمام العزيز بالله أمير المؤمنين، لجماعة النصارى بمصر، عندما أنهوا إليه الخوف الذي لحقهم والجزع الذي هالهم فأقلقهم واستذراءهم (¬1) بظلّ الدولة، وتحرّمهم بحضور الحضرة، بما رآه وأمر به من تكميل النعمة عليهم بتوخّيه لهم ذمّة الإسلام ¬

(¬1) كذا.

[نهاية الحاكم]

وشرعه، من تصيّرهم تحت كنفه بحيث تصفو لهم موارد الطمأنينة، وتضفو (¬1) عليهم ملابس السكون والدّعة، وإجابتهم إلى ما سألوا فيه من كتب أمان لهم يخلّد حكمه على الأحقاب، ويتوارثه الأخلاف منهم والأعقاب، فأنتم جميعا آمنون بأمان الله عزّ وجلّ، وأمان نبيّه محمّد خاتم النّبيّين وسيّد المرسلين صلعم وعلى آله الطّاهرين، وأمان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، سلام الله عليه، وأمان الأيمة من آباء أمير المؤمنين، سلام الله عليهم، هذا على نفوسكم ودمائكم وأولادكم وأموالكم وأحوالكم وأملاككهم، وما تحويه أيديكم، أمانا صريحا ثابتا، وعقدا صحيحا باقيا، فثقوا به، واسكنوا إليه، وتحققوا أنّ لكم جميل رأي أمير المؤمنين وعاطفته، وعصرته تحميكم، وعصمته تقيكم، لا يقدم عليكم بسوء أحد، ولا تتطاول إليكم بمضرّة يد إلاّ كانت زواجر أمير المؤمنين مقصّرة من باعه، وعظم إنكاره، مضيّقا فيه من ذراعه، والله عون أمير المؤمنين على ما تعتقدونه من صلاح وإصلاح لسكّان أقطار مملكته، ومن له وسيلة الثواء في كنف دولته، وإياه يستشهد على ما أمضاه من أمانه لكم، وعهده الذي يشرفه طرفكم، وكفى بالله شهيدا. وليقرّر في أيديهم حجّة بما أسبغ من النّعم عليهم، إن شاء الله تعالى». وكتب في شعبان سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوقيعه أيضا بخطّه أعلاه. الحمد لله رب العالمين. [نهاية الحاكم] ومال الحاكم إلى أنبا صلمون منذ أوّل مشاهدته إيّاه، ولقياه له، وشفّعه بجميع ما كان يلتمسه منه، وتقدّم أن لا ينقبض عن مسألته في شيء مما يعود بصلاح أمور النصارى، وأن يلقاه في كلّ يوم في طريقه إلى الصحراء ليسأله عمّا يحتاج إليه، فامتثل أمره، وكثر أنسه به، حتى شنّع عليه كثير من عوامّ المسلمين، لما عرفوه من ميله إليه وتشفيعه إيّاه في ملتمساته، ومشاركته رهبان النصارى في لباس الصوف أنه قد تتلمذ لأنبا صلمون. وكان في كثير ¬

(¬1) كذا.

[قصة البدويين السبعة مع الحاكم]

من الأيام في نفوذه إلى البريّة يقصد دير القصير ويشاهد عمارته، ويستحثّ الصّنّاع على الفراغ منه، وأطلق له دنانير تصرف في النفقة عليه، ودفع أيضا إلى الرهبان المقيمين فيه دنانير، ورسم لهم مساعدة البنّائين لتروج عمارته، وكان يعدل أيضا إلى ديارات جدّدها اليعاقبة في ناحية القرافة، وإذا أراد الدخول إلى الجبل والطلوع إلى دير القصير أو غيره من الدّيارات تتأخّر الركابية عنه في الموضع المعروف بالقرافة وإلى الساقية، ويمضي وحده. [قصّة البدويّين السبعة مع الحاكم] وفي بعض الأيام جرى في ذلك على سالف عادته وتبعه صبيّ ركابيّ كان اصطنعه، يعرف بالقرافيّ، وأبعدا جميعا في الجبل، فلقيه سبع (¬1) نفر من البادية، والتمسوا منه صلة بجفاء في القول وغلظ في اللفظ، وفرية وشتيمة، فقال لهم: ما معي في هذا الموضع ما أدفعه لكم، لكنّني أنفذكم إلى متولّي بيت المال العميد المحسن ابن بدواس (¬2) ليدفع إليكم خمسة آلاف درهم. فقالوا: ما نمضي إليه لأنه لا يدفع لنا شيئا، وتردّد الخطاب بينهم وبينه، [إختفاء الحاكم في جبل القرافة] فالتمسوا منه أن ينفذ معهم القرافيّ الركابيّ لينجز لهم المطلق، وسار مع القرافيّ أربعة نفر منهم، وتخلف الثلاثة الباقون في الطريق، وقبض (¬3) /132 ب/أولئك الأربعة الجملة التي رسم دفعها لهم، وعاد القرافيّ يلتمس الحاكم، فأبطأ عليه عودته، فلمّا طال انتظاره له في الموضع الذي جرت عادته بموافاته إليه ساء ظنّه، ودار الجبل يطلبه، فألقى (¬4) سايحا (¬5) وسأله عنه، وذكر له صفته وصفة الحمار الذي هو راكبه، فأعلمه أنه شاهد في طريقه حمارا معرقبا، وساقه إلى الموضع حتى شاهد الحمار الذي كان معرقبا كما ذكر له. ¬

(¬1) كذا، والصواب «سبعة». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 233 «بدوس»، والتصحيح من (اتعاظ الحنفا 2/ 141 و 142 و 148 و 152 و 154 وقد قتل في سنة 415 هـ‍ (2/ 158). (¬3) حتى هنا ينتهي النقص في البريطانية وبترو. (¬4) كذا، والصواب «فلقي». (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 234 «مساحا»، وفي البريطانية «سيّاحا»، والتصحيح من بترو.

[أخت الحاكم تطلب من الأمراء والقادة البحث عن أخيها]

[أخت الحاكم تطلب من الأمراء والقادة البحث عن أخيها] وتقدّمت السيّدة أخت الحاكم إلى جميع الأمراء والقوّاد وغيرهم من الناس بالركوب إلى الصحراء واستكشاف خبره، وطلعوا إلى دير القصير (¬1) وفتّشوه لئلاّ يكون مستترا فيه، وفتّشوا أيضا سائر (¬2) المواضع التي كان يلمّ بها، فلم يقفوا له على خبر، ووجدوا بعد ذلك ثيابه الصّوف التي كان لابسها في ناحية الجبل وهي مهراة (¬3) من ضربات السكاكين وآثار الجراحات مخضّبة بالدّم، ولم توجد جثّته، فاستدلّ الأكثرون أنّ أولئك الثلاثة البوادي المتأخّرين عن اللحاق برفاقهم (¬4) وبالقرافيّ الركابيّ لقبض الصّلة المطلقة لجماعتهم عادوا إليه وقتلوه ودفنوه وأخفوا (¬5) أثر قبره (¬6). ¬

(¬1) في البريطانية «القصر». (¬2) في بترو «كامل». (¬3) كذا، والصواب «متهرّئة». (¬4) في (س) «برفقاتهم». (¬5) في بترو «وغفوا». (¬6) هذه الرواية نجد شبيهة لها عند المقريزي يقول فيها: «ولليلتين بقيتا من شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة فقد الحاكم. وسبب فقده أنّ أخته ستّ الكلّ سلطانة كانت امرأة حازمة، وكانت أسنّ منه، فدار بينها وبينه يوما كلام، فرماها بالفجور وقال لها: أنت حامل، فراسلت سيف الدين حسين بن علي بن دوّاس، من مقدّمي كتامة، وكان قد تخوّف من الحاكم، وتواعد على قتل الحاكم وتحالفا عليه. فأحضرت ستّ الكلّ عبدين وحلّفتهما على كتمان الأمر، ودفعت إليهما ألف دينار ليقتلا الحاكم. فأصعد إلى الجبل في الليل، وكان الحاكم قد رأى أنّ عليه قطعا، فلما كان في الليلة التي فيها قال لأمّه: عليّ قطع هذه الليلة وعلامة ذلك ظهور كوكب الذنابة، ودفع إليها خمسمائة ألف دينار ذخيرة لها، فمنعته من الركوب، ونام، ثم انتبه فامتنع ومضى، وركب الحمار إلى باب القاهرة، ففتح له أبو عروس صاحب الشرطة الباب وأغلقه خلفه، وخرج متّبعا له. قال: فسمعته يقول: ظهر والله الكوكب، ولم يكن معه سوى ركابيّ وصبيّ يحمل دواته. فعارضه وسط الجبل سبع فوارس من بني قرّة، فخدموه وسألوه الأمان وأن يسعفهم بما يصلح شأنهم، فأمّنهم، وأمر الركابي أن يحملهم إلى الخازن يدفع إليهم عشرة آلاف درهم، ودخل الشعب الذي كان يدخله وقد وقف العبدان له، فضرباه حتى مات، وطرحاه وشقّا جوفه ولفّاه في كساء، وقتلا الصبيّ وغرّقا حماره، وحملا الحاكم في كساء إلى أخته فدفنته». (اتعاظ الحنفا 2/ 115،116). وقال ابن الجوزي: «زاد ظلم الحاكم وعنّ له أن يدّعي الربوبية، فصار قوم من الجهّال إذا رأوه يقولون له: يا واحدنا يا أحدنا يا محيي يا مميت، وكان قد أسلم جماعة من اليهود فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود شرعنا الأول، فيفسح لهم في الارتداد، وأوحش أخته بمراسلات قبيحة وقال لها:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

= قد وقع إليّ أنك تدخل الرجال إليك، فراسلت قائدا يقال له ابن دوّاس كان شديد الخوف من الحاكم أن يقتله، فقالت: إنّي أريد أن ألقاك إما أن تتنكّر لي وتأتيني، وإما أن أجيء أنا إليك فجاءت إليه، فقبّل الأرض بين يديها وخلوا، فقالت له: لقد جئتك في أمر أحرس نفسي نفسك. فقال: أنا خادمك. فقالت: أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وأنه متى تمكّن منك لم يبق عليك، وأنا كذلك، ونحن معه على خطر عظيم، وقد انضاف إلى ذلك ما قد تظاهر به وهتكه الناموس الذي قد أقامه آباؤنا، وزيادة جنونه وحمله نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله، فأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا وتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقت فما الرأي؟ قالت: تحلف لي وأحلف لك على كتمان ما جرى بيننا من السرّ، وتعاضدني على ما فيه الراحة من هذا الرجل. فقال لها: السمع والطاعة. فتحالفا على قتله وأنهما يقيمان ولده مقامه، وتكون أنت صاحب جيشه ومديره، وأنا فلا غرض لي إلاّ سلامة المهجة، فأقطعته ما يحصل مائة ألف. وقالت: اختر لي عبدين من عبيدك تثق بهما على سرّك وتعتمد عليهما في مهمّك. فأحضرها عبدين موصوفين بالأمانة والشهامة فاستحلفتهما على كتمان ما تخرج به إليهما، فحلفا، فوهبت لهما ألف دينار، ووقّعت لهما بإقطاع، وقالت: أريد منكما أن تصعدا غدا إلى الجبل فتكمنا فيه فإن نوبة الحاكم أن يصعد غدا وليس معه إلاّ الركابيّ وصبيّ، وينفرد بنفسه، فإذا قرب منكما خرجتما فقتلتماه وقتلتما الصبيّ. وسلّمت إليهما سكّينين من عمل المغاربة وقرّرت ذلك معهما. وكان الحاكم ينظر في النجوم، فنظر في مولده وقد حكم عليه بقطع في هذا الوقت وقيل فيه إنه متى تجاوزه عاش تتمّة نيّف وثمانين سنة. فلما كانت تلك الليلة أحضر والدته وقال لها: عليّ في هذه قطع عظيم وكأنّي بك قد تهتّكت وملكت مع أختي، فإنني ما أخاف عليك أضرّ منها، فتسلّمي هذا المفتاح فهو لهذه الخزانة ولي فيها صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوّلها إلى قصرك لتكون ذخيرة لك، فقبّلت الأرض وبكت وقالت له: إذا كنت تتصوّر هذا فارحمني ودع ركوبك الليلة، فقال: أفعل، وكان من رسمه أن يطوف كل ليلة حول القصر من أول الليل إلى الصباح في ألف رجل، فقعد تلك الليلة إلى أن مضى صدر من الليل، ثم ضجر وأحبّ الركوب، فرفقت به والدته وقالت: اطلب النوم يا مولانا، فنام ثم انتبه وقد بقي من الليل ثلثه فقال: إن لم أركب وأتفرّج خرجت روحي. فركب وصعد إلى الجبل وليس معه إلاّ الصبيّ، فخرج العبدان فطرحاه إلى الأرض وقطعا يديه وشقّا جوفه ولفّاه في كساء وحملاه إلى ابن دواس بعد أن قتلا الصبيّ، فحمله ابن دوّاس إلى أخته فدفنته في مجلسها، وكتمت أمره، وأحضرت الوزير وعرّفته الحال واستكمته واستحلفته على الطاعة. . وفقد الناس الحاكم فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا على أثر، فعادوا إلى أخته فسألوها عنه فقالت: قد كان راسلني قبل ركوبه وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا كأنهم يقصدون موضعا ويقولون لكل من يسألهم: فارقناهم في الموضع الفلاني وهو عائد يوم كذا. ولم تزل الأخت تدعو في هذه الأيام وجوه القوّاد وتستحلفهم وتعطيهم، وألبست أبا الحسن عليّ ابن الحاكم أفخر الملابس واستدعت ابن دوّاس وقالت له: المعوّل في قيام هذه الدولة عليك وتدبيرها موكول إليك وهذا الصبيّ ولدك فينبغي أن تنتهي في الخدمة إلى غاية =

[تاريخ اختفاء الحاكم]

[تاريخ اختفاء الحاكم] وكان فقد الحاكم يوم الإثنين أوّل الصوم المقدّس، وهو لليلتين بقيتا من شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وعمره يومئذ سبع وثلاثون سنة، وكانت خلافته خمس (¬1) وعشرين (¬2) سنة وستّة وعشرون يوما (¬3). [تم الجزء الأوّل من التاريخ الذي صنّفه يحيى بن سعيد ويتلوه الجزء الثاني] (¬4). ¬

= وسعك، فقبّل الأرض ووعد بالإخلاص في الطاعة، وأخرجت الصبيّ وقد لقّبته الظاهر لإعزاز دين الله وألبسته تاج المعزّ جدّ أبيه، وأقيمت المآتم على لحاكم ثلاثة أيام، ورتّبت الأمور ترتيبا مهذّبا، وخلعت على ابن دواس خلعا كثيرة وشرّفته تشريفا عظيما فخرج فجلس معظّما، فلما تعالى النهار خرج نسيم صاحب الستر والسيف ومعه مائة رجل كانوا مختصّين بركاب السلطان ويحملون سيوفا بين يديه، وكانوا يتولّون قتل من يؤمر بقتله فسلّموا إلى ابن دواس يكونون بحكمه، وتقدّمت الأخت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر بالخدم ففعل، وقالت له: أخرج وقف بين يدي ابن دواس وقل: يا عبيد مولانا الظاهر يقول لكم: هذا قاتل مولانا الحاكم، وأعملهم بالسيف ومرهم بقتله، ففعل، ثم قتلت جماعة ممّن أطلع على سرّها، فعظمت هيبتها». (المنتظم 7/ 298 - 300). وانظر أيضا: الكامل في التاريخ 9/ 314 - 317، والنجوم الزاهرة 4/ 184 - 192، والدرّة المضيّة 299،301، وسير أعلام النبلاء 15/ 181 - 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 209،210، وتاريخ الزمان 79 - 91، والبداية والنهاية 12/ 10،11، ومرآة الجنان 3/ 26، وشذرات الذهب 3/ 193. (¬1) كذا، والصواب «خمسا». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 234 «وعشرون»، والتصويب من البريطانية. (¬3) أنظر عن الحاكم في: اتعاظ الحنفا 2/ 3 - 123، وخطط المقريزي 2/ 285، والمنتظم 7/ 293 - 300، والمغرب في حلى المغرب 49 - 75، وأخبار مصر لابن ميسّر 52، وذيل تاريخ دمشق 79،80، والكامل في التاريخ 9/ 116 - 317، والدرّة المضيّة 256 - 312، والبيان المغرب 1/ 286 وما بعدها، ووفيات لأعيان 55/ 292 - 298، والعبر 3/ 104 - 106، وسير أعلام النبلاء 15/ 173 - 184 رقم 70، والبداية والنهاية 12/ 9 - 11، وتاريخ ابن خلدون 4/ 56 - 61، والنجوم الزاهرة 4/ 176 - 196، وبدائع الزهور 1/ 50 - 58، وشذرات الذهب 3/ 192 - 195، ومآثر الإنافة 1/ 322 - 324، وصبح الأعشى 3/ 426،427، ودول الإسلام 1/ 245، وتاريخ ارينيوس-ص 259، ونهاية الأرب (مخطوط) ج 28/ 52 وما بعدها، وتاريخ الأزمنة 73 - 81، وتاريخ مختصر الدول 178 - 180، وأخبار الدول 191،192، وتاريخ الفارقي 116 - 120، والإنباء في تاريخ الخلفاء 186، والمختصر في أخبار البشر 2/ 151، وتتمة المختصر 1/ 332، وحياة الحيوان للدميري، وحسن المحاضرة 2/ 13،14، وعيون الأخبار وفنون الآثار 248 - 304، ونهاية الأرب 23/ 213. (¬4) ما بين الحاصرتين ليس في (س) والبريطانية.

[الجزء الثاني]

[الجزء الثاني] خلافة الظّاهر لإعزاز دين الله (¬1) [أخت الحاكم تكتم خبر قتله عن الناس وتدعو لولده الظاهر] ولمّا فقد الحاكم كتمت السيدة أخته صحّة قتله عن الناس، وأوهمتهم أنّه قد تعمّد (¬2) لغرض له تقفون عليه فيما بعد. ولم يزل أمره مكتوما إحدى (¬3) وأربعين يوما إلى أن وافى عيد المسلمين النّحر (¬4) وهو اليوم العاشر من ذي الحجّة، فأشهرت فقد الحاكم بإقامة الدّعوة (¬5) لولده أبي (¬6) الحسن عليّ (¬7)، ولقّب «الظّاهر لإعزاز دين الله» وذكر اسم الحاكم مع اسم آبائه الأموات، ورحم عليه وعليهم، وكان عمر الظّاهر يومئذ سبع عشرة سنة، وكان منذ ترعرع محجوبا في قصر السيّدة عمّته إلى حين فقد الحاكم حذرا [منها] (¬8) عليه من إساءة تلحقه من أبيه، وتنبت (¬9) به في حياة الحاكم، واعتنقت أموره منذ أفضت الخلافة إليه، وقامت بتدبير (¬10) الأمور، وعوّلت في ¬

(¬1) اعتبارا من خلافة الظاهر يبدأ النقص الأساسي في نسخة بتروبوليتان، وقد استعيض عنه بإضافة النقص بخط مختلف، وسيرمز إليه بحرف (ر). (¬2) في نسختي: (ر) والبريطانية «تعمده». (¬3) في البريطانية «واحد». (¬4) أي عيد الأضحى المبارك. (¬5) في (ر) «الدعوى». (¬6) في (ر) «الحسين بن»، و «أبي» ليست في (ب). (¬7) في البريطانية «ابن علي». (¬8) زيادة من (ر). (¬9) في (ر) والبريطانية «تنبتت». والصحيح «تبنّت». (¬10) في (ر): «وأقامت»، وفي البريطانية: «وأقامت بتدبيره».

[نص السجل بولاية العهد]

النظر في الأحوال على رئيس الرؤساء خطير (¬1) الملك عماد بن هرون، وجرى الأمر في تسمية الظّاهر بمولانا، وتقبيل/133 أ/الأرض بين يديه، والدّعاء له (بصلوات الله عليه) (¬2) على سالف الرسم في أيام أجداده. [نصّ السجلّ بولاية العهد] وأنشأ (عليه) (¬3) سجلاّ قريء على الناس يتضمّن حسن رأيه في الكافّة وتقدمته وتأكيده على كلّ من يتولّى شيئا من الخدم السلطانية، والنّظر في الأحكام والأقضية بالاعتماد (¬4) في أمورهم (على الحقّ) (¬5) وتوخّي العدل في جميع ما ينتهي إليهم، ويتعلّق بهم، وبصيانة أهل السلامة (والاستقامة، وتتبّع ذوي العيث والفساد) (¬6). وأنه انتهى إليه استشعار جماعة أهل الذّمّة من النّصارى واليهود أنّهم يستكرهون (على) (¬7) الانتقال إلى (شريعة) (¬8) الإسلام، وامتعاضهم (¬9) من ذلك، إذ كان {لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ} (¬10) وأن يزيلوا من أنفسهم ما تخيّلوه، ويتحقّقوا أنّهم يحملون على حكم الصّيانة والرعاية، وينزلون منزلة أهل الحياطة والحماية، ومن آثر منهم الدخول في دين الإسلام اختيارا من قلبه (وهداية من ربّه، ولم يكن غرضه التعزّز (¬11) والاستطالة) (¬12) فليدخل فيه مقبولا ومبرورا (¬13)، ومن آثر بقاءه على دينه (من غير ارتداد) (¬14) ¬

(¬1) في البريطانية «حظير»، وصحّح إلى «حظيّ». (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية و (ر). (¬3) ليست في البريطانية. (¬4) في (ر): «باعتماد الحق». (¬5) ما بين القوسين ليس في (ر). (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) ليست في (ر) والبريطانية. (¬8) ليست في (ر). (¬9) في (ر) والبريطانية «وامتغاصهم». (¬10) سورة البقرة-الآية 256 (¬11) في (ر) «التعزيز». (¬12) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬13) في (ر) والبريطانية «ومبررا». (¬14) ما بين القوسين ليس في (ب).

[أخت الحاكم تكتب إلى دمشق بالقبض على ولي العهدقتل ولي العهد ابن الياس بالسم]

كان عليه (¬1) ذمّته وحياطته، وعلى جميع أهل الملّة حفظه وصيانته. (وأعظم (¬2) أيضا فيه ما عرفه من ذهاب طائفة من الجهّال إلى الغلوّ في الإمامة وعدولها بالأباطيل عن موجب الحقائق، وصفتها المخلوق بصفة الخالق، وتبرّؤه (¬3) من الله في (¬4) ذلك، وانتزاعه من إطلاق اللفظ بحكاية معتقدهم، وبسط لسانه بذكر عنهم، واعترافه إلى الله أنه وأسلافه الماضين، وأخلافه الباقين، مخلوقون اقتدارا ومربوبون اقتسارا، لا يملكون لأنفسهم موتا ولا حياة، ولا يخرجون عن قضيّة الله تعالى. وأنّ جميع من خرج منهم (¬5) عن حدّ الأمانة (¬6) والعبوديّة لله عزّ وجلّ، فعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، وأنّه قد قدّم إنذاره لهم بالتوبة إلى الله تعالى من كفرهم، ولما يعتمده من الإبقاء على الجماعة، ومن أتى ذلك فيهم، وأقام على كفره فسيف الحقّ يستأصله، ويذكر إبعاده أصحاب الأخبار والسّعايات، وأمانة الناس أجمعين من أهل الملّة والذّمّة على نفوسهم ودمائهم وأولادهم وأموالهم وأحوالهم ما سلكوا الطريق المستقيمة ولم يقصدوا المقاصد الذميمة) (¬7) فأنس النّاس بسجلّه هذا واستبشروا [به] (¬8). [أخت الحاكم تكتب إلى دمشق بالقبض على وليّ العهدقتل وليّ العهد ابن الياس بالسّمّ] وكانت (¬9) السيدة أخت الحاكم مع إياسها من أخيها وتحقّقها فقده، بادرت بإنفاذ عليّ بن داوود (¬10) وهو أحد الأمراء الكتاميين إلى دمشق ¬

(¬1) في (ر) والبريطانية «على». (¬2) من هنا حتى قوله «الذميمة» مقدار (12) سطرا ليست في (ب). (¬3) في (ر) «تبريه». (¬4) في (ر): «من». (¬5) في (ر): «بهم». (¬6) في (ر): «الإمامة». (¬7) حتى هنا ينتهي النقص في (ب). (¬8) زيادة من البريطانية. وفي (ر): «له». (¬9) من هنا حتى قوله «المقدم ذكرهم» مقدار (34) سطرا ليست في (س). (¬10) في (ذيل تاريخ دمشق) 70 «ابن داود المغربي»، وفي (اتعاظ الحنفا 2/ 114) «أبو الداود المغربي».

[هرب عبد العزيز بن الياس إلى ابن مرداس ومن ثم إلى الملك باسيل]

بملطّفات إلى الأمراء والقوّاد ووجوه الجند بالقبض على وليّ العهد عبد الرحيم بن الياس، فسارع الجماعة إلى ذلك لكراهيتهم (¬1) له، وحمل مقيّدا وحمل أهله وأنسبائه (¬2) معه وعدّى (¬3) به إلى دمياط، واعتقل بها مدّة، ثم دخل إلى مصر، وعند وصوله قلع قيده، واحتيط عليه في القصر مكرّما مبجّلا مدّة وتنغّص (¬4) إليه الظاهر بشيء من الفاكهة مسموما، فأكل منه ومات، [هرب عبد العزيز بن الياس إلى ابن مرداس ومن ثمّ إلى الملك باسيل] وأظهر للناس أنّه قتل نفسه، وفي حين القبض عليه بدمشق هرب ولده الكبير عبد العزيز ابن (¬5) أخي وليّ العهد أحمد بن الياس (¬6)، إلى حلّة صالح بن مرداس (¬7)، وأقاما بها عشرة أشهر، فتلطّف الظاهر في عودتهما، فتخوّفا منه، وهربا إلى بلد الروم ملتجئين إلى باسيل الملك، فأحسن قبولهم (¬8). ... ¬

(¬1) في (ر) «لكراهتهم». (¬2) كذا في الأصل، والصحيح «وأنسباؤه». (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 236 «وعدّ»، والتصويب من البريطانية. (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 236 «تنفص»، والتصحيح من (ر). (¬5) في البريطانية «وابن». (¬6) في (ر) «أحمد بن الطيب». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 236 «مراش» والتصحيح من البريطانية. (¬8) قال ابن القلانسي: «ووصل كتاب وليّ عهد المسلمين عبد الرحمن بن الياس أخي الحاكم إلى القائد بدر العطار في يوم السبت لليلة خلت من جمادى الأولى سنة 410 يأمره بضبط البلد، ووصل بعد ذلك أبو القاسم عبد الرحمن وقيل عبد الرحيم وليّ عهد المسلمين ابن الياس بن أحمد بن العزيز بالله إلى دمشق في يوم الثلاثاء لخمس بقين من جمادى الأولى سنة 410 فنزل في المزّة، فأحسن تلقّيه وبولغ في إكرامه والإعظام له والسرور بمقدمه، وكان ذلك له يوما مشهورا موصوفا. ودخل القصر في يوم الاثنين مستهلّ رجب فأقام فيه إلى يوم الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 411 فلم يشعر إلاّ وقوم قد جرّدوا إليه من مصر فهجموا عليه وقتلوا جماعة من أصحابه وساروا به في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول، وعاد بعد ذلك إلى دمشق في رجب سنة 412 ونزل في القصر. وأكثر الناس في التعجّب من اختلاف الآراء في تدبير هذه الولايات وتنقّل الأغراض والأهواء فيها، ولم يشعروا وهم يتعجّبون من هذه الأحوال واستمرار الاختلال إلاّ وقد وصل من مصر المعروف بابن داود المغربيّ على نجيب مسرع ومعه جماعة من الخدم في يوم الأحد في يوم عرفة بسجلّ إلى وليّ عهد المسلمين المذكور، ودخلوا عليه القصر، وجرى بينه وبينهم كلام طويل، إلاّ أنهم أخرجوه من القصر وضرب وجهه، وأصبح الناس في يوم العيد لم يصلّوا صلاة العيد في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

= المصلّى ولا في الجامع ولا خطب خطيب، وساروا بوليّ العهد في اليوم المذكور إلى مصر، فزاد عجب الناس، وحاروا فيما هم فيه وتشاكوا ما ينزل بهم من الأحوال المضطربة والأعمال المختلفة». (ذيل تاريخ دمشق 69،70). وقد سبق أن نقلنا ما ذكره الحافظ الذهبي في ولاية وليّ العهد لدمشق والحرب فيها إلى أن طلب إلى مصر، «ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طالب الجرّار والتفّ عليه الأحداث وحاربوا الجند فقهروهم فراسله وليّ العهد ولاطفه فلم يطعه فتوثّب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وصلبوه ودخل وليّ العهد وتمكّن فأخذ في مصادرة الرعيّة وبالغ فأبغضوه. فجاءهم موت الحاكم فقام ابنه الظاهر، ثم جاء كتاب الظاهر إلى الأمراء بالقبض على وليّ العهد، فقيّدوه وسجن إلى أن مات فقيل إنه قتل نفسه بسكّين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر فلم يصلّ صلاة العيد ولا خطب لأحد البتّة. وقال أيضا: قد عمل شاعر في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة: تقضّى أوان الحرب والطعن والضرب وجاء أوان الوزن والصفع والضرب أضحت دمشق في مصاب وأهلها لهم جند قد سار في الشرق والغرب حريق وجوع دائم ومذلّة وخوف فقد حقّ البكاء مع الندب وأضحت تلالا قد تمحّت رسومها كعبض ديار الكفر بالخسف والقلب (حاشية ذيل تاريخ دمشق 70). وقال المقريزي في حوادث سنة 409 هـ‍: «وفيها عزل الحاكم سديد الدولة عن دمشق، ووليها عبد الرحيم بن الياس، وسار إليها لعشرين من جمادى الآخرة، فبينما هو في قصره إذ هجم عليه قوم ملثّمون فقتلوا جماعة من غلمانه، ثم أخذوه ووضعوه في صندوق وحملوه إلى مصر، فلم يكن بها أكثر من شهرين، ثم أعيد إلى دمشق فأقام بها ليلة العيد. وورد من مصر رجل يقال له أبو الداود المغربي ومعه جماعة، وأخرجوا عبد الرحيم وضربوا وجهه، وأصبح الناس يوم العيد، وليس لهم من يصلّي لهم. وعجب الناس من هذه الأمور» (اتعاظ الحنفا 2/ 114) وقال ابن تغري بردي: «وأحضرت خطير الملك الوزير وعرّفته الحال، واستكتمته واستحلفته على الطاعة والوفاء، ورسمت له بمكاتبة وليّ العهد، وكان مقيما بدمشق نيابة عن الحاكم، بأن يحضر إلى الباب، فكتب إليه بذلك. وأنفذت عليّ بن داود أحد القوّاد إلى الفرما، فقالت له: إذا دخل وليّ العهد فاقبض عليه واحمله إلى تنّيس، وقيل غير ذلك. . .». «. . . وأما وليّ العهد الذي كان بدمشق وكتبتت بحضوره فاسمه الياس، وقيل: عبد الرحيم، وقيل: عبد الرحمن بن أحمد، وكنيته أبو القاسم ويلقّب بالمهديّ، ولاّه الحاكم العهد سنة 404. . وقبض عليه صاحب تنّيس، وبعث به إلى ستّ الملك، فحبسته في دار وأقامت له الإقامات، ووكّلت بخدمته خواصّ خدمها، وواصلته بالملطّفات والافتقادات، فلما عرضت ويئست =

[الخلاف بين النصارى الملكية حول بطريركية الإسكندرية]

[الخلاف بين النصارى الملكية حول بطريركية الإسكندرية] وكان النّصارى الملكيّة في مدّة إذن الحاكم بعمارة الكنائس وردّ أوقافها على حكمها وعوّلوا على تصيير بطريركا (¬1) على الإسكندرية، [انقسام النصارى بين أسقف القلزم وأسقف دمياط] ولم يكن (بقي) (¬2) في أبرشية الإسكندرية يومئذ إلاّ أسقفان (¬3)، [وهما أبا (¬4) خرسطودولا أسقف تنّيس، وأبا (4) إسحاق أسقف القلزم، وكتب كل واحد منهما خطّه للآخر أن لا يكون أحدهما بطريركا، ويشاركون الجماعة في اختيار من ينبغي أن يروس (¬5) عليهم. ونكل أبا (¬6) إسحاق أسقف القلزم عمّا كتب به خطّه، وتلطّف في أن ينجز له سجلا من الحاكم في أن يكون بطريرك (¬7) على الإسكندرية، وكره جماعة النصارى الملكية ذلك لأنّ القدّيس ¬

= من نفسها أحضرت الظاهر لإعزاز دين الله، أعني ابن أخيها الحاكم، وقالت له: قد علمت ما عاملتك به، وأقلّه حراسة نفسك من أبيك، فإنه لو تمكّن منك لقتلك، وما تركت لك أحدا تخافه إلاّ وليّ العهد، فبكى بين يديها هو ووالدته، وسلّمت إليهما مفاتيح الخزائن، وأوصتهما بما أرادت. وقالت لمعضاد الخادم: إمض إلى وليّ العهد وتفقّد خدمته، فإذا دخلت عليه فانكبّ كأنك تسائله بعد أن توافق الخدم على ضربه بالسكاكين، فمضى إليه معضاد فقتله ودفنه، وعاد فأخبرها، فأقامت بعد ذلك ثلاثة أيام وماتت. وذكر القضاعيّ في قصّة وليّ العهد شيئا غير ذلك، قال: إنّ ستّ الملك لما كتبت إلى دمشق بحمل ولي العهد إلى مصر لم يلتفت إلى ذلك، واستولى على دمشق، ورخّص للناس ما كان الحاكم حظره عليهم من شرب الخمر، وسماع الملاهي، فأحبّه أهل دمشق. وكان بخيلا ظالما، فشرع في جمع المال ومصادرة الناس، فأبغضه الجند وأهل البلد، فكتبت أخت الحاكم إلى الجند فتتبّعوه حتى مسكوه وبعثوا به مقيّدا إلى مصر، فحبس في القصر مكرما، فأقام مدّة. وحمل إليه يوما بطّيخ ومعه سكّين فأدخلها في سرّته حتى غابت. وبلغ ابن عمّه الظاهر بن الحاكم فبعث إليه القضاة والشهود، فلما دخلوا عليه اعترف أنه الذي فعل ذلك بنفسه. وحضر الطبيب فوجد طرف السكّين ظاهرا، فقال لهم: لم تصادف مقتلا. فلما سمع وليّ العهد ذلك وضع يده عليها، فغيّبها في جوفه فمات». (النجوم الزاهرة 4/ 193،194) وانظر: سير أعلام النبلاء 15/ 184. (¬1) كذا، والصواب «بطريرك». (¬2) ليست في البريطانية. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 237 «إلا أسقفا»، وفي البريطانية: «سوى أسقفان»، والتصويب من (ر). (¬4) كذا في (ر) والصواب «أبو». (¬5) كذا، والصواب «يرأس». (¬6) كذا، والصواب «أبو». (¬7) كذا، والصواب «بطريركا».

أرسانيوس بطريرك الإسكندرية كان قرّره لأمور تشكّاها شعبه منه وصبر عليها، ورأى النزول عن رياسته دون الإقلاع عنها، ومضى القدّيس أرسانيوس البطريرك في حال سبيله وهو غير راض عنه. واتفق رأي الجماعة على استرجاع السجلّ الذي تنجّزه والتمسوه منه فلم يدفعه إليهم وأطمع نفسه أن يصير بطريركا عليهم، فأنها أبا (¬1) سلمون ذلك إلى الحاكم مطالعة بما كتب به خطّه، وبكراهة الكافّة، فأنفذ من استرجع السّجلّ منه] (¬2). وصل في الحين إلى مصر من بلد الروم راهب قسّ (¬3) من أهل دمياط يسمّى أنبا جرجس من رهبان طورسينا، عايد من خدمة الدير [المقدّس] (¬4). واتّفق رأي الجماعة على الرضاء به (¬5) لقداسته وخيرته، فأبى قبول الرئاسة إلى أن أكرهوه وألزموه [وسأل أبا (¬6) سلمون الحاكم أن غيّر السجلّ الذي باسم أسقف القلزم وجعل باسم أبا (¬7) جورجيس، ولم يشاركهم أسقف القلزم في الرضى بارياسته (¬8) ولا الحضور للصلاة عليه] (¬9). فاختار النصارى أسقفين أحدهما على دمياط، والآخر على مصر، واجتمع اثني (¬10) عشر قسّيسا مع أسقف تنّيس أنبا خريصطودلس (¬11) وصلوا على المختار لكرسي دمياط، وصيّروه أسقفا، واتّفق أسقف تنّيس وأسقف دمياط والقسوس المقدّم ذكرهم (وصلّوا على أنبا جورجيوس) (¬12) [بوعد إقامة الدعوة للظاهر بستة أيام صيّر ¬

(¬1) كذا، والصواب: «فأنهى أبو». (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). (¬3) في (ر): «قسّيس». (¬4) زيادة من (ر). (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 237 «الرضاية» والتصحيح من البريطانية. (¬6) كذا، والصواب «أبو». (¬7) كذا، والصواب «أبي». (¬8) كذا، والصواب «برياسته». (¬9) ما بين الحاصرتين زيادة من «ر). (¬10) كذا، والصواب «اثنا». (¬11) في (ر) «خرسطوذولا»، وفي البريطانية: «خريسطوذولس». (¬12) هذه العبارة بين القوسين مقحمة على النص في الأصل.

[مقتل الملقب بالهادي الدرزي وتتبع أتباعه]

أنبا جورجيس من رهبان دير طورسينا] (¬1) بطريركا على الإسكندرية في مصر يوم الفصح المقدّس، وهو الثاني من نيسان [سنة 1332] (¬2) وهو لستّ عشرة خلت (¬3) من ذي الحجّة سنة إحدى عشرة وأربعمائة [وذلك بعد إشهار موت الحاكم وإقامة الدعوة للظاهر بستة (¬4) أيام ف‍] (¬5) أقام (في الرئاسة) (¬6) خمس عشرة سنة، وتنيّح (¬7) /133 أ/وبعد تصيّره (صير (¬8) على المختار لمصر وجعله أسقفا عليها) (¬9). وأنفذت له السيّدة أخت الحاكم (¬10) ثيابا ومصاحف وكمثليا (¬11) فضّة كانت عندها لخالها أرسانيوس البطريرك القدّيس، وشدّت مع النّصارى، وقوّت همّتهم (¬12) وجدّوا في عمارة كنائسهم. ... [مقتل الملقّب بالهادي الدرزي وتتبّع أتباعه] وهرب الملقّب بالهادي (¬13) بعد فقد الحاكم وقتل بعد ذلك وقبض على جماعة من الدّعاة إلى مذهبه، ومن المعتقدين له، واستتيب (¬14) من رجع عن مذهبه، وقتل من أبى الإقلاع عنه. (وصلب، وتتبّعوا في سائر الأعمال، وجرى أمرهم على ما قدّمنا ذكره) (¬15). وهلك منهم خلق كثير لإصرارهم على الثّبات على كفرهم. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). (¬2) زيادة من (ر). (¬3) في البريطانية: «وهو الخامس عشر». (¬4) في (ر): «ستت». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) تنيّح: تعبير يستخدمه النصارى للوفاة. (¬8) في (ر) والبريطانية «صلّى». (¬9) ما بين القوسين ليس في (س). (¬10) أي «إلى جاورجيوس بطريرك الإسكندرية» كما في البريطانية، أو «جورجيس» كما في (ر). (¬11) في البريطانية «وآلات». (¬12) في الأصل وطبعة المشرق 237 «منّتهم» والتصويب من (ب). (¬13) هو: حمزة بن علي بن أحمد الزوزني الداعية الدرزي، وقد مرّ التعريف به. (¬14) في (ر) والبريطانية «واستتاب». (¬15) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[أخت الحاكم تعطل قرارات الحاكم التي سبق ونشرها]

[أخت الحاكم تعطّل قرارات الحاكم التي سبق ونشرها] وقبضت السيّدة على جميع الإقطاعات التي أقطعها الحاكم، وأعادت (¬1) المكوس إلى ما كانت عليه قبل تسامح الحاكم بها، وقطعت كثيرا من الأرزاق والرواتب التي أجراها، إلاّ عن من (¬2) كانت له خدمة ضرورية، (فبقي على رزقه أو من شملته عناية وكيدة، فأعيد إليه ما برسمه) (¬3). واستخرجت (¬4) أيضا من أوقاف الكنائس ما أمر الحاكم في سجلاّته بالمسامحة به من الخراج والأعشار والواجبات. ... [اتّهام حسين بن دوّاس الكتامي بقتل الحاكم] (وكثرت الأقاويل على حسين (¬5) بن دوّاس (¬6) الكتاميّ متولّي السّيارة بمصر أنه هو الذي عمل على قتل الحاكم لمخافته منه، لأنه رام قتله دفعات، فاحتمى عليه بمقامه في داره (¬7) [و] (¬8) بمن جمع إليها من حاشيته وأصحابه، واستعدّ من السلاح ما يدفع به عن نفسه لمن يروم أخذه قهرا، ولم ير مكاشفته، وانتظر وجود فرصة في الظّفر به، وتحيّلت السيّدة عليه إلى أن حصل في القصر، فقتلته وقبضت على جميع ما كان له، ووجد في بعض صناديقه (¬9) السّكّين التي كانت للحاكم في كمّه، وحقّق الجماعة حينئذ عليه أنه كان السبب في قتله، والمواطيء لأولئك البوادي الذين لقيوه (¬10)، واستماحوه على الإيقاع به) (¬11). ... ¬

(¬1) في البريطانية «وعادت». (¬2) في البريطانية «عنما». (¬3) ما بين القوسين ليس في (س). (¬4) في البريطانية «واستخرج». (¬5) في (ر): «الحسين». (¬6) في البريطانية «دراس». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 238 «أردو». والتصحيح من (ر) والبريطانية. (¬8) زيادة من (ر) والبريطانية. (¬9) في (ر) زيادة «على ما حكا». (¬10) كذا، والصواب «لقوه». (¬11) ما بين القوسين ليس في (س). والخبر في (اتعاظ الحنفا 2/ 125 - 128، والنجوم الزاهرة 4/ 191 - 192، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، والبيان المغرب 1/ 271، والكامل في التاريخ 9/ 320.

[التظاهر بشرب النبيذ وسماع الأغاني بعد وفاة الحاكم]

[التظاهر بشرب النبيذ وسماع الأغاني بعد وفاة الحاكم] وعاد الناس بعد فقد الحاكم إلى التظاهر بشرب النبيذ وسماع الأغاني والتخرم (¬1) في لذّاتهم بمصر وغيرها. وافتتن الظاهر بذلك وتوفّر عليه، (وواصل (¬2) الركوب إلى دار رئيس الرؤساء خطير (¬3) الملك عمّار بن محمد (¬4) والمقام بها للمنادمة وسماع الأغاني (¬5)، فأنكرت السيّدة عمّته ذلك خوفا (¬6) عليه من حيلة تتمّ عليه. [مقتل رئيس الرؤساء عمّار بن محمد] وقتلت رئيس الرؤساء خطير الملك (¬7). وتولّى في الأمور بعده (¬8) الأمير الأمين شمس الملك (¬9). [النصارى يتظاهرون بأعيادهم ويخفّفون أزياءهم] وعاد النّصارى إلى التظاهر بأعيادهم، وخروج البواعيث (¬10) إلى ¬

(¬1) في البريطانية «والتحزّم». (¬2) في (ر): «ووصل». (¬3) في البريطانية «حظير». (¬4) في الأصول وطبعة المشرق 238 «عمار بن هرون»، والتصويب من (اتعاظ الحنفا 2/ 125 و 128 و 183، والإشارة 33، والمغرب في حلى المغرب 60 و 356). وهو الجدّ الأعلى لأسرة بني عمّار التي حكمت طرابلس الشام في القرن الخامس الهجري- الحادي عشر الميلادي. (أنظر شجرة نسب بني عمّار، في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-ج 1/ 342 - الطبعة الثانية). (¬5) اتعاظ الحنفا 2/ 129. (¬6) في (ر): «إشفاقا». (¬7) قال ابن الصيرفي: «تولّى أمر البيعة الظاهرية في يوم عيد النحر من سنة إحدى عشرة وأربعمائة واتّفق في هذا اليوم أن دعي للإمام الحاكم في خطبة العيد، ثم بويع للإمام الظاهر بعد عودة القاضي من المصلّى، فكان بين الدعاء في الخطبة للإمام الحاكم وبين أخذ البيعة للإمام الظاهر ثلاث ساعات ولم يتّفق مثل ذلك. وفي شهر ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة خلع عليه للوساطة وكتب له سجلّ بذلك، وزال أمره في ذي القعدة من السنة المذكورة. وكانت مدّة نظره سبعة أشهر وأيام «قتل في الفجّ». (الإشارة 33،34) وفي (اتعاظ الحنفا 2/ 128): «قتل في الحج». وانظر: المغرب في حلى المغرب 356، والدرّة المضيّة 315. (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 238 «بعد»، والتصحيح من (ر) والبريطانية. (¬9) ما بين القوسين ليس في (س). أما الأمير الأمين المكين شمس الملك، فهو: أبو الفتح المسعود بن طاهر الوزّان. (الإشارة 34 والدرّة المضيّة 317، والمغرب في حلى المغرب 356، واتعاظ الحنفا 2/ 132). (¬10) في (ر): «الباعوت».

[مقتل اليعقوبي أبي زكريا المرتد بعد إسلامه]

كنائسهم التي في ظاهر المدينة، (والتظاهر بذلك) (¬1)، والظاهر يحضر لمشاهدة اجتماعاتهم ويتقدّم بصيانتهم. وخفّفوا الغيار الذي عليهم، واقتصر الأكثرون منهم على لباس زنّار وعمامة سوداء، وأطلق لهم عمارة الكنائس (¬2)، وردّ أوقاف (¬3) لم تكن استطلقت من الحاكم. [مقتل اليعقوبي أبي زكريّا المرتدّ بعد إسلامه] (ووثب (¬4) جماعة من المسلمين بمصر على رجل يعقوبيّ يعرف بأبي (¬5) زكريّا ابن أبي غالب ممّن كان تظاهر بدين الإسلام في أيام الحاكم، وأذن له بالعودة إلى/134 أ/النّصرانية، وصاحوا عليه في الأسواق [وضربوا يدهم إليه] (¬6) واحتجّوا عليه أنه كان في أيام إسلامه ملازما للجامع متقدّما في الصلوات، ونسخ بخطّه ودرسه وكتب (¬7) الحديث والفقه، وأنّ غيره من النّصارى الذين عادوا ما عملوا كعمله والتمسوا منه أن يعيد إليهم ما كتبه واقتناه من علومهم، فأمر الظّاهر بحبّسه [في الشرطة السفلى] (¬8) ولبث في الاعتقال مدّة عشرة أيام، وفي كلّ يوم منها يجادل في العودة إلى دين الإسلام ويهدّد (¬9) ويفزّع، ولا هو (¬10) يذعن ولا يجيب، ولما أيس من رجوعه طولع الظّاهر بأمره، فأمر بقتله لكثرة الكلام عليه) (¬11). [وسيق إلى الموضع ¬

(¬1) ما بين القوسين هو في (ر) والبريطانية «القاهرة». (¬2) في البريطانية «الكنائس». (¬3) كذا، والصواب «أوقافا». (¬4) من هنا حتى قوله: «لكثرة الكلام عليه» ليس في (س). (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 238 «بابن أبي» والتصحيح من (ر). (¬6) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). (¬7) في (ر): «كتب» من غير «و». (¬8) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). (¬9) في الأصل وطبعة المشرق 238 «ويهود». والتصويب من: (ر) والبريطانية. (¬10) في البريطانية «وهو لا». (¬11) حتى هنا ينتهي النقص من (س).

[عودة النصارى من بلاد الروم وتقديمهم الجزية كعادتهم]

المعروف بالتبّانين (¬1) ليقتل هناك، و (هو) (¬2) فرح مسرور ضاحك، إلى أن قتل] (¬3). [عودة النصارى من بلاد الروم وتقديمهم الجزية كعادتهم] وعاد من بلاد الروم جماعة من النصارى الذين أسلموا وتظاهروا بالنّصرانيّة ولم يتعرّض (لهم أحد، وأخذ منهم وممّن عاد من النّصارى بمصر أيضا) (¬4) الجزية (منذ السنة) (¬5) التي انتهى استخراجها منهم إلى السنة التي عاد فيها كلّ واحد منهم (¬6). ... [سنة 413 هـ‍.] [استفحال أمر عزيز الدولة فاتك بحلب بفقدان الحاكم] واستثبت حال عزيز الدولة فاتك بحلب، واطمأنّ بعد فقد الحاكم (واستفحل أمره) (¬7) وانضاف إلى لقبه بعزيز الدولة تاج (¬8) الملّة، واحتاط على نفسه احتياطا تامّا (¬9) حذرا من حيلة تتمّ عليه، واختصّ بغلمان (¬10) مماليك يدورون في [خاصّ] (¬11) خدمته ومناوبته بنوب (¬12) وأبعد عنه من يحذر أن يواطيء على مكروه يراد منه، [غلام هنديّ يقتل فاتك] [وكان له وكالة من جملة أولايك الصبيان غلام ¬

(¬1) في (ر) «التنانين» والتصويب من عندنا. (¬2) «وهو» ليست في (ر) والإضافة من عندنا لضرورة السياق. (¬3) ما بين الحاصرتين ليست في الأصل، وهي فقط في (ر). والخبر ذكره المقريزي فقال في حوادث سنة 415 هـ‍: «أهلّ المحرّم بيوم السبت، وفي تاسعه أخذ رجل يقال له: أبو زكريا، كان نصرانيا فأسلم، وكتب الحديث وقرأ القرآن، وحجّ، ثم ارتدّ إلى النصرانية وقال: ما عمل فيّ سحر نبيّكم، فضرب عنقه بعد ما ثبت عليه هذا». (اتعاظ الحنفا 2/ 136). (¬4) العبارة بين القوسين من الأصل وطبعة المشرق 239 فقط. أما في (ر) والبريطانية، فورد بدلها: «واحد في طلب». (¬5) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬6) عبارة «التي عاد فيها كل واحد منهم»، وردت في البريطانية «عادوا فيها». (¬7) ما بين القوسين ليس في (ر) والبريطانية. (¬8) في البريطانية «وتاج». (¬9) في البريطانية «كاملا» وكذا في (ر). (¬10) في (ر) «بصبايان». (¬11) زيادة من (ر). (¬12) في (ر): «بنوايب».

[بدر غلام فاتك يستولي على قلعة حلب]

هنديّ (¬1) يميل إليه، فدخل أول الليل على مولاه وهو نايم، وهو أعدّ معه سيفا مجرّدا مستورا (¬2) في كمّه، وألقا (¬3) عند رجليه صبيّا (¬4) آخر من رفقايه يغمزه، فارتاع الصبيّ من مشاهدة السيف وحرّك مولاه ليقبضه، فبادر الهنديّ وضرب عزيز الدولة مولاه بالسيف الذي معه ضربة أزعجته، وثنّى بأخرى فأتت عليه] (¬5)، وقتل الغلام في الأثر، وذلك ليلة السبت لأربع ليال خلت من ربيع الآخر سنة ثلث عشرة وأربعمائة (¬6). [بدر غلام فاتك يستولي على قلعة حلب] واستولى على القلعة غلام له (¬7) يسمّى بدر (¬8). ¬

(¬1) في (ر): «غلاما هنديا». (¬2) في (ر): «سيف مجرد مستور». (¬3) كذا، والصواب «ألقى». (¬4) في (ر): «صبي». (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). وفي الأصل وطبعة المشرق 239 ورد مكانه «فقتله في ليلة غلام هندي منهم وهو نائم». وفي البريطانية «وكان غلاما هنديا يميل إليه فدخل أول الليل على مولاه فقتله وهو نائم». (¬6) في البريطانية زيادة «وقتل الغلام الهندي الأمير». والخبر في (زبدة الحلب 1/ 219،220): «ولما اطمأنّ عزيز الدولة، بموت الحاكم، ووصلته من الظاهر الخلع من مصر، ودخل غلام له يدعى تيزون، وكان هنديّا، وكان يميل إليه، ودخل في أول الليل عليه، وهو نائم في المركز، وفي يده سيف مجرّد مستور في كمّه ليقتله، فوجد صبيّا من رفقته يغمزه، فلما رآه الصبيّ حرّك مولاه ليوقظه، فبادر الهنديّ وضرب عزيز الدولة فقتله، وثنّى بالصبيّ، وقتل الهندي. وذلك كلّه لأربع ليال خلت من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وعمل شاعره المفضّل بن سعيد: لحمامه المقضيّ ربّى عبده ولنحره المفريّ حدّ حسامه (وانظر: ذيل تاريخ دمشق 72، والنجوم الزاهرة 4/ 195) والغلام هو بدر، وتعريف القدماء بأبي العلاء 532. (¬7) في (ب): «لعزيز الدولة». (¬8) هو أبو النجم بدر التركي ويعرف ببدر الكبير. كان مملوكا لبنجوتكين مولى عزيز الدولة فاتك. قيل إنه هو الذي حمل تيزون على قتل عزيز الدولة، فلما قتل استولى على البلد يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ولقّب وفيّ الدولة وأمينها. وكان بدر قد كاتب رجلا يقال له ابن مدبّر إلى أن وردت العساكر المصرية من جهة الظاهر، وزعيمها سديد الدولة علي بن أحمد الضيف، فتسلّم حلب من وفيّ الدولة بدر. (زبدة الحلب 1/ 220،221) وانظر: النجوم الزاهرة 4/ 195.

[عجمي يكسر الحجر الأسود في ركن بيت الله الحرام]

وكان سديد (¬1) الدولة عليّ بن أحمد الضّيف يومئذ ناظرا في الشام، فعاد إلى حلب، ولطف ببدر، ورغّبه إلى أن قرّر معه تسليم القلعة وحلب إلى الظاهر، وسيّر به عن حلب، وولّى عليها وعلى قلعتها ولاة من قبل الظاهر (¬2). ... [عجميّ يكسر الحجر الأسود في ركن بيت الله الحرام] [وفي يوم الجمعة لاثني عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ثلاثة عشر وأربع ماية ضرب إنسان عجميّ بمكة الحجر الأسود الذي في ركن البيت، بعد انقضى (¬3) الحجّ بدبّوس (¬4) وكسره وشظا فيه شظايا، وبودر وقتل هو وجماعة معه وأحرقوا بالنار. ونفر أهل مكة في طلب الحجيج، فقتل من الناس زهاء (¬5) خمس مائة، وخرج أيضا عدّة كثيرة منهم، ونهب من أموالهم جملة عظيمة (¬6). ... ¬

(¬1) في البريطانية «شديد». (¬2) الخبر في (زبدة الحلب 1/ 221): «ولما دخل الضيف على بدر بكتاب الظاهر، لطف به، واسترسل إليه، وطرح القيد في رجله، وقبض عليه، وأنزله من القلعة وتسلّمها منه. فسلّمها إلى صفيّ الدولة أبي عبد الله محمد ابن وزير الوزراء أبي الحسن علي بن جعفر بن فلاح الكتاميّ، يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر رجب سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. . . . وولّيت القلعة يمن الدولة سعادة الخادم المعروف بالقلانسي،. . . وجعل الظاهر في المدينة واليا، وفي القلعة واليا، خوفا أن يبدو من والي حلب ما بدا من عزيز الدولة فاتك». (¬3) كذا، والصواب «انقضاء». (¬4) دبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله نحو قدمين من الخشب الغليظ في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات تقريبا. (تكملة المعاجم العربية، لدوزي 4/ 289، خزانة السلاح 86). (¬5) في (ر): «ذها». (¬6) حادثة كسر الحجر الأسود رواها المحدّث أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلويّ المتوفّى سنة 445 هـ‍. وقد شهدها بنفسه، وعنه نقل المؤرّخون الخبر، فقال ابن الجوزي: «في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة كسر الحجر الأسود لما صلّيت الجمعة يوم النفر الأول، ولم يكن رجع الناس بعد من منى، قام رجل ممّن ورد من ناحية مصر، بإحدى يديه سيف مسلول، وبالأخرى دبّوس، بعد ما قضى الإمام الصلاة، فقصد ذلك الحجر ليستلمه على الرسم، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبّوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر، -

وردّ الظاهر النظر في الأمور إلى نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائي (¬1) الأقطع، ولقّبه بالوزير الأجلّ صفيّ الدولة وأمير المؤمنين وخالصته (¬2)]. ... ¬

= ولا محمّد، ولا عليّ يمنعني عمّا أفعله، فإنّي أهدم هذا البيت وأرفعه، فاتّقى أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، وكان رجلا تامّ القامة، أحمر اللون، أشقر الشعر، سمين الجسم. وكان على باب المسجد عشرة من الفرسان على أن ينصروه، فاحتسب رجل من أهل اليمن أو من أهل مكة أو من غيرها، فوجأه بخنجره، واحتوشه الناس فقتلوه وقطّعوه وأحرقوه بالنار، وقتل ممّن اتّهم بمصاحبته ومعاونته على ذلك المنكر جماعة، وأحرقوا بالنار. وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين غير ما اختفى منهم، وألحّوا في ذلك اليوم على المغاربة والمصريين بالنّهب والسّلب، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. وفي يوم النفر الثاني اضطرب الناس وماحوا، وقالوا: إنه قد أخذ في أصحاب الخبيث-لعنه الله-أربعة أنفس، اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا على ذلك. وضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشّر بعض وجه الحجر ثلاث قطع، واحدة فوق أخرى، فكأنّه يثقب ثلاث ثقب ما يدخل الأنملة في كلّ ثقبة، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وطارت منه شقوق يمينا وشمالا، وخرج مكسره أحمر يضرب إلى الصّفرة محبّبا مثل الخشخاش، فأقام الحجر على ذلك يومين، ثم إنّ بني شيبة جمعوا ما وجدوه ممّا سقط منه، وعجنوه بالمسك، وحشوا تلك المواضع وطلوها بطلاء من ذلك، فهو بيّن لمن تأمّله، وهو على حاله اليوم». (المنتظم 8/ 8،9) وانظر الحادثة في: الكامل في التاريخ 9/ 332،333 (حوادث سنة 414 هـ‍)، ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 110،111 رقم 413، والبداية والنهاية 2/ 13،14، والدرّة المضيّة 315، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) ج 1/ 314، والنجوم الزاهرة 4/ 249،250، وشذرات الذهب 3/ 197،198، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا)، ص 99 - 100، واتعاظ الحنفا 2/ 118، وتاريخ الزمان 81، ومرآة الجنان 3/ 28، وسير أعلام النبلاء 15/ 185،186، ونهاية الأرب 23/ 213،214، وتاريخ ابن الوردي 1/ 336. (¬1) في (ر): «محمد بن أحمد الخرجراي»، والتصويب من المصادر، أنظر عنه: تاريخ دمشق (المخطوط) 5/ 434، وبغية الطلب (مخطوط) 7/ 64، وكتاب الولاة والقضاة 497 و 499، والعبر 3/ 163، وسير أعلام النبلاء 15/ 185 و 17/ 582،583 رقم 388، وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و 83 و 84، واتعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها، والمغرب في حلى المغرب 63، والدرّة المضيّة 313 و 322 و 339 و 342 و 344 و 345 و 346 و 347 و 349 و 354 و 355 و 356 و 357، والإشارة 35 والكامل في التاريخ 9/ 525، ووفيات الأعيان 3/ 407،408، وتاريخ ابن خلدون 4/ 61، والنجوم الزاهرة 4/ 260. (¬2) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر).

[هزيمة ملك الأبخاز أمام باسيل]

وأمّا ما تجدّد لباسيل الملك بعد أخذه البلغرية فإنه لمّا كان مشغولا هناك متوفّرا على حربهم قصد جرجس ملك الخزر (¬1) (وهو ملك الجرجان ويسمّوا بالتركيّ الكرج) (¬2) للإفساد في أطراف بلاده المجاورة له، وتغلّب على حصون وأعمال ممّا سلّمه عمّه داوود القربلاط إلى باسيل الملك (كما ذكرنا آنفا) (¬3). (ومع بلوغ باسيل الملك غرضه من البلغرية واستيلائه عليها وعودته) (¬4) إلى القسطنطينية لم ير جرجس هذا ملك الأبخاز أن يستدرك غلطه ويكفّ (¬5) عمّا هو بسبيله، ويظهر له الموالاة كما كان أبوه وعمّه، ولكنّه أعجب بنفسه وتمادى في غيّه، وكاتب الحاكم بأمر الله في أن يتعاضدا جميعا على حربه، ويقصده كل واحد منهما من جهته (¬6)، فانتهى ذلك إلى باسيل الملك، فاستشاط (¬7) غيظا منه وحنقا عليه، وسار من القسطنطينية (إلى القلميل (¬8) ولا أحد يعلم ما في نفسه) (¬9). وأظهر الاستعداد للغزو إلى بلاد الشام، [هزيمة ملك الأبخاز أمام باسيل] وجهّز الميرة والعلوفات والسلاح إلى أنطاكية (لتكون مستعدّة ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 239 «الابخاز» والتصويب من حاشية البريطانية. (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية. والكرج: بالضم ثم السكون، جيل من الناس نصارى كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم. (معجم البلدان 4/ 446). (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية. والخبر في: الدولة البيزنطية. II,P .P .964 - 074. Schlumberger - ،607 (¬4) هذه العبارة بين القوسين ليست في البريطانية، ومكانها فقط: «ولما عاد الملك». (¬5) في (ب): «وكف». (¬6) في (ر): «من ناحيته». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 239 «فاشتاط» والتصويب من (س) والبريطانية. (¬8) في (ر): «العلميل» وصحّحت إلى «القلمين»، و «العليل»، والمثبت هو الصحيح، فالقلميل هي) Philomelion الدولة البيزنطية 608). (¬9) ما بين القوسين ليس في (ب).

لغزاته) (¬1) ولم يشكّ (¬2) أحد في أنّ توجّهه (¬3) إلى الشام، فاتّفق في الحال فقد الحاكم، والملك باسيل في القلميل (¬4)، فقصد حينئذ غزو الأبخازي (¬5)، وعند معرفة (¬6) الأبخازي بذلك جمع جيوشه، واستعان بمن قدر على استعانته به من الغرباء، وخرج إلى أواخر أطرافه طمعا في لقائه للملك ومحاربته، فلمّا أن قرب الملك منه، وانكشفت له قوّة جيوشه وتوافر عسكره انهزم الأبخازي بغير حرب، وتبعه الملك إلى أن تحصّن بنهر لم يمكن العساكر الرومية عبوره، فأحرق ضياعه ونهب ما بها من الغلاّت، وأسر من بلاده وقتل كثيرين/134 ب/وأكحل (¬7) من خواصّ أصحابه زهاء مائتي (ألف) (¬8) إنسان، وأتى على جميع (الأعمال والضياع التي له) (¬9) إلاّ ما كان منها في الموضع الذي وراء النهر الذي اعتصم به، ولم يمكن العساكر الوصول (¬10) إليه، وهجم الشتاء فرجع (¬11) الملك إلى طرابزنده (¬12) ليقيم بالعساكر بها مدّة الشتاء، ويعود إلى الغزو (¬13). ¬

(¬1) في (ر): «ليكون عدة». (¬2) في (ر): «يعلم». (¬3) العبارة في البريطانية «ولم يعلم أحد أن يتوجّه». (¬4) في البريطانية «القلمين». (¬5) في البريطانية «الابخاز». (¬6) في البريطانية: «ولما سمع». (¬7) في (ر): «وكحل». (¬8) ليست في (س). (¬9) في البريطانية «أعماله»، بدل العبارة التي بين القوسين. (¬10) في (س): «العبور». (¬11) في (ب): «فراح». (¬12) طرابزندة أو طرابزون: ميناء تركية تعتبر أقصى موانيها شرقا على البحر الأسود تقع بالقرب من حدود جمهورية جورجيا السوفيتية. (القاموس الإسلامي 4/ 478). (¬13) Schlumberger-II,P .P .974 - 084 الدولة البيزنطية 609، والروم وصلاتهم بالعرب 2/ 58.

[ملك أسفرجان يسلم باسيل أكثر من أربعين حصنا وقلعة]

[ملك أسفرجان يسلّم باسيل أكثر من أربعين حصنا وقلعة] وفي هذا الوقت سلّم سنحاريب (¬1) ملك أسفرجان (¬2) إلى باسيل الملك جميع حصونه وقلاعه، وسائر (بلد أسفرجان) (¬3) وسلّم إليه ابن الديراني المجاور له حصونه وقلاعه، وانضافت جميعها إلى مملكة الروم، وعددها نيّف وأربعون (¬4) حصنا وقلعة، وجعلها الملك قطبانية (¬5) مفردة، وشحن الحصون بالرجال، ورتّب فيها عمّالا. وعوّض سنحاريب وابن الدّيراني وأهلهما وأنسباءهما نعما ضخمة (وأموالا جسيمة) (¬6) ومراتب جليلة. ومع وصول (¬7) الملك (وحصوله) (¬8) في طرابزنده شرع في تجهيز أسطول في البحر إلى بلد الأبخازي، فوصل إليه رسول من جرجس ملكهم يستعطفه ويعتذر (¬9) إليه ممّا (كان) (¬10) فعله، ويبذل أن يسلّم إليه الحصون وسائر البلاد التي كانت لعمّه داوود القربلاط، وأن يعطيه ولده بقراط رهنية على ذلك (ولا يحول) (¬11) ولا يتغيّر ما بقي من (¬12) العبودية (له) (¬13) والموالاة. [ملك الأبخاز يقدّم ولده رهينة لباسيل لقاء الصلح] فأجابه باسيل الملك إلى ما التمسه، وقبل منه ما بذله، وأنفذ مع رسوله جماعة من الرؤساء والقضاة، [رئيس الكهنة والأساقفة الروم يأخذون المواثيق من ملك الأبخاز] واستحلفوا جرجس الأبخازي والكاثوليكس (¬14)، وهو رئيس كهنة بلاده، وجميع الأساقفة وغيرهم (من ¬

(¬1) في (س): «سنخاريب»، وفي البريطانية «سيخاريب»، وفي (الدولة البيزنطية 610) «أستخريم». (¬2) هي «فاسبوركان» وعاصمتها «فان»، (الدولة البيزنطية 610). (¬3) في البريطانية «بلاده». (¬4) في (ب) و (ر): «نيف عن أربعين». (¬5) في البريطانية «قبطانية». (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) في البريطانية «حصول». (¬8) ليست في البريطانية. (¬9) في (ر): «ويعذر». (¬10) ليست في البريطانية. (¬11) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬12) في (س): «عن». (¬13) ليست في البريطانية. (¬14) في (ر) والبريطانية: «القاثوليكس».

[تحالف قائدين روميين للعصيان على الملك باسيل]

رؤسائه) (¬1)، ومتقدّمي أصحابه بسائر الأيمان المؤكّدة على الوفاء بما بذله (¬2) وشرطه (¬3)، (وتوثّق منهم بالأيمان كما يتوثّق من معتقدي الدّيانات) (¬4). [تحالف قائدين روميّين للعصيان على الملك باسيل] وسار الملك حينئذ ليتسلّم الحصون والبلاد التي بذلها له الأبخازي، ولأخذ (¬5) ولده. فاتّصل بالملك باسيل في الحال أنّ نيقيفور البطريق المعروف بالأكسفاوس (¬6) والي بلد الناطليق (¬7) قد اجتمع مع نيقيفور المعوجّ الرقبة ابن بردس الفقاس (¬8)، واتّفقا على العصيان عليه، (وذلك أنّ الأكسفاوس أطمع نفسه بالملك، وراسل الفقاس في الاجتماع معه على ذلك) (¬9) لعلمه بميل كثير من الروم إلى الفقاس ورغبتهم فيه لمحبّتهم لأسلافه، وأن يكونا متعاضدين ومشتركين في هذه الحالة. وينتهزا الفرصة ببعد باسيل الملك عن بلد الروم واشتغاله بما هو بسبيله (¬10) من حرب الأبخازي، وأضمر كلّ واحد منهما في نفسه أن يعمل على الآخر عند استتباب (¬11) الأمر الذي قصداه (وينفرد الواحد منهما بالملك دون الآخر) (¬12). [الملك باسيل يسعى للقضاء على تحالف الخارجين عليه] وبادر الملك باسيل عند معرفته بما شرعا فيه بإنفاذ الدلاسينوس (¬13) ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في البريطانية «بذلوه». (¬3) في (ر) والبريطانية: «وشرطوه». (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. والخبر عند، Schlumberger II,P .P .115,215 والدولة البيزنطية 611،612. (¬5) في البريطانية «ويأخذ». (¬6) هو: اكسيفياس. Xiphias (¬7) في البريطانية «التاطليق». (¬8) في البريطانية «الفوقاس». (¬9) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬10) في البريطانية «سبيله». (¬11) في (ب): «استبيان». (¬12) العبارة بين القوسين مختصرة في البريطانية «وينفرد بالملك». (¬13) في (س) والبريطانية: «الدلاسيوس».

تاأوفيلكطس (¬1) الأبروطسبتار (¬2) الدريكان (¬3) إلى الناطليق (¬4) (ليكشف عن حقيقة ما بلغه، ويتلطّف (¬5) في إعمال الحيلة عليهما، وردّ إليه ولاية الناطليق) (¬6). وأنفذ معه مالا ينفقه في عسكره، وستر ذلك عن (¬7) كلّ أحد، ومع وصول [ثاوفيلقطس] (¬8) الدلاسينوس (المذكور إلى بلد الناطليق) (¬9) تحقّق (¬10) صحّة الخبر، والتقى كثيرا من رؤساء الروم وأصاغرهم منصبّين إليهما قاصدين نحوهما، بل وكثيرين (¬11) ممّن مع الملك باسيل في الغزاة عند وقوفهم على الحال خبثت نفوسهم، وعوّلوا على الهرب /135 أ/إليهما (ليدفعوا عن نفوسهم وأسبابهم ما يتخوّفونه من ملكهما إيّاها وتمكّنهما منها) (¬12). وكان قصد جميع من ورد إليهما إلى الفقاس خاصّة. فلمّا شاهد الأكسفاوس ذلك تداخله الحسد له، وعزم على الإيقاع [بالفوقاس] (¬13) وأرسل إليه في أن يركبا جميعا ليتفاوضا فيما هما بسبيله، فبادر الفقاس بالركوب على بغلة بغير استعداد، واجتمعا وتحدّثا (¬14)، وودّع كلّ واحد منهما صاحبه (¬15)، وافترقا ليعود كلّ منهما (¬16) إلى موضعه، فمع (¬17) ¬

(¬1) في (ر): «ثوفلقطس»، وفي البريطانية «ثاوفيلقطس». (¬2) في البريطانية: «الابروطوسباتار» وفي (ب)، «الابروطسباتار». (¬3) في (ر): «الدرنكار»، وهي ليست في البريطانية و (ب). (¬4) في البريطانية «الانفلاق». (¬5) في البريطانية «ويلطف». (¬6) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬7) في البريطانية «من». (¬8) زيادة من البريطانية و (ب). (¬9) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬10) في البريطانية «يحقّق». (¬11) في (ر): «وكثيرون». (¬12) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬13) في الأصل وطبعة المشرق 241 «به» وما أثبتناه عن البريطانية. (¬14) في البريطانية «وتفاوضا». (¬15) في البريطانية «الآخر». (¬16) في البريطانية: «كل واحد منهما». (¬17) في البريطانية: «ومع».

[أحد الحليفين يقتل صاحبه]

انصراف الفقاس ضربه أحد غلمان الأكسفاوس بعاقوف بموافقة تقدّمت من الأكسفاوس إليه بذلك، فسقط من (على مركوبه، واحتزّ رأسه، وذلك في) (¬1) يوم عيد نياح السيّدة، وهو لأربع عشرة (¬2) ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (¬3). [أحد الحليفين يقتل صاحبه] ولمّا قتل الفقاس تهارب الناس الذين اجتمعوا إليهما بأسرهم (وتفرّقوا عن آخرهم) (¬4) وعاد كلّ واحد منهم إلى موضعه، فأيس الأكسفاوس من بلوغ ما أمّله، وفزع على نفسه، فهرب هو أيضا، وأخذ رأس الفقاس، [ملك الأبخاز ينقض اتفاقية الصلح مع الروم] وأنفذه إلى باسيل الملك، واحتجّ عنده بأنه لما عرف أنّ الفقاس عوّل على العصيان عليه أظهر المشاركة له فيما شرع فيه، إلى أن تمكّن منه فقتله. ولما علم تاأوفيلكطس الدلاسينوس بهروب (¬5) الأكسفاوس تبعه إلى الموضع الذي قصده (بمن اجتمع إليه من الجند الذين أنفق فيهم) (¬6)، وقبض عليه وتوثّق منه (¬7). [سنة 414 هـ‍.] [ملك الأبخاز ينقض اتفاقية الصلح مع الروم] وحين عرف الأبخازي ما جرى من العصيان في بلد الروم قويت نفسه، ورجع عمّا بذله له. فعند وصول رأس الفقاس إلى الملك باسيل بادر بإنفاذه (¬8) إلى جرجس الأبخازي ليبكّته على سوء ظنّه، وظهر للملك حينئذ أنّ جميع ما فعله الأبخازي ووافقه عليه كان على سبيل الحيلة منه، وذلك أنّ وزيرا له يسمّى رفادس أشار عليه أن يجعل أيمانه بالله والتوثيق منه سببا (¬9) لإيقاع المكيدة بالملك باسيل، [ملك الأبخاز يعرض مجدّدا تسليم الحصون لباسيل مع وضع ابنه رهينة] إلاّ أنّ الملك مع حسن ظنّه بأيمان الأبخازي ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في البريطانية: «رابع عشر». (¬3) Schlumberger-II,PP .415 - 225. (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬5) في البريطانية «الدلاسيوس هرب». (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) Schlumberger-II,P .225. (¬8) في (ر): «بارساله». (¬9) في (ب): «شيئا».

[باسيل ينتقم من المخالفين له]

سار (¬1) إلى بلده ليتسلّم البلاد (¬2) والحصون التي بذلها له، ويأخذ منه الرهن (¬3) [باسيل ينتقم من المخالفين له] واستظهر (¬4) بأن استصحب (معه من شجعان الرجال وذوي البأس) (¬5) من علم أنه بهم يقدر على قهر الأبخازي إن عدل عمّا وافقه عليه (ولم يف له به) (¬6)، وظنّ الأبخازي أن قد تمّ له على الملك ما قدّره، فلمّا قرب منه هجم على عساكر الملك ليهزمها ويوقع بها، فحاربه الملك، وقتل من عسكره وأسر خلقا كثيرا (وجمعا عظيما) (¬7) وهرب الأبخازي ووزيره ومن تبعه من أصحابه منهزمين، ونهب عسكر الملك جميع أموال الأبخازي وآلاته، (وما سوى ذلك من رحالات) (¬8) أصحابه، واستاق (¬9) الروم دوّابهم ومواشيهم. وعاد الأبخازي حينئذ تذلّل للملك وخضع له، وتوسّل إليه (إلى) (¬10) أن يقبل ولده ويتسلّم (¬11) الحصون والضياع المقدّم ذكرها. ووافقه على أن يقيم ولده بحضرة الملك سنتين ويعيده له. وانصرف الملك عن بلد الأبخازي متوجّها إلى بلد الروم، وذلك في السنة الثامنة والأربعين من ملكه، وهي سنة أربع عشرة وأربعمائة. وقبض الملك بعد قتل الفقاس على جميع المتظاهرين معه بالعصيان (وأخذ نعمتهم) (¬12) وقتل بعضهم، وكحّل (¬13) بعضهم، وحبس آخرين. ورهّب ¬

(¬1) في (س): «ومسيره». (¬2) في (ر): «الديارة». (¬3) في البريطانية: «ويأخذ ولده». (¬4) في (س) بدون «و». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬7) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬8) العبارة بين القوسين ليست في البريطانية، وهي مختصرة بكلمة «ورحالات». (¬9) في البريطانية «واستاقوا» وهو غلط. (¬10) ليست في (س). (¬11) في البريطانية: «أن قبل ولده وتسلّم». (¬12) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬13) كحّل: أي أفقده بصره.

[عمة الظاهر توفد بطريرك بيت المقدس إلى القسطنطينية]

الأكسفاوس وألزمه ديرا خارج القسطنطينية، وراعى له سالف/135 ب/ خدم تقدّمت منه إليه في مدّة غزواته معه في البلغرية، ولأنه أيضا كان قد غلب عليه الخلط السّوداوي. ويعرض له منه في بعض الأوقات ضرب من المالنخوليا (¬1) أبقى عليه وقبض على نعمه وأمواله ولم يزل (¬2) يراعيه ويهتمّ به ممّا يحتاج إليه من أسبابه. [عمّة الظاهر توفد بطريرك بيت المقدس إلى القسطنطينية] ومع معرفة السيدة عمّة الظاهر باستظهار الملك على ملك الأبخازي وتعويله على العودة إلى بلاده تقدّمت بمسير نيقيفور بطريرك بيت المقدس إلى حضرة الملك، ليطالعه بعودة الكنائس، وتجديد كنيسة القيامة المقدّسة ببيت المقدس، وسائر البيع في جميع بلاد مصر والشام، ورجوع أوقافها إليها، واستقامة أمور النّصارى الذين تحت قبضتهم وحفظهم وصيانتهم، وأن يطلق المتاجرة من الروم إلى بلادهم، وقبول من يرد من بلاد الإسلام إلى أعمالهم. وشرع في استيثاق المسألة والموادعة، ولم يكن معه مكاتبة في ذلك. ولقي البطريرك الملك وقد وصل من غزاته وهو عائد إلى القسطنطينية، ودخل معه إليها، واستكشف أفسطاثيوس بطريرك القسطنطينية من نيقيفور بطريرك أورشليم أمانته فأوضحها له، وألفاها بحسب الرأي الأرتودكسي، فطالع الملك بذلك، وأجرى الأمر في رفع اسمه في القسطنطينية وأنطاكية على ما كان عليه قبل وصوله. [سنة 415 هـ‍.] [وفاة عمّة الظاهر وعودة البطريرك إلى طرابلس] واتّفق أن توفّيت السيدة عمّة الظاهر في هذه السنة، وانتهى ذلك إلى الملك، فأعلم البطريرك المرسل أنّ التي أرسلته قد توفّيت، ولا وجه للجواب عمّا ورد فيه، وتقدّم إليه في العودة، فعاد إلى أنطاكية، وسار منها إلى طرابلس في صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة (¬3). [قطبان أنطاكية يعمّر مرقيّة والمسلمون يعمّرون العلّيقة] وفي هذه السنة سار قسطنطين الدلاسينوس قطبان أنطاكية إلى مدينة ¬

(¬1) في (ر): «المناخوليا»، وفي البريطانية «الماليخوليا». (¬2) من هنا يبدأ النقص في (ر) والبريطانية، حتى قوله: «وتنيّح»، بمقدار (30) سطرا. (¬3) تاريخ طرابلس السياسي والحضاري 1/ 312.

[باسيل يملك مدينة أرجيس بأرمينية]

مرقيّة التي على ساحل البحر، وهي من جملة ما سلّمه محمد بن عليّ بن حامد مع حصن الخوابي للروم، وعمّرها في المحرّم منها، وشحنها بالرجال المقاتلة، وعمّر المسلمون في طرف عملهم المجاور للروم حصن العلّيقة (¬1). [باسيل يملك مدينة أرجيس بأرمينية] وفي هذه السنة أيضا ملك باسيل الملك مدينة أرجيس من بلد أرمينية تسليما، وكانت في يدي المسلمين، وانضافت إلى حصون أسفرجان وإلى ما تحت يد قطبانه. [تعيين بطريرك أنطاكية] وفي السنة التاسعة والأربعين من ملك باسيل صيّر نيقولاس رئيس دير الأصطوديون بطريركا على أنطاكية، وصلّي عليه في القسطنطينية يوم الأحد سابع عشر كانون الآخر سنة ألف وثلاثمائة وستّ وثلاثين، وهي لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة خمس عشرة وأربعمائة، بعد أن أقام الكرسيّ الأنطاكي خاليا ثلاث سنين ونصفا وأقام في الرئاسة خمس سنين وثمانية أشهر وواحدا وعشرين يوما وتنيّح (¬2). [. . .] (¬3) (1) «لولده» في النسخة (ر) وليس في (ب). (2) «رضيعها» في (ر) وليس في (ب). ¬

(¬1) العلّيقة: قلعة على جبل مرتفع شرقيّ بلنياس. (صبح الأعشى 4/ 147). (¬2) حتى هنا ينتهي النقص الحاصل في نسختي (ر) والبريطانية. (¬3) هنا نقص في الورقة (136 أ) من أصل المخطوط، ويوجد في نسختي (ب) و (ر) نصّان يتّفقان في جزء منه، وتنفرد النسخة (ب) بزيادة ليست موجودة في بقيّة الأصول: «. . . لولده 1 وزاد في لقايه وسمّاه أمير الأمراء، عدّة الدولة العلويّة، ورضيعها 2، ورضيّها، وأعدّه إلى الشام، وأقطع أيضا ولده علاّقا وجماعة من أهله إقطاعات كثيرة». وهذا الخبر المبتور في أوّله نرجّح أنه يتعلّق بالأمير «رفق» الخادم، الذي كان يلقّب: عدّة الدولة وعمادها، القائد الأجلّ، أمير الأمراء، المظفّر، فخر الملك. (أنظر عنه في: اتعاظ الحنفا 2/ 133 و 137 و 139 و 158 و 159 و 163 و 198 و 199 و 202 و 206 و 209 و 210 و 211 و 248 والكامل في التاريخ 9/ 232، وأمراء دمشق 34 رقم (109)، والوافي بالوفيات 14/ 138 رقم (182)، وأخبار مصر لابن ميسّر 4، وزبدة الحلب 1/ 265 و 266 و 267، والإشارة 40 (وفيه: الأستاذ عدّة الدولة)، وذيل تاريخ دمشق 85، والنجوم الزاهرة 5/ 45، وأخبار مصر للمسبّحي 39 و 42 و 165، وتاريخ الإسلام (المخطوط) 350. وذلك في عهد المستنصر بالله، سنة 440 هـ‍ إذ قال المقريزي: -

[حسان بن المفرج يفتح الرملة ويحرقها]

[حسّان بن المفرّج يفتح الرملة ويحرقها] وفي هذه السنة أي سنة خمس عشرة وأربعمائة فتح حسّان بن المفرّج بن الجرّاح مدينة الرملة، وأتى عليها حريقا ونهبا وأسرا (¬1). ¬

= «وخرج أمير الأمراء المظفّر، فخر الملك، عدّة الدولة وعمادها، رفق الخادم، في ثامن عشر ذي القعدة بتجمّل كثير وأبّهة عظيمة، وقوّة قويّة، وعدّة وافرة، وآلات طبله، وعساكر تبلغ عدّتهم ثلاثين ألفا، وكان المنفق فيه عينا مع قيمة العروض أربعمائة ألف دينار. فبرز ظاهر القاهرة يريد حلب، وخرج المستنصر لتشييعه، وكتب لجميع أمراء الشام بالانقياد له والطاعة لأمره، وأن يترجّلوا له إذا لقوه. وسار فوافى الدولة وقد وصل رسول صاحب القسطنطينية بالصلح بين المستنصر وبين بني مرداس، ففشل رفق وانخرقت حرمته، وجرت بالرملة وبدمشق أمور آلت إلى حرب بين العسكر عدّة أيام، فبات يوما ظاهر دمشق». (اتعاظ الحنفا 2/ 202). وأقول: من الواضح أن الخبر يتجاوز الفترة التاريخية التي انتهى عندها المؤلّف بنحو 15 عاما، إذ ينتهي هذا الكتاب بحوادث سنة 425 هـ‍ وهذا يعني أنّ النّص هنا مقحم على الأصل ألصق من مالك النسخة المخطوطة في وقت ما، دون مراعاة للفارق الزمني. (¬1) هذا الخبر ورد في النسخة (ر): «وفتح حسّان الرملة بالسيف في رجب سنة خمسة عشر وأربع ماية وحرّق أكثرها ونهبها وسبى خلقا ممّن فيها من النساء». وتفصيل الخبر في: «أخبار مصر للمسبّحي 166 - 168). «وفي ليلة الأحد لليلة بقيت من رجب ورد الخبر بأنّ حسّان بن جرّاح إنّما أظهر ما أظهره من كونه في الطاعة، حيلة منه وخديعة. وذلك أنه أحضر العسكرية المقيمين بالرملة وقرأ عليهم ملطّفا وصل إليه من الحضرة بخطّ الدبيكي، وعليه خطّ أمير المؤمنين، يعتذر إليه فيه، ويعلم فيه من الحضرة المطهّرة أنّ اعتقال أبي الغول والأنصاري صاحبيه لم يكن عن رأي أمير المؤمنين لإيثاره صلاح حالهما وبلوغه ما يجب فيما هو منوط به، وأنّ ذلك إنّما جرى من الدّزبريّ منتجب الدولة برأيه وبغير إذن له فيه. فلما وقف حسّان بن الجرّاح على هذا الكتاب قال للعسكرية: أليس هذا خطّ أمير المؤمنين وملطّفه؟ قالوا: بلى. وقبّلوا الخط. قال حسّان: فسيروا به إلى عسقلان وأوقفوا عليه رجال البلد، فإن كانوا تحت السمع والطاعة لأمر أمير المؤمنين، فليسلّموا حسن بن سرور الأنصاريّ صاحبي إليّ، وإن أقاموا على الخلاف سرت بعساكري إلى عسقلان ونقلتها من مكانها حجرا حجرا ونهبتها وقتلت أهلها. فأخذ العسكريّة منه الملطّف وساروا إلى عسقلان، ووقفوا عليه والي عسقلان والرجال المقيمين بهذا البلد، وأعلموهم أنّ حسّان بن جرّاح داخل في الطاعة، وأنّهم إن لم يسلموا أبا الغول والأنصاري، كانوا براء مما يجري عليهم من حسّان من القتل والنهب. فأخرج أبو الغول والأنصاري على بغلين وأطلقا. فلما وصلا إلى حسّان بن جرّاح اشتدّ أزره، وعلم أنّ حيلته قد تمّت، وركب لوقته فخشّب سبعين رجلا من العسكرية، وقتل طائفة من الحمدانية والغلمان وغيرهم، ووضع السيف والنهب في بلد الرملة، فأضرم النيران في الآدر والحوانيت حتى جعلها دكّا، وسبى النسوان والولدان، وقبض على نحرير الوحيدي وصادره على أربعين ألف دينار، وكان =

[ابن مرداس يملك حلب وقلعتها]

[ابن مرداس يملك حلب وقلعتها] وفيها أيضا فتح صالح بن مرداس (¬1) مدينة حلب والقلعة وملكهما، وذلك أنّ أمراء عرب الشام، وهم يومئذ: حسّان بن المفرّج ابن الجرّاح أمير الطّائيّين، وصالح بن مرداس أمير الكلابيّين، وسنان بن عليّان أمير الكلبيّين، تواطأوا وجدّدوا حلفا بينهم على حال قد كانوا عليها قرّروها بينهم في أيام الحاكم، وفي أول أيام الظاهر. ورجعوا عنها، [أمراء عرب الشام يتوزّعون البلاد بينهم] وهي أنّهم يتعاضدون ويتّفقون على الاحتواء على جميع أعمال الشام وحلب، ويتوزّعون البلاد، فتكون فلسطين وما برسمها لحسّان ابن الجرّاح. ودمشق وما ينسب إليها لسنان بن عليّان وعشيرته. وحلب وما معها لصالح بن مرداس وبني كلاب. ثم إنّهم طالعوا باسيل الملك بما تمّ رأيهم عليه، وتوسّلوا إليه أن ينجدهم بعساكر ليشتهر عند عدوّهم اعتضادهم به واشتمالهم واشتماله عليهم، واستنادهم إلى ملكه. فلم ير إجابتهم إلى ما رغبوا إليه فيه، إذ هم خوارج على من ينتمون إليه، فاستصلحهم الظاهر حينئذ (¬2). ... [وكانت ولاية فلسطين قد ردّت إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد ¬

= هذا نحرير من قبيح البخل وقلّة الانتفاع به على الغاية في السقوط واحتجاز الأموال والذخائر، حتى أنه كان يبخل على أحد رفقائه بلفّة شعير، وأخذ من مبارك الدولة، وسعيدها، وعزّها، فتح، المقيم بالقدس ثلاثين ألف دينار أيضا مصادرة، وأخذ ما كان جمعه الدّزبري بها من الأموال والذخائر، ولم يزل النهب والنار والسيف يعمل في الرملة حتى جعلها دكّا، فعظمت هذه الحادثة وصعبت، وعرف أنّ غرضه إنما كان بإظهار الطاعة ليتخلّص صاحباه: أبو الغول والأنصاري من الاعتقال، ثم فعل ما يستحلّه العدوّ في المسلمين. وذاع بمصر أنّ سريّة من عند حسّان بن جرّاح فيها خمس مائة فارسا وتوجّهت إلى العريش، ثم لم يعلم إلى أين قصدت، فخاف الناس من أن تطوّقهم هذه السريّة في القرافة، فانتقل أهل القرافة عنها إلى مصر، وانتقل طوائف من أهل بلبيس إلى مصر». (وقارن باتعاظ الحنفا 2/ 154). وانظر: مدينة الرملة 152،153، وزبدة الحلب 1/ 234. (¬1) في الأصل وطبعة المشرق 244 «مرداش»، والتصويب من المصادر. (¬2) قال ابن العديم: «حالف الأمير أبو علي صالح بن مرداس بن ادريس الكلابيّ: سنان بن عليّان الكلبي، وحسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي على الظاهر، وتحالفوا على احتواء الشام، وتقاسموا البلاد، فتكون فلسطين وما برسمها لحسّان، ودمشق وما ينسب إليها لسنان، وحلب وما معها لصالح». (زبدة الحلب 1/ 223) وانظر: أخبار مصر للمسبّحي 242، واتعاظ الحنفا 2/ 147 و 155 و 156، والكامل في التاريخ 9/ 230 (حوادث 402 هـ‍).

[مقتل سديد الدولة ابن الضيف]

الضيف (¬1)، [مقتل سديد الدولة ابن الضيف] وكان بمصر، وآثر العودة إلى فلسطين بحجّة يكون له في الرجوع. وكان بينه وبين حسّان بن الجرّاح، فكتب إليه ملطّفات بخطّه يشير عليه فيها بأن يعبث في الشام ويفسد لتدعو الضرورة إلى سيره. ووقعت الملطّفات في يد السيّدة عمّة الظاهر، ووقف السديد عليها وقتل بسببها (¬2). وندم بعد ذلك الظاهر على إطلاق حسّان بن الجرّاح، ودسّ عليه سمّا ليقتل به، وانكشف له ذلك، واستوحش، وعادت الحال بينه وبين الظاهر إلى فساد، [تجديد التحالف بين حسّان بن الجرّاح وسنان بن عليّان مع ابن مرداس] فجدّد اليمين والموافقة (¬3) مع سنان بن عليان-وقد كان صاهره وأعطاه حسّان أخته-مع (¬4) صالح بن مرداس على ما تقرّر بينهم متقدّما (¬5). [هزيمة أنوشتكين الدزبري أمام أمراء عرب الشام] وكانت ولاية فلسطين قد ردّت إلى منتخب الدولة نوشتكين البربري (¬6)، ¬

(¬1) هو: أبو الحسن علي بن أحمد العجمي المعروف بالضيف. كان واليا على أفامية. ثم عيّنه صالح بن مرداس على حلب في سنة 406 هـ‍ فأحسن السيرة في أهلها وردّ عليهم ما كان اغتصبه سيف الدولة الحمداني وولده من أملاكهم، وبالغ في العدل، ولذلك لقّبه الحاكم بأمر الله «سديد الدولة» وثبّته في حلب سنة 407 وهو الذي دخلها وتسلّمها من يد وفيّ الدولة بدر الكبير في سنة 413 هـ‍ (أنظر: زبدة الحلب 1/ 213 و 214 و 216 و 221). (¬2) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة. (¬3) في (ب): «وجدّد اليمين والموفقة» وما أثبتناه عن الأصل وطبعة المشرق 245. (¬4) «ومع» ليست في (ب) وأثبتناها من الأصل. (¬5) في الأصل وطبعة المشرق 245 ورد جزء مبتور من النص الذي أثبتناه عن النسخة (ب) وهو: «ثم ان حسانا استوحش منه فجدّد اليمين والموافقة مع سنان، وكان قد صاهره وأعطاه أخته ومع صالح بن مرداش على ما تقرر بينهم متقدّما». (¬6) كذا في (ب)، والكامل في التاريخ 9/ 230، وفيه أيضا «أنوشتكين البريدي» 9/ 392، وفي: المختصر في أخبار البشر 2/ 141 «الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت، وهو: أنوش تكين، وكان يلقّب الدزبري، وفي ذيل تاريخ دمشق 71،72 «التزبري»، وهو «أنوشتكين أبو منصور الختني» مولى دزبر بن أوسم الديلمي أمير الجيوش. (أمراء دمشق 14 رقم 46)، و «أنوشتكين الدزبري» ينسب إلى دزبر بن أوينم الديلمي، وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب. (وفيات الأعيان 2/ 487 في ترجمة صالح بن مرداس، رقم 300)، و «نوشتكين بن عبد الله التركي أمير الجيوش المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة، أبو منصور الدّزبري» في سير أعلام النبلاء 17/ 511 رقم 334، وفي تاريخ ابن خلدون 4/ 61 «الدريدي» و «الوزيري»، وفي النجوم الزاهرة 4/ 252 «التزبري»، وانظر: أنوشتكين الدزبري في (زبدة الحلب-

[ابن طوق يتغلب على معرة مصرين ويحارب حلب]

وانتشب (¬1) الحرب بينه وبين حسّان، وصالح، وسنان. واستظهر حسّان وصالح والعرب عليه، وانهزم البربري إلى عسقلان] (¬2). [ابن طوق يتغلّب على معرّة مصرين ويحارب حلب] وتغلّب أبو منصور سليمان بن طوق كاتب صالح بن مرداس (¬3) في الحال على معرّة مصرين من عمل حلب، وقبض على واليها وقيّده. وسار إلى حلب في جماعة من العرب (لسبع بقين من رجب من السنة) (¬4)، وجرى بينهم وبين واليها حرب، وهو يومئذ الأمير سديد الملك ثعبان بن محمد [بن ثعبان] (¬5) والوالي على القلعة موصوف الصّقلبيّ. وتردّدت ¬

= 1/ 224 و 228 و 231 و 250 و 251 و 255 و 256 و 257 و 259 و 260 و 261 و 262 و 264) و «الدزبري» في (الإشارة 36 و 37) و (المغرب في حلى المغرب 248) و (اتعاظ الحنفا 2/ 150) وفي البريطانية «نوشتكين». وفي عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع السادس- ص 328 هو «الثوبري»! (¬1) في البريطانية: «وانتشى». (¬2) ما بين الحاصرتين من النسخة (ب)، والبريطانية. وحول الخبر قال المقريزي في شهر رجب سنة 415 هـ‍: «وفيه قدم الخبر بأنّ منتخب الدولة أنوشتكين الدزبري متولّي حرب فلسطين، أنفذ إلى بيت جبرين، إقطاع حسّان بن جرّاح، من قبض على أمواله، فبعث إلى أعوان الدزبري وأخذهم وضرب أعناقهم. فلما بلغ ذلك الدزبري قبض بالرملة على أبي الغول الحسن بن فيروز، صاحب حسّان، وعلى كاتبه وسجنهما في حصن يافا مقيّدين». (اتعاظ الحنفا 2/ 150). «وفيه ورد الخبر بأنّ حسّان بن جرّاح خرج عن الطاعة. وكان سبب ذلك أنه فسد ما بينه وبين الدزبري، واستوحش كلّ واحد من الآخر، فكتب الدزبري إلى الظاهر يذكر له تغيّر حسّان في خدمته، وفساد نيّته في طاعته، ويستأذنه في حربه، فكان ما تقدّم ذكره. ثم اتّفق أن اعتلّ حسّان علّة أشفى منها، وكثر الإرجاف به فيها، وكتب أصحاب الأخبار بذكرها إلى الظاهر، فكتب الدزبري بقصده وانتهاز الفرصة في أمره، فسار إليه وهو بناحية نابلس. فبلغ حسّان عن سيره، وقد أبلّ من مرضه فاستنهض أهله وأصحابه، وجمع نحوا من ثلاثة آلاف فارس، وتلقّى الدزبري، فعاد إلى الرملة وحسّان في إثره، فحصره واستدعى رجاله من الجبال والشراة فيه، فصار إليه منهم عدد كثير. وقاتله الدزبري على باب الرملة ثلاثة أيام بلياليها بعد ما كبس حسّان طبرية، ونهبها، وقتل من بها، وفرّ منها متولّيها مجد الدولة فتاح بن بويه الكتامي إلى عكا. فبلغ حسّان عن أخيه ثابت أنه انتهى إلى الدزبري، فبعث جريدة كبست حلّة ثابت ونهبتها». (اتعاظ الحنفا 2/ 152). (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 245 «مرداش»، والتصحيح من (ر). (¬4) ما بين القوسين ليس في (ب). وفي (ر): «من رجب منها». (¬5) زيادة من (ب) و (ر).

[ابن مرداس ينهب بلاد الساحل وينزل على حلب]

الحروب بينهم في أيام متفرّقة. ووافى (¬1) صالح بن مرداس (¬2) من فلسطين، [ابن مرداس ينهب بلاد الساحل وينزل على حلب] وقد نهب في طريقه كثيرا من أعمال الساحل وأتى عليها، وقصد حلب في خيل كثير يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من السنة، ونزل على باب الجنان (¬3)، والتمس أن يخرج إليه القاضي والعدول، فلم يتّفقوا على (¬4) الخروج نحوه، فانصرف عنهم وعاد [ثاني يوم] (¬5) بالخيل والظّعن، ونزل على [باب] (¬6) حلب، واتّصلت (¬7) الحرب بينهم مدّة نيّف و (¬8) خمسين يوما، وقتل من الفريقين جماعة كثيرة (¬9). واتّهم (¬10) موصوف والي القلعة أبا (¬11) المرجّا (¬12) بن المستفاد الحمداني، ¬

(¬1) في (ر): «ووافا». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 245 «مرداش». (¬3) في (ب) و (ر): «الخبار». (¬4) في (ب) و (ر): «فلم يثقوا بالخروج». (¬5) ما بين الحاصرتين من (ب)، وفي الأصل وطبعة المشرق 246 «وعاد ثانيا». (¬6) زيادة من البريطانية. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 246 «واتصل»، والتصحيح من البريطانية. (¬8) في البريطانية: «تنيف عن». (¬9) قال ابن العديم: «وسيّر صالح بن مرداس كاتبه أبا منصور سليمان بن طوق، فوصل إلى معرّة مصرين، وغلب عليها، وقبض واليها، وقيّده، وسار إلى حلب في جماعة من العرب، لسبع بقين من رجب، فجرى بينه وبين سديد الملك ثعبان وموصوف الخادم حرب في أيام متفرّقة. وسار صالح بن مرداس إلى حلب، في جمع كثير، ونزلها يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من سنة خمس عشرة وأربعمائة، على باب الجنان. وجاب الحلل يوم الاثنين وحاصرها ستّة وخمسين يوما». (زبدة الحلب 1/ 227). وقال ابن الأثير: «وقصد صالح حلب، وبها إنسان يعرف بابن ثعبان يتولّى أمرها للمصريّين، وبالقلعة خادم يعرف بموصوف، فأمّا أهل البلد فسلّموه إلى صالح لإحسانه إليهم، ولسوء سيرة المصريين معهم، وصعد ابن ثعبان إلى القلعة، فحصره صالح بالقلعة، فغار الماء الذي بها، فلم يبق لهم ما يشربون، فسلّم الجند إليه، وذلك سنة أربع عشرة وأربعمائة، وملك من بعلبك إلى عانة، وأقام بحلب ستّ سنين». (الكامل في التاريخ 9/ 230،231). (¬10) في البريطانية و (ر): «وانهزم». (¬11) في (ر) والبريطانية «أبو». (¬12) في (ر): «مرجا».

[الأمير ابن ثعبان يحتمي بدار فاتك بقلعة حلب]

[الأمير ابن ثعبان يحتمي بدار فاتك بقلعة حلب] وهو يومئذ أوجه (¬1) من بقي بحلب من الحمدانية (¬2) بالإنحراف على السلطان. فدبّر على قتله، فبلغه ذلك، فاجتمع إليه جماعة من الغلمان الحمدانية وأهل البلد، وقالوا له: أنفسنا دونك ونحن بأجمعنا لك (وبين يديك) (¬3)، ومتصرّفون في (¬4) أمرك ونهيك. فلبس هو والجماعة السلاح، وركب في (¬5) وقته إلى الباب المعروف بباب قنّسرين من أبواب (مدينة) (¬6) حلب، وفتح الباب وخرج إلى صالح، وأخذ الأمان لجماعة أهل المدينة (¬7) /136 ب/ودخل صالح (إليها يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من السنة) (¬8). وطلع (الأمير) (¬9) ابن ثعبان (¬10) إلى دار كان عزيز الدولة فاتك قد عمّرها، متّصلة بالقلعة وحصّنها، ونصب (¬11) صالح القتال على القلعة ¬

(¬1) في البريطانية «وجه». (¬2) في البريطانية «الحمداني». (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬4) في (ر) و (س): «بين». (¬5) في البريطانية «من». (¬6) ليست في البريطانية. (¬7) في البريطانية «البلد». (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية و (ر). وفي البريطانية فقط: «ودخل صالح إلى المدينة»، وفي (ر): «ودخل صالح المدينة من السنة 415». والخبر في (زبدة الحلب 1/ 227،228): «فوقع خلف بين موصوف الخادم وبين أبي المرجّا سالم بن مستفاد غلام سيف الدولة بن حمدان، وكان من كبار القوّاد بحلب، وداره بالزّجّاجين، وحمّامه أيضا. . . فعزم موصوف على قتل سالم هذا، فجمع سالم جمعا، وفتح باب قنّسرين، وخرج إلى صالح فأخذ منه الأمان لنفسه، ولجميع أهل المدينة، وسلّمت المدينة إليه، يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة». (¬9) ليست في البريطانية. (¬10) في (ر): «ثعبان». (¬11) في الأصل وطبعة المشرق 246 «نشب»، والتصحيح من (ر).

[416 هـ‍.]

(من (¬1) يوم الأربعاء خامس يوم فتح فيه حلب) (¬2) وتقدّم إلى أهل حلب بقتال من في القلعة، وتهدّدهم متى قصّروا في ذلك، ونصب المنجنيقات والعرّادات عليها، وقاتلها قتلا شديدا، (¬3) وقتل من الفريقين عدد متوافر، ونقب في سور الدّار، وألهب النار (في وسط النقب، فسقط حائط) (¬4) الدار مع برج هناك. [416 هـ‍.] [حسّان بن الجرّاح يوقع بالدزبري مرة أخرى] وزحف صالح ودخل الدار (يوم السبت لعشر خلون من المحرّم سنة ستّ عشرة وأربعمائة) (¬5)، وهدم سورها، وأباح للناس نهب ما فيها، وقتل المغاربة الذين في القلعة جماعة من النّهّابة بالعرّادات، ونزلوا [على السور] (¬6) ونهبوا من الدّور القريبة ما قدروا عليه. وحفر سرداب (¬7) إلى الجبّ المعيّن في فصل (¬8) القلعة وقطع بحبال (¬9) الدلاء وطرح فيه (¬10) الحجارة والجيف وغيرها (¬11). وأوقع حسّان بن الجرّاح (بمنتخب الدّولة نوشتكين البربري الذي كان يدبّر ولاية) (¬12) فلسطين وقعة أخرى، واستظهر حسّان عليه أيضا استظهارا ¬

(¬1) في (ر): «منذ». (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬3) كذا، والصواب «قتالا». (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية، وفيها «وسط حائط». وفي (ر) «وسط الدار». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 246 «إلى السند»، وما أثبتناه عن (ر) والبريطانية. وفي (ب): «السد». (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 246 «سربا»، وفي (ر) والبريطانية «وحفروا سربا». والتصحيح من (ب). (¬8) في الأصل وطبعة المشرق 246 «فصيل» والتصحيح من (ر) والبريطانية. (¬9) في البريطانية: «وقطعت حبال»، وفي (ر): «قطعت جبال». (¬10) في البريطانية «فيها». (¬11) الخبر في (زبدة الحلب 1/ 228) باختصار: «واحتمى سديد الملك بن ثعبان في القصر الملاصق للقلعة، ونصبت المنجنيقات والعرّادات عليه وعليها». وانظر: الكامل في التاريخ 6/ 230،231. (¬12) ما بين القوسين ليس في البريطانية، وفيها فقط: «وأوقع حسان بن الجراح بالبربري والي».

[ابن مرداس يطلب مساعدة قطبان أنطاكية في قتال قلعة حلب]

قويّا، [ابن مرداس يطلب مساعدة قطبان أنطاكية في قتال قلعة حلب] واستدعى من صالح (بن مرداس) (¬1) المبادرة نحوه، فدعته الضرورة إلى أن سار إليه. (واستدعى من قسطنطين الدلاسينوس قطبان (¬2) أنطاكية رجالا) (¬3) يستعين بهم على قتال من في القلعة (¬4). فأخذ إليه ثلاثمائة رجل وركّبهم على ناحية من سور المدينة، وطالع قطبان (¬5) أنطاكية باسيل (¬6) الملك بذلك، فأنكره عليه، ورسم له استعادة (¬7) الرّجالة، فأنفذهم صالح إليه. [ابن مرداس يولّي أبا المرجّا حلب ويسير إلى فلسطين] وولّى صالح أبا المرجّا سالم بن مستفاد حلب، وعوّل عليه وعلى كاتبه أبي منصور (¬8) سليمان بن طوق في قتال القلعة. وسار هو إلى فلسطين (¬9) ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 246 «مرداش» والتصويب من المصادر، وما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في (ر): «قبطان». (¬3) ما بين القوسين ورد في البريطانية جملة مضطربة: «من قبطان الدلاسيوس رجاله الماشية أنطاكية وهو قسطنطين واستدعى». وفي (ب): «رجالة ناشية». (¬4) قال المقريزي في حوادث رجب 415 هـ‍: «وفي حادي عشريه ورد الخبر بأنّ حسّان بن جرّاح اجتمع مع سنان بن عليّان بن البنا، وانضمّ إليه سائر إخوته، وساروا جميعا بظاهر فلسطين، فقابلهم الدزبري كما تقدّم، إلى أن فارقه ثابت بن جراح ولحق بأخيه حسّان. وقدمت نجدة من صالح بن مرداس لحسّان، فبعث الدزبري يطلب من الظاهر نجدة بألف فارس وألف راجل، فجرّدت جماعة يسيرة، ودفع إلى كل فارس أربعون دينارا، فاشتملت الجريدة على ألفي فارس وراجل، تولّى النفقة فيهم معضاد الخادم والشريف العجمي ونجيب الدولة الجرجرائي. فلم يخرج من الجريدة إلاّ طائفة يسيرة مضوا إلى العريش، وبطل أمر من تجرّد بعد ذلك. وسعي بمحسن بن بدواس بأنه كاتب حسّان بن جرّاح يحرّضه على الفتنة، وكاتب ملك الروم يطمعه في الدولة». (اتعاظ الحنفا 2/ 152). (¬5) في البريطانية «قبطان». (¬6) في (ر): «بباسيل». (¬7) في البريطانية «باستعادة». (¬8) في البريطانية: «منصور بن سليمان». (¬9) قال ابن العديم: «ثم إنّ صالحا رتّب أبا المرجّا سالم بن المستفاد، وكاتبه سليمان بن طوق على قتال القصر والقلعة بحلب. وسار إلى فلسطين منجدا حسّان بن المفرّج على الدزبري، فإنه جمع، وعاد إليه في جيش كثيف، فالتقى الجيشان فكسر الدزبري وعاد مقلولا». (زبدة الحلب 1/ 228).

[المحاصرون في قلعة حلب يظهرون الصلبان وينادون لباسيل ملك الروم]

(يوم الثلاثاء لثلاث خلت من ربيع الأول منها) (¬1). وأرسل (¬2) الذين في القلعة إلى سالم (¬3) بن مستفاد وسليمان بن طوق في الصلح (يوم الأربعاء لعشر خلون من شهر ربيع الآخر) (¬4) والتمسوا منه أشياء، فلم ير إجابتهم إليها (¬5). [المحاصرون في قلعة حلب يظهرون الصلبان وينادون لباسيل ملك الروم] فلمّا كان آخر نهار ذلك اليوم نصبوا الصّلبان على سور القلعة وصاحوا: «باسيل (¬6) يا منصور»، وحطّوا الصّلبان بعد إشهارها (¬7)، وبقوا يصيحون ليلتهم تلك إلى الغداة (¬8)، وأعادوا نصب الصّلبان (¬9) في صباح يومهم، ولعنوا الظاهر، ودعوا لباسيل الملك، وبقيت الصّلبان منصوبة على حالها (إلى يوم الجمعة ثالث يوم أشهروها فيه، وأضافوا إليها صليبا آخر كبيرا) (¬10) [أهل حلب ينفرون لتشديد الحصار على القلعة] ونفر الناس في هذا اليوم إلى القلعة بالسلاح بعد خروجهم من صلاة الجمعة، وتحاربوا بقية يومهم وثانيه وثالثه، ونفر الناس إلى القلعة نفرا ثانيا أيضا، وحملوا المصاحف على أطراف القبطاريات (¬11) في الأسواق، ونودي بالنفير (¬12). وزحف الجماعة بأسرهم إلى القلعة لابسين السلاح، واستأمن من المغاربة الذين في القلعة جماعة، وخلع عليهم، وطيف (¬13) بهم المدينة، وطرحت الثياب الدّيباج (والسّقلاطون والفخريات) (¬14)، والعمائم ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في البريطانية «وراسلوا». (¬3) في البريطانية «لسالم». (¬4) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬5) في البريطانية: «والتمسوا منه شيئا لم ير إجابتهم إليه». (¬6) في البريطانية زيادة: «باسيل الملك يا منصور». (¬7) في البريطانية «اشهارهم». (¬8) في البريطانية «الغد». (¬9) في البريطانية: «وأعادوا ونصبوهم». (¬10) ما بين القوسين ورد مختصرا في البريطانية: «على حالها ثلاثة أيام»، وفي (ر): ورد «صلبان كثير» بدل «صليبا آخر كبيرا». (¬11) في البريطانية «البرغانيّات» وفي (زبدة الحلب): «الرماح». (¬12) في (ر): «بالنفور». (¬13) في البريطانية و (ر): «وطوّف». (¬14) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[المصالحة بين المتحاربين على شروط]

والمناديل، وبذر (¬1) المال [والكسوة] (¬2) مقابل القلعة، وبذل ذلك لمن ينزل مستأمنا (¬3). [المصالحة بين المتحاربين على شروط] وجرت بعد ذلك مراسلة بين موصوف، وبين ابن مستفاد، وبين أبي منصور كاتب صالح، فاستقرّ الحال بينهم على شروط نظّمها (¬4) /137 أ/ موصوف كتبت بينهم، فأنفذ (¬5) موصوف قوما من المغاربة (وغيرهم) (¬6) واستحلفوا أبا المرجّا بن مستفاد وأبا منصور على الوفاء بما تقرّر. ... (واتّقد (¬7) كوكب عظيم بحلب ليلة الخميس لخمس بقين من شهر ¬

= أما «السّقلاطون» بالفتح، فهو نوع من الثياب، قال في (لسان العرب) عن ابن جنّي: ينبغي أن يكون خماسيا. وقال «دوزي»: إنه نوع من النسيج مصنوع بالحرير الموشّى بالذهب كان يصنع في بغداد، وكانت له شهرة ذائعة، وفي خلال القرون الوسطى راجت الكلمة في أوربة، فأصبحت بالألمانية Cicla?t والأسبانية Ciclaton وبالفرنسية والإنكليزية (Dozy-Supple?men?t aux Dictionnaires arabes-V .I-P .366 - Leyden 1881) . Siglaton (¬1) كذا، والصواب «بدر» كما في (زبدة الحلب». (¬2) زيادة من (ب). (¬3) قال ابن العديم: «وراسل من في القلعة سالما وسليمان في الصلح، في عاشر ربيع الآخر، فلم يجيباهم، ونصبوا الصلبان ثلاثة أيام، ودعوا لملك الروم، ولعنوا الظاهر، ونقر الناقوس، وقاتلوا القلعة، ثم نفروا يوم الجمعة ثاني عشر الشهر، وحملوا المصاحف على أطراف الرماح في الأسواق، ونادوا النفير وزحفوا. فاستأمن جماعة من المغاربة الذين في القلعة، فخلع عليهم وطيف بهم في المدينة، وبسطت ثياب الديباج والسّقلاطون، وبدر المال مقابل القلعة، وبذلت لمن ينزل إلى ابن مستفاد وسليمان مستأمنا». (زبدة الحلب 1/ 228،229). (¬4) في (ب): «تضمّنتها». (¬5) في البريطانية: «تضمّنها موافقة كتبت بينهم وأنفذ». (¬6) ليست في البريطانية. (¬7) في الأصل وطبعة المشرق 247 «وانقذ»، وفي البريطانية و (ر): «أنفذ»، وصحّح في البريطانية كما أثبتناه، وفي (ر) إلى «وانقضّ».

[الفتنة تعود إلى حلب والقبض على أعيانها]

ربيع الآخر سنة ستّ عشرة وأربعمائة، وسمع في إثره (¬1) صوت دويّ كرعد قويّ) (¬2). ... [الفتنة تعود إلى حلب والقبض على أعيانها] وكان في القلعة زمام للمصامدة (¬3) أسود يسمّى أبا جمعة، فنزل إلى الحمّام، ولمّا عاد ليطلع إلى القلعة منع من ذلك، فصعد تحت السور من ناحية السّدّ (¬4). وأجفل (¬5) الناس نافرين إلى القلعة، وتسلّقوا في الليل في السّدّ (¬6) من كلّ ناحية، وأصعدوا (¬7) المصامدة الذين في القلعة أبا جمعة زمامهم، وقدّمت السلالم، وطلع الناس، فلما شاهد موصوف الحال رمى المفاتيح من طاقة عنده، ففتحوا الباب ودخلوا القلعة (يوم الأربعاء مستهلّ جمادى الأولى سنة ستّ عشرة وأربعمائة) (¬8)، ونزلوا (¬9) المغاربة وغيرهم منها، ونهبت دورهم، وقبض على موصوف، وعلى الأمير ثعبان بن محمد [بن ثعبان] (¬10)، وعلى ابن هلال (¬11) الدّاعي، وعلى قاضي حلب أبي أسامة، واعتقلوا في المدينة مدّة ثلثة أشهر، ثم رفعوا إلى القلعة وحبسوا (في الحبس ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 247 «اثر»، والتصحيح من البريطانية. (¬2) ما بين القوسين ليس في (س). والخبر ذكره ابن أيبك الدواداري في الدرّة المضيّة 318 مختصرا دون أن يشير إلى حلب، وذلك في حوادث سنة 414 هـ‍. وذكره ابن الأثير في حوادث سنة 417 هـ‍ فقال دون أن يذكر حلب: «وفيها انقضّ كوكب عظيم استنارت له الأرض، فسمع له دويّ عظيم، كان ذلك في رمضان». (الكامل في التاريخ 9/ 356). (¬3) في البريطانية «المصامدة». (¬4) في الأصل وطبعة المشرق 248 «السند» والتصحيح من البريطانية. (¬5) في طبعة المشرق 248 «واحفل». (¬6) في الأصل وطبعة المشرق 248 «السند». (¬7) كذا، والصواب «وأصعد». (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬9) كذا، والصواب: «ونزل». (¬10) زيادة من (ب). (¬11) في البريطانية: «وقبض على موصوف وعلى ثعبان وعلى هلال».

[ابن مرداس يقتل موصوفا الخادم وأبا أسامة القاضي]

الذي كان الأصفر فيه) (¬1) وأطلق (¬2) جميع المغاربة الذين كانوا في القلعة بأهاليهم وأنسبائهم، وساروا إلى ناحية القبلة، ولما حصلوا في كفرطاب تخطّف العرب أكثر ما كان معهم، ممّا سلم لهم (¬3). [ابن مرداس يقتل موصوفا الخادم وأبا أسامة القاضي] وعاد صالح من فلسطين إلى حلب (ودخلها) (¬4) [يوم السبت لثمان خلون من شعبان منها] (¬5)، وأحضر موصوفا الخادم ثاني يوم وصوله ليلا، وانفرد به وأعاده إلى محبسه (¬6)، وقتله بعد ذلك مع أبي أسامة (¬7) القاضي، ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬2) في البريطانية: «وأطلقوا». (¬3) قال ابن العديم: «فلما يئس أهل القلعة من النجدة نزل رجل أسود يعرف بأبي جمعة، وكان عريف المصامدة إلى المدينة، وبقي أياما ينزل من القلعة ويصعد، فأفسده سالم بن مستفاد وسليمان بن طوق. فلما جاء ليطلع إلى القلعة في بعض الأيام تقدّم موصوف الخادم والي القلعة بردّ الباب في وجهه، فصاح إلى أصحابه، فالتفت المصامدة والعبيد في القلعة، ووقع الصوت إلى أهل حلب، فطلعوا إلى القلعة من كل مكان. ودخلها ابن طوق وابن مستفاد، يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وقبض على موصوف الصقلبيّ، وسديد الملك بن ثعبان، وأبي الفضل بن أبي أسامة. فأمّا ثعبان ففدى نفسه بمال دفعه إلى صالح، وأمّا موصوف فضرب رقبته صبرا بين يديه، وأما القاضي أبو الفضل بن أبي أسامة فدفنه حيا في القلعة. ولما جدّد الملك العزيز أبو المظفّر محمد بن غازي-رحمه الله-الدار الكبرى التي ابتناها بقلعة حلب، وحفر أساسها، وجدها مطمورة فيها رجل في ساقيه لبنة حديد، وهو جالس فيها قد دفن حيّا ولم يبق إلاّ عظامه. وهو على هيئة القاعد فيها. ولا أشكّ في أنه ابن أبي أسامة المذكور. والله أعلم». (زبدة الحلب 1/ 229،230). (¬4) «ودخلها» ليست في (س). (¬5) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). (¬6) في البريطانية «مجلسه». (¬7) في البريطانية: «وقتل أيضا أبا أسامة». وقال الغزّي في (نهر الذهب في تاريخ حلب 3/ 68): «سنة 415 هـ‍ في هذه السنة قبض صالح على قاضي حلب ابن أبي أسامة ودفنه حيّا في القلعة».

[ابن مرداس يطلق سراح الأمير ثعبان وأبا هلال الداعي]

[ابن مرداس يطلق سراح الأمير ثعبان وأبا هلال الداعي] وأطلق الأمير ثعبان بن محمد بعد أن أخذ منه مالا وافقه عليه، (وأطلق أبا هلال الدّاعي (¬1)). [سنان بن عليّان يحاصر دمشق ويخرب داريّا] وحاصر سنان بن عليّان دمشق، وجرى بينه وبين أهلها حروب شديدة. وأخرب داريّا (¬2) وأعمالها، وأتى عليها، وبنى الدمشقيّون سور مدينتهم (¬3) وحصّنوها (¬4). ¬

(¬1) ما بين القوسين ليس في (س). (¬2) في (ر): «دارايا». و «داريّا»: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة. (معجم البلدان 2/ 431). (¬3) في البريطانية «المدينة». (¬4) في (ر): «وحصونها». والخبر تفاصيله عند المقريزي في حوادث شهر شعبان 415 هـ‍ قال: «اجتمع سنان مع صالح ومعهما حشود العرب، وحصروا دمشق ونهبوا الغوطة وسائر السواد، وقتلوا فلاّحي الضياع وانتهبوا أموالها، وألحّوا في قتال أهل دمشق. فاجتمع الناس بدمشق إلى ذي القرنين ابن حمدان، متولّيها، وقرّروا أن يكون القتال يوما يكون أمره إليهم، ويوما يقاتل فيه عسكر السلطان. فاتصلت الحرب كل يوم، وقتل من العسكر ومن أهل دمشق ومن العرب خلائق. ونهبت مواشي الناس من الضياع وغلاّتهم وأموالهم، فأخذ لمعتمد الدولة من ضياعه عشرة آلاف غرارة من القمح. وبعث حسّان نجدة من رجاله إلى سنان، وكان الشام بأسره قد اضطربت أحواله. وتغلّبت العربان على البلاد، ونهبوا عامّة أموال أهلها. . . . وفي ثامنه قدم الخبر من دمشق بأن سنان بن عليّان بن البنا لما وصلت إليه سريّة حسّان بن جرّاح، وهي نحو الثلاثة آلاف فارس، طلب من أهل دمشق ثلاثين ألف دينار يقومون له بها معجّلة ومؤجّلة، فمنعهم القاضي الشريف فخر الدولة أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ورأى أن يجمع ذلك وينفقه في قتال العرب، فوافقوه على ذلك، وحلف الناس. وهدم دروب البلد وحملها إلى الجامع حتى لا يمتنع أهل البلد بالدروب ويخلّوا بين العسكر والعرب. ورجف بالناس، فاشتدّ القتال بينهم وبين العرب، وقتل من العرب نحو المائتي فارس، وأصيب سنان بسهم، فطلب من الناس الصلح على ترك الحرب أربعين يوما. فلما تقرّر ذلك خرج إليه الشريف ابن أبي الجنّ وشيوخ دمشق ووجوه الجند، وحلّفوا سنانا ووجوه العرب، فاستقرّ الأمر بينهم على هذا. . . . وقدم الخبر بأنّ حسّان بن الجراح كتب إلى سنان يوبّخه على ما فعل ويحثّه على معاودة الحرب، ويعده بالمدد، فعاد إلى قتال أهل دمشق بعد ما كان قد انصرف عنها». (اتعاظ الحنفا 2/ 156،157).

[ابن مرداس يملك حمص وبعلبك وصيدا وحصن ابن عكار]

[ابن مرداس يملك حمص وبعلبك وصيدا وحصن ابن عكار] وملك صالح بن مرداس (¬1) حمص، وبعلبكّ، وصيدا، وحصن (ابن) (¬2) عكّار (في ناحية طرابلس) (¬3) معما (¬4) كان في يده (من الرحبة) (¬5) ومنبج، وبالس، ورفنيّة (¬6). [الظاهر يزيد في ألقاب ابن مرداس] وأنفذ بعد ذلك كاتبه أبا منصور [سليمان بن طوق] (¬7) إلى الظاهر، وعاد إليه بزيادة في ألقابه (¬8) وخلع جليلة وأطواق (¬9) ذهب له ولأولاده، ¬

(¬1) في الأصل وطبعة المشرق 248 «مرداش»، والتصحيح من البريطانية. (¬2) «ابن» ليست في (ب). (¬3) ما بين القوسين ليس في البريطانية. ويقال: حصن عكار وحصن ابن عكار، بفتح العين المهملة وتشديد الكاف المفتوحة وبعدها ألف ثم راء مهملة، وهي قلعة على مرحلة من طرابلس في جهة الشرق، بوسط جبل لبنان في واد، والجبل محيط بها. وشرب أهلها من عين تجري إليها من ذيل لبنان المذكور، ولها ربض ليس باليسير. (صبح الأعشى 4/ 144) قيل إنّ بانيه هو «محرز بن عكار» ولم يزل في يد عقبه إلى أن ملكه ابن مرداس سنة 416 (الأعلاق الخطيرة 113) ولعلّه نسبة إلى «ابن عكار» الذي لحق بمحمد بن إسرائيل صاحب حمص عندما هرب منها، فكانت بينهما وقعة قتل فيها ابن عكار سنة 255 هـ‍ (تاريخ اليعقوبي 2/ 505) وتطلق كلمة «عكّار» الآن على قضاء كبير في شمالي لبنان من أقضية محافظة الشمال، وبه بلدة «عكّار العتيقة» التي بنى حصنها السلطان الظاهر بيبرس البندقداري. (¬4) العبارة في البريطانية: «وحصن عكار معما». (¬5) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬6) في البريطانية: «ورقة». وقد أشار المقريزي فقط إلى امتلاك ابن مرداس لمدينة بعلبك فقال: «ومضى إلى بعلبك فملك قلعتها بعد حرب، وقتل جماعة من أصحاب الظاهر». (اتعاظ الحنفا 2/ 147). وقال: «ومضى إلى بعلبك فأخذها عنوة، وقتل بها خلائق. . وصار بيده من بعلبك إلى عانة». (2/ 171) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 231، والمختصر في أخبار البشر 2/ 141، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، وتاريخ الإسلام مخطوطة أيا صوفيا) سنوات 401 - 450 هـ‍- ص 201، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272. والخبر بتمامه في (زبدة الحلب 1/ 230). (¬7) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. (¬8) في البريطانية «لقائه». (¬9) في البريطانية: «وجعله خليله وأعطاه أطواق».

[وفاة باسيل ملك الروم]

وكان من أمره في إثر هذا ما سيأتي ذكره (¬1). ... [وفاة باسيل ملك الروم] وتوفّي (¬2) باسيل ملك الروم في (تسع ساعات من نهار) (¬3) يوم الأحد ثاني عشر كانون الأول سنة ألف وثلاثمائة وسبع وثلاثين، وهو لثماني عشرة ليلة خلت من شوّال سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وكان مدّة ملكه تسعا وأربعين سنة وأحد عشر شهرا، وعمره يومئذ ثمان وستّون سنة (¬4). (وفي يوم وفاته صيّر الكسيوس (¬5) رئيس دير الاصطوديون بطريركا على القسطنطينية) (¬6) وقبل نياحه (¬7) بأيام أحضر أخاه قسطنطين من البلاط الذي برسمه خارج القسطنطينية، ووصّى إليه بما رآه في كلّ باب، وأن لا يكفّن بشيء من الملابس الملكيّة. (وقوّم ما كفّن به نيّف وعشرون دينارا حسبما أوعز به) (¬8)، وأن لا يدفن مع الملوك، وتكون مقبرته في دير صغير عيّن هو عليه وسمّاه خارجا عن القسطنطينية على/137 ب/اسم القدّيس مار (¬9) يوحنّا الإنجيلي ويشرك بالغرباء، وكان قد أعدّ لنفسه جرنا من رخام فائق الحسن في كثرة تلوينه (¬10) (وتنبيت نقوشه) (¬11)، ونصّبه في كنيسة ¬

(¬1) في البريطانية: «بعد هذا ما سنذكره بعد». والخبر لم أقف عليه في المصادر. (¬2) في البريطانية «ومات». (¬3) ما بين القوسين ليس في (ب). (¬4) الكامل في التاريخ 9/ 350، والدرّة المضيّة 319 (حوادث 415 هـ‍)، وتاريخ الزمان 82، 83 وفيه أنه حكم خمسا وخمسين سنة، وتاريخ ابن الوردي 1/ 337. (¬5) في (ر): «الاكنس». (¬6) ما بين القوسين ساقط من البريطانية. (¬7) في البريطانية «موته». (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬9) في (ر): «ماري». (¬10) في البريطانية «تلوّنه». (¬11) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[قسطنطين يخلف أخاه باسيل على العرش]

الأبوصطوليّين (¬1) مع أجرنة الملوك السّالفين. ولمّا انثنى (¬2) رأيه عن أن يدفن هناك فيه، بقي الجرن (بحاله) (¬3) إلى أن دفن فيه أخوه قسطنطين الملك. ولم يزل جميع أيام ملكه مقتصرا في مطعمه ومشربه وزيّه (¬4)، لازما الحمية طول حياته، ناظرا بنفسه في سائر أمور مملكته (¬5)، ما جلّ منها وما صغر، وخلّف من المال العين (الصامت) (¬6) ستّة آلاف قنطار (ذهب مسكوكة) (¬7). وكان جميع ما وجده من المال حين (احتوى على الملك) (¬8) أربعة قناطير (لا غير) (¬9). [قسطنطين يخلف أخاه باسيل على العرش] وملك بعده أخوه قسطنطين، ودعي له بالملك منفردا (سحر يوم الاثنين) (¬10)، وأطلق جميع من في الحبوس من الموافقين (للفقاس أيضا وللأكسفاوس على العصيان) (¬11) وغيرهم من ذوي الجرائم، ورتّب الناس على طبقاتهم، وأسقط عن أهل بلد الروم المطالبات وما يستخرج منهم (زائدا) (¬12) عن الإرتفاع (¬13) وما يخرب من الضّياع الملكية (التي تجاور كلّ قوم منهم إلى) (¬14) أن تعود عمارتها. وهمّ بعض أصحابه بإعمال الحيلة ¬

(¬1) في البريطانية «الابوسطوليين». وفي (ر): «الابسطولين». (¬2) في البريطانية «انتهى». (¬3) «بحاله» ليست في البريطانية. (¬4) في البريطانية «وترتّبه». (¬5) في البريطانية «المملكة». (¬6) ليست في البريطانية. (¬7) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬8) في البريطانية: «حين تملك». (¬9) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬10) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬11) ما بين القوسين ورد في البريطانية: «لفوقاس وغيره على العصيان». (¬12) ليست في البريطانية. (¬13) في البريطانية «عن ارتفاع ما». (¬14) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

[سنة 417 هـ‍.]

عليه، وتمليك أحد أولاد (¬1) الفقاس، ولم يكن بقي منهم غيره، فعرف حالهم وكحّلهم وكحّل جماعة غيرهم ممّن أساء بهم الظّنّ (¬2). ... [سنة 417 هـ‍.] [زلزال يضرب القسطنطينية] (وفي السنة الثانية من ملكه حدث بمدينة القسطنطينية (¬3) زلزلة مهولة في اليوم الرابع من كانون الأول، الموافق لسنة سبع عشرة وأربعمائة، وسقط منها (¬4) أبنية كثيرة) (¬5). ... [قسطنطين يبطش بالمتآمرين لخلعه] وكان باسيل الملك قبل وفاته (بمدّة) (¬6) قد أطلق (بقراط) (¬7) بن جرجس ملك الأبخاز (وهم الكرج) (¬8) وأعاده إلى أبيه، وبعد وصوله توفّي أبوه في أيام قسطنطين الملك. وملك بعده بقراط ابنه هذا، وهو يومئذ حدث دون البلوغ (¬9)، ودبّرت أموره أمّه ابنة سنحاريب (¬10) الذي سلّم أسفرجان إلى باسيل الملك، فحسّن أصحابه له استرجاع الحصون التي سلّمها أبوه إلى باسيل الملك والتعرّض لها. [قسطنطين يخرّب بلاد الأبخازية] فسيّر الملك قسطنطين غلامه نيقولا ¬

(¬1) في (ر): «ولد». (¬2) تولّى قسطنطين الثامن الحكم بين سنتي (1025 - 1028 م) وكان خفيف العقل مستهترا متصابيا مولعا بسباق الخيل منغمسا في الملذّات، يكره الحرب والعمل الجدّي، وكان قاسيا عتيّا يلاقي جميع الذنوب بسمل العينين. فما أن تبوّأ العرش حتى عزل كبار القادة أبطال الحروب السابقة، واستبدلهم برجال من صنعه. ولم يكن له ولد ذكر، فاستدعى الشريف رومانوس أرغيروس إليه وأكرهه على تطليق امرأته وزوّجه من ابنته زويه، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام. (الروم وصلاتهم بالعرب 2/ 61،62). وقال ابن العبري إن قسطنطين حكم ثلاث سنوات. وكان دمث الأخلاق بشوشا شهم النفس، أوصى بالمملكة حين احتضاره لابن أخيه رومانس. (تاريخ الزمان 83). (¬3) في البريطانية: «حدث بالقسطنطينية». (¬4) في (ر): «وتداعى أبنية». (¬5) ما بين القوسين ليس في (س). (¬6) ليست في البريطانية. (¬7) ليست في البريطانية. (¬8) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬9) في (ر): «البالغ». (¬10) في البريطانية «سيخاريب».

[بقراط ملك الأبخاز ووالدته يقدمان الطاعة لملك الروم]

البراكيمونس (¬1) بالعساكر إلى الأبخازية (في السنة الثالثة من ملكه) (¬2)، فأخربها وأحرقها، وقتل منها وسبى ما يعظم مقداره، واعتصم الباقون بجبال منيعة ومواضع حصينة لم تصل الجيوش إليها (¬3)، [بقراط ملك الأبخاز ووالدته يقدّمان الطاعة لملك الروم] فخرج إليه جماعة من رؤسائهم برسالة (¬4) الملكة ابنة سنحاريب وولدها بقراط بالتنصّل ممّا جرى، والاعتذار فيه، وبشرط (¬5) العبوديّة الصحيحة (¬6) (والموالاة الخالصة لقسطنطين الملك، ولزومهم الطريقة المرضيّة، وألاّ يعود أحد من جهتهم إلى ما يكره) (¬7)، فاستقرّ الحال بينه وبينهم على ما وقع الرضاء به، وعاد نيقولا البراكيمومنس (¬8). [اعتلال الملك قسطنطين] واعتلّ الملك قسطنطين وأيس من نفسه، فأشار عليه خواصّه بأن ينتدب للملك بعده من يراه، ويزوّجه إحدى بناته، وكان له ثلاث بنات، الكبيرة (¬9) منهنّ راهبة، فوقع اختيارهم على رومانوس البطريق (الأرجيروبولاوس) (¬10) للقرابة الواصلة بينه وبين أسلافه، (والنّسب الجامع لهما) (¬11)، [قسطنطين يزوّج ابنته لرومانوس البطريق] وذلك أنّ أبويهما جميعا أبناء خالات، (إذ (¬12) كان قسطنطين ابن لاون جدّ باسيل، وقسطنطين الملك والأرجيروبولاوس جدّ رومانوس هذا سلفين ومتزوّجين بابنتي رومانوس الشيخ الذي كان قديما بربكار (¬13). وفي الآخر شارك ¬

(¬1) في البريطانية: «البراكونومس». (¬2) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬3) في البريطانية: «لم يصل إليها الجيش». (¬4) في البريطانية: «وسألت». (¬5) في البريطانية: «ويشرطوا». (¬6) هنا زيادة في البريطانية: «الصحيحة للملك قسطنطين». (¬7) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬8) أنظر، Schlumberger,III,PP .92 - 03 : الدولة البيزنطية 614. (¬9) في البريطانية: «الكبرى». (¬10) ليست موجودة في البريطانية. وفي (ر): «الارجوربلوس». (¬11) ما بين القوسين ليس في البريطانية. (¬12) من هنا حتى قوله: «آجيا صوفيا» ليس في البريطانية، وهو بمقدار (11) سطرا. (¬13) في (ر): «ترنكار».

[رومانوس يطلق امرأته ليتزوج ابنة قسطنطين]

قسطنطين ابن لاون في الملك على ما شرحنا حاله فيما تقدّم من كتابنا. [رومانوس يطلّق امرأته ليتزوّج ابنة قسطنطين] وكانت زيجة الأرجيروبولاوس بابنة رومانوس الشيخ قبل استيلائه على الملك، ومشاركة قسطنطين ابن لاون فيه. ولمراعاة قسطنطين الملك هذه الحال الجامعة بينه وبين رومانوس الأرجيروبولاوس رفعه منذ أول ما أفضى إليه الملك، بعد موت باسيل أخيه، ونقله من الأبروطسبتارية إلى البطرقة، ومن قضاء القضاة إلى أن صيّره ايبرخس القسطنطينية، وهو خليفة الملك في النظر في أمور المدينة، وبعد ذلك جعله أقنوما للكنيسة العظمى آجيا صوفيا (¬1) فاستدعاه الملك (قسطنطين الآن في مرضه، وهدّده بالكحل، وأظهر له أنّ ذلك لأمر اتّصل به وأنه ممّن يطمع نفسه بالملك، وقد شرع في التماسه، ثم نفاه إلى خارج القسطنطينية (وفي اليوم الرابع أعاده) (¬2) وهو تامّ العزيمة، على أن يفوّض إليه الملك بعده، ويزوّجه بابنته الوسطى إيريني (¬3) إذ هو أحقّ بالملك من غيره من الناس للقرابة التي بينهما. وكان رومانوس المذكور متزوّجا (ففسح (¬4) الأكسيوس بطريرك (¬5) القسطنطينية لقسطنطين الملك في (تطليق رومانوس من امرأته للصلاح) (¬6) العائد على جميع ما تضمّنه مملكة الروم (¬7). [سنة 419 هـ‍.] [قسطنطين يرغم امرأة رومانوس على الترهّب] (وحسم طمع كلّ من تطمح نفسه إلى المملكة، ويروم) (¬8) المنازعة فيها بعد وفاة قسطنطين الملك، فأحضر (الملك امرأة رومانوس، وهي لا ¬

(¬1) حتى هنا ينتهي الناقص من البريطانية. (¬2) بين القوسين ليس في البريطانية، وبدله «فاستدعاه الملك». (¬3) كذا، وفي (ر): «زني» وهي: «زويه. Zoe ? « (¬4) في البريطانية «وفسح». (¬5) في البريطانية: «البطريرك». (¬6) العبارة في (ر) والبريطانية: «تطلّقه حرمته». (¬7) إلى هنا ينتهي الموجود من تاريخ يحيى بن سعيد في النسخة البريطانية و (ب). وقد ختمت النسخة البريطانية بعبارة: «والمسبح لله دائما. هذا آخر ما انتهى إليه تاريخ يوحنا ابن سعيد الأنطاكي». (¬8) ما بين القوسين ليس في (ر).

[زواج رومانوس بإيريني]

تعلم ما في نفسه) (¬1) ولا ما (¬2) عوّل عليه في أمر رجلها، وأعلمها أنه يريد [أن] (¬3) يكحّله للأمر الذي أوهم أنه قد بلغه عنه، أنه قدم عليه، فإن اختارت أن يبقي عليه تحلق شعرها وتترهّب باختيارها، ويعطيها بعد ذلك ديرا برسم الرهبانيات تستغل منه ثلاثة قناطير دنانير في كلّ سنة، فلإشفاقها على زوجها من الكحل، لأنّ كلّ واحد منهما كان مشغوفا بالآخر أزعنت (¬4) إلى ما التمسه، وأجابت إلى الرهبانية. فأمر الملك للوقت بحلق رأسها، وترهّبت، [زواج رومانوس بإيريني] وسلّم إليها الدير الذي أوعدها به، ثم أحضر زوجها رومانوس المذكور وأعلمه بما انتدبه له، وأنه قد رأى أن يزوّجه بابنته إيريني (¬5) ويردّ إليهما الملك بعده، وعرف ما جرى لامرأته الأولى. وفي الحال جعله قيصرا، وزوّجه بابنته إيريني (5) الوسطى، وصلّى البطريرك ألكسيوس عليهما في تلك الليلة، وسلّمها إليه، وذلك في يوم الخميس سابع تشرين الثاني سنة 1340 وهو لستّ عشرة ليلة خلت من شوّال سنة تسع عشرة وأربعمائة. ونفذت كتب قسطنطين الملك إلى جميع أهل مملكته بما فعله من زيجة ابنته إيريني (5) برومانوس الأرجيروبولاوس، وتفويضه الملك إليهما بعده للقرابة الجامعة لهما. [وفاة الملك قسطنطين] وبعد خمسة أيام توفّي قسطنطين الملك، وذلك يوم الثلاثاء ثاني عشر تشرين الثاني من السنة، وله في الملك بعد وفاة باسيل أخيه سنتان وأحد عشر شهرا، وعمره تسع وستّون سنة (¬6). ¬

(¬1) العبارة في (ر): فأحضر حرمته وهي لا تعلم ما في نفس الملك قسطنطين». (¬2) من هنا ينتهي الموجود من تاريخ يحيى بن سعيد في النسخة (ر) المتمّمة لنسخة بترو بوليتان. والمثبت بعد ذلك كله من النسخة البريطانية التي اتخذناها أصلا في تحقيقنا. (¬3) زيادة من عندنا على الأصل. (¬4) كذا، والصواب «أذعنت». (¬5) كذا، والصحيح «زويه. «Zoe ? (¬6) الكامل في التاريخ 9/ 370 (حوادث سنة 419 هـ‍) ومن أخباره ما ذكره المقريزي في حوادث سنة 418 هـ‍: -

تملك رومانوس الأرجيروبولاوس على الروم

تملّك رومانوس الأرجيروبولاوس على الروم [رومانوس يزوّج ابنة أخيه ملك الأبخاز لتوثيق العلاقات] ودعي لرومانوس (¬1) ولزوجته بالملك، ورأى أن يتمّم المسالمة مع بقراط ملك الأبخاز، على ما قرّره نيقولاس البراكيمومنس، إذ هم نصارى مستقيمو الأمانة، والديانة تقتضي مؤالفتهم وإزالة الوحشة بينه وبينهم، وأكّد الحال معهم على أن زوّج ابنة أخيه باسيل الأرجيروبولاوس إلى بقراط ملك الأبخاز، ووردت والدته ابنة سنخاريب (¬2) والكاثوليكس، أعني الجاثليق، وهو رئيس كهنة بلاده، وجماعة من رؤسائهم إلى مدينة القسطنطينية، وعقدوا ذلك، وأخذوا العروس إلى زوجها بقراط. واستقامت الحال بين الروم والأبخاز (¬3). [رومانوس يدعو مطارنة اليعاقبة لاتّباع مذهب الملكية] ورقي إلى رومانوس الملك بأنّ لليعقوبيّين بطركا يسمّى يوحنّا، يقيم في بلد مرعش، يسمّى ببطريرك أنطاكية، ويسيم (¬4) مطارنة وأساقفة للمدن، فأنفذ أشخصه وأشخص معه ستّة من مطارنته وأساقفته وتقدم إلى ألكسيوس بطريرك القسطنطينية في أن يحضرهم بمشهد ممّن اتّفق عنده من المطارنة والأساقفة الأرثودكسيّين (¬5)، ويخاطبه في الرجوع عن اعتقاده والاعتراف بالسبعة المجامع المقدّسة، وقبول من قبلته ودفع من دفعته. واستدعى نيقولاوس بطريرك أنطاكية للحضور معه، ومشاركته في الخطاب له، لأنّه كان ¬

= «فيها وقّعت الهدنة بين متملّك الروم وبين الظاهر عن ديار مصر والشام، وكتب بينهما كتاب، وتفرّدت الخطبة للظاهر ببلاد الروم. وفتح الجامع الذي بقسطنطينية، وعمل له الحصر والقناديل، وأقيم به مؤذّن، وعند ذلك أذن الظاهر في فتح كنيسة القمامة التي بالقدس، فحمل إليها ملوك النصارى الأموال والآلات، وأعادوها». (اتعاظ الحنفا 2/ 176). (¬1) هو: رومانوس أرغيروس الثالث، تولّى العرش البيزنطي من سنة 1028 حتى سنة 1034 م. وينتسب إلى بيت عسكريّ شهير. (¬2) كذا، وقد مرّ في الأصل «سنحاريب» بالحاء المهملة. (¬3) الدولة البيزنطية 614. (¬4) يسيم: يعيّن، وينصّب. (¬5) كذا، والصحيح «الأرثوذكسيّين».

[عصيان بطرك اليعاقبة على الملك ونفيه وهربه إلى ديار الإسلام]

يومئذ بالقسطنطينية، فأبى ذلك الأرطوقي (¬1)، وجرى بين ألكسيوس البطريرك وبين من اجتمع معه من أصحابه خطاب في هذه المعاني، [عصيان بطرك اليعاقبة على الملك ونفيه وهربه إلى ديار الإسلام] ولم يذعن يوحنّا بطرك اليعاقبة للإنثناء عن رأيه، واجتمع خلق من العوامّ وهمّوا بالإيقاع به، فدفعوا عنه. ولما أيس الملك من عودته عن اعتقاده نفاه إلى كفربا بالمغرب. واعترف من الستّة الأساقفة والمطارنة المشخصين معه ثلاثة، وثبت ثلاثة على ما هم عليه، فحبسوا في الحبس ومات يوحنّا هذا بعد ثلاث سنين من نفيه، وأقام اليعاقبة لهم بعد موته بطركا غيره، فلما عرف رومانوس الملك حاله أنفذ من يحضره، فهرب إلى ديار بكر من بلاد الإسلام (¬2). ... [حسّان بن المفرّج يواصل العيث في الشام] وتتابعت إعاثة حسّان بن المفرّج بن الجرّاح في الشام، وتواصل إفساده فيه، وحربه لأصحاب السلطان، وقصده البلاد في أوقات إدراك الغلاّت وحيازته إياها، ودخوله في الشتاء إلى البرّيّة وتزايد أمره. [سنة 419 هـ‍.] [وفاة سنان بن عليّان] ومات سنان بن عليّان أمير العرب الكلبيّين في جمادى الأخرى سنة 419 (¬3)، [الظاهر يصطنع رافع بن أبي الليل لقتال حسّان] ودخل ابن أخيه رافع بن أبي الليل بن عليّان إلى الظّاهر، فاصطنعه وعقد له الإمارة على الكلبيّين، وعوّضه إقطاعات سنان عمّه، وسيّر معه عسكرا، وانضافت إليه العساكر المقيمة في الشام، واجتذب أيضا جماعة من العرب، وقصدوا بأجمعهم حرب حسّان بن المفرّج بن الجرّاح (¬4). وورد إليه ¬

(¬1) كذا، والصحيح «الهرطقي» من الهرطقة. (¬2) يقول ابن العبري: «أما رومانس هذا فقد عادى بطريركنا القدّيس ابن عبدون (1004 - 1030) وأساقفته، ونفاهم جاريا على عادة اليونان المكّارين القدماء» (تاريخ الزمان 83). (¬3) لا يذكر المؤرّخون المسلمون تاريخ وفاة سنان، وقد انفرد به المؤلّف. (¬4) جاء في (اتعاظ الحنفا 2/ 160) في حوادث سنة 415 هـ‍: «وقدم الخبر بأن أهل دمشق هادنوا سنان بن عليان إلى آخر الكوانين. وقدم كتاب حسّان بن جرّاح بأنه تحت الطاعة، فلا يجب أن يشغل السلطان قلبه بأمر الشام، وأنه يقوم بأمر فلسطين ويجبي خراجه وينفقه في رجاله، ودمشق فيها ابن عمّه سنان، صمصام الدولة، وحلب مردود تدبيرها إلى صالح بن مرداس أسد الدولة، وأنه قد كفى السلطان أمر الشام كله. فطرد رسوله ولم يكتب له جواب».

[سنة 420 هـ‍.]

صالح بن مرداش (¬1) وبنو كلاب لمعاونته، واتّفقا على لقائهم. [سنة 420 هـ‍.] [موقعة الأقحوانة ومقتل ابن مرداس] تصافّوا للحرب في بلد طبريّة على نهر الأردن، في موضع يعرف بالأقحوانة (¬2) يوم الأربعاء لخمس بقين من ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة، وانتشب الحرب بين صالح وبينهم، وحسّان بن الجرّاح وعشيرته بمعزل عنه، فطعن أحد القوم صالحا وهو لا يعرفه، فسقط عن فرسه، وعرفه بعد ذلك رافع ابن أبي الليل، فقطع رأسه وبادر به إلى البربريّ (¬3) صاحب عسكر السلطان، [انهزام حسّان وعودة بعلبك وحمص وصيدا ورفنية وحصن عكار للظاهر] ومع علم حسّان والعرب بقتل صالح انهزموا بأسرهم إلى الجبال، وقتل منهم جماعة (¬4). ولمّا عرف أصحاب المقيمون في بعلبك، ¬

(¬1) كذا، وفي جميع المصادر «مرداس». (¬2) الأقحوانة: بضم الهمزة وسكون القاف، وضمّ الحاء المهملة، من أعمال دمشق وبلاد نهر الأردن على شاطيء بحيرة طبرية. (معجم البلدان 1/ 308،309). (¬3) كذا، وهو «أنوشتكين الدّزبري». (¬4) قال ابن العديم: «إنّ الظاهر سيّر عسكرا مع الدزبري وضمّ رافع بن أبي الليل إليه وقدّمه على الكلبيّين، وجهّزه إلى محاربة حسّان بن المفرّج الطائي، لأنه كان قد أخرب الشام، وعاث، وأفسد. فلما علم حسّان بقربه استصرخ صالحا، فتوجّه نحوه، فرأى صالح ذلك الشخص في المنام بعينه، قد دخل عليه وانتزع من رأسه القلنسوة الذهب، فتطيّر من ذلك. ولما وصل إلى حسّان ونشبت الحرب بينهما وبين الدزبريّ، وذلك بالموضع المعروف بالأقحوانة على الأردن، طعن صالح فسقط عن فرسه، طعنه طريف الفزاري فرآه رافع بن أبي الليل فعرفه، فأجهز عليه، وقطع رأسه، وبادر به الدزبري. وقيل: طعنه رجل يقال له ريحان، وكان أسد الدولة صالح على فرس، فما زال يرمح حتى رماه، وجاءه رافع فأخذ رأسه. وكان مقتله لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة. وقيل في يوم الأربعاء ثامن جمادى الأولى من السنة. (زبدة الحلب 1/ 231، 232). وقال ابن الأثير: «قتل صالح وولده الأصغر، وأنفذ رأساهما إلى مصر، ونجا ولده أبو كامل نصر بن صالح، فجاء إلى حلب وملكها، وكان لقبه شبل الدولة». (الكامل في التاريخ 9/ 231). وقال ابن القلانسي: «وكان صالح بن مرداس على فرسه المشهور فوقف به من كدّ الهزيمة ولم ينهض به، فلحقه رجل من العرب يعرف بطريف من فزارة، فضربه بالسيف في رأسه وكان مكشوفا فصاح ووقع ولم يعرفه وتمّ في طلب فرسه، فمرّ به رجل من البادية فعرفه فقطع رأسه وعاد يرقص به، فلقيه الأمير عزّ الدولة رافع فأخذه منه وجاء به إلى الأمير المظفّر، فلما-

[نصر وثمال ابنا صالح يستوليان على حلب وأعمالها والرحبة وبالس ومنبج]

وحمص، وصيدا، ورفنية، وحصن ابن (¬1) عكّار قتله تخلّوا عن جميعها، واستعادها أصحاب السلطان. [نصر وثمال ابنا صالح يستوليان على حلب وأعمالها والرحبة وبالس ومنبج] واستولى نصر وثمال ابنا صالح على حلب وأعمالها، وعلى الرّحبة، وبالس، ومنبج (¬2). [قطبان أنطاكية يهاجم حلب وينهزم] وكان وقتئذ بأنطاكية قطبان خادم يسمّى ميخائيل ويعرف بالأسقنديلس، فجمع جيوش الروم القريبة منه، وسار من أنطاكية قاصدا لمقاتلة بلد حلب بغير أمر الملك إليه بذلك، وتلاقاه ابنا صالح ولاطفاه، فلم يرجع عن رأيه في حرب بلدهما، وقاتل بعض حصونها، فكبست العرب معسكره بغتة يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الأخرى من السنة، وهو نازل في قيبار (¬3) على غير استعداد للقاء، وقتل من الفريقين جماعة، وانهزم عسكر الروم إلى موضع قريب من منزل العسكر، فاستعطفه ابنا صالح واصطلحا في إثر ما جرى، واستقامت الحال بينه وبينهما (¬4). ¬

= رآه نزل عن فرسه وسجد لله شكرا على ما أولاه من الظفر، وركب وأخذ بيده وجعله على ركبته، وأطلق للزبيديّ الذي جاء به ألف دينار، ولعزّ الدولة رافع خمسة آلاف دينار، وأطلق لطريف الذي ضربه بالسيف فرسه وجوشنه وألف دينار، وأخذ الغلمان الأتراك الذين لصالح لنفسه وأحسن إليهم، وتقدّم بجميع الرؤوس، وأنفذ جثّة صالح إلى صيدا لتصلب على بابها، وأوصل رأسه إلى الحضرة». (ذيل تاريخ دمشق 73،74) وانظر: المختصر في أخبار البشر 2/ 141، والنجوم الزاهرة 4/ 252،253، والدرّة المضيّة 326، وفيه «وصل أسارى من صيدا، فقتل منهم أربعة نفر وصلبوا»، وتاريخ ابن الوردي 1/ 324، وسير أعلام النبلاء 17/ 375، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، ودول الإسلام 1/ 250، ووفيات الأعيان 2/ 487، وشذرات الذهب 3/ 136، والعبر 3/ 250. (¬1) في الأصل «بن». (¬2) قال المقريزي: «واستولى الدزبري على البلاد، فقدم شبل الدولة نصر، ومعزّ الدولة ثمال بعد أبيهما صالح بن مرداس، وملكا أيضا الرحبة إلى بالس ومنبج». (اتعاظ الحنفا 2/ 176). (¬3) قيبار: حصن بين أنطاكية والثغور، له ذكر ومنعة. (معجم البلدان 4/ 419). (¬4) قال ابن العديم: «ولما قتل صالح بن مرداس، ملك حلب بعده ابناه معزّ الدولة أبو علوان ثمال في القلعة، وشبل الدولة نصر في المدينة. وأوقعا في هذه السنة على قيبار بقطبان أنطاكية ميخائيل الخادم. وكان قصد بلد حلب بغير-

[الملك رومانوس ينكر على قطبان أنطاكية محاربته حلب]

[الملك رومانوس ينكر على قطبان أنطاكية محاربته حلب] وأنكر عليه رومانوس الملك حربه لبلد ابني صالح وتعرّضه لهما، فصرفه عن ولاية أنطاكية، وسخط عليه، وتنكّر الملك أيضا على ابني صالح وحقد عليهما، وكان أمره معهما على ما سيأتي ذكره الآن. [421 هـ‍.] [الملك رومانوس يحشد الجيوش لمقاتلة بني مرداس بحلب] وأثار الحقد الذي كان كامنا في نفس رومانوس الملك على ابني صالح قصده حلب وغزوها، فبرز من القسطنطينية يوم الثلاثاء آخر آذار من سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعين، وهو لسبع بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وسار إلى القلميل وجمع العساكر، وحشد فيها لفيفا كثيرا وعددا متوافرا ممّن لا خبرة لهم بالحروب ولا دربة للّقاء التماسا للكثرة. وقرّب إليه جماعة من أهل عسكره أخذه لحلب، وصغّروا في نفسه حال العرب، فاغترّ بكلامهم، وصدّق مقالهم لموافقته لهواه، وصرف سمعه عن سماع مشورة المتنصّحين له بخلافه، وأغفل ما اقتضته السياسة من التحفّظ والتّيقّظ والاستظهار في كلّ باب بما يقتضيه الصواب، وأعدّ بأنطاكية الآلات والعدد التي يقاتل بها الحصون. وأنفذ إليه نصر وثمال ابنا صالح هدية قبل انفصاله عن القسطنطينية، ولقيه رسولهما في الطريق فأبى قبولها، واستصحبه معه في جميع طريقه. [حسّان بن الجرّاح يؤيّد خروج رومانوس لحرب بني مرداس] واتّصل بحسّان ابن الجرّاح ما عزم عليه الملك من الغزو إلى بلد الشام، فأنفذ إليه جماعة من أهله برسالة ومكاتبة يقوّي عزمه على ما همّ به ويبذل له الخدمة في غزاته، والمسير بين يدي جيوشه بعشيرته وأصحابه إلى حيث اتّجه. [بنو مرداس يراسلون الملك لثنيه عن حربهم] وأنفذ أيضا نصر وثمال ابنا صالح مع آل جرّاح ابن عمّهما مقلّد بن كامل بن مرداش (¬1) يبذلان مثل ذلك عن نفوسهما وعن عشيرتهما وأصحابهما، وأن يعطي جميعهم رهائنهم على مناصحتهم إيّاه ¬

= أمر الملك ولاطفه ثمال ونصر، فلم يرجع عن قصد بلد حلب، فكبساه في قيبار، وهو يقاتل حصنها، وقتل جماعة من الفريقين، وانهزم عسكر الروم يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الآخرة. ثم استعطفاه واستقامت الحال بينهم». (زبدة الحلب 1/ 237،238) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 231، وتاريخ الزمان 83. (¬1) كذا في الأصل.

[الملك رومانوس يطلق آل الجراح ويحتاط على مقلد بن مرداس]

وصحّة وفائهم له بما بذلوه، ووفد جميعهم إلى الملك. وكان قبل موافاتهم قد أنفذ رسولا قاضيا إلى ابني صالح برسالة ومكاتبة تتضمّنان إشفاقه من حيلة تتمّ عليهما لحداثة سنّهما في خروج حلب من أيديهما، كما خرجت من أيدي غيرهما، ويملكها أعداؤهما، ويلتمس منهما أن يسلّماها إليه، ويعوّضهما عنها من البلاد والأموال ما يزيد على اقتراحهما ويوفي على ما في نفوسهما، وتأكّد في تعجيل الجواب. ووافى القاضي الرسول إلى حلب، وقد اشتهر الخبر بها بقصد الملك، وحشد إلى المدينة خلق من عملها، وخرج ابنا صالح وأصحابهما وسائر من في بلدهما حاملين السلاح للقائه. ونفر العوامّ والرعاع في وجهه، ووقف ابنا صالح على ما تحمّله الرسول إليهما، فاستوحشا وساءت ظنونهما، واعتقلا الرسول ودافعا عن إعادته بالجواب عمّا ورد معه انتظارا لما يرد إليهما من جواب الملك عن المكاتبات والمراسلات النافذة إليه مع مقلّد ابن عمّهما، ومع آل جرّاح، وطمعا في رجوعه عن رأيه في حربهما وقصد بلدهما، وعدوله إلى بلد الشام. [الملك رومانوس يطلق آل الجرّاح ويحتاط على مقلّد بن مرداس] ووصل الملك إلى أنطاكية في الأثر يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر رجب من السنة، ونزل بين النهرين، وعوّل على إطلاق مقلّد وآل جرّاح، وتسيير جميعهم إلى أصحابهم، فانتهى إليه ما جرى على رسوله من الحلبيّين، فأنعم على آل جرّاح وأحسن إليهم وأطلقهم، وأنفذ معهم إلى صاحبهم في جملة ما أنفذه مطردا ملكيّا، ورسم له أن يقيم بحيث هو، وإذا عرف قربه منه نشر مطرده، ولقيه أين يأمره، وأخّر مقلّدا والرسول الوارد بالهدية بأنطاكية محتاطا عليهما، مقابلة على ما فعله ابنا صالح برسوله، ولبث الملك في ظاهر أنطاكية سبعة أيام. [المرض يستولي على عساكر الملك رومانوس بظاهر أنطاكية] ونال أهلها فيها ضنك شديد، وسار متوجّها إلى حلب يوم الإثنين سابع وعشرين تمّوز، وهو لسبع بقين من رجب، وقد استولى على عسكره المرض لشدّة الحر وحمرة القيظ. وأخرج نصر وثمال ابنا صالح حريمهما وأسبابهما من القلعة بحلب

[الملك رومانوس يستظهر على بني مرداس وينزل تبل]

إلى البريّة، [الملك رومانوس يستظهر على بني مرداس وينزل تبّل] وعاد ثمال إلى حلب لحفظ القلعة، وتوجّه نصر أخوه في عشيرته وأصحابه ومن انضاف إليه نحو عسكر الملك، فلقوه في ناحية قيبار، فتبادروهم وطاردوهم، فاستظهر الروم عليهم، [العرب ينزلون الهزيمة بالروم عند أعزاز] ونزل الملك بجيوشه على تبّل (¬1) من بلد أعزاز، في موضع قريب من الجبل لا ماء فيه، وضرب حول عسكره خندقا عظيما، ودارت الرّجالة بالتراس بجميع الخندق، حسب ما جرت به عادة الروم في عساكرهم، وحازت العرب المواضع التي فيها الماء واتّسعوا بها. وأنفذ الملك طائفة من عسكره إلى حصن أعزاز لمشاهدته وتمييزه، والعودة إليه بذكر حاله، لينفذ إليه من المقاتلة والآلات التي يقاتل بها الحصون ما ينبغي. وتبع ذلك الطائفة المتقدّرة، وجماعة من متعلّقة العسكر ولفيفه. فطاردهم العرب بعد منصرفهم من على أعزاز، فانهزم المتعلّقة، وانهزم بانهزامهم أكثر المقاتلة، وثبت بعضهم، وقاتلوا، وقتل من الفريقين جماعة، وأسرت العرب من الروم المنهزمين عددا كثيرا، وعاد الباقون إلى معسكرهم في يومهم ذلك، وهو يوم السبت ثامن آب، وخامس شعبان من السنة، وتبعهم العرب وداروا بالعسكر، وضعفت نفوس من فيه باستظهار العرب عليهم، وبهزيمة أصحابهم، وبفقد من قتل منهم وأسر. وضيّق العرب على من يروم الخروج من العسكر، وناوشوا من في أطرافه من الرجّالة أصحاب التراس، وحملوا عليهم، وتخطّوا (¬2) الخندق، وهجموا على السّوق الذي في العسكر ونهبوه وعادوا. وتخاذل (¬3) الروم عن دفعهم وحربهم، فتأكّد طمع العرب فيهم، وانضاف إلى ذلك استضرارهم بقلّة الماء، وتحقّق الملك حينئذ أنّ الوقت كان غير موافق للغزاة، وأنّ الحال قد كانت تقتضي لو أنّ ¬

(¬1) تبّل: بالضم ثم الفتح. من قرى حلب ثم من ناحية عزاز. بها سوق ومنبر. (معجم البلدان 2/ 14). (¬2) في طبعة المشرق 256 «تحطوا». (¬3) في طبعة المشرق 256 «تخازل».

الأمر جرى على غير ما هو، وعوّل على الرحيل يوم الأحد غد ذلك اليوم الذي انهزم فيه أصحاب السريّة، وأحرق المنجنيقات والعرّادات التي أشخصها. ثم رجع عن رأيه عن المسير، وأقام في الموضع الذي هو فيه (¬1). ولمّا كان يوم الاثنين ثانيه، وهو العاشر من آب، والسابع من شعبان، تمّ عزمه على العودة إلى بلده، وأمر الناس بالرحيل، وأخذوا فيه، وحملوا ¬

(¬1) قال ابن العديم: «جمع أبو علوان ثمال بن صالح الأعراب، وعزم على منازلة أخيه نصر، فسيّر نصر إلى ملك الروم أرمانوس يستدعيه إلى حلب، فخرج على ما قيل في ستمائة ألف حتى وصل إلى أنطاكية. فتوسّط مقدّمو العرب بين نصر وثمال، ووقفوا بينهما على أن يكون لنصر حلب، ولثمال بالس والرحبة، فرجع نصر عمّا كان راسل به ملك الروم. وأرسل ابن عمّه مقلّد بن كامل بن مرداس إلى ملك الروم، يسأله أن لا يقصده، ويحمل إليه من القطيعة ما كان يحمله أولاد سيف الدولة إلى باسيل، فأبى واعتقل مقلّد بن كامل عنده، فحين تحقّق رجوع نصر عن رأيه الأول جبن وضعف عن منازلة حلب. وسار عن أنطاكية إلى قيبار في بضعة عشر يوما، وكسرت سرية له عرب حلب، وكانوا قد طاردوا عسكر الروم، فاستظهر الروم عليهم، وكان معه ملك البلغر، وملك الروس، والأبخاز، والخزر، والأرمن، والبجناك، والإفرنج. ونزل الملك بجيوشه على تبّل قريبا من الجبل، في موضع بعيد من الماء وضرب على عسكره خندقا، وكانت أمواله على سبعين جمّازة، وكان قدر موضع عسكره لمن يدور حوله مقدار يوم في يوم للمجدّ الراكب على فرس. ولقيه في طريقه أبو علوان دفّاع بن نبهان الكلابيّ في خيل مكيلة، فنال من سراياه كلّ ما طلب، وأرسل الملك سريّة فيها صناديد عسكره إلى عزاز، فلقيتها بنو كلاب، فظفروا بها، وقتلوا بطارقها، وأسروا جماعة من أولاد الملوك الذين معهم. وجسرت عليهم بنو كلاب، فحاصروهم في الموضع الذي نزلوا فيه. ولقد أخبر من شاهدهم أن مقثاوة كانت قريبة من العسكر بمقدار رمية سهم، وأنّ الروم لم يقطعوا منها قثّاءة واحدة، خوفا من العرب أن تتخطّفهم. ولما كسرت السريّة التي أرسلها الملك اجتمع رأيه على العود إلى بلاده، واعتذر قائلا: لولا عطش عسكري لبلغت مرادي. وهجم نصر والعرب على سوق الملك فنهبوه، وتأخّر رحيل ملك الروم من منزلته ثلاثة أيام». (زبدة الحلب 1/ 238 - 241) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 404 وفيه أن الملك خرج في ثلاثمائة ألف مقاتل، وكذلك في (اتعاظ الحنفا 2/ 179)، والنجوم الزاهرة 4/ 254، ومرآة الجنان 3/ 37، والمنتظم 8/ 50، وفي تاريخ الزمان لابن العبري ص 83 مائة ألف جنديّ ونيّف).

[الأرمن يثيرون الفتنة في جيش رومانوس]

ثقلهم، [الأرمن يثيرون الفتنة في جيش رومانوس] واضطرب العسكر اضطرابا عظيما، وكان معهم جماعة كثيرة من الأرمن، فوضعوا أيديهم في النّهب، وزادت الفتنة، وتفرّقت الرجّالة الموكّلون بالخندق لكثرة الزّحام، وشغلوا بالتماس خلاص نفوسهم عن ردم الخندق، فتساقط فيه من الدّوابّ المحمّلة كثير، واختلط العرب بالروم في موضع العسكر، [الروم ينهزمون إلى بلد قورس] واستمكن طمعهم فيهم، وأخذ الروم الطريق إلى الجبل منهزمين، وطلعوا فيه، وحصلوا في بلد قورس (¬1) عمل الروم، ولحق بعضهم بعضا، ولم يبق مع الملك إلاّ قليل منهم، وانضاف إلى الباقين معه جماعة من الرجّالة الرماة، فحموهم، فهابهم العرب وكفّوا عن تتّبعهم، وتوفّروا على النّهب وطلب الغنيمة، وأخذوا ما يجلّ قدره، فكان منذ اليوم الذي رحل فيه الملك عن أنطاكية متوجّها إلى بلاد الشام، وإلى اليوم الذي وصل فيه عائدا من تبلّ إلى بلاد الروم خمسة عشر يوما. وكان جميع من فقد من عسكر الروم من الرؤساء المشهورين ثلاثة أنفار، قتل أحدهم على أعزاز يوم الوقعة، وهو أدونهم منزلة. والإثنان الآخران أسرا في ذلك اليوم، واشتريا أنفسهما من العرب وتخلّصا، وتخلّص أكثر الأسرى المأخوذين، ولم يفقد من سائرهم إلاّ نفر يسير، وقتل في ذلك اليوم أيضا جماعة من العرب وغيرهم، من جملتهم أميران من جلّ العرب وأماثلهم. [رومانوس يدخل القسطنطينية ويوصي قائده بالاستعداد لحرب حلب] وأقام الملك في بلاد الروم بعد عودته نيّفا وأربعين يوما، ودخل القسطنطينية حذرا من حادث يجري بها، لغيبته عنها في إثر ما اتّفق عليه، وخلّف سيمون الأبروطوبستيار الخادم مع العساكر، ورسم له الاستعداد والتأهّب للغزو إلى بلاد حلب عند برد الهواء وكثرة المياه. [نصر بن صالح يستولي على حلب ويعوّض أخاه الرهبة وبالس ومنبج] ولما عاد الملك من ناحية بلاد حلب إلى بلاده سار نصر وثمال ابنا صالح لإحضار حرمهما من الحلّة إلى حلب، وسبق نصر بأهله وحرمه إليها، ¬

(¬1) قورس: بالضم ثم السكون، وراء مضمومة، مدينة وكورة من نواحي حلب. (معجم البلدان 4/ 412).

[نصر يكتب لرومانوس بإظهار الطاعة ويوسط قطبان أنطاكية]

واستولى عليها وعلى القلعة، ودفع أخاه ثمالا عنها، وعوّضه عن حلب بوساطة من توسّط بينهما الرحبة، وبالس، ومنبج، وأعمالها (¬1). [نصر يكتب لرومانوس بإظهار الطاعة ويوسّط قطبان أنطاكية] ثم إنّ نصر بن صالح كتب إلى الملك يتعبّد له ويستعطفه، ويعتذر إليه، ويسأله أن لا يبعده عن عبوديّته، وأن يجريه على ما كان أبوه عليه وغيره ممّن ملك حلب، مع من تقدّمه من أسلافه الملكين الماضيين باسيل وقسطنطين، ويبذل الخدمة له والمسير قدّام جيوشه وعساكره برجاله وأصحابه إلى حيث اتّجه من بلاد الشام بغير مؤنة ولا كلفة يلزمها له والمجاهرة بطاعته وموالاته، وأن يجعله في حلب كأحد ولاته الذين في بلاد مملكته، وأنه يسير تحت طاعته وإجابته، فيما يعوّل عليه فيه من خدمه. وسأل القاضي رسول الملك المعتقل عنده بحلب الشفاعة له والمكاتبة عنه بهذا المعنى. وورد إلى أنطاكية في الحال قطبان عليها نيقيطا (¬2) الخادم البطريق الرقطر، وسأله أيضا الشفاعة له، وتوسّط حاله مع الملك (¬3)، واستقرّت الحال في ذلك على ما سيأتي ذكره. [ابن مشرّف الرادوفي يستولي على جبل الروادف] وكان نصر ابن مشرّف الرادوفي قد استولى على جميع المسلمين الساكنين جبل الرواديف (¬4) وما يليه، فيما هو تحت أيدي الروم، وعلى ما في ذلك الجبل من الضياع، واستفحل أمره، [القبض على الرادوفي وحبسه] وحمل إلى أنطاكية مقبوضا عليه، وحبس مديدة واستتيب، وشرط عليه التصرّف بحسب ما يقتضيه منه لهم ¬

(¬1) الخبر في زبدة الحلب 1/ 245. (¬2) في زبدة الحلب 1/ 246 «نقيطا» وتفسيره بالعربية: الدويك، وهو عند «هونيغمان. Niketas :« (¬3) ذكر ابن العديم أن شبل الدولة نصر راسل قطبان أنطاكية ولاطفه إلى أن صالحه، وجعله سفيرا بينه وبين ملك الروم في طلب الهدنة، فاستقرّ أن يحمل نصر في كل سنة إلى ملك الروم دراهم خمسمائة ألف درهم، في نجمين من السنة، قيمتها ثمانية آلاف مثقال ذهب. (زبدة الحلب 1/ 247) وانظر: اتعاظ الحنفا 2/ 180. (¬4) جبل الرواديف: من نواحي أنطاكية. نرجّح أنه أخذ اسمه من عسكر الصوائف الذي أردف به عبد الملك بن مروان المسالح من أجل مراقبة الجراجمة في تلك النواحي، فسمّوا بالرواديف وأجرى على كل امرىء منهم ثمانية دنانير. (فتوح البلدان 1/ 191).

[استتابة الرادوفي وإطلاقه وحبسه مرة أخرى]

الطاعة والعبودية، وأطلق وعاد إلى ما هو بسبيله، وقبض عليه دفعة ثانية في أيام ميخائيل القطبان الأسقندليس، وحبسه مدّة أخرى، [استتابة الرادوفي وإطلاقه وحبسه مرّة أخرى] وبذل له خدما مرضيّة، وأن لا يعود إلى حال تكره منه، واستحلفه وأخذ منه ولده رهينة على سلوكه الطريقة المأثورة، وتنصّح إليه بأنّ في آخر عمل الروم من جبل الرواديف ضيعة تعرف بالمسقة، وهي موضع يصلح بأن يكون فيه حصن منيع، يحفظ به جميع العمل ممّن يروم الفساد فيه من المسلمين أصحاب الحصون القريبة منه، ويضيّق به على حصونهم تضييقا شديدا، وأنهم قد عوّلوا على بنائه، وإن تم لهم ذلك ملكوا الجبل، واستضرّت جميع حصون الروم المجاورة له، [الرادوفي يحسّن لقطبان أنطاكية بناء حصن المسقة] وذكر أنهم لا يمكّنون الروم من عمارته، وسأله أن يأذن له بمسابقتهم إلى بنائه ويساعده على عمارته للروم، وتكون له بذلك خدمة تظهر بها مناصحته وصحيح موالاته. فأجابه إلى ما التمسه وكتب له بذلك سجلاّ، ولم يحدث فيه حدثا في مدّة مقامه بأنطاكية، وبعد انصرافه عن ولايتها وافق نصر بن مشرّف المذكور قوما من المسلمين بالاجتماع في الموضع المذكور، وأظهر للروم أنّ اجتماعهم إنّما هو لعمارة الحصن، فسار إلى هناك جماعة من الروم لدفّعهم عمّا زعم أنهم قصدوه. ومع وصولهم إلى جبله أوهمهم نصر المذكور أنه قد صرف المسلمين بعشيرته ورجاله، بعد أن وافقهم على أن يعمّر الحصن لنفسه دونهم ودون الروم. [الرادوفي يخدع الروم فيساعدوه على بناء الحصن] والتمس من الروم أن يمدّوه ما يحتاج إليه في عمارته من الآلات والعدد والصنّاع والرجال بسرعة قبل أن يتجدّد للمسلمين رأي، وأنه يسلّمه إليهم بعد ذلك. واستوقفهم عن طلوع أحد منهم إلى ناحيته لئلاّ يستريب بهم المسلمون فيفسد عليه ما قرّره، وأظهر أنّ جميع غرضه فيما يأتيه في ذلك التقرّب إليهم، وما يرجوه من حسن المكافأة عن خدمته هذه، فاغترّ الروم بقوله وأحسنوا الظنّ به، وأذعنوا له في جميع ما التمسه منهم، ولم يمنعوه شيئا استدعاه. ولما دار عليه الحصن وأقام بابه، وصار به منعة لمن يتحصّن به، اضطّهدوه في تسليمه إليهم أو طلوعهم إليه، فدافعهم عنه واحتجّ عليهم فيه بضروب من الحجج، واعتضد بالمغاربة

[الرادوفي يبني حصن المنيقة وحصن بنكسرائيل]

واستند إليهم، [الرادوفي يبني حصن المنيقة وحصن بنكسرائيل] وشرع في عمارة حصن آخر في جبل آخر بين هذا الحصن المعروف بالمنيقة (¬1) وبين حصن جبله يعرف بنكسرائيل (¬2)، فدفعه الروم عنه وبنوا فيه حصنا منيعا جدّا، ورتّبوا فيه رجالا، وشحنوه بالغلاّت، وأصلحوا فيه صهاريج للماء، وأوقعوا بنصر بن مشرّف، وقتلوا جماعة كثيرة من أصحابه، وأتوا عليهم، [الروم يوقعون بالرادوفي ويستولون على بنكسرائيل] وأعدّوا في حصن بنكسرائيل خوابي كثيرة للماء إلى أن تمتليء الصهاريج التي فيه من ماء المطر في حينه، وعوّل في حفظه على إنسان متخلّف جدّا. ولمّا عاد رومانوس الملك من الغزاة التي قصدها على تلك الصورة استحكم طمع ابن (¬3) مشرّف، وواصل الغارات على ما يليه من أعمال الروم، وأهمل المقيم في حصن بنكسرائيل الاهتمام بالاحتكار من الماء، واقتصر هو والمقيمون فيه على الاستعمال من تلك الخوابي مع قرب الماء منهم، وضجّعوا (¬4) في ملء ما يتفرّغ منها، وألمّ بالمقيم فيه أحد المسلمين الموافقين لنصر بن مشرّف وأظهر له من الخدمة والمناصحة والملاطفة ما يغرّه على الأمن به، والاستركان إليه، والثقة به في الدخول إلى الحصن والخروج منه، والوقوف على أموره، وفرغ جميع ما في الحصن من الماء، فتنصّح هذا الرجل إلى نصر بن مشرّف، وأخبره بذلك، فبادر برجاله ولفيفه وحاصره. فدعت الضرورة للمقيمين فيه إلى تسليمه إليه لشدّة العطش، وملكه ولجميع من فيه. [بنو الأحمر يبنون حصن بلاطنس] وبنى قوم آخرون من أهل الجبل يعرفون ببني الأحمر، حصنا آخر بين اللاذقية وبلد برزويه يعرف بابلاطنس (¬5)، [بنو غنّاج وغيرهم يبنون الحصون في الجبال المحاذية للروم] وبنى قوم من أهله يعرفون ببني ¬

(¬1) المنيقة أو المينقة: قلعة بالقرب من الكهف على نحو ساعة على جبل مرتفع. (صبح الأعشى 4/ 147). (¬2) بنكسرائيل: هو حصن الخوابي. (¬3) في الأصل وطبعة المشرق 258 «بن». (¬4) كذا في الأصل وطبعة المشرق 259. (¬5) كذا، وهو «بلاطنس»: حصن منيع جدّا له 11 بابا، كل باب فوق باب، بالقرب من مصياف-

[الرادوفي يستنهض والي طرابلس وقاضيها لمنازلة مرقية]

غنّاج حصنا أيضا، وتشبّه بهم آخر من عشيرتهم يعرف بابن الكاشح، وعمّر حصنا آخر أيضا، فصارت خمسة حصون يقوّي بعضها بعضا، واستولوا على جميع الجبل وما يليه. واتّفق جماعتهم على قصد أعمال الروم المجاورة لهم والغارات عليها، وتفاقم أمرهم. [الرادوفي يستنهض والي طرابلس وقاضيها لمنازلة مرقيّة] ونفق نصر بن مشرّف على الظاهر صاحب مصر وعلى المسلمين، وكبر فعله عندهم. واستنهض والي طرابلس وقاضيها (¬1) إلى منازلة مرقية ومقاتلتها، وأطمعهم في أخذها، وسار إليها فيمن اجتمع معهما وانضاف إلى رجالهما من المقيمين في الحصونة، وحاصروها وقاتلوها أيّاما كثيرة (¬2). [قطبان أنطاكية ينجد مرقيّة ويهاجم عرقة] وورد إلى أنطاكية نيقيطا البطريق الرقطر قطبانا عليها، فسار في إثر وصوله إلى ناحية مرقية لنجدة المقيمين فيها ودفع المسلمين عنها، ومع وقوفهم على توجّهه نحوهم رحلوا، ووصل القطبان إليها، وجدّد ما أخربوه من الحصن، وشحنة بالرجال والغلاّت والآلات، وقصد عرقا (¬3)، وسبى منها عددا كثيرا، واستاق منها مواشي كثيرة العدد، وأخرب وأحرق، وعاد إلى أنطاكية، وعدل في طريقه إلى ضيعة من أعمال حلب تعرف بكورين، كان أهلها يكثرون العيث فيما يجاورهم من أعمال الروم، فاجتاحها، [الروم يستولون على ربض أعزاز] ووافى سيمون الأبروطوسبيتار بالعساكر لغزو أعزاز. واجتمع مع نيقيطا قطبان (¬4) أنطاكية على ذلك، وسارا إليها ونازلاها في كانون الأول سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وأربعين، وهو ذو الحجّة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وملك الروم الربض وما فيه وأخربوه، وأسروا جماعة منه، وقاتلوا الحصن وهتكوه، ¬

= إلى الغرب منها وعلى نحو مرحلتين من طرابلس. (صبح الأعشى 4/ 235، نخبة الدهر لشيخ الربوة 208). (¬1) أنظر دراستنا عن والي طرابلس وقاضيها في ذلك الوقت في (تاريخ طرابلس السياسي والحضاري-ج 1/ 317،318). (¬2) هذه الأخبار كلها لا نجدها في المصادر التاريخية بحيث انفرد بها المؤلّف. (¬3) عرقا: هي عرقة، حصن كان في الشمال الشرقي من طرابلس. (¬4) في طبعة المشرق 259 «قبطان» وهو تحريف.

[سنة 422 هـ‍.]

واستظهروا على من فيه، وقد كان اجتمع فيه وانحشد عدد كثير من الناس، وضاق بهم المقام، وعوّلوا على التماس الأمان لنفوسهم، والخروج عن الحصن وتسليمه إلى الروم. وتسرّع جماعة من أهل العسكر فأحرقوا وأخربوا تبّل وما يليها من بلد أعزاز، وأتوا على جميعها، وقطعوا أشجارها، ورأى سيمون الأبروطوسبتيار ونيقيطا القطبان الإكتفاء بما جرى دون بلوغ الغاية والعودة إلى بلدهما. واتّصل بهما أنّ بالقرب منهما واد قد انحشد إليه واجتمع فيه آلاف من النساء والصبيان وغيرهم من أهل الضياع والقرى، وإن قصدهم العسكر أخذهم، فعدلا عنهم ولم يضرّا بشيء آخر من بلدان ابن صالح إبقاء عليه لما تقدّم من مكاتباته التي يلتمس فيها استعطاف الملك والتوسّل إليه في اصطناعه، وألاّ يبعده من موالاته والعبودية له. وشرع نيقيطا قطبان أنطاكية حينئذ في إصلاح حاله مع الملك، وتوسّط هو والرسول المقيم بحلب حاله، وقرّرا مسالمة وهدنة مؤبّدة ومالا يحمله ابن صالح إلى الملك في كلّ سنة خمسمائة ألف درهم صرف ستّين درهما بمثقال ذهب، حسب صرف الوقت بحلب، ويحمل المال في نجمين (¬1) من السنة. وكتب بذلك وثيقة على نسختين، وكتب ابن صالح خطّه، وأشهد على نفسه في إحداها لتكون في ديوان الملك، ووقّع الملك بخطّه في النّسخة الأخرى، وأنفذ معها صليبا ذهبا مرصّعا إلى ابن صالح أمانا بالوفاء بالشرط (¬2). [سنة 422 هـ‍.] [تبادل المحبوسين بين ابن مرداس والملك رومانوس] وأطلق من أنطاكية مقلّد بن كامل بن مرداش (¬3) وجميع من معه، وأطلق ابن صالح أيضا القاضي رسول الملك المقيم كان بحلب وسائر أصحابه. واستقامت الحال بين الجهتين، وذلك في شهر أيّار سنة 1342 وهو جمادى الأولى سنة 422، وقبل الملك هديّة ابن صالح التي كان أنفذها إليه متقدّما، ¬

(¬1) في طبعة المشرق 260 «تخمين»، والتصحيح من (زبدة الحلب 1/ 247). (¬2) قال ابن العديم: «وأطلق الملك مقلّد بن كامل بن مرداس رسول نصر وأعطاه صليبا من ذهب مرصّعا أمانا لنصر، ووفاء بالشرط». (زبدة الحلب 1/ 247). (¬3) كذا.

[قطبان أنطاكية يفشل في استمالة العرب للطاعة]

وأجازه عنها. [قطبان أنطاكية يفشل في استمالة العرب للطاعة] واجتهد نيقيطا الرقطر قطبان أنطاكية في إصلاح نصر بن مشرّف، وبني الأحمر، وبني أبي غنّاج، ورجوعهم إلى الطّاعة، وتسليمهم الحصون التي في أيديهم، ووعدهم بالإحسان إليهم والإنعام عليهم بما يصلح حالهم طول الدّهر. فلم يذعنوا إلى ذلك ولا رغبوا فيه، [قطبان أنطاكية يتسلّم حصن بلاطنس وغيره من الحصون] فلمّا قرّر الهدنة مع نصر بن صالح وسيّر إليه ابن عمّه مقلّدا، وعاد القاضي الرسول من حلب سار بعد يومين من وصوله لقتال حصونهم، فنزل على حصن ابلاطنس (¬1) الذي أنشأه ابن الأحمر، وشرع في مقاتلته، فسلّمه إليه بالأمان على أن ينصرف هو وجميع من في الحصن إلى بلد المسلمين، فأجابه إلى ذلك، وتسلّم الحصن، وسيّر معه قوما أوصلوه إلى المأمن. وشحن الحصن بالرجال والعدد، ورسم للمقيمين فيه الزيادة في تحصينه، وإتمام ما يحتاج إليه من عمارته، ورحل عنه إلى حصن بني أبي غنّاج، فسلّموه إليه أيضا على ذلك الشرط، فأخربه إلى الأرض إذ لا فائدة فيه. ثم ملك أيضا حصن ابن الكاشح وأخربه، وسار إلى حصن المنيقة ونازله وقاتله، فلم يتمّ له أخذه، ورأى معاودته بما يقتضيه قتاله من الآلات والعدد أولى، ورحل عنه إلى عرقا (¬2)، وسبى فيها أيضا جماعة، واستاق مواشي كثيرة، وانكفأ إلى أنطاكية (¬3). وأمّا حسّان بن المفرّج بن الجرّاح فإنه لما عاد إليه وفوده من حضرة الملك وهو على أنطاكية، وأشهر المطرد الملكي الذي أنفذه إليه تسوّق على أضداده بخروج الملك إلى بلد الشام، ومسيره بين يدي جيوشه، وتواعدهم ¬

(¬1) كذا، وهو: بلاطنس. (¬2) عرقا-عرقة. (¬3) قال ابن العديم: «وخرج. . . قطبان أنطاكية الخادم المعروف بنقيطا-وتفسيره بالعربية الدويك-في خلق عظيم، فعاث في البلد العربي، وأفسد، وفتح حصن المنيقة، وهجم رفنيّة، وسبى عشرة آلاف من أهلها، ونقّض أبرجة سورها في سنة إحدى وعشرين، وفتح في سنة اثنتين حصن بني الأحمر، وحصن بني غناج، وغير ذلك من الحصون وخرّبها» (زبدة الحلب 1/ 246).

[تحالف حسان بن الجراح وابن أبي الليل ضد المغاربة]

بتمليكه بلاده. وقد كان رافع بن أبي الليل استوحش من المغاربة أيضا لأنهم كانوا قبضوا على أكثر ما سوّغوه إياه من الإقطاع ونافروه. فظاهر حسّان بن الجرّاح، واتّفق معه على معاداتهم، ووقع بينهما وبين البربريّ (¬1) صاحب جيوش المغاربة وقعة عظيمة في ناحية بصرى (¬2) بعد عودة الملك بمدّة شهرين، [تحالف حسّان بن الجرّاح وابن أبي الليل ضدّ المغاربة] واستظهر العرب عليهم وعاد المغاربة عليهم، فاندفع حسّان والعرب إلى مساكنهم في البريّة، واحتوى المغاربة على ما كان لحسّان من الإقطاع والأعمال، وأقطعوها لعرب آخرين تقوّوا بهم على حربه. ولما عاد الملك من الغزاة كتب في الحال كتابا إلى حسان بن الجرّاح يذكر فيه السبب في سرعة عودته، وأنه لقوّة الحرّ وعوز الماء، وأنه على المعاودة، ويبعثه على التمسّك بما بذله من الموالاة والعبوديّة، وأنفذه مع رسول قاصد، فتأخّر وصوله إليه مدّة طويلة لصعوبة الطريق وخطره، وألفاه في طرق السّماوة (¬3) من ناحية تدمر، وهو موغر الصدر شديد الحنق على البربريّ لطرده إياه عن دياره وضيق الأمر به، فحسّن له الرسول الوارد إليه القرب من بلد الروم، وكان هو متوقّعا وصول كتاب الملك ورسوله إليه كموقع الماء البارد من الظّاميء العطشان، [المغاربة ينتصرون على ابن الجرّاح والعرب في وقعة بصرى] فسار في جميع أهله وعشيرته بجميع حللهم ومواشيهم وبيوتهم، وسار معه رافع ابن أبي الليل أيضا، ووردا إلى بلاد حلب في زهاء نيّف وعشرين ألف إنسان، واستشعر الحلبيّون أنّ الملك استدعى آل جرّاح تعمّدا لتدبير بلادهم، وليجعلهم حربا لهم، ويشدّ منهم ويطردوا بني كلاب، [ابن الجرّاح يدخل بلاد الروم بدعوة من الملك رومانوس] ودخل آل جرّاح وآل رافع إلى بلاد الروم من عمل أنطاكية، ووصّل الملك لحسّان بن الجرّاح دفعات بصلات جارية، واستدعى علاّقا (¬4) ابنه إليه، فدخل في ¬

(¬1) كذا، وهو الدزبري. (¬2) بصرى: بالضم والقصر بالشام من أعمال دمشق، وهي قصبة حوران. (معجم البلدان 1/ 441). (¬3) السّماوة: بفتح أوله، وهي بين الكوفة والشام. (معجم البلدان 3/ 245). (¬4) في طبعة المشرق 262 «علافا»، والتصحيح عن الدولة البيزنطية 684.

[رومانوس يجزل الصلات لابن الجراح ويعين ابنه بطريقا]

جماعة من أصحابه، [رومانوس يجزل الصّلات لابن الجرّاح ويعيّن ابنه بطريقا] فأحسن الملك إليهم إحسانا كثيرا وأنعم عليه إنعاما جزيلا، وجعله بطريقا وأعاده إلى أبيه (¬1). ... [وفاة الخليفة العباسي القادر بالله] وفي شهر ذي الحجّة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة كانت وفاة القادر (¬2) بالله أحمد ابن المقتدر خليفة بغداد، وله في الخلافة إحدى وأربعون سنة وأربعة أشهر، ولم تكن هذه المدّة لأحد من الخلفاء قبله، وبويع بعده لولده أبي جعفر عبد الملك، ولقّب القائم بأمر الله. ... [قطبان أنطاكية يستولي على رفنية] وعاد نيقيطا الرقطر قطبان أنطاكية غازيا إلى حصن المنيقة، وقصد أولا رفنيّة، لأنّ منها تمتار أهل الحصون الإسلامية الغلاّت ويتقوّون بها على قتال الروم. ففتح أبرجتها وعدّتها ستّة، وملك جميعها، وأخذ جميع من فيها بالأمان من القتل، وكان عددهم زهاء عشرة آلاف إنسان، وأخرب سائر الأبرجة إلى الأرض، [القطبان يفتكّ رئيسا للروم من حصن صافيتا] وسار وقدّامه المأسورون إلى بلد الروم، ونازل حصن صافيتا من عمل المسلمين في جبل نهري، واستخلص منه رئيسا كان المسلمون أسروه، وبذل في نفسه جملة كثيرة، فانتزعه منه قهرا مخلوعا عليه من المقيم في الحصن ومحسنا إليه. [استيلاء القطبان على حصن المنيقة] ثم نازل حصن المنيقة، وكان بين يدي ¬

(¬1) هذه الأخبار ينفرد بها المؤلّف ولم تذكرها المصادر الأخرى. (¬2) أنظر عن الخليفة القادر العباسي في: تاريخ بغداد 4/ 37،38، والإنباء في تاريخ الخلفاء 183 - 187، والمنتظم 7/ 160 - 165 و 8/ 60،61، والكامل في التاريخ 9/ 80 وما بعدها، وتاريخ الفارقي 132، والنبراس 127 - 136، والفخري 254، ومختصر تاريخ الدول 181، وتاريخ الزمان 84، وخلاصة الذهب المسبوك 261 - 263، ونهاية الأرب 23/ 158، ومرآة الجنان 3/ 41، والدرّة المضيّة 329، والبداية والنهاية 12/ 31، وتاريخ ابن الوردي 1/ 340، والعبر 3/ 148، وسير أعلام النبلاء 15/ 127 - 137، ودول الإسلام 1/ 252، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436 و 447،448، والوافي بالوفيات 6/ 239 - 241، ومآثر الإنافة 1/ 318 - 334، والنجوم الزاهرة 4/ 160 وما بعدها، وتاريخ الخلفاء 411 - 417، وشذرات الذهب 3/ 221 - 223، وأخبار الدول 171.

[القطبان يحرق حصن أفامية]

الحصن واد عميق يحول بينه وبين نزول العساكر عليه، ويمنع القتال له، فردمه بالشجر العظام والعيدان الطّوال والحجارة والتراب، إلى أن ساوى الأرض، ونصب عليه المنجنيقات، وقاتله ونقب فيه نقوبا، وطرح الفصيل وبعض الأبرجة، وفتحه قهرا بعد منازلته إيّاه ثلاثة عشر يوما. وكان فتحه يوم الأربعاء أول كانون الأول سنة 1343، وهو النصف من ذي الحجّة سنة 422، وأسر منه ثمانمائة وعشرة أنفس، منهم حرمة نصر ابن مشرّف وأربع بنات له، وجماعة من أهله. وكان هو قد خرج عن الحصن عند ورود العسكر. [القطبان يحرق حصن أفامية] وألقى القطبان بعد أن ملك الحصن النّار في ذلك الوادي الذي ردمه، فاحترقت الأخشاب التي فيه، وتكلّست الحجارة. وعمّر بذلك الكلس ما تخرّب من الحصن، وأوثقه، وحرّر الوادي، وأشحن الحصن بالرجال والعدد والميرة، وانصرف عنه. وعبر بحصن بنكسرائيل وخاطب أهله في تسليمه إيّاه، وأن يطلق من أسره من حصن المنيقة من حرمهم وأهاليهم ووعدهم بالإحسان إليهم، فأبوا وتجلّدوا، فانصرف عنهم لما نال أهل العسكر من التعب وقوّة الشتاء، وتواعدهم بالعودة إليهم، وتوجّه نحو أنطاكية. وكان أهل حصن أفامية يجمعون جموعا في ضيعة كبيرة آهلة في عملهم تعرف بجريرين ويغيرون منها على ما يليهم من بلد الروم، فعدل القطبان إليها في طريقه، وقصدها في جماعة انتخبهم من العسكر، وسبى منها جماعة كثيرة وأحرقها. [القطبان يسلّم جريرين لنصر بن صالح وتضرّر أهل أفامية بذلك] ثم دخل أنطاكية ورسم لنصر بن صالح صاحب حلب بالقبض على جريرين المذكورة، فأضافها إلى عمله وبلاده، وامتثل ما أمره به، واستضرّ أهل حصن أفامية بخروجها عن أيديهم ضررا عظيما (¬1). ... ¬

(¬1) قال ابن الأثير في حوادث سنة 422 هـ‍: «في هذه السنة ملك الروم قلعة أفامية بالشام. وسبب ملكها أنّ الظاهر خليفة مصر سيّر إلى الشام الدزبري، وزيره، فملكه، وقصد حسّان بن المفرّج الطائي، فألحّ في طلبه، فهرب منه، ودخل بلد الروم، ولبس خلعة ملكهم، وخرج من عنده وعلى رأسه علم فيه صليب، ومعه عسكر كثير، فسار إلى أفامية فكبسها، وغنم ما فيها وسبى أهلها، وأسرهم، وسيّر الدزبري إلى البلاد يستنفر الناس للغزو». (الكامل في التاريخ 9/ 420). -

[الملك رومانوس يتسلم الرها من رئيسها]

[الملك رومانوس يتسلّم الرّها من رئيسها] وفي شهر تشرين الأول سنة 1343، وهو ذو القعدة سنة 422، وهي آخر السنة الثالثة من ملك رومانوس ملك الروم مدينة الرّها بتسليم سليمان بن الكرجي المقيم بها إيّاها إليهم، بتلطّف جرجس المانياكس استراتيغوس سميساط وحصل فيها. وسار سليمان المذكور إلى حضرة رومانوس الملك بالقسطنطينية، واستصحب معه الكتاب الوارد من أبجر ملك الرّها إلى السيّد المسيح، وجواب السيّد المسيح له. وكان كلّ واحد منهما في ورقة طومار (¬1) مكتوبين بالسرياني. وخرج الملك وألكسيوس البطريرك وجميع أهل المملكة لاستقبالهما، وتسلّمهما الملك بخشوع وخضوع تعظيما لكتاب السيّد المسيح، وأضافهما إلى الآثار المقدّسة التي في بلاط الملك. وعني رومانوس الملك بترجمتها من السرياني إلى اليوناني، وترجمها لنا إلى العربيّ الناقل الذي تولّى نقلهما إلى اليوناني على هيئتهما ونصّهما. ... [القتال بين المسلمين والروم في الرّها] ولمّا تسلّم الروم مدينة الرّها والقلعة ودخلوها، امتدّت إليهم سفهاء المسلمين وتواثبوا عليهم، فدعت الروم الضرورة إلى أن يدفعوا عن نفوسهم، والتحمت الفتنة بين الفريقين، واجتمع المسلمون وتواثبوا عليهم، فطلع جند الروم إلى القلعة وتحصّنوا بها، وهاج المسلمون على النصارى الذين بينهم في الرّها، وقتلوا منهم جماعة، فتحصّن النصارى في الكنيسة، وقاتلهم المسلمون وقتلوا وأسروا منهم جماعة كثيرة، وأحرقوا باب المدينة وأخذوا حديده، وأخربوا موضعا في السّور. ونفر إليها خلق كثير من المسلمين، وتعلّم الروم المقيمون في القلعة القتال منهم، وأظهروا لهم التخشّع والخوف منهم، فاطمأنّ المسلمون واسترسلوا، فخرج الروم إليهم وكسروهم، وقتلوا ¬

= وهذا الخبر وإن كان في السنة التي يؤرّخ لها المؤلّف الأنطاكي عن أفامية، لا يتّفق معه تماما. وانظر: المختصر في أخبار البشر 2/ 158. (¬1) الطومار: كلمة دخيلة لعلها فارسية شاع استعمالها بين الكتّاب وفي دواوين الإنشاء منذ القرن الأول وما زالت متداولة حتى عصر المماليك. ويقصد بالطومار إمّا نوع من الخطوط العربية أو نوع من الصحف التي يكتب عليها. والمعنى الثاني يقصد به قطع من الورق (البرديّ أو الكاغد) له مساحة معيّنة تعتبر أكبر قطع لورق الكتابة. (القاموس الإسلامي 4/ 581).

[الروم يهزمون المسلمون ويعمرون ما خرب من سور الرها]

منهم عددا كثيرا، [الروم يهزمون المسلمون ويعمّرون ما خرب من سور الرّها] وولّى جماعتهم منهزمين، وعمّر الروم ما خرب من سور المدينة وأعادوا إليها أبوابها، ورتّبوا فيها من الرجال، وأعدّوا سائر ما يحتاج إليه من السلاح والميرة وغير ذلك. [الروم يهزمون العرب والعجم والأكراد ثانية عند الرّها] وعاد إليهم نفر من المسلمين أكثر عددا من النفر الأول، مجتمع من العرب والعجم والأكراد والحاضرة من أماكن بعيدة وقريبة، وحاصروا المدينة، وقاتلوا الروم، فاستظهر الروم عليهم وقتلوا منهم، ونكبوا عدّة كبيرة، فولّوا منهزمين خازين. [المسلمون يأخذون الأسرى من سميساط] وقصد جماعة منهم من بعد منصرفهم عن الرّها بلد سميساط لخلوّه من عسكر الروم، واجتماعهم في الرّها، فأتوا عليه وأسروا منه وقتلوا جماعة، وعبروا بالأسارى في الفرات، فغرق أكثرهم وهلك (¬1). [بنو نمير يستولون على حصون الجزيرة] وكان بنو نمير قد استولوا على جميع حصون الجزيرة، وحصل كلّ منها في يد أمير من أمرائهم، وتغلّب على حرّان بعض الأشراف، فاستعانوا بأحداثها وتقوّوا بهم على غيرهم. واستضاموا أهل المدينة ونهبوهم، وأفسدوا أحوالهم، وخرج أكثرهم عنها هاربين، وأخذوا أيضا مجمعا للصابئة، وهو ¬

(¬1) قال ابن الأثير: «في هذه السنة ملك الروم مدينة الرها، وكان سبب ذلك أنّ الرها كانت بيد نصر الدولة بن مروان، كما ذكرناه، فلما قتل عطير الذي كان صاحبها شفع صالح بن مرداس، صاحب حلب، إلى نصر الدولة ليعيد الرّها إلى ابن عطير، وإلى ابن شبل، بينهما نصفين، فقبل شفاعته، وسلّمها إليهما. وكان له في الرّها برجان حصينان أحدهما أكبر من الآخر، فتسلّم ابن عطير الكبير، وابن شبل الصغير، وبقيت المدينة معهما إلى هذه السنة، فراسل ابن عطير أرمانوس ملك الروم، وباعه حصّته من الرّها بعشرين ألف دينار، وعدّة قرايا من جملتها قرية تعرف إلى الآن بسنّ ابن عطير، وتسلّموا البرج الذي له، ودخلوا البلد فملكوه، وهرب منه أصحاب ابن شبل، وقتل الروم المسلمين، وخرّبوا المساجد. وسمع نصر الدولة الخبر، فسيّر جيشا إلى الرّها، فحصروها وفتحوها عنوة، واعتصم من بها من الروم بالبرجين واحتمى النصارى بالبيعة التي لهم، وهي من أكبر البيع وأحسنها عمارة، فحصرهم المسلمون بها وأخرجوهم، وقتلوا أكثرهم، ونهبوا البلد، وبقي الروم في البرجين، وسيّر إليهم عسكرا نحو عشرة آلاف مقاتل، فانهزم أصحاب ابن مروان من بين أيديهم، ودخلوا البلد وما جاورهم من بلاد المسلمين، وصالحهم ابن وثّاب النّميري على حرّان وسروج وحمل إليهم خراجا». (الكامل في التاريخ 9/ 413) وانظر: تاريخ الزمان 84،85، والنجوم الزاهرة 4/ 275، والدرّة المضيّة 333.

[إسلام أكثر الصابئة على يد بني نمير]

الهيكل الذي على اسم القمر، ولم يكن بقي لهم في المسكونة هيكل سواه، وجعلوه معقلا، [إسلام أكثر الصابئة على يد بني نمير] وأسلم كثيرون ممّن في حرّان من الصابئة، وكانوا جماعة وافرة العدد مخافة منهم. [اجتماع الدرزية في جبل السّمّاق واستضامتهم المسلمين] وكان قد اجتمع في جبل السّمّاق (¬1) من بلد الروم جماعة من الدّرزيّة، وجاهروا بمذهبهم، وأخربوا ما عندهم من المساجد، وتحصّن دعاتهم وكثير من عوامّهم في مغاور شاهقة منيعة، وقصدهم وانضوى إليهم خلق من أهل نحلتهم، وتوفّر عددهم، واستضاموا المسلمين المجاورين لهم من أهل بلدان حلب والذين هم بينهم، ووعدوا أنفسهم وأطمعوا عوامّهم بقوّة أيديهم وكثرة استيلائهم على البلاد والأعمال القريبة والبعيدة. [سنة 423 هـ‍.] [الروم يقبضون على دعاة الدروز ويقتلون أتباعهم في المغاور] ورأى نيقيطا الرقطر قطبان أنطاكية مبادرتهم قبل تفاقم أمرهم وتخطّيهم إلى الفساد والعيث. ورسم لمن يجاورهم من طرامخته قصدهم برجالهم وأصحابهم، فتلطّفوا في أن قبضوا على دعاتهم وأماثلهم وقتلوهم، وحاصروا باقيهم في تلك المغاور، ونصبوا عليها القتال اثنين وعشرين يوما إلى أن التمسوا الأمان، وخرجوا منها هاربين، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وتتبّع الروم المسلمين في أعمالهم منهم، وأخذوهم واضمحلّوا ودثروا (¬2). ... ¬

(¬1) جبل السّمّاق: جبل عظيم من أعمال حلب الغربية، يشتمل على مدن كثيرة وقرى وقلاع، عامّتها للإسماعيلية الملحدة. (معجم البلدان 2/ 102). (¬2) قال ابن العديم: «وفي أيام نصر اجتمع بجبل السّمّاق قوم يعرفون بالدرزية منسوبون إلى رجل خيّاط أعجمي، وجاهروا بمذهبهم، وخرّبوا ما عندهم من المساجد، ودفعوا نبوّة الأنبياء، وجحدوهم إلاّ الإمام الحاضر الذي يدعو إليه الدرزي، وأحلّوا نكاح المحارم، وتفاقم أمرهم، وتحصّنوا في مغاير شاهقة على العاصي، وانضوى إليهم خلق من فلاّحي حلب، وطمعوا بالاستيلاء على البلاد. فخرج إليهم نقيطا قطبان أنطاكية، وحاصرهم في المغاير، ودخّن عليهم، وساعده على ذلك نصر بن صالح صاحب حلب، ثم التمسوا الأمان بعد اثنين وعشرين يوما، فأخرجوهم بالأمان، وقبضوا على دعاتهم وقتلوهم، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وعشرين-

[تعيين بطريرك أنطاكية]

[تعيين بطريرك أنطاكية] وفي هذه السنة صيّر إيليّا بطريركا على أنطاكية، وصلّي عليه بالقسطنطينية يوم السبت الكبير، وهو أول نيسان من سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وأربعين للإسكندر، وهو لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر منها، وكان راهبا في دير ببلد نيقوميدية، أقام سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام وتنيّح. ... [تردّد الرسائل للمسالمة بين الظاهر ورومانوس] وتردّد بين البربريّ أمير جيوش الظاهر خليفة مصر، ويلقّب أمير الجيوش المظفّر، وهو يومئذ بدمشق، وبين نيقيطا قطبان أنطاكية مكاتبات ومراسلات في عقد الهدنة، والمسالمة بين الظّاهر وبين رومانوس الملك، كان ابتداؤها أنّ مع حصول حسّان بن الجرّاح في طرف بلد الروم أطمع البربريّ نفسه في فرصة ينتهزها فيه، فسار إلى ناحية أفامية، وكتب إلى من كان يتظاهر في أمراء بني كلاب بالموالاة والتصنّع للظاهر في أن يلقوه في جميع من يمكنهم من العرب، وقدّم البربريّ أمامه سريّة كبيرة، [أنوشتكين يغير على حلل آل جرّاح بأطراف بلاد الروم] ودخلت إلى طرف بلد الروم، وكبست بغتة حلل آل جرّاح بين قسطون (¬1) وبين حصن إنّب (¬2)، لأنّ حللهم كانت فيه متفرّقة في عدّة مواضع، وأخذ أصحاب السريّة جماعة منها واستاقوهم، وكان رافع بن أبي الليل قريبا منهم، فلحقهم في نفر ¬

= وأربعمائة». (زبدة الحلب 1/ 248،249). أمّا المقريزي فيجعل ظهور الدرزية في سنة 425 هـ‍، فقال: «وفيها ظهرت الطائفة الدرزيّة بجبل السّمّاق من الشام يدعون إلى الحاكم بأمر الله». (اتعاظ الحنفا 2/ 181). وقال ابن أيبك الدواداري في حوادث سنة 424 هـ‍: «وفيها ظهرت بجبل السّمّاق، الذين أصلهم ذلك الرجل المراوحي الذي كان يقف عنده الحاكم المقدّم ذكره في هذا الجزء. وكان قد جهّزه الحاكم في آخر أيامه بالأموال والخزائن ونفّذه إلى الجبال يدعو للحاكم ويفسد عقول هؤلاء الأقوام من أهل الجبال، كونهم ضعيفين العقول، بعيدين عن العلوم، أولي طباع قاسية لسكنهم الجبال كقساوة الأحجار، فتمكّن من عقولهم الفاسدة، ولم يزل يدعوهم وهم ينجلبون إليه إلى هذه السنة فكان ظهورهم». (الدرّة المضيّة 334). (¬1) قسطون: بفتح أوله وسكون ثانيه. حصن كان بالروج من أعمال حلب. (معجم البلدان 4/ 348). (¬2) إنّب: بكسرتين وتشديد النون. حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب. (معجم البلدان 1/ 258).

[أنوشتكين يكاتب قطبان أنطاكية]

يسير من عشيرته ومن الطّائيّين، واستظهر عليهم، وخلّص الغنيمة عن آخرها، وقتل وجرح منهم جماعة وعادوا منهزمين. ووصل البربريّ في الحال، وعرف ما جرى، وضرب خيامه في قسطون، وبقي بقيّة يومه، ولمّا جنّ الليل رحل إلى أفامية ولم يلقه ولا ورد إليه أحد من بني كلاب، وذلك لأنّ نصر بن صالح استصلحهم واجتذبهم إليه حذرا من مكيدة يقصد بها البربريّ مدينة حلب. وتهدّد من ينحرف عنه منهم باستعانته عليهم بالروم وقبضه إقطاعهم وقصده إيّاهم. واستراب البربريّ بتأخّرهم عنه، وتحذّر أن يتّفقوا مع الطّائيين من آل جرّاح على إساءة يوقعونها به، فرحل عن أفامية ثاني يوم وصوله إليها مسرعا إلى دمشق، وعند مسيره عنها كتب إلى نيقيطا القطبان يذكر له أنه ورد إلى أفامية ليصلح أمورها، وأنه لم يتعرّض لشيء من أعمال الروم بسوء حسبما لم تزل أوامر الظاهر ترد إليه وإلى غيره من ولاته وأصحاب أطرافه، من حفظ مجاورة الروم، وترك الفساد في شيء من أعمالهم، وأطلق قوما من الأرمن كان أصحابه أخذوهم في الطريق. [أنوشتكين يكاتب قطبان أنطاكية] ثم تواصلت المكاتبة بينهما بعد سبي رفنيّة وأخذ حصن المنيقة في توسّط المهادنة، [الاتفاق على اجتماع رسولي الظاهر ورومانوس على حدود الدولتين] واستقرّت الموافقة على أن ينفذ الظّاهر رسولا من جهته إلى رومانوس الملك، ويعدل إلى البربريّ بدمشق، وينفذ الملك أيضا رسولا، ويرد إلى القطبان بأنطاكية، ويجتمع الرسولان جميعا في ناحية أنطرسوس في آخر حدّ الروم وأول بلد المسلمين، ويسير كلّ واحد منهما إلى مقصده. وسيّر الظاهر رسولين وجيهين إلى دمشق، وأنفذ الملك رسولين إلى أنطاكية، ولعلم نصر ابن مشرّف أنّ نيقيطا القطبان تامّ العزيمة على المسير إلى حصن بنكسرائيل الباقي الآن في يده لمقاتلته وأخذه، توسّل في أن يكون هذا الحصن من جملة ما يقع عليه المهادنة والموادعة، ولا تتعرّض الروم له بحرب ولا بقتال. فالتمس البربريّ ذلك من القطبان، وتشدّد فيه، وجزم في أنه لا يتخلّى عنه بوجه ولا بسبب، إذ قد سلّمه نصر ابن مشرّف إلى السلطان، وصار له دونه. فأجابه القطبان بأنّه لا يقرّر المسالمة إلاّ بعد أن

[قطبان أنطاكية يرفض التنازل عن الحصن ويحاصره]

يملك هذا الحصن، إمّا بتسليمه إليه اختيارا، أو بأخذه إيّاه بالحرب كرها، وحقّق عنده أنه سائر لمنازلته وقتاله ليرى رأيه في إتمام ما شرعا فيه من الهدنة على هذه الشريطة، أو الرجوع عنها والاستعداد للحرب. [قطبان أنطاكية يرفض التنازل عن الحصن ويحاصره] وسار القطبان في الحال إلى الحصن بجيوشه، ونازله واحتاط بجميع عسكره سورا ارتفاعه خمسة أذرع، وعرضه أربعة أذرع، مرصوفا بالحجارة والخشب والتراب. وحفر خارجا منه خندقا دائرا به، ونصب على الحصن القتال بالمنجنيقات، ولأنّ الحصن كان شاهقا ومؤسّسا على صخرة رافعة أصلح مقابله بنيّة مرصوفة أيضا بالحجارة والخشب والتراب اليابس، طولها زهاء ثلاثمائة ذراع، وعرضها ستّة وثلاثون ذراعا، شبيهة بالمزلقان إلى أن تعلو على الحصن، لتطلع المقاتلة عليها، ويحاربوا من في الحصن مواجهة. [فشل المناورات في إبعاد قطبان أنطاكية عن الحصن] وأطمع نصر بن مشرف للبربريّ في عسكر الروم، وأوهمه أنه إن قصده المسلمون رحل عن الحصن ولم يثبت عليه. فأنفذ عسكرا كبيرا من المشارقة والمغاربة والعرب إلى رفنيّة. وكاتب جماعة من أمراء بني كلاب يستدعي مجيئهم إلى العسكر والكون معه، فلم يلمّ به أحد منهم، ونزل العسكر تحت حصن أبي قبيس (¬1)، وأظهروا أنّهم على نيّة القصد لحصن إنّب ومنازلته طمعا في أن يرحل القطبان من على حصن بنكسرائيل، ليدفعهم عن حصن إنّب، فلم ينزعج لذلك، ولا اكترث بهم. وتردّد نصر ابن مشرّف نحو العسكر في جماعة معه، وأشرف عليه من أعلى الجبل دفعات، أملا أن يتمّ له شيء، فخاب ظنّه، وعاد في كلّ منها خازيا. [فشل السّرايا التي خرجت للعرب أمام الروم والأرمن] وتسرّعت أيضا سريّة من العسكر الوارد من جهة البربريّ، وسارت إلى ناحية جبلة، لتخطف من يخرج من العسكر الروميّ، ولقيها بعض أهل عسكرهم، وأوقع بها وأسر رئيسها وقوما آخرين معه، وولّى أقواهم على أعقابهم خازين، وأسرى أيضا في الحال سريّة أخرى من العرب الواردين في عسكرهم، وغيرهم من الأتراك والغلمان إلى ¬

(¬1) كذا، ونرجّح أنه حصن عديس بين بالس ومنبج. (معجم البلدان 2/ 264 مادّة الحصن).

[قطبان أنطاكية يهدم الحصن وينقل الأسرى إلى الملك]

الأرواج (¬1) ليوقعوا بحلل آل جرّاح، فلقيهم رافع ابن أبي الليل أيضا، وبعض آل جرّاح، فطاردوهم ولحق بهم الطوموخ (¬2) المقيم في حصن إنّب في جماعة من الأرمن، فوقعوا بهم، وقتلوا أميرا وجيها من الواردين في السريّة، وأسر أميرا آخر، وأطلقه، وقتل الأرمن جماعة منهم، وعاد أقوى أهل السريّة راكضين، ورحل عسكرهم بأسره في أثر ذلك عائدا إلى دمشق، [قطبان أنطاكية يهدم الحصن وينقل الأسرى إلى الملك] ولم يزل القطبان يقاتل الحصن بالمنجنيقات إلى أن سقط جميع حائطه المواجه لموضع القتال، وانكشف وخرج جماعة ممّن فيه إليه، وتطارحوا عليه، واستقرّ الأمر معهم على أن يقتل منهم ويكحّل عشرة أنفار، ويأخذ الباقين مماليك، ويؤمّنهم من القتل، ويحملهم إلى حضرة الملك ليرى فيهم رأيه، وملك الحصن في اليوم الأربعين من منازلته إيّاه، وذلك قبل أن يتمّ عمل المزلقان الذي أنشأه، وكان ملكه له يوم الجمعة السابع عشر من تمّوز سنة 1343، وهو لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة 423، وبلغ عدد من أخذ منه زهاء خمسمائة نفس، ووجد فيه مائتي قتيل بحجارة المنجنيقات، واستخلص منه اكسيرخا، وهو قائد كان يضبط حصن ابلاطنس (¬3)، وهو الحصن المأخوذ من ابن الأحمر وخرج في سريّة إلى الجبل قد توجّه القطبان بالعسكر إليه، فأخذ ابن مشرّف عليه الطريق وأسره، وبذل له في نفسه خمسمائة دينار، ورغب ابن مشرّف في المال، ولكن لم يمكّن القطبان لأصحاب الأكسيرخ من حمل المال لاستخلاصه، لما يرجوه من انتزاعه إيّاه منه قهرا، كما انتزع الأكسيرخ الأول من حصن صافيتا، وتحقّق له أمله حينئذ، وورد إلى القطبان وهو منازل الحصن رسولان من البربريّ وشاهدا من قتال الروم ما هالهما، وأنفذهما القطبان إلى جبلة، فأقاما بها إلى أن فتح ¬

(¬1) الأرواج: جمع الرّوج. بالضم. كورة من كور حلب المشهورة في غربيّها بينها وبين المعرّة. (معجم البلدان 3/ 76) ويعتبر حصن قسطون في الروج. (أنظر: الدرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب لابن الشحنة 217). (¬2) كذا، وقد مرّ «الطرامخة» بالراء. (¬3) كذا، وهو «بلاطنس».

[إعلان النفير للجهاد في الشام ومصر وديار بكر وربيعة]

الحصن، وأحضرهما وأراهما إيّاه، وصرفهما بجواب ما ورد معهما، وألقى النّار في ذلك المزلقان الذي عمله مقابل الحصن، فاحترق خشبه وتكلّست حجارته، وعمّر بذلك الكلس ما تخرّب وسقط من الحصن، وجدّد جميعه وحصّنه، وتوثّق منه وأعدّ فيه من الرجال والعدد والغلاّت ما يكتفي (¬1) به. وعاد إلى أنطاكية وحمل جميع الأسارى إلى الملك. واستشعر البربريّ أنّ القطبان بعد ملكه حصن بنكسرائيل على رغمه واستظهاره على سراياه، سيعود يغزو إلى بلادهم، وينازل بعض حصونهم، فأظهر الاستعداد للغزو إلى بلد الروم، [إعلان النفير للجهاد في الشام ومصر وديار بكر وربيعة] ونودي في الناس بمصر، وفي سائر بلاد الشام بالنفير إلى الغزو بسجلاّت من الظاهر قرئت في جميع بلاده، وكوتب جميع من في ديار مضر وديار بكر وديار ربيعة بالحضّ على الجهاد، امتعاضا لما جرى من أخذ الروم الرّها وسبيهم رفنيّة، وما أتوه على غيرها، لتتّفق الكلمة على قصدهم، فجمع القطبان العساكر بأنطاكية انتظارا لما يكون من البربريّ، فيكون عمله بحسبه، [تبادل الرسائل بين القطبان وأنوشتكين بشأن الهدنة] ثم كاتبه القطبان يعلمه بما تناصرت إليه الأخبار عنه، من عزيمته على الغزو إلى بلد الروم، وأنه مستعدّ للقائه إن رأى ذلك، وإن رغب في إتمام ما تقدّم تقريره من المهادنة يتقدّم في تسيير (¬2) الرسولين الواردين من الظّاهر إلى الملك لينفذ هو أيضا الرسولين الحاصلين عنده، وأن يذكر له من الجواب ما يكون العمل بحسبه. فعاد جوابه يذكر أنه لم يقع الاهتمام منهم بالغزو والحضّ عليه إلاّ انتظارا لما يكون منه، بعد أخذه حصن بنكسرائيل من معاودة الغزو إلى شيء من الأعمال، فتكون المقابلة عليه وأنه إذا كان ثابتا على ما جرت الموافقة عليه فإنه يسيّر الرسولين الواصلين من قبل الظاهر إلى ما قبله في أثر مكاتبته ويستحثّه في إنفاذ الرسولين الواردين من الملك فسار جميعهم والتقى الفريقان في الموضع الذي تقدّم ذكره. وسار كلّ واحد منهما إلى مقصده. ¬

(¬1) سبق أن ذكر المؤلّف هذا الخبر قبل قليل. (¬2) في طبعة المشرق 269 «تسير».

[نصر بن صالح يدفع مال الهدنة للروم ويقدم شعر المعمدان للملك]

[نصر بن صالح يدفع مال الهدنة للروم ويقدّم شعر المعمدان للملك] وتقدّم قبل ورود رسولي الظاهر إلى الملك تسيير (¬1) نصر ابن (¬2) صالح بن مرداش (¬3) إلى الملك أيضا بمال الهدنة عن السنة الخارجة، وهدنة مجدّدة، وأنفذ فيها شعر القدّيس مار يوحنّا المعمدان. وكان هذا الشّعر في سالف الزمان في كنيسة حمص، ونقل منها إلى كنيسة القلعة بحلب إشفاقا عليه من أخذ الروم له عند تردّدهم إلى حمص. وبقي هناك إلى أن خرج منصور بن لؤلؤ من حلب إلى بلد الروم، وحصل في مدّة تغلّب فتح على القلعة عند بعض النّصارى الحلبيّين، فاستعاده نصر بن صالح منه في هذا الوقت، وتقرّب به إلى الملك، فحسن موقعه منه، وأضافه إلى الآثارات المقدّسة التي في بلاط الملك. [بنو نمير يتعهّدون بحفظ حدود الجزيرة مع الروم] ولمّا وصل إلى أنطاكية الرسولان الواردان من الظّاهر إلى الملك توجّهت العساكر المجتمعة بها إلى ناحية سميساط مع ميخائيل الأبروطوسبتيار أرخن البنتا المرأس عليها، وانضافت إلى عساكر تقدّم نفوذها إلى تلك الجهة مع سيمون الأبروطوسبتيار. وعوّل سيمون على قصد الجزيرة وإصلاح أمور الرّها، وحرب العرب النميريّين وغيرهم من المنازعين فيها، فرغب إليه شبيب ابن وثّاب أمير العرب النميريّين ومن سواه من أمرائهم في المسالمة، وأذعنوا إلى الدخول فيما يلتمس منهم، وبذلوا الطّاعة والعبوديّة للملك، وقطعوا الحدود والأعمال التي برسم الرّها، وانحازت إليها وفصلوها ممّا سواها من ضياعهم، وشرطوا حفظها والحرب لمن يقصد الفساد والعيث فيها. [وفود بني نمير وصاحب ديار بكر إلى الملك رومانوس] وأنفذوا وفودهم إلى الملك، وأنفذ ابن مروان صاحب ديار بكر أيضا رسولا من قبله يتنصّل ممّا كان منه في إنفاذه عسكره وأصحابه مع النفر النّازل على الرّها، وأنه لخوفه من المسلمين. وسار في الأثر حسّان بن الجرّاح إلى حضرة الملك، واجتمع ¬

(¬1) في طبعة المشرق «تسير» (¬2) كذا، والصواب «بن». (¬3) كذا.

[الملك رومانوس يجعل نصر بن صالح بطريقا]

بالقسطنطينية سائر من ذكرناه من الرسل والوفود، وحضر أيضا جماعة معهم من رسل أمير المؤمنين المستولي على الأعمال العربية، والبلاد المجاورة لأطراف بلد الروم من المغرب والمشرق، ولحق بهم في الآخر رافع ابن أبي الليل، [الملك رومانوس يجعل نصر بن صالح بطريقا] وتوسّل نصر بن صالح إلى الملك في مراسلته الصادرة مع رسوله أن يشرّفه بمرتبة ملكيّة ليشتهر عند أضداده من العرب والمغاربة انضواؤه إلى مملكة الروم، ويتحقّقوا أنه من جملة عبيدها والمنتمين إليها. ورغب إلى الملك أيضا أن لا يتخلّى عنه متى احتاج إلى نصرته ونجدته على من ينازعه في التماس حلب أو شيء ممّا يليها، فأجابه الملك إلى طلبته، وأعلم رسوله في مجلس عامّ بحضرة رسولي الظّاهر وغيرهما من الرسل والوفود الحاضرين أنه قد جعل نصر بن صالح بطريق آنتيطس بستس، وأنه منذ الآن قد صار واحدا من عبيد ملكه، ومعدودا في جملة خواصّه، وأنه ناصر له ودافع عنه من يتعمّده بسوء. [شروط الهدنة بين الظاهر والملك] وكان الملك قد اشترط على الظاهر في عقد الهدنة بينهما ثلاث (¬1) شرائط: إحداهما (¬2) أن يعمّر الملك كنيسة القيامة ببيت المقدس، ويجدّدها من ماله، ويصيّر بطريركا على بيت المقدس. وأن تعمّر النّصارى جميع الكنائس الخراب التي في بلاد الظاهر. والشريطة الثانية: أن لا يتعرّض الظاهر لحلب، ولا يروم هو ولا أحد من ذوي طاعته لقتالها، ولا التعرّض لها بمكروه، إذ هي بلد قد تقرّر عليه إتاوة، ويحمل إليه في كلّ سنة مال الهدنة. والشريطة الثالثة: أن لا يساعد صاحب صقلّية على محاربته للروم، ولا ¬

(¬1) كذا، والصواب: «ثلاثة». (¬2) كذا، والصواب: «إحداها».

[الملك يطلب من الظاهر عدة أمور]

لغيره من جميع من يروم الفساد في شيء من أعمالهم، ولا ينجده ولا يقوّيه، وهو أيضا يلزم له مثل ذلك الشرط، لتكون المسالمة بينهم في المستأنف مستمرّة، ولا يعرض لها ما يفسدها. وبذل له رومانوس الملك إطلاق الأسرى المأخوذين بحكم الحرب في أيامه من بلاد الإسلام، عوض بناء كنيسة القيامة. وذكر له أيضا قصد حسّان بن الجرّاح لملكه وتطارحه عليه وسؤاله إيّاه نجدته، والتمس من الظّاهر أن يعيده إلى بلده وإقطاعاته القديمة التي كانت له في أيام الحاكم دون ما سواها ممّا استزاده واغتصبه في أيامه إن رأى ذلك، ويشرط عليه حسن الطاعة لزوم الطرائق الحميدة، ومتى عاد إلى ما عهد منه من الفساد في بلاده، أو التخطّي إلى ما يكره كانا جميعا حربا له. [الملك يطلب من الظاهر عدّة أمور] وعرض الملك أيضا على الظاهر أن يدفع إليه حصن شيزر، إذ هو بين عمل المسلمين، ويعطيه الظاهر حصن أفامية عوضا عنه، إذ هو قريب من بلاد الروم ومجاور لحصونهم، إن رغب في ذلك. فقبل الظاهر ما شرطه الملك من بناء كنيسة القيامة، ومن إصلاح بطريرك، ومن تجديد النّصارى بقيّة الكنائس، سوى ما كان منها قد عمل مسجدا، ويكون إطلاق الأسارى المأخوذين في أيام رومانوس الملك، عوضا عن ذلك. [الظاهر يجيب بالموافقة على بعض طلبات الملك ويمتنع عن بعضها الآخر] وقبل أيضا ما اشترطه من ترك النّجدة والمعونة لصاحب صقلّية، ولغيره ممّن يحارب مملكة الروم ويعيث ببلادهم، إذ كان قد بذل له أن يفعل معه مثله. ولم يجب إلى الشرط المشتمل على ذكر حلب، واحتجّ عليه بأنّها ثغر جليل من ثغور المسلمين، لا ينبغي أن يكون في حوز الروم، والتمس أن يهمل ذكرها بالجملة فيما تعقد عليه الهدنة (¬1). ولم ير قبول حسّان بن الجرّاح، ولا رغب في أخذ شيزر والتعويض عنها بأفامية، ولم يذعن رومانوس الملك إلى الرجوع عمّا اشترطه في معنى ¬

(¬1) الدولة البيزنطية 687،688.

[سنة 424 هـ‍.]

حلب، وجزم أنه لا يعقد الهدنة إلاّ عليه، وتردّدت المكاتبة بين الجهتين في هذا المعنى في أيامه. وفي أيام ميخائيل (¬1) الملك بعده مدّة ثلاث سنين ونصف (¬2)، إلى أن استقرّ الأمر فيها على ما يأتي فيما بعد ذكره (¬3). ... [سنة 424 هـ‍.] [الغلاء في بلاد الروم والثغور الجزرية والشالمية] وحدث في سنة أربع وعشرين وأربعمائة غلاء شديد في أكثر من بلد الروم، وسائر الثغور الجزريّة والشامية، وأكل جماعة من صعاليك هذه القرى والبلدان اللّحم في أيام الأصوام المقدّسة، لتعذّر ما سواه من القوت عليهم، وانجلى كثير منهم عن مساكنهم، ومات خلق كثير من الضّرّ والجوع، ولم تزل هذه الشدّة والضّيقة إلى أن دخلت الغلّة الجديدة، فاتّسع الناس وتماثل (¬4) أحوالهم (¬5). ... ¬

(¬1) هو ميخائيل الرابع. (¬2) قال المقريزي في حوادث سنة 427 هـ‍: «فيها انعقدت الهدنة بين الظاهر وبين ميخائيل ملك الروم عشر سنين متوالية. (اتعاظ الحنفا 2/ 182). (¬3) لم يذكر المؤلّف فيما بعد معاهدة الصلح بين الخليفة الفاطميّ الظاهر والامبراطور البيزنطي ميخائيل، التي تمّت سنة 427 هـ‍. لأنّه توقّف في كتابه هذا عند أحداث سنة 425 هـ‍/1034 م. كما سنرى بعد قليل. (¬4) كذا، والصواب «وتماثلت». (¬5) قال ابن الأثير في حوادث 423 هـ‍: «وفيها كان بالبلاد غلاء شديد، واستسقى الناس فلم يسقوا، وتبعه وباء عظيم، وكان عامّا في جميع البلاد بالعراق، والموصل، والشام، وبلد الجبل، وخراسان، وغزنة، والهند، وغير ذلك، وكثر الموت، فدفن في أصبهان في عدّة أيام، أربعون ألف ميّت، وكثر الجدريّ في الناس، فأحصي بالموصل أنه مات به أربعة آلاف صبيّ، ولم تخل دار من مصيبة لعموم المصائب، وكثرة الموت». (الكامل في التاريخ 9/ 416). وقال ابن العبري: «وفي تلك السنة جمدت المياه في بغداد، وثار رمل أحمر وهبط كالمطر وأتلف الأشجار ولم تثمر ثمرا. وحدث غلاء فظيع في البريّة حتى أكل المعديّون جمالهم وخيلهم وأولادهم. وكان كل رجل يبدّل ولده بولد جاره ويذبحه لئلاّ يتأثّر. وما عدا الغلاء فقد ضايق الناس العطش بسبب قلّة المطر. فقصدوا الأنهر القريبة من المدن والقرى وأقاموا هناك. وحدث طاعون في الهند وفي العجم كلّها حتى شيّعوا في أصفهان مدّة أسبوع واحد-

[سنة 425 هـ‍.]

[سنة 425 هـ‍.] [بناء سور القدس الشريف] وشرع الظاهر في هذه السنة في بناء سور مدينة القدس الشريف، بعد بناء سور الرملة، وخرّب المتولّون لعمله كنائس كثيرة في ظاهر المدينة وأخذت حجارتها، وعوّلوا على نقض كنيسة صهيون وكنائس غيرها أيضا، ليحملوا حجارتها إلى السّور، [الزلزلة تهدم الرملة وأريحا ونابلس وعكا] فحدث في البلد زلزلة مهولة لم تشاهد ولا سمع بمثلها، آخر نهار الخميس لعشر خلون من صفر سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وسقط منها نصف أبنية مدينة الرملة وعدّة مواضع من سورها، وهلك من الناس فيها ما يعظم مقداره. وانقلبت مدينة ريحا (¬1) على أهلها، وكذلك نابلس، وقرى قريبة منها، وسقطت قطعة من جامع بيت المقدس، وديارة وكنائس في عملها، وسقط أيضا أبنية في مدينة عكا، ومات فيها جماعة، وغاب ماء البحر من ميناها ساعة، ثم رجع إلى حاله (¬2). ¬

= أربعين ألف نعش. ولم يبق بيت في بغداد دون حداد. ومات في الموصل بداء الجرب أربعة آلاف صبيّ». (تاريخ الزمان 85). وانظر (النجوم الزاهرة 4/ 277). وقال الدواداري في سنة 423 هـ‍ أيضا: «وكانت سنة شديدة على الناس من الغلاء والقحط». (الدرّة المضيّة 333). (¬1) ريحاء: بكسر أوّله وسكون ثانيه. مدينة قرب بيت المقدس من أعمال الأردن بالغور، بينها وبين بيت المقدس خمسة فراسخ، ويقال لها أريحا أيضا. (معجم البلدان 3/ 111). (¬2) قال ابن الجوزي: «وكان بالرملة زلازل خرج الناس منها بأولادهم وحرمهم وعبيدهم إلى ظاهر البلد، فأقاموا ثمانية أيام، وهدمت تلك الزلزلة ثلث البلد تقديرا وقطّعت المسجد الجامع تقطيعا، وأهلكت من الناس قوما، وتعدّت إلى نابلس، فسقط نصف بنيانها، وتلف ثلاثمائة نفس من سكانها، وقلبت قرية بإزائها فخاست بأهلها وبقرها وغنمهم وخسف بقرى أخر، وسقط بعض حائط بيت المقدس، ووقع من محراب داود عليه السلام قطعة كبيرة ومن مسجد إبراهيم عليه السلام قطعة إلاّ أنّ الحجرة سلمت، وسقطت منارة المسجد الجامع بعسقلان، ورأس منارة غزّة». (المنتظم 8/ 77). وقال ابن العبري: «وحدثت زلزلة في مصر وفلسطين، وانهزم الناس من بيوتهم وظلّوا تحت الفضاء ثمانية أيام. وهبط نصف بلد بالس، وابتلعت الأرض عدّة قرى في سورية مع أهاليها، وهدمت أساسات كنيسة أورشليم، ومئذنة العرب في عسقلان ورأس مئذنة غزّة ونصف عكا. وجزر البحر نحو ثلاثة فراسخ، ودخل الناس ليلتقطوا السمك والحلزون، فرجعت المياه وابتلعت بعضهم». (تاريخ الزمان 85). -

[تعيين بطريرك أنطاكية]

[تعيين بطريرك أنطاكية] وفي السنة السادسة من ملك رومانوس الملك صيّر جرجس الأسقرتط بطريركا على أنطاكية، وصلّي عليه بالقسطنطينية يوم الأحد الأول من الصيام الكبير المقدّس، وذلك ليلة الثالث من شهر آذار سنة ألف وثلاثمائة وخمس وأربعين للإسكندر، ولسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وسمّي يومئذ تاودورس، أقام في الرئاسة ثماني سنين وستّة أشهر وواحدا وعشرين يوما، وتنيّح. [وفاة الملك رومانوس] وتوفّي رومانوس (¬1) الملك يوم الخميس الكبير، وهو حادي عشر نيسان سنة 1345 للإسكندر، ولثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 425 بعلّة السلّ، وكان يوم وفاته قد جلس من أوّل النهار إلى ستّ ساعات مضت منه برزق أصحاب المراتب الملكيّة، وقبّض منهم بيده زهاء خمسمائة نفس، ودخل الحمّام واستحمّ ومات فيه بغتة. [ترجمة الملك رومانوس] وكان حليما، حسن العفو، وثيق الدّين، كثير الصدقة، وكان قد أنشأ في مدينة ملكه، أعني داخل القسطنطينية، ديرا عظيما، وعني بعمارته وإصلاح آلاته أتمّ عناية، وبنى (¬2) فيه بيمارستانا (¬3) للمرضى، وموضعا آخر تنزل فيه الغرباء وأوقف عليه نعمة ضخمة تنصرف في مصالحه، وتأوّل على جماعة في أخذ نعمتهم، وعوّل على إضافتها إليه وجدّد في أيامه رسوما جائرة في سائر بلاده، فثقلت وطأته على جميع من تحويه مملكته. واستبشر بموته الخاصّ والعامّ منهم، ودفن في جرن أعدّه لنفسه في ديره. وكان مدّة ملكه خمس سنين وخمسة أشهر. ¬

= وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 438، والدرّة المضيّة 337، واتعاظ الحنفا 2/ 181، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وشذرات الذهب 3/ 228، والبداية والنهاية 12/ 36. (¬1) تاريخ مختصر الدول 183، والكامل في التاريخ 9/ 438، والبداية والنهاية 12/ 36. وقال ابن العبري: «وملك بعده رجل صيرفيّ ليس من بيت الملك وإنّما ابنة قسطنطين اختارته وتزوّجته». (¬2) في الأصل وطبعة المشرق 272 «بني». (¬3) البيمارستان: كلمة فارسيّة مركّبة من «بيمار» بمعنى مريض، و «ستان» بمعنى مكان أو محلّ، وتقابل كلمة مستشفى. وترد مختصرة فيقال «مارستان» «الألفاظ الفارسيّة المعرّبة-ص 33) ويطلق على المحلّ المعدّ لإقامة المجانين أيضا. (محيط المحيط).

تم بحمده تعالى

تمّ بحمده تعالى

[ملحق]

[ملحق] مخطوطة في التاريخ مجهولة المؤلف محفوظة في المكتبة الوطنية بباريس تحت رقم AR - 882 نسخة البارون كارّا ديقو ملحقة بتاريخ الأنطاكي تتناول أحداثا في أيام الخليفة الراضي العباسي وما بعده. [سنة 349 هـ‍.] [حصار نقفور لجزيرة أقريطش] وفي سنة تسع وأربعون (¬1) وثلاثمائة حوصرت أقريطش (¬2)، حاصرها نقفور بن/212 ب/الفقاس الدمستق، أعني الأتابك (¬3)، وفتحها بعد حصار عشرة أشهر، وقتل فيها خلق كثير عظيم لا يحصى، وسبا (¬4) جميع أهلها، ولم يسلم منهم إلاّ نفر يسير من الرجال الذي تعلّقوا في رؤوس الجبال (¬5). ¬

(¬1) كذا، والصواب «أربعين». (¬2) أقريطش: بفتح الهمزة، وتكسر. والقاف ساكنة، والراء مكسورة، وياء ساكنة، وطاء مكسورة، وشين معجمة، اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من برّ إفريقية: لوبيا. وهي جزيرة كبيرة فيها مدن وقرى. (معجم البلدان 1/ 236) وهي المعروفة الآن بجزيرة «كريت» جنوبيّ اليونان. (¬3) الأتابك: أصله أطابك ومعناه الولد الأمير، وأوّل من لقّب بذلك نظام الدولة وزير ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي حين فوّض إليه ملكشاه تدبير المملكة سنة 465 ولقّبه بألقاب منها هذا، وقيل: أطابك معناه أمير أب، والمراد أبو الأمراء وهو أكبر الأمراء المقدّمين بعد النائب الكافل، وليس له وظيفة ترجع إلى حكم وأمر ونهي، وغايته رفعة المحلّ وعلوّ المقام. (صبح الأعشى 4/ 18) ومن هذه الكلمة يمكن القول إن هذه النسخة كتبت بعد القرن الخامس الهجري على الأقل. (¬4) كذا، والصواب «وسبى». (¬5) يؤيّد هذا النصّ ما رواه الأنطاكي في الخبر عن استيلاء البيزنطيين على جزيرة أقريطش (كريت)، وهو يعزّز الرواية اليونانية أيضا. أنظر- P .14 - 94 - Paris 0981. Schlumberger-Un Empereur Byzantin au dixie?me sie?cle .Nicephore Phocas .:

[سنة 350 هـ‍.]

[سنة 350 هـ‍.] [الرعاع يهدمون وينهبون الكنائس بمصر] وورد إلى مصر الخبر ليلة الجمعة، قبل عيد الشعانين بيومين، سنة خمسين وثلاثمائة، فوثب الخرافيش (¬1) والرمادية والفواغ (¬2) إلى كنيسة ميكائيل التي بقصر الشمع، فهدموا منها، ونهبوا ما كان فيها، ونهبوا أيضا كنيسة ماري تاودورس، وكنيستي النّسطوريّة، وكنيسة القبط التي تعرف بكنيسة البطرك، وكان على النصارى حزن عظيم (¬3). [هزيمة سيف الدولة أمام الروم بغزوة طرسوس] وكان عليّ بن حمدان الملقّب بسيف الدولة قد غزا من طرسوس في البرّ في عشرين ألف نفر، وخمسة وأربعون (¬4) ألف رأس من الكراع (¬5)، فأخذ الروم عليهم الدّروب بعد أن سبوا جماعة من الروم، فلم يفلت منهم سوى ابن حمدان، في مقدار مائة فارس. ولحقه بعد ذلك تقدير ستمائة إنسانا (¬6) أكثرهم جرحى (¬7). ¬

= والروم وصلاتهم بالعرب 2/ 34،35 والدولة البيزنطية 380،381، والقوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسط، لأرشيبالد لويس-ترجمة أحمد محمد عيسى، مراجعة وتقديم محمد شفيق غربال-طبعة مكتبة النهضة المصرية 1960 - ص 296، والحضارة البيزنطية لستيفن رنسيمان، ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد، مراجعة زكي علي-طبعة مكتبة النهضة المصرية 1961 ص 47، والعيون والحدائق ج 254/ 224، وعيون الأخبار-السبع الخامس 126، والنجوم الزاهرة 3/ 327. (¬1) كذا، والصواب: «الحرافيش» بالحاء المهملة. مفردها حرفوش، وهو ذميم الخلق والخلق وهو المقاتل والمصارع واللّص. (أنظر كتاب: حكايات الشطّار والعيّارين في التراث العربي، للدكتور محمد رجب النجار-سلسلة عالم المعرفة، الكويت، رقم (45) سنة 1981، وكتب معاجم اللغة العربية، وتكملة المعاجم العربية، لدوزي، في مادّة «حرفش»). (¬2) كذا، والصواب «الغوغاء». (¬3) تقدّم هذا الخبر في تاريخ الأنطاكي. (أنظر صفحة 95 من هذا الكتاب). (¬4) كذا، والصواب «وأربعين». (¬5) الكراع: ذخيرة الحرب من الأطعمة والمؤونة. (السلوك لمعرفة دول الملوك ج 1 ق 3/ 620). (¬6) كذا، والصواب: «إنسان». (¬7) أنظر: تكملة تاريخ الطبري 178، وزبدة الحلب 1/ 130، وتاريخ الزمان 60، والعبر 2/ 278، ودول الإسلام 1/ 215، والنجوم الزاهرة 3/ 321،322، وقارن برواية الأنطاكي.

[مقتل ابن حصين وغيره من بني نمير وبني قسير]

[مقتل ابن حصين وغيره من بني نمير وبني قسير] وفيها قتل بن (¬1) حصين. [قا] ضي الجزيرة كلّها وذلك البلد وحلب وغيرها/213 أ/وقتل أكثر بني نمير وبني قسير (¬2)، وهم أشدّ العرب (¬3). [عين زربى تسقط بيد الروم] وفي سنة خمس (¬4) وثلاثمائة فتحت عين زربة (¬5) في ذو (¬6) القعدة من سنة خمسين وثلثمائة (¬7). [مقتل ابن الزيّات صاحب طرسوس] وقتل ابن الزّيّات صاحب طرسوس (¬8). [سنة 351 هـ‍] [الروم يصلون إلى دلوك ورعبان ومرعش ويفتحونها] وفي شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وافا (¬9) الروم إلى دمولك ورعيان مرعش وفتحوهم (¬10). ¬

(¬1) كذا. (¬2) كذا، والصواب «قشير». (¬3) هذا الخبر مبتور ومضطّرب، وترجّح أنه يعود لسنة 348 هـ‍ حيث يقول الهمداني: «وفي هذه السنة، ورد الخبر بأنّ الروم-خذلهم الله-أسروا محمد بن ناصر الدولة، من نواحي حلب، وأسروا أبا الهيثم ابن القاضي أبي حصين بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم وغلمانه من سواد حرّان». (تكملة تاريخ الطبري 178). وانظر: تجارب الأمم 2/ 177، والكامل في التاريخ 8/ 527، وتاريخ الزمان 60. ومن مراجعة المصادر المذكورة يتضّح أنّ هذا النص ناقص بعد أول كلمة منه، حيث لا يصحّ القول «وفيها قتل بن حصين» إذ تبيّن أن ابن أبي الحصين وقع في الأسر ولم يقتل. (¬4) كذا في الأصل، وهذا وهم، والصحيح «سنة خمسين» كما سيأتي. (¬5) كذا، وهي: «زربى» بالألف المقصورة. (معجم البلدان 3/ 177). (¬6) كذا، والصواب «ذي». (¬7) راجع الخبر ومصادره عند الأنطاكي. (¬8) قال ابن الأثير في حوادث سنة 351 هـ‍: «كان ابن الزيّات صاحب طرسوس، قد خرج في أربعة آلاف رجل من الطرسوسيّين، فأوقع بهم الدّمستق فقتل أكثرهم، وقتل أخا لابن الزيّات، فعاد إلى طرسوس، وكان قد قطع الخطبة لسيف الدولة بن حمدان، فلما أصابهم هذا الوهن أعاد أهل البلد الخطبة لسيف الدولة وراسلوه بذلك، فلما علم ابن الزيّات حقيقة الأمر صعد إلى روشن في داره فألقى نفسه منه إلى نهر تحته فغرق». (الكامل في التاريخ 8/ 539). (¬9) كذا، والصواب «وافى». (¬10) كذا، والصواب: «إلى دلوك، ورعبان ومرعش وفتحوها». وهذا الخبر ذكره الأنطاكي، وهو في: زبدة الحلب 1/ 132، والكامل في التاريخ 8/ 544.

[استيلاء نقفور على حلب]

[استيلاء نقفور على حلب] وفي آخر هذه السنة، مستهلّ ذي الحجة فتح الروم حلب وسبوا أهلها ونهبوا أموالها، وحمل سقوف دار ابن حمدان إلى الملك، حمله نيقيفور، وهو الذي فتح الفتوح (¬1). [وفاة الملك رومانوس] وبعد رجوعه مات الملك (¬2) وخلّف ولدين صغار وهم (¬3) بسيل وأخوه قسطنطين، وعقدا (¬4) لهم (¬5) الملك، وصيّروهم (¬6) في حجر براميش (¬7) الخادم، وكان [باسيل] (¬8) براكيمونس. [نقفور يحشد لغزو بلاد الإسلام] وخرج نيقيفور بجيوش الروم يريد بلاد الإسلام، فكان ابراكيمونس (¬9) باتّفاق منه، والملكة أمّ الصبّيان (¬10) والبطارقة الذي (¬11). . . نيقيفور والبطارقة الذي (¬12) مع لاون وهو في وجه ال‍ (¬13). . . في جيش عظيم أيضا أن يقتلوا ¬

(¬1) قال الهمداني: «وظفر الدمستق بداره وهي خارج مدينة حلب، فوجد لسيف الدولة فيها ثلاثمائة وتسعين بدرة دراهم، وألف وأربعمائة بغل، فأخذ الجميع، وأخذ له من السلاح ما يجاوز الحدّ. وأحرق الدار». (تكملة تاريخ الطبري 181). وكانت الدار تسمّى «الدارين». (الكامل في التاريخ 8/ 540) وراجع تاريخ الأنطاكي. (¬2) هو: رومانوس. (¬3) كذا، والصواب: «صغيرين وهما». (¬4) كذا، والصواب: «وعقدوا». (¬5) كذا، والصواب: «لهما». (¬6) كذا، والصواب: «وصيّروهما». (¬7) كذا، والصحيح «يانيس». وهو المعروف بابن الشمشقيق. (¬8) زيادة من عندنا على النّص، نقلا عن تاريخ الأنطاكي للتوضيح (راجع الأنطاكي). (¬9) وردت هذه التسمية بصيغ مختلفة. راجع الأنطاكي. (¬10) كذا، والصواب: «الصبيّين». (¬11) هنا نقص في الأصل، ونرجّح أنّ الموضوع هنا يتعلّق بزواج نقفور بالملكة تاوفانوا أرملة الملك رومانوس. (راجع الأنطاكي). (¬12) كذا، والصواب: «الذين». (¬13) النصّ ناقص وغير واضح. أما «لاون» فهو أخو نيقفور وقد أبقاه مع أبيه ليحفظا عاصمة الإمبراطورية من الأخطار. على أن يتوفّر نيقفور للغزو. (راجع الأنطاكي).

[نقفور يكشف مؤامرة بقتله ويتقلد الملك]

لاون ويقتلوا نقيفور، [نقفور يكشف مؤامرة بقتله ويتقلّد الملك] فوقعت الكتب عليهم (¬1)، وكان قد انتصر على الأتراك [وقت‍] ل. . . /213 ب/منهم زهاء خمسين ألف (¬2)، فرجع لاون ونيقيفور إلى القسطنطينية، فاطرب (¬3) البلد، وقلّد نيقيفور الملك، وهرب أمراء الروم (¬4). ثم قلّد بن الشمشلي دمشق (¬5). [خروج نقفور إلى المصّيصة وأدنة وطرسوس] وخرج [الملك نيقفور] (¬6) إلى المصّيصة، وإلى آدنة، وإلى طرسوس (¬7). ولم يقتله، وصيّر الصبيّان في حجر ابن نيقفور الدمستق (¬8). فلقيوه المسلمين (¬9) عند أدنة، ووقع فيما بينهم الحرب، فقتل من الفريقين خلق عظيم، [هزيمة المسلمين عند أدنة] ثم انهزموا (¬10) المسلمون، وقتل منهم على باب أدنة ¬

(¬1) تشير هذه العبارة بوضوح إلى مؤامرة استهدفت التخلّص من نيقفور وأخيه لاون، وذلك بعد زواجه من تاوفانوا ووصوله إلى العرش. وهذا الخبر لم يذكره الأنطاكي في تاريخه، وذكرته المصادر اليونانية، ومفاده أن الوزير برنجاس حقد على نيقفور وسعى للتخلص منه فكاتب قائدين في جيش نيقفور هما كوركواس وزمسكيس بالخيانة، ولكن القائدين كشفا المؤآمرة لنيقفور. أنظر، Cambridge Medieval History .Vol .IV .P .17 : والدولة البيزنطية 402. (¬2) كذا، والصواب: «خمسين ألفا». (¬3) كذا، والصواب: «فاضطرب». (¬4) نتيجة افتضاح المؤآمرة. أنظر Schlumberger 082 - 182,Cambridge-V .IV,PP .17 - 27. Diehl et Marc?ais-Le monde oriental de 593 a? 1801.Paris 6391 - P .674, : (¬5) كذا في الأصل وكما قرأها كارادي فو، والصواب: «ابن الشمشقيق دمستقا». (راجع الأنطاكي) وابن الأثير 8/ 249. (¬6) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح. (¬7) راجع تاريخ الأنطاكي. (¬8) العبارة هنا مقحمة ومبتورة. (¬9) كذا، والصواب: «فلقيه المسلمون». (¬10) كذا، والصواب: «انهزم».

[الروم يحاصرون المصيصة ويخربون حسن الملون]

خلق، وطرح أكثرهم أنفسهم في نهر شيحان (¬1) فغرقوا، وانفرد من عساكر المسلمين قطعة مقدار أربعة آلاف، فصعدوا على تلّ بالقرب من آدنة، [الروم يحاصرون المصّيصة ويخرّبون حسن الملون] فأحاط بهم الروم، فأقاموا يقاتلوا (¬2) عن أنفسهم يومين وليلتين، فقتل من الفريقين خلق عظيم، ثم زاد الأمر على المسلمين فقتلوا عن آخرهم، وصاروا (¬3) الروم إلى المصّيصة فحاصروها ونقبوا بها عشرين نقب (¬4). ونظر ابن الشمشلي (¬5) رئيس العسكر، فإذا ليس. . . زاد أن أقاموا، فانصرف عنهم بعد أن أخرب وأحرق، فجاز بالموم (¬6) فخرّبه وأحرقه وسبى من فيه وقتلهم (¬7). [المسلمون يبنون مسجد الشهداء] وبنوا المسلمين (¬8) على التلّ الذي قتل المسلمون عليه مسجدا، وسمّوه [مسجد] (¬9) الشهداء (¬10). [سنة 353 هـ‍] [صاحب الجنابي يهزم ابن ملهم بطبريّة] وفي النصف من شهر ربيع الآخر من سنة/214 أ/ثلاثة (¬11) وخمسين وثلاثمائة كان مجيء أبو نور اسمه مهدي صاحب الجناني إلى طبريّة لطلب تاره بن بلهم (¬12) بن دينار، فحاربه وهزم ملهم، وقتل ولده وخلقا من رجاله ¬

(¬1) كذا، والصواب: «سيحان»: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم حاء مهملة وآخره نون. وهو نهر كبير بالثغر من نواحي المصّيصة، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم يمرّ بأذنه ثم ينفصل عنها نحو ستة أميال فيصبّ في بحر الروم. (معجم البلدان 3/ 293). (¬2) كذا، والصواب: «يقاتلون». (¬3) كذا، والصواب: «صار». (¬4) كذا، والصواب: «عشرين نقبا». (¬5) كذا، والصواب: «ابن الشمشقيق». (¬6) كذا، وقد مرّ في تاريخ الأنطاكي «الملون». (¬7) راجع تفاصيل هذه الأخبار ومصادرها في تاريخ الأنطاكي. (¬8) كذا، والصواب: «وبنى المسلمون». (¬9) زيادة من عندنا على الأصل يقتضيها السياق. (¬10) هذه المعلومة لم يذكرها الأنطاكي في تاريخه، ولا غيره من المؤرخين. (¬11) أشكّ في هذا التاريخ كما هو هنا. (¬12) كذا، ونرجّح أنها: «ابن ملهم». كما يذكر النصّ ذلك مرتين بعد ذلك.

[هياج بربر الإسكندرية بمساعدة بني قرة]

وغنمهم، وانصرف، ولم يؤدي أحد (¬1) إلى من كان في عمل ملهم (¬2). [هياج بربر الإسكندرية بمساعدة بني قرّة] وفي هذا الشهر من هذه السنة (¬3) هاج بربر الإسكندريّة فأعانهم بنو قرّة، وأخرج إليهم الأستاذ كافور الإخشيديّ يمن الطّويل المعروف بالمفلحي. [المغاربة يهزمون الإخشيديين] وجاء أبو منجل (¬4) سلامة الكافوريّ في عسكر، فلما صاروا إلى محلّة حفص (¬5) كبسوهم (¬6) المغاربة في الليل، وقتلوا من الجند ومن غلمان القوّاد جماعة، وهزموا الجميع وأخذوا سبيلهم ولجوا (ونجوا) (¬7). ¬

(¬1) كذا. (¬2) كذا وردت هذه الفقرة مشوّشة ومحرّفة، وأغلب الظنّ أنها تتعلّق بأحداث جرت في سنة 358 هـ‍ وليس 353 هـ‍ كما في النص. قال ابن الأثير في حوادث 358 هـ‍: «لما استقرّ جوهر بمصر وثبّت قدمه، سيّر جعفر بن فلاح الكتاميّ إلى الشام في جمع كبير، فبلغ الرملة، وبها أبو محمد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله في ذي الحجة من السنة، وجرت بينهما حروب كان الظفر فيها لجعفر بن فلاح، وأسر ابن طغج وغيره من القوّاد فسيّرهم إلى جوهر، وسيّرهم جوهر إلى المعزّ بإفريقية، ودخل ابن فلاح البلد عنوة، قتل كثيرا من أهله، ثم أمّن من بقي، وجبى الخراج، وسار إلى طبريّة، فرأى ابن ملهم قد أقام الدعوة للمعزّ لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلها، فظفر بهم وملك البلد، ونهب بعضه، وكفّ عن الباقي». (الكامل في التاريخ 8/ 591). (¬3) أي سنة 358 هـ‍ أيضا. (¬4) كذا، وفي (اتعاظ الحنفا 1/ 121): «أبو منحل». (¬5) فيها قدّم جماعة الأشراف المصريين ووجوه البلد الولاء للمعزّ لدين الله حين دخل الإسكندرية في سنة 362 هـ‍. (أنظر: إتعاظ الحنفا 1/ 133). (¬6) كذا، والصواب: «كبسهم». (¬7) قال المقريزي إنّ الإخشيدية بعد أن اتفقوا على الدخول في صلح مع جوهر القائد، عادوا ونقضوا الأمر، «واستعدّوا للحرب، وساروا لعشر خلون من شعبان، فنزلوا الجزيرة بالرجال والسلاح، ووافى جوهر الجزيرة، فلما شاهد ما فعلوه عاد إلى منية شلقان، وعبر إلى مصر من ذلك الموضع، وأرسل فاستقبل المراكب الواردة من تنّيس ودمياط وأسفل الأرض فأخذها، وتولّى العبور إليهم جعفر بن فلاح عريانا في سراويل مع جمع من المغاربة، وبلغ الإخشيدية، فأنفذوا نحرير الأرغلي، ويمن الطويل، ومبشّر الإخشيدي في خلق، فساروا إلى الموضع، وكانوا قد وكّلوا به مزاحم بن محمد بن رائق فلقوه راجعا، ووقع القتال فقتل خلق من المصريّين. وانصرف الناس عشيّة الأحد النصف من شعبان، فلما كان نصف الليل انصرف من كان بالجزيرة إلى دورهم، وأصبحوا غادين إلى الشام، وقد قتل جماعة، منهم: نحرير الأرغلى، -

[غرق المراكب في طريقها إلى أقريطش]

[غرق المراكب في طريقها إلى أقريطش] وغرق المراكب إلى أقريطس (¬1) وعدّتهم اثني وثلاثين مركب (¬2)، ورجعت منهم (¬3) وقد قتل وأسر منها زهاء الأربعمائة رجل، وأخذ منها (¬4). . . مراكب الوزير جعفر بن الفضل (¬5) بآلته وعدّته، [وقت‍] ل ثلاثمائة وثمانون رجلا، فما انفلت منهم إلاّ ستّة عشر رجلا (¬6). ... [نقفور ينازل طرسوس والمصّيصة مجدّدا] وفي ذو (¬7) القعدة سنة ثلاثة وخمسون (¬8) وثلاثمائة رجع نيقيفور في ثلاثمائة أل‍ [ف]، فنزل على طرسوس والمصّيصة، وضرب خيمته/214 ب/ ثم أذنه، لأنّ أهلها هربوا عنها، فأقام محاصر (¬9) المدينتين نيّف (¬10) وخمسين يوما، وخيله تضرب إلى نحو أنطاكية وغيرها يمين وشمال (¬11)، ثم رجع ونزل البلد وليس فيه شجرة ولا خضرة ولا شيئا (¬12) من الماء، وغلت أشجارها (¬13) ¬

= ومبشّر الإخشيدي، ويمن الطويل، وخلق كثير». (اتعاظ الحنفا 1/ 109 حوادث 358 هـ‍). هذا، وقد وصل رأس يمن إلى المعزّ في المغرب. (اتعاظ الحنفا 1/ 117). أمّا «أبو منجل» أو «أبو منحل»، فقد ورد اسمه بين الأسرى الذين أخذهم جوهر القائد في سنة 309 هـ‍ (اتعاظ الحنفا 1/ 121) وانظر: تاريخ الأنطاكي). (¬1) كذا، والصواب: «أقريطش». (¬2) كذا، والصواب: «اثنان وثلاثون مركبا». (¬3) كذا، والصواب «منها». (¬4) الخبر مبتور ومشوّش. والمعروف أنّ غزوة الروم إلى أقريطش تمّت سنة 350 هـ‍. (راجع تاريخ الأنطاكي). ففيه خروج اثنين وثلاثين مركبا من مصر إلى قبرص. (¬5) هو الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بن حنزابة. كان وزيرا لكافور الإخشيدي. أنظر عنه في تاريخ الأنطاكي (حوادث 356 هـ‍) والنجوم الزاهرة 4/ 10، والدرّة المضيّة 120،121. (¬6) لم أهتد إلى حقيقة هذا الخبر، ولعلّه يتعلّق بالمركب التي أخرجها كافور من دار الصناعة وغرقت ومات فيها زهاء خمسمائة رجل. وذلك في سنة 349 هـ‍. (راجع تاريخ الأنطاكي). (¬7) كذا، والصواب: «في ذي». (¬8) كذا، والصواب: «سنة ثلاث وخمسين». (¬9) كذا، والصواب: «محاصرا». (¬10) كذا، والصواب: «نيّفا». (¬11) كذا، والصواب: «يمينا وشمالا». (¬12) كذا والصواب: «شيء». (¬13) كذا في الأصل، وهي «أسعارها» على الأرجح.

[مقتل ابن عبد الباقي بعد خروجه بأهل طرسوس والمصيصة]

بين المدينتين، وبلغ الخبز بها أوقيّتين بدرهم، ونزل العدوى بترنجة (¬1) بالقرب من طرسوس في جيوشهم، والمسلمين يرحلوا عن هذين (¬2) المدينتين شيئا بعد شيء (¬3). [مقتل ابن عبد الباقي بعد خروجه بأهل طرسوس والمصّيصة] وفي آخر صفر خرج عبد الباقي (¬4) من طرسوس والمصّيصة بأموالها ونعمتهم (¬5) وحرمهم هاربين عن البلد، فلقيهم الأرمن، فقتل ابن عبد الباقي وجماعة من المسلمين بعد أن قتلوا خلق (¬6) من الأرمن، وساقوا جماعة من القافلة إلى بلاد الروم (¬7). [الخليفة الفاطمي يهزم الروم في البرّ والبحر عند صقلّية] وبلغنا أنّ مراكب الروم في البحر وعسكر (¬8) في البرّ غزوا إلى أبي تميم معدّ صاحب الغرب إلى إفريقية ليطلبوا سقلّية، وزعموا أنه هزمهم ¬

(¬1) لم أتبيّن المراد هنا. (¬2) كذا، والصواب: «والمسلمون يرحلون عن هاتين». (¬3) راجع الخبر في تاريخ الأنطاكي، فهو يتّفق ببعض ألفاظه هنا وهناك. (¬4) لم أتبين من هو «عبد الباقي» المذكور هنا. وفي الكامل في التاريخ (8/ 545) ذكر لعبد الباقي بن قانع مولى بني أميّة، وكان مولده سنة 295 وتوفي سنة 351 هـ‍، ولا أدري ما علاقة «عبد الباقي» هذا بالخبر عن طرسوس والمصّيصة الذي في سنة 354 هـ‍. ولعلّ المقصود «أبو عمير عديّ بن أحمد بن عبد الباقي الأذني» الذي التقى به المؤرّخ المسعودي في رحلته بساحل الشام، ووصفه ب: «شيخ الثغور الشامية قديما وحديثا، وهو من أهل التحصيل». (مروج الذهب-تحقيق شارل بلاّ-ص 739 و 860 - 863 و 3336) وقد تحرّف «الأذني» إلى «الأزدي» في طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد، بالقاهرة 1/ 320، وهو مذكور في: التنبيه والإشراف، ص 164 و 165 وفيه يقول المسعودي أيضا: «شيخ الثغر والمنظور إليه منهم. . وكان ذا رأي وفهم بأخبار ملوك اليونانيين والروم، ومن كان في أعصارهم من الفلاسفة، وقد أشرف على شيء من آرائهم». وهو الذي ذكره مسكويه في: تجارب الأمم 1/ 53 و 54 و 139 وفيه «أبو عمر» و «أبو عمير». وكان محدّثا، حدّث بأذنة وطرابلس الشام. أنظر: معجم الشيوخ، لابن جميع الصيداوي، (بتحقيقنا) ص 357 رقم 341، وتاريخ دمشق (المخطوط) 36/ 335، وموسوعة علماء المسلمين (بتأليفنا) -مجلد 3/ 282،283 رقم 1010 (¬5) كذا، والصواب «نعمهم». (¬6) كذا، والصواب «قتلوا خلقا». (¬7) راجع عن المصّيصة وطرسوس في تاريخ الأنطاكي، والكامل في التاريخ 8/ 561. (¬8) كذا، والصواب: «وعسكرا».

[354 هـ‍]

[وقت‍] ل منهم مقتلة عظيمة. وذلك بعد أن كان الروم قد تملّكوا سقلّية، وأخرجهم منها، وهم مقيمين (¬1). . . داه في المجاز (¬2). [354 هـ‍] [استيلاء الروم على المصّيصة] وفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة في نصف رجب فتحت المصّيصة بالسيف/215 أ/غدوة (¬3). [الروم يأخذون طرسوس صلحا] وفي أول شعبان فتحت طرسوس بالصّلح بعد أن مات نصف أهلها بالجوع، وسكنوها (¬4) الروم (¬5). [بنو سليم يتعرّضون لقوافل الحجّاج] وفي هذه السنة وهي سنة أربع وخمسون (¬6) وثلاثمائة في عشرة أيام من ذي القعدة حجّ الناس من مصر، واتّفق هم والسام. . . . عند أيلة (¬7) ثلاثة قوافل المصريين والمغاربة والساميين (¬8) في خلق عظيم، فلما صاروا بين عنبوا والحور (¬9) أخرج عليهم البادية بنو سليم، فقطعوا عليهم وأخذوا جميع ¬

(¬1) كذا، والصواب «وهم مقيمون». (¬2) هذا الخبر فصّله ابن الأثير في الكامل في التاريخ (8/ 556 - 558) وقال في آخره: «ثم إنّ الروم تجمّع من سلم منهم، وأخذوا معهم من صقلّية وجزيرة ريّو منهم، وركبوا مراكبهم يحفظون نفوسهم، فركب الأمير أحمد في عساكره وأصحابه في المراكب أيضا، وزحف إليهم في الماء وقاتلهم، واشتدّ القتال بينهم، وألقى جماعة من المسلمين نفوسهم في الماء، وخرقوا كثيرا من المراكب التي للروم، فغرقت، وكثر القتل في الروم، فانهزموا لا يلوي أحد على أحد، وسارت سرايا المسلمين في مدائن الروم، فغنموا منها، فبذل أهلها لهم من الأموال وهادنوهم، وكان ذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وهذه الوقعة الأخيرة هي المعروفة بوقعة المجاز». (¬3) كذا، والصواب «عنوة»، والخبر في تاريخ الأنطاكي. (¬4) كذا، والصواب: «وسكنها». (¬5) راجع الخبر والمصادر في تاريخ الأنطاكي. (¬6) كذا، والصواب: «أربع وخمسين». (¬7) أيلة: بالفتح، مدينة عل ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر) مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام. (معجم البلدان 1/ 292). (¬8) كذا، والصواب: «المصريّون والمغاربة والشاميّون». (¬9) كذا، ولم أتبيّن صحّة هذين الموقعين.

[سنة 355 هـ‍.]

الأموال الذي (¬1) في القوافل، وانفلت الخلق عراة ورجّالة، ويزعموا أنّ (¬2) كان في القوافل من الأموال والبزّ والهدايا للسلطان وللجنّابيّ (¬3) ما لا يقدّر قدره، فإنه يقوم مقام خراج ديار مصر أربع سنين، وأنه لم يجر على المسلمين مثل هذه، لا وقعة الهبير (¬4) ولا غيرها (¬5). وذلك أنّ البغاد (¬6). . . كانوا قد عزموا على النّقلة من مصر، فقدموا أمر. . . وبعض أهاليهم. [سنة 355 هـ‍.] [مقتل ابن عبدون صاحب الواحات] وجاء صاحب أبي تميم معدّ إلى الواحات وقتل بن (¬7) عبدون صاحبها وساق. . . وحرمه في صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة (¬8). [سنة 357 هـ‍] [طواف كافور بلباس أتاه من بغداد] وكان يوم لبس بوالمشك (¬9) كافور الإخشيدي. . . /215 ب/التي ¬

(¬1) كذا، والصواب: «التي». (¬2) كذا، والصواب: «وزعموا أنه». (¬3) الجنابي: هو القرمطيّ الحسين بن أحمد بن بهرام. (¬4) في طبعة المشرق 294 «الهيبر» والتصويب من: معجم البلدان 5/ 392). والهبير: رمل زرود في طريق مكة كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد الجنّابي القرمطي بالحاج يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة 312 قتلهم وسباهم وأخذ أموالهم. (وانظر: الكامل 8/ 147 حوادث 312 هـ‍). (¬5) قال ابن الأثير في حوادث 355 هـ‍: «في هذه السنة خرجت بنو سليم على الحجّاج السائرين من مصر والشام، وكانوا عالما كثيرا، ومعهم من الأموال ما لا حدّ عليه لأنّ كثيرا من الناس من أهل الثغور والشام هربوا من خوفهم من الروم، بأموالهم وأهليهم، وقصدوا مكة ليسيروا منها إلى العراق، فأخذوا، ومات من الناس في البريّة ما لا يحصى، ولم يسلم إلاّ القليل». (الكامل في التاريخ 8/ 574). (¬6) كذا. (¬7) كذا، والصواب: «ابن». (¬8) لم أتبيّن حقيقة هذا الخبر وهو ليس في تاريخ الأنطاكي. (¬9) كذا، والصواب: «أبو المسك».

[وفاة كافور الإخشيدي]

جابها (¬1) من بغداد، وطوافه في البلد، وقد زيّن له يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وخمسون (¬2) وثلاثمائة (¬3). [وفاة كافور الإخشيدي] ومات يوم الثلاثاء نصف النهار لعشر بقين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وقد قام الأمر له والنّهي، وهو صاحب مصر والشامات (¬4) والحرمين منذ مات الإخشيد محمد بن طغج بن حرف (¬5) إلى أن مات هو اثنين وعشرين سنة وخمسة أشهر إلاّ يومين (¬6). وتقلّد بعده الأمر الأمير أبو الفوارس ابن عليّ (¬7) بن الإخشيد، ودعي له بمصر (¬8). [تفرّق الإخشيدية بعد وفاة كافور] وتفرّق الجيش وصار أكثرهم إلى الحسن بن عبيد الله بن طغج إلى الرملة وكان واليها من قبل كافور، [و] (¬9) من قبل أبو القاسم (¬10) أونوجور بن الإخشيد محمد بن طغج، ومن قبل أبو الحسين (¬11) عليّ بن الإخشيد بعد وفاة أخيه أبو القاسم (¬12). وقوي أمر الحسن بن عبد الله بن طغج، فراسل من. . . فأجابوه، [الدعاء بالمنابر للحسن بن طغج] ودعي ¬

(¬1) كذا، والأرجح: «جاء بها». (¬2) كذا، والصواب: «سبع وخمسين». (¬3) الفقرة ناقصة ومبتورة ومقحمة. (¬4) في الأصل «السامات». (¬5) كذا، والصواب «جفّ». (¬6) قال ابن خلّكان في ترجمة كافور: «. . . وأظهر خلعا جاءته من العراق وكتابا بكنيته، وركب بالخلع يوم الثلاثاء لعشر خلون من صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. . . ولم يزل مستقلاّ بالأمر. . إلى أن توفّي يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة بمصر، وقيل إنه توفّي يوم الأربعاء وقيل توفي سنة سبع وخمسين وهو قول القضاعي في كتاب الخطط. .». (وفيات الأعيان 4/ 100 و 105) وراجع وفاته ومصادر ترجمته في تاريخ الأنطاكي. (¬7) كذا في الأصل، والصحيح: «أبو الفوارس أحمد بن علي». (¬8) الخبر في تاريخ الأنطاكي. (¬9) زيادة على الأصل للتوضيح. (¬10) كذا، والصواب: «أبي القاسم». (¬11) كذا، والصواب: «أبي الحسين». (¬12) كذا، والصواب: «أبي القاسم».

[القرامطة يهزمون الإخشيدية]

له على المنابر بالإمارة خلافة أبي الفوارس أحمد بن عليّ بن الإخشيد، وعقد له على أخيه اب‍. . . له الإخشيد عمّه مهرا (¬1). [القرامطة يهزمون الإخشيدية] وقصده القرمطيّ. . . الحسن بن أحمد ابن أبي منصور الملقب بالأعثم إلى الرملة، فانهزم منه إلى مصر، وأقام بها مدّة يسيرة، وأخذ أكثر الإخشيديّة الكافوريّة، ثم عاد إلى الرملة بعد انصراف القرمطيّ عنها (¬2)، فصار إليه من القرامطة المعروفين بسحر وكسرى (¬3)، وحاصر مدّة، [الصلح بين القرامطة وابن طغج بالرملة] وخرج بعد ذلك إليهما على صلح وانصرفا. ¬

(¬1) الفقرة مضطربة ومشوّشة. (¬2) راجع الخبر ومصادره في تاريخ الأنطاكي. (¬3) يذكر ابن القلانسي ثلاثة من رؤساء القرامطة قال إنهم نزلوا على ظاهر دمشق في سنة 365 وهم: إسحاق، وكسرى، وجعفر. وأضاف أن الفتكين أكرمهم، ورحلوا متوجّهين إلى الرملة. (ذيل تاريخ دمشق 15).

(خلافة المعز)

(خلافة المعزّ) [سنة 358 هـ‍.] [دخول جوهر إلى مصر] وكان دخول جوهر الكاتب صاحب أمير المؤمنين معدّ أبي تميم المعزّ لدين الله، صلوات الله عليه، مصر في النّصف من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة الهلالية (¬1). [سنة 359 هـ‍.] [موقعة الطواحين بين جعفر بن فلاح والحسن بن طغج] وأنفذ جعفر بن فلاح العصمي (¬2) إلى مقابلة الحسن بن عبد الله بن طغج، فالتقوا في ظاهرة الرملة في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. فانهزم الحسن بن عبيد (¬3) الله بن طغج، وأسر بالطّواحين وهو هاربا (¬4)، [نقل ابن طغج وقادة الإخشيدية أسرى إلى المغرب] وحمل إلى مصر، ومنها إلى المغرب (¬5) ومعه جماعة من القوّاد الإخشيديّة والكافوريّة، وهم: خد (¬6) بن الخا. . . ويعرف بسويران (¬7)، وجكل (¬8) الإخشيدي، وفرج (¬9) الخا (¬10). . . الصّقلّي الكافوريّ، ولؤلؤ الطويل، ومفلح الوهباني الكافوريّ الصّقلّي، وقتل الخادم الأسود الكافوريّ/216 ب/ ومنجل (¬11) سلامة الكافوريّ، ويبلع (¬12) التركيّ الكافوريّ (¬13). ¬

(¬1) راجع دخول جوهر إلى القاهرة والمصادر في تاريخ الأنطاكي. (¬2) كذا. (¬3) يرد «عبد الله» و «عبيد الله». (¬4) كذا، والصواب: «هارب». (¬5) الخبر ومصادره في تاريخ الأنطاكي. (¬6) كذا، ولعلّه «نحرير». (¬7) كذا، والصواب: «شويزان» كما في (اتعاظ الحنفا). (¬8) كذا، وهو «حكل» عند المقريزي. (¬9) عند المقريزي: «فرح» بالحاء المهملة. (¬10) لعلّها «الخادم». (¬11) كذا، وهو في (اتعاظ الحنفا) «أبو منحل». (¬12) كذا، وفي (اتعاظ الحنفا) «قيلغ». (¬13) ذكر المقريزي أسماء الأسرى في اتعاظ الحنفا 1/ 121،122 فقال: -

[سنة 362 هـ‍.]

[سنة 362 هـ‍.] [قدوم المعزّ إلى مصر وإقامته بالقاهرة] ثمّ ورد إلى مصر من المغرب أمير المؤمنين أبو تميم معدّ يوم الثلاثا لستّ خلون من شهر رمضان سنة اثنين وستين وثلاثمائة، وسيّر معه من كان أنفذ إليه من الإخشيدية والكافوريّة وحمل معه سائر ولده وأصحابه وخواصّه (¬1). وأقام في المكان الذي بناه جوهر المعروف بالبستان، ويعرف في هذا الوقت بالقاهرة (¬2). [هزيمة القرامطة والطواف بالأسرى في مصر] ووافى الحسن بن أحمد بن الأعثم القرمطيّ المحاربة، فأخرج إليه الأمير وليّ العهد عبد الله ابن المعزّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وجوهر الكاتب، فانهزم وغلب، وقتل ممّن كان معه من الإخشيدية والدّيلم خلق كثير، وأسر فوق ألف رجل، منهم مفلح المنجحي (¬3) وغيره، وطوّف بهم على الجمال مشهورين (¬4) في الأسواق بمصر (¬5). . . ير أبو محمد إلى الشام عليّ أبو الحسن بن أحمد القرمطيّ (¬6). . . ¬

= «وكان الأسرى: الحسن بن عبيد الله بن طغج، وابن غزوان-صاحب القرامطة-وفاتك الهنكري، والحسن بن جابر الرياحي، كاتب الحسن بن عبيد الله بن طغج، ونحرير شويزان، ومفلح الوهباني، ودرّي الخازن، وفرقيك، وقيلغ التركي الكافوري، وأبو منحل، وحكل الإخشيدي، وفرح الحكمي، ولؤلؤ الطويل، وفنك الطويل الخادم، فحملوا في المراكب إلى الإسكندرية، وساروا منها إلى القيروان في البرّ». (¬1) الخبر في تاريخ الأنطاكي. (¬2) اتعاظ الحنفا 1/ 134. (¬3) كذا، وهو «مفلح المنجمي» كما في (اتعاظ الحنفا 1/ 209). (¬4) كذا، والصواب «مشهّرين». (¬5) قال المقريزي في حوادث سنة 363 هـ‍: «وفي أول شهر رمضان دخل الأمير عبد الله بعساكره إلى القاهرة-بعد فراغه من قتال القرامطة-بالأسارى والرؤوس وهو بمظلّته، فجلس له أبوه المعزّ في القبّة. . وورد الخبر بدخول أبي محمود إلى الرملة بغير قتال، وأنه استأمن إليه جماعة من عسكر القرامطة. . وطيف بأسارى من القرامطة على الإبل بالبرانس، وعدّتهم ألف وثلاثمائة مقدّمهم مفلح المنجمي ببرنس كبير على جمل بثوب مشهر مكتوب على ظهره اسمه وما عمل، وخلفه جماعة من وجوه القرامطة». (اتعاظ الحنفا 1/ 208،209). (¬6) العبارة ناقصة ومضطّربة.

[مرور المراكب الحربية إلى الشام]

[مرور المراكب الحربية إلى الشام] مرّت المراكب الحربية في البحر إلى الشام. ... [سنة 364 هـ‍.] [وفاة الأمير عبد الله وليّ العهد] وتوفي الأمير. . د عبد الله في يوم الأربعاء سنة أربعة وخمسين (¬1) [وثلاثمائة] (¬2). [وفاة المعزّ لدين الله] ثم توفّي بعده أبو المعزّ أمير المؤمنين. . . روحه في يوم الأحد من رمضان سابعة من سنة. . . وخمسين وثلاثمائة (¬3) وصار الأمر إلى ولده أبو /217 أ/المنصور براد (¬4) بن أبي تميم وسمّي العزيز بالله، وسار في الناس سيرة جميلة وأنعم وأحسن إلى كثير، [مسير جوهر إلى الشام لمحاربة القرامطة وأفتكين التركي] وسيّر جوهر الكاتب ووجوه كتّابه وجماعة من الإخشيديّة الكافورية مع جوهر إلى الشام لمحاربة القرامطة وأفتكين التركيّ الوارد من بغداد إلى دمشق، فساعدوا (¬5) أهل دمشق التركيّ، [الحرب بين الدمشقيّين والمغاربة] وجرت بينهم وبين المغاربة حروب ووقايع كثيرة، وكان نزول جوهر ومن معه بالشمّاسيّة من عمل دمشق، وقتل بينهم خلق عظيم (¬6). [الحرب بين جوهر وأفتكين بالرملة] ثم عاد جوهر الكاتب إلى الرملة، وأقام أفتكين التركيّ على جملته بدمشق أياما يسيرة، ثم سار إلى الرملة، فجرت بينهم أيضا حروب قتل فيها خلق كثير، منهم شمول (¬7) الإخشيدي (¬8)، وعاد جماعة من الإخشيدية إلى مصر. ¬

(¬1) كذا، والصواب: «أربع وستّين». (¬2) الخبر يتعلّق بوفاة الأمير عبد الله بن المعزّ في جمادى الأولى لسبع بقين منه سنة 364 هـ‍ (أنظر: اتعاظ الحنفا 1/ 217). (¬3) أنظر عن وفاة المعزّ لدين الله في تاريخ الأنطاكي، وفيه مصادر ترجمته والسنة هي (364 هـ‍.). (¬4) كذا، والصواب: «ولده أبي المنصور نزار». (¬5) كذا، والصواب: «فساعد». (¬6) ذيل تاريخ دمشق 15، وانظر الخبر في تاريخ الأنطاكي. (¬7) أنظر عن «شمول» ومصادره في تاريخ الأنطاكي، واتعاظ الحنفا 1/ 123 و 124 و 128، والتحريف في اسمه. (¬8) تنفرد هذه الرواية بمقتل «شمول الإخشيدي» في هذه الحروب، سنة 365 هـ‍.

[ابن أبي الأبجر يقع في قبضة أفتكين]

[ابن أبي الأبجر يقع في قبضة أفتكين] وأسر بن (¬1) أبي الأبجر السلميّ (¬2) أسره البادية في الطريق وقت عودته بالعريش، وحملو. . . التركيّ بالرملة (¬3). [جوهر يدخل عسقلان] واقتضت الحال اعت‍. . . ومن معه في كتامة وغيرهم دخول عسقلان وا. . . (¬4) بها. [سنة 367 هـ‍.] [الصلح بين أفتكين وجوهر والقرمطيّ] ثم وقع بينهم وبين أفتكين التركي صلح، وخر [ج]. . . إلى مصر (¬5)، بعد أن خرج أمير المؤمنين العزيز بالله سنة (¬6) /217 ب/الله عليه إلى عين شمس (في عسقلان) (¬7) في شعبان سنة تسع وستّين (¬8) وثلاثمائة يريد إلى الشام لما اتّصل به حال عساكره، وأنّها محصّنة (¬9) بعسقلان، فأقام أيام (¬10) بعين شمس، [أفتكين يصالح ملك الروم بناحية دمشق] ثم وافا (¬11) جوهر الكاتب ومن معه من كتامة وعبورهم (¬12) في يوم الأحد فصح النّصارى إلى عين شمس بحضرة العزيز بالله على صلح وموافقة حرب بينهم وبين أفتكين التركيّ وجعفر القرمطيّ (¬13). وكان هذا التركيّ قد صالح ملك الروم بناحية دمشق (¬14). ¬

(¬1) كذا، والصواب «ابن». (¬2) لم أقف على ترجمة أو ذكر له في المصادر المتوفّرة. (¬3) لعلّ الصواب هنا: «وحملوه إلى أفتكين التركي بالرملة». (¬4) لعلّ المراد: «وأقاموا بها» والخبر يتعلّق بنزول جوهر ومن معه من الكتاميّين المغاربة مدينة عسقلان أثناء حربه مع أفتكين والقرمطيّ. (أنظر: ذيل تاريخ دمشق 16 و 17) وتاريخ الأنطاكي. (¬5) الخبر هو عن المصالحة بين أفتكين التركي وجوهر الذي خرج إلى مصر. (أنظر: ذيل تاريخ دمشق 18). (¬6) كذا في الأصل، والأرجح هي «صلوات»، وهذا يوضّحه ما بعدها. (¬7) ما بين القوسين مقحم في الأصل كما هو واضح. (¬8) كذا، والصحيح «سبع وستين». (¬9) لعلّ الصواب «محصورة». (¬10) كذا، والصواب: «أياما». (¬11) كذا، والصواب «وافى». (¬12) كذا، ولعلّها: «وغيرهم». (¬13) أنظر: ذيل تاريخ دمشق 18، واتعاظ الحنفا 1/ 242 وراجع تاريخ الأنطاكي. (¬14) الخبر ومصادره في تاريخ الأنطاكي.

[العزيز يسير إلى الشام]

[العزيز يسير إلى الشام] ثم سار العزيز بالله عن عين شمس إلى منى جعفر (¬1) في ذو (¬2) القعدة سنة سبع وستّين وثلاثمائة، ومنها إلى الجفار (¬3)، ومنها إلى الشام في يوم السبت لليلة بقيت من شوّال سنة سبع وستّين وثلاثمائة. ... [كسوف الشمس] نصف النهار انكسفت الشمس (¬4). [العزيز يستخلف على مصر لسفره] [فا] ستخلف على مصر حسين (¬5) بن القاسم وإليه الإشراف. . . أعمال الخراج بمصر، وهو عبد الله بن حلف (¬6)، وعليّ (بن عمر) (¬7) المعروف، بابن العدّاس المصري (¬8). [موقعة نهر الطواحين بين العزيز بالله وأفتكين] ولما وصل. . . [العزيز] (¬9) بالله أمير المؤمنين إلى الموضع المعروف بالطّواحين (¬10). . . فلسطين في عساكره لقيه أفتكين التركيّ. . . ابن جرّاح ¬

(¬1) أخبار مصر لابن ميسّر 50، وفي (معجم البلدان 5/ 219) «منى جعفر» جمع منية. اسم لعدّة ضياع في شمالي الفسطاط. (¬2) كذا، والصواب «في ذي». (¬3) الجفار: بالكسر. أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر، أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبيّ متّصلة برمال تيه بني إسرائيل، وهي كلّها رمال سائلة بيض، في غربيّها منعطف نحو الشمال بحر الشام وفي شرقيّها منعطف نحو الجنوب بحر القلزم، وسمّيت الجفار لكثرة الجفار بأرضها». (معجم البلدان 2/ 145). (¬4) الخبر مقحم ومبتور، ولم أجده في المصادر لهذه السنة. والذي في الكامل في التاريخ 8/ 693: «فيها ظهر بإفريقية في السماء حمرة بين المشرق والشمال، مثل لهب النار، فخرج الناس يدعون الله تعالى». (¬5) كذا، والصحيح «خير». (¬6) كذا، وهو «عبد الله بن خلف». (¬7) ما بين القوسين ليس في طبعة المشرق 297 وقد أثبتناه من اتعاظ الحنفا. (¬8) الخبر هنا مقحم ومشوّش. وقد جاء في (اتعاظ الحنفا 1/ 147) «أن في أيام العزيز استخرج خير بن القاسم، وعليّ بن عمر العدّاس، وعبد الله بن خلف المرصدي في ثلاثة أيام مائتي ألف دينار وعشرين ألف دينار عزيزية، منها في أول يوم أربعة وسبعين ألف دينار والباقي في يومين، وذلك في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة». (¬9) إضافة من عندنا على المطبوع 297. (¬10) الطواحين: نهر الطواحين على ثلاثة فراسخ من الرملة. (ذيل تاريخ دمشق 16،17).

[سنة 368 هـ‍.]

الطّاي (¬1) إلى حضرة العزيز عليه السلام، /218 أ/فلم أجده (¬2) بما سلف من فعله، وعفا عنه وجدّد الصنيعة عنده (¬3). [سنة 368 هـ‍.] [عودة العزيز إلى مصر ومعه أفتكين التركي] وعاد العزيز بالله أمير المؤمنين بعساكره إلى مصر، ومعه التركيّ على إحسان وصلاح، وكان وصوله الفسطاط في يوم الإثنين لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وستّين وثلاثمائة من سنيّ الهجرة (¬4). [تسيير أبي محمود القائد إلى دمشق] وسيّر أبو محمد (¬5) إلى دمشق للمقام (¬6) بها. [سنة 369 هـ‍.] [الحرب بين أبي تغلب الحمداني وابن جرّاح والفضل بن صالح بالرملة] وورد المعروف بأبي تغلب بن حسين بن عبد الله بن حمدان من الموصل إلى دمشق، ومنها إلى الرملة، [مقتل أبي تغلب الحمداني] وحارب ابن جرّاح الطّاي (¬7) والفضل ¬

(¬1) كذا، والصواب: «الطائي». وفي (ذيل تاريخ دمشق 19): «وكان الفتكين يميل إلى المفرّج بن دغفل بن الجرّاح ويتمرّده لأنه كان وضيء الوجه صبيحه، وشاع ذلك عنه فيه، واتفق أن انهزم فطلب ساحل البحر ومعه ثلاثة من غلمانه رفقائه وبه جراح وقد كدّه العطش فلقيته سريّة من الخيل فيها المفرّج، فلما رآه التمس ماء فأعطاه إيّاه وقال له: احملني إلى هناك. ففعل حتى إذا وصل إلى قرية تعرف بلبنا أنزله فيها وأحضره ماء وفاكهة، ووكّل به جماعة من أصحابه، وبادر إلى العزيز فتوثّق منه في المال الذي بذله في الفتكين ثم عرّفه حصوله في يده، وأخذ جوهرا ومضى فسلّمه إليه، وورد المبشّرون إلى العزيز بحصوله. .». (¬2) كذا، والصواب: «فلم يأخذه»، وهذا يقتضيه السياق. (¬3) راجع هذا الخبر ومصادره في تاريخ الأنطاكي. (¬4) خطط المقريزي 4/ 66، واتعاظ الحنفا 1/ 244. (¬5) كذا، والصواب: «أبو محمود»، وهو: ابراهيم بن جعفر بن فلاح الكتاميّ القائد. (¬6) قال المقريزي في حوادث سنة 369 هـ‍. «واتفق خراب دمشق كما تقدّم، فرحل أهل القوافل من حمص إلى دمشق، ودمشق قد طمع في عملها العرب حتى كانت مواشيهم تدخل الغوطة، وأبو محمود إبراهيم بن جعفر واليا عليها تحت مذلّة قسّام». (اتعاظ الحنفا 1/ 254،255). (¬7) كذا، وهو «الطائي».

[ورود رسول من بغداد إلى مصر]

بن طالح (¬1)، فتبعه العزيز بالله عليه السلام (¬2) فظفر به وقتل وحمل رأسه إلى مصر (¬3). [ورود رسول من بغداد إلى مصر] وكان وصول الفضل ابن (¬4) صالح في يوم ورود رسول، فأحضروا المقيم ببغداد إلى حضر. . . العزيز بالله أمير المؤمنين، فأحسن إليه وانصرف من حضرته، وسار إلى صاحبه على حالة جميلة (¬5). [سنة 380 هـ‍.] و. . . العزيز بالله أمير المؤمنين أبو الفرج ابن يعقوب. . . يوسف (¬6) [تسمية أبي الفرج بالوزير الأجلّ] وسمّاه الوزير الأجلّ (¬7) (عند عودته من الم‍ [وصل] مع التركي) (¬8) أقام سنة وشهرين وثمانية عشر يوما. . . للعزيز في يوم الإثنين لستّ خلون من ذي الحجّ‍ [ة سنة] /218 ب/ثمانين وثلاثمائة (¬9). [سنة 386 هـ‍.] [وفاة الخليفة العزيز بالله] وتوفّي أبو المنصور العزيز بالله وهو في الخيم ببلبيس (¬10) في الحمّام ¬

(¬1) كذا، والصواب: «صالح». (¬2) هذه المعلومة لا تؤكّدها المصادر. (¬3) قال المقريزي في حوادث سنة 369: «وفيها سار ناصر الدولة أبو تغلب من طبرية إلى الرملة-في المحرّم-وبها الفضل بن صالح، وقد انضمّ إليه دغفل بن مفرّج بن الجراح، فقاتلا أبا تغلب قتالا كثيرا حتى لم يبق معه إلاّ نحو سبعمائة من غلمانه وغلمان أبيه، فولّى منهزما، وأتبعوه، فأخذ وقتل، وبعث الفضل بن صالح برأس أبي تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان، وعدّة أسارى». (اتعاظ الحنفا 1/ 249). (¬4) كذا، والصحيح «بن». (¬5) كذا والخبر مشوّش. وقد وصل الفضل بن صالح إلى مصر وهو يحمل رأس أبي تغلب الحمداني. (اتعاظ الحنفا 1/ 252 و 254). (¬6) كذا، وهو: أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن كلّس. (¬7) توفي الوزير أبو الفرج يعقوب في سنة 380 هـ‍. أنظر مصادر ترجمته في: تاريخ الأنطاكي. (¬8) ما بين القوسين مقحم في الأصل. (¬9) هذه العبارة تتعلّق بوفاة الوزير أبي الفرج يعقوب، وقد وزر اثنتي عشرة سنة وشهرين وتسعة عشر يوما. (اتعاظ الحنفا 1/ 292). (¬10) في طبعة المشرق 297 «فيلبس»، والتصحيح من تاريخ الأنطاكي.

[دخول الحاكم بأمر الله القاهرة بعد وفاة والده]

من علّة الحصا يوم الثلاثا لثلاث بقين من رمضان (¬1)، وجلس ابنه المنصور أبو عليّ الحاكم بأمر الله، وأعانه برجوان الخادم الأسود (¬2) الذي كان نصب لخدمته في يوم الأربعا لليلتين بقيتا من رمضان، [دخول الحاكم بأمر الله القاهرة بعد وفاة والده] ودخل القاهرة والتابوت الذي أبوه فيه قدّامه يوم الأربعا لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ستة (¬3) وثمانين وثلاثمائة (¬4). [سنة 400 هـ‍.] [هدم كنيسة القيامة ببيت المقدس] وهدمت القيامة ببيت المقدس سنة أربع مائة، وتولّى ذلك الحسين بن طاهر الوزّان. [سنة 370 هـ‍] [حصول كنيسة البطريرك داخل قصر الشمع] وكان حصول الكنيسة المعروفة بكنيسة البطريرك داخل قصر الشمع لأرسانيوس الراهب الرومي أخو (¬5) زوجة أمير المؤمنين بو منصور (¬6) نزار العزيز بالله [و] (¬7) هي كنيسة مرتمريم (¬8) يوم الجمعة مستهلّ جمادى ¬

(¬1) في تاريخ الأنطاكي: «لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة». أنظر تاريخه وفيه مصادر ترجمة العزيز بالله. (¬2) قال المقريزي إنه حين مات العزيز بالله «بادر برجوان إلى أبي علي منصور بن العزيز فإذا هو على شجرة جميّز يلعب في دار ببلبيس، فقال له: «بسك تلعب؟ إنزل». فقال له: «ما أنزل والله الساعة». فقال له: «إنزل، ويحك! الله فينا وفيك»، وأنزله، ووضع على رأسه العمامة بالجوهر وقبّل له الأرض، وقال: «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته». وأخرج به إلى الناس، فقبّل جميعهم له الأرض، وسلّموا عليه بالخلافة». (اتعاظ الحنفا 1/ 291) وانظر: أخبار مصر لابن ميسّر 50. (¬3) كذا، والصواب «ستّ». (¬4) أنظر: اتعاظ الحنفا 2/ 3. (¬5) كذا، والصواب: «أخي». (¬6) كذا، والصواب «أبي». (¬7) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬8) أنظر عنها في تاريخ الأنطاكي. وهي بدمياط وتعرف بكنيسة العجوز.

[تعيين مطران على القاهرة وتحول الكنيسة عن اليعاقبة]

الأول سنة سبعين وثلثمائة، وقدّست النصارى الملكيّة، فاغتسل مذبحها ومسحت بالميرن يوم الجمعة لثمان خلون منه. [تعيين مطران على القاهرة وتحوّل الكنيسة عن اليعاقبة] وفي يوم الأحد بعد ذلك العاشر من جمادى صيّر أرسانيوس مطران (¬1) على القاهرة في [ال‍] كنيسة، وزالت عن اليعاقبة، وعادت إلى أصحابها (¬2). فاختصرناه وبالله الإعانة في جميع الأمور. تم التاريخ بسلام. ¬

(¬1) كذا، والصواب «مطرانا». (¬2) راجع تاريخ الأنطاكي.

(بعون الله وتوفيقه انتهى تحقيق هذا الكتاب على يد طالب العلم الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام المحروسة، وذلك يوم الأحد 25 رجب الفرد 1408 هـ‍. الموافق 13 آذار (مارس) 1988 والحمد لله وحده).

الفهارس

الفهارس 1 - فهرس الأعلام 467 2 - فهرس الأماكن والبلدان 481 3 - فهرس المصطلحات وأصحاب المناصب الوظائف 492 4 - فهرس الأمم والطوائف والشعوب والقبائل 496 5 - فهرس أصحاب الألقاب 499 6 - المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق 503 7 - محتويات الكتاب 519 8 - الكتب الصادرة للمحقّق 577

المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق

المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق أولا-المخطوطات 1 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام-للحافظ الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد (توفي 748 هـ‍. /1348 م.) -نسخة المكتبة الوطنية بباريس (1581 مخ). 2 - تاريخ الإسلام. . -نسخة دار الكتب المصرية (396 تاريخ). 3 - تاريخ الإسلام. . -نسخة المتحف البريطاني (الجزءان 15 و 21). 4 - تاريخ الإسلام. . -نسخة آياصوفيا باسطنبول (سنوات 401 - 450 هـ‍). 5 - تاريخ مدينة دمشق-للحافظ ابن عساكر الدمشقي، أبي الحسن علي بن حسن (توفي 571 هـ‍. /1175 م.) -نسخة المكتبة التيمورية (1041 تاريخ). 6 - عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان-لبدر الدين العيني (توفي 855 هـ‍. / 1451 م.) -نسخة دار الكتب المصرية (1584 تاريخ). 7 - كنوز الذهب في تاريخ حلب-لابن العجمي، أبي ذرّ أحمد بن إبراهيم سبط ابن العجمي الحلبي (توفي 884 هـ‍. /1479 م.) نسخة المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية. 8 - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، لأبي المظفّر بن قيزوغلي سبط ابن الجوزي (توفي 654 هـ‍. /1256 م.) -نسخة دار الكتب المصرية (551 تاريخ).

ثانيا-المصادر القديمة (أ)

9 - نهاية الأرب في فنون الأدب-للشهاب النويري أحمد بن عبد الوهاب (توفي 733 هـ‍. /1333 م.) نسخة دار الكتب المصرية (549 معارف عامة). ثانيا-المصادر القديمة (أ) 10 - إتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفا-تقيّ الدين أحمد بن علي المقريزي (توفي 845 هـ‍. /1441 م.) -تحقيق الدكتور جمال الدين الشيّال-طبعة دار الفكر العربي بالقاهرة 1948. 11 - أخبار الدول المنقطعة-جمال الدين علي بن ظافر-نشره أندريه فريه- طبعة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة 1972. 12 - أخبار الدول وآثار الأول-أحمد بن يوسف بن سنان القرماني (توفي 1019 هـ‍. /1610 م.) -طبعة حجر. 13 - أخبار الراضي بالله والمتّقي لله (أو أخبار الدولة العباسية من سنة 322 إلى سنة 333 هـ‍.) من كتاب الأوراق لأبي بكر الصولي-نشر هيورث دن- مطبعة الساوي، القاهرة 1935 - 1936. 14 - أخبار مصر-الأمير المختار عزّ الملك محمد بن عبيد الله المسبّحي-تحقيق وليم ج. ميلود-طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980. 15 - أخبار مصر-محمد بن علي بن يوسف بن جلب بن ميسّر-نشره هنري ماسّيه-طبعة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة 1919. 16 - الإشارة إلى من نال الوزارة-أمين الدين تاج الرياسة أبو القاسم علي بن منجب الصيرفي-تحقيق عبد الله مخلص-طبعة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة 1924. 17 - الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة-عزّ الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن شدّاد (توفي 684 هـ‍. /1285 م.) -نشره الدكتور

سامي الدهّان-طبعة المعهد العلمي الفرنسي بدمشق 1962 (الجزء الأول). 18 - الأغاني-أبو الفرج الأصبهاني-طبعة مؤسّسة جمّال ببيروت المصوّرة عن طبعة دار الكتب المصرية. 19 - أمراء دمشق في الإسلام-صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (توفي 764 هـ‍. /1362 م.) -تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد-طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق 1955. 20 - الإنباء في تاريخ الخلفاء-جمع محمد بن علي بن محمد المعروف بابن العمراني (توفي في حدود 580 هـ‍.) -تحقيق الدكتور قاسم السامرّائي- نشره المعهد الهولندي للآثار المصرية والبحوث العربية بالقاهرة-طبعة ليدن 1973. 21 - الأوراق-لأبي بكر الصولي-نشره ج. هيورث دن-طبعة مصر 1935. (ب) 22 - بدائع الزهور في وقائع الدهور-محمد بن أحمد بن اياس-تحقيق محمد مصطفى- (النشرات الإسلامية لجمعية المستشرقين الألمانية بفيسبادن) - القاهرة 1961. 23 - البداية والنهاية في التاريخ-لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (توفي 774 هـ‍. /1372 م.) -طبعة بيروت، الرياض 1966. 24 - بغية الوعاة في طبقات النحويّين والنّحاة-جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال السيوطي (توفي 911 هـ‍.) -طبعة مصر 1326 هـ‍. 25 - البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب-لابن عذاري المرّاكشي-تحقيق ج. س. كولان، وإ. ليفي بروفنسال-طبعة دار الثقافة، بيروت 1967.

(ت) 26 - تاريخ ابن خلدون (العبر في ديوان المبتدا والخبر) -وليّ الدين أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون (توفي 808 هـ‍. /1405 م.) -طبعة بيروت 1958. 27 - تاريخ ابن الفرات (يعرف بتاريخ الدول والملوك) -ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن الفرات (توفي 806 هـ‍. /1404 م.) -تحقيق الدكتور قسطنطين زريق-بيروت 1939. 28 - تاريخ ابن الوردي (يعرف بتتمّة المختصر في أخبار البشر) -الشيخ عمر بن الوردي (توفي 749 هـ‍. /1348 م.) -طبعة مصر 1285 هـ‍. 29 - تاريخ أخبار القرامطة-ثابت بن سنان الحرّاني (توفي 365 هـ‍. / 976 م.) -تحقيق الدكتور سهيل زكّار-بيروت 1971. 30 - تاريخ الأزمنة-للبطريرك إسطفان الدويهي-طبعة دار لحد خاطر، بيروت. 31 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام-الحافظ الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد (توفي 748 هـ‍. /1346 م.) -تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري- (حوادث 351 - 380 هـ‍.) -طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1988 و 1989. 32 - تاريخ بغداد-لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (توفي 463 هـ‍.) -طبعة دار الكتاب العربي، بيروت. 33 - تاريخ بيهق-لأبي الفضل محمد بن حسين البيهقي (توفي 470 هـ‍.) - ترجمة الدكتور يحيى الخشاب، وصادق نشأت-طبعة دار النهضة العربية، بيروت 1982. 34 - تاريخ الخلفاء القائمين بأمر الله-لجلال الدين السيوطي (توفي 911 هـ‍.) -طبعة مصر 1305 هـ‍. 35 - تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصيّة-لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم اللؤلؤي المعروف بالزركشي-مطبعة الدولة التونسية 1289 هـ‍. 36 - تاريخ الزمان-لأبي الفرج حمال الدين ابن العبري (توفي 685 هـ‍. /

1286 م.) -نقله إلى العربية إسحاق أرملة-قدّم له الدكتور جان موريس فييه-طبعة دار المشرق، بيروت 1981. 37 - تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء-لحمزة بن الحسن الأصبهاني-طبعة دار مكتبة الحياة، بيروت. 38 - تاريخ الفارقي-لأحمد يوسف بن علي بن الأزرق الفارقي (توفي بعد 482 هـ‍.) -تحقيق الدكتور بدوي عبد اللطيف-طبعة دار الكتاب اللبناني 1974. 39 - تاريخ مختصر الدول-لأبي الفرج جمال الدين ابن العبري (توفي 685 هـ‍. /1286 م.) -المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1958. 40 - التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق-سعيد بن البطريق-نشره لويس شيخو-بيروت 1909. 41 - تاريخ المسلمين-للمكين جرجس بن العميد-نشره أرنييوس، طبعة لندن 1625. 42 - تاريخ اليعقوبي-أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر اليعقوبي (ت 284 هـ‍.) - طبعة دار صادر، بيروت 1960. 43 - تجارب الأمم وتعاقب الهمم-لأبي علي أحمد بن محمد بن مسكويه (توفي 421 هـ‍. /1030 م.) -طبعة المثنّى ببغداد المصوّرة عن طبعة لايدن. 44 - التذكرة الحمدونية-لمحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون (توفي 562 هـ‍. /1167 م.) تحقيق الدكتور إحسان عبّاس-طبعة معهد الإنماء العربي، بيروت 1983. 45 - تكملة تاريخ الطبري-محمد بن عبد الملك الهمداني-تحقيق ألبرت يوسف كنعان، بيروت 1961. 46 - التنبيه والإشراف-لأبي الحسن علي المسعودي (توفي 346 هـ‍.) -بيروت 1968.

(ح) 47 - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة-جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (توفي 911 هـ‍.) -مصر 1327 هـ‍. 48 - الحلّة السّيراء في تراجم الأمراء والشعراء-محمد بن عبد الله بن الأبّار القضاعي (توفي 658 هـ‍. /1260 م.) -تحقيق الدكتور حسين مؤنس- القاهرة 1963. 49 - حياة الحيوان-كمال الدين محمد بن موسى الدميري (742 - 808 هـ‍. / 1341 - 1405 م.) -سلسلة كتاب التحرير-مصر 1966. (خ) 50 - خزانة السلاح-مؤلّف مجهول-تحقيق د. نبيل محمد عبد العزيز-القاهرة 1978. 51 - خلاصة الذهب المسبوك مختصر من سير الملوك-عبد الرحمن بن سنبط قنيتو الإربلي (توفي 717 هـ‍. /1317 م.) -نشره مكي السيد جاسم- بغداد. (د) 52 - الدّرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب-محمد بن الشحنة الحلبي-نشره يوسف سركيس، بيروت 1909. 53 - الدّرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية (من كنز الدرر) -لابن أيبك الدواداري-الجزء السادس-تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد-طبعة القاهرة 1961. 54 - دول الإسلام-الحافظ الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد، (توفي 748 هـ‍. /1246 م.) طبعة مصر. 55 - ديوان أبي فراس الحمداني-نشره الدكتور سامي الدّهّان.

56 - ديوان التهامي-لأبي الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي (توفي 416 هـ‍.) -تحقيق محمد زهير الشاويش-نشره المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية. 57 - ديوان الصّوري-عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون الصوري (339 - 419 هـ‍.) -تحقيق مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر-نشرته وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1980. 58 - ديوان لغات الترك-للكشغري-طبعة 1333 هـ‍. 59 - ديوان المتنبّي-أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي (توفي 354 هـ‍.) -شرح البرقوقي. 60 - ديوان المتنبّي-تحقيق الدكتور عبد الوهاب عزّام-القاهرة 1944. (ذ) 61 - ذيل تاريخ دمشق-أبو يعلى حمزة بن القلانسي (توفي 555 هـ‍.) -نشره آمدروز-المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1908. 62 - ذيل تجارب الأمم-أبو شجاع الروذراوري-تحقيق آمدروز-مصر 1916. (ر) 63 - رسالة الغفران-أبو العلاء المعرّي (توفي 449 هـ‍.) -تحقيق فوزي عطوي-بيروت 1968. 64 - الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر-محيي الدين بن عبد الظاهر (توفي 692 هـ‍. /1293 م.) -تحقيق الدكتور عبد العزيز الخويطر-الرياض 1976.

(ز) 65 - زبدة الحلب في تاريخ حلب-كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن العديم الحلبي (توفي 660 هـ‍. /1258 م.) -تحقيق الدكتور سامي الدّهان-طبعة المعهد الفرنسي بدمشق 1945. (س) 66 - السلوك لمعرفة دول الملوك-تقيّ الدين أحمد بن علي المقريزي (توفي 845 هـ‍. /1441 م.) -تحقيق الدكتور محمد مصطفى زيادة-الجزء الأول-القسم الثالث-طبعة دار الكتب المصرية 1938. 67 - سير أعلام النبلاء-الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (توفي 748 هـ‍. /1346 م.) -الجزء 15 - تحقيق إبراهيم الزيبق-طبعة مؤسّسة الرسالة، بيروت 1983. الجزء 16 - تحقيق أكرم البوشي بيروت 1983. الجزء 17 - تحقيق شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، بيروت 1983. الجزء 18 - تحقيق شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي-بيروت 1984. (ش) 68 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب-ابن العماد الحنبلي-طبعة مصر 1351 هـ‍. 69 - شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام-للقاضي تقي الّدين أبي الطيّب محمد بن أحمد بن علي الفاسي المكّي المالكي (775 - 832 هـ‍.) -تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري-طبعة دار الكتاب العربي؛ بيروت 1985.

(ص) 70 - صبح الأعشى في صناعة الإنشا-أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي (توفي 821 هـ‍. /1418 م.) -طبعة دار الكتب المصرية 1963. 71 - صلة تاريخ أوتيخا (تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي) ليحيى بن سعيد الأنطاكي (توفي 458 هـ‍. /1066 م.) -نشره لويس شيخو-بيروت 1909. -ونسخة نشرها كارتشوفسكي وفاسيليف-باريس 1924. 72 - صورة الأرض-ابن حوقل (كتبه حوالي 367 هـ‍. /977 م.) -طبعة لايدن. (ط) 73 - طبقات الشافعية-جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي (توفّي 771 هـ‍. / 1369 م.) -تحقيق الدكتور عبد الله الجبوري-بغداد 1970. (ع) 74 - العبر في خبر من غبر-للحافظ الذهبي (توفّي 748 هـ‍.) -تحقيق فؤاد سيّد (الجزء 3) -طبعة الكويت 1961. 75 - العقد الفريد-ابن عبد ربّه الأندلسي أبو عمر أحمد بن محمد-تحقيق أحمد أمين، وأحمد الزين، وإبراهيم الأبياري-طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر-مصر 1952. 76 - عيون الأخبار وفنون الآثار في فضائل الأئمّة الأطهار-الداعي المطلق إدريس عماد الدين القرشي (توفي 872 هـ‍.) -تحقيق الدكتور مصطفى غالب-طبعة دار الأندلس-السبع الخامس (1975) والسبع السادس (1984) بيروت. 77 - عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء-ابن أبي أصيبعة-القاهرة 1299 هـ‍.

78 - العيون والحدائق في أخبار الحقائق-مؤلف مجهول-تحقيق نبيلة عبد المنعم داود-طبعة النجف 1972. (ف) 79 - فتوح البلدان-أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (توفي 279 هـ‍.) -تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد-القاهرة 1956. 80 - الفخري في الآداب السلطانية-محمد علي المعروف بابن الطقطقا-طبعة دار صادر، بيروت. 81 - الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيّين-انتخبها الحافظ أبو علي محمد بن علي الصوري (376 - 441 هـ‍.) على أبي عبد الله محمد بن علي العلوي (367 - 445 هـ‍.) -تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1977. 82 - فوات الوفيات-ابن شاكر الكتبي (توفي 764 هـ‍. /1362 م.) -تحقيق الدكتور إحسان عباس-بيروت. (ك) 83 - الكامل في التاريخ-ابن الأثير الجزري علي بن أبي الكرم محمد (توفي 630 هـ‍.) -طبعة دار صادر، بيروت 1965. (م) 84 - مآثر الإنافة في معالم الخلافة-أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي (توفي 821 هـ‍. /1418 م.) -تحقيق عبد الستار أحمد فرّاج-الجزء الأول- الكويت 1964. 85 - المختصر في أخبار البشر-أبو الفداء اسماعيل-طبعة الحسينية بالقاهرة 1325 هـ‍.

86 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في حوادث الزمان-أبو محمد عبد الله اليافعي (توفي 768 هـ‍. /1365 م.) -طبعة حيدر أباد 1338 هـ‍. 87 - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان-أبو المظفّر بن قيزوغلي سبط ابن الجوزي (توفي 654 هـ‍. /1256 م.) -طبعة حيدر أباد 1952. 88 - مروج الذهب ومعادن الجوهر-أبو الحسن علي المسعودي (توفي 346 هـ‍.) -تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد-القاهرة 1964. 89 - معجم الأدباء-ياقوت الحموي-نشره د. مرجليوث-طبعة القاهرة. 90 - معجم البلدان-ياقوت الحموي-طبعة صادر، بيروت. 91 - معجم الشعراء-محمد بن عمران المرزباني-تحقيق عبد الستار فرّاج- طبعة دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1960. 92 - معجم الشيوخ، لابن جميع الصيداوي (توفي 402 هـ‍.) -تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري-بيروت 1985. 93 - المغرب في حلى المغرب (القسم الخاص بالقاهرة المعروف بالنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة) -لمؤلّفين أندلسيّين-تحقيق الدكتور حسين نصّار- طبعة دار الكتب المصرية 1970. 94 - المقفّى-تقيّ الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ‍. /1441 م.) - تحقيق محمد اليعلاوي-طبعة دار الغرب-بيروت 1987. 95 - المنتظم في تاريخ الأمم-ابن الجوزي-طبعة حيدر أباد 1359 هـ‍. 96 - من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (250 - 343 هـ‍.) - تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1980. 97 - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار-تقيّ الدين أحمد بن علي المقريزي (توفي 845 هـ‍. /1441 م.) طبعة مصر 1325 هـ‍. 98 - موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي-للدكتور عمر عبد السلام تدمري-بيروت 1984. 99 - المونس في أخبار إفريقية وتونس-ابن أبي دينار القيرواني.

(ن) 100 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة-جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي (توفي 874 هـ‍.) -طبعة دار الكتب المصرية 1963. 100 - نخبة الدهر في عجائب البرّ والبحر-محمد بن أبي طالب شيخ الربوة الدمشقي (توفي 727 هـ‍. /1327 م.) -نشره مهرن-طبعة لايبزغ 1864. 102 - نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة-القاضي أبو علي المحسّن بن علي التنوخي (توفي 384 هـ‍.) -تحقيق عبّود الشالجي-طبعة دار صادر، بيروت 1971. 103 - نكت الهميان في نكت العميان-صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (توفي 764 هـ‍.) -نشره أحمد زكي-القاهرة 1911. 104 - نهاية الأرب في فنون الأدب-الشهاب أحمد بن عبد الوهاب النويري (توفي 733 هـ‍. /1333 م.) -طبعة دار الكتب المصرية-الجزء 23 - تحقيق الدكتور محمد جابر عبد العال الحيني، مراجعة إبراهيم مصطفى، القاهرة 1984. والجزء 26 - تحقيق محمد فوزي العنتيل-مراجعة الدكتور محمد طه الحاجري-القاهرة 1985. 105 - نهر الذهب في تاريخ حلب-كامل بن حسين بن محمد البابي الحلبي الغزّي-المطبعة المارونية، حلب. (و) 106 - الوافي بالوفيات-صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (توفي 764 هـ‍.) -الجزء 11 - باعتناء الدكتور شكري فيصل، بيروت 1981. والجزء 15 باعتناء بيرند راتكه، بيروت 1979. والجزء 16 باعتناء الدكتوره وداد القاضي، بيروت 1982. والجزء 17 باعتناء دوروتيا كرافوسكي، بيروت 1982.

ثالثا: المراجع الحديثة (ب)

107 - الوزراء (أو تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء) -أبو الحسن الهلال بن المحسّن الصابي (359 - 448 هـ‍.) -تحقيق عبد الستار فرّاج-طبعة دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1958. 108 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان-أبو العباس شمس الدين أحمد بن خلّكان (توفي 681 هـ‍. /1282 م.) -تحقيق الدكتور إحسان عبّاس- طبعة دار الثقافة، بيروت. 109 - ولاة مصر-أبو عمر محمد بن يوسف الكندي المصري (توفي 350 هـ‍.) - تحقيق الدكتور حسين نصّار-بيروت 1959. 110 - الولاة والقضاة-الكندي-نشره رفن جست-بيروت 1908. (ي) 111 - يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر-أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي (توفي 429 هـ‍. /1038 م) -تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد-مصر 1956. ثالثا: المراجع الحديثة (ب) 112 - البحرية في مصر الإسلامية وآثارها الباقية-الدكتورة سعاد ماهر-القاهرة 1967. (ت) 113 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (عصر الصراع العربي- البيزنطي والحروب الصليبية) -الجزء الأول-الطبعة الثانية، للدكتور

عمر عبد السلام تدمري-طبعة مؤسّسة الرسالة ببيروت، ودار الإيمان بطرابلس 1984. 114 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري (عصر دولة المماليك) -الجزء الثاني- طبعة المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1981. 115 - تاريخ كنيسة أنطاكية-خريسوستمس بابادوبولس-تعريب الأسقف استفانس حدّاد-منشورات النور-بيروت 1984. 116 - تعريف القدماء بأخبار أبي العلاء-جماعة من الأدباء-مصر. 117 - تكملة المعاجم العربية-رينهارت دوزي-ترجمة الدكتور محمد سليم النعيمي-نشرته وزارة الثقافة ببغداد 1980 (ح) 118 - الحاكم بأمر الله الخليفة المفترى عليه-للدكتور عبد المنعم ماجد-القاهرة 1959. 119 - الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية-محمد عبد الله عنان-القاهرة 1959. 120 - الحضارة البيزنطية-ستيفن رنسيمان-ترجمة عبد العزيز جاويد-القاهرة 1961. 121 - حكايات الشطّار والعيّارين-للدكتور محمد رجب النجار-سلسلة عالم المعرفة، الكويت رقم (45). 122 - الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى-عمر عبد السلام تدمري-طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة، بيروت 1972. (خ) 123 - خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام-أحمد زيني دحلان-المطبعة الخيرية بمصر 1305 هـ‍.

(د) 124 - دائرة المعارف الإسلامية-ترجمة جماعة أساتذة-الجزء 15 - طبعة القاهرة. 125 - الدولة البيزنطية-الدكتور السيد الباز العريني-القاهرة 1960. 126 - ديوان الصوري-دراسة نقدية للدكتور عمر عبد السلام تدمري-مجلة مجمع اللغة العربية الأردني-العدد المزدوج 23 - 24 - السنة السابعة، عمّان 1984. (ر) 127 - رصيد التاريخ-رينيه غروسّه-ترجمة محمد خليل باشا-الجزء الثاني- القاهرة. 128 - الروم وصلاتهم بالعرب-الدكتور أسد رستم-بيروت. (ط) 129 - طائفة الدروز-محمد كامل حسين-القاهرة 1955. (ق) 130 - القوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسّط-أرشيبالد لويس- ترجمة أحمد محمد عيسى-القاهرة 1960. (م) 131 - محيط المحيط. 132 - مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية-الدكتور سهيل زكّار-بيروت 1973. 133 - مدينة الرملة-الدكتور صادق أحمد داود جودة-1986.

رابعا: المصادر والمراجع الأجنبية

134 - مذاهب الإسلاميّين-الدكتور عبد الرحمن بدوي-بيروت 1973. 135 - المكتبة العربية الصّقلّية- (نصوص حول جزيرة صقلّية) -نشرها ميخائيل أماري-لا يبزغ 1857. 136 - مكّة وعلاقاتها الخارجية-أحمد الزيلعي-نشرته عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود-الرياض 1981. 137 - منتخبات عربية-دي ساسي-باريس 1806. (ن) 138 - نخب تاريخية وأدبية جامعة لأخبار الأمير سيف الدولة الحمداني-ماريوس كانار-الجزائر 1934. 139 - النفوذ الفاطمي على بلاد الشام والعراق-الدكتور جمال الدين سرور- القاهرة 1955. رابعا: المصادر والمراجع الأجنبية Cambridge Mediieval History .Vol-IV . - 140 Diehl et Marc?ais-Le monde Oriental de 593 a? 1801.Paris 6391. -141 1881. Dozy-Supple?ment aux Dictionnaires arabes .V .I-Leyden -142 Joan Hussey-Oxford 6591. Ostrogorowski G .-History of the Byzantine State-Trans- -143 sie?cle-Paris 6981-5091. Schlumberger G .-L'Epope?e bizantine a? la Fin du dixie?mes -144 cephore Phocas-Paris 0981. Schlumberger-Un Empereur Byzantine au dixie?me sie?cle-Ni- -145

محتويات الكتاب

(7) محتويات الكتاب الصفحة الموضوع 5 مقدّمة التحقيق 17 مقدّمة المؤلّف (حوادث سنة 326 هـ‍.) 21 رسالة بطريرك القسطنطينية إلى بطاركة الإسكندرية وأنطاكية وبيت المقدس 22 الخليفة الراضي يقلّد ابن راشد إمرة الأمراء 22 ابن رائق يستولي على أمور الدولة العباسية 22 ابن رائق يولّي بجكم التركي على الأهواز 22 دخول بجكم بغداد ووزارته للراضي (حوادث سنة 327 هـ‍.) 22 وفاة الفضل بن جعفر وزير الراضي 23 وزارة أحمد بن محمد البريدي (حوادث سنة 328 هـ‍.) 23 وفاة سعيد بن بطريق بطريرك الإسكندرية 24 شقاق أسقف تنّيس وأسقف الفرما على ابن البطريق

الصفحة الموضوع 25 ابن الأحول يمنع الصلاة في كنيسة تنّيس ويقبض على أسقفّها 28 المسلمون واليهود يهدمون كنيسة بعسقلان 29 ابن رائق يستولي على حمص ودمشق والرملة ويهزم الإخشيد 29 الإخشيد يهزم ابن رائق إلى دمشق 29 ابن رائق يقتل أخا الإخشيد عند اللّجّون 30 الإخشيد يوسّط أبا الفتح ابن رائق في الصلح مع أبيه 30 صرف أحمد بن محمد البريدي عن الوزارة 30 سليمان بن الحسن بن مخلد يتولّى الوزارة 30 بجكم يقبض على ابن شيرزاد ويستكتب أحمد بن علي الكوفي (حوادث سنة 329 هـ‍.) 31 وفاة الخليفة الراضي -خلافة المتّقي لله- 33 مبايعة المتّقي لله بالخلافة 33 إقرار سليمان بن الحسن بن مخلد في الوزارة 33 الغلاء العظيم بمصر 34 مقتل بجكم التركي 34 صرف سليمان بن الحسن واستيزار أحمد بن ميمون 34 حركة أحمد بن محمد البريدي لبلوغ الوزارة 35 كورتكين الديلمي يهزم البريدي ويتولّى إمرة الأمراء 35 محمد بن أحمد القراريطي يتقلّد الوزارة 36 كورتكين يقبض على القراريطي ويقلّد الوزارة محمد بن قاسم الكرخي 36 المتّقي يرسل إلى بجكم بالعودة إلى بغداد

الصفحة الموضوع 36 الحسن بن عبد الله بن حمدان يؤدّي مالا لبجكم 36 الحرب بين بجكم وكورتكين وهزيمة كورتكين 37 ابن رائق يتقلّد إمرة الأمراء من جديد (حوادث سنة 330 هـ‍.) 37 الأتراك يشغبون ببغداد على ابن رائق وينحازون إلى ابن البريدي 38 إزالة البريدي عن الوزارة وإعادتها إلى القراريطي 38 البريدي يستولي على دار الخلافة ببغداد 38 المتّقي وابن رائق يستنجدان بابن حمدان 38 استكتاب محمد بن علي الكوفي 38 المتّقي وناصر الدولة بن حمدان يدخلان بغداد ويهزمان البريدي 39 البريدي يسير إلى البصرة 39 المتّقي يلقّب علي بن حمدان بسيف الدولة 39 القبض على القراريطي ومصادرته (حوادث سنة 331 هـ‍.) 39 أحمد بن عبد الله الأصفهاني يتقلد الوزارة 39 الأتراك يشغبون على سيف الدولة وخروجه من بغداد 40 القراريطي يدبّر الأمر بعد استتار الكوفي 40 المتّقي يستوزر علي بن محمد بن مقلة 40 عودة توزون إلى واسط واستكتابه ابن شيرزاد 40 تعيين أسقف الإسكندرية 41 غزوة الروس إلى القسطنطينية 41 الروم يغزون ديار بكر

الصفحة الموضوع 42 المتّقي يستفتي الفقهاء في طلب الروم لمنديل المسيح عليه السلام 43 شروط الهدنة بين المسلمين والروم 44 الروم يستولون على مدينة دارا (حوادث سنة 332 هـ‍.) 44 الروم يدخلون رأس عين 44 وفاة تاودوسيوس بطريرك أنطاكية 45 المتّقي يستوحش من توزون ويخرج إلى بني حمدان بالموصل 45 الحرب بين توزون وسيف الدولة الصلح بين الخليفة المتّقي وتوزون 46 الإخشيد يمثل أمام المتّقي في الرّقّة فيجدّد ولايته على مصر والشام 46 توزون يخلع المتّقي من الخلافة ويحبسه حتى مات -خلافة المستكفي- 49 مبايعة المستكفي بالخلافة وتوزير محمد بن علي (حوادث سنة 333 هـ‍.) 49 خلع الملك رومانوس عن العرش 50 قسطنطين بن لاون يستولي على العرش البيزنطي 50 نفي رومانوس وولديه إلى الجزائر اليونانية 51 فشل مؤامرة تستهدف الإطاحة بقسطنطين 52 مقتل قسطنطين بن رومانس

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 337 هـ‍.) 52 موت رومانوس الملك المخلوع (حوادث سنة 334 هـ‍.) 52 موت توزون التركي 52 ابن شيرزاد يتولّى رآسة الأتراك 52 المستكفي يضرب لقبه على السّكّة 52 أحمد بن بويه الديلمي يستولي على الأهواز ويدخل بغداد 53 المستكفي يجعل ابن بويّه أمير الأمراء ويلقبه 53 معزّ الدولة بن بويه يستكتب ابن شيرزاد 53 خلع المستكفي من الخلافة وسمل عينيه (حوادث سنة 338 هـ‍.) 54 وفاة المستكفي في حبسه -الخليفة المطيع لله- تكملة (حوادث سنة 334 هـ‍.) 55 مبايعة الفضل بن المقتدر بالخلافة وتلقّبه بالمطيع لله 55 الغلاء المفرط في بغداد والبصرة 56 وفاة القائم بأمر الله صاحب المغرب 57 أبو الطاهر إسماعيل الملقّب بالمنصور يتولّى خلافة المغرب (حوادث سنة 336 هـ‍.) 57 المنصور يقتل أبا يزيد بعد محاربته

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 337 هـ‍.) 57 المنصور يعمّر المنصورية ويغزو بلاد الروم -تاريخ الخلفاء الفاطميين- 59 المؤلّف يعرض لبداية ظهور الفاطميين وقيام دعوتهم 59 مسير المهديّ إلى اليمن لينشر الدعوة الفاطمية 60 ظهور الدعوة سنة 270 باليمن 60 أبو عبد الله الشيعي يلتقي الكتاميّين في الحجّ سنة 278 هـ‍. 60 مسير أبي عبد الله الشيعي مع كتامة إلى مصر والمغرب 60 إظهار الدعوة للمهديّ في بلاد كتامة 61 الحرب بين عبد الله بن الأغلب وأبي عبد الله الشيعي سنة 287 هـ‍. 61 مقتل عبد الله بن الأغلب 61 زيادة الله بن الأغلب يقتل أخاه وعمومته ويسكن رقّادة 62 خروج المهديّ من سلمية إلى القيروان 63 وقوع أبي العباس الداعية الشيعي أسيرا بيد الأغالبة 63 تتابع الحروب بين أبي عبد الله الشيعي وزيادة الله بن الأغلب 64 هزيمة زيادة الله وفراره إلى مصر 64 أبو عبد الله الشيعي يدخل رقّادة سنة 290 هـ‍. 64 فرار أبي العباس الداعية من أسر الأغالبة 64 إعلان إمامة وخلافة المهديّ سنة 296 هـ‍. 64 مقتل أليشع بن مدرار صاحب سجلماسة 65 المهديّ يدخل رقّادة ويستميل الناس لدعوته 65 أبو العباس الداعية يعاتب أخاه أبا عبد الله الشيعي 66 أبو عبد الله الشيعي ينصح المهديّ بإطلاق يده في الدعوة

الصفحة الموضوع 66 مقتل أبي عبد الله الشيعي وأخيه أبي العباس سنة 298 67 القتال بين الأغالبة والكتاميّين في إفريقية 67 المهديّ يقتل وجوه بني الأغلب ويحبس بعضهم 67 النزاع بين أهل القيروان والكتاميّين 67 ثورة عبد الله الماوطاني وإدّعاؤه النّبوّة 68 القائم بأمر الله ابن المهديّ يقتل الماوطاني 68 القائم بأمر الله يقضي على مخالفة أهل طرابلس الغرب للمهديّ سنة 300 هـ‍. 68 حباسة يفتح برقة للمهديّ ويستولي على الإسكندرية والفيّوم 69 القائم يخرج مددا لحباسة ويصل إلى الجيزة سنة 302 هـ‍. 69 المهديّ يبني مدينة المهديّة وينتقل إليها سنة 308 هـ‍. 69 القضاء على حركة أهل برقة 69 القضاء على حركة أهل جزيرة سقلّيّة 70 القضاء على حركة أهل تاهرت 70 وفاة الخليفة المهديّ سنة 322 هـ‍. -خلافة القائم بأمر الله- 71 مقتل الثائر ابن طالوث بطرابلس الغرب -عودة إلى أخبار الدولة العباسية- 73 الحرب بين معزّ الدولة بن بويه وناصر الدولة بن حمدان 73 الصلح بين معزّ الدولة وناصر الدولة 74 وثوب الأتراك على ناصر الدولة وترئيسهم لتكين الشيرازي 74 هزيمة ناصر الدولة من الموصل إلى الزّاب

الصفحة الموضوع 74 معزّ الدولة ينجد ناصر الدولة وهزيمة تكين وسمل عينيه 74 وفاة الإخشيد محمد بن طغج سنة 334 هـ‍. -أخبار سيف الدولة الحمداني- (حوادث سنة 334 هـ‍.) 75 سيف الدولة الحمداني يملك دمشق ويدخل الدولة 75 غلمان الإخشيد بالأردن يهزمون سيف الدولة إلى حلب 75 العامل على صعيد مصر يهزم الإخشيديّة ويدخل الفسطاط 76 الإخشيديّة يهزمون غلبون العامل على الصعيد 76 مقتل غلبون وأسر أصحابه 76 كافور الإخشيدي ينتقل من دمشق إلى مصر (حوادث سنة 336 هـ‍.) 76 ظهور الكوكب المذنّب 77 سيف الدولة يحاصر حصن برزويه 77 لاون بن بردس ينازل الحدث ويفتحه (حوادث سنة 337 هـ‍.) 77 سيف الدولة يفتح حصن برزويه ويسير إلى ميّافارقين 7 نزول لاون على حصن بوقا (حوادث سنة 338 هـ‍.) 87 لاون يقتل ويأسر جماعة كبيرة من أصحاب محمد بن ناصر الدولة 87 استيلاء الروم على مدينة كيليكية

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 339 هـ‍.) 78 سيف الدولة يوغل في بلاد الروم إلى ما وراء خر شنة 78 الروم يوقعون بجيش سيف الدولة ناحية الحدث ويهزمونه 79 ملك النّوبة يغير على الواحات من أعمال مصر 79 ردّ الحجر الأسود إلى مكة المكرّمة بعد أن انتزعه الجنابي سنة 317 هـ‍. (حوادث سنة 340 هـ‍.) 80 الزلزلة بمصر وأعمالها وانشقاق منارة الإسكندريّة (حوادث سنة 341 هـ‍.) 81 وفاة المنصور بالله صاحب المغرب -خلافة المعزّ لدين الله- 81 جوهر الصّقلّي يفتح أفكان ويقتل أميرها الذي تسمّى بأمير المؤمنين 82 جوهر يفتح فاس ويأسر أميرها 82 الأساطيل الفاطمية تغزوا وتغنم -عود إلى أخبار سيف الدولة- (حوادث سنة 342 هـ‍.) 83 غزوة سيف الدولة إلى زبطرة وعرقا 83 الحرب بين سيف الدولة وقسطنطين بن بردس 84 سيف الدولة يعبر الفرات إلى بطن هنزيط ويدخل سميساط 84 سيف الدولة يأسر قسطنطين بن برد ويأسر لاون البطريق 84 موت قسطنطين بن بردس في حلب

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 343 هـ‍.) 84 سيف الدولة يوقع الهزيمة بالروم عند حصن الحدث 85 سيف الدولة يبني حصن الحدث (حوادث سنة 344 هـ‍.) 85 بردس الفوقاس يهاجم حصن الحدث وينقب سوره (حوادث سنة 345 هـ‍.) 85 سيف الدولة يفتح تلّ بطريق ويستظهر على ابن الشمشيق 86 لاون البطريق يأسر أبا العشائر بن حمدان ويموت في الأسر 86 وزارة الحسن بن محمد المهلّبي 87 ملك النّوبة يخرّب أسوان فيردّ عليه العسكر في البرّ والبحر 87 سيف الدولة يغزو إلى سمندو ويأسر ستراتيغوس 87 سيف الدولة يحاصر حصن زياد (حوادث سنة 346 هـ‍.) 87 الدومستيقس يستولي على حصن الحدث ويخرّبه (حوادث سنة 347 هـ‍.) 88 هزيمة نجا غلام سيف الدولة أمام ابن الشمشقيق 88 الروم يهزمون سيف الدولة ويأسرون الكثير من أصحابه 89 الحرب بين ناصر الدولة بن حمدان ومعزّ الدولة 90 ناصر الدولة يستجير بأخيه سيف الدولة

الصفحة الموضوع 90 سيف الدولة يتوسّط بين أخيه ومعزّ الدولة 90 غارة الروم على قورس (حوادث سنة 348 هـ‍.) 91 موت قسطنطين بن لاون ملك الروم 91 لاون يسير إلى نواحي طرسوس ويستولي على الهارونيّة 92 خريسطوفورس يتولّى بطريركيّة أنطاكيّة 92 لاون يغير على ديار بكر ويأسر محمد بن ناصر الدولة (حوادث سنة 349 هـ‍.) 92 حركة العوّام والرعاع في مصر وتعرّضهم للكنائس 93 غرق عدّة مراكب حربية في دار الصناعة بمصر 93 وفاة بطريرك الإسكندرية 94 وفاة أنوجور بن الإخشيد 94 غزوة سيف الدولة بلد الروم وهزيمته أمام لاون 95 غزوة نقفور إلى جزيرة إقريطش 95 العوامّ والرّعاع يخرّبون الكنائس في مصر (حوادث سنة 350 هـ‍.) 96 غزوة نقفور إلى عين زربة (حوادث سنة 351 هـ‍.) 97 استيلاء الروم على دلوك ورعبان ومرعش

الصفحة الموضوع 97 غارة الروم على منبج ووقوع أبي فراس في أسرهم 97 الروم يهزمون نجا غلام سيف الدولة ويهاجمون حلب 99 نقفور يخرّب دار سيف الدولة ويدخل حلب (حوادث سنة 352 هـ‍.) 100 موت رومانس ملك الروم 101 نقفور يتولّى العرش البيزنطي ويتزوّج أرملة رومانوس 102 حركة الخارجيّ السلميّ في برّيّة الشّراة 103 الزلزلة بمصر واحمرار الشمس 103 وفاة الوزير الحسن المهلّبي 103 مرض سيف الدولة 103 خروج نجا عن طاعة سيّده سيف الدولة ومهاجمته للبلاد 104 شغب الجند على سيف الدولة 104 يوحنّا بن جمع يتولّى بطريركية بيت المقدس (حوادث سنة 353 هـ‍.) 104 الموقعة بين نقفور الملك وأهل طرسوس عند أدنة 105 ورود الخراساني إلى حلب لمعاضدة سيف الدولة في حرب الروم 105 الغلاء الشديد في الثغر وحلب وتفرّق عسكر الخراساني 106 استيلاء الروم على قبرس 106 ورود رسول من نقفور إلى سيف الدولة 106 سيف الدولة يصفح عن غلامه نجا 106 مقتل نجا بيد غلمان سيف الدولة (حوادث سنة 354 هـ‍.) 107 نقفور يحاصر المصّيصة

الصفحة الموضوع 108 الغلاء في المصّيصة وطرسوس 108 نقفور يستولي على المصّيصة ويتسلّم طرسوس بالأمان 108 أهل أنطاكية يسلّمون مدينتهم لرشيق النسيميّ 109 الدّيلم يستأمنون لرشيق 109 الحرب بين رشيق ودزبر الديلمي وقرغويه 109 خريصطوفورس يبتعد عن أنطاكية وقت الفتنة (حوادث سنة 355 هـ‍.) 109 وفاة عليّ بن الإخشيد وانفراد كافور بالأمر 110 مضايقة الصنّاجي لبطريرك بيت المقدس 112 مقتل بطريرك بيت المقدس 113 بناء قبّة كنيسة القيامة 113 الفداء بين سيف الدولة ونقفور 114 وقوع دزبر وابن الأهوازي في أسر سيف الدولة ومقتلهما 115 خروج الروم إلى آمد 115 نزول نقفور على منبج وتيزين وحصن أرتاح وأنطاكية 116 سيف الدولة يقرّب بطريرك أنطاكية اليه (حوادث سنة 356 هـ‍.) 117 وفاة سيف الدولة 117 قدوم محمد بن عيسى من خراسان إلى حلب 118 ابن مانك يقتل بطريرك أنطاكية ويستولي على مخلّفاته 120 أبو المعالي بن سيف الدولة يستولي على حلب 120 وفاة معزّ الدولة ابن بويه

الصفحة الموضوع 121 وفاة كافور الإخشيد 121 الخلاف بين الإخشيديّة (حوادث سنة 357 هـ‍.) 122 الغلاء والوباء في مصر 123 البلغر يغيرون على أطراف الروم 123 الروس يستظهرون على البلغر ويدخلون عاصمتهم 123 الخراسانيّون يغيرون على أعمال الروم ويعودون بالغنائم 123 الروم يفتكّون الأسرى من الخراسانية 123 أهل أنطاكية يخرجون الخراسانية منها 124 انسياح نقفور في ديار مضر وبلاد أرّزن وميّافارقين 124 غزوة نقفور إلى أنطاكية ومعرّة مصرين ومعرّة النعمان وحماة وحمص 125 نزول نقفور على طرابلس وحصاره عرقة 127 نقفور يستولي على أنطرطوس ومرقية وجبلة 127 نقفور يصالح أصحاب اللاذقية ويبني حصن بغراس 127 بطرس الخادم يغير على نواحي أنطاكية 128 عصيان قرغويه على أبي المعالي بحلب 128 ورود القرامطة إلى دمشق وحربهم مع ابن طغج بظاهر الرملة 128 القرامطة يستولون على الرملة 129 ابن طغج يقبض على الوزير ابن حنزابة ثم يطلقه (حوادث سنة 358 هـ‍.) 129 وفاة بطريرك بيت المقدس

الصفحة الموضوع -خلافة المعزّ لدين الله- 130 مسير جوهر الصّقلّي إلى مصر 131 الحرب بن الإخشيدية وجوهر الصّقلّي 132 جوهر يدخل مصر وفرار الإخشيدية والكافورية إلى الشام 133 زوال الدولة الإخشيدية 133 بناء القاهرة 133 أبو المعالي يقاتل قرغويه بحلب 134 الرغيلي يغتال علّوش الكردي ويستولي على أنطاكية 134 استيلاء الروم على أنطاكية 135 أبو المعالي ينتقل عن حلب إلى حمص (حوادث سنة 359 هـ‍.) 135 حصار الروم لحلب وتقرير الصلح مع أهلها 136 مقتل ابن مانك وابن محمود وابن دعامة 136 الروم يستولون على منازكرد 137 ازدياد هيبة نقفور لسعة توسّعه في بلاد المسلمين 138 الخلاف بين الملك نقفور وزوجته على ولاية العهد 140 الملكة تدبّر مقتل الملك نقفور 141 يانس بن الشمشقيق يتولّى عرش الروم 141 القبض على لاون أخي نقفور بعد نفيه 141 عصيان بردس بن لاون على يانيس بن الشمشقيق ونفيه 141 تعيين ثاودورس بطريركا على أنطاكية 142 تعيين بطريرك على القسطنطينية 142 ابن الشمشقيق يحاصر الروس ويتسلّم منهم مدينة البلغر

الصفحة الموضوع 143 جعفر بن فلاح يفتح الرملة ودمشق (حوادث سنة 360 هـ‍.) 143 صرف العباس بن الحسن الشيرازي عن الوزارة وعودته (عود إلى سنة 359 هـ‍.) 144 حركة تبر الإخشيدي والقبض عليه في البحر وقتله (عود إلى سنة 370 هـ‍.) 145 فتّوح غلام ابن فلاح يحاصر أنطاكية 146 زلزلة أنطاكية (حوادث سنة 361 هـ‍.) 146 القرمطيّ يستولي على دمشق ويهزم ابن فلاح 146 الحرب بين القرامطة والمغاربة خارج القاهرة 147 انهزام القرامطة إلى الرملة 147 القبض على بقيّة الإخشيدية والكافورية بمصر 147 القرامطة يهزمون المغاربة ويقيمون بالرملة (حوادث سنة 362 هـ‍.) 148 دخول المعزّ إلى القاهرة 148 غزوة ابن الشمشقيق إلى بلاد الشام 148 وقوع الدومستيقس في الأسر

الصفحة الموضوع 149 اضطراب بغداد ومهاجمة دار السلطان 150 استنفار المسلمين لحرب الروم وإظهار السلاح 150 الحرب بين السّنّة والشيعة 151 السلطان يطرح النار ببغداد للقضاء على الفتنة 151 عزّ الدولة يقع في ضائقة المال ويصادر أهل الذّمّة 152 صرف الشيرازي عن الوزارة وتقليد ابن بقيّة (حوادث سنة 363 هـ‍.) 152 هزيمة القرامطة أمام المصريين 153 عزّ الدولة يقبض على إقطاع سبكتكين 153 سبكتكين يتغلّب على بغداد 154 الفتنة بين الشيعة والسّنّة 153 الأتراك يجبرون المطيع لله على خلع نفسه من الخلافة -خلافة الطائع لله- 156 عزّ الدولة بختيار يجمع أصحابه لحرب سبكتكين 157 خروج سبكتكين إلى دير العاقول ووفاته بها 157 انهزام الأتراك عن بغداد (حوادث سنة 364 هـ‍.) 158 الحرب بين عضد الدولة والأتراك 158 دخول عضد الدولة فنّاخسرو بغداد 158 عضد الدولة يعمّر دار الخلافة 159 عودة الطائع إلى بغداد

الصفحة الموضوع 159 ابن بقيّة يتقلّد واسط وتكريت وعكبرا 159 عضد الدولة يحارب ابن بقيّة 160 اضطراب الأحوال على عضد الدولة فنّاخسرو 161 الاتفاق بين بختيار وفنّاخسرو 161 خروج عضد الدولة إلى شيراز بسبب الفتنة 161 بختيار يمنح الألقاب لأصحابه 161 الفتكين التركي يتغلّب على دمشق 161 غزوة ابن الشمشقيق إلى الشام 162 الفتكين يقدّم الطاعة لابن الشمشقيق 162 ابن الشمشقيق يستولي على بيروت وتمتنع عليه طرابلس 162 استيلاء ابن الشمشقيق على حصون بانياس وجبلة وبرزويه وصهيون 162 تعيين كليب بطريقا 163 تحصيل أموال طائلة على أملاك الإخشيدية والكافورية 163 وفاة المعزّ لدين الله -أول خلافة العلويّين- -خلافة العزيز بالله- (حوادث سنة 365 هـ‍.) 165 نزار بن معد يتولّى الخلافة ويلقّب بالعزيز بالله 165 وفاة يانيس بن الشمشقيق ملك الروم 165 باسيل بن رومانوس ينفرد بالملك مع أخيه 166 غارة ميخائيل البرجي على طرابلس 167 بردس السقلارس يعصي الملك ويستولي على هنزيط والخالديات 167 السقلاروس يهزم ميخائيل البرجي وابن الملاييني 167 البرجي يصبح ماجسطرسا عند السقلاروس

الصفحة الموضوع 167 كليب يسلّم أنطاكية لقائد السقلاروس 168 هزيمة الأطرابازي وابن الملاييني أمام السقلاروس (حوادث سنة 367 هـ‍.) 168 هزيمة بردس الفوقاس أمام السقلاروس 168 وفاة تاودورس بطريرك أنطاكية 169 الأسقف أغابيوس يعد الملك باستلام أنطاكية 170 نجاح أغابيوس في مهمّته وتعيينه بطريركا على أنطاكية 170 بردس السقلاروس يهاجم أنطاكية لاستعادتها 170 الماجسطرس يهزم ابن البغيل 171 الأرمن يثيرون فتنة في أنطاكية 171 مراسلة أغابيوس لبطريرك الإسكندري 171 بطريرك الإسكندرية يعترض على ترقية أغابيوس 172 نصّ كتاب أغابيوس إلى بطريرك الإسكندرية (عود إلى سنة 365 هـ‍.) 179 هزيمة جوهر أمام الفتكين التركي (حوادث سنة 366 هـ‍.) 179 وفاة الأعثم القرمطي بالرملة بعد دخولها 180 الحرب بين الفتكين وجوهر الصّقلّي (حوادث سنة 367 هـ‍.) 180 الصلح بين الفتكين وجوهر

الصفحة الموضوع 181 خروج العزيز بالله لقتال الفتكين 181 موقعة نهر الطواحين بين العزيز بالله والفتكين 181 وقوع الفتكين في الأسر 181 معاملة العزيز بالله الفتكين بالإكرام 182 العزيز بالله يستوزر ابن كلّس 182 عضد الدولة لا يحظى سوى بالدعاء على منابر العراق (عود إلى سنة 366 هـ‍.) 183 موت ركن الدولة الحسن بن بويه 183 الحرب بين عضد الدولة وبختيار 183 هزيمة بختيار إلى واسط (حوادث سنة 367 هـ‍. أيضا) 183 بختيار يقبض على ابن بقيّة 184 عضد الدولة يقتل ابن بقيّة 184 عودة بختيار إلى طاعة عضد الدولة 184 عضد الدولة يملك البصرة 184 الطائع لله يزيد في ألقاب عضد الدولة 184 بختيار يعود لجمع الجيش وحرب عضد الدولة 185 هزيمة بختيار عند قصر الجصّ ومقتله 185 اختلاف الروايات حول مقتل بختيار 186 انهزام أصحاب بختيار إلى الفتكين بدمشق 186 عودة الطائع لله إلى بغداد 186 عضد الدولة فنّاخسرو يملك الموصل

الصفحة الموضوع (عود إلى سنة 366 هـ‍.) 186 أبو المعالي بن سيف الدولة يولي بكجور على حلب 186 القبض على قرغويه 186 أبو المعالي يفتح المعرّة (سنة 367 من جديد) 187 أبو المعالي يأخذ حلب من بكجور ويولّيه حمص 187 أبو المعالي يهنّيء عضد الدولة بعودته إلى بغداد 187 أبو تغلب بن حمدان يستنجد ببردس السقلاروس 188 انشغال السقلاروس بمواجهة جيوش باسيل الملك (حوادث سنة 368 هـ‍.) 188 هزيمة السقلاروس أمام بردس الفوقاس 189 عودة أبي تغلب إلى بلاد الشام 189 جيوش عضد الدولة تمتلك جميع قلاع بني حمدان 189 السقلاروس يستنجد بعضد الدولة 189 باسيل الملك يعمل على استرضاء عضد الدولة 189 عضد الدولة يقبض على السقلاروس 189 الملك باسيل لا يستجيب لرغبة عضد الدولة 190 عضد الدولة يقبض على رسول باسيل 190 وفاة عضد الدولة 190 تعيين بطريرك الإسكندرية 191 معرفة مصنّف أخبار القدّيسين 191 قسّام يمنع أبا تغلب الحمداني من دخول دمشق

الصفحة الموضوع 191 أبو تغلب يطلب المساعدة من العزيز بالله 191 فشل الفضل بن صالح في حيلته على قسّام (حوادث سنة 369 هـ‍.) 191 ظهور مفرّج بن دغفل بالرملة 192 أجناد بني عقيل تستنجد بأبي تغلب على ابن دغفل 192 الحرب بين أبي تغلب وابن دغفل بظاهر الرملة 192 ابن دغفل يقتل أبا تغلب (حوادث سنة 370 هـ‍.) 193 العزيز بالله يمنع صلاة القنوت (التراويح) 193 ملك الروم يمتلك حصن رعبان بحيلة امرأة أرمنيّة 194 الملك باسيل يردّ إلى كرمروك ولاية اللاذقيّة لغارته على طرابلس 194 كرمروك يهزم الصّنهاجي في عمل أنطاكية 195 نزّال وابن شاكر يحاصران اللاذقية 195 وقوع كرمروك أسيرا وحمله إلى مصر (حوادث سنة 371 هـ‍.) 196 الحرب بين بردس الفوقاس وسعد الدولة الحمداني عند حلب 196 وفاة بطريرك بيت المقدس 196 عضد الدولة يحارب أخاه بهمذان ويستولي على مهرون 196 مخاطبة عضد الدولة بالشاهنشاه 196 زواج الطائع لله من ابنة عضد الدولة 197 عضد الدولة يحتوي على سائر بلاد فارس والعراق والموصل وديار بكر

الصفحة الموضوع 197 الوزير المظهر يفصد نفسه بيده ويموت خوفا من رهبة عضد الدولة 197 عضد الدولة يفوّض أبا الريّان تدبير الأمور (حوادث سنة 372 هـ‍.) 197 عضد الدولة ينفي ابنه إلى كرمان 198 وفاة عضد الدولة 198 شرف الدولة يقبض على وزير أبيه ويملك شيراز 198 الحرب بين شرف الدولة وأخيه صمصام الدولة (عود إلى سنة 371 هـ‍.) 199 رشيق العزيزيّ يهزم ابن دغفل ويطرده عن الشام 199 ابن دغفل يقطع طريق الحجّ ويقتل مفلح قائد العزيز بالله 199 عودة الحجيج إلى مصر 199 رشيق يهزم ابن دغفل 199 لجوء ابن دغفل إلى بكجور بحمص واستنجاده بالملك باسيل 200 العزيز بالله يؤمّن ابن دغفل (حوادث سنة 373 هـ‍.) 200 بلتكين يحاصر دمشق ويحمل قسّاما إلى مصر أسيرا 200 العزيز بالله يعفو عن قسّام ويطلق سراحه 200 عصيان بكجور بحمص على سعد الدولة واستنجاده بالعزيز بالله 200 بردس الفوقاس يهاجم حلب ويأخذ المال من سعد الدولة 201 بردس يسبي أهل حمص ويسير إلى تلّ خليفة 202 بكجور يستولي على دمشق ويقتل أحداثها

الصفحة الموضوع 201 توقّف النيل واضطراب الأسعار وشدّة الغلاء والوباء بمصر 202 العزيز بالله يقبض على وزيره يعقوب بن يوسف 202 القبض على الفضل بن صالح وأخويه ومصادرة ثروته 202 العزيز بالله يفرج عن الوزير وجميع المعتقلين ويردّ إليهم ثرواتهم (حوادث سنة 375 هـ‍.) 203 العزيز بالله يعيّن خال ابنته بطريركا على بيت المقدس 203 أبو المعالي يدفع سعد الدولة عن حمل المال للروم 203 بردمس الفوقاس يستولي على كلّز ويقاتل أفامية 204 قرعويه يفتح دير سمعان الحلبي 204 بردس الفوقاس يوقع بجماعة العرب والحمدانية 204 الملك باسيل يأمر بردس بالإنصراف عن أفامية 204 المغاربة يستولون على حسن بلنياس 204 لاون الماجسطرس ينازل بلنياس 205 المليسنوس يسترجع بلنياس من المغاربة 205 الملك يولّي بردس على أنطاكية وسائر المشرق (حوادث سنة 376 هـ‍.) 205 تجديد الهدنة بين بردس وأبي المعالي بحلب 205 هرب ولدي صموئيل ملك البلغر 206 البلغر يقتلون ابن صموئيل الأكبر خطأ 206 البلغر يملّكون ابن صموئيل الأصغر عليهم 206 البلغر يهزمون الملك باسيل عند أبارية 206 السقلاروس يطلب من صمصام الدولة إطلاقه لمحاربة الملك

الصفحة الموضوع 206 صمصام الدولة يستوثق من السقلاروس ويطلقه 207 السقلاروس يأخذ ملطية ويقبض على كليب البطريق 207 السقلاروس يدعو لنفسه بالملك 207 السقلاروس يجمع حوله العقيليّين والنميريّين والأرمن وصاحب ديار بكر 208 باسيل الملك يسيّر بردس الفوقاس لقتال السقلاروس 208 اتفاق السقلاروس وبردس على قتال الملك باسيل 208 ابن السقلاروس يكشف للملك باسيل المؤآمرة 209 بردس الفوقاس يقبض على السقلاروس (حوادث سنة 377 هـ‍.) 209 بردس الفوقاس يدّعي الملك لنفسه 209 اتّساع سيطرة بردس إلى ذروليّة وخريصوبولي 209 الملك باسيل يزوّج أخته لملك الروس ليساعده على حرب بردس 210 الملك باسيل يرسل المطارنة لعمادة ملك الروس الملحد 210 جيش الروس ينضمّ إلى جيش الروم لقتال بردس الفوقاس 210 باسيل يستولي على المراكب البحرية لفوقاس 210 بردس يستنجد بملك الجرزان ويهزم الطاروني قائد الروم (حوادث سنة 368 هـ‍.) 211 لاون بن بردس يخرج اغابيوس البطريرك من أنطاكية (حوادث سنة 379 هـ‍.) 211 الملك باسيل يظفر ببردس الفوقاس ويقتله 211 امرأة بردس الفوقاس تطلق سراح السقلاروس

الصفحة الموضوع 212 السقلاروس يوسّط قسطنطين عند أخيه الملك باسيل 212 الملك باسيل يصفح عن السقلاروس وأصحابه 212 لاون بن الفوقاس يقم بأنطاكية مخالفا للملك 212 ميخائيل البرجي يحمل لاون بأنطاكية مخالفا للملك 213 ميخائيل البرجي يحمل لاون إلى باسيل الملك 213 الملك باسيل ينقم على أغابيوس البطريرك صداقته لبردس 213 الزلازل في القسطنطينية ونيقوميدية 214 باسيل يحقد على ملك الجرزان وصاحبي الخالديات لإنجادهم الفوقاس 214 ملك الجرزان يلتمس العفو من باسيل ويدعو له بالملك في بلاده (حوادث سنة 380 هـ‍.) 215 البلغر يغزون بلاد الروم إلى سالونيكا 215 باسيل يتأهّب لحرب البلغر 215 موت السقلاروس وأخيه قسطنطين 215 باسيل يهزم البلغر ويأسر ملكهم 215 مقاومة القمطوفليس البلغري وغزوات باسيل 216 استيلاء باسيل على عدّة حصون وتخريب مدينة باريا (عود إلى سنة 377 هـ‍.) 216 شرف الدولة يعود لمحاربة أخيه ويستولي على بغداد وشيراز (حوادث سنة 378 هـ‍.) 217 المغاربة يفتحون حصن وادي القرى

الصفحة الموضوع (378 - 379 هـ‍.) 217 رعد وبرق وريح شديدة تضرب مصر 218 بكجور يتسلّم الرّقّة من غلام سعد الدولة 218 منير الخادم يدخل دمشق 218 ظهور الكوكب ذو الذؤآبة بالمغرب (حوادث سنة 380 هـ‍.) 218 وفاة شرف الدولة أبي الفوارس وانتقال الإمارة لأخيه أبي نصر 219 وفاة الوزير يعقوب بن كلّس 220 الترجمة للوزير ابن كلّس (حوادث سنة 381 هـ‍.) 220 الزلزلة بدمشق وبعلبك 220 بكجور ينازل بالس ويرحل عنها 220 سعد الدولة يهزم بكجور بأرض الناعورة 221 مقتل بكجور 221 سعد الدولة يملك الرّقّة ويستولي على الرحبة 221 عصيان منير الصقلبي بدمشق 221 العزيز بالله يسيّر بنجوتكين ومعه نزّال والي طرابلس لقتال منير 221 نزّال والي طرابلس يأخذ منير أسيرا 221 بنجوتكين يحمل منير إلى مصر ثم يعفى عنه 221 بهاء الدولة يخلع الطائع لله من الخلافة ويعتقله

الصفحة الموضوع -خلافة القادر بالله- 223 خروج بهاء الدولة لقتال أخيه صمصام الدولة بالبصرة 223 وفاة سعد الدولة أبي المعالي بحلب 223 بنجوتكين يأخذ حمص من أبي الفضائل 223 أبو الفضائل يستنجد بميخائيل البرجي والي أنطاكية 224 البرجي يعتقل رسول بنجوتكين (حوادث سنة 382 هـ‍.) 224 هزيمة الحمدانيّة أمام بنجوتكين 224 بنجوتكين يفتح حصن عمّ للبرجي ويهاجم أنطاكية 224 ميخائيل البرجي يجبن عن قتال بنجوتكين 224 بنجوتكين ينازل حلب ويسير إلى دمشق 225 باسيل الملك يطلق سراح رسول بنجوتكين 225 عصيان المسلمين في اللاذقية وسبي البرجيّ لهم (حوادث سنة 383 هـ‍.) 225 وفاء الخادم يسلّم أفامية لبنجوتكين 225 بنجوتكين يتسلّم شيزر من غلام سعد الدولة (حوادث سنة 384 هـ‍.) 225 بنجوتكين يعود لمنازلة حلب 225 الحلبيّون يستنجدون بالملك باسيل 226 تحالف ميخائيل البرجي والحمدانييّن لمحاربة بنجوتكين

الصفحة الموضوع 226 بنجوتكين يهزم الروم والحمدانيّة عند نهر العاصي 227 بنجوتكين يعود لمنازلة حلب ويفتح حصن أعزاز (عود إلى سنة 383 هـ‍.) 227 العزيز بالله يردّ النظر بالأمور إلى ابن الفرات ثم إلى ابن نسطورس (حوادث سنة 385 هـ‍.) 228 الحلبيّون يستغيثون بالملك باسيل وهو يغزو البلغر 228 استجابة الملك باسيل للحلبيين وانهزام بنجوتكين إلى دمشق 228 نزول الملك بحلب وسبيه لأهل رفنية وحمص 229 منازلة باسيل لطرابلس 229 أهل طرابلس يطردون واليهم ابن نزال 229 الملك باسيل يعمّر حصن أنطرطوس ويشحنه بالأرمن 230 الملك باسيل يولّي ذاميانوس بطريقا على أنطاكية ويسخط على البرجي 230 ذاميانوس يغزو إلى طرابلس ثم إلى عرقة (حوادث سنة 386 هـ‍.) 230 ذاميانوس يغزو ثانية إلى طرابلس ورفنية وعوج ويأخذ حصن اللكمة 230 تعيين بطريرك القسطنطينية 231 وفاة أغابيوس البطريرك 232 قائد الروم نقفور يظفر برئيس البلغر وينتصر عليهم 232 موت ملك البلغر ودعوة رئيسهم بالملك لنفسه 232 نقفور الماجسطرس يغزو بلاد البلغر ثانية 232 العزيز بالله يأمر بإنشاء الأسطول ليسير إلى طرابلس

الصفحة الموضوع 233 الحريق يلتهم ستة عشر مركبا بدار الصناعة بمصر 233 اتّهام تجّار الروم بحرق المراكب وثورة الرعيّة بمصر 233 ابن نسطورس يعمل على تهدئة الثورة 233 الاقتصاص من النّهابة 234 بنجوتكين يغزو إلى أنطاكية وينازل حلب وأنطرسوس 234 مسير الدوقس الدلاسينوس للدفاع عن أنطرسوس 234 ابن نسطورس يعيد بناء الأسطول 234 الريح تكسر الأسطول المصري عند أنطرسوس 234 بنجوتكين ينهزم من أمام الدوقس عند أنطرسوس 234 أهل أنطرسوس يستولون على بقية المراكب المصرية 235 وفاة العزيز بالله ببلبيس -خلافة الحاكم بأمر الله- 237 انتداب الحسن بن عمّار الكتامي للنظر في أمور الكتاميّين 238 ردّ جماعة من الأتراك هربوا إلى الشام خوفا من ابن عمّار (حوادث سنة 387 هـ‍.) 238 ابن عمّار يرفع المكوس الزائدة 238 ابن عمّار يعتقل ابن نسطورس ويقتله 238 المغاربة يستولون على أمور الدولة بابن عمّار ويوقفون أمور المشارقة 238 الملك باسيل يرفض الاستجابة لنجدة بنجوتكين 238 بنجوتكين يخرج مع العرب إلى مصر لنصرة المشارقة 239 إنهزام بنجوتكين بظاهر عسقلان أمام المغاربة

الصفحة الموضوع 239 أهل دمشق يثورون على بنجوتكن ويطردونه منها 239 بنجوتكين يلتمس الأمان ويدخل مصر 239 سليمان بن فلاح يحارب أهل دمشق ثم يدخلها صلحا 239 الحرب بين المشارقة والمغاربة في دمشق 239 الكتاميّون يلزمون ابن عمّار بالخروج إلى الحرب 239 إنهزام الكتاميّين وانتهاب دار ابن عمّار 240 خوف ابن عمّار على نفسه واختفائه إلى أن قتل 240 الحاكم يردّ النظر إلى برجوان الخادم 240 ابن فلاح يهرب من دمشق أمام ثورة أهلها والمشارقة 240 الأحداث يتغلّبون على دمشق برئاسة الدهيقين 240 خروج العلاّقة بصور على الحاكم 241 العلاّقة يضرب السّكّة باسمه ويستنجد بملك الروم باسيل 241 اجتماع الجيوش لمنازلة صور برّا وبحرا 241 الدهيقيق يدخل مصر طائعا (حوادث سنة 388 هـ‍.) 241 فتح صور وأسر مركب للروم وقتل العلاّقة بمصر 242 احتراق قلعة أفامية 242 الحلبيّون يقاتلون المغاربة بأفامية لتخليصها منهم 242 الحلبيّون يقدّمون القوت والسلاح لأهل أفامية دفعا لدميانوس عنها 242 دميانوس يشدّد الحصار على أفامية 243 جيش بن الصمصامة يهبّ لنجدة أفامية 243 دميانوس يستظهر على عسكر المغاربة ويهزمهم إلى بعلبك 243 مقتل دميانوس ونزول الهزيمة بالروم

الصفحة الموضوع 243 أبناء دميانوس يقعون في أسر المصريين ثم يفادى بهم 243 جيش بن الصمصامة ينازع أهل أنطاكية ويعود (حوادث سنة 389 هـ‍.) 243 الملك باسيل يغزو بنفسه إلى شيزر ويأخذها من ابن كراديس 244 باسيل يشحن شيزر بالأرمن ويأخذ حصن أبي قبيس ومصياف 244 باسيل يحرق رفنية وينازل حمص 244 قادة عسكر باسيل يحرقون كنيسة حمص 245 وصول باسيل إلى قرب بعلبك 245 جيش بن الصمصامة يطلب من الحاكم إنجاده بالعساكر 245 اجتماع الجيوش بدمشق 245 باسيل يعود إلى الساحل ويحرق عرقة وينازل طرابلس 245 باسيل يحفر خندقا لعسكر ويقطع قناة الماء عن حصن طرابلس 245 وصول شلندييّن يحملان إليه الميرة في البحر 245 باسيل يسيّر سريّة إلى بيروت وجبيل (حوادث سنة 390 هـ‍.) 246 فشل باسيل أمام طرابلس ورحيله إلى أنطاكية 246 باسيل يولّي نقفور الماجسطرس على أنطاكية 247 باسيل يتسلّم بلاد الخزر لوفاة الملك داود 247 باسيل ينعم على أمير الأكراد ممهّد الدولة بلقب دوقس المشرق 248 باسيل يرسل رسولين لتقرير الهدنة والصلح مع الحاكم 248 انتداب الحاكم بطريرك بيت المقدس لتقرير الهدنة مع باسيل 248 بطريرك بيت المقدس يعقد الهدنة بين باسيل والحاكم

الصفحة الموضوع 248 البطريرك يقيم بالقسطنطينية حتى وفاته 249 باسيل يعود إلى غزو بلاد البلغر ويمتلك حصونا عدّة 249 الحاكم يقتل برجوان الخادم ويقرّ كاتبه فهد النصرانيّ 249 الحاكم ينصّب الحسين بن جوهر قائد القوّاد 249 وفاة إيليا بطريرك الإسكندرية 249 أرسانيوس يتولّى كرسي الإسكندرية 250 تعيين سرجس المانويلس بطريركا على القسطنطينية (حوادث سنة 392 هـ‍.) 250 الحاكم يواصل النزول إلى شوارع مصر بالليل متنكّرا 250 التجار يوقدون على حوانيتهم ودورهم ويبتاعون بالليل 251 الحرب بين أحداث مصر وأحداث القاهرة 252 الحاكم يقتل فهدا النصرانيّ ويقرّ ابن جوهر على نظر الأمور 252 الحاكم يقبض على كتّاب الدواوين النصارى 252 الطبيب سهل بن مقشّر ينجح في إطلاق سراح المعتقلين 252 المسلمون يهدمون كنيسة لليعقوبية بظاهر مصر 253 الحاكم يبني المساجد مكان الكنائس المهدّمة 253 بناء الجامع الأزهر 253 الروم ينشؤون ثلاثة كنائس بدل الكنائس المهدّمة 253 الحاكم ينهى عن بيع النبيذ 254 الحاكم يحظّر على النساء كشف وجوههنّ ويمنع البكاء على الميت (حوادث سنة 395 هـ‍.) 254 ظهور الأصفر بأعمال حلب ومنازلته شيزر

الصفحة الموضوع 254 الأصفر يكبس والي أرتاح ويسير نحو الجسر الحديد 254 غلام السقلاروس يهزم الأصفر ويقتل صاحبه الجملي 254 الماجسطرس يحاصر الأصفر في كفرعزوز 255 هرب الأصفر وهزيمة الأعراب أمام الماجسطرس 255 الماجسطرس يجدّ في طلب الأصفر 255 لؤلؤ صاحب حلب يتدخّل فيعتقل الأصفر بقلعتها 256 الحاكم يأمر النصارى واليهود بلبس الزنانير والعمائم السّود 256 الحاكم يتقدّم بكتابة سبّ الصحابة على الجوامع والحيطان 256 الحاكم يمنع شرب الفقّاع وأكل البقلة والسمك غير المقشّر 257 الحاكم يمنع دخول الحمّامات دون مئزر 257 الحاكم يبذل سيفه في شيوخ الكتاميّين ووجوه دولته 258 الحاكم يعطي الأمان لسائر الرعايا من مسلمين ويهود ونصارى 258 الحاكم يأمر بقتل سائر الكلاب إلاّ كلاب الصيد 258 الحاكم ينقل إلى القاهرة «دار العلم» ويبيح للناس نسخ كتبها 259 ظهور الوليد بن هشام المعروف بأبي ركوة في برقة 259 أبو ركوة يأخذ البيعة من البربر وبني قرّة 259 أبو ركوة يحاصر برقة ويهزم عسكر الحاكم 260 مقتل ابن طيبون وهزيمة اللواتيّين أمام أبي ركوة 261 أبو ركوة يعود لتشديد الحصار على برّقة 261 مقتل ينال الطويل قائد الحاكم في حربه أبي ركوة بعيون النظر 262 أبو ركوة يدخل برقة ويتسمّى بأمير المؤمنين 262 اشتداد الغلاء والوباء في برقة وسائر المغرب (حوادث سنة 396 هـ‍.) 262 هياج ريح شديدة في مصر مع رعد وبرد عظيم

الصفحة الموضوع 263 ظهور كوكب عظيم يسطع كالقمر استمرّ أربعة أشهر 263 ظهور كوكب عظيم آخر في الغرب 263 خسف مدينة الدّينور وهلاك كثير من أهلها 264 العرب والبربر يرحلون عن برقة لشدّة الغلاء وانعدام القوت 264 مقتل قائد للحاكم بذات الحمام من أعمال الإسكندرية 264 أبو ركوة ينزل على الإسكندرية ويقاتل أهلها 265 الحاكم يحشد العرب والمشارقة والمغاربة لقتال أبي ركوة 265 أبو ركوة يملك الفيّوم ويباغت ابن فلاح بالجيزة 266 اضطراب المعيشة في مصر خوفا من أبي ركوة 266 هزيمة أبي ركوة أمام الفضل بن صالح ومقتل أكثر البربر 266 بنو قرّة يرفضون تسليم أبي ركوة للفضل بن صالح (حوادث سنة 397 هـ‍.) 267 أبو ركوة يلجأ إلى دير في النوبة 267 القبض على أبي ركوة وقتله 268 بيع الفقّاع والملوكية والسمك غير المقشّر في مصر 268 الحاكم يأمر بكشط الكتابة على الدروب بسبّ أبي بكر والصحابة وغيرهم 269 الحاكم يشرب النبيذ بإشارة طبيبه ويعيد الملاهي إلى مجلسه 269 الحاكم يتشدّد في منع النبيذ وبيع الزبيب والعسل بعد وفاة طبيبه 271 الخلف بين النصارى على موعد عيد الفصح 272 بطريرك الإسكندرية يدبّر كرسي بيت المقدس لخلوّه 273 استمرار الخلاف على عيد الفصح 274 المؤلّف يعد بوضع مقالة يبيّن فيها الشبهة حول موعد الفصح 275 اضطراب الأسعار بمصر

الصفحة الموضوع 275 الأمراض والأوبئة والعلل تقتل خلقا من أهل مصر (حوادث سنة 398 هـ‍.) 275 المطر والبرد والسيل الجارف بمصر 275 الحاكم يمنع الزّينة في عيد الشعانين وحمل ورق الزيتون 276 الحاكم يضع يده على أوقاف الكنائس والأديرة بمصر 277 عزّل القائد ابن جوهر وتعيين الدويداري 277 الحاكم يعاقب الكتّاب بالقتل والتعذيب لسعاية بعضهم 277 نقض ماء النيل وانقطاع سير المراكب (حوادث سنة 399 هـ‍.) 278 توقّف ماء النيل واضطراب الأسعار وانتشار الوباء بمصر 278 الحاكم يأمر بتمييز النصارى واليهود في الحمّامات 278 الحاكم يهدم كنيسة السيدة بدمشق 278 الحاكم يسمح بصلاة القنوت والضحى ويمنع سبّ السلف والصحابة 279 الحاكم يهدم كنيسة مريم بمصر 279 الحاكم يصادر سائر عقارات والدته وأخته وعمّاته ونسائه بمصر 279 الحاكم يأمر بهدم كنيسة القيامة وكنيسة ماري قسطنطين (حوادث سنة 400 هـ‍.) 280 اقتلاع المقبرة المقدّسة وهدم دير السري 280 صرف صالح بن عليّ عن النظر وردّ ابن عبدون 281 عادة النصارى في ليلة الحميم بمصر 281 احتفال النصارى الملكيّة بليلة الحميم ومنع الحاكم لهم

الصفحة الموضوع 282 هدم دير القصير بالجبل المقطّم وكنيسة دمياط 283 مقتل أرسانيوس بطريرك الإسكندرية 284 تزايد قتل الحاكم لرجال دولته 285 هرب ابن جوهر القائد وقاضي القضاة خوفا من بطش الحاكم 285 الحاكم يؤمّن الهاربين ويكتب لهم أمانا 286 الحاكم يدعو إلى صلاة القنوت والضحى ويسقط (حيّ على خير العمل) من الأذان (حوادث سنة 401 هـ‍.) 286 عزل ابن عبدون وقتله وكذلك ابن القصوري 286 ابن نسطورس يتولّى النظر في الأمور 286 الحاكم يراسل ابن جوهر والقاضي بالأمان ويعلّق الكتاب على الكعبة 287 الحاكم يغدر بابن جوهر والقاضي عبد العزيز وغيرهما 288 ميخائيل البطريق يرفض إلتجاء أحفاد جوهر إلى أنطاكية 288 الحاكم يرشو حسّان بن المفرّج لقتل أحفاد جوهر 288 مختار الدولة بن نزّال يقتل أحفاد جوهر بدمشق 289 إلزام النصارى واليهود بتغيير الزنانير الملوّنة 289 الحاكم يجدّد التحذير من شرب النبيذ وعمله 290 الحاكم يعطّل المطابخ ويقتصر على طعام والدته 290 الحاكم يأمر بتغريق مركب حملت هدية من الفاكهة من طرابلس 290 الحاكم يبطل ما يعمل برسمه من الكسوة في تنّيس ودمياط 291 تولية باروج التركي على الشام وتلقيبه أمير الأمراء 291 ابن الجرّاح يدخل الرملة ويبيح للعرب نهبها 291 ابن الجرّاح يقيم الدعوة لأبي الفتوح أمير مكة ويضرب له السّكّة 291 استحواذ العرب على الشام وحصارهم لحصون السواحل

الصفحة الموضوع 291 المفرّج بن الجرّاح يلزم النصارى ببناء كنيسة القيامة 291 أبو الفتوح أمير مكة يدخل الرملة بدعوة ابن الجرّاح 291 العرب تحتجز أموال أبي الفتوح 292 أبو الفتوح يعود إلى مكة ويدعو للحاكم 292 تغلّب بني الجرّاح على الشام ونزوح النصارى منه (حوادث سنة 402 هـ‍.) 293 الحاكم يستتيب المغنّين ويحذّر من بيع الزبيب والعسل (حوادث سنة 403 هـ‍.) 294 وفاة ابن نسطورس وتعيين ابن طاهر للنظر في الأمور 295 إلزام النصارى واليهود بلبس السواد 295 إستبدال الكتّاب النصارى بالمسلمين 296 الأمر بتعظيم الصلبان في أعناق النصارى 296 النصارى يظهرون الإسلام واليهود يمتنعون عن ذلك 296 الأمر بهدم الكنائس وحيازة ما فيها 299 دير طورسينا يسلم من الهدم 300 منع تقبيل الأرض والخضوع أمام الحاكم 300 الحاكم يركب الحمار ويلبس الصوف ويصطنع الركابية 301 نصب شاهدين في الشرطة بمصر 301 إظهار الحاكم للعدل في تنفيذ العقوبات 302 المؤلّف يثني على الحاكم بنظافة كفّه 302 الحاكم يعيد الممتلكات المصادرة إلى أصحابها 302 الدعوة للحاكم بالكوفة وبلاد الريّ

الصفحة الموضوع 303 الحاكم يعوّض على تاجر عراقي بصناعته 303 الأمر بإزالة سبّ ولعن الصحابة والسّلف (حوادث سنة 404 هـ‍.) 304 نفي المنجّمين والعفو عنهم 304 الحاكم يعتق مماليكه ويحرّرهم 304 الحاكم يتخلّى عن حظاياه وأمّهات أولاده 305 الحاكم يسمح للنصارى بالتوجّه إلى بلاد الروم 305 إخراج الجيوش لقتال المفرّج بن دغفل 305 موت المفرّج بن دغفل 306 قطب الدولة علي بن فلاح يدخل الرملة 306 عودة بطريرك بيت المقدس بعد استتاره 306 ولاية العهد لأبي القاسم عبد الرحيم 307 إلزام النساء منازلهنّ 309 الحاكم يقطع يد خادمه عين ولسانه 310 الحاكم يقطع يدي كاتبه الجرجرائي 310 الحاكم يأنس بقاضي القضاة وطبيبه ثم يقتلهم 311 الحاكم يقتل ركابيّا له في السوق (حوادث سنة 405 هـ‍.) 311 تقليد قضاء القضاة لأحمد بن محمد 312 توظيف العدول للشهادة 313 ردّ النظر إلى ابني أبي سيّد 313 الحاكم يقتل ابن الفرات بعد انتدابه للنظر

الصفحة الموضوع 313 ولاية النظر لوليّ العهد 314 تلقيب ختكين بداعي الدعاة 314 ابنا أبي الفضل يقصدان الحاكم بعد ضياع حلب من أبيهما 315 أبو الهيجاء يهرب إلى باسيل ملك الروم (عود إلى سنة 399 هـ‍.) 315 وفاة لؤلؤ وتقرير إمارة حلب لولده مرتضى الدولة 315 الروم يساعدون أبا الهيجاء في استعادة حلب 316 قاضي طرابلس ابن حيدرة يدخل حلب ويهزم أبا الهيجاء 316 باسيل الملك يسمح لأبي الهيجاء بالعودة إلى بلاده (حوادث سنة 402 هـ‍. و 403 هـ‍.) 317 ابن لؤلؤ يدفع القاضي ابن حيدرة عن حلب 318 بنو كلاب يحاصرون ابن لؤلؤ في حلب 318 لؤلؤ يغدر بالكلابيين (حوادث سنة 405 هـ‍.) 318 صالح بن مرداس ينجح في التخلّص من معتقله بقلعة حلب 319 الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ 320 ابن لؤلؤ يقع في أسر ابن مرداس 321 شروط ابن مرداس لإطلاق سراح ابن لؤلؤ 321 عودة الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ 321 ابن لؤلؤ يستعين بالملك باسيل 322 ابن مرداس يقنع الملك باسيل بالتخلّي عن مساعدة ابن لؤلؤ

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 406 هـ‍.) 322 فتح يعلن الدعوة للحاكم ولابن مرداس 322 ابن لؤلؤ يهرب من حلب ملتجئا إلى ابن مرداس 323 الملك باسيل يوصي قطبان أنطاكية بحسن استقبال ابن لؤلؤ 324 الملك باسيل يمنع السفر والمتاجرة إلى الشام ومصر 324 باسيل يقطع العقارات على ابن لؤلؤ وأقاربه 324 باسيل يأمر ببناء قلعة أنطاكية 324 المغاربة يلحقون بوالي أفامية 324 الحمدانية والمغاربة يهدّدون بالغارة على حلّة ابن مرداس 325 البدو يهزمون المغاربة 325 الحاكم يمنع الألقاب لفتح وابن الضيف وابن مرداس 325 الحاكم يعرض على فتح إقطاعه صور وصيدا وبيروت ليترك له حلب 325 ابن مرداس يقنع فتحا بالبقاء بحلب 325 الحلبيّون يطالبون ببقاء المغاربة ويرفضون البدو 325 سديد الدولة الضيف يطلب المساعدة على ابن مرداس 326 الحاكم يمنح فتح الألقاب ويعده بالإحسان 326 فتح يقيم بصور 326 وفاة فتح فقيرا في صور بعد أخذها مع صيدا وبيروت من يده (حوادث سنة 407 هـ‍.) 326 الحاكم يقلّد فاتك غلام وحيد مدينة حلب 327 المغاربة يهاجمون دير سمعان الحلبي 327 فاتك يستولي على حلب ويصالح ابن مرداس ويتّصل بملك الروم 327 مقتل ملك البلغر

الصفحة الموضوع 328 الملك البلغريّ الجديد يقدّم ولاءه لملك الروم 328 تبادل الزواج بين الروم والبلغر 329 الحاكم يواصل الركوب ليلا ونهارا 329 إسفاف الحاكم وعمل الفسق بحضرته 329 الحاكم يقضي لأصحاب الحاجات في مواعيد محدّدة 330 الحاكم يفرض الإفراد في الرقاع المرفوعة إليه 330 الحاكم يعيّن جهة اليمين لمن يريد أن يسأله مسألة 330 الحاكم يربّي شعره ويطيل أظافره ويلبس الكساوي الملبّدة 330 الحاكم يقصد الجبل المقطّم ويدور في الصحراء 331 المؤلّف يقارن صفة الحاكم ببختنصّر ملك بابل 331 المؤلّف يحكم على الحاكم بتشوّش عقله واختلاله 332 المؤلّف يذكر بعض الأمثلة عن مزاج الحاكم المتقلّب 332 عكّاويّ يدّعي إخوّته للحاكم 333 موت «الشبيه» أيام الظاهر 333 الحاكم يستوزر ابن فلاح ثم يقتله 333 الحاكم يقلّد ابن عمّه النظر في الأمور (حوادث سنة 408 هـ‍.) 334 ورود الأعجميّ الدرزي إلى مصر 334 المؤلّف يتحدّث عن عقيدة العلوييّن بالحقّ الإلهي في الحكم 335 الحاكم يعمد إلى البطش والجور لنشر العقيدة العلوية 335 الحاكم ينوّع قراراته ويلغيها بعد حين ليفرض هيبته 337 المؤلّف يشير إلى انخداع الناس بتصرّفات الحاكم 338 الدرزيّ يدعوي الناس إلى مذهبه 338 الحاكم يظهر الإنكار لدعوة الدرزي

الصفحة الموضوع 339 الحاكم يقصر الألقاب على تسعة أنفار في دولته 340 مقتل الدرزي على يد غلام تركيّ 341 الحاكم يعيد ألقاب الأمراء والقادة 341 زيادة النيل وغرق الضياع 342 الحاكم يحظّر الدخول إليه باستثناء أحد عشر رجلا 342 ظهور حمزة بن أحمد ودعوته الدرزية 342 الداعي الجديد يدعو إلى الإباحية وإسقاط التكاليف الدينية 343 الحاكم يعتني بالدرزي ويستشيره 343 مقتل سبعة من دعاة الدرزي في حضرة قاضي القضاة 344 الدرزية يلعنون الأنبياء ويضعون كتابهم «الدستور» 344 الحاكم يعطّل الخطبة في شهر رمضان والعيدين 345 تعطّل الحجّ إلى مكة وانقطاع حمل الكسوة إلى الكعبة المشرّفة (حوادث سنة 410 هـ‍.) 345 ظهور الأبيات والقصائد المنسوبة إلى الحاكم التي تخوّف الناس وترهبهم 345 تهديد الرعيّة بالإيمان بدعوة الحاكم أو العقوبة 346 المسلمون يكفّرون الحاكم ويشتمونه في أشعارهم 346 الحاكم يوزّع السلاح على العبيد والسودان لنهب مصر 346 الحريق يلتهم شطرا كبيرا من البلد 346 الحاكم يقتل غادي الخادم الذي أراد القضاء على الفتنة 347 المؤلّف يذكر قول الناس حول سبب حريق مصر 348 الحاكم ينشر سجلاّ يستنكر فيه الحادثة 349 وليّ العهد يفسح للدمشقيين بشرب القهوة وسماع الأغاني 349 إذاعة الدعوة الدرزية في وادي التّيم 349 أمير الأكراد يغزو الدرزية في وادي التيم

الصفحة الموضوع 350 وليّ العهد يتقرّب إلى حسّان بن المفرّج خوفا من الحاكم 350 عصيان الجند بدمشق على وليّ العهد ونهب قصره 350 الحاكم يسيّر عيسى بن نسطورس لإعادة سلطته إلى الشام 351 إعادة وليّ العهد للنظر على دمشق ورجوع ابن نسطورس إلى مصر 351 ثورة ابن أبي طالب الجزّار ومحاربته لجند دمشق 351 ابن أبي طالب يقتل قاضي دمشق ويتسلّط مع الأحداث 351 الغلاء والجوع والحريق والنهب والقتل بدمشق 352 أهل دمشق يقتلون ابن أبي طالب وجماعة الأحداث 352 أهل دمشق يتنكّرون لوليّ العهد على مصادرتهم 352 فقدان الحاكم (حوادث سنة 411 هـ‍.) 352 الروم يتسلّمون حصن الخوابي من ابن خليد 353 الحاكم لا يتجاوب مع وشاية النصارى 353 الحاكم يعيد الأوقاف إلى دير طورسينا (عود إلى سنة 410 هـ‍.) 353 تعيين بطريرك القسطنطينية 353 وفاة بطريرك بيت المقدس (سنة 411 هـ‍.) 353 تعيين النّجار الرومي بطريركا على بيت المقدس 354 رئيس دير طورسينا يطالب الحاكم بردّ أوقاف الكنائس 354 نصّ كتاب الحاكم لرئيس دير طورسينا بردّ أوقاف الكنائس

الصفحة الموضوع 356 بطريرك بيت المقدس يطلب من الحاكم حماية الكنائس ببيت المقدس 356 نصّ كتاب الحاكم لبطريرك بيت المقدس بحماية كنائسها 357 قيام مطرانية القاهرة وعمارة كنيسة القنطرة بمصر 357 الحاكم يأذن للنصارى في إعادة بناء الكنائس في البلاد 357 الحاكم يتسامح مع النصارى للعودة إلى دينهم بعد إعلان إسلامهم 358 المؤلّف يعلّق على خطوات الحاكم نحو النصارى 358 نص كتاب الحاكم بتأمين النصارى 359 توثّق الصداقة بين الحاكم ورئيس دير طورسينا 360 قصّة البدويّين السبعة مع الحاكم 360 إختفاء الحاكم في جبل القرافة 361 أخت الحاكم تطلب من الأمراء والقادة البحث عن أخيها 363 تاريخ اختفاء الحاكم ... الجزء الثاني -خلافة الظاهر لإعزاز دين الله- 365 أخت الحاكم تكتم خبر قتله عن الناس وتدعو لولده الظاهر 366 نصّ السجلّ بولاية العهد 367 أخت الحاكم تكتب إلى دمشق بالقبض على وليّ العهد 368 قتل وليّ العهد ابن الياس بالسّمّ 368 هرب عبد العزيز بن الياس إلى ابن مرداس ومن ثمّ إلى الملك باسيل 370 الخلاف بين النصارى الملكية حول بطريركية الإسكندرية 370 انقسام النصارى بين أسقف القلزم وأسقف دمياط 371 تعيين بطريرك الإسكندرية

الصفحة الموضوع 372 مقتل الملقّب بالهادي الدرزي وتتبّع أتباعه 373 أخت الحاكم تعطّل قرارات الحاكم التي سبق ونشرها 373 اتّهام حسين بن دوّاس الكتامي بقتل الحاكم 374 التظاهر بشرب النبيذ وسماع الأغاني بعد وفاة الحاكم 374 مقتل رئيس الرؤساء عمّار بن محمد 374 النصارى يتظاهرون بأعيادهم ويخفّفون أزياءهم 375 مقتل اليعقوبي أبي زكريّا المرتدّ بعد إسلامه 376 عودة النصارى من بلاد الروم وتقديمهم الجزية كعادتهم (حوادث سنة 413 هـ‍.) 376 استفحال أمر عزيز الدولة فاتك بحلب بفقدان الحاكم 376 غلام هنديّ يقتل فاتك 377 بدر غلام فاتك يستولي على قلعة حلب 378 سديد الدولة ابن الضيف ينجح في تسليم حلب للظاهر 378 عجميّ يكسر الحجر الأسود في ركن بيت الله الحرام 379 الظاهر يردّ النظر إلى الجراجرائي ويلقّبه بالوزير 380 ملك الخزر يغزو حصون الروم 380 ملك الأبخاز يعرض على الحاكم التحالف ضد الروم 381 هزيمة ملك الأبخاز أمام باسيل 382 ملك أسفرجان يسلّم باسيل أكثر من أربعين حصنا وقلعة 382 ملك الأبخاز يقدّم ولده رهينة لباسيل لقاء الصلح 382 رئيس الكهنة والأساقفة الروم يأخذون المواثيق من ملك الأبخاز 383 تحالف قائدين روميّين للعصيان على الملك باسيل 383 الملك باسيل يسعى للقضاء على تحالف الخارجين عليه 385 أحد الحليفين يقتل صاحبه

الصفحة الموضوع (حوادث سنة 414 هـ‍.) 385 ملك الأبخاز ينقض اتفاقية الصلح مع الروم 385 الملك باسيل يهزم الأبخازي 386 ملك الأبخاز يعرض مجدّدا تسليم الحصون لباسيل مع وضع ابنه رهينة 386 باسيل ينتقم من المخالفين له 387 عمّة الظاهر توفد بطريرك بيت المقدس إلى القسطنطينية (حوادث سنة 515 هـ‍.) 387 وفاة عمّة الظاهر وعودة البطريرك إلى طرابلس 387 قطبان أنطاكية يعمّر مرقيّة والمسلمون يعمّرون العلّيقة 388 باسيل يملك مدينة أرجيس بأرمينية 388 تعيين بطريرك أنطاكية 389 حسّان بن المفرّج يفتح الرملة ويحرقها 390 ابن مرداس يملك حلب وقلعتها 390 أمراء عرب الشام يتوزّعون البلاد بينهم 391 مقتل سديد الدولة ابن الضيف 391 تجديد التحالف بين حسّان بن الجرّاح وسنان بن عليّان مع ابن مرداس 391 هزيمة أنوشتكين الدزبري أمام أمراء عرب الشام 392 ابن طوق يتغلّب على معرّة مصرين ويحارب حلب 393 ابن مرداس ينهب بلاد الساحل وينزل على حلب 293 أبو المرجّا الحمداني يفتح باب حلب لابن مرداس 394 الأمير ابن ثعبان يحتمي بدار فاتك بقلعة حلب (حوادث سنة 416 هـ‍.) 395 ابن مرداس يدخل قلعة حلب ويهدم سورها

الصفحة الموضوع 395 حسّان بن الجرّاح يوقع بالدزبري مرة أخرى 396 ابن مرداس يطلب مساعدة قطبان أنطاكية في قتال قلعة حلب 396 الملك باسيل ينكر على قائده مساعدة ابن مرداس 396 ابن مرداس يولّي أبا المرجّا حلب ويسير إلى فلسطين 397 المحاصرون في قلعة حلب يظهرون الصلبان وينادون لباسيل ملك الروم 397 أهل حلب ينفرون لتشديد الحصار على القلعة 398 المصالحة بين المتحاربين على شروط 398 اتّقاد كوكب عظيم بحلب مع دويّ الرعد 399 الفتنة تعود إلى حلب والقبض على أعيانها 400 ابن مرداس يقتل موصوفا الخادم وأبا أسامة القاضي 401 ابن مرداس يطلق سراح الأمير ثعبان وأبا هلال الداعي 401 سنان بن عليّان يحاصر دمشق ويخرب داريّا 402 ابن مرداس يملك حمص وبعلبك وصيدا وحصن ابن عكار 402 الظاهر يزيد في ألقاب ابن مرداس 403 وفاة باسيل ملك الروم 403 تعيين بطريرك الإسكندرية 404 قسطنطين يخلف أخاه باسيل على العرش 405 قسطنطين يبطش بالمتآمرين لخلعه (حوادث سنة 417 هـ‍.) 405 زلزال يضرب القسطنطينية 406 قسطنطين يخرّب بلاد الأبخازية 406 بقراط ملك الأبخاز ووالدته يقدّمان الطاعة لملك الروم 406 اعتلال الملك قسطنطين 406 قسطنطين يزوّج ابنته لرومانوس البطريق

الصفحة الموضوع 407 رومانوس يطلّق امرأته ليتزوّج ابنة قسطنطين (حوادث سنة 419 هـ‍.) 408 قسطنطين يرغم امرأة رومانوس على الترهّب 408 زواج رومانوس بإيريني 408 وفاة الملك قسطنطين -تملّك رومانوس الأرجيروبولاوس على الروم- 409 رومانوس يزوّج ابنة أخيه ملك الأبخاز لتوثيق العلاقات 409 رومانوس يدعو مطارنة اليعاقبة لاتّباع مذهب الملكية 409 عصيان بطرك اليعاقبة على الملك ونفيه وهربه إلى ديار الإسلام 410 حسّان بن المفرّج يواصل العيث في الشام 410 وفاة سنان بن عليّان 410 الظاهر يصطنع رافع بن أبي الليل لقتال حسّان (حوادث سنة 420 هـ‍.) 411 موقعة الأقحوانة ومقتل ابن مرداس 411 انهزام حسّان وعودة بعلبك وحمص وصيدا ورفنية وحصن عكار للظاهر 412 نصر وثمال ابنا صالح يستوليان على حلب وأعمالها والرحبة وبالس ومنبج 412 قطبان أنطاكية يهاجم حلب وينهزم 413 الملك رومانوس ينكر على قطبان أنطاكية محاربته حلب (حوادث سنة 421 هـ‍.) 413 الملك رومانوس يحشد الجيوش لمقاتلة بني مرداس بحلب

الصفحة الموضوع 413 حسّان بن الجرّاح يؤيّد خروج رومانوس لحرب بني مرداس 413 بنو مرداس يراسلون الملك لثنيه عن حربهم 414 الملك رومانوس يطلق آل الجرّاح ويحتاط على مقلّد بن مرداس 414 المرض يستولي على عساكر الملك رومانوس بظاهر أنطاكية 415 الملك رومانوس يستظهر على بني مرداس وينزل تبّل 415 العرب ينزلون الهزيمة بالروم عند أعزاز 415 الملك رومانوس يعجز عن التقدّم أمام هجمات العرب حول خندقه 417 الأرمن يثيرون الفتنة في جيش رومانوس 417 الروم ينهزمون إلى بلد قورس 417 رومانوس يدخل القسطنطينية ويوصي قائده بالاستعداد لحرب حلب 417 نصر بن صالح يستولي على حلب ويعوّض أخاه الرهبة وبالس ومنبج 418 نصر يكتب لرومانوس بإظهار الطاعة ويوسّط قطبان أنطاكية 418 ابن مشرّف الرادوفي يستولي على جبل الروادف 418 القبض على الرادوفي وحبسه 419 استتابة الرادوفي وإطلاقه وحبسه مرّة أخرى 419 الرادوفي يحسّن لقطبان أنطاكية بناء حصن المسقة 419 الرادوفي يخدع الروم فيساعدوه على بناء الحصن 420 الرادوفي يبني حصن المنيقة وحصن بنكسرائيل 420 الروم يوقعون بالرادوفي ويستولون على بنكسرائيل 420 الرادوفي يستعيد بنكسرائيل إثر عودة رومانوس متراجعا 420 بنو الأحمر يبنون حصن بلاطنس 421 بنو غنّاج وغيرهم يبنون الحصون في الجبال المحاذية للروم 421 الرادوفي يستنهض والي طرابلس وقاضيها لمنازلة مرقيّة 421 قطبان أنطاكية ينجد مرقيّة ويهاجم عرقة 421 الروم يستولون على ربض أعزاز

الصفحة الموضوع 422 قطبان أنطاكية يتوسّط للصلح بين ابن مرداس والملك (حوادث سنة 422 هـ‍.) 422 تبادل المحبوسين بين ابن مرداس والملك رومانوس 423 قطبان أنطاكية يفشل في استمالة العرب للطاعة 423 قطبان أنطاكية يتسلّم حصن بلاطنس وغيره من الحصون 424 تحالف حسّان بن الجرّاح وابن أبي الليل ضدّ المغاربة 424 المغاربة ينتصرون على ابن الجرّاح والعرب في وقعة بصرى 424 ابن الجرّاح يدخل بلاد الروم بدعوة من الملك رومانوس 425 رومانوس يجزل الصّلات لابن الجرّاح ويعيّن ابنه بطريقا 425 وفاة الخليفة العباسي القادر بالله 425 قطبان أنطاكية يستولي على رفنية 425 القطبان يفتكّ رئيسا للروم من حصن صافيتا 425 استيلاء القطبان على حصن المنيقة 425 أهل حصن بنكسرائيل يقاومون القطبان 426 القطبان يحرق حصن أفامية 426 القطبان يسلّم جريرين لنصر بن صالح وتضرّر أهل أفامية بذلك 427 الملك رومانوس يتسلّم الرّها من رئيسها 427 رسالة الأبجر ملك الرّها إلى السيّد المسيح عليه السلام يتسلّمها رومانوس 427 القتال بين المسلمين والروم في الرّها 428 الروم يهزمون المسلمون ويعمّرون ما خرب من سور الرّها 428 الروم يهزمون العرب والعجم والأكراد ثانية عند الرّها 428 المسلمون يأخذون الأسرى من سميساط 428 بنو نمير يستولون على حصون الجزيرة

الصفحة الموضوع 429 إسلام أكثر الصابئة على يد بني نمير 429 اجتماع الدرزية في جبل السّمّاق واستضامتهم المسلمين (حوادث سنة 423 هـ‍.) 429 الروم يقبضون على دعاة الدروز ويقتلون أتباعهم في المغاور 430 تعيين بطريرك أنطاكية 430 تردّد الرسائل للمسالمة بين الظاهر ورومانوس 430 أنوشتكين يغير على حلل آل جرّاح بأطراف بلاد الروم 430 ابن أبي الليل يستردّ الأسرى والغنائم من أنوشتيكن 431 أنوشتكين يكاتب قطبان أنطاكية 431 الاتفاق على اجتماع رسولي الظاهر ورومانوس على حدود الدولتين 431 ابن مشرّف يصرّ على أن تشمل المهادنة بقاء بنكسرائيل بيده 432 قطبان أنطاكية يرفض التنازل عن الحصن ويحاصره 432 ابن مشرّف يزيّن لأنوشتكين القدرة على دحر الروم عن الحصن 432 فشل المناورات في إبعاد قطبان أنطاكية عن الحصن 432 فشل السّرايا التي خرجت للعرب أمام الروم والأرمن 433 قطبان أنطاكية يهدم الحصن وينقل الأسرى إلى الملك 433 القطبان يخلّص رئيسا للروم من الأسر ويعمّر حصن بنكسرائيل 434 إعلان النفير للجهاد في الشام ومصر وديار بكر وربيعة 434 تبادل الرسائل بين القطبان وأنوشتكين بشأن الهدنة 435 نصر بن صالح يدفع مال الهدنة للروم ويقدّم شعر المعمدان للملك 435 بنو نمير يتعهّدون بحفظ حدود الجزيرة مع الروم 435 وفود بني نمير وصاحب ديار بكر إلى الملك رومانوس 435 حسّان بن الجرّاح ورسل الظاهر وغيرهم يجتمعون عند الملك 436 الملك رومانوس يجعل نصر بن صالح بطريقا

الصفحة الموضوع 436 شروط الهدنة بين الظاهر والملك 437 الملك يطلب من الظاهر عدّة أمور 437 الظاهر يجيب بالموافقة على بعض طلبات الملك ويمتنع عن بعضها الآخر (حوادث سنة 424 هـ‍.) 438 الغلاء في بلاد الروم والثغور الجزرية والشالمية (حوادث سنة 425 هـ‍.) 439 بناء سور القدس الشريف 439 الزلزلة تهدم الرملة وأريحا ونابلس وعكا 440 تعيين بطريرك أنطاكية 440 وفاة الملك رومانوس 440 ترجمة الملك رومانوس -الملحق- (سنة 349 هـ‍.) 443 حصار نقفور لجزيرة أقريطش (سنة 350 هـ‍.) 444 الرعاع يهدمون وينهبون الكنائس بمصر 444 هزيمة سيف الدولة أمام الروم بغزوة طرسوس 445 مقتل ابن حصين وغيره من بني نمير وبني قسير 445 عين زربى تسقط بيد الروم 445 مقتل ابن الزيّات صاحب طرسوس

الصفحة الموضوع (سنة 351 هـ‍.) 445 الروم يصلون إلى دلوك ورعبان ومرعش ويفتحونها 446 استيلاء نقفور على حلب 446 وفاة الملك رومانوس 446 نقفور يحشد لغزو بلاد الإسلام 447 نقفور يكشف مؤامرة بقتله ويتقلّد الملك 447 خروج نقفور إلى المصّيصة وأدنة وطرسوس 447 هزيمة المسلمين عند أدنة 447 هزيمة المسلمين عند تلّ بالقرب من أدنة 448 الروم يحاصرون المصّيصة ويخرّبون حسن الملون 448 المسلمون يبنون مسجد الشهداء (سنة 353 هـ‍.) 448 صاحب الجنابي يهزم ابن ملهم بطبريّة 449 هياج بربر الإسكندرية بمساعدة بني قرّة 449 المغاربة يهزمون الإخشيديين 450 غرق المراكب في طريقها إلى أقريطش 450 نقفور ينازل طرسوس والمصّيصة مجدّدا 451 مقتل ابن عبد الباقي بعد خروجه بأهل طرسوس والمصّيصة 451 الخليفة الفاطمي يهزم الروم في البرّ والبحر عند صقلّية (سنة 354 هـ‍.) 452 استيلاء الروم على المصّيصة 452 الروم يأخذون طرسوس صلحا

الصفحة الموضوع 452 بنو سليم يتعرّضون لقوافل الحجّاج (سنة 355 هـ‍.) 453 مقتل ابن عبدون صاحب الواحات (سنة 357 هـ‍.) 454 طواف كافور بلباس أتاه من بغداد 454 وفاة كافور الإخشيدي 454 تفرّق الإخشيدية بعد وفاة كافور 454 الدعاء بالمنابر للحسن بن طغج 455 القرامطة يهزمون الإخشيدية 455 الصلح بين القرامطة وابن طغج بالرملة -خلافة المعزّ- (سنة 358 هـ‍.) 456 دخول جوهر إلى مصر (سنة 359 هـ‍.) 456 موقعة الطواحين بين جعفر بن فلاح والحسن بن طغج 456 نقل ابن طغج وقادة الإخشيدية أسرى إلى المغرب (سنة 362 هـ‍.) 457 قدوم المعزّ إلى مصر وإقامته بالقاهرة

الصفحة الموضوع 457 هزيمة القرامطة والطواف بالأسرى في مصر 458 مرور المراكب الحربية إلى الشام (سنة 364 هـ‍.) 458 وفاة الأمير عبد الله وليّ العهد 458 وفاة المعزّ لدين الله 458 مسير جوهر إلى الشام لمحاربة القرامطة وأفتكين التركي 458 الحرب بين الدمشقيّين والمغاربة 458 الحرب بين جوهر وأفتكين بالرملة 459 ابن أبي الأبجر يقع في قبضة أفتكين 459 جوهر يدخل عسقلان (سنة 367 هـ‍.) 459 الصلح بين أفتكين وجوهر والقرمطيّ 459 العزيز بالله يخرج إلى عين شمس لمساعدة جوهر 459 أفتكين يصالح ملك الروم بناحية دمشق 460 العزيز يسير إلى الشام 460 كسوف الشمس 460 العزيز يستخلف على مصر لسفره 460 موقعة نهر الطواحين بين العزيز بالله وأفتكين 460 العزيز بالله يصفح عن ابن جرّاح الطائي (سنة 368 هـ‍.) 461 عودة العزيز إلى مصر ومعه أفتكين التركي 461 تسيير أبي محمود القائد إلى دمشق

الصفحة الموضوع (سنة 369 هـ‍.) 461 الحرب بين أبي تغلب الحمداني وابن جرّاح والفضل بن صالح بالرملة 462 مقتل أبي تغلب الحمداني 462 ورود رسول من بغداد إلى مصر (سنة 380 هـ‍.) 462 تسمية أبي الفرج بالوزير الأجلّ 462 وفاة الوزير أبي الفرج يعقوب (سنة 386 هـ‍.) 462 وفاة الخليفة العزيز بالله 463 دخول الحاكم بأمر الله القاهرة بعد وفاة والده (سنة 400 هـ‍.) 463 هدم كنيسة القيامة ببيت المقدس (عود إلى سنة 370 هـ‍.) 463 حصول كنيسة البطريرك داخل قصر الشمع 464 تعيين مطران على القاهرة وتحوّل الكنيسة عن اليعاقبة ...

الصفحة الموضوع الفهارس 467 فهرس الأعلام فهرس الأماكن فهرس المصطلحات فهرس الأمم والقبائل والطوائف فهرس أصحاب الألقاب فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق محتويات الكتاب

صدر للمحقّق 1 - الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى-طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة، بيروت 1973 (372 صفحة) 2 - تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك-طبعة دار البلاد للطباعة والإعلام-طرابلس 1974 (440 صفحة) 3 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور-الجزء الأول (عصر الصراع العربي-البيزنطي، والحروب الصليبية) -طبعة دار البلاد للطباعة والإعلام-طرابلس 1978 (500 صفحة) 4 - من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (250 - 343 هـ‍.) -دراسة وتحقيق 4 مخطوطات هي: 1 - الفوائد من المنتخب من حديث خيثمة-الجزء الأول-نسخة الظاهرية بدمشق. 2 - فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه-الجزء الثالث-نسخة الظاهرية بدمشق. 3 - فضائل الصحابة رضوان الله عليهم-نسخة الظاهرية بدمشق. 4 - الرقائق والحكايات-الجزء العاشر-نسخة الظاهرية بدمشق، وتشستر بيتي بدبلن (إيرلنده الجنوبية). صدر عن دار الكتاب العربي، بيروت 1400 هـ‍. /1980 م. (367 صفحة) 5 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور-الجزء الثاني (عصر

دولة المماليك) -طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1401 هـ‍. /1981 م. (676 صفحة) 6 - النور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء الملك الصالح (إسماعيل بن محمد بن قلاوون) (743 - 746 هـ‍.) -تأليف: إبراهيم بن عبد الرحمن بن القيسراني القرشي الخالدي (توفي سنة 753 هـ‍.) -دراسة وتحقيق- نسخة المكتبة الوطنية بباريس-طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر-طرابلس 1402 هـ‍. /1982 م. (85 صفحة). 7 - دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجري-طبعة دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر-طرابلس 1402 هـ‍. /1982 م. (96 صفحة) 8 - وثائق المحكمة الشرعية بطرابلس (من تاريخ لبنان الإجتماعي والإقتصادي والسياسي) نشر السجّل الأول بمقدّمة- (1077 - 1078 هـ‍. /1666 - 1667 م.) (بالاشتراك مع د. خالد زيادة ود. فردريك معتوق) منشورات معهد العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية- فرع طرابلس 1982. 9 - البدر الزاهر في نصرة الملك الناصر (محمد بن قايتباي) (901 - 904 هـ‍. /1495 - 1499 م.) ينسب إلى ابن الشحنة-دراسة وتحقيق- نسخة المكتبة الوطنية بباريس-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1403 هـ‍. /1983 م. (182 صفحة) 10 - القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف (رحلة قايتباي إلى بلاد الشام) (882 هـ‍. /1477 م.) -تأليف القاضي بدر الدين أبي البقاء محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني المعروف بابن الجيعان (847 - 902 هـ‍.) -دراسة وتحقيق: نسخة الأسكوريال بمدريد، ونسخة دار الكتب المصرية، ونسخة تورينو بإيطالية-طبعة جرّوس برسّ، طرابلس 1984 (194 صفحة). 11 - موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (عبر 14 قرنا

هجريا) -القسم الأول في 5 مجلّدات-تراجم العلماء من الفتح الإسلامي حتى سنة 499 هـ‍. - 1 - المجلّد الأول (509 صفحات) -تراجم حرف الألف. 2 - المجلّد الثاني (407 صفحات) -تراجم من حرف الباء حتى حرف الطاء. 3 - المجلّد الثالث (429 صفحة) تراجم حرف العين. 4 - المجلّد الرابع (375 صفحة) تراجم من حرف الغين حتى الميم (محمد بن محمد). 5 - المجلّد الخامس (341 صفحة) حرف الميم إلى الياء، والكنى والألقاب والنساء. طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ‍. / 1984 م. 12 - معجم الشيوخ-تأليف أبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني الصيداوي (305 - 402 هـ‍.) -دراسة وتحقيق نسخة جامعة ليدن بهولندة. وبذيله: 1 - المنتقى من المعجم، بانتقاء: محمد بن سند (749 هـ‍.) -نسخة الظاهرية بدمشق. 2 - حديث السكن بن جميع المتوفّى سنة 437 هـ‍. -نسخة الظاهرية بدمشق. طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت. ودار الإيمان، طرابلس الطبعة الأولى 1405 هـ‍. /1985 م. (550 صفحة). الطبعة الثانية 1407 هـ‍. /1987 م. 13 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (عصر الصراع العربي-البيزنطي والحروب الصليبية) -طبعة مزيدة-صدرت عن مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان طرابلس 1405 هـ‍. /1985 م. (725 صفحة)

14 - شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام-تأليف: قاضي مكة تقيّ الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي المالكي (775 - 832 هـ‍.) -تحقيق وفهرسة-طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1405 هـ‍. /1985 م. (في مجلّدين) 1 - المجلّد الأول (616 صفحة) 2 - المجلّد الثاني (618 صفحة) 15 - الفوائد العوالي المؤرّخة من الصّحاح والغرائب-للقاضي أبي القاسم علي بن المحسّن التنوخي (توفي سنة 447 هـ‍.) بتخريج الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي الصوري (توفي سنة 441 هـ‍.) -دراسة وتحقيق الجزء الخامس من نسخة الظاهرية بدمشق-طبعة مؤسسة الرسالة بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1406 هـ‍. /1985 م. (225 صفحة) الطبعة الثانية 1408 هـ‍. /1988 م. 16 - ديوان ابن منير الطرابلسي، لمهذّب الدين أبي الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي المعروف بالرّفّاء (473 - 548 هـ‍.) - تقديم ودراسة وجمع وترتيب-طبعة دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس 1986 م. (348 صفحة). 17 - المنتخب من تاريخ المنبجي-لأغابيوس بن قسطنطين المنبجي أسقف منبج (من أهل القرن 4 هـ‍.) -دراسة وتحقيق القسم الخاص بتاريخ المسلمين من الكتاب المعروف ب‍ «العنوان» -طبعة دار المنصور، طرابلس 1407 هـ‍. /1986 م. (173 صفحة) 18 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام-تأليف الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (توفي سنة 748 هـ‍.). تحقيق وفهرسة: نسخة آياصوفيا باسطنبول، وحيدرأباد بالهند، ودار الكتب المصرية، ومكتبة الأمير عبد الله الفيصل بالسعودية، والنسخة البريطانية، ومختصر تاريخ الإسلام، لابن الملاّ، نسخة المكتبة الأحمدية بحلب:

1 - «المغازي» مجلّد في (821 صفحة) 2 - «السيرة النبوية» مجلّد في (705 صفحات) 3 - «عهد الخلفاء الراشدين» مجلّد في (800 صفحة) 4 - «حوادث ووفيات 41 - 60 هـ‍.» مجلّد في (439 صفحة) 5 - «حوادث ووفيات 121 - 140 هـ‍.» مجلّد في (639 صفحة) 6 - «حوادث ووفيات 141 - 160 هـ‍.» مجلّد في (770 صفحة) 7 - «حوادث ووفيات 351 - 380 هـ‍.» مجلّد في (766 صفحة) 8 - «حوادث ووفيات 381 - 400 هـ‍.» مجلد في (534 صفحة) طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1407 - 1409 هـ‍. /87 - 1989 م. 19 - الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيّين-انتخبها الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري (376 - 441 هـ‍.) على: أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي (367 - 445 هـ‍.) -دراسة وتحقيق نسخة الظاهرية بدمشق. وبذيله: «فوائد في نقد الأسانيد» للحافظ الصوري، نسخة المتحف البريطاني. طبعة دار الكتاب العربي؛ بيروت 1408 هـ‍. /1987 م. (173 صفحة) 20 - السيرة النبويّة-تأليف أبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري المتوفّى سنة 213 أو 218 هـ‍. -تحقيق وتخريج وفهرسة: 1 - المجلّد الأول (440 صفحة) 2 - المجلّد الثاني (448 صفحة) 3 - المجلّد الثالث (360 صفحة) 4 - المجلّد الرابع (374 صفحة) طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1408 هـ‍. /1987 م.

يصدر للمحقّق 1 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام-للحافظ الذهبي: 1 - «حوادث ووفيات 61 - 80 هـ‍.» 2 - «حوادث ووفيات 81 - 100 هـ‍.». 3 - «حوادث ووفيات 101 - 120 هـ‍.» تصدر عن: دار الكتاب العربي، بيروت. 2 - الكامل في التاريخ-لابن الأثير: 1 - المجلّد الأول: تاريخ الرسل والأنبياء قبل الإسلام. 2 - المجلّد الثاني: من ظهور الإسلام حتى عهد الخلفاء الراشدين. يصدر عن دار الكتاب العربي، بيروت. 3 - موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (عبر 14 قرنا هجريا) -القسم الثاني في 6 مجلّدات-تراجم العلماء من سنة 500 حتى سنة 999 هـ‍. -القسم الثالث في 5 مجلّدات-تراجم العلماء من سنة 1000 حتى سنة 1400 هـ‍. تصدر عن المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت. 4 - دراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) (13 - 132 هـ‍.) يصدر عن دار جرّوس برسّ، طرابلس. 5 - سلسلة رجال الحديث في تاريخ لبنان الإسلامي (معاوية بن يحيى الأطرابلسي وما رواه من الحديث والفوائد والتواريخ) يصدر بالكويت

§1/1