تاريخ أبي زرعة الدمشقي

أبو زرعة الدمشقي

الأول من التاريخ

الأول مِنِ التَّارِيخِ

ذكر مولد النبي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرحيم ذِكْرُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد البزاز قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد البجلي فيما قرىء عليه وأنا أسمع، قال: وأخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد

قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صفوان النصري قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يوم الفيل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَهِدْتُ مع عمومتي حلف المطيبين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ

في إقامة النبي بمكة ومبعثه

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأُيْتُ رَجُلًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ رُدَّ رَاكِبي مُحَمَّدًا ... رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدًا قَالَ: فَقلُتْ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، بَعَثَ بِابْنِ ابْنٍ لَهُ في طلب إيل لَهُ، وَلَمْ يَبْعَثْ بِهِ فِي حَاجَةٍ إِلَّا جَاءَ بِهَا - أَوْ قَالَ: نَجَحَ - فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ لَا أَبْعَثُ بِكَ فِي حَاجَةٍ - أَوْ قَالَ: فِي شَيْءٍ -. فِي إِقَامَةِ النبي بمكة ومبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال:

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ، فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا. قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ. قَالَ: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ يَحْيَى - يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ - عَنْ عَجُوزٍ مِنْهُمْ: ثَوَى فِي قريشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَو أَلْفَى صَدِيقًا مُوَاتِيًا

وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ ير داعيا حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيُّ عَنِ

ابْنِ شِهَابٍ، وَرَبِيعَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: نبىء رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَأَقَامَ بمكة عشراً، وبالمدينة عشراً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: وحدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عن مالك عن أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وبالمدينة عشراً. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا

ذكر وفاة النبي وسنه

شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا. ذِكْرُ وفاة النبي وسنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حدثنا يونس

بن أبي إسحق عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وستين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدثنا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. وَصَدَّقَ ذَلِكَ حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثلاث وستين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قال: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على رأس ستين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، مِثْلَهُ. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قال: أَخْبَرَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قال: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُبِضَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ، وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ. قَالَ رَبِيعَةُ:

فَأَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ: عِشْرُونَ، لمن أنس بن مالك. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قتادة عَنِ الحسن عَنْ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابن خمس وستين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وخَدَمَهُ، وصَحِبَهُ -: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ، يَنْظُرُ إِلَيْنَا، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ذلك. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين، وتوفي في آخر ذلك اليوم.

في ذكر شيب النبي

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عوف قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفَنِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ. فِي ذِكْرِ شَيْبِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شعرةً بيضاء.

حدثني أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَلَيْسَ فِي رأسه عشرون شعرةً بيضاء. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَرَأَيْتَ رَسُولَ

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عنفقته شعرات بيض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يكن شاب، إلا يسيراً.

في ذكر دفن النبي

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: سُئِلَ أنس: هل خضب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ. فِي ذِكْرِ دَفْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حدثنا أَبُو زرعة: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال:

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَلِيَ غُسْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَإِجْنَانَهُ أَرْبَعَةٌ دُوْنَ النَّاسِ: الْعَبَّاسُ، وَعَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَلَحَدُوا لَهُ، ونَصَبُوا عليه اللبن. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحَبٍ أَوِ ابْنُ

في نسبة النبي

أَبِي مَرْحَبٍ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، أَرْبَعَةً، أَحَدُهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُدْخِلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ. فِي نِسْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ نِسْبَةَ رَسُولِ

في نعت النبي

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمْلَاهَا عَلَيْنَا -: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ - وَاسْمُ هَاشِمٍ: عَمْرٌو، وَاسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ: مُغِيرَةُ - بْنُ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدِّ بْنِ أُدَدٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: اسْمُ أَبِي طَالِبٍ: عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ الْمَطَّلِبِ: اسْمُهُ شَيْبَةُ بن هاشم. فسمعت أبا مسهر يقل: وَهَاشِمٌ اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ اسْمُهُ: الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ. وَقَالَ أَحْمَدُ: وَقُصَيٌّ اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ كِلَابٍ. فِي نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا

الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عُثْمانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالطَّوِيلِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، وَاللِّحْيَةِ، مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، طَوِيلُ المَسْرُبَةِ، وَإِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كأنما ينحط في صبب، لم أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرُ بْنُ سَمْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ. قُلْتُ: فَمَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شُفْرِ الْعَيْنِ. قُلْتُ: فَمَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العقب. حدثنا أبو زرعة: حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بَلَالٍ قال: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَنْعَتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَنَعَتَهُ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَنْعَتَهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالطَّوِيلِ، أَزْهَرُ، لَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَا أَبْيَضَ أَمْهَقَ، رَجْلُ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالسَّبِطِ، وَلَا الجعد القطط.

في تاريخ مغازي رسول الله وذكر بدر

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن جَعْفَرَ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ. فِي تَارِيخِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ وَذِكْرِ بَدْرٍ حدثنا أبو زرعة قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ

قال: حَدَّثَنَا كُثَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ المُزْنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ غَزْوَةٍ غَزَاهَا: الْأَبْوَاءُ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قال: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو أَيُّوبَ عَنْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ: إِمَّا لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَلَاثَ عَشْرةَ بَقِيَتْ، وَإِمَّا لِتِسْعَ عَشْرةَ خَلَتْ، أَوْ إِحْدَى عشرة بقيت. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بن عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَتْ بَدْرٌ صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شهر رمضان. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَتْ بَدْرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ من شهر رمضان. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: عِدَّةُ أَهْلِ بدر، عدة أصحاب طالوت.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كَانَتْ بَدْرٌ لِسَنَةٍ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ، وَأَحُدُ بَعْدَهَا بِسَنَةٍ، وَالخَنْدَقُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَبَنِي المُصْطَلَقِ سَنَةَ خَمْسٍ، وَخَيْبرُ سَنَةَ سِتٍّ، وَالْحُدَيْبِيَةُ فِي سَنَةِ خَيْبَرِ، وَالفَتْحُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَقُرَيْظَةُ سنة الخندق. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَيَّ سَنَةٍ كَانَتْ حُنَيْنٌ؟ قَالَ: سَنَةَ ثَمَانٍ. قُلْتُ: فَأَيَّ سَنَةٍ كَانَتْ تَبُوكُ؟ قَالَ: سَنَةَ عَشْرٍ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَزَا غَزَاةَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وسمعت سعيد بن المُسَيَّبِ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي، أَخَرَجَ فِي لَيَالٍ مِنْ شَعْبَانَ فَاسْتَقْبَلَ رَمَضَانَ، أَوْ خَرَجَ فِي رَمَضَانَ بَعْدَمَا دَخَلَ؟ حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ: عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: آذَنَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ عَامَ الْفَتْحِ، لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ. وَقَالَ مَالِكٌ فِي حديثه: سنة ثمان. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ

عِكْرِمَةَ قَالَ: أَوَّلُ الْفَتْحِ: يَوْمَ الشَّجَرَةِ، وَالآخِرُ: يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ.

في ذكر التاريخ

في ذكر التاريخ حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيْنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ مَا صَحَّ مِنَ التَّارِيخِ، وَمَا الْعَمَلُ عَلَيْهِ، وَحَدَّثَنَا: أَنَّ التَّارِيخَ مُنْذُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ عَشْرٍ لتمامها من التاريخ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَحَمَّدِ بْنِ عَايذٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ

يَقُولُ: فَخَرَجَ حَاجًّا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - سَنَةَ عَشْرٍ، وَقَدْ أَسْلَمَتْ جَزِيرَةُ الْعَرَبِ، وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ. قَالَ الوَلِيدُ: فَخَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سنة عشر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيْنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهرٍ قَالَ: فَتُوُفِّيَ لِتَمَامِهَا، قَالَ: وَوُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.

في ذكر ولاية أبي بكر

فِي ذِكْرِ وِلايَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ حدثنا أَبُو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: وُلِّيَ أبو بكر سنتين. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأُمَوِيُّ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَلِيَ سَنَتَينِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ الْوَلِيدُ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ دِعْكِنَةَ الْبَهْرَانِيُّ: إِنَّ رِدَّةَ الْعَرَبِ كَانَتْ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي بَقِيَّةِ تِلْكَ السَّنَةِ، فَسَمَّى المُسْلِمُونَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ: سَنَةَ التَّوْبَةِ لِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَى الْعَرَبِ فِيهَا.

قَالُوا: ثُمَّ كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ - حِينَ رَجِعَتِ العَرَبُ إِلَى إِسْلَامِهَا - يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ، وَكَفَرَةِ بَنِي حَنِيفَةَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثنتي عشرة. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأُمَوِيُّ عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ مَسِيرَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ كَانَ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ مَنْ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. قَالَ: وَكَانَتْ وَقْعَةُ أَجْنَادِينَ فِي جُمَادَى الأُولَى، وَوَقْعَةُ فَحْلٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثلاث عشرة. قال أبو زرعة: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ: قَالَ الوَلِيدُ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ وَابْنُ جَابِرٍ: ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ وَالْتَقَوْا عَلَى النَّهْرِ عِنْدَ الطَّاحُونَةِ، فَقُتِلَتِ الرُّومُ يَوْمَئِذٍ، حَتَّى جَرَى النَّهْرُ، وَطَحَنَتْ طاحونتها من دمائهم.

حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأُمَوِيُّ: إِنَّ وَقْعَةَ فَحْلٍ وَأَجْنادِينَ كَانَتْ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ مَضَى الْمُسْلِمُونَ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَمَنْ مَعَهُ، كَتَبُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرُونَهُ بِجُمُوعِ الرُّومِ لَهُمْ، ويَسْتَمِدُّونَهُ. فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، وَهُوَ بِالْعِرَاقِ - وَقَالَ غَيْرُهُ: بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ - وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ القَادِسِيَّةَ وَجَلُولَاءَ، وَأَمِيرُ الْجَيْشِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ، أَنِ: انْصَرِفْ بِثَلَاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ، فَأَمِدَّ إِخْوَانَكَ بِالشَّامِ وَالْعَجَلَ الْعَجَلَ إِلَى إِخْوَانِكُمْ بِالشَّامِ، فَوَاللَّهِ لَقَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشَّامِ يَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رُسْتَاقٍ عَظِيمٍ مِنْ رَسَاتِيقِ الْعِرَاقِ.

فَفَعَلَ خَالِدٌ، فَاشْتَقَّ الْأَرْضَ بِمَنْ مَعَهُ، حَتَّى خَرَجَ إِلَى ضُمَيْرٍ وَذَنَبَةَ، فَوَجَدَ المُسْلِمِينَ مُعَسْكِرِينَ بِالْجَابِيَةِ، فَنَزَلَ خَالِدٌ عَلَى شُرَحْبِيلِ بْنِ سحنة، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سَفْيَانَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَاجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ الأمراء يبرمون أمر الحرب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ وَغَيْرَهُ مِنْ أَشْيَاخِنَا يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ أَظْهَرَهُمْ عَلَى مَنْ تَعَرَّضَ لِقِتَالِهِمْ بَأَجْنَادِينَ وفَحْلٍ ثُمَّ بِمَرْجِ الصُّفْرِ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى دِمَشْقَ، وَحَاصَرُوا أَهْلَهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ: قَالَ الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: عَنْ يَحْيَى بْنِ

ذكر وفاة أبي بكر

حَمْزَةَ قال: أَخْبَرَنِي رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ شَرَاحِيلَ بْنَ مَرْثَدٍ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ وَجَمَاعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَزَلُوا عَلَى حِصَارِ دِمَشْقَ فَحَاصَرُوهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. ذِكْرُ وَفَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عليه حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ سَنَةَ ثلاث عشرة. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرحمن قال: حدثنا سفيان بن مُعَمَّرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى عَلَى أَبِي بكر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، وَدُفِنَ عِشَاءً مِنْ لَيْلَتِهِ.

في ذكر خلافة عمر بن الخطاب

فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ حدثنا أَبُو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَلَى يَدَيْهِ فُتِحَتْ دِمَشْقُ سَنَةَ أربع عشرة. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَحَمَّدِ بْنِ عَايذٍ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عَلَّانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: فُتِحَتْ دِمَشْقُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.

قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ: وَالْيَرْمُوكُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ: وَفُتِحَتْ بَيْتُ الْمَقْدِسِ سَنَةَ سِتَ عَشْرَةَ، وَفِيهَا قَدِمَ عمر بن الخطاب الجابية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: وَالْيَرْمُوكُ سَنَةَ خَمْسَ عشرة. أخبرنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ: عَامُ الْيَرْمُوكِ سَنَةَ خَمْسَ عشرة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَّ فَتْحَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سنة

ست عشرة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ شَهِدَ فَتْحَهَا. قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ الْوَلِيدُ: إِنَّهُ أَخْبَرَهُمْ: فَوَلَّاهُ اللَّهُ فَتْحَهَا عَلَى صُلْحٍ سَنَةَ سِتَ عَشْرَةَ، ثُمَّ قَفَلَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ إِلَى دَارِ هِجْرَتِهِمْ، وَقَدْ كَبَتَ اللَّهُ بِمَا كَانَ مِنْ قُدُومِهِ - جَمَاعَةَ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَفَتَّ به في أعضاد الْمُشْرِكِينَ، وَأَرْعَبَ بِهِ قُلُوبَ الْحَاضِرِ مِنْهُمْ، وَأَذَلَّهُمْ بِأَدَاءِ الْجِزْيَةِ، وَأَخَافَ بِهِ الْغَائِبَ. قَالُوا: ثُمَّ لَمْ يَرْضَ بِمَا كَانَ مِنْ قَدْمَتِهِ دُونَ أَنْ عَادَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِي الشَّامِ مِنَ الْوَبَاءِ، فَانْصَرَفَ بِمَنْ مَعَهُ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ سَنَةَ سبع عشرة. قال أبو زرعة: فَدَلَّتْنَا صِحَّةُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ عَلَى أَنَّ لِقَاءَ عُمَرِ أَبَا عُبَيْدَةَ وَمُعَاذًا كَانَ فِي مَقْدَمِهِ دِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَهِيَ سَنَةُ

سَرْغٍ، مَرْجِعُ عُمَرِ بِالْجَيْشِ إِلَى الْمَدِينَةِ، لِئَلَّا يُقْدِمُ عَلَى الطَّاعُونِ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن أحمد بن حنبل. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثُمَّ عَادَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ - يَعْنِي سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ - حَتَّى أَتَى الْجَابِيَةَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَرَفَعَ إِلَيْهِ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ مَا اجْتَمَعَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ، فَجَنَّدَ الْأَجْنَادَ، وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ، ثُمَّ فَرَضَ الْأَعْطِيَةَ وَالْأَرْزَاقَ، ثُمَّ قَفَلَ إلى المدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: فِي سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ كَانَ طاعون عمواس.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ: فَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: رُبَّ خِرْقٍ مِثْلُ الْهِلَالِ، وبيضا ... ء لَعُوبٍ بِالْجِزْعِ مِنْ عَمَوَاسِ قَدْ لَقُوا اللَّهَ غَيْرَ باغٍ عَلَيْهِمْ ... فَأَحَلُّوا بِغَيْرِ دَارِ ابْتِئَاسِ وَصبَرْنَا حَقًّا، كَمَا وَعَدَ اللَّهُ وَكُنَّا فِي الصَّبْرِ قَوْمَ تآسِي. قَالَ: وَكَانَ فَتْحُ جَلْوَلَاءَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَمِيرُهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، ثُمَّ كَانَتْ قَيْسَارِيَّةُ فِي ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمِيرُهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أبي سفيان. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ

ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ: أَنَّ مصر فتحت سنة عشرين. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث ب سَعْدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ افْتَتَحَ مِصْرَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَعَاشَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِيهَا قَدْمَتَينِ. قال ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَفَتَحَ عَمْرُو بن العاص الإسكندرية ففتحها الأَوَّلَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ: ثُمَّ انْتَقَضُوا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَكَانَتْ نَهَاوَنْدُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ. قال أَحْمَدُ: كَانَتْ أَذَرْبِيجَانُ سَنَةَ اثْنَتْينِ وعشرين، واصطخر الأولى وهمدان سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَكَانَتْ نَهَاوَنْدُ أيضاً سنة إحدى وعشرين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سِمَاكِ الْحَنَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: دخلت على عُمَرَ بْنِ

في ذكر وفاة عمر

الْخَطَّابِ حِينَ أُصِيبَ، فَقُلْتُ: مَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَفَتَحَ بِكَ الْفُتُوحَ، وَفَعَلَ بِكَ، وَفَعَلَ بِكَ. قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهَا لَا أَجْرَ، وَلَا وِزْرَ. فِي ذِكْرِ وَفَاةِ عُمَرَ رَحْمَةُ اللَّهِ عليه حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: وُلِّيَ عُمَرُ عَشْرَ سِنِينَ، فَفَتَحَ اللَّهُ له الفتوح. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: فَوُلِّيَ عُمَرُ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وتوفي سنة ثلاث وعشرين. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: صَلَّى صهيب على عمر. حدثنا أبو زرعة قال: قال سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ فِيمَا حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ عَنْهُ قال: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ

عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ صُهَيْبًا صَلَّى على عمر. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ.

ذكر خلافة عثمان

ذِكْرُ خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عليه حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقَامَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سنةً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثُمَّ وُلِّيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فأقام ثنتي عشرة سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الهُذَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِفْرِيقِيَّةَ، وخُرَاسَانَ. فَعَزَلَ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ حِمْصَ، وَجَمَعَ الشَّامَ لِمُعَاوِيَةَ، وَنَزَعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ مِصْرَ وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ - أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ - وَنَزَعَ أَبَا مُوْسَى الْأَشْعَرِيَّ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَنَزَعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَنِ الكوفة، وأمر عليها سعد بْنَ الْعَاصِ، فَلَمْ يَزَلْ

أَمِيرَهَا حَتَّى اسْتَعَرَتِ الْفِتْنَةُ فِي النَّاسِ، فَفَصَلَ سَعِيدٌ مِنْ عِنْدِ عُثْمَانَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَلَقِيَتْهُ خَيْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْعُذَيْبِ فَرَدُّوهُ إِلَى عُثْمَانَ فَلَمْ تَزَلِ الْفِتْنَةُ تَسْتَعِرُ، حتى قتل عثمان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَامُ الرِّعَافِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ خَرَجَ إِلَى أَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، حِينَ انْتَقَضُوا بَعْدَ الْفَتْحِ الْأَوَّلِ فَهَزَمَهمْ، وَقَتَلَ الله منويل، وَلَمْ يِكُنِ الْمُقَوْقِسُ تَحَرَّكَ، وَلَا نكث. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حِصْنِ بْنِ عَلَّاقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: غَزَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قُبْرسَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاخِتَةُ ابْنَةُ قُرَظَةَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ: ثُمَّ غزا أبو الأعور السلمي قبرس، غَزْوَتَهَا الْأَخِيرَةَ سَنَةَ سِتٍ وَعِشْرِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَكَانَتْ غَزْوَةُ سَابُورِ الْجُنُودِ سَنَةَ ست وعشرين. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ

ابْنِ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ - مَوْلًى لَهُمْ - قَالَ: غزونا مع عبيد اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَبَلَغَ سَهْمُ الْفَارِسِ ثلاثة آلاف دينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ كَانَتْ فَارِسُ الأُوْلَى، وَاصْطَخْرُ الْآخِرَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، ثِمَّ كَانَتْ فَارِسُ الْآخِرَةَ وَجَوْرُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ كانت طبرستان سنة ثلاثين. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ غَزَا الْأَسَاوِدَةَ سَنَةُ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا

فَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ عَيْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، وَأَبِي شِمْرَ بْنِ أَبْرَهَةَ، وَحَيْوِيلُ بْنُ نَاشِرَةَ الْكَنْعِيّ فَسُمُّوا رُمَاةَ الحِدَقِ، فَهَادَنَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، إِذْ لَمْ يَطِقْهُمْ، فَقَالَ الشَّاعِرُ يَوْمَئِذٍ: لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ يَوْمِ دَمْقَلَهْ ... الْخَيْلُ تعدو بالدروع مُثْقَلَهْ ثُمَّ كَانَتْ سَنَةُ الْمَضِيقِ، سنة ثنتين وثلاثين. قال أبو زرعة: وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ قُبْرُسَ كَانَتْ سَنَةَ ثَلَاثَ وَثَلَاثِينَ، وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا مَا قَالَ يَزِيدُ بن عبيدة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ قُبْرُسَ. قَالَ جُبَيْرٌ: وَرَأَيْتَهُ يَبْكِي، والسَّبْيُ يُفَرَّقُ. ثُمَّ كَانَتِ الصَّوَارِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، ثُمَّ كَانَتْ ذُو خَشَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ. وَقُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سنة خمس وثلاثين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهَرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ العَبْسِيِّ قَالَ: قَتَلَهُ سَوْدَانُ بْنُ رُومَانَ المرادي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ أَنَّهِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْعَزِيزِ يَقُولُ: صَلَّى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ في ثمانية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وكانت الفتنة خمس سنين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَتِ الْجَمَلُ

سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَتْ صِفِّينُ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ سبع وثلاثين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ، لَمْ تَكُنْ لِلنَّاسِ غَازِيَةٌ، وَلَا صَائِفَةٌ، حَتَّى اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَمَّوْهَا سَنَةَ الْجَمَاعَةِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَأَغْزَا مُعَاوِيةُ الصَّوَائِفَ، وَشَتَّاهُمْ بِأَرْضِ الرُّومِ سِتَّ عَشْرَةَ صَائِفَةً، تَصِيفُ بِهَا وَتَشْتُو، ثُمَّ تُقْفِلُ وَتَدْخُلُ مُعَقِّبَتُهَا، ثُمَّ أَغْزَاهُمْ مُعَاوِيَةُ ابْنُهُ يَزِيدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْبَرِّ وَالبْحَرِ حَتَّى جَازَ بِهِمِ الْخَلِيجَ، وَقَاتَلُوا أَهْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ قَفَلَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَدَلَّنَا خَبَرُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذَا: أَنَّ أَبَا أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا الفَزَارِيُّ

عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظُبْيَانَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - وَهُمْ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ - أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَانِبِ حَائِطِهِمْ. وَقَالَ: فَقَرَّبْنَاهُ مِنْهُ ثُمَّ دَفَنَّاهُ تَحْتَ أقدامنا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ خِلَافَةَ مُعَاوِيَةَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُمْ: سَعْدٌ، وَأُسَامَةُ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتَ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَرَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ أَكْثَرُ مِمَّنْ سَمَّيْتُ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، كَانُوا مَصَابِيحَ الْهُدَى، وَأَوْعِيَةَ الْعِلْمِ، حَضَرُوا مِنَ الْكِتَابِ تَنْزِيلَهُ، وَأَخَذُوا عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَأْوِيلَهُ، وَمِنَ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مِنْهُمْ:

الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَعْبدُ الرَّحْمَنِ بن الأسود بن عبد غوث، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعْبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ فِي أَشْبَاهٍ لَهُمْ، لَمْ يَنْزَعُوا يَدًا عَنْ مُجَامَعَةٍ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو - أبو زرعة - قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أبَيِ الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فِي خِلَافَةِ مُعَاويَةَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ - أَمْلاهُ عَلَيْنَا -: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بُويِعَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَهُوَ عَامُ الْجَمَاعَةِ، فَأَقَامَ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَشْهُرًا. قَالَ أبو مُسْهِرٍ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم بن الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ فيها أو قبلها بسنة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: ثُمَّ أَقَامَ يَزِيدُ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَنِصْفٍ، لَمْ يُتِمَّهَا، وَمَاتَ بحوارين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: فَبُويِعَ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَعْبدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. بَايَعَ مَرْوَانَ أهلُ الْأُرْدُنِ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَسَائِرُ النَّاسِ زُبَيْرِيِّونَ. ثُمَّ اقْتَتَلَ مَرْوَانُ وَشِيعَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ يوم رج رَاهِطٍ فَظَفِرَ مَرْوَانُ وَشِيعَتُهُ بِشِيعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِمَرْوَانَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ ثَمَانِيَ حِجَجٍ، وَلِيَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ إلى سنة إحدى وسبعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَتِ الْحَرَّةُ يَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثلاث وستين. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعْبدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ سَنَةَ ست وعشرين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِيهِ أَرْبَعَ سِنِينَ وَنِصْفٍ لَمْ يتمها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ: أَنَّهُ لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ لِمَرْوَانَ فَغَلَبَ، فَصَارَتِ الشَّامُ وَمِصْرُ لِمَرْوَانَ، وَكَانَ بَقَاؤُهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَهَلِكَ بِدِمَشْقَ. قَالَ: فَعَهِدَ إِلَى عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمُصْعَبٍ، وَوَجَّهَ الْحَجَّاجَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لَهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَعَبْدُ اللَّهِ بن عمر يومئذ حي. حدثنا أبو زرعة قال: حدثا أَبُو مُسْهِرٍ حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هَوَ، أما بعد: فإنك راع، ولك راع مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ " اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ هُو ليجمعنّكُم إِلَى يَوْم القِيَامة، لاَ رَيْبَ فِيْهِ، ومنْ أَصْدَق مِنَ اللهِ حَدِيثاً "؟ لَا أَحَدَ، وَالسَّلَامُ، قَالَ: وَكَانَ الكتاب مع سالم. قال أبو زرعة: قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ، أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ: فِي هَذِهِ السَّنَةِ - سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ - مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،

وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: فَأَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ حَتَّى أُصِيبَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍ وَثَمَانِينَ، فَكَانَ بَقَاؤُهُ مِنْ هَلْكَةِ أبيه إلى هلكته إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ عَمَّرَ سِتِّينَ سَنَةً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ جَدِّهِ: وَأَمْلَاهُ عَلَيْنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَا جَمَيْعًا: ثُمَّ اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَقَامَ تِسْعَ سنين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ، فَأُصِيبَ فِي سَنَةِ سِتٍ وَتِسْعِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: كَمْ كَانَ سِنُّ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَدْ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ: أَنِّ مَرْوَانَ لَمْ يَسْبِقْ عَبْدَ الْمَلِكِ إِلَّا بِالْحِلْمِ. قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: قَدْ جاز الأربعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَتَينِ وَشَيْئًا، قَالَ: وَهَلَكَ فِي صفر سنة تسع وتسعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَتْ خِلَافَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَأَنَّهَا

خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَانَ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا، قَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَا جَمِيعًا. فَعَهِدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَقَامَ سَنَتَينِ وَنِصْفًا، ثُمَّ مَاتَ بِدِيرِ سمعان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سِنِّ أَبِيهِ، فَقَالَ: لَمْ يبلغ الأربعين. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ

عَمَّارٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وأشهر، ولم يتم الأربعين. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِبَعْضِ مَنْ كَانَ يَخْلُو مَعَهُ: أدع الله لي بالموت. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَاطِمَةَ ابْنَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَوْ جَارِيَتَهَا - وَهُوَ بَيْنَ الْبَابِ وَالسِّتْرِ - تَقُولُ: أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْكَ، قال: آمين، فعجل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: فَأَقَامَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: وَأُصِيبَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني هشام بن الْهَيْثَمِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ مَاتَ بِالسَّوَادِ بِالأُرْدُنِّ، وَكَانَ وَجَعُهُ طَرَفًا من السل.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: ثُمَّ اسْتُخْلِفَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ خِلَافَتِهِ كَانَتْ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وأشهراً. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخَبَرَنَا هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِّيَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عِشْرِينَ سَنَةً إلا أشهراً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: فَأُصِيبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، يُقَالُ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَأَقَامَ سَنَةً وَأَشْهُرًا. قَالَ: ثَمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، ثم أصابه الطاعون. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: ثُمَّ جَاءَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فأقام خمس سنين. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ أَقَامَ سِتَّ سنين ثم قتل بمصر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ: أَنَّهُ قُتِلَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.

أول ولاية بني هاشم

أول ولاية بني هاشم حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُسْهِرٍ قَالَ: وَاسْتُخْلِفَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَقَامَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَبُويِعَ أَبُو جَعْفَرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ الْمَهْدِيُّ مُحُمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، فأقام عشر سنين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَمُوسَى أُصِيبَ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فأقام ثلاثة وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرَينِ، ثُمَّ أُصِيبَ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.

في ذكر القضاة

في ذكر القضاة حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: عُمَرُ أَمَّرَ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَلَى الْقَضَاءِ - يَعْنِي بِدِمَشْقَ - وَكَانَ الْقَاضِي يَكُونُ خَلِيفَةَ الأمير إذا غاب.

حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَلِيَ الْقَضَاءَ بِدِمَشْقَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَنْ تَرَى لِهَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ. فَلَمَّا مَاتَ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى فُضَالَةَ فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا إِنِّي لَمْ أُحِبَّكَ بِهَا، وَلَكِنِّي اسْتَتَرْتُ بِكَ من النار، فاستتر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ مُعَاوِيَةُ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ على دمشق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ أَبَا مُسْهِرٍ حَدَّثَهَمْ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَلِيَ الْقَضَاءَ ثُمَّ فُضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ثُمَّ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ثُمَّ بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَزَلَ بِلَالًا، وولى أبا إدريس الخولاني.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ - وَكَانَ قَاضِيًا -: مَا عَزَلُونِي حتى أزحفت. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ كَانَ يَلِي الْقَضَاءَ والقصص. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ عَزَلَ أَبَا إِدْرِيسَ عَنِ الْقَصَصِ وَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ فَقَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: عَزَلْتُمُونِي عَنْ رَغْبَتِي، وَتَرَكْتُمُونِي في رهبتي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ رَأَى بِلَالَ بْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَلَى قَضَاءِ دِمَشْقَ، أُتِيَ بشاهد زور فضربه.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ زُرْعَةَ بْنَ ثَوْبٍ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِدِمَشْقَ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ لَا يأخذ على القضاء أجراً. حدثنا أبو زرعة حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثُمَّ وُلِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ اليَحْصُبِيِّ، ثُمَّ زُرْعَةُ بْنُ ثَوْبٍ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْخَشْخَاشِ العُذَرِيِّ قَاضِي دِمَشْقَ زَمَنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا

عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبِ - قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَقَلْتُ السُّفَهَاءَ مِنْ إِيمَانِهِمْ، فَلَا تُقِلْهُمُ العتاقة والطلاق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يوسف عن كلثوم بن زيادة قَالَ: أَقَامَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ يقضي ثلاثين سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ جَعَلَ الزُّهْرِيَّ قَاضِيًا مَعَ سليمان بن حبيب. وحدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَجْعَلَ أَحْكَامَ النَّاسِ وَالْأَجْنَادِ حُكْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي كُلِّ مِصْرٍ مَنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ، وَجُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِهِ نَاسٌ مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت فيهم قضاة، قضوا بأقضية أَجَازَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَرَضُوا بِهَا، وَأَمْضَاهَا أَهْلُ الْمِصْرِ، كَالصُّلْحِ بَيْنَهُمْ، فَهُمْ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من ذلك. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ

بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ نُمَيْرُ بْنُ أوس قاضياً لهشام. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عمرو: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: فَكَتَبَ نُمَيرُ بْنُ أَوْسٍ إِلَى هِشَامٍ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْقَضَاءِ، وَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ، فَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَنْ لِقَضَاءِ الجُنْدِ؟ قَالُوا: يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَيْسَ إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلٍ. وَكَانَ هِشَامٌ قَدْ أَصْحَبَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ هِشَامٍ. قَالُوا: فَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ. قَالَ: ذَاكَ صَاحِبُ مِنْبَرٍ. قَالُوا: فَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ. فَأَمَرَ بِعَهْدِهِ فَكُتِبَ، وَوَلَّاهُ القضاء. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: عَزَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَوَلَّى الْحَارِثَ بْنَ يُمْجَدِ الْأَشْعَرِيِّ ثُمَّ وَلَّى سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيَّ وَوَلَّاهُ

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ وَلَّى مُحَمَّدَ بْنَ لَبِيدٍ الْأَسَدِيَّ، ثُمَّ وَلَّى سَلَمَةَ بن عمرو. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَنْظُرُ فِي دَمِ قَتِيلٍ، فَأَبَى، وَقَالَ: سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو يَأْخُذُ الرِّزْقَ، وَأَنَا أَنْظُرُ فِي الدِّمَاءِ!؟ فَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ: صَدَقَ. قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ يَحْيَى بْنَ حمزة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ: أَنَّهُ مَاتَ سنة ثلاث وثمانين ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ - أَمِيرُ الْمَؤْمِنِينَ - دِمَشْقَ، وَكَانَ مَقْدَمُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، اسْتَعْمَلَ يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ عَلَى الْقَضَاءِ، وَقَالَ لَهُ: يَا شَابُّ إِنِّي أَرَى أَهْلَ بَلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ فَإِيَّاكَ والهدية.

ومن قضاة فلسطين

قال أبو زرعة: فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا حَتَّى مَاتَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْضَى؟ فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ، فَقِيلَ لَهُ، فَعُمَرُ؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: أَفَرَأَيْتَ شُرَيْحًا؟ فَقَالَ: كَذَلِكَ يَقُولُونَ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ يُسْتَقْضَى بِالْعِرَاقِ، وَلَا يُسْتَقْضَى بِغَيْرِهِ؟ لَيْسَ كَمَا تَقُولَونَ. وَمِنْ قُضَاةِ فلسطين حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ فِلَسْطِينَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى عَامِلِهِ بِالْمَدِينَةِ: أَعْرِضْ عَمَّا قَضَى فِيهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَإِنَّ النَّظَرَ فِي قَضَاءِ الْقُضَاةِ عَنَاءٌ معنى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ

قضاة مرو

الْحَلَبِيُّ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قال: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ يَقُولُ: مَنْ خَافَ الدَّوَائِرَ لَمْ يَعْدِلْ، وَمَنْ أَحَبَّ كَثْرَةَ الْمَالِ وَالشَّرَفِ لَمْ يعدل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي غَيْلَانَ الْفِلَسْطِينِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَوْهِبٍ: ثَلَاثٌ إِذَا لَمْ يَكُنَّ فِي الْقَاضِي، فَلَيْسَ بِقَاضٍ: يَسْأَلُ وَإِنْ كَانَ عَالِمًا، وَلَا يَسْمَعُ شِكِيَّةَ مِنْ أَحَدٍ لَيْسَ مَعَهُ خَصْمَةٌ، ويقضي إذا فهم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حمزة عن ابن غَيْلَانَ الْفِلَسْطِينِيّ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ: ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ اللَّوَائِمَ، وَأَحَبَّ الْمَحَامِدَ، وَكَرِهَ الْعَزْلَ. قُضَاةُ مرو حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: وَحَدَّثَنِي

أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ بِقُضَاةِ مَرْو قَالَ: كَانَ مِنْ قُضَاةِ مَرْوٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَيَحْيَى بْنُ يُعْمَرَ، وَأَبُو مَنَازِلٍ - ابْنُ أُخْتِ شُرَيْحٍ -، وَأَبُو عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ - صَاحِبُ حَدِيثِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ فِي المُسْكِرِ - وَاسْمُهُ فُلَانُ بْنُ سَعْدٍ، - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ - وَيَعْقُوبُ بْنُ الْقِعْقَاعِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ - مِنْ وَلَدِ عَمْرٍو بْنِ أخطب. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رِزْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن المبارك يَقُولُ: كُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَيْتَ عَلَيْهِ نُورَ الإسلام. والحسين بن واقد. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شقيق يَقُولُ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ وَاقِدٍ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، اشْتَرَى لَحْمًا بِدِرْهَمٍ فَعَلَّقَهُ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَمَنْ لَنَا مِثْلَ الْحُسَينِ، وَمَنْ لَنَا مِثْلَ الْحُسَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: مَنِ الْجَمَاعَةِ؟ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْحُسَيْنِ بْنُ وَاقِدٍ، وأبو حمزة السكري. قال أبو زرعة: قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ: لَيْسَ فِيهِمْ شَيْءٌ مِنَ الإِرْجَاءِ، ولا رأي أبي حنيفة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ: مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونَ.

آخر الجزء الأول من أجزاء أبي زرعة، ويتلو هذا أول الجزء الثاني من أجزاء أبي زرعة، وأوله: مِنْ أَخْبَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بسر. فِي أَوَّلِ الْجُزْءِ الثَّانِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

الثاني من التاريخ

الثَّانِي مِنِ التَّارِيخِ

أخبار من أخبار عبد الله بن بسر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَخْبَارٌ مِنْ أَخْبَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بسر أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْأَلْهَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ: أَرَأَيْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ أَكَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ في عنفقته شعرات بيض. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال:

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ يُحَدِّثُنَا حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوليد عن صفوان ب عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً وَكَانَتْ لَهُ جُبَّةٌ، وَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ عِمَامَةً وَلَا قَلَنْسُوةً شتاءً ولا صيفاً. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ لَا يلحف شاربه. حدثنا أبو زرعة قال: وَذَكَرَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَنَّ حُرَيْزَ بْنَ عُثْمَانَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَأَيْتُ قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مُشَمَّرًا، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ ذلك. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَبَا صَفْوَانَ أُحْضِرَ لِفَرَاغِ بِنَاءِ مَسْجِدِ حِمْصَ، كَتَبَ بِذَلِكَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ سُلَيْمٍ حِينَ فرغ من تزيينه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَّةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ جَالِسًا يَتَوَضَّأُ، فَبَيْنَا هُوَ يتوضأ خرجت نفسه.

ذكر الوقائع بالشام في خلافة أبي بكر وعمر

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بن عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُمْ أَهْلُ بَيْتِ أَرْبَعَةٍ، صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: بُسْرٌ، وَابْنَاهُ، وَابْنَتَهُ. قال أبو زرعة: فَبَلَغَنِي أَنَّهُمْ: بُسْرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وعطية، وأختهما: الصماء. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيِّ: أَنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بُسْرٍ اسْمُهَا: بَهِيمَةُ. ذِكْرُ الْوَقَائِعِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَمَنْ أُصِيبَ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ السِّنِينَ وَتَارِيخُ ذَلِكَ. قال أبو زرعة: كَانَتْ أُجْنَادِينُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ

مِنْ أَرْضِ الشَّامِ قُتِلَ بِهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنُ الْعَاصِ وَأَبَّانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ. وَقُتِلَ بِهَا: الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو الدَّوْسِيِّ. وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ: هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ. إِلَى هُنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ سَنَةَ ثلاث عشرة. قال أبو زرعة: وَفُتِحَتْ دِمَشْقُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ في رجب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثْنِيهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ بهذه القصة. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ: عَامُ الْيَرْمُوكِ سَنَةَ خَمْسَ عشرة. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يُونُسَ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ

شِهَابٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَاسْتُخْلِفَ خَالِدٌ، وَابْنُ عَمِّهِ: عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ، فَأَقَرَّةُ عُمَرُ، وَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُغَيِّرَ أَمْرًا قَضَى فِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ. قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَمَّرَ عُمَرُ مَكَانَهُ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ نَعَاهُ عُمَرُ لِأَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ احْتَسِبْ يَزِيدَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، فَمَنْ أَمَّرْتَ مَكَانَهُ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةُ. قَالَ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ المُرِّيِّ: أَنَّ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ ابْتَنَى بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَمَّامًا. حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني محمد بن عايذ الْكَاتِبُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ بِفَحْلٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِفَحْلٍ مِنْ أَرْضِ الأردن. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعةَ قَالَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِقَصِيرِ خالد من أرض الأردن. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدِ بْنِ عَايذٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَسْلَمَ مُعَاذُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ أبو زرعة: بَلَغَنِي، أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أربع وثلاثين سنةً. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ معاذاً شهد بدراً.

قَالَ أبو زرعة: فَهَؤُلَاءِ الْعَشْرَةُ الْمُتَوَفَّوْنَ بِالَّشامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى انْقِضَاءِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ التَّارِيخِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَكَعْبُ الأحبار فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا من خلافته. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ المُرِّيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّ عُمَرَ انْتَقَلَ أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنْ حِمْصَ إِلَى دِمَشْقَ. حدثنا أبو زرعة: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ مِنْ آخِرِ الْأَنْصَارِ إسلاماً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ جبير بن نقير قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ، فَسَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ النِّفَاقِ. وَاسْمُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: عويمر. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال:

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الرَّحَبِيِّ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنَعَانِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُسَلَّحَةً بِبَرْزَةٍ، ثُمَّ تَقَدَّمْنَا مَعَ أَبِي عُبَيْدةَ بْنِ الجراح ففتح الله بنا ماد ون النَّهْرِ، وَحَاصَرْنَا عَانَاتٍ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا سَلْمَانُ الْخَيْرِ فِي مَدَدٍ لَنَا. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ

الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حدثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قدم علينا سلمان دمشق، فلم يَبْقَ فِينَا شَرِيفٌ إِلَّا عَرَضَ عَلَيْهِ الْمَنْزِلَ. فَقَالَ: إِنِّي عَزَمْتُ أَنْ أَنْزِلَ عَلَى بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ مَرَّتِي هَذِهِ. فَسَأَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقِيلَ: مُرَابِطٌ. فَقَالَ: وَأَيْنَ مَرَابِطِكُمْ يَا أَهْلَ دِمَشْقَ؟ قَالُوا: بِبَيْرُوتَ، فَخَرَجَ إِلَى بَيْرُوتَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ: وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ هَلَكَا بِالْعَقِيقِ، فَحُمِلَا إِلَى المدينة، ودفنا بالمدينة.

حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قال: حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قالت: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بِالْعَقِيقِ، فَغَسَّلَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وكفنه وخرج معه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تُوُفِّيَ سَعْدٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ، بعد حجته الأولى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ اسْتَخْلَفَ فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ - حِينَ خَرَجَ إِلَى صِفِّينَ - عَلَى دِمَشْقَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ: أَنَّ فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: فَحَمَلَ مُعَاوِيَةُ سَرِيرَهُ، وَقَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: أَعْقِبْنِي أَيْ بُنَيَّ، فَإِنَّكَ لَنْ تَحْمِلَ بَعْدَهُ مثله. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم

عن الوليد بن خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ - وَكَانَ يَقْضِي بَيْنَ أَهْلِ دِمَشْقَ - قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَنْ تَرَى لِهَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: فُضَالَةَ بن عبيد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ الْقَاضِيَ كَانَ خَلِيفَةَ الْأَمِيرِ إذا غاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ هُوَ أَمَّرَ أَبَا الدَّرْدَاءِ على القضاء بدمشق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ فلسطين: عبادة بن الصامت. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ

عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلْتُ عَلَى عبادة بن الصامت. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ أَنَّهُ حدثهم عن بدر بْنِ سِنَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُبَادَةَ أَنْكَرَ عَلَى مُعَاوِيَةَ شَيْئًا فَقَالَ: لَا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ، فَرَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكَ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى مَكَانِكَ، فَقَبَّحَ اللَّهُ أَرْضًا لَسْتَ فِيهَا، وَلَا أَمْثَالُكَ، ولا أمرة عليك.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَبْرُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابنُ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ تُوُفِّيَ فِي غَزَاةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ القسطنطينية في خلافة معاوية. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الخُوْلَانِيَّ تُوُفِّيَ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَعَلَى النَّاسِ بُسْرُ بْنُ أبي أرطأة، بحمة بسر. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال:

حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الخَوْلَانِيِّ عَنْ سعيد بن هانىء قال: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّمَا الْمُصِيبَةُ كُلُّ الْمُصِيبَةِ لِمَوْتِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، وَكُرَيْبِ بن سيف الأنصاري. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ كُرَيْبَ بْنَ سَيْفٍ الْأَنْصَارِيَّ عَلَى قَضَاءِ الْأُرْدُنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صَالِحٍ المُرِّيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ

الْغَازِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً عَلَى رَجُلٍ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وُهُوَ يُحَدِّثُهُمْ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عقبة بن عامر الجهني. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ - مَقْدَمَهُ دِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ - فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فِي خِلَافَةِ معاوية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر في نومة نامها. حدثنا أبو زرعة قال: حدثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قال: حَدَّثَنَا نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ:

تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي وَادِي الْحَبَشَةِ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ، فَنَقَلُوهُ إِلَى أَعْلَى مكة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ انْصَرَفَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يَلْبَثِ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تُوُفِّيَ، بَعْدَمَا خرج معاوية من المدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ، وَيُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ امْتَنَعَ مِنْ بَيْعَةِ يَزِيدَ. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كُنْ عَلَى مَا فِي نفسك. حدثنا أبو نعيم قَالَ: أَخْبَرَنَا سَفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قال: لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاويَةَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ

كَانَ خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ بلاءً صبرنا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَّدَثَنِي هِشَامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن عبد اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانِ قَالَ: فَلَمْ أَرَ كَبَيْعَةِ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَئِذٍ، إِنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ خَيِّرَةً فَإِنَّا نَرْضَى، وَإِنْ كَانَتْ بَلِيَّةً فَإِنَّا نصبر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حدثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كانت خيبر سنة ست. حدثنا أبو زرعة قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرِ

بن هانىء قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: تَشَبَّثُوا بِصِدْغِي مُعَاوِيَةَ، اللَّهُمَّ لَا تدركني سنة ستين. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جابر عن عمير بن هانىء قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لَا تُدْرِكْنِي سَنَةَ سِتِّينَ. قال: فَتُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِيهَا، أَوْ قبلها بسنة. حدثني أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ تُوُفِّيَ فِي صَدْرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيّ: إِنَّ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْحَاجِبِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَنَزَلَ بَعْضَ الدُّورِ بِدِمَشْقَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَخْرُجُ لَيْلًا يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بئر معونة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابن شهاب: أن معاذ القارىء قتل يوم الحرة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ: إن عبد الله بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ قُتِلَ يَوْمَ الحرة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لَيَالِيَ الْحَرَّةِ فِي وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ وَكَانَتِ الْحَرَّةُ يَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، يَوْمَ سَبْتٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سنة إحدى وستين.

حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. حدثنا أبو زرعة قال: قال: وَحُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ الْغَسَّانِيِّ: إِنَّ مَالِكَ بْنَ هُبَيْرَةَ تُوُفِّيَ فِي أَيَّامِ مَرْوَانَ بِبَيْتِ راس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَقَامَ مَرْوَانُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ فَهَلَكَ بدمشق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ السَّيْبَانِيِّ: أَنَّ رَبِيعَةَ الجُرَشِيَّ قُتِلَ براهط. حدثنا أبو زرعة قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُعَاذِ بْنِ

عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ - أَعْطَانِيهِ - ابْنُهُ -: أَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ عِمْرَانَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَمِّ الْحَكَمِ يَوْمَ رَاهِطٍ خَلِيفَةً لِمَرْوَانَ عَلَى دِمَشْقَ، وَكَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ بِمَرْجِ رَاهِطٍ، فَجَاءَهُ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ فَبَشَّرَهُ بِقَتْلِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَقَتْلِ هَمَّامِ بْنِ قَبِيصَةَ. وَذَكَرَ الْأَلْهَانِيُّ: وَقَتْلِ ابن ثور السلمي. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: كَانَ رَبِيعَةُ الْجُرَشِيُّ يَقُصُّ في خلافة معاوية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ ربيع الْجُرَشِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قِصَصِهِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْخَيْرَ مِنْ أَحَدِكُمْ كَشِرَاكِ نَعْلِهِ وَجَعَلَ الشَّرَ مِنْهُ مَدَّ بصره. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالَ النَّاسُ: نَقْتَدِي

بِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: بِرَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُرَشِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ الذِّمَّارِيِّ، ويزيد بن الأسود الجرشي. حدثنا أبو زرعة قال: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ الثَّلَاثَةَ: رَبِيعَةَ بْنَ عَمْرٍو الْجُرَشِيَّ، وَيَزِيدَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَعَشْوَرَ السُّلَمِيَّ. قَالَ السَّيْبَانِيُّ: فَأَمَّا رَبِيعَةُ فَقُتِلَ بِرَاهِطَ، وَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ نَمِرَانَ فَلَحِقَ بِمَرْوَانَ فِيهِمْ، وَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ الأسود فلحق بالساحل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى مُصْعَبٍ، رَحَلَ مَعَهُ بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ. قَالَ: فَلَمَّا الْتَقَوْا، قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ: اللَّهُمَّ احْجِزْ بَيْنَ هَذَينِ الْجَبَلَيْنِ، وَوَلِّ الْأَمْرَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ، قَالَ: فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سُلَيْمَانُ الْبَهْرَانِيَّ عَنْ أَبِي جُنَادَةَ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ حِمْصَ، فَأَمَرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ الْبَعْثِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا، فَتَكَلَّمَ أَهْلُ حِمْصَ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوَيْفَةِ؟ قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ذِي الْكِلَاعِ فَقَالَ: يَا أَمَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ لَسْنَا بِأَهِلِ الْكُوَيْفَةِ، وَلَكِنَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ الَّذِينَ قَاتَلْنَا مَعَكَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ تَقُولُ: وَاللَّهِ يَا أَهْلَ حِمْصَ لَأُوَاسِيَنَّكُمْ، وَلَوْ بِمَا تَرَكَ مَرْوَانُ، وَعَلَيْكَ يَوْمَئِذٍ قِبَاؤُكَ الْأَصْفَرُ. قَالَ: وَأُخْرِجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِ مُيَتَّمٌ سَاعِدًا لَهُ نَحِيفَةٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ اعْزِلْ عَنَّا سَفِيهَكَ يَحْيَى بْنَ الْحَكَمِ، وَإِلَّا بَعَثْنَا إِلَيْكَ بِأَكْثَرِهِ شَعْرًا. فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ، الْتَفَتَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ لَهُ: ارْتَحِلْ عَنْ جِوَارِ الْقَوْمِ، فَقَدْ سَمِعْتَ مَا قَالَ الفايشي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ رَاعٍ، وَكُلُّ راع مسؤول عن رعيته، " والله لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فيهِ، ومَن أصدقُ مِن اللَّهِ

حديثاً؟ " لَا أَحَدٌ. قَالَ: وَبَعَثَ بِهِ مَعَ سَالِمٍ، قَالَ: فَوَجَدُوا عَلَيْهِ أَنْ قَدَّمَ اسْمَهُ فَقَالَ سَالِمٍ: انْظُرُوا فِي كُتُبِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوهُ يُقَدِّمُ اسْمَهُ، فَاحْتَمَلُوا ذلك له. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُرِّيِّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْحَاجِبِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَغَضِبُوا عَلَيْهِ. قَالَ: قُولُوا: هَكَذَا كَانَ يُكْتَبُ إِلَى معاوية، فرضوا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: أَنَّ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ لِلْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، حِينَ فَرَغَ مِنْ بُنْيَانِ مَسْجِدِ حِمْصَ: كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا كَرِيمَةَ؟ قَالَ الْمِقْدَامُ: مَا مِنْ عَبْدٍ بَنَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسْجِدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا بَنَى اللَّهُ له مسجداً في الجنة.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ بُسْرٍ حَضَرَ ذلك من فراغه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنُ عباس سنة ثمان وستين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ سنة ثلاث وسبعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: مَاتَ أَبُو أُمَامَةَ سَنَةَ إِحْدَى وثمانين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: ابْنُ كَمْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ - يَعْنِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ -؟ قَالَ: ابْنُ ثَلَاثِينَ سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَمَكْحُولٌ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى مَنْ مَنْطِقُهُ أَجْلَدُ

مِنْ مَنْظَرِهِ، فَقَالَ مَكْحُولٌ: لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مَجْتَمِعِ الْعَقْلِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ غَيْلَانَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ بِحِمْصَ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: مَاتَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ سنة ثلاث وثمانين. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بدمشق سنة ست وثمانين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَقَالَ أَصْحَابِنَا: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ هَلَكَ بِدَيْرِ الْمَرَّانِ، فَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ، فدفن بباب الصغير. قال أبو زرعة: فَلَمْ يَبْقَ بَعْدَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ: الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مالك. حدثنا أبو زرعة قل: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بن عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: إنَّهُ حَضَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الملك سنة اثنتين وتسعين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْقَاضِي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ رَأَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ وَأَبَا أُمَامَةَ صُدَيَّ بْنَ عَجْلَانَ خَارِجَيْنِ مِنْ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عليهما برنسان.

حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَحْوَصِ: مَنْ آخِرُ مَنْ بَقِيَ بِالشَّامِ، أَبُو أُمَامَةَ؟ قَالَ: آخِرُ مَنْ بَقِيَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامِ بِالْبَصْرَةِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ بِالْكُوفَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ: سَهْلُ بن سعد. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يعني مسجد دمشق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ فِي جُمُعَةٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وتسعين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ الْمَسَيِّبِ لَيَالِيَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ سَنَةَ إِحْدَى، أو اثنتين وتسعين. حدثا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ - صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبيه قال: شهدت جنازة هانىء بْنِ كُلْثُومٍ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالسَّافِرِيَّةِ، إِلَى جانب الرملة. حدثنا أبو زرعة قال: قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. قَالَ ضَمْرَةُ: وَمَاتَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ

أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ زُرَيْقُ بْنُ حَيَّانَ الْفَزَارِيُّ بِنَيْقِيَّةَ بِأَرْضِ الرُّومِ، فِي إِمَارَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ سَهْمٍ أَصَابَهُ، وَهُوَ ابن ثمانين سنة. حدثا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: قَرَأْتُ فِي دِيوَانِ الْعَطَاءِ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَدِيِّ سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: هُوَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي كَرِبَ الْكَلَاعِيُّ، يُكَنَّى: أبا عبد الله. حدثنا أبو زرعة قال: قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن ميسرة عن ابن طاووس: أن أباه طاووس مرض بمنى، ومات بمكة. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي قَالَا: حدثنا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: شَهِدْتُ جنازة طاووس بمكة سنة ست ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ سَالِمٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ سَالِمٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ، وَلَمْ يَحْجُجْ فِي خِلَافَتِهِ غَيْرَهَا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:

تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سنة ثمان ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بتأويل القرآن من القرظي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ مَكْحُولُ أَفْقَهَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ مَكْحُولُ أَفْقَهَ أهل الشام. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ مَكْحَولٌ بَعْدَ الْجَرَّاحِ.

حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: عَامُ الْجَرَّاحِ سَنَةُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. جَاءَ قَتْلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مَالِكٌ: سَمِعْتُ عَنْ مُنَبِّهِ بْنِ عَثْمَانَ يَقُولُ: كُنْتُ كَمِلَ عام الجراح يومىء إِلَى هَذِهِ السْنَةِ، سَنَةِ ثِنْتَيْ عشرة ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ خَالِهِ - وَقَدْ أَدْرَكَ مَكْحُولًا - قَالَ: تُوُفِّيَ مَكْحُولٌ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ:

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ تُوُفِّيَ قَبْلَ الجراح. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: مَا اسْمُ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ؟ قَالَ: كَانَ رُومِيًّا اسْمُهُ: قُسْطَنْطِينُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ تَسَمَّى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم بن أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَبُو عَبْدِ رَبٍّ مَوْلًى لِابْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا المليح يقول: مات عطاء بن أَبِي رَبَاحٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: مَا خَلَّفَ مثله.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: وُلِدَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سنة أربعين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سبع عشرة ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةِ قال: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَى عَهْدِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قال: قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَيْمُونٌ عِنْدَهُ. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عنْ مُبَشِّرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قال:

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا ذَهَبَ هَذَا وَضُرَبَاؤُهُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رجاجة، يعني ميمون. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنْ نَاحِيةِ الْجِزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونَ - يَعْنِي ابْنَ مهران - قبلناه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَتَى مَاتَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا؟ قَالَ: فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ قال: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ؟ قَالُوا: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ. قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِ؟ قَالُوا: عُبَادَةُ بْنُ نَسِيّ، قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ دِمَشْقَ؟ قَالُوا: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكَنَدِيّ، قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أهَلِ الْجِزِيرَةِ؟ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ الَكِنْدِيُّ، قَالَ: يَا لَكِنْدَةَ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلِدِ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ السَّكُونِيّ: أَنَّ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الْقَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الرَّصَافَةَ، فَسَقَاهُ طَبِيبٌ لِهِشَامٍ شُرْبَةً فَقَتَلَهُ، فَسَقَى هِشَامٌ ذَلِكَ الطَّبِيبَ من ذلك الدواء فقتله. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى مَاتَ سَنَةَ خَمَسَ عَشْرَةَ - يَعْنِي - ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أربع ومائة سنة.

قال أبو زرعة: وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ طَبَّاخِ معاوية أيضاً. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا يَذْكُرُ عَنِ الْهِقْلِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: رَبِيعَةَ: أَبُو شُعَيْبٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خَرَجَ غَازِيًا نَحْوِ الْمَغْرِبِ فِي بَعْثٍ بَعَثَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيُّ، فَقَتَلَهُ الْبَرْبَرُ. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يذكر ذلك. قال أبو زرعة: وَكَانَ خُرُوجُ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ فِي آخِرِ إِمْرَةِ هِشَامِ بْنِ عبد الملك. أخبرني بِذَلِكَ هِشَامُ أَنَّهُ سَمِعَ الْهَيْثَمَ بْنَ عِمْرَانَ يَذْكُرُ ذَلِكَ. قَالَ أبو زرعة: نَرَى ذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَبِي أُنَيْسَةَ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وعشرين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الْخُتَّلِيُّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ مَاتَ سَنَةَ سبع وعشرين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَاتَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ الزُّهْرِيِّ بِسَنَتَيْنِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: سَنَةَ ست وعشرين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ ابْنِ عَيَيْنَةَ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ سِتٍّ وعشرين ومائة. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسُ فِي عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَّاحٍ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ،

قُلْتُ: فَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ؟ قَالَ: مَا بَلَغَنِي الْأَخِيرُ، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. كَذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل. حدثنا أبو زرعة قال: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ: أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هانىء الْعَنْسِيَّ قَتَلَهُ الصَّقْرُ بْنُ حَبِيبٍ المري بداريا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّهُ قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ قَالَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ دِمَشْقَ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَمَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ سَنَةَ تسع وعشرين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَتَى مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؟ قَالَ: سَنَةَ ثَلَاثِينَ ومائة، أو نحوها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا

الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، وَهُوَ أَعْمَى، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، مَدْخَلَ عَبْدِ الله بن علي دمشق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَدَمِ عَلَيْنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بَيْرُوتَ مُرَابِطًا زَمَنَ مَرْوَانَ - قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: فَقَالَ لِي: لَعَلَّكَ مِنْهُمْ؟ قَلْتُ: لَا يَا أَبَا عبد الحميد، يعني قدرياً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِدَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ يَوْمَ رَاهِطٍ. قَالَ أَبِي: وَتُوُفِّيَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وثلاثين ومائة. قال أبو زرعة: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ بِذِي خُشُبٍ،

فحمل، فدفن بالمدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ قَالَ: تُوُفِّيَ عَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ بِأَرِيحَا، فَحُمِلَ، فَدُفِنَ بِبَيْتِ المقدس. حدثنا أبو زرعة قال: فَحُدِّثْتُ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ التَّارِيخِ. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: تُوُفِّيَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ وَعَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قَدِيمًا مَرْضِيًّا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قُتِلَ سَنَةَ سِتٍ وَثَلَاثِينَ ومائة. قال أبو زرعة: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ بن عمر بْنِ مُهَاجِرٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ

سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، قَدِيمًا. قال أبو زرعة: بَلَغَنِي أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ - أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ - يَقُولُ: وُلِدَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ سنة ستين. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانُوا أربعة أصغرهم يزيد. حدثنا أبو زرعة قال: فَحُدِّثْتُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ كَانَ بَاقِيًا إِلَى سَنَةَ ثمان وثلاثين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِالْقَضَاءِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، لَا مكحول، ولا غيره. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ اسْمَ أَبِي مَالِكٍ: هانىء. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُ قَالَا: حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ الْمَغْلِّسِ قَالَ:

حَدَّثَنِي أَيُّوبُ أَبُو مَنْصُورٍ قال: سَمِعْتُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ: قَالَ لِيَ الْحَجَّاجُ: مَتَى كَانَ مَوْلِدُكَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ، سَنَةَ أَرْبَعِينَ. قَالَ: وهي مولدي. قال أبو زرعة: فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ كَذَلِكَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بن خالد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، فَقَالَ: كَانَ صَاحِبُ كُتُبٍ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، فقال: كان صاحب منطق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال:

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَيْدًا. قَالَ: وَتُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ - سَنَةَ أربع وأربعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ست وأربعين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ الْكُوفَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ سنة ثمان وأربعين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثني محمد بن أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ السَّيْبَانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَضِينَ بْنَ عَطَاءٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ عَلَيْهِ، مَاتَ سَنَةَ تسع وأربعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: وَحُدِّثْتُ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: هَلِكَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْحِزَامِيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ عَنِ الْوَضِينِ بِنِ عَطَاءٍ، فقال: كان صاحب منطق.

حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ وَوَجَدْتُ فِي الْكِتَابِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَهُ. قَالَ أبو زرعة: هَلِكَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أحمد بن حنبل قاله. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: هَلِكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدَ أَنَّهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ شِمْرِ بْنِ يَقْظَانَ العُقَيْلِيُّ.

حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَارِيِّ - وَقَدْ رَأَى ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ، وَابْنَ جَابِرٍ -: مَتَى مَاتَ ثَوْرٌ؟ قَالَ: قَبْلَ ابْنِ جَابِرٍ، قُلْتُ: بِسَنَةٍ؟ قَالَ: نَحْوَ ذَاكَ. قُلْتُ: فَمَتَى مَاتَ ابْنُ جَابِرٍ؟ قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانَ النَّصْرِيَّ عَنْ تاريخ موت محمد بن عبيد اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ النَّصْرِيِّ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَجَالَسْتُهُ، مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أربع وخمسين ومائة بيسير. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ - شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، قَدِيمٌ، أَدْرَكَ الْأَوْزَاعِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِيمًا - قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاتِكَةِ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ

- مَاتَ - وَعَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ، وَلِيَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، تِسْعَ سِنِينَ. قَالَ: وَعَلَى يَدَيْهِ أَفْلَحَ أَصْحَابُنَا: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بن شعيب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: وُلِدَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: هَلِكَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَحْمُدَ. كَذَلِكَ قال أبو مسهر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبَ قَالَ: قُلْتُ لُأُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ فِي الْأَوْزَاعِيِّ، أَيْنَ هُوَ مِنْ مَكْحُولٍ؟ قَالَ: لَهُوَ عندنا أرفع من مكحول. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي رَزِينٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَا سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْفِقْهِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَجَابَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي سَبْعِينَ أَلْفَ مسألة، أو نحوها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَوْزَاعِيِّ قَلَنْسُوَةً سَوْدَاءَ في أيام ابن سراقة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْتَدِ بِهِ، فَلَنِعْمَ الْمُقْتَدِي بِهِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: تَعلَّمْ مَا لَا يُؤْخَذُ بِهِ، كَمَا تَتَعَلَّمْ مَا يؤخذ به. حدنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ بَعْدَ مَوْتِ الْحَسَنِ بِنَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ

سِيرِينَ فِي مَرَضِهِ، فَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نَجْلِسُ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ قياماً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ فِي الْمُنَاوَلَةِ، أَقُولُ فِيهَا: حَدَّثَنَا؟ قَالَ: إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُكَ فَقُلْ. فَقُلْتُ: أَقُولُ: أَخْبَرَنَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: قُلْتُ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي عمرو. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي كُتُبِ الْأَمَانَةِ - يَعْنِي الْمُنَاوَلَةَ -: يُعْمَلُ به، ولا يتحدث به. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ الْأَوْزَاعِيُّ. كِتَابِي - بَعْدَمَا نَظَرَ فِيهِ - فَقَالَ: اروه عني.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي، وَدَفَعَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عني. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: أَعْرِبُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ الْقَوْمَ كَانُوا عَرَبًا. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: لَا بَأْسَ بِإِصْلَاحِ الْخَطَأِ وَاللَّحْنِ فِي الحديث. حدنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَنَعْرِضُهُ عَلَى أَصْحَابِنَا، كَمَا يُعْرَضُ الدِّرْهَمُ الزَّائِفُ فَمَا عَرَفُوا مِنْهُ أَخَذْنَا، وَمَا أنكروا تركنا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الْخُتَّلِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: يَا أَبَا عَمْرٍو: الْحَسَنُ أَوْ رَجُلٌ عَنِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: رَجِلٌ عَنِ الْحَسَنِ. قُلْتُ فَنَافِعٌ أَوْ رَجُلٌ عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ عَنْ نَافِعٍ. قُلْتُ: فَعَمْرُو بْنُ

شُعَيْبٍ، أَوْ رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ شعيب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْفِرْيَابِيِّ كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يحفظ؟ قال: نعم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أحداً شبه بأهل العلم منه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَّمَدُ بْنُ حِمْيَرَ - وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ: لَوْ قِيلَ لِي: اخْتَرْ لِلْأُمَّةِ، لَاخْتَرْتُ الْأَوْزَاعِيَّ. حدثنا أَبُو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ - وَذَكَرَ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ، وَالْمُطْعِمَ بْنَ الْمِقْدَامِ، وَالْأَوْزَاعِيَّ - فقال: أين كانا منه؟. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: كَانَ ابْنُ حَيْوِيلَ أعلمهم بالزهري. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ

الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلَ: ذِكْرُهُ أَحْسَنُ من حديثه. يتلوه حديث سلميان بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي خُلَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ. فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تسليماً.

الثالث من التاريخ

الثالث مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حديثنا أَبُو خُلَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ جَالِسَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، مَا معهما ثالث يطلب العلم. حدنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، وَسَأَلَهُ مُنِيبٌ فَقَالَ: أَكُلُّ مَا جَاءَنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَقْبَلُهُ؟ فَقَالَ: نقبل منه ما صدق كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ مِنْهُ، وَمَا خَالَفَهُ فَلَيْسَ مِنْهُ. قَالَ لَهُ مُنِيبٌ: إِنَّ الثِّقَاتِ جاؤوا بِهِ. قَالَ: فَإِنْ كَانَ الثِّقَاتُ حملوه عن غير الثقات؟ حدثنا أبو زرعة قال: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُعَاذِ

بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى فِي سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: لَوْ كَانَ حَيًّا مَا جَعَلْتُهَا شُوْرَى قَالَ: ضعيف. حدثنا أبو زرعة قال: وَحُدِّثْتُ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبَيَعةَ قَالَ: وُلِدَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ. فَلَمْ يَقِفُ عَلَيْهِ، وَقَالَ لِي: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قوياً قد جاز السبعين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ الْوُحَاظِيَّ يَقُولُ: مَاتَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَحَرِيزِ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو مَهْدِيِّ سَنَةَ ثلاث وستين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْعَيَّارِ، قَالَ: وَمَاتَ قَدِيمًا. قُلْتُ: سَمِعْتَ منه شيئاً؟ قال: لا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ قَالَ:

مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَصلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ عبد العزيز. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَعَنَا ابْنُ زَبْرٍ، فَنُعِيَ إِلَيْنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، فَاسْتَرْجَعَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَمَاتَ سَعِيدٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَنْسِبُ سَعِيدًا فَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي يَحْيَى التَّنُوخِيُّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ النَّضْرِ: سَلْ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ سِنِّ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَالَ لَهُ: كَانَ وَصِيفًا فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ بن عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ قَرِيبًا مِنْ سِنِّ الأوزاعي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ سِنِّ الْأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدٍ، وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّ سَعِيدًا أَسَنُّ الرَّجُلَيْنِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: وُلِدَ الْأَوْزَاعِيُّ قبل أن يجتمع أبواي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَارَسْتُ مَكْحُولًا بِالصَّارِفِيَّةِ. قُلْتُ لِسَعِيدٍ: كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا تَرْفَعُ أَنْتَ صَوْتَكَ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: صَلَّى بِنَا الزُّهْرِيُّ، وَهُوَ نَازِلٌ بِالرَّاهِبِ عَلَى بُسَاطٍ حَبَرِيٍّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ، فَصَحِبْتُهُ إِلَى الْجَامِعِ، فَانْتَظَمْتُهَا مُسْأَلَةً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَنَا مَا سَمِعْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَمَكْحُولٍ، فَأَمَّا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ هَكَذَا، يعني ضعيفاً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دُهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْنَا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَقَالَ: لا شيء عليكم. قال أبو زرعة: قَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هذه المسألة. حدثا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ

ذَكْوَانَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ عِلْمُ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز في صدره. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قَالَ: كَانَ سَعيِدُ يَخْضِبُ بالحمرة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أبو الجماهير قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ سنة ثمان وستين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُرِّيَّ - جَدَّهُ - تُوُفِّيَ بَعْدَ سَعِيدٍ بِنَحْوٍ مِنْ سَنَةٍ - وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا هَاشِمٍ - ابْنَ تسع وثمانين سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: مَاتَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، هَذَا ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهَذَا ابْنُ ثَلَاثٍ وثمانين. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ اللَّيْثَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَالِكَ بْنَ

أَنَسٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وُلِدَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ سنة ثلاث ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أنّ يَحْيَى مَاتَ سَنَةَ خمس وثمانين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي رديفاً في جنازة مكحول. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: وُلِدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. حدثن أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائة. ومات سنة مائتين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سبع ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ عُيَيْنَةَ سَنَةَ ثمان وتسعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثمان ومائة. قال أبو زرعة: وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، صَلَّى عَلَيْهِ مَنْصُورُ بْنُ الْمَهْدِيِّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:

صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ مَوْلِدُهُمْ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ: أَنَّ صَدَقَةَ مات سنة ثمانين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: صَدَقَةُ صَحِيحُ الْأَخْذِ، صَحِيحُ الْإِعْطَاءِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا: أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الواحد سنة مائتين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: مَاتَ بَقِيَّةُ سَنَةَ سِتٍّ وتسعين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُنَبِّهَ بْنَ عُثْمَانَ - صَاحِبَ ثَوْرٍ، وَالْوَضِينَ بْنَ عَطَاءٍ - يَقُولُ: كُنْتُ حَبَلَ عَامِ الْجَرَّاحِ، وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. كَذَلِكَ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ فِيمَا حَدَّثَنَا. قَالَ أبو زرعة: قَالَ لَنَا مُنَبِّهُ ذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ بعد ذلك بيسير. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جميعا عَنِ ابْنِ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: وُلِدَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَمَاتَ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْحَجِّ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتَسِعْيِنَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ يَقُولُ:

وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: وَنُعِيَ إِلَيْنَا فِي سَنَةِ ثِنْتَيْ عشرة ومائتين، أدركت ذاك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ بِبَابِ الصَّغِيرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ. قال أبو زرعة: وَنُعِيَ إِلَيْنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي سَنَةِ ثنتي عشرة ومائتين. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ، وَالْحَكَمَ بْنَ نَافِعٍ لَا يُنْكِرَانِ رِحْلَتَهُ إلى الأوزاعي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ سنة ثلاث عشرة ومائتين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ الْوَهْبِيُّ فِي اسْتِقْبَالِ سنة خمس عشرة ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصُّورِيِّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو مُسْهِرٍ بِبَابِ الْجَابِيَةِ، فَلَمَّا فَرِغَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ. فَذَكَرَ جميلاً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ، يَعْنِي محمد بن المبارك. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ شَيْخُ الشَّامِ بعد أبي مسهر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ

بِلَالٍ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنَ الْحَجِّ فِي اسْتِقْبَالِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، أبو الجماهير قَالَ: وُلِدَ أَبُو مُسْهِرٍ سَنَةَ أربعين ومائة. قال أبو زرعة: وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ ومائتين بالعراق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ، أَبَا الْجَمَاهِرِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ إحدى وأربعين ومائة. قال أبو زرعة: وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: وُلِدْتُ سنة إحدى وأربعين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْبَهْرَانِيَّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بن عياش: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.

حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ الْوُحَاظِيَّ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ المُفْتِي - الَّذِي يُقَالُ لَهُ: وَهْبٌ - فِي سنة ثلاث عشرة ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عام الكواكب. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قَالَ: وُلِدَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ في سنة

عشر ومايتين، مدخل السلطان. قال أبو زرعة: أدركت ذلك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وخمسين ومائة. قال أبو زرعة: وَشَهِدْتُ جِنَازَتَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بْنُ طوق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ومائة. قال أبو زرعة: مَاتَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ - صَاحِبُ الْأَوْزَاعِيِّ - سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ومائتين. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْ سَوَّارِ بْنِ عِمَارَةَ الرَّمْلِيِّ، وَهُوَ يُمْلِي عَلَيْهِ عِلْمَهْ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ سَوَّارٌ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِيرٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: وُلِدْتُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ ومائتين، أو بعدها بيسير.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَدِمْتُ مِصْرَ بَعْدَ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ سنة ثمان وتسعين وَمِائَةٍ، فَكَتَبْتُ كُتُبَ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صالح. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ طَالِبٍ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عشرة ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ رَوْحٍ الرُّعَيْنِيُّ - ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ - فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ - ثِقَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْوَليِدِ بْنِ مَسْلِمٍ - قَبْلَ سَنَةِ عشرين ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ - يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، دُحَيْمٍ -: تُقَدِّمُ عَلَى مَعْنِ بْنِ الْوَلِيدِ؛ مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا، كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ. قُلْتُ: فَأَيُّ الثَّلَاثَةِ مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ أَحَبُّ إِلَيْكَ: وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، أَوْ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، أَوِ الْعَبَّاسُ الْمُكْتِبُ؟

فقال: وليد أكيسهم وأقدسهم طَلَبًا، وَقَدْ كَانَ يَحْضُرُ صَغِيرًا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: مخرز بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ أنهما سما الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ لِلْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ: اقْرَأْ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي مجلسه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ ثَمَانٍ، أَوْ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: وَمَاتَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ محمد المكتب أَصْحَابِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ - أَيْضًا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ - وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ - وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وستين سنة. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، مَاتَ وَقَدْ جَازَ خَمْسًا وسبعين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وستين ومائة. قال أبو زرعة: وَمَاتَ فِي مَدْخَلِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ابْنَ اثْنَتَيْنِ وثمانين سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. قَالَ أبو زرعة: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، تُوُفِّيَ وهو في السبعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سنة ست وسبعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: مَاتَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِي سَنَةِ أربع وعشرين ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ الْكَاتِبُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ومائتين.

قال أبو زرعة: وَوُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، وَرَآهُ مَوْضِعًا لِلْأَخْذِ عَنْهُ، سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَهُوَ يَعْمَلُ عَلَى الْخَرَاجِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُوَثِّقُهُ.

ما حفظ من وفاة فاطمة

مَا حُفِظَ مِنْ وَفَاةِ فَاطِمَةَ وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم والتابعين حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: تُوُفِّيَتْ - يَعْنِي فَاطِمَةَ - بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَدَفَنَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْلًا، رَحْمَةُ اللَّهِ عليها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ توفيت في خلافة عمر. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ عام فتحت إفريقية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ دَفْنِ حَفْصَةَ أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِالْعُزَيْمَةِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، لِيُرْسِلَنَّ إِلَيْهِ بِالصُّحُفِ، فَفَعَلَ. قَالَ أبو زرعة: فَوَجْهُ ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ مِسْكِينٍ أَخْبَرَنِي عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ - مَوْلًى لَهُمْ - قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ غَزَا إِفْرِيقِيَّةَ ثَلَاثَ غَزَوَاتٍ، أَمَّا الْأُولَى: فَسَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ،

وَالثَّانِيَةُ: سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَالثَّالِثَةُ: سَنَةَ خمسين. قال أبو زرعة: فَنَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أَنَّ وَجْهَ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ عَامَ فُتِحَتْ إِفْرِيقِيَّةُ، أَنَّهُ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ على المدينة. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ عائشة سنة سبع وخمسين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ وَرَقَةَ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الشَّهِيدَةُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِسَبْعِ سِنِينَ خَلَتْ من خلافة عثمان. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف قال: واجبلاه.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ. قَالَ: وقتل ابن الْبَخْتَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قُتِلَ مُطَهَّرُ بْنُ حُيَيِّ الْعَكِّيِّ بِالطِّوَانَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وثمانين حين فتحت. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي خَلْدَةَ: أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ النَّخْعِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لَيْسَ عِنْدَنَا فِي سِنِّ إِبْرَاهِيمَ شَيْءٌ. وَقَدْ سَأَلْتُ مُحِلَّ الضَّبِّيَّ، فقال: مات حين شاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ حَيْثُ وَخَطَةُ الشَّيْبُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ، نِسْبَةَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَكَانَ أَعْوَرَ - فَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ بنِ رَبِيعَةَ بْنِ عمر بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذَهْلِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عمرو. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَأَلْتُ يَزِيدَ بْنَ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ فَقَالَ: مَاتَ فِي إِمَارَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيَّ عَنْ جَدِّهِ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ فَقَالَ: مَاتَ أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ سَنَةَ مائة، واسمه هرمز. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: وَمَاتَ الشَّعْبِيُّ، وَأُبو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَلَّاقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَانَ مُجَاهِدُ معنا بدابق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ مُجَاهِدُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ

عَلِيٍّ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عشرة ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: مَاتَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ سنة تسع عشرة ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ حَبْيبُ بْنُ قَيْسِ بْنِ دينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مُرْجِئًا، قَالَ: مَاتَ حَمَّادٌ، وَوَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ

الأسدي سنة عشرين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ سَنَةَ أربع عشرة ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ بِمِنًى فَقَالَ لِي: لَقِيتَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ؟ قَالَ: قلت: لا، فَالْقَهُ، فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَفْقَهُ مِنْهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا رَجُلٌ مُقَنَّعٌ، حَسَنُ السِّمْتِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: مَا خَزَقَ. قَالَ الْأَوْزَاعِيِّ: وَنَحْنُ نَأْكُلُ مَا خزق، وما لم يخزق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ فِي حَدِيثَيْنِ مِنْ حَدِيثِهِ. قَالَ: وَمَاتَ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ:

مَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة، أدركت ذاك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: ولد الأعمش سنة ستين. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ الْأَعْمَشُ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى سنة ثمان وأربعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مات ابن عوان سنة خمسين ومائة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: ابْنُ عون أكبر من التيمي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: وُلِدَ أَبُو حَنِيفَةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، ومات سنة خمسين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو جَنَابٍ بِالْكِنَاسَةِ سَنَةَ خمسين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ مِسْعَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. فَلَمَّا مَاتَ، جَعَلَ سُفْيَانَ يَقُولُ: حدثنا مِسْعَرُ، وَحَدَّثَنَا مسعر. حدثنا أبو زرعة قلا: وَسمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا تَحَدَّثَ عَنْ أَبِي جَنَابٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي حية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ سُفْيَانُ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ ومائة، وخرج مِنَ الْكُوفَةِ

سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فما رجع إليها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: خَرَجَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ مِنَ الْكُوفَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ومائة، فما عاد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ: مَتَى مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: فَمَتَى مَاتَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلَ؟ قال: ما أدري. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مات شعبة سنة ستين ومائة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَجَعْفَرُ الْأَحْمَرُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَتَادَةُ الْكُوفَةَ، فلم نأخذ عنه، وأخذا عن رجل عنه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ أربع وخمسين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مات معمر بن راشد سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

قال أبو زرعة: يكنى: أبا عروة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ سبع وستين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ، جَلَسَ قَتَادَةُ بَعْدَهُ، فَأَقَامَ ثَمَانِيَ سِنِينَ، فَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَهُ مَطَرٌ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَكَاهُ لك؟ قال: نعم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ: أَيَّ سَنَةٍ مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: مدخل سنة ثمانين ومائة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَوْ كَانَ بَقِيَ مَيْمُونُ سَنَةً لَسَمِعْتُ مِنْهُ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، يَعْنِي في السن. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ سنة ثلاث وتسعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ عُلَيَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ أَبُو مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لَزِمَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَعْمَشَ عِشْرِينَ سنة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: وَوُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين ومائة، وما يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ مَهْدِيِّ سنة ثمان وتسعين ومائة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَوُلِدَ وَكِيعٌ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنِّي بِأَشْهُرٍ، وَمَاتَ وَكِيعٌ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ سَنَةَ تسع عشرة ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَأَتَيْتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي رَجَبٍ، وَفِيهَا سَمِعْتُ مِنْ عَفَّانَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ سنة عشرين ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: كَانَ آدَمُ أَحَدَ مَنْ يكتب عند شعبة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْهَيْثَمَ بْنَ خَارِجَةَ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ أحمد بن حنبل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَهِشامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وعشرين ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ سنة ست وعشرين ومائتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُمَا حَضَرَا يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ مُقُدَّمًا لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، يَرَى لَهُ، ويثبت حفظه، وكان حافظاً.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَتَى مَوْلِدُكَ؟ قُلْتُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وهي مولدي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ موت أبي جعفر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَسْأَلُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ عَنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً. فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ لَهُ: فَمَنْ أَسَنُّ: أَنْتَ أَوْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: أَنَا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ - مِنْ أَصْحَابِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي النصف من شعبان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ يَقْدَمُ عَلَيْنَا أَبُو قِلَابَةَ، فَيَنْزِلُ دَارَ صَفْوَانَ، فَقَدِمَ فَنَزَلَ دَارَيَّا فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا قِلَابَةَ: كَانَ اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِمُجَالَسَتِكَ. فَقَالَ: كُنَّا نُجَالِسُكُمْ فَلَمَّا قُلْتُمْ عمن، تركنا ذاك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ

وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَوْسَطُ الْبَجَلِيُّ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعام. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا يَقْدُمُ فِلَسْطِينَ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى ابْنِ مُحَيْرِيزٍ تَقَاصَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، لِمَا يَرَى مِنْ فضله. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ قال: سَمِعْتُ ابْنَ شَوْذَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بن محمد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسِرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ

لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّما لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَأَخَذَ عنه التفسير. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: لَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ يكذب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: لَمْ يُتْرَكْ إِبْرَاهِيمُ لِلْقَدَرِ، وإنما ترك للكذب. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعْبدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ سَنَةَ سِتٍّ وعشرين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ. أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِيهِ أَرْبَعَ سِنِينَ وَنِصْفٍ، لَمْ يتمها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أُصِيبَ فِي ذِي القعدة سنة ست وثمانين. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ عَمَّرَ سِتِّينَ سَنَةً. قُلْتُ: فَالْوَلِيدُ؟ قَالَ: اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَدْ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ مَرْوَانَ لَمْ يَسْبِقْ عَبْدَ الْمَلِكِ إِلَّا بِالْحِلْمِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قال: قد جاز الأربعين. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ، وَهَلَكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ خِلَافَةَ مُعَاوِيَةَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مِنْهُمْ:

سَعْدٌ، وُأَسَامَةُ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتَ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَرَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فِي رِجَالٍ أَكْثَرَ مِمَّنْ سَمَّيتُ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، كَانُوا مَصَابِيحَ الْهُدَى، وَأَوْعِيَةَ الْعِلْمِ، حَضَرُوا مِنَ الْكِتَابِ تَنْزِيلَهُ، وَأَخَذُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَأْوِيلَهُ. وَمِنَ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ: الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَعْبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، فِي أَشْبَاهٍ لَهُمْ لَمْ يَنْزَعُوا يَدًا مِنْ مُجَامَعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أبَيِ الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَأْخُذُ فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظُبْيَانَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - وَهُمْ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ - أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَانِبِ حَائِطِهِمْ قَالَ: فَقَرَّبْنَاهُ مِنْهُ، ثُمَّ دَفَنَّاهُ تَحْتَ أقدامنا.

حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْرَمَ بْنَ مُحْرِزٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: أَبُو مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيُّ: أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجُونِ، وَأُمُّ مَعْبَدٍ: عَاتِكَةُ بنت خالد، ونسب حزتم بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ كَذَلِكَ نَسَبَهُ لَنَا مَكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الخزاعي. حدثني أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: كَتَبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: الشَّقَّةُ بَعِيدَةٌ، وَالْوَطْأَةُ ثَقِيلَةٌ، وَالنَّيْلُ قَلِيلٌ، وَأَنَا عَنْكَ رَاضٍ.

حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قال: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ: كَانَ يُسْتَعَانُ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ بِالْعَمَلِ بِهِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قال: قَالَ مُعَاذٌ: اعْلَمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا، فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ الله بالعلم حتى تعملوا. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ الخواص، رفعه قال: أول العلم: الْإِنْصَاتُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الْحِفْظُ، ثم العمل، ثم النشر. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ الرَّبْعِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ الْكَبِيرَ يُفْتَدَى بِمُدَّيْنِ مُدَّيْنِ لِكُلِّ يَوْمٍ، فَأَطْعِمُوا عَنْ كُلِّ يَوْمٍ صَاعًا. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي شَرِيكًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لَا يُشَارِي، وَلَا يمارى.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَجَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْرَابِيٌّ جَافٍ، فَعَلِّمْنِي. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَيْهِ وَلَا تَجُرَّ الْإِزَارَ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخْيَلَةِ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِأَمْرٍ يَعْلَمُهُ مِنْكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ، وَلَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ - أَسَدِ خُزَيْمَةَ - وَقَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ

بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ مَعْقَلٍ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِذَا فَاتَتْكِ هَذِهِ الْحِجَّةُ، فَاعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهَا بِحِجَّةٍ. فَكَانَتْ تَقُولُ: الْحَجُّ حَجٌّ، وَالْعُمْرَةُ عُمْرَةٌ وَقَدْ قَالَ لِي هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَدْرِي خَاصَّةٌ لِي لِمَا فَاتَنِي مِنَ الْحَجِّ، أَمْ هِيَ لِلنَّاسِ عَامَّةٌ؟ قَالَ يُوسُفُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ - فَقَالَ: مَنْ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَكَ منها؟ فقلت: معقل ابن أَمِّ مَعْقِلٍ. فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَهُ بِمِثْلِ مَا حَدَّثْتُهُ. فَقُلْنَا لِمَرْوَانَ: إِنَّهَا حَيَّةٌ فِي دَارِنَا فَوَاللَّهِ مَا اطْمَأَنَّ إِلَى حَدِيثِنَا حَتَّى رَكِبَ إِلَيْهَا فِي النَّاسِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَتْهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ فِي النَّاسِ مَعَ مَرْوَانَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَمِعْنَاهَا تُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ. فَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا يَعْتَمِرُ إِلَّا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، لِذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ أم معقل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ عِمَارَةَ بْنِ رَاشِدٍ اللَّيْثِيُّ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِسَيِّئَةٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ: إِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، فَلَا تَكْتُبُوهَا، وَإِنْ عَمِلَهَا

فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَمَّ بِالْحَسَنَةِ، فَلَمْ يَعْمَلْهَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: اكْتُبُوهَا حَسَنَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا قَالَ: اكْتُبُوهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الْجِزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونٍ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الْعِرَاقِ عَنِ الْحَسَنِ قَبِلْنَاهُ. قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ الْعُلَمَاءَ في زمان هشام. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: سَمِعْتُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، يَزِيدُ فِيهِ: وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الْيَمَنِ عَنْ طَاوُسَ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا عَنْ عطاء من الحجاز قبلناه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا

سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إِذَا كَانَ عِلْمُ الرَّجُلِ حجازياُ، وَخُلُقُهُ عِرَاقِيًّا، وَطاعَتُهُ شَامِيَّةً، فَقَدْ كَمُلَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُنْتَصِرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ: إِذَا كَانَ فِقْهُ الرَّجُلِ حِجَازِيًّا فَقَدْ كمل. حثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: تَحَدَّثُوا عنهم، يعني السلف. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم، ومحمد بن معاذ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَا: حدثنا الْوَلِيدُ بْنِ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: قَالَ سُلَيْمَانُ مُوسَى: سَأَلْنَا النَّاسَ عَنِ الْإِسْنَادِ وَقَدْ مَضَى أَصْحَابُنَا، وَلَوْ سَأَلُونَا عنه وهم أحياء لوجد قائماً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرحمن

قَالَ: أخبرنا خالد أَبِي مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأبي إدريس: عن يَا أَبَا إِدْرِيسَ؟ قَالَ: لَأَنَا أَقْدَرُ عَلَى الْإِسْنَادِ عَلَى الْحَدِيثِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حدثنا عُقْبَةُ - صَاحِبُ الْأَوْزَاعِيِّ قال: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَا أَذْهَبَ الْعِلْمَ، ذهاب الإسناد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى إِذَا أَقْبَلَ إِلَى عَطَاءٍ قَالَ: كُفُّوا فَقَدْ جاء من يكفيكم المسألة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز ما رأيت أحسن مِنْكَ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حُسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: يجلس إلى العالم ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ يَأْخُذُ كَلَّ مَا سَمِعَ، وَرَجُلٌ لَا يَكْتُبُ، وَيَسْمَعُ، فَذَاكَ يُقَالُ لَهُ: جَلِيسُ الْعَالِمِ، ورجل يتنقى، وهو خيرهم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: الَّذِي يَأْخُذُ كَلَّ مَا يسمع، ذاك حاطب ليل حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قُلْتُ لطاووس: إِنَّ فُلَانًا حَدَّثَنَا عَنْكَ! قَالَ: إِنْ كَانَ مَلِيئًا فَخُذْ عَنْهُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قلا: لَا يُؤْخَذُ الْحَدِيثُ مِنْ صَحَفِيٍّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِهِشَامٍ فَأَخْبَرَنِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى لَا يُؤْخَذُ العلم من صحفي.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: الْعَالِمُ الَّذِي لَا يَحْفَظُ شَيْئًا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالَّذِي يَتَنَقَّى ذَاكَ العالم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَخْطَأَ فِي الْحَدِيثِ: نَسِيتَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ مُغِيثُ بْنُ سُمَيِّ إِلَى مكحول، فأوسع له. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: لَقِيتُ زُهَاءَ أَلْفٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ أَغْزُو مع المائة.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لقي أربعين بدرياً. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيِّ قال: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: لَقِيتُ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. يَتْلُوهُ حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أبو عبد الملك القارىء عن يحيى بن الحارث. فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

الرابع من التاريخ

الرابع مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قال: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الحارث قال: لقيت وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ فَقُلْتُ لَهُ: بَايَعْتَ بِيَدِكَ هَذِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أقبلها. قال: فأعطانيها فقبلتها. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ: تَرَوْنَ كَفِّي هَذِهِ؟ فَأَشْهَدُ لَوَضَعْتُهَا فِي كَفِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بن الأسقع على الجنائز.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ - وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا - عَنْ مَوْتِ أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ على ستين جنازة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِأَخِيهِ، عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ: لَقَدْ وَلَّيْتُكَ يَا عَمْرُو، حِينَ وَلَّيْتُكَ عَنْ غَيْرِ قَرَابَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَلَا وَلَاءَ لِي عَلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنْتَ امْرِؤٌ تحسن الصلاة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَجْرَى عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ عِشْرِينَ ديناراً.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلِي، وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لَا رِيشَ لَهُ، وَاللَّهِ لَأُرَيِّشَنَّهُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَنْسِبَانِ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرِ بْنِ دِينَارٍ: مَوْلَى أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الْأَنْصَارِيِّ. قال أبو زرعة: شَهِدَتِ الْيَرْمُوكَ، وَقَتَلَتْ بِعَمُودِ فُسْطَاطِهَا أَعْلَاجًا، أَخْبَرَنِيهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الأنصاري. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: رُبَّ عِلْمٍ قَدْ أَفَادَ اللَّهُ هَذَا الْجُنْدَ بِنَا، لَا يَدْرُونَ أَنَّى أَتَاهُمْ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: جَلَسَ مَكْحُولٌ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ يُفْتِيَانِ النَّاسَ، فكَانَ لِمَكْحُولٍ الْفَضْلُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغَا جُزْءَ الصَّيْدِ، فَكَانَ عَطَاءُ أَنْفَذَ في ذلك منه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى محمد بن هانىء، وَهُوَ عَلَى بَعْلَبَكَّ -: مِنْ مَكْحُولِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدِ بن هانىء، ثُمَّ قَالَ: - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رفع مكحولاً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ لَا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله، هذا رأيي، والرأي يخطىء ويصيب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَحْسَنَ سَمْتًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ مكحول، وربيعة بن يزيد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَسْأَلُ عَنْ مَكْحُولٍ: هَلْ لَقِيَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَمْ يَلْقَ مِنْهُمْ أَحَدًا، غَيْرَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ؟ فَقَالَ: ما أدري. قال أبو زرعة: فَذَكَرْتُ كَلَامَ أَبِي مُسْهِرٍ هَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ - مَقْدَمَهُ دِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بَاقٍ - فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الْأَزْهَرِ عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ غَيْلَانَ - وَكَانَ ثِقَةً - عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَلَى أَبِي أمامة بحمص، فسلمنا عليه.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ مَرْوَانَ بْنَ محمد عن مَكْحُولٍ، سَمِعَ مِنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟، فَلَمْ يُنْكِرُ ذَلِكَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: كُنْتُ عَبْدًا لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَوَهَبَنِي لِامْرَأَةٍ مِنْ هُذَيْلٍ، فَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِهَا، يَعْنِي بمصر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي ويقول: أنا الغلام الهذلي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: عُتِقْتُ بِمِصْرَ فَلَمْ أَدَعْ بِهَا عِلْمًا إِلَّا حَوَيْتُ عَلَيْهِ، فِيمَا أَرَى، ثم أتيت العراق، لم أَدَعْ بِهَا عِلْمًا إِلَّا حَوَيْتُ عَلَيْهِ، فِيمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَدَعْ بِهَا عِلْمًا إِلَّا حَوَيْتُ عَلَيْهِ، فِيمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ فَغَرْبَلْتُهَا، كُلُّ ذَلِكَ أَسْأَلُ عَنِ النَّفْلِ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي عَنْهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِشَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمَ يُقَالُ لَهُ: زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ، جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: حَدَّثنِي حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ:

شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَفَلَ فِي الْبَدَاءَةِ الرُّبْعُ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُلُثُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشعبي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ - فِي حَيَاةِ أَبِي مُسْهِرٍ -: فَقَدْ قَالَ مَكْحُولٍ: حدثنا مَسْرُوقٌ. فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُ، لِقَوْلِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذَا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني.

حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ مَكْحُولًا يُسَلِّمُ عَلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، بِدَابِقَ، رَاجِلًا وَرَجَاءٌ رَاكِبٌ، وَهُوَ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَبَا الْمِقْدَامِ فَمَا يرد عليه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: ذُكِرَ عِنْدَ مَكْحُولٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَقَالَ: إِنَّهُ لَرَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ، يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سمع. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: قَالَ مَكْحُولٌ: مَا زِلْتُ مُسْتَقِلًّا بِمَنْ بَغَانِي حَتَّى أَعَانَهُمْ عَلَيَّ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَذَاكَ أَنَّهُ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ فِي أَنْفُسِهِمْ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مكحول قدرياً. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ:

جَاءَ مَكْحُولٌ إِلَى أَبِي فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ، إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَمِي؟ فَقَالَ لَهُ: قَدْ حَذَّرْتُكَ الْقُرَشِيِّينَ، وَمُجَالَسَتَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ أَدْنَوْكَ وَقَرَّبُوكَ، فَحَدَّثْتَهُمْ أَحَادِيثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَلَيْكَ كَرِهْتَهَا. فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ رَاحَ، فَجَاءَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعِيبُونَ مَكْحُولًا، فَأَخَذُوا فِي ذِكْرِ مَكْحُولٍ. فَقَالَ أَبِي: دَعُوا عَنْكُمْ ذكر مكحول، فقد كنتم حديثً، وأنتم تحسنون ذكره، فكفوا. حدثوا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ الْمُؤَذِّنَ أَقَامَ الصَّلَاةَ عَلَى رَأْسِ مَكْحُولٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَلَمْ يأت المحراب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا الْوَليِدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حدثنا الْوَلِيدِ بْنِ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سُئِلَ مَكْحُولٌ عَنِ الرَّجُلِ يُدْرِكُ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً؟ فَقَالَ: مَا أَفْتَيْتُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة. قال أبو زرعة: فَدَلَّتْنَا مَقَالَتُهُ هَذِهِ عَلَى أَنَّهُ يُفْتِي مِنْ أَيَّامِ عَبْدِ الْمَلِكِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ - وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَقَدْ وَاعَدَ الْبُدْنَ أَنْ تُنْحَرَ عَنْهُ - فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ عَنْ أَبِيكَ وَإِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ عَنْ عَمِّكَ عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ قَالَ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ فِي مَسْأَلَةٍ لِمَكْحُولٍ: تَكَلَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ مَكْحُولٌ: سَلْ شيخينا، وسيدينا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَضَرْتُ مَكْحُولًا، وَخالِدَ سَبَلَانَ، وَهُمَا يَتَذَاكَرَانِ، فَخَالَفَهُ خَالِدٌ، فَرَأَيْتُ مكحولاً ترتعد شفتاه. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: خَالِدُ بْنُ اللَّجْلَاجِ مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ، دمشقي. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كانت أم الدرداء تتكىء عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ صَخْرَةِ بَيْتِ المقدس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ ربه بن سليمان بن عمر بْنِ زَيْتُونَ قَالَ: رَأَيْتُ أَمَّ الدرداء تلبس السواد. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَمَرَرْتُ بِأُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَسَقَتْنِي طِلًا، وَأَمَرَتْ لي بدينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْتُونَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال:

سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْتُونَ: ثِقَهٌ، مِنْ أَهْلِ فلسطين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَدْ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْتُونَ قَالَ: كَتَبَتْ لِي أَمُّ الدَّرْدَاءِ فِي لَوْحِي - فِيمَا تُعَلِّمُنِي - تَعَلَّمُوا الْحِكْمَةَ صِغَارًا تَعْلَمُوا بها كباراً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ خُلَيْدُ بْنُ سَعْدٍ وكان رجلاً قارئاً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: كَانَتْ أم الدرداء فقيهة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: إِنِّي أُحُدِّثُكُمْ فَلَا تَقُولُوا حَدَّثَنَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَصْرَعَنِي ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَصْرَعًا يَسُوؤُنِي.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكَ قَالَ: كَانَتْ فِي ابْنِ مُحَيْرِيزٍ خَصْلَتَانِ، مَا كَانَتَا فِي أَحَدٍ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ أَنْ يَسْكُتَ عَنْ حَقٍّ بَعْدَ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ تَكَلَّمَ فِيهِ، غَضِبَ فِيهِ مَنْ غَضِبَ، وَرَضِيَ مَنْ رَضِيَ. وَكَانَ مِنْ أَحْرَصِ النَّاسِ أَنْ يَكْتُمَ مِنْ نَفْسِهِ أحسن ما عنده. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ الذِّمَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قال: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: إِنْ يَفْخَرْ عَلَيْنَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِعَابِدِهِمْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَإِنَّا نَفْخَرُ عَلَيْهِمْ بعبد الله بن محيريز. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: نُعِيَ إِلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ فِي مَجْلِسِ ابْنِ محيريز، فَقَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّ بَقَاءَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَمَانًا لِأَهْلِ الْأَرْضِ. فَقَالَ رَجَاءُ: وَإِنْ كُنْتُ - وَاللَّهِ - لَأَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَمَانًا لِأَهْلِ الأرض.

حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: كَانَ إِذَا ذُكِرَ ابن محيريز، وهانىء بْنُ كُلْثُومٍ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَابْنُ الدَّيْلَمِيِّ، وَابْنُ أَبِي سَوْدَةَ نَقُولُ: قَدْ كَانَ فِي هَؤُلَاءِ من هو أشد اجتهاداً من هانىء، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَفْضُلُهُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ اعْتِدَالًا فِي الصَّلَاةِ مِنْ رجاء بن حيوة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْخَرَزِيُّ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: قَالَ نُعَيْمُ بْنُ سَلَامَةَ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حيوة. قال أبو زرعة: وَبَنُو فَيْرُوزٍ الدَّيْلَمِيِّ ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ الله حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِفِلَسْطِينَ أَكْمَلَ من نعيم بن سلامة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: إِنَّ فِي كِنْدَةَ لَثَلَاثَةً، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُنَزِّلُ بِهِمُ الْغَيْثَ، وَيَنْصُرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَعَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ. حَدَّثَنَا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ، أَوْ عَدَِيٌّ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بالإسلام وعدادي في كندة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: وَقَفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَقَالَ لِرَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ أَلَا فَتَحْتَ عَلَيَّ؟. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: كَانَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان بالصنبرة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ قال: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عُنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قال: قَالَ زِيَادُ بْنُ أَبِي

سَوْدَةَ: كَانَتْ أُمِّي مَوْلَاةً لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مِعَاوِيَةَ، وَأُمِّي مَوْلَاةً لِلْأَزْدِ، قَالَ: مَوَالِيكَ، مَوَالِيَ أَمِّكَ. وكان مولاه. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثِقَتَيْنِ، ثِبَتَيْنِ. قال أبو زرعة: وَبَنُو فَيْرُوزٍ الدَّيْلَمِيِّ ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ اللَّهِ أَبُو بُسْرٍ، وَالضَّحَّاكُ وَعيَّاشُ وَعَبْدُ اللَّهِ مِنْ نَحْوِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَالضَّحَّاكُ كَانَ يَصْحَبُ عَبْدَ الملك ويجالسه.

حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ أَسَنُّ مِنْ زِيَادَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ وَقَدْ أَدْرَكَ عُثْمَانُ عُبَادَةَ بْنَ الصامت. حدثنا أبو زرعة قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ قال: حَدَّثَنَا خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: كُنْتُ عَامِلًا لِعَبْدِ الملك على الأردن. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قال: حَدَّثَنَا أَمِيرُنَا إِسْحَاقُ بْنُ قَبِيصَةَ. قَالَ ضَمْرَةُ: اسْتَعْمَلَ هِشَامٌ إِسْحَاقَ بْنَ قبيصة على الأردن. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَعْمَلَ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الْغَسَّانِيَّ عَلَى الموصل. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَامِلًا لِسُلَيْمَانَ عَلَى الْجِزِيرَةِ، فَأَقَّرَّهُ عُمَرُ بْنُ عبد العزيز في خلافته.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْعِيَارِ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ مَوَالِيكَ؟ قُلْتُ: كَانَ أَبِي عَبْدًا لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مِعَاوِيَةَ، وَأُمِّي مَوْلَاةً لِلْأَزْدِ، قَالَ: مَوَالِيكَ، مَوَالِيَ أمك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: كُنْتُ أُفَضِّلُ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَقَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ رَجُلٌ أَسْرَعَ فِي كَذَا، أَوْ رَجُلٌ أَسْرَعَ فِي الْمَالِ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ، وَقُلْتُ: لا أعود. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُعَلِّمَ العلماء. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قال: أَتَيْنَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْنَا، فَمَا كَنَّا مَعَهُ إِلَّا تَلَامِذَةً.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ. قَالَ: فَأَمَرَ لَنَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا، عِشْرِينَ دِينَارًا مَا فَضَّلَ ابْنَ أبي زكريا علينا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فقال: مرحباً بك يا بن أَبِي زَكَرِيَّا، أَزَائِرًا جِئْتَ أَمْ غَازِيًا؟ قَلْتُ: بَلْ غَازِيًا. قَالَ: أَمَا خِفْتَ أَنْ أَحْبِسَكَ؟ قُلْتُ: مَا رَأَيْتُكَ تَحْبِسُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سبيل الله. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَيَسْتَحْلِفُونَ النَّاسَ أَنَّهُمْ مَا صَلَّوْا، فَأُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، فَاسْتُحْلِفَ أَنَّهُ مَا صَلَّى. فَحَلَفَ أَنَّهُ صَلَّى - وَقَدْ صَلَّى -،

وَأُتِيَ مَكْحُولٌ، فَقَالَ: فَلِمَ جِئْنَا إذاً؟ فترك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ - وَكَانَ جَلِيسًا لِابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا - قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: أَيْنَ تَكُونُ؟ قُلْتُ: مَعَ هَذَا الرَّجُلِ، وَالِي حِمْصٍ - وَكَانَ يَصْحَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ -. قَالَ: هَيْهَاتَ كنت حراً فصرت عبداً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ قال: قَالَ لِي زِيَادُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ: كَانَ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا - إِذَا قَدِمَ ها هنا - يَعْنِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ - صَعِدَ هَذَا الجبل - يعني طورزيتا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَنْسِبُ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا: فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَاسَ بْنِ يَزِيدَ: من العرب، من خزاعة.

قال أبو زرعة: وهو يكنى: أبا يحيى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيَّ ضَرَبَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ: وَالْعَلَاءَ بْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ ارتفعت أصواتهما في العلم، في المسجد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ رَئِيسَ أهل المسجد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ - أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَيْنَ مَجْلِسُكَ يَا بن عَامِرٍ؟ مَجْلِسُكَ بَيْنَ الْحِنَايَةِ وَالْقَنْطَرَةِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ: فَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ لِي: هَذَا مَجْلِسُكُمْ يَا بن عامر.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ - أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ قَالَ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَخُوكَ أَكْبَرُ مِنِّي بِخَمْسِ سِنِينَ قَالَ: وَعَلَى أَخِيكَ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، إِلَّا وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ، إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَرِيضًا أو مسافراً. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَنُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ رُبَّمَا أَمَّا النَّاسَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قُتِلَ مَعَ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضَ فِي مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، قَتَلَتْهُ الْبَرْبَرُ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: إِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثِ فِي الْمِصْرِ، فَأَرْحَلُ فِيهِ مَسِيرَةَ الْأَيَّامِ.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبُو مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَحْفَظُ أَصْحَابِ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْهُ: بُسْرُ بْنُ عبيد الله. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، ثِقَةٌ من أهل العلم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ: غَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فَارِسًا، وَعَلَيْنَا عُبَيْدَةُ بْنُ قَيْسٍ الْعُقَيْلِيُّ، فَفَتَحْنَا سَاسَمَةَ فَبَلَغَ نَفْلِي مائتي دينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: غَزَوْنَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ مَعَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الله الخثعمي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُهُ - يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ - عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ مَعَ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى معاوية. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حِمْلَةَ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قيس.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ قَيْسٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنْ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، قَبْلَ أَنْ تُهْدَمَ الْكَنِيسَةُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قِدَمَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ غَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فِي وِلَايَةِ مُعَاوِيَةَ، وَإِنَّهُ مِمَّنْ شَهِدَ فَتْحَ حِصْنِهِمِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْمُدَى عَلَى خَلِيجِ الْقَسْطَنْطِينِيَّةِ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَفْتَتِحَ الدُّنْيَا فِي مَجْلِسِ عطية بن قيس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيَّ ضَرَبَ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بن زبر عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ، وَقَالَ الَّذِي ضَرَبَ أَخَاهُ -

يَعْنِي عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ - أَنْ رفع يَدَيْهِ: إِنَّ كُنَّا لَنَؤَدَّبُ عَلَيْهَا بالمدينة. حدنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ: فمصعني مصعات. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ تَخْطُبُ عَلَيَّ لِابْنَةِ أَبِي مِحْجَنٍ اللَّيْثِيِّ فَلَقِيَ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ يُرِيدَ الفأل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي أَبُو صَالِحٍ الأشعري. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُنْتُ أُعَلِّمُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ عَاتِكَةَ: يزيد، ومعاوية، ومروان، ومروان أصغرهم.

حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ أَشَارَتْ بِهِ عَلَى عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ يَا إِسْمَاعِيلُ؟ قُلْتُ: سِتُّونَ سَنَةً وَأَشْهُرٌ. فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَمْزَحْ يَا إِسْمَاعِيلُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ لِرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ يَا رَبِيَعةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أَبُو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُكْرِمُكَ، فأكرمه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: عَقَدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى جُنْدِ إِفْرِيقِيَّةَ وَبِهَا مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ مَوْلًى لبني مخزوم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، وَرَأَيْتُ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَرَأَيْتُ نُمَيْرَ بْنَ أَوْسٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَرَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ

بْنَ مَيْسَرَةَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ عِبَيْدِ اللَّهِ يَلْبَسَانِ الْخَزَّ، وَرَأَيْتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ واللحية. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي شِهَابٍ وَقَرَأَ الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي شِهَابٍ عَلَى عثمان بن عفان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَزْهَدُ مِنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ، وَابْنِ أَبِي نُخَيْلَةَ مَوْلًى لِبَنِي عِذْرَةَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ قَالَ: لَوْ أَنَّ بَرَدَى سَالَتْ ذَهَبًا وَفِضَّةً مَا أَتَيْتُهَا لِآخُذَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَوْ قِيلَ: مَنْ مَسَّ هَذَا الْعَمُودَ مَاتَ. لَقُمْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَمَسَّهُ. قَالَ سَعِيدٌ: ونحن نعمل أنه صادق. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ قَالَ: رأيت معاوية يصفر لحيته. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال:

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْرَمَ لِلْعِلْمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، كَانَ عِلْمُهُ فِي مُصْحَفٍ له أزرار وعرى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أم عبد الله بنت خَالِدٍ، وَأُمِّ الضَّحَّاكِ - مَوْلَاتِهِ - قَالَتَا: أَدْرَكَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أَبُو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يُعَظِّمُ خَالدَ بْنَ مَعْدَانَ، فَقَالَ لَنَا: لَهُ عَقِبٌ؟ فَقُلْنَا: لَهُ ابْنَةٌ، قَالَ: ائْتُوهَا فَسَلُوهَا عَنْ هَدْيِ أَبِيهَا، قَالَ: فَكَانَ سَبَبُ إِتْيَانِنَا عَبْدَةَ بسبب الأوزاعي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا الْوَليِدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَفْضُلُ خَالِدَ بن معدان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَتَبْتُ لِخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ إِلَى بَعْضِ الْخُلَفَاءِ، فبدأ بنفسه.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي هِشَامٌ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَبَدَأَ بنفسه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ بَحِيرٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ فِي مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ، فَحَمَلَ الْقُضَاةَ عَلَى قوله. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ قال: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَقَدْ أَرْسَلْتُ شَعْرِيَ لِأَجُزَّهُ لِصَنَمٍ لَنَا، فَأَخَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ حَتَّى جَزَزْتُهُ فِي الإسلام. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ: أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ، وَالْمِقْدَامَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدْرَكَ أَبَا عِنَبَةَ وَأَبَا فَالِجٍ الْأَنْمَارِيَّ لَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ. وَأُبو عِنَبَةَ أَسْلَمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حي. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ قال: أَخْبَرَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:

أَدْرَكْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَاثْنَيْنِ قَدْ أَكَلَا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَحِفُّونَ شَوَارِبَهُمْ وَيُعْفُونَ لِحَاهُمْ: أَبَا أُمَامَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ - يُعْرَفُ بِعُتْبَةَ بْنِ الدُّرِ - وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ، وَأَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ، وَأَبَا فالج الأنصاري. قُلْتُ لِشُرَحْبِيلَ: كَيْفَ رَأَيْتَهُمْ يَأْخُذُونَ شَوَارِبَهُمْ؟ قَالَ: مَعَ أَطْرَافِ الشَّفَةِ ولا يلحفون. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ أَنَّهُ سَمِعَ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو - فِي نَسَبِهِ - صَفْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ هَرَمٍ السَّكْسَكِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْهَجْرَسِ ابْنَةُ عَوْسَجَةَ بْنِ أَبِي ثَوْبَانَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قال: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو - وَكَانَ عَاقِلًا -: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لا تصدقني ما حدثتك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ الْفَوْزِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قال: قَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ: خُتِنْتُ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ فَدَخَلَ عَلَيَّ خَالِدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ كَالسُّلَمِيِّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا بْنَ أَخِي فَقَدْ طهرك الله.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: وَخَرَجْنَا فِي زَحْفٍ كَانَ بِحِمْصَ، وَعَلَيْنَا أَيْفَعُ بْنُ عبد سنة أربع وتسعين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ عمرو قال: غزوة الصَّائِفَةَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَالْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ عَلَى النَّاسِ - فَجَعَلَ لِلْهَجِينِ سَهْمًا. قَالَ صَفْوَانُ: وَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَبْعَثُ بِتِرْيَاقٍ إِلَى أَهْلِ الصَّائِفَةِ يُقَسِّمُهُ بَيْنَ الناس. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ: أَنَّهُ حَضَرَ الْوَلِيدَ بْنَ هِشَامٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ وِلَايَتِهِ - يعني قبل الخلافة -. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: بَقِيَّةُ: مَاتَ صَفْوَانُ بْنُ عمرو وقد جاز الثمانين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: مات قبل الأوزاعي.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو أَدْرَكَ أبا أمامة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرَشِيَّ، وَقَدْ رَأَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ وَجُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ الرَّبْعِيُّ قال: حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ. فَقَالَ: نَحْنُ نَأْكُلُ ما أصاب المعراض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَضَى عَنِّي سَبْعِينَ دِينَارًا وَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَفَرَضَ لِي فِي خَمْسِينَ. قَالَ: قُلْتُ: أَغْنَيْتَنِي عَنِ التِّجَارَةِ - قَالَ: - فَسَأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ. فَقُلْتُ: بِعْتَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ سَعِيدُ: كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَهُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أمر للقاسم بن مخيمرة بمنزل وخادم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قال: القاسم بن مخيمرة: مَا اجْتَمَعَ عَلَى مَائِدَتِي لَوْنَانِ مِنْ طَعَامٍ وَاحِدٍ، وَلَا أُغْلِقَ بَابِي، وَلِي خَلْفَهُ مِنْ هَمٍّ. حدقنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ: حدثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كان القاسم بن مخيمرة يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عَبَدَةُ بْنُ أَبِي لبابة يكنى: أبا القاسم. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: سَمِعْتُ عَبَدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ يَقُولَ: لَوَدَدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ: لَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ، وَلَا أَسْأَلُهُمْ، يَتَكَاثَرُونَ بِالْمَسَائِلِ كَمَا يَتَكَاثَرُ أَهْلُ الدَّرَاهِمِ بالدراهم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ قال: قُلْتُ لِأَبِي الْأَخْضَرِ - مَوْلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ -: خَالِدٌ قَدْ عَلِمَ عِلْمَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، فَفِي أَيِّ ذَلِكَ وَجَدَ بِنَاءَ هَذِهِ الدارِ؟ - يعني دار الحجارة -.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُغِيرَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنْ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ قال: قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: كُنْتُ مَعْنِيًّا بِالْكُتُبِ، وما أَنَا مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَا مِنَ الجهال. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِجَنَاحٍ - مَوْلَى الْوَلِيدِ -: أَدَامَ اللَّهُ فَرَحَكُمْ، قَالَ: " إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُ الْفَرِحينَ ". حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثْتُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - يَوْمَ مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ -: إِنْ كَانَ لَمِنْ أَعْيَانِ أهل المسجد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ يُجِيزُ شَهَادَةَ جَنَاحٍ - مَوْلَى الْوَلِيدِ - لبني الوليد. قال أبو زرعة: فَمَرْوَانُ، وَرَوْحٌ أَخَوَانِ ابْنَا جَنَاحٍ مولى الوليد. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ الْكِنَانِيِّ:

أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ كَانَ يَحْجُبُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَيْنَ أَبُو عُبَيْدٍ؟ فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَذَا الطَّرِيقُ إِلَى فِلَسْطِينَ وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا، فَالْحَقْ بِهَا، فَقَالُوا: - بَعْدُ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عُبَيْدٍ وَتَشْمِيرَهُ لِلْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَحَقُّ أَنْ لَا تَفْتِنَهُ كَانَتْ فيه أبهة عن العامة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَّارٍ قَالَ: لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَعْمَلَ بالعلم من أبي عبيد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ الخُرَاسَانِيُّ إِذَا لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُحَدِّثُهُ، أَتَى المساكين فحدثهم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ إِذَا خَلَا بِأَصْحَابِهِ قَالَ: أَخْرِجُوا مخبآتكم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: قَالَ أَصْحَابُنَا: كَانَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ إِذَا لَمْ يَجِدْ

أَحَدًا يُحَدِّثُهُ، حَدَّثَ جَوَارِيَهُ ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُنَّ لَسْتُنَّ له بأهل. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرِقُّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ النسك. قال أبو زرعة: فَمُعَاوِيَةُ، وَخَالِدٌ، وَعْبِدُ الرَّحْمَنِ إِخْوَةٌ، وكانوا من صالح القوم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: عَهِدَ يَزِيدُ مِنْ بَعْدِهِ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ، فَأَقَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَعْهَدُ؟ قَالَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ حَلَاوَتِهَا مَا أَتَحَمَّلُ مرارتها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: قَدِمْتُ، وَقَدْ فَاتَنِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَنْسِبُهُ: عَطَاءُ بْنُ مَيْسَرَةَ. أَخَذَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وَهُوَ نَسَبَهُ له، فيما أخبرنا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: حَدَّثَنَا عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَنَّهُ كَبَّرَ يَوْمَ النَّحْرِ،

فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ، إِنَّ عَطَاءَ لَثِقَةً، وما أعرف هذا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سَمْرَةَ - أَبُو هَزَّانَ - أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ مَجَالِسُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، كَيْفَ يَشْتَرِي وَيَبِيعُ وَيُصَلِّي وَيَصُومُ، وَيَنْكِحُ وَيُطَلِّقُ، ويحج، وأشباه هذا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُصَلِّي الْعَتْمَةَ لِسَاعَتَيْنِ تَمْضِيَانِ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَاءَهُ عَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا فَأَخَّرَهَا سَاعَةً أُخْرَى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ: لَا تجالس ثوراً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: أَنْفَرَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ ثوراً من حمص. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنَا مُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ لِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ: يَا قَدَرِيُّ. قَالَ ثَوْرٌ: لَئِنْ كُنْتُ كَمَا قُلْتَ، إِنِّي لَرَجُلُ سُوْءٍ، وَلَئِنْ كُنْتُ عَلَى خِلَافِ مَا قُلْتَ، إِنَّكَ لَفِي حِلٍّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قال: قُلْتُ لِلْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: كَانَ ثَوْرٌ يَحْفَظُ حَدِيثَهُ؟ قَالَ: كَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَ خالد بن معدان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يقول في اللذين يَضَعُونَ الْأَحَادِيثَ عَنْدَ غَيْرِ أَهْلِهَا: وقع العلم عند الحمقى. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَدِيثٍ فَامْتَنَعَ، وَكَانَ عسراً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: كَانَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: حَدَّثَنَا؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ - يَعْنِي مكحول، ربيعة - أو كما قال. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: بَعَثَنِي مَكْحُولٌ بِدِينَارٍ إِلَى مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ عَلَى تَابُوتِ الزَّكَاةِ فِي بَيْتِ الْمَالِ.

قال أبو زرعة: وَهَذَا هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، حَدِيثِ أَبِيهِ فِي الرجم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قدم علينا الليث بن سعيد فَكَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَاهُ أَصْحَابُنَا فَعَرَضُوا عَلَيْهِ. فَلَمْ أَرَهُ أَخَذَهَا عَرْضًا، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. حدثنا أبو زرعة قال: فأخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ جَالَسَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَنَشَطَ سَعِيدٌ لِلْحَدِيثِ، فَكُنَّا بِمَا يُحَدِّثُنَا سَعِيدٌ أَسَرَّ مِنَّا بِمَا يُحَدِّثُنَا لَيْثٌ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: عَالِمَا هَذَا الْجُنْدِ بَعْدَ الْأَوْزَاعِيِّ: يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ، وَيَزِيدُ بن يوسف. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - يُعَاتِبُ أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ - فَقَالَ: مَا لَكُمْ لَا تَجْتَمِعُونَ؟ مَا لَكُمْ لَا تتذاكرون؟. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَا أَدْرِي لِمَ لَا أدري نصف العلم؟

حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُنْكِرُ الْكِتَابَ الَّذِي عُرِضَ عَلَيْهِ. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قال: تلك أحاديث أخيه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: يَعْنِي أَبُو مُسْهِرٍ مِثْلُ الْكِتَابِ الَّذِي لَا حَمَلَةَ لَهُ، وَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ وَمِنْهَا حَدِيثُ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: مَا سَتَرَ الْإِمَامُ سِتْرَ مَنْ خَلْفَةِ، أَنْكَرَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٌ لَمَّا تَحَدَّثَ بِهِ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ مَكْحُولٍ. قَالَ: وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ أَخِيهِ يزيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حدثنا أَبُو زرعة قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ أَنَّهُ سَمِعَ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يُنْكِرُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ لَمَّا تَحَدَّثَ بِهِ شُعَيْبُ. قال أبو زرعة: وَقَدْ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ الْوُحَاظِيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ عَنْ مَكْحُولٍ. وَلَمْ يَتَّفِقَا، وَاللَّهَ أَعْلَمُ، شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ وَيَحْيَى بْنَ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَلَيْسَ لَهُ حَمَلَةٌ يُجْتَمَعُ عَلَيْهَا، وَلَا نَحْسِبُ مَخْرَجَ ذَلِكَ إِلَّا مَا قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّهُ حَدِيثُ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ أبو زرعة: وَيَزِيدُ أَسَنُّ مِنْ سَعِيدٍ، وَأَقْدَمُ عِنْدَ مَكْحُولٍ غَيْرَ أَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ مِنْ حَدِيثِهِ شيء. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نِجَيْلَةَ رُبَّمَا

اشترى لأصحابه الطرفة بدينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ نَافِعٍ قال: سَمِعْتُ إِدْرِيسَ بْنَ أَبِي إِدْرِيسَ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: أَتَكْتُبُ مِمَّا تَسْمَعُ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْتِنِي بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ فخرقه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قال: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَأَلَ النَّاسَ عَمَّا كَتَبُوا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوهُ بِهِ، فَأَمَرَ به فخرق أو حرق. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ كَرِهَ كِتَابَةَ الحديث. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يقول: ما لي كتاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ

خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَزِيدَ بْنِ يزيد بن جابر كتاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَحَدَّثَنِي خَالِدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: لم يكن لأبي كتاب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَ هَذَا الْأَمْرُ بَيِّنًا سَنِيًّا شَرِيفًا، إِذْ كَانَ النَّاسُ يَتَلَاقَوْنَهُ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا كُتِبَ ذَهَبَ نُورُهُ وصار إلى غير أهله. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَيْوَيْلَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ لِلزُّهْرِيِّ كِتَابٌ إِلَّا كِتَابٌ فيه نسب قومه. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعًا يُمْلِي عَلَيْهِ وَيَكْتُبُ بين يديه.

حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: كَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثٍ، فَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُهُ لَوْلَا أَنَّهُ كان عندي مكتوباً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رَأَيْتُ يَزِيدَ يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي السَّائِبِ يَعْرِضُ عَلَى مَكْحُولٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابَنَا، وَصَدَقَةَ بْنَ خَالِدٍ، يَعْرِضُونَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. يَتْلُوهُ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. فِي الْجُزْءِ الْخَامِسِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

الخامس من التاريخ

الخامس مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان قال: حدثنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ مَكْحُولًا، وَنَافِعًا، وَعَطَاءً، تُقْرَأُ عَلَيْهِمِ الْأَحَادِيثُ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: لَأَنْ أَعْرِضَهُ مَرَّةً، أحب إلي من أن أسمعه مرتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابَنَا يَعْرِضُونَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلَيْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ: إنما يقرأون على أنفسهم. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ

قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ خُفَّيْنِ أبيضين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ قَالَ: كَنَّا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ مُرَّ بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْبَلَاءَ، كُلَّ الْبَلَاءِ إِذَا كانت الأئمة منهم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي هِشَامًا - قَدْ قَطَعَ يَدَيْ غَيْلَانَ وَرِجْلَيْهِ، وَصَلَبَهُ قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلَ، قَالَ: أَصَابَ - وَاللَّهِ - فِيهِ الْقَضَاءَ وَالسُّنَّةَ لَأَكْتُبَنَّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَأُحَسِّنَنَّ لَهُ رأيه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: بَلَغَنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهُ دَخَلَكَ شَيْءٌ مِنْ قَتْلِ غَيْلَانَ، وَلَقَتْلُ غَيْلَانَ، وَصالِحٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَتْلِ أَلْفَينِ مِنَ الرُّومِ. قال أبو زرعة: وَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو مُسْهِرٍ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا

أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بن حكيم بن الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السائب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: وَحَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ نَافِعٍ قال: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ يَقُولُ لِغَيْلَانَ: وَيْحَكْ يَا غَيْلَانُ أَلَمْ أَجِدْكَ فِي شَيْبَتِكَ تُرَامِي النِّسَاءَ بِالتُّفَّاحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟ ثُمَّ صِرْتَ حَارِثِيًّا تَخْدُمُ امْرَأَةً تَزْعُمُ أَنَّهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ ثُمَّ تَحَوَّلْتَ فَصِرْتَ قَدَرِيًّا زِنْدِيقًا؟. قَالَ أبو زرعة: وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو مُسْهِرٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ نَافِعٍ نَفْسِهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ نَحْوًا مِنْهُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ - مَوْلَى الْأَنْصَارِ - قَالَ: أَقْبَلَ غَيْلَانُ - وَهُوَ مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - وَصَالِحُ بْنُ سُوَيْدٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَقِيَا مُزَاحِمًا - مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - فَسَأَلَاهُ أَنْ يَجْعَلَهُمَا فِي حَرَسِ عُمَرَ، فَذَكَرَهُمَا لِعُمَرَ، فَأَدْخَلَهُمَا عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُمَا

فَسَرَّهُ رَغْبَتُهُمَا فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: أَجْلِسْهُمَا يَا عَمْرُو وَامْنَعْهُمَا مِنْ حَمْلِ السَّيْفِ. قَالَ عَمْرٌو: فَفَعَلْتُ. فَبَلَغَهِ أَنَّهُمَا يَنْطِقَانِ فِي الْقَدَرِ، فَدَعَاهُمَا، فَقَالَ: أَعِلْمُ اللَّهَ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ أَوْ مُنْتَقِضٌ؟ قَالَا: بَلْ نَافِذٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَفِيمَ الْكَلَامُ. فَخَرَجَا، ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَسْرَفَا، فَقَالَ: مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تَنْطِقَانِ فِيهِ؟ قَالَا: نَقُولُ مَا قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: " هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئَاً مَذْكُوْرَاً ... " إلى " ... وإما كفورا " ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ عُمَرُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: " يُدخل منْ يشاء في رحمته "، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَى يَا ابْنَ الْأَتَانَةِ؟ تَأْخُذُ الْفُرُوعَ، وَتَدَعُ الْأُصُولَ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَرَضِهِ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أسرفا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ - حِينَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ - أَنَّهُ لَا يَسْجُدُ؟، قَالَ عَمْرٌو: فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِمَا بِرَأْسِي، قُولَا: نَعَمْ. فَقَالَا: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِمَا، وَالْكِتَابُ إِلَى الْأَجْنَادِ بِخِلَافِ مَا قَالَا. فَمَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ تُنَفَّذَ تلك الكتب.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ - كَاتِبُ نُمَيرِ بْنِ أَوْسٍ، قَاضِي دِمَشْقَ - قَالَ: بَلَغَ نُمَيْرَ بْنَ أَوْسٍ أَنَّ هِشَامًا وَقَرَ فِي صَدْرِهِ مِنْ قَتْلِ غَيْلَانَ شَيْءٌ - فَكَتَبَ إِلَيْهِ نُمَيْرٌ: لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ قَتْلَ غَيْلَانَ كَانَ مِنْ فُتُوحِ اللَّهِ الْعِظَامِ على هذه الأمة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قُلْتُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَلَّامٍ فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قال: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: قَالَ كَعْبٌ: مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَتَيْ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ فِي هَذَا الْحَدَيِثِ: قَالَ أَبُو سَلَّامٍ: سَمِعْتُ كَعْبًا؟ قَالَ: قَالَ كعب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ - عَجْبًا بِهِ لِصِدْقِهِ -: إِنَّكَ لَشَيْخٌ كَيِّسٌ. قَالَ أبو زرعة: وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ ثِقَةٌ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، وَمَرْوَانُ يَرْفَعَانِ مِنْ ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سلام. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: أَخَذَ مِنِّي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ كِتَابَ أَخِي زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَأَبُو سَلَّامٍ سَمِعَ مِنْ عَبِادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَمِنْ كَعْبٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلْتُ عَلَى عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ وَكَعْبًا جَالِسَيْنِ، فَسَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ، فَمَنْ كَانَ عزباً فلا يتزوج. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَسَمِعَ من كعب؟ قال: نعم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قال: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ: سَمِعَ جَدُّكَ مِنْ كعب؟ قال: لا أدري. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى صَاحِبِ دِمَشْقَ أَنْ: سَلْ أَبَا سَلَّامٍ عَمَّا سَمِعَ مِنْ ثَوْبَانَ - مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَوْضِ، فَإِنْ كَانَ يُثَبِّتُهُ، فَاحْمِلْهُ عَلَى مَرْكَبَةٍ من البريد. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: مَا أَرَدْتُ ذَاكَ، وَلَكِنْ أَحْبَبَتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِحَدِيثِ ثَوْبَانَ في الحوض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قال: قُلْتُ لِأَبِي سَلَّامٍ: مَا حَمَلَكَ عَلَى النَّقْلَةِ مِنْ حِمْصَ إِلَى دِمَشْقَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَرَكَةَ تَتَضَاعَفُ فيها ضعفين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ: لِمَنِ الْوَلَاءُ عَلَيْكَ؟ فغضب، يعني أنه عربي. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ: مَا اسْمُ جَدِّكَ؟ فَقَالَ: ممطور. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَأَيُّوبُ بْنُ

مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ سَمِعَ من بسر بن أَبِي أَرْطَأَةَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنِي ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ عَنْ أَبِيهِ قال: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَافِيَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، أَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ. فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُكَ تُرَدِّدُ هَذَا الدُّعَاءَ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ. قَالَ أبو زرعة: فَأَيُّوبُ وَيُونُسُ ابْنَا مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ أَخَوَانِ، أَيُّوبُ أَكْبَرُهُمَا أَقْدَمُهُمَا مَوْتًا، وَيُونُسُ، يُكَنَّى: أَبَا حَلْبَسَ، قُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِيهَا دَخَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ دِمَشْقَ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنِ الْأَخْذِ عَنْ عَبْدِ

الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: عبد العزيز بن الحصين، من يُؤْخَذُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَهْلُ الحزم فلا يفعلون. قال أبو زرعة: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَحْتَجُّ فِيمَا أَنْكَرَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ فَقَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الْبَلَاءِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ نَسُوا ذَلِكَ الشَّهْرَ، يَعْنِي شَهْرَ الزَّكَاةِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ: سَمَّاهُ لَنَا الزُّهْرِيُّ. قَالَ أبو زرعة: قِيلَ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَيَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا. قال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ أَبِي مُسْهِرٍ: أَنَّهُ كَانَ مُخْتَلِطًا. وَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، وَهِشَامًا يُبْطِلَانِ حَدِيثَهُ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُسْأَلُ عَنْ الرَّجُلِ يَغْلَطُ، وَيَتَّهِمُ، وَيُصَحِّفُ؟ قَالَ يبين مره. فَقُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: أَتَرَى ذَلِكَ مِنَ الْغَيْبَةِ؟ قَالَ: لَا.

حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: نَزَلَ يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى مَكْحُولٍ، فَأَكْرَمَهُ وَهَيَّأَ لَهُ طَعَامًا، فَأَطْعَمَهُ، وَأَطْعَمَ النَّاسَ، فَكَانَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ مِمَّنْ يَخْدِمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ تَوْقِيرًا لِمَكْحُولٍ، وَسَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ عَاقِلٌ مِنَ الْعَابِدِينَ. فَقُلْتُ لَهُ: فَسَمِعَ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ؟ قَالَ: قَدْ أَدْرَكَهُ، وَسَمِعَ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ. قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ - أَوْ قِيلَ لَهُ -: فَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ؟ فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ إلى الزهري - فسمعنا منه. فحدثنا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ - مِنْ بَعْدِمَا أَخْبَرَهُمْ سَعِيدٌ مَا أَخْبَرَهُمْ مِنْ حُضُورِهِ مَعَهُ عِنْدَ الزَّهْرِيّ - أَنَّهُ ذَهَبَ سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثُمَّ لَقِيَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ بَعْدُ فَقَالَ: قَدْ جَمَعْتُهَا. من بعد ما أخبره أنا ذَهَبَتْ، فَقَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: فَيُتْرَكُ حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيُؤْخَذُ عَنْهُ مَا سِوَاهُ. قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: يُحَدَّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ - يَعْنِي فِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ، خَلَا الزُّهْرِيَّ، يَعْنِي لِذَهَابِهَا، ولأنه تتبعها بعد ذهابها.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي ابْنِ سَمْعَانَ؟ قَالَ: كَانَ كَذَّابًا. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قال: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ سَمْعَانَ صَاحِبَ عِلْمٍ، إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ عَمُودٍ - يَعْنِي: صَلَاةً -. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ وَهْبٍ: مَا كَانَ مَالِكٌ يَقُولُ فِي ابْنِ سَمْعَانَ؟ قَالَ: لَا يُقْبَلُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قُلْتُ لِابْنِ سَمْعَانَ: مَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

الَّذِي رَوَيْتَ عَنْهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ فِي الْبَحْرِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ: قَالَ حَجَّاجُ: اجْتَمَعَ ابْنُ سَمْعَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ ابْنُ سَمْعَانَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: كَذِبَ وَاللَّهِ مَا سَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ، لَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، مَا سَمِعْتُ مِنْ مُجَاهِدٍ شَيْئًا، وَلَا رَأَيْتُهُ. حَدَّثَنِي أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ اللِّجْلَاجِ لِمَكْحُولٍ: سَلُوا هَذَا عَمَّا كَانَ، وَعَمَّا لَمْ يَكُنْ. فَأْخَبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ مَمْشَاهُ وَمَدْخَلَهُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: وَكَانَ ابْنُ جَابِرٍ يَقُولُ: لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمِ إِلَّا مِمَّنْ شُهِدَ لَهُ بِالطَّلَبِ.

وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: إِلَّا جَلِيسَ الْعَالِمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ طَلَبُهُ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَكُنْتُ آتِي الْقَاسِمَ فِي أَيَّامِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: كُنْتُ آتِي سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى، وَكُنْتُ أَسَنَّ مِنْهُ. قَالَ أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي أَبُو شَيْبَةَ الْوَلِيدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ جَابِرٍ فِي الْمَسْجِدِ يَجْلِسُ عَلَى وسادة أرمنية. قال أبو زرعة: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ جَابِرٍ، وَعَبَدَةَ بْنَ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيَّ جَالِسَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ. قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: مَا تَقُولُ فِي ابْنِ عَلَّاقٍ؟ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً: مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ. وَنَسَبَهُ لَنَا فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ حِصْنِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ عَلَّاقٍ.

قُلْتُ لَهُ: فَمَا تَقُولُ فِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ لَهُ: فَمَا تَقُولُ فِي مُدْرَكِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ؟ قَالَ: صَالِحٌ. قِيلَ لَهُ: فَمَا تَقُولُ فِي سُلَيْمَانَ بْنِ عُتْبَةَ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: إِنَّهُ يَسْنِدُ أَحَادِيثَ عَنْ أَبِي الدرداء؟ قال: هي ميسرة، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عيب إلا لصوقه بالسلطان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَئِنْ غَفَرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ، لَقَدْ غَفَرَ لَكُمْ كَبِيرًا، وَقَالَ: ذَنْبًا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ أَبِي مُسْهِرٍ: وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مَكْحُولٌ، جَلَسَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ، فَكَانَ نَزَرَ الْكَلَامَ، فَجَالَسُوا سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى.

قَالَ مَحْمُودُ: قَالَ مَرْوَانُ: فَجَاءَهُمْ بِمَا يُرِيدُونَ، وَمَا لَا يُرِيدُونَ - يَعْنِي مِنْ سِعَةِ الْعِلْمِ -. قَالَ دُحَيْمٌ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ جَلَسُوا إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ فَلَمَّا مَاتَ قَالَ ابْنُ سُرَاقَةَ: مَنْ فَقِيهُ الْجُنْدِ؟ قَالُوا: قَيْسُ بْنُ مُوسَى الْأَعْمَى. قَالَ: ذَلِكَ حِينَ هَلَكُوا. قَالَ: فَأَرْسَلَ ابْنُ سُرَاقَةَ إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ، فأقدمه - يعني للفتوى -. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ: قُلْتُ: مَنْ أَنْبَلُ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ؟ قَالَ: الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ. قُلْتُ: فَابْنُ سَمَاعَةَ؟ قال: بعده. قال أبو زرعة: فَذَاكَرْتُ يَحْيَى بْنَ مُعِينٍ بِالْعِرَاقِ، بَعْضَ مَا يَخْتَلِفُ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي حَدِيثٌ، حَتَّى يَجِيءَ مِثْلُ هِقْلٍ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُقَدِّمُهُ عَلَى أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ.

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قال: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ فِي ابْنِ سَمَاعَةَ: عُرِضَ عَلَى الْأَوْزَاعِيِّ؟ فَقَالَ: أَحْسَنُ حَالَاتِهِ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ حُفَّاظِ أَصْحَابِنَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قَالَ لِي مَرْوَانُ بْنُ مِحَمَّدٍ: إِذَا كَتَبْتَ حَدِيثَ الْأَوْزَاعُيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، فَمَا تُبَالِي مَنْ فَاتَكَ. قال أبو زرعة: وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عِنْدَكُمْ ثَلَاثَةٌ أَصْحَابُ حَدِيثٍ: مَرْوَانُ، وَالْوَلِيدُ، وأبو مسهر. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَسْأَلُ عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِ أَيْضًا.

فَأَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ثِقَةٌ، مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: مَا أَعْرِفُ أَبَا النَّجَاشِيِّ، يَعْنِي صَاحِبَ الْأَوْزَاعِيِّ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَالَ لِي صِهْرُ الْأَوْزَاعِيِّ: عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ بْنِ مزيد. وحدثنا أبو زرعة قَالَ: قِيلَ لِلْأَوْزَاعِيِّ: ابْنُ السَّفَرِ يُحَدِّثُ عَنْكَ، قَالَ: كَيْفَ وَلَمْ يجالسني؟. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: مَا كُنْتُ قَدَرِيًّا قَطُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَبْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مَكْحُولٍ، وَسَعِيدٌ مَعَنَا، وَكَانَ أَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَسَنَّ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ: وَكَانَ سَعِيدُ فِي مَجْلِسِ مَكْحُولٍ يَسْقِي الْمَاءَ. قال أبو زرعة: فَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَكْحُولٍ كَبَعْضِ وَلَدِهِ.

حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى صَبِيٍّ فِي مَجْلِسِهِ فَقَالَ: زَيْرُكَ، يَعْنِي كيساً. قال أبو زرعة: وَأَعْجَبَ أَبَا مُسْهِرٍ مُجَالَسَتِي إِيَّاهُ صَغِيرًا. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: كَتَبَ إِلَيْنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قال: قَالَ شَفَيُّ بْنُ مَاتِعٍ الْأَصْبَحِيُّ: يُفْتَحُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ شَيْءٍ، حَتَّى يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ خَزَائِنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْعُذْرِيُّ أَهْلَ الْعِرَاقِ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُفَرِّقُوا بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ أبو زرعة: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنِ اسْمِ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدِ، فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ كَانَ رُومِيًّا اسْمُهُ قَسْنَطِينُ فَلَمَّا أَسْلَمَ تَسَمَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ.

وَاسْمُ أَبِي أَمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ: يَحْمَدُ. وَاسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: جُرْثُومُ. وَاسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ: هُجَيْمَةُ ابْنَةُ حُيَيِّ الوَصَّابِيَّةُ. وَاسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الكبرى: خيرة بنت أبي حدود. وَاسْمُ أَبِي النَّضْرِ الْقَارِيِّ: حَيَّانُ. عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مسهر يقول: اسم أبي جحدم الْفِهْرِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن جحدم. وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعٍ.

وَاسْمُ أَبِي زِيَادٍ الْغَسَّانِيِّ: يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ. وَاسْمُ أَبِي الْأَعْيَسِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ. وَاسْمُ عُبَيْدِ اللَّهِ - صَاحِبِ أَبِي الدَّرْدَاءِ -: مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ. وَاسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَبْدُ شَمْسٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: أَبُو عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدُ مَوْلًى لِابْنِ أَبِي غَيْلَانَ الثقفي، إلى ها هنا عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: اسْمُ أُمِّ حَبِيبَةَ: رَمْلَةُ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَفِي حَدِيثِهِ: أَبُو أسماء الثمالي: غضيف بْنُ الْحَارِثِ. وَأَبُو ذَرٍّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فُضَالَةَ.

وَأَبُو حَبِيبٍ - الْقَاضِي فِي أَيَّامِ عَبْدِ الْمَلِكِ: الْحَارِثُ بْنُ مُخْمَرَ. وَاسْمُ أَبِي رَوْحٍ الْكَلَاعِيِّ: شَبَيْبُ بْنُ نُعَيْمٍ. وَأَبُو الْيَمَانِ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْهَوْزَنِيُّ. وَأَبُو رِهْمٍ السِّمَعِيُّ الظَّهْرِيُّ: أَحْزَابُ بْنُ أُسَيْدٍ. وَاسْمُ أَبِي الْحُصَيْنِ التَّغْلِبِيِّ: مَرْوَانُ بْنُ رُؤْبَةَ. وَأَبُو الصَّلْتِ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ. وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عن بقية بن صفوان، في حدثيه: اسْمُ أَبِي ضَمْرَةَ الْكَلَاعِيِّ: شِبْلٌ. وَأَبِي الْحَجَّاجِ - صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَايذٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ أَبِي الْغَادِيَةِ قَالَ: اسْمُ أَبِي الْغَادِيَةِ الْمَزْنِيِّ يُقَالُ هُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: يَسَارُ بْنُ سَبْعٍ.

حَدَّثَنِي أَبُو الْخَيْرِ الرَّحْبِيُّ قَالَ: نَحْنُ وَرِثْنَا أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحْبِيَّ قُلْتُ: فَمَا اسْمُهُ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ أَسْمَاءَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَايذٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: اسْمُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيِّ - صَاحِبِ الْفُتُوحِ -: شُرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ سَمَّى أَبَا قُتَيْلَةَ فِي حَدِيثِهِ: مَرْثَدُ بْنُ وَدَاعَةَ العَنِّيُّ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ يَذْكُرُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، فِي حَدِيثِهِ: أَبُو طَلْحَةَ: نُعَيْمِ بْنِ زِيَادٍ. وَأَبُو خَالِدٍ: عَامِرُ بْنُ جَشِيبٍ.

وَأَبُو شَدَّادٍ الْعَنْسِيُّ: سَالِمُ بْنُ سالم. قال أبو زرعة: وَاسْمُ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ، صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. وَاسْمُ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ - صَاحِبِ ثَوْبَانَ -: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَابِرٍ. وَاسْمُ أَبِي بحرية الْكِنْدِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ عَنْ أَبِي بَحَرِيَّةَ الْكِنْدِيِّ، هُوَ: عَبْدُ الله بن قيس. قال أبو زرعة: وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ الْجَبَّارِ - يُحَدِّثُ عَنْهُ السَّيْبَانِيُّ -: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْجٍ. وَاسْمُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيِّ: يزيد بن مرثد، صاحب الوضعين بْنِ عَطَاءٍ. وَاسْمُ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ: أَخْضَرُ. وَاسْمُ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ: عَايِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ

صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ - صَاحِبُ الْمَقَاسِمِ فِي زَمَانِ الْوَليِدِ: حَوْشَبُ بْنُ سَيْفٍ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: اسْمُ أَبِي إدريس الأصغر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِرَاكَ. وَأَبُو إِدْرِيسَ - صَاحِبُ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو - لم يسمعه، وَهُمْ ثَلَاثَةٌ بِالشَّامِ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ: اسْمُ أَبِي عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، صَاحِبِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ: سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حدثنا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ الْفَوْزِيُّ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ: اسْمُ أَبِي مُوسَى - الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ -: صَالِحُ بْنُ جُبَيْرٍ، فِي الْأَصْلِ: ابْنُ حَبِيبٍ. وَأَبُو عِمْرَانَ، صَاحِبُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ: سُلَيْمَانُ، وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ، يُكَنَّى: أَبَا عِيَاضٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، يُكَنَّى: أَبَا يُوسُفَ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهرٍ يُسَمِّي أَبَا زُرْعَةَ السَّيْبَانِيَّ: يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ، يُكَنَّى: أَبَا زُرْعَةَ. وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ قَالَ: أَبُو زُرْعَةَ الْحَضْرَمِيُّ: عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ اسْمَ أَبِي قَبِيلٍ: حَيُّ بْنُ هانىء، وَسَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِ أَبِي عُشَّانَةَ، فَقَالَ: حَيُّ بْنُ يُومِنَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ عَنْ أَبِي عبد الرحمن المقرىء: اسْمُ أَبِي الْخَيْرِ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ: أَبُو يُونُسَ، مَوْلَى أبو هُرَيْرَةَ: سُلَيْمَانُ بْنُ جُبَيْرٍ. قَالَ أبو زرعة: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - وَسَأَلْتُهُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَالْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ - أَيُّهُمَا أَثْبَتُ؟ فَقَالَ: الْعَلَاءُ أَفْقَهُ حَدِيثًا، وَثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: أَنْبَلُ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ: ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَالْعَلَاءُ ابْنُ الْحَارِثِ. وَأَعَدْتُ عَلَيْهِ تَقَدُّمَ سِنِّ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَلَقِيَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَلَمْ يَدْفَعْهُ عَنْ ثِقَةٍ وَتَقَدُّمٍ، وَقَدَّمَ

الْعَلَاءَ عَلَيْهِ لِفِقْهِهِ. قُلْتُ لَهُ: فَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَوْقَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى فَوْقَ يَزِيدَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهُوَ الْمُقَدَّمِ مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَنْ بَعْدِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ؟ قَالَ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ. قُلْتُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنَ جَابِرٍ؟ قَالَ: بَعْدَهُ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي أَبِي مُعِيدٍ، حَفْصَ بْنِ غَيْلَانَ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ أَبِي مُعِيدٍ؟ قَالَ: فَوْقَهُ، لِسِنِّهِ وَلُقِيِّهِ. قُلْتُ: فَمَنْ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ؟ قَالَ: الْأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قُلْتُ لَهُ: سَعِيدُ أَكْثَرُ مُجَالَسَةً لِمَكْحُولٍ مِنَ الْأَوْزَاعِيِّ: قَالَ: ذَاكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِهِ كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ رَبَّمَا غَابَ. قال أبو زرعة: وَكُنْتُ أَرَى أَبَا مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ كُلَّ التَّقْدِيمِ، مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ ثَلَاثَةً: سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى، وَيَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَالْعَلَاءَ بْنَ الْحَارِثِ.

فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَهُ، أَنَّ كِتَابَ مَكْحُولٍ فِي الْحَجِّ أَخَذَهُ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ. قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَا تَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ حَوْشَبٍ الْفَزَارِيِّ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: وَلِمَ لَا تَقُولُ: ثِقَةٌ، وَلَا تَعَلَّمَ إِلَّا خَيْرًا؟، قَالَ: قَدْ قُلْتُ لَكَ أَنَّهُ ثِقَةٌ. قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ النَّصْرِيِّ؟ قَالَ: ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ. قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ: فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ؟ قَالَ: لَهُ حَدِيثٌ مُعْضَلٌ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، أَخِيهِ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِي مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: تَسْأَلُ عَنْهُ؟ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ مكحول: أتيت بالمقدام.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: لَمْ أَسْأَلِ الْهَيْثَمَ بْنَ حُمَيْدٍ إِلَّا عَنْ حَدِيثَيْ أُمِّ حَبِيبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، لِأَكْتُبَ إِلَيْهِ بِحَدِيثِهِ فِي مَسِّ الْفَرْجِ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ عن أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ: أَنَّهُ يَعْرِفُ الْهَيْثَمَ بْنَ حُمَيْدٍ بِطَلَبِ الْعِلْمِ. قَالَ أبو زرعة: قُلْتُ: فَأَعْلَمُ أَهْلِ دِمَشْقَ بِحَدِيثِ مَكْحُولٍ وَأَجْمَعُهُ لِأَصْحَابِهِ الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. قَالَ أبو زرعة: وَذَكَرْتُ تَقَدُّمَ سِنِّ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ، لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصُّورِيِّ فِي مَقْدِمِهِ دِمَشْقَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حدثنا عن يزيد بن الطباغ أَنَّهُ رَأَى مَكْحُولًا يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةَ. قَالَ لِي:

مَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَحَدَّثَنِي عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ قال: رَأَيْتُ مَكْحُولًا يُفَرِّقُ عَلَى أَصْحَابِهِ الزبيب. قلت لَهُ: فَمَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ هُوَ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: ابْنُ مُهَاجِرٍ أَشْهَرُ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، أَبُو الْجَمَاهِرِ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُهَاجِرٍ كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ بِالْبَابِ، اسْتَعْمَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ عَلَى خَرَاجِ دِمَشْقَ. فَقِيلَ لَهُ - يَعْنِي لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -: فَمَا تَقُولُ فِي أَبِي مُعَاوِيَةَ صَدَقَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: ضَعِيفٌ؟ قَالَ: ضَعِيفٌ. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ صَدَقَةَ بْنَ خَالِدٍ، وَقَالَ لَنَا: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، صَحِيحُ الْأَخْذِ، صَحِيحُ الإعطاء. قال أبو زرعة: قُلْتُ: وَصَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ، شَيْخٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَصَدَقَةُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ مِنْ شُيُوخِنَا، رَوَى عَنْهُ ضَمْرَةُ بْنُ ربيعة.

قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَنِ الثَّبُتُ بِحِمْصَ؟ قَالَ: صَفْوَانُ، وَبُحَيْرٌ، وَحَرِيزُ، وَثَوْرٌ، وَأَرْطَأَةُ. قُلْتُ لَهُ: فَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ؟ قَالَ: دُونَهُمْ، قُلْتُ: فَكَثِيْرُ بْنُ الْحَارِثِ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُهُ قُلْتُ لَهُ: فَتَدْفَعُهُ؟ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: لَا يُدْفَعُ، قُلْتُ: فَتَعْرِفُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ، نَسَبًا بِدِمَشْقَ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَتَدْفَعُهُ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَالْمِصْرِيُّونَ، وَرَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ؟ قَالَ: لَا يُدْفَعُ. حدثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: قال لي شبعة: أَهْدِ إِلَيَّ حَدِيثَ بُحَيْرٍ.

وَأَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُولُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: تَمَسَّكْ بِحَدِيثِ بُحَيْرٍ. وَرَفَعَ مِنْهُ شُعْبَةَ. أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ من حمص. قال أبو زرعة: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فَجَالَسَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ لِي اللَّيْثُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ائْتِ الشَّيْخَ وَاكْتُبْ مَا يُمْلَى عَلَيْكَ، فَقَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَكَانَ يُمْلِيهَا عَلَيَّ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى اللَّيْثِ فَيَقْرَأُهَا عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ يُكَنَّى: أَبَا عُمَرَ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْأَنْدَلُسِ. حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: قَالَ شُعْبَةُ: يَا بَقِيَّةُ اعْلَمْ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ سَعَيدَ بْنَ عبد العزيز قال: بث هذا في جندنا.

حدثنا أبو زرعة: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ الدِّمَشْقِيِّ، فقال: صدوق اللسان. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُهُ مَوْضِعًا عِنْدَ أَبِي مُسْهِرٍ لِلْحَدِيثِ، سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ الشَّرَ، وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَرَدْتُ الْخَيْرَ، فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ، أَنْبَأَنَا قَتَادَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنا الشَّيَاطِين عَلَى الْكَافِرين تؤُزُّهم أًزّاً " قَالَ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: إِنَّهُ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ، فَاسْتَغْفَرَ، وَحُمِلَ عَنْهُ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَوْلِ مَنْ أَدْرَكَ، فِي سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَقَالَ: يُوَثِّقُونَهُ، كان حافظاً. قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، أَبِي الْجَمَاهِرِ:

أَكَانَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَدَرِيًّا؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ. قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ: مَا تَقُولُ فِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَفْطَسِ؟ قال: ثقة، ثبت، قلت: فلما تَقُولُ فِي مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، وَقَدْ كَانَ يَمِيلُ إِلَى هَوًى. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ فَقَدَّمَ سَعِيدًا عَلَيْهِ. قُلْتُ فَمَا تَقُولُ فِي ابْنِ زَبْرٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي ابْنِ ثوبان؟ قال: ثقة. قال أبو زرعة: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ. وحدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ شُعْبَةُ: يَا سُفْيَانُ، ذَهَبَتِ الْأَسْنَانُ، وَذَهَبَتِ الْأَسْكَانُ.

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ: مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مُذْ ثَلَاثِينَ سَنَةً. فَقَالَ شُعْبَةُ: أَمَا لَأنْ بَقِيتُ لِرَأْسِي. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: وَدَّعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: تَقْوَى اللَّهِ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ. حَدَّثَنِي الحسن قال: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ، عَنِ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمَا رَضِينَا حَتَّى رَحَلْنَا إِلَيْهِمْ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ.

قال أبو زرعة: رَأَيْتُ هَوْذَةَ بْنَ خَلِيفَةَ يُخَضِّبُ، وَرَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُخَضِّبُ وَرَأَيْتُ أبا اليمان يخضب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كان العلماء بن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ ثُمَّ كَانَ الْعُلَمَاءُ بَعْدَ هَؤُلَاءِ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِذَلِكَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قال: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلَهَا، فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بن المسيب. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَهْلِ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ، وَمَكْحُولٌ: عَنْ أَفْقَهِ مَنْ أَدْرَكْتُمَا؟ فَقَالَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَرْوَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ

سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُرْسِلُ إِلَيْهِ فِي أَحَادِيثَ عُمَرَ، لِأَنَّ سَعِيدًا كَانَ قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ لِقَوْلِ عُمَرَ، فَلَمْ يُجِزْهُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ قال: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ ائْتِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَسَلْهُ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا بِالْمَسْأَلَةِ، فَتَوَجَّهَ الرَّجُلُ، فَسَأَلَ سَعِيدًا فَأَفْتَاهُ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنَا ابْنُ عُمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَفْتَاهُ بِمِثْلِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّهُ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِرَجُلٍ يَسْأَلُهُ: أَطِعْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَاتَّبِعْ أَمْرَهُ، فَإِنَّهُ سَيِّدُنَا، وأعلمنا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ يُصْدِرُ عَنْ رَأْيِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. حدثنا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ

الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً: سَعِيدَ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَلَمْ يَأْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَاهُ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرْكَبُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي علمه. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ قال: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: سَمِعْتَ مِنْ مَعْمَرٍ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَلَكِنْ حَفِظَ عِلْمَهُ وَأُمَورَهُ. وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ أَهْلِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ، وَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ فَإِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامُ وَسَمِعَ اللَّغَطَ أَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ قَامَ عَنْهُمْ. قُلْتُ لِمَالِكٍ: وَهُوَ مَجْلِسُهُ

قَالَ: نَعَمْ. قَالَ مَالِكٍ: وَكَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا شَدِيدًا، يَحْصِبُ النَّاسَ بِالْحَصْبَاءِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَنَّهُ أَدْرَكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَنِ. وَمَنْ يُنْتَهَى إِلَيْهِ، وَيَرْضَى بِهِ، وَلَا يَدْفَعُ قَوْلَهُ، وَلَا يَجِدُ عَنْهُ مَذْهَبًا، مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ - قَالَ مَالِكٌ: - وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَكَانَ يَأْتِيهِ فِي مَجْلِسِهِ، فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ، فَيُطَوِّلُ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي صَلَاتِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - وَهُوَ مِمَّنْ هُوَ مِنْهُ -: فَقَالَ: لَا بُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ يُعْنَى بِهِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ إِذَا لَقِيتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَأَنَّمَا أُفَجِّرُ بِهِ بحراً.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَيْتَ لِي مَجْلِسًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، بَيْنَ يَدَيْهِ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَجْلَسَ قَوْمًا يَكْتُبُونَ مَا يَقُولُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومُ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: صَنَعْنَا شَيْئًا، قَالَ: مَا هُوَ يَا ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: كَتَبْنَا مَا قُلْتَ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ فَجِيءَ بِهِ فَخُزِّقَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قال: حدثنا بقية قال: حدثنا الزبيري قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ، إِذَا الْتَقَوْا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَلَقِيتُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، كُلُّهُمْ بُحُورٌ: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ زمن ابن الأشعب، وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ لَا أَعْرِفُهُمْ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَأَوْسَعُوا لَهُ، فَإِذَا هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ شَيْءٌ مِنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ - وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِيهِ حَدِيثًا، فَلَمْ يَحْفَظْهُ -. فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُهُ بِالْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَدْخَلَنِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنْ نَسَبِي، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتَنِ، كَيْفَ حَدِيثُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ؟ قُلْتُ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يُعْجِبُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، عَقْلُهُ، وَلِسَانُهُ. لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَأَلَهُ: مَا صَنَعْتَ فِي مِيرَاثِكَ مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي بِأُمِّي. قَالَ: فَصَعَدَ عُمَرُ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَوَلَدَتْ لَهُ، فَإِنَّهَا تُعْتَقُ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ. فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ:

مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ. فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الملك بن مروان بإبلياء - قَبْلَ أَنْ يَقَعَ الْوَجَعُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ إِلَى الْمُوَقِّرِ - خَطِيبًا يَقُولُ: إِنَّ الْعِلْمِ سَيُقْبَضُ قَبْضًا سَرِيعًا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ، غَيْرَ غَالٍ فِيهِ وَلَا جَافٍ عَنْهُ. حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي حَيْوَةَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: اخْتَلَفْتُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الشَّامِ، وَمِنَ الشَّامِ إِلَى الْحِجَازِ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً مَا اسْتَطْرَفْتُ حَدِيثًا وَاحِدًا. فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ قال: حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا وَجَدْتُ أَحَدًا يُفِيدُنِي - فِي تَرَدُّدِي إِلَى الشَّامِ - حَدِيثًا.

حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: مَا ادَّهَنَ ابْنُ شِهَابٍ لِمَلِكٍ قَطٌّ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَلَا أَدْرَكَتْ خِلَافَةُ هِشَامٍ أَحَدًا مِنَ التَّابِعِينَ أَفْقَهَ مِنْهُ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قال: مَرِضَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فَعَادَهُ الزُّهْرِيُّ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنَصَّ لِلْحَدِيثِ الْجَيِّدِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: أَخَذْتُ بِلِجَامِ بَغْلَةِ الزُّهْرِيِّ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعِيدَ عَلَيَّ حَدِيثًا، فَقَالَ: مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ السمط قال: سمعت بن حيويل يقول: لم يكن للزهر كِتَابٌ إِلَّا كِتَابًا فِيهِ نَسَبُ قَوْمِهِ. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكِ قَالَ: غَضِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ: فَقَالَ: مَا حملك عل أَنْ حَدَّثْتَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حَدِيثِي؟ فَمَا زَالَ غَضْبَانَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَرَضَّاهُ بَعْدُ. حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى عَنِ

الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، فَقَالَ هِشَامُ لِلزُّهْرِيِّ: لَا تَعُدْ لِمِثْلِهَا. حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا ابْنُ شِهَابٍ إِلَّا بَحْرٌ. قَالَ سَعِيدٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: ابْنُ شِهَابٍ أَعْلَمُ النَّاسِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قال: قُلْتُ لِمَكْحُولٍ: مَنْ أَعْلَمُ النَّاسَ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَحَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ المُرِّيِّ قال: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ قال: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَتَاكَ بِهِ الزُّهْرِيُّ يُسْنِدُهُ فَاشْدُدْ بِهِ يَدَيْكَ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ وُهَيْبٍ قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ سِتَّ سِنِينَ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِيَ سِنِينَ. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: فَأَيُّ الْقَوْلَيْنِ أَصَحُّ، أَوْ أَثْبَتُ؟ قَالَ: هَذَا، كَذَلِكَ قَالَ مَعْمَرٌ وَمَالِكٌ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ، وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقُلْتُ: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ، فَإِنَّهُ سُنَّةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهَا لَيْسَ بِسُنَّةٍ، فَلَا نَكْتُبُهُ، قَالَ: فَكَتَبَهُ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ، فَأَنْجَحَ، وَضَيَّعْنَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا: حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قال: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ، وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ، وَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيعَةَ.

فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ: حَدِيثُ رَبِيعَةَ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، وَأَبُو الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْهُ. حدثنا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: ذَكَرُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ قَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنِي الْوَليِدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: جَعَلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الزُّهْرِيَّ قَاضِيًا مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى كَرَاسِيِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَعَهُمْ عُرْوَةُ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُرْوَةُ: أَنِ الْقَنِي حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا ذَكَرْتُهُ، فِيهِ سُنَّةٌ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَفْقَهِهِمْ، وَأَحْسَنِهِمْ طَاعَةً، وَأَحَبِّهِمْ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ صَالِحٍ، وَنُوحٌ قَالَا:

حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ هِنْدًا كَانَ لِكُمِّهَا أَزْرَارٌ وَعُرًى. حدثنا أَبُو الْيَمَانِ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ الْخُزَاعِيَّةُ قَدْ أَدْرَكَتْ عَامَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أَبُو زرعة قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ - وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ، وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ - عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ - وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَالِكٍ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فسألته عن ذلك الحديث. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال:

حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: صَدَقَ مَالِكٌ. أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فِي وَفْدِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ. أَخْبَرَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قال: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ، وَالسَّمَاعُ مِنْهُ سَوَاءٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْأُرْدُنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَفَعْتُ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ كِتَابًا، نَظَرَ فِيهِ فَقَالَ: ارْوِهِ عَنِّي. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عني. قل أبو زرعة: وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ: عَبْدَ اللَّهِ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، كَمَا حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ أَوْثَقَهُمَا. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الَأَبْرَشُ الْخَوْلَانِيُّ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ: أَنَّهُ عَقَلَ مُجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ مِنْ دلو معلقة في دارهم، وَذَكَرَ مَحْمُودُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ

ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ عَنِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَصَحِبَهُ، وَخَدَمَهُ، يَعْنِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثعلبة بن صغير، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَسَحَ وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حِبَّانَ الرَّقِّيُّ عَنِ

الزهري: أن عبد الله ابن ثعلبة بن صغير أَدْرَكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَعَى بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَزِيمَةِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ. قَالَ: وَأَنَا غُلَامٌ مُحْتَلِمٌ. قَالَ أبو زرعة: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: مَنْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: كَذَلِكَ قَالَ ابن لهيعة. قال أبو زرعة: وَوَجَدُوهُ فِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ أَيْضًا. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنِ حَدَّثَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَخْطُبُ. قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ كَالْمُحْتَلِمِ. حدثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ. قالا: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ؟ قال: لا.

قال أبو زرعة: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيَّ غَيْرُ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِطُولِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ: أَمَّا بَعْدُ. حَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ تَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَعَ الْغِلْمَانِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَكَانَ يُعِيدُ عَلَيَّ الرَّجِيعَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَكَانَ عُرْوَةُ بَحْرًا مَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ وَمَا رَأَيْتُ أَغْرَبَ حَدِيثًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي خِلَافَتِهِ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي خِلَافَتِهِ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ

الخزاعي من أهل الشم، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزٍ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، جَالَسَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ مُنْ عُمَّالِ عُمَرَ. فَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَكَانَ يَعْمَلُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ مَعَ عُتْبَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ. فَقِيلَ: مَاتَ - وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ - قَالَ: فَمَا فَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قِيلَ:

مَاتَ. وَذُكِرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوْرَثَ سَبْعِينَ مُدْيًا مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ مَدْخَلُهُمَا وَاحِدًا، لِأَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعِيشَ بعيش عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ النَّاسُ، دَنَا مِنْهُ مُزَاحِمٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَهْلُكَ؟ قَالَ: لَا أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَ أَهْلَ الْفَضْلِ بِفَضْلِهِمْ. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قال: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: مَوْلًى لِبَنِي الْحَضْرَمِيِّ يُقَالُ لَهُ: بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ بِشَيْءٍ فَرَدَّهُ. حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ كَلِمَةٌ أَعْجَبَتْنِي، وَذَاكَ أَنَّهُ قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ رِجَالٌ لَا تُذْكَرُ عُيُوبُهُمْ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلَاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا كَانَ أَبِي يَعْدِلُ بِعِرَاكِ بْنِ

مَالِكٍ أَحَدًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، أَبُو الْجَماهِرِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو قِلَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَابْنُ شِهَابٍ. فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لَا يَنْصَرِفُ لِأَحَدٍ جَلَسَ إِلَيْهِ، مِنْ صَلَاتِهِ النَّافِلَةِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ. حَتَّى يَفْرُغَا مِمَّا أَرَادَا، وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِكِتَابٍ وَدَرَاهِمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، فَلَمَّا طَوَّلَ عَلَيْهِ أَخَذَ الدَّرَاهِمَ وَالْكِتَابَ، فَجَعَلَهَا تَحْتَ رِجْلِهِ وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى بَعْضَ مَنْ يَطْلُبُ الْأَحَادِيثَ فَيَقُولُ: هَذَا حَاطِبُ لَيْلٍ قَالَ يَجْمَعُ الْقَشَّةَ. فَأَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُحَدِّثُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ قال: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لَمْ يَكُنِ الْغَالِبَ عَلَيْهِمْ هَذَا الْأَمْرُ - يَعْنِي الطَّلَبَ -. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى عِلْمِ بَلَدِهِ، وَعَلَى عِلْمِ عَالِمِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ العزيز، فلما أَفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قال: سَمِعْتُ ابْنَ هُرْمُزٍ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُوَرِّثُ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ: لَا أَدْرِي، حَتَّى يَكُونَ أَصْلًا مِنْهُ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَمَّا لَا يَعْلَمُ، قَالَ: لَا أَدْرِي. أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ، يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيُخْبِرُهُ ثُمَّ يَبْعَثُ فِي أَثَرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ لَهُ: إِنِّي قَدْ عَجِلْتُ، فَلَا تَفْعَلْ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ لَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ. فَأَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: شَهِدْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سُئِلَ عَنْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً، فَقَالَ فِي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْهَا: لَا أَدْرِي. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ هُرْمُزٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَخَذَ عَلَيَّ أَلَّا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ شَيْءٍ، فقال لي: لا تسل عَمَّا لَا تُرِيدُ، فَإِنَّكَ تَنْسَى مَا تُرِيدُ، قَالَ: فَضَرَبَ لِي مَالِكٌ مَثَلًا، فَقَالَ: مَنِ اشْتَرَى مَا لَا يُرِيدُ يُوشِكُ أَنْ يَبِيعَ مَا يُرِيدُ. وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - مَوْلَى بَنِي سَلَمَةَ - أَنَّهُ أَفْتَى رَجُلًا بِشَيْءٍ - قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْقُرَّاءِ - قَالَ: فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: إِنَّ أَهْلَ إِفْرِيقِيَّةَ لَا يَقُولُونَ هَذَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَتَى كَانَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَّةَ يُفْتُونَ النَّاسَ؟. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ شُعْبَةَ - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ. وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ الَّذِينَ مَضَوْا يُحِبُّونَ الْعُزْلَةَ وَالِانْفِرَادَ مِنَ النَّاسِ، وَلَقَدْ كَانَ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَكَانَ يَأْتِي إِلَى مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَيَجْلِسُ فِيهِ وَكَانُوا يُحِبُّونَ ذَلِكَ، مِنْهُ، وَكَانَ أَبُو النَّضْرِ إِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامِ وَكَثُرَ فِيهِ النَّاسُ، قَامَ عَنْهُمْ، وَكَانَ أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَتِيمُ عُرْوَةَ - صَاحِبَ عُزْلَةٍ، وَغَزْوٍ، وَحَجٍّ. حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ

نَافِعٌ، وَابْنُ مَيْسَرَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ، ثُمَّ يَجْلِسُونَ إِلَى السِّبْحَةِ، مَا يُكَلِّمُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْجُهَنِيِّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ نَافِعٌ يُجَالِسُ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادَ، فَلَمَّا مَاتَ زِيَادُ كَانَ نَافِعٌ يَمُرُّ بِنَا فَنَقُولُ: أَلَا نُوسِعُ لَكَ، رَحِمَكَ اللَّهُ؟ فَيَأْبَى، وَيَقُولُ: اتَّقُوا هَذِهِ الْمَجَالِسَ. أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ مَالِكٍ قال: قَالَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ: وَجَدْتُ الصَّمْتَ أَشَدَّ مِنَ الْكَلَامِ. يَتْلُوهُ حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فِي الْجُزْءِ السَّادِسِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بلغ.

السادس من التاريخ

السادس مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ مَالِكٌ: وَنِعْمَ الْقَاضِي كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ - قَالَ رَبِيعَةُ: قَالَ ابْنُ خَلْدَةَ: يَا رَبِيعَةُ إِنَّ النَّاسِ قَدْ أَطَافُوا بِكَ فَلْيَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ تُخَلِّصَ بَيْنَهُمْ. أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَنَّ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِرَبِيعَةَ: إِنَّ الْبِنَاءَ إِذَا بُنِيَ عَلَى غَيْرِ أُسٍّ، لَمْ يَكَدْ يَعْتَدِلُ. يُرِيدُ بِذَلِكَ: الْمُفْتِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ عَنْ غَيْرِ أَصْلٍ يَبْنِي عَلَيْهِ كَلَامَهُ.

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: نَشَأَ رَبِيعَةُ حِينَ نَشَأَ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَيْرِ، ثُمَّ صَحِبَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ رَبِيعَةُ يُنْفِقُ عَلَى مَنْ يَصْحَبُهُ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِ سَالِمٍ، وَالْقَاسِمِ إِلَى رَبِيعَةَ. وَحَدَّثَنِي الحارث بعن ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ فُتْيًا، وَأَعْجَلَهُ جَوَابًا، وَكَانَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يُعَجِّلُ بِالْفُتْيَا، قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ، وَلَا يَدْرِي ما هو. قال أبو زرعة: وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْهُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ، فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: قَلَّ مَا ذَكَرَ مَالِكٌ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، إِلَّا قَالَ: كَانَ عَالِمًا. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ:

أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ كَانَ يُعَلِّمُ بِالْمَدِينَةِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ قال: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ كَانَ يُعَلِّمُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَكَانَ عَطَاءُ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْحُسَيْنِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ، وَالْفَضْلِ، وَالْمَشُورَةِ فِي الْأُمُورِ وَالْعِبَادَةِ، وَكَانَ أَشَدَّ شَيْءٍ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهِ، يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، وَمَعَهُ الثَّوْبُ، يَحْمِلُهُ يَبِيعُهُ، وَيَكُونُ قَدِ اشْتَرَاهُ، وَكَانَتِ الْقُضَاةُ تَسْتَشِيرُهُ. قَالَ مَالِكٌ: أَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ: " لِمِثلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُون ". قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ يُصَلِّي الْعَتْمَةَ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ صَلَّى الْعَتْمَةَ، وَقَامَ الْقِيَامَ مَعَ النَّاسِ، وَقَامَ لَيْلَتَهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ فِي رَمَضَانَ قَالَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَسْتَفْتِحُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ. قَالَ مَالِكٌ: كَانَ يَخْتِمُهُ في كل ليل ويوم.

قال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُسَيْنٍ مَوْلًى لِآلِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ. حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ مَوْلًى لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ. حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهَ بْنَ رَافِعٍ مَوْلًى لِسَفِينَةٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: مُحَمَّدَ بْنَ المنكدر فقال: لق رَأَيْتُهُ، وَإِنَّهُ لَصَبِيٌّ عَلَيْهِ أَوْضَاحٌ مِنْ فِضَّةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْجَاهِلِيَّةَ يقولون بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: الْيَوْمَ نَقَرُّ عَيْنًا ... بِقَرْعِ الْمَرْوَتَيْنَا

أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ كَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ نَاعِمَ بْنَ أَجْيَلٍ الْهَمْدَانِيَّ كَانَ فِي بَيْتِ شَرَفٍ مِنْ هَمْدَانَ، أَصَابَهُ سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعْتَقَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حدثنا عبد الله بن الْمُبَارَكِ قال: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا قَبْرُ أُمِّ عَمْرِو بِنْتِ عُثْمَانَ؟ فَأَمَرَ بِهِ فَسُوِّيَ. أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو

بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ إِدْرِيسَ يَنْسِبُ أَبَا إِسْحَاقَ - الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عنه سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَالْمَقْبُرِيِّ -: أَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ. حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: سَمِعْتُ الزُبَيْدِيَّ يَقُولُ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ عَشْرَ سِنِينَ. وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مُعْجَبًا بِهِ، يُقَدِّمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ. حَدَّثَنِي أَبُو اليَمَانِ قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: كَيْفَ؟ وَعِنْدَكُمُ الزُّبَيْدِيُّ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: وَقَدْ رَأَيْتُ الزُّبَيْدِيَّ يُفْتِي نَفْسَهُ. فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَالِمٍ قال: سَمِعْتُ أَخِي مُحَمَّدَ بْنَ سَالِمٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَقْرَأُ بْالرَّصَافَةِ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ فَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَى هَذَا - يَعْنِي: مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيَّ فَقَدِ احْتَوَى عَلَى مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ مِنَ الْعِلْمِ.

وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عِنْدَنَا مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَكُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ وَابْنُ دِينَارٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ، وَكَانَ يَعِدُنَا بِالْمَجْلِسِ، فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا فَعَلَ، فَإِنَّمَا كِتَابُهُ بِيَدِهِ، مَا نَأْخُذُهُ، وَكَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي الْعِبَادَةِ، وَاعْتِزَالِ النَّاسِ إِنَّمَا كَانَ يُصَلِّي، ثُمَّ يَخْرُجُ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامٍ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مَعَهُمْ بِالرَّصَافَةِ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبٍ، فَرَأَيْتُ كُتُبًا مَضْبُوطَةٌ مُقَيَّدَةٌ، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ فَقُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ؟ قَالَ: فَوْقَهُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ؟ قَالَ: فَوْقَهُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ؟ قَالَ: مِثْلُهُ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: سَمِعْتُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ يَقُولُ لِبَقِيَّةَ: يَا أَبَا يَحْمَدَ قَدْ مَجِلَتْ يَدِي مِنَ الْعَمَلِ.

قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ: وَمَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي. فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ، وَأَبِي الزناد. وقال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: هَذِهِ كُتُبِي قَدْ صَحَّحْتُهَا، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا، فَقَدْ سَمِعَهَا مِنِّي. وَسَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ: كَانَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ يَحْضُرُ مَعَكُمْ عِنْدَ أَبِيهِ؟ فَقَالَ لَنَا عَلِيٌّ: قِيلَ لِشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ: يَا أَبَا بِشْرٍ، مَا لِبِشْرٍ لَا يَحْضُرُ مَعَنَا؟ قَالَ: شَغَلَهُ الطِّبُّ. وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ شُعَيْبٍ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِيهِ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ: سَلْهُ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَبِي مِنِّي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهُوَ - فِيمَا حَدَّثْتُ -: شُعَيْبُ بْنُ دِينَارِ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: مَشَيْتُ بَيْنَ الزُّهْرِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فِي الْوَضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَرَاهُ، فَاحْتَجَّ الزُّهْرِيُّ بِأَحَادِيثَ - قَالَ: -

فَلَمْ أَزَلْ أَخْتَلِفُ بَيْنَهُمَا حَتَّى رَجَعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ إِلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ قال: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: أَطِعْنِي وَتَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ. قَالَ: قُلْتُ: لَا أُطِيعُكَ وَأَدَعُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ. قال أبو زرعة: وَلَا أَعْلَمُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ إِلَّا قَدْ حَدَّثَنِي عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ. وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ، يَأْخُذُهُ الْآخِرُ عَنِ الْأَوَّلِ. فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: لَا يُؤْخَذُ الْقُرْآنُ مِنْ مُصْحَفِي. حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ يَقْرَآنِ الْقُرْآنَ، وَيُحَسِّنَانِهِ بِالْعَرَبِيَّةِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمُرُ مَعَ الزُّهْرِيِّ، فَكَانَ يَسْقِينَا الْعَسَلَ. قَالَ: فَنَعِسْتُ، فَقَالَ لِي: مَا أَنْتَ مِنْ سُمَّارِ قُرَيْشٍ.

حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرَ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنْ عُقيْلٍ قَالَ: كُنْتُ أَرْكَبُ مَعَ الزُّهْرِيِّ فِي الْمَحْمَلِ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَمِيعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سألت زياد بن سعد عَنْ عُقَيْلٍ. قَالَ: كَانَ حَافِظًا. قال أبو زرعة: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، يُشْبِهُ حَدِيثُهُ حَدِيثَ عُقَيْلٍ، وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَهُ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، بَعْدَمَا قَدِمْنَا بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَأَقَامَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مِنَ الْجُعْرَانَةِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ ومائة.

حدثنا أبو زرعة قال: قال حمد بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ فَلَمْ يُخْبِرْنِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَجِبِ الْغُلَامَ عَمَّا سَأَلَكَ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَّا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ أَرْضَاهُ. قَالَ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: أَجَلْ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ ذَلِكَ، فَسَرَّهُ ذَلِكَ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ عن عفان عن مُسْلِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا رَحَلَ مَعْمَرٌ إِلَى الزُّهْرِيِّ نَبُلَ، فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مَعْمَرَ الزهري. قال أبو زرعة: حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعِينٍ قال: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قال: قَالَ مَعْمَرٌ: قَدِمْتُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَكَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، فَقَلَّ مَا عِنْدَهُ، فَأَعْطَاهُ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ، فَعَادَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مِثْلَكَ يَفْعَلُ هَذَا؟ وَقَدْ كَانَ عَلَيْكَ بِالْأَمْسِ الدَّيْنُ قَالَ: إِنَّ الْجَوَّادَ لَا تَتْكَلُهُ التَّجَارِبُ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدُ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الزُّهْرِيَّ بِالرَّاهِبِ، فَكَانَ يُقَدِّمُ إِلَيْنَا مِنَ الْأَلْوَانِ كَذَا وَكَذَا. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ بِالرَّصَافَةِ، وَكَانَتْ أُمِّي لَا تَأْذَنُ لِي إِلَيْهِ، فَكَانَ مَعْمَرٌ يَقْدِمُ عَلَيْنَا، فَنَكْتُبُهَا عَنْ مَعْمَرٍ عَنْهُ.

وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ: مَنِ الثَّبْتُ فِي نَافِعٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، أَمْ مَالِكٌ، أَمْ أَيُّوبُ؟ فَقَدَّمَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ، وَفَضَّلَهُ بِلِقَى سَالِمٍ، وَالْقَاسِمِ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. يُرِيدُ أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ أَعْلَمُ بحديثهم. قلت له: فما لك بَعْدَهُ؟ قَالَ: إِنَّ مَالِكًا لَثَبْتٌ. قُلْتُ لَهُ: فَإِذَا اخْتَلَفَ مَالِكٌ وأيوب؟ فتوقف، وقال: ما يجترىء عَلَى أَيُّوبَ، ثُمَّ عَادَ فِي ذِكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَلِمَالِكٍ يَوْمَئِذٍ حَلْقَةٌ أَيَثْبُتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ: قال: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَلِمَالِكٍ يَوْمَئِذٍ حَلَقَةٌ. وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ: عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَالِكٌ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ فِي نَافِعٍ! - عَلَى التَّعَجُّبِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: لَمْ أَكُنْ أَرَى الْعَرْضَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ مَالِكٍ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ،

أَبُو جَعْفَرِ الْمَنْصُورُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، ذَهَبَ النَّاسُ فَلَمْ يبق غيري وغيرك. قال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ قال: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، اجْعَلِ الْعِلْمَ، عِلْمًا وَاحِدًا. قَالَ مَالِكٍ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، نَزَلُوا الْأَمْصَارَ، فَأَفْتَى كُلٌّ فِي مِصْرِهِ بِمَا رَأَى. قَالَ مَالِكٌ: وَقَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَمَا لَكَ دَارٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَأُحَدِثَنَّكَ حَدِيثَ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ نَسَبَ الْمَرْءِ دَارُهُ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ عَنْ سُفْيَانَ، وَمَالِكٍ إذا اختلفا في الرأي قال: مَالِكٌ أَكْبَرُ فِي قَلْبِي. قُلْتُ: فَمَالِكٌ وَالْأَوْزَاعِيُّ؟ قَالَ: مَالِكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ مِنَ الْأَئِمَّةِ قِيلَ لَهُ: فَمالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ - كَأَنَّهُ شَنَّعَهُ -: ضَعْهُ مَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ.

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ قال: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، النَّاقَةُ تُذْبَحُ وَفِي بَطْنِهَا جَنِينٌ يَرْتَكِضُ، فَيُشَقُّ بَطْنُهَا فَيُسْتَخْرَجُ جَنِينُهَا، أَتُؤْكَلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: لَا تُؤْكَلُ قَالَ: أَصَابَ الْأَوْزَاعِيُّ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ - وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْأَوْزَاعِيُّ، فَقَالَ: - كَانَ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ. وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِذَا ذَهَبَ الْإِنْسَانُ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَمْ يُعْلَمْ، فَيُوشِكُ أَنْ يَخْسَرَ، وَقَدْ أَدَّبَنَا: " لاَ عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنا ". حَدَّثَنِي هِشَامٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قُلُنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ، يَعْنِي شَامِيَّةً. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قال: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ. قَالَ أبو زرعة: فَأَخْبَرْتُ بِهِ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعَ أَبُوكَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ أَبِي سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرَ

سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَدْ كَذَبَ. حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قال: قِيلَ لِزَيدِ بْنِ أَسْلَمَ: عَمَّنْ يَا أَبَا أُسَامَةَ؟ قَالَ: مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ، وَلَا نَحْمِلُ عنهم. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: أَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَرَى الْكِتَابَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: مَا سَأَلْتُهُ، وَكَانَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: قَالَ لِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ يُحَدِّثُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ، فَقَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا يُحَدِّثُونَ قُلْتُ: لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: مَخَافَةَ الزَّلَلِ.

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ مَالِكٍ، بِخَطِّهِ: قُلْتُ لِمَخْرَمَةَ فِي حَدِيثٍ: سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ؟ فَحَلَفَ لَسَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ، وَكَانَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ مِصْرَ، وَرُبَّمَا زَلَّ فِي حِفْظِهِ. قُلْتُ لَهُ: مَنِ الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. أَبُو عَمْرِو بْنُ الْحَارِثِ. قُلْتُ لَهُ: فَمَنِ الْقَاسِمُ بْنُ الَعَبَّاسِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَتَّبِ بْنِ أَبِي لَهَبٍ الْهَاشِمِيِّ. قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي مَالِكِ بْنِ الْخَيْرِ الزَّبَادِيِّ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. قَالَ أبو زرعة: وَسَأَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - قَدِيمًا -:

مَنْ بِمِصْرَ؟ قُلْتُ بِهَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، فَسُرَّ بِذِكْرِهِ، وَدَعَا لَهُ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ بِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي بَيْعِ الثِّمَارِ، فَأَعْجَبَهُ، وَاسْتَزَادَنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ مِثْلُهُ؟. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَنْبسَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ - ابْنُ أَخِي يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قال: سَأَلْتُ أَبَا الزِّنَادِ عَمَّا يَكْرَهُ مِنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: كَانَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارِ، فَإِذَا حَضَرَ، قَالَ الْمُشْتَرِي: أَصَابَ الثَّمَرَ الدِّمَّانُ، أو أصابه قشام، أبو أَصَابَهُ مُرَاضٌ، فَلَمَّا كَثُرَتْ خُصُومَتُهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: - كَالْمَشُورَةِ يُشِيرُ بِهَا عَلَيْهِمْ -: إِنْ كَانَ هَذَا شَأْنُكُمْ فَلَا تُبَايِعُوا الثِّمَارَ حَتَّى يَبْدُو صَلَاحُهُ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَلَمَّا تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَوْصَى إِلَى رَجُلٍ، وَأَشْرَكَ فِي الْوَصِيَّةِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَبِيعَتْ رِقَابُ ثَمَرِهِ فِي دَيْنِهِ، فَرَدَّ عُمَرُ ذَلِكَ الْبَيْعِ، وَبَاعَ سِنِينَ عَدَدًا.

قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي ثَمَرٍ بِيعَ سِنِينَ، فَتُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَبْلَ أَنْ يَرُدَّ جَوَابَ الْكِتَابِ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ ابْتَاعَ ثَمَرًا. كَذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَأَعْجَبَهُ، وَاسْتَزَادَنِي مِثْلَهُ. فَقُلْتُ: ومن أين مثله. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: فَالْحَدِيثُ الَّذِي يُحَدِّثُ بِهِ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عُرْوَةَ قال: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ أَنَا أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ مَا أَرَادَ، قَالَ: أَرَادَ هَذَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَنِ الْقَاسِمُ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ؟ فلم يعرفه. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: أَتَعْرِفُ لَهُ نَسَبًا

بِالْمَدِينَةِ؟ قال: نَعَمْ فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: نَسَبُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، مِنْ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ هشام المخزومي. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَبِي هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ: تَعْرِفُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ وَلَدِ الحارث بن هشام فين نَسَبِ بَنِي مَخْزُومٍ؟ فَأَخْبَرَنِي أَبُو هِشَامٍ قَالَ: الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَنَسَبَ لِي أَبُو هِشَامٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ المخزومي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ. وَنَسَبُ: مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ - صَاحِبِ حَدِيثِ أُمِّ الطُّفَيْلِ -: مَرْوَانُ بْنُ عَثْمَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بن المعلى الأنصاري. قال أبو زرعة: أَخْبَرَنِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّهُ نَسَبَهُ لَهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أبي هلال. قال أبو زرعة: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قال: سَمِعْتُ

يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بن سالم الأشعري. قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا تَقُولُ في سلمة ابن كُلْثُومٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، كَانَ يُقَاسُ بِالْأَوْزَاعِيِّ. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: سَمِعْتُ مَرْوَانَ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَفْضَلَ مِنِ ابْنِ أَبِي السَّائِبِ - يَعْنِي عَبْدَ الْعَزِيزِ -. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَعْنِي الَّذِي يُعْرَفُ بَعُبَيْدٍ. حدثنا عَايِذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَايِذِ السَّلْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْوَلِيدِ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، أَتَى الْأَوْزَاعِيَّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِ عَوْنِ بْنِ حَكِيمٍ، فَلَمَّا رَآهُ الْوَلِيدُ نَهَضَ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَعْزِمُ عَلَيْهِ: أَلَّا يَفْعَلُ - إجلالاً له. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُهُ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ

خَالِدٍ: أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ كَانَ فِي أَصْحَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِمَا أَكْرَمَكَ بِهِ مِنَ الْخِلَافَةِ قَالَ: فَاسْتَتَرَ بِيَدِهِ مِنَ السَّمَاءِ، وَقَالَ: وَيْحَكَ!! تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا أَبُو قِلَابَةَ، يَعْنِي مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز. قال أبو زرعة: بَنُو أَبِي السَّائِبِ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، أَهْلُ عِلْمٍ وَفَضْلٍ وَخَيْرٍ: عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، وَأَبُوهُمَا، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: عُبَيْدٌ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حدثنا عبد الله بن الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِي خِلَافَتِهِ، كِسَائَيْ خَزٍّ، أَحَدُهُمَا أَصْفَرُ. فَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ الْعَلَاءِ - فَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ - كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَلَيْهِ قَرَأْتُ القرآن. قال أبو زرعة: وَقَدْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَنَّ

يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ رَوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ الْعَلَاءِ بِنْ زَبَرٍ. حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ أبَوُ مُسْهِرٍ يُوَثِّقُهُ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ. حَدَّثَنِي هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ: أَنَّهُ رَأَى أَبَا أُبَيِّ بْنِ أُمِّ حَرَامٍ - وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ - يَلْبِسُ الْخَزَّ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: لَقِيتُ عَطَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ؟ فَقُلْتُ: الْيَمَامَةَ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؟ فَمَا بَرِحْتُ مِنْ نَفْسِي زَمَانًا. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَدْخُلُ حَزِينًا وَيَخْرُجُ حَزِينًا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ

مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ نَصْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ يَبِيعُ الدُّهْنَ، وَيَتَصَدَّقُ بِالْمُصَالَةِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَرْضَى النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ، وَمَا كَانَ يَشْهَدُ مَجْلِسَهُ، إِلَّا سَبْعَةٌ أَوْ ثَمَانِيَةٌ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَطَاءُ، قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى عَطَاءَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمُوَلِّي. فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ فِي حَدِيثِهِ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ مَوْلَى حبيبة ابنة ميسرة. قال أبو زرعة: وَيُقَالُ: يُنْسَبُ فِي بَنِي كَعْبٍ مِنْ خَزَاعَةَ. وَيُقَالُ: عَطَاءُ بْنُ أَسْلَمَ مَوْلًى لِبَنِي فِهْرٍ. قَالَ أبو زرعة: بَلَغَنِي عَنْ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ

هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْوَدَ. حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَنَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ مَيْسَرَةَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ. قَالَ أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسُ فِي عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ؟ فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ دينار، وابن جريج. قال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: جَاءَ الزُّهْرِيُّ فَجَلَسَ حِذَاءَ الرُّكْنِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ جَالِسٌ، مِمَّا يَلِيَ الْأَسَاطِينَ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: هَذَا عَمْرٌو فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَنا مُقْعَدٌ. كَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ آتِيكَ، وَلَا أَسْتَطِيعُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. حَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عبد الله بن طاووس قَالَ: قَالَ لِي أَبِي عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَإِنَّ أُذُنَيْهِ كَانَتَا قُمْعًا لِلْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ ابْنِ دِينَارٍ: إِنَّ سُفْيَانَ يكتب عنك فقال عمرو: أخرج عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي، أَيَكْتُبُونَ خطائي؟

قال أبو زرعة: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمَّا مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ جَلَسَ ابْنُ أَبِي نُجَيحٍ يُفْتِي. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَمَاتَ عَمْرٌو سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ قَالَ: مَا كَانَ بِأَرْضِنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالُوا لِسُفْيَانَ: لِأَيِّ شَيْءٍ لَمْ يُحَدِّثْ عَمْرٌو عَنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ. قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ يُمَارِي فَإِذَا مَارَيْتَ الْعَالِمِ خَاشَنْتَهُ. أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ قال: وَقَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ. أَتُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ لَكَ مِنْ أَحَادِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَكَتَبْتُ لَهُ، وَقُلْتُ له: سله فقال: لا أجترىء عَلَيْهِ أَسْأَلُهُ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ عِنْدِي، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَجَلَسْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّ قَتَادَةَ جَلَسَ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَلَمَّا مَاتَ جَلَسَ مَطَرٌ بَعْدَهُ، فَلَمَّا مَاتَ جَلَسَ سَعِيدُ بْنُ أبي عروبة بعده. قال لنا أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهِشَامٌ الدِّسْتِوَائِيُّ -: أَنَّ الِاخْتِلَافَ عَنْ هِشَامٍ فِي حَدِيثِ قَتَادَةَ أَقَلُّ مِنْهُ في حديث سعيد.

قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ لِهِشَامٍ أَكْثَرَ تَقْدِيمًا فِي قَتَادَةَ لِضَبْطِهِ، وقلة الاختلاف عنه. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ - وَذَكَرَ حَدِيثَ هِشَامٍ الدِّسْتِوَائِيِّ -: فِي ذِكْرِهِ وَنَحَا بِهِ نحو الثقة والثبت. قال أبو زرعة: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ سَماعِ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، فَقَالَ لِي: كُلُّ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَعِيدٍ أَيَّامَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَإِنَّمَا سَمِعَ بَعْدَمَا اخْتَلَطَ. فَذَكَرَ مِنْ سَعِيدِ اخْتِلَاطًا قَدِيمًا. قال أبو زرعة: فَحَدَّثْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ بِمَا قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وأربعين ومائة. قال أبو زرعة: فَحَدَّثْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بِمَا قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَمَا أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسَأَلْتُهُ عَنَ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنِي: أَنَّ سَعِيدًا اخْتَلَطَ مَخْرَجَ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؟ قَالَ: هِشَامٌ الدِّسْتِوَائِيُّ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ: عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبَانُ وَهِشَامٌ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، يَعْنِي بَعْدَ هشام.

قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ صَاحِبِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، فَلَمْ يُعْجِبْهُ. وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَسْأَلُ عَنْ سُلَيْمَانَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ، يَعْنِي ضَعِيفًا. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُضَعِّفُ رِوَايَةَ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، وَعِكْرِمَةِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَقَالَ: عِكْرِمَةُ أَوْثَقُ الرَّجُلَيْنِ. قال أبو زرعة: أَخْبَرَنِي آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ عُتْبَةَ كَانَ قاضياً باليمامة. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ أحاديثه موضوعة. قال أبو زرعة: وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ الْمُنْكَرَاتِ وَهُوَ رَجُلٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ - أَخِي عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ - فَقَالَ: لا بأس به.

قال أبو زرعة: وَحَدَّثْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: إِنِّي لَأَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الْحَسَنَةَ، فَلَا أَرَى بَأْسًا أَنْ أنشىء لَهَا إِسْنَادًا - فَعَجِبَ لِذَلِكَ. قَالَ أبو زرعة: وَقَدْ حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَا: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سعيد كان كذاباً. قال أبو زرعة: عَرَضْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِيثَ

يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الطَّوِيلَ فِي الدِّيَاتِ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. قال أبو زرعة: فَحُدِّثْتُ أَنَّهُ وُجِدَ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْحَدِيثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَلَكِنِ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى لَمْ يضبطه. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَكَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِغَرْزَةٍ؟ قَالَ: لَوْ قُلْتَ إِنَّهُ بَاطِلٌ وَرَدَّهُ رَدًّا شديداً. قال أبو زرعة: فَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ الْأَوَّلُ الَّذِي أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله

عليه وسلم مكة وَابْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِغَرْزِهِ وَهُوَ يَقُولُ: خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سبيله. قال أبو زرعة: وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ عن أم حبيبة، فحدثني الحكم بن نافع قال: أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حمزة عن الزهري عن أنس عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ، وَكَانَ ذَلِكَ سَابِقًا مِنَ اللَّهِ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَةً فِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَفَعَلَ. قَالَ أبو زرعة: فَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ هَذَا فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، هَذَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنِ. قال أبو زرعة: وسألت أحمد بن صَالِحٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ - يَعْنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ - وَأَنْكَرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ؟ فَقَالَ: هُوَ يُحَدِّثُ عَنْهُ، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ قَالَ: - يَعْنِي حَدِيثًا - وَذَكَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَعْرِفُ مَا سَمِعَ قَتَادَةُ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ. كَانَ يَقُولُ: حدثنا أَنَسٌ، وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنَا الحسن، وَحَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ. وَإِذَا جَاءَ مَا لَمْ يَسْمَعْ يَقُولُ: قَالَ - أَبُو قِلَابَةَ وَقَالَ سَعِيدُ بن جبير. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ سَفِينَةَ:

الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً. يَثْبُتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ رَوَاهُ بَهْزٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ. وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَرَفَعَ مِنْ ذكر بهز. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يَحْفَظُ حَدِيثَ مَعْمَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ لَهُ: فَمَنْ أَثْبَتُ فِي ابْنِ جُرَيْجٍ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وَهُوَ صَحِيحُ الْبَصَرِ وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ بعدما ذهب بصرهن فَهُوَ ضَعِيفُ السَّمَاعِ. وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عِيسَى بْنِ قِرْطَاسٍ، فَقَالَ: شَيْخٌ، رَوَى عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ، مَا أَعْرِفُهُ. قُلْتُ لَهُ: فَزَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ؟ قَالَ: الْحَجَّامُ؟ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ، مَا أَعْرِفُهُ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: زَمَانًا ذُكِرْتَ فِيهِ قُلْتُ لَهُ: يُعْنَى بِهِ مَالِكٌ نَفْسُهُ، أَوْ أَرَادَ ابْنَ عُيَيْنَةَ؟ قَالَ: يُعْنَى ابْنُ عُيَيْنَةَ. ثُمَّ قَالَ لَنَا أَحْمَدُ. زَمَانًا ذُكِرْنَا فِيهِ. وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ. فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الِاسْتِطَابَةُ أَثْبَتُ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي الِاسْتِطَابَةِ أَحَادِيثُ. وَرَفَعَ مِنْهَا حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَلْمَانَ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِضِبَاعَةَ: حُجِّي، وَاشْتَرِطِي. فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَقُلْتُ لَهُ: لِلْمُشْتَرِطِ شَرْطُهُ إِذَا أُصِيبَ قَبْلَ تَمَامِ الْحَجِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاحْتَجَّ فِيهِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، فَقَالَ: رَوَى عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ - أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ - عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ - سَمِعَهُ مِنْهُ -. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَفِيهِ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: وَلَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَرَوَاهُ الزهري عن عروة بن عَائِشَةَ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ؟ قال: مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وهشام بن عروة. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ: كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ. رَوَاهُ ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ؟ فَقَالَ: مَا لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي ثَعْلَبَةَ؟ قُلْتُ لَهُ: أَتَخَافُ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ أَصْلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أبو زرعة: وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. أَخْبَرَنِي بِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ. قَالَ أبو زرعة: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: فَإِنَّ ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ فَهُوَ حُرٌّ. فَأَنْكَرَهُ وَرَدَّهُ رَدًّا شَدِيدًا. قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ

شَوْذَبٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ الْقَاتِلَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ. قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مُثْلَ هَذَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ضَمْرَةَ كَانَ شَيْخًا صالحاً. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولَانِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ فِي الشُّفْعَةِ، قَالَا لِي: قَدْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ يُنْكَرُ عَلَيْهِ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى يَقُولَانِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ثِقَةً. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَقَدْ كَانَ يُنْكِرُ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ عَطَاءَ عَنْ جَابِرٍ: تُنْكَحُ المرأة على ثلاث. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولَانِ: حَدِيثُ شُعْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ: حَتَّى يَذُوقَنَّ الْعُسَيْلَةَ. خَطَأٌ. قَالَا لِي ذلك. قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ - وَذَكَرْتُ لَهُ الْحُجَّةُ - فَقُلْتُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، إِنَّمَا

الْحُجَّةُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَالْأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ من الأئمة. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: مَا كَانَ بِالشَّامِ أَحَدٌ، قَالَ: بَلْ كَانَ بِهَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُوسَى بْنُ علي بن رباح. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيِّ. فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ كَانَ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ. وَذَكَرَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَجَّاجٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ. وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا تَقُولُ فِي حُرَيْثِ بْنِ أَبِي مَطَرٍ؟ فَقَالَ لِي: يُضَعِّفُونَ حَدِيثَهُ. قُلْتُ لَهُ: فَأَبُو إِسْحَاقَ

الْفَزَارِيُّ، فَوْقَ مَرْوَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ. فَقَالَ: ثِقَةٌ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ. فَقَالَ: مَعْرُوفٌ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بن إسحاق. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَلَوْ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَانَ حُجَّةً، كَانَ مُصِيبًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ ثِقَةً. قال أبو زرعة: فَلَوْ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَانَ حُجَّةً كَانَ مصيباً؟ قال: لا ولكنه ثِقَةً. قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: يحيى بن سعيد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَوَكُيعٌ فَوْقَ أَبِي نعيم؟ قال: نعم. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: مَنْ أَنْبَلُ عِنْدَكُمْ: وَكِيعٌ أَوْ أَبُو نُعَيْمٍ؟ قَالَ: هُوَ رَابِعُهُمْ - يَعْنِي أَنَّ أَصْحَابَ الثَّوْرِيِّ الْمُقَدَّمَيْنَ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ -.

فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ وَكِيعٌ يُحَدِّثُ عَنْ مَشَيَخَةٍ لَا نَعْرِفُهُمْ فَكُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُمْ أَبَا نُعَيْمٍ. قال أبو زرعة: وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: مَا رَأَيْتُ مُحَدِّثًا أَصْدَقُ مِنْ أبي نعيم. حدثنا أبو زرعة: قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَاهِرٍ - ابْنُ أَخِي أَبِي نُعَيْمٍ - قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَثْبَتَ مِنْ رَجُلَيْنِ، مِنْ: أَبِي نُعَيْمِ وَعَفَّانَ. فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الثَّبْتُ بِالْعِرَاقِ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَوَكِيعٌ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فَقَالَ: الثَّبْتُ بِالْعِرَاقِ وَكِيعٌ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ فِي الشُّفْعَةِ، قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِيهِ؟ قَالَ: مُنْكَرٌ.

وَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ رَفْعَهُ عَنْ جَابِرٍ، وَيُعْجِبُهُ وُقُوفَهُ عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَا تَقُولُ فِيهِ؟ قَالَ: هُوَ ثَبْتٌ، وَرَفَعَ مِنْهُ، وَاعْتَدَّ بِرِوَايَةِ مَعْمَرٍ لَهُ، وَاحْتَجَّ لَهُ بِرِوَايَةِ مَالِكٍ، وَإِنْ كَانَتْ مَوْقُوفَةً. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ ثَبُتَ؟ قَالَ: رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ - يَعْنِي مِثْلَ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ -. قُلْتُ: وَصَالِحٌ يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: يُسْتَدَلُّ بِهِ، يُعْتَبَرُ بِهِ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ، وَيَحْيَى: فقالا لِي: أَخَذَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذِكْرًا جَمِيعًا رَفَعَهُ عَنْ مَالِكٍ. قَالَا ذَلِكَ لِي. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ: سَمِعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مُنْ مَالِكٍ مَوْقُوفًا. قَالَ أَحْمَدُ: وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مِنْ مَالِكٍ قَبْلَ أَنْ يُصَنّفَ. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ ثَبْتًا. وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدَةُ بن سليمان ثبتاً. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ

سُفْيَانُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ إِلَّا سَبَعَةَ أَحَادِيثَ سَمِعْتُهَا كُلَّهَا مِنْ سُفْيَانَ، غَيْرَ وَاحِدٍ لَمْ أَضْبُطْهُ، نَرَى أَنَّهُ حَدِيثٌ طَلْقِ بْنِ قَيْسٍ. فَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ إِذَا تَحَدَّثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بِمَا سَمِعَ، يَقُولُ: حدثنا، وَأَخْبَرَنَا. وَإِذَا دَلَّسَ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ. فَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ حَدِيثَ طَلْقِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ مُنْذُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ يَرْوِي عَنِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلَوْ قَالَ لِي سُفْيَانُ: قَدْ شَكَكْتُ فِيمَا حَدَّثْتُكَ، مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ بحديث أبداً. قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُكَلِّمُ أَبَا حَنِيفَةَ؟ فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ: لَا. وَقَدْ كَانَ أبو حنيفة يبتديه. ومعت أَبَا نُعَيْمٍ يَرْفَعُ مِنْ فِطْرِ، وَيُوَثِّقُهُ، يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ ثَبْتًا في حديثه. قال أبو زرعة: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفَيْانُ قَالَ: حَدَّثَنِي فِطْرُ أَنَّهُ رُؤِيَ فِي مَجْلِسِ الْحَكَمِ. حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ

الْقَطَّانِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: رَبِّ أَعِنِّي، وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي، وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي، وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا مُخْبِتًا، رَاهِبًا، أَوَّاهًا، مُنِيبًا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي خَاصِفِ النَّعْلِ، مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَعَبْدِ السَّلَامِ، عِنْدَكَ؟ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا بِهِ فِطْرٌ، وَمَا كَانَ فِطْرٌ عِنْدِي بِضَعِيفٍ. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي شُجَاعٍ قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: كَانَ فِطْرٌ ثِقَةً. قَالَ أبو زرعة: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: لَمْ يَرْوِ الْأَعْمَشُ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ شَيْئًا. قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَى الْأَعْمَشِ جُبَّةً بِلَا جَيْبٍ.

سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ - وَذَكَرَ عِنْدَهُ: حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَابْنَ عُلَيَّةَ، وَأَنَّ حَمَّادًا حَفِظَ عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنُ عُلَيَّةَ كتب - فقال: ضَمَنْتُ لَكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَا يَرْجِعُ إِلَى الْكِتَابِ، لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الزَّلَلُ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا، وَإِنِّي لَأَمْرَضُ، فَمَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ هُوَ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْهُ، يَعْنِي الْحَدِيثَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: سَمِعْتُ زَائِدَةَ بْنَ قُدَّامَةَ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ أَفْقَهَ النَّاسِ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: كَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَعْبَدَ النَّاسِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: إِيَّاكَ وَالخُصُومَاتِ، وَإِيَّاكَ وَالْأَهْوَاءَ، وَإِيَّاكَ وَالسُّلْطَانَ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: عَاتَبَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ زَائِدَةَ بْنَ قُدَامَةَ عَلَى امْتِنَاعِهِ مِنَ الْحَدِيثِ فَكَلَّمَهُ فِي رَجُلٍ يُحَدِّثُهُ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ زُهَيْرٌ: مَا هَكَذَا كَانَ مَشْيَخَتُنَا. فَقَالَ لَهْ زَائُدَةُ: فَكَانُوا يَشْتِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ زَائِدَةُ: نُحَدِّثُ أَهْلَ

السُّنَّةِ. قَالَ: وَلَقِيَ عَلِيَّ بْنَ الْفُضَيْلِ فَقَالَ لَهُ: قُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ. قَالَ: وَسَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَقَالَ: مَا فَعَلَ الفُضَيْلُ؟ قَالُوا: اكْتَرَى جِمَالًا إِلَى مَكَّةَ، وَتَرَكَ ابْنَهُ عَلِيًّا. قَالَ: كَانَ زَائِدَةُ مِثْلَ الْقَاضِي يُرِيدُ الْبَيِّنَةَ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: سَلَّمَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَامَ عَنْهُ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ عَلَى حِمَارٍ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ مَعِيَ شَفِيعًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقُلْتُ لِإِسْرَائِيلَ: اسْتَأْذِنْ لَنَا الشَّيْخَ. فَقَالَ لَنَا: صَلَّى بِنَا الشَّيْخُ الْبَارِحَةَ فَاخْتَلَطَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا وَخَرَجْنَا. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: الْبَرَاءُ ابْنُ بِنْتِ أَنَسٍ، هُوَ: الْبَرَاءُ بْنُ زَيْدٍ. وَحدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ هِشَامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي - هِشَامٌ الدُّسْتُوَائِيُّ - قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى قَتَادَةَ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا نَهَضَ أَخَذَ بعضنا على بعض. حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِذَا سَمِعَ الْقَوْمُ جَمِيعًا، فَأَذْكَرَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فَلَا بَأْسَ أَنْ يُحَدِّثُوا بِهِ. وَإِنْ أَذْكَرُوهُ، فَلَمْ يَذْكُرُوهُ تَحَدَّثُوا بِهِ عَنْ مَنْ أَذْكَرَهُمْ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: اسْتَفْهَمْتُ

عَبْدِ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ كَلِمَةً مِنْ حَدِيثٍ فَأَفْهَمْنِيهَا بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهَا مَنْ فِيهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هُوَ كَمَا قَالَ: كُنَّا يَأْخُذُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ فِي اسْتِفْهَامِ الشَّيْءِ الَّذِي يَسْقُطُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: إِذَا حَضَرَ الْمَجْلِسُ أَجْزَأَهُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَتَتَّسِعُ الْحَلَقَةُ، فَرُبَّمَا تَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَلَا يَسْمَعُهُ مَنْ تَنَحَّى عَنْهُ، فَيَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَمَّا قَالَ، ثم يرونه عَنْهُ، وَمَا سَمِعُوهُ مِنْهُ. قَالَ أبو زرعة: فَرَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ لَا يُعْجِبُهُ هَذَا، وَلَا يَرْضَى بِهِ لِنَفْسِهِ، وَأَخْبَرَنَا فِيمَا سَقَطَ عَنْهُ مِنَ الْحَرْفِ الْوَاحِدِ، وَالِاسْمِ مِمَّا سَمِعَهُ مِنْ سُفْيَانَ وَالْأَعْمَشِ، فَيَسْتَفْهِمُهُ مِنْ أَصْحَابِهِ رَوَاهُ عَنْ أَصْحَابِهِ، لَا يَرَى غَيْرَ ذَلِكَ وَاسِعًا لَهُ. وَأَخْبَرَنَا أَنَّ الْأَعْمَشَ حَدَّثَهُمْ بِشَيْءٍ - كَانَ الْأَعْمَشُ يُحَدِّثُ بِهِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ - فَأَذْكَرُوهُ بِهِ، فَقَالَ لَنَا: صَدَقْتُمْ، أَنْتُمْ أَحْفَظُ مِنِّي. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِيمَا حَمَلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَأَيْتُهُ يَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمَا يُحَدِّثُ، ضَابِطًا لَهُ.

قال أبو زرعة: وَسَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: وَيْحَكُمْ غَيِّرُوا، يَعْنِي: قَيِّدُوا، وَاضْبُطُوا. وَرَأَيْتُ عَفَّانَ يَحُضُّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ عَلَى الضَّبْطِ وَالتَّغْيِيرِ لِيُصَحِّحُوا مَا أَخَذُوا عَنْهُ مِنَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَمَالِكًا، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَّهِمُ، وَيَغْلَطُ، وَيُصَحِّفُ؟ فَكُلُّهُمْ قَالَ لِي: بَيِّنٌ أَمْرُهُ. وَسمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ يُحَدِّثُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا دَخَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَينَةَ فَسَمِعَ مُعَلَّى بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ، فَقَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ: يَكْذِبُ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: ما رأيت أحداً يكتب بي يَدَيْ سُفْيَانَ فِي صَحِيفَةٍ، وَلَا أَلْوَاحٍ، غَيْرَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهُ أَمْلَى عَلَيْنَا فِي الْقَدَرِ.

وَسمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ مِسْعَرُ شَكَّاكًا فِي حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ يخطىء فِي شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ إِلَّا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ. وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: شَكُّ مِسْعَرٍ كَيَقِينِ رَجُلٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْأُرْدُنِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قَالَ لِي أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا، فارحل إلى ابن طاووس، فَإِنِّي مَا رَأَيْتُ ابْنَ فَقِيهٍ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَوْ جِئْتَ حَتَّى تَنْظُرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَسَكَتَ سَكْتَةً ثُمَّ قَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ مَا لَكَ لَا تَجْتَرُّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَا. يَعْنِي: لَا يَأَخُذُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثِقَةٍ.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ فَقَالَ لِي أَيُّوبُ: ابْدَأْ بِهِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، لَا أَدْرِي ما أيوب. حدثنا حمد بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قال: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ وَاصِلٍ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ إِلَى أَيُّوبَ، فَحُمِلَتْ إِلَيْهِ. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قال: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ: مَا هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَ عَبْدٍ لَهُ عِنْدَهُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ.

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ذواد بن عُلْبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا، عَرَبِيًّا، وَلَا عَجَمِيًّا، أَفْضَلَ مِنْ مطرف بن طريف. قال أبو زرعة: قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ كَانَ ذُوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ؟ قَالَ: كَانَ فِي حدثه لين. قال أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ. حَدَّثَنَا خَلِيلُ بْنُ زِيَادٍ - جَلِيسٌ لِأَبِي مُسْهِرٍ - قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قال: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: حُفَّاظُ الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَاصِمُ الْأَحْوَلُ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سليمان.

حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ قال: قال مالك بن أنس للنوري: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَنْ خَلَّفْتَ بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ لَهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتُ بِهَا أَيُّوبَ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَابْنَ عَوْنٍ، وَالتِّيمِيَّ، قَالَ: فَقَالَ لِي: ذَكَرْتُ الناس. قال أبو زرعة: وَمَعَهُمْ مِنْ نَحْوِهِمْ: دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدُ الْحَذَّاءُ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة. قال أبو زرعة: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مَاتَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ فِيهَا أَوْ فِي ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَالتَّيْمِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَيُّوبُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي الطَّاعُونِ. هَذَا عَنْ أَحْمَدَ وَحْدِهِ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَكِّيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سُمِّيتُ بِاسْمِ جَدِّي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكُنِّيتُ بِكُنْيَتِهِ يَعْنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ ذَلِكَ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى قال: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: اسْمُ أَبِي بَكْرٍ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَكِنْ غَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ: عَتِيقٍ. فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: عُتَيْقُ ابْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ أبو زرعة: وَهَذِهِ أَسْمَاءٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَغَيْرِهِ: أَبُو مَحْذُورَةَ - مِنْ بَنِي جَمْحِ بْنِ عَمْرٍو - اسْمُهُ: سَمْرَةُ بْنُ مِعْيَرٍ. وَأَبُو طَلْحَةَ: زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ، وَأَبُو الْيُسْرِ: كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو،

وأبو بردة: هانىء بْنُ نِيَارٍ، وَأَبو رُهْمٍ: كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَينِ الْغِفَارِيُّ، فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَبُو أُسَيْدٍ: مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو قَتَادَةَ: الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيُّ، وَأَبُو لُبَابَةَ: رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَأَبُو عَيَّاشٍ الزُّرْقِيُّ: زَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَأَبُو بَكْرَةَ: نُفَيْعٌ، وَأَبُو بَرْزَةَ: نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ:

وَأَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ - فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ - حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ أَنَّ اسْمَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ: كَيْسَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرْنَاهُ. فَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمَقْبُرِيِّ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي لَيْثٍ، مِنْ كِنَانَةَ. قُلْتُ: فِيمَ سَمَّيْتُمُ الْمَقْبُرِيَّ؟ قَالَ: بِمَا تَرَى، وَأَشَارَ إِلَى الْمَقْبُرَةِ بِجِوَارِهَا. وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَنْسِبُ ابْنَ عَوْنٍ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَوْنِ بْنِ ارطبان. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ إِسْرَائِيلَ عَنِ اسْمِ التَّمِيمِيِّ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ، فَقَالَ: أربدة. قال أبو زرعة: أَبُو صَالِحٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ، اسْمُهُ: تَرْكَانُ، وَأَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ، شَامِيٌّ مِنْ أَصْحَابِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ، سَمَّى أَبَا صالح مولى أم هانىء: بَاذَامَ فِي حَدِيثِهِ.

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو صَالِحٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: قَيْلُوَيْهِ، وَأَبُو صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ التِّيمِيُّ وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ: مِيزَانُ، وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ: سُمَيْعٌ، وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ: نُمَيْرُ، مَوْلَى السَّفَّاحِ، وَأَبُو صَالِحٍ، صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، هُوَ السَّمَّانُ، اسْمُهُ: ذَكْوَانُ، مَوْلَى غَطْفَانَ، وَهُوَ الزَّيَّاتُ. وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ: مَاهَانُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: أَنَّهُ سَمِعَ الْأَعْمَشَ، سَمَّى أَبَا صَالِحٍ: ذَكْوَانَ. قَالَ أبو زرعة: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، أَخُو طَلْقِ بْنِ قَيْسٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ الدُّهْنِيَّ قَالَ: لَمَّا صُلِبَ مَاهَانُ، وَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ،

قَالَ: فَقَالَ: مِثْلُكَ يَقِفُ هَذَا الْمَوْقِفَ؟ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْفَضْلِ صَلَبَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى بَابِهِ. قَالَ أبو زرعة: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: اسْمُ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ: مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبْرَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ: سَلْمَانُ، وَأَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ: سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو صُرْمَةَ: تَبَاتَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو حَاجِبٍ: سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ، وَأَبُو الْعُشَرَاءِ: أُسَامَةُ بْنُ مَالِكٍ. وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: عُطَارِدُ: أَبُو الْبَزْرَاءِ، وَأَبُو الْعَجْفَاءِ السَّلْمِيُّ: هُرْمُزٌ، وَأَبُو شَيْبَةَ: طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ،

وَأَبُو الْمِنْهَالِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدِّيَلِيُّ: ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ: مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، وَأَبُو السَّفَرِ: سَعِيدُ بْنُ يَحْمُدَ، وَأَبُو الصِّدِّيقِ: بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو النَّاجِيُّ. وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: أَبُو حَازِمٍ، عَبْدُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ: زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ، وَأَبُو الْعُدَيْسِ الْأَسَدِيُّ: سَمِيعٌ، وَأَبُو الْعَنْبَسِ - اسْمُهُ -: الْحَارِثُ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ: أَوْسُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الزِّنْبَاعِ: صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ،

وَأَبُو الْحُوَيْرِثِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو هُنَيْدَةَ: الْبَرَّاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، وَأَبُو الدَّهْمَاءِ: قِرْفَةُ بْنُ بُهَيْسٍ، وَأَبُو رِفَاعَةَ - صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -: تَمِيمُ بْنُ أُسَيْدٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ: مُنْذِرُ بْنُ قِطْعَةَ، وَأَبُو هَارُونَ: عِمَارَةُ بْنُ جُوَيْنَ، وَأَبُو أَيُّوبَ، صَاحِبُ قتادة: يحيى. قال أبو زرعة: وَأَبُو حَبْرَةَ: شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو السُّلَيْلِ: ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ - فِي حَدِيثِهِ -: أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: عَلِيُّ النَّاجِيُّ.

وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حدثنا أَبُو كَثِيرٍ، يَزِيدُ بْنُ غفيلة. قال أبو زرعة: وَأَبُو عُقَيْلٍ - صَاحِبُ بُهَيَّةَ - اسْمُهُ: يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ. وَأَبُو عُقَيلٍ السَلْمِيُّ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدثنا آدَمُ عَنْ شُعْبَةَ - اسْمُهُ: هَاشِمٌ. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنَّهُ سَمِعَ هُشَيْمًا يَقُولُ: هَاشِمُ بْنُ بلال. قال أبو زرعة: وَأَبُو عُقَيْلٍ التِّيمِيُّ - مِنْ قُرَيْشٍ -: زُهْرَةُ بْنُ مَعْبِدٍ، وَأَبُو عُقَيْلٍ الْكُوفِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقَيْلٍ. قال أبو زرعة: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو نُعَامَةَ السَّعْدِيُّ: عَبْدُ رَبِّهِ، وَأَبُو نُعَامَةَ الْحَنَفِيُّ: قَيْسُ بْنُ عِبَايَةَ. قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: أَبُو نُعَامَةَ الْعَدَوِيُّ: عَمْرُو بْنُ عِيسَى،

وَأَبُو نُعَامَةَ الْكُوفِيُّ - رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَجَرِيرُ، وَهُشَيْمٌ - اسْمُهُ: شَيْبَةُ بن نعامة. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِي جَنَابٍ قَالَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُسَمِّي أَبَا كِيرَانَ - صَاحِبَ الشَّعْبِيِّ -: الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يُسَمِّي أَبَا حَمْزَةَ الْأَعْوَرَ - صَاحِبَ إِبْرَاهِيمَ -: مَيْمُونٌ. وَأَبُو حَمْزَةَ - صَاحِبُ ابْنُ عَبَّاسٍ -: عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءَ، وَأَبُو جَمْرَةَ - أَيْضًا صَاحِبُ ابْنُ عَبَّاسٍ -: نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ، وَأَبُو لَبِيدٍ: لُمَازَةُ، وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ اسْمُهُ: هُرْمُزُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: اسْمُ أَبِي غَالِبٍ - صَاحِبِ أبي أمامة -: حزور،

ذكر أزواج النبي

وَاسْمُ أَبِي الْجَلَالِ الْعَتَكِيِّ: رَبِيعَةُ بْنُ زُرَارَةَ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ - سَمِعَهُ يُسَمِّي أَبَا يَحْيَى الْأَعْرَجَ مَصْرَعٌ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهُوَ مَوْلَى مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: اسْمُ أَبِي فاختة: سعيد بن علاقة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، فِي حَدِيثِهِ: أَبُو مَعْمَرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ. آخِرُ الْجُزْءِ السادس مِنْ أَجْزَاءِ أَبِي زُرْعَةَ وَيَتْلُوهُ في أول الْجُزْءِ السَّابِعِ مِنْ أَجْزَائِنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذِكْرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

السابع من التاريخ

السابع مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم ذِكْرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ

أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ يُخْبِرُنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ امْرَأَةً، أَوَّلُهُنَّ: خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَتْ أَوَّلُ النَّاسِ آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ. ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا: عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ بَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ. ثُمَّ نَكَحَ بَعْدَهَا: سَوْدَةَ ابْنَةَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، قال لَهُ: السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو. ثُمَّ نَكَحَ بَعْدَهَا: أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ: عبد الله بن جحيش. ثُمَّ نَكَحَ: حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ، وكانت تحت: السهمي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ: خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ. قَالَ ابْنُ عُقَيلٍ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ نَكَحَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ،

ثُمَّ نَكَحَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ، ثُمَّ نَكَحَ مَيْمُونَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةَ، وَكَانَتْ تَحْتَ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، ثُمَّ نَكَحَ جُويْرِيَّةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارَ - وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلَقُ - وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، مِنْ بَنِي عَمِّهَا، رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ. ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مُنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ، ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ، وَهِيَ الشقية الَّتِي سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرُدَّهَا إِلَى قومها، ففعل فردها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِقَوْمِهَا. قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: لَمَّا أُتِيَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْمُهَا: أُمَيْمَةُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ بْنِ شُرَاحِيلِ قَالَتْ: أعوذ بالله منك، لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ. قَالَ ابْنُ عُقَيْلٍ فِي حَدِيثِهِ: فَرَدَّهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو أسيد الساعدي. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ

رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَزَوَّجَ قُتَيْلَةَ، فَارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا فَلَمْ يُخَيِّرْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَلَمْ يَحْجِبْهَا، فَبَرَّأَهُ الله منها. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يُسْأَلُ: كَمْ كَانَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً؟ وَعَنْ كَمْ تُوُفِّيَ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: ثِنْتَيْ عَشْرَةَ امْرَأَةً، نَكَحَهُنَّ نِكَاحًا: خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ، وَعَائِشَةُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ، وَمَيْمُونَةُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ الْهِلَالِيَّةُ، وَالْعَالِيَةُ ابْنَةُ ظِبْيَانَ الْكِلَابِيَّةُ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ - وَامْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ كِنْدَةَ، وَامْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَاسْتَسَرَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَهِيَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَهُمْ مِنْ وَلَدِ هَارُونَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُّوخِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: آوَى خَمْسًا: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَأَرْجَأَ أَرْبَعًا: أُمُّ حَبِيبَةَ، وَسَوْدَةُ،

وَمَيْمُونَةُ، وَجُوَيْرِيَّةُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيَّةُ، وَقُبِضَ عَنْهُنَّ جَمِيعًا، وَتُوُفِّيَتْ تَحْتَهُ خَدِيجَةُ، وَزَيْنَبُ ابْنَةُ خُزَيْمَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْمَسَاكِينَ، وَكَانَتْ أُولَهُنَّ لُحُوقًا بِهِ. زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ. قَالَ أبو زرعة: فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ توفيت في خلافة عمر. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ سَوْدَةَ ابْنَةَ زَمْعَةَ أَوَّلُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم توفيت بالمدينة. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ عَامَ فُتِحَتْ إِفْرِيقِيَّةُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: نَرَى ذَلِكَ فِي آخِرِ فَتْحِهَا سَنَةَ خَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ على المدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي سالم بن عبد اله قَالَ: لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ دَفْنِ حَفْصَةَ أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِالْعُزَيْمَةِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِيُرْسِلَنَّ إِلَيْهِ بِالصُّحُفِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ حَفْصَةَ، فَأَرْسَلَ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ. حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قال: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: إِنَّ

مُعَاوِيَةَ بْنَ خُدَيْجٍ غَزَا إِفْرِيقِيَّةَ الْغَزْوَةَ الْآخِرَةِ، فَافْتَتَحَهَا فِي سَنَةِ خمسين. قال أبو زرعة: فَنَرَى أَنَّ وَجْهَ قَوْلِ مَالِكٍ: إِنَّ حَفْصَةَ تُوُفِّيَتْ عَامَ فُتِحَتْ إِفْرِيقِيَّةُ أَنَّهُ فِي هَذَا الْعَامِ: فِي آخِرِ فَتْحِهَا، وَلَمَّا شَهِدَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ دَفْنِهَا، وَرِسَالَةُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ لَمَّا دُفِنَتْ - بِالْعَزِيمَةِ إِلَى عَبْدِ الله بن عمر. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ عائشة سنة سبع وخمسين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثمان عشرة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ - الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عُرَوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَائِشَةَ، هَلْ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ الأكابر يسألونها عن الفرائض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: أَنَّ عَامِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ

بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ موتاً بعده. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَيْمَونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَتْ مَيْمُونَةُ أَتْقَانَا لِلَّهِ، وَأَوْصَلْنَا لِلرَّحِمِ. قال أبو زرعة: فَدَلَّنَا قَوْلُ عَائِشَةَ هَذَا: كَانَتْ مَيْمُونَةُ، أَنَّهَا تَقَدَّمَتْهَا بِالْمَوْتِ، وَهِيَ وحفصة توفيتا قبل عائشة. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي شِهَابٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ آخِرِ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَفَاةً.

أخبار أسماء بنت أبي بكر الصديق

أَخْبَارُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصديق حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ قال: سَأَلْتُ أَسْمَاءَ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ؟ قَالَتْ: كَمَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَدْ كَبِرَتْ، وَهِيَ تُصَلِّي، وَامْرَأَةٌ تَقُولُ لَهَا: قُومِي اقْعُدِي، افْعَلِي. مِنَ الكبر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قال:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ الذِّمَّارِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعِينٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ قَدْ بَلَغَتْ مِائَةَ سَنَةٍ لَمْ يَقَعْ لَهَا سِنٌّ، وَلَمْ نُنْكِرُ من عقلها شيئاً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَدْ نَاظَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ فِي مَقْدِمِهِ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ فِي سَمَاعِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ مِنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لَهُ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ هُشَيمٍ عَنْ حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ، أَنَّهُ سَأَلَهَا. فَقُلْتُ لَهُ: أَلَقِيَهَا؟ قَالَ: نعم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بكر: أنها سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الفِتْنَةَ الَّتِي يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ. وَعَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَسْمَاءَ أَيْضًا. فَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَيْسَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَبَيْنَ أَبِيهِ عُرْوَةَ مِنَ السِّنِّ إِلَّا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قُلْتُ: وَمَنْ قَالَهُ؟

قال: أهل المدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: فَرَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْمَبْتُوتَةُ لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى يْنَقَضِيَ أَجَلُهَا. قُلْتُ: مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ؟ قَالَ: نعم. قلت: سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: فَرَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ شَيْئًا؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ رَوَى عَنِ ابْنِ غَنْمٍ عَنْ عَلِيٍّ. فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ لَفْظٌ - أَعْنِي فِيهِ خَبَرٌ - أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ غَنْمٍ. قَالَ: لَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ الْأَيْلِيِّ، رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ.

قُلْتُ لَهُ: فَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي الْهِرِّ، هَلْ هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَخْبَرَنِي: أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ مَالِكٍ. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ: وَقَدْ أَصَبْتُهُ عِنْدَ غَيْرِهِ. قُلْتُ لَهُ: فَحَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ مُعَاذٍ فِي قَضَاءِ صَوْمِ رَمَضَانَ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ابْنُ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ. قُلْتُ لَهُ: فَكَتَبْتُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي قِصَّةِ فَاطِمَةَ، عَنْ أَحَدٍ غَيْرَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ؟ قَالَ: لا. قال أبو زرعة: وَهَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ غَيْرَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ عَنِ ابن شهاب. قال أبو زرعة: قُلْتُ لَهُ - يَعْنِي لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ -: فَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْعَقْرَبِ؟ قَالَ: يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، يَقُولُونَ: طارق ابن مُحَاشِنْ، وَطَارِقُ بْنُ مُحَاشٍ.

قُلْتُ لَهُ: فَالَّذِي صَحَّ عِنْدَكَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ: سَعَيْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ. أَعْنِي. قَالَ: قَالَ: مَعْمَرٌ وَيُونُسُ جَمِيعًا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ. قُلْتُ: فَمَنْ قَالَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ أَبِيهِ؟ قَالَ: ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ أَبِيهِ. قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قِرَاءَةِ " قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَق ". قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، إِنَّمَا رَوَى هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ القاسم بن عُقْبَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عِنْدِي صَحِيحَتَانِ، لَهُمَا جَمِيعًا أَصْلٌ بِالشَّامِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عُقْبَةَ، وَعَنِ الْقَاسِمِ عن عقبة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَرَهُ بِقِرَاءَةِ " قُل أَعُوذُ بربِّ الْفَلَقِ ". حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أمره بقراءة المعوذتين.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ سُوَّارَ بْنَ عِمَارَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ النَّضْرِ أَخْبَرانِي قَالَا: حدثنا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ أَنَّهُ سَأَلَ يَعْلَى بْنَ مُنْيَةَ عَنِ الْجَعَائِلِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ سَمِعَ يَعْلَى بْنَ مُنْيَةَ. أَفَيَحْتَمِلُ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ إِذْ لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ، أَنْ يَسْأَلَ يَعْلَى بْنَ مُنْيَةَ؟ فَاسَتَرَابَهُ، وَذَكَرَ خَالِدًا، فَقَدَّمَ أَمْرَهُ وَسِنَّةُ، وَلَمْ يُنْكِرْ رِوَايَةَ قَتَادَةَ عَنْهُ وَلَا لُقْيَهُ ابْنَ عُمَرَ. قلت له: فقدم علينا بالشام، كَمَا قَدِمَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَعَبْدَةُ ابْنُ أَبِي لُبَابَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدِمَ مِنَ الْبَصْرَةِ. قَالَ أبو زرعة: وَالطَّبَقَةُ الَّتِي قَدِمَتْ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ، فِي إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى مَا دُونَ، مِنْهُمْ: الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو قِلَابَةَ، وَعَقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ

أَبِي لُبَابَةَ وَخَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ؛ بِأَخَرَةٍ، وَكَانَ شَرِيكًا لِعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَكَانَ عَبْدَةُ يَبِيعُ البَزَّ بِدِمَشْقَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ، مِمَّا يَلِيَ بَابَ الْبَرِيدِ فِي الْمَقَاصِيرِ الَّتِي تَلِيَ دَارَ مَسْلَمَةَ بْنِ هشام. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّهُ حدثه - وكان عبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ بَعَثَ مَعَهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ دِرَهَمٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَرِّقَهَا فِي فُقَرَاءِ الْأَنْصَارِ - قَالَ: فَأَتَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، فَسَأَلَتُهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مُحْتَاجًا، لَقَدْ أَغْنَاهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فزع إليهم حين ولي يَتْرُكْ فِيهِمْ أَحَدًا إِلَّا أَلْحَقَهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَدَلَّنَا خَبَرُ أَبِي مُسْهِرٍ عَلَى تَقَدُّمِ قُدُومِ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ دِمَشْقَ. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ يَقْدِمُ عَلَيْنَا، فَيَنْزِلُ دَارَ بَنِي صَفْوَانَ. فَقَدِمَ فَنَزَلَ دَارَيَّا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا قِلَابَةَ كَانَ اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِمُجَالَسَتِكَ. فَقَالَ: كُنَّا نُجَالِسُكُمْ فَلَمَّا قُلْتُمْ:

عمن؟ تركنا ذاك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَدْ ذَاكَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ مَقْدَمَهُ دِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ قَالَ: حدثنا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حدث أبو سلمة. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهَ قال: كَتَبْتُ بِمِصْرَ مِنْ حَدِيثِ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ. قَالَ فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، وَقُلْتُ: أَصْلٌ مِنْ أَصَولِ الدِّينِ فَلَمْ يقع منه. قال أبو زرعة: وَلَمَّا رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ عِنْدَ ذِكْرِي لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِدِمَشْقَ، ذَكَرَ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ. عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لِلْحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إِذْ فِيهِ هَذِهِ الْعِلَّةُ، وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ عِنْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ يَعْتَدُّ بِحَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ

عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ. قال أبو زرعة: قَالَ عَلُيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَحَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلال عن أَبِي عَتِيقٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمٍ عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ - الَّذِي كَانَ يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ، فَلَا يَعْصِهِ. قَالَ الشَّيْخُ: فَإِذَا الْحَدِيثُ قَدْ بَطَلَ - أَعْنِي: أَبَا زرعة. حدثنا أبو زُرْعَةَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِلِيٍّ الْقَاضِيُّ الْحِمْصِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الَأْبَرَشُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ أبو زرعة: وَنَرَى إِذِ احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ أَنَّهُ عِنْدَهُ ثَبْتٌ مَقْبُولٌ صَحِيحُ الأصل عن القاسم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حُمَيْدٍ

قَالَ: كَتَبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: الشِّقَّةُ بَعِيدَةٌ وَالْوَطْأَةُ ثَقِيلَةٌ، وَالنَّيْلُ قَلِيلٌ، وَأَنَا عَنْكَ راض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي ظُلَيْمُ بْنُ حُطَيْطٍ، أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعَ الزُّهْرِيُّ إِسْحَاقَ بْنَ أَبِي فَرْوَةَ يُحَدِّثُ فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّ: أَلَا تَسْنِدُ حَدِيثَكَ يَا ابْنَ أَبِي فَرْوَةَ؟ مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي لَيْسَتْ لها خطم ولا أزمة؟. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قال: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلًا يُجِيبُ في المعضلات. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَنَا أَكْبَرُ مَنْ رَأَى أَبَا حَنِيفَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُكَلِّمُ أَبَا حَنِيفَةَ؟ فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ أَيْ: لَا. قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يبتدىء سفيان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي

يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ شَرِيكٍ قال: استتب أبو حنيفة مرتين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِيُّ عَلَى الْمِنْبَرِ: لَا رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ زعم أن القرآن مخلوق. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْأَوْزَاعِيِّ، فَأَطْرَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَسَكَتَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْوَدَاعِ قُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي قَالَ: أَمَّا إِنِّي أَرَدْتُ ذَاكَ، وَلَوْ لَمْ تَسْأَلْنِي، سَمِعْتُكَ تُطْرِي رَجُلًا كَانَ يَرَى السَّيْفَ فِي الْأُمَّةِ، قُلْتُ لَهُ: أَفَلَا أَعْلَمْتَنِي؟ قَالَ: لَا أدع ذاك. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفَيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قال: قَالَ رَقَبَةُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ. قَالَ: يُمَكِّنُكَ مِنْ رَأْيٍ مَا مَضَغْتَ وَتَرْجِعُ إِلَى أهلك بغير ثقة.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ، فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ، فَأَقْبَلَ أَبُو حَنِيفَةَ - قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: قُومُوا لَا يُعْدِنَا بِجَرَبِهِ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ، أَضَرُّ عَلَى الإسلام من أبي حنيفة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ قال: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ قال: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَبُو حَنِيفَةَ غَيْرُ ثِقَةٍ، وَلَا مَأْمُونٍ، اسْتُتِيبَ مرتين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا احْذَرِ الرَّأْيِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَلْبَوْلُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ من بعض قياسهم. حدثا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَةَ قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَوْ جِئْتَ حَتَّى تَنْظُرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ قَالَ: قُلْتُ:

نَعَمْ. قَالَ: فَسَكَتَ سَكْتَةً ثُمَّ قَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ: مَا لَكَ لَا تَجْتَرُّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الباطل. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلًا حَتَّى ظَهَرَ أَبَو حَنِيَفَةَ بِالْكُوفَةِ، وَالْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ، وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ، فَنَظَرْنَا، فَوَجَدْنَاهُمْ مُنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ. قال أبو زرعة: وَأَنْكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ ابْنُ شِهَابٍ سَمِعَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمْ يُنْكِرْ لَقَاءَهُ. وَقَالَ لِي: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وُلِيَ عَلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بن عفان على المدينة، وَالزُّهْرِيُّ فِي صَحَابَةِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز بالمدينة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي آدَمُ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي، وَأَنَا سَكْرَانُ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَانَ رَأْيِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَ رَأْيِنَا أَنْ يَجْلِدَهُ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ حَتَّى حَدَّثَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: لَيْسَ عَلَى الْمَجْنُونِ وَلَا السَّكْرَانِ طَلَاقٌ. فَقَالَ عُمَرُ: تَأْمُرُونِي! وَهَذَا يُحَدِّثنُيِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ فَجَلَدَهُ وَرَدَّ إليه امرأته. قال أبو زرعة: فَهَذِهِ مُشَاهَدَةٌ وَسَمَاعٌ صَحِيحٌ. ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا أَمْثَالَ ابْنِ شِهَابٍ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عثمان، وسمع نه مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي السِّنِّ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَهِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَفْتَتِحُونَ بِ - " الحمدُ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِيْن ". حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا وَأَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ: إِذَا دَخَلَتْ فِي الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، فَلَيْسَ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، مِنْ نَبِيلِ الْحَدِيثِ. قال أبو زرعة: وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَكُلُّ هَذَا دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَقَدْ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَتَسْتَوْحِشُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَسَمَاعِ الزُّهْرِيِّ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قَالَ: لا. حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَبُو الزُّبَيْرِ - وَيَقُولُ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، يَقْبِضُهَا -. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي إِلَى جَابِرٍ، أَحْفَظُ لَهُمُ الْحَدِيثِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَمَا نَازَعَ أَبَا الزُّبَيْرِ، عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ فِي حَدِيثٍ عَنْ جَابِرٍ إِلَّا زَادَ عَلَيْهِ أَبُو الزبير. قال أبو زرعة: وَاسْمُ أَبِي الزُّبَيْرِ: مُحَمَّدُ بْنُ مسلم ابن تدرس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: أَبُو الزُّبَيْرِ مَوْلًى لِحَكِيمِ بن حزام. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ

عُيَيْنَةَ عَنْ صَدَقَةَ بْنَ يَسَارٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ جَزَّأَ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: يَتَحَدَّثُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ ثُلُثَهُ، وَيُصَلِّي ثُلُثَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَسْمُرُ إِلَى رُبْعِ اللَّيْلِ، أَوْ قَرِيبٍ مِنْ ثُلُثِهِ، وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ السختياني والناس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: رَأَيْتَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قلت: حفظت عنه شيئاً؟ لا. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا الحميري، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: حَدَّثَنَا عمرو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُجَالِدٌ سَنَةَ سَبْعِينَ، عَامَ حَجَّ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ دَرَجِ الْكَعْبَةِ، عِنْدَ سَقَايَةِ زَمْزَمَ، يُحَدِّثُ أَبَا الشعثاء، وعمرو بن أوس.

حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: وَقَدِمَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ الْعِرَاقِ، بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَعَ أَشْرَافِ أهل العراق. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَإِنَّ أُذُنَيْهِ كَانَتَا قُمْعًا للحديث. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: جَاءَ الزُّهْرِيُّ، فَجَلَسَ حِذَاءَ الرُّكْنِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ جَالِسٌ مِمَّا يَلِيَ الْأَسَاطِينَ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: هَذَا عَمْرٌو، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَنا مُقْعَدٌ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ آتِيكَ، وَلَا أَسْتَطِيعُ وَأُقِيمَتِ الصلاة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ قَالَ: مَا كَانَ بِأَرْضِنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دينار. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَسَنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ

سُفْيَانَ قال: وَقَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَدْ كُنْتُ أَجْلِسُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَهُ إِلَّا قَائِمًا. قَالَ: وَقَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: حين كنت مثلك لا أكاد أنسى. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: خَرَجَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَسْمَعْ بِهَا شَيْئًا، فَقَالَ لِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ: يَا سُفْيَانُ، مَا صَنَعَ عَمْرُو بِالْمَدِينَةِ؟ أَلَهَاهُ قضم العجوة؟ قال أبو زرعة: وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ هَذَا هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَنْدَلٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ: أحد الثقات. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ وَمُحَمَّدٌ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: إِنَّ سُفْيَانَ يَكْتُبُ عَنْكَ. فَقَالَ عَمْرٌو: أَحْرُجُ عَلَى مَنْ يكتب عني. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالُوا لِسُفْيَانَ: لِأَيِّ شَيْءٍ لَمْ يُحَدِّثْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: لَا

أَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ لَمْ يَحْمِلْ عَنْهُ. قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ يُمَارِي وإذا ماريت العالم خاشنته. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ: أَتُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ لَكَ مِنْ أَحَادِيثِ عَمْرِو؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكَتَبَ لَهُ، فَقَالَ: سله لي، فقلت: لا أجترىء عَلَى عَمْرٍو أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ عِنْدِي. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَجَلَسْتُ أسأله. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ يَسْأَلُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ عَطَاءٍ: لَا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ حَتَّى يَلْعَقَهَا - أَوْ يُلْعِقَهَا - عَمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثْنَاهُ عَنْ جَابِرٍ فَقَالَ عَمْرٌو: حَفِظْتُهُ مِنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَبْلَ مَقْدَمِ جَابِرٍ عَلَيْنَا مَكَّةَ. وَإِنَّمَا لَقِيَ عَطَاءٌ جَابِرًا فِي سَنَةٍ جاور فيها بمكة. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: جَلَسَ ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ يُفْتِي بَعْدَ عَمْرِو بن دينار. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابن جريج عَنِ

ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أَبُو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو: كَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَاضِيًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الطائف. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ: كَانَ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَجِّ: عَطَاءٌ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالطَّلَاقِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ: طَاوُسٌ، وَأَجْمَعَهُمْ لِهَذَا كُلِّهِ: سعيد بن جبير. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُ أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يُكَنَّى: أبا عاصم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ هِيَ أُمُّ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ وَأُمُّ أُمِّ حُجَيْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَتْ صَفِيَّةُ بنت شيبة في حجرها. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ

يَذْكُرُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ يَقُولُ: وُلِدَتِ السُّلَمِيَّةُ عَامَةَ أَهْلِ الدَّارِ، يَعْنِي دَارَ بَنِي شَيْبَةَ بن عثمان. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ قال: إِنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ الْحَلْقُ، إِنَّمَا على النساء التقصير. قال أبو زرعة: لَمْ يَسْنِدْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَلَا رَوَاهُ إِلَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَقَدْ ذَكَرَهُ رَجُلٌ بِالْعِرَاقِ عَنْ رَوْحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. فَهَلَكَ فِيهِ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: حدثنا ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا لَقِيَ أَبِي فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَرَأَيْتُهُ يَعْقِدُ بِيَدِهِ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ: إِنَّ مِنَ الصَّمْتِ حِكَمًا، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ. فَقَالَ لَهُ طَاوُسُ: أَيْ أَبَا نُجَيْحٍ، إِنَّ مَنْ تَكَلَّمَ وَاتَّقَى اللَّهَ، خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ وَاتَّقَى اللَّهَ. قَالَ: وَقَالَ لَهُ أَبِي: لَوْ كَانَ مِنْ طُولِكَ فِي قِصَرِي، خَرَجَ مِنَّا رَجُلَانِ تَامَّانِ. وَكَانَ طَاوُسُ طَوِيلًا، وكان أبو نجيح قصيراً.

حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى بن سعيد قَالَ: سُئِلَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ جَوَابٌ. فَقُلْتُ: إِنِّي لَأُعْظِمُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُكَ ابْنَ إِمَامٍ هَدَى، يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ فِيهِ عِلْمٌ! قَالَ: أَعْظَمُ - وَاللَّهِ - مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَوْ أحدث عن غير ثقة. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قال: قَالَ لِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا كُلُّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ نَدْرِي مَا هُوَ، وَلَئِنْ يَعِيشَ الْمَرْءُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يفتي بما لا يعلم. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سَفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَأَنْ يَعِيشَ الْمَرْءُ جَاهِلًا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُفْتِيَ بِمَا لا يعلم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُودِعُ دِيوَانَهُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَسْكِينٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قال: قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ هَلَكَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَلَمْ يَتْرُكْ كِتَابًا، وَلَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَلَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَا ابْنُ شِهَابٍ. قَالَ مَالِكٌ: قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ - وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْصِمُهُ -: مَا كُنْتَ تَكْتُبُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: وَلَا تَسْأَلُ أَنْ

يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثُ. قَالَ: لَا. قَالَ مَالِكٌ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ - الَّذِي أَعْجَبَنِي مِنْهُ -: قَدْ حَدَّثْتُكَهُ، قَالَ مَالِكٌ: وَأَعْجَبَنِي مِنْهُ ما قال. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، وَهُوَ يُعْنَى بِالْعِلْمِ، وَيَحْضُرُ عَنْهُ، وَيُجَالِسُ أَهْلَهُ وَيَصْدُرُ عَنْ رَأْيِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَكَانَ سَعِيدُ لَا يَأْتِي أَحَدًا مِنَ الْأُمَرَاءِ غَيْرَ عمر، أرسل إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَلَمْ يَأْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَأَتَاهُ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ إِلَى سَعِيدٍ فِي علمه. قال أبو زرعة: فَحَدَّثْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بِذَلِكَ، فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْأَيْلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَبِهَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ بَزَّهُمْ يَوْمَئِذٍ عُمَرُ رأياً. قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّمَا هُوَ بَذَّهُمْ، فَقَالَ: هُوَ بزهم. حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ المدينة فِي إِمْرَةِ الْوَلِيدِ بْنِ

عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمانِينَ إِلَى سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَكَانَ يَحْضُرُ الْمَوْسِمِ، وَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدِمَ عُمَرُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَكْرَمَهُ وَجَعَلَهُ مَعَ وَلَدِهِ، فَلَمَّا صَارَ الْأَمْرُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَفَعَلَ بِهِ مَا كَانَ يَفْعَلُ به عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُبَايِعَ لِابْنِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ لِسُلَيْمَانَ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةً، فَبَلَغَتِ الْوَلِيدَ، فَأَمَرَ بِهِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ الْبَيْتُ، فَقَالَتْ أُمُّ الْبَنِينِ ابْنَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا بَلَّغَهُ اللَّهُ فِيهِ أَمَلُهُ. فَفَتَحَ الْبَابَ عَنْ عُمَرَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَكَلَّمَتْ فِيهِ أُمُّ الْبَنِينِ، هِيَ التي شفعت فيه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ: إِنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: السَّجْدَتَانِ قَبْلَ السَّلَامِ؟ قَالَ: أَبَى ذَلِكَ عَلَيْكَ أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، يا زهري. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قال: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ فَسَهَا،

فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهُ؟ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ، فَقَالَ: أَصَبْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالسَّنَةُ عَلَى غَيْرِ الَّذِي صَنَعْتَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ؟ قَالَ: تَجْعَلُهَا قَبْلَ السَّلَامِ، قَالَ عُمَرُ: إِنِّي قُلْتُ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ، وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا دَخَلَ عَلَيْكَ، دَخَلَ عَلَيْهِمْ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُتِمَّ التَّكْبِيرَ؟ وَهَذَا عَامِلُكَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُتِمُّهُ؟ قَالَ: تِلْكَ الصَّلَاةُ الأُولَى. وَأَبِي أَنْ يَقْبَلَ مِنِّي. حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قال: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ معلم العلماء. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بِذَلِكَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ مُبَشِّرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْنَا، فَمَا كَنَّا مَعَهُ إلا تلامذة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال:

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَةُ، هَذَا عُرْوَةُ!! وَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَا تَعْجَبْ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وإنهم يسألونه. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرُهُ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَتَأَلَّفُ النَّاسُ عَلَى عِلْمِهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى شيء إلا أن يقول: قالوا: كذا، وَكَذَا، أَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَكُنْتُ إِذَا لَقِيتُهُ أَتَفَجَّرُ مِنْهُ بَحْرًا، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ الْعِلْمَ، فَلَمَّا جَالَسْتُهُ رَأَيْتُ أَنِّي كُنْتُ فِي شعاب من العلم. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: حدثنا سُفْيَانُ قال: قَالَ عَمْرٌو: قَالَ لَنَا عُرْوَةُ: ائْتُونِي فَتَلَقَّوْا مِنِّي. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: ونزعا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: خَرَجَ عُرْوَةُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَخَرَجَتْ بِرِجْلِهِ آكِلَةٌ، فَقَطَعَهَا، وَسَقَطَ ابْنٌ لَهُ عَنْ ظَهْرِ بَيْتٍ، فَوَقَعَ تَحْتَ أَرْجُلِ الدَّوَابِ، فَقَطَّعَتْهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُعَزِّيهِ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُعَزِّينِي - وَلَمْ يَدْرِ بِابْنِهِ -: فَقَالَ الرَّجُلُ: ابْنُكَ يَحْيَى، قَطَّعَتْهُ الدَّوَابُّ، قَالَ: وَأَيْمُكَ، لَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ، لَقَدْ أَعْطَيْتَ، وَلَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ، لَقَدْ عَافَيْتَ. وَقَالَ: لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سفرنا هذا نصبا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ، فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الملك. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى طُنْفِسَةٍ فِي زَمَانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، لَا يُقَاتِلُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ عَمْرٌو: كَانَ جَبَانًا، وَرُبَّمَا كَانَ عَمْرٌو يَذْكَرُ مِنْ جُبْنِهِ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ

عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَصَبْتُ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْعِلْمِ، أَكْثَرَ مِمَّا أَصَبْتُ مِنْ جَمِيعِ الناس. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرٌو لَا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمَسْجِدِ، كَانَ يُحْمَلُ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بَعِيدًا، يَجِيءُ عَلَى حِمَارٍ، وَمَا أَدْرَكْتُهُ إِلَّا وَهُوَ مُقْعَدٌ فَكُنْتُ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْمِلَهُ مِنَ الصِّغَرِ، ثُمَّ قَوِيتُ عَلَى حَمْلِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَيُّوبُ: أَيُّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ فُلَانٍ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَأَقُولُ: تُرِيدَ أَنْ أَكْتُبَهُ لك؟ فيقول: نعم. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قال: أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ أَقْبَلَ لِيُصَلِّيَ عَلَى جِنَازَةٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْبَلَاطِ، فَرَجَعَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا فِي المسجد. قال أبو زرعة: وَصَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ هَذَا هو: صال

ح مولى التوأمة، وهو صالح بن نبهان، والتوأمة هي: التوأمة أُخْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيْةَ بْنِ خَلَفٍ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَجِلَّةِ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ. قال أبو زرعة: وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْمَدَنِيِّ يُحَدِّثُ عَنْهُ: لَيْثٌ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ. يُكَنَّى: أَبَا عُثْمَانَ، مُنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قال أبو زرعة: وَعَطَاءٌ، مَوْلَى بَنِي سِبَاعٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ. وَعَطَاءٌ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ وَعَطَاءُ بْنُ مِينَاءَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ وَعَطَاءٌ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ. هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ يُحَدِّثُ عنهم سعيد المقبري. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ قَالَ: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قال، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ تُصَلُّونَ عَلَيْهَا الآن، فصلوا وإلا فلا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: سُمِّيتُ بَرَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُزكُّوا أَنْفُسَكُمُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ. قَالُوا: مَا نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: سَمُّوهَا: زينب.

حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. قَالَ أبو زرعة: فَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ كَانَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَقَدَّمَ مَوْتُهُمَا: مَاتَتْ زَيْنَبُ فِي حَيَاةِ طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مِنْهُمُ: ابْنِ عُمَرَ. قال أبو زرعة: وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَجلَّةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو أُمَامَةَ بن سهل بن حنيف. حدثنا أبو زرعة قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عن ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ محمد. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْكِحُ، فَأَخْبِرْنِي، فَإِنِّي عَالِمٌ بِأَنْسَابِ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَنَكَحْتُ بِنْتَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ أُخْبِرْهُ، فَبَلَغَهُ

ذَلِكَ، فَقَالَ: حَادَ مَا وَضَعَ الخشبي نفسه. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِصَدَقَةَ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنَ الْخَوَارِجِ!؟ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: مَا أَنَا مِنْهُمْ. وَقَدْ كُنْتُ مِنْهُمْ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَرَأَيْتُهُ يصلي على خمرة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ، وَلَا يَدَعُ أَحَدًا يمر بين يديه. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عُمَرَ - وَأَنَا غُلَامٌ - فَانْتَهَرَنِي بِتَسْبِيحِهِ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ قَائِمًا عند الركن الأسود، يدعو. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: ابْنَةُ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ كَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أوس، زوجته. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى ابْنَةِ أَخِي، ابْنَةِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ. يَعْنِي: فَدَخَلَ عَلَيْهَا. قَالَ أبو زرعة: فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَوْسٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ أَخَوَانِ، مِنْ بَنِي مَالِكٍ، مِنْ ثَقِيفٍ. وَكَانَتْ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ تَحْتَ مَيْمَونِ بن مهران. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قال:

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُتِلَ أبي يوم أحد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كُفَّ بصره. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ الْيَوْمَ، لَأَرَيْتُكُمْ موضع الشجرة. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يأتي الجمار ماشياً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ المقرىء قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ فِي يَوْمِ عيد، نقلت لَهُ: كَيْفَ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ؟ قَالَ: كَانَ يَبْدَأُ بالخطبة، قبل الصلاة. قال أبو زرعة: فَعَرَضْتُهُ عَلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فلم يعرفه. قال أبو زرعة: وَهُوَ مِنْ حِسَانِ مَا حَدَّثَ به يحيى بن سعيد.

حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ لِأَبِي سَلَمَةَ: أي أهل البيت أَفْقَهُ؟ - وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ - فقال: رجل بينكما. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَعِلْمُ كُلِّ امْرَأَةٍ إِلَى عِلْمِ عائشة، لكان علمها أكثر. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ سُفْيَانُ: اشْتَرَى عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجل ست مرات. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانَ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ: رَأَيْتَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي حَوْضِ زَمْزَمَ، الرَّأْسُ وَاللِّحْيَةُ أَسْوَدَانِ، إِلَّا هَذَا - يَعْنِي الْعَنْفَقَةَ - أَبْيَضَ، فَلَا يَدْرِي: أَصَبَغَ، وَأَبْقَى ذَاكَ؟ أَوْ لَمْ يَشِبْ مِنْهُ غيره؟. يتلوه حديث ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: جَالَسَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ. في الْجُزْءُ الثَّامِنُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

الثامن من التاريخ

الثامن مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: جَالَسَنَا نَصْرَ بْنَ عَاصِمٍ، وَمَعَنَا الزُّهْرِيُّ، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ هَذَا لَيُقَلِّعُ العربية تقليعاً. قال أبو زرعة: نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ هَذا: الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ قَتَادَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي رَفْعِ اليدين. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قتادة عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ يَوْمًا، فَأَتَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعَهُ كِتَابٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا الْكِتَابُ، أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَهُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ كَلَّمَنِي فِي ابْنَيْهِ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَرُبَّمَا

قَالَ: وَسَعْدٌ، سَعْدٌ -. فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْ سَعْدٍ!؟ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مَعَ سَعْدِ ابْنَانِ لَهُ يَوْمَئِذٍ. قَالَ سَفْيَانُ: فَلَمَّا لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ أَنْتَ وَأَخًا لَكَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَأَخْبَرْتُهُ بِكَلَامِ الزُّهْرِيِّ لِابْنِ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: صَدَقْتَ، مَاتَ أَخِي ذَاكَ الَّذِي كَانَ مَعِي. قَالَ سَفْيَانُ: وَرَأَيْتُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بْنَ أَنَسٍ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ، فَكَلَّمَاهُ؛ يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا. فَأْتِيَانِي بِالْمَدِينَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ، وَمَالِكٌ سَاكِتٌ، مَعَهُ، وَلَمْ يسمعا منه بمكة شيئاً. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِأَقْدَمَ هِجْرَةً مِنْ أَخِيهِ عُتْبَةَ، وَلَكِنْ عُتَبَةَ مات قبله. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: بَعَثَنَا هَذَا مَعَ ابْنِهِ، فَنَحْنُ نُقِيمُ مِنْ أَوَدِهِ، يَعْنِي هِشَامَ بن عبد الملك. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ قَلِيلٌ، كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيهِ كَتَمًا.

قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ أُعَيْمَشَ، وعليه جميمة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَتَمَثَّلَانِ بِالشِّعْرِ فِي مَجْلِسِهِمَا فِي المسجد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجَبُ بِالطِّيبِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هاذين، فَأُجْمِرَا، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ غَسَلَهُمَا، فَوَجَدَ ابْنَ جُدْعَانَ رِيحَ الْغُسَالَةِ، وربما قال: ريح الحرض. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، وَكَانَ وَاعِيًا، وَحَدَّثَنِي فُلَانٌ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيةِ الْعِلْمِ، وَلَا يَقُولُ: كَانَ عالماً. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: بَلَغَنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ - حِينَ ذَهَبْتُ -: مَا رَأَيْتُ طالب علم أصغر منه. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ إِنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ

يَقُولُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حسين. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كَانَ أَكْثَرُ مُجَالَسَتِي مَعَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ قليل الحديث. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: خَرَجَ الزُّهْرِيُّ فِي سِعَايَةٍ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: السِّعَايَةُ هُوَ: الْمُصَدِّقُ - فَأَصَابَ رَجُلًا بِشَيْءٍ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: لَلْقُنُوطُ الَّذِي أصابك أشد علي من الذنب الذي أذنبت. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ مَاتَ، يَومَ مَاتَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَةِ مِنْهُ.

أخبار في ذكر محمد بن إسحاق

أَخْبَارٌ فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ: وَجَاءَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، أَيْنَ كُنْتَ؟ لَمْ أَرَكَ؟ قَالَ: لَا أَقْدِرُ عَلَيْكَ مَعَ بَوَّابِكَ هَذَا، فَقَالَ: فَدَعَا الزُّهْرِيُّ بَوَّابَهُ، فَقَالَ: إِذَا جَاءَ هَذَا، فَلَا تَمْنَعُهُ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ لي ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ أَتَى الزُّهْرِيَّ - وَلَمْ أَكُنْ حَاضِرًا - فَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدَهُ قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هذا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ لَا يَرْضَى مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ. قَالَ أبو زرعة: وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ رَجُلٌ قَدْ أَجْمَعَ الْكُبَرَاءُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى الْأَخْذِ عَنْهُ، مِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَكَابِرِ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَقَدِ

اخْتَبَرَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ فَرَأَوْا صِدْقًا، وَخَيْرًا، مَعَ مِدْحَةِ ابْنِ شِهَابٍ لَهُ. وَقَدْ ذَاكَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَوْلَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ هَذَا، فَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لِلْحَدِيثِ، إِنَّمَا هُوَ لِأَنَّهُ اتهمه بالقدر. قال أبو زرعة: وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى ابْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بن عبد مناف. قال أبو زرعة: أَخَذَ الزُّهْرِيُّ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ وَقَالَ: إِنَّ الجواد لا تنكله التجارب.

آخر الجزء الخامس من أجزاء أبي زرعة وأول السادس منها

آخِرُ الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنْ أَجْزَاءِ أَبِي زُرْعَةَ وَأَوَّلُ السَّادِسِ مِنْهَا في مجلسة العلماء والمذاكرة بالعلم حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْحَدِيثِ يهيج الحديث. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيٍّ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانُوا إِذَا جَلَسُوا يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهِ، أَمَرُوا رَجُلًا فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ من القرآن.

حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قتادة عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: التَّنَازُعُ فِي الْعِلْمِ مُذَاكَرَةٌ جَمِيلَةٌ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أصحابنا: وكيع، والأشيب. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمْانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ أُجَالِسُ فِيهِمَا أبا هريرة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ عَنْ مُسْلِمٍ البطي

ن عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ مَسْعُودٍ سَنَةً، لَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، اسْتَقَلَّتْهُ الرَّعْدَةُ، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا، أو ما شاء الله. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قال: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُرْعِدَ أَوِ ارْتَعَدَ، قَالَ هَكَذَا، أَوْ قَرِيبٌ مِنْ هَذَا، أَوْ فَوْقَ ذَا، أَوْ دُونَ ذَا. حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: - ذَكَرَ أَبَا هْرَيْرَةَ - فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِأَفْضَلِهِمْ وَلَكِنَّهُ كَانَ رجلاً حافظاً. حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ،

أَوْ يُجْزِيكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَرُبَّ حديث أحييته في صدري. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُرَّةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، وَكَانَ يُعْجِبُنِي أن أسمعه من ثقة. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَيْمُونٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ وَدَاعَةَ الْحَمْدِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ مَالِكَ بْنَ عُبَادَةَ، وَأَبَا مُوسَى الْغَافِقِيَّ، وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُصُّ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا عَاقِلٌ، أَوْ هَالِكٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، وَإِنَّكُمْ سَتَرْجِعْونَ إِلَى نَاسٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ عَقِلَ شَيْئًا، فَلْيُحدِّثْ بِهِ وَمَنِ افْتَرَى عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا، أَوْ مَقْعَدًا مِنْ جَهَنَّمَ. لَا يَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَ. قال أبو زرعة: فَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ عَنْ وَدَاعَةَ

الْحَمْدِيِّ هَذَا، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ، يُكَنَّى: أَبَا حُمَيْدٍ، رَوَى عن فضالة بن عبيد. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: إِنَّ حَدِيثَكُمْ شَرُّ الْحَدِيثِ، إِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ الْكَلَامِ، فَإِنَّكُمْ قَدْ حَدَّثْتُمُ النَّاسُ، حَتَّى قِيلَ: قَالَ فُلَانٌ، وَقَالَ فُلَانٌ، وَيُتْرَكُ كِتَابُ اللَّهِ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَائِمًا، فَلْيَقُمْ بِكَتَابِ اللَّهِ، وَإِلَّا فَلْيَجْلِسْ، إِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ الْكَلَامِ، وَإِنَّ حَدِيثَكُمْ شَرُّ الحديث. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، كالرَّجُلِ الَّذِي يُؤَدِّي ما سمع. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ بْنُ شُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ

يَقُولُ: اعْقِلُوا، وَلَا أَخَالُ الْعَقْلَ إِلَّا قَدْ رُفِعَ، لَنَحْنُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَعْقَلُ عَلَيْهِ منَّا عَلَى حَدِيثِكُمُ الْيَوْمَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - إِذَا فَرِغَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - قَالَ: هَذَا، وَنَحْوَ هَذَا وَشَكْلَهُ. حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا تَحَدَّثَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِلَّا هَكَذَا، فَكَشَكْلِهِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم أو لألحقنك بِأَرِضِ دَوْسٍ. وَقَالَ لِكَعْبٍ: لَتَتْرُكَنَّ الْأَحَادِيثَ، أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ الْقِرَدَةِ. وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَحْوًا مِنْهُ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ.

وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ لَمِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ، الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنِ الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لنبلوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ. حدثنا عبد الله بن صالح، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِدِمَشْقَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِلَّا حَدِيثًا كَانَ يُذْكَرُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُخِيفُ النَّاسَ فِي اللَّهِ. حدثنا عبد الله بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي ذَرٍّ، وَلِابْنِ مَسْعُودٍ، وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو معشر الرواسي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قال: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ منزل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، تُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ سَمِعَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى

عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ الرُّدَيْنِيِّ بْنِ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَنْ سَمِعَ حَدِيثًا، فَأَدَّاهُ كَمَا سَمِعَ، فَقَدْ سَلِمَ. قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ: أَرَاهُ قَالَ: سَلِمَ، وَلَمْ يَقُلْ: أُجِرَ. حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ الله، وسمع ربيعة بن يزيد يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ: انْظُرْ يَا رَبِيعَةُ، كَيْفَ تُحَدِّثُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَمِعَ شَدَّادَ الْقَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَأَسْمَعَهُ كَلَامًا شَدِيدًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ مِسْعَرٍ قال: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: لَا يُحَدِّثُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِلَّا الثِّقَاتِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ سَعْدُ شَدِيدَ الْأَخْذِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزهري: سمعت هذيل الْأَعْمَى صَاحِبَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ كَذَا، فَلَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالُوا لَهُ - فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ -: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّنَا لَمْ نَبْغِهِ، إِنَّمَا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ مُخَارِقٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ طَارِقٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو بْنِ دِينَارٍ

قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: امْشِ حَتَّى نُجَالِسَ النَّاسِ. قَالَ فَنَجْلِسُ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَشِيرَ بن كعب العدوي، فقال طاووس: رَأَيْتُ هَذَا يَجْلِسُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَتَحَدَّثَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَأَنِّي أَسْمَعُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ! قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: جَاءَ بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَيُعِيدُ لَهُ الْحَدِيثَ، ثُمَّ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ بَشِيرٌ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ، وَأَنْكَرْتَ هَذَا؟ أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَعَرَفْتَ هَذَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ، وَإِذْ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلَّا الثِّقَاتُ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ قال: قَالَ شُرَيحٌ: سَمِعْنَا قَبْلَ أَنْ تَتَلَاطَخَ الْأَحَادِيثُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ ابْنِ حَبَّابٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ، فَمَا طُعِنْتُ فِيهَا بِرُمْحٍ، وَلَا رُمِيتُ فِيهَا بِسَهْمٍ، وَلَا ضُرِبْتُ فِيهَا بِسَيْفٍ، وَوَدَدْتُ أني سقطت من ها هنا، وَلَمْ أَكُنْ شَهِدْتُهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ رَجُلًا يَقُولُ: لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَقْرَأُ مِنْ طَلْحَةَ. فَذَهَبَ إِلَى الْأَعْمَشِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، يُرِيدُ بِذَاكَ أَنْ يَرُدَّهُمْ عَنْهُ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَكَانَ يَجِيئُنِي وَلَا يُخْبِرُنِي مَكَانَهُ، فَقُلْتُ: لَوْ أَخْبَرْتَنِي بِمَكَانِكَ، أَوْ آذَنْتَنِي؟ قَالَ: لَعَلَّكَ تَكُونُ مَشْغُولًا. وَكَانَ لَا يَقْرَأُ حَتَّى أُؤْذِنَهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ، فَإِنْ كُنْتُ مُخْتَبِئًا، وَحَلَلْتُ حَبْوَتِي سَكَتَ، وَإِنْ كُنْتُ قَاعِدًا فَانْضَجَعْتُ، سَكَتَ. قال أبو زرعة: وَكَانَتِ الْجَمَاجِمُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ فِيهَا: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى. وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيِّ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، كَانَ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وُلِدَ أَبُو إِسْرَائِيلَ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ بِسَنَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طُرِيفٍ - لَا أَدْرِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ -: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ، وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى الْجُهَنِيِّ، فَرَأَيْتُ مَسْجِدَهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: دَخَلْنَا عَلَى مُرَّةَ الْهَمَدَانِيِّ، فَرَأَيْتُ مَسْجِدَهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُرَّةَ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، وَكَانَ يُعْجِبُنِي أَنْ أسمعه من ثقة. قال أبو زرعة أَرَادَ بِذَلِكَ طَلْحَةُ، مِدْحَةَ مُرَّةَ، وثقته بحديثه. قال أبو زرعة: ومرة الهمذاني هُوَ: مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَاصِمٌ لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَرَأْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِ انتجعت، وتركت. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَدْرُونَ أَيُّ النَّاسِ أَحْرَصُ عَلَى الْعِلْمِ؟ فَسَكَتُوا، قَالَ: أَعْلَمُهُمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ لِرَجُلٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ - يَعْنِي مُقَاتِلًا -؟ قَالَ: إِنْ كَانَ مَا يَجِيءُ بِهِ عِلْمٌ، فَمَا أَعْلَمَهُ!! قَالَ أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مَنْصُورٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ - لَمَّا أَتَانَا نَعْيُ مُقَاتِلٍ - اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ. فَذَكَرْتُهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: لَا يَكْبُرُ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: انْظُرْ مَا تُحِبُّ أَنْ أُحَدِّثَهُ فِيكَ،

حَتَّى أُحَدِّثُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قال: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا لَكَ لَمْ تُكْثِرْ عَنْ طَاوُسٍ؟ قَالَ: جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْهُ، فَرَأَيْتُهُ بَيْنَ ثَقِيلَيْنِ: عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سلمة، فَتَرَكْتُهُ وَذَهَبْتُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قَالَ لِيَ أَيُّوبُ: لَا تَحْمِلْ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبِي أُمَيَّهَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بثقة. قال أبو زرعة: فَأَمَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزْرِيُّ فَهُوَ: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ، سَأَلْتُ عَنْ نَسَبِهِ، فَقِيلَ: مِنَ الْحَضَارِمَةِ، ثقة. قال أبو زرعة: أَخَذَ عَنْهُ مِنَ الْأَكَابِرِ: مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ،

وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَهْلُ طَبَقَتِهِمْ، وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ: مَا رَأَيْتُ عَرَبِيًّا أَثْبَتَ مِنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمَارَةُ - قال: وَسُئِلَ عَنِ الْأَسْوَدِ - فَقَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، كَأَنَّهُ رَاهِبٌ مِنَ الرُّهْبَانِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوُيَةَ الدُّهْنِيِّ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، وَدُفِنَ مِنْ لَيْلَتِهِ. وَحَدّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ قال: قَالَ لِي شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَا تَرْوِ عَنْ خِلَّاسٍ

شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ لِي بَعْدَ ذَاكَ: إِنِّي أَرَاهُ صَحَّفِيًّا. وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيُّ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - فَقَالَ: كَانَ هَذَا حَدِيثَهُمْ - يَعْنِي الْفِقْهِ - إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأَحْفَظُ الْمَكَانَ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، مَا قَالَ إِلَّا الأعرج. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قال: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ. فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: هُوَ عَنْ عُرْوَةَ: قَالَ: لَا. وَكَانَ ابْنُ أَبِي

الْأَخْضَرِ حَدَّثْنَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة، فلما قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَيْسَ هُوَ عَنْ عُرْوَةَ، ظَنَنْتُ أَنَّ صَالِحًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الْعَرْضِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْخُلْعِ وَالْإِيلَاءِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِيهِ لَثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قال: قَالَ سَمْرَةُ: لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا، فَكُنْتُ

أَحْفَظُ عَنْهُ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ القول، إلا أن ها هنا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ نَحْنُ وَرِجَالٌ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ، فَمَرَرْنَا عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَخْتَلِفُونَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مَا كَانُوا أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي. حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ نَحْنُ وَرِجَالٌ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَرَاكَ تَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قال: قلت: أجل، قال: فأنني بِهِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَمَحَاهُ، وَقَالَ: احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْخَطْمِيَّ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةُ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ قال: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ مَا يَقُولُ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَمُجَاهِدٍ أنهما سمعا أبا هريرة يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنِّي كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي، وَيَعِي بِقَلْبِهِ، وَيَكْتُبُ، اسْتَأْذَنَ رَسَولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْتُبُ عَنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال: قلت: وعند الغضب، وعن الرِّضَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، إِلَّا حَقًّا. حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْيَمانُ بْنُ سَالِمٍ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ حِينَ قَدِمَ، رَأَى عَبْدَ

الرَّحْمَنِ بْنَ حُمَيْدٍ، فَالْتَزَمَهُ، وَصَافَحَهُ. سَمِعْتُ آدَمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ أَبَا حَازِمٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فِي حَدِيثِهِ. وَسَمِعْتُ آدَمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قال: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَرْوِي عَنْكَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ فِي الْقَلَسِ وُضُوءٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: مَا أَعْرِفُ هَذَا، وَإِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ لَثِقَةٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ - لَمَّا مَاتَ ابْنُ الْمَبَارَكِ - قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ يُسْتَحْيَا مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قال: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُجَيْحٍ يَقُولُ: مَا جَاءَنَا مِنْكُمْ مِثْلُهُ، يَعْنِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَنْ كَانَ يُفْتِي بِمَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَيْدَانَ بْنُ مُضَارِبٍ الْبَاهِلِيُّ قال: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: رأيت أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ جَاءَ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى سَارَّهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ مِنْدَلٍ، وَحِبَّانَ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِمَا جَمِيعًا بَأْسٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ يَسْتَطِيعُ الَّذِي بِهِ الصَّدْرُ أَنْ لَا يَسْعُلَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَمِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَحَفِظَ عَنْهُ، وَجَالَسَهُ صَغِيرًا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا سِمَاكٌ قَالَ: قُلْنَا لِجَابِرِ بْنِ سَمْرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيرًا. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حُوَيْصٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَخْطَبٍ يَقُولُ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِجُمْجُمَةٍ، فِيهَا مَاءٌ، وَفِيهَا شَعْرٌ، فَرَفَعْتُهَا وَتَنَاوَلْتُهَا،

فَنَاوَلْتُهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ. قَالَ أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَمَا فِي رَأَسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعْرَةٌ بيضاء. قال أبو زرعة: وَهُوَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ أَخْطَبٍ، وَهُوَ جَدُّ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَزْرَةِ بْنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ، الَّذِي كَانَ قَاضِيًا عَلَى أَهْلِ مَرْوٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي - أَوْ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي - قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي، فَقَالَ أَبِي: تَرَى ذَاكَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِي يَخْطُبُ؟ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطِ بْنِ أَنَسٍ الْأَشْجَعِيُّ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارِ - يَعْنِي يَحْيَى - قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يُوسُفَ، وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ رَأْسِي. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ عَنْ يَزِيدَ الْأَعْوَرِ عَنْ يُوَسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، وَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً، وَقَالَ: هَذِهِ أدام هذه، فأكلها. وحدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ - مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - عَنْ أُمِّ جَمِيلٍ ابْنَةِ الْمُجلِّلِ قَالَتْ: أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَقَدِمْتُ بِكَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِكَ، فَمَسَحَ عَلَى رَأَسِكَ، وَدَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، وَتَفَلَ فِي فِيكَ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَّاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعُ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سِمَاكٍ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. قال أبو زرعة: فَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ أَخَوَانِ، وَأَبُوهُمَا: حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ مْنَ بَنِي جُمَحٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قال: أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ، فَوَافَيْتُهُ، بِيَدِهِ الْمِيسَمُ، يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ. قال أبو زرعة: فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَلَدُهُ: إِسْحَاقُ، وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَيَعْقُوبُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو طَلْحَةَ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ، وَعَاشَ بَعْدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، يَسْرِدُ الْصِيَامَ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ - يَعْنِي: أَبَا طَلْحَةَ -: سَرَدَ الصَّوْمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعِينَ سنة. قال أبو زرعة: رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: الْأَوْزَاعِيُّ، ومحمد بن إسحاق. وهو عامر عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى اليمامة. وروى عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أُسَامَةُ بْنُ زيد. وروى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، طِيبٌ قَطُّ فَرَدَّهُ. يُحَدِّثُ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَ ابْنِ

الزُّبَيْرِ - وَهُوَ بِمَكَّةَ - فَشَمَّتَهُ أَرْبَعُ مِرَارٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَى أَنَّهُ: عَمْرٌو. حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنَ مُجَمَّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قال: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى مَسْجِدِنَا هَذَا - يَعْنِي مَسْجِدَ قِبَاءٍ - قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نعليه. قال أبو زرعة: فجمع بْنُ يَعْقُوبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، وَمُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُجَمِّعٍ، هَؤُلَاءِ مِنْ وَلَدِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الَأَنْصَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَيْتُ مُجَمِّعَ بْنَ يَحْيَى الْأَنْصَارِيَّ، أَسْأَلُهُ عَنْ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ، فَظَنَنَتُ أَنَّهُ يَتَمَنَّعُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قُلْتُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي مُجَمِّعَ بْنَ جَارِيَةَ، فَقَالَ لِي مُجَمِّعٌ: هؤلاء أشياخي. قال أبو زرعة: مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ جَارِيَةَ أَخَوَانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ ابْنُ أَخِي مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَدِيمٌ، صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وكان إمام قومه.

قال أبو زرعة: أَخْبَرْنِيهِ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي سُلَيْطٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ - وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ -: أَلَمْ تُصَلِّ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: بَلَى. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى، سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، ابْنُ كَمْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ قَالَ: ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً. فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: تُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ زَمَنَ الْفَتْحِ. حدثنا أبَوُ مُسْهِرٍ، عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ يَزْعُمْ أَنَّهُ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ.

حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَكَانَ قَدْ رَأَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، يَوْمَ تُوُفِّيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَدْ تَبِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وخَدَمَهُ، وَصَحِبَهُ. فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ: وُلِدْتَ حِينَ قَدِمَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَّاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعُ قال: حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْمَكِيُّ قال: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدثنا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ

اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ثمانين سِنِينَ، وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ. قَالَ أبو زرعة: فَلَمْ يَزَلْ بَاقِيًا حَتَّى أَدْرَكَتْهُ إِمْرَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَأْذُنُهُ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تُؤْمَرْ بلزوم البلدة؟ قال أبو زرعة: وَأَبُو الطُّفَيْلِ اسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ. حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ مِيَناءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ أَشْرَكَ لِلَّهِ فِي عَمَلِهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي سَعْدٍ الزُّرَقِيِّ - صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - إِلَى الضَّحَايَا، فَأَشَارَ لِي أَبُو سَعْدٍ إِلَى كَبْشٍ أَدْغَمٍ لَيْسَ بِالْمُرْتَفِعِ، وَلَا بِالْمُتَّضِعِ - يَعْنِي فِي جِسْمِهِ - فَقَالَ: اشْتَرِ لِي هَذَا، كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِكَبْشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى أَبِي سَعْدٍ الزُّرَقِيِّ، وَاسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ أبو زرعة: فَنَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ أَبَا سَعْدِ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ هَذَا، هُوَ: عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْأَنْصَارِ، وَمِنْ أَبْنَاءِ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَأَبُو أُمَامَةَ اسْمُهُ: أَسْعَدُ بْنُ سَهْلٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعُثْمَانُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ إِخْوَةُ أَبِي أُمَامَةَ. ويقال: قَدْ أَدْرَكَ أَبُو أُمَامَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ، حِينَ عَمِيَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وُلِدَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ:

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَفُضَالَةُ، ووهب، ومعبد. قال أبو زرعة: وَقَدْ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ بَشِيرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ. حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْقَاضِي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ قاصاً لأهل المدينة. قال أبو زرعة: وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَكَابِرِ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: أُخْبِرْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ - قَالَ: مَا رَأَيْتُ طَالِبَ عِلْمٍ، أَصْغَرَ مِنْهُ. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: قَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: قَالَ لي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: زَمَانًا ذُكِرْتَ فِيهِ قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَنْ أَرَادَ؟ أَرَادَ مَالِكٌ نَفْسَهُ، أَوْ أَرَادَ ابْنَ عُيَيْنَةَ؟ قَالَ: أَرَادَ ابْنَ عُيَيْنَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ

بْنِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ أَبِيكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ أَبُوكَ يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّكَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيكَ مِنْ هَذَا، قَالَ: كُنَّا أُغَيْلِمَةَ، وَكُنَّا نَدْخُلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ. فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَمْ كَانَ سِنُّ أَبِيكَ؟ قَالَ: مَا بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ. بِهَذَا مِنْ سِنِّهِ قَرَأَ: " أمْ يَحْسِدُوْنَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاْهُمُ اللهُ منْ فَضْلِه ". وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ مَقْدَمَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَلَيْهِمُ الْكُوفَةُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَلَيْهِ السَّوَادُ. قَالَ أبو زرعة: وَسَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا نُعَيْمٍ - يَقُولُ: أَنَا سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمَ الدَّارِيَّ - وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ - وَقَالَ أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ تَمِيمًا. فَاحْتُجَّ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ - فِيمَا بَلَغَنِي - بِمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ. فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَأَيْتُ أَنَّهُ أَرَادَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ -: أَنَّ بَيْنَهُمَا رَجُلًا، يَعْنِي: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ كِتَابِهِ إِلَيْهِ. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، أَنَّهُ قَالَ: وَمَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ حَتَّى يُحْتَجَّ عَلَيَّ بِهِ!؟ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نُعَيمٍ، لَوْ قِيلَ لَكَ فِي نَيْلِ رِجَالِكَ: مَنِ الْأَعْمَشِ مِنْ فَلَانٍ؟ ألَمْ يَكُنِ الْقَائِلُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولُ: لِكُلِّ قَوْمٍ عِلْمٌ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ رِجَالٌ؟ وَهُمْ أَعْلَمُ بْمَا رَوَوْا؟ فَسَكَتَ أَبُو نُعَيْمٍ. وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلَمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ، وَمَمَاتِهِ.

قال أبو زرعة: وَلَمْ أَرَ أَبَا مُسْهِرٍ، لَمَّا تَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْكَرَهُ، وَلَا رده. قال أبو زرعة: وَهَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَجِلّةِ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ طَبَقَتِهِ، مِثْلِ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُ. قَالَ أبو زرعة: فَوَجْهُ مَدْخَلِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا - فِيمَا نَرَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَ يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ كِتَابِهِ، وَحدَّثَهُمْ بِالْعِرَاقِ حِفْظًا. وَقَدْ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَذْكُرُ: أَنَّ الْأَوْزَاعِيُّ كَانَ يَدْفَعُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَا يَرَى لَهُ وَجْهًا، وَيَحْتَجُّ الْأَوْزَاعِيُّ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ذِمَّةٌ، وَلَا خَرَاجٌ. قَالَ أبو زرعة: هَذَا حَدِيثٌ مَتَّصِلٌ، حَسَنُ الْمَخْرَجِ وَالِاتِّصَالِ، لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَدْفَعُهُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَسَمِعْتُ مُصْعَبَ الزُّبَيْرِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ عَاصِيَةَ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الَّتِي سُمِّيَتْ جَمِيلَةٌ، هِيَ: أَمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ مُصْعَبٌ: أُمَيْمَةُ بِنْتُ رَقِيقَةَ. هِيَ: بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأُمَيْمَةُ هِيَ عَمَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ حَوَّلَهَا إِلَيْهِ، إِلَى الشَّامِ، وَبَنَتْ لَهَا دَارًا، وَدَخَلَتْ عَلَى

مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: ابْكِي حَتَّى اسْمَعَ. فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حدثنا كَعْبُ بْنُ خريم، أبو حَارِثَةُ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا حَارِثَةَ، وَجَالَسْتُهُ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا - قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: كَانَ وَاللَّهِ - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - كَمَا قَالَتِ ابْنَةُ رُقَيْقَةَ - يَعْنِي هَذِهِ: أَلَا ابْكِيهِ، أَلَا ابْكِيهِ ... أَلَا كُلُّ الْغِنَى فِيهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَيْفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ - فَكَأَنَّهُ لَمْ يَحْمَدْهُ ذَاكَ الْحَمْدَ - قَالَ عُرْوَةُ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَأَنَا أُحِبُّ الصَّالِحِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قال: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: أَهُوَ الْمَهْدِيُّ؟ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: هُوَ مَهْدِيٌّ، وَلَيْسَ بِهِ، لم يستكمل العدل كله. حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ خَدَمَ نَفْسَهُ حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْمَائِدَةُ مُغَطَّاةً كَشَفَهَا وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِ، يَرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُصِيبَ مَنْ خِدْمَةِ نَفْسِهِ.

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَسْكِينٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قال: قَالَ لِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجَلٌ حَدَّثَ بِكُلّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. قَالَ مَالِكٌ: الْمَدِينَةُ أَرْضُ قَضَاءٍ وَسُنَّةٍ. قَالَ مَالِكٌ: أَدْرَكْتُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ رِجَالًا بَنِي الْمِائَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، يُحَدِّثُونَ الْأَحَادِيثَ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ، لَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ. قُلْتُ لِمَالِكٍ: وَغَيْرُهُمْ دُونَهُمْ فِي السِّنِّ يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ مَالِكٌ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَبِيعَةَ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ وَارْتَاعَ لِبُكَائِهِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَدَخَلَتْ عَلَيْكَ مُصِيبَةٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْتَفْتِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وَظَهَرَ فِي الْإِسْلِامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ هُرْمُزٍ فِي بَيْتِهِ خَالِيًا، يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعِهِ، وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ عَنْ رِجَالٍ لَا يَرْضَاهُمْ - أَعْنِي، مِثْلَ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ - فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ما أرهم يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي نُعَيْمٍ، فَأَعْجَبَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ فَكَلَّمَاهُ، يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا، تَأْتِيَانِ الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ الل

هـ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ، وَمَالِكٌ مَعَهُ سَاكِتٌ، وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ بِمَكَّةَ شَيْئًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مُنَ الْجُعْرَايَةِ، قَالَ: لَا يَتْبَعْنِي أَحَدٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أربع وعشرين ومائة. وَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَجِبِ الْغُلَامَ - فَظَنَّ سَعْدٌ أَنَّهُ حَقَّرَنِي، حِينَ لَمْ يُجِبْنِي - فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَّا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ - فَكَأَنَّهُ أَرْضَاهُ - قَالَ: فَقُلْتُ: أَجَلْ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ، قَالَ: فَسَرَّهُ ذَلِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَرُبَّمَا مَازَحَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ غُلَامٌ، فَالْغُلَامُ لَا نُجِيزُ شَهَادَتَهُ، وَأَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ رَجُلٌ، فَنَحْنُ نُجِيزُ ذَلِكَ.

ذكر النقباء

ذِكْرُ الْنُقَبَاءِ حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَنْصَارَ وَافَوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّتِهِ - الَّتِي خَرَجَ بَعْدَهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَافَوا تِلْكَ الْحِجَّةَ - سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّعْبِ الَّذِي عَنْدَ عُقْبَةَ ومنى، فَانْتَقَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، وَفِي الْأَنْصَارِ لَيْلَتَئِذٍ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ - مِنْ بَنِي سَلَمَةَ - وَالْبَرَاءُ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقَبَلَ الْقِبْلَةَ، حَيًّا وَمَيِّتًا، وَأَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِقَبْرِهِ أَنْ يُدْفَنَ عَلَيْهَا. فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ النُّقَبَاءَ اثنا عَشَرَ، كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْسِ، وَتِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَمِنَ الْأَوْسِ: سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ. وَمِنَ الْخَزْرَجِ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَالْبَرَّاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حِرَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ

بْنُ رَوَاحَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ. وَقَالَ غَيْرُ سَعِيدٍ: وَالْمُنْذِرِ بْنُ عَمَرٍو. وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَأَبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ سليمان أنهم حدثوه: أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ كَانَ أَصْغَرَ السَّبْعِينَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ مِنْ وَلَدِهِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ عُرْوَةُ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن علقمة، ويحيى بن سعيد.

قال أبو زرعة: فَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، فَذَاكَ: حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ: وَنَسَبُهُ فِي بَنِي جُمَحٍ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَخُوهُ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، أَسَنُّ مِنْهُ، وَهُوَ الْعَامِلُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ. وَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَدِيلِيُّ - جَدِيلَةَ قَيْسٍ -: إِنَّ أَمِيرَ مَكَّةَ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ الْهِلَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ ثُمَّ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ نَنْسُكَ لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ لَمْ نَرَهُ، وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا. قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ: فَسَأَلْتُ الْحُسَيْنَ: مَنْ أَمِيرُ مَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدُ، فَقَالَ: هُوَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ، أَخُو مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ - مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - عَنْ أَمِّهِ - أُمِّ جَمِيلٍ ابْنَةِ الْمُجلِّلِ - قَالَتْ:

أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَقَدِمْتُ بِكَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِكَ. فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سِمَاكٍ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ يَقُولُ: ولدت بأرض الحبشة. قال أبو زرعة: فَمِنْ وَلَدِهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ - فِيمَا ذَكَرَ لِي - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ. قال أبو زرعة: وَمِنْ وَلَدِهِ - فِيمَا أَخْبَرَنِي سَعْيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَسَمِعْتُهُ يَنْسِبُهُ - عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، هُوَ نَسَبُهُ فِي أَنْفُسِ بَنِي جُمَحٍ. قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ صَاحِبَ سُنَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَأَيْنَ مِثْلُ مَالِكٍ؟ قُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ سَنَةٍ مَاتَ مَالِكٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: مَاتَ قَبْلَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

فَأَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قال: سَمِعْتُ شَرِيكَ الْقَاضِي فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فِي أَفْضَلِ بَيْتٍ بِالْكُوفَةِ، فِي بَيْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ الله بن يونس: مسعر بْنُ كِدَامٍ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ. قُلْتُ: فَتَقَدَّمَ مِسْعرٌ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ بِالْمَوْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ مِسْعَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُوُنسَ: فَسُفْيَانُ، كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى هَؤُلَاءِ - أَعْنِي مِسْعَرًا، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ -؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا. قلت: مَنْ تَعْنِي؟ قَالَ: سُفْيَانَ، كَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَزْهَدَ النَّاسِ، وَأَعْبَدَ النَّاسِ. قُلْتُ: فَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا كِسَاءَ صُوفٍ، وَمِثْلِ ثِيَابِكَ. قُلْتُ: إِنَّ الْفِرْيَابِيَّ ذَكَرَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَمَّا إِنَّهُ قَدْ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، قُلْتُ: فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ يَعْنِي قَالَ: مَا أَشُكُّ إِلَّا أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ - وَلَوْ يُسْأَلُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ لَقَالُوا: سُفْيَانُ.

فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: سُئِلَ وَكِيعٌ: هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَأَى سُفْيَانُ مِثْلَهُ. وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُسْأَلُ عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ؟ فَقَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي ذَلِكَ قَوْلًا. فَرَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ فِيهِ، وَقَولَ وَكِيعٍ: أَنَّ سُفْيَانَ أَقَلُّ خَطَأً فِي الْحَدِيثِ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: قُلْتُ لِلْفِرْيَابِيِّ: رَأَيْتَ قَبِيصَةَ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نعم، رأيته صغيراً. قال أبو زرعة: فَذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ فَقَالَ: لَوْ حدثنا قَبِيصَةُ عَنِ الْنَخْعِيِّ لَقَبِلْنَا مِنْهُ. قُلْتُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: رَأَيْتَ الْفِرْيَابِيَّ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ. قُلْتُ: فَعَرَفَكَ أَنَّكَ صَاحِبُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَالَ: لَا. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وُلِدَ لِي وَالْأَوْزَاعِيُّ حَيٌّ، وَجَالَسْتُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.

قَالَ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَحْفَظَ لِحَدِيثِهِ مِنِّي غَيْرَ أَنِّي نَسِيتُ. فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ جَابِرٍ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَرَأَيْتُ عَبْدَةَ بْنَ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيَّ فِي الْمَسْجِدِ، جَالِسًا هُوَ وَابْنُ جَابِرٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، فَوَجَدْتُهُ يُحَدِّثُ، فَانْتَهَى إِلَى حَدِيثٍ لِشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، فَقَالَ: حدثني شهر بن حوسب. فقلت: من شهر بن حوسب؟ فَقَالَ: بَعْضُ الْعَجَمِ، مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَدِمُوا عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ؟ فَسَكَتَ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِيِ مِعْشَرٍ فَقَالَ: أَمَّا سَمَاعِي مِنَ الْمَشْيَخَةِ، فَأَيَّامَ كُنْتُ أَضْرِبُ بِالْإِبْرَةِ فِي حَانُوتِ أُسْتَاذِي كُنْتُ أَرُشُّ الْحَانُوتَ وَأَكْنُسُهُ، فَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، وَسَعِيدٌ الْمَقْبَرِيُّ، فَسَمِعْتُ مِنْهُمْ مُشَافَهَةً، وَأَمَّا ابْنُ سَمْعَانَ، فَإِنَّمَا أَخَذَ كُتُبَهُ مِنَ الدَّوَاوِينِ وَالصُّحُفِ.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ قال: سَمِعْتُ هُشَيْمًا قَالَ: مَا رَأَيْتُ مَدَنِيًّا أَكْيَسَ مِنْ أَبِي مِعْشَرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو معشر كيساً، حافظاً. قال أبو زرعة: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ أبو معشر أسود. قال أبو زرعة: وَمُقَسِّمٌ هُوَ: أَبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: كُنَّا عِنْدَ مُقَسِّمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث. قال أبو زرعة: وَأَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ المقبري. قال أبو زرعة: حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ قال: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: اسْمُهُ أَيْضًا مقسم.

قال أبو زرعة: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْلًى لِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ. قال أبو زرعة: وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَدِيمُ الْمَوْتِ، كَمَا حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ الذِّمَّارِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اصْطَلَحَ النَّاسُ وَابْنَ الزُّبَيْرِ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ، وَلَمْ يُبَايِعْ لِيَزِيدَ بِالْخِلَافَةِ، عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقُتِلَ مُصْعَبٌ فِي الْقِتَالِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ مَاتَ يزيد بن معاوية. قال أبو زرعة: وَابْنُهُ زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ ابْنُ شِهَابٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي مَسِيرِهِ إِلَيْهِ - إِلَى الْعِرَاقِ - قَبْلَ أَنْ يُوجِّهَ الَحَجَّاجَ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ. قَالَ أبو زرعة: وَقَدْ كَانَ لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَقَاءٌ إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ، وَافَى سَنَةَ سَبْعِينَ حَاجًّا. حدثنا الْحُمَيْدِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَذْكُرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ رَأَى مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَاجًّا فِي سَنَةِ سَبْعِينَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَكَانَ قَتْلُهُ بَعْدَ ذلك بيسير. قال أبو زرعة: وَكَانَ مَقْدِمُ ابْنِ شِهَابٍ دِمَشْقَ زَمَنَ

مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ حَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ أبو زرعة: فَدَلَّنَا حَدِيثُ ابْنُ شِهَابٍ هَذَا: أَنَّ مَقْدِمَهُ دِمَشْقَ قَبْلَ رَحِيلِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى مُصْعَبٍ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى سِنِّهِ. وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَنَّ مَوْلِدَ ابْنِ شِهَابٍ سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ التَّارِيخِ. قال أبو زرعة: وَذَكَرَ أَحْمَدُ أَنَّ عَنْبَسَةَ حَدَّثَهُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى مَرْوَانَ. قَالَ أبو زرعة: فَأَمَّا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدْ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُفْطِرُ بَعْدَ الصَّلَاةِ. وَحَدَّثَنِي مَنْ سَأَلَ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ وَفَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: فِي إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أبو زرعة: وَأَدْرَكَهَا مِنَ الْقُدَمَاءِ: أَبِو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى السرير. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ النَّضْرِ، يَسْأَلُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ وَفَاةِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:

لَمْ نَجِدْ لَهُ بَعْدَ عَبْدِ الملك ذكراً. قال أبو زرعة: وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ عَزَلَ أَبَا إِدْرِيسَ عَنِ الْقَصَصِ وَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ. قَالَ أبو زرعة: وَمِمَّنْ أَدْرَكَ إِمْرَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ، والوليد جميعاً: فجبير بْنُ نُفَيْرٍ، فَيمَا ذَكَرَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ صَفْوَانَ عْنَ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَفَدَ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي الْوَفَاةُ جَمَعَ بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقِرْآنِ، فَتَعَاهَدُوهُ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، حَتَّى لَوْ قَتَلَ أَحَدُكُمْ قَتِيلًا، ثُمَّ سُئِلَ عَنْهُ، أَقَرَّ بِهِ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ كِذْبَةً مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ، وَعَلَيْكُمْ بِسَلَامَةِ الصُّدُورِ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، فَوَاللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنِّي لَأَبْرَحُ مِنْ بَابِي، فَمَا أَلْقَى مُسْلِمًا، إِلَّا وَالَّذِي فِي نَفْسِي لَهُ، كَالَّذِي فِي نَفْسِي لِنَفْسِي، أَفَتَرَوْنِي أُحِبُّ لِنَفْسِي إِلَّا خَيْرًا؟. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ عَنْ عَمِّهِ - دَاوُدَ بْنِ نَافِعٍ - قَالَ: عُدْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْمَهاجِرِ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، فَقَالَ لَهُ بْعَضُ الْقَومِ: أَبْشِرْ يَا أَبَا

الْوَلِيدِ فَقَالَ: مَا اسْتَعْفَيْتُ اللَّهَ مِنْ شَكْوٍ أَصَابَنِي مُنْذُ عَقِلْتُ، وَلَا لَقِيتُ أَحَدًا إِلَّا بِالَّذِي فِي نَفْسِي. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ: ابْنَ كَمْ كَانَ حَسَّانٌ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ؟ قَالَ: ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثنتين أَوْ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ: قَالَ جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ قُثَمَ قَالَ: قِيلَ لِلْعَبَّاسِ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِلنَّاسِ هَذِهِ السَنَةُ تُوُفِّيَ لِي أَرْبَعًا وَخَمْسِينَ، وَإِنَّمَا أَتَانِي هَذَا الشَّيْبُ مِنْ قَبْلِ أَخْوَالِي بَنِي الْمُغِيرَةِ، فَقُتِلَ فِي تِلَكَ السَّنَةِ. قال أبو زرعة: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ هَذَا! غَيْرَ هَذَا الرَّجُلِ، وَهُوَ يُخْتَلَفُ فِيهِ وَالْمُجْمَعُ عَلَيْهِ، أَنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ لَهَا حَسَنٌ، وقُتِلَ لَهَا حُسَيْنٌ، وَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. قال مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ جَعْفَرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِعَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنِ أم عبد الله بن حسن: هَذِهِ السَّنَةُ تُوُفِّيَ لِي ثَمَانِيَ وَخَمْسِينَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.

فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - صَلَّى عَلَى الْحَسَنُ، قَدَّمَهُ الْحُسَينُ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ، مَا قُدِّمْتَ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بَلَالٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: أَشْبَهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبَاهُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَأَشْبَهَ سَالِمٌ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، فَخَرَجَ حَتَّى جَازَ الْحُلَيْفَةَ. وَلَدَتْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ عُمَيسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، بها. قال أبو زرعة: فَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ مِنَ التَّارِيخِ، وَقُتِلَ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، فِي حَيَاةِ عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. ثُمَّ تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ مُنْصَرَفِ مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فِي قَدْمَتِهِ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا لِأَخْذِ الْبَيْعَةِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.

ثُمَّ تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ مِنَ التَّارِيخِ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ فِي الْحَجِّ: أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ تِسْعٍ، وَحَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَنَةَ عَشْرٍ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُقَسِّمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ، وَبَعَثَ عَلِيًّا، فَلَحِقَ أَبَا بَكْرٍ فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّرَهُ عَلَى الْمَوُسِمِ. حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ:

حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ، فَاعْتَمَرَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، ثُمَّ قَفَلَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى تِلْكَ الْحِجَّةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ. فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قال: فَحَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَجَّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ. حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةً مِنْ قَابِلٍ، وَالثَّالِثَةَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، وَالرَّابِعَةَ مِنْ حِجَّتِهِ. قَالَ أبو زرعة: فَكَأَنَّ عُمْرَتَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ، وَالَّتِي بَعْدَهَا سَنَةَ سَبْعٍ، وَالْعُمْرَةُ الَّتِي مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ، وَالرَّابِعَةُ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ التَّارِيخِ. حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوا الْمَصَاحِفَ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بن ثابت في عربية من عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلَسَانِ قُرَيْشٍ،

فَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا حَتَّى كَتَبُوا الْمَصَاحِفَ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِتَابِ بْنِ أُسَيْدٍ، مِمَّنْ خَرَجَ نَحْوَ الْبَصْرَةِ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ. قال الزهري: واعتزل الأحنف. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّويْهِ قال: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعَ عَائِشَةَ تَذْكُرُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَتْ: كَانَ رَجُلًا سَرِيًّا، لَهُ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. قَالَ أبو زرعة: وَمُمَّنْ يُحَدِّثُ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو بَكْرٍ، وَمُحَمَّدٌ، وَعِكْرِمَةُ بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَوَلَدُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - مِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ شِهَابٍ -: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدِيثُ أُمَيَّةَ بْنِ خالد.

قال أبو زرعة: حَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يفعل. قال أبو زرعة: وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ مَرْوَانَ إِذْ سَأَلَ أُمَّ مِعْقَلٍ عَنِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ. وَعُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ الْمَقْبَرِيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَرَفَعْتُ إِلَيْهِ حَوائِجِي، فَقَضَاهَا، قُلْتُ: لَمْ تَتَرُكْ لِي حَاجَةً إِلَّا قَضَيْتَهَا، إِلَّا وَاحِدَةً، فَأَصْدِرْهَا مَصْدَرَهَا. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: مَنْ تَرَى لِهَذَا الْأَمْرَ بَعْدَكَ؟ قَالَ:

وَفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذَاكَ؟ قُلْتُ: وَلِمَ يَا أَمْيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَقَرِيبُ الْقَرَابَةِ، وَادُّ الصَّدْرِ، عَظِيمُ الشَّرَفِ قَالَ: فَوَالَى بَيْنَ أَرْبَعَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا كَرْمَةُ قُرَيْشٍ: فَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَأَمَّا فَتَاهَا، حَيَاءً وَحِلْمًا وَسَخَاءً فَابْنُ عَامِرٍ، وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَسَيِّدٌ كريم، وأما القارىء لِكَتَابِ اللَّهِ، الْفَقِيهُ فِي دِينِ اللَّهِ، الشَّدِيدُ فِي حُدُودِ اللَّهِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَجُلُ نَفْسِهِ، وَأَمَّا الَّذِي يَرِدُ وُرُودَ كَذَا، وَيَرُوغُ رِوَاغَ الثَّعْلَبِ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ، عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيِّ: أَنَّ هَاشِمًا وَعَبْدَ شَمْسٍ هَلَكَا بِغَزَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَبُوكًا، أَتَاهُ قِسُّ غَزَّةَ بِمِيرَاثِ هَاشُمٍ وَعَبْدِ شَمْسٍ، فَدَفَعَ مِيرَاثَ هَاشِمٍ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَسَّمَهُ عَلَى كَبَراءَ بَنِي هَاشِمٍ وَدَفَعَ مِيرَاثَ عَبْدِ شَمْسٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، فَقَسَّمَهُ عَلَى كُبَرَاءَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ: أَنَّ قَبْرَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِهَا قَبْرُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا يَذْكُرُونَ: أَنَّ

بِمَقْبَرَةِ دِمِشْقٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عُرْوَةَ بن رويم: أن أبا عبيدة بْنَ الْجَرَّاحِ تُوُفِّيَ بِفِحْلٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ توفي بقصير خالد. قال أبو زرعة: وَفِحْلٌ، وقُصِيرُ خَالِدٍ جَمِيعًا مِنْ أَرْضِ الْأُرْدُنِ بِالشَّامِ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ. وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ هَلَكَا بْالْعَقِيقِ. قَالَ أبو زرعة: وَسَأَلَ مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: بِالْمَدِينَةِ. قال أبو زرعة: وَمَاتَ عَمِرُو بْنُ الْعَاصِ بِمِصْرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمَرٍو، كَمَا حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَقَدَّمَ لُيُصَلِّيَ عَلَيْهِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنَّ لِي بِأَبِي أَبًا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَمَا أَحَبُّ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ عَيْنِي دَمَعَتْ عَلَيْهِ فَزَعًا، وَأَنَّ لِي حُمُرَ النَّعَمِ، ثُمَّ كَبَّرَ.

قال أبو زرعة: وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ دُفِنَا بِالْبَصْرَةِ، فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ - مِنْ مَشْهَدِهِمَا الْجَمَلَ، وَقَتْلَهِمَا - أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ تُوُفِّيَ - يَعْنِي بِدِمَشْقَ - سَنَةَ سِتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ مَالِكَ بْنَ هُبَيْرَةَ تُوُفِّيَ فِي أَيَّامِ مَرْوَانَ بِبَيْتِ رَاسٍ، وَبَيْتُ رَاسٍ هَذِهِ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشَّامِ. حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ قَالَ: كُنَّا بِانْطَرْطُوسَ، وَمَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَالٍ عَلَى الْجُنْدِ، وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى الْجُنْدِ، فَاشْتَدَّ بِقَوْلِهِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ عَمِّي كَرْبٍ اليَّحْصُبِيُّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ

رِيَاضَتَنَا فَقَدْ ذَلَّلَتْ، وَإِنْ كَانَ هذا منك خلقاً، فلا صبر عليه. قال أبو زرعة: وَمَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ ذَا مَوْقِعٍ فِي قَوْمِهِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ السُّكُونِ. قَالَ أبو زرعة: وَحَضَرْتُ مَجْلِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِدِمَشْقَ، حَضَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، فَسَأَلَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سِنِّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَسَأَلَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: أَيْشُ عِنْدَكَ فِيهِ؟ قُلْتُ: قَدْ جَازَ الثَّمَانِينَ. فَقَالَ: سِنُّهُ سِنُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ مَحْمُودٌ: فَمُعَاوِيَةُ؟ قَالَ: ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، اجْتَمَعُوا عَامَ الْجَمَاعَةِ، وَمَعَهُمْ جَرِيرُ الْبَجَلِيُّ - يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعِينَ - فَقَالَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ: أَنَا ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ. هَذَا عَامُ الْجَمَاعَةِ، وَهِيَ سَنَةُ أَرْبَعِينَ. وَتُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ سِتِّينَ. قَالَ أبو زرعة: وَنَاظَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الطَّبَقَةَ الَّتِي أَدْرَكَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَلَمْ تَرَهُ، وَأَدْرَكَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ بَعْدَهُمَا، مِنْ أَهْلِ الَّشامِ، مَنِ الْمُقَدَّمِ مِنْهُمَا، الصُّنَابِحِيُّ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ؟ قَالَ: ابْنُ غَنْمٍ الْمُقَدَّمُ عِنْدِي، وَهُوَ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ. وَرَآهُ مُقَدَّمًا لِمَكَانِهِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَدِيثُهُ عَنْ عُثْمَانَ وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِهِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ. قُلْتُ: وَلَا تُقَدِّمْ عَلَيْهِمُ الصُّنَابِحِيَّ لِقَوْلِ

عُبَادَةَ فِيهِ مَا قَالَ: وَلِفَضْلِهِ فِي نَفْسِهِ؟ قَالَ: الْمُقَدَّمُ عَلَيْهِمْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ. قُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ الرَّجُلَيْنِ عِنْدَكَ أَعْلَمُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَوْ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ؟ قَالَ: أَبُو إِدْرِيسَ عِنْدِي الْمُقَدَّمُ، وَرَفَعَ مِنْ شَأْنِ جُبَيْرٍ لِإِسْنَادِهِ، وَأَحَادِيثِهِ ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا إِدْرِيسَ فَقَالَ: لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا لَهُ، وَمِنَ اللِّقَاءِ، وَاسْتِعْمَالِ عَبْدِ الَمَلِكِ إِيَّاهُ عَلَى الْقَضَاءِ بِدِمَشْقَ. قُلْتُ: فمن يكون معه مِنْ أَصْحَابِنَا فِي طَبَقَتِهِمْ؟ فَقَالَ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةٍ، فَذَاكَرْتُهُ سِنَّهُ، وَمُنَاظَرَةَ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِيَّاهُ فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، وَقَوْلَ عَوْفٍ فِيهِ: أَرْجُو أَنْ تَكُونَ يَا كَثِيرُ رَجُلًا صَالِحًا، فَرَآهُ مَعَهُمَا فِي طَبَقَتِهِمَا. آخِرُ الثَّالِثَ عَشَرَ، وَيَتْلُوهُ أَوَّلُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ فُرُوعِ ابْنِ رَاشِدٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

التاسع من التاريخ

التاسع مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: قُلْتُ - يَعْنِي لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -: فَمَنْ يُوَازِي عِنْدَكَ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، فِي مَذْهَبِهِ، وَعِلْمِهِ؟ فَذَكَرَ: ابْنُ أَبِي عَوْفٍ وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ. قُلْتُ لَهُ: أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ يَحْمِلُ الْقُضَاةَ عَلَى قَوْلِ خَالِدٍ، قُلْتُ لَهُ: فَنَجْعَلُهُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، طَبَقَةً؟ قَالَ: ابْنُ مُحَيرِيزٍ الْمُقَدَّمُ عَلَيْهِ كَثِيرًا!؟ كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ لَا يَذْكُرُ خَمْسَةً مِنَ السَّلَفِ إِلَّا ذَكَرَ فِيهِمُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَفَضَّلَهُ. قُلْتُ: فَيَكُونُ مَعَ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ فِي طَبَقَةٍ ابْنُ الديلمي، وهانىء

ابن كُلْثُومٍ، وَابْنَا أَبِي سَوْدَةَ: عُثْمَانُ وَزِيَادٌ، قَالَ: هُوَ أَرْفَعُ مِنْهُمْ، وَهُمْ مِنْ رُوَاتِهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَأَيْتُهُ أَجَلَّ أَهْلِ الشَّامِ عِنْدَهُ، بَعْدَ أَبِي إِدْرِيسَ، وَأَهْلِ طَبَقَتِهِ، وَهُوَ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْ بَنِي جُمَحَ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، يُكَنَّى: أَبَا مُحَيْرِيزٍ، مِنْ رَهْطِ أَبِي مَحْذُورَةَ، وَأَبُو مَحْذُورَةَ مِنْ أَنْفُسِ بَنِي جُمَحَ. وَذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ الْأَسْوَدِ، فَقَدَّمَهُ، وَفَضَّلَهُ، وَذَكَرَ اسْتِسْقَاءَ الضَّحَّاكِ بِهِ بِدِمَشْقَ. قُلْتُ لَهُ: فَقَدْ حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَيمِ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّاسَ قَحَطُوا بِدِمَشْقَ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَسْقِي بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، فَعَرِفَهُ، وَقَبِلَهُ، وَقَالَ: وَجْهُ ذَلِكَ أَنَّهُ فَعَلَهُ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ، وَفَعَلَهُ فِي إِمْرَةِ الضَّحَّاكِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، فَقَالَ لِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ: قُمْ يَا بَكَّاءُ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا رَحَلَ إِلَى مُصْعَبٍ، رَحَلَ مَعَهُ بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، فَلَمَّا الْتَقَوا، قَالَ: اللَّهُمَّ احْجِزْ بَيْنَ هَذَينِ الْجَبَلَيْنِ، وَوَلِّ الْأَمْرَ أَحَبَّهُمَا

إِلَيْكَ. قَالَ: فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ. حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ: أَنَّ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ حَضَرَ مَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَايذٍ الثُّمَالِيِّ. فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَنَّ بَقِيَّةَ حَدَّثَهُمْ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَايِذٍ الثُّمَالِيِّ صُحْبَةً. وَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: أَنَّ صَالِحَ بْنَ شُرَيْحٍ السَّكَوْنِيَّ حَضَرَ مَوْتَ غضيف بن الحارث. قال أبو زرعة: فَدَلَّنَا بِذَلِكَ عَلَى بَقَاءِ صَالِحِ بْنِ شُرَيْحٍ السَّكُونِيِّ - يَرْوِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ - إِلَى تَوَسُّطِ إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَحَدَّثَنِي أَبُو الَيَمَانِ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ: أَنَّ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ يُكَنَّى: أَبَا أَسْمَاءَ الثُّمَالِيَّ. وأخبرني أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يَتَوَلَّى لَهُمْ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ بِحِمْصَ، إِذَا غَابَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَوْ مَرِضَ. ذَكَرَهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ. وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: أَخْبَرَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ على حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ سَأَلَ

غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ أَنْ يرفع يديه على المنبر، فقال: أَمَّا أَنَا فَلَا أُجِيبُكَ إِلَيْهَا. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي قَالَا: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَمَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَبَا إِدْرِيسَ أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ، فَأَبَى، فَعَزَلَهُ عَنِ الْقَصَصِ. حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ الْفَوْزِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الطَّائِيُّ قَالَ: ذَكَرُوا كِبَرَ ثَابِتِ بْنِ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، فَقَالَ: كَانَ فِي صِفِّينَ رَجُلًا لَهُ أَوْلَادٌ. حَدَّثَنِي الْفَوْزِيُّ قال: سَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، ثَابِتَ بْنَ سَعْدٍ: أَيُّ يَوْمٍ رَأَيْتَهُ أَشَدُّ؟ قَالَ: رَأْيَتُنَا يَوْمَ صِفِّينَ، وَالْأَسِنَّةُ فِي صُدُورِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى لَوْ أَشَاءُ أَنْ يمشى عليها، لمشي.

قال أبو زرعة: وَثَابِتُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ شُيوخِ أَهْلِ الشَّامِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُبَرَاءِ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمر الطائي. قال أبو زرعة: وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الطَّائِيُّ مِنْ صَالِحِ شُيُوخِنَا، رَوَى عَنْهُ الْمَشْيَخَةُ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ فِي عِدَادِ ثِقَاتِهِمْ، يُحَدِّثُنَا عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْفَوْزِيُّ، وَيُحَدِّثُ عَنْهُ مِنَ الْأَكَابِرِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: صَحِبْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي الْمُطَاعِ إِلَى زَيْزَاءٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ بِنَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُوْلَى بِ - " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد " وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِ - " قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الْفَلَق "، وَ " قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ ". قال أبو زرعة: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ تَعَجُّبًا لِقُرْبِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْعِرْبَاضِ، فَقَالَ: أَنَا مَنْ أَنْكَرِ النَّاسِ لِهَذَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: فَحَدَّثْتُ أَيُّوبَ بْنَ أَبِي عَائِشَةَ بِهَذَا، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَحِبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَّا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَكَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ بِ - " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ. فَكَانَتْ هَذِهِ أَيْضًا أَدَلَّ، إِذْ يَحْكِيهَا الْوَلِيدُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعَ لِأَيُّوبَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ فَيُحَدِّثْهُ بِمِثْلِهَا عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، أَكْثَرَ دَلِيلًا عَلَى قُرْبِ عَهْدِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وَبَعْدَمَا يُحَدِّثُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْهُ، مَنْ لَقْيهِ الْعِرْبَاضَ. وَالْعِرْبَاضُ قَدِيمُ الْمَوْتِ، رَوَى عَنْهُ الْأَكَابِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السَّلْمِيُّ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَهَذِهِ الطَّبَقَةُ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ عَمْرُو بْنُ شَرَاحِيلَ الْعَنْسِيُّ قَالَ: أَتَيْنَا بَيْرَوتَ أنا وعمير بن هانىء الْعَنْسِيُّ، فَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَيْهِ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ كَرَابِيسُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْةِ، وَعِمَامَةٌ، وَقَلَنْسُوةٌ صَغِيرَةٌ، وَثِيَابٌ رَثَّةٌ، يُقَالُ لَهٌ: حَيَّانُ بْنُ وَبَرَةٍ الْمُرِّيُّ فَقُلْتُ لِعُمَيْرٍ:

أَمِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكْنَ كَانَ صَاحِبًا لِأَبِي بكر الصديق. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمِشْقِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدُ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَيُقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ، ودعا له. قال أبو زرعة: وَهُوَ مُنَ السَّكُونِ، نَسَبُهُ: سَعْدُ بْنُ تَمِيمٍ الْقَارِّيُّ، كَانَ يَؤُمُّ الْجَمَاعَةَ بِدِمِشْقٍ، لَهُ بْالشَّامِ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدِيثَانِ حَسَنَا الْمَخْرَجِ. وَبِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِهِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ وَكَانَ قَاصًّا، حَسَنُ الْقَصَصِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَجِلَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ شُعَيْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الظُّهْرَ عِنْدَ مَيْلِ النَّهَارِ أَوْ عِنْدَ نِصْفِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ شَيْخٌ - كُنْتُ عَنْ

يَمِينِهِ - يُقَالُ لَهُ: عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى النُّمَيْرِيُّ - مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ: لَوْ كَانَ أَبْرَدَ عَنِ الصَّلَاةِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حَرَّهَا مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: لَا، حدثنا عَنْهُ هِلَالُ بْنُ يَسَافَ، وَأَصْحَابُنَا. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ قال: حَدَّثَنَا غَنْدَرٌ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مُطْرَفَ خَزٍّ.

حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَسَودِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قال: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قال: قُلْتُ لِعَبْدِ الله بن سعدك هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبَةَ مَعَ أَبِي، رَدِيفًا. قَالَ أبو زرعة: وَهَذَا غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَمِّ حِرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. هُمَا اثْنَانِ، لَهُمَا صُحْبَةٌ. وَأَمَّا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ الصَّنْعَانِيُّ: فَشَيْخٌ قَدِيمٌ، سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَدَّثَ عَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَطِعِ الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ. كَمَا حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ.

وَقَدْ تَحَدَّثَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ مَعَ سِنِّهِ هَذِهِ وَلِقَائِهِ الْقَدِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ أبو زرعة: سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قال: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَيْنَ كَانَ أَصْحَابُ الصَّفَّةِ يَنَامُونَ!؟. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ نحوه. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِسَوَّارٍ الْقَاضِي: مَتَى وُلِّيَ جَدُّكَ الْقَضَاءَ بِالْبَصْرَةِ؟ قَالَ: وَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمَيْرُ الْبَصْرَةِ وقاضيها. قال أبو زرعة وَذَكَرْتُ لِسَوَّارٍ حَدِيثَ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ جَدِّهِ سَوَّارٍ الْقَاضِي أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ - أَمْيرِ الْمِؤْمِنِينَ - فِي مَقْدَمِهِ الْبَصْرَةَ: لَا تُخَالِفْ أَمْرَ جَدِّكَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ - أَرَادَ: لَا يَجُرَّكَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَنْ أَمْرٍ كَانُوا عَلَيْهِ فِي أَرْضِهِمْ، إِذَ بَلَغَهُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَرُدَّهَا إِلَى الْخَرَاجِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تُؤَدِّي الْعُشْرَ - قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: لَا تَسْأَلْنِي عَنْ أَرْضٍ صَدَّقَهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: فَكَفَّ أَبُو جَعْفَرٍ - أَمَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ - عَمَّا كَانَ هَمَّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ لَمَّا حَدَّثَهُ سَوَّارٌ.

فَعَرَّفَهُ سَوَّارٌ لِي، لِمَا ذَكَرْتُهُ لَهُ مِنْ حَدِيثِ جَدِّهِ، وَزَادَ فِيهِ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بِرَأْيِ جَدِّهِ أَنْهَارًا مِنْ أَنْهَارِهِمْ، وَأُمُورًا مِنْ أُمُورِهِمْ. حَدَّثَنِي مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ: اسم أبي معبد الكعبي: أكتم بْنُ أَبِي الْجُونِ وَاسْمُ أُمِّ مَعْبَدٍ: عَاتِكَةُ ابْنَةُ خَالِدٍ. قَالَ أبُو زُرْعَةَ: وَهِيَ أُخْتُ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ. وَمِنْ وَلَدِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيِّ: هِشَامُ بْنُ حَرَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ. حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قال: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ - وَقَدْ كَثُرَ النَّاسُ -: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ الْأُمَّةُ قَدْ ضَاعَتْ حِينَ احْتِيجَ إِلَيَّ. حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قال: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَطَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَصْبَغُ بْالْوَسْمَةِ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ ابْنَ سِتِّينَ وَكَانَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ شَدِيدَيِ السَّوَادِ. حَدَّثَنَا عبيد بن حبان قال: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.

حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ عَنْ أَبِي خَلْدَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيةِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَمَا رَضِينَا حَتَّى رَحَلْنَا إِلَيْهِمْ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ قال: حَدَّثَنَا مَعْنُ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَجَابَ الزُّهْرِيُّ بَعْضَ خُلَفَاءِ بَنِي مَرْوَانَ فِي الْخُنْثَى، فَقَالَ الشَّاعِرُ عِنْدَ قَضَائِهِ بِذَلِكَ: مِنَ الْكَامِلِ ومهمّةٍ أَعْيَى الْقُضَاةَ عَياؤُهَا ... تَذَرُ الْحَلِيمَ يَشُكُّ شَكَّ الْجَاهِلِ عَجَّلْتَ قَبْلَ حَنْيذِهَا بِشِوَائِهَا ... وَأَبَنْتَ مِفْظَعَهَا بحكمٍ فَاصِلِ فَتَرَكْتَهَا بَعْدَ الْعِمَايَةِ سُنَّةً ... لِلْمُقْتَدِينَ، وَلِلْإِمَامِ الْعَادِلِ حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ رَيَّانَ الدِّمِشْقِيُّ

عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: نَظَرْنَا فِيمَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدْنَاهُ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، مِنْ بَعْدِ قَوْلِهِ فِي مَوْلِدِ الزُّهْرِيِّ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ لِلزُّهْرِيِّ بِسِنٍّ أَعْرِفُهَا. قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ؟ قَالَ: بَعْضُ الزُّهْرِيِّيِنَ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: مَنْ أَعْلَمُ مَكْحُولٌ أَوْ قَتَادَةُ؟ قَالَ: قَتَادَةُ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ أَخَاكَ يَوْمَ كُسِفَتِ الشَّمْسُ بِالْمَدِينَةِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، مِثْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. قَالَ: أَخْطَأَ السُّنَّةَ. فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ: لَا تَقُلْ كُسِفَتِ الشَّمْسُ، وَلَكِنْ خُسِفَتْ. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ: أَنَّهُ

رَأَى مَرْوَانَ يُصَلِّي فِي جُبَّةٍ وَمِعْجَرَةٍ، قَالَ: وَكَانَ عُرَوَةُ يُصَلِّي فِي الْقَمِيصِ وَالرِّدَاءِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، لَأَحَبَّهُ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرَ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَسَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ، الزُّهْرِيَّ، فَقَالَ، يَسْتَقْبِلُونَ الْقِبْلَةَ، وَيَدْعُونَ، وَلَا يُصَلُّونَ، قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِعَطَاءٍ فَحَسَّنَهُ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ، فَقَالَ: كَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ. حدثنا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ: قم يا أعمى، فقد أنزقتني. أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَضَرَ عَشَاءَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَحَدَّثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَ

عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فقلنا له: إن ها هنا شَيْخًا مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: هَذَا تُرِيدُونَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ وَجَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ أَنَّهُ سَمِعَ شُعَيْبَ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: مَشَيْتُ بَيْنَ الزُّهْرِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فِي الْوَضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَرَجَعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ إِلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ. فَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ قال: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: أَطِعْنِي وَتَوَضَّأْ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، قُلْتُ:

لَا أُطِيعُكَ، وَأَدَعُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، لَهُ جُبَّةٌ إِلَى مَنْكِبَيْهِ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ زُرَيْقٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ امْرَأَةَ ابْنِ عمر عن مسألة فقال: ائْتِ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ وَلِيَ الْمَوْسِمَ؟ قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَتْ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَجِّ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: إِنَّ الْحَكَمَ يَكْرَهُ إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ دَيْنٌ أَنْ يُحَطَّ عَنْهُ، وَيَتَعَجَّلُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَصَابَ الْحَكَمُ، وَأَخْطَأَ إِبْرَاهِيمُ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ

يَقْرَأُ: الْحَيُّ الْقَيَّامُ، قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: قَالَ طَاوُسٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: اغْتَسِلُوا يَومَ الْجُمُعَةِ، واغسلوا رؤوسكم، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الْغَسْلُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ فَلَا أَدْرِي. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: أَوُّلُ مَنْ صَلَّى الضُّحَى، رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: ذُو الزَّوَائِدِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَنَرَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَقِّقًا لِحَدِيثِ سُلَيْمِ بن مطير. قال أبو زرعة: وَاسْمُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ: أَسْعَدُ بْنُ سَهْلٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعُثْمَانُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ إِخْوَةُ أَبِي أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ. عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حنبل. قال أبو زرعة: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ:

وَمِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعْبَدُ اللَّهِ، وَعْبَدُ الرَّحْمَنِ، وَفُضَالَةُ، وَوَهْبٌ، وَمِعْبَدٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ. وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ - مِنْ بنيه - حين عمي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ حَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ. سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْيَمَانِ عَنْ شُعَيْبِ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. قال أبو زرعة: وَأَبُو صَالُحٍ - مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهَا فِي كَرَاهِيةِ نَفْخِ التُّرَابِ فِي السُّجُودِ - اسْمُهُ: زَاذَانُ. وَحَدَّثَهُ، فِيمَا حَدَّثَنِيهِ دُحَيْمٌ عَنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ مُغِيرَةَ السَّرَّاجِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ أَبِي فَدِيكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّاسَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الثِّيَابِ، يَتَّقُونَ بِهَا حَرَّ الْحَصَا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَاتِمًا فِي يَمِينِهِ، فِي الْخِنْصَرِ فَصُّهُ عَلَى ظَهْرِهَا.

وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُصَلِّي، وَهُوَ مُحْتَبٍ وَيَخْفِقُ بِرَأْسِهِ مِنَ النُّعَاسِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمْانَ عَنِ أَشْعَثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: كُنْتُ لَأَكْتُبَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى أَمْلَأُ أَلْوَاحِي، ثُمَّ أَمَلَأُ نَعْلَيَّ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: صَلَاةُ الْوُسْطَى هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَمَرَّ بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: أَرْسِلُوا إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَلُوهُ، قَالَ: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ غَلَامًا فَسَأَلَهُ، فَجَاءَنَا الرَّسُولُ فَقَالَ: هِيَ صَلَاةُ الظُّهْرِ فَشَكَكْنَا فِي قَوْلِ الْغُلَامِ، فَقُمْنَا جَمِيعًا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُرْوَةَ، وَتَثْبِيتٌ وَإِيثَارٌ لِلْمُشَاهَدَةِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الَمُسَيَّبِيُّ

أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ أَبِي نُعَيْمٍ يَقُولُ: أَخَذْتُ الْقِرَاءَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِيِّ، وَعْبَدِ الرَّحْمَنِ الأعرج، وشيبة بن نصلي، وَمُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ. فَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْقَاضِي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ قَاصًّا لأهل المدينة. قال أبو زرعة: رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَجِلَّةِ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحم قَالَ: حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ الْقَومُ يَرَوْنَ أَنَّ الْآخِرَ مِنْ فِعْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم هو الناسخ للأول. حدثا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي رَزِينٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَعْيَى الْفُقَهَاءُ، وَأَعْجَزَهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا حَدِيثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، نَاسِخِهِ ومَنْسُوخِهِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَمِرُّوا أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَتْ.

حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ وَمَكْحُوْلٌ يَقُولَانِ: أَمِرُّوا الْأَحَادِيثَ كَمَا جَاءَتْ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قال: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْمُنْذِرِ، قَالَتْ: كُنَّا فِي حِجْرِ جَدَّتِنَا أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بكر. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُسَمِّي أَبَا عَاصِمٍ الْغَطْفَانِيَّ: عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَعَرَضْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ جَابِرٍ عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْوَحْيِ، أَخَذَتِ السَّمَوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةً أَوْ قَالَ: رَعْدَةً شَدِيدَةً. فَقَالَ: لَا أَصْلَ لَهُ. فَقُلْتُ لَهُ: فَحَدِيثُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ فِي مُعَاوِيَةَ؟ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَقَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ فَقَطْ. قُلْتُ لَهُ: فَحَدِيثُهُ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ. فَرَدَّهُ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، حَدِيثُ معاوية. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي حَدِيثِ نُعَيْمٍ هَذَا، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صِحَّتِهِ، فَأَنْكَرَهُ. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى؟ قَالَ: شُبِّهَ لَهُ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى المَعَافِرِيِّ عَنْ حَيْوَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ لَمْ يَرَ أَبَا أُمَامَةَ - يَعْنِي ابْنَ سَهْلٍ - وَاضِعًا إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى قَطٌّ، وَلَا أَحَدًا مِنْ أَهْلِ

الْمَدِينَةِ، حَتَّى قَدِمَ الشَّامَ، فَرَأَى الْأَوْزَاعِيَّ، وَنَاسًا يَضَعُونَهُ. وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: كَانَ الْأَمْرُ لَا يَتَبَيَّنُ عَلَى الْأَوْزَاعِيِّ حَتَّى يَتَكَلَّمَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ جَلَى وَمَلَأَ الْقَلْبَ. وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُفْيَانُ رَجُلًا حَافِظًا - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ -. وَذَكَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ إِنْسَانٍ بِحَدِيثٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، إِلَّا كَانَ كَمَا حَدَّثَنِي. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ خَالِدٍ الْيَمَامِيُّ قال: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَيَخْتُمُ كُلَّ ليلة. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ أَبَا مُسْهِرٍ حدثنا عَنْ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْسَلَ إِلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، وَمَكْحُولٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، فَسَأَلَهُمْ، فَهَلْ يَحْتَمِلُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أَنْ يَسْأَلَ مَعَ هَؤُلَاءِ؟

فَأَخْبَرَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَلَمْ يَدْفَعْ عَمْرًا عَمَّا ذَكَرَ عَنْهُ ابْنُ جَابِرٍ. فَحَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْفُرَاتِ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: قِيلَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: كَيْفَ ابْنُكَ عَبْدُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ، عَمْرٌو. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمَونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تَعَدُّ الْآيَ فِي الصَّلَاةِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: وَهُوَ رَأْيِي. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يُضَبِّبُ ثَنِيَّتَهُ بِالذَّهَبِ. حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا التَّيَّاحِ وَثَابِتَ الْبَنَانِيَّ قَدْ ضَبَّبَا أَسْنَانَهُمَا بِالذَّهَبِ. حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغَيرَةَ بْنَ

عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ. فَذَكَرْتُهُ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيُحْمَدِيُّ: رَأَيْتُ فَمَ أَبِي حَمْزَةَ مُضَبَّبًا بِالذَّهَبِ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ قال: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَأْتُونَا بِالْمُعْضِلَاتِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَبْكِي، يَقُولُ احْتِيجَ إِلَيَّ، احْتِيجَ إِلَيَّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ قال: حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الْوَاشِيَةُ، قَالَتْ: خَاصَمْتُ إِلَى شُرَيْحٍ، فَكَانَ شُرَيْحٌ لَيْسَ لَهُ لِحْيَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهْيلٍ، وَحَكِيمَ بْنَ جُبَيْرٍ يَسْتَبِقَانِ عَلَى أَرْجُلِهِمَا، بِطَرِيقِ مَكَّةَ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَمَعَهُ ابْنُهُ، بِمَكَّةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، وَأَبَا بُرَدَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ، يُصَلُّونَ بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سعَيِدُ بْنُ وَهْبٍ عَرِّيفُ قَوْمِهِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: أَدْرَكُتُ ذَاكَ - يَعْنِي مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ -، قَالَ: فَحَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: فَرَأَيْتُ الْحُسَيْنِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ بُرُودٍ، وَرَمَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الطُّهَوِيُّ بِسَهْمٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّهْمِ مُعَلقًّا بِجُبَّتِهِ.

قَالَ حُصَيْنٌ: وَحَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: إِنَّا لَمُسْتَنْقِعُونَ فِي الْفُرَاتِ مَعَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فسَارَّهُ، فَقَالَ: قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ ابْنُ زِيَادٍ حُوَيْزَةَ بْنَ بَدْرٍ التَّمِيمِيَّ، وَأَمَرَهُ - إِنْ أَنْتَ لَمْ تُقَاتِلْ - أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَكَ. فَخَرَجَ فَوَثَبَ عَلَى فَرَسِهِ ثُمَّ دَعَا بِسِلَاحِهِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، ثُمَّ سَارَ إِلَيهِمْ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قَتَلَهُمْ. قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ: وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَمِائَةُ رُجلٍ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ، فِيهِمْ مَنْ صُلْبِ عَلِيٍّ خَمْسَةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، وعشرة من الهاشميين، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، حَلِيفٌ لَهُمْ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِي يَوْمِ سَبْتٍ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ

زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَهُ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَلَّانِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَدَقَاتِ الْيَمَنِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ حَمَلَتْ مِنَ الزنا، وقد كانت تحت بعد، فَأَرْسَلَ إِلَى مَكْحُولٍ الدِّمِشْقِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، فَسَأَلَهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ مَكْحُولٌ: قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ يُحْصِنُهَا، وَلَسْتُ آمُرَكَ فِيهَا بِشَيْءٍ وَقَالَ عَطَاءٌ: لَا يُحْصِنُهَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ عن أيوب بن تميم القارىء قَالَ: كَبُرَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ - قَالَ: - وَكَانَتْ قِرَاءَةُ الْجُنْدِ عَلَى قراءة أبي عبد الملك القارىء، وَالْإِمَامُ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ وَعَلَى أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ قَرَأْتُ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ يَحْيَى بْنَ الْحَارِثِ حَتَّى قَرَأْتُ عَلَيْهِ. وَكَانَ يَحْيَى يَقَفُ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَؤُمَّ مْنَ الْكِبَرِ، فَكَانَ يَرُدُّ عَلْيهِمْ إِذَا غَفَلُوا. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مَيْسَرَةَ سَأَلَ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَطْرَحَ عَطَاءَهُ،

وَيَكْتُبَهُ فِي عَيِّلٍ وَأَنَّهُ بَاعَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ، وتصدق قه، حَتَّى بَاعَ مَنْزِلَهُ الَّذِي كَانَ يَسْكَنُهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يَفْقَهُ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ فُضَيْلِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلَّا لِحَاجَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَمْسَكْتُ عَلَى فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرْآنَ حَتَّى فَرَغَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَبَّمَا جَلَسَ إِلَى أَبِي الأعيس. حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حدثنا عبد الله بن الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ - قَالَ: وَمَرَّ بِقَبْرٍ، فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ أُمِّ عَمْرِو بِنْتِ عُثْمَانَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُوِّيَ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: جِئْتُ إِلَى أُمِّي يَوْمَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمَةُ، قُتِلَ الرَّجُلُ. فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، اذْهَبْ فَالْعَبْ مَعَ الْغِلْمَانِ. حدثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ نَاعِمِ بْنِ أَجْيَلَ الْهَمَدَانِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ. أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بن مسم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قال: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: إِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ أَنِّي ظَلَمْتُ، أَوْ أَنِّي كُنْتُ ظَلَمْتُ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو قَحْذَمٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: كنت شهداً ثُمَامَةَ حِينَ جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، مَا كَانَ قَبْلَهَا، ولا بعدها. قال أبو زرعة: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةِ لَيْسَ بِمَعْرُوفِ الْإِسْنَادِ. فَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بن طارق بن يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ: أَنَّ أُبَيَّ بْنَ عِمَارَةَ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ. قَالَ أبو زرعة: فَنَاظَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْمَسْحِ فَلَمْ يَقْنَعْ بِهِ. قُلْتُ لَهُ: فَحَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مَيْمُونَةَ - حَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - أَعْنِي فِي الْمَسْحِ أَيْضًا؟ قَالَ: ذَاكَ من كتاب. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ شَيْءٍ أَذْهَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فِي الْمَسْحِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ، وَيَوْمٍ وَلْيَلَةٍ؟ قَالَ: لَهُمْ فِيهِ أَثَرٌ. وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُ خُزَيْمَةَ مِمَّا لَعَلَّهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَيَّ، يَعْنِي حُجَّةً لَهُمْ، قَوْلَهُ: وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: فَمَا وَجْهُ قَوْلِهِ: لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فِيهِ أَحادِيثُ لَيْسَتْ بِذَاكَ، وقال الله تبارك وتعالى:

" يا أيُّها الَّذينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُم إِلَى الصَّلاة فَاغْسِلُوا وجُوْهَكُم وَأَيْديكُم إِلَى المرَافِقِ ". فَلَا أَوْجَبَ عَلَيْهِ، وَهَذَا التَّنْزِيلُ، ولم تثبت سنة. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَمَا وَجْهُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ، قَالَ: لَا يَكُونُ الْقَلْبُ غَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ لِي: هَذَا يُؤْخَذُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ السُّرِّيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ، فَأَقْبَلَ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، فَقَالَ الحسن: ها هنا. فَأَدْنَاهُ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِثْلَ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ، فَكَأَنَّمَا أَقْلَعَ عَنِ الْبُكَاءِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَ خَيْثَمَةُ أَبَا إِسْحَاقٍ، وَأَنَا جَالِسٌ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قال: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِنَّا وَإِيَّاكُمْ كُنَّا نُدْعَى: بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ، وَنَحْنُ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَعْنِي لِقَوْمِ النَّزَّالِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ، فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمْ يَجْلِسْ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَبَّرَ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قال: سَمِعْتُ الْبَرَّاءَ يَقُولُ: نُهِيَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُ رَأَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ مُحلَلِّ الْأَزْرَارِ. حدثنا أبَوُ مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا مَالُكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمْ يَكُنِ الْبَرُّ يُعْرَفُ فِي عُمَرَ: وَلَا ابْنِهِ، حَتَّى يَقُولَا، أَوْ يَفْعَلَا. حَدَّثَنَا عَبيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قال: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ: أَنَّ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ كَانَ رَجُلًا فِي زَمَانِ عُمَرَ قَدْ مَشَى إِلَيْهِ، فَأَعْطَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ - فِي حَدِيثِهِ، قال -: معاذ بن عبد ال

له بْنِ أُنَيْسٍ، يُكَنَّى: أَبَا يَحْيَى. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قال: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ أَنْ مُرْ لِأَهِلِ الصَّلَاحِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ بِمَا يَغْنِيهِمْ لَئِلَّا يَشْغَلَهُمْ شَاغِلٌ عَنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَمَا حَمَلُوا مِنَ الْأَحَادِيثِ.

مَنْ غُيِّرَ اسْمُهُ حدثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَنٍ الزُّبَيْدِيِّ: أَنَّهُمْ حَضَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جِنَازَةً، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: الْعَاصِ. وَقَالَ لِلْعَاصِ بْنِ الْعَاصِ: مَا اسْمُكَ؟ فقال: العاص. وقال لابن عمرو: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: الْعَاصِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَنْتُمْ عَبِيدُ اللَّهِ. فَخَرَجْنَا وَقَدْ غُيِّرَتْ أَسْمَاؤُنَا. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لَيْلَى، امْرَأَةِ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةِ، وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ: زَحْمَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَشِيرًا. حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اسْمَ عَاصِيةَ، وَقَالَ: أَنْتِ جَمِيلَةٌ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ:

حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قال: سِمِعْتُ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تَقُولُ: سُمَّيتُ: بُرَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: سَمُّوهَا: زَيْنَبَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَّاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى عَزِيزًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بن كريب، أبو كريبي الْهَمَدَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: وَلَمْ يُدْرِكِ الْإِسْلَامَ مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرِ مُطِيعٍ، وَكَانَ اسْمُهُ: الْعَاصِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مُطِيعًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ قال: حَدَّثَنَا مُسْهِرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا. حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدْثٌ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ عُتْلَةُ بْنُ عَبْدٍ، قَالَ: أَنْتَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَزَنٌ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: لَقِيَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، فَانْحَنَى عَلَيْهِ، فَمَا انْشَرَحَ لِذَلِكَ مُعَاوِيَةُ.

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ يَلْقَى أَبِي فَيَضُمُّهُ إليه، وهي تحدثه. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: عَلِمْتُ أَنِّي وَجَدْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَليَّ مِنَ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، وَإِدْرِيسَ بْنَ أَبِي إِدْرِيسَ يَسْجُدَانِ فِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم قال: سمعت مروان الفزاري يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرْوَبَةَ بِالْكُوفَةِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ لَنَا الْفَزَارِيُّ ذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمانِينَ وَمِائَةٍ، مُنْذُ أَكْثَرِ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ مَقْدَمُهُ الْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ومائة. قال أبو زرعة: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ، قال: حَدَّثَنَا أُمُّ

نهار، قيسية ابنة الرفاع، قالت: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، شَيْخًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ، عَلَيْهِ عَمَامَةٌ، وَرِدَاءٌ أَبْيَضُ، وَقَمِيصٌ أَبْيَضُ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عِمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ، أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مِطْرَفَ خُزٍّ أَصْفَرَ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِطْرَفَ خَزٍّ، بِعَرَفَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:

رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ طَيْلَسَانًا مُدَبَّجًا، مُدَحْرَجَ الدِّيبَاجِ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، وَأَبَا بُرْدَةَ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ، يَلْبِسُونَ ثِيابَ الْخَزِّ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ مِطْرَفَ خَزٍّ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى قال: رأيت على عبي بْنِ رَبِيعَةِ تُبَّانًا وَكِسَاءً، قُلْتُ: مَا هَذَا التُّبْانُ؟ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، كَانَ يَلْبَسُهُ. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى: وَرَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز جبة فراء، وسروايل، وَقَبَاءَ قَرْطَقٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ مِطْرَفَ خَزٍّ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الحسن مِطْرَفَ خَزٍّ، وَرَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عِلٍّي قَدْ خَضَّبَ رَأْسَهُ، وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ النَّحْوِيُّ - أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ - قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ خَضْرَاءَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ: كَانَ عَلَى الْأَسْوَدِ طَيْلَسَانُ مَدَبَّجٌ، طَوِيلُ الدِّيبَاجِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ آدَمَ قال: حَدَّثَنَا قَيْسُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف عمامة سوداء. قال أبو زرعة: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجَسٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، أَخْبَرْنِيهِ أَبُو هِشَامَ المخزومي. قال أبو زرعة: فَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَنْسِبُهُ إلى بني مخزوم. قال أبو زرعة: وَرَبِيعَةُ بْنُ دَرَّاجٍ، وَزِيَادٌ، مولى آل دراج. أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ نَسَبَ رَبِيعَةَ بْنَ دَرَّاجٍ فِي بَنِي مَخْزُومٍ.

قال أبو زرعة: وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: فِي بَنِي جُمَحٍ، يَعْنِي رَبِيعَةَ بْنَ دراج. قال أبو زرعة: وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، مَوْلَى ابْنِ بَاذَانَ، وَابْنُ بَاذَانَ مِنْ أَنْفُسِ بَنِي جُمَحٍ. وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ أَنَّهُ سَمِعَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلًى لِبَنِي زهرة. قال أبو زرعة: وَأَبُو الزِّنَادِ - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ -: هُوَ مَوْلَى عَائِشَةَ بِنْتِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ أبو زرعة: وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، اسْمُهُ: فَرُّوخُ، مَوْلًى لِبَنِي تِيَمٍ، تِيَمِ قُرَيْشٍ، يُكَنَّى: أَبَا عُثْمَانَ. أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا أُرْسِلَ إِلَى رَبِيعَةَ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَ لَهُ: مَتَى بَلَغَكَ أَنِّي حَدَّثْتُ بِهَا حَدِيثًا فَاعْلَمْ أني مجنون. قال أبو زرعة: عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ مَوْلَى عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ ابْنِ مَظْعُونٍ، مِنْ بني جمح. قال أبو زرعة: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ ومائة.

قال أبو زرعة: وَبَنُو الْمُنْكَدِرِ: مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرَ مُنْ بَنِي تِيَمٍ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمُرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بن المنكدر. قال أبو زرعة: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا فِي غُسْلِ الْجُمُعَةِ. قال أبو زرعة: وَسُئِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ وَلَدِ الْمُنْكَدِرِ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ. قال أبو زرعة: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، أَجْودُهُمْ لِقَاءً، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ قَلِيلُ الحديث. قال أبو زرعة: وأما عُمَرُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ سُمَيَّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، فَذَاكَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ. قَالَ أبو زرعة: وَمِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرٍ الزُّهْرِيِّ، وَمَا أَدْرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أُمُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْأُرْدُنِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرٍ: فَسَعَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَئِذٍ، وَأَنَا كَالْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلُ الْكُفَّارِ يَوْمَ حُنَيْنٍ. قَالَ أبو زرعة: وَمُنْ وَلَدِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، يُحَدِّثُ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، يُحَدِّثُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَوهُوبُ بْنُ

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، يُحَدِّثُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: أَنَّهُ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُخَالِفُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِذْ كَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. قَالَ أبو زرعة: وَمِنْ وَلَدِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله الثقفي - عامر عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -: عَمْرٌو، وَعَاصِمٌ، ابْنَا سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَجْمَعُهُمَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ فِي حَدِيثِ الْغَيْبَةِ، وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ كثير. قال أبو زرعة: وَرَوَاهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ: سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أبي الزبير. قال أبو زرعة: حَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، سَمِعَاهُ مِنَ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عُمَرَ فِي الْيَدِّ إِذَا كُسِرَتْ، ثُمَّ جُبَرِتْ عَلَى غَيْرِ عَثْمٍ، فَفِيهَا فَرِيضَتانِ. مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَاصِمٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنه سمعه منه. قال أبو زرعة: وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ - وَأَخُوهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ خَالِدٍ - يُحَدِّثُ عنه القاسم

ابن أَبِي بَزَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ. وَحَدَّثَنِي دُحَيْمٌ عَنْ آدَمَ قال: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ: رَأَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا آدَمُ قال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَصْفَرَ الرأس واللحية. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ آدَمَ قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قال: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَخْلِطُ الْحِنَّاءَ وَالْوَسْمَةَ، يَخْتَضِبُ بِهِمَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ خَاتَمَ ذَهَبٍ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:

رَأَيْتُ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ جُبَّةً شَامِيَّةً قِيَامُهَا قَزٍّ. قَالَ بُسْرٌ: وَرَأَيْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ خَمَائِصَ مُعَلَّمَةً. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي السِّفْرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى البراء خاتم ذهب. حدثن أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام عن الْأَعْمَشِ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَوَافِرِينَ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَوَافِرِينَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا هُوَ الصَّوَابِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَوْتُ قَالَ لِأَهْلِهِ: لَا تَبْكُوا عَلَيَّ، فَإِنِّي لم أنتطف بخطيئة منذ أسلمت. حدثن أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدَّمَ الْخُطْبَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ: مَرْوَانُ. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي

أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَرُورِيٌّ وَلَا قَدَرِيٌّ وَلَا مَنْ يَحْلِفُ عَلَى قَسَامَةٍ. قال أبو زرعة: لَيْسَ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْنَ الْقَسَامَةَ، أَمْرُ الْقَسَامَةِ صَحِيحٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، يَجِبُ بِهَا الْقَوْدُ وَالْعَقْلُ وَلَكِنْ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَّوَقُّونَ الْأَيْمَانَ، وَهَذَا قَوْلُ أَصْحَابِنَا وَقَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، غَيْرَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ، فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لَا يُوجِبُونَ بِهَا قَوَدًا. حدثنا عَلَيُّ بْنُ الحسن النسائي قال: حدثنا عيس بْنَ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: مَا وَجَدْتُ عَالِمَيْنِ، إِلَّا كَانَ أَكْثَرُهُمَا تَوَسُّعًا أَكْثَرُهُمَا عِلْمًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ التَّسْبِيحِ بِالْحَصَى، فَقَالَ: عَلَى اللَّهِ أُحْصِي؟ اللَّهُ أَحْصَى.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ كَبَّرَ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مْنَ الرَّكْعَةِ. قَالَ أبو زرعة: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: اسْمُ أَبِي الْيَقْظَانِ - صَاحِبِ زَاذَانَ -: عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قال: حَدثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ بْنَ عَبَّادٍ يُحَدِّثُ أَبِي، وَأَبِي يَسْأَلُهُ. حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُقَصُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَلَا أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يَقُصَّ عَلَى النَّاسِ قَائِمًا، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قال: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.

ثُمَّ شَامَمْتُ - يَعْنِي السِّتَّةَ - فَوَجَدْتُ عِلَمَهُمُ انْتَهَى إِلَى: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ عِمَارَةَ اللَّيْثِيُّ قال: سَمُعْتُ ابْنَ ثَوْبَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِمَكَّةَ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ - قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ قال: قَالَ لِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: الْتَمِسِ الْعِلْمَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ - فَإِنَّهُ عَاشَرَ عَشْرَةً فِي الْجَنَّةِ - وَسَلْمَانَ الْخَيْرِ، وَعُوَيْمِرَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: فَلَحِقْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَرَأَ: أَنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " إنَّ إبْرَاهِيْم كَاْنَ أمّةً قَانِتاً "!؟. قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْأَمَّةُ؟ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ: الَّذِي يطيع الله ورسوله. وسمعت أبا مُسْهِرٍ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَذْكُرُ: إِنَّ الْعُلَمَاءُ بَعْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ ثُمَّ كَانَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.

حدثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْوَفَاةُ، بَكَيْتُ: فَقَالَ لِي: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقُلْتُ: أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي يَذْهَبُ مَعَكَ، فَقَالَ: لَا تَبْكِ فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنِ الْتَمَسَهُمَا وَجَدَهُمَا وَالْتَمِسِ الْعِلْمَ بَعْدِي عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عِنْدَ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُويْمِرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: هُوَ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. وَحَدَّثَنَا أبو مسر قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ - مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يَشْهَدُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ أَنَّهُ مْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ الْقَضَاءُ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وسَلَّمَ، فِي سِتَّةٍ، فِي: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَزيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَكَانَ نِصْفُهُمْ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ: عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ أَبِيِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ يَقُولُ: لَمْ أَرَ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْأَشْعَرِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ سُفَيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمُعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ قَوْمٌ بَعْدَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَفْقَهَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ. فقال الشعبي: وأقول أصحاب ابن عَبَّاسٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سُرُجَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مَغْوَلٍ: عَنْ أَبِي السِّفْرِ عَنْ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.

حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ وَيُفْتُونَ: عَلْقَمَةُ، وَالْأَسْوَدُ، وْمَسْرُوقٌ، وَعُبَيْدَةُ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ أَعْلَمَهُمْ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْفَتْوَى وَالْقَضَاءِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ أَطْلَبَهُمْ لِلْعِلْمِ. أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ - أَمْلَاهُ عَلَيَّ مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ -: إِنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ، وَأُبَيَّ بْنَ قَيْسٍ نَسَبُهُمَا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُبَيُّ بْنُ قَيْسٍ أَخُوهُ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ، وَالْأَسْوَدُ فِي سِتٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ في يَزِيدَ فِي سَبْعٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا رَوْحٌ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ حَجَّ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ لَقِيتَ عُمَرَ فَأَقْرِ عَلَيْهِ السَّلَامَ.

حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قال: وَحَدَّثَنِي عِمَارَةُ قال: - وَسُئِلَ عَنِ الْأَسْوَدِ - فَقَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَكَأَنّهُ رَاهِبٌ مِنَ الرُّهْبَانِ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمَارَةُ أَنَّهُ رَأَى يحيى بْنَ وَثَّابٍ يَسْأَلُ الْأَسْوَدَ. وَأَمْلَى عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ - مُنْ كِتَابِ أَبِيهِ - نَسَبَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ كَهْلِ بْنِ بَكْرٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ الطَّائِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا عَلِمْتُ رَجُلًا أَطْلَبُ لِعِلْمٍ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ إِذْ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَقَالَ: أَعْطِ عَلْقَمَةَ، أَعْطِ مَسْرُوقًا. فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بِشَرَابٍ، فَقَالَ: أَعْطِ عَلْقَمَةَ، أَعْطِ مَسْرُوقًا، فَكُلُّهُمْ قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: " يَخَاْفُوْنَ يَوْماً تَتَقلَّبُ فيْهِ القلوْبُ والأَبْصَارُ ".

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مَسْرُوقٌ شَهِدَ عَلَى مَنْ مُشَاهِدِهِ شَيْئًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا السِّفْرِ عَنْ مُرَّةَ قَالَ: مَا وَلَدَتْ هَمَدَانِيَّةٌ مِثْلَ مَسْرِوقٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِيَ عَلَيْهِ شُرَيّحٌ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ مَسْرُوقٌ مِنَ السِّلْسِلَةِ فَكُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ، فَلَقِيَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، كُنْتَ عَفِيفًا، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: " أَفمنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهو لاَقيه ". حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ

عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابْتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ يَنْفَتِلُ سَاعَتَئِذٍ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّصَفِ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنْيَسَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَكَأَنَّمَا هُوَ الرَّصَفُ، حَتَّى يَقُومُ أَوْ يَنْفَتِلُ عَنْ مَجْلِسِهِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَقِيَنِي مَسْرُوقٌ فَقَالَ: يَا سَعِيدُ، مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيهِ، إلا أن نعفر وجوهنا فِي التُّرَابِ. حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ - ابْنُ أَخِي مَسْرَوقٍ - عَنْ أَبِيهِ قال: بعث ابن أُسَيْدُ إِلَى مَسْرُوقٍ بِثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَلَمْ يَقْبَلْهَا، وَكَانَ مُحْتَاجًا. حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَلْقَمَةَ، وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ فجعل يسأل فيخطىء وَيُصِيبُ، فَيَفْحُشُ فِي أَنْفُسِنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ، وَنَحْنُ عَلَى طَعَامِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُ عَنْ دَاوُدَ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ أَبْطَنَ الْقَوْمِ بِهِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ قَدْ خَلَطَ مِنْهُ وَمِنْ غيره، وكان الربيع بن خيثم أَشَدَّ الْقَوْمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ سَنَتَيْنِ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قال: حَدَّثَنَا شَرِيكُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: لَا تُخَلِّدْ عَنِّي كِتَابًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُبَيَدَةُ عَرِّيفَ قَوْمِهِ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ الْعَطَاءَ، أَعْطَاهُمْ فِي دَارِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدثنا يحيى بْنُ آدَمَ قال: حَدَّثَنَا قُطْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يُقِلُّ غَشَيَانَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ لَهُ - أَوْ فَقِيلَ لَهُ -: بِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: الِاسْتِغْنَاءُ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَبْيَضَ، خَفِيفَ اللَّحْمِ، وَامْرَأَتَهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ تَذُبُّ عَنْهُ مَوْشُومَةَ الْيَدَيْنِ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ آدَمَ حَقِيقًا. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حدثنا وَكِيعٌ،

وَعَبْدَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَحَمَلَنِي أَنَا وَأَبِي على فرسخين. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ الْأَعْمَشُ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، اسْمُ أَبِي حَازِمٍ: عَبْدُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قال: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: عَلَيْكَ بِشَقِيقٍ، فَإِنِّي أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُتَوَافِرِينَ، يَعُدُّونَهُ مِنْ خِيَارِهِمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنْ أبي أوائل أَذْكُرُ أَنَّ مُصَدِّقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَتَاهُمْ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قال: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ قال: حَدَّثَنَا شَقِيقٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ أَعْطِيَةٍ بِيَدِهِ. فَأَخْبَرَنِي مُحَمُّدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ شَقِيقٍ قال: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا شَقِيقُ، لَتَكْبِيرَةٌ وَاحِدَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْسَ عِنْدَ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ

الَّتِي يَذْكُرُهَا غَيْرُهُمْ مِنْ مُجَالَسَةِ شَقِيقٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِنَّمَا تَأْتِي عَنْ غَيْرِهِمْ، يَعْنِي مِنَ الشُّيُوخِ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ أَكْبَرُ، أَمِ الربيع بن خيثم؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي جِنَازَةِ خَيْثَمَةَ، عَلَى حِمَارٍ، يَبْكِي وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَاعَيْشَاهْ، وَاعَيْشَاهْ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ قَالَ: رَأَيْتُ لِحْيَةَ أَبِي وَائِلٍ مُصْفَرَّةً. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ الْمَعْرُورَ بْنَ سُوَيْدٍ ابْنَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَرَأْسُهُ أَسْوَدُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ يَمُرُّ بِنَا مَاشِيًا إِلَى الْجُمُعَةِ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَتَزَوَّجَ جَارِيَةً بِكْرًا، وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةِ سَنَةٍ.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَارِبِيُّ عَنْ أَشْعَثِ بْنِ سِوَّارٍ قَالَ: وَمَاتَ شُرَيْحٌ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لِأَبِي رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ - يَعْنِي أَبَا رَجَاءٍ - مَبْعَثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ أَبُو رَجَاءٍ يَوْمًا: لَقَدْ بَايَعْتُ عَلَيًّا بِيَمِينِي هَذِهِ، فَمَا وَفَيْتُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ: فَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا يَا أَبَا رَجَاءٍ، قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّويْهِ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَوْنٍ عُنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: ذَكَرُوا يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى خِدْرِ عَائِشَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ قُنْفِذٌ، مِمَّا رُمِيَ فِيهِ بِالنِّبَلِ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَقُلْتُ: قَاتَلْتَ يَا أَبَا رَجَاءٍ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَيْتُ بِأَسْهُمٍ، فَمَا أَدْرِي مَا صَنَعْنَ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَقَالَ جَرِيرُ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، وَابْنُ عَوْنٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: قَالَ يَوْمَئِذٍ

عَمْرُو بْنُ يَثْرِبِيِّ الضَّبِّيُّ، وَهُوَ أَخُو عُمَيْرَةَ الْقَاضِي: نَحْنُ بَنُو ضَبَّةَ، أَصْحَابُ الْجَمَلْ ... نَنْزِلُ بِالْمَوْتِ، إِذَا الْمَوُتُ نَزَلْ قَالَ جَرِيرُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: وَزَادَنِي هَذَا الْبَيْتَ ابْنُ عَوْنٍ: الْقَتْلُ أَحْلَى عِنْدَنَا مِنَ الْعَسَلْ ... نَنْعَى ابْنَ عَفَّانٍ بِأَطْرَافِ الْأَسَلْ رُدُّوا عَلَيْنَا شَيْخَنَا ثُمَّ بَجَلْ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عُييْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو الشَّيْبَانِي يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، تَكَامَلْتُ شَبَابِي، أَنَا ابْنُ أرَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَكَانَ ابْنَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال: حدثنا عبد الله بن الزِّبْرِقَانِ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّعُمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، إِذْ أَقْبَلَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بْنِ أُمَيَّةَ

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَدَعَاهُ، وَالنُّعْمَانُ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَبْلُغَنِي أَنَّكَ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: أَوَ مَرَّةٍ، لَا بَلْ مِرَارًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ كَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنِ عَنْ سويد بن غفلة أنه بقية إِلَى أَيَّامِ الْحَجَّاجِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ: تَدْرِي أُوَيْسٌ ابْنُ مَنْ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أُوَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْخُلَيْصِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا. وَقَالَ ابْنُ أبي عُمَرَ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: مَا جَالَسْتُ أحداً أعلم من الشعبي. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنِ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا حَسَنًا أَعْجَبَنِي، وَسَرَّنِي، قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ هُوَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَلَعَلَّهُ حَدِيثُ كَذَا وَكَذَا! قُلْتُ: لَا، وَهَذَا أَحْسُنِ مِنْهُ، قَالَ:

هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامَرٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَنَا بِالشَّوْقِ، وَلَمْ يَبْلُغِ الشَّوْقُ، وَقَالَ لِسَالِمٍ: يَا سَالِمُ أَرَدُّ عَلَيْكَ، لَا جدوكَ على؟ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا جَالَسْتُ أَحَدًا مَنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ، إِلَّا أَنَا؟ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ نَسِيتُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَوْ حَفِظَهُ أَحَدٌ لَكَانَ بِهِ عَالِمًا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذكوان، أبو الزناد - فذكرا بَيْنَهُمَا حَدِيثِ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، لَيْسَ كَمَا ذَكَرَا، قُلْتُ: إِنَّ حُذَيَفَةَ كَانَ يَقُولُ فَيهِمْ فَحَدَّثَهُمْ بِالْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

إِذَا عَظُمَتْ، عَظُمَتِ الْحَلَقَةُ، فَإِنَّمَا هو نداء أو نِجَاءٌ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا جَهْمُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُلُّ لَمْعَةٍ كَفْرَةٌ، كَفْرَةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ لَا يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ سَمِعَ مِنْ جَرِيرٍ وَمُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ فِيمَا يُرَى دُونَ الشَّعْبِيِّ عِلْمًا، وَسِنًّا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا نَجْلِسُ إِلَيْهِ؟ ثُمَّ قَالَ: هَذَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبَّاسٍ، اجْلِسْ بِنَا إِلَيْهِ. فَجَلَسْنَا. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا وَجَدُوا الْحَرَامَ نَلْنَا عَنْ عَلِيٍّ إِلَّا فِي الصُّحُفِ. فَحَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَفْتَى بِهَا عَلِيٌّ قَطُّ، إِنَّمَا قَالَ: لَا آمُرَكَ، وَلَا أَنْهَاكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ سُفْيَانَ عَنْ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: عَلَّمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ابْنَهُ عُرْوَةَ رِعَايَةَ الْغَنَمِ، ثُمَّ عَلَّمَهُ رِعَايَةِ الْإِبِلِ، ثُمَّ قَالَ: أَجْلِسُوهُ فِي مَجَالِسِكُمْ، حَتَّى يَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ، وَيَسْمَعَ حَدِيثَكُمْ، ثُمَّ دَعَاهُ إِلَيْهِ فَزَوَّجَهُ أَرْبَعًا. وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ الشَّعْبِيِّ رَوَى عَنْهُ حَدِيثَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قال: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول: حدثنا الربيع بن خيثم، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مِسْعَرٌ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: وَكَانَ سُفْيَانُ مُنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ أَبُو الْمَيْمُونِ: وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ مَعَادِنِ الصَّدْقِ.

وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٌ: وَكَانَ أَبُو الْمَيْمُونِ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قال أَبُو مُحَمَّدٌ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي نَصْرٍ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُمْ تُلَقِّمُونِي إِلَى الْآنَ الْخَبِيصَ لَمَلَلْتُ. وَقَالَ الشَّعْبِيِّ: مَا كَانَ مَجْلِسٌ لِي أَجْلِسُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ عَلَى سِبَاطَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: لَوْ عَلِمْتُ الْعِلْمَ، لَمْ أَتَعَلَّمْ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي جِئْتُمْ تَطْلُبُونَهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، ذَكَرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ، وَفَاتَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: جَهَدْنَا بِإِبْرَاهِيمَ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ،

قَالَ: وَلَوْ رَأَيْتُهُ رَجُلًا أَعْوَرَ، عَلَيْهِ قِبَاءٌ مَحْشُوٌّ، وَمَلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ، وَهُوَ يُجَالِسُ الشُّرْطَ، لَقُلْتَ: مَا هَذَا بِفَقِيهٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كُنَّا نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ هَيْبَةَ الْأَمِيرِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قال: قَالَ طَلْحَةُ: كَانَ أَعْجَبُ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَيَّ: إِبْرَاهِيمُ، وَخَيْثَمَةُ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إذا حدثتني فأنسد، قَالَ: مَا قُلْتُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، فَهُوَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَمَا قُلْتُ: حَدَّثَنِي فَلَانٌ، فَحَدَّثَنِي وَحْدَهُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْأَعْمَشِ قال: تَذَاكَرْتُ الْعِلْمُ مُعُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي لَأَحْفَظُ أَيْنَ حَدَّثَنِي الرَّجُلُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي لَأَحْفَظُ أَيْنَ كُنْتُ مِنَ الرِّجُلِ، حَيْثُ حَدَّثَنِي، عَنْ يَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ، فَانْتَهَيْتُ مَعَهُ إِلَى موضع فقال: ها هنا حدثني علقمة بن عَبْدِ اللَّهِ: آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ سَوَاءٌ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ مَحَلَّ الضَّبِّيَّ عَنْ سِنِّ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَاتَ وَقَدْ شَمَطَ أَوْ قَالَ: شَابَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ - فِيمَا ذَكَرَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ -: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوْقَةَ قَالَ: أَوْصَى إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَبِي الْهَيْثَمِ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ مُنْبَسِطًا، وَإِبْرَاهِيمُ مُنْقَبِضًا، فَإِذَا وَقَعَتِ الفُتَيَا، انْقَبَضَ الشَّعْبِيُّ، وَانْبَسَطَ إِبْرَاهِيمُ.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَمْزَحُ؟ قَالَ: لَا، وَلَا حَرْفًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ أَبِي صَخْرَةَ، جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَلْوَاحٍ، وَقَالَ: مَا نُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمٌ فِي فَرِيضَةٍ: احْفَظْ هَذِهِ، لَعَلَّكَ تُسْأَلُ عَنْهَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الفضل بن موسى السيناني عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ ارْتَفَعَ بِمَنْعَتِهِ. وَسُئِلَ عَنْ شُرَيْحٍ فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ شَاعِرٌ. وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ يُحِبُّ الْأُمَرَاءَ، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَعْجَبَنِي، قَالَ لِابْنٍ لَهُ: قُمْ فَأَذِّنْ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،

وَكَانَ لَا يُعْجِبُهُ، وَيَقُولُ: هُوَ صَاحِبُ أَمَرَاءٍ وَقَالَ: أَعْجَبُ خَصْلَةٍ إِنِّي رَأَيْتُهَا مِنْهُ، إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ إِلَى الظُّهْرِ، وَكَانَ النَّاسُ يَخْرُجُونَ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَنْبِنَا فَكَانَ يَأْمُرُ ابْنَهُ بِالْأَذَانِ. أَمْلَى عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ حفص بن غيث مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ، نِسْبَةَ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: أَمَاتَ الرَّجُلُ!؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا تَرَكَ مِثْلَهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْأَلَ، كَمَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: قَلَّ شَيْءٌ كُنَّا نَذْكُرُهُ لِإِبْرَاهِيمَ، إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهُ مِنْهُ.

حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ قال: حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ فِي شَيْءٍ قَطُّ بِرَأْيِهِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا أبان بن عبد الله الْبَجَلِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ نَزَلَ قَرْقِيسِيَاءَ فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقَرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ - وَوَجَّهَهُ عَلِيٌّ، وَمَعَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ - وَيَقُولُ لَكَ: نِعْمَ مَا أَرَاكَ اللَّهُ مِنْ مُفَارَقَةِ مُعَاوِيَةَ، فَالْحِقْ بِنَا نُنْزِلُكَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهَا. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ حَارِثِيًّا أَفْضَلُ مِنْهُ. يعني شريح بن هانىء، وأثنى عليه خيراً. قال أبو زرعة: وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي: شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ، يُكَنَّى: أَبَا أُمَيَّةَ. وَشُرَيْحٌ، أَبُو المقدام، هو: شريح بن هانىء. حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أَنَّ شُرَيْحًا أَجَازَ شَهَادَتَهُ وَحْدَهُ فِي وَصِيَّةٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ، أَصْلَعٌ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أُعْطِيتُ الْجُعْلَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ يَجِيءُ إِلَى أَبِي إسحاق. قال أبو زرعة: أَبُو إِسْحَاقَ أَكْبَرُ مِنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَاسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قتادة عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلُ مِنَ الْأَحْنَفِ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَحْنَفِ مِطْرَفَ خَزٍّ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ سَوَّدَكَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: لَوْ عَابَ النَّاسُ الْمَاءَ، لَمْ أَشْرَبْهُ.

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ - الثِّقَةُ الْمَأْمُونَ - عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى وَفْدًا إِلَى عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: قَدِمَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عُمَرَ، فَخَطَبَ عِنْدَهُ، فَأَعْجَبَهُ مَنْطِقُهُ، فَقَالَ: كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مُنَافِقًا عَالِمًا، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا، فَانْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قال: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أَنَّهُ كَانَ أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا. قَالَ جَرِيرٌ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنَّ أُمَّ الْأَحْنَفِ كَانَتِ امْرَأَةً بَاهِلِيَّةً وَكَانَتْ تَرْتَجِزُ بِهِ وَهُوَ فِي حِجْرِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْلَا حَنَفٌ فِي رِجْلِهِ ... مَا أَدْرَكَ فِي وِلْدَانِهِمْ مِنْ مِثْلِهِ حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ

عِشْرِينَ وَمِائَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ فُتْيَا، إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا. قَالَ أَبُو نعيم: قتل عبد لرحمن بْنُ أَبِي لَيْلَى فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ. حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَلِيٍّ وَوَاكَلْتُهُ، وَشَارَبْتُهُ، وَعَمِلْنَا لَهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: إِنْ كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَسْتَحِي أَنْ يُحَدِّثَ، وَأَنَا حَاضِرٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَسْتَحِي أَنْ يُحَدِّثَ وَأَنَا حَاضِرٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رأيت قوماً سود الرؤوس أَفْقَهَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ مُحَمَّدٌ:

أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدَّرَهِمِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ: كَانَتْ لِي نَاقَةٌ أَقِفُ عَلَيْهَا بِعَرَفَةَ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي كُلَّ بَعِيرٍ بِعَرَفَةَ سواها، أعطيت بها مِائَتَيْ دِينَارٍ فَأَبَيْتُ أَنْ أَبِيعَهَا، اسْمُهَا جَرْوَةُ. قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لَهُ: لَوْ كُنْتُ عِنْدَكَ لَبِعْتَهَا عَلَيْكَ. قَالَ عَمْرُو: وَقَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ: كَتَبَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ نَفَرًا عَلَى الْقَضَاءِ فَكُنْتُ أَحَدَهُمْ - أَيْ عَمْرٌو - فَلَوْ بُلِيتُ بِشَيْءٍ مِنْهُ رَكِبْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ فِي الْأَرْضِ. قَالَ عَمْرٌو: قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ يَوْمًا: مَا أَمْلُكُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا حِمَارًا. حدثنا غَيْرُ وَاحِدٍ، منهم: جنادة بن محمد عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرٍو قال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَوْ نَزَلَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لَأَوْسَعَهُمْ عِلْمًا بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ. حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيِّ قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحُبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا الْفَتَى - يَعْنِي حَمَّادًا - عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ. يَتْلُوهُ حَدِيثُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ. فِي الْجُزْءِ الْعَاشِرِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

العاشر من التاريخ

العاشر مِنِ التَّارِيخِ

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن راشد قال: حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يَسْأَلُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ كِتَابِهِ، فَانْتَهَرَهُ، قَالَ: يَا أَبَا عِمْرَانَ، إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّويْهِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: كُنْتَ رَأْسًا فِي السُّنَّةِ، فَصِرْتَ ذَنْبًا فِي الْبِدْعَةِ، قَالَ: لَأَنْ أَكُونَ ذَنْبًا فِي الْخَيْرِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقوُلُ: كَانَ حَمَّادٌ مُرْجِئًا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غَيَّاثٍ يَقُولُ: كَانَ حَمَّادٌ أَفْقَهَ مِنَ الْحَكَمِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَلْوَاحٍ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ

عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: نَحَلَ ذَرُّ الْإِرْجَاءَ، فَلَقِيتُهُ فَحَلَفَ لِي، وَاعْتَذَرَ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: كَانَ ذَرٌّ مُرْجِئًا. حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رأيت يد بْنَ وَهْبٍ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وشقيق بن سلمة يُصَفِّرُونَ لِحَاهُمْ. حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عن الوليد بن أبي شم عَنْ زَيْدِ بْنِ زَايِدٍ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ، وأنا سليم البصر. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ

حَدِيثًا، لَمْ يَضُرَّكَ أَنْ لَا تَسْمَعُهُ مِنْ صَاحِبِهِ. حدثنا عَفَّانُ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: - وَاسْمُهُ: نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ. حدثنا آدَمُ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرْقِمْ عِنْدِي أَجْعَلْ لَكَ سَهْمًا فِي مَالِي. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ قَالَ ذلك؟ للرؤيا التي رأيت؟ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَفَرٍ، فَغَلَبَنَا بِثَلَاثٍ: بِطُولِ الصَّمْتِ، وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَسَخَاءِ النَّفْسِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَقِيتُ ثَلَاثَةً، كَأَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فَتَوَاصَوْا: ابْنَ سِيرِينَ بِالْبَصْرَةِ، وَرَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ بِالشَّامِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ. حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسِرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عباس، إنما لقي سعيد ابن جُبَيْرٍ، فَأَخَذَ عَنْهُ التَفْسِيرَ.

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ سُفْيَانَ عَنْ صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَسْجِدًا أَحْرَى أَنْ نَسْمَعَ فِيهِ عِلْمًا - لَمْ نَسْمَعْهُ - مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرَ قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ رَكِبَ نَجِيبًا لَهُ، فَخَطَبَ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدَ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ، فَقَالَ: انْظُرْ، هَلْ تَرَى أَبَا حُصَيْنٍ؟ فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا يَصْطَلِي بِنَارِي، ثُمَّ قَدْ صَارَ يُنَخِّسُ لِي بِالْقَصَبِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ سُفَيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حُصَيْنٍ: لِمَ رَدَدْتَ جَائِزَةَ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، أَلْفَيْ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: الْحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ.

حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حُصَيْنٍ: لَوْ رَأَيْتَهُمْ، لَاحْتَرَقَ كَبِدُكَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ مِسْعَرٍ قَالَ: جَاءَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ فَأَطَفْنَا بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ بِالْكُوفَةِ؟ فَلَمْ يُخْبِرْنِي، وَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ طَلْحَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: عَمْرَو بْنَ مُرَّةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَهُمْ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ: دَعَوْنِي إِلَى إِيَاسٍ، فَكَانَ كُلَّمَا حَدَّثَ بِحَدِيثٍ، وَصَلَهُ بآخر. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيَّوبُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَنَا - أَوْ أَمَامَنَا - فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: يَا قَيْسُ، كَيْفَ أَنْتَ؟ إِنِّي لَمْ آتِكَ حَتَّى أَخْبَرَنِي عَمْرٌو. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانَ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ حدثنا عَنْ مُحَمَّدٍ بِحَدِيثٍ، أَتَحْفَظُهُ؟ قال: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِمُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَا أَحْفَظُهُ. أَوْ نَحْوَ ذَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَيُّوبُ: قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَادِيثَ قِصَارٍ، سَمِعْنَاهَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَيَّوبُ: جَالَسْنَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ: يَحْسُنُ حَسَنُكُمْ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ أَيُّوبُ مَرَّةً: جَاءَنَا عِكْرِمَةُ، فَكُنَّا نَسْأَلُهُ، فَقَالَ: يَحْسُنُ حَسَنُكُمْ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حدثنا أَيُّوبُ وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ مَنْ رَأَيْنَا فِي زَمَانِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَيُّوبُ: لَا تَعْرِفُ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ حَتَّى تُجَالِسَ غَيرَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَسُئِلَ أَيُّوبَ عَنِ الْمَمْلُوكِ يَتَصَدَّقُ بِالرَّغِيفِ، فَلَمْ يُفْتِ فِيهِ، وَقَالَ: أَنَا لَا أُحْسِنُ أُفْتِي فِي رَغِيفٍ، فَكَيْفَ تَسْأَلُونِي؟ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ بَنْ عُيَيْنَةَ: وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِبَحْرٍ السَّقَّاءِ: أَنْتَ كَاسْمِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَيُّوبُ يَجْلِسُ مَعَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ يَسْمُرُ مَعَهُ، فَإِذَا قَامَ عَمْرٌو، دَخَلَ الطَّوَّافُ، فَأَدْخَلُ مَعَهُ، فَيَقُولُ لِي: أَرَأَيْتَ؟ لَوْلَا أَنَا كُنْتَ تَطَوفُ؟ فَأَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ لِي: سَلْ، فَيُحَدِّثُنِي، ثُمَّ يَقُولُ لِي: اذْهَبْ.. فَأَنْقَلِبُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانَ: قُلْتُ لعاصم: إن أيوب يحدث عَنْكَ؟ قَالَ: مَا زَالَ إِخْوَانِي لي مكرمين. قال أبو زرعة: وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، يُكَنَّى: أَبَا الْجَعْدِ،

مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا بِسَنَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ. وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيِّلٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ حَدِيثِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: دَعُوا شَهْرًا فَإِنَّ شَهْرًا قَدْ تَرَكُوهُ. يَعْنِي طُعِنَ. وحدثني أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهَ: حدثنا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رِزْمَةَ قَالَ: جَلَسَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِالْبَصْرَةِ مَعَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَذَكَرَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لِمَ تَرَكْتَ الْحَسَنَ بْنَ دِينَارٍ؟ قَالَ: تركته إخواننا هؤلاء. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، لَا يُعْجِبُهُ مَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فِي الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، وَقَالَ: يَتَكَلّمُ فِي الْحَسَنِ بْنِ

صَالِحٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبيْدَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ!؟. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ لَا يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ، وَأَنَا رَأَيْتُهُ شَهِدَ الْجُمُعَةَ، فِي آخِرِ جُمُعَةٍ اخْتَفَى فِيهَا. وَقَالَ لَنَا: كَانَ الْأَئِمَّةُ عِنْدَنَا: الْحَسَنُ، وَسُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ. فَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: لَا يُبَالِي مَنْ رَأَى الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ أَنْ لَا يَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحُبْحَابِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَتَوَضَّأُ، وَغُلَامٌ يَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيقٍ. حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ: الرَّجُلُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَلَا يَأْلُو فِي الزِّيَادَةِ وَالنِّقْصَانِ، فَقَالَ: وَأَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ.

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قال: سَأَلَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فقال: يا أبو عَوْنٍ، مَا هَذَا الَّذِي يَبْلُغُنَا عَنِ الْحَسَنِ فِي الْقَدَرِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيَكْذِبُونَ، فَاكْتَفَى بِهَا. فَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مِيَاحٍ قال: حدثنا عَفَّانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَعَظْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ، حَتَّى خَوَّفْتُهُ بْالسُّلْطَانِ. حدثنا أبَوُ مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ طُلَيْقٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ: لَمْ يُدْرِكُوا مَا طَلَبُوا، وَلَا رَجَعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهَ قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيلٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنَ الْحَسَنِ، وَلَا أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ لِرَجُلٍ فِي شَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ: لَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي لَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا بَأَسَ بِهِ، إِنَّمَا قُلْتُ: لَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: كَانَ عِلْمُ عَطَاءٍ فِي الْمَنَاسِكِ، وَكَانَ عِلْمُ إِبْرَاهِيمَ فِي الصَّلَاةِ، وَكَانَ عِلْمُ صَاحِبَنَا فِي كُلٍّ. يَعْنِي الْحَسَنَ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةَ

عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يَصِفُ الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، فَقَالَ: أَمَّا الْحَسَنُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَجُلًا أَقْرَبُ قَوْلًا مِنْ فِعْلٍ مِنَ الْحَسَنِ، وَأَمَّا ابْنُ سِيرِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعْرَضْ لَهُ أَمْرَانِ فِي دِينِهِ، إِلَّا أَخَذَ بِأَوْثَقِهِمَا. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا بريد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَابْنَ هُبَيْرَةَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَلَسَ. حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِآلِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَدِ اسْتُحِيضَتْ، فَأَمَرُونِي أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: إِذَا رَأَتِ الدَّمَ البَحْرَانِيَّ، أَمْسَكَتْ عَنِ الصلاة. قال أبو زرعة: فَسَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَحْتَجُّ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، وَيَرُدُّ بِهَا مَا رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ الْحَيْضَ عَشْرٌ، مِمَّا رَوَاهُ الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لَمْ يُؤْمَرْ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ أَنْ يَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: فَحَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ فِي الْحَيْضِ، صَحِيحٌ؟ فَلَمْ يَرَهُ صَحِيحًا، إِذَ رَدُّوا الْمَسَأَلَةَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ يَسْأَلُ لَهُمُ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَذَلِكَ قَالَ لِي، وَلَمْ يَدْفَعْ لِقَاءُ ابْنِ سِيرِينَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَسْأَلَتَهُ. وَقَالَ: حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ قال: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ:

قَالَ خَالُدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ - يَعِني ابْنَ سِيرِينَ - يَثْبُتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عِكْرَمَةَ، لَقِيَهُ أَيَّامَ المختار بالكوفة. قال أبو زرعة: وَالْحَسَنُ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، وَمَاتَ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا آدَمُ أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ - فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ -: عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قال: حَدَّثَنَا غَنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ - فِي حَدِيثِهِ - قَالَ: ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ، كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. قَالَ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ: قَالَ غَنْدَرٌ قَالَ شُعْبَةُ: وَمَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ هُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ. وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ: قَالَ غَنْدَرٌ: قَالَ شُعْبَةُ: أَبُو بِشْرٍ الْعَنْبَرِيُّ هُوَ خَتَنٌ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ لَاحِقٍ. وَحَدَّثَنِي عَقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يُرْسِلُ إِلَى هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحِفْظِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَإِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فِي حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ. قُلْتُ لَهُ: فَمَا كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَقُولُ فِي هَمَّامٍ، وَحمَّادِ بْنِ

سَلَمَةَ؟ قَالَ: كَانَ لَا يُعْجِبَانَهُ، وَمَاتَ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: فَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فَكَانَ حَسَنَ الرَّأْيِ فِي هَمَّامٍ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ. قُلْتُ لَهُ: فَمَا تَقُولُ الْمَشْيَخَةُ، فِي حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ، وَأَبَانٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ: قَالُوا خَيْرًا. قَالَ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ: وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ خَالِدٍ فِي شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ شُعْبَةَ سِتَّةِ آلَافٍ، وكان من المعدودين. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَابِصَةَ بْنِ مِعْبَدٍ الْأَسَدِيَّ الْقَاضِي عَنْ وَلَدِ وَابِصَةَ، فقال لِي: كَانَ وَلَدُ وَابِصَةَ: عُقْبَةُ، وَسَالِمٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرٌو، وَأَكْبَرُهُمْ عُقْبَةُ وَسَالِمٌ. قَالَ: وَمَاتَ سَالِمٌ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ غُلَامًا شَابًّا، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. قَالَ أبو زرعة: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي قال: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ سَالِمُ بْنُ وَابِصَةَ وَالِي الرِّقَّةَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ صُبْيَانٌ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ أَصْفَرُ، يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ. قال أبو زرعة: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ

الرَّحْمَنِ: أَنَّ وَابِصَةَ بْنَ مِعْبَدٍ، هُوَ: وَابِصَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ. قَالَ: يُقَالُ: ابْنُ مِعْبَدٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ عُبَيْدَةَ.

ذكر من مات من أصحاب رسول الله

ذكر من مات مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَالتَّابِعِينَ بِالشَّامِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ من العلماء حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - أَبُو سَعِيدٍ، دُحَيْمٌ - عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: فُتِحَتْ دِمِشْقُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي رَجَبٍ. فَأَخْبَرَنِي مُحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْوَليِدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَلَّاقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: فُتِحَتْ دِمَشْقُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَالْيَرْمُوكُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو

عُبِيدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ سَنَةَ سَبْعَ عشرة. قال أبو زرعة: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ بِفَحْلٍ. فَحَدَّثَنِي عبد الرحم بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ قال: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِقَصِيرِ خَالِدٍ. فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عن ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ بِسَنَتَيْنِ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حدثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ فُضَالَةُ بْنُ عُبَيدٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، فَحَمَلَ مُعَاوِيَةُ سَرِيرَهُ،

وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ - ابْنِهِ -: أَعْقِبْنِي، أَيْ بُنَيَّ، فَإِنَّكَ لَمْ تَحْمِلْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قال: قَبْرُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم عن عبد الرحم بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ أبا أيوب الأنصار مَاتَ فِي غَزَاةِ يَزِيدَ بْنَ معاوية القسطنطينية. قال أبو زرعة: أَغْزَاهُمْ مُعَاوِيَةُ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ هَذِهِ الْغَزَاةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَحَضَرَهَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ. وحدثنا أبا مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الخُوْلَانِيَّ تُوُفِّيَ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَعَلَى النَّاسِ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ بِحُمَّةِ بُسْرٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الخَوْلَانِيِّ عن سعيد بن هانىء قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّمَا الْمُصِيبَةُ، كُلُّ الْمُصِيبَةِ لِمَوْتِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، وَكُرَيْبِ بْنِ سَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ

عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ كُرَيْبَ بْنَ سَيْفٍ الْأَنْصَارِيَّ عَلَى قَضَاءِ الْأُرْدُنِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يزيد المري عن هاشم بْنِ الْغَازِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً عَلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُهُمْ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ. قَالَ أبو زرعة: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هانىء قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سِتِّينَ أَوْ قَبْلَهَا بِسَنَةٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ سَهْلَ بْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ تُوُفِّيَ فِي صَدْرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حدثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيّ: إِنَّ سَهْلَ بْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.

وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَقَامَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ سِتَّةَ أَشْهِرٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قُتِلَ رَبِيعَةُ الْجَرْشِيُّ بِرَاهِطٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَاهِطٌ كَانَتْ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَذْكُرُ أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، وَهَمَّامَ بْنَ قَبِيصَةَ - وَذَكَرَ الْأَلْهَانِيَّ - وَابْنَ ثَوْرِ السَّلْمِيَّ، قُتِلُوا بِرَاهِطٍ. حدثنا مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِدَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ يَوْمَ رَاهِطٍ. حَدَثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: مَاتَ أَبُو أُمَامَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إنَّهُ حَضَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ. فَحَدّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَمَاعَةَ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ الْمَسَيِّبِ لَيَالِيَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو زرعة: هَذَا قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ، وَهُوَ آخِرُ رَجُلٍ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفَيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ: أَبُو أُمَامَةَ آخِرُ مَنْ تُوُفِّيَ عِنْدَكُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: آخِرُ مَنْ تُوُفِّيَ عِنْدَنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قال: شهدت جنازة هانىء بْنِ كُلْثُومٍ بِالسَّافِرِيَّةِ، إِلَى جَانِبِ الرَّمْلَةِ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عِنْدَ الله أحتسب صحبة هانىء بْنِ كُلْثِومٍ الْجَيْشَ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: قَالَ ضَمْرَةُ: قَالَ

سَلَمَةُ بْنُ وَاصِلٍ: تُوُفِّيَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: نَرَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَحَدَّثَنِي مُحْرِزٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ زُرَيْقُ بْنُ حَيَّانَ - جَدُّهُ - فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، بِأَرْضِ الرُّوُمِ، قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ حَيَّانَ، فَلَقَّبَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: زُرَيقٌ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: قَرَأْتُ فِي دِيوَانِ الْعَطَاءِ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ مَكْحَولٌ بَعْدَ الْجَرَّاحِ. حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: عَامُ الْجَرَّاحِ سَنَةُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، جَاءَ قَتْلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. حَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ خَالِهِ - وَقَدْ أَدْرَكَ مَكْحُولًا - قَالَ: تُوُفِّيَ مَكْحُولٌ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.

وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: تُوُفِّيَ مَكْحُولٌ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ الزَّاهِدُ قَبْلَ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ: أَنَّ أَبَا الْأَزْهَرِ أَوْصَى أَنْ تُحْلَقَ عَانَتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. فَقَالَ مَكْحُولٌ: كَانَتْ هَذِهِ مِنْ كُنُوزِ أَبِي الْأَزْهَرِ. فَحَدَّثَنِي هِشَامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: اسْمُ أَبِي الْأَزْهَرِ: الْمُغِيرَةُ بْنُ فَرْوَةَ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قال: قَالَ مَكْحُولٌ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْأَزْهَرِ، إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَمِنْ كُنُوزِهِ. قَالَ أبو زرعة: فَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ، وَأَبُو الْأَزْهَرِ، مَاتَا قَبْلَ مَكْحُولٍ، عَلَى مَا حَكَاهُ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَسْأَلُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ وَفَاةِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، فَلَمْ يُجِبْ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ لَهُ: حدثنا عَبْدُ الله بن كثير القارىء عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الرَّصَافَةَ، فَسَقَاهُ طَبِيبٌ لِهِشَامٍ شَرْبَةَ دَوَاءٍ، فَقَتَلَهُ، فَسَقَى هِشَامٌ ذَلِكَ الطَّبِيبَ مِنْ ذَلِكَ الدَّوَاءِ، فَقَتَلَهُ.

فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبِي - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ - سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: قُتِلَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ بِالْمَغْرِبِ فِي جَيْشِ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ. قال أبو زرعة: خَرَجَ هَذَا الْجَيْشُ - فِيمَا حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ - فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، يُرِيدُ الْجَيْشَ خَرَجَ - عَلَى مَا حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ - مِنْ مَخْرَجِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إلى المغرب. قال أبو زرعة: فَقُتِلَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَأَخْبَرَنِي هِشَامٌ قَالَ: قتل عمير بن هانىء سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ - أَعْطَانِيهِ ابْنُهُ - عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ:

قَتَلَ الصَّقْرُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُرِّيُّ عمير بن هانىء. فحدثني مخرز بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ فِي أَيَّامِ زَامِلٍ رأس عمير بن هانىء الْعَنْسِيِّ، وَقَدْ أُدْخِلَ بِهِ مَحْمُولًا عَلَى رُمْحٍ، فَقُلْتُ: وَيْلُكَ - لِحَامِلِهِ - لَوْ تَدْرِي رَأْسَ مَنْ تَحْمِلُ؟. قال أبو زرعة: وَأَيَّامُ زَامِلٍ هِيَ بَعْدَ مَوْتِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ قَالَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ دِمَشْقَ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، وَهُوَ أَعْمَى يَسْأَلُ اللَّهَ الشَّهَادَةِ، قَالَ: فَكُنْتُ أَعْجَبُ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ دِمَشْقَ، مَدْخَلَ عَبْدِ

اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ: مَتَى مَاتَ مَرْوَانُ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قُتِلَ مَرْوَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ مَدْخَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ دِمَشْقَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْأَصْبَغِ قال: قُلْتُ لِمُنَبِّهِ بْنِ عُثْمَانَ: لَمْ تَسْمَعْ مِنْ أَبِي وَهْبٍ شَيْئًا - صَاحِبِ مَكْحُولٍ -؟ قَالَ: ذَاكَ مَاتَ مَدْخَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ دِمَشْقَ. حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حُدِّثْتُ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ قَالَ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ التَّارِيخِ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَعَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَقَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.

حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قديماً، مرضياً. فحدثني سليمان بن الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: قُتِلَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، أَخُو عَمْرٍو سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ يَقُولُ: وُلِدَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ سَنَةَ سِتِّينَ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانُوا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ أَصْغَرَهُمْ يَزِيدَ.

قال أبو زرعة: وَأَخُوهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِنَا: الزُّبَيْدِيُّ، وَيُحَدِّثُ عَنْهُ: مِسعَرُ بْنُ كِدَامٍ. حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا معسر عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِي عُبْيَدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: إِنِّي لَأُوتِرُ وَرَاءَ عَمُودٍ، وَالْإِمَامُ فِي الصَّلَاةِ. حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ الْمَغْلِّسِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ أَبُو مَنْصُورٍ قال: سَمِعْتُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ: قَالَ لِيَ الْحَجَّاجُ: مَتَى كَانَ مَوْلِدُكَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ. قَالَ: وَهِيَ مَوْلِدِي. قَالَ: فَمَاتَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الحمن بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَرَأْيَتُهُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ ومائة. قال أبو زرعة: وَأَرَى لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ بَقَاءً إِلَى أَنْ قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِأَنَّهُ كَانَ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَاضِيًا لَهُ إِلَى سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ، بِهَذِهِ الْقِصَّةِ. وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَاضِيَ الْخُلَفَاءِ إِلَى أَنْ جَاءَ قَتْلُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ السَّيْبَانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُّوخِيُّ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الْوَضِينَ بْنَ عَطَاءٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: مَاتَ الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَرَأَيْتُ أَبَا مُعيِدٍ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَسَمِعْتُ مِنَ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْهُ. حُدِّثْتُ عَنْ ضَمْرَةَ قَالَ: هَلَكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَرِ بْنِ يَقْظَانَ الْعُقَيْلِيُّ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ لِعَبْدِ الله بن يزيد القارىء - وَقَدْ حَدَّثَنَا عَنْ ثَوْرٍ، وَابْنِ جَابِرٍ -: أَيَّ سَنَةٍ مَاتَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ؟ قَالَ: قَبْلَ ابْنِ جَابِرٍ، قُلْتُ: بِسَنَةٍ؟ قَالَ: نَحْوَ ذَلِكَ، قُلْتُ فَأَيَّ سَنَةٍ مَاتَ ابْنُ جَابِرٍ؟ قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وخمسين ومائة. قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ النَّصْرِيَّ، عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانٍ - وَحَدَّثَنِي أَنَّ جَدَّتِي أُمَّ أَبِي أَرْضَعَتْهُ - قُلْتُ: أَيَّ سَنَةٍ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ النَّصْرِيِّ؟ قَالَ لِي: قَدْ رَأَيْتُهُ، وَجَالَسْتُهُ، مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ بيسير. قال أبو زرعة: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زُهَيْرٍ - وَقَدْ أَدْرَكَ الْمَشْيَخَةَ، الْأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ - قَالَ: مَاتَ أَبُو حَفْصٍ، عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ، قُلْتُ: مَتَى مَاتَ؟

قَالَ: مَاتَ وَعَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ - وَلِيَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلِينَا تِسْعَ سِنيِنَ - مَاتَ فِي وِلَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ صَالِحٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: وُلِدَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: هَلِكَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ عُنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ قَالَ: مَاتَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَحَرِيزِ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي ابْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ - لَقِيتُهُ مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ فَقَالَ: هَذَا ابْنٌ لِسَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَيَّ سَنَةٍ مَاتَ أَبُوكَ - قَالَ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ: سَمِعْتَ مِنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ؟ قَالَ: لَا، مَاتَ قَدِيمًا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حَمَّامِ الرَّاهِبِ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: نُعِيَ إِلَيْنَا ابْنُ ثَوْبَانَ بِحَضْرَةِ ابْنِ زَبْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَاسْتَرْجَعَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ خُلَيْدَ بْنَ دَعْلَجٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ بَعْدَ سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي أَبُو حَارِثَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عِرَاكٍ قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بَعْدَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنَحْوٍ مِنْ سَنَةٍ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، يُكَنَّى: أَبَا هَاشِمٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: وُلِدَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ. فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وُلِدَ خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: وُلِدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ

سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَنْصُورُ بْنُ الْمَهْدِيِّ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ لِدَةٌ، وُلِدُوا سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ قَالَ: مَاتَ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: سمعت بقية بن الولد يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.

فَحَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: مَاتَ بَقِيَّةُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حدثنا ابْنُ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ مسل قَالَ: وُلِدَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قَالَ أبو زرعة: وَخَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَاجًّا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْنَا، مَاتَ مُنْصَرِفَهُ مِنَ الْحَجِّ بِذِي الْمَرْوَةِ، فِي اسْتِقْبَالِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ عُتَبْةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِينَ قال أبو زرعة: وَنُعِيَ إِلَيْنَا الْفِرْيَابِيُّ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ مَعَ أَبِي إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ النَّضْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَازِمٍ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَالْفِرْيَابِيُّ يُوْمُئِذٍ بَاقٍ. قَالَ أبو زرعة: وَنُعِيَ إِلَيْنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ بِبَابِ الصَّغِيرِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ مَرْوَانُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، مَدْخَلَ السُّلْطَانِ دِمَشْقَ، بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ.

وَسَمِعْتُ مُنَبِّهَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: كُنْتُ حَبَلَ عَامَ الْجَرَّاحِ، يُرِيدُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: وُلِدَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة. قال أبو زرعة: وَكُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْوَهْبِيِّ بِحِمْصٍ فِي جُمَادَى سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. قال أبو زرعة: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو مُسْهِرٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، أَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ - يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ - فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَمَاتَ يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ اللَّخْمِيُّ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ

عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَيَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ اللَّخْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، كُلُّهُمْ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَمَاتَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. قال أبو زرعة: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ مُنْصَرِفَهُ مِنَ الْحَجِّ فِي اسْتِقْبَالِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: وُلِدَ أَبُو مُسْهِرٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْبَهْرَانِيُّ قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ أبو زرعة: وَسَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.

قال أبو زرعة: وَشَهِدْتُ جِنَازَةَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّلْمِيِّ الْمُفْتِيِّ فِي سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: - وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بْنُ طَوْقٍ. وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ أبو زرعة: وَمَاتَ عَمْرُو بْنُ أَبيِ سَلَمَةَ - صَاحِبُ الْأَوْزَاعِيِّ - سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ومائتين. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ سِوَّارَ بْنَ عِمَارَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يُمْلِي عَلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ بِالرَّمْلَةِ، مَاتَ بَعْدَ رَحِيلِ يَحْيَى عَنْهُ بيسير. قال أبو زرعة: وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ سَنَةَ سَتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ مَعْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.

قال أبو زرعة: وَحَدَّثَنِي أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ ثَمَانٍ أو تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ عَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُعَلِّمُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَوُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ مَدْخَلِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قَالَ: وُلِدْتُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: وُلِدْتُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تَسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: مَاتَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وعشرين ومائتين. قال أبو زرعة: وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ الْكَاتِبُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.

حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ قال: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ؟ قَالُوا: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِ؟ قَالُوا: عُبَادَةُ بْنُ نَسِيّ، قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ دِمَشْقَ؟ قَالُوا: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أهَلِ الْجِزِيرَةِ؟ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: يَا لَكِنْدَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مغيرة الرملي - عندنا ها هنا بِدِمَشْقَ - قَالَ: قَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: إِنَّ فِي كِنْدَةَ لَثَلَاثَةً، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُنَزِّلُ بِهِمُ الْغَيْثَ، وَيَنْصُرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وعبادة بن نسين وَعَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ - أَوْ عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ -: أَنَا مِنَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْإِسْلَامِ، وَعَدَادِي فِي كِنْدَةَ. حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ لِعَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: يَا أَبَا فَرْوَةَ. وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، يُكَنَّى: أَبَا الْمِقْدَامِ.

قال أبو زرعة: وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، يُكَنَّى: أَبَا ثَوْرٍ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كان العلماء بن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَ هَذَيْنِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. فَحَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ - صَاحِبُ الْأَوْزَاعِيِّ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى المغرب. قال أبو زرعة: حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ النَّاحِيةِ: مَكْحُولٌ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَثَابُتُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْحَاقُ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَأَبُو مُنِيبٍ الْجُرَشِيُّ. قَالَ أبو زرعة: وَمَحْفُوظُ بْنُ عَلْقَمَةَ، رَجُلٌ نَبِيلٌ، يَدُلُّ عَلَى دَرَجَتِهِ أَنْ جَعَلَهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ. فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: إذا انتاطت المغازي ...

قال أبو زرعة: وَرَوَى عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ مِنْ أَجِلَّةِ أَهْلِ طَبَقَتِهِ: الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَثَورُ بْنُ يَزِيدَ، ونضر بن علقمة. قال أبو زرعة: وَالَوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيُّ، قَدِيمٌ، جَيِّدُ الْحَدِيثِ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، عَامِلُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى خَرَاجِ الْغُوطَةِ، أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ، وَرَوَى عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْأَجِلَّةِ: يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَخَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ. فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ الْجُرَشِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ دَهْقَانَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الدِّرَاسَةَ بِدِمَشْقَ: هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ، وَبِفِلُسْطِينَ: الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرَشِيَّ. وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخَضِّبُ بِالْحُمْرَةِ، وَقَدْ أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ، وَجُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أُحُدًا مِنَ النَّاسِ أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. فَحَدَّثَنِي أَبِي قال: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ سَجْدَةٍ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا كَانَ أَبِي يَعْدِلُ بِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ أَحَدًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يَرْكَعُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ألف ركعة. قال أبو زرعة: مَنْزِلُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ: دِمِشْقُ، وَبِهَا دَارُهُ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو قِلَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مالك، وابن شهاب.

حكايات

حكايات حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عِنْدَنَا مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ دِينَارٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يَعِدُنَا بِالْمَجْلِسِ فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا فَعَلَ، فَإِنَّمَا كِتَابُهُ بِيَدِهِ، مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ. كَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي الْعِبَادَةِ، وَاعْتَزَلَ النَّاسَ، كَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَخْرُجُ، وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامٍ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مَعَهُمْ بِالرَّصَافَةِ. فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ كُتُبًا مُقُيَّدَةً مَضْبُوطَةً، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ. وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: سَمِعْتُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ لِبَقِيَّةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ مَجِلَتْ يَدِي مِنَ العمل. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ: وَمَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ.

وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: لَمَّا حَضَرَتْ شُعَيْبَ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي، فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ. فَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ قال: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ حَينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي، وَقَدْ صَحَّحْتُهَا، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي، فَلْيَسْمَعَهَا، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي. قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَبَا الْيَمَانِ أَحْسَنَ رَأْيًا فِي بِشْرِ بْنِ شُعَيْبٍ، مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ. فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ لِي عُثْمَانُ بْنُ دِينَارٍ: سَلْ بِشْرَ بْنَ شُعَيْبٍ عَنْ حَدِيثِ أَبِيهِ: أَرَأَيْتُ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مَا التَّحَنُّثِ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَبِي مِنِّي. فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: كَانَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ يَحْضُرُ مَعَكُمْ عِنْدَ أَبِيهِ؟ فَقَالَ لَنَا عَلِيٌّ: قِيلَ لِشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ:

مَا لِبِشْرٍ لَا يَحْضُرُ مَعَنَا؟ قَالَ: شَغَلَهُ الطِّبُ. سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيُّ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ. فَحَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَ عَبْدِ الله بن سالم. قال أبو زرعة: قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا تَقُولُ فِي سَلَمَةَ بْنِ كُلْثُومٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ، كَانَ يُقَاسُ بِالْأَوْزَاعِيِّ. حَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ عُتَبْةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الهاشمي قال: أدركت ثلاثة طَبَقَاتٍ: إِحْدَاهَا طَبَقَةَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَخْشَعَ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي عَايِذُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلْمِيُّ بِخَبَرِ الَّذِي قَالَ: رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ أَتَى الْأَوْزَاعِيَّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِ عَوْنِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: فَرَأَيْنَا الْأَوْزَاعِيَّ مُجِلًّا لَهُ، مُعَظِّمًا. فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ صَدَقَةَ بْنَ خَالِدٍ حَدَّثَهُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَكَانَ فِي صَحَابَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا أَبُو قلابة.

قال أبو زرعة: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ. فَقَالَ: مَا لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي ثَعْلَبَةَ!؟ وَلَمْ يُعْجِبْهُ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. قَالَ أبو زرعة: وَأَصْلُ هَذَا الْحَدِيثِ بِالشَّامِ عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. حَدَّثَنِيهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيًّ. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: فَإِنَّ ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ فَهُوَ حُرٌّ. فَرَدَّهُ رَدًّا شَدِيدًا. قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فَإِنَّ ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ

عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ الْقَاتِلَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ. فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هذا مثل هذه. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ضَمْرَةَ كَانَ شَيْخًا صَالِحًا.

وَمِنْ ذِكْرِ أَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ، وأخباره حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبَ قَالَ: قُلْتُ لُأُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، فِي الْأَوْزَاعِيِّ: أَيْنَ هُوَ مِنْ مَكْحُولٍ؟ قَالَ: هُوَ عِنْدَنَا أَرْفَعُ مِنْ مَكْحُولٍ. قال أبو زرعة: وَالْأَوْزَاعِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَئِمَّةٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ مِنْهُمْ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ - أَبُو جَعْفَرٍ -، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَعُثْمَانُ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ. وَمُنَ الشَّامِ: الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَمَيْمُونُ بْنُ مهران. قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ

الْمُنْكَدِرِ، جَالِسَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَا مَعَهُمَا ثَالِثٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ. وَحَدَّثَنِي دُحَيْمٌ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ مِنْ أَرْضَى النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ، وَمَا كَانَ يَنْهَدُ إِلَى مَجْلِسِهِ إِلَّا سَبْعَةٌ أَوْ ثمانية. قال أبو زرعة: وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: الْحَكَمُ، وَحَمَّادٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَعَبَدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ. وَمِنْ أَهِلِ الْبَصْرَةِ: قَدْ دَخَلَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَسَمِعَ مِنْ قَتَادَةَ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قال: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي رزين اللخمي - قُتِلَ بِسِنَادِهِ كَذَا فِي خِلَافَةِ هشام - قَالَ: أَوَّلُ مَا سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْفِقْهِ فِي سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَجَابَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي سَبْعِينَ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ، أَوْ نَحْوَهَا.

وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْتَدِ بِهِ، فَلَنِعْمَ الْمُقْتَدِي بِهِ. قال أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ. حَدَّثَنِي أَبِي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: أَمَّا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ فَيَقُولُ: يَغْتَسِلُ، وَيُعِيدُ صَلَوَاتِهِ مَنْ أَحْدَثَ نَوْمَةٍ، إِذَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ جَنَابَةً، وَوَجَدَ أَثَرَ الِاحْتِلَامِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْوَليِدُ بْنُ مَسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَنَعْرِضُهُ عَلَى أَصْحَابِنَا، كَمَا يُعْرَضُ الدِّرْهَمُ الزَّائِفُ، فَمَا عَرَفُوا مِنْهُ أَخَذْنَا، وَمَا أَنْكَرُوهُ مِنْهُ تَرَكْنَا. حَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: أَعْرِبُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْقَوْمِ كَانُوا عَرَبًا. فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: لَا بَأْسَ بِإِصْلَاحِ اللَّحْنِ وَالْخَطَأِ فِي الْحَدِيثِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: تَعلَّمْ مَا لا تؤخذ بِهِ، كَمَا تَتَعَلَّمْ مَا يُؤْخَذُ بِهِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: حَدَّثَنَا الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ البْصَرَةَ بَعْدَ مَوْتِ الْحَسَنِ بِأَرْبَعِينَ

لَيْلَةً، وَدَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فِي مَرَضِهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ قِيَامًا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ فِي الْمُنَاوَلَةِ أَقُولُ فِيهَا: حَدَّثَنَا، فَقَالَ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُكَ، فَقُلْ. فَقُلْتُ: أقول: أخبرنا؟ قال: لا. فقلت: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: يَعْمَلُ بِهَا، وَلَا يَتَحَدَّثُ بِهَا. فَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَتْبَةَ أنهما سمعا عمر بن عبد الواحد قال: نَظَرَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي كِتَابِي فَقَالَ لِي: ارْوِهِ عَنِّي. فَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي، وَدَفَعَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي. حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الْخُتَّلِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: يَا أَبَا عَمْرٍو: الْحَسَنُ، أَوْ رَجُلٌ عَنِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: رَجِلٌ عَنِ الْحَسَنِ. قُلْتُ: فَنَافِعٌ، أَوْ رَجُلٌ عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ عَنْ نَافِعٍ، قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، أَوْ رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ؟ قَالَ: عمرو بن شعيب. قال أبو زرعة: لَا يَصِحُّ عِنْدَنَا لِلَأَوْزَاعِيِّ عَنْ نَافِعٍ شَيْءٌ. وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَمَاعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ نَافِعٍ.

حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قال: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، فَقَالَ: كَانَ صَاحِبُ مَنْطِقٍ. قَالَ: وَسَأَلْتَهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، فَقَالَ: كَانَ صَاحِبُ كُتُبٍ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ: لَوْ قِيلَ لِي اخْتَرْ لِلْأُمَّةِ، لَاخْتَرْتُ الْأَوْزَاعِيَّ. حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْأَوْزَاعِيِّ قَلَنْسُوَةً سَوْدَاءَ فِي أَيَّامِ ابْنِ سُرَاقَةَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ بِقُولُ مُكْحُولٌ: مَا أَحْرَصُ ابْنُ أَبِي مَالِكٍ عَلَى الْقَضَاءِ؟ فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتَ مِمَّنُ شَدَّدَ لِي رَأْيِي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أُرِيدَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَامْتَنَعَ الْأَوْزَاعِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، جَلَسَ لَهُمْ مجلساً واحداً. حدثني الولدي بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْفِرْيَابِيِّ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَحْفَظُ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.

قال: كنت إذ رَأَيْتَ الْأَوْزَاعِيَّ لَمْ تُكْبِرْ بِهِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ جَلَّ، وَمَلَأَ الْقَلْبُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُولٌ جَالِسٌ. حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن كثير القارىء عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: إِنَّمَا أَحْدَثَ النَّاسُ العُمْرَةَ مِنْ بَعْدِ الْحَجِّ مِنْ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قال أبو زرعة: مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ، شَيْخٌ لَنَا قَدِيمٌ، مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، قَدْ سَمِعَ مِنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنُ الْأَجِلَّةِ: ضَمْرَةُ، وَوَكِيعٌ. قَالَ أبو زرعة: فَذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بَعْضَ حَدِيثِهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ وَكِيعٌ بِحَدِيثٍ فَأَخْطَأَ. قُلْتُ له: وما هو؟ قَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى: لَا يُؤْكَلُ اللَّحْمُ حَتَّى تَمْضِي لَهُ ثَالِثَةٌ أَوْ تَمَسَّهُ النَّارُ. وَإِنَّمَا هُوَ: مَسَرَّةُ عن الزهري. قلت له: حدثنا سِوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ قَالَ: حدثنا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى: لَا يُؤْكَلُ اللَّحْمُ حَتَّى تَمْضِي لَهُ ثَالِثَةٌ، أو تمسه النار. وحدثناه الْوَلِيدُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ مَسَرَّةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقَدْ أَصَابُوا جميعاً.

قال أبو زرعة: قَوْلُهُمْ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً. اخْتَلَفَ فِيهِ الثِّقَاتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ أَصَابَ. حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قال: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: مَنْ صَلَّى سَجْدَةً وَاحِدَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا بَقِيَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَلَمْ تَفُتْهُ الْعَصْرُ، وَمَنْ صَلَّى سَجْدَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، ثُمَّ صَلَّاهَا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَمْ تَفُتْهُ الصُّبْحُ. حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْأَعْرَجِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْأُخْرَى بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَدْرَكَ. وَمَنْ أَدَرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَالْأُخْرَى بَعْدَمَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَا:

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْأَعْرَجُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشمس، فقد أدركها. تم الكتاب وكمل، وهذا آخره والحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً دائماً، أبداً، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم قوبل بحسب الطاقة فصح بحمد الله وعونه، والحمد لله رب العالمين.

§1/1