بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل

برهان الدين اللقاني

حقوق الطبع محفوظة المركز الرئيس: اليمن - صنعاء ت: 733702792 - 00967 ص. ب: صنعاء (4173) البريد الإلكتروني: [email protected] الطبعة الأولى 1432هـ الموافق2011م

سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة (6) بَهْجَة المحَافِل وأجمل الوَسائل بالتعريف برواة الشَّمَائل تصنيف برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم اللقَّاني المتوفى سنة (1041هـ) (ينشر لأول مرة على أربع نسخ خطية) دراسة وتحقيق د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (المجلد الأول)

المقدمة

المقدمة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فبين يديك أخي القارئ الكريم أحد الأعمال التي تندرج تحت مشروعنا الذي أطلقنا عليه اسم «مشروع سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة»، والذي عمدنا فيه إلى إخراج كنوز تراثية لا تزال قابعة في عالم «ألَّا مطبوع»، فنزيح عنها-بحول الله وقوته- غبار الزمان، ونكشف الستار عن مكنونها وخباياها، لنخرجها إلى عالم «المطبوع» في حُلَّةٍ قشيبة-بعون الله وتوفيقه- ليعم الانتفاع بها بين أهل العلم وطلابه. أما المجموعة الأولى من أعمال هذه السلسلة فهي: 1 - «قضاء الوطر من نزهة النظر» للَّقاني المالكي، طبع عن المكتبة الأثرية بالأردن في ثلاثة مجلدات. 2 - «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» للحافظ ابن قطلوبغا طبع عن مركز النعمان في تسعة مجلدات. 3 - «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» للحافظ ابن كثير، في أربعة مجلدات. 4 - «تجريد الأسماء والكنى» للفراء، في مجلد. 5 - «شرح ألفية العراقي» للعيني، في مجلد.

6 - «شرح الأجهوري على قسم الضعيف» من ألفية العراقي. 7 - «مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية» لابن عمار المالكي، في مجلد. 8 - «بهجة المحافل وأجمل الوسائل في التعريف برواة الشمائل» للقاني المالكي، في مجلدين، وهو الذي بين يديك. 9 - «ذيل لب اللباب في الأنساب» لابن العجمي، في مجلد. وأنا أعمل بِجِدٍّ في هذا المشروع بإزاء مشروعي الآخر «موسوعة العلامة الألباني» والذي صدر منه العمل الأول «جامع تراث الألباني في العقيدة» في تسعة مجلدات، سائلاً المولى عز وجل أن يُنْعِم عليِّ بالأسباب المعينة على إنجاز هذه الأعمال وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه. وكما عودنا الإخوة القُرَّاء فقد قدمنا لهذا العمل بمقدمة نعدها مدخلاً جيدًا لمن رام حسن الاستفادة، والله من وراء القصد. وكتب شادي بن محمد بن سالم آل نعمان في صنعاء اليمن حرسها الله في يوم الاثنين 11/ 10/1432هـ الموافق 5/ 9/2011م

شكر وعرفان

شكر وعرفان يسرني في هذا المقام أن أتقدم بشكر خاص إلى أخي الكريم فؤاد الزيلعي الذي قام بجهد كبير كعادته في صف وتنسيق وإخراج الكتاب. وإلى الإخوة الأفاضل فضل النهاري وحفظ الله الزيلعي اللذين شاركا في مراحل المقابلة والمراجعة جزاهما الله خيرا. والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.

[مقدمة الدراسة]

المبحث الأول ترجمة المصنف سبق وأن ترجمنا للإمام برهان الدين اللقاني ترجمةً موسعة لم نسبق إليها فيما نعلم وذلك في مقدمة تحقيقنا على كتابه النافع "قضاء الوطر من نزهة النظر"، وقد اقتبست هذه الترجمة منه، ومن أراد التوسع فليراجع المصدر المشار إليه. اسمه، ونسبه، ولقبه، وكنيته، ومذهبه هو: إبراهيم بن إبراهيم بن حسن بن علي بن علي بن علي بن عبد القدوس بن محمد بن هارون، اللقاني، المصري، المالكي، برهان الدين، أبو الإمداد (¬1). أما اسمه: إبراهيم بن إبراهيم بن حسن فقد اتفقت عليه أكثر مصادر ¬

(¬1) انظر: «خلاصة الأثر» (1/ 6)، و «شجرة النور الزكية» (291)، و «النجوم العوالي» (3/ 25)، و «ديوان الإسلام» (77)، و «هدية العارفين» (1/ 30)، و «فهرس الفهارس» (1/ 90)، و «معجم المؤلفين» (1/ 2)، و «إيضاح المكنون» (1/ 247)، و «الخطط التوفيقية» (9/ 2)، و «الأعلام» (1/ 28)، و «معجم المطبوعات» (1592).

ولادته

ترجمته، ووقع في بعضها (¬1): إبراهيم بن حسن. وأما نسبهُ «اللقاني»: فبفتح اللام وتشديدها؛ نسبة إلى (لقانة) قرية من قرى مصر (¬2)، وقد ذكر المحبي أن له نسبة هو وقبيلته إلى الشرف، ولكنه لا يظهره تواضعًا منه. وأما لقبه «برهان الدين» فقد اشتهر عند المتأخرين لمن اسمه إبراهيم (¬3)، ويقال: البرهان (¬4). وأما كنيته «أبو الإمداد» فقد زادت بعض المصادر إلى جانبها: أبا إسحاق (¬5)، ولعلهم مشوا في ذلك على ما هو شائع من تكنية من اسمه إبراهيم بأبي إسحاق، دون أن يقفوا على من كنى اللقاني بذلك. ولادته: لم أقف فيما بين يدي من مصادر على من ذكر السنة التي ولد فيها ¬

(¬1) انظر: «فهرس الفهارس» (1/ 90)، و «معجم المؤلفين» (1/ 2). (¬2) وتقع في محافظة البحيرة، وتعرف بهذا الاسم إلى الآن. (¬3) كما اشتهر عندهم نور الدين لمن اسمه علي، وشمس الدين لمحمد، وشرف الدين ليحيى، وشهاب الدين لأحمد ... وهكذا، انظر: حاشية مقدمة «شرح البيجوري» على الجوهرة (9). (¬4) والألف واللام في البرهان عوض عن مضاف إليه أي: برهان الدين، وذلك مثل: الكمال بن الهمام لكمال الدين، والسعد التفتازانق لسعد الدين، والعضد الإيجي لعضد الدين ... وهكذا. (¬5) انظر: «فهرس الفهارس» (1/ 90)، و «معجم المؤلفين» (1/ 2)، و «موسوعة أعلام الدولة العثمانية» (1/ترجمة 1).

صفاته الخلقية

الإمام اللقاني تحديدًا. إلا أن السُّحيمي (¬1) قد ذكر في كتابه "المزيد على إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد" (¬2) -وتابعه عليه الصاوي (¬3) - أن الإمام اللقاني قد توفي عن نيف وسبعين سنة، وقد كانت وفاة اللقاني -كما سيأتي- سنة (1041هـ)، والنيف عند العرب من واحدة إلى ثلاث (¬4)، فعلى هذا تكون ولادة الإمام اللقاني في حدود سنة (970هـ) أو قبلها بسنة، أو سنتين، والله -تعالى-أعلم. صفاته الخلقية: وُصف الإمام اللقاني بأنه كان قوي النفس، عظيم الهيبة، تخضع له الدولة، ويقبلون شفاعته. وعُرِف كذلك باهتمامه بوقته، فلا يكاد يمضيه إلا فيما ينفع. كما كان منقطعًا عن التردد إلى واحد من الناس، يصرف وقته في الدرس والإفادة، والتعلم، والتعليم (¬5). ¬

(¬1) هو: أحمد بن محمد بن علي الحسني السحيمي، فقيه مصري من أعيان الشافعية، وصلحائهم توفي سنة (1178هـ) «الأعلام» (1/ 243). (¬2) (ق17/أ-ب)، كما في «حاشية شرح الصاوي على الجوهرة» (4). (¬3) في «شرح جوهرة التوحيد» (44). (¬4) انظر: «لسان العرب» مادة: (نوف). (¬5) انظر: «خلاصة الأثر» (1/ 6).

أسرته

أسرته: لم تسعفنا المصادر بالكثير عن آباء الإمام اللقاني، إلا أنه قد اشتهر جده الأكبر محمد بن هارون بتصوفه، وقد ترجم له الشعراني في «طبقاته» (¬1)، وأورد في ترجمته الكثير من الخرافات والأباطيل التي لا تكاد تخلو منها ترجمة من تراجم كتابه. كما يظهر من خلال وصف ناسخ النسخة الأحمدية من كتاب «قضاء الوطر» لوالد اللقاني على صفحة العنوان بـ «الشيخ»؛ أنه كان معروفًا بالعلم والفضل. أما بالنسبة لأبنائه فقد اشتهر منهم: ابنه عبد السلام، المتوفى سنة (1078هـ)، وقد وصفه المحبي (¬2) بالحافظ المتقن الفهامة شيخ المالكية، وبأنه كان إمامًا كبيرًا محدثًا باهرًا أصوليًا، إليه النهاية، وقد شرح «جوهرة التوحيد» التي صنفها أبوه بثلاثة شروح. وابنه خليل، المتوفى سنة (1104هـ)، وقد وصفه المرادي (¬3) بالإمام العلامة المحدث المحقق المدقق الفقيه النحرير الأوحد المفنن. ¬

(¬1) (1/ 214). (¬2) في «خلاصة الأثر» (2/ 80). (¬3) «سلك الدرر» (1/ 227).

وفاته

وفاته (¬1): توفي الإمام اللقاني رحمه الله بعد حياة حافلة بالعلم والتعليم؛ وهو راجع من الحج بمحل يقال له: الشرفة. وكان ذلك ليلة الأحد قبيل العشاء الأخيرة، ثالث شهر صفر، سنة إحدى وأربعين بعد الألف، عن نيف وسبعين سنة. وحُمِل إلى عقبة أيلة (¬2)، فدفن بمَحَلٍّ عالٍ مجاور لآخر بساتينها التي ينزل الحاج بعد رجوعه خلفها، على يمين الراجع تجاه البحر الملح. ما رثي به (¬3): كان الحافظ الكبير أبو العباس أحمد المقرئ المالكي (¬4) قد توفي في نفس السنة التي توفي فيها الإمام اللقاني، فقال فيهما المصطفى بن محب ¬

(¬1) انظر: «خلاصة الأثر» (1/ 19)، و «المزيد على إتحاف المريد» (ج1/ق17/أ- ب)، و «شرح الصاوي على الجوهرة» (44). (¬2) أيلة، بالفتح، مدينة على ساحل بحر القلزم -البحر الأحمر- مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، «معجم البلدان» (1/ 347). (¬3) انظر: «خلاصة الأثر» (1/ 9). (¬4) هو: أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي العيش أبو العباس المقرئ التلمساني المالكي، «خلاصة الأثر» (1/ 191).

الدين الدمشقي (¬1) يرثيهما: مضى المقري إثر اللقاني لاحقا ... إمامان ما للدهر بعدهما خلفُ فبدر الدجى أجرى على الخد دمعه ... فأثر ذلك الدمع ما فيه من كُلفُ ¬

(¬1) هو: مصطفى بن أحمد بن منصور بن إبراهيم بن محمد سلامة، أبو الجود بن محب الدين الدمشقي، المتوفى سنة (1061هـ). "خلاصة الأثر" (4/ 365 - 371).

المبحث الثاني التعريف بكتاب «بهجة المحافل» من خلال كلام مصنفه عليه

المبحث الثاني التعريف بكتاب «بهجة المحافل» من خلال كلام مصنفه عليه قال اللقاني-رحمه الله- في مقدمته على هذا الكتاب بعد الحمدلة ... : «فهذا تعليق لطيف وهيكل شريف أتعرض فيه للتعريف برواة «الشمائل» .. اقتصرت فيه على أدنى ما يحصل به التعريف، أعجلني فيه قصد الاختصار للتخفيف ... ولو كنت أعلم أني سبقت إليه على هذا الكتاب ما تطفلت على موائد الكمال واللباب، وربما تعرضت فيه للأصل ... وسميته «بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة السمائل». ويستفاد -من هذه التقدمة- مسائل: 1. أن مقصوده من هذا التصنيف هو «التعريف برواة كتاب الشمائل المحمدية» للترمذي. 2. أنه اقتصر فيه على أدنى ما يحصل به التعريف للراوي. 3. وأن سبب ذلك أنه إنما أراد الاختصار للتخفيف على القارئ

والناظر في كتابه. 4. أن الدافع له إلى تصنيف هذا الكتاب أنه لا يعرف من سبقه إلى ذلك، ويظهر لي أن مراد المصنف أنه لا يعرف من سبقه إلى إفراد رواة الشمائل بترجمتهم في مصنف مستقل، وإلا فقد ترجم لهم المزي في «تهذيب الكمال»، حيث جعل -كتاب الشمائل- من ملحقات الكتب الستة التي ترجم لرجالها (¬1). 5. أنه يتعرض للأصل أحياناً، أي يتعرض للكلام على بعض ألفاظ الأحاديث التي أوردها الترمذي في كتابه، أو الكلام على اختلافات نسخ الشمائل، وما شابه ذلك. 6. ثم نص على تسميته: «بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل». *ثم قال اللقاني في خاتمة كتابه: «وكان تمام ترقيمه والفراغ من تقويمه غُرَّة ربيع الثاني من شهور السنة السابعة والثلاثين بعد الألف من الهجرة ... ». ويستفاد من هذه الفقرة: 1. أنه قد راجع كتابه هذا وأصلحه، كما يظهر من قوله: «الفراغ من ¬

(¬1) وممن أفرد رواة الشمائل بمصنف بعد اللقاني: أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري الفاسي في كتابه «أشرف الوسائل برواة الشمائل». وعبد الوهاب المدارسي في «أكمال الوسائل لرجال الشمائل»، ولم يطبعا.

ترقيمه». 2. أنه انتهى منه سنة (1037هـ) أي قبل وفاته بأربع سنوات فقط، فَدَلَّ على أنه من آخر مصنفاته.

المبحث الثالث منهج اللقاني في «بهجة المحافل»

المبحث الثالث منهج اللَّقاني في «بهجة المحافل» - نستطيع ان نلخص أهم ملامح كتاب «بهجة المحافل» المنهجية في التالي: 1. بدأ كتابه بمقدمة هامة ذكر فيها إسناده إلى كتاب «الشمائل»، كما تركم فيها للإمام الترمذي مصنف «الشمائل»، ثم تكلم على مسألة اصطلاحية هامة وهي كيفية دخول الأحاديث التي تحتوي على صفات النبي صلى الله عليه وسلم في قسم المرفوع، ثم تكلم على شروط الأئمة في كتبهم ومنهم الترمذي. 2. اعتمد في الترجمة لرواة «الشمائل» على كتاب «التذكرة بمعرفة رجال الكتب العشرة» للحسيني، فنقل عنه حرفياً، وسبب ذلك أنه رام الاختصار في التراجم، فوافق منهجُ الحسيني في كتابه مُرَادَ اللقاني. 3. اعتمد في الترجمة للصحابة-خاصة في القسم الأول من الكتاب- على كتاب «الإصابة» للحافظ ابن حجر. 4. أولى أنساب الرواة عناية خاصة فأكثر من الكلام عليها، وكان

تعويله في ذلك على كتاب «اللباب» لابن الأثير. 5. اعتنى كذلك -في بعض التراجم- بالنقل عن «تقريب التهذيب» للحافظ ابن حجر. 6. يعتني أحياناً ببيان النكات الإسنادية لبعض أحاديث الشمائل كأن يكون الإسناد رباعي، أو رجاله كلهم من بلد واحد. 7. تكلم على مسائل اصطلاحية هامة، فتكلم على بعض ألفاظ التحمل وصور اختصارها عند المحدثين، وتكلم على رواية المختلط وأحكامها، كما تكلم على مسألة اشتمال الإسناد على مجهول وهل يسمى منقطعاً لذلك، وعلى قول المحدثين (ح) بين الأسانيد ومرادهم بذلك، وغيرها من مسائل المصطلح. 8. يتعرض أحياناً لشرح بعض ألفاظ أحاديث «الشمائل» الغريبة، وهذا قليل في كتابه. 9. كما يتعرض أحياناً لبيان اختلافات نُسَخ الشمائل التي اطلع عليها. 10. ينبه على بعض الأوهام أحياناً كما في توهيمه لابن الأثير في ذكر سنة ولادة الليث بن سعد عند الكلام على نسبة «الفهمي».

المبحث الرابع أوهام المصنف

المبحث الرابع أوهام المصنف لعل أهم الأوهام التي وقع فيها المصنف تتلخص في التالي: 1. فاته أن يترجم لعدد ليس باليسير من رجال «الشمائل»، وقد ترجمنا لهم في حاشية التحقيق. 2. ينص على أن ترجمة فلان من الرواة قد تقدمت، ولم تتقدم. 3. يخطئ أحياناً في تعيين أحد رجال الإسناد، وقد التزمتُ التنبيه على ما ظهر لي من ذلك.

المبحث الخامس الإضافة العلمية التي نرجو أن يكون قدمناها بنشر هذا الكتاب

المبحث الخامس الإضافة العلمية التي نرجو أن يكون قدمناها بنشر هذا الكتاب تتلخص أهم الإضافات العلمية التي نقدمها بنشر هذا الكتاب في التالي: 1. أن الكتاب يعين الناظر في كتاب «الشمائل» على دراسة أسانيد الكتاب. 2. يسهل الكتاب على المعتني بكتاب الشمائل شرحاً وتدريساً أو دراسةً له أن يقف على تراجم رواة الأسانيد في نفس الكتاب بدلاً من الرجوع إلى مصادر خارجية. 3. يقف فيه القارئ على خلاصة لترجمة الراوي، من غير تطويل. 4. يبرز الكتاب نوعاً من أنواع التصانيف وهو تعيين رواة أسانيد كتاب من الكتب المسندة والترجمة لرجاله داخل الكتاب نفسه، بدلاً من إفراد الرواة في مصنف مستقل. 5. يبرز جزءاً من شخصية الإمام اللقاني العلمية واعتنائه بفن الرجال.

المبحث السادس توثيق نسبة الكتاب إلى مصنفه

المبحث السادس توثيق نسبة الكتاب إلى مصنفه صَرَّح اللقاني نفسه بنسبة هذا الكتاب إليه في مقدمته حيث صدر كتابه بقوله: «قال العبد الفقير .... إبراهيم المالكي اللقاني». وفي خاتمته حيث قال: «أنهاه جامعه الحقير إبراهيم اللقاني .. ». لذا فقد تتابع المصنفون في «إثبات المصنفات وأسماء مؤلفيها» على نسبة هذا الكتاب إليه كما في «إيضاح المكنون» (¬1)، و «هدية العارفين» (¬2)، و «معجم المؤلفين» (¬3)، وغيرها. ¬

(¬1) (3/ 203). (¬2) (1/ 16). (¬3) (1/ 2).

المبحث السابع توثيق اسم الكتاب

المبحث السابع توثيق اسم الكتاب صرح اللقاني في مقدمته باسم كتابه هذا، فقال: وسميته «بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل». لذا فلم يتردد من صَنَّف في «إثبات المصنفات» -ممن تقدم- في تسمية كتابه بذلك. وهي التسمية التي اعتمدناها في نشرتنا للكتاب.

المبحث الثامن وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق

المبحث الثامن وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق النسخة (أ): - من محفوظات المكتبة الأزهرية تحت رقم (93375) حديث. - تقع في (149) ورقة، مسطرتها (23) سطراً. - كتب على طرتها: كتاب بهجة المحافل وأجمل الوسائل في شرح الشمائل لفهامة الزمان وعلامة الأوان وبهجة العصر من الفرسان: مولانا وشيخنا وأستاذنا الشيخ إبراهيم اللقاني المالكي سقى الله ثراه صبيب الرحمة، آمين. - كما وُجد على الطرة نص وقفية الكتاب على طلبة العلم بالأزهر، وجعل مقره رواق المغاربة. - ناسخها هو جاد المولى ابن أحمد الدلجي، وقد فرغ من كتابته في أواخر شعبان سنة 1094هـ من الهجرة النبوية.

النسخة (ب): - من محفوظات المكتبة الأزهرية، تحت رقم (91866) مصطلح. - وهي نسخة ناقصة تقع في (49) ورقة، مسطرتها (23) سطراً. - خطها نسخي واضح لكنه غير مرتب. - كتب على طرتها: كتاب بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل، تأليف الشيخ الإمام العلامة إبراهيم المالكي اللقاني. النسخة (جـ): - من محفوظات دار الكتب المصرية، تحت رقم (1631) حديث. - تقع في (134) ورقة، مسطرتها 23 سطراً. - خطها نسخي واضح. - كتب على طرتها: هذا كتاب بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل جمع سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره أبي الإمداد إبراهيم بن إبراهيم اللقاني المالكي تغمده الله تعالى برحمته وأفاض عليه من سحائب رأفته، آمين. - وكتبت هذه النسخة من أولها إلى آخرها بالحرم المكي، ولم يذكر ناسخها اسمه.

النسخة (د): - من محفوظات دار الكتب المصرية، رقم (404) مصطلح. - تقع في (113) ورقة، مسطرتها (25) سطراً. - خطها نسخي جميل. - تاريخ نسخها 1096هـ بيد الناسخ عبد المنعم عثمان.

المبحث التاسع منهجي في التحقيق

المبحث التاسع منهجي في التحقيق إذا كانت ثمرة تحقيق المخطوطات هي: إظهارها مطبوعةً، مضبوطةً، خالية نصوصها من التصحيف والتحريف، مخدومةً في حلةٍ قشيبةٍ، تُيسر سبل الانتفاع بها، وذلك على الصورة التي أرادها مؤلفوها، أو أقرب ما يكون إلى ذلك، فقد بذلت ما في وسعي في تحقيق كتاب "بهجة المحافل"، وضاعفت الجهد في خدمته خدمة تليق بمكانته ومكانة أصله، على النحو التالي: 1 - لم أعتمد أصلًا واحدًا في تحقيق نص الكتاب، بل سلكت طريقة النص المختار، وذلك بأن أجمع في المتن من النسخ كلها ما أعتقد أنه صحيح، مع الإشارة إلى ما وقع في باقي النسخ في حاشية التحقيق. 2 - ولم أقم بإثبات كل الفروق بين النسخ، بل أثبت ما هو جدير بالإثبات -في نظري-، وأهملت غير ذلك من الفروق، والتي تنشأ في الغالب عن أخطاء ظاهرة للنساخ، مما يعلم بداهةً أنه من كيس الناسخ لسهوه، أو لجهله، أو غير ذلك. 3 - لم يثبت اللقاني متن الشمائل في كتابه فقمت بإثباته معتمدا في

ذلك على الطبعة التي بتحقيق الأخ الشيخ ماهر الفحل حفظه الله. وهذا سبب ما سيلحظه القارئ من اختلافات بين متن الشمائل وشرح اللقاني خاصة في صيغ الأداء وسياق اسم الراوي في الإسناد، فسبب ذلك أن اللقاني لم يثبت متن الشمائل من النسخة التي اعتمدها هو في شرحه. 4 - أثبتُّ في النص كل ما يعين على تجليته وإيضاحه، من تقسيمه إلى فقرات، مع تحديد بداية الأسطر ونهايتها، ووضع علامات الترقيم من فواصل، واستفهام، وغيرهما، وتحديد الجمل الاعتراضية، وغير ذلك مما يخدم النص ويعين على فهمه. 5 - قمت بتوثيق نصوص الكتاب من المصادر الأصلية التي نقل منها المصنف قدر الطاقة. 6 - كما قمت بتوثيق ما رأيت أنه بحاجة إلى توثيق من مادة الكتاب. 7 - استدركت على المصنف ما فاته من تراجم رجال الشمائل. 8 - صححت أوهام المصنف الواقعة في الكتاب كأوهامه في تعيين الرواة وغير ذلك. 9 - علقتُ على ما رأيت أنه بحاجة إلى تعليق مما يعين على فهم الكتاب. 10 - قدمت الكتاب بمقدمةٍ ترجمت فيها للمصنف، وتكلمت على منهجه في الكتاب وأوهامه فيه وغير ذلك من المباحث التي تعد مدخلا

جيدا لمن رام حسن الاستفادة من العمل. 11 - قمت بصناعة الفهارس اللازمة، التي تقرب مادة الكتاب، وتعين الباحث على الوقوف على بغيته من مباحث الكتاب، وقد استفدت في إعدادها من الفهارس المثبتة في طبعة دار الغرب لكتاب الشمائل، وقد جاءت الفهارس على النحو التالي: -فهرس أطراف الأحاديث. -فهرس مسانيد الصحابة. -فهرس مسانيد النساء الصحابيات. -فهرس المراسيل وأقوال التابعين. -فهرس رجال أسانيد الشمائل.

صور من النسخ الخطية

اللوحة الأولى من النسخة (أ)

اللوحة الأخيرة من النسخة (أ)

اللوحة الأولى من النسخة (ب)

اللوحة الأخيرة من النسخة (ب)

اللوحة الأولى من النسخة (جـ)

اللوحة الأخيرة من النسخة (جـ)

لوحة من النسخة (د)

لوحة من النسخة (د)

النص المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم قال العبد الفقير الحقير أبو الإمداد الفاني، إبراهيم المالكي اللقاني: الحمد لله الذي اصْطَفَى لنقل السُّنَّةِ المحمَّديَّة رجالاً، وقَلَّدَهُم أمانة نَقْدِها، فأوْسَعَوا في مضمار السبق للتعديل والتجريح مَجَالاً، لا يخشون في الله لَوْمَة لائم، فهم ليوث الحق زُيِّنُوا بالعمائم، أحمدُهُ وأشكُرُه وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تزحزح قائلها عن النار، وتمحو اسمه من ديوان الأشقياء إلى ديوان الأتقياء الأخيار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار، الشاهد برسالته الأشجار والأحجار، وعجم الوحوش في الصحاري والقفار، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته المهاجرين والأنصار، صلاة وسلاماً دائمين ما تعاقب الليل والنهار. وبعد: فهذا تعليق لطيف وهيكل (¬1) شريف، أَتَعَرَّضُ فيه للتعريف برواة «الشمائل»، رجاء أن يكون لي عند الله بواسطة خدمته صلى الله عليه وسلم من أجل الوسائل، اقتصرت فيه على أدنى ما يَحْصُل به التعريف، أعجلني فيه قصد الاختصار للتَّخفيف، لكني فيه مع كساد البضاعة معذور، وبعين الفروسية في مضمار الحفظ غير منظور، ولو كنت أعلم أني سُبِقْتُ إليه على هذا الكتاب، ما تَطَفَّلْتُ على موائد الكمال واللباب، وربما تَعَرَّضْتُ فيه للأصل وإن لم أُعَدُّ لذلك من الأهل، وسميته «بهجة ¬

(¬1) في (ب): شكل. والهيكل: الضخم من كل شيء. «تاج العروس»: (31/ 143).

المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل». فأقول: وبالله أستعين، وهو حسبي ونعم الوكيل. المسألة الأولى: قال بعض علمائنا: قال النووي: شيوخ الإنسان في العلم آباء في الدين، ووصلة بينه وبين رَبِّ العالمين، فَيَقْبُحُ به جهلهم، وكيف لا يَقْبُحُ جهل الإنسان وهم الوَصْلَةُ بينه وبين ربه الكريم الوهاب، مع أنه مأمور بالدعاء لهم وبِبِرِّهم، وذِكْرِ مآثرهم، والثناء عليهم، والشكر لهم انتهى. إذا عَلِمْتَ هذا فلنا في هذا الكتاب أسانيد متنوعة، ومشايخ عدة من أجلهم وأفضلهم عالم وقته بلا نزاع، ومحدث عصره من غير دفاع، العلامة الرحلة أبو النجا سالم السَّنْهُوري (¬1)، بَلَّ الله بالرحمة ثراه، وجعل الجنة مثواه، وأخبرنا به مراراً. قال: حدثنا به الشيخ نجم الدين الغَيْطي (¬2) بقراءتي عليه، قال: أخبرنا به شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري (¬3)، قال: أخبرنا به أبو الفتح ابن أبي بكر بن الحسين المدني مشافهةً (¬4)، عن الحافظَيْن أبي الفضل ¬

(¬1) ترجمته في «خلاصة الأثر»: (2/ 204)، ولم يكثر اللقاني عن أحدٍ كما أكثر عنه. وانظر مقدمة تحقيقنا على «قضاء الوطر»: (1/ 72). (¬2) ترجمته في «شذرات الذهب»: (8/ 406). (¬3) ترجمته في «الضوء اللامع»: (3/ 234) و «شذرات الذهب»: (8/ 134) وغيرها كثير. (¬4) انظر: «ذيل التقييد»: (ص444).

العراقي (¬1) وأبي الحسن (¬2) الهيثمي (¬3) سماعاً قالا: أخبرنا به أبو (¬4) محمد بن إسماعيل بن الخباز، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن القيم (¬5) (ح) وأنبأني عالياً العِزّ أبو محمد الحنفي (¬6)، عن الصلاح ابن أبي عمر (¬7) وغيره، قالوا -وكذا ابن القيم-: أخبرنا به الفخر أبو الحسن علي بن أحمد بن البخاري (¬8) سماعاً، أخبرنا به أبو اليُمْن (¬9) زيد بن الحسن الكندي، وقال ابن الخباز: أخبرنا به عبد الله بن محمد بن عبد الله حُضوراً، وأبو العباس أحمد بن ¬

(¬1) ترجمته في «إنباء الغمر»: (5/ 170) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: (4/ 33) و «شذرات الذهب»: (7/ 55). (¬2) في (أ) و (ب): الحسين. خطأ. (¬3) ترجمته في «ذيل طبقات الحفاظ»: (ص246). (¬4) كذا في (أ) و (ب)، ولعله حشو، فهو محمد بن إسماعيل بن الخباز، مسند دمشق. انظر: «ذيل التقييد»: (ص153). (¬5) انظر: «فهرس الفهارس»: (2/ 256). (¬6) في (أ) و (ب): العز [و] أبو محمد. وهو حشو، وانظر: «المنهل العذب الروي»: (ص36، 49). (¬7) ترجمته في «الدرر الكامنة»: (3/ 392). (¬8) «فهرس الفهارس»: (2/ 617). (¬9) في (أ) و (ب):أبو الحسن، والتصحيح من المصادر، وترجمته في «تذكرة الحفاظ»: (4/ 131).

عبد الدائم (¬1) إذناً، قالا: أخبرنا به الافتخار عبد المطلب بن الفضل الهاشمي (¬2)، زاد ابن عبد الدايم فقال: وأخبرنا به عبد الرحمن بن أبي الكرم (¬3)، قال الثلاثة: أخبرنا به أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي (¬4)، زاد الافتخار فقال: وأخبرنا به أبو حفص عمر بن بن علي الكرابيسي (¬5)، وأبو علي الحسن بن بشير البلخي، وعبد الرحيم (¬6) بن النعمان الوَلْوَالجي، قال الأربعة: أخبرنا به أبو القاسم أحمد بن محمد البلخي (¬7)، أخبرنا به أبو القاسم علي بن أحمد بن علي الخزاعي، أخبرنا به أبو سعيد الهيثم بن كُليب الشاشي (¬8)، حدثنا به أبو عيسى الترمذي. المسألة الثانية: ينبغي أن ننبه على المصنف بالتعريف، ليتصوره القاصر على وَجْهٍ لَطِيف. ¬

(¬1) ترجمته في «تاريخ الإسلام»: (49/ 254). (¬2) ترجمته في «تاريخ الإسلام»: (44/ 301). (¬3) ترجمته في «تاريخ الإسلام»: (44/ 301). (¬4) ترجمته في «سير أعلام النبلاء»: (20/ 452) .. (¬5) انظر: «سير أعلام النبلاء»: (22/ 100) و «تاريخ الإسلام»: (44/ 302). (¬6) كذا في (أ) و (ب)، ويغلب على الظن أن يكون صوابه: عبد الرشيد بن النعمان، أبو الفتح الولوالجي. «تاريخ الإسلام»: (38/ 351). (¬7) كذا في (أ) و (ب)، ولعل صوابه: الخليلي، فهو المذكور في شيوخ عبد الرشيد بن النعمان. (¬8) ترجمته في «سير أعلام النبلاء»: (15/ 359).

فنقول: هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَة الترمذي الضَّرير، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، في القديم والحديث، صَنَّفَ «الجامع» و «العِلَل» تصنيف رجل متقن. قال ابن الأثير (¬1): وبه كان يضرب المثل، تلمذ للإمام الهمام سلطان المحدثين، محمد بن إسماعيل البخاري، وشاركه في شيوخه مثل قتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر وابن بَشَّار، وغيرهم، روى عنه: أبو العباس محمد بن أحمد بن مُحبُوب، وأبو سعيد الهيثم بن كُليب الشَّاشِي، وأبو ذر محمد بن إبراهيم، وأبو محمد الحسن بن إبراهيم القطان، وأبو حامد أحمد بن عبد الله التاجر، وأبو الحسن (¬2) الوَذاري وغيرهم. قال الحافظ أبو جعفر بن الزبير (¬3): وأما ما ذكره بعض الناس من أنه لا يَصِحُّ سماع أحد في جامع الترمذي عن أبي عيسى ولا روايته عنه، فهذا باطل قاله من قاله؛ فإن الروايات للجامع عن هؤلاء الثقات منتشرة شائعة عنهم وعن جملة معروفين إلى المصنف. وتوفي رحمه الله بقرية يقال لها بوغ من قرى ترمذ، وكان موته بعد موت أبي داود بنحو أربع سنين؛ لأن أبا داود مات يوم الجمعة سادس ¬

(¬1) «اللباب»: (1/ 213). (¬2) في (أ) و (ب): الحسين. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬3) هو أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر، المتوفى سنة (708هـ). «الإحاطة في أخبار غرناطة»: (1/ 72) و «الدرر الكامنة»: (1/ 84).

عشر شوال بالبصرة، سنة خمس وسبعين ومائتين، ومات الترمذي ليلة الاثنين، لثلاث عشرة ليلة مضت من شهر رجب، سنة تسع وسبعين ومائتين. وقال صاحب «التذكرة» (¬1): محمد بن عيسى بن سَوْرَة بن موسى بن الضَّحَّاك السُّلَمي، أبو عيسى التِّرْمِذي الضَّرير، الحافظ العلَّامة، صاحب كتاب «الجامع» وغيره، طاف البلاد، وسمع خلقاً كثيراً من الخراسانيين، والعراقيين، والحجازيين، وغيرهم، روى عنه محمد بن المنذر شَكَّر، والهيثم بن كليب، وأبو العباس المحبوبي، وخلق. قال الترمذي: سمع مني محمد بن إسماعيل البخاري حديث عطية عن أبي سعيد «لا يحل لأحد يَجْنُبُ في هذا المسجد غيري وغيرك» قلت: وحدث هو عن مسلم بحديث «احصوا هلال شعبان لرمضان». وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: كان ممن جمع وصنَّفَ وحفظ وذاكر. وقال أبو سعد الإدريسي: كان أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث صنف كتابه «الجامع» و «العلل» تصنيف رجل عالم متقن كان يضرب به المثل في الحفظ. قال أبو العباس المُسْتَغْفِري: مات أبو عيسى بترمذ في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين. ¬

(¬1) (3/ 1579).

له ثلاثي واحد (¬1): قال أبو عيسى الترمذي: ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري: ثنا عمرو بن شاكر: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر» انتهى. تنبيه: هو منسوب (¬2) إلى ترمذ، مدينة قديمة على طرف نهر بَلْخ، ويقال له: جيحون، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء، والناس يختلفون -كما قاله ابن الأثير- في كيفية النسبة إليها، فبعضهم يقول: بفتح التاء ثالثة الحروف، وبعضهم يقول بضمها، وبعضهم يقول بكسرها، والمتداول على لسان أهل تلك المدينة فتح التاء وكسر الميم، قال: والذي كنا نعرفه فيه قديماً كسر التاء والميم جميعاً، والذي يقوله المُتْقِنون وأهل المعرفة: ضم التاء والميم، وكل واحد يقول معنى لما يدعيه. قلت: الحق أن تلك الأوجه لغات ثابتة في تلك البلدة كما نبه عليه بعض الحفاظ، والمشهور من أهل هذه البلدة رجلان أحدهما هذا الإمام، وثانيهما أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الفقيه الشافعي الترمذي، روى ببغداد عن يحيى بن بُكير المصري، وغيره، وروى عنه عبد الباقي ¬

(¬1) أي في «الجامع». (¬2) «اللباب»: (1/ 213).

بن قانع، وكان ثقة زاهداً، مات في المحرم سنة خمس وتسعين (¬1) ومائتين، ومولده سنة مائتين. المسألة الثالثة: أنه قال قائل: كيف تدخل الأحاديث التي فيها صفته الشريفة في الحديث وقد عَرَّفُوه بأنه ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً له، أو فعلاً له، أو تقريراً، وهي ليست واحداً منها؟ انتهى. فقلنا: قال الحافظ أبو الفضل ابن حجر: الأحاديث التي فيها صفة النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في قسم المرفوع بالاتفاق، مع أنها ليست قولاً له صلى الله عليه وسلم ولا فعلاً ولا تقريراً، انتهى. على أن العلامة شمس الدين الكرماني عرف الحديث بقوله (¬2): اعلم أن علم الحديث موضوعه ذات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث إنه رسول الله، وحَدُّهُ هو: علمٌ يُعْرَفُ به أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وأحواله، وغايته: هو الفوز بسعادة الدَّارَيْن، انتهى. فزاد في التعريف «وأحواله» فإن قلت: هذا التعريف للحديث فكيف يجعله الكرماني تعريفاً لعلم الحديث؟ قلت: يقال له: الحديث، ويقال له: علم الحديث. ¬

(¬1) في (أ): ستين، والتصحيح من المصادر. (¬2) مقدمة شرحه على البخاري: (1/ 12).

ولفظ شيخ الإسلام في «فتح الباقي» (¬1): والحديث -ويرادفه الخبر على الصحيح-: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: أو إلى صحابي، أو إلى من دونه قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو صفة ويُعَبَّر عن هذا بعلم الحديث رِوايةً، ويُحَدُّ بأنه: علمٌ يشتمل على نقل ذلك، وموضوعه: ذات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث إنه نبي، وغايته الفوز بسعادة الدَّارَيْن، انتهى المراد منه، غايته: أن قَيْدَ الحيثية مُرَاعى، والله أعلم. المسألة الرابعة: قال الجلال (¬2) في «القوت» (¬3): قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر في كتاب «شروط الأئمة» (¬4) لم ينقل عن أحد من الأئمة الخمسة أنه قال شَرَطْتُ في كتابي هذا أن أُخْرِج على كذا، لكن لما سُبِرَت كُتُبَهم علم بذلك شرط كل واحد منهم، فشرط البخاري ومسلم: أن يُخْرِجَا الحديث المجمع على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور. وأما أبو داود والنسائي فَكُل من كتابيهما منقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: الصحيح المخرَّج في الصحيحين. الثاني: صحيح على شرطهما، وقد حكى أبو عبد الله بن منده أن شرطهما إخراج أحاديث أقوام لم يجمع على تركها إذا صح الحديث ¬

(¬1) (1/ 91). (¬2) هو السيوطي الحافظ. (¬3) «قوت المغتذي على جامع الترمذي»: (1/ 1). (¬4) (ص86 - 95).

باتصال الإسناد من غير قَطْع ولا إرسال، فيكون هذا القسم من الصحيح إلا أن طريقه لا يكون طريق ما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما بل طريقه طريق ما ترك البخاري ومسلم من الصحيح لما بَيَّنَّا أنهما تركا كثيراً من الصحيح الذي حفظاه. والقسم الثالث: أحاديث أخرجاها من غير قطع منهما بصحتها، وقد أبانا علتها بما يفهمه أهل المعرفة، وإنما أودعا هذا القسم في كتابيهما لرواية قوم لها واحتجاجهم بها، فأورداها وبَيَّنَا سَقَمَها لتزول الشبهة، وذلك إذا لم يَجِدا له طريقاً غيره؛ لأنه أقوى عندهما من رأي الرجال. وأما أبو عيسى الترمذي فكتابه -يعني «الجامع» - على أربعة أقسام: قسم صحيح مقطوع به، وهو ما وافق البخاري ومسلماً. وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بينا في القسم الثاني لهما. وقسم آخر كالقسم الثالث لهما أخرجه وأبان عن علته. وقسم رابع أبان هو عنه، وقال: ما أخرجت في كتابي إلا حديثاً عمل به بعض الفقهاء. فعلى هذا الأصل كل حديث احتجَّ به محتج أو عَمِلَ بموجبه عامل، أخرجه سواء صحَّ طريقه أم لم يصح، وقد أزاح عن نفسه، فإنه تَكَلَّم على كل حديثٍ بما فيه، وكان من طريقته أن يترجم الباب الذي فيه حديث مشهور عن صحابي قد صح الطريق إليه، وأُخْرِجَ حديثه في الكتب الصحاح، فيورد في الباب ذلك الحكم من حديث صحابي أخر لم

يخرجوه من حديثه ولا يكون الطريق إليه كالطريق إلى الأول إلا أن الحكم صحيح، ثم يتبعه أن يقول: وفي الباب عن فلان وفلان، ويعد جماعة، منهم الصحابي الذي أخرج ذلك الحكم من حديثه، وقَلَّ ما يَسْلُكُ هذه الطريق إلا في أبواب معدودة، انتهى. ولفظ الحازمي في «شروط الأئمة» (¬1): مذهب من يُخَرِّج الصحيح أن يعتبر حال الراوي العدل في مشايخه، وفي من روى عنهم وهم ثقات أيضاً، وحديثه عن بعضهم صحيح ثابت يلزم إخراجه، وعن بعضهم مدخول لا يصلح إخراجه إلا في الشواهد والمتابعات. قال: وهذا باب فيه غموض، وطريق إيضاحه معرفة طبقات الرواة عن راوي الأصل، ومراتب مداركهم، فلنوضح ذلك بمثال وهو أن يُعْلَمَ أن أصحاب الزهري مثلاً على خمس طبقات، ولكل طبقة منها مَزِيَّة على التي تليها. فالأولى: حديثها في غاية الصحة، نحو مالك، وابن عيينة، وعبيد الله بن عمر، ويونس، وعقيل، ونحوهم، وهي غاية مقصد البخاري. والثانية: شاركت الأولى في التثبت غير أن الأولى جمعت بين الحفظ والإتقان وبين طول الملازمة للزهري، حتى كان فيهم من لا يزامله في السفر ويلازمه في الحضر، والثانية لم تلازم الزهري إلا مدة يسيرة فلم تمارس حديثه، فكانوا في الإتقان دون الطبقة الأولى، وهذه شرط مسلم، ¬

(¬1) (ص150 - 155).

نحو الأوزاعي، والليث ابن سعد، والنعمان بن راشد، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وابن أبي ذئب. والثالثة: جماعة لزموا الزهري كالطبقة الأولى، غير أنهم لم يسلموا من غوائل الجرح فَهُم بين الرد والقبول، وهم شرط أبي داود والنسائي، نحو سفيان بن حسين، وجعفر بن برقان وإسحاق بن يحيى الكلبي (¬1). والرابعة: قوم شاركوا أهل الثالثة في الجرح والتعديل وتفردوا بقلة ممارستهم لحديث الزهري، لأنهم لم يصاحبوا الزهري كثيراً وهو شرط الترمذي. قال: وفي الحقيقة شرط الترمذي أَبْلَغ من شرط أبي داود لأن الحديث إذا كان ضعيفاً، أو من حديث أهل الطبقة الرابعة فإنه يَتَبيَّن ضعفه ويُنَبِّهُ عليه فيصير الحديث عنده من باب الشواهد والمتابعات، ويكون اعتماده على ما صَحَّ عند الجماعة، ومن هذه الطبقة زمعة بن صالح (¬2)، ومعاوية بن يحيى الصَّدَفي، والمثنى بن الصباح. والخامسة: قوم من الضفعاء والمجهولين، لا يجوز لمن يُخَرِّج الحديث على الأبواب أن يخرج لهم إلا على سبيل الاعتبار والاستشهاد عند أبي داود فَمَن دونه، فأما عند الشيخين فلا كبحر بن كنير السَّقَّاء، والحكم بن عبد الله الأيلي، وعبد القدوس بن حبيب، ومحمد بن سعيد ¬

(¬1) كذا، وإنما أورد الحازميُّ إسحاق بن يحيى في الطبقة الرابعة. (¬2) كذا، وإنما أورد الحازمي زمعة بن صالح في الطبقة الثالثة.

المصلوب. وقد يخرج البخاري أحياناً عن أعيان الطبقة الثانية، ومسلم عن أعيان الطبقة الثالثة، وأبي داود عن مشاهير الرابعة، وذلك لأسباب تقتضيه. وقال الذهبي في «الميزان» (¬1): انحطت رتبة جامع الترمذي عن سنن أبي داود والنسائي لإخراجه حديث المصلوب والكلبي وأمثالهما. وقال أبو جعفر بن الزبير (¬2): أولى ما أُرْشِدُ إليه ما اتَّفَقَ المسلمون على اعتماده، وذلك الكتب: الخمسة، والموطأ الذي تَقَدَّمَهَا وضعاً ولم يتأخر عنها رتبة، وقد اختلفت مقاصدهم فيها، وللصحيحين فيها شَفُوف (¬3)، وللبخاري لمن أراد التفقه مقاصد جليلة، ولأبي داود في حصْرِهِ أحاديث الأحكام واستيعابها ما ليس لغيره، وللترمذي في فنون الصناعة الحديثية ما لم يشاركه فيه غيره، وقد سلك النسائي أغمض تلك المسائل وأجلَّها انتهى. ¬

(¬1) انظر: «تدريب الراوي»: (1/ 187) فقد غزاه السيوطي للذهبي، وزاد المصنف هنا «في الميزان»، ولم أقف عليه فيه. (¬2) انظر: «تدريب الراوي»: (1/ 186). (¬3) الشَّفُوف: الربح والفضل. «تاج العروس»: (23/ 519).

1 - باب ما جاء في خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

1 - باب ما جاء في خَلْق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي نسخة «خلق النبي صلى الله عليه وسلم». (وهو خبر عن مبتدأ محذوف، والأصل: هذا باب .. إلخ، وجُوِّز فيه النَّصب بفعلٍ مُقَدَّر كاقرأ وافهم وخُذ، والأول أرجح لبقاء أحد ركني الإسناد) (¬1). والباب لغةً: ما يتوصل به لغيره وهو حقيقةٌ في الأجْرَام كباب الدار، مجاز في المعاني كباب خلق رسول الله. (واصطلاحا ألفاظ مخصوصة دالَّة على معاني مخصوصة، وسميت تلك الألفاظ بابًا لأنه يُتَوَصَّلُ بها إلى معنى آخر. قال الزمخشري: وبوبت الكتب لأن القارئ إذا ختم بابًا وشرع في آخر كان أنشط وأبعث له، كالمسافر إذا قطع مسافة وشرع في أخرى، ولذا كان القرآن سورًا. قيل: ولأنه أسهل في وجدان المسائل والرجوع إليها، وأدعى لحسن ¬

(¬1) ما بين القوسين زيادة من (جـ).

الترتيب والنظم) (¬1). وجملة أبواب هذا الكتاب خمسون باباً والله أعلم. واعلم أن الإسناد حكاية طريق المتن، والسَّنَد: الطريق الموصل للمتن، ولابن جماعة كلام فيه نظر، فقول المصنف: أخبرنا .. إلخ إسناد، ونفس الرجال سَنَد. وقد اختصروا «حد ثنا» على «ثنا» و «أخبرنا» على «أنا»، ولم يختصروا «أنبأنا» خلافاً للشارح، واختصروا «حدثني» على «ثن» ولم يختصروا «أخبرني» ولا «أنبأني»، وهذا في الرَّسْم، وأما النُّطْق فيجب الإتمام. كما اختصروا في الخط «قال»: الواقعة في الإسناد، وخَصُّوصاً في مَحلٍّ تتكرر فيه مثل «قال: قال» ويجب -صِناعَة- نُطْق القاري بها، فإن لم ينطق بها فقيل: يَبْطُل السماع، والأصحُّ أنه لا يبطل، و «أخبر» مُتَعَدٍّ لواحدٍ بنفسه على ما يُشْعِرُ به كلام «الصحاح» (¬2)، و «القاموس» (¬3)، وللمخبر عنه وبه بحرف الجر، وما في الشارح فيه نظر. 1 - حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلاَ بِالْقَصِيرِ، وَلاَ بِالأَبْيَضِ ¬

(¬1) ما بين القوسين زيادة من (جـ) .. (¬2) (ص161). (¬3) (ص488).

الأَمْهَقِ، وَلاَ بِالآدَمِ، وَلاَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. قوله: أبو رجاء قُتَيْبَة بن سعيد (¬1) هو من باب تقديم الكنية على اللقب (¬2)، واسمه علي (¬3)، وجده حميد (¬4) بن طَرِيف الثقفي البَلْخِي أحد أئمة الحديث، روى عن مالك، وابن لهيعة، والليث، وأبي عَوَانة، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن المديني، وابن معين، وخلق كثير. وثقه يحيى وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. وأثنى عليه أحمد، وقال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة. وقال غيره: ثقة مات سنة أربعين ومائتين عن نحو تسعين سنة، كتب الحديث عن ثلاث طبقات. قوله: مالك بن أنس (¬5)، يعني: ابن مالك بن أبي عامر بن عَمرو بن ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1386). (¬2) فقد قال أبو أحمد بن عدي: أن قتيبة لقب. (¬3) وقيل: يحيى. (¬4) كذا، وصوابه: جميل. (¬5) «التذكرة»: (3/ 1435).

الحارث الأَصْبَحِي الحِمْيَرِي، أبو عبد الله المدني. شيخ الأئمة، ومقبول هذه الأمة، إمام دار الهجرة، ورأس أهل المذاهب المشتهرة. روى عن: نافع، ومحمد بن المنكدر، وجعفر الصادق، وحميد الطويل، وخلقٍ كثير. وروى عنه: نافع (¬1)، وربيعة، والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن عبد الله الهادي، وهُمْ من شيوخه، وابن جُرَيج، والأوزاعي، وهما أكبر منه، والليث، ووهب بن خالد، وهما من أقرانه، وشعبة، والسفيانان، وخَلْق، وقيل إن أبا حنيفة روى عنه، وفيه بحث. قال البخاري: عن علي بن المديني: لمالك نحو ألف حديث، وأصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر، انتهى، ومفهوم العدد لا يفيد حصراً. قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أَثْبَت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء. وقال الشافعي: إذا جاء الأثر فمالك النجم، كفى بالمرء شرفاً أن يقول: حَدَّثني مالك. وقال ابن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان وُهَيْب ¬

(¬1) في (أ): نافعة. خطأ، والتصحيح من (ب).

لا يَعْدِلُ بمالك أحداً. وقال الواقدي: مات بالمدينة، وفي سِنِّهِ وعُمْرِهِ خلاف، ولا خلاف أنه مات سنة تسع وسبعين ومائة بالمدينة، ودفن بالبقيع، وقبره معروف، وعليه قبة، ويلي جانبه قبر لنافع. قال السخاوي: إما نافع القارئ، أو نافع مولى ابن عُمَر، وَوُلد سنة ثلاث وتسعين فَسِنُّهُ على هذا أربع وثمانون سنة (¬1)، وقيل: سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ست وتسعين، وقيل: سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة تسعين. تنبيه: الأَصْبَحِي (¬2) بفتح الباء الموحدة (¬3) نسبةً إلى ذي أَصْبَح (¬4)، بَطْن من حِمْيَر، فهو من العرب بل من أولاد ملوك حمير؛ لأن الأذواء (¬5) بلغة ¬

(¬1) كذا قال، وحاصل ما ذكره من سنة ولادته أن سِنَّه ست وثمانون لا أربع وثمانون، وهذا هو الصواب في سنه، انظر: «سير أعلام النبلاء»: (8/ 132). (¬2) «اللباب»: (1/ 69). (¬3) العبارة في (جـ): الأصبحي: بفتح الألف، وسكون الصاد المهملة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، بعدها حاء مهملة، ثم ياء. (¬4) العبارة في (جـ): إلى ذي أصبح [واسمه الحارث بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو من يعرب بن قحطان، وأصبح صارت قبيلة كما ذكر في اللباب]. (¬5) أي قوله: «ذو .. » كذي أصبح هنا. وقد وقعت الكلمة في (أ): الأزد. خطأ، وما أثبتناه من (ب).

حمير لا تستعمل إلا في الملوك. حِلْفُهُ في قريش في بني تيم الله فهو لقريش مولى حِلْف لا مولى عَتَاقة، كما عليه الجمهور خلافاً لابن إسحاق، وسَبَّبَ غلطه هذا [ما] (¬1) كان من مالك في حقه مما هو معلوم من التواريخ (¬2). وهو من تابع التابعين على الصحيح، وقيل: من التابعين، وشُبهة قائلة أنه أدرك عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وقد قيل: إنها صحابية، والصحيح فيها أنها تابعية فقد عدها جماعة في التابعيات كالكلاباذي، ولم يعدها ابن عبد البر في الصَّحَابيات. قوله: ربيعة بن أبي عبد الرحمن (¬3)، اسمه فَرُّوخ -بفتح الفاء وضم الراء مشددة في آخره خاء معجمة، ممنوع من الصرف للعلمية والعجمية- التيمي مولى آل المنكدر أبو عثمان، ويقال: أبو عبد الرحمن المدني الفقيه، أحد الأعلام المعروف بربيعة الرأي. روى عن أنس، والسائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب، ويزيد مولى المُنْبَعِث، وخلق وعنه يحيى الأنصاري، وشعبة، والأوزاعي، والليث، والسفيانان، والدراوردي وخلق. ¬

(¬1) زيادة من عندي يقتضيها السياق. (¬2) قال الذهبي في «السير»: (8/ 71) بعد أن ذكر خطأ ابن إسحاق: وكان ذلك-أي خطأه- أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له وطعنه عليه. (¬3) «التذكرة»: (1/ 481).

قال أحمد: ثقة، وأبو الزناد أعلم منه. وقال أبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت أحد مفتي المدينة. وقال الخطيب: كان فقيهاً عالماً حافظاً للفقه والحديث، وقدم على أبي العباس السفاح الأنبار وكان أَقْدَمَهُ لِيُوَلِّيه القضاء فيقال إنه توفي بالأنبار، ويقال: بل توفي بالمدينة. وكان مالك يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة. قال ابن حبان: مات سنة ست وثلاثين ومائة، وعنه أخذ مالك الفقه. قوله: عن أنس بن مالك: هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه عليه الصلاة والسلام، صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك فقبله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كَنَّاه أبا حمزة ببقلة كان يجتنبها (¬1) ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «يا ذا الأذنين» وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه ¬

(¬1) في (أ): يحبها، خطأ، وما أثبتناه من (ب).

وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، أخبرني أبي عن مولى لأنس أنه قال لأنس: أشهدت بدراً؟ قال: وأين أغيب عن بدر لا أم لك. قال ابن حجر: وإنما لم يذكروه في البدريين؛ لأنه لم يكن في سن من يقاتل. وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان: ثنا أبو داود، عن أبي خلدة قلت لأبي العالية: أسمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان تجي منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها. قال علي بن المديني: كان آخر الصحابة موتاً بالبصرة. وقال البخاري: حدثنا موسى: حدثنا إسحاق بن عثمان (¬1): سألت موسى بن أنس كم غزا أنس مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثمان غزوات. ورواه ابن السكن من طريق صفوان بن هبيرة عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه. ¬

(¬1) في (أ) و (ب) و (د): عمر. خطأ، والتصحيح من (جـ) والمصدر، وإسحاق بن عثمان هو الكلابي، من رجال التهذيب: (2/ 459).

وقال معتمر عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلى إلى القبلتين غيري. قال جرير بن حازم: قلت لشعبة بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين. أخرجه ابن شاهين. وقال سعيد (¬1) بن عفير، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى وتسعين. وقال ابن شاهين: حدثنا عثمان بن أحمد [حدثنا حنبل] (¬2):حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد مثله، وزاد وكان عمره مائة سنة. وقال ابن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن يزيد الهذلي أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين. وقال أبو نعيم الكوفي: مات سنة ثلاث وتسعين وفيهما أرخه الدارمي (¬3) وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين. وحكى ابن شاهين عن يحيى بن بُكَير أنه مات وله مائة سنة وسنة، ¬

(¬1) في في (أ) و (ب) و (د): أسعد. خطأ، والتصحيح من (جـ) والمصدر. (¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من المصدر. (¬3) في مطبوعة «الإصابة»: المدائني.

قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البغوي عن عمر بن شبة عن محمد (¬1) بن عبد الله الأنصاري كذلك. وقال الطبراني: حدثنا جعفر الفريابي ثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي: ثنا مخلد بن الحسين (¬2) عن هشام بن حسان عن حفصة عن أنس قال: قالت أم سليم: يا رسول الله: «ادع الله لأنس» فقال: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه»، قال أنس: فلقد دَفنتُ من صُلْبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين. وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقالت: «يا رسول الله أنس ادعُ الله له». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة» قال: قد رأيت اثنين وأنا أرجو الثالثة. وقال جعفر أيضاً عن ثابت: كنت مع أنس فجاء قهرمانه فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا قال: فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية فصلى ركعتين ثم دعا، فرأيت السَّحَاب تَلْتئم قال: ثم أمطرت حتى ملأت كل شيء، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: انظر أين بلغت السماء، فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيراً وذلك في الصيف. ¬

(¬1) في النسخ: يحيى. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) في النسخ: المنير. خطأ، والتصحيح من (ج) والمصدر، ومخلد بن الحسين هو المصيصي، من رجال التهذيب.

وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت: قال أبو هريرة: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنساً. وروى الطبراني في «الأوسط» (¬1) من طريق عبيد بن عمرو (¬2) الأصبحي عن أبي هريرة أخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة، وقال: لا نعلم (¬3) روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث. وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن (¬4) عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجهه إلى البحرين على السعاية فدخل عليه عمر فاستشاره فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب، قال فبعثه. ومناقب أنس وفضائله كثيرة جداً انتهى كلام الحافظ بِرُمَّتِه (¬5)، سقناه بطوله لنفاسته وغزارة فوائده. قلت: الذي رَجَّحَهُ النووي من الأقوال في وفاته قول أبي نعيم الكوفي أنها كانت سنة ثلاث وتسعين. تنبيه: رجال هذا الإسناد كلهم مدنيون، وكلهم علماء فقهاء أجلاء، وصَدَّر كتابه بسند رُبَاعي إشارة للعُلُو، ولم يقع له ثلاثي في هذا الكتاب، ¬

(¬1) (2/ 42). (¬2) في النسخ: عمر. خطأ، والتصحيح من (ج) والمصادر. (¬3) في النسخ: نعلمه، وما أثبتناه من (جـ) والمصدر. (¬4) قوله: ابن، سقطت من نسخة (أ). (¬5) من «الإصابة»: (1/ 126 - 128).

ووقع له في «الجامع» حديث واحد كما قَدَّمْنَاه. 2 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَبْعَةً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَكَانَ شَعَرُهُ لَيْسَ بِجَعْدٍ، وَلا سَبْطٍ أَسْمَرَ اللَّوْنِ، إِذَا مَشَى يَتَكَفَّأُ. قوله: حُمَيْد بن مَسْعدة البصري (¬1)، مصغر حَمَد، ومسعدة بفتح الميم وسكون السين المهملة السَّامي الباهلي. يروي عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، وعبد الوهاب، وخلق. روى عنه عدة منهم: الترمذي، وجماعة. وَثَّقَهُ النسائي وغيره، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. و «السَّامي» (¬2): بفتح السين المهملة نسبة إلى سَامة بن (¬3) لؤي بن غالب. و «البَاهِلي» (¬4): نسبة إلى بَاهِلة بن أعصر بن سعد بن قيس عَيْلَان (¬5) بن مُضَر وبَاهِلة أيضاً اسم امرأة إليها يُنْسَبُ خلق كثير. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 390). (¬2) «اللباب»: (2/ 95). (¬3) في (أ): من. خطأ. (¬4) «اللباب»: (1/ 116). (¬5) في (أ) و (ب): غيلان، بالغين المعجمة. خطأ.

و «البصري»: نسبةً إلى البَصْرة مثلثة الباء الموحدة، بلد معروف شهرته تغني عن ذكره، بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع عشرة من الِهجْرة، لم يُعْبَد بأرضها صَنَم. تنبيه: مسعدة بن اليسع (¬1) الباهلي والد حُميد سمع من متأخري التابعين، قال الذهبي (¬2): هالك، كَذَّبَه أبو داود. وقال أحمد: خرقنا حديثه منذ دهر. قوله: عبد الوهاب الثَّقَفي (¬3): هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصَّلْت الثَّقِفي البَصْري. يروي عن: أيوب السختياني، وجعفر الصادق، والجُرَيْري، وعِدَّة. وروى عنه جماعة منهم: الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، وابن معين، وطائفة. قال ابن معين: ثقة اختلط بِأَخَرَة. وقال الفلاس: مات سنة أربع وتسعين ومائة. و «الثَّقَفي» (¬4): بفتح الثاء المثلثة والقاف، نسبة إلى ثقيف بن منبه بن بكر ¬

(¬1) كذا، وقد اتفقت المصادر على تسمية جد حميد «المبارك» لا اليسع، فالله أعلم. (¬2) «ميزان الاعتدال»: (6/ 408). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1084). (¬4) «اللباب»: (1/ 240).

بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن (¬1) عيلان (¬2)، وقيل: إن اسم ثقيف قيس (¬3) نزلوا الطائف وانتشروا في البلاد في الإسلام. قال ابن الأثير في «اللباب» (¬4): واشتهر بالنسبة إليهم من العلماء أبو محمد بن عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصَّلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاصي بن بشر الثقفي البصري، سمع أيوب السختياني وغيره، روى عنه الشافعي وغيره، وكان ثقة فاختلط قبل موته بثلاث سنين، وكانت ولادته سنة عشر ومائة، ووفاته سنة أربع وتسعين ومائة. تتمة: ما حَدَّث به المختلط إن حُمِلَ عنه قبل اختلاطه فَمَعْمول به وإن حُمِلَ عنه بعد اختلاطه فغير مَعْمول به، وإن جُهِلَ حَالُه فموقوف حتى يَرِد من طريق آخر ليس المختلط واسطة فيه فَيُعْمَل به لغلبة الظن أنه ضبطه، ويأتي له مزيد إيضاح، والله أعلم. قوله: رَبْعَة، يمكن جعل التاء فيه مما بنيت عليها الكلمة فلا حاجة إلى تقدير نفس أو نسمة إذ ليست للتأنيث. قوله: ليس بالطويل .. إلى آخره هذا صفة كاشفة لربعة مثل: «ولا طائر ¬

(¬1) كذا، وهو حشو. (¬2) في النسخ: غيلان، بالغين المعجمة، خطأ، والتصحيح من (ب) والمصادر. (¬3) كذا في النسخ، والذي في المصادر: قسي. (¬4) (1/ 240).

يطير بجناحيه»، وعطف البيان (¬1) خاص بالأسماء الجامدة، والبَدَلية متكلفة (¬2). قوله: أَسْمَر اللَّوْن، في معنى لونه السمرة، لا لونه أسمر فإنه لا يدفع الاعتراض. واعلم أن الجعودة وَصْف حقيقي للشعر، وسببي (¬3) لديه (¬4)، فهناك وقع بالمعنى الثاني، وهنا بالمعنى الأول. وجَرَّد «حَسَن الجسم» مِنْ «كان»، وأدخلها على «الشعر» لاختلاف الموصوفين، فتدبره. قوله: أسمر اللون: قال الحافظ أبو الفضل العراقي: هذه اللفظة (أعني أسمر اللون) (¬5) انفرد بها حميد عن أنس، ورواه غيره من الرواة عنه بلفظ أزهر اللون، ثم نظرنا من روى صفة لونه عليه السلام غير أنس فكلهم وصفه بالبياض دون السمرة وهم خمسة عشر صحابياً، فتكون رواية حميد شاذة. ¬

(¬1) في (أ): البان. خطأ. (¬2) في (أ): متكلف. خطأ. (¬3) كذا في (أ) و (ب)، ويظهر لي أن صوابها: نسبي. (¬4) كذا في (ب)، وفي (أ): لذيه، وتحتاج إلى مزيد تحرير. (¬5) زيادة من (جـ).

قوله: عن حميد (¬1)، هو حميد بن أبي حميد الطَّويل، أبو عبيدة البصري، مولى طلحة الطَّلْحات. روى عن: أنس، والحسن، وعِكْرِمة، وثابت البُنَاني، وغيرهم. وعنه جماعة منهم: شعبة، والحمادان، والسفيانان، وابن عُلَيَّة، ويحيى القطان، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين وأبو حاتم. وقال مؤمل بن إسماعيل عن حماد: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت. وقال الفلَّاس: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. تنبيهات: الأول: كان حميد قصيراً، وإنما لقب بالطويل لِطُول كان في يَدَيْه (¬2). الثاني: [أبو] (¬3) حميد والد حميد قيل اسمه تير بفوقية مكسورة ثم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 385). (¬2) قال البخاري في «تاريخه»: (2/رقم 2704): قال الأصمعي: رأيت حميداً ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين. (¬3) زيادة من عندي يقتضيها السياق.

تحتية ساكنة، ثم راء، وقيل: شيرويه (¬1)، وقيل: طَرْخَان وقيل: مِهْران. الثالث: هذا السَّنَد كله بصريون حتى أنس لأنه سكن البصرة، وقد تَقَدَّم الكلام عليه. 3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَجُلا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار العَبْدي (¬2): هو محمد بن بشار بن عثمان العَبْدي، كنيته أبو بكر البصري، الحافظ، المعروف بِبُنْدَار -بضم الموحدة وسكون النون وفتح الدال بعدها ألف بعدها راء-، ومعناه بالعربية: سوق العلم. روى عن: ابن مهدي، وأبي عاصم، وابن عون، ويحيى القطان، وعفان وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والمصنف، وإبراهيم الحربي، وابن خزيمة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. ¬

(¬1) كذا في (أ) و (ب)، والذي في ««تهذيب الكمال»: (7/ 355): تيرويه. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1480).

قال أبو حاتم (¬1): كتبت عن بُندار نحواً من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئاً وهو أثبت من بندار. وقال العجلي: بصري ثقة كثير الحديث، وكان حائكاً (¬2). وقال أبو حاتم: صدوق. وضعفه ابن معين. وقال النسائي: لا بأس به. قال البخاري وغيره: مات في رجب سنة ثنتين وخمسين ومائتين. يقال: وله خمس وثمانون سنة. و «العَبْدِي» (¬3): بفتح العين، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى عبد القيس من (¬4) ربيعة بن نزار، وهو عبد القيس بن أفصي بن دغمن (¬5) بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، ينسب إليه خلق كثير منهم الجارود العبدي، وَفَدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ¬

(¬1) كذا، وصوابه: أبو داود، كما في المصادر. (¬2) في (ب) و (جـ) و (د): حافظاً. خطأ، والتصحيح من (أ)، و «ترتيب ثقات العجلي»: (2/ 233). (¬3) «اللباب»: (2/ 314). (¬4) في (أ) و (ب): «بن» خطأ، والتصحيح من كتب الأنساب. (¬5) كذا، وفي كتب الأنساب: دعمى.

وكان سَيِّد عبد القيس واسمه بشر، والجارود لقب؛ لأنه أغار في الجاهلية على ناس من العَرَب فاستأصلهم فقيل له ذلك، قُتِلَ في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه بأرض فارس مجاهداً. قوله: محمد بن جعفر (¬1)، الهُذَلي البَصْري الحافظ المعروف بغُنْدر. روى عن: شعبة بن الحجاج زوج أمه، والسفيانين، وابن جريج، وهو الذي لقبه بِغُنْدر بضم الغين المعجمة وهو مُحَرِّك الشَّر ومُثيره لما ألقى عليه أسئلة حين دَرَّس بمسجد البصرة مكان الحسن البصري، -شيخ غندر- (¬2)، وكان محمد متغالياً في مدح الحسن لا يرى أحداً في مكانه، فقال له: اسكت يا غندر، ومنذ لقبه به لم يُدْعَ بمحمدٍ إلا قليلاً. روى عنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وابن المثنى، وابن بَشَّار، وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة، وغندر في شعبة أثبت مني؛ لأنه كان ربيب (¬3) شعبة في بيته. وقال ابن المبارك: إذا اخْتَلَف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حَكَمٌ بينهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1488). (¬2) كذا في (أ) و (ب)، وما أراه إلا وهماً، فأنَّى لغندر أن يتتلمذ على الحسن البصري، وقد مات الحسن سنة (110هـ)، ومات غندر سنة (194هـ). (¬3) في (أ): ببيت. خطأ.

وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله على غفلة (¬1)، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة. و «الهُذَلي» (¬2): بضم الهاء، وفتح الذال، وبعدها لام هذه النسبة إلى هذيل بن مدركة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعْد بن عَدْنان، وأهل وادي نخلة بالقرب من مكة من هُذَيْل، ينسب إليه كثير من العلماء أجلهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قوله: ثنا شُعْبة (¬3)، بن الحَجَّاج بن الوَرْد العَتَكي الأَزْدي، مولاهم، أبو بِسْطَام الواسطي، الحافظ، العَلَم، أحد أئمة الإسلام. نزل بالبصرة، ورأى الحسن، وابن سيرين، وروى عن: معاوية بن قُرَّة، والأزرق بن قيس، وإسماعيل بن رَجَاء، وثابت البناني، وأنس بن سيرين، وقتادة، والحكم (¬4)، ومنصور، وخلق كثير. وروى عنه: الأعمش، وأيوب، وابن إسحاق، وسعد بن إبراهيم، وهم من شيوخه، والثوري، وجرير بن حازم، والحسن بن صالح، وهم من أقرانه، وإبراهيم بن طَهْمَان، وابن المبارك، وابن مَهدي، وغُنْدَر، وخلق. ¬

(¬1) في بعض النسخ: عقلة، خطأ، فعبارة ابن حبان في «ثقاته»: (9/ 50): كان من خيار عباد الله على غفلة فيه. (¬2) «اللباب»: (3/ 383). (¬3) «التذكرة»: (2/ 706). (¬4) في النسخ: قتادة بن الحكم. خطأ، والتصحيح من (جـ) والمصادر.

كثير، حديثه نحو ألفي حديث، وكان يَلْثَغ بالتاء فيجعلها ثاء (¬1). قال أحمد: شعبة أثبت في الحكم من الأعمش، وأحسن حديثاً من الثوري، لم يكن في زمن شعبة مثله. وقال الشافعي: لولا شعبة ما عُرِفَ الحديث بالعراق. وكان سفيان يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً ثبتاً حُجَّةً صاحب حديث، وكان أكبر من الثوري بعشر سنين. وقال أبو بكر بن مَنْجُويه: مولده سنة اثنتين وثمانين، ومات سنة ستين ومائة، وكان من سادات أهل زَمَانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً، وهو أول من فَتَّشَ بالعراق عن أَمْرِ المُحَدِّثين وجَانَبَ الضعفاء والمتروكين، وصار عَلَماً يُقتدى به، وتبعه على هَدْيِه أهل العراق، والله أعلم. قوله: أبي إسحاق (¬2)، اسمه: عمرو بن عبد الله بن عُبيد الهَمْدَاني، أبو إسحاق السَّبيعي، الكوفي، التابعي، أحد الأَعْلَام. روى عن: علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وجابر بن سمرة، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وأنس، وابن عمر، وابن عباس، وخلق من الصحابة والتابعين. ¬

(¬1) «تاج العروس»: (2/ 101). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1274).

وروى عنه: ابناه يوسف ويونس، وشعبة بن الحجاج، والسفيانان، وشَريك، والأعمش، وخلق. وثَّقَهُ أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، وغير واحد. وقال أبو حاتم: هو أحفظ من أبي إسحاق الشَّيباني، ويُشْبِهُ الزهري في كثرة الرواية، واتساعه في الرجال. وقال الحُمَيْدي عن سفيان: مات سنة ست وعشرين ومائة. وفي «اللباب» (¬1): سنة سبع وعشرين ومائة، و «السَّبِيعي» (¬2): بفتح السين المهملة، وكسر الباء الموحَّدة، وبعدها مثناة من تحت ساكنة، وفي آخرها عين مهملة، نسبةً إلى سبيع بطن من همدان وهو السبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيوان (¬3) بن نوف بن همدان، وقيل هو سبيع بن سبع بن معاوية، وبالكوفة محلة معروفة يقال لها: السبيع لنزول هذه القبيلة بها. تنبيه: أبو إسحاق هذا ممن اختلط في آخر عمره، واعلم أن ما رواه المُخْتَلِط في حال اختلاطه مما اعتمد فيه على حفظه فهو ساقط لا يحتج به، وكذلك ما انبهم حاله فلا يدري هل هو مما رواه وحُمِلَ عنه قبل اختلاطه أو بعده، والمراد سقوطه عنه خاصةً، فأما إذا جاء من طريق ثِقَةٍ ¬

(¬1) (2/ 102). (¬2) المصدر السابق. (¬3) كذا في (أ) و (ب)، وفي المصدر: خيران.

آخر لا يكون ذلك المختلط واسطة فيه (¬1) أو اعتمد المختلط فيه على كتابه دون حفظه، وكذا ما حَدَّث به قبل اختلاطه وإن حَدَّث به بعده فإن الجميع يحتج به ويتبين ذلك بالراوي عنه، فإنه قد يكون سمع منه قبل اختلاطه فقط، أو بعده فقط، أو فيهما، مع التمييز أو عدمه. وارجع في هذا لما بَيَّنَهُ العِرَاقي في «شرح ألفيته» (¬2) تَبْعاً لابن الصلاح في «معرفة من اخْتَلَط من الثقات» (¬3). قوله: سمعت البَرَاء بن عَازِب (¬4)، هو البَرَاء بن عَازِب بن الحارث بن عَدِي بن جشم بن مَجْدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأَوْس الأنصاري الأَوْسي، يكنى أبا عُمارة، ويقال أبو عمرو، له ولأبيه صحبة، ولم يذكر ابن الكَلْبي في نَسَبِهِ «مجدعة»، وهو أصوب. قال أحمد (¬5): حدثنا يزيد عن شريك عن أبي (¬6) إسحاق عن البراء، قال: «استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فردنا فلم نشهدها». ¬

(¬1) قوله: فيه. ليس في (أ). (¬2) (2/ 328). (¬3) من كتابه «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص391). (¬4) «التذكرة»: (1/ 165). (¬5) «المسند»: (4/ 298). (¬6) في بعض النسخ: ابن. خطأ، والتصحيح من المسند، وأبو إسحاق هو السبيعي.

وقال أبو داود الطيالسي في «مسنده»: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: «اسْتُصْغِرت أنا وابن عمر يوم بدر». ورواه عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء نحوه، وزاد: «وشهدتُ أُحُداً». أخرجه السَّرَّاج. وروى عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة، وفي رواية خمس عشرة، إسناده صحيح. وعنه قال: «سافرتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفراً».أخرجه أبو ذر الهروي. وروى أحمد (¬1) من طريق الثوري عن أبي (¬2) إسحاق عن البراء قال: «[ما] (¬3) كل ما نحدثكموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه بل حدثناه أصحابنا، وكان شغلنا رعية الإبل». وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيباني، وخالفه غيره، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى، وشهد البراء مع علي الجمل وصفين وقتال الخوارج، ونزل الكوفة وابتنى بها داراً. مات في إمارة مصعب بن الزبير، وأرخه ابن حبان سنة اثنتين وسبعين، ¬

(¬1) «المسند»: (4/ 283). (¬2) في بعض النسخ: ابن. خطأ، والتصحيح من المسند. (¬3) زيادة من مسند أحمد ليست في (أ) و (ب)، ولا يستقيم السياق بدونها.

وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث، وعن أبيه، وعن أبي بكر (¬1) وعُمر، وغيرهما من أكابر الصحابة، وروى عنه من الصحابة أبو جحيفة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وجماعة آخرهم أبو إسحاق السبيعي (¬2). 4 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَهُ شَعَرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ، وَلا بِالطَّوِيلِ. قوله: محمود بن غَيْلان العَدَوي (¬3)، مولاهم، أبو أحمد المَرْوَزِي. يروي عن: ابن عُيينة، وأبي عاصم، وأبي داود الطيالسي، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والمَصنِّف، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وخلق. وَثَّقَهُ النسائي. وقال أحمد: أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن. وقال البخاري وغيره: مات في رمضان سنة تسع وثلاثين ومائتين. ¬

(¬1) في (أ) و (ب): بكرة، وما أثبتناه من الإصابة وهو المناسب للسياق. (¬2) انتهى بنصه من «الإصابة»: (1/ 278). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1623).

و «غيلان» بالغين المعجمة. تنبيه: «العَدَوي» (¬1): بفتح العين والدال المهملتين، نسبة إلى عدي، وانظر أي عدي هذا؟ فقد ذكر صاحب «اللباب» (¬2) منه عِدَّة، ولم يتحرر لي الآن نسبة هذا إلى مُعَيَّنٍ منهم، والله أعلم. قوله: حدثنا وكيع (¬3)، هو وَكيع بن الجَرَّاح بن مَليح الرُّؤَاسي، أبو سفيان الكوفي الحافظ. روى عن: أبيه، وهشام بن عروة، وشعبة، وحماد بن سَلَمة، والسُّفيانين، ومالك، والأوزاعي، وخلق كثير. وروى عنه بنوه: عبيد وفليح وسفيان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق، وابن المبارك، وخلق. قال أحمد: ما رأيت أَوْعَى للعلم منه، ولا أحفظ، ولا رأيت معه كتاباً قط ولا رُقْعَة. وقال ابن معين: ثَبْتٌ، ما رأيت أفضل منه، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصَّوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئاً كثيراً. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 328). (¬2) المصدر السابق. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1839).

وَوَثَّقَهُ العِجْلي وابن سعد وغير واحد. ومات سنة ست وتسعين ومائة. وفي «اللباب» (¬1): الرُّؤَاسي بضم الراء، وفتح الهمزة، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى رؤاس، وهو الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان (¬2)، وزاد: وكان مولده -يعني وكيعاً- سنة تسع وعشرين ومائة، ومات سنة ست أو سبع أو ثمان وتسعين ومائة بِفَيْد في طريق مكة انتهى. قوله: حدثنا سفيان (¬3)، قيل: هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران -واسمه ميمون الهلالي -أبو محمد الكوفي الأعور، أحد أئمة الإسلام. نزل مكة، وروى عن: عمرو بن دينار، والزهري وزياد بن علاقة وزيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق السبيعي، وأبي الزبير، وخلق كثير. وعنه: الأعمش، وشعبة، وابن جُرَيج، ومِسْعَر -وهم من شيوخه-، وابن المبارك، وحماد بن زيد، وأبو معاوية الضرير، وأبو إسحاق الفَزَاري -وهم من أقرانه، وماتوا قبله- وابن المديني، وابن معين، وابن راهويه، والفلَّاس، وأبو كُرَيب، وأُمَمٌ سِوَاهُم. ¬

(¬1) (2/ 39). (¬2) في النسخ: غيلان، بالغين المعجمة، خطأ. (¬3) «التذكرة»: (1/ 616).

قال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أثبت من ابن عيينة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث. وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال ابن سعد: مات أول يوم من رجب، سنة ثمان وتسعين ومائة، ودُفِنَ بالحجون. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين، فمن سَمِع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شيء. تنبيه: «الهِلَالي» (¬1) بكسر الهاء، هذه النسبة إلى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هارون قبيلة كبيرة يُنْسَبُ إليها كثير من العلماء. قال في «اللباب» (¬2): منهم سفيان بن عيينة أبي عمران، واسمه ميمون، أبو محمد الهلالي، مولى امرأة من بني هلال، وهو كوفي، انتقل إلى مكة، يروي عن الزهري، وعمرو بن دينار، وروى عنه أهل الحجاز، والغرباء، وكان مولده سنة تسع ومائة، وموته سلخ جمادى الأخيرة سنة ثمان ¬

(¬1) «اللباب»: (3/ 396). (¬2) المصدر السابق.

وتسعين ومائة، وكان حافظاً متقناً ورعاً، حَجَّ نيفاً وسبعين حجة -رحمه الله ورضي الله عنه-. وجزم الشارح (¬1) بأنه سفيان الثوري، فهو سفيان بن سعيد بن مَسْروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وحبيب بن أبي ثابت، وأيوب، وجعفر الصادق، ومحمد بن المنكدر، وخلق كثير. وروى عنه أبو حنيفة، والأعْمَش، وابن عجلان، وابن إسحاق -وهم من شيوخه- وشعبة، والأوزاعي، ومعمر، ومالك، وابن عيينة -وهم من أقرانه-، وابن المبارك، ويحيى القطان، وخلق، آخرهم موتاً من الثقات علي بن الجعد. قال شعبة وغير واحد: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان. وقال ابن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري. وقال ابن عيينة: جالست (¬2) خمسين شيخاً من أهل المدينة، فما رأيت فيهم مثل سفيان. ¬

(¬1) لعله يريد الهيثمي في شرحه المسمى «أشرف الوسائل»: (ص52). (¬2) في (أ) و (ب): خاليت. وما أثبتناه من المصادر.

وقال شعبة: إن سفيان ساد الناس بالعلم والورع. وقال العجلي وغير واحد: ولد سفيان سنة سبع وتسعين. وقال ابن سعد: أجمعوا على أنه توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة. فإن قُلْتَ: فما الصواب: ما جزم به الشارح أم ما قاله غيره؟. قلت: ما جزم به الشارح، فإن الحديث محفوظ عن الثوري عن أبي إسحاق -وإن روى كُلٌّ من السفيانين عنه- لا عن ابن عيينة، والله أعلم (¬1). قوله: عن أبي إسحاق، يعني السَّبِيْعِي، عن البراء بن عازب، قد تقدم التعريف بهما آنفاً. 5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالطَّوِيلِ، وَلا بِالْقَصِيرِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، صلى الله عليه وسلم. قوله: محمد بن إسماعيل (¬2)، هو ابن إبراهيم بن المغيرة الجُعْفِي ¬

(¬1) راجع «جمع الوسائل في شرح الشمائل» للقاري (1/ 19). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1473).

مولاهم، أبو عبد الله بن أبي الحسن، البُخَاري، الحافظ، العلم، صاحب «الصحيح» وإمام هذا الشأن، والمعوَّل على «صحيحه» في أقطار البلدان. روى عن: الإمام أحمد، وإبراهيم بن المنذر، وابن المديني، وآدم بن أبي إياس، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، وعفان، وأبي سلمة، وأبي نعيم، وخلق كثير. وعنه: الترمذي، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن محمد النيسابوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حاتم، والمحاملي، والفربري، وخلق، آخرهم وفاةً ورواية للصحيح: أبو طلحة منصور بن محمد البَزْدَوِي النسفي. قال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوَرَّاق: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف بدأ أمرك في طلب الحديث؟ قال: أُلهِمتُ حفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب قلت: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين، أو أكثر (¬1)، ثم خرجتُ من الكُتَّاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الدَّاخلي (¬2) وغيره، قال: فلما طعنت في ستة عشر سنة حفظت كُتُبَ ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء، ثم خرجتُ مع أبي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججنا رجع أخي وتخلفت بها في طلب الحديث، فلما طعنتُ في ثمانية عشر جعلتُ أُصَنِّفُ فضائل الصحابة والتابعين ¬

(¬1) كذا، وفي المصدر: أو أقل. (¬2) في (أ): الداخل، وما أثبتناه من (ب)، والمصادر.

وأقاويلهم، وصنفت كتاب «التاريخ» إذ ذاك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة وقال: قَلَّ اسمٌ في «التاريخ» إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب. ورويَ عن البخاري أنه قال: أخرجت هذا الكتاب -يعني «الصحيح» - من زهاء ستمائة ألف حديث. وقال الفَرَبْرِي: قال لي البخاري: ما وضعت في كتابي الصحيح حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصَلَّيتُ ركعتين. وقال محمد بن بشار بُنْدَار: حُفَّاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بِسَمَرْقَند، والبخاري بِبُخارى. وقال ابن عدي: كان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول: الكبش النَّطَّاح. قال أبو الحسن البزَّاز (¬1): ولد البخاري يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، ومات ليلة الفطر، ودُفِنَ من الغَد غُرَّة شوال سنة ست وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. تنبيه: «البُخَاري» (¬2) بضم الباء الموحدة، وفتح الخاء المعجمة، وبالراء بعد الألف، منسوبٌ إلى البلد المعروف بما وراء النهر، يقال لها: ¬

(¬1) في (أ) و (ب): البزار، وما أثبتناه من المصادر. (¬2) «اللباب»: (1/ 125).

بُخَارَى، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، ولها تاريخ عجيب، والله أعلم. نادرة غريبة: قال الترمذي (¬1): سمع مني محمد بن إسماعيل البخاري حديث عطية عن أبي سعيد: «لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» فيكون كل منهما على هذا شيخاً للآخر، وقد قَدَّمناه بزيادة ذكره عنه السيد الشريف في «التذكرة». قوله: حدثنا أبو نُعَيم (¬2)، هو الفَضْل بن دُكَين، ودُكَين لقبٌ، واسمه عمرو بن حماد الملائي، أبو نعيم الكوفي، أحد الأعلام. يروي عن: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي حنيفة، والسفيانين، ومالك، والحمادين، وخلق كثير. وروى عنه: أحمد، والبخاري، ويحيى، وإسحاق، والدارمي، وعَبْدُ، وأبو زرعة، وخلق. قال أحمد: ثقةٌ، موضع الحجة (¬3)، يزاحم به ابن عيينة. وقال العجلي ويعقوب بن شيبة: ثقة ثبت. وقال أبو حاتم: كان ثقة حافظاً متقناً. ¬

(¬1) عقب الحديث رقم (3727) من «سننه». (¬2) «التذكرة»: (3/ 1355). (¬3) كذا والذي في المصادر: موضع للحجة.

وقال غيره: مات سنة ثماني عشرة ومائتين. قوله: ثنا المَسْعُودي (¬1)، بفتح الميم، وسكون السين، وضم العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى مسعود والد عبد الله بن مسعود الهُذَلي. (والمسعودي هذا هو عبد الرحمن (¬2) بن عبد الله بن مسعود الهذلي) (¬3) الكوفي، يروي عن أبيه وعلي وغيرهما، وروى عنه ابناه مَعْن، والقاسم، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة. قال العجلي: سمع من أبيه فَرْد حديث. وثَّقَهُ يعقوب بن شيبة. وقد اختلط في آخر عمره اختلاطاً شديداً، واختلط حديثه القديم بالجديد فترك، مات سنة ستين ومائة. ولهم مسعودي آخر متأخر مات سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة بنَسَف، قاله ابن الأثير (¬4). ¬

(¬1) «اللباب»: (3/ 210). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1001). (¬3) ما بين القوسين سقط من (أ). (¬4) «اللباب»: (3/ 210) والذي قاله ابن الأثير من ذلك هو: «قد اختلط ... إلى قوله: «مات سنة ستين ومائة».

وستأتي ترجمة عبد الرحمن في باب «شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم» حين يروي عنه المصنف، وضابطُ ما يُقْبَل من حديثه وما تُرِكَ خلافاً لما جزم به ابن الأثير في «اللباب». قوله: عن عثمان بن مسلم بن هُرمز (¬1)، هو المكي. يروي عن نافع بن جبير. ويروي عنه: مسعر وغيره. ضعفه النسائي. ووثَّقَهُ ابن حبان. وهُرْمُز ممنوع من الصرف لأنه عَلَمٌ أعجمي. قوله: عن نافع بن جُبَير (¬2)، بن مُطْعم، الحافظ، القرشي، المدني. يروي عن: أبيه، وعن علي بن أبي طالب -كما هنا-، وابن عباس، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وعِدَّة. ويروي عنه: الزهري، وعروة، وعبد الله بن الفضل الهاشمي، وآخرون. وثقه العجلي، وأبو زرعة. وقال ابن خِرَاش: كان أحد الأئمة. وقال ابن حبان: مات سنة تسع وتسعين، وكان يحج ماشياً، وناقته تقاد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1148). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1753).

قوله: عن علي بن أبي طالب (¬1)، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الحسن الهاشمي، بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. نشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى معه أول الناس، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى تبوك. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، والمقداد، وزوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يروي عنه: بنوه الحسن والحسين، وعمر، ومحمد بن الحنفية، وعبد الله بن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وخلق كثير. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه رضي الله عنه صَلَّى إلى القبلتين، وهاجر وشهد بدراً وأُحُداً، وأنه أبلي ببدر وأحد والخندق وخيبر البلاء العظيم، وأنه أغنى في تلك المشاهد، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضياً وضرب بيده في صدره وقال: «اللهم اهد قلبه وسَدِّد لسانه»، بويع له بالخلافة يوم قُتِل عثمان، وأصيب ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة، وقيل: لإحدى عشرة ليلة خلت، وقيل: بقيت من رمضان سنة أربعين، ودفن بقصر الإمارة بالكوفة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام. كذا قاله المحقق الشريف. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1200).

وفي «الإصابة» (¬1) لابن حجر: كان قتل عليٍّ ليلة السابع عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر؛ لأنه بويع له بالخلافة بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين، ووقعة النهروان مع الخوارج سنة ثمان وثلاثين، ثم أقام سنتين يُحَرِّض الناس على قتال البغاة فلم يتهيأ له ذلك إلى أن مات رضي الله عنه، وبالجملة هو أول الناس إسلاماً في قول الكثير من أهل العلم، وُلِدَ قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، ورُبِّي في حِجْر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» زوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له: «أنت أخي» ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم يُنْقَل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي، وقال غيره: كان سبب ذلك تنقيص بني أمية له فكان كلُّ مَنْ كان عنده علمٌ بشيء من مناقبه من الصحابة بَيَّنَهُ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا مَنْ حَدَّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشاراً، وكان مشهوراً بالفروسية والشجاعة والإقدام، كان أحد أهل الشورى الذين نَصَّ عليهم عُمَر فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشَرَطَ عليه شروطاً امتنع من بعضها فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، وولَّاه، وسَلم عليٌّ وبايع عثمان، ولم يزل ¬

(¬1) (4/ 564).

بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصدياً لنشر العلم والفتيا فَلَّما قُتِلَ عثمان بايعه أمين هذه الأمة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان ما كان فكان من وقعة الجمل ما اشتهر، ثم قام معاوية في أهل الشام وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله فَدَعى إلى الطَّلَب بدم عثمان فكان من وقعة صفين ما كان، وكان رأي علي أنهم يدخلون في الطَّاعة ثم يقوم ولي عثمان فيدعي به عنده ثم يَعْمَل معه ما يُوجِبُ حكم الشريعة المطهرة، وكان مَنْ خَالفَ يقول له تتبَّعْهُم واقْتُلْهم، فيرى أي: علي أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتجه، وكل من الفريقين مجتهد، وكان من الصحابة فريق قال: لا ندخل في شيء من القتال فَظَهَر بقَتْل عمار أن الصَّوَاب كان مع علي، واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم، ولله الحمد. 6 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ، بِمَعْنَاهُ. قوله: ثنا سفيان بن وكيع (¬1) بن الجراح الرُّؤاسي، أبو محمد الكوفي. يروي عن: أبيه وكيع، وجرير بن عبد الحميد، وعدة. ويروي عنه: الترمذي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدنيا وآخرون. قال فيه أبو زرعة: لا يشتغل به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 618).

وقال البخاري يتكلمون فيه لأشياء لُقِّنَهَا. وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومائتين. قلت: ولذا ذكره المصنف هنا في المتابعة. وتَقَدَّمَ الكلام على أبيه، وعلى المسعودي، وعلى باقي الإسناد. 7 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَلِيمَةَ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا وَصَفَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ، وَلا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، لَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلا بِالسَّبْطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلا، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ، وَلا بِالْمُكَلْثَمِ، وَكَانَ فِي وَجْهِهِ تَدْوِيرٌ، أَبْيَضُ مُشَرَبٌ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبُ الأَشْفَارِ، جَلِيلُ الْمُشَاشِ وَالْكَتَدِ، أَجْرَدُ، ذُو مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَجْوَدُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم.

قوله: ثنا أحمد بن عَبْدَة (¬1)، الضَّبِّي، أبو عبد الله البصري. يروي عن: ابن (¬2) عيينة، وحماد بن زيد، وخلق. وروى عنه: مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وعبد الله بن أحمد في «مسند أبيه»، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والبغوي، وابن خزيمة، وعدة. وثقه أبو حاتم، والنسائي، مات سنة خمس وأربعين ومائتين. و «ضبة» (¬3): قبيلة بالبصرة نسب إليها خلق كثير أبوها ضَبَّة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر عم تميم بن مر. وفي قريش ضَبَّة بن الحارث. وفي هُذَيل ضَبَّة بن عمرو. وضَبَّة قرية بالحجاز على ساحل البحر مما يلي طريق الشام. وضَبَّة جد أبي جعفر محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضَبَّة. وعلي بن حُجْر (¬4)، بضم الحاء المهملة أوله، ابن إياس السَّعْدي المروزي، أحد الحفاظ الثقات. روى عن: أبيه، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وابن عيينة، وابن المبارك، وخلق كثير. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 64). (¬2) في (أ): أبي. خطأ. (¬3) «اللباب»: (2/ 261). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1190).

وروى عنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وعَبْدان، وخلق. قال النسائي: ثقة مأمون حافظ. مات سنة أربع وأربعين ومائتين. تنبيه: «السعدي» (¬1): بفتح السين وسكون العين وفي آخرها دال مهملات، هذه النسبة إلى عدة قبائل، إلى سعد بن بكر بن هَوَازن، وإلى سعد تميم، وإلى سعد الأنصاري، وإلى سعد جذام، وإلى سعد خولان، وإلى سعد تجيب، وإلى سعد ابن أبي وقاص، وإلى سعد بن عبد شمس بن تميم، وإلى سعد هذيم من قُضَاعة. فإن قلت: فالنسبة هنا إلى أيها؟ قلت: قال في «اللباب» (¬2): وأما سعد بن عبد شمس بن سعد بن مناة (¬3) بن تميم فمنهم أبو الحسن علي بن حُجْر بن إياس السَّعْدي، سمع شريك بن عبد الله، وعلي بن مُسْهِر، وفرج بن فُضَالة، روى عنه البخاري، ومسلم، والترمذي، وغيرهم، وكان ثقة، ولد سنة أربع وخمسين ومائة ومات سنة أربع وأربعين ومائتين. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 117). (¬2) (2/ 111). (¬3) في «اللباب»: بن زيد مناة، وفي «الأنساب» للسمعاني: (3/ 257): سعد من بني عبد شمس بن سعد بن زيد مناة.

قوله: وأبو جعفر محمد بن الحسين (¬1)، وهو ابن أبي حليمة، الظاهر أن محمد هذا هو المعروف بالقَصْرِي، فإنه (¬2) الذي يروي عن الأَصْمَعي، وروى عنه المصنف هنا. قال صاحب «التذكرة» (¬3): شيخ فيه نَظَر. وإنما قال: وهو ابن أبي حليمة؛ لأن أبا جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري بن إشكاب الحافظ (¬4)، ليس للمصنف عنه رواية بل للبخاري والنسائي وعبد الله بن أحمد، نعم أدركه المصنف. قوله: قالوا حدثنا عيسى بن يونس (¬5) بن أبان الفَاخُوري، أبو موسى الرَّمْلي. يروي عن: ضَمْرَة بن ربيعة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وروى عنه: ابن ماجه، وأبو حاتم، وخلق كثير. وثقه النسائي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1496). (¬2) في (أ): فإن. خطأ. (¬3) (3/ 1496). (¬4) ترجمته في «التذكرة»: (3/ 1496). (¬5) «التذكرة»: (2/ 1337).

وفي «التقريب» (¬1): عيسى بن يونس بن أبان (¬2) الفاخوري أبو موسى الرَّمْلي، صدوق، ربما أخطأ، من الحادية عشرة، لم يصح أن أبا داود روى له. قوله: عن عمر بن عبد الله، هو المدني مولى غُفْرَة (¬3)، بضم الغين المعجمة، وسكون الفاء، بنت رَبَاح أخت بلال المؤذن. روى عن: أنس، وسالم، وجماعة. وعنه: ابن لهيعة، والليث، وآخرون. ضعفه النسائي، وابن معين. وقال أحمد: ليس به بأس. وقال ابن سعد: كان ثقةً كثير الحديث. مات سنة خمس وأربعين ومائة. قوله: حدثني إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب (¬4)، المعروف بابن (¬5) الحَنَفِيَّة. أرسل إبراهيم هذا عن جده، وروى عن: أبيه، وأنس. ¬

(¬1) (ص441). (¬2) في (أ): أمان. خطأ. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1242). (¬4) «التذكرة»: (1/ 34). (¬5) في (أ): بأبي. خطأ.

وروى عنه: ابن إسحاق، وعمر مولى غفرة، وغيرهما. قوله: قال أبو عيسى، هو المصنف. قوله: سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين، هو القَصْرِي السابق، تقدم أنه شيخ منظور فيه، يروي عن الأصمعي، وغيره. قوله: سمعت الأَصْمَعِي (¬1)، بفتح الألف، وسكون الصاد المهملة، وفتح الميم، وبالعين المهملة في آخره، هذه النسبة إلى الجد، وهو الإمام المشهور أبو سعيد (¬2) عبد الملك بن قُرَيْب -بالتصغير- بن علي (¬3) بن أَصْمَع بن مُظَهِّر (¬4) بن رياح (¬5) بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غَنْم بن قتيبة بن مالك (¬6) بن أعصر الباهلي الأَصْمَعي. من أهل البصرة، توفي بها سنة خمس عشرة ومائتين، وقيل: سنة عشر، وقيل: سبع عشر، وبلغ ثمانياً وثمانين سنة. 8 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، إِمْلاءً عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، مِنْ وَلَدِ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1071). (¬2) في (أ): سعد. خطأ. والتصحيح من المصادر. (¬3) في المصادر: عبد الملك بن قريب [بن عبد الملك] بن علي .. (¬4) في (أ): مطير. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬5) في (أ): رباح. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬6) في المصادر: بن قتيبة [بن معن] بن مالك.

أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ، يُكَنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ وَصَّافًا، عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ، تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَطْوَلُ مِنَ الْمَرْبُوعِ، وَأَقْصَرُ مِنَ الْمُشَذَّبِ، عَظِيمُ الْهَامَةِ، رَجِلُ الشَّعْرِ، إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُهُ فَرَّقَهَا، وَإِلا فَلا يُجَاوِزُ شَعَرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ، أَزْهَرُ اللَّوْنِ، وَاسِعُ الْجَبِينِ، أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ، سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ، يُدِرُّهُ الْغَضَبُ، أَقْنَى الْعِرْنَيْنِ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ، يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، سَهْلُ الْخدَّيْنِ، ضَلِيعُ الْفَمِ، مُفْلَجُ الأَسْنَانِ، دَقِيقُ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ، فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ، مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ، بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ، سَوَاءُ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، أَنْوَرُ الْمُتَجَرَّدِ، مَوْصُولُ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعَرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ، عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ، أَشْعَرُ الذِّرَاعَيْنِ، وَالْمَنْكِبَيْنِ، وَأَعَالِي الصَّدْرِ، طَوِيلُ الزَّنْدَيْنِ، رَحْبُ الرَّاحَةِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلُ الأَطْرَافِ أَوْ قَالَ: شَائِلُ الأَطْرَافِ خَمْصَانُ الأَخْمَصَيْنِ، مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ، إِذَا زَالَ، زَالَ قَلِعًا، يَخْطُو تَكَفِّيًا، وَيَمْشِي هَوْنًا، ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، خَافِضُ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ، أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلاحَظَةُ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلامِ. قوله: حدثنا سُفْيان بن وَكِيع، تقدم التعريف به.

قوله: حدثنا جُمَيْع بن عُمر (¬1) بن عبد الرحمن العِجْلي. قال الذهبي في «الميزان» (¬2): جميع بن عبد الرحمن العجلي، كوفي، عن بعض المتابعين، فسقه أبو نعيم الملائي. ثم قال (¬3): جميع بن عمر (¬4) العِجْلي، هو الذي قبله قال أبو نعيم: [جميع] (¬5) بن عبد الرحمن يعني الذي يروي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان فاسقاً. وقال سفيان بن وكيع: حدثني جُمَيْع إملاءً: حدثني رجل من ولد أبي هالة. وقال أبو داود: جميع بن عمر (¬6) راوي حديث هند بن أبي هالة أخشى أن يكون كذَّاباً. ووثَّقَهُ ابن حبان انتهى (¬7). وهو بجيم مضمومة مصغر جمع. ¬

(¬1) «تهذيب الكمال»: (5/ 122)، ولم أقف عليه في مطبوعة التذكرة، ووقع في (أ): جميع بن عمير. خطأ. (¬2) (2/ 152). (¬3) الترجمة التي تليه. (¬4) في (أ): عمير. خطأ. (¬5) ما بين المعقوفتين زيادة من المصدر ليست في (أ). (¬6) في (أ): عبد. خطأ. (¬7) أي كلام الذهبي في «الميزان».

تنبيه: «العِجْلي» (¬1) بكسر العين، وسكون الجيم، وفي آخرها لام، هذه النسبة إلى عجل بن لحيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب (¬2) بن أفصي بن دعمي (¬3) بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نِزَار، يُنْسَبُ إليها جماعة من العلماء منهم هذا، ومنهم أبو المعتمر مُوَرِّق بن المَشْمْرَج (¬4) بن رفاعة بن زيد بن ضباعة العجلي، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري، وأبو دُلَف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل العجلي، الأمير المشهور. وأما «العَجَلي» (¬5) بفتح العين والجيم فهي نسبة الإمام أبي سعد (¬6) عثمان بن علي بن شراف العَجَلي، من أهل بنْج (¬7) ديه، وهو فقيه فاضل حسن الفتوى، تفقه على القاضي حسين المروروذي، وسمع الحديث من جماعة، وعُمِّر، وهو منسوب إلى العَجَلة التي يجرها الدواب ولعل بعض أجداده كان يعملها والله أعلم. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 325). (¬2) في (أ): هلب. وما أثبتناه من المصادر. (¬3) في (أ): دعمن. وما أثبتناه من المصادر. (¬4) وقع في (أ) وفي مطبوعة اللباب: المشمرخ بالخاء، وهو خطأ صوابه ما أثبتناه كما في «أنساب السمعاني»: (4/ 160) وانظر: «تاج العروس»: (6/ 65). (¬5) «اللباب»: (2/ 325). (¬6) في (أ): سعيد. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬7) في (أ): ننج. خطأ، والتصحيح من المصادر، وانظرها في «معجم البلدان»: (1/ 498).

قوله: عن الحسن (¬1) بن علي، بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، سِبْط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته، وأحد سَيِّدي شباب أهل الجنة. وُلِدَ في رمضان سنة ثلاث، ورَوَى عن: جده النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وعن أخيه الحسين، وخاله هند بن أبي هالة. روى عنه ابنه (¬2) الحسن، وأبو وائل، وعكرمة، وابن سيرين، وأبو الحَوْراء (¬3) ربيعة بن شيبان، وآخرون. قال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: «اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه» (¬4). وقال الحسن البصري عن أبي بَكْرَة: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطُبُ، جاء الحسن حتى صعد المنبر، فقال: «إن ابني هذا سيد، وإن الله سَيُصْلِحُ به بين فئتين من المسلمين عظيمتين» (¬5)، قال: فنظر إلى العساكر الذين بايعوه، والعساكر الذين مع معاوية حين سار للقائه فإذا هم أمثال ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 325). (¬2) في (أ): ابن. خطأ. (¬3) في (أ): الجوزاء. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬4) أخرجه البخاري في «صحيحه» (رقم 5545)، ومسلم في «صحيحه»: (رقم 6409). (¬5) أخرجه البخاري في «صحيحه»: (رقم 3430).

الجبال في الحديد، فقال: أضرب هؤلاء بعضهم ببعض في مُلْكٍ من مُلْكِ الدُّنْيَا؟ لا حاجة لي به. قال الواقدي وغير واحد: مات سنة تسع وأربعين. وقال ابن حبان: سُمَّ حتى نزل كبده، وأوصى إلى أخيه الحسين، ومات بالمدينة في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين، ودفن بالبقيع (¬1). قوله: خالي هند، هو ابن أبي هالة التميمي، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، أمه خديجة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه الحسن كما هنا، أخرج حديثه الترمذي، والبغوي، والطبراني، وغيرهم من طريق الحسن بن علي. أخرج ابن السكن وابن قانع (¬2) من طريق سيف (¬3) بن عمر صاحب الفتوحات عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن هند بن هند بن أبي هالة عن أبيه قال: قلت يا رسول الله ما حملك على أن نزعت ابنتك من عتبة يعني ابن أبي لهب حتى حرشته عليك؟ قال: «إن الله أبى لي أن أتزوج أو أُزوِّج إلا إلى أهل الجنة». ¬

(¬1) «الإصابة»: (2/ 71 - 73). (¬2) في (أ): نافع. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) في (أ): سيفة. خطأ، والتصحيح من المصدر.

قال الزبير بن بكار: قُتِلَ هند هذا مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، وكذا قال الدارقطني في كتاب «الآخرة». وقال أبو عمر: كان فَصيحاً بَليغاً وصف النبي صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنَ وأَتْقَنَ (¬1). تنبيهات: الأول: رأيت لبعضهم أن هذا السند اشتمل على انقطاع من مَحَلَّيْن أحدهما: قوله: «عن رجل فإنه لم يُسَم. وثانيهما: قوله «عن ابن لأبي هالة» انتهى. وأقول: اشتمال السند على مجهول يوجب تسمية الحديث منقطعاً عند جماعة من المحدِّثين، وبعض أهل الأصول يسميه مرسلاً، والمختار ما عليه الأكثر من المحدثين وغيرهم أنه متصلٌ في إسناده مجهول، أي مبهم، نعم قَيَّدَ هذا بعضهم بما إذا لم يُسَم المبهم في رواية أخرى. قلت: يريد تسمية يرتفع بها الإبهام وإلا فلا عبرة بها ولو كانت في ذلك السند نفسه كما هنا. وأما قوله: «عن ابن لأبي هالة» فالظن كل الظن أنه هند بن هند هذا الذي روى عن الحسن هنا وليس بصحابي بل روايته عن النبي صلى الله ¬

(¬1) انتهى من «الإصابة»: (6/ 557).

عليه وسلم مُرْسَلَة، كما صرح به أبو حاتم الرازي (¬1). وأخرج الزُّبير بن بكار والدُّولابي من طريق محمد بن الحجاج عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة وعليه حُلَّة خضراء فمات في الطاعون فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأته واهند بن هنداه وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم. قاله ابن حجر (¬2). الثاني: هالة الذي كني به أبو هالة هو ابن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ أبي هالة التميمي، قال أبو عمر: له صحبة وقال ابن حبان: هالة بن خديجة زوج النبي صل الله عليه وسلم له صحبة (¬3). الثالث: لخديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخت اسمها هالة صحابية ومن هنا اختلفت الرواية لحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً فَقَدِم ابنٌ لخديجة يقال له هالة فسمع في قائلته هالة فانتبه، فقال: هالة هالة كذا في غير الصحيح، وفي «الصحيح»: أخت خديجة، كما في طريق علي بن مُسْهِر عن هشام عن أبيه عن عائشة (¬4). الرابع: اختلف في اسم أبي هالة فقال ابن حبان اسم أبي هالة: هند بن ¬

(¬1) «المراسيل» لابن أبي حاتم: (ص230). (¬2) «الإصابة»: (6/ 558). (¬3) «الإصابة»: (6/ 517). (¬4) «صحيح البخاري» رقم (3610) ومسلم رقم (6435).

النَّبَّاش بن زُرَارة بن وَقْدَان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جردة (¬1) بن أُسَيّد -بالتصغير مثقلاً- بن عمرو بن تميم، وقال الزبير بن بكار: اسم أبي هالة مالك بن النباش، وباقي النسب سواء، وقيل: اسمه زرارة. وعُدَي في النسب ضبطه ابن ماكولا (¬2) بالتصغير، ونقل أن الزبير ذكره كالجادة، والصواب بالتصغير. والأول اختاره شعبة عن قتادة ولفظهما: أبو هالة زوج خديجة هند بن زرارة بن النباش، وعليه يكون من حيث فرعه: هند بن هند بن هند ثلاثة في نَسَق، ولا يُعْلَمُ لأبي هالة إسلام بل ذكر بعضهم أنه رَثَى كفار بدر، والله أعلم (¬3). الخامس: تَزَوَّجَت خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مفارقتها لأبي هالة زوجاً آخر اسمه عتيق بن خالد المخزومي فولدت منه بنتاً اسمها هنداً، وانظر من ذكر إسلامه فإني شُغِلْتُ عن أمره. 9 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ ¬

(¬1) اختلف المصادر المطبوعة في ضبط هذا الاسم، فوقع في بعضها: جردة، وفي بعضها: جروة، وفي بعضها: حزورة. (¬2) «الإكمال»: (1/ 73). (¬3) انظر: «تهذيب الكمال»: (7/ 428) و «الإصابة»: (6/ 517).

الْعَقِبِ. قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ. قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ. قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. قوله: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى (¬1) بن عُبَيْد العَنَزي، الحافظ البصري المعروف بالزَّمِن. روى عن: غُنْدَر كما هنا، وابن عيينة، وابن نمير، ووكيع، ويحيى القطان، وخلق كثير. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وعبد الله بن أحمد في زيادات «المسند»، وأبو حاتم، وأبو زرعة وخلق. وثَّقَهُ ابن معين وغيره. وقال الخطيب: كان صدوقاً، وَرِعاً، فاضلاً، عاقلاً، ثقة ثبتاً، احتجَّ سائرُ الأئمة بحديثه، وقَدِم بغداد مَرَّةً وحدث بها، ثم رجع إلى البصرة فمات بها. قال ابن حبان وغير واحد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وأما محمد بن جعفر وشعبة فقد تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1588 - 1589).

قوله: سِمَاك (¬1) -بكسر السين وتخفيف المهملة- بن حَرْب بن أوس بن خالد الذُّهْلي البَكْري، أبو المغيرة الكوفي، أحد عُلَماء التابعين. روى عن: أخيه إبراهيم بن حَرْب، وجابر بن سَمُرة، والنعمان بن بشير، وأنس، وخلق كثير. وروى عنه: أبو حنيفة رحمه الله، والأعمش، وشعبة، وإسرائيل، وزائدة، وحماد بن سلمة، وشريك، وخلقٌ كثير. قال أحمد: مُضْطَرب الحديث. وقال ابن معين: ثقة. وكان شعبة يُضَعِّفُه، وكذا ضَعَّفَهُ الثوري، وابن المبارك، وغيرهما. وقال يعقوب بن شيبة: روايته عن عِكْرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عِكْرِمة صالح، ليس من المتثبتين (¬2). قال ابن قانع (¬3): مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. قلت: ما قاله يعقوب كالجمع بين القولين قبله. قوله: جابر بن سَمُرَة (¬4) بن جُنَادة بن جُندب بن حُجَير بن رِئَاب بن حبيب ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 661). (¬2) في (أ) و (ب): المثبتين، وما أثبتناه من المصادر. (¬3) في (أ) و (ب): نافع، خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬4) «التذكرة»: (1/ 222).

بن سواءة بن عامر بن صَعْصَعَة العَامِري السُّوائي، حليف بني زُهْرَة، وأمه (¬1) خَالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص، له ولأبيه صحبة. أخرج له أصحاب الصحيح، و [روى] (¬2) شريك عن سِماك عن جابر بن سَمُرة قال: «جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة»، أخرجه الطبراني (¬3). وفي «الصحيح» (¬4) عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ألفي (¬5) مرة». قال ابن السَّكَن: يُكْنى: أبا عبد الله، ويقال: أبا خالد، نزل الكوفة وابتنى بها داراً، وتوفي في ولاية بشر على العراق سنة أربع وسبعين، وقال سَلْم (¬6) بن جنادة عن أبيه صَلَّى عليه عمرو بن حريث (¬7). 10 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ ¬

(¬1) في (أ) و (ب): رأته. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) في (أ) و (ب): ولأبي شريك. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬3) في «المعجم الكبير»: (2/ 229). (¬4) مسلم رقم (2033). (¬5) في (أ): ألف. خطأ. (¬6) في (أ) و (ب): سلمة. خطأ، والتصحيح من المصادر، وسلم من رجال التهذيب، وهو حفيد جابر بن سمرة. (¬7) «الإصابة»: (1/ 431).

يَعْنِي ابْنَ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ، فَلَهُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ. قوله: حدثنا هَنَّاد بن السَّرِي (¬1)، بن مُصْعَب التميمي، أبو السَّري، الكوفي. روى عن: شريك، وأبي الأحوص، ووكيع، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وعبد الله بن أحمد في زيادات «المسند»، وآخرون. وَثَّقَهُ النسائي، وغيره. مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قوله: أخبرنا عَبْثَر بن القاسم (¬2) الزُّبَيْدي، أبو زُبيد، الكوفي. يروي عن: حصين (¬3)، والأعمش، ومُطَرِّف بن طريف، وسليمان التيمي، وعدة. ويروي عنه: قُتَيْبَة، وهَنَّاد، ومُسَدَّد، وآخرون. وَثَّقَهُ أبو داود، والنسائي، وأحمد، ويحيى. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1816). (¬2) «التذكرة»: (2/ 818). (¬3) وقع في مطبوعة «تهذيب الكمال»: (4/ 80): حصن. خطأ، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. ترجمته في «تهذيب الكمال»: (2/ 200).

مات سنة تسع وسبعين ومائة. قوله: عن أشعث بن سَوَّار (¬1)، أَشْعَث -بفتح الهمزة، وسكون الشين المعجمة، وبالمثلثة في آخره- وسَوَّار -بفتح المهملة في أوله، وتشديد الواو- وهو أَشْعَث بن سَوَّار الكِنْدي الكوفي الأَفْرَق، مولى ثَقِيف. روى عن: الشعبي، وعكرمة، والحسن، وخلق. وروى عنه: ابناه عبد الله ومحمد، وأبو إسحاق السَّبيعي -أحد شيوخه-، وشعبة، وهشيم، ويزيد بن هارون -آخر أصحابه-، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وضَعَّفَهُ آخرون (¬2). وقال العِجْلي: كوفي ضعيف، يُكتب حديثه. وقال الفَلَّاس: مات سنة ست وثلاثين ومائة. قوله: عن أبي إسحاق (¬3)، اسمه عمرو بن عبد الله بن عُبيد الهَمْدَاني الكوفي، تقدم في التعريف، وكذلك جابر بن سَمُرة تقدم التعريف به أيضاً. 11 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: أَكَانَ وَجْهُ ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 132). (¬2) كذا، وصواب العبارة كما في المصدر: وثَّقَهُ ابن معين مرة وضعفه أخرى. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1274).

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ. قوله: حدثنا سفيان بن وَكِيع، تَقَدَّم التعريف به. قوله: حدثنا ابن عبد الرحمن الرُّؤاسي (¬1)، هو حُمَيد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي أبو عوف (¬2) الكوفي (¬3). روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وهشام بن عروة، وعدة. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وطائفة. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. مات في آخر سنة تسع وثمانين ومائة، وقال ابن نمير: سنة تسعين ومائة. وتَقَدَّم أن هذه النسبة (¬4) إلى رُؤَاس بوزن غُرَاب -الطائر-، وهو الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَة بن قيس عيلان، فهو منسوب إلى جَدِّه كما قاله الشارح. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 387). (¬2) في (أ) و (ب): أبو عون. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) حدث تقديم وتأخير في العبارة في نسخة (أ). (¬4) «اللباب»: (2/ 40).

قوله: زُهَيْر (¬1) -بضم الزاي- هو ابن معاوية بن حُدَيْج (¬2) الجُعْفِي، أبو خيثمة الكوفي، نزيل الجزيرة. روى عن سماك بن حرب، والأسود بن قيس، والزهري، وأبي إسحاق السبيعي، وأبي الزبير، وحُمَيْد الطويل، وخلق كثير. وروى عنه: ابن مهدي، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وعلي بن الجعد، وخلق. قال أحمد: ثَبْتٌ فيما روى عن المشايخ بَخٍ بَخٍ، وفي حديثه عن أبي إسحاق لين، سمع منه بأخرة. وقال أبو حاتم: زهير أتقن من زائدة، وأحفظ من أبي عَوَانة. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال مُطيَّن (¬3): مات سنة اثنتين، وقيل سنة ثلاث وسبعين ومائة. وأبو إسحاق هو السبيعي تقدم. والبراء بن عازب تقدم أيضاً. 12 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 521). (¬2) في (أ) و (ب): خديج. خطأ. (¬3) في (أ) و (ب): مطير. خطأ، والتصحيح من المصدر.

أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ، رَجِلَ الشَّعْرِ. قوله: حدثنا أبو داود المَصَاحِفي (¬1)، سليمان بن سَلْم، -وفي نسخة: مُسْلِم- بن سابق (¬2) الهَدَادي، هو أبو داود البَلْخي المَصَاحفي. روى عن: أبي مطيع الحكم بن عبد الله، والنضر بن شميل، وجماعة. وروى عنه: المصنف، وأبو داود، والنسائي، وآخرون (¬3). ومات ببلخ سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وفي «اللباب» (¬4): المصاحفي بفتح الميم، والصاد المهملة، وبعد الألف مهملة مكسورة، وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى المصاحف وهي جمع مُصْحَف، قال في «اللباب»: واشتهر بهذه النسبة أبو داود سليمان بن سلم وقيل: ابن مسلم المصاحفي البلخي، لعله كان يكتب المَصَاحف فنسب إليها، حدث عن النضر بن شميل، وغيره، روى عنه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (¬5)، وأبو عبد الله محمد بن صالح بن سهل السلمي الترمذيان، وغيرهما. وأبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 646). (¬2) في (أ) و (ب): ساقف، وما أثبتناه من المصادر. (¬3) قال في «التذكرة»: وثقه أبو داود والنسائي. (¬4) (3/ 218). (¬5) قوله: «الترمذي»، ليس في «اللباب»، وحذفه هو المناسب للسياق.

المصاحفي الجامعي سمع أبا يحيى سهل بن عمار العتكي وغيره، وكان يكتب المَصَاحف حِسْبَةً ويُوقِفُها، وكانت وفاته في صفر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وأحمد بن عمر بن إبراهيم المصاحفي، يروي عن محمد بن خلف المروزي، روى عنه أبو القاسم الطبراني، وزياد مولى سعد المصاحفي، ويقال مولى سعد صاحب المصاحف، روى عن ابن عباس، وروى عنه بكير بن مسمار (¬1)، انتهى. تنبيه: «الهَدَادي» (¬2) بفتح الهاء، والدال المهملة المخففة، وبعد الألف دال أخرى، هذه النسبة إلى هَدَاد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمر (¬3) بن عامر ماء السماء (¬4) بطن من الأَزْد ينسب إليها أبو بشر عقبة بن سنان بن سعد بن جابر الذَّرَّاع الهدادي أيضاً وجماعة. قوله: أخبرنا النَّضْر بن شُمَيْل (¬5) -بفتح النون، وسكون الضاد المعجمة، وبضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وسكون الياء التحتية- المازني، أبو الحسن النحوي البصري. ¬

(¬1) في (أ): سمار. خطأ. (¬2) «اللباب»: (3/ 382). (¬3) كذا، وفي مطبوعة «اللباب»: عمرو. (¬4) في «اللباب»: [بن] ماء السماء. (¬5) «التذكرة»: (3/ 1768).

روى عن: إسرائيل، وشعبة، وحماد بن سلمة، وابن جريج، وخلق. وعنه: ابن المديني، وابن معين، وإسحاق بن راهويه، وخلق. وثقه النسائي، ويحيى، وأبو حاتم. وقال العباس بن مُصْعَب: كان إماماً في العربية والحديث، وهو أول من أظهر السُّنة بمَرْو، وجميع خراسان. وقال غيره: مات في أول سنة أربع ومائتين. قوله: عن صالح بن أبي الأَخْضَر (¬1) -بمعجمتين- اليمامي، ثم البصري. روى عن: الزهري، ونافع، وابن المنكدر، وغيرهم. وروى عنه: ابن عيينة، وابن المبارك، وحماد بن زيد، وابن مهدي، وآخرون. قال في «التذكرة» (¬2): ضعفوه، وما علمت من وثقه. قوله: عن ابن شهاب (¬3)، هو محمد بن مسلم بن عبيد (¬4) الله بن عبد (¬5) الله بن شهاب الزُّهْري، أبو بكر المدني، أحد الأعلام، نزل الشام. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 721). (¬2) المصدر السابق. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1594). (¬4) في (أ) و (ب): عبد. خطأ. (¬5) في (أ) و (ب): عبيد. خطأ.

وروى عن: سهل بن سعد، وابن عمر، وجابر، وأنس، وغيرهم من الصحابة، وعن خلق ممن بعدهم. وروى عنه: أبو حنيفة، ومالك، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبد العزيز، وهما من شيوخه، وعمرو بن دينار، وعراك بن مالك، وابن عيينة، والأوزاعي، والليث، وابن جريج، وخلق كثير. قال أبو بكر بن مَنْجَوِيه: رأى عشرةً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: أكثر من ذلك بكثير، وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقاً لمتون (¬1) الأخبار، وكان فقيها فاضلاً. وقال الليث: ما رأيت عالماً قط أجمع من بن شهاب، يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته. وقال ابن المديني وغير واحد: مات سنة أربع وعشرين ومائة. قوله: عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بن عَوْف الزُّهْري (¬2). قيل: اسمه عبد الله، وقيل: اسمه إسماعيل، وقيل: اسمه كنيته. روى عن: أبيه، وعثمان، وجابر، وعائشة، وابن عمر، وأم سلمة، وخلق. وروى عنه: ابنه عمر، وابن أخيه سعد بن إبراهيم، والزهري، ¬

(¬1) في (أ): لفنون خطأ. (¬2) «التذكرة»: (4/ 2067).

والشعبي، ويحيى بن أبي كثير، وخلق. وثَّقَهُ ابن سعد وغيره. كان فقيهاً إماماً مات بالمدينة سنة أربع وتسعين (¬1) عن ثنتين وسبعين سنة. قوله: عن أبي هريرة، قال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صَخْر على الأصح من ثلاثين قولاً (¬2). وقال القُطْب: الذي اجتمع من اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولاً مذكورة في «الكُنَى» للحاكم، وفي «الاستيعاب» (¬3)، وفي «تاريخ ابن عساكر» (¬4). قال ابن حجر (¬5): وجه تكثيرها أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلاً، وفي اسم أبيه نحوها، ثم تَرَكبت (¬6)، ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولاً، فجميع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولاً: عبد شمس، ¬

(¬1) في (أ) و (ب): سبعين، خطأ، والتصحيح من المصدر، وكلام ابن سعد في طبقاته (5/ 157). (¬2) انظر: شرح مسلم للنووي: (1/ 67). (¬3) (4/ 1770). (¬4) (67/ 303). (¬5) «الإصابة»: (7/ 430). (¬6) في (أ) و (ب): تركب، وما أثبتناه من المصادر.

وعبد نهم (¬1) وعبد تيم، وعبد العُزَّى، وعبد ياليل (¬2)، وهذه قبل إسلامه فلا يجوز أن تبقى بعده كما أشار ابن خزيمة وقيل فيه أيضاً عبيد (¬3) -بغير إضافة- وعبيد [الله] (¬4) بالإضافة، وسُكَين بالتصغير، وسَكَن بفتحتين، وعمرو بفتح العين، وعمير بالتصغير، وعامر، وقيل عبد الله (¬5)، وقيل عبد الرحمن، وقيل برير، وقيل بر، وقيل يزيد، وقيل سعد، وقيل سعيد، وقيل عبد الله، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير (¬6) فإنه إسلامي جزماً. والذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولاً، فقيل: عايذ، وقيل عامر، وقيل عمر (¬7)، وقيل عمير، وقيل تميم (¬8)، وقيل دومة، وقيل ودمة (¬9)، وقيل: هاني، وقيل مل، وقيل عبد نهم (¬10) وقيل عبد غنم، وقيل عبد شمس، وقيل ¬

(¬1) في (أ) و (ب): تهم، وما أثبتناه من المصادر. (¬2) في (أ): عبد يافيل، وفي (ب): عبد يافل، وما أثبتناه من المصادر. (¬3) في (أ) و (ب): عبد. وما أثبتناه من المصدر. (¬4) زيادة من المصدر ليست في (أ) و (ب). (¬5) من هنا أخل المصنف بترتيب الأسماء، فلم يلتزم ما وقع في الإصابة. (¬6) الأخير في سياق ابن حجر هو: عبد الرحمن. (¬7) في مطبوعة «الإصابة»: عمرو. (¬8) في مطبوعة «الإصابة»: غنم. (¬9) قوله: «وقيل ودمة»، ليس في مطبوعة الإصابة. (¬10) في (أ) و (ب): تهم. وما أثبتناه من المصدر.

عبد عمرو، وقيل الحارث، وقيل عروة (¬1)، وقيل صخر. فهذا معني قول من قال: اخْتُلِفَ في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولاً، فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد عدد (¬2) ذلك فيكون مائتين وسبعة وأربعين، من ضَرْب تسعة عشر في ثلاثة عشر، وأما مع التنصيص فلا مزيد على العشرين؛ فإن الاسم الواحد من أسمائه يُرَكَّب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العدُّ عليهما فتخلص من المغايرة مع التركيب (¬3) عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر، مع أن بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف، مثل بر وبرير ويزيد فإنه لم يرد شيء منها إلا مع تحريفه (¬4)، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وكذا سَكَن وسُكَين الظاهر أنهما يرجعان إلى واحد، وكذا سعد وسعيد مع أنهما لم يَرِدَا إلا مع التحريف (¬5)، وبعضها انقلب (¬6) اسمه مع اسم أبيه كما حَكَى بعضهم: عبد عمرو بن عبد غنم، وقيل عبد غنم بن عبد عمرو، فعند التأمل لا تبلغ ¬

(¬1) في مطبوعة «الإصابة»: عشرقة. (¬2) في مطبوعة «الإصابة»: علي. (¬3) العبارة في مطبوعة «الإصابة»: فيخلص للمغايرة مع التركيب. (¬4) كذا، وفي مطبوعة «الإصابة»: «إلا مع عشرقة» ومعنى ذلك أنه لم تأت تسمية أبي هريرة بأحد هذه الأسماء إلا مع تسمية أبيه عشرقة. (¬5) كذا، وفي مطبوعة «الإصابة»: إلا مع الحارث، أي أنه لم تأت تسمية أبي هريرة بسعد أو سعيد إلا مع تسمية أبيه بالحارث. (¬6) قوله: انقلب. ليس في (أ).

الأقوال عشرة خالصة ومرجعها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد الله، وعبد الرحمن، الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة. قال ابن إسحاق (¬1): قال بعض أصحابنا عن أبي هريرة كان إسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وكنيت أبا هريرة لأني وجدت هِرَّة حملتها في كُمِّي فقيل لي أبو هريرة وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الكني» من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق. وأخرج الترمذي بسند حسن عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هِرَّة صغيرة فكُنْتُ أجعلها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها فلعبت بها، فَكَنُّوني أبا هريرة انتهى. وفي «صحيح البخاري» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا هر». تنبيهات: الأول: قال ابن أبي داود كنت أجمع مسند أبي هريرة فرأيته في النوم ¬

(¬1) «الإصابة»: (7/ 426).

وأنا بأصبهان فقال لي: أنا أول صاحب حديث (¬1) في الدنيا. الثاني: أجمع أهل المدينة (¬2) على أنه أكثر الصحابة حديثاً، وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. الثالث: روى أبو هريرة عن كثير من الصحابة منهم أبو بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأُبي بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة. قال البخاري: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عمره. وأخرج أحمد من طريق أبي بن كعب أن أبا هريرة رضي الله عنه كان جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء ما يسأله عنها غيره. الرابع: كان إسلام أبي هريرة بين الحديبية وخيبر، قدم المدينة مهاجراً، وسكن الصُّفَّة، وقال أبو معشر المديني عن محمد بن بسر (¬3) قال: كان أبو هريرة يقول: لا تُكنوني أبا هريرة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كَنَّاني ¬

(¬1) في مطبوعة «الإصابة»: حدثت. (¬2) كذا، وفي مطبوعة «الإصابة»: أجمع أهل الحديث ... وهو الصواب. (¬3) كذا في (أ) و (ب)، وفي مطبوعة «الإصابة»: قيس.

أبا هِر، والذَّكَرُ خيرٌ من الأنثى (¬1). الخامس: قال عبد الرحمن بن لبيد (¬2) أتيت أبا هريرة وهو آدَم، بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين، أفرق الثَّنِيَّتِين (¬3). وأخرج ابن سعد (¬4) من طريق قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشناً؟ قال: لا، كان لَيِّناً. قلت: فما كان لونه؟ قال: كان أبيض يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشقين، وتمخط يوماً فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان. وقال أبو هلال عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: لقد رأيتني أصرع بين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة رضي الله عنها فيقال: مجنون وما بي جنون وما بي إلا الجوع (¬5). روى إبراهيم الحميدي أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين. وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، واجتمعت أَحْمَس فجاءوا ليسلموا عليه فقال: ¬

(¬1) «الإصابة»: (7/ 434). (¬2) كذا في (أ) و (ب)، وفي مطبوعة «الإصابة»: لبيبة. (¬3) «الإصابة»: (7/ 434). (¬4) «الطبقات الكبرى»: (4/ 333). (¬5) «الإصابة»: (7/ 434).

مرحباً صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن أَحْرَص على شيء من أن أَعِي الحديث (¬1). والله أعلم. السادس: حَكَم النُّحَاةُ لجزء العَلَم المركَّب تركيباً إضافياً بِحُكْم المستقل فمنعوا «هُريرة» من «أبي هريرة» الصرف للعملية والتأنيث. السابع: عُلِمَ من قول المصنف: «أبي هريرة» بإضافته إلى الهِرَّة الأنثى أنه لا يُلْتَفَت إلى إنكار أبي هريرة ذلك حيث عُرِفَ به، والله أعلم. 13 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ. قوله: حدثنا قُتيبة هو ابن سعيد، تقدم. قوله: أخبرنا الليث بن سعد (¬2) بن عبد الرحمن الفَهْمِي، أبو الحارث المصري أحد الأعلام. ¬

(¬1) المصدر السابق. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1431).

روى عن: الزهري، وعطاء، ونافع، وبكير بن الأشج، وخلق. وروى عنه: ابنه شعيب، وكاتبه أبو صالح، ومحمد بن عجلان وهشام (بن سعد وهما من شيوخه، وقيس بن الربيع، وابن لهيعة أحمد، ويحيى) (¬1) وهشيم، وهو من أقرانه، وابن المبارك، وقُتيبة، وخلق آخرهم عيسى بن حماد زُغْبَة. وثقه أحمد ويحيى والعجلي وابن سعد وغيرهم. وقال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة، وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب. وقال يحيى بن بكير: ما رأيت أحداً أكمل من الليث بن سعد كان فقيه البدن، عربي اللسان، يُحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة، لم أرَ مثله، كان يُعَدُّ من الأَجْوَاد الكُرَماء، وهو أحد أرباب المذاهب المتبعة في وقته. قال الشريف في «التذكرة» (¬2):قال ابن بكير: ولد الليث سنة أربع وتسعين ومات في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، ومناقبه كثيرة، ومآثره شهيرة، ومقصودنا الاختصار. تنبيه: «الفَهْمي» (¬3) بفتح الفاء وسكون الهاء وفي آخره ميم نسبة إلى ¬

(¬1) ما بين القوسين حشو، ليس في المصادر. (¬2) (3/ 1431). (¬3) «اللباب»: (2/ 448).

فَهْم بطن من قيس عيلان، قال في «اللباب» (¬1): منهم أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي إمام أهل مصر في الفقه والحديث ولد سنة أربع وعشرين ومائة في شعبان، ومات في النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة بمصر، انتهى. والصواب في مولده ما في «التذكرة»، وإلا لَزِمَ أن اللَّيث لم يولد قبل موت أبي الزبير إلا بأربع سنين، فيكون أبو الزبير مات قبل تمييز الليث، وليس كذلك، والله أعلم. قوله: عن أبي الزبير (¬2)، هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأَسَدي، أبو الزبير المكي. روى عن: جابر، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وعائشة، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، ومالك، وشعبة، والأعمش، والسفيانان، وحماد بن سلمة، والزهري، وهو من أقرانه، وعطاء بن أبي رباح أحد شيوخه، وخلق. وثَّقَهُ ابن المديني، وابن معين، والنسائي، وضَعَّفَه ابن عيينة، وغيره. قال: ومات سنة ثمان وعشرين ومائة. ¬

(¬1) المصدر السابق. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1593).

قوله: عن جابر بن عبد الله (¬1) بن عمرو بن حرام بن كعب، بن سلمة الأنصاري السُّلَمي، يُكْنَى أبا عبد الله، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد أقوال، أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن جماعة من الصحابة، وله ولأبيه صحبة، وفي «الصحيح» (¬2) عنه أنه كان مع من شهد العقبة، وروى البخاري في «تاريخه» (¬3) بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أبيح (¬4) أصحابي الماء يوم بدر، ومن طَرِيق حَجَّاج الصَّوَّاف حَدَّثني أبو الزبير أن جابراً حدثهم بأنه غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة، وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكورة، وروى مسلم (¬5) من طريق زكريا بن إسحاق: حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدراً ولا أُحُداً مَنَعَني أبي، فلما قُتِل لم أَتَخَلَّف. وعن جابر قال: استغفر لي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة خمساً وعشرين مرة، أخرجه أحمد، وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي ¬

(¬1) «الإصابة»: (1/ 434). (¬2) البخاري (3/رقم 3677). (¬3) (2/ 207). (¬4) كذا في (أ) و (ب)، وفي مطبوعة «الإصابة»: أصبح، وفي مطبوعة «التاريخ الكبير»: أمنح. (¬5) رقم (4797).

الزبير عنه. وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة: كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد -يعني النبوي- يؤخذ عنه العلم. وروى البغوي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مَسَّ رأسه ولحيته بشيء من صفرة. ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتاً بالمدينة جابر. قال البغوي (¬1): هو وهم وآخرهم سهل بن سعد. قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين. وقال علي بن المديني: مات جابر بعد أن عُمِّرَ فأوصى أن لا يُصَلي عليه الحَجَّاج. قلت (¬2): وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين، وفي «الطبري» و «تاريخ البخاري» ما يَشْهَد له وهو (أن الحجاج شهد جنازته، ويقال: إنه مات سنة ثلاث، ويقال: سنة سبع، ويقال) (¬3) إنه عاش أربعاً وتسعين سنة. 14 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالا: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، ¬

(¬1) في (أ) و (ب): قال جابر، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) القائل هو الحافظ ابن حجر في «الإصابة». (¬3) ما بين القوسين سقط من (أ).

يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ رَآهُ غَيْرِي، قُلْتُ: صِفْهُ لِي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ، مَلِيحًا، مُقَصَّدًا. قوله: حدثنا سفيان بن وكيع، ومحمد بن بشار، تَقَدَّما. قوله: أخبرنا يزيد (¬1)، هو ابن هارون هو ابن زاذان السُّلَمي، أبو خالد الواسطي، المعروف بالرِّشْك (¬2)، أحد الأئمة. روى عن: شعبة، والثوري، ومالك، والحمادين، وابن إسحاق، وخلق. وروى عنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وبقية، وابنا أبي شيبة، وخلق كثير. قال أحمد: كان حافظاً، متقناً، صحيح الحديث. وقال ابن المديني: ما رأيت رجلاً قط أحفظ منه. ووثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، وغير واحد. ومات في أول سنة ست ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1923). (¬2) كذا قال، وهو وهم، فيزيد الرشك إنما هو يزيد بن أبي يزيد الضبعي وهو آخر، انظر ترجمته في «تهذيب التهذيب»: (8/ 158).

قوله: عن سعيد الجُرَيْرِي (¬1)، بضم الجيم، أبو مسعود البصري. روى عن أبي الطُّفَيْل، وأبي عثمان النَّهْدي، وأبي نَضْرَة، وطائفة. وروى عنه: شعبة، والثوري، والحمادان، وابن عُلَيَّة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين وغيره. وقال أحمد: هو مُحَدِّثُ أهل البصرة. وقال النسائي: ثقة، أُنكر أيام الطاعون، فَمَنْ سَمِعَ منه بعد الاختلاط فليس بشيء. وقال ابن سعد: قالوا: مات سنة أربع وأربعين ومائة. تنبيه: هذه النسبة (¬2) إلى جُرَيْر بن عُبَاد بضم العين المهملة وتخفيف الموحدة من بني وائل، ولهم الجَرِيْرِي (¬3) بفتح الجيم وكسر الراءين بينهما مُثْنَاة من أسفل ساكنة. قوله: سمعت أبا الطُّفَيْل (¬4)، هو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش -ويقال: جهيش- بن جُدَي (¬5) بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 575) واسمه بتمامه: سعيد بن إياس. (¬2) «اللباب»: (1/ 276). (¬3) «اللباب»: (1/ 275). (¬4) «الإصابة»: (7/ 230). (¬5) في (أ) و (ب): جزء، وما أثبتناه من المصادر.

مناة بن علي بن كنانة الكناني ثم الليثي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب، وحفظ عنه أحاديث. قال ابن عدي: له صحبة وروى أيضاً عن: أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وحذيفة، وابن مسعود، وابن عباس، ونافع بن عبد الحارث، وزيد بن أرقم، وغيرهم. وروى عنه: الزهري، وأبو الزبير، وقتادة، وعبد العزيز، وعكرمة بن خالد، وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي حبيب، ومعروف بن خربوذ، وآخرون. قال مسلم: مات سنة مائة، وهو آخر من مات من الصحابة. وقال ابن البرقي: مات سنة اثنتين ومائة، وهو مشهور باسمه وكنيته. وعن مبارك بن فضالة مات سنة سبع ومائة. وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه: كنت بمكة سنة عشر ومائة فرأيت جنازة فسألت عنها فقالوا: أبو الطفيل. وقال ابن السَّكَن: جاءت عنه روايات ثابتة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما سماعه منه صلى الله عليه وسلم فلم يَثْبُت. وذكر ابن سعد عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الطفيل قال: «كنت أطلب النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يطلبه ... » الحديث وهو ضعيف؛ لأنهم لا يختلفون أن أبا الطفيل لم يكن ولد في تلك السنة.

قلت: وأَظُنُّ أن هذا من رواية أبي الطُّفَيْل عن أبيه. وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: أبو الطفيل مكي ثقة. وذكر البخاري في «التاريخ الصغير» عن أبي الطُّفَيْل، قال: أدركت ثماني سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: كان يَعْترِفُ بفضل أبي بكر وعمر، لكنه كان يقدم علياً، والله أعلم. 15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ أَخِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ، إِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ. قوله: عبد الله بن عبد الرحمن (¬1) بن الفضل بن بَهْرَام الدارمي التَّمِيمي، أبو محمد السَّمَرْقَنْدي، الحافظ، أحد الأعلام. روى عن: ابن عون، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق. روى عنه المصنف، وأبو داود، ومسلم، وأبو زرعة، ومُطَيِّن، وخلق. سئل عنه أحمد فقال: عليك بذاك السَّيِّد. وقال أبو حاتم: إمام أهل زمانه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 884).

وقال ابن حبان: كان من الحُفَّاظ المتقنين، ممن حَفِظَ وجَمَعَ، وتَفَقَّه، وصَنَّفَ، وحَدَّث، وأظهر السنة في بلده، ودعا إليها، وذب عن حريمها، وقمع من خالفها. وقال غيره: توفي يوم التروية سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. تنبيه: «الدَّارمِي» بفتح الدال، وسكون الألف، وكسر الراء، وبعدها ميم. قال في «اللباب» (¬1): هذه النسبة إلى دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم بطن كبير من تميم، ينسب إليه خلق كثير من العلماء والشعراء والفرسان، والله أعلم. قوله: أخبرنا إبراهيم بن المنذر (¬2) الأَسَدي الحِزَامي المدني. روى عن: مالك، وابن عيينة، وابن وهب، وخلق. وروى عنه: البخاري، وابن ماجه، ومُطَيِّن، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الخطيب: كان ابن معين وغيره من الحفاظ يرضونه ويوثقونه. مات في المحرم سنة ست وثلاثين (¬3). ¬

(¬1) (1/ 484). (¬2) «التذكرة»: (1/ 37). (¬3) أي: ومائتين.

تنبيه: قوله الحِزَامي بكسر الحاء وبالزاي والميم بعد الألف هذه النسبة إلى الجَدِّ الأعلى، واشتهر بها إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن خالد بن خويلد بن أسد الحزامي القرشي، وقيل: إنه من ولد حكيم بن حِزَام لا من ولد خَالد، وهو من أهل المدينة. انتهى كلام «اللباب» (¬1). قوله: أخبرنا عبد العزيز (¬2) بن أبي ثابت الزهري، هذا عبد العزيز بن عمران الزهري الأعرج، المعروف بابن أبي ثابت. روى عن: أبيه، وجعفر الصادق، وطائفة. وروى عنه: ابنه سليمان، وأبو مصعب، وآخرون. قال ابن معين: ليس بثقة كذا في «التذكرة» (¬3). وقال الذهبي في «الميزان» (¬4): عبد العزيز بن أبي ثابت هو ابن عمران، وسيأتي ثم ذكره فقال (¬5): عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، وهو عبد العزيز بن أبي ثابت، عن جعفر بن محمد، وأفلح بن سعيد. وعنه إبراهيم بن المنذر، وأبو حذافة السَّهْمِي. ¬

(¬1) (1/ 362). (¬2) في (أ): أخبرنا [ابن] عبد العزيز. خطأ. (¬3) (2/ 1052). (¬4) (4/ 359). (¬5) (4/ 369).

قال البخاري: لا يُكْتَبُ حديثه. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى: وابن أبي ثابت عبد العزيز بن عمران ما حاله؟ قال: ليس بثقة، إنما كان صاحب شِعْر وهو من وَلَد عبد الرحمن بن عوف. وقال أبو عبد الرحمن الأذَرْمي (¬1): حدثنا عبد العزيز عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لرجل يا مُخَنَّث فاجلدوه عشرين». أبو حذافة السهمي: ثنا عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قُرَّة عن أنس مرفوعاً: «لما تجلَّى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: ثبير، وحِرَاء، وثَوْر، وثلاثة بالمدينة: أُحُد وورقان، ورضوى» سمعه المحاملي منه. انتهى (¬2). قوله: أخبرني إسماعيل بن إبراهيم (¬3) بن عقبة المدني (¬4). روى عن: عمه موسى بن عقبة، ونافع، والزهري، وعائشة بنت سعد، ¬

(¬1) في (أ) و (ب): الأرمي، خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) أي كلام الذهبي. (¬3) «التذكرة»: (1/ 107 - 108). (¬4) وهو ابن أخي موسى بن عقبة.

وغيرهم. وروى عنه، إسماعيل بن أبي أُوَيْس، وسعيد بن أبي مريم، وابن مهدي، وجماعة. قال يحيى والنسائي: ثقة. وفي «الميزان» (¬1): إسماعيل بن إبراهيم بن عُقْبَة: سمع عمه موسى بن عقبة، ونافعاً، والزهري. وروى عنه: ابن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، وعِدَّة، ووثَّقَه النسائي، وغيره، وابن معين. وقال الأزدي والساجي: ضعيف، وقد (¬2) احتج بإسماعيل أبو عبد الله (¬3) وأبو عبد الرحمن (¬4) وناهيك بهما. توفي مع الثوري تقريباً. انتهى (¬5). تنبيه (¬6): قد عرفت أن إبراهيم والد إسماعيل أخو موسى بن عُقْبَة، فهو ¬

(¬1) (1/ 371). (¬2) هذا ردٌّ لقول الأزدي والساجي. (¬3) أي: البخاري. (¬4) أي: النسائي. (¬5) أي: كلام الذهبي. (¬6) في (أ): «قوله». خطأ، والتصحيح من (ب).

يروي عن عَمِّه هنا. قوله: عن موسى بن عُقْبَة (¬1)، هو موسى بن عُقْبَة بن أبي عَيَّاش القرشي مولاهم المدني. روى عن أم خالد بنت خالد ولها صحبة، وعن نافع، وسالم، والزهري، وخلق. وعنه: مالك، وشعبة، والسفيانان، وابن جُرَيج، وخلق. وثقه أحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وغير واحد. وقال ابن معين وغيره: كان مالك إذا سئل عن المغازي يقول: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنها أصح المغازي. وقال المصنف وغيره: مات سنة إحدى وأربعين ومائة. قوله: عن كريب (¬2)، هو ابن أبي مسلم، أبو رِشْدِين -بكسر الراء بوزن مِسْكِين- الحجازي. روى عن: مولاه ابن عباس كما هنا، وابن عمر، وزيد بن ثابت، وأسامة، وعائشة، وميمونة، وأم سَلَمة. وروى عنه: ابناه رشدين ومحمد، وروى عنه بكير بن الأشج، ومكحول، وموسى بن عقبة، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1735). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1417).

وَثَّقَهُ النَّسَائي، وابن معين، وابن سعد وقال البخاري: مات سنة ثمان وتسعين. قوله: عن ابن عباس (¬1)، هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الخلفاء العباسيين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وُلِدَ وبَنُو هاشم في الشعب قبل الهجرة بثلاث، وقيل بخمس، والأول أثبت، وفي «الصحيحين» (¬2) عن ابن عباس: «قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين»، وفي رواية (¬3): و «كانوا لا يختنون الرجل حتى يُدْرِك»، وفي طريق أخرى (¬4): «قُبِضَ وأنا ابن عشر سنين»، ويمكن الجمع بإلغاء الكسر من الثانية من الطرفين واعتباره في الأولى منهما بناءً عَلَى وقوع البلوغ باثنتي عشرة سنة كما ذهب إليه جماعة من العلماء. وروى الترمذي (¬5) من طريق ليث عن أبي جهضم عن ابن عباس: «أنه رأى جبريل عليه السلام مرتين». وفي «الصحيح» عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ضَمَّهُ ¬

(¬1) «الإصابة»: (4/ 141 - 152). (¬2) هو بهذا اللفظ في البخاري رقم (5941). (¬3) المصدر السابق. (¬4) «صحيح البخاري»: (رقم 1922). (¬5) «سننه» رقم (3822).

إليه، وقال: «اللهم علِّمْهُ الحكمة». وكان يقال له حَبْر العرب، ويقال إن الذي لقبه بذلك «جرجير» ملك المغرب، وكان قد غزا مع عبد الله بن أبي سرح إفريقية فتكلم مع جرجير فقال له: ما ينبغي إلا أن تكون حبر العرب، ذكر ذلك ابن دريد في «الأخبار المنثورة» له. وقال الواقدي: لا خلاف عند أئمتنا أنه ولد بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم وكان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة. وروى أبو الحسن المدائني عن سحيم بن حفص عن أبي بكرة قال: قدم علينا ابن عباس البصرة وما في العرب مثله جسماً وعلماً وبياناً (¬1) وجمالاً وكمالاً. وقال ابن منده: كان أبيض، طويلاً، مشرباً بالصفرة، جسيماً، وسيماً، صبيح الوجه، له وفرة، يَخْضِبُ بالحِنَّاء. وعن أبي إسحاق: رأيت ابن عباس رجلاً جسيماً قد شاب مقدم رأسه وله جمة. وفي «معجم البغوي» من طريق داود بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن عمر: أنه كان يقرب ابن عباس ويقول: إني رأيت رسول ¬

(¬1) في مطبوعة «الإصابة»: ثياباً. خطأ.

الله صلى الله عليه وسلم دعاك فمسح رأسك وتفل في فيك وقال: «اللهم فقهه في الدين وعَلِّمْه التأويل». وروى كريب عن ابن المبارك عنه قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه، فلما أقبل على صلاته انخنست، فلما انصرف قال لي: ما شأنك؟ فقلت: يا رسول الله أَوَ يَنْبَغي لأحدٍ أن يُصَلِّي حذاءَك، وأنت رسول الله؟ قال: فدعا لي أن يزيدني علماً وفهماً». وروى ابن سعد عن طاووس عن ابن عباس دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على ناصيتي وقال: «اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب». لم يختلف معه الصحابة في شيء إلا اعترفوا له بصواب رأيه قبل أن يتفرقوا. وسأل عمر رضي الله عنه مشايخ الصحابة عن ليلة القدر فأجاب بعضهم فلم يعجبه، وأجاب ابن عباس فأعجب عمر فقال للمشايخ: أعجزتم أن تكونوا مثل هذا الفتى الذي لم تتكامل شؤون رأسه؟. وكان يُسَمَّى البَحْر لكثرة علمه ورُويَ عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق: «كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس».

وعند الدارمي (¬1) وابن سعد (¬2) بسند صحيح عن عبيد الله بن أبي يزيد: «كان ابن عباس إذا سئل فإن كان في القرآن أخبر به، فإن لم يكن وكان عن رسول الله أخبر به، فإن لم يكن وكان عن أبي بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فإن لم يكن فَرَأيه». قال الزُّبَيْر بن بَكَّار: لما مات عبد الله بن عباس قال محمد بن علي الشهير بابن الحنفية: «مات رَبَّانيُّ هذه الأمة». وساق بسنده إلى موسى بن عقبة عن مجاهد أن ابن عباس مات بالطائف، فصلَّى عليه ابن الحنفية، فجاء طائر أبيض فدخل في أكفانه فما خرج منها، فلما سوى عليه التراب قال ابن الحنفية: «مات والله اليوم حَبْرُ هذه الأمة». وأخرج يعقوب بن سفيان (¬3) من طريق عبد الله بن يامين: «أخبرني أبي أنه لما مَرَّ بجنازة عبد الله بن عباس جاء طائر أبيض يُقَال له الغرنوق فدخل في النَّعْش فلم يُرَ بَعْدُ». وأخرج ابن سعد (¬4) من طريق يعلى بن عطاء عن بُجَير بن عبد الله (¬5) قال: ¬

(¬1) رقم (166). (¬2) في (أ) و (ب): وابن شيبة. خطأ، وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب، فهو في «الطبقات الكبرى»: (2/ 366). (¬3) «المعرفة والتارخ»: (1/ 296). (¬4) «الطبقات الكبرى»: (1/ 296). (¬5) في (أ) و (ب): محبر بن عبيد، وما أثبتناه من المصادر.

«لما خرجوا بِنَعْش ابن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل «وج» (¬1) حتى خالط أكفانه، ولم يدر أين ذهب فكانوا يرون أنه عِلْمُه». وقال المدائني: توفي عبد الله بن عباس بالطائف فجاء طائر أبيض فدخل بين النعش والسرير فلما وضع في قبره سمعنا قائلاً يقول: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]. تتمة: في وقت وفاته أقوال سنة خمس وستين، وقيل: سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان وستين، وهو الصحيح في قول الجمهور، واتفقوا على أنه مات بالطائف. ¬

(¬1) «معجم البلدان»: (5/ 361).

2 - باب ما جاء في خاتم النبوة

2 - باب ما جاء في خاتم النبوة 16 - حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَتَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مِثْلُ زِرِّ الْحَجَلَةِ. قوله: حدثنا قتيبة، تقدم. قوله: أخبرنا حاتم بن إسماعيل (¬1)، هو المدني أبو إسماعيل، مولى بني عبد المَدَان (¬2). روى عن: يزيد بن أبي عبيد، وهشام بن عُرْوَة، وجعفر بن محمد، وخلق. وروى عنه: الشافعي، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وأبو بكر، وعثمان ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 259). (¬2) في مطبوعة «التذكرة»: عبد الدار. خطأ.

ابنا أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، وهَنَّاد، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد. وقال أحمد: هو أحب إلي من الدراوردي. وقال ابن حبان وغيره: مات سنة سبع وثمانين ومائة. قوله: عن الجعد بن عبد الرحمن (¬1)، هو ابن أوس، ويقال: أويس الكندي، ويقال: التيمي (¬2) المدني، وقد ينسب إلى جده، ويقال له الجعيد -بالتصغير- أيضاً. روى عن: السائب بن يزيد، وعائشة بنت سعد، وطائفة. وروى عنه: حاتم بن إسماعيل، ومكي بن إبراهيم، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي، والله أعلم. قوله: سمعت السائب بن يزيد، قال في «التذكرة» (¬3): السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي، له ولأبيه صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وخاله العلاء بن الحضرمي، وعمر، وعثمان، وطلحة، وسعد، وجماعة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 239). (¬2) في مطبوعة «التذكرة»: التميمي، وما في (أ) و (ب) هو الموافق لما في «تهذيب الكمال»: (2/ 452). (¬3) (1/ 555).

وروى عنه ابنه عبد الله، وابن أخته يزيد بن عبد الله بن خصيفة، والزهري، ويحيى الأنصاري، وخلق. توفي سنة إحدى وتسعين، ويقال: سنة ست، ويقال: سنة ثمان وثمانين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقال صاحب «الإصابة» (¬1): السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة، ويقال: تمامة (¬2) بن الأسود الكندي أو الأزدي، وقيل: هو كناني، وقيل: ليثي، وقيل: هُذَلي، يعرف بابن أخت النمر، والنمر خال أبيه يزيد هو: النمر بن جبل، ووهم من قال إنه النمر بن قاسط مفرد (¬3)، وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة يزيد. وقال الزهري: هو أزدي حالف بني كنده (¬4)، له ولأبيه صحبة. روى البخاري (¬5) من طريق محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال: «حج بي أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ست (¬6) سنين». ¬

(¬1) (3/ 26 - 27). (¬2) في مطبوعة «الإصابة»: عائذ. (¬3) قوله: مفرد. ليس في مطبوعة «الإصابة». (¬4) كذا، وفي المصادر. كنانة. (¬5) رقم (1759). (¬6) في البخاري: سبع سنين.

ومن طريق الزهري عنه قال (¬1): «خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ من تبوك». وفي «الصحيحين» (¬2) من طريق محمد بن يوسف عن السائب أيضاً: «أن خالته ذهبت به وهو وجع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رَأْسَه، ودعا له، وتوضأ فشرب من وضوئه، ونظر إلى خَاتَم النبوة». واسم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية، والعلاء بن الحضرمي خاله. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم -أي السائب- أحاديث، وعن أبيه، وعمر، وعثمان، وعبد الله بن السعدي، وخاله، وحويطب بن عبد العزى، وطلحة، وسعد وغيرهم. وروى عنه: الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وإبراهيم بن قارظ (¬3)، وآخرون. قال مصعب الزبيري: استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خثمة وعبد الله بن عتبة بن مسعود. ¬

(¬1) «صحيح البخاري» رقم (4164). (¬2) البخاري رقم (187) وكرره، ومسلم رقم (6233)، ولم أجده فيهما من طريق محمد بن يوسف بل من طريق الجعد بن عبد الرحمن. (¬3) في (أ) و (ب): قارط. خطأ، والتصحيح من المصدر.

وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل: بعد التسعين، وقيل: سنة إحدى، وقيل: سنة أربع، وقال ابن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة. ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحَرَّة انتهى. والله أعلم. 17 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، غُدَّةً حَمْرَاءَ، مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ. قوله: حدثنا سعيد بن يعقوب (¬1) الطَّالْقَاني. روى عن: حماد بن زيد، وابن المبارك، ووكيع، وأيوب (¬2)، وعدة. وروى عنه: أبو داود، والمصنِّف، والنسائي، وعباس الدوري (¬3)، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. قال الأثرم: رأيته عند أحمد يذاكره الحديث. وَوَثَّقَهُ أبو زرعة، والنَّسائي. وقال ابن حبان: ربما أخطأ. قال البخاري: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 611). (¬2) هو: بن جابر. (¬3) في (أ) و (ب): المروزي، خطأ، والتصحيح من المصادر.

تنبيه: «الطَّالْقَاني» (¬1) بفتح الطاء، وسكون اللام، وفتح القاف، وبعد الألف نون، هذه النسبة تقع تارة إلى طَالْقَان خُرَاسان وهي بَلْدَة بين مَرْوَرُّوذ وبَلْخ مما يلي الجبل، وتارة إلى طَالْقَان قزوين، يقال لها الطَّالْقان، وقد نسب إلى الأول جماعة من العلماء منهم أبو محمد محمود بن خراش الطَّالْقاني، سمع يزيد بن هارون، وابن المبارك، وفضيل بن عياض، وغيرهم. ونُسِبَ إلى الثانية أيضاً جماعة من العلماء منهم: أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد طالقاني وهو والد الصاحب إسماعيل بن عباد، سمع أبا خليفة الجمحي، وجعفر الفريابي، وغيرهما، والظاهر أن سعيد بن يعقوب ممن نُسِب، إلى الأولى لأنها الجادَّة فليُحَرَّر. قوله: أخبرنا أيوب بن جابر (¬2) بن سَيَّار بن طَلْق السُّحَيْمي، أبو سليمان اليَمَامي (¬3)، ثم الكوفي. روى عن: سِمَاك، وأبي إسحاق، وجماعة. وعنه أبو داود الطَّيالسي، وقتيبة، وعلي بن حُجْر، وعدة. قال ابن معين: ليس بشيء. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 269). (¬2) «التذكرة»: (1/ 153). (¬3) في مطبوعة «التذكرة»: اليماني. وما في (أ) و (ب) هو الموافق لما في «تهذيب الكمال»: (1/ 315).

وقال ابن عدي: هو ممن (¬1) يُكْتَبُ حديثه. قلت: قال الذهبي (¬2): أيوب بن جابر بن سَيَّار اليمامي (¬3)، عن سماك بن حرب، وغيره، قال يحيى: ليس بشيء. وقال (¬4) ابن المديني يضع حديثه. وقال أبو زرعة: واه. وقال النسائي: ضعيف. وقال أحمد: حديثه يشبه حديث أهل الصدق. وقال الفلَّاس: صالح. وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة مُتقاربة وهو مِمَّن يُكْتَبُ حديثه. انتهى الغرض منه. قوله: السُّحَيْمي (¬5)، بضم السين، وفتح الحاء المهملتين، وبعدها ياء مثناة من تحتها، وفي آخرها ميم، هذه النسبة إلى سُحَيم وهو بطن من بني حنيفة، وقد نسب إليه كثير من العلماء منهم: أبو سليمان أيوب بن جابر هذا، ومحمد بن جابر، يروي عن عبد الله بن عاصم، وبلال بن المنذر، روى عنه علي بن إسحاق السمرقندي، كان كثير الخطأ لا يُحْتَجُّ به. قوله: عن سِمَاك بن حَرْب (¬6)، بكسر السين، وفتح الميم مخففة تقدَّم التعريف به، وكذلك جابر بن سمرة بفتح السين وضم الميم تقدم ¬

(¬1) في (أ) و (ب): محق. خطأ. (¬2) «ميزان الاعتدال»: (1/ 454). (¬3) في (أ) و (ب): الجامي. خطأ. (¬4) في (أ) و (ب): وكان. خطأ. (¬5) «اللباب»: (2/ 107). (¬6) «التذكرة»: (1/ 661).

التعريف به أيضاً. تتمة: هذا السند من رُبَاعِيَّات هذا الكتاب، وقد قدمنا التنبيه على ذلك. 18 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَديَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ (¬1)، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِهِ لَفَعَلْتُ، يَقُولُ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ مَاتَ: اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ. قوله: حدثنا أبو مصعب المدني (¬2)، هو أحمد بن أبي بكر الزُّهْرِي الفقيه، قاضي المدينة. روى عن: مالك، والدَّرَاوَرْدي، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وجماعة. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجة، ¬

(¬1) لم يعرف المصنف به وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون التيمي المدني. أحد الأعلام، روى عن أبيه، والزهري، وابن المنكدر، وخلق. وعنه ابنه عبد الملك، وإبراهيم بن طهمان، والليث، وهما من أقرانه، وابن مهدي، وخلق. وثقه أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم. وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة، وتوفي ببغداد سنة أربع وستين ومائة. «التذكرة» (2/ 1048). (¬2) «التذكرة»: (1/ 49).

وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وعبد الله بن أحمد، وبقيُّ بن مَخْلَد، وعِدَّة. قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق. وقال الزُّبير بن بكَّار: مات وهو فقيه أهل المدينة غير مُدَافَع، ولَّاه القضاء عبيد (¬1) الله بن الحسن بعد أن كان على شرطته. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، عن اثنتين وتسعين سنة (¬2). قوله: أخبرنا يوسف بن الماجشون (¬3)، نسبة إلى جده، فإنه أبو سلمة يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني. روى عن: أبيه، وابن المنكدر، والزهري، وجماعة. وروى عنه: أحمد، وابن المديني، وخلق. ووثَّقَه أبو داود، وابن معين، وغيرهما. مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة، وقد عَرَفْتَ أباه الراوي هو عنه في السَّنَد هنا (¬4). ¬

(¬1) في (أ) و (ب): عبد الله. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) في (أ) و (ب): عن مائتين وتسعين سنة!! والتصحيح من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1946). (¬4) ترجمة يعقوب بن أبي سلمة الماجشون في «التذكرة»: (4/ 1930).

تنبيه: «المَاجِشُون» (¬1) بضم الجيم وكسرها وبالشين المعجمة، قال أبو علي الغَسَّاني في «تقييده»: فارسي مُعَرَّب «ماه كون» أي: لون القمر، وهو بالعربية المورَّد أي: الأبيض الأحمر، وليس هذا أخاً لعبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون صاحب الإمام مالك، رَحِمَ الله الجميع، والله أعلم. قوله: عن عاصم بن عمر (¬2) بن قَتَادة بن النُّعْمَان الأَنْصَاري، الظَّفَرِي، المدني. روى عن: أبيه، وجدته رُمَيْثَة ولها صحبة، وعن جابر، وأنس، وعلي بن الحسين، وطائفة. وروى عنه: بُكَيْر بن الأَشَج، وابن إسحاق، وابن عَجْلان، وآخرون. وَثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو زرعة، وابن سعد. وقال: كان كثير الحديث عالماً مات بالمدينة سنة عشرين ومائة. تنبيه: «الظَّفَري»: بفتح الظاء المعجمة، والفاء، والراء، نسبة إلى ظَفَر، بطن من الأنصار لَقَبُ كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. وهناك «ظَفَر» عِدَّة نسب كل منهم إلى جماعة، كما بَيَّنَهُ صاحب ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 141). (¬2) «التذكرة»: (1/ 784).

«اللباب» (¬1). قوله: عن جدته رُمَيْثة، هي بضم الراء، وفتح الميم، وسكون المثناة من أسفل، بعدها مثلثة. قال في «الإصابة» (¬2): رُمَيْثة الأنصارية جدة عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري التابعي المشهور، أخرج حديثها الترمذي، ثم ذكر عنها ما أخرجه الترمذي عنها هنا، ثم قال: وروى ابن المنكدر عن ابن رُمَيْثَة عنها عن عائشة حديثاً في صلاة الضحى انتهى. 19 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ، إِذَا وَصَفَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ: بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ. قوله: حدثنا أحمد بن عَبْدَة الضَّبِّي، كل رِجَال هذا الإسناد تَقَدَّم التعريف بهم في الباب الأوَّل. 20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا ¬

(¬1) (2/ 298). (¬2) (7/ 656).

زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي فَامْسَحْ ظَهْرِي، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، فَوَقَعَتْ أَصَابِعِي عَلَى الْخَاتَمِ قُلْتُ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعَرَاتٌ مُجْتَمِعَاتٌ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تَقَدَّم التعريف به. قوله: أخبرنا أبو عاصم (¬1) هو الضَّحَّاك، بن مخلد السبأئي (¬2)، أبو عاصم النَّبِيْل، البصري، الحافظ. روى عن: ابن عون، وسليمان (¬3) التيمي، والأوزاعي، وابن جريج، وخلق. وعنه: البخاري، وابن راهويه، وابن المديني، وعبد بن حميد، وابن المثنى، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعِجْلي، وابن سعد، وغير واحد، وكان فقيهاً حافظاً عابداً متقناً، ولد سنة إحدى وعشرين ومائة، ومات سنة اثني عشرة ومائتين. تنبيه: «السَّبَأئي» (¬4): بفتح السين المهملة والباء الموحدة بعدها همزة مكسورة هذه النسبة تقع تارة إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 756). (¬2) كذا، وهو خطأ عجيب، يأتي التنبيه عليه. (¬3) في (أ) و (ب): مشكان. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬4) «اللباب»: (2/ 198).

الذي سميت به سبأ، وتقع أخرى إلى عبد الله بن سبأ رأس الغلاة من الرَّافضة، وهو الذي قال لعلي رضي الله عنه: أنت الإله فنفاه إلى المدائن، وله أصحاب كانوا يعتقدون أن علياً رضي الله تعالى عنه لم يَمُت، وأنه في السَّحَاب، إذا علمت هذا فانظر هذه النسبة إلى أي هذين الرجلين، والظن أنها إلى الأول؛ لأن النسبة إليه هي الجادَّة؛ ولأن النسبة إلى الثاني غالباً تقع بقولهم: «من السبأئية» (¬1)، والله سبحانه وتعالى أعلم، فَحَرِّرْهُ (¬2). قوله: أخبرنا عَزْرَة بن ثَابِت (¬3) بن أبي زيد (¬4) الأنصاري البَصْري -بفتح العين المهملة، وسكون الزاي، بعدها راء-. روى عن: ثمامة بن عبد الله بن أنس، وأبي الزبير، وعمرو بن دينار، وعدة. وروى عنه: ابن المبارك، وآخرون. وَثَّقَهُ أبو داود، والنسائي، وابن معين. قوله: أخبرني عِلْباء بن أحمر (¬5) -بكسر العين المهملة، وسكون اللام، ¬

(¬1) في (أ) و (ب): السبابية. خطأ. (¬2) كذا قال، وأبو عاصم النبيل أشهر من أن تحرر نسبته، فالضحاك بن مخلد هو «الشيباني»، يقال إنه مولى بني شيبان، ويقال إنه من أنفسهم. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1162). (¬4) في مطبوعة «التذكرة»:يزيد. خطأ. (¬5) «التذكرة»: (2/ 1183).

بعدها باء موحدة، والمد- اليَشْكُري البصري. روى عن: أبي زيد عمرو بن أَخْطَب وله صحبة، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وغيرهما. وروى عنه: عَزْرَة بن ثابت، والحسين بن واقد، وجماعة. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة. قوله: «اليَشْكُري» (¬1): بفتح الياء، وسكون الشين، وبضم الكاف، وبعدها مهملة، هذه النسبة قيل إلى يَشْكُر بن وائل بن قاسط، وقيل: إلى يشكر بن بكر بن وائل [قاله ابن] (¬2) الكلبي، وأبو عبيد، وهو الأَصَح. قوله: أخبرني أبو زيد عمرو بن أَخْطَب بن رهم (¬3) الأنصاري الخزرجي، مشهور بكنيته، وساق نسبه ابن الكلبي، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة، ومسح رأسه وقال: «اللهم جَمِّلْه» ونزل البصرة، وروى عنه ابنه: بشير وآخرون، وحديثه في «صحيح مسلم» و «السنن» وهو ممن جاوز المائة قاله ابن حجر (¬4). ¬

(¬1) «اللباب»: (3/ 413). (¬2) زيادة من المصدر، ليست في (أ)، وقد نسب ابن الأثير هذا القول للمبرد أيضاً. (¬3) كذا، والذي في المصادر: رفاعة. (¬4) «الإصابة»: (4/ 599).

وفي «التذكرة» (¬1): عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري، أبو زيد الأعرج، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وغزا معه ثلاث عشرة غزوة، ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه وقال: «اللهم جَمِّلْه» فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفاً وما في رأسه وفي لحيته إلا نبذ من شعر أبيض. روى عنه أبو قلابة وجماعة، انتهى. 21 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ، يَقُولُ: جَاءَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ، وَعَلَى أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: ارْفَعْهَا، فَإِنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، قَالَ: فَرَفَعَهَا، فَجَاءَ الْغَدَ بِمِثْلِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ فَقَالَ: هَدِيَّةٌ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: ابْسُطُوا ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَآمَنَ بِهِ، وَكَانَ لِلْيَهُودِ فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا عَلَى أَنْ يَغْرِسَ لَهُمْ نَخْلا، فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهِ، حَتَّى تُطْعِمَ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، النَّخلَ إِلا نَخْلَةً وَاحِدَةً، غَرَسَهَا عُمَرُ فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا، وَلَمْ تَحْمِلْ نَخْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا شَأْنُ هَذِهِ ¬

(¬1) (2/ 1254).

النَّخْلَةِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا غَرَسْتُهَا، فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَغَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا. قوله: حدثنا أبو عَمَّار الحسين بن حُرَيث (¬1)، هو المروزي. روى عن: الدَّرَاوْردي، وابن المبارك، والفضل بن موسى، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وخلق، وروى عنه النسائي، والمصنف، وأبو داود كِتَابَةً وخلق (¬2). وَثَّقَهُ النسائي. وقال غيره: مات مُنْصَرِفاً من الحج سنة أربع وأربعين ومائتين. تنبيه: قول المصنف «الخُزَاعي» (¬3) بضم الخاء، وفتح الزاي، وبعد والألف عين مهملة، هذه النسبة إلى خُزَاعَة واسمه كعب بن عمرو بن ربيعة لحي من حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، قبيلة من الأزد وإنما قيل لهم خزاعة لأنهم انخزعوا أي: انقطعوا عن الأزد لما تفرقت الأزد من اليمن أيام سَيْل العَرِم وأقاموا بمكة وسار الآخرون إلى المدينة والشام وعُمان، وعمرو بن لحي هو الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يَجُر قصبه في النار، وهو أول من سَبَّبَ ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 336). (¬2) وقع تكرار في العبارة في (أ)، وما أثبتناه من (ب). (¬3) «اللباب»: (1/ 439).

السوائب وبحر البحاير وغَيَّرَ دين إبراهيم، ودعا العرب إلى عبادة الأَصْنَام. قوله: أخبرنا علي بن الحسين بن واقد (¬1)، هو المروزي. روى عن: أبيه كما هنا، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، وآخرون. ضَعَّفَهُ أبو حاتم. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين. تنبيه: قوله «الَمرْوَزي» (¬2) بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الواو، وفي آخرها زاي، هذه النسبة إلى مرو الشاهجان خرج منها جماعة كثيرة من العلماء منهم: هذا الرجل. قوله: حدثنا أبي: أبوه هو الحسين بن واقد المروزي (¬3)، أبو عبد الله القاضي. روى عن: عبد الله بن بريدة، وعمرو بن دينار، وأبي الزَّبير، وعِدَّة. وروى عنه: ابناه علي والعلاء، والأعمش وهو أكبر منه، وزيد بن ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1193). (¬2) «اللباب»: (3/ 199). (¬3) «التذكرة»: (1/ 345).

الحُبَاب، وغيرهم. وثَّقَهُ ابن معين، وقال [ابن حبان] (¬1): إنه من خيار الناس. وقال غيره: مات سنة تسع وخمسين ومائة. قوله: حدثنا عبد الله بن بُرَيدة (¬2) بن الحُصَيْب الأَسْلَمي، أبو سَهْل المَرْوَزي، قاضي مرو وعالمها. روى عن: أبيه، وابن مسعود، وعمران بن حُصَين، وسَمُرَة، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وخَلْق. وروى عنه: ابناه سهل وصخر، وقتادة، ومطر الوَرَّاق، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم، والعِجْلي. ولَيَّنَهُ وكيع. وقال ابن حبان: مات سنة خمس عشرة ومائة. قوله: سمعت أبي بُريدة بن الحُصَيب (¬3) بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأَسْلمي. قال ابن السكن: أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً بالغميم، وأقام في موضعه حتى مضت بدر وأُحُد ثم قَدِم بعد ذلك، ¬

(¬1) زيادة من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (2/ 827). (¬3) «الإصابة»: (1/ 286).

وقيل: أسلم بعد مُنْصْرَف النبي صلى الله عليه وسلم من بَدْر وسَكَنَ البصرة لما فتحت. وفي «الصحيحين» (¬1) عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة. قال أبو علي الطُّوسي أحمد بن عثمان صاحب ابن المبارك: اسم بُرَيْدة عامر، وبُرَيْدَة لَقَبٌ، وأخبار بريدة كثيرة ومناقبه شهيرة، وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تَحَوَّل إلى مَرْو فَسَكَنها إلى أن مات بها في خلافة يزيد بن معاوية. قال ابن سعد: مات سنة ثلاث وستين. وفي «التذكرة» (¬2): بريدة بن الحُصَيب الأَسْلَمي، ثم قال: وشهد غزوة خيبر وأبلى يومئذ وشهد فتح مكة، وكان معه أحد لوائي أسلم، وسكن المدينة، ثم انتقل إلى البصرة، ثم انتقل إلى مرو ومات بها سنة ثلاث وستين، وهو آخر من مات من الصحابة بخراسان روى عنه ابناه عبد الله وسليمان، والشعبي، وجماعة. 22 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَوَقِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: كَانَ فِي ¬

(¬1) البخاري رقم (4203) ومسلم رقم (4799). (¬2) (1/ 168).

ظَهْرِهِ بَضْعَةٌ نَاشِزَةٌ. قوله: أخبرنا بشر بن الوَضَّاح البَصْري، أبو الهيثم (¬1). صدوق من العاشرة مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. قوله: أخبرنا أبو عَقيل الدَّوْرَقي، هو بشربن عقبة أبو عقيل الدورقي البصري (¬2). روى عن: مجاهد، وأبي المتوكل، وأبي نَضْرة، وغيرهم. وروى عنه: يحيى القطان، وابن مهدي، ومُسْلِم بن إبراهيم، وآخرون. وَثَّقَهُ أحمد، ويحيى. تنبيه: «الدَّوْرَقي» المنسوب إليه هذا الرجل بلدٌ بفارس على ما قاله «الشارح» (¬3)، وقال في «اللباب» (¬4): الأصح بخوزستان، وقد نسبوا أيضاً الدَّوْرقي إلى لبس القَلَانس الدَّوْرَقِية، ومن هذا القبيل -على ما قيل-: أبو يوسف يعقوب الدورقي، وقيل: الدورقي نِسْبَة كل عابد. قوله: عن أبي نَضْرَة (¬5)، اسمه: المنذر بن مالك بن قِطعَة العَبْدي، ثم ¬

(¬1) «تقريب التهذيب»: (ص124). (¬2) واسمه بشير بن عقبة. «التذكرة»: (1/ 181). (¬3) في (أ): «الش» اختصار الشارح. (¬4) (1/ 512). (¬5) «التذكرة»: (3/ 1713).

العَوَقي البصري. روى عن: علي، وابن عمر، وابن الزبير، وابن عباس، وجابر، وخلق. وروى عنه: ابنه عبد الملك، وقتادة، وسعيد الجريري، وآخرون. وَثَّقَهُ يحيى وأبو زرعة والنسائي. وقال ابن حبان: مات سنة ثمان أو تسع ومائة، وكان ممن يخطئ. قوله: سألت أبا سعيد الخدري (¬1)، هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري. أَحَدُ أعلام علماء الصحابة ومُكثريهم، وأَحَد من بايع تحت الشجرة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأبي موسى، وطائفة. وروى عنه: جابر بن عبد الله، وابن عباس، وطارق بن شهاب، وعامر بن سعد، والشَّعْبي، وعطاء، ونافع، وابن المُسَيب، وخلق. قال ابن عبد البر: أولى مَشَاهده الخندق، غزا مع رسول الله اثنتي عشرة غزوة، وكان ممن حَفِظَ عن النبي صلى الله عليه وسلم سُنناً كثيرة، وعلماً جَمًّا، وكان من نُجَبَاء الصحابة وعلمائهم وفضلائهم. قال الواقدي وجماعة: مات سنة أربع وسبعين، ويقال: وله أربع وسبعون سنة. تنبيه: وقع هذا السند في بعض النُّسَخ بلفظ «حَدَّثَنا» في الجميع. ¬

(¬1) «الإصابة»: (3/ 78) و «التذكرة»: (1/ 568 - 569).

و «الخُدْري» (¬1): بضم المعجمة، وسكون الدال المهملة بعدها راء، نسبة إلى خُدْرة واسمه الأبْجَر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة قبيلة من الأنصار، منهم أبو سعيد سعد بن مالك الخدري. وأما الخِدْري بكسر الخاء وسكون الدال فنسبة إلى خِدْرَة وهو بطن من ذهل بن شيبان، وهو عَمْرو بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة والله أعلم. 23 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ أَبُو الأَشْعَثِ الْعِجْلِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ هَكَذَا مِنْ خَلْفِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى كَتِفَيْهِ، مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهَا خِيلانٌ، كَأَنَّهَا ثَآلِيلُ، فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: وَلَكَ فَقَالَ الْقَوْمُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَكُمْ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. قوله: حدثنا أحمد بن المقدام، أبو الأشعث العجلي (¬2). قوله: أبو الأشعث بَدَل أو عطف بَيَان على أحمد، وهو البصري الحافظ. روى عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زُرَيع، وفضيل بن سليمان، وعدة. ¬

(¬1) «اللباب»: (1/ 426). (¬2) «التذكرة»: (1/ 73).

وعنه: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأبو زرعة، وأبو عروبة الحَرَّاني، والمحاملي، وابن صاعد، وأبو حاتم، وقال: صالح والحديث مَحلُّه الصدق. ووثقه صالح جَزَرة، وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق، حدث عنه أئمة الناس، وسمعت أبا عروبة يثني عليه ويفتخر بِلُقيِّه. مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. وفي «اللباب» (¬1): مات سنة إحدى وخمسين ومائتين. تنبيه: «العِجْلي» (¬2) بكسر العين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها لام، نسبةً إلى عِجْل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، نُسِبَ إليه جمع عظيم. قوله: حَمَّاد بن زَيد (¬3)، هو ابن دِرْهَم الأَزْدي الجَهْضَمِي، أبو إسماعيل البصري الأزرق، أحد الأئمة الأعلام. ¬

(¬1) (2/ 325). (¬2) «اللباب»: (2/ 325). (¬3) «التذكرة»: (1/ 374 - 375).

حدث عن: أنس بن سيرين، وأبي عمران الجوني، وأبي جَمْرَة الضُّبَعي (¬1)، وعمرو بن دينار، وثابت، وأيوب، وخلق. وروى عنه: ابن المبارك، والسفيانان، وابن مهدي، ويحيى القطان، وعَارِم، ومُسَدَّد، وقُتيبة، وخلق. قال أحمد: حماد بن زيد من أئمة المسلمين، هو أَحَبُّ إليَّ من حماد بن سلمة. وقال ابن مهدي: لم أَرَ أحداً أعلم بالسُّنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة منه، وما رأيت بالبصرة أفقه منه. وقال ابن معين: ليس أحد في أيوب أثبت منه. وقال ابن حبان: كان ضريراً، وكان يحفظ حديثه. وقال غيره: مات سنة تسع وسبعين ومائة. قوله: عن عاصم الأَحْوَل (¬2)، هو عاصم بن سُلَيمان الأحول، أبو عبد الرحمن البَصْرِي. روى عن: أنس، وعبد الله بن سرجس (¬3)، وعمرو بن سلمة (¬4)، ومعاذة العدوية، والشَّعْبي، وخلق. ¬

(¬1) واسمه: نصر بن عمران. (¬2) «التذكرة»: (2/ 781). (¬3) في مطبوعة «التذكرة»: شرحبيل. خطأ، مخالف لما في «تهذيب الكمال»: (4/ 8). (¬4) في (أ) و (ب): سليم. خطأ، والتصحيح من المصادر.

وروى عنه: أبو حنيفة، وقتادة، وشعبة، والسفيانان، وزائدة، وحماد بن زيد، وخلق. وَثَّقَه يحيى، وأبو داود، وابن المديني، والعِجْلي، وغيرهم. وقال أحمد: حافظ ثقة. وقال ابن سعد: كان قاضياً بالمدائن لأبي جعفر. ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. قوله: عن عبد الله بن سَرْجِس (¬1)، هو المزني، وقيل المخزومي، حليف لهم، سكن البصرة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وأبي هريرة. وروى عنه عثمان بن حكيم، وعاصم، وقتادة وغيرهم. وسرجس ممنوع الصرف للعلمية والعجمية. تنبيه: «المزني» (¬2) بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها نون، نسبةً إلى عثمان وأوس ابني عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن معن (¬3) لأنهم نسبوا إلى مزينة بنت كلب بن وبرة أم عثمان، وأوس وهي قبيلة كبيرة منها عبد الله بن سرجس، وعبد الله بن مُغَفَّل. ¬

(¬1) «الإصابة»: (4/ 106) و «التذكرة»: (2/ 860 - 861). (¬2) «اللباب»: (3/ 205). (¬3) كذا، وفي المصادر: مضر.

3 - باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم

3 - باب ما جاء في شَعر رسول الله صلى الله عليه وسلم 24 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى نِصْفِ أُذُنَيْهِ. قوله: حدثنا علي بن حجر .. الخ، قد تَقَدَّم التعريف بجميع رجال هذا الإسناد إلا إسماعيل بن إبراهيم فإن الظاهر أن المراد به إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم، الإمام أبو بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة (¬1)، وهي أمه، وقيل: جدته، كانت من العالمات، وكان أبوه من العلماء، واشتُهِر بأمه، ولذا كان يكره هذه الكنية، ويقول: أبي أعلم من أمي، وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول: الذي يقول الناس فيه ابن عُلية. روى عن: أيوب، وعطاء بن السائب، وابن المنكدر، وأبي ريحانة، وعبد العزيز بن صهيب، وخلق. وروى عنه: الشافعي، وابن جريج، وشعبة وهما من شيوخه، وابن ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 108).

المديني، وابن معين، وابن راهويه، وابن عَرَفة، وبندار، وابن المثنى، وأبو خَيْثَمَة، وخلق. قال شعبة: هو سيد المحدثين. وقال أحمد: إليه المُنْتَهَى في التثبت بالبصرة. وقال ابن معين: كان ثقة مأموناً صدوقاً مسلماً ورعاً تقياً. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا إسماعيل بن عُلية، وبشر بن المفضل. ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة. 25 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ لَهُ شَعَرٌ فَوْقَ الْجُمَّةِ، وَدُونَ الْوَفْرَةِ. قوله: حدثنا هناد بن السَّري، تقدم التعريف به. قوله: عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عبد الله بن ذَكْوان القُرَشي (¬1)، مولاهم، كنيته أبو محمد المدني. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 987).

يروي عن: أبيه، وهشام بن عروة، وزيد بن علي، وخلق. ويروي عنه: أبو حنيفة، وابن وهب، وأبو داود الطيالسي، وخلق. وَهَّاه ابن معين. وقال النسائي: لا يحتج بحديثه. وقال ابن سعد: كان يفتي مات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة. قوله: عن هشام بن عروة (¬1) بن الزبير بن العَوَّام الأسدي، المدني. يروي عن: أبيه، وعمه عبد الله بن الزبير، وطائفة. روى عنه: أبو حنيفة، ومالك، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وخلق. قال البخاري عن ابن المديني: له نحو أربعمائة حديث. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة. وكذلك وَثَّقَه أبو حاتم وغيره. وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان مالك لا يرضاه. وقال أبو نعيم وغيره: مات سنة خمس وأربعين ومائة. وأبوه: عروة بن الزبير (¬2) بن العَوَّام بن خُوَيلد بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قصي القرشي ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1811). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1158).

الأسدي المدني، أبو عبد الله. روى عن أبيه، وعن أخيه عبد الله، وعلي، وابنيه الحسن والحسين، وزيد بن ثابت، وسعيد بن زيد، وعائشة، وخلق. وروى عنه بنوه: عبد الله ومحمد وعثمان وهشام ويحيى، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وسُليمان بن يَسَار، والزُّهْري، وخلق كثير. وَثَّقَهُ العجلي، وابن سعد وغيرهما. وقال ابن عيينة: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم، وعروة، وعَمْرَة بنت عبد الرحمن. مات سنة أربع وتسعين، ويقال سنة: إحدى أو اثنتين وتسعين، وكان يصوم الدَّهْر. قوله: عن عائشة (¬1)، هي بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة أم المؤمنين، وحبيبة حبيب رب العالمين، وزوجة سيد الأنبياء والمرسلين، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة منصرفة من بدر في شوال سنة اثنتين من الهجرة وهي بنت تسع سنين. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيها، وعمر، وسعد، وفاطمة الزهراء، وغيرهم. وروى عنها ابن عمر، وابن عباس، وابن ¬

(¬1) «الإصابة»: (8/ 16).

الزبير، وأبو هريرة، وعدة من الصحابة، وخلق من التابعين. قال أبو موسى الأشعري: «ما أُشْكِل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قَط فسألنا عنه عائشة إلا وَجَدْنا عندها منه عِلماً». وكان مسروق يقول: «رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض». وقال الزهري: «لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل». توفيت سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين، ودُفنت بالبقيع رضي الله تعالى عنها. 26 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمِنْكَبَيْنِ، وَكَانَتْ جُمَّتُهُ تَضْرِبُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع البَغَوِي (¬1)، أبو جعفر الأَصَم، صاحب المُسْنَد. نزل بغداد، وروى عن: هُشيم، وعباد بن عباد، وابن عيينة، وابن عُلَيَّة، وخلق. وروى عنه: مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وسبطه أبو القاسم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 74).

البغوي، وابن خُزَيمة، وابن صاعد، وجماعة، وروى عنه البخاري بواسطة. قال النسائي وغيره: ثقة، مات سنة أربع وأربعين ومائتين عن أربع وثمانين سنة. قوله: أخبرنا أبو قَطَن (¬1) -بفتحتين- هو عمرو بن الهيثم بن قَطَن القُطعي الزُّبَيْدي البصري المعتزلي. روى عن: مالك، وأبي حنيفة، وشُعبة، وغيرهم. وروى عنه: الشافعي، وابن معين، وآخرون. وَثَّقَه الشافعي، وابن المديني، وابن معين. وقال الواقدي: مات في شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة. قوله: حدثنا شعبة .. الخ، رجالُ السَّنَد كُلُّهم تقدم التعريف بهم. 27 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: كَيْفَ كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ، وَلا بِالسَّبْطِ، كَانَ يَبْلُغُ شَعَرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تَقَدَّم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1291).

قوله: أخبرنا وَهْب بن جَرير (¬1) بن حازم الأَزْدي، أبو العباس البصري. روى عن أبيه كما هنا، وعن شعبة، وحماد بن زيد، وعِدَّة. وعنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. وقال العجلي: ثقة، كان عفان يتكلم فيه. وقال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين. وأبوه جرير بن حازم الأزدي (¬2) أبو النَّضْر البصري، أحد الأعلام، شهد جنازة أبي الطُّفَيْل بمكة، وروى عن: الحسن، وابن سيرين، وأبي رجاء العطاردي، ونافع، وقتادة، وخلق. وروى عنه: ابنه وهب، وأيوب والأعمش وهما من شيوخه، وابن مهدي، وابن وهب، ويحيى القَطَّان، وهُدْبة بن خالد، وخلق. قال ابن المديني وابن معين والعجلي: ثقة. وقال ابن عدي: هو مستقيم الحديث صالح فيه إلا روايته عن قتادة فإنه يروي عنه أشياء لا يرويها غيره وجرير من ثقات المسلمين حدث عنه الأئمة من الناس. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1851). (¬2) «التذكرة»: (1/ 235 - 236).

مات سنة سبعين ومائة. تنبيه: «الأَزْدي» (¬1) نسبة إلى أَزْد شنوءة بفتح الألف، وسكون الزاي، وكسر الدال المهملة، وهو أَزْد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، والأصح أن جميع ما في الأنساب من الأزد راجع إلى هذه النسبة لا كما غلط فيه أبو سعد (¬2)، كما نبه عليه في «اللباب». قوله: عن قتادة (¬3)، هو ابن دِعَامة بن قَتَادة السَّدُوسي، أبو الخطَّاب البصري، الأَكْمَه، أحد الأعلام. روى عن أنس كما هنا، وعن عبد الله بن سرجس، وأبي الطُّفَيْل، وسعيد بن المسيب، والحسن، وابن سيرين، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، وأيوب، وشعبة، ومِسْعَر، والأوزاعي، وحماد بن سلمة، وأبو عوانة، وخلق كثير. قال سعيد بن المسيب: «ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة». وقال أحمد: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لم يسمع شيئاً إلا حفظه، وقرئ عليه صحيفة جابر مَرَّةً واحدةً فحفظها، وكان من العلماء. وقال حنظلة بن أبي سفيان: كان يُتَّهَم بالقدر. ¬

(¬1) «اللباب»: (1/ 46). (¬2) في (أ) و (ب): ابن سعد. خطأ، وأبو سعد هو السمعاني. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1384 - 1385).

وقال ابن معين: ولد سنة ستين ومات سنة سبع عشرة ومائة. قوله: قلت لأنس، هو ابن مالك الصَّحَابي المشهور، تقدَّم التعريف به. 28 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَدْمَةً، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ. قوله: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكِّي (¬1)، هو المشهور بالعدني. نزل مكة زادها الله شرفاً، وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّه. روى عن: أبيه، وعن ابن عيينة كما هنا، وفضيل بن عياض، وخلق. وروى عنه: المصنف، ومسلم، وابن ماجه، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان. وقال البخاري: مات بمكة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قوله: أخبرنا سفيان بن عيينة (¬2) بن أبي عمران واسمه ميمون الهِلَالي، أبو محمد الكوفي الأعور، أحد أئمة الإسلام. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1613). (¬2) «التذكرة»: (2/ 616 - 617).

نزل مكة، وروى عن: عمرو بن دينار، والزهري، وزياد بن علاقة، وزيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق السَّبيعي، وأبي الزبير، وخلق كثير. وروى عنه: الأعمش، وشعبة، وابن جريج، ومِسْعَر وهو من شيوخه، وابن المبارك، وحماد بن زيد، وأبو معاوية الضَّرير، وأبو إسحاق الفَزَاري، وهم من أقرانه وماتوا قبله، وابن المديني، وابن معين، وابن راهويه، والفلَّاس، وأبو كُرَيب، وأمم سواهم. قال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أثبت من ابن عُيينة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث. وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال ابن سعد: مات أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن بالحجون. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شيء. وقد قدمنا الكلام على نسبته. تنبيه: يجوز في عين عيينة الكسر، والمشهور الضم.

قوله: عن ابن أبي نَجِيح (¬1)، هو عبد الله المكي، واسم أبي نجيح يسار ضد يمين، ويكنى بأبي يسار أيضاً، وهو ثقفي مولاهم. قال في «تقريب التهذيب» (¬2): ثقة رمي بالقدر وربما دَلَّس، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. تنبيه: في الصِّحاح ممن كنيته أبو نجيح السلمي صحابيان أحدهما عمرو بن عبسة (¬3) والآخر عرباض بن سارية قاله في «التقريب» (¬4). قوله: عن مجاهد (¬5)، هو ابن جَبْر المكي، أبو الحجَّاج، أحد الأئمة الأعلام. ولد سنة إحدى وعشرين، وروى عن: سعد بن أبي وقاص، وجابر، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وجويرية، وأم سلمة، وخلق. وروى عنه: عكرمة، وعطاء، وطاووس، والأعمش، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، وغيرهما. وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: مراسيل عطاء أحب إليك أو ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 939). (¬2) (ص326). (¬3) في (أ) و (ب): عيينة. خطأ. (¬4) (ص678). (¬5) «التذكرة»: (3/ 1454 - 1455).

مراسيل مجاهد؟ قال: مراسيل مجاهد، عطاء كان يحمل [عن] (¬1) كل ضرباً (¬2). وقال ابن حبان: مات بمكة سنة ثنتين أو ثلاث ومائة وهو سَاجِد. قوله: عن أم هانئ (¬3)، بنت أبي طالب الهاشمية، اسمها فاختة، وقيل هند، وهي شقيقة علي بن أبي طالب، وروى عنها ابن عباس، ومولياها: باذام أبو صالح، وأبو مُرَّة، ومجاهد، والشعبي، وآخرون. أسلمت عام الفتح، وعاشت بعد علي دهراً طويلاً -رضي الله تعالى عنهما-. 29 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ شَعَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ. قوله: حدثنا سُوَيد (¬4)، هو سُوَيد بن نَصْر بن سويد المروزي، عن المبارك كما هنا، وابن عيينة وجماعة. وعنه المصنف كما هنا، والنسائي ووثقه. وقال البخاري: مات سنة أربعين ومائتين عن إحدى وتسعين سنة. ¬

(¬1) زيادة من المصدر. (¬2) في (أ) و (ب): حزب، وما أثبتناه من المصدر. (¬3) «الإصابة»: (8/ 317). (¬4) «التذكرة»: (1/ 680).

قوله: أخبرنا عبد الله بن المبارك (¬1) بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: حميد الطويل، وحسين المعلم، وسليمان التيمي، وخلق. وروى عنه: معمر، والسفيانان، وأبو بكر بن عَيَّاش وهم من شيوخه، وفضيل بن عياض، وجعفر بن (¬2) سليمان الضبعي، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، ومعتمر، وبقية، وخلق. قال ابن مهدي: الأئمة الأربعة: سفيان، ومالك، وحماد بن زيد، وابن المبارك. وقال أحمد: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، وكان صاحب حديثٍ حافظاً. وقال ابن معين: ما رأيت مِنْ رَجُل يُحَدِّثُ لله إلا ستة منهم ابن المبارك، وكان ثقة عالماً مستثبتاً صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث منها عشرين ألفاً. وقال ابن سعد: مات مُنْصَرِفاً من الغَزْو سنة إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 917 - 918). (¬2) في (أ) و (ب): جعفر وسليمان، وما أثبتناه من المصدر.

قوله: عن معمر (¬1)، هو ابن راشد الأَزْدي الحُدَّاني، أبو عروة بن أبي عمرو البصري. روى عن: الأعمش، ومحمد بن المنكدر، وقتادة، والزهري، وخلق. وروى عنه: أيوب، وعمرو بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، ويحيى بن أبي كثير، وهم من شيوخه وشعبة، والسفيانان. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وغير واحد. وقال ابن حبان: كان فقيهاً متقناً حافظاً وَرِعاً، مات في رمضان سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة. تنبيه: «الحُدَّاني» (¬2) بضم حائه، وتشديد داله المهملة مفتوحة، هي نسبة إلى حُدَّان بطن من الأزد وهو حُدَّان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن الأزد، وربما وقعت هذه النسبة إلى محلَّة بالبصرة نزلها هذا البطن أيضاً. قوله: عن ثابت (¬3)، هو ثابت بن أسلم البُنَاني، أبو محمد البَصْري أحد الأعلام. روى عن: ابن عمر، وابن الزبير، وأنس، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1695). (¬2) «اللباب»: (1/ 347). (¬3) «التذكرة»: (1/ 207).

وعنه: أبو حنيفة، وشعبة، والحمادان، ومعمر، وهمام، وخلق. قال أحمد: كان من الثقات المأمونين، صحيح الحديث. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس: الزهري، ثم ثابت، ثم قتادة. وقال ابن حبان: كان من أعبد أهل البصرة وأكثرهم صبراً على كثرة الصلاة ليلاً ونهاراً، مع الورع. وقال غيره: مات سنة سبع وعشرين ومائة. تنبيه: «البُنَاني» (¬1) بضم الموحدة، والنون المفتوحة، هذه النِّسْبَة تقع تارة إلى بُنَانَة بن سعد بن لؤي بن غالب، وتارة إلى مَحلَّه بالبصرة نزلها بنو سعد المذكورون، وثابت منسوب إلى القبيلة لأنه منهم، وتارةً إلى غير هذين كما ذكره في «اللباب». قوله: عن أنس، هو ابن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، تقدَّم التعريف به. 30 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِالله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسْدِلُ شَعَرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرِقُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسْدِلُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكَانَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله ¬

(¬1) «اللباب»: (1/ 178).

عليه وسلم رَأْسَهُ. قوله: حدثنا سُوَيد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن المبارك تقدم التعريف بهما. قوله: عن يونس (¬1) بن يزيد الأَيْلي، أبو يزيد الرقاشي (¬2). روى عن الزهري، ونافع، وجماعة. وعنه: ابن وهب، والأوزاعي، والليث، وخلق. وَثَّقَهُ النسائي، وابن معين، والعِجْلي. وقال أحمد: في حديثه منكرات. وقال أبو حاتم (¬3): مات سنة تسع وخمسين ومائة. قوله: عن الزُّهري، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عبيد الله (¬4) بن عبد الله بن عُتْبَة بن مَسْعُود الهُذَلي، أبو عبد الله المدني الأعمى، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. روى عن: أبيه، وابن عباس، وابن عمر، والنعمان بن بشير، وأبي ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1952 - 1953). (¬2) كذا في (أ) و (ب) والتذكرة، والذي في المصادر: القرشي، فليحرر أكثر. (¬3) أي: ابن حبان. (¬4) «التذكرة»: (2/ 1098).

هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وميمونة، وأم سلمة، وغيرهم. وروى عنه: الزهري، وسالم أبو النَّضْر، وسعد بن إبراهيم، وطائفة. وَثَّقَه أبو زرعة، والعجلي، وغير واحد. وقال البخاري: مات سنة أربع أوخمس وتسعين، وقال غيره: مات سنة ثمان وتسعين. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به. 31 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَا ضَفَائِرَ أَرْبَعٍ. قوله: ثنا محمد بن بشار، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عبد الرحمن (¬1) بن مَهْدي بن حَسَّان العنبري، مولاهم، أبو سعيد اللُّؤلؤي، البصري، الحافظ. ثقة ثبت حافظ، عارف بالرجال، والحديث، روى عن: شعبة، ومالك، والسفيانين، والحمادين، وطبقتهم من البصريين والكوفيين والحجازيين. وروى عنه: ابنه موسى، وابن المبارك، وابن وهب، وأحمد، وإسحاق، ويحيى، وابن المديني، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1027).

قال ابن المديني: كان أعلم الناس وما رأيت أعلم منه. وقال أبو حاتم: هو إمام ثقة، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع. وقال أحمد: إذا حدث ابن مهدي عن رجل فهو حُجَّة. وقال ابن سعد: مات بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة. وفي «التقريب» (¬1): وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وفي نُسْخة كالأول. قوله: عن إبراهيم (¬2) بن نافع المَخْزُومي المكِّي. روى عن: عطاء، وابن أبي نجيح، وعِدَّة. وعنه: السفيانان، وابن المبارك، وابن مهدي، وأبو نعيم، وطائفة. وَثَّقَهُ أحمد، ويحيى. وقال ابن عيينة: كان حافظاً. وقال ابن مهدي: كان أوثق شيخ بمكة. ولم أقف على تاريخ وفاته. وفي «التقريب» (¬3): إنه من السابعة. ¬

(¬1) (ص351). (¬2) «التذكرة»: (1/ 39 - 40). (¬3) (ص94).

قوله: عن ابن أبي نَجِيح، هما عبد الله بن يَسَار، تقدَّم التعريف بهما. قوله: عن مُجَاهد، هو ابن جَبْر تقدم التعريف به، كما تقدم التعريف بأم هانئ رضي الله عنها.

4 - باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم

4 - باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم 32 - حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا مَعْن بن عيسى، حدثنا مالك بن أنس، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ. قوله: ثنا إسحاق (¬1) بن موسى الأنصاري الخَطْمي، أبو موسى المدني، ثم الكوفي. روى عن: ابن عيينة، وجرير، ومعن، والوليد بن مسلم، وعدة. وروى عنه: المصنف، ومسلم، والنسائي، وابن ماجة، وابنه موسى، وابن خزيمة، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي. وقال ابن أبي حاتم: كان أبي يُطنب القَوْلَ فيه في صِدْقِهِ وإتقانه. وقال غيره: وَليَ قضاء نيسابور ومات بجُوسِيَة من أعمال حمص سنة ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 99 - 100).

أربع وأربعين ومائتين. [قوله] (¬1): أخبرنا (¬2) معن بن عيسى بن يحيى بن دينار الأَشْجَعي مولاهم القَزَّاز المدني. روى عن: مالك، وإبراهيم بن طهمان، وعدة. وروى عنه: أحمد -فيما قيل-، وابن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن المديني، وخلق. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ثبتاً مأموناً، مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة. قوله: أخبرنا مالك إلى آخر السَّنَد، تقدَّم التعريف بهم. 33 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ وَتَسْرِيحَ لِحْيَتِهِ، وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ، ثَوْبُ زَيَّاتٍ. قوله: ثنا يوسف (¬3) بن عيسى بن دينار الزهري. ¬

(¬1) بياض في (أ) و (ب)، وما أثبتناه هو جادة المصنف. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1698). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1943).

روى عن: ابن عيينة، والفضل بن موسى، وعدة. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والمصنف، والنسائي، ووثَّقَه. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. قوله: أخبرنا وكيع (¬1)، هو ابن الجَرَّاح بن مَلِيح الرُّؤَاسي، أبو سفيان الكوفي الحافظ. روى عن: أبيه، وشعبة، وحماد بن سلمة، والسفيانين، ومالك، والأوزاعي، وخلق كثيرٌ. وروى عنه: بنوه عبيد وفليح، وسفيان، وأحمد بن حنبل، ويحيى، وإسحاق، وابن المبارك، وخلق. قال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم منه، ولا أحفظ، ولا رأيت معه كتاباً قط، ولا رقعة. وقال ابن معين: ثبت، ما رأيت أفضل منه، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئاً كثيراً. وثَّقَهُ العِجْلي، وابن سعد، وغير واحد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1839).

ومات سنة ست وتسعين (¬1) ومائة. قوله: أخبرنا الرَّبيع (¬2) بن صبيح -بفتح المهملة على الأشهر- السَّعدي، أبو حفص البصري. روى عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وعدة. وروى عنه: الثوري، ووكيع، وابن مهدي، وابن المبارك، وطائفة. ضعفه النسائي. وقال أحمد: لا بأس به، رجل صالح. وقال الشافعي: كان رجلاً غَزَّاءً. وقال غيره: مات سنة ستين ومائة بأرض السِّند. وفي «التقريب» (¬3): صدوق، سيء حفظ، كان عابداً مجاهداً، قال الرامهرمزي: أَوَّل من صَنَّفَ الكُتُب بالبصرة، من السابعة. قوله: عن يزيد (¬4) بن أبان الرَّقَاشي، أبو عمرو القاص. عن أبيه، وأنس، وجماعة. ¬

(¬1) في (أ) و (ب): سبعين. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 476). (¬3) (ص206). (¬4) «التذكرة»: (3/ 1900).

وعنه: ابنه عبد النور، والحسن، أحد شيوخه، والأعمش، وقتادة، وخلق. اتفقوا على ضعفه. وقال ابن معين: رجل صالح وليس حديثه بشئ. تنبيه: «الرَّقَاشي»،قال في «اللباب» (¬1): بفتح الراء، والقاف المخففة، وفي آخرها شين معجمة، هذه النِّسْبَة إلى امرأة اسمها رَقَاش بنت قيس كَثُر أولادها فَنُسِبُوا إليها، والمشهور بهذه النسبة جماعة منهم يزيد بن أبان بن عبد الله الرقاشي، بصري يروي عن أنس بن مالك، روى عنه أهل البصرة، وكان قاضياً من خيار عباد الله، ولم يكن من الثقات في الحديث لاشتغاله بالعبادة، انتهى المقصود منه، وفيه بيان السبب الذي رَقَّ حديثه لأجله، فلله الحمد. قوله: عن أنس، هو ابن مالك رضي الله تعالى عنه، تقدَّم التعريف به. 34 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ. قوله: حدثنا هنَّاد (¬2)، هو ابن السَّرِي، تقدَّم التعريف به. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 33). (¬2) في (أ) و (ب): هباد. خطأ.

قوله: أخبرنا أبو الأَحْوَص (¬1)، بالحاء والصاد المهملتين اسمه سَلَّام -مشدد اللام- بن سُليم (¬2) الحنفي مولاهم الكوفي الحافظ. روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وسِمَاك بن حرب، ومنصور، وطائفة. وروى عنه: ابن مهدي، وهَنَّاد ابن السَّرِي، وابنا أبي شيبة، وقتيبة (¬3)، ومسدد، وخلق. وثَّقَهُ النَّسَائي، ويحيى، وأبو زرعة، وغيرهم. ومات سنة تسع وسبعين ومائة. تنبيه: هذه النسبة (¬4) مشتركة بين ستة هذا أحدهم ولله الحمد. قوله: عن أشعث -بشين معجمة ومثلثة في آخرها قبلها عين مهملة- لقب لابن سُلَيم بن أسود المُحَاربي الكوفي. روى عن: أبيه، وأبي وائل، والأسود بن يزيد، وجماعة. وروى عنه: شعبة، والثوري، وزائدة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 682). (¬2) في (أ) و (ب): سلم. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) في (أ) و (ب): قنة، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) كذا ويظهر لي أن صوابها: الكنية، فقد أورد الحافظ في التقريب: (ص617) ستةً ممن عرف بهذه الكنية.

وثَّقَهُ أحمد، ويحيى، والنسائي، والعجلي. مات سنة خمس وعشرين ومائة. وأبوه أبو الشَّعْثاء (¬1): اسمه سُلَيم بن أسود بن حَنْظَلة المحاربي الكوفي. يروي عن: عُمَر، وابن مسعود، وحذيفة، وأبي أيوب، وأبي موسى، وأبي هريرة، وأبي ذر، وعائشة، وعدة. روى عنه: ابنه أشعث، وإبراهيم النخعي، وأبو إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي ثابت، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. وقال أحمد وأبو حاتم: لا يُسْأَلُ عن مثله. وقال في «التقريب» (¬2): ثقة باتفاق من كبار الثالثة، مات في زمن الحَجَّاج وأَرَّخَهُ ابن قانع سنة ثلاث وثمانين. انتهى. قوله: عن مَسْرُوق (¬3)، هو ابن الأَجْدَع بن مالك بن أمية الهَمْدَاني الوادعي، أبو عائشة الكوفي، أحد الأعلام. كان سُرِق وهو صغير ثم وُجِدَ فسمى مَسْرُوقاً. روى عن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 636). (¬2) (ص249). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1643 - 1644).

وعائشة، وأم سلمة، وطائفة. وروى عنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، وشقيق أبو وائل، وأبو الضُّحى، ومكحول، وخلق. وثَّقَهُ العِجْلي، وابن المديني، وغيرهما. وقال ابن معين: ثقة لا يسأل عن مثله. وقال الشَّعبي: ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أُفُق من الآفاق من مسروق، وكان أعلم بالفتوى من شُرَيح، وكان شريح أعلم بالقضاء منه. وقال غيره: مات سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وستين، وله ثلاث وستون. تنبيه: «الوادعي» بفتح الواو، والدال، في آخرها عين مهملة، نسبة إلى بني وَادِعَة ابن عمرو بن عامر بن واشج (¬1) بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، قال في «اللباب» (¬2): المشهور بهذه النسبة الأجدع بن مالك بن أمية فارس أدرك الإسلام وكان شاعراً، وبقي إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، انتهى. قوله: عن عائشة، هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، تقدَّم التعريف بها. ¬

(¬1) كذا، والذي في المصادر: ناشج. (¬2) (3/ 344).

35 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنِ التَّرَجُّلِ، إِلا غِبًّا. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا يحيى (¬1) بن سعيد القَطَّان التميمي، أبو سعيد البصري، الأحول، الحافظ، أحد الأئمة. روى عن: جعفر الصادق، ومالك، وحميد الطويل، وخلق. وعنه: شعبة، والسفيانان وهم من شيوخه، ومعتمر، وأحمد، وابن المديني، وخلق. قال أحمد: لم يكن في زمانه مثله. وقال أبو زرعة: من الثقات الحفاظ. وقال النسائي: ثقة ثبت مرضي. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً رفيعاً حجة. وقال أبو بكر بن منجويه: كان من سادات العلماء، وسادات أهل زمانه حفظاً وورعاً وفَهْماً وفضلاً وديناً (¬2) وعلماً، وهو الذي مَهَّدَ لأهل العراق رسم الحديث، وأَمْعَنَ في البحث عن الثقات، وترك الضُّعفاء. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1874). (¬2) في المصدر: كرماً.

وقال ابن المديني وغير واحد: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. قوله: عن هشام (¬1) بن حَسَّان الأزدي القُرْدُوسي، أبو عبد الله البصري. روى عن: الحسن، وابني سيرين محمد، وأنس، وحفصة، وهشام بن عروة، وعدة. وروى عنه: شعبة، والثوري، والحمادان، وخلق. وثَّقَهُ العِجْلي وغيره. وضعفه يحيى القطَّان. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال أبو نعيم: مات سنة ست وأربعين ومائة. تنبيه: «القُرْدُوسي» (¬2) بضم القاف، وسكون الراء، وضم الدال المهملة، وبعد الواو سين مهملة، هذه النسبة تقع تارة إلى القَرَاديس بَطْن من الأزد، وتارةً إلى مَحَلَّة من البصرة نزلها ذلك البطن فنسب إليهم، ومن الثانية هشام بن حسان، ومن الأولى أبو الحسن معلى بن زياد القُرْدوسي (¬3). قوله: الحسن (¬4) بن أبي الحسن، واسمه يسار، أبو سعيد البصري، أحد الأئمة الأعلام. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1807). (¬2) «اللباب»: (3/ 24). (¬3) في (أ) و (ب): القرادسي. وما أثبتناه من المصدر. (¬4) «التذكرة»: (1/ 318).

ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، ونشأ بوادي القرى، وحضر يوم الدار وعمره أربع عشرة سنة. روى عن: عثمان، وعلي، وأبي موسى، ومعقل بن يسار، وأبي بَكْرة، وجُندب بن عبد الله، وسَمُرة، وأبي هريرة، وأنس، وخلق. وروى عنه: قتادة، وأيوب، وابن عون، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، ويونس بن عبيد، وجرير بن حازم، وخلق كثير. قال قتادة: ما جالست فقيهاً قط إلا رأيت فضل الحسن عليه. وقال خالد بن رباح: سئل أنس بن مالك عن مسألة فقال: سَلُوا مولانا الحسن. وقال أيوب: والله ما رأيت عيناك قط رجلاً أفقه من الحسن. وقال ابن سعد: كان جامعاً عالماً فقيهاً رفيعاً ثقة مأموناً عابداً ناسكاً، كثير العلم، وكان ما أَسْنَدَ من حديثه وروى عن من سمع منه فَحَسَنٌ حُجَّة، وما أَرْسَلَ من الحديث فليس بحجة. وقال ابن حبان: كان من عُلَماء التابعين بالقرآن والفقه والأدب، وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم، مات في شهر رجب سنة عشر ومائة، وهو ابن تسع وثمانين سنة، وكان بريئاً عما قذف به من القَدَر على تدليس كان منه في الروايات، والله أعلم.

قوله: عن عبد الله (¬1) بن مُغَفَّل، بضم الميم، وفتح المعجمة، وتشديد الفاء مفتوحة، بن عبد نَهْم -بفتح النون وسكون الهاء- أبو عبد الرحمن المزني، صحابي، أحد أصحاب الشجرة، نزل البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعثمان، وروى عنه الحسن، وثابت البناني، وسعيد بن جبير، وابن بريدة، وآخرون. قال الحسن: كان أحد العشرة الذين بعثهم عمر إلينا يُفَقِّهُون الناس. وقال مُسَدَّد: مات سنة سبع وخمسين. زاد في «التقريب»: وقيل بعدها. 36 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَرَجَّلُ غِبًّا. قوله: ثنا الحسن (¬2) بن عَرَفَة بن يزيد العَبْدي، أبو علي، البغدادي، المؤدِّب. روى عن: ابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، والمبارك بن سعيد الثوري، وخلق. ¬

(¬1) «الإصابة»: (4/ 242) و «التذكرة»: (2/ 933). (¬2) «التذكرة»: (1/ 323).

وروى عنه: المصنف، وابن ماجه، وزكريا بن يحيى السِّجْرِي، والبغوي، وابن أبي حاتم، وإسماعيل الصَّفَّار، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. وقال النسائي: لا بأس به. وقال غيره: مات سنة سبع وخمسين ومائتين، وله مائة وعشر سنين. قوله: حدثنا عبد السلام (¬1) بن حَرْب النَّهْدي المُلَائي، أبو بكر الكوفي. روى عن: أيوب السختياني، وليث بن أبي سليم، وطائفة. روى عنه: أحمد، ويحيى، وقتيبة، وهناد، وخلق. قال النسائي (¬2): ثقة حافظ. وقال ابن معين وغيره: صدوق. مات سنة سبع وثمانين ومائة. قوله: عن يزيد بن خالد (¬3) بن يزيد الهَمْداني، أبو خالد الرَّمْلي الزَّاهد. روى عن: شبابة، والليث، وجماعة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1039). (¬2) كذا في (أ) و (ب)، وهو خطأ، صوابه: الترمذي، كما في المصدر. (¬3) كذا قال المصنف وصوابه يزيد أبي خالد وهو الدالاني الأسدي الكوفي اسمه يزيد بن عبد الرحمن صدوق يخطىء كثيرا وكان يدلس من السابعة. التقريب (ص636).

وروى عنه: أبو داود، والنسائي، والمصنف، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان. كذا قاله الشريف (¬1). وقال في «التقريب» (¬2): يزيد بن خالد بن يزيد بن موهَب -بفتح الهاء- الرملي، أبو خالد، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة أو بعدها. تنبيه: وقع في بعض نسخ «الشمائل»: يزيد بن خالد، وفي بعضها: يزيد أبي خالد، والأمران صحيحان لما عَلِمْتَ من أنه يزيد بن خالد، وأبو خالد، والله أعلم. قوله: عن أبي العلاء (¬3) الأَوْدي، هو داود بن عبد الله الأَوْدي الزَّعَافري، أبو العلاء، الكوفي. روى عن: الشعبي، وحميد بن عبد والرحمن، وغيرهما. وروى عنه: زهير بن معاوية، وأبو عوانة، ووكيع، وطائفة. قال أحمد: شيخ ثقة، وهو قديم، وهو غير عَمِّ عبد الله بن إدريس. تنبيه: «الزَّعَافِري» بفتح الزاي، والعين المهملة، وبالفاء، والراء، ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1905). (¬2) ص (600). (¬3) «التذكرة»: (1/ 449).

قاله في «التقريب» (¬1). وقال في «اللباب» (¬2): هذه النسبة إلى الزَّعَافِر، واسمه عامر بن حرب بن سعد بن منبه بن أود، بطن من الأزد، انتهى. قوله: عن حميد بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس هذا من المُبْهَم ولا من المُنْقَطِع ولا من المُرْسَل؛ لأن الظاهر كما قاله بعض المحققين أن محل هذه الأقوال في مُبْهَم غير الصَّحابة، أما إذا كان منهم فهو كالمُعَيَّن لوجوب الحمل عند الإطلاق على العدالة حتى يَثْبُت القادح، والحديث من تلك الجهة صحيح، والله أعلم. ¬

(¬1) (ص199). (¬2) ص (68).

5 - باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم

5 - باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم 37 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانَ شَيْبًا فِي صُدْغَيْهِ وَلَكِنْ أَبُو بَكْرٍ، خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا أبو داود، الظاهر أنه عُمَر (¬1) بن سَعْد، أبو داود الحَفَري، الكوفي. روى عن: الثوري، وشريك، ومِسْعَر، وجماعة. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1236)، وقد أخطا المصنف والله أعلم في تعيين أبي داود هذا فإنما هو أبوداود الطيالسي الحافظ الثقة فهو الذي يروي عن همام بن يحيى ويروي عنه محمد بن بشار.

مات سنة ثلاث ومائتين. تنبيه: في «التقريب» (¬1): الحفري، بفتح الحاء المهملة، والفاء، نسبة إلى موضع بالكوفة، كان ثقة عابداً، من التاسعة، انتهى. وفي «اللباب» (¬2): الحفري بفتح الحاء، والفاء، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مَحَلَّة بالكوفة يُقَال لها الحَفْر يُنْسَبُ إليها أبو داود الحَفْرِي، روى عن الثوري، وروى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، والناس، مات سنة ثلاث ومائتين، وقيل: سنة ست ومائتين، وكان كثير العبادة. ويحتمل أنه أبو داود الطَّيَالسي، وسَتَأتي الرواية عنه أيضاً. قوله: أخبرنا همام (¬3)، هو ابن يحيى بن دينار العَوْذِي المُحَلِّمِي البَصْري. روى عن: أبيه، والحسن، وأنس، وابن سيرين، وعطاء، ونافع، وقتادة، وعِدَّة. روى عنه: الثوري، وآخرون. وثَّقَهُ ابن المديني، وابن معين، وابن سعد، وغيرهم. وقال أبو حاتم: صدوق في حفظه شيء. وقال غيره: مات سنة ثلاث أو أربع وستين ومائة. ¬

(¬1) (ص413). (¬2) (ص375). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1816).

تنبيه: قال في «التقريب» (¬1): العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر الذال المعجمة، أبو عبد الله أو أبو بكر البصري، ثقة، ربما وهم. وفي «اللباب» (¬2): بضم العين (¬3) هذه النسبة إلى عوذ بن سود بن حجر بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، بطن من الأزد، يُنْسَب إليه كثير منهم أبو عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العَوْذي مولاهم. قوله: ثنا قتادة: قلت لأنس تقدم التعريف بهما. تنبيه: قال ابن الصلاح (¬4): المَعْهُود في اصطلاح المحدثين حذف «قال» الواقعة في الإسناد لا رمزها قافاً مفردة هكذا «ق» حتى إنهم يحذفون الأولى في مثل عن أبي هريرة «قال»: قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولابد من النُّطْق بها حال القراءة يعني للتمييز بين كلامي المتكلمين ومع ذلك صحح في «فتاويه» أن عدم النطق بها لا يُبْطِلُ السماع وإن أخطأ فاعله، وبه جزم النووي في «شرح مسلم» (¬5) واستظهره في «التقريب» (¬6)، قال لِلْعِلْمِ بالمقصود ويكون هذا من الحذف لدلالة ¬

(¬1) (ص574). (¬2) (2/ 363). (¬3) كذا، والذي في اللباب: بفتح العين ... (¬4) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص120). (¬5) (1/ 36). (¬6) (ص551 - 552) مع «تدريب الراوي».

الحال عليه، ومما عُهِد أيضاً حذف «قيل له» في مثل: قرئ على فلان «قيل له» أخبرك فلان، قال ابن الصلاح (¬1): ويَنْبَغي للقارئ النطق به أيضاً، قال: ووقع في بعض ذلك «قرئ على فلان ثنا فلان» فهذا يُنطق فيه بـ «قال» أي: لا «بقيل له». قلت: لأنه أخصر لا لأنه لم يصح، إذ لو قال: «قيل له: قلت: حَدَّثنا» صَحَّ. 38 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ، إِلا أَرْبَعَ عَشْرَةَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. قوله: حدثنا إسحاق (¬2) بن منصور بن بَهْرَام الكَوْسَج، أبو يعقوب التميمي، المروزي، الحافظ، نزيل نيسابور. روى عن: ابن عيينة، والنَّضْر بن شميل، وعبد الرزاق، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والمصنف، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون. قال مسلم: ثقة مأمون، أحد الأئمة. ¬

(¬1) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص120). (¬2) «التذكرة»: (1/ 99).

وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال الخطيب: كان فقيهاً عالماً، وهو الذي دَوَّنَ عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه المسائل. مات سنة إحدى وخمسين ومائتين. قوله: ويحيى (¬1) بن موسى، هو ابن عبد ربه الحُدَّاني البَلْخِي، المعروف بِخَتّ، كوفي الأصل. روى عن: عبد الرزاق، ويزيد بن هارون، ووكيع، وخلق. وروى عنه: البخاري، والمصنف، وموسى بن هارون الحَمَّال، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي، وأبو زرعة. ومات سنة أربعين ومائتين. قوله: ثنا عبد الرزاق (¬2) بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني، أحد الأعلام. روى عن: أبيه، وابن جريج، ومعمر، والسفيانين، والأوزاعي، ومالك، وخلق كثير. وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، وابن المديني، وأبي أسامة، ووكيع، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1894). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1038).

قال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت. وقال أحمد: أتيناه قبل المائتين، وهو صحيح البَصَر، ومَنْ سمع منه بَعْدَ ما ذَهَب بصره فهو ضعيف السماع. وقال البخاري وغير واحد: مات سنة إحدى عشرة ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم، أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ، مُصَنِّفٌ شهير، عَمِيَ في آخر عمره فتغير، وكان يتشيَّع، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة، وله خمس وثمانون سنة. قوله: عن معمر، هو ابن راشد، عن ثابت هو البناني، عن أنس هو ابن مالك، تَقَدَّم التعريف بهم. 39 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ شَيْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يُرَ مِنْهُ شَيْبٌ، وَإِذَا لَمْ يَدْهِنْ رُئِيَ مِنْهُ شَيْءٌ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود: أنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، تقدم التعريف بجميع رجاله (¬2). 40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمر بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى ¬

(¬1) (ص354). (¬2) بل لم يعرف بابي داود وهو الطيالسي سيمان بن داود الحافظ الثقة.

بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. قوله: حدثنا محمد (¬1) بن عمر بن الوليد الكِنْدي الكوفي. روى عن: ابن نمير، ويحيى بن آدم كما هنا، وطائفة. وروى عنه: الترمذي، وابن ماجه، وأبو حاتم، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وفي «التقريب» (¬2): محمد بن عمر بن الوليد الكِنْدي، أبو جعفر الكوفي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ست وخمسين ومائة. تنبيه: «الكِنْدي» نسبة إلى كِنْدَة بكسر الكاف وسكون النون وكسر الدال المهملة، وهي قبيلة مشهورة من اليمن، واسم أبي كِنْدة الذي نسبت إليه: ثور. و «الكوفي»: نسبة إلى الكوفة بضم الكاف، وسكون الواو، من أمهات بلاد الإسلام بالعراق، خرج منها من لا يُحْصَى من العلماء في كل فَنٍّ قديماً وحديثاً. قاله في «اللباب» (¬3). ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1573). (¬2) (ص498). (¬3) «اللباب»: (3/ 115).

قوله: أخبرنا يحيى (¬1) بن آدم بن سليمان الأموي، مولاهم، أبو زكريا، الكوفي. روى عن: إسرائيل، وحماد بن سلمة، والسفيانين، وخلق. وروى عنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وعدة. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. قال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين. قوله: عن شَرِيك (¬2)، هو ابن عبد الله بن أبي نَمْر المدني. روى عن: أنس، وسعيد بن المسيب، وكريب، وعطاء، وطائفة. وعنه: طاووس، وسعيد المقبري، ومحمد بن عمرو بن عطاء وهما أكبر منه، والثوري، وأبو ضمرة، وآخرون. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وقال النسائي ويحيى: ليس به بأس. وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فلا بأس بروايته. وقال الواقدي: مات بعد سنة أربعين ومائة. عن عبيد الله (¬3) بن عمر بن حفص بن عمر العدوي أبو عثمان المدني، ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1860). (¬2) «التذكرة»: (2/ 705 - 706). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1102).

عن: خاله خُبَيْب بن عبد الرحمن، وسالم، ونافع، وثابت البناني، وعدة. وروى عنه: أبو حنيفة، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وخلق. وثَّقَهُ أحمد، ويحيى وغير واحد. وقال أبو بكر بن منجويه: كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلاً وعلماً وعبادةً وشرفاً وحفظاً وإتقاناً. وقال غيره: مات سنة سبع وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العَدَوي المدني، أبو عثمان، ثَبْتٌ ثقة، قَدَّمَه أحمد بن صالح على مالك عن نافع، وقدمه ابن معين عن القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومائة. قوله: عن نافع (¬2)، هو مولى عبد الله بن عمر. روى عن: سَيِّده، وعن رافع بن خديج، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وطائفة. وروى عنه: أبو حنيفة، ومالك، وبنوه: عبد الله وأبو بكر وعمر، وموسى بن عقبة، والزُّهْري، والليث، وخلق. قال البخاري: أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر. ¬

(¬1) (ص373). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1757 - 1758).

وقال مالك: كنت إذا سمعت نافعاً يحدث عن ابن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره. وقال ابن معين والعجلي والنسائي وغير واحد: ثقة. وقال ابن المديني وغير واحد: مات سنة سبع عشرة ومائة. قوله: عن ابن عمر (¬1)، هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، وحيث أُطْلِقَ لا ينصرف إلا إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العَدَوي أبي عبد الرحمن المكي ثم المدني، أسلم قديماً مع أبيه وهو صغير، واستُصْغِرَ يوم أُحُد، وشهد الخندق وما بعدها. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر، وهو أحد المكثرين، وعن أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وأخته حفصة، وعائشة، وطائفة. وعنه: بنوه سالم وحمزة، وعبد الله وبلال (¬2)، وروى عنه حفيداه محمد بن زيد وأبو بكر بن عبيد الله، ومولاه نافع، وزيد بن أسلم، وأسلم مولى أبيه، والحسن، ومحمد، وأنس ابني سيرين، والزهري، وعطاء، وخلق كثير، فمسنده عند بقي بن مخلد أَلْفَا حديث وستمائة حديث وثلاثون حديثاً. ¬

(¬1) «الإصابة»: (4/ 181) و «التذكرة»: (2/ 897). (¬2) في المصدر: وعنه بنوه: سالم، وحمزة، وعبد الله، وبلال، وزيد، وعبيد الله، وعمر.

قال ابن مسعود: إن من أَمْلَك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر. وقال غيره: مات سنة ثلاث وسبعين، وقيل سنة أربع. وفي «التقريب» (¬1): كان أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، ومات سنة ثلاث وسبعين في آخرها وأول التي تليها، انتهى، والله أعلم. 41 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. قوله: ثنا أبو كُريب (¬2) محمد بن العلاء بن كُريب الهَمْدَاني، أبو كُريب، الكوفي، أحد الأعلام. روى عن: ابن المبارك، وهشيم، والسفيانين، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد في «مسند» أبيه، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وخلق. وثَّقَهُ النسائي وغيره. ¬

(¬1) (ص315). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1578).

وقال أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن عُقدة يقدم أبا كُريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم، ويقول: ظهر له بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث. وقال البخاري وغيره: مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): محمد بن العلاء بن كُريب الهَمْدَاني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين وهو ابن سبع وثمانين سنة. قوله: أخبرنا معاوية (¬2) بن هشام، هو القَصَّار الأَسَدي، أبو الحسن الكوفي. روى عن: الثوري، ومالك، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شَيْبة، وخلق كثير. وثَّقَه أبو داود، وضَعَّفَهُ ابن معين. وفي «التقريب» (¬3): معاوية بن هشام القَصَّار، أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد، ويقال له معاوية بن أبي العباس، صدوق له أوهام، من صغار التاسعة، مات سنة أربع ومائتين. ¬

(¬1) (ص500). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1686). (¬3) (ص538).

قوله: عن شيبان (¬1)، هو ابن عبد الرحمن التميمي، مولاهم، أبو معاوية البصري. روى عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، ومنصور، ويحيى بن أبي كثير، وعدة. وروى عنه: أبو حنيفة، وزائدة، وابن مهدي، وابن معين، وأبو النَّضْر (¬2)، وآخرون. قال أحمد: ثبت في كل المشايخ. وقال ابن معين: ثبت في كل شيء. ووثَّقَه العِجْلي، والنسائي، وابن سعد، وقال: إنه مات سنة أربع وستين ومائة. تنبيه: شيبان هذا هو المعروف بالنحوي؛ ففي «التقريب» (¬3): شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم الكوفي، أبو معاوية البصري، نزيل الكوفة، ثقة صاحب كِتَاب يُقال إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزد لا إلى علم النحو، من السابعة، ثم ذكر التاريخ السابق بعينه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 717). (¬2) هو هاشم بن القاسم. (¬3) (ص269).

قوله: عن أبي إسحاق (¬1)، هو سليمان بن أبي سليمان، واسمه فيروز، ويقال: خاقان، أبو إسحاق الشيباني، مولاهم، الكوفي. يروي عن: عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن شداد بن الهاد، والشعبي، وزر بن حُبيش، وعكرمة، وطائفة. وروى عنه: أبو حنيفة، وأبو إسحاق السبيعي وهو أكبر منه، وعاصم الأحول، وشعبة، والسفيانان، وأبو إسحاق الفزاري، وخلق آخرهم وفاة جعفر بن عَوْن. وثَّقَه بن معين، والنسائي، وأبو حاتم. وقال العجلي: ثقة، من كبار التابعين (¬2) أصحاب الشَّعْبي. وقال [البخاري] (¬3): مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. قوله: عن عِكْرِمَة (¬4)، هو أبو عبد الله المدني، عن مولاه ابن عباس، وروى أيضاً عن: علي وابنه الحسن، وجابر، وابن عُمر، وعائشة، وعدة. وروى عنه: أبو حنيفة، والشَّعبي، والزهري، وقتادة، وعاصم الأحول، وخلق كثير. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 647). (¬2) قوله: التابعين. حشو، ليس في المصادر. (¬3) زيادة من المصدر ليست في (أ). (¬4) «التذكرة»: (1/ 1183).

وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، والنسائي. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن أبي ذئب: رأيت عكرمة وكان عندي ثقة. وقال المروزي: قلت لأحمد: يُحتج بعكرمة؟ فقال: نعم. وقال الواقدي: مات عكرمة وكُثيِّر عَزَّة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة، فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به. 42 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: قَدْ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا. قوله: حدثنا سفيان بن وكيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا محمد (¬1) بن بشر، بن الفرافصة العبدي، أبو عبد الله الكوفي. يروي عن: الأعمش، وشعبة، والثوري، وطبقتهم. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وأبو كريب، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وقال: هو أحفظ من كان بالكوفة. وقال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1481).

تنبيه: «العَبْدِي» (¬1): بفتح العين وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى عبد القيس بن ربيعة بن نزار ينسب إليه خلق كثير، منهم: الجارود أيضاً. قوله: عن علي بن صالح، بن صالح بن حَيّ الهمداني، أبو محمد الكوفي. يروي عن: أبيه، وعن سلمة بن كهيل، وأبي إسحاق السَّبيعي، والأعمش، وعدة. وروى عنه: أخوه الحسن، ووكيع، وابن نمير، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، ومات سنة إحدى وخمسين ومائة، وقيل: قبلها. تنبيه: «الهَمْدَاني» (¬2): بفتح الهاء، وسكون الميم، وفتح الدال المهملة، وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى همدان واسمه أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قوله: عن أبي إسحاق، هو السبيعي، وتقدم التعريف به. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 314). (¬2) «اللباب»: (3/ 391).

قوله: عن أبي جُحَيفة (¬1)، هو وهب بن عبد الله، ويقال: ابن وهب أبو جحيفة السُّوائي، يقال: وهب الخير. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن علي، والبراء بن عازب. وروى عنه: ابنه عون، وعلي بن الأحمر، والشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وآخرون. يقال: إنه مات سنة أربع وسبعين. ولفظ «التقريب» (¬2): وهب بن عبد الله السوائي بضم المهملة والمد ويقال: اسم أبيه وهب أيضاً، أبو جحيفة مشهور بكنيته ويقال له: وهب الخير، صحابي معروف، صحب علياً ومات سنة أربع وسبعين. تنبيه: «السُّوَائي» (¬3): بضم السين، وفتح الواو، وسكون الألف، بعدها همزة، في آخرها ياء مثناة من تحت، هذه النسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة وهم كثير. وجُحَيفة تصغير جحفة وهي الهودج، والله أعلم. 43 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ، تَيْمِ ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1853). (¬2) (ص585). (¬3) «اللباب»: (2/ 152).

الرَّبَابِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعِي ابْنٌ لِي، قَالَ: فَأَرَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَمَّا رَأَيْتُهُ: هَذَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، وَلَهُ شَعَرٌ قَدْ عَلاهُ الشَّيْبُ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، بضم الحاء المهملة، وسكون الجيم بعدها راء، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا شعيب بن صفوان (¬1)، بن الربيع الثقفي أبو يحيى الكوفي. روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السَّبيعي، وحُميد الطويل، وعدة. وروى عنه: إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُماني، وعلي بن حجر، وآخرون. وهاه ابن معين، ووثَّقَهُ ابن حبان. وقال أحمد: لا بأس به، صحيح الحديث. ولفظ «التقريب» (¬2): شعيب بن صفوان بن الربيع الثقفي، أبو يحيى الكوفي الكاتب، مقبول من السابعة، انتهى. قوله: عن عبد الملك بن عمير، ابن سويد بن جارية الفَرَسِي، ويقال: اللخمي، أبو عمرو الكوفي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 710). (¬2) (ص267).

روى عن: جرير بن عبد الله، وجابر بن سمرة، والمغيرة بن شعبة، وخلق كثير. وروى عنه: أبو حنيفة، وابنه موسى بن عبد الملك، وشهر بن حوشب، وهو من أقرانه، والأعمش، والسفيانان، وشريك، وخلق. وثَّقَه العجلي. وقال ابن معين: يختلط. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته. مات سنة ست وثلاثين ومائة، أو نحوها. ولفظ «التقريب» (¬1): عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، حليف بني عدي الكوفي، ويقال له الفرسي بفتح الفاء، والراء، ثم مهملة نسب إلى فرس له سابق كان يقال له القِبْطي بكسر القاف وسكون الموحدة، وربما قيل ذلك أيضاً لعبد الملك، ثقة فصيح عالم، تغير حفظه، وربما دلس، مات سنة ست وثلاثين، وله مائة وثلاث سنين. قوله: عن إياد (¬2) بن لَقِيْط السَّدُوسي الكوفي. روى عن: البراء، وأبي رِمْثَة البَلَوي وجماعة. وروى عنه: ابنه عبيد الله، ومِسْعَر، والثوري، وعدة. ¬

(¬1) (ص364). (¬2) «التذكرة»: (1/ 147).

وثَّقَه النسائي، وابن معين. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وتقدم التنبيه على نسبة العِجْلي. قوله: عن أبي رمثة التيمي. قال في «التقريب» (¬1): أبو رِمْثَة بكسر الراء وسكون الميم بعدها مثلثة البَلَوي، ويقال التيمي، ويقال: التميمي، ويقال: هما اثنان، قيل: اسمه رفاعة بن يثربي، ويقال: عكسه، ويقال: عمارة بن يثربي، ويقال: حيان بن وهيب، وقيل: جندب، وقيل: خَشْخاش صحابي. قال ابن سعد: مات بإفريقية. وفي «التذكرة» (¬2): له صحبة ورواية، روى عنه إياد بن لقيط انتهى. وفي الأسماء من «التقريب» (¬3): رفاعة بن يثربي -بفتح المثناة التحتانية وسكون المثلثة- أبو رِمْثَة -بكسر الراء وسكون الميم وفتح المثلثة- في الكنى وقد مَرَّت عبارته في الكنى، انتهى. قلت: جزم المصنف في «الباب» بعده بأن اسمه رفاعة بن يثربي التَّيْمي، والله أعلم. ¬

(¬1) (ص640). (¬2) (4/ 2049). (¬3) (ص210).

تتمة: وقع في بعض نسخ «الشمائل»: تَيِّم الرباب جمع رِب، وهو تنبيه حسن، فإن التَّيِّم متعددٌ ويتميز بالإضافة، فمنهم تَيِّم قريش وإليهم نُسِب أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومنهم تيم الله بن ثعلبة وإليهم نسب الحجاج بن حسان، ومنهم تيم الرِّبَاب وإليهم نسب يزيد بن شريك بن طارق أبو إبراهيم العابد الصابر، أجاعه الحجاج وأجاع كلاباً وأرسلها عليه في السجن تنهشه حتى مات رضي الله عنه وعن أبيه (¬1)، ومنهم تيم ربيعة وإليهم ينسب أبو بشر يحيى بن حفص، ومنهم تيم شيبان بن ثعلبة وإليهم ينسب الأخضر وسميط ابنا عجلان، ومنهم تيم بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة نسب إليهم نفر من الفرسان والشعراء، ومنهم تيم بن النمر بن وبرة نسب إليهم أيضاً نفر من الفرسان والشعراء، ومنهم تيم بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وإليهم نسب أبو رباح حصين بن عمرو بن مالك، ومنهم تيم بن ثعلبة بن جدعان بن ذهل بن رومان بطن من طئ، وهم الذين يقال لهم مصابيح الظلام، وعليهم نزل امرء القيس بن حجر، نزل على المعلى بن تيم، ومنهم الحارث بن النعمان بن قيس كان له بلاء عظيم في الإسلام زمن الردة (¬2)، فقول الشارح: «خمس قبائل» لا يخفاك حاله. 44 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكَانَ فِي ¬

(¬1) الذي أجاعه الحجاج هو إبراهيم بن يزيد هذا، لا يزيد نفسه، وانظر «اللباب»: (1/ 233) فقوله: «رضي الله عنه وعن أبيه»، أي: عن إبراهيم وأبيه يزيد. (¬2) هذا تلخيص من المصنف لما في «اللباب»: (1/ 233 - 234).

رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْبٌ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَيْبٌ إِلا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا شُرَيح (¬1) بن النُّعْمان الصايدي، الكوفي. روى عن علي، وروى عنه ابنه سعيد، وأبو إسحاق السبيعي، وقال: كان رجل صدوق. وفي «التقريب» (¬2): شريح بن النعمان الصايدي الكوفي، صدوق، من الثالثة. تنبيه: «الصايدي» (¬3): بفتح الصاد المهملة، وبعد الألف ياء مثناة من تحتها، وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى صايد وهو بَطْن من هَمْدَان، والصايد اسم كعب بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان. ¬

(¬1) كذا، والصواب أنه سريج بن النعمان البغدادي، فهو الذي يروي عن حماد بن سلمة وعنه أحمد بن منيع، وهو مترجم في «التذكرة»: (1/ 560). (¬2) (ص265)، وتقدم أن صوابه سريج. وترجمته في «التقريب»: (ص229). (¬3) «اللباب»: (2/ 232).

قوله: أنا حماد (¬1) بن سلمة بن دينار الخزاز، أبو سلمة، البصري، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: خاله حميد الطويل، وسماك بن حرب، وأبي عمران الجوني، وقتادة، وثابت، وأبي الزبير، وعمرو بن دينار، وخلق. وروى عنه: شعبة، والثوري، ومالك، وابن المبارك، وابن مهدي، ويحيى القطان، وعثمان وخلق. قال أحمد: لا أعلم أحداً أروى في الرد على أهل البدع منه، وهو أثبت الناس في حميد الطويل. وقال ابن معين: هو أثبت الناس في ثابت البناني، وإن رأيت إنساناً يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. وقال حجاج بن المنهال: ثنا حماد بن سلمة وكان من أئمة الدين. وقال ابن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت في الغد ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً. وقال ابن حبان: كان من عباد أهل البصرة ومتقنيهم ممن لزم العبادة والورع والعلم ونُصْرَة السنة والطعن على أهل البدع، مات سنة سبع وستين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 375).

وفي «التقريب» (¬1): حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة، ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأَخَرَةٍ، من كبار الثامنة، انتهى. قوله: عن سماك بن حرب، قيل لجابر بن سَمُرة تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) (ص178).

6 - باب ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

6 - باب ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 45 - حدثنى أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ ابْنٍ لِي، فَقَالَ: ابْنُكَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَأَفْسَرُ لأَنَّ الرُّوَايَاتِ الصَّحِيحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبَ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا هُشيم (¬1)، هو ابن بشير بن القاسم السلمي، أبو معاوية الواسطي. يروي عن: أبيه، وحميد الطويل، وأيوب السختياني، وخلق. وعنه: ابنه سعيد، وشعبة أحد شيوخه، ومالك، والثوري، ومحمد بن عيسى الطباع، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1813 - 1814).

قال حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين أنبل منه. وقال ابن مهدي: كان أحفظ للحديث من سفيان الثوري. وقال العجلي وغيره: ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ثبتاً يدلس كثيراً، فما قال في حديثه: «أخبرنا» فهو حجة، وما لم يقل فيه: «أخبرنا» فليس بشيء. وقال أحمد: وُلد سنة أربع ومائة، ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وعبارة «التقريب» (¬1): هُشيم -بالتصغير- بن بشير -بوزن عظيم- بن القاسم بن دينار السُّلَمي، أبو معاوية بن أبي خازم بمعجمتين الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، ثم ذكر التاريخ السابق بنحوه. قوله: أخبرنا عبد الملك بن عُمير، عن إياد بن لَقِيط عن أبي رِمْثَة، تقدَّم التعريف بهم جميعاً. قوله: وأبو رِمْثَة اسمه رِفَاعة بن يثربي التيمي، يوجد في بعض النسخ، وقد قدمنا الكلام على أبي رِمْثَة تامًّا قبل هذا الباب بحديث واحد فعد إليه إن أردت، والسلام. 46 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. ¬

(¬1) (ص574).

قَالَ أَبُو عِيسَى: وَرَوَى أَبُو عَوَانَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، فَقَالَ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قوله: حدثنا سُفيان بن وكيع، عن أبيه تَقَدَّم التعريف بهما. قوله: عن شريك (¬1)، الظاهر أنه شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي، أحد الأعلام. روى عن: زياد بن علاقة، وبيان بن بشر، وحبيب بن أبي ثابت، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور، وخلق. وعنه: ابن إسحاق، وسلمة بن تمام وهما من شيوخه، والنَّضْر بن عربي وهو أكبر منه، وهشيم بن بشير وهو من أقرانه، وعباد بن العَوَّام، وابن المبارك، وعلي بن حجر، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلق كثير. وثَّقَهُ العِجْلي وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن معين: صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فَغَيره أحب إلينا منه. وقال الجوزجاني: سيء الحفظ، مضطرب الحديث. وقال أحمد: وُلِد سنة خمس وتسعين، ومات سنة سبع وسبعين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 705).

وفي «التقريب» (¬1): شريك بن عبد الله النَّخَعِي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيراً ساء حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. عن عثمان بن مَوْهَب قال في «الميزان» (¬2): الكوفي من موالي بني هاشم، له عن أنس، تفرد عنه زيد بن الحباب، لكن قال أبو حاتم: صالح الحديث، انتهى. وفي «التقريب» (¬3): عثمان بن موهب عن أنس، مقبول من الخامسة، وهو غير عثمان بن عبد الله بن موهب، انتهى. قوله: وروى أبو عَوَانة، هو يعقوب بن إسحاق الإسفرايني صاحب «المُسْتَخْرَج على صحيح مسلم بن الحجاج». قوله: عن عثمان (¬4) بن عبد الله بن مَوْهَب -بوزن كَوْكَب- التيمي، المدني، الأَعْرَج. روى عن: جابر بن سَمُرة، وأم سلمة، وابن عمر، وأبي هريرة، وجماعة. ¬

(¬1) (ص266). (¬2) (5/ 74). (¬3) (ص387). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1141 - 1142).

وروى عنه: أبو حنيفة، وابنه عمرو بن عثمان، والثوري (¬1) وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وجماعة. وفي «التقريب»: عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي، مولاهم، المدني، الأعرج، وقد ينسب إلى جَدِّه، ثقة من الرابعة، مات سنة ستين. قوله: عن أم سلمة (¬2) القرشية المخزومية، أم المؤمنين، زوجة أفضل الخلق أجمعين، اسمها هند بنت أبي أمية واسمه حذيفة، وقيل: سهل بن المغيرة، وأخت عمار بن ياسر لأمه، وقيل من الرَّضاعة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، وبنى بها في شوال. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد، وفاطمة الزهراء. وروى عنها: ابن عباس، وأسامة بن زيد، وواثلة بن الأسقع، وابنها عمر بن أبي سلمة، وابنتها زينب بنت أبي سلمة، وخلق. ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، ويقال: سنة اثنتين وستين. 47 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ، امْرَأَةِ بِشْير ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، قَالَتْ: ¬

(¬1) في المصدر: [وشعبة] والثوري ... (¬2) «الإصابة»: (8/ 150) و «التذكرة»: (4/ 2360).

أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَقَدِ اغْتَسَلَ، وَبِرَأْسِهِ رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ أَوْ قَالَ: رَدْغٌ شَكَّ فِي هَذَا الشَّيْخُ. قوله: حدثنا إبراهيم (¬1) بن هارون، هو البَلْخي العابد. روى عن: حاتم (¬2) بن إسماعيل، وغيره. وروى عنه: النسائي، ووثقه، والترمذي كما هنا، وطائفة. أما إبراهيم بن هارون الصغاني فمجهول لا يعرف، وقول ابن معين فيه يكتب حديثه حمله ابن عدي على أن مراده أنه يكتب حديثه في جملة أحاديث الضعفاء، قَالَهُ الذهبي في «ميزانه» (¬3). قوله: أخبرنا النضر بن زرارة. قال في «الميزان» (¬4): شيخ لقتيبة بن سعيد نزل بَلْخ مجهول، روى عنه قتيبة (¬5)، ذكره ابن حبان في «الثقات». وفي «التقريب» (¬6): النضر بن زرارة عبد الأكرم الذهلي، أبو الحسن، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 41). (¬2) في (أ) و (ب): جابر. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) (1/ 198). (¬4) (7/ 27). (¬5) في (أ) و (ب): ستة. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬6) (ص561).

نزيل بَلْخ، مستور من التاسعة. قوله: عن أبي جناب (¬1)، هو يحيى بن أبي حية أبو جَنَاب الكلبي، الكوفي. روى عن: أبيه، والشعبي، وطاووس، وعطاء، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، والسفيانان، ووكيع، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين وغيره، وضَعَّفَهُ يحيى القطان. وفي «التقريب» (¬2): يحيى بن أبي حية -بمهملة وتحتانية- الكَلْبي، أبو جناب -بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة-. مشهور ضَعَّفوه لكثرة تدليسه، انتهى. وفي «الميزان» (¬3): قال يحيى القطَّان: لا أستحلُّ أن أروي عنه. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال ابن الدورقي: يحيى أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس. وروى عثمان عن ابن معين: صدوق، ثم قال عثمان: هو ضعيف. وقال الفلاس: متروك. ثم ذكر أحاديث نُسبت إليه سردها ابن عدي عن الساجي عنه ثم قال: وما أعتقد أن هذا أبو جناب بل آخر مكي هالك، ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1870). (¬2) (ص589). (¬3) (7/ 170).

يريد (¬1) يحيى بن أبي حية الحجازي عن عثمان؛ فإنه كما قال الذهبي (¬2) لا يعتمد عليه، والله أعلم. قوله: عن إياد بن لَقِيط، بكسر الهمزة في أوله، وتخفيف الياء المثناة من أسفل، تقدم التعريف به. قوله: عن الجَهْدَمة، امرأة بشير بن الخَصَاصِية، قال في «التقريب» (¬3): صحابية يقال كان النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمها فجعله ليلى، انتهى. قلت: خَصَاصِيَة بوزن طَوَاعِيَة، ولفظه في «الإصابة» (¬4): الجهدمة غير منسوب ذكره ابن شاهين في أواخر حرف الجيم، وساق من طريق منصور بن أبي الأسود عن أبي جَنَاب عن إياد عن الجهدمة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم خَرَج إلى الصلاة وبرأسه درع الحناء وألفيتُ حاشيةً بخط بعض الفضلاء الحفاظ على هامشه: الجهدمة امرأة، وهي زوج بشير بن الخَصَاصية، وقد ذكرها المصنف في النساء. قلت (¬5): لكن تقدم عن «تجريد» الذهبي في الأول جَحْدمة بالمهملة لا ¬

(¬1) هذا من كلام المصنف. (¬2) «الميزان»: (7/ 172). (¬3) (ص745). (¬4) (1/ 555). (¬5) الكلام للحافظ ابن حجر.

بالهاء، وذكر أن له حديثاً من رواية أبي جَنَاب عن إياد بن لقيط عنه، ثم قال: وقيل هو أبو رِمْثَة انتهى، ولا أعرف من سَمَّى أبا رِمثة هذا الاسم، وسيأتي في الكنى، انتهى. أقول: وقد تقدم قريباً أيضاً، لكن لا حاجة إلى الإسناد لحاشية بعض الحفاظ مع قول الترمذي في «شمائله» امرأة بشير .. الخ. ولو استحضره الحافظ ما أطال بما قاله ولله الحمد. 48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ شَعَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا. قال حماد: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوبًا. قوله: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن، هو الدارسي (¬1) تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عمرو بن عاصم (¬2)، هو ابن عبيد الله الكلابي، القَيْسي، أبو عثمان البصري. روى عن: جده عبد الله بن الوازع، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهمام، وعدة. ¬

(¬1) تقدم التنبيه على أن صوابه: الدارمي. (¬2) «التذكرة»: (2/ 1272).

وروى عنه: أحمد، والبخاري، وإسحاق الكَوْسَج، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): عمرو بن عاصم بن عبيد الله (¬2) الكِلَابي القَيْسي، أبو عثمان البصري، صدوق في حفظه شيء، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. وفي «الميزان» (¬3): عمرو بن عاصم الكلابي صدوق مشهور من علماء البصريين، روى عن شعبة، وطبقته، وروى عنه البخاري، وخلق، وثَّقَهُ ابن معين. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال إسحاق بن يسار: سمعت عمرو بن عاصم يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفاً، وقال بُنْدار: لولا شيء لتركته. قلت (¬4): وكذا قال فيك يا بُنْدار أبو داود، قال: لولا سلامة في بندار لتركت (¬5) حديثه. ¬

(¬1) (ص423). (¬2) في النسخ: عبد الله. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) (5/ 325). (¬4) القائل: الذهبي. (¬5) في (أ) و (ب): لترك، وما أثبتناه من المصدر.

وقال أبو حاتم: لا يحتج بعمرو. وقال أبو داود: لا أنشط لحديثه. مات عمرو بن عاصم سنة ثلاث عشرة ومائتين. قوله: أخبرنا حَمَّاد بن سلمة، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا حميد عن أنس، تقدم التعريف بهما. قوله: حماد، هو المتقدم آنفاً مع التعريف به. قوله: أنا عبد الله (¬1)، بن محمد بن عَقيل بن أبي طالب، الهاشمي المدني. روى عن: أبيه، وخاله محمد بن الحنفية، وابن عمر، وجابر، وأنس، وعدة. وروى عنه: ابن عجلان، ومعمر، والسفيانان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وخلق. ضعَّفَه النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، وغيرهم. وقال البخاري: كان أحمد وإسحاق والحُمَيْدي يحتجون بحديث ابن عقيل، وهو مقاربُ الحديث. وقال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 922 - 923).

7 - باب ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم

7 - باب ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم 49 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: اكْتَحِلُوا بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنْهَا كُلَّ لَيْلَةٍ، ثَلاثَةً فِي هَذِهِ، وَثَلاثَةً فِي هَذِهِ. قوله: حدثنا محمد (¬1) بن حميد بن حيَّان (¬2) الرَّازي، التميمي. روى عن: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وخلق. وروى عنه: أبو داود، والمصنف، وابن ماجه، وأحمد، ويحيى، وماتا قبله، وطائفة. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال النسائي والجوزجاني: غير ثقة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1499). (¬2) في (أ) و (ب): حبان. خطأ، والتصحيح من المصدر.

ولفظ «التقريب» (¬1): محمد بن حميد بن حبان الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين يحسن الرأي فيه، من العاشرة، مات سنة ثلاثين ومائتين (¬2). تنبيه: «الرَّازِي» (¬3) بفتح الراء، وسكون الألف، وفي آخرها زاي، هذه النسبة إلى الرَّي، وهي مدينة كبيرة مشهورة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، وألحقوا الزاي في النسب، يُنسب إليها خلق كثير، والله أعلم. قوله: أنا أبو داود (¬4)، سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي، البصري الحافظ، أحد الأعلام. روى عن: ابن عون، وأيمن بن نابل، وهشام الدستوائي، والثوري، والحمادين، وشعبة، وابن المبارك، وخلق. وروى عنه: جرير بن عبد الحميد، أحد شيوخه، وأحمد، وابن المديني، وبُندار، وإسحاق الكوسج، والكُدَيمي، وخلق كثير. قال الفَلَّاس: ثقة، ما رأيت في المحدِّثين أحفظ منه، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر. ¬

(¬1) (ص475). (¬2) كذا، وهو خطأ، صوابه: ثمان وأربعين ومائتين، كما في التقريب. (¬3) «اللباب»: (2/ 6). (¬4) «التذكرة»: (1/ 643).

قال ابن المديني: ما رأيتُ أحداً أحفظ من أبي داود، وَثَّقَهُ أحمد، والنسائي وغير واحد. وقال العجلي: ثقة كثير الحفظ، رَحَلْتُ إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وربما غلط، توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، لم يستكملها. وفي «التقريب» (¬1): سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطَّيَالسي، البصري، ثقة حافظ، غلط في أحاديث، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين، انتهى. تنبيه: في «اللباب» (¬2): الطَّيَالِسي بفتح الطاء، والياء المثناة من تحتها، وسكون الألف، وكسر اللام، وبعدها سين مهملة، هذه النسبة إلى الطَّيَالِسَة التي تُجْعَل على العمائم، والمشهور بهذه النسبة أبو داود سليمان بن داود بن الجارود أصله من فارس وسكن البصرة، يروي عن شعبة، والثوري، وأبي عوانة، وهشام الدستوائي، وغيرهم، وروى عنه أحمد بن حنبل، وابن المديني، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وغيرهم، وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاث ومائتين، وله مسند مُصَنَّف من حَسَن الحديث. ¬

(¬1) (ص250). (¬2) (2/ 293).

قوله: عن عَبَّاد (¬1) -مبالغة عابد- بن منصور النَّاجي، أبو سلمة البصري، قاضيها. روى عن: القاسم بن محمد، وأيوب، وعكرمة، وعطاء، وطائفة. وروى عنه: شعبة، والثوري، ووكيع، ويزيد بن هارون، ويحيى القطان، وآخرون. ضعَّفَه أبو داود، والنسائي، وابن معين، ومات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): عَبَّاد بن منصور النَّاجي -بالنون والجيم- أبو سلمة البصري القاضي بها، صدوق، رُمي بالقدر، وكان يُدَلِّس، وتَغَير بأخرة، من السادسة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وفي «الميزان» (¬3): عباد بن منصور النَّاجي، أبو سلمة البصري، عن عكرمة، وجماعة، لم يرضه يحيى بن سعيد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضَعَّفَهُ النسائي، وقال ابن الجنيد: متروك قدري. قلت (¬4): كان قاضي البصرة، قال معاذ بن معاذ: حدثنا عباد بن منصور ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 804). (¬2) (ص291). (¬3) (4/ 41). (¬4) القائل هو الذهبي.

[وكان قدرياً. وروى عباس عن يحيى: ليس حديثه بالقوي ولكن يكتب. وقال أبو حاتم: ضعيف] (¬1) يكتب حديثه نَرَى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة. وقال الساجي: ضعيف مدلِّس، روى مناكير، وقال أبو الحسن بن القطان: قد أثبت عليه يحيى بن سعيد القَدَر مع حسن رأيه فيه، وتوثيقه له، ثم سرد أحاديث من تدليسه وغيره، ثم قال: وقال ابن حبان مات سنة اثنتين وخمسين ومائة، وكان داعيةً إلى القدر، وكلَّ ما روى عن عكرمة عن ابن عباس سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود عن عكرمة انتهى. قوله: عن عِكْرِمة عن ابن عباس، تقدَّم التعريف بهما. 50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْهَاشِمِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْتَحِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ بِالإِثْمِدِ، ثَلاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنْهَا عِنْدَ النَّوْمِ، ثَلاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ. ¬

(¬1) زيادة من المصدر سقطت من الأصل.

قوله: حدثنا عبد الله (¬1) بن الصَّبَّاح، بتشديد الموحدة، ابن عبد الله الهاشمي مولاهم العَطَّار البصري. روى عن: هشيم، ومعتمر، وطائفة. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو زرعة، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي. مات سنة خمس وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): ثقة، من كبار الحادية عشرة، مات سنة خمسين وقيل بعدها. قوله: أخبرنا عبيد الله (¬3) بن موسى بن أبي المختار، واسم أبي المختار باذام العبسي، مولاهم، أبو محمد الكوفي. روى عن: شعبة، والسفيانين، وإسرائيل، وخلق. وروى عنه: البخاري، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، والذُّهْلي، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 872). (¬2) (ص308). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1108).

وقال أحمد: كان شيعياً منحرفاً (¬1). وقال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. وفي «التقريب» عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، أبو محمد، ثقة، كان يتشيع، من التاسعة. قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، واستُصْغِر في سفيان الثوري، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين على الصحيح. وفي «الميزان» (¬2): عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي، شيخ البخاري، ثقة في نفسه لكنه شيعي منحرف، وَثَّقَهُ أبو حاتم، وابن معين، وقال أبو حاتم: أبو نُعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رأيته رافعاً رأسه وما رؤي ضاحكاً. وقال أبو داود: كان شيعياً منحرفاً. وروى الميموني عن أحمد: كان عبيد الله صاحب تخليط، حدَّثَ بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا، وقد رأيته بمكة فما عرضتُ له، وقد استشار محدثٌ أحمدَ بن حنبل في الأخذ عنه فنهاه، قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكان ذا زُهْدٍ وعِبادة وإتقان، انتهى. ¬

(¬1) كذا، وهو خطأ، صوابه: وقال أبو داود: كان شيعياً محترقاً، كما في المصدر، وكما سيأتي من النقل عن الميزان. (¬2) (5/ 21).

قوله: أخبرنا إسرائيل، الظاهر أنه ابن يونس (¬1) بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي. روى عن: جده، وزياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، وسماك، ومنصور، وخلق. وروى عنه: يحيى بن آدم، ووكيع، والفريابي، وابن مهدي، وخلق. وضعفه المديني. وقال أحمد: كان شيخاً ثقة. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق. وقال النسائي ليس به بأس. قال ابن سعد وغيره: مات سنة اثنتين وستين ومائة. وبَسَطَ في «الميزان» (¬2): القول فيه توثيقاً وتضعيفاً. وقال في «التقريب» (¬3): إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي الهَمْدَاني، أبو يوسف الكوفي، ثقة، تُكُلِّمَ فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة ستين ومائة، وقيل بعدها. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 104). (¬2) (1/ 365). (¬3) (ص104).

قوله: عن عَبَّاد بن منصور، تقدم التعريف به. قوله: «ح»: اعلم أن أهل الحديث -نفعنا الله بهم-، كتبوا في كلِّ حديث أرادوا الجَمْع بين إسنادَيه أوأسانيده عند الانتقال من سَنَد إلى آخر «ح» مفردة [رمزاً] (¬1) للاختصار، وهي في كتب المتأخرين أكثر منها في كتب المتقدمين، وهي في «صحيح مسلم» أكثر منها في «صحيح البخاري» كما صَرَّحَ به النووي في «مقدمة شرح مُسلم» (¬2). ثم اختلفوا أهي مختصرة من الحائل أو التحويل أو صح أو الحديث؟ وهل ينطق القارئ بها «ح» ثم يمرُّ في قراءته أو بلفظ ما رُمز بها له عند المرور بها، أو لا ينطق بها أصلاً؟ فجزم ابن الصلاح (¬3) بأنه يُنْطَقُ بها مفردة كما كتبت قال: وعليه الجمهور من السلف، وتلقاه عنهم الخلف، لكن على وجه الاحتياط دون التعيين، وبه جزم الحافظ الرهاوي بأنه لا ينطق بها عند الانتهاء إليها وأنها ليست من الرواية بل هي مأخوذة من حائل للحجز بين الإسنادين، وذهب بعض المغاربة -بل عزاه بعض من ذاكره ابن الصلاح (¬4) منهم إلى كافتهم- إلى أن القارئ لا ينطق بها، وإنما يقول مكانها: «الحديث» وأنكره الرهاوي، ووَجَّهَهُ بعضهم بأن الحديث لم يذكر بعد. ¬

(¬1) الكلمة محتملة في (أ) و (ب)، وما أثبته من عندي. (¬2) (1/ 38). (¬3) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص204). (¬4) المصدر السابق.

نعم يتجه في سند ذُكِر معه بعض الحديث وحَوَّل الإسناد إلى آخر للبعض الباقي، كما في حديث البخاري (¬1) فإنه أورد من حديث مالك عن سُمَي عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: «جئت وأبي حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة» ثم قال: «ح» وثنا .. وساق سنداً آخر إلى الزهري عن أبي بكر المذكور أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جُنُب من أهله ثم يَغْتَسل ويصوم» ويندفع الإنكار جداً، وحكى ابن الصلاح (¬2) عن بعض من جمعته وإياه الرحلة بخراسان عن بعض الأصبهانيين أنها ليست من الحديث، وإنما هي حاء تحويل من إسناد إلى آخر. وقال ابن الصلاح (¬3) أيضاً: رأيت بخط أبي عثمان الصَّابوني وأبي مسلم عمر بن علي الليثي البخاري والفقيه المحدِّث أبي سعيد محمد بن أحمد الخليلي مكانها «صح» صريحة، وهذا يُشعر كون الحاء رمزاً إلى «صح» فتعين أن حاء انتخبت واختيرت منها اختصاراً، قال: وحَسُنَ إثباتُ «صح» هاهنا لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سَقَط، ولئلا يركَّب الإسناد الثاني ¬

(¬1) رقم (1825). (¬2) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص204). (¬3) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص203).

على الأول فيُجْعَلا إسناداً واحداً، والذي جَزَمَ به النووي (¬1) مختاراً له أنها مأخوذة من التحوُّل، وأن القارئ يلفظ بها. وهاهنا شيء آخر وهو أن جميع من تقدم ذِكْرُهم لم يختلفوا في إهمالها، بل قال ابن كثير (¬2): إن بعضهم حَكَى عليه الإجماع، ثم قال: ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة مختصرة من «آخر» أي «إسناد آخر». وكذا حكاه الدمياطي أيضاً فقال: بعض المحدثين يستعملها بالخاء المعجمة يريد بها «آخراً» أو «أخيراً» زاد غيره أو إشارةً إلى الخروج من إسناد إلى آخر، والظاهر كما قال بعض المتأخرين: أن ذلك اجتهاد من أئمتنا في شأنها من حيث أنهم لم يتبين لهم فيها شيء من المتقدمين. قال الدمياطي ويقال: إن أول من تكلَّم على هذا الحرف ابن الصلاح وهو ظاهرٌ من صنيعه لا سِيَّما وقد صَرَّح أول المسألة بقوله (¬3): ولم يأتنا عن أحَدٍ ممن يُعْتَمَدُ عليه بيانٌ لأَمْرِها. قوله: وأخبرنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد الثاني جميعاً تقدم التعريف بهم، ولله الحمد. 51 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

(¬1) «شرح مسلم»: (1/ 38). (¬2) «اختصار علوم الحديث»: (2/ 393) مع الباعث. (¬3) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص203).

إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ. قوله: أخبرنا أحمد بن منيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا محمد (¬1) بن يزيد الكَلَاعي، أبو سعيد الواسطي. روى عن: ابن إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وطائفة. وروى عنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وخلق. وثَّقَه أبو داود، والنسائي، وابن معين، وابن سعد. وفي «التقريب» (¬2): محمد بن يزيد الكَلَاعي، مولى خولان، أبو سعيد، أو أبو يزيد، أو أبو إسحاق، الواسطي، أصله شامي، ثقة ثبت عابد، من كبار التاسعة، مات سنة تسعين -أو قبلها أو بعدها- ومائة. قوله: عن محمد (¬3) بن إسحاق بن يَسَار القُرَشي المُطَّلِبي، مولاهم، أحد الأئمة. روى عن: أبيه، وأبان بن عثمان، وأبان بن صالح، وجعفر الصادق، والزهري، وعطاء، ونافع، ومكحول، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1616). (¬2) (ص513). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1472 - 1473).

وروى عنه: شعبة، ويحيى الأنصاري وهما من شيوخه، وشريك، والحمادان، والسفيانان، وزياد البَكَّائي، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين مَرَّةً، وضَعَّفه أخرى. وقال العِجْلي: مدني (¬1) ثقة. وقال ابن المديني: صالح وسط. وقال أحمد: حسن الحديث. وقال الشافعي: مَنْ أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق. وقال مالك: دجال من الدجاجلة. قال الخطيب: قد ذكر بعض العلماء أن مالكاً عَابَه (¬2) جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاقه لسانه في قومٍ معروفين بالصلاح والديانة والعفة والأمانة، قال الخطيب: وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها: أنه كان يَتَشَيَّع ويُنسب إلى القدر ويدلس في حديثه، فأما الصدق فليس بمدفوع عنه. وقال ابن عدي: لا بأس به. وقال ابن سعد وغيره: مات سنة إحدى وخمسين ومائة، قال: وقال ابنه ¬

(¬1) في (أ) و (ب): يماني، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) في النسخ: أعابه، وما أثبتناه من المصدر.

إنه مات سنة خمسين. وفي «التقريب» (¬1): محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر المطلبي، مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يُدَلس، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومائة، ويقال بعدها. قوله: عن محمد (¬2) بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدَيْر التيمي. روى عن: أبيه، وجابر، وابن عمر، وابن عباس، وأبي أيوب، وأبي هريرة، وعائشة، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، ومالك، وابناه يوسف والمنكدر، والزهري، وشعبة، والسفيانان، وجعفر الصادق، وخلق. قال ابن عيينة: كان من مَعَادن الصدق، ويجتمع (¬3) إليه الصالحون. ووثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم. ومات سنة ثلاثين، ويقال سنة إحدى وثلاثين ومائة. ولفظ «التقريب» (¬4): محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير -بالتصغير- التيمي المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين أو بعدها. ¬

(¬1) (ص467). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1599 - 1600). (¬3) في (أ) و (ب): و [عش] يجتمع إليه الصالحون. حشو. (¬4) (ص508).

قوله: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، تقدم التعريف به. 52 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ. قوله: حدثنا قُتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا بشر (¬1) بن المُفَضَّل بن لاحِق الرَّقاشي، مولاهم، أبو إسماعيل البصري، أحد الأعلام. روى عن: يحيى الأنصاري، وعن أبيه، وعن خالد الحذاء، وعن حميد الطويل، وابن عون، وشعبة، وخلق. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، والفلاس، وخلق. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. ووَثَّقَه أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي. وقال ابن سعد: كان عابداً، مات سنة سبع وثمانين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): بشر بن المفضل بن لاحِق الرَّقَاشي -بقاف ومعجمة- أبو إسماعيل البصري، ثقة عابد، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 178). (¬2) (ص124).

قوله: عن عبد الله (¬1) بن عثمان بن خُثَيْم القاري، أبو عثمان، المكي. روى عن: قَيْلَة أم بني (¬2) أنمار، وصفية بنت شيبة، وأبي الطفيل، وعدة. روى عنه: أبو حنيفة، وابن جريج، والسفيانان، ومعمر، وخلق. وَثَّقَه يحيى بن معين، والعِجْلي. ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وفي «التقريب»:عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم -بالمعجمة والمثلثة مُصَغَّر- القاري المكي، أبو عثمان، صدوق من الخامسة. قوله: عن سعيد (¬3) بن جُبير بن هشام الوَالِبي مولاهم، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله، الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبي سعيد، وطائفة. وروى عنه: الأعمش، والحكم، وسلمة بن كهيل، وسليمان الأحول، وخلق كثير. قال عبد الملك بن أبي سليمان: كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 891). (¬2) في (أ) و (ب): قيلة بنت أنمار، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (1/ 576 - 577).

وقال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء يعني سعيد بن جبير. وقال ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو يحتاج إلى علمه. وقال ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة: إن الحجاج قال لسعيد بن جبير: أنت شقي ابن كسير فقال سعيد: أبي وأمي أدرى منك بإسمي، فقال له الحجاج: لأقتلنَّك، فقال: أنا إذاً كما سمتني أمي دعوني أصلي ركعتين، فقال الحجاج: وجهوه إلى قبلة النصارى فقال: {أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115] قال سعيد رضي الله عنه عند قتله: اللهم لا تحله من دمي ولا تسلطه على أحد بعدي فلم يقتل بعده إلا رجلاً واحداً. قال اللالكائي: قُتِلَ في شعبان سنة خمس وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة، وقال غيره: قتل وهو ابن سبع وخمسين سنة، وهو الأظهر. وفي «التقريب» (¬1): سعيد بن جبير الأسدي، مولاهم، الكوفي، ثقة، ثبت فقيه، من الثالثة، روايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة، قُتِلَ بين يَدَيّ الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به. 53 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ¬

(¬1) (ص234).

عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ. قوله: حدثنا إبراهيم (¬1) بن المُسْتَمِر العُرُوقي -بالقاف- الناجي -بالنون والجيم- أبو إسحاق البصري. روى عن: أبي داود الطيالسي، وأبي عامر العَقدي، وحَبَّان بن هلال، وخلق. وروى عنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي، وابن خزيمة، وخلق. قال النسائي: صدوق. وفي «التقريب» (¬2): صدوق يُغرب، من الحادية عشرة. قوله: أخبرنا أبو عاصم، هو النَّبِيل، تقدَّم التعريف به. قوله: عن عثمان (¬3) بن عبد الملك العمري، أبو قدامة، المكي المؤذن. روى عن: سعيد بن المسيب، وعائشة بنت سعد، وجماعة. وعنه أبو عاصم النبيل، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 36 - 37). (¬2) (ص94). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1143).

وثَّقَهُ ابن حبان. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو طالب عن أحمد: مستقيم ابن عبد الملك اسمه عثمان، ومستقيم لقبه، حديثه ليس بذاك. ولفظ «التقريب» (¬1): عثمان بن عبد الملك المكي المؤذن، يقال له: مستقيم، لين الحديث. قوله: عن سالم عن ابن عمر، تقدم التعريف بهما (¬2). ¬

(¬1) (ص385). (¬2) بل لم يعرف بسالم، وهو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أحد الأئمة الفقهاء. روى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي أيوب، ورافع بن خديج، وعائشة، وعدة. وعنه ابنه أبو بكر، والزهري، وعبيد الله بن عمر، وصالح بن كيسان، وموسى بن عقبة، وخلق كثير. قال مالك: لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه. وقال أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد: الزهري، عن سالم، عن أبيه. وقال البخاري: لم يسمع سالم من عائشة. وقال ابن شوذب وجماعة: مات سنة ست ومائة. «التذكرة» (1/ 549).

8 - باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم

8 - باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم 54 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو تُمَيْلَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقَمِيصُ. قوله: أخبرنا محمد بن حُمَيْد، تقدم التعريف به قريباً. قوله: أخبرنا الفَضْل (¬1) بن موسى السِّيناني المروزي، الحافظ. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وداود بن أبي هند، وطبقتهم. وروى عنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد، وغيرهما. ومات سنة إحدى أو اثنتين وتسعين ومائة. ولفظ «التقريب» (¬2): الفضل بن موسى السيناني -بمهملة مكسورة ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1358). (¬2) (ص447).

ونونين- أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت ربما غرب، من كبار التاسعة، مات سنة اثنتين وتسعين ومائة في ربيع الأول. قوله: وأبو تُمَيْلة بالمثناة، فوق في أوله قال في «التقريب» (¬1): اسمه يحيى بن واضح الأنصاري مولاهم، وكنيته أبو تميلة -مصغر- المروزي، مشهور بكنيته. وقال الشريف (¬2): يحيى بن واضح الأنصاري مولاهم أبو تميلة المروزي روى عن الأوزاعي وابن إسحاق وآخرين وروى عنه أحمد وإسحاق وخلق، وثقه النسائي وابن معين وابن سعيد وقال أبو حاتم أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فيحول من هناك. قوله: وزيد (¬3) بن حُباب، وتلحقه «ألـ» (¬4) أيضاً، هو زيد بن الحُبَاب العُكْلي، أبو الحسين الخراساني، ثم الكوفي، الحافظ الجوَّال. روى عن: مالك بن مِغْوَل، وأسامة بن زيد الليثي، وكامل (¬5) أبي العلاء، وخلق. ¬

(¬1) (ص598). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1896). (¬3) «التذكرة»: (1/ 537). (¬4) أي تلحق حباب، فيقال: بن الحباب. (¬5) في النسخ: كاهل. خطأ.

وروى عنه: أحمد، ويحيى، ويزيد بن هارون وابن وهب وهما أكبر منه، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن المديني، والعِجْلي، والدارقطني. وقال أحمد: كان صدوقاً يَضْبِطُ الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ. وقال ابن معين: كان يقلب حديث الزهري، ولم يكن به بأس. قال مُطَيَّن: مات سنة ثلاث ومائتين. ولفظ «التقريب» (¬1): زيد بن الحُبَاب -بضم المهملة وموحدتين- أبو الحسين العُكْلي -بضم المهملة وسكون الكاف- أصله من خراسان، وكان بالكوفة، ورَحَلَ في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين. قوله: عن عبد المؤمن (¬2) بن خالد الحنفي، أبو خالد، قاضي مَرْو. روى عن: الحسن، وابن بريدة، وجماعة. وروى عنه: الفضل بن موسى السِّيناني، ونعيم بن حمَّاد، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. ¬

(¬1) (ص222). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1077).

ولفظ «التقريب» (¬1): عبد المؤمن بن خالد الحنفي أبو خالد المروزي القاضي، لا بأس به، من التاسعة. قوله: عن عبد الله بن بُريدة، عن أم سلمة، تقدم التعريف بهم ولله الحمد. 55 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقَمِيصُ. قوله: حدثنا علي بن حجر أنا الفضل بن موسى عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها تقدم التعريف بكلِّ مَنْ في هذا الإسناد بما يغني عن أن يُعَاد، ولله الحمد. 56 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُهُ، الْقَمِيصُ. قَالَ: هَكَذَا، قَالَ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، فِي حَدِيثِهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي تُمَيْلَةَ مِثْلَ رِوَايَةِ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ أَمِّهِ، وَهُوَ أَصَحُّ. قوله: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي. ¬

(¬1) (ص366).

قال الشريف (¬1): زياد بن أيوب بن زياد الطوسي ثم البغدادي أبو هاشم دلوية الحافظ، روى عن: هشيم، وعباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس، ومروان بن شجاع، ومعتمر، وخلق. وروى عنه: أحمد، وابنه عبد الله في زوائد «المسند»، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن صاعد، وخلق. قال أحمد: اكتبوا عنه فإنه شعبة الصغير. وَوَثَّقَه النسائي وغيره. وقال ابن قانع: مات سنة اثنتين وخمسين. وفي «التقريب» (¬2): زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم، طوسي الأصل، يُلقب دلويه وكان يغضب منها، ولَقَّبَهُ أحمد شُعبة الصغير، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وله ست وثمانون سنة. قوله: أخبرنا أبو تُمَيْلة عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة، تقدم التعريف بهم جميعاً. قوله: عن أمه هذا من المُبْهَم الواقع في الإسناد، فإن كان صحابياً فلا يضر إبهامه إلا ضَرَّ إلا أن تُعْرَف عينه، وهو مقبول الرواية. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 522). (¬2) (ص218).

قوله: عن أم سلمة، تقدم التعريف بها. قوله: هكذا قال زياد بن أيوب .. إلى قوله: وهو أصح: اعلم أن هذا النوع يسمى في فن علوم الحديث بالمزيد في متصل الأسانيد، وضابطه أن تقع زيادة اسم راو في السند بين راويين يُظَن الاتصال بينهما على رواية أخرى حُذِفَ منها ذلك الاسم، وحينئذ فإن كان حذفه منها مع [التعبير] (¬1) بينهما بـ «عن» أو «قال» أو نحوهما مما لا يقتضي الاتصال في ذلك الإسناد الناقص كانت هذه الرواية مُعَلَّة بالإسناد الزائد؛ لأن الزيادة من الثقة مقبولة، ولهذا قال المصنف: «وهو أصح» لأن الرواية السابقة لم يُصَرَّح فيها بالتحديث بل أتى فيها بـ «عن» أم سلمة وهي لا تقتضي الاتصال بينه وبينها، وإن كان حُذِفَ ذلك الزائد من السند الناقص مع التعبير بينهما بالتحديث أو الإخبار أو السماع مما يقتضي الاتصال فالحكم للسند الناقص؛ لأن مع راويه زيادة وهي إثبات سماعه مع كونه أتقن والزيادة حينئذ غلط من روايها أو سهو، ولا يخفى أن المدار في هذا على غلبة الظن، على أنه يحتمل أن ذلك الراوي في هذا العَرْض الثاني قد حَمَلَ ذلك الحديث عن كُلِّ من الراويين إذ لا مانع من أن يسمعه من واحد عن آخر، ثم يسمعه من ذلك الآخر وهذا كله ما لم تقع الزيادة وَهْماً في الإسناد المزيد بقرينة تدل على ذلك فيزول حينئذ الاحتمال ويكون ¬

(¬1) في (أ) و (ب): التغيير، وما أثبته من عندي، فهو أنسب للسياق، وسيأتي ما يدل على صواب ما أثبتناه.

الحكم للناقص قطعاً وإن لم يأت بتحديث أو نحوه، والله أعلم. 57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بُدَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيَّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: كَانَ كُمُّ قَمِيصِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرُّسْغِ. قوله: حدثنا عبد الله (¬1) بن محمد بن الحَجَّاج بن أبي عثمان، الصَّوَّاف، أبو يحيى البصري. روى عن: معاذ بن هشام، وأبي عامر العَقدي، وجماعة. وروى عنه: المصنف، وابن صاعد، وآخرون. مات سنة خمس وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن محمد بن الحَجَّاج بن أبي عُثمان الصَّوَّاف، أبو يحيى البصري، وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّه، وكان ختن معاذ بن هشام، صدوق، من الحادية عشرة، ثم ذكر التاريخ السابق. قوله: مُعاذ (¬3) بن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوَائي البَصْري. روى عن: أبيه، وابن عون، وشعبة، وغيرهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 921). (¬2) (ص321). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1679).

وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وخلق. قال ابن معين: صدوق، ليس بحجة. ووثَّقَهُ ابن حبان وقال: مات سنة مائتين. وفي «التقريب»: معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي البصري، وقد سَكَنَ اليَمَن، صدوق ربما وهم، من التاسعة. قوله: حدثني أبي، هو هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر -بمهملة ثم نون ثم موحدة وزن جَعْفَر- أبو بكر، البصري، الدَّسْتَوائي -بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة ثم مد- ثقة ثَبْت، وقد رمي بالقَدَر، من كبار السابعة، كذا في «التقريب» (¬1). والذي قاله الشريف (¬2): هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي الربعي، أبو بكر البصري الحافظ، روى عن: قتادة، وأبي الزبير المكي، وطائفة. وعنه: ابناه عبد الله، ومعاذ، ويحيى القطان، وشعبة، وخلق. قال يحيى عن شعبة: هشام الدستوائي أعلم بحديث قتادة مني. وقال أبو داود: كان أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد: ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه. ¬

(¬1) (ص573). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1810).

وقال العِجْلي: ثقة ثبت، كان أروى الناس عن ثلاثة عن قتادة وحماد بن أبي سليمان ويحيى بن أبي كثير، وكان يقول بالقدر، ولم يكن يدعو إليه. وقال غيره: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. تنبيه: «الدَّسْتُوائي» (¬1) بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وضم التاء فوقها نقطتان، وفتح الواو، وبعد الألف ياء آخر الحروف، تَقَع هذه النسبة على وجهين فتارةً إلى بَلدة من بلاد الأهواز يقال لها: دَسْتُواء كأبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن الحسن الدستوائي الحافظ، وتارةً إلى ثياب تُجْلَب من تلك البلدة كما في هشام هذا فإنه كان يبيع الثياب الدَّسْتُوائية فَنُسِبَ إليها. قوله: عن بُدَيْل (¬2) -مُصَغَّر بَدَل- ابن مَيْسَرة العُقَيْلي -بضم المهملة- البصري. روى عن: أنس، وأبي العالية، وجماعة. وروى عنه: ابناه عبد الله وعبد الرحمن، وقتادة، ومات قبله، وشعبة، وحماد بن زيد، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي. ¬

(¬1) «اللباب»: (1/ 501). (¬2) «التذكرة»: (1/ 164).

ومات سنة ثلاثين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): بُدَيْل -مصغر- العُقَيلي -بضم العين- ابن مَيْسَرة البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين أو ثلاثين ومائة. تنبيه: وقع في نسخة: «يعني ابن ميسرة العقيلي» وهو صواب، وفي أُخرى: «يعني ابن صَيْب» بفتح الصاد المهملة وليس في رجال الكتب العشرة من هو كذلك فالصواب الأول. قوله: عن شَهْر (¬2) بن حَوْشَب الأشعري (¬3) الشامي، مولى أسماء بنت يزيد. قرأ على ابن عباس، وروى عنه، وعن: ابن عمر، وبلال، وأبي ذر، وسلمان، وثوبان، وجابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وأم سلمة، وأم حبيبة، ومولاته أسماء، وطائفة. وعنه: قتادة، وثابت، والحكم، وعاصم بن بَهْدَلة، وخلق. قال شعبة: لَقَيْتُ شَهْراً فَلَم أَعْتَدّ به، وضَعَّفَهُ النَّسائي أيضاً، وغيره. ووَثَّقَهُ أحمد، وابن معين، والعِجْلي. وقال البخاري: حَسَن الحديث، مات سنة مائة. ¬

(¬1) (ص120). (¬2) «التذكرة»: (2/ 187). (¬3) في النسخ: الأشقري. خطأ.

وقال ابن سعد وغيره: مات سنة اثنتي عشرة ومائة. ولفظ «التقريب» (¬1): شَهْر بن حَوْشب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السَّكَن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. قوله: عن أسماء (¬2) بنت يزيد بن السكن. مولاة شهر -كما سلف- الأنصارية، قال في «التقريب» (¬3): تكنى أم سلمة، ويقال أم عامر، صحابية لها أحاديث. وقال الشريف (¬4): أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية أم سلمة، ويقال أم عامر، إحدى المبايعات، شَهِدَت اليرموك وقَتَلَت جماعةً من الروم بعمود خَبَائها، روى عنها: مجاهد، وشَهْر، وجماعة. 58 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُشَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ لِنُبَايِعَهُ، وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ، أَوْ قَالَ: زِرُّ قَمِيصِهِ مُطْلَقٌ قَالَ: فَأَدْخَلْتُ يَدِي فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ، فَمَسَسْتُ الْخَاتَمَ. ¬

(¬1) (ص269). (¬2) «الإصابة»: (7/ 498). (¬3) (ص743). (¬4) «التذكرة»: (4/ 2318).

قوله: حدثنا أبو عمار الحسين بن حُرَيث أنا أبو نعيم، أنا زهير (¬1)، تقدم التعريف بهم جميعاً، ولله الحمد. قوله: عن عُروة (¬2) بن عبد الله بن قُشَيْر -تصغير قشر- هو عروة بن عبد الله، ويقال: ابن عبد بن قشير الجعفي، أبو مَهَل الكوفي. روى عن: عبد الله بن الزبير، ومعاوية بن قُرَّة، وجماعة. وعنه: الثوري، وشعبة، وآخرون. وَثَّقَه أبو زرعة، وغيره. وفي «التقريب» (¬3): عروة بن عبد الله بن قُشَير -بالقاف والمعجمة مُصَغَّر- الجعفي، أبو مَهَل -بفتح الميم، والهاء، وتخفيف اللام- ثقة من الرابعة، انتهى. قوله: عن مُعَاوية (¬4) بن قُرَّة بن إياس المزني، أبو إياس البصري. روى عن: أبيه، وعلي، والحسن، وابن عمر، وابن عباس، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وطائفة. وروى عنه: ابنه إياس [وثابت البناني، وشعبة، وقتادة، وخلق. ¬

(¬1) هو بن معاوية. (¬2) «التذكرة»: (2/ 1159). (¬3) (ص389). (¬4) «التذكرة»: (3/ 1685).

وثَّقَهُ ابن معين] (¬1) والعجلي وجماعة، ومات سنة ثلاث عشرة ومائة عن ست وتسعين سنة، ونحوه في «التقريب» (¬2). قوله: عن أبيه، هو قرة (¬3) بن إياس المزني، أبو معاوية البصري، له صحبة ورواية، روى عنه ابنه معاوية فقط. قال ابن عبد البر: قتلته الأزارقة زمن معاوية. وفي «التقريب» (¬4): قُرَّة بن إياس بن هلال المزني، أبو معاوية، صحابي، نزل البصرة، وهو جد إياس القاضي، مات سنة أربع وستين. 59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَهُوَ يَتَّكِئُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ قِطْرِيٌّ، قَدْ تَوَشَّحَ بِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: سَأَلَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، أَوَّلَ مَا جَلَسَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ مِنْ كِتَابِكَ، فَقُمْتُ لأُخْرِجَ كِتَابِي فَقَبَضَ عَلَى ثَوْبِي ثُمَّ، قَالَ: أَمْلِهِ عَلَيَّ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لا أَلْقَاكَ، قَالَ: فَأَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخْرَجْتُ كِتَابِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ. ¬

(¬1) زيادة من المصدر، سقطت من (أ) و (ب). (¬2) (ص538). (¬3) «الإصابة»: (5/ 433) و «التذكرة»: (1390). (¬4) (ص455).

قوله: حدثنا عبد (¬1) بن حُميد بن نصر الكِسِّي، أبو محمد الحافظ، قيل: اسمه عبد الحميد. روى عن: يزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي، وعبد الرزاق، وخلق. وروى عنه: مسلم، والترمذي، وابنه محمد، وإبراهيم بن خُزَيْم الشَّاشي، وخلق. قاله ابن حبان في «الثقات» (¬2): كان ممن جَمَع وصَنَّفَ، مات سنة تسع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬3): عَبْد -بغير إضافة- ابن حُميد بن نَصْر الكِسِّي -بمهملة- أبو محمد، قيل: اسمه عبد الحميد، وبذلك جزم ابن حبان وغير واحد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وأربعين ومائتين. قوله: حدثنا محمد بن الفضل السَّدُوسي، أبو الفضل البصري، لقبه عَارِم، ثقة ثبت، تغير في آخر عمره، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وعشرين (¬4). ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1085). (¬2) (8/ 401). (¬3) (ص368). (¬4) «التقريب»: (ص502).

وفي «التذكرة» (¬1): أحد الأعلام روى عن: ابن المبارك، والحمادين، وأبي عوانة، وخلق. قال أبو حاتم: إذا حَدَّثَكَ عارِم فَأقِم حديثه (¬2)، وهو أثبت أصحاب حماد. قوله: أنا حَمَّاد بن سَلَمة، تقدم التعريف به. قوله: عن حبيب (¬3) بن الشَّهيد الأَزْدِي البَصْري، مولى قُرَيْبَة. روى عن: الحسن البصري، وابن سيرين، وابن أبي مُلَيْكة، وجماعة. وروى عنه: شعبة، والثوري، ويزيد بن زريع، وعِدَّة. قال أحمد: ثقة مأمون. وقال غيره: مات سنة خمس وأربعين ومائة. ولفظ «التقريب» (¬4): حبيب بن الشهيد الأزدي، أبو محمد البصري، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة خمس وأربعين، وهو ابن ست وستين. قوله: عن الحسن، هو البصري، تقدَّم التعريفُ به. قوله: عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-تقدم التعريف به. ¬

(¬1) (3/ 1582). (¬2) في المصدر: فاختم عليه. (¬3) «التذكرة»: (1/ 285). (¬4) (ص511).

قوله: سألني يحيى (¬1) بن معين بن عَوْن الغَطَفَاني، مولاهم، أبو زكريا البغدادي. ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: ابن عيينة، وأبي أسامة، وعبد الرزاق، وعفان، وغندر، وهشيم، وخلق كثير. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأصحاب السُّنَن الأربعة، وعبد الله بن أحمد، وأبوه أحمد بن حنبل رضي الله عنه، وهَنَّاد، وابن سعد، وخلق. قال ابن المديني: ما أعلم أحداً كَتَبَ ما كَتَبَ يحيى بن معين. وقال الخطيب: كان إماماً ربانياً عالماً حافظاً ثبتاً متقناً. وقال عباس الدُّوري عن يحيى بن معين: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه. وقال عُبَيْد الله القواريري: قال لي يحيى القطَّان ما قدم علينا مثل هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وقال أبو عبيد القاسم بن سلَّام: ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل، وأحسنهم سياقةً للحديث وأدائه علي بن المديني، وأحسنهم وَضْعاً لكتاب ابن أبي شيبة، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين. قال البخاري: مات بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وغُسِّلَ على ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1893).

الأعواد التي غُسِّل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وله نحو سبع وسبعون سنة. وفي «التقريب» (¬1) نحوه. 60 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ عِمَامَةً أَوْ قَمِيصًا أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ. قوله: حدثنا سُوَيْد بن نصر، .. إلى آخر السند تقدم التعريف برجاله جميعاً، ولله الحمد. 61 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ. 62 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَلْبَسُهُ الْحِبَرَةُ. قوله: حدثنا هشام (¬2) بن يونس، أبو القاسم الكوفي التميمي. ¬

(¬1) (ص597). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1813).

روى عن: ابن عيينة، وعبد الرحمن المحاربي، وجماعة. وروى عنه: أصحاب السنن الأربعة، والبخاري، وأبو حاتم، وآخرون. وثقه النسائي. وقال ابن حبان: يُغرِب. وفي «التقريب» (¬1): هشام بن يونس بن وابل -بموحدة- التميمي النَّهْشَلي، أبو القاسم الكوفي اللؤلؤي، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قوله: أنا القاسم (¬2) بن مالك المزني، أبو جعفر. روى عن: ليث بن أبي سليم، وعاصم بن كليب، وطائفة. وروى عنه: أحمد، ويحيى، وابنا أبي شيبة، وآخرون. وثَّقَهُ ابن، معين والعجلي، وغيرهما. وضَعَّفه أبو حاتم، وغيره. ولفظ «التقريب» (¬3): القاسم بن مالك المزني، أبو جعفر الكوفي، صدوق فيه لين، من صغار الثامنة، مات بعد التسعين انتهى، والله أعلم. قوله: عن الجُرَيْري عن أبي نَضْرَة عن أبي سَعيد، تقدَّم التَّعْريفُ بجميع رجاله. ¬

(¬1) (ص574). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1377). (¬3) (ص451).

63 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهَا حِبَرَةً. قوله: حدثنا محمد بن غيلان، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عبد الرزاق، هو ابن هَمَّام، تقدم التعريف به. قوله: سُفْيَان (¬1)، هو ابن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْري، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وحبيب بن أبي ثابت، وأيوب، وجعفر الصادق، ومحمد بن المنكدر، وخلق كثير. وروى عنه: أبو حنيفة، والأعمش، وابن عجلان، وأبي إسحاق وهم من شيوخه، وشُعبة، والأوزاعي، ومعمر، ومالك، وابن عيينة، وهم من أقرانه، وابن المبارك، ويحيى القطان، وخلق، آخرهم موتاً من الثقات علي بن الجعد. قال شعبة وغير واحد: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألفا ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 614).

سفيان. وقال ابن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري. وقال ابن عيينة: جالست خمسين شيخاً من أهل المدينة فما رأيت فيهم مثل سفيان. وقال شعبة: إن سفيان ساد الناس بالعلم والورع. وقال العجلي وغير واحد: ولد سنة سبع وتسعين. وقال ابن سعد: أجمعوا على أنه توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة. قوله: عن عَوْن (¬1) بن أبي جُحَيفة، اسمه وهب بن عبد الله السوائي الكوفي. روى عن: أبيه، ومسلم بن رياح الثقفي، وجماعة. وروى عنه: أبو حنيفة، والثوري، وشعبة، وآخرون. وثَّقَه النسائي، ويحيى، وأبو حاتم. وتقدم التعريف بأبيه عبد الله (¬2) رضي الله عنه. 64 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1312). (¬2) كذا قال، وأبو عون إنما هو وهب بن عبد الله السوائي، أبو جحيفة.

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنْ كَانَتْ جُمَّتُهُ لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ. قوله: حدثنا علي (¬1) بن خَشْرَم -بمعجمتين وراء بوزن جَعْفَر- المروزي. روى عن: ابن وهب، وابن عيينة، وعدة. وروى عنه: الترمذي، ومسلم، والنسائي، ووثقه. وقال غيره: مات سنة سبع وخمسين ومائتين. قوله: أخبرنا عيسى بن يونس .. الخ السَّنَد، تقدم التعريف بهم جميعاً ولله الحمد. 65 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ. قوله: أخبرنا محمد بن بَشَّار أنا عبد الرحمن بن مهدي، تقدم التعريف بهما. قوله: أخبرنا عبيد الله (¬2) بن إياد بن لَقيط السَّدُوسي، أبو السَّليل الكوفي. روى عن: أبيه، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1195). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1089).

وروى عنه: ابن المبارك، وابن مهدي، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين. ومات سنة تسع وستين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي أبو السليل -بفتح المهملة وكسر اللام وآخره لام أيضاً- الكوفي، كان عريف قومه، صدوق، لينه البزار وحده، من السابعة، مات سنة تسع وستين ومائة. قوله: عن أبيه عن أبي رِمثة، تقدم التعريف بهما. 66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ جَدَّتَيْهِ دُحَيْبَةَ، وَعُلَيْبَةَ، عَنْ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ، كَانَتَا بِزَعْفَرَانٍ، وَقَدْ نَفَضَتْهُ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ. قوله: حدثنا عبد بن حُميد، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عَفَّان (¬2) بن مُسْلم بن عبد الله الصَّفَّار، أبو عثمان البصري، أحد الأعلام. نزل بغداد، وروى عن: شعبة، والحمادين، وهمام، وخلق. وروى عنه: أحمد، والبخاري، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وأبو ¬

(¬1) (ص369). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1171 - 1172).

زرعة، وأبو حاتم، وخلق. قال العجلي: ثقة ثبت صاحب سُنة. وقال أبو حاتم: إمام ثقة متقن. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت أبي ويحيى يقولان أنكرنا عَفَّان في صَفَر سَنة تسع عشرة ومات بعد أيام. وقال البخاري: مات سنة عشرين ومائتين أو قبلها. ولفظ «التقريب» (¬1): عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصَّفَّار البصري، ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شَكَّ في حرف من الحديث تركه، وربما وهم، قال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة، ومات بعدها بيسير، من كبار العاشرة، انتهى. قوله: أخبرنا عبد الله (¬2) بن حَسَّان العَنْبَري، هو عبد الله بن حَسَّان التميمي، أبو الجُنَيْد العنبري، ولقبه عتريس. روى عن: حبان بن عاصم، وجدتيه عُلَيْبة (¬3) ودُحَيْبَة ابنتي عُلَيْبة. وروى عنه عفان، وأبو عُمَر الحوضي، وموسى بن إسماعيل البصريون. ¬

(¬1) (ص393). (¬2) «التذكرة»: (3/ 841). (¬3) الذي في «التذكرة»: صفية. وانتظر.

وفي «التقريب» (¬1): عبد الله بن حسان التميمي، أبو الجنيد العَنْبَري، مقبول، من السابعة. تنبيه: «العَنْبَري» (¬2): بفتح العين، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى العَنْبَر بن عمرو بن تميم، ويقال لهم: بلعنبر أيضاً، وينسب إليهم كثير من الناس. قوله: عن جدتيه دُحَيْبة وعُلَيْبَة، أما جدته دُحَيْبَة (¬3) -بضم الدال، وفتح الحاء المهملتين- فهي دُحَيبة بنت عُليبة العنبرية، روت عن جدها حرملة بن عبد الله (¬4) وجدة أبيها قَيْلَة بنت مخرمة، ولها صحبة. وروى عنها: عبد الله بن حسان العنبري -كما هنا-، وثقها ابن حبان. وأما جدته عُلَيْبَة فهي -بضم العين المهملة ولقبها صفية والتصويب غير صواب (¬5) - وهي والأولى مقبولتان من الثالثة، كما في «التقريب» (¬6). ¬

(¬1) (ص300). (¬2) «اللباب»: (2/ 360). (¬3) «التذكرة»: (4/ 2331). (¬4) في النسخ: جدتها حرملة بنت عبد الله. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬5) لعله يريد أن تصويب بعض الشراح لقول الترمذي: عن جدتيه دحيبة وعليبة بأن الصواب إنما هو دحيبة وصفية، هذا التصويب غير صواب، بل تسمى كذلك عليبة وصفية لقب، ويُحرَّر من سبق المصنف إلى هذا التنبيه. (¬6) (ص746، 749).

قوله: عن قَيْلَة (¬1) بنت مَخْرَمة العَنْبَرِية، لها صحبة. روى حديثها عبد الله بن حسان العنبري عن جدتيه دُحيبة وعُليبة ابنتي عليبة، وكانتا ربيبتي قَيْلَة، وكانت جدة أبيهما. ولفظ «التقريب» (¬2): قَيْلَة -بالتحتانية الساكنة- بنت مخرمة العنبرية، صحابية، لها حديث طويل. 67 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ، لِيَلْبِسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهَا مِنْ خِيَارِ ثِيَابِكُمْ. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد ... إلى ابن عباس، تقدم التعريف بجميع رجاله في باب «ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم». 68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْبَسُوا الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ. قوله: حدثنا محمد بن بشَّار، أنا عبد الرحمن بن مهدي، أنا سفيان، تقدم ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 2352). (¬2) (ص752).

التعريف بهؤلاء الثلاثة. قوله: عن حبيب (¬1) بن أبي ثابت الأسدي، مولاهم، أبو يحيى الكوفي، أحد الأعلام. روى عن: زيد بن أرقم، وابن عمر، وابن عباس، وأبي وائل، وسعيد بن جبير، وخلق. وعنه: أبو حنيفة، والأعمش، ومسعر، وشعبة، والثوري، وخلق. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وكان مفتي الكوفة قبل حماد بن أبي سليمان وقال ابن معين: ثقة حجة. وقال ابن حبان: كان من خيار الكوفيين ومتقنيهم على تدليس فيه، مات سنة تسع عشرة ومائة. ولفظ «التقريب» (¬2): حبيب بن أبي ثابت قيس، ويقال هند بن دينار الأسدي، مولاهم، أبو يحيى الكوفي، ثقة جليل، كان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، والله أعلم. قوله: عن ميمون (¬3) بن أبي شَبيب الرَّبعي، أبو نصر الكوفي، ويقال الرَّقي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 282). (¬2) (ص105). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1747).

عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وعائشة، وجماعة. وعنه: الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثَّقَهُ ابن حبان، وقال: قتل في عام الجماجم سنة ثلاث وثمانين (¬1). ولفظ «التقريب» (¬2): ميمون بن أبي شبيب الرَّبعي، أبو نصر الكوفي، صدوق كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثلاث وثمانين (¬3) في وقعة الجماجم. قوله: عن سَمُرة (¬4) بن جُنْدَب بن هِلال بن جُريج بن مُرَّة الفزاري، أبو سعيد البصري، كان حليفاً للأنصار. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي عبيدة بن الجراح، وعنه ابناه سعد وسليمان، وسوادة بن حنظلة، وابن أبي ليلى، والحسن، وابن سيرين البصري، وعبد الله بن بريدة، وطائفة. قال ابن عبد البر: كان الحسن وابن سيرين وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويحملون عنه، وكان من الحُفَّاظ المكثرين عن رسول الله صلى الله ¬

(¬1) في (أ) و (ب): ثلاثين. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) (ص556). (¬3) في (أ) و (ب): ثلاثين. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) «التذكرة»: (1/ 662 - 663).

عليه وسلم، وكانت وفاته بالبصرة سنة ثمان وخمسين، سَقَطَ في قدر مملوءة ماء حاراً، كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه فسقط فيها فمات، وكان ذلك تصديقاً لقوله عليه السلام له ولأبي هريرة وثالث معهما: «آخركم موتاً بالنار» قال الشريف (¬1): الثالث أبو محذورة. تنبيه: «جُنْدَب» بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وآخره باء موحدة. 69 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْودَ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا يحيى (¬2) بن زكريا بن أبي زائدة، أنا أبي الهَمْداني -بسكون الميم- أحد الأئمة. روى عن: أبيه، وشعبة، وابن عيينة، ومالك، وخلق. وروى عنه: أحمد، والمصنف، ويحيى، وابن المديني، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 663). (¬2) «التذكرة»: (4/ 1872).

وَثَّقَهُ أحمد، ويحيى بن معين، والنسائي، وغيرهم. وقال العجلي: وهو ممن جُمِعَ له الفقه والحديث، وكان على قَضَاء المدائن، ويُعَدُّ من حفاظ الكوفيين للحديث، مفتياً، ثبتاً، صاحب سنة. وقال ابن المديني: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. تنبيه: لهم يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهَمْداني، لكنه نيسابوري ووقع عند النسائي خاصة (¬1). وأما أبو يحيى فهو زكريا بن أبي زائدة خالد بن ميمون الهمداني، أبو يحيى الوادعي، الكوفي، الحافظ. روى عن: الشعبي، وعطية العوفي، وسِمَاك بن حرب، وعدة. وروى عنه: ابنه يحيى، وشعبة، والسفيانان، وأبو أسامة، وخلق. قال أحمد: ثقة حلو الحديث. وقال أبو زرعة: صويلح يدلس كثيراً عن الشعبي. وقال ابن نمير: مات سنة سبع وأربعين ومائة. وفي «التقريب»: زكريا بن أبي زائدة خالد، ويُقال هبيرة بن ميمون بن ¬

(¬1) كذا قال، ويريد يحيى بن زكريا بن يحيى النيسابوري، حيويه، «التذكرة»: (4/ 1872)، لكني لم أجد من كنى جده أبا زائدة أو من نسبه همدانياً فليحرر، ولعل صواب العبارة: لهم يحيى بن زكريا لكنه نيسابوري ...

فيروز الهَمْداني الوادِعي، أبو يحيى، كوفي ثقة، وكان يدلس -أي في الشيوخ- وسماعه من أبي إسحاق بِأَخَرة، من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين. قوله: مصعب (¬1) بن شيبة بن جبير القرشي العَبْدَري، المكي. روى عن أبيه، وعمة أبيه صفية بنت شيبة، وطلق بن حبيب. وروى عنه: ابنه زرارة، وابن جريج، وجماعة. وثقه ابن معين. وفي التقريب (¬2): مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان العبدري المكي الحجبي، لين الحديث، من الخامسة. قوله: عن صفية (¬3) بنت شيبة الحاجب بن عثمان بن أبي طلحة القرشية العَبْدَرية. لها رؤية ورواية في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروت عن ابن عمر، وعائشة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وجماعة. وروى عنها: ابنها منصور بن عبد الرحمن الحَجَبي، وقتادة، وآخرون. وذكرها ابن حبان في التابعين من كتاب الثقات وقال الدارقطني: لا تصح ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1666). (¬2) (ص533). (¬3) «الإصابة»: (7/ 743) و «التذكرة»: (4/ 2342).

لها رؤية. وفي «التقريب» (¬1): صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية لها رؤية وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر الدارقطني إدراكها. قوله: عن عائشة رضي الله تعالى عنها، تقدم التعريف بها. 70 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَبِسَ جُبَّةً رُومِيَّةً، ضَيِّقَةَ الْكُمَّيْنِ. قوله: حدثنا يوسف بن عيسى أنا وكيع، تقدم التعريف بهما. قوله: أخبرنا يونس (¬2) بن أبي إسحاق السَّبِيعي الكوفي. روى عن: أبيه، وأنس، وطائفة. وروى عنه: ابنه عيسى، والثوري، وأبو نعيم، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره، وقال أحمد: حديثه مضطرب. وقال ابن حبان: مات سنة تسع وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أبو إسرائيل ¬

(¬1) (ص749). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1947). (¬3) (ص613).

الكوفي، صدوق يَهِم قليلاً، مات سنة اثنتين وخمسين على الصحيح، انتهى. وسيأتي التعريف بأبي إسحاق هذا وهو الشيباني (¬1)، كما سيأتي للمصنف في باب «ما جاء في خُفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم» من أن أبا إسحاق الراوي عن الشعبي هو الشيباني فمن زعم أنه السبيعي فقد وهم. قوله: عن الشَّعْبي (¬2)، هو عامر بن شَراحيل -بفتح المعجمة- وقيل: ابن عبد الله بن شَراحيل الشَّعْبي، أبو عمرو الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: عمر، وعلي، وطلحة، وسعد، وسعيد، والحسن، والحسين، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وخلق من الصحابة والتابعين. وروى عنه: أبو حنيفة، وقتادة، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، ومنصور، وابن عون، ومجالد (¬3)، وخلق كثير. وثَّقَه يحيى، وأبو زرعة، وغير واحد. ¬

(¬1) كذا قال، وهو وهم عجيب، فكيف يكون الشيباني والسند إنما هو: «يونس بن أبي إسحاق عن [أبيه]»، ثم إن السبيعي يروي عن الشعبي كالشيباني، والله أعلم. (¬2) «التذكرة»: (2/ 790). (¬3) في (أ) و (ب): خالد، وما أثبتناه من المصدر.

وقال مكحول: ما رأيت أفقه من الشعبي. وقال العجلي: مرسله صحيح، ولا يكاد يرسل إلا صحيحاً. وقال ابن معين: إذا حَدَّث عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه. مات سنة ثلاث أو أربع ومائة، ويقال أنه بلغ ثنتين وثمانين سنة. قوله: عن عروة (¬1) بن المغيرة بن شُعْبة الثَّقفي، أبو يَعْفُور الكوفي. روى عن: أبيه، وعائشة. وعنه: الشعبي، ونافع بن جبير، وأبو الأحوص الجُشَمِي وهو أكبر منه، وغيرهم. وثَّقَه العجلي. وقال البخاري عن الشَّعبي: كان خير أهل بيته. وأما أبوه فهو: المغيرة (¬2) بن شعبة بن أبي عامر، أبو عيسى الثقفي. أَسْلَمَ عام الخندق، وأول مشاهده الحديبية. روى عنه بنوه: عروة وحمزة وعَقَّار، وورَّاد كاتبه، والمسور بن مَخْرَمة، والشعبي، وخلق. قال ابن سعد: كان يقال له: مغيرة الرأي، وكان داهية لا يشتجر (¬3) في ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1160). (¬2) «الإصابة»: (6/ 197) و «التذكرة»: (3/ 1702). (¬3) كذا، والذي في المصادر: يستحر.

صدره أمران إلا وجد في أحدهما مخرجاً مات سنة خمسين. وفي «التقريب» (¬1): المغيرة بن شعبة بن مسعود بن مغيث الثقفي، صحابي مشهور، أسلم قبل الحديبية، وولي إمرة البصرة ثم الكوفة، مات سنة خمسين على الصحيح والله سبحانه وتعالى أعلم. ¬

(¬1) (ص543).

9 - باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم

9 - باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم 71 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد, عن أيوب, عن محمد بن سيرين, قال: كُنَّا عِنْدَ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّان فَتَمَخَّطَ في أحدهما. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَخْ بَخْ يَتَمَخَّطُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِى الْكَتَّانِ. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّى لأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها مَغْشِيًّا عَلَيَّّ، فَيَجِىءُ الْجَانِى فَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِى، يُرَى أَنّ بِي جْنُونٌا، وَمَا بِي جُنُونٍ، ومَا هو إِلاَّ الْجُوعُ. قوله: حدثنا قُتَيْبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا حَمَّاد بن زَيْد، تَقَدَّم التعريف به. قوله: عن أيوب (¬1)، هو ابن أبي تَميمة، واسم أبي تميمة كَيْسَان السَّخْتِيَاني، أبو بكر البصري، أحد الأئمة الأعلام. رأى أنساً، وروى عن: عمرو بن سَلَمة الجَرْمِي، وأبي رجاء العُطَارِدي، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، وابن سيرين، ونافع، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 152).

وخلق. وعنه: أبو حنيفة، ومالك، وشعبة، ومعمر، والسفيانان، والحمادان، وابن عُلَيَّة، وخلق. قال ابن المديني: له نحو ثمانمائة حديث. وقال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة. وقال شعبة: حدثني أيوب، وكان سيد الفقهاء. وقال ابن معين: هو أثبت من ابن عون. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً في الحديث جامعاً، كثير العلم، حجةً عدلاً. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من خالد الحَذَّاء في كل شيء، وهو ثقة لا يسأل عن مثله، وهو أكبر من سليمان التيمي منزلةً. وقال البخاري وغيره: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وفي «التقريب» (¬1): أيوب بن أبي تميمة: كيسان السَّختياني (¬2) -بفتح المهملة، بعدها معجمة، ثم مثناة تحتية، وبعد الألف نون- أبو بكر البصري، ثقةٌ ثبتٌ حجةٌ، من كبار الفقهاء العُبَّاد، من الخامسة، مات سنة ¬

(¬1) (ص117). (¬2) في (أ): يعرف بالسختياني. وما أثبتناه من «التقريب».

إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون سنة، انتهى. قوله: عن محمد (¬1) بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عَمْرة البصري، من سبي عين التَّمْر. روى عن: مولاه أنس، وأبي قتادة، وأبي سعيد، وأبي هريرة، والحسن بن علي، وابن عمر، وابن عباس، وعائشة، وأم عَطيَّة، وخلق. وروى عنه: ثابت، وأيوب، وابن عون، وعاصم الأحول، وقتادة، وخلق. وثَّقَهُ أحمد، ويحيى وغير واحد. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً عالياً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً، وكان به صَمَم. وقال ابن حبان: كان من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً حافظاً متقناً يُعَبِّرُ الرؤيا، رأى ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في شوال سنة عشر ومائة، بعد الحسن بمائة يوم، وهو ابن سبع وسبعين سنة. وفي «التقريب» (¬2): أنه كان لا يرى الرواية بالمعنى، ثقة عابد، من الثالثة. قوله: كنا عند أبي هريرة، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1523). (¬2) (ص483).

72 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان الضبعي, عن مالك بن دينار قال: مَا شَبِعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزٍ قَط, وَلَحم إِلاَّ عَلى ضفَفَ. قال مالك بن دينار: سألت رجلا من أهل البادية: ما الضفف؟ فقال: أن يتناول مع الناس. قوله: حدثنا قُتيبة، هو ابن سعيد تقدم التعريف به. قوله: حدثنا جعفر (¬1) بن سليمان الضُّبَعي، أبو سليمان البصري، مولى بني الحَرِيش. كان ينزل في بني ضُبَيْعَة فَنُسِبَ إليهم. روى عن: أبي عمران الجَوْني، وثابت، ويزيد الرِّشْك، وخلق. وروى عنه: ابن مهدي، وعبد الرزاق، وقتيبة، ومُسَدَّد، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين وغيره. وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن سعد: كان ثقة، وبه ضَعْف. مات سنة ثمان وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): جعفر بن سليمان الضُّبَعي -بضم الضاد المعجمة، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 343). (¬2) (ص140).

وفتح الموحدة- أبو سليمان البصري، صدوق زاهد، لكنه كان يتشيع، من الثامنة، مات سنة ثمان وسبعين ومائة. قوله: عن مالك (¬1) بن دينار السامي (¬2)، أبو يحيى البصري، الزاهد. روى عن: أنس، والأحنف بن قيس، والحسن، وابن سيرين، وقتادة، وخلق. وروى عنه: سعيد بن أبي عروبة، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي وغيره. وكان من المُتَقَشِّفَة الخُشَّن (¬3). وفي «التقريب» (¬4): مالك بن دينار البصري الزاهد، أبو يحيى صدوق عابد من الخامسة، مات سنة ثلاثين ومائة أو نحوها. والحديث هذا مرسل. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1439). (¬2) في (أ): السامي: الشامي، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) في (أ): الخشنة. وما أثبتناه من المصدر. (¬4) (ص517).

10 - باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم

10 - باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم 73 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، خُفَّيْنِ، أَسْوَدَيْنِ، سَاذَجَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا. قوله: حدثنا هَنَّاد بن السري نا وكيع، تقدم التعريف بهما. قوله: عن دَلْهَم (¬1) بن صالح الكِنْدي الكوفي. روى عن: عكرمة، والشعبي، وعطاء، وغيرهم. وروى عنه: وكيع، وأبو نُعيم، وطائفة. ضَعَّفَهُ يحيى وغيره. وقال أبو داود: ليس به بأس. وهو بسكون اللام وفتح الهاء. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 457).

وفي «التقريب» (¬1): دَلْهَم بن صالح الكندي الكوفي، ضعيف من السادسة. قوله: عن حُجَيْر (¬2) -بالتصغير- ابن عبد الله الكِنْدي. روى عن: عبد الله بن بُرَيْدة. وروى عنه: دَلْهَم بن صالح. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬3): مقبول من الثامنة. قوله: عن ابن بُرَيْدة عن أبيه، هما عبد الله بن بريدة بن الحصيب، تقدم التعريف بهما. واعلم أن بُرَيْدة له ابنان: عبد الله وأخوه سليمان. قال البزار: حيث روى علقمة بن مرثد، ومحارب، ومحمد [بن] جُحادة (¬4)،عن ابن (¬5) بريدة فهو سليمان. قال ابن حجر (¬6): وكذا الأعمش عندي، وأما من عداهم فعبد الله. ¬

(¬1) (ص201). (¬2) «التذكرة»: (1/ 299). (¬3) (ص154). (¬4) في (أ): محمد جحادة. خطأ، والتصحيح من المصدر بزيادة «بن». (¬5) في (أ): ابنه. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬6) «التقريب»: (ص687).

74 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَهْدَى دِحْيَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ، فَلَبِسَهُمَا وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَجُبَّةً فَلَبِسَهُمَا حَتَّى تَخَرَّقَا لا يَدْرِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَذِكًى هُمَا أَمْ لا. قوله: حدثنا قُتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زَائدة، تقدم التعريف به. قوله: عن الحسن (¬1) بن عَيَّاش الأَسَدي (¬2)، مولاهم الكوفي. يروي عن: الأعمش، وجعفر الصادق، وعدة. وروى عنه: ابن مهدي، ويحيى بن زكريا (¬3) وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي، ومات سنة اثنتين وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬4): الحسن بن عياش -بتحتانية ثم معجمة- بن سالم ¬

(¬1) في (أ): «قوله: أخبرنا خ عن الحسن»، وما أثبتناه من «الشمائل». (¬2) «التذكرة»: (1/ 328). (¬3) وقع في «التذكرة»: يحيى بن آدم، بدلاً من يحيى بن زكريا. وقد روى الاثنان عن الحسن بن عياش. (¬4) (ص163).

الأسدي، أبو محمد الكوفي، أخو أبي بكر المقرئ (¬1)، صدوق، من الثامنة. قوله: عن أبي إسحاق عن الشعبي، قال: قال المغيرة بن شعبة -بضم الميم وكسرها- قيل: وبفتحها أيضاً، فهي مثلثة -تقَدَّم التعريف بهم جميعاً، ما عدا أبا إسحاق فإنه -كما قال المصنف-: أبو إسحاق (¬2) الشَّيْبَاني واسمه: سليمان بن أبي سليمان فيروز، ويقال: خاقان، أبو إسحاق الشَّيْبَاني، مولاهم الكوفي. روى عن: عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن شَدَّاد بن الهادي، والشعبي، وزِرّ بن حُبيش، وعكرمة، وطائفة. وروى عنه: أبو حنيفة، وأبو إسحاق السبيعي، وهو أكبر منه، وعاصم الأحول، وشعبة، والسفيانان، وأبو إسحاق الفزاري، وخلق؛ آخرهم وفاة جعفر بن عون. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي، وأبو حاتم. وقال العِجْلي: ثقة من كبار أصحاب الشَّعبي. قال [البخاري] (¬3): ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. ¬

(¬1) في النسخ: الهروي، وما أثبتناه من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 647). (¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من «التذكرة».

وفي «التقريب»: ثقة، من الخامسة، مات في حدود الأربعين ومائة. تنبيه: «الشَّيْبَاني» (¬1): بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء من تحت، وفتح الباء الموحدة، وبعد الألف نون، نسبة إلى شَيْبَان بن ثعلبة (¬2) بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد (¬3) بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان قبيلة كبيرة (¬4) من بكر بن وائل ينسب إليه (¬5) كثير من الصحابة والتابعين والفرسان والعلماء في كل فن، وأما الشيبانية (¬6) فطائفة من الخوارج من أصحاب ابن (¬7) سلمة الخارجي. ¬

(¬1) «اللباب»: (2/ 219). (¬2) في «اللباب»: شيبان [بن ذهل] بن ثعلبة. (¬3) في النسخ: راشد. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬4) في «اللباب»: قبيل كبير. (¬5) كذا. (¬6) «اللباب»: (2/ 219). (¬7) في (أ): أبي، والتصحيح من المصدر.

11 - باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

11 - باب ما جاء في نَعْل رسول الله صلى الله عليه وسلم 75 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ نَعْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَهُمَا قِبَالانِ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّارٍ أخبرنا (¬1) أبو داود (¬2)، أنا هَمَّام (¬3)، عن قتادة، قلت لأنس بن مالك، تقدم التعريف بجميع رجال هذا الإسناد. 76 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَالانِ، مَثْنِيٌّ شِرَاكَهُمَا. قوله: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، أخبرنا وكيع (¬4) عن سفيان (¬5)، ¬

(¬1) في (أ) و (ب): [و] أخبرنا، وهو حشو. (¬2) هو الطيالسي. (¬3) هو ابن يحيى. (¬4) هو ابن الجراح. (¬5) هو الثوري.

تقدم التعريف بجميع هؤلاء. قوله: عن خالد (¬1) الحذَّاء، هو خالد بن مِهْرَان الحَذَّاء، أبو المنازل البصري، الحافظ. رأى أنساً، وروى عن: أبي عثمان النهدي، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين، وخلق. وروى عنه: شعبة، والثوري، والحمادان، وابن عُلَيَّة، وأبو إسحاق السبيعي، وخلق. قال أحمد: ثبت، وكان رجلاً مهيباً، لا يجترأ عليه، حلو الحديث. وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال ابن حبان: كان من المتقنين المواظبين على العبادة والعلم، مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): خالد بن مهران أبو المنازل -بفتح الميم، وقيل بضمها، وكسر الزاي- البصري الحذَّاء -بفتح المهملة، وتشديد الذال المعجمة- قيل له ذلك لأنه كان يجلس عند الحذائين، وقيل: لأنه كان يقول أُحْذُ على هذا النحو، وهو ثقة يُرْسِل من الخامسة، وقد أشار حماد ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 420). (¬2) (ص191).

بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قَدِم من الشام وعاب عليه بعضهم دخوله على السلطان. انتهى. قوله: عن عبد الله (¬1) بن الحارث، هو الأنصاري، أبو الوليد البصري. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن زيد بن أرقم، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأنس، وعائشة، وغيرهم. وروى عنه: ابنه يوسف، والمنهال بن عمرو، وأيوب، وعدة. وثَّقَهُ النسائي، وأبو زرعة. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به رضي الله تعالى عنه. 77 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ، لَهُمَا قِبَالانِ. فقَالَ: فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ بَعْدُ عَنْ أَنَسُ، أَنَّهُمَا كَانَتَا نَعْلَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا أبو أحمد (¬2) الزبيري، هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن دِرْهَم الأسدي مولاهم، أبو أحمد الزبيري الكوفي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 839). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1536).

روى عن: أبيه، وأبان البجلي، ومالك، والثوري، وإسرائيل، وطائفة. وروى عنه: أحمد، وابن نمير، وابن المثنى، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، وغيرهما. وقال أحمد: كثير الخطأ في حديث سفيان. وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابدٌ مجتهدٌ له أوهام. مات بالأهواز سنة ثلاث ومائتين. قوله: أخبرنا عيسى (¬1) بن طَهْمَان الجُشَمي، أبو بكر البصري. روى عن: أنس، وغيره. وروى عنه: ابن المبارك، وعدة. وثَّقَه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند»، وأبو داود، وابن معين. وفي «التقريب» (¬2): عيسى بن طَهْمَان الجُشَمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- أبو بكر البصري، نزيل الكوفة، صدوق أفرط فيه ابن حبان، والذنب فيما استنكره من حديثه لغيره، من الخامسة. وفي «الميزان» (¬3): وَثَّقَه أبو داود وغيره، وقال النسائي وابن معين وأبو ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1330). (¬2) (ص439). (¬3) (5/ 379).

حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في «الضعفاء»، وقال: لا يجوز الاحتجاج بما يرويه، قلت: مات قبل الستين ومائة، انتهى. قوله: أخرج إلينا أنس بن مالك رضي الله عنه، تقدم التعريف به. 78 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، أنا مَعْن هو ابن عيسى، أنا مالك -هو ابن أنس إمام دار الهجرة الشريفة-، تقدم التعريف بهؤلاء جميعاً. قوله: عن سعيد (¬1) بن أبي سعيد المقبري، اسم أبي سعيد: كَيْسَان المَقْبُري المدني. روى سعيد عن: أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وأم سلمة، وابن عمر، وأنس، وخلق بعدهم. وروى عنه: ابنه عبد الله بن سعيد، وعمرو بن شعيب، وأيوب بن موسى، والليث، وابن أبي ذئب، وخلق كثير. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 586 - 587).

وثَّقَهُ ابن المديني، وأبو زرعة، والنسائي، وابن خِرَاش، وغيرهم. قال الواقدي: كبر واختلط قبل موته بأربع سنين. وقال ابن سعد وغيره: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬1) بعد ما مَرَّ (¬2): ثقة من الثالثة، تَغَيَّرَ قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مُرْسَلَة، مات في حدود العشرين، قيل قبلها وقيل بعدها انتهى. قوله: عن عبيد (¬3) بن جريج التيمي، مولاهم المدني. روى عن: ابن عمر، وابن عباس، وغيرهما. وروى عنه: سعيد المقبري، وزيد بن أسلم، وجماعة. وثَّقَه النسائي، وأبو زرعة. زاد في «التقريب» (¬4): من الثالثة. قوله: إنه قال لابن عمر. حيث أُطْلِق ابن عمر فالمراد به عبد الله (¬5) بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن المكي، ثم المدني. ¬

(¬1) (ص240). (¬2) أي من ذكر اسمه. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1112). (¬4) (ص376). (¬5) «التذكرة»: (2/ 897).

أسلم قديماً مع أبيه وهو صغير، واسْتُصْغِر يوم أحد، وشهد الخندق وما بعدها. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر، وعن: أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وسعد، وابن مسعود، وأخته حفصة، وعائشة، وطائفة. وروى عنه: بنوه: سالم، وحمزة، وعبد الله، وبلال، وزيد، وعبيد الله، وعمر، وحفيداه: محمد بن زيد، وأبو بكر بن عبيد الله، ومولاه نافع، وزيد بن أسلم مولى أبيه عمر، والحسن، ومحمد، وأنس ابني سيرين، والزُّهري، وعطاء، وخلق كثير. فمسنده عند بقي بن مخلد ألفا حديث وستمائة حديث وثلاثون حديثاً. قال ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر، وقال غيره: مات سنة ثلاث وسبعين وقيل: سنة أربع. وفي «التقريب» (¬1): أنه ولد بعد المبعث بيسير، واستصغره أبوه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها وأول التي تليها. 79 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَالانِ. ¬

(¬1) (ص315).

قوله: أخبرنا عبد الرزاق، تقدم التعريف به. قوله: عن معمر، هو ابن راشد، تقدم التعريف به. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، تقدم التعريف به (¬1). قوله: عن ابن أبي ذئب (¬2)، هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب العامري، أبو الحارث المدني، أحد فقهاء الأمة. روى عن: أبيه، وخاله الحارث بن عبد الرحمن، والزُّهْري، ونافع، ومحمد بن المنكدر، وخلق. وروى عنه: الثوري، ومعمر، وابن المبارك، وخلق. قال أحمد: كان ثقة صدوقاً. قيل: وكان أفضل من مالك بن أنس إلا أن مالكاً كان أشد تنقية للرجال منه، كان ابن أبي ذيب لا يبالي عمن يحدث. وقال ابن المديني: كان عندنا ثقة، وكانوا يُوَهِّنُونَه في أشياء رواها عن الزهري. وقال الواقدي: مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة. قوله: عن صالح (¬3) مولى التوأمة، هو صالح بن أبي صالح نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف، أبو محمد المدني. روى عن: ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وعائشة، وعدة. ¬

(¬1) كذا، وقع هنا تقديم وتأخير، فأول رجال السند هو إسحاق بن منصور. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1552). (¬3) «التذكرة»: (2/ 731 - 732).

وروى عنه: موسى بن عقبة، وابن جريج، وابن أبي ذئب، والسفيانان، وآخرون. قال ابن عيينة: لقيته وهو مختلط. وقال مالك: ليس بثقة. قال أحمد: أدركه مالك وقد اختلط من سمع منه قديماً فذاك، وقد روى عنه أكابر أهل المدينة، وهو صالح الحديث ما أعلم به بأساً. وقال ابن معين: ثقة خَرِف قبل أن يموت فمن سمع منه قبل أن يختلط فهو ثبت. وقال غيره: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): صالح بن نبهان المدني مولى التوأمة -بفتح المثناة، وسكون الواو، بعدها همزة مفتوحة- اختلط، قال ابن عدي: لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب وابن جريج، من الرابعة، مات سنة خمس أو ست وعشرين وقد أخطأ من زعم أن البخاري أخرج له. قوله: عن أبي هريرة، تقدم التعريف به. 80 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ. ¬

(¬1) (ص274).

قوله: حدثنا أحمد بن منيع، أنا أبو أحمد (¬1) أنا سفيان، تقدم التعريف بالجميع وسفيان هذا هو الثوري. قوله: عن السُّدِّي (¬2)، يعني الكبير، وهو أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الكوفي، كان يقعد في سُدَّة باب الجامع بالكوفة. رأى أبا هريرة، وروى عن: ابن عباس، وأنس، ومُرَّة الهَمْدَاني، وعِدَّة. وعنه: زائدة، وشعبة، والثوري، وإسرائيل، وجماعة. وثَّقَهُ أحمد. ولينه أبو زرعة. وقال يحيى القطان: لا بأس به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: صالح مات سنة سبع، وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة. وأما السُّدِّي الصغير فهو محمد بن مروان، متروك، ولم يخرج له أحد من أرباب الكتب العشرة. وفي «التقريب» (¬3): إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كَريمة السُّدِّي -بضم المهملة، وتشديد الدال-، أبو محمد الكوفي، صدوق، رُمِي بالتشيع، من الرابعة. ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري. (¬2) «التذكرة»: (1/ 19). (¬3) (ص108).

وفي «اللباب» (¬1) بعد ضبط النسبة بما مر: هذه النسبة إلى السُّدَّة وهي الباب، وإنما نسب إليها لأنه كان يبيع الخُمُر بسُدَّة الجامع بالكوفة انتهى، وقال غيره: لأنه كان هناك يجلس لإفتاء الناس. وأما قوله: «مَنْ سَمِع» .. إلخ فلا أعرفه إلى الآن بعد البحث التام، فإن عُرِف وإلا ففي الإسناد مجهول. 81 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا يَمْشِيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، أنا مَعْن أنا مالك تقدم التعريف [بهم] (¬2). قوله: عن أبي الزناد (¬3)، هو عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الرحمن المدني، مولى بني أُمية، اشتهر بكنيته، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: ابن عمر، وأنس، وسعيد بن المسيب، والشعبي، وعروة، وعلي بن الحسين، والأعرج فأكثر، وغيرهم. ¬

(¬1) (2/ 110). (¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من عندي وهي جادة المصنف. (¬3) «التذكرة»: (2/ 849 - 850).

وروى عنه: الإمام مالك بن أنس، وابناه أبو القاسم، وعبد الرحمن، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، والليث، والسفيانان، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والعِجْلي، وغير واحد. وقال البخاري: أصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وقال الواقدي: مات فجأة في رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة انتهى. قوله: عن الأعرج (¬1)، هو عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، أبو داود المدني. روى عن: أبي هريرة، وابن عباس، ومعاوية، وأبي سعيد، وطائفة. وروى عنه: الزهري، وأبو الزبير، وأبو الزِّناد، وخلق. وثَّقَه يحيى، والعجلي، وغير واحد ومات بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة. قوله: عن أبي هريرة، تقدم التعريف به. 82 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ نَحْوَهُ. قوله: حدثنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد نحوه، تقدم التعريف بهم ¬

(¬1) (2/ 1030).

جميعاً. 83 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْكُلَ، يَعْنِي الرَّجُلَ، بِشِمَالِهِ، أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى، أنا مَعْن، أنا مالك، عن أبي الزبير، عن جابر، تقدم التعريف بجميع رجال هذا الإسناد والله أعلم. 84 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ عن مالك (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، فَلْتَكُنِ الْيَمِينُ أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ. قوله: حدثنا قُتيبة عن مالك ح وأخبرنا إسحاق أنا معن أنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، تقدم التعريف بجميع رجال هذين الإسنادين وما يتعلق بهذه الحاء رَسْماً ومَعْنى، ولله الحمد. 85 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ هُوَ ابْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي تَرَجُّلِهِ، وَتَنَعُّلِهِ وَطُهُورِهِ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى أنا محمد بن جعفر، أنا شعبة ثنا أشعث بن أبي الشَّعْثَاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، جميع

رجال هذا الإسناد تقدم التعريف بهم. 86 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَالانِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ عَقَدَ عَقْدًا وَاحِدًا عُثْمَانُ رضي الله عنه. قوله: ثنا محمد (¬1) بن مرزوق، أبو عبد الله الباهلي، البصري. روى عن: أبيه، وروح، ومحمد بن أبي بكر البُرْسَاني، وخلق. وروى عنه: مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وخلق؛ منهم أبو حاتم، وقال: صدوق. وقال ابن حبان في «الثقات»: مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. قوله: حدثنا عبد الرحمن بن قيس الضبي، أبو معاوية الزعفراني، متروك، كَذَّبَهُ أبو زرعة وغيره، من التاسعة (¬2). قوله: حدثنا هشام، هو ابن حَسَّان الأزدي القردوسي، تقدم التعريف به. قوله: عن محمد (¬3)، هو ابن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عَمْرة البصري، من سبي عين التَّمْر. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1590). (¬2) «التقريب»: (ص349). (¬3) كذا كرر المصنف ترجمته، وقد تقدمت قبل.

روى عن: مولاه أنس، وأبي قتادة، وأبي سعيد، وأبي هريرة، والحسن بن علي، [وابن عمر]، وابن عباس، وعائشة، وأم عطية، وخلق. وعنه: ثابت، وأيوب، وابن عون، وعاصم الأحول، وقتادة، وخلق. وثَّقَهُ أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً عالياً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً وكان به صَمَم. وقال ابن حبان: كان من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً حافظاً متقناً يُعَبِّرُ الرؤيا، رأى ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في شوال سنة عشر ومائة، بعد الحسن بمائة يوم، وهو ابن سبع وسبعين سنة. تتمة: من مذهب محمد هذا أنه لا يجوز الرِّواية بالمعنى (¬1)، وأنه يكره ذبح الديكة فقيل مطلقاً وقيل مقيداً. قوله: عن أبي هريرة، هو الصحابي المشهور تقدم التعريف به. ¬

(¬1) انظر للمسألة: «فتح المغيث»: (3/ 120 - 132).

12 - باب ما جاء في خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم

12 - باب ما جاء في خَاتَم رسول الله صلى الله عليه وسلم 87 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ وَرِقٍ، وَكَانَ فَصُّهُ حَبَشِيًّا. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله ما عدا عبد الله (¬1) بن وهب فإنه عبد الله بن وهب بن مسلم الفِهْرِي، مولاهم، أبو محمد المصري، الفقيه. ثقة حافظ عابد، من التاسعة، أحد الأعلام. روى عن: مالك، والسفيانين، وابن جريج، وخلق. وروى عنه: ابن مهدي، والليث، وهما من شيوخه، وأَصْبَغ، وحَرْمَلَة، والربيع، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، وغيرهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 946).

وقال أحمد: ما أصح حديثه وأثبته. وقال ابن عدي: من جُلَّة الناس وثقاتهم، ولا أعلم له حديثاً منكراً إذا حدث عنه ثقة. وقال ابن يونس: توفي في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة. تنبيه: الإبهام الواقع في قول المصنف: «وغير واحد» غير مُضِرّ بالإسناد لأن العبرة إنما هي بالمُسمَّى بصحبة المجهول (¬1)، وفائدة التعرض له بيان أن المعيَّن لم ينفرد بذلك عَمَّن روى عنه فَتَحْصُل للإسناد بذلك زيادة قوة. 88 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلا يَلْبَسُهُ. قوله: قُتيبة، هو ابن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا أبو عَوَانة (¬2)، هو الوضَّاح -بتشديد الضاد المعجمة- بن عبد الله اليَشْكُري، أبو عوانة الواسطي. روى عن: الأعمش، وابن المنكدر، وأبي الزبير، وسماك بن حرب، وخلق. ¬

(¬1) في (أ): صحبة، وأثبت الباء من عندي ليتضح السياق. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1837).

وروى عنه: شعبة، وابن مهدي، وابن المبارك، وخلق. قال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب، كثير العَجْم والنقط، وكان ثبتاً. ووَثَّقَه أبو حاتم وغيره. وقال أحمد: إذا حدث من كتابه فهو ثبت، وإذا حدث من غير كتابه ربما وَهِم. وكذا قال أبو زرعة. وقال غيره: مات سنة ست وسبعين ومائة. قوله: عن أبي بشر (¬1)، هو جعفر بن إياس، وهو ابن أبي وَحْشِيَّة اليَشْكُري، أبو بشر الواسطي، بصري الأصل. روى عن عباد بن شُرَحْبيل اليَشْكُري، وله صحبة، وعن: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء. وروى عنه: الأعمش، وشعبة، وهشيم، وأبو عوانة، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وغير واحد. مات سنة خمس وعشرين ومائة. قوله: عن نافع، هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، تقدم التعريف به وبسيده رضي الله تعالى عنهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 240).

89 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ هُوَ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ فِضَّةٍ، فَصُّهُ مِنْهُ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر السند، تقدم التعريف بجميع رجاله (¬1) ما عَدَا: حفص بن عمر بن عبيد فإنه حفص بن عمر بن عبيد الطَّنَافسي الكوفي، روى عن زهير بن معاوية أبو (¬2) خيثمة. وروى عنه: ابن المديني، ومحمود بن غيلان. قال صاحب «التذكرة» (¬3): فيه نظر. ¬

(¬1) بل لم يترجم لزهير وهو زهير بن معاوية بن حديج، أبو خيثمة الجعفي، نزيل الجزيرة، روى عن سماك بن حرب، والأسود بن قيس، والزهري، وأبي إسحاق السبيعي، وأبي الزبير، وحميد الطويل، وخلق كثير. وعنه ابن مهدي، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وعلي بن الجعد، وخلق. قال أحمد: ثبت فيما روى عن المشايخ بخ بخ وفي حديثه عن أبي إسحاق لين، سمع منه بآخرة. وقال أبو حاتم: زهير أتقن من زائدة، وأحفظ من أبي عوانة. قال النسائي: ثقة، ثبت. وقال مطين: مات سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين ومائة. «التذكرة» (1/ 521). (¬2) في (أ): بن. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬3) (1/ 357).

قلت: لا نظر فقد جزم في «التقريب» (¬1) بأنه ثقة، ولفظه حفص بن عمر بن عبيد الطنافسي، سكن الكوفة، ثقة، من العاشرة. 90 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الْعَجَمِ قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْعَجَمَ لا يَقْبَلُونَ إِلا كِتَابًا عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَاصْطَنَعَ خَاتَمًا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي كَفِّهِ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور .. إلخ الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً ولله الحمد. 91 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولٌ سَطْرٌ، وَاللَّهُ سَطْرٌ. قوله: حدثنا محمد بن يحيى، هو ابن أبي عمر المكي، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا محمد (¬2) بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا أبي. هو محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري البصري، قاضيها. روى عن: أبيه، وسليمان التيمي، وابن عون، وحميد الطويل، وخلق. وروى عنه: أحمد، والبخاري، وابن معين، وابن المديني، وأبو مسلم ¬

(¬1) (ص173). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1542 - 1543).

الكَجِّي، وابن المثنى العَنَزِي، وابن بشار، وخلق كثير. وثَّقَهُ ابن معين وغيره. مات سنة خمس عشرة ومائتين. وأبوه هو عبد الله (¬1) بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو المثنى البصري. روى عن: عمه ثمامة، والحسن البصري، وعبد الله بن دينار، وعِدَّة. وروى عنه: ابنه محمد، ومسلم بن إبراهيم، ومُسَدَّد، وآخرون. قال يحيى وأبو زرعة: صالح، وضَعَّفَهُ النسائي وغيره. قوله: عن ثُمامة (¬2) -بضم المثلثة أوله- هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة. روى عن: جده، والبراء، وأبي هريرة ولم يدركه. وروى عنه: ابن أخيه عبد الله بن المثنى، وعزرة بن ثابت، وابن عَوْن، ومعمر، وحماد بن سلمة، وجماعة. وثَّقَهُ أحمد، والنسائي. وقال ابن حبان: من فُقَهَاء الأمصار. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 918). (¬2) «التذكرة»: (1/ 217).

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، مات قريباً من سنة عشرٍ ومائة (¬1). وأما أنس فقد تقدم التعريف به. 92 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لا يَقْبَلُونَ كِتَابًا، إِلا بِخَاتَمٍ، فَصَاغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَاتَمًا حَلْقَتُهُ فِضَّةٌ، وَنُقِشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. قوله: حدثنا نصر (¬2) بن علي الجَهْضَمي، أبو عمرو البصري الصغير، حفيد نصر بن علي بن صهبان- بضم المهملة، وسكون الهاء- الأزدي. روى عن أبيه، وابن عيينة، ويزيد بن زريع، وخلق. وروى عنه: البخاري ومسلم، وأرباب السنن الأربة، وعبد الله بن أحمد، وأبوحاتم، وخلق. وثقه النسائي، وأبوحاتم، وابن خراش. وقال أحمد: لا بأس به. قال البخاري: مات سنة خمسين ومائتين. تنبيه: «الجهضمي»: -بفتح الجيم، وسكون الهاء، وفتح ¬

(¬1) في «التذكرة»: عشرين ومائة. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1765).

المعجمة، في آخره ميم- قال السمعاني (¬1): نسبة إلى الجَهَاضِمَة وهي محلة بالبصرة ينسب إليها نصر بن علي الجهضمي الحداني، قاضي البصرة، ثقة حجة، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما. وتعقبه ابن الأثير (¬2) بأن الأمر ليس كذلك إنما المحلة نسبة إلى الجهاضمة بطن من الأزد، وهم منسوبون إلى جهضم بن عوف بن مالك بن فهم بن غنم، وقيل: جهضم بن فهم بن غنم، وقيل: الجهاضم ولد مالك بن فهم بن غنم، وهذا الحي اثنى عشر فخذاً: معن، وسليمة، وهناءة، وجهضم، وشبابة، وبنو فراهيد، وجرموز، ومسلمة (¬3)، وعمرو (¬4)، وظالم، وحارث، فلما نزلها الجهاضم نُسِبَت المحلة إليهم. قوله: أخبرنا نوح (¬5) بن قيس بن رَبَاح الأزدي الحُدَّاني، أبو رَوْح البصري. يروي عن: أخيه خالد -كما هنا-، وعن: أيوب السختياني، وابن عون، وطائفة. وروى عنه: قتيبة، ويزيد بن هارون، وآخرون. ¬

(¬1) «الأنساب»: (2/ 132). (¬2) «اللباب»: (1/ 316). (¬3) في (أ): سلمة. وما أثبتناه من «اللباب». (¬4) في (أ): عُمر. وما أثبتناه من «اللباب». (¬5) «التذكرة»: (3/ 1787).

وثَّقَه أحمد، ويحيى. وضَعَّفَه ابن المديني. وفي «التقريب» (¬1): صدوق، رُمي بالتشيع، من الثامنة، مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة. قوله: عن خالد (¬2) بن قيس الحُدَّاني البصري. روى عن: عطاء، وقتادة، وغيرهما. وروى عنه: أخوه نوح، وعلي بن نَصْر الجَهْضَمي الكبير، ومسلم بن إبراهيم. وثَّقَهُ ابن معين. وفي «التقريب» (¬3): خالد بن قيس بن رَبَاح الأَزْدي الحُدَّاني -بضم المهملة في أوله، وتشديد المهملة في ثانيه- بصري، صدوق، يُغرب، من السابعة. قوله: عن قتادة عن أنس، تقدم التعريف بهما. 93 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ¬

(¬1) (ص567). (¬2) «التذكرة»: (1/ 418). (¬3) (ص190).

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ. قوله: أنا سعيد (¬1) بن عامر الضُّبَعي، أبو محمد البصري. روى عن: خاله جويرية بن أسماء، وأبان بن أبي عياش، وحبيب بن الشهيد، وطائفة. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، وابن المديني، والدارمي، وبندار، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد، وغيرهما. وقال أبو حاتم: كان رجلاً صالحاً، وكان في حديثه بعض الغلط، وهو صدوق. وقال غيره: مات في شوال سنة ثمان ومائتين، وهو ابن ست وثمانين سنة. تنبيه: «الضُّبَعي» (¬2) بضم الضاد، وفتح الباء الموحدة، وفي آخره عين مهملة، نسبةً إلى ضُبَيْعَة بن قيس (¬3) بن ثعلبة بن عكابة (¬4) بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، نزلوا البصرة ونسبت إليهم محلة بالبصرة، وربما نسب إليها كالقبيلة، وممن نسب إليها أبو سليمان جعفر بن سليمان ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 592). (¬2) «اللباب»: (2/ 260). (¬3) في (أ): معن. وما أثبتناه من المصدر. (¬4) في (أ): عكاشة. وما أثبتناه من المصدر.

الضُّبَعي، يروي عن ثابت وجماعة. قوله: والحجاج (¬1)، هو ابن مِنْهَال الأنماطي، أبو محمد البصري. يروي عن: جرير بن حازم، وشعبة، وهمام، وجماعة. وروى عنه: البخاري، وبُندار، والذُّهلي، وخلق. وثَّقَهُ أبو حاتم، وغيره. قال ابن سعد: توفي سنة سبع عشرة ومائتين، وكان ثقة كثير الحديث. قوله: عن همام، تقدم التعريف به. قوله: عن ابن جريج (¬2)، هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج الأموي مولاهم، أبو الوليد، وأبو خالد المكي، أحد الأعلام. روى عن: أبيه، ومجاهد، وعطاء، وطاووس، والزهري، وعمرو بن دينار، وخلق كثير. وروى عنه: ابناه عبد العزيز، ومحمد، ويحيى الأنصاري، أحد شيوخه، والأوزاعي وهو من أقرانه، ويحيى القطان، والحمادان، والسفيانان، وخلق. قال أحمد: أول من صنف الكتب ابن جريج، وابن أبي عروبة، وإذا ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 295). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1068).

قال ابن جريج: «قال» فاحذره، وإذا قال: «سمعت» أو «سألت» جاء بشيء (¬1) ليس (¬2) في النفس منه شيء. وقال ابن معين: ثقة في كل ما روي عنه من الكتاب. وقال القطان وغير واحد: مات سنة خمسين ومائة. ولفظ «التقريب» (¬3): عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج الأموي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، من السادسة، مات سنة خمسين أو بعدها، وقد جاوز السبعين، وقيل جاوز المائة، ولم يَثْبُت. قوله: عن الزهري عن أنس، قد تقدم التعريف بهما. 94 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَكَانَ فِي يَدِهِ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، وَيَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. قوله: حدثنا إسحاق (¬4) بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميع رجاله إلا عبد الله بن نُمَيْر فإنه عبد الله بن نمير الهَمْدَاني الخارفي، ¬

(¬1) في (أ): يشني. والتصحيح من المصدر. (¬2) في (أ): فليس. وما أثبتناه من المصادر. (¬3) (ص363). (¬4) «التذكرة»: (2/ 940 - 941).

أبو هشام الكوفي. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، ويحيى الأنصاري، وخلق. وروى عنه: ابنه محمد، والإمام أحمد، وابن المديني، وابن معين، وأبو كريب، وإسحاق الكَوْسَج، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. مات سنة تسع وتسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عبد الله بن نُمير -بضم النون مُصَغَّر- الهَمْدَاني، أبو هشام الكوفي، ثقة صاحب حديث، من أهل السنة، من كبار التاسعة، مات سنة تسع وتسعين، وله أربع وثمانون سنة. ¬

(¬1) (ص327).

13 - باب ما جاء في تختم رسول الله صلى الله عليه وسلم

13 - باب ما جاء في تَخَتُّم رسول الله صلى الله عليه وسلم 95 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا محمد (¬1) بن سهل بن عَسْكَر التميمي، مولاهم، أبو بكر البخاري. يروي عن: أبي عاصم، وأبي مُسْهِر، وخلق. وروى عنه: مسلم، والمصنف، والنسائي، وأبو حاتم، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي، وابن عدي. ومات سنة إحدى وخمسين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1521).

تنبيه: علم مما مَرَّ أنه بخارى فما في بعض نُسَخ «الشمائل» من أنه بغدادي معناه أنه نزل بغداد، كما نبه عليه في «التقريب» (¬1). وفي «القاموس» (¬2) بغداد: بمُهْمَلَتين، ومعجمتين، وتقديم كل منهما، وبَغْدَان، وبَغْدِين، ومَغْدَان: مدينة السلام، وتَبَغْدَد: انتسب إليها، أو تَشَبَّهَ بأهلها. قوله: وعبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا يحيى (¬3) بن حَسَّان بن حيَّان (¬4) التِّنِّيْسِي البَكْري، البصري. يروي عن: الحمادين، ومالك، والليث، وطائفة. وروى عنه: الشافعي، وابنه محمد، وخلق. وثَّقَهُ الشافعي، وأحمد، والنسائي، وغير واحد. وتوفي بمصر في رجب سنة ثمان ومائتين. وفي «التقريب» (¬5): التِّنِّيْسِي -بكسر التاء، والنون الثقيلة، وسكون التحتية، ثم مهملة- أصله من البصرة، ثقة من التاسعة، انتهى. ¬

(¬1) (ص482). (¬2) (ص343). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1867). (¬4) في (أ): حبان. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬5) (ص589).

قوله: أخبرنا سليمان (¬1) بن بلال التيمي، مولاهم المدني، أحد علماء البصرة. روى عن: زيد بن أسلم، وعبد الله بن دينار، وجعفر الصادق، وهشام بن عروة، وحميد الطويل، وخلق. وروى عنه: ابنه أيوب، والمعافى بن عِمْران، وابن وهب، وابن المبارك، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وابن المديني، وغير واحد. وقال سعد: كان بربرياً جميلاً حسن الهيئة عاقلاً، وكان يفتي بالبلد، وولي خراج المدينة، وكان ثقة كثير الحديث مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): سليمان بن بلال التيمي، مولاهم، أبو محمد وأبو أيوب (¬3) المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة سبع وسبعين ومائة. قوله: عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، تقدم التعريف به ونمر بوزن حذر. قوله: عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَين عن أبيه، أما إبراهيم فهو: أبو ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 641). (¬2) (ص250). (¬3) في (أ): أبو محمد بن أيوب. خطأ.

إسحاق (¬1) الهاشمي مولاهم، المدني. روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وعلي -ولم يسمع منه-. وعنه: الزهري، وزيد بن أسلم، ونافع، وابن إسحاق، وعدة. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. زاد في «التقريب» (¬2): مات بعد المائة. وأما أبوه فهو: عبد الله (¬3) بن حُنَين الهاشمي مولاهم. روى عن: علي، وابن عمر، وابن عباس، وأبي أيوب، والمِسْوَر -رضي الله عنهم-. وروى عنه: إبراهيم، وخالد بن مَعْدَان، ومحمد بن المنكدر، وآخرون. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬4): عبد الله بن حُنَين الهاشمي مولاهم، المدني، ثقة، من الثالثة، مات في أول خلافة يزيد بن عبد الملك في أوائل المائة الثانية، انتهى. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 24). (¬2) (ص90). (¬3) «التذكرة»: (2/ 845). (¬4) (ص301).

96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، نَحْوَهُ. قوله: حدثنا محمد بن يحيى، هو ابن أبي عمر المكي، وجميع الإسناد تقدم التعريف برجاله، إلا: أحمد (¬1) بن صالح المصري، فإنه أبو جعفر، المعروف بابن الطبري، أحد الحفاظ الأعلام. روى عن: ابن عيينة، وابن وهب، وعبد الرزاق، وغيرهم. وروى عنه: البخاري، وأبو زرعة، والذُّهْلي، وخلق. قال صالح جَزَرَة: لم يكن بمصر أحد يُحْسِنُ الحديث، ولا يحفظه غير أحمد بن صالح، كان يعقل الحديث، ويحسن أن يأخذه، وكان رجلاً جامعاً يعرف الفقه والحديث والنحو. وقال البخاري: ثقة صدوق، ما رأيت أحداً يتكلم فيه بحُجَّة، كان أحمد وابن المديني وابن نمير وغيرهم يُثَبِّتونه. وقال أبو حاتم والعِجْلي: ثقة. وقال النسائي: ليس بثقة. قال الخطيب: احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح سوى أبي ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 58 - 59).

عبد الرحمن النسائي فإنه تَرَكَ الرواية عنه وكان يُطْلِقُ لسانه فيه، وليس الأمر على ما ذكر النسائي. ويقال: كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخُلُق (¬1)، ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما. قال ابن يونس: ولد بمصر سنة سبعين ومائة، ومات سنة ثمان وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر الطبري، ثقة حافظ من العاشرة، تكَلَّم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة، ونقل عن ابن معين تكذيبه، وجزم ابن حبان بأنه إنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي (¬3) فَظَنَّ النسائي أنه عَنَى ابن الطبري، مات سنة ثمان وأربعين، وله ثمان وسبعون سنة. 97 - حَدَّثَنَا أحمد بن مَنِيْع, حَدَّثَنَا يَزِيْد بن هَارُون, عَنْ حَمَّاد بن سَلَمَة, قَالَ رَأيتُ ابن أبي رَافِع يَتَخَتَّمْ في يَمِينِهِ. فَسَأَلَه عن ذلك. فقال: رأيتُ عَبْد الله بن جَعْفَر يَتَخَتَّم في يمينه، وقَالَ عَبْدِ اللهِ بن جعفر: كان رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتختم فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، أنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، ¬

(¬1) في (أ): شر الخلق، والتصحيح من المصادر. (¬2) (ص80). (¬3) في (أ): الشمري، وما أثبتناه من المصادر.

تقدم التعريف بكل هؤلاء. قوله: ابن أبي رافع، هو عبد الرحمن (¬1) بن أبي رافع. روى عن: عمته سَلْمَى، وعبد الله بن جعفر. وروى عنه حماد بن سلمة. قال ابن معين: صالح الحديث. وفي «التقريب» (¬2): عبد الرحمن بن أبي رافع، ويقال: ابن فلان ابن أبي رافع، شيخ لحماد بن سلمة، مقبول، من الرابعة. قوله: رأيت عبد الله (¬3) بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر المدني، الجواد بن الجواد، وأمه أسماء بنت عميس، وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: عمه علي، وأمه أسماء، وعن عثمان، وعمار. وروى عنه: بنوه: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، وعروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، وآخرون. قال الزبير بن بَكَّار: مات بالمدينة سنة ثمانين، وهو ابن تسعين سنة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 986). (¬2) (ص340). (¬3) «التذكرة»: (2/ 835).

98 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا يحيى بن موسى، هو البَلْخي لقبه خَتّ -بفتح المعجمة، وتشديد المثناة فوق- وقيل: لقب أبيه. تقدَّم أن المصنف روى عنه بواسطة إسحاق بن منصور، وروى عنه هنا بلا واسطة. قوله: أخبرنا عبد الله بن نُمَيْر، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا إبراهيم (¬1) بن الفضل، هو المخزومي المدني. روى عن: سعيد المقبري، وغيره. وروى عنه: الثوري، ووكيع، وابن نمير، وجماعة. ضعَّفَه أحمد، وغيره. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. ولفظ «التقريب» (¬2): إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني، أبو إسحاق، ويقال إبراهيم بن إسحاق، متروك، من الثامنة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 31). (¬2) (ص92).

قوله: عن عبد الله (¬1) بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني. روى عن: أبيه، وخاله محمد بن الحنفية، وابن عمر، وجابر، وأنس، وعدة. وروى عنه: ابن عجلان، ومعمر، والسفيانان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وخلق. وضَعَّفَه النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، وغيرهم. وقال البخاري: كان أحمد وإسحاق والحُمَيْدي يحتجون بحديث ابن عقيل، وهو مقارب الحديث. وقال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة. والذي في «التقريب» (¬2): عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني (¬3)، أمه زينب بنت علي، صدوق، في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة، من الرابعة. قوله: عن عبد الله بن جعفر، تقدم التعريف به. 99 - حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 923). (¬2) (ص321). (¬3) في (أ): المديني، وما أثبتناه من المصادر، وإن كان قد يطلق على المدني مديني.

وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا أبو الخطاب (¬1) زياد بن يحيى بن زياد بن حسان النُّكْري، أبو الخطاب البصري. روى عن: ابن عيينة، ومعتمر، وأزهر السَّمَّان، ونوح بن قيس، وطبقتهم. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والأربعة، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، وخلق. وثَّقَه أبو حاتم، والنسائي، وابن حبان. ومات سنة أربع وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): النُّكْري بضم النون، ثقة، من العاشرة. قوله: أخبرنا عبد الله (¬3) بن ميمون القداح المكي. روى عن: جعفر الصادق، ويحيى الأنصاري، وجماعة. وروى عنه: زياد بن يحيى، وآخرون. قال البخاري: ذاهب الحديث. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 531). (¬2) (ص221). (¬3) «التذكرة»: (2/ 937).

وفي «التقريب» (¬1): عبد الله بن ميمون بن داود القَدَّاح المخزومي المكي، منكر الحديث، متروك، من الثامنة. قوله: عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد [الله] (¬2) المعروف بالصادق. صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين (¬3). وفي «التذكرة» (¬4): جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المدني، الملقَّب بالصادق، أحد الأعلام. روى عن: أبيه، وعطاء، وعروة، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم. وروى عنه: أبو حنيفة، وابنه موسى، ويحيى الأنصاري، وهو أكبر منه، وشعبة، والسفيانان، وحاتم بن أبي إسماعيل، ويحيى القطان، وخلق. قال ابن معين: ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. وقال ابن المديني: سئل يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد فقال: في نفسي منه شيء. ¬

(¬1) (ص326). (¬2) زيادة من المصادر. (¬3) «التقريب»: (ص141). (¬4) (1/ 245 - 246).

وقال ابن حبان: جعفر بن محمد من سَادَات أهل البيت، وعُبَّاد أتباع التابعين، وعلماء أهل المدينة، كان مولده سنة ثمانين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. وأبوه هو: محمد (¬1) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر الباقر. روى عن: أبيه، وجديه: الحسن والحسين، وجابر، وابن عمر، وطائفة. وروى عنه: أبو حنيفة، وابنه جعفر الصادق، وعطاء، وابن جريج، والأوزاعي، والزهري، وخلق. وَثَّقَه العِجْلي، وغيره. وذكره [«ن»] (¬2) في فقهاء التابعين من أهل المدينة. وقال غير واحد: مات سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين. قوله: عن جابر، هو ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه تقدم التعريف به. 100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّلتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَلا إِخَالُهُ إِلا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا محمد بن حميد الرازي، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1568). (¬2) زيادة من المصدر ليست في (أ)، وهي رمز للنسائي عند صاحب التذكرة.

بهم جميعاً (¬1) إلا الصلت (¬2) بن عبد الله فإنه الصلت بن عبد الله بن نوفل الهاشمي، روى عن ابن عباس. وروى عنه: الزهري، وابن إسحاق. وثَّقَهُ ابن حبان، وكان فقيهاً عابداً. ولفظ «التقريب» (¬3): الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن عم عبد الله بن الحارث المقلب بَبَّه مقبول من السادسة. 101 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيان، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ، وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، وَنَهَى أَنْ يَنْقُشَ أَحَدٌ عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي سَقَطَ مِنْ مُعَيْقِيبٍ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر، هو محمد بن يحيى المكي، تقدم التعريف به أيضاً. ¬

(¬1) بل لم يعرف بجرير وهو جرير بن عبد الحميد الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي، أحد الأئمة، نشأ بالكوفة. وروى عن عبد الملك بن عمير، والأعمش، ومنصور، وخلق. وعنه أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وأبو خيثمة، وقتيبة، وعلي بن حجر، وخلق. قال ابن سعد: كان ثقة، كثير العلم، يرحل إليه. وقال ابن المديني: كان حاطب ليل، وقال اللالكائي: مجمع على ثقته. وقال غيره: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. «التذكرة» (1/ 237). (¬2) «التذكرة»: (2/ 749). (¬3) (ص277).

قوله: أنا سفيان هو ابن عيينة، تقدم التعريف به أيضًا. قوله: عن أيوب (¬1) بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاصي الأموي، أبو موسى المكي. روى عن أبيه عن جده، وعن عطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يَسار، ونافع، ومكحول، وجماعة. وروى عنه: شعبة، ومالك، والليث، والسفيانان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال ابن عيينة: لم يكن عندنا قرشيان مثل أيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وكان أيوب أفقههما. يقال إنه أصيب مع داود بن علي سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): ثقة من السادسة مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قوله: عن نافع [عن] ابن عمر (¬3)، تقدم التعريف بهما. 102 - حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد, حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل, عن جَعْفَرٍ بن محمد, عن أبيه, قَالَ: كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 158). (¬2) (ص119). (¬3) في (أ): عن نافع بن عمر. خطأ.

قوله: أنا حاتم (¬1) بن إسماعيل المدني، أبو إسماعيل، مولى بني عبد الدار. روى عن: يزيد بن أبي عبيد، وهشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وخلق. وروى عنه: الشافعي، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وقتيبة، وهناد، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد. وقال أحمد: هو أحب إليَّ من الدَّرَاوردي. وقال ابن حبان وغيره: مات سنة سبع وثمانين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): حاتم بن إسماعيل المدني، أبو إسماعيل الحارثي مولاهم، أصله من الكوفة، صحيح الكتاب، صدوق يهم، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين. قوله: عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن الحسن تقدم التعريف بهم جميعاً وأما الحسين فهو الحسين (¬3) بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 259). (¬2) (ص144). (¬3) «التذكرة»: (1/ 340 - 341).

عبد الله المدني، سِبْط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته [وأحد] (¬1) سيدي شباب أهل الجنة. روى عن: جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبويه، وخاله هند بن أبي هالة، وعمر بن الخطاب، وعنه بنوه علي زين العابدين، وسُكَينة، وفاطمة، وعكرمة، والشعبي، وآخرون. ولد في شعبان سنة أربع. وقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت عائشة رضي الله عنها: خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم غَدَاة وعليه مِرْطٌ مُرَجَّل (¬2) من شعر أسود فجاء الحسين فأدخله ثم جاء الحسن فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]. وقال الزبير بن بكَّار: عن عمه مصعب: حج الحسين خمساً وعشرين حجة ماشياً، وذكر ابن عساكر أنه كان ممن غزا القُسطنطينية. قال قتادة: قتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وهو ابن أربع وخمسين سنة، وستة أشهر ونصف. وقال الواقدي وهو ابن خمس وخمسين سنة وأَشْهُر. قلت: الصحيح أنه توفي عن ست وخمسين سنة وأشهر. انتهى كلام ¬

(¬1) زيادة من المصدر سقطت من الأصل. (¬2) قال في «تاج العروس»: (29/ 36): مُرَجَّل أي: مُعَلَّم.

الشريف، وما صححه هو ما جزم به شيخه (¬1) في «تقريبه» قبله، والله أعلم. 103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى وَهُوَ ابْنُ الطَّبَّاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: أنا محمد (¬2) بن عيسى، هو ابن الطَّبَّاع (¬3)، هو محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو جعفر بن الطَّبَّاع، نزيل أَذَنَة. روى عن: ابن عيينة، وابن المبارك، ومالك، وحماد بن زيد، وخلق. وروى عنه: البخاري، وأبو حاتم، والذُّهْلي، وخلق. وثَّقَه النسائي، وأبو حاتم. وقال: ما رأيت أَحْفَظ للأبواب منه، وقال [«د»] (¬4): كان (¬5) يتفقه وكان يحفظ نحواً من أربعين ألف حديث، وكان ربما دَلَّس. ¬

(¬1) كذا، ولعله سبق قلم، فالحافظ ابن حجر صاحب «التقريب» متأخر الوفاة عن الحسيني صاحب التذكرة بما يقارب مائة سنة. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1580). (¬3) في (أ): الصباغ. خطأ. (¬4) زيادة من المصدر سقطت من الأصل، وهي رمز لأبي داود عند صاحب التذكرة. (¬5) في (أ): وكان ... وما أثبتناه من المصدر.

وقال البخاري: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): ثقة فقيه، كان من أعلم الناس بحديث هُشيم، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وله أربع وسبعون سنة. قوله: أنا عَبَّاد (¬2) بن العَوَّام -بصيغة المبالغة في الاسمين- ابن عمر بن عبد الله الكلابي، مولاهم، أبو سَهْل الواسطي. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وابن أبي نجيح، وحميد الطويل، وأبي مالك الأَشْجَعي، وطائفة. وروى عنه: أحمد، وابن منيع، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وآخرون. وثَّقَهُ يحيى، وغيره. وقال أحمد: مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عَرُوبة. وقال مُطَيَّن: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وفي «التقريب»: ثقة من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومائة أو بعدها، وله نحو من سبعين سنة. قوله: عن سعيد (¬3) بن أبي عروبة، اسم أبي عروبة مِهْران، فهو سعيد بن ¬

(¬1) (ص501). (¬2) «التذكرة»: (2/ 803). (¬3) «التذكرة»: (1/ 597).

مهران العَدَوي، مولاهم، أبو نَضْر البصري. روى عن: الحسن، وابن سيرين، وأيوب، وزياد بن كُليب، وقتادة، وخلق. وروى عنه: الأعمش -أحد شيوخه-، وشعبة، والثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، ويزيد بن زريع، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم. وقال أحمد: لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ ذلك كله. وقال أبو حاتم: قبل أن يختلط ثقة، وكان أعلم الناس بحديث قتادة. وقال عبد الصمد: مات سنة ست وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ثقة حافظ، له تصانيف، كثير التدليس، واختلط، وكان مِنْ أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة. قوله: عن قتادة عن أنس، تقدم التعريف بهما. 104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي يَمِينِهِ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ فَطَرَحَهُ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لا أَلْبَسُهُ أَبدًا فَطَرَحَ ¬

(¬1) (ص239).

النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ. قوله: حدثنا محمد (¬1) بن عبيد المحاربي، هو محمد بن عبيد بن واقد المحاربي النَّحَّاس الكوفي. روى عن: أبيه، وابن عيينة، وطائفة. وروى عنه: أبو داود، وعبد الله بن أحمد، والمصنف، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): أبو جعفر وأبو يعلى النحاس الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة إحدى وخمسين، وقيل: قبل ذلك، والله أعلم. قوله: حدثنا عبد العزيز (¬3) بن أبي حازم، واسمه سَلَمَة بن دِينار المخزومي مولاهم، أبو تمام المدني. روى عن: أبيه، وسُهيل بن أبي صالح، وطائفة. وروى عنه: إسماعيل بن أبي أويس، وقُتيبة، وعلي بن حُجْر، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1561). (¬2) (ص495). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1045).

وثَّقَه النسائي، وابن معين، وقال ابن المديني: كان حاتم بن إسماعيل يَطْعَنُ عليه في أحاديث حَدَّث بها عن أبيه. وقال غيره: مات سنة أربع وثمانين ومائة بالمدينة. زاد في «التقريب» (¬1): وقيل قبل ذلك. قوله: عن موسى بن عُقبة عن نَافع عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهم، تقدم التعريف بهم جميعاً، ولله الحمد. ¬

(¬1) (ص356).

14 - باب ما جاء في صفة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم

14 - باب ما جاء في صفة سَيْف رسول الله صلى الله عليه وسلم 105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ. قوله: حدثنا محمد بن بشار .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله. 106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تقدم التعريف بجميع رجاله أيضاً خلا سعيد بن أبي الحسن، فإنه سعيد (¬1) بن يَسَار الأنصاري، مولاهم، أخو الحسن البصري. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 578).

روى عن: أمه (¬1)، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي بكرة، وجماعة. وروى عنه: أخوه الحسن، وقتادة، ومحمد بن وَاسع، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وآخرون. وثَّقَه أبو زرعة والنسائي. وقال ابن حبان: مات سنة ثمان ومائة بفارس. وفي «التقريب» (¬2): من الثالثة، مات سنة مائة. فهو من أوسط التابعين، والحديث مُرْسَل. 107 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ، عَنْ هُودٍ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ، وَفِضَّةٌ، قَالَ طَالِبٌ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفِضَّةِ، فَقَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ السَّيْفِ فِضَّةً. قوله: حدثنا أبو جعفر (¬3) محمد بن صُدْرَان البصري، هو محمد بن إبراهيم بن صدران الأزدي، السَّليمي (¬4)، أبو جعفر البصري، وقد ينسب إلى ¬

(¬1) في (أ): أبيه. وما أثبتناه من المصادر، واسم أمه خيرة. (¬2) (ص234). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1465). (¬4) في (أ) ومطبوعة «التذكرة»: السُّلمى، وهو خطأ، والتصحيح من المصادر، ويأتي من كلام الحافظ.

جَدِّه (¬1). روى عن: معتمر، وبشر بن المفضل، وجماعة. وروى عنه: أبو داود، وعبد الله بن أحمد، والمصنف، والنسائي، وأبو حاتم، وقال: شيخ صدوق. وقال النَّسائي: لا بأس به. ولفظ «التقريب» (¬2): محمد بن إبراهيم بن صُدْرَان -بضم المهملة، وسكون الدال- الأزدي السَّليمي (¬3) -بالفتح- أبو جعفر المؤذن البصري، وقد ينسب لجده، صدوق من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومائتين. قوله: حدثنا طالب (¬4) بن حُجَيْر العَبْدي، أبو حُجَيْر. روى عن: هود العَصَري. وروى عنه أبو سلمة التبوذكي وجماعة. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬5): طالب بن حُجَير بمهملة وجيم مُصَغَّر العبدي البصري، صدوق، من السابعة، انتهى. ¬

(¬1) كما وقع هنا، وإلا فاسمه: محمد بن إبراهيم بن صدران. (¬2) (ص465). (¬3) في (أ): السُّلمي. خطأ. (¬4) «التذكرة»: (2/ 765). (¬5) (ص281).

قوله: عن هود (¬1) بن عبد الله بن سعيد، كذا في نسخ وصوابه سعد بلا ياء كما في أخرى عن نسخ الكتاب المعتمدة العبدي روى عن: جده لأمه مزيدة بن جابر. وروى عنه: طالب بن حُجير، فيه [نظر] (¬2)، انتهى. وفي «التقريب» (¬3): هو ابن عبد الله العبدي، مقبول من الرابعة. وفيه أيضاً (¬4) مَزِيْدَة بوزن كَبيرة بن جابر أو ابن مالك -وهو أَصَحّ- العَصَري -بفتح المهملتين- العَبْدي صحابي مُقِلٌّ انتهى. والمتبادر من كلام المصنف أنه هنا راو عن سعيد العبدي (¬5) وليس كذلك، وما قاله من أنه بوزن كبيرة قول، وقيل بوزن مَعْبَره (¬6). 108 - حَدَّثَنَا محمد بن شجاع البغدادى , حَدَّثَنَا أبو عُبَيْدَة الحَدَّاد , عَنْ عُثْمَان بن سَعْد , عن ابن سِيرين قال: صَنَعْتُ سَيْفِي على سَيْف سَمُرَة بن جُنْدُب: وزَعَمَ سَمُرَة أنَّه صَنَع سَيْفِه على سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وكان حنيفيا. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1817). (¬2) زيادة من المصدر سقطت من الأصل. (¬3) (ص585). (¬4) (ص527). (¬5) الذي صوب المصنف اسمه وذكر أنه «سعد». (¬6) كذا خطاً وضبطاً في (أ)، وقد يكون صوابها: مغيرة.

قوله: حدثنا محمد بن شجاع البغدادي القاضي، الثَّلْجي -بالمثلثة والجيم- متروك، ورمي بالبدعة، من كبار الحادية عشرة، مات سنة ست وستين ومائتين وله خمس وثمانون سنة (¬1). قوله: أخبرنا أبو عبيدة (¬2) الحداد، اسمه عبد الواحد بن واصل السدوسي مولاهم أبوعبيدة الحداد البصري، نزيل بغداد، روى عن: شعبة، وإسرائيل، وعدة. وروى عنه: أحمد، ويحيى، وأبو خيثمة، وآخرون. وثَّقَه أبو داود، والعِجْلي. ومات سنة تسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): أبو عبيدة الحَدَّاد البصري، نزيل بغداد، ثقة تَكَلَّم فيه الأزدي بغير حُجَّة، من التاسعة. قوله: عن عثمان (¬4) بن سعد التميمي، الكاتب، أبو بكر البصري. روى عن: أنس، ومحمد بن سيرين، وجماعة. وروى عنه: شعبة، وأبو عاصم، وعدة. وثَّقَهُ أبو نُعَيم، وقال النسائي: ليس بثقة. ¬

(¬1) «التقريب»: (ص483). (¬2) واسمه عبد الواحد بن واصل السدوسي. «التذكرة»: (2/ 1081). (¬3) (ص367). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1138).

وقال في «التقريب» (¬1): ضعيف من الخامسة. قوله: عن ابن سيرين، هو محمد، تقدم التعريف به. قوله: وزعم سَمُرَة بن جندب، تقدم التعريف به. 109 - حَدَّثَنَا عُقْبَة بن مُكْرَم البَصْري , قال: حَدَّثَنا محمد بن بَكْر , عن عُثْمَان بن سَعْد, بهذا الإسناد, نحوه. قوله: حدثنا عقبة (¬2) بن مُكْرَم بن أَفْلَح العَمِّي، أبو عبد الملك البصري. روى عن: غندر، وسعيد بن عاصم، وأبي عاصم، وخلق (¬3). وروى عنه: مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد، والمصنف، وابن ماجه، وآخرون. وثَّقَه أبو داود، والنسائي. ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬4): عقبة بن مُكْرَم -بضم الميم وسكون الكاف- العَمِّي -بفتح العين المهملة، وتشديد الميم- أبو عبد الملك البصري، ثقة، من الحادية عشرة، مات في حدود الخمسين ومائتين. ¬

(¬1) (ص383). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1178). (¬3) زاد في التذكرة: سعيد بن عاصم [وأبي عاصم]، وخلق. (¬4) (ص395).

قوله: حدثنا محمد بن بكر (¬1) بن عثمان البُرْسَاني الأزدي، البصري. روى عن: شعبة، وحماد بن سلمة، وابن جريج، وخلق. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى وابن المديني، وخلق. وثَّقَه يحيى، وأبو داود، والعجلي، وغيرهم. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): محمد بن بكر بن عثمان البُرْسَاني -بضم الموحدة، وسكون الراء، ثم مهملة- أبو عثمان البصري، صدوق قد يخطئ، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين. قوله: عن عثمان بن سعد، تقدم التعريف به قبله آنفاً، والله أعلم. ¬

(¬1) وقع في مطبوعة «التذكرة»: (3/ 1482) بكار. خطأ. (¬2) (ص469).

15 - باب ما جاء في درع رسول الله صلى الله عليه وسلم

15 - باب ما جاء في درع رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا في بعض الأصول وهي أصوب نسخة في هذا المحل، وفي بعضها «في صفة درع». فأوجب زيادة الصفة خبطاً لا يتجه ولا طائل تحته. 110 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: كَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ تَحْتَهُ، وَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: أَوْجَبَ طَلْحَةُ. قوله: حدثنا أبو سعيد (¬1) الأَشَج، هو عبد الله بن سعيد بن حصين، أبو سعيد الأشج، الكوفي، الحافظ، أحد الأئمة. روى عن: عبد السلام بن حرب، وأبي خالد الأحمر، والمُحَارِبي، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 862).

وهُشيم، وطبقتهم. وروى عنه: البخاري، ومسلم، والأربعة، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، إمام أهل زمانه. وقال اللالكائي وغيره: مات سنة سبع وخمسين ومائتين. قوله: أنا يونس (¬1) بن بكير بن واصل الشيباني، أبو بكر الجَمَّال الكوفي. روى عن: ابن إسحاق، وهشام بن عروة، وخلق. وروى عنه: ابن معين، وأبو خيثمة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. وضَعَّفَه أبو داود، والنسائي. ومات سنة تسع وتسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): صدوق يخطئ. قوله: عن محمد بن إسحاق، تقدم التعريف به. قوله: عن يحيى بن عَبَّاد .. الخ، أما يحيى فهو ابن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العَوَّام المدني، ثقة، كذا في «التقريب» (¬3). ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1948). (¬2) (ص613). (¬3) (ص592).

وفي «التذكرة» (¬1): يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير الأسدي المدني. [روى عن أبيه، وجده. وعنه موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وجماعة. وثَّقه النسائي، وابن معين، وغيرهما. وأما أبوه فهو: عباد (¬2) بن عبد الله بن الزبيربن العوام الأسدي المدني] (¬3) روى عن: أبيه، وجدته أسماء، وأختها عائشة، وعمر بن الخطاب، وغيرهم. وعنه ابنه يحيى، وابن أخيه عبد الواحد بن حمزة، وابن عمه هشام بن عروة، وابن أبي مليكة، وغيرهم. وثَّقَه النسائي. وقال الزبير بن بكار: كان على قضاء أبيه بمكة، وكان أصدق الناس لهجةً. وأما جده فهو عبد الله (¬4) بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد الأَسَدي المكي، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، هاجرت به أمه حَمْلاً فولد بعد الهجرة بعشرين شهراً، وهو أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة، وكان فصيحاً ذا لَسنٍ وشَجاعة وكَمَال، أطلس لا لحية له. ¬

(¬1) (3/ 1878). (¬2) «التذكرة»: (2/ 803). (¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من عندي، حيث وقع خرم ظاهر في هذا الموضع من الأصل يظهر بأدنى تأمل في ترجمة يحيى وأبيه من «التذكرة». (¬4) «التذكرة»: (2/ 853).

روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبيه الزبير، وجده لأمه أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وخالته عائشة. وروى عنه: أولاده: عامر، وعَبَّاد، وأم عمرو، وأخوه عروة، وثابت البُناني، وطائفة. حضر وَقْعَة اليرموك مع أبيه، وشهد خطبة عمر بالجابية، وبويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية سنة أربع، وقيل: سنة خمس وستين، وغلب على الحجاز، والعِراقَين، واليمن، ومصر، وأكثر الشام، وكانت ولايته تسع سنين، قتله الحجاج وصلبه في أيام عبد الملك بن مروان. قال ابن عيينة وأحمد وغير واحد: قتله سنة ثلاث وسبعين. وأما الزبير بن العَوَّام فهو الزبير (¬1) بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى القرشي ابن عبد الله المدني، حَوَاري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أعلام السابقين البدريين، وأول من سل سيفاً في سبيل الله، روى عنه ابناه عبد الله، وعروة، والأحنف بن قيس، ومالك بن أوس بن الحَدَثان، وقيس بن أبي حازم، ونافع بن جبير، وآخرون. قال الزبير: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد أبويه وقال جابر: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثلاثاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي حَوَاري ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 505).

وإن حواريي الزبير» وقال عروة: كان الزبير طويلاً تخط رجلاه الأرض إذا ركب، قتل رضي الله تعالى عنه في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وقبره بوادي السباع من ناحية البصرة بعد انصرافه من وقعة الجمل بها رضي الله عنه (¬1). 111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ، قَدْ ظَاهَرَ بَيْنَهُمَا. قوله: حدثنا ابن أبي عُمَر، ثنا سفيان، تقدم التعريف بهما. قوله: عن يزيد (¬2) بن خُصَيْفة، هو يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفة الكندي المدني، وقد يُنسب إلى جده. روى عن: أبيه، والسائب بن يزيد، وطائفة. وروى عنه: مالك، والسفيانان، وابن جُرَيج، وخلق. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وفي «التقريب» (¬3): خُصَيْفة بمعجمة ثم مهملة، ثقة، من الخامسة. قوله: عن السائب بن يزيد، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) قوله: بعد انصرافه ... ليس في مطبوعة «التذكرة»، وانظر: «الإصابة»: (2/ 557). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1912). (¬3) (ص602).

16 - باب ما جاء في مغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم

16 - باب ما جاء في مِغْفر رسول الله صلى الله عليه وسلم 112 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ مِغْفَرٌ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ. قوله: حدثنا قُتيبة .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله ولله الحمد. 113 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، قَالَ: فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا. قوله: حدثنا عيسى (¬1) بن أحمد بن عيسى البَلْخي، روى عن: ابن وهب وطائفة. وروى عنه: المصنف، والنسائي، ووثقه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1327).

وفي «التقريب» (¬1): عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العَسْقَلاني، من عَسْقلان بَلْخ -بفتح الموحدة، وسكون اللام، بعدها معجمة- ثقة يُغْرِب، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وستين. وقد قَارَب التسعين انتهى. قوله: أنا عبد الله بن وهب .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله ولله الحمد. ¬

(¬1) (ص438).

17 - باب ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

17 - باب ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم 114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (ح) وحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار .. إلخ الإسناد تقدم التعريف بجميعهم مع ما يتعلق به من الفن (¬1). 115 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. قوله: حدثنا ابن أبي عُمر، قال أنا سفيان الأول هو [محمد بن] (¬2) يحيى ¬

(¬1) أي من قول المحدثين أثناء الإسناد: (ح). (¬2) زيادة من عندي لا يصح السياق بدونها.

بن أبي عمر (¬1) المكي، والثاني سفيان بن عيينة، وقد تقدم التعريف بهما. قوله: عن مُسَاور (¬2) الوَرَّاق (¬3)، بالسين المهملة، روى عن: جعفر بن عمرو بن حريث، وسيَّار بن أبي الحكم. وروى عنه: ابن عيينة، ووكيع، وآخرون. ووثَّقَهُ ابن معين. وقال أحمد: ما أرى بحديثه بأساً. وفي «التقريب» (¬4): مساور الوَرَّاق الكوفي الشاعر، اسم أبيه سوار بن عبد الحميد، قاله [أسلم] (¬5) الواسطي، صدوق من السابعة. قوله: عن جعفر (¬6) بن عمرو بن حُريث المخزومي الكوفي. روى عن: أبيه، وغيره. وروى عنه: حَجَّاج بن أَرْطَأة، وعِدَّة. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬7): مقبول من الثالثة. ¬

(¬1) في (أ): بكر. خطأ. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1641). (¬3) في (أ): مساور أبو مروان، والتصحيح من المصادر. (¬4) (ص527). (¬5) زيادة من المصدر، ليست في (أ). (¬6) «التذكرة»: (1/ 244). (¬7) (ص141).

قوله: عن أبيه، هو عَمْرو بن حريث، تقدم التعريف به. 116 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرُو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلَان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله، ولله الحمد. 117 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا اعْتَمَّ، سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَرَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمًا يَفْعَلانِ ذَلِكَ. قوله: حدثنا هارون (¬1) بن إسحاق الهَمْدَاني، أبو القاسم الكوفي. روى عن: أبيه، وابن عيينة، وعِدَّة. وروى عنه: البخاري، والمصنف، والنسائي، وابن ماجة، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره، ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1791).

وفي «التقريب» (¬1): وهارون بن إسحاق بن محمد بن مالك الهَمْدَاني -بالسكون- أبو القاسم الكوفي، صدوق، من صغار العاشرة. قوله: أخبرنا يحيى (¬2) بن محمد المدني، هو يحيى بن محمد بن عباد المدني الشَّجَري -بمعجمة وجيم-. روى عن: مالك، وابن إسحاق، وعدة. وروى عنه: ابنه إبراهيم، وجماعة. ضَعَّفه أبو حاتم. وفي «التقريب» (¬3): يحيى بن محمد بن عَبَّاد بن هَانئ المدني الشَّجَري -بمعجمة، وجيم مفتوحتين- ضعيف، وكان ضريراً يَتَلَقَّن، من التاسعة. قوله: عن عبد العزيز (¬4) بن محمد بن عُبيد الدَّرَاوَرْدي، أبو محمد المدني. روى عن: زيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وهشام بن عروة، وخلق. وروى عنه: الشافعي، وابن إسحاق وهو أحد شيوخه، وشعبة والثوري وهما أكبر منه، وابن مهدي، وابن وهب، والقَعْنَبي، وآخرون. ¬

(¬1) (ص568). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1891). (¬3) (ص596). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1052).

قال ابن معين: ثقة حجة. وضَعَّفَه النسائي. وقال ابن سعد: توفي سنة سبع وثمانين ومائة، وكان فقيهاً (¬1)، كثير الحديث، يغلط. ولفظ «التقريب» (¬2): عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدَّرَاوَرْدي، أبو محمد الجُهَني، مولاهم، المدني، صدوق، وكان يُحَدِّثُ من كتب غيره ويخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العُمَري منكر، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة انتهى. قوله: عن عبيد (¬3) الله .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف برجاله. قوله: القاسم (¬4) بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، المدني. روى عن: أبيه، وعمته عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وطائفة. وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، والشعبي، والزُّهْري، ونافع، وخلق. قال يحيى بن سعيد: ما أدركنا أحداً نفضله على القاسم. وقال مالك: كان من فقهاء هذه الأمة. ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة: ثقة. (¬2) (ص358). (¬3) في (أ): عبد. خطأ. (¬4) «التذكرة»: (3/ 1378).

وقال ابن سعد: كان ثقة رَفيعاً عالماً فقيهاً إماماً وَرِعاً كثير الحديث. وقال ابن معين وغيره: مات سنة ثمان ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ثقة أَحَد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، من الثالثة، مات سنة ست ومائة على الصحيح. وسالم المذكور هنا هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخَطَّاب العَدَوي (¬2)، أحد الأئمة الفُقَهَاء. روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وأبي أيوب، ورافع بن خديج، وعائشة، وعدة. وروى عنه: ابنه أبو بكر، والزهري، وعبيد (¬3) الله بن عمر، وصالح بن كيسان، وموسى بن عُقبة، وخلق كثير. قال مالك: لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزُّهد والفَضْل والعَيْش منه. وقال أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد: الزُّهْري عن سالم عن أبيه. وقال البخاري: لم يسمع من عائشة. ¬

(¬1) (ص451). (¬2) «التذكرة»: (1/ 549). (¬3) في (أ): عبد. وما أثبتناه من المصدر.

وقال ابن شَوْذَب (¬1) وجماعة: مات سنة ست ومائة. وفي «التقريب» (¬2): سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب القرشي العدوي، أبو عمر، أو أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السَّبَعة، وكان ثبتاً (¬3) عابداً فاضلاً، كان يشبه بأبيه في الهَدْي والسَّمْت، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة ست على الصحيح. 118 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ. قوله: حدثنا يوسف بن عيسى .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً إلا أبا سليمان عبد الرحمن بن الغَسِيْل فإنه أبو سليمان عبد الرحمن (¬4) بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري المدني المعروف بابن الغَسِيْل. روى عن: عكرمة، والمنذر وحمزة ابني أبي أُسيد السَّاعدي، وجماعة. وروى عنه: وكيع، وأبو نعيم، وآخرون. ¬

(¬1) في (أ): شنبوذ. والتصحيح من المصادر. (¬2) (ص226). (¬3) في (أ): ثابتاً. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) «التذكرة»: (2/ 993).

وثَّقَهُ ابن معين، وغير واحد. ومات سنة إحدى وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حَنْظَلة الأنصاري، أبو سليمان المدني، المعروف بابن الغَسيل، صدوق، فيه لين، من السادسة، مات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن مائة وست سنين (¬2). ¬

(¬1) (ص342). (¬2) في (أ): ستة وستين سنة، والتصحيح من المصدر.

18 - باب ما جاء في إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم

18 - باب ما جاء في إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم 119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ، كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: قُبِضَ رُوحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي هَذَيْنِ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى حُميد، تقدم التعريف بهم. قوله: عن حُميد (¬1) بن هلال العَدَوي، عَدِيّ تميم، أبو نصر البصري. روى عن: أنس، وعبد الله بن مُغَفَّل، وخلق. وروى عنه: أيوب، وشعبة، وابن عون، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي. وقال ابن حبان: كان من صالحي أهل البصرة، مات في ولاية خالد بن عبد الله. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 391).

وفي «التقريب» (¬1): ثقة عالم، توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السُّلْطان، من الثالثة. قوله: عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، اسمه (¬2) الحارث، ويقال عامر بن عبد الله، ويقال اسمه كنيته، روى عن: أبيه، وعلي، والبراء بن عازب، وحذيفة، وعائشة، وعدة. وروى عنه: أبو حنيفة، وبنوه سعيد، وعبد الله، ويوسف، وحُميد بن هلال، والشعبي، وقتادة، وخلق. وثَّقَهُ ابن سعد، والعجلي، وابن خراش، وغيرهم. مات سنة ثلاث، ويقال: سنة أربع ومائة. جاوز الثمانين (¬3). 120 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي، تُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهَا، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمشِي بِالْمَدِينَةِ، إِذَا إِنْسَانٌ خَلْفِي يَقُولُ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَتْقَى وَأَبْقَى فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، قَالَ: أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف ¬

(¬1) (ص182). (¬2) أي: أبا بردة، «التذكرة»: (4/ 1976). (¬3) قوله: جاوز الثمانين من «التقريب»: (ص621).

بجميعهم ما خلا عمته وعمها، وسُلَيْم هو ابن أسود أبو الشَّعْثَاء كما تقدم التنبيه عليه، وأما عمته (¬1) فاسمها رُهْم (¬2) بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن خالد. وأما عمها فاسمه عبيد -بالتصغير، بغير إضافة- بن خالد، ويقال عَبيدة -بفتح العين- ابن خلف، ويقال عُبَيْدة -بالتصغير- المحاربي (¬3). تنبيه: في «تهذيب الكمال» (¬4): «عن عم أبيه» (¬5) فالضمير المجرور للأشعث، ولا يخفى أن عَمَّ عَمَّه الشخص هو عَمُّ أبيه. 121 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، يَأْتَزِرُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَقَالَ: هَكَذَا كَانَتْ إِزْرَةُ صَاحِبِي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا سويد بن نصر أنا عبد الله بن المبارك، تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) أي: عمة أشعث. (¬2) «التذكرة»: (4/ 2334) و «تقريب التهذيب»: (ص747). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1114) و «تقريب التهذيب»: (ص376). (¬4) (5/ 72). (¬5) نص كلام المزي في ترجمة عبيد بن خالد: روى حديثه أشعث بن أبي الشعثاء عن عمته عن عمِّ أبيه عبيد بن خالد ...

قوله: عن موسى (¬1) بن عُبيدة، هو ابن نَشيط الرَّبَذي، أبو عبد العزيز المدني. روى عن: محمد بن المنكدر، وخلق. وروى عنه: شعبة، والثوري، وخلق. قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عنه. وفي «التقريب» (¬2): موسى بن عُبيدة -بضم أوله- هو ابن نَشيط -بفتح النون، وكسر المعجمة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم مهملة- الرَّبَذي -بفتح الراء، والموحدة، ثم معجمة- أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابداً، من صغار السادسة. قوله: عن إياس (¬3) بن سَلَمة بن الأَكْوَع الأَسْلَمي المدني. روى عن: أبيه، وابنٍ لِعمَّار (¬4). وروى عنه: الزهري، وعكرمة بن عمار، وابن أبي ذئب، ويعلى بن الحارث، وجماعة. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، والنسائي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1734). (¬2) (ص552). (¬3) «التذكرة»: (1/ 148). (¬4) في (أ): ابن نعمان. خطأ، والتصحيح من المصادر، وعمار هو ابن ياسر.

وقال ابن سعد: توفي بالمدينة سنة تسع عشرة ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة. وفي «التقريب» (¬1): إياس بن سَلَمة بن الأَكْوَع الأَسْلَمي، أبو سلمة، ويُقال أبو بكر المدني، ثقة، من الثالثة. قوله: عن أبيه، هو سلمة (¬2) بن عمرو، ويقال: ابن وهب، بن الأكوع، واسم الأكوع سنان (¬3) الأسلمي المدني، صحابي، شهد بيعة الرضوان، وبايع يومئذ ثلاث مرات، سكن الرَّبَذة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة. وروى عنه: ابنه إياس، ومولاه يزيد بن أبي عبيد (¬4)، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وزيد بن أسلم، وعدة. وكان يسبق الفرس شَدًّا على قدميه. مات بالمدينة سنة أربع وهو ابن ثمانين سنة. قوله: فقال عثمان (¬5) .. الخ، هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن ¬

(¬1) (ص116). (¬2) «التذكرة»: (1/ 630). (¬3) في (أ): سفيان. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬4) في (أ): عبيدة. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬5) «التذكرة»: (2/ 1144 - 1145).

عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أمير المؤمنين، ذو النُّورين. أسلم قديماً وهاجر الهجرتين، وروى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بكر، وعمر، وعنه: ابن مسعود ومات قبله، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو أمامة، وأبو هريرة، وبنوه أبان وسعيد وعمرو، ومواليه حُمْرَان، وزيد، وأبو سهلة، وأبو صالح، وخلق. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض، بويع بالخلافة يوم السبت غُرَّة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن [عمر] بثلاثة أيام (¬1)، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشر أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، ودفن بالبقيع. 122 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِعَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ، فَقَالَ: هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلا حَقَّ لِلإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ. قوله: حدثنا قُتَيْبَة بن سعيد، تقدم التعريفه به. قوله: أنا أبو الأَحْوَص، هو سلَّام (¬2) بن سُلَيم الحنفي، مولاهم، أبو الأَحْوَص الكوفي الحافظ. ¬

(¬1) العبارة في (أ): بعد مدفن بثلاثة أيام، وما أثبتناه من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 682).

روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب، ومنصور، وطائفة. وروى عنه: ابن مهدي، وابنا أبي شيبة، ومُسَدَّد (¬1)، وخلق. وثَّقَه النسائي، ويحيى، وأبو زرعة، وغيرهم. مات سنة تسع وسبعين ومائة. قوله: عن أبي إسحاق، هو السبيعي، تقدم التعريف به. قوله: عن مسلم (¬2) بن نُذَير، مصغَّر نَذْر، ويقال ابن يزيد السَّعْدي، أبو نُذَير الكوفي. روى عن: علي، وحذيفة. وروى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وجماعة. وثَّقَهُ ابن حبان. قوله: عن حذيفة (¬3) بن اليمان، واسمه حِسْل، ويقال حُسَيْل بن جابر، أبو عبد الله العَبْسي، حليف بني عبد الأشهل، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد أحداً هو وأبوه وقتل أبوه يومئذ قتله المسلمون خطأً وكانا أرادا ¬

(¬1) زادة في «التذكرة»: «وقتيبة» بين «ابنا أبي شيبة» و «مسدد». (¬2) «التذكرة»: (3/ 1657). (¬3) «التذكرة»: (1/ 301).

أن يشهدا بدراً فاستحلفهما المشركون أن لا يشهدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فحلفا لهم ثم سألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم». روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر. وروى عنه: جرير بن عبد الله البجلي، وأبو الطُّفيل، والأسود بن يزيد، ورِبْعي بن حِرَاش، وأبو وائل، وخلق. قال العِجْلي: كان أميراً على المدائن، استعمله عمر، ومات بعد قتل عثمان بأربعين يوماً، نزل الكوفة.

19 - باب ما جاء في مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم

19 - باب ما جاء في مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم 123 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ. قوله: حدثنا قُتيبة، هو ابن سعيد تقدم التعريف به. قوله: أنا ابن لهيعة (¬1) -بوزن لَكِيعة-، هو عبد الله بن لهيعة بن عُقبة المصري، الفقيه، أبو عبد الرحمن قاضي مصر، ومسندها. روى عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، والأعرج، وخلق. وروى عنه: الثوري، والأوزاعي، وشعبة، وماتوا قبله، والليث وهو أكبر منه، وابن المبارك، وخلق. وثَّقَه أحمد، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 916).

وضَعَّفَه يحيى القطان، وغيره. وقال ابن سعد: مات سنة أربع وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عبد الله بن لهيعة -بفتح اللام، وكسر الهاء- ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري، القاضي، صدوق من السابعة خَلَّطَ بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك، وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون، مات في التاريخ السابق وقد [ناف على] (¬2) الثمانين. قوله: عن أبي يونس (¬3)، هو سليم بن جُبَيْر، ويقال: ابن جبيرة الدَّوْسي، أبو يونس البصري. روى عن: مولاه أبي هريرة، وأبي أُسَيْد السَّاعدي. وروى عنه: ابن لهيعة، والليث، وآخرون. وثَّقَهُ النسائي. وقال غيره: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. قوله: عن أبي هريرة، تقدم التعريف به. 124 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ ¬

(¬1) (ص319). (¬2) في (أ): وقد فات الثمانين، وما أثبتناه من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (1/ 636).

يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا وَصَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ. قوله: حدثنا علي بن حُجر وغير واحد ... إلخ، تقدم التعريف بجميع رجاله. 125 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى، تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ. قوله حدثنا سفيان بن وكيع إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميع رجاله. وأما المسعودي (¬1) فهو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهُذَلي الكوفي. روى عن: أبيه، وعلي، وغيرهما. وروى عنه: ابناه مَعْن والقاسم، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة. قال العِجْلي: سمع من أبيه فَرْد حديث (¬2). ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1001). (¬2) في (أ): فرد حديثه، خطأ، والتصحيح من المصدر.

ووثَّقَه يعقوب بن شيبة. وقال خليفة: مات سنة تسع وسبعين (¬1) ومائة. وفي «التقريب» (¬2): عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود الكوفي المسعودي، صدوق اختلَط قبل موته وضابطه أن مَنْ سمع منه ببغداد فقد سمع منه [بعد] (¬3) الاختلاط فقول ابن الأثير (¬4): اختلط حديثه القديم بالجديد إطلاقه فيه نظر مات سنة ستين، وقيل: سنة خمس وستين، انتهى، ما عدا النظر (¬5). ¬

(¬1) في (أ): تسعين. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) (ص344). (¬3) في (أ): قبل. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) «اللباب»: (3/ 210). (¬5) أي: النظر في كلام ابن الأثير فإنه من كيس المصنف.

20 - باب ما جاء في تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم

20 - باب ما جاء في تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم 126 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الْقِنَاعَ، كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ. قوله: حدثنا يوسف بن عيسى .. الخ، تقدم التعريف بجميع رجاله، وصَبيح (¬1) والد الرَّبيع بفتح المهملة وكسر الموحدة، بخلاف صبيح والد مسلم أبي الضُّحى فإنه بضم المهملة وفتح الموحدة على الراجح فيهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 476).

21 - باب ما جاء في جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم

21 - باب ما جاء في جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم 127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ، جَدَّتَيْهِ، عَنْ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ، أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الْمُتَخَشِّعَ فِي الْجِلْسَةِ، أُرْعِدْتُ مِنَ الْفَرَقِ. قوله: حدثنا عبد بن حُميد .. إلخ الإسناد، تقدم التعريف بجميع رواته. 128 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى. قوله: حدثنا سعيد (¬1) بن عبد الرحمن المخزومي، هو سعيد بن عبد الرحمن بن حَسَّان القرشي المخزومي المكي. روى عن: ابن عيينة، وعبد الله بن الوليد، وغيرهما. وروى عنه: المصنف، والنسائي، ووثَّقَه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 593).

قال ابن حبان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، ويُقال لجده أبو سعيد، أبو عبيد (¬2) الله المخزومي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة تسع وأربعين ومائتين. قوله: وغير واحد، ليس هذا من الإبهام (¬3) المضر في الإسناد لأن العهدة في مثله إنما هي على القَرِين المُعَيَّن كما هنا، وفائدة التعرُّض للمبهم بيان عَدَم انفراد المُعَيَّن به، نعم إذا ثبت عَدَالة المبهم بعد زوال إبهامه ووجدت بقية شروط القبول فيه كان حُجَّةً من تلك الجهة، والله أعلم. قوله: أنا سفيان عن الزهري، تقدم التعريف بهما، وسفيان هو ابن عيينة. قوله: عن عباد (¬4) بن تميم بن غَزِيَّة الأنصاري المازني المدني. روى عن: أبيه، وله صُحبة، وعن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم (¬5)، وأبي بشير (¬6) الأنصاري، وجماعة. ¬

(¬1) (ص238). (¬2) في (أ): عبد. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) في (أ): الإيهام. خطأ. (¬4) «التذكرة»: (2/ 799). (¬5) في (أ): عبد الله بن زايد بن أبي عاصم، والتصحيح من المصدر. (¬6) في (أ): بشر، والتصحيح من المصدر.

وثَّقَه النسائي وابن إسحاق. وفي «التقريب» (¬1): عباد بن تميم بن غَزِيَّة الأنصاري المازني، المدني، ثقة، من الثالثة، وقد قيل إن له رؤية، وفي ابن ماجه من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عباد بن تميم، عن أبيه، عن عمه في الاستسقاء، والصواب سمعت عَبَّاد بن تميم يحدث أبي عن عمه، واسم عمه عبد الله (¬2) بن زيد بن عاصم، وهو أخو أبيه لأمه. وبهذا يُعْرَفُ من عَمَّه، وأن روايته عنه بلا واسطة كما هنا صحيحة. 129 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، احْتَبَى بِيَدَيْهِ. قوله: حدثنا سلمة (¬3) بن شَبيب النيسابوري، أبو عبد الرحمن الحَجْرِي المِسْمَعي، نزيل مكة. روى عن: أبي أسامة، وزيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وطبقتهم بالشام والحجاز ومصر والعراق وخراسان. ¬

(¬1) (ص289). (¬2) «التذكرة»: (2/ 856). (¬3) «التذكرة»: (1/ 628).

وروى عنه: مسلم، والأربعة، وأحمد أحد شيوخه، وابن الفرات، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. قال النسائي: ما علمنا به بأساً، ووثَّقَهُ ابن حبان، وقال: مات سنة سبع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): ثقة من كبار الحادية عشرة. قوله: حدثنا عبد الله (¬2) بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، أبو محمد المدني. روى عن: أبيه، ومالك، وإبراهيم بن مُهَاجر، وجماعة. وروى عنه: سلمة (¬3) بن شبيب، والحسن بن عرفة، وأبو قلابة، وعدة. قال أبو داود: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. وفي «التقريب» (¬4): الجَزْم بأنه متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوَضْع من العاشرة. ¬

(¬1) (ص247). (¬2) «التذكرة»: (2/ 819). (¬3) في (أ): مسلم. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) (ص295).

قوله: أنا إسحاق (¬1) بن محمد الأنصاري، حجازي. يروي عن: رُبَيْح بن عبد الرحمن. وروى عنه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، مجهول. ولفظ «التقريب» (¬2): إسحاق بن محمد الأنصاري، مجهول، تفرد عنه الغفاري، من السابعة. قوله: عن رُبَيْح (¬3) بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري. روى عن: أبيه عن جده، وروى عنه ابنه حكيم، وفُلَيح بن سليمان، وكثير بن زيد، والدَّرَاوَرْدي، وجماعة. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وفي «التقريب» رُبَيْح -بالموحدة، ومهملة مصغَّر- ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني، يُقال: اسمه سعيد ورُبَيْح لقب، مقبول، من السابعة. وأبوه عبد الرحمن بن ابي سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري الخزرجي، ثقة، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة وله سبع وسبعون سنة (¬4). وأما جده أبو سعيد الخدري فقد تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 99). (¬2) (ص103). (¬3) «التذكرة»: (1/ 472). (¬4) «التقريب»: (ص341) و «التذكرة»: (2/ 991).

22 - باب ما جاء في تكأة رسول الله صلى الله عليه وسلم

22 - باب ما جاء في تَكْأَة رسول الله صلى الله عليه وسلم 130 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ عَلَى يَسَارِهِ. قوله: حدثنا عباس (¬1) بن محمد الدُّوري، أبو الفضل البغدادي، الحافظ. روى عن: حسين الجُعْفي، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن أبي كثير، وأبي داود الطيالسي، وشَبَابة، وخلق. وأخذ عن ابن معين الجرح والتعديل. روى عنه: عبد الله بن أحمد، والأربعة، وجعفر الفِرْيَابي، وابن صاعد، وإسماعيل الصَّفَّار، وخلق. وثَّقَه النسائي. وقال أبو حاتم: صدوق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 816).

وقال غيره: مات في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين. وقد بلغ ثمانياً وثمانين سنة (¬1). تنبيه: «الدُّوري» (¬2) بضم الدال، وسكون الواو، في آخره راء، هذه النسبة تارةً تقع إلى مكان كأبي عمر حفص بن عمر المقري الدُّوري نسب إلى الدُّور مَحَلَّة ببغداد، والنسبة هنا أيضاً إليها، وكأبي الطيب محمد بن روزبة الدُّوري نسب إلى الدُّور مَحلَّة بسر من رأى، وكأبي عبد الله الدوري ينسب إلى الدور محلة بنيسابور، وتارةً إلى صناعة كأبي الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري نسب إلى بيع الدور وهي حرفة. قوله: أنا إسحاق بن منصور .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 131 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ قَالَ: وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مُتَّكِئًا، قَالَ: وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ، قَالَ: فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. قوله: حدثنا حُميد بن مَسْعَدَة، أنا بشر بن المفضَّل، أنا الجُرَيْرِي، تقدم ¬

(¬1) قوله: وقد بلغ ... من «التقريب»: (ص294). (¬2) «اللباب»: (1/ 512).

التعريف بهم. قوله: عن عبد الرحمن (¬1) بن أبي بكرة عن أبيه أبي بكرة، بن الحارث الثقفي، البصري. روى عن: أبيه، وعن: علي، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم. وروى عنه: حفيده، وابن سيرين، وقتادة، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان. ومات سنة ست وتسعين. وفي «التقريب» (¬2): ثقة من الثانية. وأبو بكرة اسمه نفيع بضم النون ابن الحارث بن كَلْدَة قال في «التقريب» (¬3): بفتحتين ابن عمرو الثقفي، وأبو بكرة صحابي مشهور بكنيته، وقيل: اسمه مسروح -بمهملات أسلم بالطائف [ثم] (¬4) نزل البصرة، ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين (¬5). 132 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا أَنَا، فَلا آكُلُ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 986). (¬2) (ص337). (¬3) (ص565). (¬4) زيادة من المصدر. (¬5) «التذكرة»: (3/ 1780).

مُتَّكِئًا. قوله: حدثنا قتيبة أنا شَريك، هو ابن عبد الله بن أبي نمر تقدم التعريف بهما. قوله: عن علي (¬1) بن الأَقْمر بن عمرو بن الحارث، الوادِعي، أبو الوازع الكوفي. روى عن: ابن عمر، ومعاوية، وأبي جُحَيفة وعدة. وروى عنه: الأعمش، والثوري، وشعبة، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وغير واحد. ولفظ «التقريب» (¬2): علي بن الأَقْمَر بن عمرو الهَمْدَاني -بسكون الميم وبالمهملة- الوادِعي -بكسر الدال المهملة وبالعين المهملة- أبو الوازع -بكسر الزاي، بعدها مهملة- كوفي ثقة، من الرابعة. تنبيه: ذكرنا بيان هذه النسبة في ترجمة مسروق بن الأجدع. قوله: عن أبي جُحَيفة، هو وهب بن عبد الله صحابي تقدم التعريف به. 133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا آكُلُ مُتَّكِئًا. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1188). (¬2) (ص398).

قوله: حدثنا محمد بن بشار إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله. 134 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ، قَالَ أَبُو عِيسَى: لَمْ يَذْكُرْ وَكِيعٌ عَلَى يَسَارِهِ، وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ إِسْرَائِيلَ، نَحْوَ رِوَايَةِ وَكِيعٍ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى فِيهِ عَلَى يَسَارِهِ، إِلا مَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ إِسْرَائِيلَ. قوله: حدثنا يوسف بن عيسى، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله أيضاً، ولله الحمد، وأبو عيسى كنيةٌ للمصنف، وإسحاق بن منصور، وإسرائيل، ثلاثتهم تقدم التعريف بهم أيضًا.

23 - باب ما جاء في اتكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

23 - باب ما جاء في اتكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم 135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ شَاكِيًا، فَخَرَجَ يَتَوَكَّأُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قِطْرِيٌّ، قَدْ تَوَشَّحَ بِهِ فَصَلَّى بِهِمْ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَعَلَى رَأْسِهِ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا فَضْلُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: اشْدُدْ بِهَذِهِ الْعِصَابَةِ رَأْسِي قَالَ: فَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَعَدَ فَوَضَعَ كَفَّهُ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ، وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به.

قوله: أخبرنا محمد (¬1) بن المبارك بن يَعلى (¬2) المقدسي الصُّوري، نزيل دمشق القَلانِسي. روى عن: مالك، والدراوردي، وابن عيينة، وخلق. وروى عنه: إسحاق الكَوْسَج، وابن معين، وأبو زرعة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعِجْلي، وأبو حاتم. وقال أبو زرعة: شهدت جنازته في شوال سنة خمس عشرة ومائتين. وفي «التقريب» (¬3): ثقة من كبار العاشرة، واستكمل من العُمْر اثنتين وستين سنة. قوله: عطاء (¬4) بن مسلم الخَفَّاف، أبو مَخْلَد الكوفي، نزيل حَلَب. روى عن: الأعمش، والثوري، وعدة. وروى عنه: هشام بن عمار، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1588). (¬2) في (أ): معلى، وفي التذكرة: تعلى، وما أثبتناه من التهذيبين والنبلاء: (10/ 390) وغيرها وهو الأكثر. (¬3) (ص504). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1166).

وقال ابن حبان: يخطئ. مات في رمضان سنة تسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): صدوق يخطئ كثيراً من الثامنة. قوله: أنا جعفر (¬2) بن بُرْقان الكِلَابي، مولاهم، أبو عبد الله الرَّقِّي. عن ميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم، وعطاء، والزهري، وعدة. وعنه: معمر، والسفيانان، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق. قال ابن معين: ثقة فيما يروي عن غير الزهري، وكان أميناً. وكذلك قال أحمد. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً له رواية وفقه وفتوى في دهره. وكان كثير الخطأ في حديثه. مات سنة أربع وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): جعفر بن بُرْقَان بضم الموحدة، وسكون الراء، بعدها قاف صدوق يهم في حديث الزهري، من السابعة، مات سنة خمسين وقيل بعدها. قوله: عن عطاء (¬4) بن أبي رباح، واسمه أسلم الفِهْري، أبو محمد المكي. روى عن: جابر، ورافع بن خَدِيج، وابن عمر، وابن عباس، وأبي ¬

(¬1) (ص392). (¬2) «التذكرة»: (1/ 241). (¬3) (ص140). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1164).

هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، ومجاهد أحد شيوخه، وأيوب، والأوزاعي، وابن جريج، وابن إسحاق، وخلق كثير. قال أبو حنيفة: ما رأيت فيمن لَقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح. وقال غيره: مات سنة أربع عشرة ومائة. قوله: عن الفضل (¬1) بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ورديفه في حجة الوداع. روى عنه (¬2): أخوه عبد الله، وابن أخيه عباس بن عبيد الله، وابن عمه ربيعة بن الحارث، وأبو هريرة، وغيرهم. وفي «التقريب» (¬3): الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه، وسلم وأكبر ولد العباس، استشهد في خلافة عمر رضي الله عنه، والله أعلم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1356). (¬2) في (أ): [و] روى عنه، وما أثبتناه من المصدر. (¬3) (ص446).

24 - باب صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم

24 - باب صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم 137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ ثَلاثًا. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَرَوَى غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ. قوله: حدثنا محمد بن بشار أنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان تقدم التعريف بهؤلاء جميعاً. قوله: عن سعد (¬1) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، وَليَ قضاء المدينة. وروى عن: عَمَّيْه أبي سلمة وحميد، وعن خاليه إبراهيم بن سعد، وعامر بن سعد، وأبي أمامة بن سهل، وأنس بن مالك، وخلق. وروى عنه: ابنه إبراهيم، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وأبو عوانة، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 562).

وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والعجلي، وغير واحد. وقال ابن المديني: لم يَلْقَ أحداً من الصحابة، وكان أصحابنا يرمونه بالقَدَر، وكان عندنا ثقةً ثبتاً، وكان مالك بن أنس يتكلم فيه، وكان لا يروي عنه مالك شيئاً، وكان سعد قد طَعَنَ على مالك في نَسَبِهِ. وقال إبراهيم بن سعد وجماعة: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقال غيره: سنة سبع وعشرين عن اثنتين وسبعين سنة. قوله: عن ابن لكَعْبٍ بن مالك، قال في «التقريب» (¬1): ابن كعب بن مالك في لعق الأَصابع هو عبد الرحمن، وجاء بالشك عبد الله أو عبد الرحمن، وفي حديث أرواح الشهداء هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب نُسِبَ لجده، وفي حديث ما ذئبان جايعان لم يُسَمّ وهو أحد هذين، وكذا في حديث من طلب العلم، وحديث أن امرأة ذبحت شاة بحجر، وقيل في هذا الأخير عن ابن لكعب عن أخيه والذي يظهر أنه عبد الرحمن بن كعب، انتهى، وهو حَسَنٌ أتمُّ مما قاله الشَّريف (¬2). قوله: عن أبيه هو كعب ..... بن مالك بن أبي كعب، واسمه عمرو بن القَيْن الأنصاري السُّلَمي، أبو عبد الله المدني الشاعر، أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا، ¬

(¬1) (ص698). (¬2) «التذكرة»: (4/ 2246).

وأحد السبعين ليلة العقبة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أسيد بن حُضَير، وعنه: أولاده: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومَعْبَد، وأبو أمامة الباهلي، وجابر، وغيرهم. قال ابن البَرْقي وغيره: مات بالمدينة قبل الأربعين. وقال الواقدي مات سنة خمسين، وهو ابن سبع وسبعين سنة. وفي «التقريب» (¬1): مات في خلافة علي. 138 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ. قوله: حدثنا الحسن (¬2) بن علي الخلَّال، إلى آخر الإسناد تَقَدَّم التعريف بجميعهم ما عدا الخلَّال فإنه الحسن بن علي بن محمد الهُذَلي الخَلَّال الحُلْواني البغدادي، نزيل مكة. روى عن: وكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ومُطَيَّن، وآخرون. ¬

(¬1) (ص461). (¬2) «التذكرة»: (1/ 326).

وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال أبو داود: كان عالماً بالرجال، وكان لا يستعمل علمه. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتاً متقناً. وقال غيره: مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين [ومائتين] (¬1) بمكة. وفي «التقريب» (¬2): الحُلْواني -بضم المهملة- نزيل مكة، ثقة حافظ، له تصانيف، من الحادية عشرة. 139 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي الْحَضْرَمِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا أَنَا فَلا آكُلُ مُتَّكِئًا. [قوله] (¬3): حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصُّدَائي الأكفاني (¬4) البغدادي. يروي عن: وكيع، والوليد بن القاسم، وجماعة. وروى عنه: المصنف، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، والمَحَاملي، ¬

(¬1) زيادة من المصدر. (¬2) (ص162). (¬3) زيادة من عندي، وهي جادة المؤلف. (¬4) «التذكرة»: (1/ 341).

وخلق. وثَّقَهُ ابن خِرَاش وغيره. ومات سنة [ثمان وأربعين] (¬1) ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): الصُّدائي -بضم المهملة، وتخفيف الدال- صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ست أو ثمان وأربعين ومائتين. تنبيه: في «اللباب» (¬3): الصُّدَائي بضم الصاد وفتح الدال المهملتين، وبعد الألف مثناة من تحت، هذه النسبة إلى صُدَاء، واسمه الحارث بن سعد بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج، واسمه مالك، قبيلة من اليمن ينسب إليهم جماعة منهم زياد بن الحارث الصُّدَائي له صحبة، وعلي بن الحسين بن يزيد الصُّدَائي كوفي، حدث عن أبيه، روى عنه أبو بكر الشافعي وغيره، مات سنة ست وثمانين ومائتين. قوله: أخبرنا يعقوب (¬4) بن إسحاق بن زيد (¬5) الحضرمي، مولاهم، أبو محمد البصري. ¬

(¬1) في (أ): أربع وثمانين، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) (ص167). (¬3) (2/ 236). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1929). (¬5) في (أ): يزيد. خطأ، والتصحيح من المصدر.

روى عن: جده زيد، وشعبة، وزائدة، وحماد بن سلمة، وخلق. وروى عنه: أبو قلابة، وأبو الرَّبيع الزَّهْرَاني، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان. وقال أحمد وأبو حاتم: صدوق. وفي «التقريب» (¬1): البصري النحوي، صدوق، من صغار التاسعة، مات سنة خمس ومائتين (¬2). قوله: أنا شعبة .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ , نَحْوَهُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 141 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِأَصَابِعِهِ، الثَّلاثِ وَيَلْعَقُهُنَّ. قوله: حدثنا هارون بن إسحاق .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم إلا عَبْدَة (¬3) بن سُليمان، فإنه عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي، ¬

(¬1) (ص607). (¬2) في (أ): خمس وعشرين ومائتين، وهو حشو، والتصحيح من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1086).

روى عن: الأعمش، والثوري، وابن إسحاق، وعدة. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وآخرون. وثَّقَه أحمد، والعجلي، وابن سعد. قال: ومات في رجب سنة ثمان وثمانين ومائة. وفي «التقريب»: ويقال اسمه عبد الرحمن ثقة ثبت من صغار الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومائة وقيل بعدها. 142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ مِنَ الْجُوعِ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به. قوله: أنا الفضل بن دُكَيْن، دُكَيْن لقب واسمه عمرو بن حَمَّاد (¬1) المُلَائي، أبو نعيم الكوفي، أحد الأعلام. تقدم التعريف به. ولفظ «التقريب» (¬2): الفضل بن دكين الكوفي، واسم دُكَيْن عمرو بن حماد بن زُهَيْر التيمي، مولاهم الأحول، أبو نعيم المُلَائي بضم الميم، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثمان عشرة، وقيل: تسع ¬

(¬1) في (أ): خالد. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) (ص446).

عشرة، وكان مولده سنة ثلاثين، وهو من كبار شيوخ البخاري. قوله: أنا مُصْعَب (¬1) بن سليم -بضم الميم، وفتح السين المهملة- القرشي، مولى آل الزبير. روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: ابن عيينة، ووكيع، وجماعة. وَثَّقَهُ النسائي. وفي «التقريب» (¬2): يقال له الزهري كوفي صدوق من الخامسة. قوله: سمعت أنس بن مالك، تقدم التعريف به رضي الله عنه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1666). (¬2) (ص533).

25 - باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم

25 - باب ما جاء في صفة خُبْز رسول الله صلى الله عليه وسلم 143 - حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، يُحَدِّثُ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا محمد بن المثنى ومُحَمَّد بن بَشَّار .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم ما خلا: عبد الرحمن (¬1) يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الدَّارَاني. روى عن: أبيه، وأخيه يزيد، وأبي الأشعث الصنعاني (¬2)، والزهري، ونافع، ومكحول، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1032). (¬2) في (أ): الصاغاني، والتصحيح من المصدر.

وعنه: ابناه عبد الله وخالد، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وغير واحد. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وما خلا: الأسود (¬1) يزيد بن قيس النَّخَعِي الكوفي أخا عبد الرحمن كما مَرّ، وروى عن: أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وابن مسعود، وحذيفة، وأبي موسى، وعائشة، وغيرهم. وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، وابن أخته إبراهيم النخعي، وأبو إسحاق السبيعي، وآخرون. وكان صواماً قواماً. قال أحمد: ثقة من أهل الخير. وقال غيره: حج ثمانين حجة وعُمْرَة لم يجمع بينهما. مات سنة أربع وقيل: سنة خمس وسبعين. 144 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يَقُولُ: مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 129).

خُبْزُ الشَّعِيرِ. قوله: حدثنا عباس بن محمد الدُّوري، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا يحيى (¬1) بن أبي بُكير، واسمه نَسْر، وقيل: بِشْرالعَبْدي الكِرْمَاني قاضيها. روى عن: الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وطائفة. وروى عنه: أحمد، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَه يحيى، والعِجْلي، وغيرهما. مات سنة ثمان ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): واسمه نَسْر -بفتح النون، وسكون المهملة- الكِرْمَاني، كوفي الأصل، نزل بغداد، ثقة، من الثامنة. قوله: أنا حَرِيز (¬3) بن عثمان الرَّحَبي المشرقي، الحمصي، قدم بغداد وحدث بها زمن المهدي. روى عن عبد الله بن بسر المازني الصحابي، وخالد بن معدان، وراشد بن سعد، وخلق. وروى عنه: بقية، والوليد بن مسلم، ويزيد بن هارون، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1865). (¬2) (ص588). (¬3) «التذكرة»: (1/ 309) ووقع في (أ) جرير. خطأ.

وثَّقَه يحيى القطان، وأحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال العِجْلي: شامي ثقة كان يحمل على عَليّ. وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ولم يصح عندي ما يقال في رأيه ولا أعلم بالشام أثبت منه، وهو ثقة متقن. وقال غيره: ولد سنة ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): حَرِيز -بفتح أوله، وكسر الراء في ثانيه، آخره زاي- ابن عثمان الرَّحَبي بفتح الراء والحاء المهملة، بعدها موحدة- الحمصي، ثقة ثبت، رُمي بالتعصُّب، من الخامسة، مات سنة ثلاث وستين، وله ثلاث وثمانون سنة. وفي «الميزان» (¬2): حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي الحمصي، ورَحَبَة بَطْن من حمير، كان متقناً ثبتاً لكنه مبتدع، روى عن عبد الله بن بسر الصحابي، وعن خالد بن معدان، وراشد بن سعد، وخلق. وروى عنه: بقية، ويحيى الوحاظي، وعلي بن الجعد، وخلق. قال علي بن عياش: جمعنا حديثه في دفتر نحواً من مائتي حديث فأتيناه به فتعجب وقال: هذا كله عني؟! وقال معاذ بن معاذ: لا أعلم أني رأيت شامياً أفضل منه. ¬

(¬1) (ص156). (¬2) (2/ 218 - 219).

وقال أبو داود: سألت أحمد عنه فقال: ثقة ثقة، ولم يكن يرى القدر. وكذا وثَّقَهُ ابن معين، وجماعة. قال الفلاس: كان ينال من علي، وكان حافظاً لحديثه سمعت يحيى القطان يحدث عن ثور بن يزيد عنه. وقال أبو حاتم: لا أعلم بالشام أحداً أثبت منه. وقال أبو اليمان: كان [يتناول] (¬1) رجلاً ثم ترك. وقال أحمد بن سليمان الرهاوي سمعت يزيد بن هارون وقيل له: كان حَرِيز يقول: لا أحب علياً رضي الله عنه قتل آبائي -يعني يوم صفين- فقال: لم أسمع هذا منه، كان يقول: لنا إمامنا، ولكم إمامكم -يعني معاوية، وعلياً-. وقال عمران بن أبان سمعت حريز بن عثمان يقول: لا أحبه قتل آبائي. وقال شبابة: سمعت رجلاً قال لحَرِيز بن عثمان: بلغني أنك تترحم على علي، فقال: اسكت ثم التفت إلي وقال: رحمه الله مائة مرة. وقال علي بن عياش: سمعت حريزاً يقول والله ما سَبَبْتُ علياً قط. وقال أبو بكر بن أبي داود عن معاوية بن عبد الرحمن الرَّحَبي: سمعت حَريز بن عثمان يقول: لا تُعَادِ أحداً حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكُ ¬

(¬1) زيادة من المصادر، سقطت من الأصل.

محسناً فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يك مسيئاً فأوشك بعمله أن يكفيكه، ثم لم يزد على التاريخ السابق. قوله: عن سليم (¬1) بن عامر الكَلَاعي الخَبَائِري، أبو يحيى الحمصي. روى عن: ابن الزبير، وأبي الدرداء، والمقداد، وتميم الدَّاري، وأبي هريرة، وعدة. وروى عنه: ثور بن يزيد، وحَرِيز بن عثمان، ومعاوية بن صالح، وآخرون. وثَّقَه العجلي، والنسائي، وغيرهما. وفي «التقريب» (¬2): سليم بن عامر الكَلَاعي الخَبائري -بخاء معجمة وموحدة- أبو يحيى الحمصي، ثقة، من الثالثة، وغَلط من قال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة ثلاثين ومائة (¬3). قوله: سمعت أبا أُمَامة (¬4)، هو صُدَي بن عَجْلان، أُبو أمامة البَاهِلي، نزيل حمص، روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: عمر، وعثمان، وعلي، وعمار، وأبي عُبيدة، ومعاذ، وأبي الدرداء، وغيرهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 636). (¬2) (ص249). (¬3) في (أ): [ثلاث] وثلاثين ومائة. وهو حشو. (¬4) «التذكرة»: (2/ 740).

وروى عنه: شهر، وخالد بن معدان، ومكحول، ورجاء بن حَيْوَة، وآخرون. قال ابن عيينة: كان آخر من بَقيَ بالشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أُمامة. وقال الفلَّاس وغير واحد: مات سنة ست وثمانين، وزاد بعضهم: وهو ابن إحدى وتسعين سنة. 145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَبِيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا هُوَ وَأَهْلُهُ، لا يَجِدُونُ عِشَاءً وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ، خُبْزَ الشَّعِيرِ. قوله: حدثنا عبد الله (¬1) بن معاوية الجمحي، هو عبد الله بن معاوية بن موسى الجُمَحي، أبو جعفر البصري. روى عن: حماد بن سلمة، ومهدي بن ميمون، وعدة. وروى عنه: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو يعلى، وآخرون. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬2): ثقة من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين وقد زاد ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 931). (¬2) (ص344).

على المائة. قوله: أنا ثابت (¬1) بن يزيد، هو الأحول، أبو زيد البصري. روى عن: هلال بن خباب (¬2)، وعاصم الأحول، وجماعة. وروى عنه: عبد الله بن معاوية الجمحي، وعفان، وعارِم، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم. وقال ابن حبان: من متقني أهل البصرة إلا أنه كان يهم في الشيء بعد الشيء. مات سنة تسع وستين ومائة. وفي «التقريب»: ثبت من السابعة. قوله: عن هلال (¬3) بن خَبَّاب العَبْدِي (¬4)، أبي العلاء البصري. روى عن: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وعدة. وروى عنه: الثوري، ومسعر، وآخرون. وثَقَّه أحمد، ويحيى. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 213). (¬2) في (أ): حبان. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1819). (¬4) في (أ): العبيدي. خطأ، والتصحيح من المصدر.

وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف. وقال ابن سعد: مات في آخر سنة أربع وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): خَبَّاب -بمعجمة وموحدتين- العبدي (¬2) مولاهم، أبو العلاء البصري، نزيل المدائن، صدوق، تَغَيَّرَ بآخر عمره. قوله: عن عكرمة عن ابن عباس، تقدم التعريف بهما. 146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ يَعْنِي الْحُوَّارَى فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَعَالَى، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَتْ لَنَا مَنَاخِلُ قِيلَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِالشَّعِيرِ؟ قَالَ: كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ، ثُمَّ نَعْجِنُهُ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: أنا عبيد الله (¬3) بن عبد المجيد الحنفي، هو أبو علي الحنفي البصري. ¬

(¬1) (ص575). (¬2) في (أ): العبيدي. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1100).

روى عن: مالك، وإسرائيل، وهشام الدستوائي، وعدة. وروى عنه: ابن المديني، وأبو خيثمة، والذُّهْلي، وآخرون. قال ابن معين وأبو حاتم: ليس به بأس. وقال غيرهما: مات سنة تسع ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): صدوق لم يثبت أن يحيى بن معين ضعَّفَه، من التاسعة. قوله: أنا عبد الرحمن (¬2)، وهو ابن عبد الله بن دينار المدني. عن: أبيه، وزيد بن أسلم، وجماعة. وروى عنه: ابن المبارك، ويحيى القطَّان، وآخرون. لينه أبو حاتم، وغيره. وفي «التقريب» (¬3): صدوق يُخطئ، من السابعة. قوله: أنا أبو حازم، الظاهر أنه سلمان (¬4) أبو حازم الأشجعي الكوفي. روى عن: الحسن، والحسين، وابن عمر، وابن الزبير، وأبي هريرة. ¬

(¬1) (ص373). (¬2) «التذكرة»: (2/ 998). (¬3) (ص344). (¬4) «التذكرة»: (1/ 624) ووقع في (أ): سليمان. خطأ.

وروى عنه: الأعمش، وسَيَّار أبو الحكم (¬1)، وعدي بن ثابت، ومنصور، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وأبو داود، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. ويحتمل أنه أبو حازم سَلَمة بن دينار الأعرج وهو الأفزر (¬2)، شيخ الإمام مالك، فقد خرج لهذين جميعهم. قوله: عن سهل (¬3) بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري السَّاعِدي المدني. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب، وعاصم بن عدي، وغيرهم. وعنه: ابناه، والزهري، وآخرون. قال البخاري وغير واحد: مات سنة ثمان وثمانين، ويقال: سنة إحدى وتسعين وهو ابن مائة سنة، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة. وفي «التقريب» (¬4): سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي، أبو العباس، له ولأبيه صُحبة، مشهور، مات سنة ¬

(¬1) في (أ): سيار [و] أبو الحكم، وهو حشو. (¬2) في (أ): الأقرن، خطأ، وفي (جـ) و (د): الأقرب. وما أثبتناه من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (1/ 67). (¬4) (ص257).

ثمان وثمانين وقيل بعدها، وقد جاوز المائة. 147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَكَلَ نَبِيُّ اللهِ عَلَى خِوَانٍ، وَلا فِي سُكُرَّجَةٍ، وَلا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَالَ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى هَذِهِ السُّفَرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: يُونُسُ هَذَا الَّذِي رَوَى عَنْ قَتَادَةَ هُوَ يُونُسُ الإِسْكَافُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. وأما يونس فهو يونس (¬1) بن أبي الفُرَات المصري. روى عن: الحسن، وقتادة، وابن المسيب، وعمر بن عبد العزيز. وروى عنه: هشام الدستوائي، وغيره. وثَّقَه أبو داود، والنسائي، وغيرهما. وقال ابن حبان: منكر الحديث. وفي «التقريب» (¬2): يونس بن أبي الفرات القرشي مولاهم أبو الفُرَات البصري الإِسْكاف، ثقة من الثانية، لم يُصِب ابن حبان في تضعيفه. 148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَدَعَتْ لِي ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1951). (¬2) (ص614).

بِطَعَامٍ وَقَالَتْ: مَا أَشْبَعُ مِنْ طَعَامٍ فَأَشَاءُ أَنْ أَبْكِيَ إِلا بَكِيتُ قَالَ: قُلْتُ لِمَ؟ قَالَتْ: أَذْكُرُ الْحَالَ الَّتِي فَارَقَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدُّنْيَا، وَاللَّهِ مَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع تقدم التعريف به. قوله: أنا عَبَّاد (¬1) بن عَبَّاد بن حبيب بن المُهَلَّب الأَزْدي، أبو معاوية، البصري. روى عن: أبي جَمْرَة الضُّبَعي، وهشام بن عروة، وعاصم الأحول، ويونس بن خباب، وعدة. وروى عنه: أحمد، وقتيبة، ويحيى، ومُسدد، وأبو عبيد، وجماعة آخرهم بن عرفة. وثَّقَهُ ابن معين، وغير واحد. وقال أحمد: ليس به بأس، وكان رجلاً عاقلاً أديباً (¬2). وقال ابن سعد: كان معروفاً بالطَّلَب حسن الهيئة، ولم يكن بالقوي في الحديث. وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): عَبَّاد بن عَبَّاد بن حَبيب بن المُهَلَّب بن أبي صفرة ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 802). (¬2) في (أ): ديناً. وما أثبتناه من المصادر. (¬3) (ص290).

الأزدي، أبو معاوية البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين أو بعدها بسنة. قوله: عن مجالد (¬1) بن سعيد بن عفير (¬2) الهَمْدَاني الكوفي. يروي عن: الشعبي، وزياد بن علاقة، وقيس بن أبي حازم، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وابنه إسماعيل بن مجالد، وإسماعيل بن أبي خالد، وشعبة، والسفيانان، وحماد بن زيد، وخلق. وثَّقَه النسائي، وضَعَّفَه ابن مهدي، ويحيى القطَّان، وأحمد، ويحيى، وغيرهما. ومات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): مُجالد -بضم أوله، وتخفيف الجيم- ابن سعد ابن عُفَير (¬4) الهَمْداني -بسكون الميم- أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، من صغار السادسة، مات سنة أربع ومائة. قوله: عن الشعبي عن مسروق، قال: دخلت على عائشة، تقدم التعريف بثلاثتهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1454). (¬2) كذا في (أ) والتذكرة، وفي التهذيب وفروعه: عمير. (¬3) (ص520). (¬4) في التقريب: عمير.

149 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 150 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ، وَلا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عبد الله (¬1) بن عمرو بن أبي الحجاج، واسمه مَيْسَرة التميمي المِنْقَرِي مولاهم، أبو معمر المُقْعَد البصري الحافظ. عن أبي الأشهب العُطَاردي، وعَبْثَر بن القاسم، وجرير بن عبد الحميد، وعدة. وروى عنه: البخاري، وأبو داود، والدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 900).

وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، وغيرهما، ومات سنة أربع وعشرين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): المِنْقَري -بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف- ثقة ثبت، رُمِي بالقَدَر، من العاشرة. قوله: أنا عبد الوارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، تقدم التعريف بالجميع ولله الحمد. ¬

(¬1) (ص315).

26 - باب صفة إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم

26 - باب صفة إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم 151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِي حَدِيثِهِ: نِعْمَ الإِدَامُ أَوِ الأُدْمُ الْخَلُّ. قوله: حدثنا محمد بن سهل بن عَسْكَر، وعبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا يحيى بن حسان ثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها تقدم التعريف بهم جميعاً. 152 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئِتُمْ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ. قوله: حدثنا قُتيبة ثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب، تقدم التعريف بالجميع.

قوله: سمعت النعمان (¬1) بن بشير بن سعد الأنصاري، أبو عبد الله المدني. له وأبيه صحبة، ولد في السنة الثانية من الهجرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن خاله عبد الله (¬2) بن رواحة، وعمر، وعائشة. وروى عنه: ابنه محمد، ومولاه وكاتبه حبيب بن سالم، والشعبي، وآخرون. ولي الكوفة في عهد معاوية، ثم وليَ حمص لابن الزبير، ثم خرج هارباً منها فأتبعه خالد بن خَلي فقتله، وقال أبو عبيد وغيره: قتل سنة أربع وستين. 153 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الإِدَامُ الأُدْمُ: الْخَلُّ. قوله: حدثنا عَبْدَة (¬3) بن عَبد الله الخُزاعي الصَّفَّار، أبو سهل، البصري. روى عن: يزيد بن هارون، وأبي داود الطيالسي، ويحيى بن آدم، وعدة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1771). (¬2) في (أ): عبد الرحمن، وما أثبتناه من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1087).

وروى عنه: البخاري، وأصحاب السُّنَن الأربعة، وأبو حاتم، وخلق. وثَّقَه النسائي. وقال البغوي: مات بالأهواز سنة ثمان وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): عبدة بن عبد الله الصَّفَّار الخُزَاعي، أبو سهل البصري، كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين، وقيل في التي قبلها. قوله: أنا معاوية (¬2) بن هشام القَصَّار الأسدي، أبو الحسن الكوفي. روى عن: الثوري، ومالك، وعدة. وروى عنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَه أبو داود، وضَعَّفَه ابن معين. وفي «التقريب» (¬3): معاوية بن هشام القَصَّار، أبو الحسن الكوفي [مولى] (¬4) بني أسد، ويقال له: مَعاوية بن أبي العباس، صدوق له أوهام، من صغار التاسعة، مات سنة أربعة ومائتين. ¬

(¬1) (ص369). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1686). (¬3) (ص538). (¬4) زيادة من المصدر سقطت من الأصل.

قوله: عن سفيان، هو الثوري تقدم التعريف به. قوله: عن مُحَارِب (¬1) بن دِثار السَّدوسي، أبو دِثَار الكوفي، قاضيها. روى عن: جابر، وابن عمر، وعبد الله بن بُريدة، وجماعة. روى عنه: أبو حنيفة، وابنه النَّضْر بن محارب، والأعمش، وزائدة، وشَريك، وشُعبة، والسفيانان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، وغيرهم. وقال ابن سعد: كان ممن يُرْجِئ علياً وعثمان فلا يشهد عليهما بإيمان ولا كفر. وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة. قوله: عن جابر بن عبد الله، تقدم التعريف به. 154 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَأُتِيَ بِلَحْمِ دَجَاجٍ فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهَا تَأْكُلُ شَيْئًا فَحَلَفْتُ أَنْ لا آكُلَهَا، قَالَ: ادْنُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْكُلُ لَحْمَ دَجَاجٍ. قوله: حدثنا هَنَّاد ثنا وكيع عن سفيان عن أيوب، تقدم التعريف بهم ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1458).

جميعاً. قوله: عن أبي قِلابة (¬1) -بكسر القاف- اسمه عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجَرْمي البصري، أحد الأئمة. قَدِم الشام، وسكن داريا، وروى عن: عمر ولم يدركه، وعن حذيفة، وسَمُرة، وابن عباس، وأبي هريرة، وعائشة، ويقال: إنه لم يسمع منهم، وعن أنس، وثابت بن الضَّحَّاك، ومالك ابن الحُوَيرث، وعدة. وروى عنه: أبو رجاء مولاه، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وخالد [الحذَّاء] (¬2)، ومالك بن الحويرث، وعدة. وروى عنه: أبو رجاء مولاه، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذَّاء، وأيوب، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، والعجلي، وقال: كان يحمل على عَلي، ولم يَرو عنه شيئاً. وقال ابن يونس: مات سنة أربع ومائة. وفي «التقريب» (¬3): أبو قِلابة البصري، ثقة فاضل، كثير الإرسال، قال ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 857). (¬2) زيادة من المصدر. (¬3) (ص304).

العجلي: فيه نصب (¬1) يسير، من الثالثة، مات بالشام هارِباً من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها. تنبيهات: الأول: في «اللباب» (¬2): الجَرْمي بفتح الجيم، وسكون الراء، وفي آخره الميم، نسبةً إلى جَرْم قبيلة، وهو جرم بن ريان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، وفي بجيلة أيضاً جَرْم بن علقمة بن أنمار، وممن ينسب إلى جَرْم أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، تابعي جليل، توفي سنة أربع ومائة بعريش مصر، وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك يحمد الله ويشكره. الثاني: لهم جِرْمي بكسر الجيم، وسكون الراء المهملة نسبةً إلى بلدة من وراء ولوالج، يقال لها جِرْم، منها الفقيه أبو عبد الله سعيد بن حَيْدر الجِرْمي (¬3). الثالث: لهم أبو قلابة متأخر اسمه عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد (¬4) بن عبد الملك الرَّقاشي (¬5) بفتح الراء (¬6) وتخفيف القاف ثم ¬

(¬1) في (أ): نقص. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) (1/ 273 - 274). (¬3) «اللباب»: (1/ 274). (¬4) في النسخ: مهني، وما أثبتناه من المصادر. (¬5) في النسخ: الوقاشي. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬6) في النسخ: بفتح الواو. خطأ، والتصحيح من المصدر.

معجمة، ثبت صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد، من الحادية عشرة، مات سنة ست وسبعين ومائتين، وله ست وثمانون سنة (¬1). قوله: عن زَهْدَم (¬2) الجَرْمي، هو زهدم بن مُضَرِّب الجَرْمي، أبو مسلم البصري. روى عن: أبي موسى الأشعري، وعمران بن حصين، وابن عباس، وغيرهم. وروى عنه قتادة، وأبو قلابة، وجماعة. وثقه ابن حبان. وفي «التقريب» (¬3): زَهْدَم -بوزن جعفر- بن مضرب الجرمي -بفتح الجيم- أبو مُسْلم البصري، ثقة، من الثالثة، انتهى. قلت: تقدم الكلام علي جَرْم المنسوب إليه. قوله: عند أبي موسى، هو عبد الله (¬4) بن قيس بن سليم، أبو موسى الأشعري، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، وعلي، ¬

(¬1) «التقريب»: (ص365). (¬2) «التذكرة»: (1/ 518). (¬3) (ص217). (¬4) «التذكرة»: (2/ 912).

وابن مسعود، وعمار، وأُبي بن كعب، وعائشة. روى عنه: أولاده إبراهيم، وأبو بردة، وأبو بكر، وموسى، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأبو وائل، والشعبي، وخلق. عمل للنبي صلى الله عليه وسلم على زَبيد، وعَدَن، وساحل اليمن، واستعمله عمر على الكوفة، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود». قال أبو نعيم وغيره: مات سنة أربع وأربعين وله نَيِّف وستون (¬1) سنة. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن قيس بن سليم بن حَضَّار -بفتح المهملة وتشديد الضاد المعجمة- أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، أَمَّرَه عمر ثم عثمان، وهو أحد الحَكَمَيْن بصفِّين، مات سنة خمسين وقيل بعدها. تنبيه: «الأَشْعَري» بفتح الألف، وسكون الشين المعجمة، وفتح المهملة، وكسر الراء، هذه النسبة إلى أَشْعَر وهي قبيلة مشهورة من اليمن، أبوها نبت بن أدد (¬3) بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وإنما قيل له الأَشْعَر لأن أمه ولدته والشَّعْر على بدنه، قاله في ¬

(¬1) في (أ) و (د): سبعون. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) (ص318). (¬3) في (أ) و (د): داود. خطأ، والتصحيح من المصادر.

«اللباب» (¬1). 155 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْمَ حُبَارَى. قوله: حدثنا الفضل (¬2) بن سَهْل الأَعْرَج البغدادي، كنيته أبو العباس، الرَّام، الحافظ. روى عن: أبي أحمد الزبيري، وأبي النَّضْر (¬3)، وعفان، وخلق. وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حبان مات سنة خمس وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬4): أصله من خراسان، مات بالتاريخ المذكور، وقد جاوز السبعين. ¬

(¬1) (1/ 64). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1355). (¬3) في (أ): أبي السفر. وما أثبتناه من المصادر. (¬4) (ص446)، وقال: صدوق من الحادية عشرة.

قوله: أخبرنا إبراهيم (¬1) بن عبد الرحمن بن مَهْدي البصري. روى عن: أبيه، وإبراهيم بن عمر بن سفينة، وجعفر بن سليمان، وخالد بن مخلد، وجماعة. وروى عنه: ابن المديني، والفضل بن سهل الأعرج، [والكديمي] (¬2)، وأبو أمية الطرسوسي، وعدة. قال ابن عدي: روى عن الثقات أحاديث مناكير. وفي «التقريب» (¬3): صدوق له مناكير، قيل: إنها من قبل الراوي عنه، من العاشرة. قوله: عن إبراهيم بن عمر بن سَفينة، عن أبيه عن جده. أما إبراهيم ولقبه بُرَيْه وهو تصغير إبراهيم فهو مستور من السابعة (¬4). وأما أبوه عمر بن سفينة (¬5) مولى أم سلمة، فصدوق، من الثالثة. وأما جده سفينة فهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو عبد الرحمن، يقال: كان اسمه مهران أو غير ذلك، فلُقِّبَ سفينة لكونه ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 27). (¬2) زيادة من المصدر ليست في (أ). (¬3) (ص91). (¬4) «التقريب»: (ص92) و «التذكرة»: (1/ 168). (¬5) «التقريب»: (ص413) و «التذكرة»: (2/ 1237).

حمل شيئاً كثيراً في السفر، له أحاديث (¬1). وفي «التذكرة» (¬2): بُرَيه عن أبيه عمر بن سفينة، قال البخاري: إسناده مجهول. وفيها أيضاً سفينة (¬3) أبو عبد الرحمن ويقال: أبو البَخْتَري، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مُختلَفٌ في اسمه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن علي، وأم سلمة، وعنه ابناه عمر، وعبد الرحمن، وابن المنكدر، وسالم، والحسن البصري، وغيرهم، انتهى. قلت: في بعض التواريخ أن الذي لَقَّبَهُ سفينة هو النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حين رآه حمل مَتَاع أصحابه حين عَيُوا وتعبوا، والله أعلم. 156 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: فَقَدَّمَ طَعَامَهُ وَقَدَّمَ فِي طَعَامِهِ لَحْمَ دَجَاجٍ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مَوْلًى، قَالَ: فَلَمْ يَدْنُ فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: ادْنُ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ مِنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا، فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ أَنْ لا أَطْعَمَهُ أَبَدًا. ¬

(¬1) «التقريب»: (ص245). (¬2) (1/ 168). (¬3) (1/ 619).

قوله: حدثنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم، خلا: القاسم التيمي المدني (¬1)، يروي عن: أبيه، وعمته عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وطائفة. وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، والشعبي، والزهري، ونافع، وخلق. قال يحيى بن سعيد: ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضِّله على القاسم. وقال مالك: كان من فقهاء هذه الأمة وقال ابن سعد: كان ثقة رفيعاً عالماً فقيهاً إماماً ورعاً كثير الحديث. وقال ابن معين وغيره: مات سنة ثمان ومائة. 157 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، يُقَالُ: لَهُ عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي أَسِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، وأبو أحمد الزبيري، تقدم التعريف بهما. قوله: وأبو نعيم، هو الملائي ولقبه الفضل (¬2) بن دكين، واسمه عمرو بن حماد الكوفي، أحد الأعلام. ¬

(¬1) هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. «التذكرة»: (3/ 1378). (¬2) كذا، كرر ترجمة الفضل بن دكين، وقد تقدم قبل.

عن: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي حنيفة، والسفيانين، ومالك، والحمادين، وخلق كثير. وعنه: البخاري، ويحيى، وإسحاق، والدارمي، وعبد بن حميد، وأبو زرعة، وخلق. قال أحمد: ثقة موضع للحُجَّة يزاحم به ابن عيينة. وقال العجلي ويعقوب بن شيبة: ثقة ثبت. وقال أبو حاتم: كان ثقة حافظاً متقناً. وقال غيره: مات سنة ثمان عشرة ومائتين. قوله: عن عبد الله (¬1) بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، الكوفي. عن: أبيه، وجده، وعكرمة، والزهري، والشعبي، وطائفة. وعنه: [عمه] (¬2) محمد بن عبد الرحمن القاضي، وشعبة، والسفيانان، وعدة. وثَّقَه النسائي. وقال ابن المديني: منكر الحديث. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 907). (¬2) زيادة من المصدر ليست في (أ).

وقال ابن معين: ثقة يتشيع، هلك سنة ثلاثين ومائة. قوله: عن رجل من أهل الشام، يقال له عطاء. قال في «التذكرة» (¬1): وعطاء الشامي عن أبي أسيد الأنصاري. وعنه عبد الله بن عيسى. وثَّقَه ابن حبان. زاد في «التقريب» (¬2)، سكن الساحل مقبول من الرابعة. قوله: عن أبي أسيد (¬3)، بفتح الهمزة ويقال بضمها، قال الدارقطني: ولا يصح، وهو ابن أبي ثابت الأنصاري الزُّرَقي، قيل: اسمه عبد الله، له صحبة ورواية، وعنه عطاء الشامي. 158 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى: وكَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يَضْطَرِبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَرُبَّمَا أَسْنَدَهُ، وَرُبَّمَا أَرْسَلَهُ. قوله: حدثنا يحيى بن موسى أنا عبد الرزاق عن معمر، تقدم التعريف بهم. ¬

(¬1) (3/ 1168). (¬2) (ص392). (¬3) «التذكرة»: (4/ 1965).

قوله: عن زيد (¬1) بن أسلم عن أبيه، أما زيد فهو زيد بن أسلم القرشي، مولى عمر، أبو أسامة، ويقال: أبو عبد الله، المدني، أحد الأعلام. روى عن: أبيه، وأخيه خالد، وابن عمر، وجابر، وسلمة بن الأكوع، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وخلق. وعنه: أبو حنيفة، ومالك، وبنوه أسامة، وعبد الله، وعبد الرحمن، والسفيانان، ومعمر، وخلق كثير. وثَّقَه أحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغير واحد. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة من أهل العلم والفقه، وكان عالماً بالتفسير، له فيه كتاب. وقال مالك: كان يحدث من تلقاء نفسه فإذا سكت قام فلا يجترئ عليه إنسان. توفي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة. وأما أبوه فهو أسلم (¬2) المدني، عن مولاه عمر، وأبي بكر، وعثمان، ومعاذ، وغيرهم. وعنه: ابنه زيد، ونافع، والقاسم بن محمد، ومسلم بن جُنْدب الهُذَلي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 535). (¬2) «التذكرة»: (1/ 106).

قال العجلي: مدني ثقة من كبار التابعين. وقال غيره: مات سنة ثمانين. قوله: عن عمر (¬1) بن الخطاب بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عَدِي بن كَعْب بن لُؤَي القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر الصديق، وأُبي بن كعب، وعنه بنوه عبد الله، وعاصم، وحفصة، وعثمان، وعلي، وطلحة، وسعد، وابن عوف، وابن مسعود، وثمامة، وخلق. قال ابن عبد البر: كان إسلام عُمَر عِزًّا ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم. وهاجر، فهو من المهاجرين الأولين، وشهد بيعة الرضوان وكل مَشْهَد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبي بكر، بويع له بها يوم مات أبو بكر باستخلافه سنة ثلاث عشرة فسار بأحسن سيرة، وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجل من الناس، وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر، ودَوَّن الدواوين في العَطَاء ورُتَب الناس فيه على سوابقهم، وأرَّخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم، وهو أول من سُمِّيَ أمير ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1232).

المؤمنين، وأول من اتخذ الدِّرَّة، وكان نقش خاتمه «كفى بالموت واعظاً يا عمر» كانت ولايته رضي الله عنه عشر سنين وخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، وقيل: لثلاث بقين منه سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه صُهَيب، رضي الله عن الجميع. قوله: قال أبو عيسى (¬1)، كان عبد الرزاق، تقدم التعريف بهما والأول منهما هو المُصَنِّف. 159 - حَدَّثَنَا السِّنْجِيُّ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ السِّنْجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ عُمَرَ. قوله: حدثنا السِّنْجي (¬2) أبو داود سُليمان بن معبد (¬3)، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، تقدم التعريف بهم جميعاً ما خلا السِّنْجي شيخ المصنف فإنه سليمان بن معبد المَرْوَزي السِّنْجي، روى عن: النَّضْر بن شميل، وعبد الرزاق، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو حاتم، ومُطَيِّن، وآخرون. ¬

(¬1) في (أ): قوله: أنا أبو عيسى، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 657 - 658). (¬3) في (أ): سعيد. خطأ، والتصحيح من المصدر.

وثَّقَه النسائي، وغيره. قال الخطيب: رحل (¬1) في طلب العلم إلى العراق، والحجاز، ومصر، واليمن، وقدم بغداد، وذاكر الحفاظ بها. مات سنة سبع وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): سليمان بن معبد (¬3) بن كوسجان -بمهملة ثم جيم- المروزي، أبو داود السِّنْجي -بكسر السين المهملة، بعدها نون، ثم جيم- صاحب حديث، رَحَّال (¬4)، أديب، من الحادية عشرة، ثم ذكر التاريخ السابق. قال في «اللباب» (¬5): السِّنْجِي، بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم، هذه النسبة إلى سِنْج، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، كان بها جماعة من العلماء، منهم أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السِّنْجي، يروي عن يزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهم، وكان أديباً شاعراً عالماً برواة الأخبار، انتهى المقصود منه. ¬

(¬1) في (أ): وصل، وما أثبتناه من المصدر. (¬2) (ص254). (¬3) في (أ): سعيد، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬4) في (أ): صاحب حديث ورجال، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬5) (2/ 147).

160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، أَوْ دُعِيَ لَهُ فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ، فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِمَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار (¬1) أنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، تقدم التعريف بجميع رجال هذا الإسناد، ولله الحمد. 161 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ دُبَّاءً يُقَطَّعُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا. قوله: حدثنا قُتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: ثنا حفص (¬2) بن غِياث بن طَلْق بن معاوية النَّخَعي، أبو عمر الكوفي، قاضيها، وقاضي بغداد. روى عن: جده، وعاصم الأحول، والأعمش، وهشام بن عروة، وخلق. ¬

(¬1) في (أ): يسار. خطأ، والتصحيح من المصادر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 360).

وروى عنه: ابناه عمر وغنام، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وأبو كُريب، وطائفة. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي، وغير واحد. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت إذا حَدَّث من كتابه نَتَّقي بعض حفظه. وقال غيره: مات سنة أربع وتسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): حفص بن غِياث -بمعجمة مكسورة، وياء، ومثلثة- ابن طلق بن معاوية النَّخَعِي، أبو عمر الكوفي القاضي، ثقة، فقيه، تغير حفظه قليلاً في الآخر، من الثامنة، مات سنة أربع أو خمس وتسعين وقد قارب الثمانين. تنبيه: هناك رجل آخر اسمه حفص بن غياث، شيخ، يروي عن ميمون بن مهران، مجهول، من الثامنة (¬2). قوله: عن إسماعيل (¬3) بن أبي خالد واسم أبي خالد سعد، وكنية ابنه أبو عبد الله الكوفي، الحافظ. روى عن ابن أبي أوفى، وابن أبي جُحَيفة، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، وخلق. ¬

(¬1) (ص173). (¬2) «التقريب» (ص173). (¬3) «التذكرة»: (1/ 114).

وروى عنه: أبو حنيفة، وشعبة، والسفيانان، ووكيع، ويحيى القطَّان، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي. وقال أبو حاتم: لا أُقَدِّمُ عليه أحداً من أصحاب الشعبي. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وكان رجلاً صالحاً، وسمع من خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان طَحَّاناً. وقال البخاري عن أبي نعيم: مات سنة ست أو أربع وأربعين ومائة. قوله: عن حكيم (¬1) بن جابر بن طارق الأحْمَسي، الكوفي. عن أبيه وعمر وعبادة بن الصامت، وغيرهم. وعنه: إسماعيل بن أبي خالد، وغيره. وثقه ابن معين. وفي «التقريب» (¬2): حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسي، بمهملتين، ثقة، من الثالثة، مات سنة اثنتين وثمانين وقيل: خمس وتسعين وقيل غير ذلك. قوله: عن أبيه، هو جابر بن طارق ويقال ابن أبي طارق، وهو رجل من ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 369). (¬2) «التقريب»: (ص176).

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف له إلا هذا الحديث كذا قاله المصنف بالأصل وإياه أخذ الشريف حيث قال (¬1): جابر بن طارق، وقيل ابن أبي طارق الأَحْمَسي له صحبة وحديث واحد رواه عنه ابنه حكيم. قال ابن حبان: كان يخضب بالحمرة، وسكن الكوفة، حديثه عند أهلها. وفي «التقريب» (¬2): جابر بن طارق صحابي مقل انتهى. تنبيهان: الأول: ابن أبي طارق (¬3) قَوْلُ مَنْ نَسَبَه إلى جده أبي طارق عوف (¬4) الأحمسي (¬5). الثاني: عرف له حديث ثان أخرجه ابن السكن في المعرفة والشيرازي في الألقاب بلفظ أن أعرابياً مدحه عليه السلام حتى أَزْبد شدقه فقال: «عليكم بقلة الكلام فإن تشقيق الكلام من شقاشق الشيطان». نبه عليهما ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 223). (¬2) (ص136). (¬3) أي مَن سماه جابر بن أبي طارق. (¬4) في (أ): غرب. خطأ. (¬5) في (أ): الأخمس. خطأ.

في «الإصابة» (¬1). 162 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قَالَ أَنَسُ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ. قوله: حدثنا قتيبة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، هذا الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله خلا إسحاق (¬2) بن عبد الله بن أبي طلحة، فإنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني، عن أبيه، وعمه أنس، وزوجته حميدة، وعبد الرحمن أبي عَمْرَة، وطائفة. وعنه: مالك، والأوزاعي، وابن عيينة، وهمام، وجماعة. وثَّقَهُ أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي. وقال ابن معين: ثقة حُجَّة. وقال الفَلَّاس: مات سنة أربع وثلاثين ومائة. ¬

(¬1) (1/ 432). (¬2) «التذكرة»: (1/ 96).

وفي «التقريب» (¬1): إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني، أبو يحيى، ثقة حجة، من الرابعة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل بعدها. 163 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (¬2)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ. قوله: حدثنا أحمد (¬3) بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدَّوْرَقي النُّكْري، البغدادي. ثقة حافظ، عن: حفص بن غياث، وهشيم، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه: مسلم، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد، وبقي بن مخلد، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق. مات سنة ست وأربعين ومائتين. ¬

(¬1) (ص101). (¬2) هو حماد بن أسامة، لم يترجم له المصنف في هذا الموضع، وسيترجم له تحت حديث رقم 194. (¬3) «التذكرة»: (1/ 46).

تنبيهان: الأول: «النُّكْري» بضم النون وسكون الكاف في آخره، نسبة إلى نُكْرة [بن] (¬1) نكيز بن أفصي بن عبد القيس، إليه نسب جماعة كثيرة، قاله في «اللباب» (¬2) ونبه عليه في «التقريب» (¬3). الثاني: «الدَّوْرَقي» (¬4) بفتح الدال، وسكون الواو، وفتح الراء، في آخره قاف، هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما بلد بفارس يقال له الدَّوْرَقة، وقيل بخوزستان، وهو أصح، والثاني: إلى لُبْس القَلَانس الدَّوْرَقية، وقد اختلف في نسبة أحمد بن إبراهيم هذا فقيل إلى الأول، وقيل إلى الثاني، وقيل كان الإنسان إذا نسك في ذلك الزمان قيل له دورقي، وكان أبوه قد نسك فقيل له دورقي، ثم نسب ابناه أحمد ويعقوب إليه. قوله: وسلمة بن شَبيب .. إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 164 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا قَرَّبَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَنْبًا مَشْوِيًّا، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، وَمَا تَوَضَّأَ. ¬

(¬1) زيادة من المصادر. (¬2) (3/ 324). (¬3) (ص77). (¬4) «اللباب»: (1/ 512).

قوله: حدثنا الحسن (¬1) بن محمد الزَّعْفَراني، هو أبو علي الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَراني البغدادي. عن: ابن عيينة، ويزيد بن هارون، والشافعي، وخلق. وعنه: البخاري، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وابن الأعرابي، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال ابن حبان: كان راوياً للشافعي، وكان أحمد وأبو ثور يحضران [عند] (¬2) الشافعي ويتولى هو القراءة عليه. وفي «التقريب» (¬3): صاحب الشافعي، وقد شاركه في الطبقة الثانية من شيوخه، مات سنة ستين أو قبلها بسنة. قلت: في «التذكرة» (¬4) مات سنة تسع وخمسين ومائتين وكلاهما خلاف ما في اللباب الآتي. تنبيه: «الزَّعْفَراني» (¬5)، بفتح الزاي، وسكون العين المهملة، وفتح ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 330). (¬2) زيادة من المصدر، ليست في (أ). (¬3) (ص163). (¬4) (1/ 330). (¬5) «اللباب»: (2/ 69).

الفاء، والراء المهملة، هذه النسبة تقع إلى الزَّعْفَرانية قرية بقرب بغداد، وإلى بيع الزَّعْفَران، وإلى مذهب، فالمنسوب إلى القرية أبو علي الحسن محمد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَراني أحد أئمة المسلمين، ومن أعيان أصحاب الشافعي، يروي عن ابن عيينة وغيره، روى عنه أبو دواد السجستاني، والترمذي، وغيرهما، وتوفي في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، ثم ساق باقي المنسوبين فراجعه إن شئت، والظاهر أن قوله: «وأربعين» صوابه وخمسين لما مَرَّ. قوله: أخبرنا حجاج (¬1) بن محمد المِصِّيصي، أبو محمد الأَعْوَر، الحافظ مدني الأصل، ثم نزل بغداد، ثم تحول إلى المِصِّيْصَة. روى عن: ابن جريج، وابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وجماعة. وعنه: أحمد، ويحيى، وهارون الحمَّال، وخلق. قال الأثرم عن أحمد: ما كان أضبطه، وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروق. ووثَّقَهُ ابن المديني، والنسائي. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً إن شاء الله تعالى، وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 294 - 295).

مات سنة ست ومائتين. ولفظ «التقريب» (¬1): لكنه اختلط آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، من التاسعة، ثم ساق التاريخ المذكور. قوله: قال ابن جريج، تقدم التعريف به. قوله: أخبرني محمد بن يوسف، كذا وقع هنا وابن جريج يروي عن محمد بن يوسف بن عبد الله الكِنْدي المدني الأَعْرَج (¬2)، وكذلك يروي عنه مالك ويحيى القَطَّان، وآخرون، وهو يروي عن السائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب، وعدة. وعن محمد بن يوسف المدني (¬3) عن أبيه، ووثقه أبو حاتم، والأول أقدم من الثاني، وكلاهما ثقة. قوله: إن عطاء (¬4) بن يَسَار هو الهلالي (¬5)، أبو محمد المدني. يروي عن: ابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وأبي هريرة، وعائشة، ومولاته ميمونة، وأم سلمة، وخلق. ¬

(¬1) (ص153). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1619). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1620). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1167). (¬5) في (أ): الهذلي. خطأ، والتصحيح من المصدر.

وعنه: أبو حنيفة، وزيد بن أسلم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو زرعة، وغيرهم. ومات سنة أربع وتسعين. وقال الواقدي وغيره: مات سنة ثلاث ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة. قوله: إن أم سلمة: هي زوجته عليه الصلاة والسلام، تقدم التعريف بها رضي الله تعالى عنها. 165 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شِوَاءً فِي الْمَسْجِدِ. قوله: حدثنا قُتيبة، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا ابن لهيعة، هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصري الفقيه أبو عبد الرحمن، قاضي مصر ومسندها. روى عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، والأعرج، وخلق. وروى عنه: الثوري، والأوزاعي، وشعبة، وماتوا قبله، والليث وهو أكبر منه، وابن المبارك، وخلق. وثَّقَه أحمد، وغيره.

وضَعَّفَه يحيى القطان، وغيره. وقال ابن سعد: مات سنة أربع وسبعين ومائة. وقد ناف عن الثمانين (¬1). وفي «التقريب» (¬2): صدوق من السابعة، خَلَّط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم شيء مقرون. قوله: عن سليمان (¬3) بن زياد الحَضْرمي المصري. يروي عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء. وعنه: ابن عون، وابن لهيعة، وجماعة. وثَّقَهُ ابن معين. وقال أبو حاتم: شيخ [صحيح] (¬4) الحديث. وفي «التقريب» (¬5): أنه من الخامسة. قوله: عن عبد الله (¬6) بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي، أبو الحارث، صحابي شهد فتح مصر، واخْتَطَّ بها، وسكنها، وهو آخر صحابي مات بها. وروى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبيد بن ثمامة، وجماعة. ¬

(¬1) قوله: «وقد ناف ... »، ليس في التذكرة. (¬2) (ص319). (¬3) «التذكرة»: (1/ 645 - 646). (¬4) زيادة من المصدر سقطت من الأصل. (¬5) (ص251). (¬6) «التذكرة»: (2/ 838).

ومات سنة ست وثمانين بعد أن عمي. وفي «التقريب» (¬1): عبد الله بن الحارث بن جَزْء -بفتح الجيم، وسكون الزاي، بعدها همزة- الزُّبيدي -بضم الزاي- صحابي، أبو الحارث، سكن مصر، وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة خمس أو ست أو سبع أو ثمان وثمانين، والثاني أصح، انتهى. 166 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: ضِفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأُتِيَ بِجَنْبٍ مَشْوِيٍّ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَعَلَ يَحُزُّ، فَحَزَّ لِي بِهَا مِنْهُ، قَالَ: فَجَاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ فَأَلْقَى الشَّفْرَةَ، فَقَالَ: مَا لَهُ تَرِبَتْ يَدَاهُ؟، قَالَ: وَكَانَ شَارِبُهُ قَدْ وَفَى، فَقَالَ لَهُ: أَقُصُّهُ لَكَ عَلَى سِوَاكٍ أَوْ قُصُّهُ عَلَى سِوَاكٍ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان أنا وكيع، تقدم التعريف بهما مراراً. قوله: أنا مِسْعَر (¬2) بوزن مِنْبَر، هو ابن حبيب الجَرْمي، أبو الحارث البصري. روى عن: عمرو بن سلمة. وروى عنه: حماد بن زيد، ويحيى القطان، ووكيع، وجماعة. ¬

(¬1) (ص299). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1644).

وثَّقَهُ ابن معين. قوله: عن أبي صخرة (¬1)، جامع بن شَدَّاد المُحَارِبي الكوفي. عن: عبد الرحمن بن يزيد النَّخَعي، وصفوان بن مُحْرِز، وحمران بن أبان، وجماعة. وعنه: أبو حنيفة، والأعمش، ومِسْعَر، وشعبة، والثوري، وشريك، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي. ومات سنة ثمان عشرة ومائة. قوله: عن المغيرة (¬2) -مثلث الميم- ابن عبد الله بن أبي عقيل اليَشْكُري الكوفي. روى عن: أبيه، والمغيرة بن شعبة، والمعرور بن سويد، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وجماعة. وثَّقَه بن حبان. وفي «التقريب» (¬3): اليَشْكُري -بفتح التحتانية، وسكون المعجمة، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 228). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1703). (¬3) (ص543).

وضم الكاف- الكوفي، ثقة من الرابعة. قوله: عن المغيرة (¬1) بن شعبة بن أبي عَامر أبو عيسى الثقفي، الصحابي المشهور، أسلم عام الخندق، وأول مَشَاهِده الحديبية، روى عنه بنوه عروة وحمزة وعَقَّار، وورَّاد كاتبه، والمِسْوَر بن مَخْرَمة، والشعبي، وخلق. قال ابن سعد: كان يقال له مغيرة الرأي، وكان داهية لا يشتجر في صدره أمران إلا وجد في أحدهما مخرجاً، مات سنة خمسين. وفي «التقريب» (¬2): المغيرة بن شعبة بن مسعود بن معتب الثقفي، صحابي مشهور، أسلم قبل الحديبية، وولي البصرة ثم الكوفة، مات سنة خمسين على الصحيح. 167 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا. قوله: حدثنا واصل (¬3) بن عبد الأعلى بن هِلَال الأَسَدي، أبو القاسم الكوفي. ¬

(¬1) كذا كرر ترجمته، وقد تقدم قبل. (¬2) (ص543). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1831).

روى عن: محمد بن فُضيل، ووكيع، وجماعة. وعنه: مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وطائفة. وثَّقَه النسائي، ومطين. مات سنة أربع وأربعين ومائتين. قوله: أنا محمد (¬1) بن فُضَيْل بن غَزْوان الضَّبِّي، مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي. عن: أبيه، والأعمش، وعطاء، وخلق. وعنه: أحمد، والثوري، وهو أكبر منه، وإسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. وقال أحمد: كان يتشيع، وكان حسن الحديث. وقال: مات سنة أربع وتسعين ومائة. قوله: عن أبي حَيَّان (¬2) -بمثناة تحتية بعد المهملة- اسمه يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي، عن: أبيه، وعمه يزيد، والشَّعبي، وعكرمة، وطائفة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1582). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1873).

وعنه: الأعمش، [والثوري، وشعبة] وآخرون (¬1). وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، وقال: صاحب سنة. وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائة. قوله: عن أبي زرعة، هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البَجَلي الكوفي، قيل: اسمه هَرِم، وقيل: عبد الله، وقيل: عمرو وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير، ثقة من الثالثة (¬2). يروي عن جده جرير، وأبي هريرة، وجماعة. وعنه: عمه إبراهيم، وابن عمه جرير بن يزيد، وعلي بن مدرك، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، وابن خِرَاش (¬3). قوله: عن أبي هريرة، تقدم التعريف به. 168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زُهَيْرٍ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ، قَالَ: وَسُمَّ فِي الذِّرَاعِ، وَكَانَ يَرَى أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، أنا أبو داود، تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) في (أ): عنه الأعمش والشعبي وعكرمة ... خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) «التقريب»: (ص641). (¬3) «التذكرة»: (4/ 2052).

قوله: عن زُهَيْر (¬1)، يعني ابن محمد التميمي العَنْبَري المَرْوَزي، أبو المنذر الخرَقِي. سكن الشام، والحجاز. روى عن: زيد بن أسلم، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن شعيب، وخلق. وعنه: ابن مهدي، والوليد بن مسلم، وأبو عامر العَقَدي، وخلق. وثَّقَه أحمد، وابن معين تارةً ولينه أخرى. وقال ابن قانع: مات سنة اثنتين وستين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): زهير بن محمد بن قُمَيْر -بالتصغير- المروزي، نزيل بغداد، ثم رابَطَ بطَرَسُوس، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين. قوله: عن أبي إسحاق هو السَّبِيعي، تقدَّمَ التعريف به. قوله: عن سعد (¬3) بن عِياض الثُّمَالي الكوفي. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، يروي عن: علي، وابن مسعود. وروى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وغيره. وثَّقَهُ ابن حبان. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 521). (¬2) (ص217). (¬3) «التذكرة»: (1/ 568).

قوله: عن عبد الله (¬1) بن مسعود، رضي الله عنه، هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهُذَلي. أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً، والمشاهد كلها، وكان صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: عمر، وسعد بن معاذ، وصفوان بن عَسَّال. وروى عنه: ابناه عبد الرحمن، وأبو عبيدة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وعلقمة، والأسود، ومسروق، والقاضي شُرَيْح، وخلق. قال أبو نعيم وغير واحد: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن بضع وستين سنة. وفي «التقريب»: عبد الله بن مسعود بن غافل -بمعجمة وفاء- ابن حبيب الهُذَلي، أبو عبد الرحمن، من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء من الصحابة، مناقبه جَمّة، وأَمَّرَهُ عثمان على الكوفة، ومات سنة اثنتين وثلاثين -وهو (¬2) ابن تسع وستين سنة- أو في التي بعدها بالمدينة. 169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 927). (¬2) هذا من كلام اللقاني.

أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: طَبَخْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قِدْرًا، وَقَدْ كَانَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ، ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي الذِّرَاعَ مَا دَعَوْتُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، تقدم التعريف به. قوله: أنا مسلم (¬1) بن إبراهيم الأزدي مولاهم، أبو عمرو البصري. عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وأبي عوانة، وخلق. وعنه: [البخاري، وأبو داود] (¬2) وابن معين، وعبد بن حميد، وخلق كثير. قال ابن معين: ثقة مأمون. وقال البخاري مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قوله: أخبرنا أبان (¬3) بن يزيد العَطَّار، أبو يزيد البصري. روى عن: الحسن، وأبي عمران الجوني، وقتادة، ويحيى بن كثير، ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1647 - 1648). (¬2) زيادة من المصدر ليست في (أ). (¬3) «التذكرة»: (1/ 9 - 10).

وجماعة. وعنه: يحيى القطان، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وهُدبة بن خالد، وعدة. وثَّقَه النسائي وغيره. وقال أحمد: ثبت في كل المشايخ. وقال ابن معين: ثقة، كان يحيى بن سعيد يروي عنه، وكان أحب إليه من همام، وهمام أحب إليَّ منه. قوله: عن قتادة عن شَهْر بن حَوْشب، تقدم التعريف بهما. قوله: عن أبي عبيدة، هو عامر (¬1) بن عبد الله بن الجَرَّاح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر الفِهْرِي القرشي (¬2)، أمين هذه الأمة، أحد العشرة، أسلم قديماً، وشهد بدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقُتِل أباه يوم بدر كافراً. روى عنه: العرباض بن سارية، وجابر، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة الخُشَني، وطائفة. قال الزبير بن بكَّار: شهد بدراً، ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم من المِغْفَر يوم أُحُد فانْتُزِعَت ثَنِيَّتاه فَحَسَّنَتَا فاه، فقيل: ما رئي هَتْمٌ قط أحسن من هَتْم أبي عبيدة، ودعا أبو بكر رضي الله ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 791). (¬2) «التقريب»: (ص288).

عنه يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر أو أبي عبيدة، وولاه عمر الشام، وفتح الله عليه اليرموك، والجابية، وسَرْغ، والرَّمَادة. قال ابن سعد وغير واحد: توفي في طاعون عَمَوَاس سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. 170 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَبَّادٍ يُقَالَ لَهُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَتِ الذِّرَاعُ أَحَبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ كَانَ لا يَجِدُ اللَّحْمَ إِلا غِبًّا، وَكَانَ يَعْجَلُ إِلَيْهَا، لأَنَّهَا أَعْجَلُهَا نُضْجًا. قوله: حدثنا الحسن بن محمد الزَّعْفراني، تقدم التعريف به. قوله: أنا يحيى (¬1) بن عَبَّاد، الظاهر أنه الضُّبَعي، أبو عَبَّاد البصري. يروي عن: شعبة، والحمادين، ومالك، وعدة. وروى عنه: أحمد، وأبو ثَوْر، وآخرون. قال أحمد: كيس يذاكر الحديث، ما أعلم عليه حُجَّة، وثَّقَهُ ابن حبان، وقال: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. قوله: عن فليح (¬2) بن سليمان بن أبي المغيرة الخُزَاعي، المدني، قيل ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1878). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1364).

اسمه عبد الملك وفليح لقب غلب عليه. روى عن: الزهري، ونعيم المُجْمِر، وسعيد بن الحارث، وعدة. وروى عنه: ابنه محمد، وزيد بن أبي أُنيسة، ومات قبله بِدَهْر، وابن المبارك، وأبو عامر العَقَدي، وخلق. ضَعَّفه النسائي، وغيره. وقال ابن عدي: لا بأس به. وفي «التقريب» (¬1): فُلَيْح بن سليمان بن أبي المغيرة الخُزَاعي أو الأسلمي (¬2)، أبو يحيى المدني، ويقال: فُلَيْح لقب واسمه عبد الملك، صدوق كثير الخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومائة. قوله: عن رجل .. الخ هو عبد الوهاب (¬3) بن يحيى بن عَبَّاد الزُّبَيري المدني. يروي عن: جد أبيه عبد الله بن الزبير، وعنه: جويرية بن أسماء، وفُلَيْح، وهشام بن عروة. قال أبو حاتم: شيخ. ¬

(¬1) (ص448). (¬2) في (أ): الأوسي، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1085).

وفي «التقريب» (¬1): مقبول من الخامسة. قوله: عن عبد الله بن الزبير وعائشة، تقدم التعريف بهما. 171 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ أَطْيَبَ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان إى شيخًا من بني فهم. تقدم التعريف بهم، وأما هذا الشيخ الفهمي فلا أعرف اسمه الآن (¬2). قوله: سمعت عبد الله بن جعفر، تقدم التعريف به. 172 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمَؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ. ¬

(¬1) (ص368). (¬2) استظهر المزي أنه محمد بن عبد الله بن أبي رافع الفهمي ويقال: محمد بن عبد الرحمن ... ««تهذيب الكمال»: (25/ 474). قال الحافظ في «تقريبه»: (ص487): مقبول، وترجمة الحسيني في «التذكرة»: (3/ 1536) فقال: محمد بن عبد الله بن أبي رافع الفهمي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعنه مسعر بن كدام.

قوله: حدثنا سفيان بن وكيع، أنا زيد بن الحباب. تقدم التعريف بهما. قوله: عن عبد الله (¬1) بن المؤمل بن وهب الله القرشي المَخْزُومي. روى عن: أبيه، وابن أبي مُليكة، وأبي الزبير، وعدة. وروى عنه: الشافعي، والثوري، ومَعْن القزاز، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. وقال أحمد: كان قاضياً بمكة وليس بذاك، وأحاديثه مناكير. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن المؤمل بن وَهْب الله المخزومي المكي، ضعيف الحديث، من السابعة، مات سنة ستين ومائة. قوله: عن أبي مُليكة (¬3)، هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة، واسم جده زهير، هو القرشي التيمي المكي الأحول، مؤذن ابن الزبير، وقاضيه. روى عن: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، والمِسْوَر، وعائشة، وأم سلمة، وطائفة. وروى عنه: ابنه يحيى، وابن أخيه عبد الرحمن بن أبي بكر، وعمرو بن دينار، وابن جريج، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 936). (¬2) (ص325). (¬3) «التذكرة»: (2/ 888).

وثَّقَه أبو زرعة، وأبو حاتم. ومات سنة سبع عشرة ومائة. قوله: عن عائشة، تقدم التعريف بها. 173 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ: لا، إِلا خُبْزٌ يَابِسٌ، وَخَلٌّ فَقَالَ: هَاتِي، مَا أَقْفَرَ بَيْتٌ مِنْ أُدُمٍ فِيهِ الخل. قوله: حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا أبو بكر (¬1) بن عَيَّاش بن سالم الأسدي الكوفي، الحَنَّاط المقرئ، مختلف في اسمه على أقوال، والصحيح أن اسمه كنيته له كتاب في غريب الحديث مشهور، روى عن: أبيه، وحُميد الطويل، والأعمش، وأبي إسحاق السبيعي، وخلق. وروى عنه: أحمد، ويحيى، والثوري، وابن المبارك، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وضَعَّفَه ابن نُمير، وغيره. ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 1987).

وجزم في «التقريب» (¬1) بأنه من المقبولين. قوله: عن ثابت (¬2) أبي حمزة .. الخ، هو ثابت بن أبي صفية أبو حَمزة الثُّمَالي، الكوفي. روى عن: أنس، والشعبي، وسعيد بن جبير، وغيرهم. وروى عنه: شَريك، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق. قال أحمد ويحيى: ليس بشيء. وفي «التقريب» (¬3): ثابت بن أبي صفية الثُّمالي -بضم المثلثة- أبو حمزة، واسم أبيه دينار، وقيل: سعيد، كوفي، ضعيف رافضي، من الخامسة، مات في خلافة أبي جعفر. تنبيه: في «اللباب» (¬4): الثُّمالي -بضم المثلثة، وفتح الميم، وفي آخرها اللام- هذه النِّسْبَة إلى ثُمَالَة بَطْن من الأَزْد وهو ثمالة واسمه عوف (¬5) بن أسلم بن حَجَن (¬6) بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن ¬

(¬1) (ص624). (¬2) «التذكرة»: (1/ 209). (¬3) (ص132). (¬4) (1/ 241). (¬5) في (أ): عون. وما أثبتناه من المصدر. (¬6) في اللباب: أحجن.

مالك بن نصر (¬1) بن الأزد بن الغوث. قوله: عن الشعبي عن أم هانئ، تقدم التعريف بهما. 174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، أنا محمد بن جعفر، أنا شُعبة، تقدم التعريف بجميعهم (¬2). قوله: عن عمرو (¬3) بن مُرَّة الهمداني، هو عمرو بن عبد الله بن طارق الجَمَلي، المرادي، أبو عبد الله الكوفي. روى عن: عبد الله بن أبي أوفى، وسعيد بن جبير، وخلق. وروى عنه: أبو حنيفة، والأعمش، والثوري، وشعبة، والأوزاعي، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. ¬

(¬1) في (أ): نضر. وما أثبتناه من المصدر. (¬2) بل لم يعرف بمرة بن شراحيل وهو مرة بن شراحيل الهمداني، أبو إسماعيل الكوفي، المعروف بمرة الطيب ومرة الخير، روى عن أبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة. وغيرهم. وعنه الشعبي، وزبيد اليامي، وعمرو بن مرة، وآخرون. وثقه ابن معين، وابن سعد، وقال: مات زمن الحجاج. «التذكرة» (2/ 1635). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1288).

وقال أبو حاتم: صدوق ثقة يَرَى الإرجاء. وقال أحمد: مات سنة ست عشرة ومائة. ولفظ «التقريب» (¬1): عمرو بن مُرَّة بن عبد الله بن طارق الجَمَلي -بفتح الجيم والميم- المرادي، أبو عبد الله الكوفي الأعمى، ثقة عابد، كان لا يُدَلِّس، ورُمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومائة، وقيل قبلها. تنبيه: «الهَمْدَاني» (¬2) بفتح الهاء، وسكون الميم، وفتح الدال المهملة، وبعد الألف نون، نسبة إلى هَمْدَان، وهو أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الشعب المشهور، ينسب إليه خلق كثير. وأما بفتح الهاء (¬3) والميم والذال المعجمة، نسبة إلى هَمَذَان مدينة عظيمة، وهي أشهر مدن الجبال ينسب إليها أيضاً كثير من العلماء، وعند الإطلاق تنصرف إلى الأول. قوله: عن أبي موسى (¬4)، هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار -بفتح ¬

(¬1) (ص426). (¬2) «اللباب»: (3/ 391). (¬3) «اللباب»: (3/ 391 - 392). (¬4) «التذكرة»: (2/ 911).

المهملة، وتشديد الضاد المعجمة- الشهير بأبي موسى الأشعري، صحابي مشهور، أَمَّرَهُ عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفين، مات سنة خمس، وقيل بعدها. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعمار، وأبي بن كعب، وعائشة. وعنه: أولاده: إبراهيم، وأبو بردة، وأبو بكر، وموسى، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأبو وائل، والشعبي، وخلق. عمل للنبي صلى الله عليه وسلم على زبيد، وعدن، وساحل اليمن. قال فيه عليه السلام: «لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود». قال أبو نعيم وغيره: مات سنة أربع وأربعين، وله نيف وستون سنة. 175 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الأَنْصَارِيُّ أَبُو طُوَالَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، بضم الحاء المهملة أوله، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا إسماعيل (¬1) بن جعفر بن أبي كثير أبو إسحاق المدني، قارئ المدينة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 112 - 113).

روى عن: العلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن دينار، وربيعة، وخلق. روى عنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وأبو الرَّبيع الزَّهْراني، وأبو عبيد، وخلق. وثَّقَه أحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم. مات ببغداد سنة ثمانين ومائة. قوله: أخبرنا عبد الله (¬1) بن عبد الرحمن بن مَعْمَر بن حَزْم الأنصاري، أبو طُوَالة المدني، قاضيها. عن: أنس، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعدة. وروى عنه: مالك، والأوزاعي، ويحيى الأنصاري، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وتوفي في آخر أيام بني أمية. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمَر بن حَزْم الأنصاري، أبو طُوالة -بضم المهملة- المدني، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز، ثقة، من الخامسة، مات سنة أربع وثلاثين ويقال بعد ذلك. قوله: أنه سمع أنس بن مالك، تقدم التعريف به. 176 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 885). (¬2) (ص311).

سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ مِنْ أَكْلِ ثَوْرِ أَقِطٍ، ثُمَّ رَآهُ أَكَلَ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قوله: حدثنا قتيبة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، تقدم التعريف بهما. قوله: عن سهيل (¬1) بن أبي صالح، عن أبيه. أما سهيل بن أبي صالح فأبو يزيد المدني. روى عن: أبيه، وابن المسيب، وعبد الله بن دينار، وطائفة. وروى عنه: مالك، والأعمش، وربيعة الرأي، وهما من شيوخه، وموسى بن عقبة، وهو من أقرانه، وابن جريج، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وخلق كثير. وثَّقَه العِجْلي، وغيره. وقال ابن عيينة: كنا نعده ثبتاً في الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بِحُجَّة. وقال ابن عدي: هو عندي ثَبْت لا بأس به. وفي «التقريب» (¬2): سهيل بن أبي صالح، أبو يزيد المدني، صدوق، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 674 - 675). (¬2) (ص259).

تغير حفظه بأخرة، روى له البخاري مقروناً (¬1) وتعليقاً، من السادسة، مات في خلافة المنصور. وأما أبوه فاسمه ذكوان (¬2) أبو صالح السَّمَّان، ويقال الزَّيَّات المدني، روى عن سعد، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وخلق. وروى عنه: بنوه سهيل، وصالح، وعبد الله، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وسُمَي مولى أبي بكر، والأعمش، وخلق كثير. قال أحمد: شهد الدار زمن عثمان، وكان ثقة، من أجلَّاء الناس، وأوثقهم. وقال ابن المديني: ثقة ثبت. وقال أبو زرعة: ثقة مستقيم الحديث. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وقال الواقدي: مات بالمدينة سنة إحدى ومائة. قوله: عن أبي هريرة، تقدم التعريف به. 177 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِهِ، وَهُوَ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ¬

(¬1) في (أ): مرفوعاً، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) «التذكرة»: (1/ 461).

أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر أنا سفيان ابن عيينة، تقدم التعريف بهما. قوله: عن وائل (¬1) بن داود عن ابنه (¬2) بكر بن وائل، أما وائل بن داود التيمي، فهو أبو بكر الكوفي. روى عن: الحسن، وعكرمة، وجماعة. وروى عنه: ابنه بكر أحد شيوخه، ومات قبله، وشعبة، والسفيانان، وعدة. وثَّقَه أحمد، وغيره. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وهو وابنه متقاربان. وفي «التقريب» (¬3): وائل بن داود التيمي الكوفي، والد بكر ثقة من السادسة. وأما ابنه بكر فهو بكر (¬4) بن وائل بن داود التيمي الكوفي، روى عن نافع، والزهري، وجماعة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1834). (¬2) في (أ): أبيه. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) (ص580). (¬4) «التذكرة»: (1/ 190).

وعنه: أبو وائل أحد شيوخه، وهشام بن عروة وهو أكبر منه، وشعبة، وهمام، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، مات قبل أبيه. وفي «التقريب» (¬1): بكر بن وائل بن داود التيمي، صدوق من الثامنة، مات قديماً فروى عنه أبوه. قوله: عن الزهري عن أنس، تقدم التعريف بهما. 178 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَائِدٌ، مَوْلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَابْنَ جَعْفَرٍ أَتَوْهَا فَقَالُوا لَهَا: اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ يُعْجِبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيُحْسِنُ أَكْلَهُ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ لا تَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ، قَالَ: بَلَى اصْنَعِيهِ لَنَا قَالَ: فَقَامَتْ فَأَخَذَتْ مِنْ شَعِيرٍ فَطَحَنَتْهُ، ثُمَّ جَعَلَتْهُ فِي قِدْرٍ، وَصَبَّتْ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ زَيْتٍ، وَدَقَّتِ الْفُلْفُلَ، وَالتَّوَابِلَ، فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتْ: هَذَا مِمَّا كَانَ يُعْجِبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيُحْسِنُ أَكْلَهُ. ¬

(¬1) (ص127).

قوله: حدثنا حسين (¬1) بن محمد بن أيوب الذَّارع السَّعْدي، أبو علي البصري، نزيل بغداد. عن يزيد بن زُرَيع، وابن عُلية، وخلق. وعنه: المصنف، والنسائي، ووثَّقَه، وأبو حاتم، وقال: صدوق. وقال غيره: مات سنة سبع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): صدوق، من العاشرة. قوله: أنا الفضيل (¬3) بن سليمان النُّميري، أبو سليمان البَصْري. روى عن: أبي مالك الأشجعي، وأبي حازم الأعرج، وطائفة. وروى عنه: أبو عاصم، وأحمد بن عَبْدَة، وآخرون. قال ابن معين: ليس بثقة. ووثَّقَهُ ابن حبان، وقال: مات سنة ست وثمانين ومائة. وفي «التقريب» (¬4): فضيل بن سليمان النُّمَيْري -بالنون مصغَّر- أبو سليمان البصري، صدوق له خطأ كثير، من الثامنة، مات سنة ثلاث ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 343). (¬2) (ص168). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1360). (¬4) (ص447).

وثمانين، وقيل: غير ذلك. قوله: أنا فائد (¬1) مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو المعروف بفائد -بالفاء- مولى عبادل، واسم عبادل عبيد الله بن علي بن أبي رافع. روى عن: مولاه، وأبي مُرَّة مولى عَقيل، وغيرهما. وروى عنه: زيد بن الحُبَاب، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين وغيره. وفي «التقريب» (¬2): فائد -مولى عبادل باللام- صدوق، من السابعة. قوله: أنا عبيد الله بن علي عن جدته سلمى، هذا عُبيد الله (¬3) بن علي بن أبي رافع المعروف بعبادل كما مَرَّ، روى عن جدته سلمى أم رافع، وسعيد بن المسيب. وعنه: ابنه محمد، ومولاه فائد المدني، وابن إسحاق، وجماعة. قال ابن معين: لا بأس به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1348). (¬2) (ص444). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1101 - 1102).

وفي «التقريب» (¬1): إنه لين الحديث من السادسة. وجِدَّتُه سلمى، قال في «التقريب» (¬2): أم رافع زوج أبي رافع، لها صحبة، وأحاديث. وفي «التذكرة» (¬3): سلمى أم رافع، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وخادمته، روت عنه صلى الله عليه وسلم، وعن فاطمة الزهراء. وعنها: ابن ابنها عبيد الله بن علي بن أبي رافع، شهدت خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قابلة فاطمة الزهراء في ابنتيها، وهي التي غسلت فاطمة مع زوجها علي رضي الله عنهم أجمعين. قوله: إن الحسن بن علي، وابن عباس، وابن جَعْفَر، تقدم التعريف بجميعهم، وابن عباس هو عبد الله، وابن جعفر هو عبد الله، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. 179 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَنْزِلِنَا، فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً، فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّا نُحِبُّ اللَّحْمَ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، أنا أبو أحمد، أخبرنا سفيان، تقدم التعريف بجميعهم. ¬

(¬1) (ص373). (¬2) (ص748). (¬3) (4/ 2338).

قوله: أنا الأسود (¬1) بن قيس العَبْدي، وقيل البَجَلي، أبو قيس الكوفي. عن: جُنْدَب البَجَلي، وثعلبة بن عَبَّاد، ونُبَيْح العَنَزِي، وغيرهم. وعنه: شعبة، والسفيانان، وأبو عوانة، وطائفة. قال ابن معين والعجلي والنسائي: ثقة. وفي «التقريب» (¬2): ثقة، من الرابعة. قوله: عن نُبَيْح (¬3) هو ابن عبد الله العنزي أبو عمرو الكوفي. روى عن: جابر، وابن عمر، وابن عباس. وروى عنه: الأسود بن قيس. وثَّقَه العجلي، وأبو زُرْعة. ولفظ «التقريب» (¬4): نُبَيح، بنون ومهملة، مُصَغَّر ابن عبد الله العَنَزي بفتح المهملة والنون ثم زاي، أبو عمرو الكوفي، مقبول، من الثالثة. قوله: عن جَابِر، هو ابن عبد الله بن حَرَام الأنصاري، تقدم التعريف به. 180 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 128). (¬2) (ص111). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1759). (¬4) (ص559).

مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّهُ سمعَ جَابِرًا (ح) قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فذَبَحَتْ لَهُ شَاةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَأَتَتْهُ بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ لِلظُّهْرِ، وَصَلَّى، صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَتْهُ بِعُلالَةٍ مِنْ عُلالَةِ الشَّاةِ، فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر أنا سفيان، تقدم التعريف بهما. قوله: أخبرنا عبد الله (¬1) بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، الهاشمي المدني. عن: أبيه، وخاله محمد بن الحنفية، وابن عُمر، وجابر، وأنس، وعِدَّة. وعنه: ابنه عجلان، ومعمر، والسفيانان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وخلق. ضَعَّفَهُ النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، وغيرهم. وقال البخاري: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث ابن عَقيل، وهو مقارب الحديث. وقال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن محمد بن عَقيل بن أبي طالب الهاشمي، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 923). (¬2) (ص321).

أبو محمد المدني بن زينب بنت علي، صدوق في حديثه لين، ويقال: تَغَيَّرَ بِأَخَرَة من الرابعة، مات بعد الأربعين. قوله: أخبرنا محمد بن المُنْكَدِر عن جابر، تقدم التعريف بهما. 181 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ عَلِيٌّ، وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ وَعَلِيٌّ مَعَهُ يَأْكُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِعَلِيٍّ: مَهْ يَا عَلِيُّ، فَإِنَّكَ نَاقَةٌ، قَالَتْ: فَجَلَسَ عَلِيٌّ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ لَهُمْ سِلْقًا وَشَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: مِنْ هَذَا فَأَصِبْ فَإِنَّ هَذَا أَوْفَقُ لَكَ. قوله: حدثنا العباس بن محمد الدُّوري، تقدم التعريف به. قوله: أنا يونس (¬1) بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤذن. روى عن: الحمادين، وفليح، والليث، وخلق. وروى عنه: ابنه إبراهيم، وأحمد، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره ومات سنة سبع ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1951).

وفي «التقريب» (¬1): يونس بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤذن، ثقة ثبت. قوله: أنا فُليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخُزَاعي المدني، تقدم التعريف به. قوله: عن عثمان (¬2) بن عبد الرحمن التيمي حجازي. روى عن: أبيه، وأخيه معاذ، وأنس بن مالك، وجماعة. وعنه: فُليح، وابن أبي مُلَيكة، وآخرون. وثَّقَه أبو حاتم. وفي «التقريب» (¬3): عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي المدني، ثقة، من الخامسة. قوله: عن يعقوب (¬4) بن أبي يعقوب المدني. عن: أبي هريرة، وأم المنذر الأنصارية، وعنه: أيوب بن عبد الرحمن الأنصاري، وغيره. قال أبو حاتم: صدوق، ونحوه في «التقريب» (¬5). ¬

(¬1) (ص614). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1142). (¬3) (ص385). (¬4) «التذكرة»: (3/ 1934). (¬5) (ص609).

قوله: عن أم المنذر (¬1) هي سَلْمَى بنت قيس بن عمرو بن عبيد، أم المنذر الأنصارية، إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، بايعت وصَلَّت إلى القبلتين، روت عنها أم سليط بن أيوب وغيرها. وفي «التقريب» (¬2): أم المنذر الأنصارية: يُقَال اسمها سلمى بنت قيس بن عمرو من بني النَّجَّار لها صحبة. 182 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي فَيَقُولُ: أَعِنْدَكِ غَدَاءٌ؟ فَأَقُولُ: لا قَالَتْ: فَيَقُولُ: إِنِّي صَائِمٌ قَالَتْ: فَأَتَانِي يَوْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: حَيْسٌ، قَالَ: أَمَا إِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِمًا، قَالَتْ: ثُمَّ أَكَلَ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، تقدَّمَ التعريف به. قوله: أنا بشر (¬3) بن السَّرِي البصري، أبو عمرو الأَفْوَه. نزل مكة، وروى عن: الثوري، ومِسْعَر، ومعاوية بن صالح، وجماعة. وعنه: أحمد، وابن المديني، ومحمود بن غيلان، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 2338). (¬2) (ص759). (¬3) «التذكرة»: (1/ 174).

قال أحمد: كان متقناً للحديث عجباً. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: ثبت صالح، مات سنة خمس، وقيل: سنة ست وتسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): بشر بن السَّرِي، أبو عمرو الأَفْوَه، بصري، سكن مكة وكان واعظاً ثقة متقناً، طعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب، من التاسعة، مات سنة خمس أو ست وتسعين وله ثلاث وستون سنة. قوله: أنا سفيان، تقدم التعريف به. قوله: أنا طلحة (¬2) بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، نزل الكوفة. روى عن: أبيه، وأعمامه: إسحاق، وموسى، وعيسى، وعائشة، وأبي بردة، وجماعة. وروى عنه: السُّفْيَانان، وأبو الأحوص، ويحيى القطان، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، وغيرهما. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الواقدي: مات سنة ثمان وأربعين ومائة. ¬

(¬1) (ص123). (¬2) «التذكرة»: (1/ 773).

وفي «التقريب» (¬1): طلحة بن يحيى بن عبيد الله التيمي المدني، نزيل الكوفة، صدوق يخطئ، من السادسة. قوله: عن عائشة (¬2) بنت طلحة بن عبيد الله التيمية، أم عمران، المدنية. روت عن: خالتها عائشة أم المؤمنين. وروى عنها: ابن أخيها طلحة بن يحيى، وحبيب بن أبي عمرة، والمنهال بن عمرو، وآخرون. قال ابن معين: حجة ثقة. وقال غيره: كانت من أجمل نساء قريش، أصدقها مُصْعَب بن الزبير ألف ألف درهم. قوله: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، تقدم التعريف بها. 183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ، وأكل. ¬

(¬1) (ص283). (¬2) «التذكرة»: (4/ 2346).

قوله: حدثنا عبد الله (¬1) بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهْرَام الدارسي (¬2) التميمي، أبو محمد السمرقندي، الحافظ، أحد الأعلام. روى عن: ابن عَوْن، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق. وعنه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وأبو زرعة، ومُطَيَّن، وخلق. سئل عنه أحمد فقال للسائل: عليك بذاك السيد. وقال أبو حاتم: إمام أهل زمانه. وقال ابن حبان: كان من الحُفَّاظ المتقنين، ممن حَفِظ، وجَمَع، وتفقَّه، وصَنَّف، وحَدَّث، وأظهر السنة في بلده، ودعا إليها، وذَبَّ عن حريمها، وقمع مَنْ خالفها. وقال غيره: توفي يوم التروية سنة خمس ومائتين (¬3)، وهو ابن خمس وسبعين سنة. قوله: أنا عمر بن حفص بن غياث، أخبرني أبي. أما عُمر (¬4) بن حفص بن غياث، فهو النخعي الكوفي. عن: أبيه، وأبي بكر بن عَيَّاش، وجماعة. ¬

(¬1) كذا كرره، وقد تقدمت ترجمته. (¬2) كذا، وقد تقدم التنبيه على هذا الوهم، وأن صوابه: الدارمي. (¬3) في (أ): خمس [وخمسين]، وهو حشو. (¬4) «التذكرة»: (2/ 1230).

وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ووَثَّقَه، وقال البخاري: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأما أبوه فهو حفص (¬1) بن غِيَاث -بمعجمة مكسورة، وثاء مثلثة- بن طَلْق بن معاوية النَّخَعي، أبو عمر الكوفي القاضي، ثقة فقيه، تَغَيَّرَ حفظه قليلاً في الآخر، من الثامنة، مات سنة أربع أو خمس وتسعين، وقد قارب الثمانين (¬2). وفي «التقريب» (¬3): غياث -بكسر المعجمة، وآخره مثلثة- وطلق بفتح الطاء وسكون اللام الكوفي. وفي «التقريب» (¬4): أن عمر بن حفص ثقة ربما وهم، من العاشرة. ولفظ الشريف في «التذكرة» (¬5): حفص بن غياث بن طَلْق بن معاوية النَّخَعي، أبو عمر الكوفي قاضيها وقاضي بغداد، روى عن: جده، وعاصم الأحول، والأعمش، وهشام بن عروة، وخلق. وعنه: ابناه عمر، وغنام، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 359). (¬2) «التقريب»: (ص173). (¬3) (ص411). (¬4) (ص411). (¬5) (1/ 359).

وأبو كريب، وطائفة. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي، وغير واحد. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت إذا حَدَّث من كتابه وتيقَّن بعض حفظه. وقال غيره: مات سنة أربع وتسعين ومائة، انتهى. قوله: عن محمد (¬1) بن أبي يحيى الأسلمي المدني، عن: أبيه (¬2)، وعكرمة، وجماعة. وعنه: ابناه عبد الله، وإبراهيم، ويحيى القطان، وآخرون. وثَّقَه أبو داود، والعجلي. ومات سنة أربع وأربعين ومائة. وفي التقريب (¬3): صدوق من الخامسة، ومات سنة سبعة وأربعين. تنبيه: اسم أبي يحيى: سَمْعَان (¬4) الأَسْلَمي، نسبة إلى أَسْلَم قبيلة معروفة (¬5). ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1614). (¬2) في التذكرة: أبويه، حيث إنه يروي عن أبيه وأمه. (¬3) «التقريب»: (ص513). (¬4) المصدر السابق. (¬5) «اللباب»: (1/ 58).

قوله: عن يزيد (¬1) بن أبي أمية الأعور، روى عن: ابن عمر، ويوسف بن عبد الله بن سلام. وروى عنه: محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمي. قوله: عن يوسف (¬2) بن عبد الله بن سَلَام الإسرائيلي المدني، حليف الأنصار. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبيه، وعلي، وعثمان. وعنه: ابنه محمد، وابن المنكدر، وآخرون. مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. وفي «التقريب» (¬3): يوسف بن عبد الله بن سَلَام الإسرائيلي المدني، أبو يعقوب، صحابي صغير، وقد ذكره العجلي في ثقات التابعين، انتهى. قلت: قوله في هذا الحديث: «رأيت» إلخ، صريح في الرد على العِجْلي، ولله الحمد. 184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعَامِ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1902). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1942). (¬3) (ص611).

قوله: أنا سعيد (¬1) بن سُلَيمان الضَّبِّي سَعْدَويه الواسطي، البَزَّاز، أبو عثمان، نزيل بغداد. روى عن عبد العزيز بن الماجشون، وفضيل بن مرزوق، ومبارك بن فضالة، والليث، وخلق. وروى عنه: البخاري، وعبد الله بن أحمد، وأبو داود، وابن معين، والذُّهلي، وأبو زرعة، والدارمي، وخلق. قال أحمد: كان صاحب تصحيف ما شئت. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون. وقال العجلي: هو واسطي ثقة، قيل له بعد ما انصرف من المحنة ما فعلتم؟ فقال: كَفَرْنا ورجعنا، وكان ممن أجاب في المِحْنَة تَقِيَّةً. قال ابن سَعْد: مات في ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين، قيل: وله مائة سنة. قوله: عن عَبَّاد بن العَوَّام، عن حُميد، عن أنس، تقدم التعريف بهم كلهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 589).

27 - باب وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام

27 - باب وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام 185 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ، فَقَالُوا: أَلا نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ، إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 186 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَائِطِ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: أَأُصَلِّي، فَأَتَوَضَّأُ. قوله: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، أنا سفيان بن عيينة، تقدم التعريف بهما.

قوله: عن عمرو (¬1) بن دينار المكي، أبو محمد الجُمَحي، أحد الأعلام. روى عن: جابر، وابن عمر، وأبي هريرة، وخلق. وعنه: أبو حنيفة، وشعبة، وابن عيينة، وأيوب، وحماد بن زيد، وخلق. وثَّقَه شعبة، وأحمد، وغيرهما. وقال ابن أبي نجيح: ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم من عمرو بن دينار، لا عطاء، ولا مجاهد، ولا طاووس. وقال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة، وهو ابن ثمانين سنة. وفي «التقريب» (¬2): عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجُمَحي، مولاهم، ثقة ثبت، معروف من الرابعة مات سنة ست وعشرين ومائة. تنبيه: «الجُمَحِي» (¬3) -بضم الجيم، وفتح الميم، وفي آخرها حاء مهملة- هذه النسبة إلى بني جُمَح، وهم بطن من قريش، وهو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. قوله: عن سعيد بن الحويرث. قال في «التذكرة» (¬4): ويقال ابن أبي الحويرث المكي، مولى السائب. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1264). (¬2) (ص421). (¬3) «اللباب»: (1/ 291). (¬4) (1/ 578).

عن ابن عباس. وعنه: ابن جريج، وعمرو بن دينار، وغيرهما. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو زرعة. وفي «التقريب» (¬1): ثقة، من الرابعة. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به. 187 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجُرْجَانِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ، أَنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بَعْدَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ، وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ. قوله: حدثنا يحيى بن موسى، أنا عبد الله بن نمير، تقدم التعريف بهما. قوله: أنا قيس (¬2) بن الرَّبيع الأسدي، أبو محمد الكوفي. عن: الأعمش، وأبي إسحاق السبيعي، وطائفة. وعنه: شعبة أحد شيوخه، والثوري، وأبو داود الطيالسي، وآخرون. ضَعَّفَه وكيع، وأحمد، ويحيى، وغيرهم. ¬

(¬1) (ص234). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1399).

وَوَثَّقَه الثوري، وشعبة، وعَفَّان. وقال ابن عدي: عامة رواياته مستقيمة. وفي «التقريب» (¬1): قيس بن الرَّبيع الأسدي، أبو محمد الكوفي، صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به، من السابعة، مات سنة تسع (¬2) وستين ومائة. قوله: ح وأخبرنا قُتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به مع ما يتعلق برمز «ح» في اصْطِلَاحِهم. قوله: أنا عبد الكريم (¬3) بن محمد الجُرْجَاني، قاضيها. عن: أبي حنيفة، وابن جريج، وعدة. وعنه: الشافعي، وابن عيينة وهو أكبر منه، والقاضي أبو يوسف، وجماعة. وثَّقَهُ ابن حبان. وقال قتيبة: لم أَرَ مرضياً خيراً منه، كان على القَضاء بجُرْجَان فَتَرَك القضاء، وهَرَب إلى مكة، ومات بها في سنة نيف وسبعين ومائة. ¬

(¬1) (ص457). (¬2) في «التقريب»: بضع. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1060).

وفي «التقريب» (¬1): عبد الكريم بن محمد الجُرْجاني القاضي، مقبول، من التاسعة، مات قديماً في حدود الثمانين ومائة، انتهى. قوله: الجُرْجَاني (¬2)، بضم الجيم، وسكون الراء، وبالجيم المفتوحة، وبالنون بعد الألف، هذه النِّسْبَة إلى مدينة جُرْجَان، فتحها يزيد بن المهلَّب أيام سُليمان بن عبد الملك، خَرَج منها جماعة من العلماء، ولها تاريخ عجيب. قوله: عن أبي هاشم (¬3) هو الرُّمَّاني الواسطي، اسمه عَلى الراجح يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل ابن أبي الأسود، وقيل: ابن نافع، رأى أنساً. وروى عن: مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبي مِجْلَز، وزاذان، وخلق كثير. وعنه: شعبة، والثوري، والحمادان، ومنصور، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وأحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال أبو حاتم: كان فقيهاً صدوقاً. وذكره ابن حبان في «الثقات». مات سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائة. ¬

(¬1) (ص361). (¬2) «اللباب»: (1/ 270). (¬3) «التذكرة»: (4/ 2202).

وفي «ثقات ابن حبان» (¬1): أبو هاشم الرُّمَّاني، اسمه يحيى بن أبي الأسود، واسم أبي الأسود بِشْر، وقيل دينار، كان يخطئ، يُعتبر حديثه إذا كان من رواية الثقات لا من رواية الضعفى؛ لأنه صدوق ولم يكن [له] (¬2) سبب يُوَهَّن به غير الخطأ، والخطأ مَتَى لم يفحُش لم يستحق صاحبه الترك. وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أن اسمه يحيى، وأجمعوا على أنه ثقة. قوله: عن زاذان (¬3)، أبو عمر الكندي، مولاهم، الكوفي، الضرير، البزَّاز. عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان، والبراء، وابن عمر، وغيرهم. وعنه: أبو صالح السمان، وعمرو بن مُرَّة، والمنهال بن عمرو، وعِدَّة. وثَّقَهُ ابن معين. وقال ابن عدي: أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة. قال: خليفة مات سنة اثنتين وثمانين. قوله: عن سلمان (¬4) الفارسي، هو سلمان الخير أبو عبد الله، الأصبهاني ¬

(¬1) (7/ 596) وتصرف المصنف في النقل. (¬2) زيادة من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (1/ 499). (¬4) «التذكرة»: (1/ 623).

الأصل، أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأول مَشَاهِده الخندق. روى عنه: أنس، وأبو سعيد الخُدري، وابن عباس، وكعب بن عُجرة، وآخرون. قال كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَّ الخندق عام الأحزاب فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، فاختصم المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلاً قدياً (¬1) -أي فرداً- فقال المهاجرون: سلمان مِنَّا، وقال الأنصار سلمان مِنَّا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَلْمَان مِنَّا أهل البيت». قال خليفة وغير واحد: مات سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: مات سنة ست وثلاثين، ويقال: سنة سبع، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: مات بالمدائن في خلافة عثمان. وفي «التقريب» (¬2): سلمان الفارسي أبو عبد الله، ويقال له سَلْمَان الخَيْر، أصله من أصبهان، وقيل: من رام هُرْمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة أربع وثلاثين، ويُقَال: بلغ ثلاثمائة سنة. ¬

(¬1) في المصادر: قوياً. وفي «تاج العروس»: (39/ 278): قادية من الناس: أي جماعة قليلة وهم أول من طرأ عليك وجمعه: قواد، تقول: قدمت تقدي: «قدياً». (¬2) (ص246).

28 - باب ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [قبل الطعام وعند الفراغ منه]

28 - باب ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [قبل الطعام وعند الفراغ منه] (¬1) 188 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ جَنْدَلٍ الْيَافِعِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَوْمًا، فَقَرَّبَ طَعَامًا، فَلَمْ أَرَ طَعَامًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، أَوَّلَ مَا أَكَلْنَا، وَلا أَقَلَّ بَرَكَةً فِي آخِرِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّا ذَكَرْنَا اسْمَ اللهِ حِينَ أَكَلْنَا، ثُمَّ قَعَدَ مَنْ أَكَلَ وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى فَأَكَلَ مَعَهُ الشَّيْطَانُ. قوله: حدثنا قُتيبة أنا ابن لهيعة، هو عبد الله بن لهيعة تقدم التعريف بهما. قوله: عن يزيد (¬2) بن أبي حبيب -واسم أبيه سويد- الأزدي، أبو رجاء المصري. ¬

(¬1) زيادة من «الشمائل». (¬2) «التذكرة»: (3/ 1904).

عن: سالم، ونافع، وعكرمة، وعطاء، وخلق. وعنه: سليمان التيمي، وابن لهيعة، والليث، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. ومات سنة ثمان وعشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): يزيد بن أبي حبيب البصري، أبو رجاء، واسم أبيه سويد، واختُلف في ولائه، ثقة فقيه، وكان يرسل، مات وقد قارب الثمانين. قوله: عن راشد (¬2) هو ابن جَنْدَل اليَافِعي، المصري. عن حبيب بن أوس الثقفي. وعنه يزيد بن أبي حبيب. قال ابن معين: ثقة، روى عنه المصريون. تنبيه: «اليافعي» (¬3) بفتح الياء، وبعد الألف فاء مكسورة، وعين مهملة، هذه النسبة إلى يافع بن يزيد بن مالك بن زيد بن رعين بطن من حمير، ينسب إليهم خلق كثير منهم راشد بن جَنْدَل هذا. ¬

(¬1) (ص600). (¬2) «التذكرة»: (1/ 465). (¬3) «اللباب»: (3/ 405).

قوله: عن حبيب بن أوس، قال في «التذكرة» (¬1): ويقال ابن أبي أوس الثقفي المصري، عن: أبي أيوب، وعمرو بن العاص. وعنه: راشد بن جَنْدَل اليافعي، وغيره. شهد فتح مصر وسكنها، ووثَّقَهُ ابن حبان. قوله: عن أبي أيوب (¬2) الأنصاري هو خالد بن زيد بن كُلَيب، الأنصاري الخزرجي. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بن كعب، وعنه: البراء بن عازب، وجابر بن سَمُرة، وابن المسيب، وعروة، وخلق. قال الخطيب: حضر العَقَبَة، وشهد بدراً وأُحُداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة، وحضر مع علي حرب الخوارج بالنَّهْرَوان وورد المدائن في صحبته، وعاش بعد ذلك زماناً حتى مات ببلاد الروم غازياً في إمارة معاوية، وقبره في أصل سورِ القسطنطينية. وقال ابن بُكَير وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين زاد في «التقريب» (¬3): وقيل بعدها. 189 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ ¬

(¬1) (1/ 282). (¬2) «التذكرة»: (1/ 410). (¬3) (ص188).

الدَّسْتُوائِيُّ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى طَعَامِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ. قوله: حدثنا يحيى بن موسى، أنا أبو داود، هو الطَّيالسي، تقدم التعريف بهما. قوله: أنا هشام (¬1) الدَّسْتوائي، هو هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر الدَّسْتُوائي الرَّبَعي، أبو بكر البصري الحافظ. عن: قتادة، وأبي الزبير المكي، وطائفة. وعنه: ابناه عبد الله ومعاذ، ويحيى القطَّان، وشعبة، وخلق. قال يحيى عن شعبة: هشام الدستوائي أعلم بحديث قتادة مني. و [قال أبو داود] (¬2): كان أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد: ما أرى الناس يروون عن أحدٍ أثبت منه. وقال العِجْلي: ثقة ثبت، كان أروى الناس عن ثلاثة، عن قتادة، وحماد بن أبي سليمان، ويحيى بن أبي كثير، وكان يقول بالقَدَر، ولم يكن يدعو إليه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1810). (¬2) زيادة من المصدر، سقطت من الأصل.

وقال غيره: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر -بمهملة، ثم نون، ثم موحدة، وزن جعفر- أبو بكر البصري الدَّسْتُوائي -بفتح الدال وسكون السين المهملة، وفتح المثناة، ثم مد- ثقة ثبت، وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات بالتاريخ المذكور، وله ثمان وسبعون سنة. تنبيه: «الدَّسْتُوائي» (¬2) بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وضم المثناة فوق، وفتح الواو، وبعد الألف ياء آخر الحروف، هذه النسبة تقع تارةً إلى بَلْدَة من بلاد الأهواز، يُقال لها دَسْتُواء، وتقع أخرى إلى ثياب جُلبت منها، فممن نسب إلى البلدة أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن الحسن الدستوائي الحافظ، نزيل تستر، وممن نُسِب إلى الثياب المجلوبة منها هشام هذا لأنه كان يبيعها ويتجر فيها. قوله: عن بديل بضم الموحدة في أوله ابن ميسرة العقيلي تقدم التعريف به. قوله: عن عبد الله بن عمر، نسبةً إلى جده إذ هو عبد الله بن عبيد الله بن عمر، وهو أبو محمد مولى آل العباس، عن ابن عباس وغيره، وعنه القاسم بن عباس وغيره، وثَّقَهُ ابن سعد وابن حبان. ¬

(¬1) (ص573). (¬2) «اللباب»: (1/ 501).

وفي «التقريب»: مولى أم الفضل، ويقال له مولى ابن عباس أيضاً، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة (¬1). قوله: عن أم كلثوم، قال في «التذكرة» (¬2): اللَّيْثِيَّة، عن: عائشة. وعنها: عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي. وفي «التقريب» (¬3): أم كلثوم اللَّيْثِيَّة المكِّية، يقال: وهي بنت محمد بن أبي بكر الصديق، فعلى هذا فهي تَيمية لا ليثية، لها حديث عن عائشة من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير عنها. وروى حجاج بن أَرْطَأَة عن أم كلثوم عن عائشة في الاستحاضة، وروى عمر بن عامر عن أم كلثوم عن عائشة في بول الغلام، فَمَا أدري هل الجميع واحدة أم لا؟ انتهى. قوله: عن عائشة، هي الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنهما، ¬

(¬1) كذا قال المصنف وفي هذه الفقرة من الأوهام ما يلي:- أنه أثبته عبد الله بن عمر وذكر أنه عبد الله بن عبيد الله بن عمر، ثم ترجم لعبد الله بن عمير من «التذكرة»: (2/ 904) ومن «التقريب»: (ص316). والصواب أن الرجل لا هذا ولا ذاك بل هو كما جاء في الإسناد: عبد الله بن عبيد بن عمير. قال في «التذكرة»: (2/ 888): عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، أبو هاشم المكي، عن أبيه، وابن عباس وابن عمر، وعائشة وجماعة. وعنه ابن جريج، والأوزاعي، وجرير بن حازم، وطائفة. وثقه أبو زرعة وأبو حاتم ومات سنة (113هـ). (¬2) (4/ 2376). (¬3) (ص758).

تقدم التعريف بهما. 190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْهَاشِمِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ طَعَامٌ، فَقَالَ: ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. قوله: حدثنا عبد الله بن الصَّبَّاح الهاشمي البصري، تقدم التعريف به. قوله: أنا عبد الأعلى (¬1) بن عامر الثَّعْلَبي الكوفي. عن: محمد بن الحنفية، والقاضي شريح، وسعيد بن جُبير، وطائفة. وعنه: ابن جريج، وشعبة، والثوري، وإسرائيل، وخلق. وضَعَّفه أحمد، ويحيى، وغير واحد. ومات سنة تسع وعشرين ومائة. قوله: عن معمر، تقدم التعريف به. قوله: عن هشام بن عروة عن أبيه، تقدم التعريف بهما. قوله: عن عمر (¬2) بن أبي سَلَمة، واسم أبي سَلَمة: عبد الله بن عبد الأسد ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 955)، وقد أخطأ المصنف في تعيين عبد الاعلى هذا بل هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى (¬2) «التذكرة»: (2/ 1237).

المخزومي المدني، عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أمه أم سلمة، وعنه: ثابت البناني، وسعيد بن المسيب، وعروة، وعطاء، وعدة. قال ابن عبد البر: ولد بأرض الحبشة في السنة الثانية من الهجرة، وشهد مع علي الجَمَل، واستعمله على فارس وعلى البحرين، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث وثمانين. 191 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميع رجاله إلا إسماعيل بن رياح ورياح بن عبيد فإنه إسماعيل بن رِيَاح عن عَبِيْدَة السُّلَمي، عن أبيه، وغيره، عن أبي سعيد. روى عنه: أبو هاشم الرُّمَّاني، وفي إسناد حديثه اختلاف، انتهى كلام «التذكرة» (¬1) من حرف الهمزة. قال في حرف الراء في مادة «ر ي ح» (¬2) رياح بن عَبيدة السُّلَمي الكوفي، عن: ابن عمر، وأبي سعيد، وغيرهما. وعنه: ابنه إسماعيل، وحجَّاج بن أرطأة، وعِدَّة. ¬

(¬1) (1/ 115). (¬2) (1/ 497).

وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬1) في حرف الهمزة: إسماعيل بن رِياح -بكسر أوله، والتحتانية- السُّلَمي، مجهول من الثالثة. وقال في حرف الراء في مادة «ر ي ح» (¬2): رياح بن عبيدة -بفتح أوله- الباهلي، مولاهم، كوفي، ثقة، سكن الحجاز، من الرابعة. ثم قال: رياح بن عَبيدة -بفتح أوله- السُّلَمي الكوفي، ثقة، من الرابعة، هكذا فرق بينهما المِزِّي وهو شخص واحد اختُلِف في نسبته فقيل: سُلَمي وقيل: بَاهِلي. قوله: عن أبي سعيد الخدري، تقدم التعريف به. 192 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مُودَعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا. قوله: حدثنا محمد بن بشار أنا يحيى بن سعيد، تقدم التعريف بهما. قوله: ثنا ثَوْر (¬3) بن يَزيد الكَلَاعي أبو خالد، الحمصي، أحد الحُفَّاظ. ¬

(¬1) (ص107). (¬2) (ص211). (¬3) «التذكرة»: (1/ 219).

روى عن: خالد بن مَعْدَان، وراشد بن سعد، وأبي الزُّبير، ومكحول، وخلق. وعنه: السفيانان، وبقية، وعيسى بن يونس، ويحيى القطَّان، وأبو عاصم، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد، ودُحيم، والنسائي. وقال وكيع: كان من أَعْبَد مَنْ رأيت، وكان صحيح الحديث. وقال أبو حاتم: صدوق حافظ. وقال خليفة وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ثور بن يزيد -بزيادة التحتانية في أول اسم أبيه- أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر، من السابعة، مات سنة خمسين وقيل ثلاث أو خمس وخمسين. قوله: [خالد] (¬2) ابن مَعْدَان (¬3) بن أبي كرب الكلاعي، أبو عبد الله الحمصي. عن: معاوية، والمقدام بن معدي كرب، وأبي أمامة، وجبير بن نفير، وخلق، وأرسل عن: معاذ، وأبي ذر، وأبي الدرداء، وغيرهم. ¬

(¬1) (ص135). (¬2) زيادة من المصدر. (¬3) «التذكرة»: (1/ 420).

وعنه: محمد بن إبراهيم التيمي، وحسان بن عطية، وثور بن يزيد، وخلق. قال يعقوب بن شيبة: يُعَدُّ من الطبقة الثالثة من فقهاء أهل الشام بعد الصحابة. وقال عمر بن جُعْثُم: كان إذا قَعَد لم يقدر أحد منهم يذكر الدنيا عنده هيبةً له. وقال ابن حبان: أدرك سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من مُتقشفي العُبَّاد والمتجردين من الزُّهَاد، مات سنة أربع ومائة. وفي «التقريب» (¬1): خالد بن مَعْدَان الكَلَاعي الحمصي، أبو عبد الله، ثقة عابد، يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة ثلاث ومائة، وقيل بعد ذلك. تنبيه: في «اللباب» (¬2): «الكَلَاعي» بفتح الكاف، وبعد اللام ألف، ثم عين مهملة، هذه النسبة إلى الكلاع وهي قبيلة كبيرة نزلت حمص من الشام، يُنسب إليها خلق عظيم منهم: أبو عبد الله خالد بن مَعْدان بن أبي كَرِب الكَلَاعي -وذكر نحو ما تقدم إلى أن قال-: وكان من خيار عباد الله، وانتقل من حمص إلى طَرَسُوس فأقام بها مرابطاً إلى أن مات سنة ¬

(¬1) (ص190). (¬2) (3/ 123).

ثلاث وقيل أربع وقيل: سنة ثمان ومائة. قوله: عن أبي أمامة (¬1)، هو صُدَي بن عَجْلَان البَاهِلي، نزيل حمص. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: عمر، وعثمان، وعلي، وعمار، وأبي عبيدة، ومعاذ، وأبي الدرداء، وغيرهم. وعنه: شهر، وخالد بن معدان، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وآخرون. قال ابن عيينة: كان آخر من بَقي بالشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة. وقال الفلاس وغير واحد: مات سنة ست وثمانين، زاد بعضهم: وهو ابن إحدى وتسعين. 193 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوائِيِّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الطَّعَامَ فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ. قوله: حدثنا أبو بكر (¬2) محمد بن أبان بن وزير بن أبي إبراهيم البلخي، المستملي المعروف بِحَمْدَوِيه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 740). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1464).

عن: أبي أمامة، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وابن عيينة، ووكيع، وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وأبو حاتم، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره، وقال ابن حبان: كان حسن المذاكرة جمع وصنف. وقال غيره: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): كان مُسْتَملي وكيع، ثقة، حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين وقيل بعدها. قوله: أنا وكيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 194 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. قوله: هناد ومحمود بن غيلان، تقدم التعريف بهما. قوله: أنا أبو أسامة (¬2)، هو حماد بن أسامة بن زيد، أبو أسامة الكوفي، أحد الأئمة. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وهشام بن عروة، ¬

(¬1) (ص465). (¬2) «التذكرة»: (1/ 373).

وشعبة، والثوري، وخلق. وعنه: المصنف، والشافعي، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وأبو كُريب، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والنسائي، وغيرهم. وقال أحمد أيضاً: كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار أهل الكوفة. وقال ابن حبان: مات سنة إحدى ومائتين (¬1). ولفظ «التقريب» (¬2): حماد بن أسامة القرشي، مولاهم، الكوفي، أبو أسامة، مشهور بكنيته، ثقة ثبت رُبما دلَّس، وكان بِأخَرَة يحدث من كتب غيره، من كبار التاسعة. قوله: عن زكريا (¬3) بن أبي زائدة، واسمه خالد بن ميمون الهَمْدَاني، أبو يحيى الوادعي، الكوفي، الحافظ. روى عن: الشَّعبي، وعطية العوفي، وسماك بن حرب، وعدة. وعنه: ابنه يحيى، وشعبة، والسفيانان، وأبو أسامة، وخلق. قال أحمد: ثقة حُلو الحديث. وقال أبو زرعة: صُوَيْلح يُدَلِّس كثيراً عن الشعبي. ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة: إحدى ومائة. خطأ. (¬2) (ص177). (¬3) «التذكرة»: (1/ 512).

وقال ابن نمير: مات سنة سبع وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): زكريا بن أبي زائدة خالد، ويقال: هبيرة بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي، أبو يحيى، كوفي، ثقة، وكان يُدَلِّس، وسماعه من أبي إسحاق بِأَخَرة من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ومائة. قوله: عن سعيد (¬2) بن أبي بُرْدة بن أبي موسى الأشعري الكوفي. عن: أبيه، وأنس، وأبي وائل، وغيرهم. وعنه: قتادة -مع تقدمه-، وعمرو بن دينار -وهو أكبر منه-، ومِسْعَر، وشعبة، وخلق. قال أحمد: صالح الحديث (¬3). وقال ابن معين والعجلي وأبو حاتم: ثقة. وفي «التقريب» (¬4): سعيد بن أبي بُرْدة بن أبي موسى الكوفي الأشعري، ثقة ثبت، وروايته عن ابن عمر مُرْسلة، من الخامسة. ¬

(¬1) (ص216). (¬2) «التذكرة»: (1/ 576). (¬3) كذا والذي في «تهذيب الكمال»: (3/ 138): بخٍ ثبت في الحديث. وفي «التذكرة»: ثقة ثبت في الحديث. (¬4) (ص233).

29 - باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم

29 - باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم 195 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَدَحَ خَشَبٍ، غَلِيظًا، مُضَبَّبًا بِحَدِيدٍ، فَقَالَ: يَا ثَابِتُ، هَذَا قَدَحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا الحسين (¬1) بن الأسود، هو الحسين بن علي بن الأسود العجلي، أبو عبد الله الكوفي، نزيل بغداد، وقد يُنسب إلى جده. روى عن: محمد بن فضيل، ووكيع، وجماعة. وعنه: أبو داود، والترمذي، وأبو يعلى، وأبو حاتم، وقال: صدوق. وقال ابن عدي: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يُتابع عليها. وقال غيره: مات سنة أربع وخمسين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 340).

وفي «التقريب» (¬1): الحسين بن علي بن الأسود العجلي، أبو عبد الله الكوفي، نزيل بغداد، صدوق يُخطئ كثيراً، لم يَثْبُت أن أبا داود روى عنه، من الحادية عشرة. قوله: عن عمرو (¬2) بن محمد بن أبي رَزين الخُزَاعي، مولاهم، أبو عثمان البصري. عن: الثوري، وشعبة، وعدة. وعنه: ابن معين، وابن مَثَنَّى، وابن يسار، وآخرون. قال ابن حبان: رُبما أخطأ. وفي «التقريب» (¬3): صدوق، ربما أخطأ، من التاسعة، مات سنة ست وثمانين. قوله: أنا عيسى (¬4) بن طَهْمان الجُشَمي، أبو بكر البصري. عن: أنس، وغيره. وعنه: ابن المبارك، وعِدَّة. وثَّقَه أحمد، وأبو داود، وابن معين. ¬

(¬1) (ص167). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1686). (¬3) (ص426). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1330).

وفي «التقريب» (¬1): عيسى بن طهمان الجُشَمي -بضم الجيم، وفتح المعجمة- أبو بكر البصري، نزيل الكوفة، صدوق أفرط فيه ابن حبان، والذنب فيما استنكره من حديثه لغيره -أي النكارة دخلت عليه من الغير وهو خالد بن عبد الرحمن-. قوله: عن ثابت عن أنس، تقدم التعريف بهما. 196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ، وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا الْقَدَحِ الشَّرَابَ كُلَّهُ، الْمَاءَ، وَالنَّبِيذَ، وَالْعَسَلَ، وَاللَّبَنَ. قوله: أنا عبد الله بن عبد الرحمن، تقدم التعريف به. قوله: أنا عمرو (¬2) بن عاصم بن عبيد الله الكلابي القيسي، أبو عثمان البصري. عن: جده عبيد الله بن الوازع، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهمام، وعدة. وعنه: أحمد، والبخاري، وإسحاق الكَوْسَج، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين. قوله: أنا حماد بن سلمة .. إلخ الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. ¬

(¬1) (ص439). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1272).

30 - باب ما جاء في فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

30 - باب ما جاء في فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم 197 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ. قوله: حدثنا إسماعيل (¬1) بن موسى الفزاري، الكوفي، نسيب السُّدِّي. روى عن: مالك، وشريك، وعمر بن شاكر، وعدة. وعنه: عبد الله بن أحمد، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجه، والبخاري، وأبو يعلى، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: تفرد عن شريك بأحاديث، وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، فأما في الرواية فقد احتمله الناس. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 125).

وفي «التقريب» (¬1): إسماعيل بن موسى الفزاري، أبو محمد أو أبو إسحاق، الكوفي، نسيب السُّدِّي، أو ابن بنته، أو ابن أخته، صدوق يخطئ، رُمي بالرَّفْض، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين. قوله: أنا إبراهيم (¬2) بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، أبو إسحاق، المدني، نزيل بغداد. روى عن: أبيه، والزهري، وابن إسحاق، والوليد بن كثير، وجماعة. وعنه: أبو حنيفة، وابناه سعد ويعقوب، وابن مهدي، وابن وهب، والقعنبي، وخلق. قال ابن معين: ثقة حجة. وقال أحمد، والعجلي، وأبو حاتم: ثقة. وقال البخاري: قال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق نحو سبعة عشرة ألف حديث في الأحكام سوى المغازي. وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثاً في زمانه. وقال صالح جزرة: سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كان صغيراً حين ¬

(¬1) (ص110). (¬2) كذا قال: والصواب أنه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ... هذا الذي أجمعت عليه المصادر. «تهذيب الكمال»: (1/ 110) و «التذكرة»: (1/ 19).

سمع من الزهري. قال ابن المديني: وخليفة وغير واحد مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ثقة حجة، تُكُلِّم فيه بلا قادح، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومائة. وأما أبوه فقد تقدم التعريف به، ولَكِنَّا هنا نقول: يُحتمل أنه سعد (¬2) بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم القرشي أبو إسحاق، عن: أبيه، وابن أبي ذئب، وجماعة. وعنه: ابناه عبد الله، وعبيد الله، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وثَّقَهُ ابن معين، وقال العجلي: كان على قَضَاء واسط، لا بأس به. ويُحْتَمَل أنه أراد بأبيه جد أبيه وهو سعد (¬3) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، جَدّ الذي قبله، ولي قضاء المدينة، روى عن: عميه: أبي سلمة، وحميد، وعن خاليه: إبراهيم بن سعد، وعامر بن سعد، وأبي أمامة بن سهل، وأنس بن مالك، وخلق. وعنه: ابنه إبراهيم، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وأبو عوانة، ¬

(¬1) (ص89). (¬2) «التذكرة»: (1/ 562). (¬3) هذا هو المقصود من غير احتمال، وليس هو جد أبي إبراهيم بن سعد بل هو هو أبوه كما هو صريح الإسناد، وترجمته في «التذكرة»: (1/ 562).

وخلق. وثَّقَة أحمد، ويحيى، والعِجْلي، وغير واحد. وقال ابن المديني: لم يلقَ أحداً من الصحابة، وكان أصحابنا يرمونه بالقدر، وكان عندنا ثقة ثبتاً، وكان مالك بن أنس يتكلم فيه، وكان لا يروي عنه شيئاً، وكان سعد قد طعن على مالك في نَسَبِه. وقال إبراهيم بن سعد وجماعة: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقال غيره: سنة سبع وعشرين عن اثنتين وسبعين سنة. وجزم في «التقريب» (¬1): بتوثيقه، وهذا الاحتمال هو الصواب؛ لأن الذي قبله انفرد البخاري والنسائي بالرواية عنه، وهذا اتفقوا على الرواية عنه. قلت: وقول ابن المديني: لم يَلْقَ أحداً .. إلخ، يرده رواية «الشمائل» هذه والله أعلم. 198 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ. قوله: حدثنا عَبْدة (¬2) بن عبد الله بن عَبْدَة الخُزَاعي الصَّفَّار، أبو سهل البصري. ¬

(¬1) (ص230). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1087).

عن: يزيد بن هارون، وأبي داود الطَّيَالسي، ويحيى بن آدم، وعِدَّة. وعنه: البخاري، والأربعة، وأبو حاتم، وخلق. وثَّقَه النسائي. وقال البغوي: مات بالأهواز سنة ثمان وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): عَبْدَة بن عبد الله الصَّفَّار الخزاعي، أبو سهل البصري، كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين، وقيل في التي قبلها. قوله: أنا معاوية (¬2) بن هشام القَصَّار الأَسَدي، أبو الحسن الكوفي. عن: الثوري، ومالك، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَه أبو داود، وضَعَّفَه ابن معين. وفي «التقريب» (¬3): معاوية بن هشام القَصَّار، أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد، ويقال له: معاوية بن أبي العباس، صدوق له أوهام، من صغار التاسعة، مات سنة أربع ومائتين. ¬

(¬1) (ص369). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1686). (¬3) (ص538).

قوله: عن سفيان إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 199 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ وَهْبٌ: وَكَانَ صَدِيقًا لَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَجْمَعُ بَيْنَ الْخِرْبِزِ وَالرُّطَبِ. قوله: حدثنا إبراهيم (¬1) بن يعقوب السعدي، أبو إسحاق، الجُوزَجَاني، الحافظ، سكن دمشق. وروى عن: يزيد بن هارون، وحسين الجُعْفي، وأبي عاصم، وخلق كثير. وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن جَوْصَا، وابن خزيمة، والدولابي، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال الدارقطني: كان من الحُفَّاظ المصَنِّفين، والمخرِّجين الثقات. وقال الخَلَّال: كان أحمد يُكاتبه ويُكْرِمُهُ إكراماً شديداً، وقد حدثنا عنه الشيوخ المتقدمون. وقال ابن عدي: كان يسكن دمشق، يحدث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرأه على المنبر، قال: وكان فيه تحامل على ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 42).

علي -رضي الله عنه- على مذهب أهل دمشق. مات سنة تسع وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجُوزجاني -بضم الجيم الأولى، وزاي، وجيم- نزيل دمشق، ثقة حافظ، رُمي بالرفض، من الحادية عشرة. تنبيه: هذه النسبة (¬2) إلى مدينة بخراسان مما يلي بَلْخ يقال لها جُوزَجَان، والنسبة إليها جُوزَجَاني. قوله: أنا وهب بن جرير إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ. قوله: حدثنا محمد (¬3) بن يحيى بن عبد الله الذُّهْلي النيسابوري، الحافظ. عن: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وعفَّان، وخلق. وعنه: البخاري، والأربعة، وابنه يحيى، وسعيد بن الحكم، وسعيد بن ¬

(¬1) (ص95). (¬2) «اللباب»: (1/ 308). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1612).

منصور، وعبد الله بن محمد النُّفَيْلي -وهم من شيوخه- وابن مُثنى -وهو أكبر منه-، وخلق. وثَّقَه النسائي، وأبو حاتم، وغيرهما. وقال أبو بكر بن أبي داود: ثنا محمد بن يحيى النيسابوري، وكان أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة العارفين، والحفَّاظ المتقنين، والثقات المأمونين، صَنَّفَ حديث الزهري، وجَوَّدَهُ وكان أحمد بن حنبل يُثني عليه وينشر فضله. وقال ابن قانع: مات سنة اثنتين. وقال غيره: سنة ثمان وخمسين ومائتين. ولفظ «التقريب» (¬1): محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذُّهلي النيسابوري، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين على الصحيح، وله ست وثمانون سنة. تنبيه: «الذُّهْلي» (¬2) بالذال المعجمة نسبة لِذهل بن شَيْبَان لا لِذُهل بن ثعلبة، ولا لذهل بن معاوية بطن من كندة (¬3)، والله أعلم. ¬

(¬1) (ص512). (¬2) «اللباب»: (1/ 535). (¬3) وقع في (أ): الدهلي، بالدال المهملة، نسبة لدهل بن شيبان ... وهو وهم عجيب.

قوله: أنا محمد (¬1) بن عبد العزيز بن محمد العمري الرَّملي، المعروف بابن الواسطي. عن: الشافعي، وأسد بن موسى، وجماعة. وعنه: البخاري، ومحمد بن يحيى الذُّهْلي، وآخرون. وثَّقَه العجلي، وغيره. وضَعَّفه أبو زرعة، وغيره. وفي «التقريب» (¬2): صدوق يهم، وكانت له معرفة، من العاشرة. تنبيه: هذه النسبة (¬3) تقع تارة إلى مدينة الرَّملة من بلاد فلسطين من الشام، وتارةً إلى محلة بسرخس يقال لها الرملة، وتارة إلى رملة بنت شيبة، وتارة إلى رملة بنت عثمان بن عفان، فممن نسب إلى الأول أبو خالد يزيد بن خالد، وممن ينسب إلى الثانية أبو القاسم صاعد بن عمرو، وممن ينسب إلى الثالثة محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان الرملي، وممن ينسب إلى الرابعة سعيد بن يحيى بن إبراهيم بن مزين الرملي، وأما النسبة إلى ما في الأرض المقدسة فالرُّمَيْلي نسبة إلى رُمَيْلة ببيت المقدس، وممن ينسب إليها أبو القاسم مكي بن عبد السلام ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1555). (¬2) (ص493). (¬3) «اللباب»: (2/ 37).

المقدسي الرُّمَيْلي، والله أعلم. قوله: أنا عبد الله (¬1) بن يزيد بن الصَّلْت الشَّيباني. عن: ابن إسحاق، والثوري، وغيرهما. وعنه: محمد بن عبد العزيز الرَّملي. قال أبو زرعة: منكر الحديث. وفي «التقريب» (¬2): ضعيف من العاشرة. قوله: عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان، عن عائشة، تقدم التعريف بجميعهم (¬3). 201 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاءُوا بِهِ إِلَى ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 948). (¬2) (ص329). (¬3) بل لم يعرف بيزيد بن رومان وهو يزيد بن رومان المدني، أبو روح عن ابن الزبير، وأنس، وعدة. وعنه الزهري؛ أحد شيوخه وابن إسحاق، وآخرون. وثقه النسائي، وابن معين، وابن سعد، ومات سنة ثلاثين ومائة. وكان عالماً كثير الحديث. «التذكرة» (2/ 1906).

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ، بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ بِهِ لِمَكَّةَ وَمِثْلِهِ مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ يَرَاهُ، فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ. قوله: حدثنا قتيبة، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، ولله الحمد. 202 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: بَعَثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ وَعَلَيْهِ أَجْرٌ مِنْ قِثَّاءِ زُغْبٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْقِثَّاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ قَدْ قَدِمَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَمَلأَ يَدَهُ مِنْهَا فَأَعْطَانِيهِ. قوله: ثنا محمد بن حميد الرازي، تقدم التعريف به. قوله: إبراهيم (¬1) بن المختار، هو التميمي، أبو إسماعيل الرازي الخواري، يقال له: حَبُّويه. روى عن: ابن إسحاق، وشعبة، وابن جريج، وطائفة. وعنه: محمد بن حميد الرازي، وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 36).

وقال أبو داود: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وفي «التقريب» (¬1): إبراهيم بن المختار التميمي، أبو إسماعيل الرازي، صدوق ضعيف الحفظ، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين. قوله: عن محمد بن إسحاق، تقدم التعريف به. قوله: عن أبي عبيدة (¬2) بن محمد بن عمار بن ياسر العَنْسِي، أخو سلمة وقيل: هما واحد، روى عن أبيه، وجابر بن عبد الله، وجماعة. وعنه: ابنه عبد الله، وابن إسحاق، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وضعفه أبو حاتم، ليس له اسم سوى كنيته. قوله: عن الرُّبَيِّع (¬3) بنت مُعَوِّذ بن عَفْرَاء، وعَفْرَاء أمه، وهو مُعَوِّذ بن الحارث الأنصاري، لها صحبة ورواية، وعنها خالد بن ذكوان، وعبادة بن الوليد، ونافع، وابنتها عائشة بنت [أنس، وجماعة. وفي «التقريب» (¬4): الربيع- بالتصغير والتثقيل- بنت] (¬5) مُعَوِّذ بن عفراء ¬

(¬1) (ص93). (¬2) «التذكرة»: (4/ 2114). (¬3) «التذكرة»: (4/ 2333). (¬4) (ص747). (¬5) زيادة من المصدر، حيث وقع خرم ظاهر بالأصل في هذا الموضع.

الأنصارية النَّجَّارية، من صغار الصحابة. 203 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: أَتيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ، وَأَجْرِ زُغْبٍ، فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلِيًّا أَوْ قَالَتْ: ذَهَبًا. قوله: ثنا علي بن حُجر، أنا شريك، تقدم التعريف بهما. قوله: عن عبد الله (¬1) بن محمد بن عَقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني. عن: أبيه، وخاله محمد بن الحنفية، وابن عمر، وجابر، وأنس، وعدة. وعنه: ابن عَجْلَان، ومعمر، والسفيانان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وخلق. ضَعَّفَه النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، وغيرهم. وقال البخاري: كان أحمد وإسحاق والحُمَيْدي يحتجُّون بحديث ابن عقيل، وهو مقارب الحديث. وقال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة. قوله: عن الرُّبَيِّع، إلخ، تقدم التعريف بها آنفاً. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 922 - 923).

31 - باب ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم

31 - باب ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم 204 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الْحُلْوُ الْبَارِدُ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر .. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ هُوَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَا، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى مَيْمُونَةَ، فَجَاءَتْنَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا عَلَى يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَلَى شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: الشَّرْبَةُ لَكَ، فَإِنْ شِئِتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ عَلَى سُؤْرِكَ أَحدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَبَنًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، غَيْرُ اللَّبَنِ.

قوله: حدثنا أحمد بن منيع، أنا إسماعيل بن إبراهيم، تقدم التعريف بهما. قوله: أنا علي (¬1) بن زيد بن جدعان التَّيْمي، أبو الحسن البصري، المكفوف. عن: أنس، وسعيد بن المسيب، وخلق. وعنه: السفيانان، والحمادان، وشعبة، وخلق. ضَعَّفه أحمد، ويحيى، وغير واحد. مات سنة تسع وعشرين ومائة. وفي «التقريب»: علي بن زبير عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان نسب إلى جد جده ضعيف من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل قبلها. قوله: عن (¬2) عمر، هو ابن أبي حرملة، ويقال: ابن حرملة البصري. عن ابن عباس بحديث الضَّب. وعنه: علي بن زيد بن جُدعان. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1197). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1229).

وثَّقَهُ ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث. وفي «التقريب» (¬1): عمر بن حرملة، أو ابن أبي حرملة، وقيل: اسمه عمرو، مجهول. وقد حكى المصنف الخلاف في كنيته. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف بجميعهم وكذا ما بعده. ¬

(¬1) (ص411).

32 - باب ما جاء في شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم

32 - باب ما جاء في شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم 206 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ، وَهُوَ قَائِمٌ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 207 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَشْرَبُ قَائِمًا، وَقَاعِدًا. قوله: حدثنا قتيبة أنا محمد بن جعفر، تقدم التعريف بهما. قوله: عن حسين (¬1) المعلم، هو الحسين بن ذكوان المعلِّم العَوْذي البصري. عن: عبد الله بن بُريدة، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، ويحيى بن أبي ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 337).

كثير، وغيرهم. وعنه: شعبة، وعبد الوارث، وابن المبارك، ويحيى القطان، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي. وقال ابن حبان: كان من حُفَّاظ أهل البصرة، وقرائهم. وفي «التقريب» (¬1): الحسين بن ذكوان المعلِّم المكتب العَوْذي -بفتح المهملة، وسكون الواو، وبعدها معجمة- بصري، ثقة، وربما وهم، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قوله: عن عمرو (¬2) بن شعيب عن أبيه عن جده، هو عمرو بن شُعَيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السَّهْمي، أبو إبراهيم القرشي. عن: أبيه، وسالم، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وطاووس، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وعطاء، والزهري -وهما من شيوخه-، والأوزاعي، وأيوب، وابن جريج، وخلق. قال يحيى القَطَّان: إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به. وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن ¬

(¬1) (ص166). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1271).

أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين. وقال ابن حبان: في روايته عن أبيه عن جده مناكير كثيرة، لا يجوز عندي الاحتجاج بشيء منها. وقال خليفة وغيره: مات سنة ثمان عشرة ومائة. وفي «التقريب» (¬1): صدوق، من الخامسة، ثم ذكر التاريخ السابق بلا زيادة. وأما أبوه فهو: شعيب (¬2) بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي وقد ينسب إلى جده، روى عن أبيه وجده، وعن عبادة بن الصامت، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية. وعنه: ابناه عمرو، وعمر، وثابت البناني، وعطاء الخراساني، وغيرهم. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬3): صدوق، ثبت سماعه من جده، من الثالثة. وأما جده فهو محمد (¬4) بن عبد الله بن عمرو بن العاص السَّهمي، روى عن أبيه. وعنه: ابنه شعيب، على خلاف فيه، تقدم بيان الراجح منه. ¬

(¬1) (ص423). (¬2) «التذكرة»: (2/ 710). (¬3) (ص267). (¬4) «التذكرة»: (3/ 1540).

وفي «التقريب» (¬1): محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السَّهمي الطَّائفي، مقبول، من الثالثة. 208 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارِكِ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَقَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ، وَهُوَ قَائِمٌ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 209 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْكُوفِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْفُضَيْلِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: أَتَى عَلِيٌّ، بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَلَ. قوله: أبو كريب محمد بن العَلَاء، تقدم التعريف به. قوله: ومحمد (¬2) بن طريف الكوفي، هو محمد بن طريف بن خليفة البجلي، أبو جعفر الكوفي. عن: أبيه، وأبي بكر بن عياش، وخلق. ¬

(¬1) (ص489). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1528 - 1529).

وعنه: مسلم، والمصنف، والنسائي، وابن ماجه، وأبو زرعة، وعدة. وثَّقَه الخطيب، وغيره. ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): من صغار العاشرة، صدوق، مات سنة اثنتين وأربعين وقيل قبل ذلك. قوله: قالا أخبرنا ابن فضيل (¬2)، هو محمد بن فضيل بن غَزْوان الضَّبِّي، مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي. عن: أبيه، والأعمش، وعطاء، وخلق. وعنه: أحمد، والثوري -وهو أكبر منه-، وإسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. وقال أحمد: كان يتشيع، وكان حسن الحديث. وقال أبو داود: مات سنة أربع وتسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): صدوق عارف، رمي بالتشيع، من التاسعة، مات ¬

(¬1) (ص485). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1582). (¬3) (ص502).

سنة خمس وتسعين (¬1). قوله: عن الأعمش، تقدم التعريف به (¬2). قوله: عن عبد الملك (¬3) بن ميسرة الهلالي العامري، أبو زيد الكوفي، الزَّرَّاد. عن: زيد بن وهب، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جُبير، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وزيد بن أبي أُنيسة، وشعبة، ومنصور، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وغيرهما. وفي «التقريب» (¬4): عبد الملك بن ميسرة الهلالي، أبو زيد العامري، الكوفي، الزَّرَّاد، ثقة من الرابعة. قوله: عن النَّزَّال (¬5) بن سَبْرة الهلالي، الكوفي، مُختلفٌ في صحبته. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بكر، وعلي، وعثمان، وابن مسعود، وغيرهم. ¬

(¬1) في النسخ: سبع ومائتين، خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬2) بل لم يتقدم التعريف به، وهو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الثقة الحافظ. (¬3) «التذكرة»: (2/ 1075). (¬4) (ص365). (¬5) «التذكرة»: (3/ 1761).

وعنه: الشعبي، والضحاك، وإسماعيل بن رجاء، وغيرهم. قال العجلي: ثقة من كبار التابعين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وفي «التقريب» (¬1): سَبْرة -بفتح المهملة، وسكون الموحدة- الهلالي الكوفي، ثقة من كبار الثانية، وقيل: إن له صحبة. وأما علي فهو ابن أبي طالب، تقدم التعريف به. 210 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عصَامَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا إِذَا شَرِبَ، وَيَقُولُ: هُوَ أَمْرَأُ، وَأَرْوَى. قوله: ثنا قتيبة ويوسف بن حماد. أما قتيبة فقد تقدم التعريف به. وأما يوسف (¬2) بن حماد، فهو المَعْنِي البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، وجماعة. وعنه: مسلم، والمصنف، والنسائي، وابن ماجه، وطائفة. ¬

(¬1) (ص560). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1940).

وثَّقَه النسائي. ومات سنة خمس وأربعين ومائتين. قال في «التقريب» (¬1): المعني -بفتح الميم، وسكون المهملة، ثم نون وتشديد الياء- ثقة، من الحادية عشرة. تنبيه: هذه النسبة (¬2) إلى معن بن زائدة، ولهم نسبة أخرى إلى معن بن مالك من الأزد، ولهم نسبة أخرى إلى معن بن عتود بن عنين بطن من طي. قوله: أخبرنا عبد الوارث بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: عن أبي عاصم (¬3)، هو النبيل اسمه خالد، ولقبه الضحاك بن مخلد، تقدم التعريف به. كما تقدم التعريف بشيخه وهو أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه-. 211 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ رِشْدِينِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا شَرِبَ، تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ. قوله: حدثنا علي بن خَشْرَم، أنا عيسى بن يُونس، تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) (ص610). (¬2) «اللباب»: (3/ 237). (¬3) كذا قال والمذكور في السند إنما هو أبو عصام لا أبا عاصم وهو البصري قيل اسمه ثمامة مقبول من الخامسة. التقريب (ص658).

قوله: عن رشدين (¬1) -بكسر الراء، وسكون المعجمة، وكسر المهملة- بن كُرَيب مولى ابن عباس، أبو كريب المدني. عن أبيه وعدة (¬2). وعنه: عيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل، وعدة. قال أحمد والبخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه. وفي «التقريب» (¬3): رشدين بن كُريب بن أبي مُسلم الهاشمي مولاهم، أبو كريب، ضعيف، من السادسة. وأما أبوه فقد تقدم التعريف به، كما تقدم التعريف بسيدهما -رضي الله عنه-. 212 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ كَبْشَةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ مِنْ فيِّ قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قَائِمًا، فَقُمْتُ إِلَى فِيهَا فَقَطَعْتُهُ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر أنا سفيان، تقدم التعريف بهما. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 489). (¬2) في التذكرة: وغيره. (¬3) (ص209).

قوله: عن يزيد (¬1) بن يزيد بن جابر الأزدي. عن: الزهري، ومكحول، وعِدَّة. وعنه: الأوزاعي، والسفيانان، وآخرون. وثَّقَه أبو داود، والنسائي، وابن معين. ومات سنة أربع وثلاثين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي، ثقة فقيه، من الثانية، مات سنة أربع وثلاثين، وقيل: قبل ذلك. قوله: عن عبد الرحمن (¬3) بن أبي عمرة، عن جِدّته كَبْشَة. هو عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة الأنصاري، المدني، القاضي. عن: أبيه، وجدته كَبْشَة، وعثمان، وأبي هريرة، وعبادة بن الصامت، وعِدَّة. وعنه: مالك، وهلال بن علي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1923). (¬2) (ص606). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1013).

وأما جدته فهي: كبشة (¬1)، ويُقَال: كُبَيْشَة بنت ثابت بن المنذر الأنصارية، ويقال لها البَرْصَاء، ويقال إنها أخت حَسَّان بن ثابت، لها صحبة ورواية. وعنها حفيدها عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة الأنصاري. وفي «التقريب» (¬2) الجزم بأنها أخت حسان بن ثابت. 213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا، وَزَعَمَ أَنَسٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقَدَّم التعريف بجميعهم ما عدا ثمامة بن عبد الله، فهو ثمامة (¬3) بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة. روى عن: جده، والبراء، وأبي هريرة -ولم يدركه-. وعنه: ابن أخيه عبد الله بن المثنى، وعزرة بن ثابت، وابن عون، ومعمر، وحماد بن سلمة، وجماعة. وثَّقَه أحمد، والنسائي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 2352). (¬2) (ص752). (¬3) «التذكرة»: (1/ 217).

وقال ابن حبان: من فُقَهاء الأنصار. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. مات قريباً من سنة عشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري، قاضيها، صدوق، من الرابعة، عُزِلَ سنة عشر، ومات بعد ذلك بِمُدَّة. وقد تقدَّم التعريفُ بجَدِّه أنس -رضي الله تعالى عنه-. 214 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ زَيْدٍ ابْنِ ابْنَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ وَهُوَ قَائِمٌ، فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَأْسِ الْقِرْبَةِ فَقَطَعَتْهَا. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أنا أبو عاصم، عن ابن جُرَيج، قد تقدم التعريف بجميع هؤلاء. وعبد الكريم (¬2) هو ابن مالك الجزري، أبو سعيد الحَرَّاني، الأموي، مولاهم. ¬

(¬1) (ص134). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1060).

عن: سعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جُبير، وطاووس، وعكرمة، وطائفة. وعنه: مالك، وابن جريج، والسفيانان، وخلق. وثَّقَه أحمد، والعجلي، وغير واحد. وقال الحميدي عن سفيان: كان حافظاً. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. مات سنة سبع وعشرين ومائة. قوله: عن البراء بن زيد البصري، عن جده لأمه أنس بن مالك وعنه عبد الكريم مجهول. قاله في «التذكرة» (¬1). والذي في «التقريب» (¬2) فيما رأيته من نسخة مقبولة: البراء بن زيد البصري بن بنت أنس، مقبول من الثالثة، والذي في «التهذيب» (¬3) كـ «التذكرة» و «التقريب» ولفظه: البراء بن زيد البصري بن بنت أنس بن مالك، روى عن جده لأمه، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم وقربة معلَّقة فشرب من فَم القربة، الحديث، روى عنه عبد الكريم الجزري. قلت: ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن حزم: مجهول، وذكره ¬

(¬1) (1/ 165). (¬2) (ص120). (¬3) (1/ 372).

الذهبي في «الميزان». وقد تقدم التعريف بأنس رضي الله تعالى عنه. وفي هذا الإسناد تخليط في النسخ. 215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِي، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَبِيدَةُ بِنْتُ نَائِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ أَبِيهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَشْرَبُ قَائِمًا، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ. قوله: أحمد (¬1) بن نصر النيسابوري، هو أحمد بن نصر بن زياد القرشي، أبوعبد الله النيسابوري المقرئ، أحد الأئمة الزُّهَّاد. روى عن حسين (¬2) الجُعفي، وعارم، وخلق. وعنه: المصنف، والنسائي، وابن خزيمة، وجماعة. قال النسائي وغيره: ثقة. وقال الحاكم: هو فقيه أهل الحديث في عصره، وهو كثير الرِّحْلة إلى مصر والشام والعراقين. مات سنة خمس وأربعين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 74). (¬2) في مطبوعة التذكرة: حصين. خطأ.

وفي «التقريب» (¬1): من الحادية عشرة. قوله: حدثنا إسحاق (¬2) بن محمد الفروي -بالفاء أخت القاف- هو إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فَرْوَة الفَرَوي المدني. عن: مالك، وجماعة. وعنه: البخاري، والذُّهلي، وخلق. قال أبو حاتم: كان صدوقاً، ولكن ذهب بصره فربما لُقِّن، وكتبه صحيحة. وقال النسائي: ليس بثقة. قال البخاري: مات سنة ست وعشرين ومائتين. وفي «التقريب» (¬3): الفروي المدني الأموي، مولاهم، صدوق، كُفَّ فساء حفظه، من العاشرة. قوله: حدثتنا عبيدة بنت نابل، قال في «التقريب» (¬4): مقبولة من الثانية. وفي «التهذيب» (¬5): عبيدة بنت نابل، عن عائشة بنت سعد، وعنها ¬

(¬1) (ص85). (¬2) «التذكرة»: (1/ 98). (¬3) (ص102). (¬4) (ص750). (¬5) «تهذيب التهذيب»: (12/ 388).

إسحاق بن محمد الفروي، والواقدي، ومعن بن عيسى، والخصيب بن ناصح، وذكرها ابن حبان في «الثقات»، انتهى، ولم يتكلم عليها صاحب «التذكرة». قوله: عن عائشة (¬1) بنت سعد بن أبي وَقَّاص الزُّهرية المدنية. روت عن أبيها، وعن أم ذر، وقيل أنها رأت ستاً من أمهات المؤمنين، روى عنها الجُعَيْد بن عبد الرحمن، وأيوب، والحكم بن عتيبة، وخزيمة غير منسوب، وأبو الزناد، ومهاجر بن مسمار، وعبيدة بنت نابل، ومالك بن أنس، وآخرون، ذكرها ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن سعد وغير واحد: ماتت سنة سبع عشرة ومائة (¬2). قلت: وقال العجلي: تابعية ثقة مدنية، وقال الخليلي: لم يرو مالك عن امرأة غيرها. وأما أبوها فهو سعد (¬3) بن أبي وقاص، واسمه مالك بن أُهَيْب بن عبد مَنَاف القرشي، أبو إسحاق الزُّهْري، أحد العشرة، وفارس الإسلام. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: خولة بنت حكيم. وعنه: بنوه: إبراهيم، ومحمد، وعامر، ومصعب، وابن عباس، وابن ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 2345). (¬2) نقله المصنف من «تهذيب التهذيب»: (12/ 386). (¬3) «التذكرة»: (1/ 571).

عمر، وجابر بن سَمُرَة، وعائشة، وسعيد بن المسيب، وخلق. شهد بدراً، وافتتح القادسية، واختطَّ الكوفة، وكان سابع سبعة في الإسلام، وكان مشهوراً بإجابة الدعوة، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم سَدِّد رميتَه، وأجب دعوته». وقال علي رضي الله تعالى عنه: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحَدٍ في التفدية إلا لسعد، فإني سمعته يقول يوم أُحُد: «اَرْمِ فِدَاك أبي وأمي». وقال ابن عبد البر: كان أحد الفرسان الشُّجعان الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه، وهو الذي كَوَّفَ الكوفة، وطرد الأعاجم، وتولى قتال فارس، أَمَّرَهُ عمر على ذلك، وفتح الله على يديه أكثر بلاد فارس، ثم كان ممن لزم بيته في الفتنة، ومات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحُمِلَ على الرِّقاب إلى البقيع فَدُفن به في سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست، وقيل: سنة سبع، وله بضع وسبعون سنة، وهو آخر العشرة وفاةً، والله أعلم.

33 - باب ما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم

33 - باب ما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم 216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وغير وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُكَّةٌ يَتَطَيَّبُ مِنْهَا. قوله: محمد (¬1) بن رافع بن أبي يزيد، واسمه شابور القُشَيْري، مولاهم، أبو عبد الله النيسابوري، الزاهد. روى عن: زيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، والمصنف، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال البخاري: كان من خيار عباد الله. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1508).

وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. قوله: أخبرنا أبو أحمد الزُّبَيْري، ثنا شَيبان، تقدم التعريف بهما. قوله: عن عبد الله (¬1) بن المختار البصري. عن الحسن، وابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وعدة. وعنه: شعبة، والحمادان، وشريك، وآخرون. وثقه النسائي وابن معين. ولفظ التقريب (¬2): لا بأس به. قوله: عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه. هو موسى (¬3) بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة. عن: أبيه، وابن عباس، وغيرهما. وعنه: ابنه حمزة، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول، وآخرون. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وفي «التقريب» (¬4): ثقة، من الرابعة، مات بعد أخيه النضر. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 925). (¬2) «التقريب»: (ص322). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1727). (¬4) (ص549).

وأما أبوه أنس فقد تقدم التعريف به. 217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، لا يَرُدُّ الطِّيبَ، وَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار، إلى آخر الإسناد، تقدَّم التعريف بجميعهم، ولله الحمد. 218 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ثَلاثٌ لا تُرَدُّ: الْوَسَائِدُ، وَالدُّهْنُ، وَاللَّبَنُ. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: أنا ابن أبي فديك، هو محمد (¬1) بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيك، واسمه دينار الوائلي، مولاهم، المدني. عن: أبيه، وابن أبي ذئب، وعيسى الحنَّاط، وخلق. وعنه: أبو حنيفة (¬2)، وقتيبة، وآدم بن أبي إياس، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1477). (¬2) كذا، وهو خطأ، فالذي في التذكرة أنه روى عنه «فع» وهو رمز للشافعي لا لأبي حنيفة، وزاد (أ) وهو رمز لأحمد، وانظر: «تهذيب الكمال»: (6/ 541).

وقال ابن سعد: ليس بحجة. قال البخاري: مات سنة مائتين. وفي «التقريب» (¬1): محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك -بضم الفاء مُصَغَّر- الوائلي، مولاهم المدني، أبو إسماعيل، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة ثمانين على الصحيح. قوله: عن عبد الله (¬2) بن مسلم بن جُنْدَب عن أبيه، أما هو فعبد الله بن مسلم الهُذَلي المدني. عن: أبيه، وعيسى بن طلحة. وعنه: ابن أبي فُدَيك، ومحمد بن طلحة التيمي. قال أبو زرعة: لا بأس به. وأما أبوه فَمُسْلم (¬3) بن جُنْدَب الهُذَلي، أبو عبد الله المدني القاضي، عن: الزبير، وأبي هريرة، وابن عمر، وجماعة. وعنه: ابنه عبد الله، وزيد بن أسلم، ويحيى الأنصاري، وغيرهم. قال ابن سعد: كان بغير رزق، ثم رزقه عمر ابن عبد العزيز دينارين. ¬

(¬1) (ص468). (¬2) «التذكرة»: (2/ 927). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1650).

وقال ابن حبان في «الثقات»: مات سنة ست ومائة. قوله: عن ابن عمر، هو عبد الله بن عمر بن الخطاب تقدم التعريف به. 219 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ (¬1)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: طِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ، وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَطِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ. قوله: ثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم ما عدا الطفاوي شيخ أبي نَضْرة، وقد قال فيه صاحب «التقريب» (¬2): إنه لم يُسَمّ وهو من الثالثة لا يُعْرَف، وأما المتأخر فاسمه محمد بن عبد الرحمن. تنبيه: قال صاحب «اللباب» (¬3) الطُّفَاوي -بضم الطاء، وفتح الفاء، وبعد الألف واو-، قال: هذه النسبة إلى طُفَاوة، واشتُهِر بهذه النسبة جماعة منهم: أبو المنذر محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي من أئمة البصرة، روى عن حميد الطويل، والأعمش، وأيوب السختياني، وغيرهم. ¬

(¬1) ترجمه المصنف خطأ تحت حديث (37). (¬2) (ص708). (¬3) (2/ 283).

وروى عنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، وزهير بن حرب، وغيرهم. وكان ثقة. مات سنة سبع وثمانين ومائة. وهذه النسبة إلى ثعلبة، وعامر، ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، وقيل في أسمائهم غير هذا، وأمهم طُفاوة بنت جرم بن ريان فنسبوا إليها، ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم، وأنهم من أولاد أعصر، وإن اختلفوا في أسماء أولادها. 220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ بِمَعْنَاهُ. قوله: حدثنا علي بن حُجر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. قوله: ثنا محمد بن خليفة، وعمرو بن علي. أما الأول فهو محمد (¬1) بن خليفة البصري، عن يزيد بن زُرَيْع. وعنه: المصنف، وغيره. مات بعد الأربعين ومائتين. وأما الثاني فهو عمرو (¬2) بن علي بن بحر بن كنيز البَاهِلي، أبو حفص الصَّيْرَفي الفلاس الحافظ، روى عن: إسماعيل بن عُلَيَّة، ويحيى القطان، وابن مهدي، وابن نُمَير، وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1505). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1278).

قال النسائي: ثقة، صاحب حديث، حافظ. وقال أبو حاتم: كان أوثق من علي بن المديني. وقال غيره: مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين. 221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ (¬1)، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ (¬2)، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ حَنَانٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أُعْطِيَ أَحَدُكُمُ الرَّيْحَانَ فَلا يَرُدُّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ. قوله: أنبأنا يزيد (¬3) بن زُرَيع العَيْشي، أبو معاوية البصري. عن: شعبة، والثوري، وسعيد بن أبي عروبة، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، وغيرهم. وقال يحيى القطان: لم يكن هاهنا أثبت منه. ¬

(¬1) لم يترجم له المصنف وهو محمد بن خليفة البصري عن يزيد بن زريع. وعنه الترمذي، وغيره. مات بعد الأربعين ومائتين. «التذكرة» (2/ 1505). وقال الحافظ في التقريب: مقبول. (¬2) لم يترجم له المصنف وهوعمرو بن علي بن بحر بن كنيز بنون وزاي أبو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين. «التقريب» (ص424). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1906).

وقال ابن سعد: كان ثقة حجة، كثير الحديث. توفي بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة. قوله: ثنا حَجَّاج (¬1) الصَّوَّاف الكندي، مولاهم البصري. عن: الحسن، وأبي رجاء مولى أبي قلابة، ويحيى بن أبي كثير، وجماعة. وعنه: الحمادان، وهشيم (¬2)، ويحيى القطان، وعدة. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال ابن حبان: من المتقنين، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): حجاج بن أبي عثمان مَيْسَرَة أو سالم الصَّوَّاف، أبو الصَّلْت الكندي، مولاهم، البصري، ثقة حافظ، من السادسة مات .. إلخ ما مر. قوله: عن حنان، هو الأَسَدي البصري. عن: أبي عثمان النَّهْدِي. وعنه: حَجَّاج الصَّوَّاف. وثَّقَهُ ابن حبان. وقال الدارقطني: هو عم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 293). (¬2) في مطبوعة التذكرة: هشام. يظهر أنه خطأ حيث لم يذكر المزي من الرواة عنه من اسمه هشام بل ذكر هشيم بن بشير. (¬3) (ص153).

مُسَرْهَد والد مُسَدَّد، كذا في «التذكرة» (¬1)، وهو موافق لما في بعض نسخ الأصل. وفي «التقريب» (¬2): حنان الأسدي عَمّ مُسَدَّد، كوفي، مقبول، من السادسة، انتهى. وفي «تهذيب التهذيب» (¬3): حنان الأسدي من بني أسد بن شُرَيك، بصري، وهو عم مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، روى عن أبي عثمان النهدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً في الريحان. وعنه حجاج بن أبي عثمان، قال الترمذي: لا يعرف له غير هذا الحديث. وقلت: وذكره ابن حبان في «الثقات»، وشُرَيْك في نَسَبِه بالضم، انتهى. قوله: عن أبي عثمان (¬4) النَّهْدي، هو عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي أبو عثمان النَّهْدي الكوفي، نزيل البصرة، أَسْلَم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصَدَّق إليه، ولم يَلْقَه. وروى عن: عمر، وعلي، وطلحة، وسعد، وسعيد، وابن مسعود، وأبي ذر، وعائشة، وخلق. ¬

(¬1) (1/ 393). (¬2) (ص183). (¬3) (3/ 50). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1027).

وعنه: قتادة، وأيوب، والجُرَيْري، وخلق، وغزا على عهد عمر غزوات فشهد فتح القادسية وجلولاء وغيرهما، ووثَّقَهُ ابن المديني، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهم، ومات سنة خمس وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومائة. 222 - حَدَّثَنَا عُمَر بن إسماعِيل بن مجالد بن سَعيد الهَمْداني , حَدَّثني أبي , عن بَيَان , عَنْ قَيْس بن أبي حَازِم , عَنْ جَرِير بن عَبْد الله قَالَ: عَرَضْتُ بين يَدىْ عُمْر بن الخطاب , فَألقَى جَرِير رِدَاءه , وَمَشَى في إزار , فقال له: خُذْ رِدَاءكَ, فقال عُمَر لِلْقَوم: ما رأيتُ رَجُلاً أحَسَنُ صُورَةً مِنْ جَرِير , إلا ما بَلَغَنا مِنْ صُورة يُوسُف عليه السلام. قوله: حدثنا عمر (¬1) بن إسماعيل بن مُجالِد بن سعيد (¬2) الهمداني. عن: أبيه، وحفص بن غياث، وعدة. وعنه: المصنف وغيره. كذَّبه ابن المعين. وفي «التقريب» (¬3): متروك، من صغار العاشرة. وأبوه إسماعيل (¬4) بن مجالد بن سعيد الهمداني، أبو عمر الكوفي، نزيل ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1227). (¬2) في (أ): سعد. وما أثبتناه من «تهذيب الكمال»: (5/ 332)، وسيأتي بعد قليل على الصواب. (¬3) (ص410). (¬4) «التذكرة»: (1/ 122).

بغداد. روى عن: أبيه، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهما. وعنه: ابنه عمر، وأبو عبيد، وابن معين، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، وضَعَّفَه النسائي، وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه. قوله: عن بيان (¬1) بن بِشْر الأَحْمَسي، البَجَلي، أبو بشر الكُوفي المعلِّم. عن: أنس، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، والسفيانان، وشعبة، وزائدة، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والعِجْلي، وغير واحد. مات في حدود الأربعين ومائة. قوله: عن قيس (¬2) بن أبي حازم، واسم أبي حازم حُصَيْن بن عوف البَجَلي، الأَحْمَسي، الكوفي، أدرك الجاهلية، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق. روى عن: أبيه، وعن العشرة، وابن مسعود، وعائشة، وطائفة. وعنه: الأعمش، ومجالد، وإسماعيل بن أبي خالد، وآخرون. قال ابن خراش: ليس في التابعين أحد روى عن العشرة غيره. وقال ابن معين: هو أوثق من الزهري، ومن السائب بن يزيد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 199). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1398).

وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: إنه منكر الحديث. وقال غيره: جاوز المائة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب عقله. وقال ابن معين: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين. قوله: عن جرير (¬1) بن عبد الله البَجَلي، أبو عَمْرو، وقيل: أبو عبد الله اليماني. روى عن: النبي، وعن: عمر، ومعاوية. وعنه: أنس، وزيد بن وهب، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، وهمام، وزياد بن علاقة، وآخرون. قال الخطيب: أسلم سنة عشر في شهر رمضان، وبَسَطَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً ليجلس عليه وقت مبايعته له، وقال لأصحابه: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه». وََوجَّهَهُ إلى ذي الخَلَصَة طاغية دَوْس فَهَدَمَها، ودعا له حين بعثه إليها. وقال جرير: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم. وقال عمر: ما رأيت رجلاً أحسن من صورة جرير إلا ما بَلَغَنَا عن صورة يوسف. وقال غيره: مات سنة أربع، وقيل سنة ست وخمسين (¬2)، والله أعلم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 237). (¬2) زاد في «التذكرة»: بقرقيسيا، وكان قد تحول إليها حين وقعت الفتنة.

34 - باب كيف كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

34 - باب كيف كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم 223 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ سرْدَكُمْ هَذَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ بَيِّنٍ فَصْلٍ، يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ. قوله: حدثنا حُمَيد (¬1) بن مَسْعَدة السامي الباهلي البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، وخلق. وعنه: مسلم، والأربعة، وجماعة. وثَّقَه النسائي، وغيره. ومات سنة أربع وأربعين ومائتين. قوله: أنا حُميد (¬2) بن الأسود البصري، أبو الأسود الكرابيسي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 390). (¬2) «التذكرة»: (1/ 385).

عن: سهيل بن أبي صالح، وعبد العزيز بن صُهيب، وحبيب بن الشهيد، وغيرهم. وعنه: ابن ابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود، وابن مهدي، ومُسَدَّد، وجماعة. وثَّقَه أبو حاتم. قوله: عن أسامة (¬1) بن زيد اللَّيْثي، مولاهم، المدني. روى عن: ابن المسيب، وطاووس، وسعيد المقبري، ونافع، والزهري، وخلق. وعنه: الثوري، وابن المبارك، وابن وهب، ويحيى القطان، ووكيع، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وضَعَّفَهُ النسائي، والدارقطني. وقال أحمد: روى عن نافع أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. قوله: عن الزُّهْري، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 85).

الله عليه وسلم، يُعِيدُ الْكَلِمَةَ ثَلاثًا لِتُعْقَلَ عَنْهُ. قوله: حدثنا محمد بن يحيى، تقدم التعريف به. قوله: أنا أبو قتيبة سَلْم (¬1) بن قتيبة الشَّعيري الخُرَاساني الفِرْيَابي، نزيل البصرة. عن: عكرمة بن عَمَّار، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وشريك، ومالك، وعدة. وعنه: الفلاس، وزيد بن أَخْرَم، ومحمد بن يحيى الذُّهْلي، وخلق. وثَّقَه أبو داود، وأبو زرعة. وقال أبو حاتم: كثير الوهم يكتب حديثه. وفي «التقريب» (¬2): صدوق، من التاسعة، مات سنة مائتين أو بعدها. قوله: عن عبد الله (¬3) بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو المثنى البصري. عن: عمه ثُمامة، والحسن البصري، وعبد الله بن دينار، وعدة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 622). (¬2) (ص246). (¬3) «التذكرة»: (2/ 918).

وعنه: ابنه محمد، ومسلم (¬1) بن إبراهيم، ومسدد، وآخرون. قال يحيى وأبو زرعة: صالح وضعفه النسائي وغيره. قوله: عن ثُمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك الأنصاري، تقدم التعريف به. قوله: عن أنس، هو ابن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم. 225 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حدَّثنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ وَصَّافًا، فَقُلْتُ: صِفْ لِي مَنْطِقَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ، دَائِمَ الْفِكْرَةِ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلُ السَّكْتِ، لا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلامَ، وَيَخْتِمُهُ بِاسْمِ اللهِ تَعَالَى، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، كَلامُهُ فَصْلٌ، لا فُضُولَ، وَلا تَقْصِيرَ، لَيْسَ بِالْجَافِي، وَلا الْمُهِينِ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ لا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَوَّاقًا وَلا يَمْدَحُهُ، وَلا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا، وَلا مَا كَانَ لَهَا، فَإِذَا تُعُدِّيَ الْحَقُّ، لَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ، حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ، وَلا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَنْتَصِرُ لَهَا، إِذَا أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا، وَضَرَبَ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَطْنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى، وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ، يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة: هشام. خطأ، وانظر: «تهذيب الكمال»: (4/ 263).

حَبِّ الْغَمَامِ. قوله: حدثنا سُفيان بن وكيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم.

34 - باب ما جاء في ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

34 - باب ما جاء في ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم 226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ وَهُوَ ابْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حُمُوشَةٌ، وَكَانَ لا يَضْحَكُ إِلا تَبَسُّمًا، فَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، قُلْتُ: أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم إلا: حجاج (¬1) بن أَرْطَأَة النَّخَعي، أبو أَرْطَأَة الكوفي، القاضي. روى عن: الشعبي فَرْد حديث، وعن عطاء، وعكرمة، ونافع، وقتادة، وعمرو بن شعيب (¬2). وعنه: أبو حنيفة، وشعبة، والثوري، والحمادان، وابن المبارك، وأبو معاوية، وخلق. قال أحمد: كان من الحفاظ. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 290). (¬2) زاد في التذكرة: وخلق.

وقال ابن معين: صدوق، ليس بالقوي. وقال العِجْلي: كان فقيهاً، وكان أحد مفتي الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول أهلكني حب الشرف، وولي قضاء البصرة (¬1)، وكان جائز الحديث. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال ابن حبان: كان مدلساً. مات بالري سنة خمس وأربعين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): -كأصله-: حجاج بن أرطأة -بفتح الهمزة- بن ثور بن هبيرة النَّخَعي، أبو أَرْطَأة الكوفي، القاضي، أحد الفقهاء، صدوق، كثير الخطأ والتدليس، من السابعة انتهى. 227 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا قُتيبة، أنا ابن لهيعة، تقدم التعريف بهما. قوله: عن عبيد الله (¬3) بن المغيرة السَّبَائي، أبو المغيرة المصري. عن: أبي النَّضْر، وعبد الله بن الحارث بن جَزْء، وجماعة. ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة: الكوفة. خطأ، وانظر: «ترتيب ثقات العجلي»: (1/ 284). (¬2) (ص152). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1108).

وعنه: ابن لهيعة، وابن إسحاق، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. قوله: عن عبد الله (¬1) بن الحارث بن جَزْء الزُّبَيدي، أبو الحارث. شهد فتح مصر، واخْتَطَّ بها، وسكنها، وهو آخر صحابي مات بها. روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، وجماعة. ومات سنة ست وثمانين بعد أن عَمِي. وفي «التقريب» (¬2): عبد الله بن الحارث بن جَزْء -بفتح الجيم، وسكون الزاي، بعدهما همزة- الزُّبيدي -بضم الزاي- صحابي مشهور، كنيته أبو الحارث، سكن مصر، وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة خمس أو ست أو سبع أو ثمان وثمانين، والثاني أصح. وفي «تهذيب التهذيب» (¬3): وذكر أبوجعفر الطحاوي أن وفاته كانت بسفط القدور قرية أسفل مصر. وذكر أبو جعفر الطبري أنه كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وفيه أيضاً: هو عبد الله بن الحارث بن جَزْء بن عبد الله بن معدي كَرِب ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 838). (¬2) (ص299). (¬3) (5/ 156).

بن عمرو بن عُصم بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدي، انتهى. 228 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا تَبَسُّمًا. قوله: حدثنا أحمد (¬1) بن خالد الخلَّال، أبو جعفر البغدادي، الفقيه. عن: ابن عيينة، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: المصنف، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وعدة. قال أبو حاتم: كان خيراً عدلاً فاضلاً ثقة صدوقاً رِضَى. وقال الدارقطني: ثقة نبيل قديم الوفاة. وقال ابن قانع: مات سنة سبع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): أحمد بن خالد الخَلَّال -بالمعجمة- أبو جعفر البغدادي الفقيه، ثقة، من العاشرة. قوله: عن يحيى (¬3) ابن إسحاق البَجَلي السَّيْلَحِيني. عن: الليث، والحمادين، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 53). (¬2) (ص79). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1860).

وعنه: أحمد، وابنا أبي شيبة، وهارون الحمال، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وابن سعد، وقال: كان حافظاً لحديثه. مات ببغداد سنة عشر ومائتين. تنبيه: في «اللباب» (¬1): السَّيْلَحِيني -بفتح السين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح اللام، وكسر الحاء المهملة، وسكون الياء الثانية، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى سَيْلَحين، وهي قرية قديمة من سَواد بغداد، منها أبو زكريا يحيى بن إسحاق البَجلي رحمه الله تعالى، وفي عبارة الشارح نظر. قوله: حدثنا ليث، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم وعبد الله بن الحارث فيه هو ابن جَزْء. 229 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ رَجُلٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَآخَرَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَيُخَبَّأُ عَنْهُ كِبَارُهَا، فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، كَذَا، وَهُوَ مُقِرٌّ، لا يُنْكِرُ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِهَا، فَيُقَالُ: أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً، فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذُنُوبًا مَا أَرَاهَا هَاهُنَا. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. ¬

(¬1) (2/ 168).

قوله: حدثنا أبو عمار الحُسين بن حُريث. إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، خلا المعرور بن سويد وأبا ذر. فالأول: المعرور (¬1) بن سويد الأسدي، أبو أمية الكوفي، عن: عمر، وابن مسعود، وأبي ذر. وعنه: الأعمش، وعاصم بن بهدلة، وجماعة. وثَّقَه يحيى، وأبو حاتم. وعن الأعمش قال: رأيته وهو ابن عشرين ومائة سنة أسود الرأس واللحية. والثاني: أبو ذر (¬2) الغفاري، في اسمه واسم أبيه أقوال أشهرها: جُنْدُب بن جُنادة، أسلم قديماً بمكة ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وروى عنه، وعن معاوية -ومات قبله بدهر-، وعنه: ابن عباس، وأنس، والأحنف بن قيس، وخلق، وكان من نبلاء الصحابة وفضلائهم وقُرَّائهم. مات بالرَّبَذة سنة اثنتين وثلاثين، وصلى عليه ابن مسعود، ومات بعده بأيام، والله أعلم. 230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1691). (¬2) «التذكرة»: (4/ 2041).

حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ضَحِكَ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا معاوية (¬1) بن عمرو بن المَهَلَّب الأَزْدي، أبو عمرو البغدادي. عن: أبي إسحاق الفزاري، وزائدة، وجماعة. وعنه: أحمد، ويحيى، وعبد بن حميد، وآخرون. قال أحمد: صدوق ثقة. وخلا زائدة (¬2) بن قُدامة الثَّقَفي، أبو الصَّلْت الكوفي، أحد الأعلام، روى عن: سماك بن حرب، وزياد بن علاقة، وسليمان التيمي، وخلق. وعنه: ابن عيينة، وابن مهدي، وحسين الجعفي، وخلق. وثَّقَه العِجْلي، وأبو حاتم، والنسائي. وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين. وقال مُطَيَّن: مات سنة ست أو إحدى وستين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1685). (¬2) «التذكرة»: (1/ 500).

231 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا رَآنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا تَبَسَّمَ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 232 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لأَعْرفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَذْهَبُ لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ، قَالَ: فَيَتَمَنَّى، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ: تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.

قوله: حدثنا هناد بن السَّري، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم (¬1). 233 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي ¬

(¬1) بل لم يترجم المصنف لأبي معاوية وهو محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير الكوفي، الحافظ: عن أبي بردة، وشعبة، وهشام بن عروة، وخلق. وعنه أحمد، وابنه إبراهيم بن محمد، والأعمش؛ أحد شيوخه، وابن جريج، وهو أكبر منه، ويحيى القطان؛ وهو من أقرانه، وابن المديني، وابن معين، وابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثقه ابن معين، والعجلي، والنسائي، والدارقطني. وقال أبو داود: كان رئيس المرجئة بالكوفة. وقال ابن حبان: كان حافظاً متقناً؛ ولكنه كان مرجئاً خبيثاً. وقال ابن المديني: مات سنة خمس وتسعين ومائة. «التذكرة» (2/ 1501). ولا لإبراهيم، وهو إبراهيم بن يزيد النخعي، أبو عمران الكوفي، فقيهها، روى عن خاليه الأسود، وعبد الرحمن، وعبيدة السلماني، وعلقمة، ومسروق، وهمام بن الحارث، وعدة. وعنه الحكم، وحماد، والأعمش، ومنصور، وخلق. قال الأعمش: كان صيرفي الحديث. وقال الشعبي: ما ترك أحداً أعلم، أو أفقه منه. وقال العجلي: لم يحدث عن أحد من أصحابه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أدرك منهم جماعة، ورأى عائشة رؤيا، وكان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما. وكان رجلاً صالحاً فقيهاً متوقياً قليل التكلف. مات وهو مختف من الحجاج. قال أبو نعيم: مات سنة ست وتسعين. وقال غيره: وهو ابن تسع وأربعين. «التذكرة» (1/ 41). ولم يترجم لعبيدة السلماني وهو عبيدة بن عمرو السلماني، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير مخضرم فقيه ثبت. التقريب (ص379).

إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلاثًا، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا، سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ، إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، تقدم التعريف بهم وبعلى بن أبي طالب. وأما علي بن ربيعة، فهو: علي (¬1) بن ربيعة بن نَضْلَة الوالبي الأسدي، أبو المثنى الكوفي، روى عن: علي، وسلمان، وابن عمر، وجماعة. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، والعِجْلي، وليس هو الذي روى عنه العلاء بن صالح إذ هو البجلي وهذا الوالبي بلام وموحدة مكسورتين، كما فرق ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1196).

بينهما البخاري (¬1)، والله أعلم. 234 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ضَحِكَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مَعَهُ تُرْسٌ، وَكَانَ سَعْدٌ رَامِيًا، وَكَانَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا بِالتُّرْسِ يُغَطِّي جَبْهَتَهُ، فَنَزَعَ لَهُ سَعْدٌ بِسَهْمٍ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَمَاهُ فَلَمْ يُخْطِئْ هَذِهِ مِنْهُ يَعْنِي جَبْهَتَهُ وَانْقَلَبَ الرَّجُلُ، وَشَالَ بِرِجْلِهِ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكَ؟ قَالَ: مِنْ فِعْلِهِ بِالرَّجُلِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، أنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أنا ابن عَوْن، تقدم التعريف بجميعهم (¬2). ¬

(¬1) «التقريب»: (ص401). (¬2) بل لم يعرف بعبد الله بن عون وهو عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون البصري. أحد الأعلام: روى عن أبيه، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وأبي وائل، والحسن، وابن سيرين، وخلق. وعنه شعبة، والثوري، ويحيى القطان، وخلق. قال هشام بن حسان: لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال قرة بن خالد: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال يحيى القطان، وغيره: مات سنة إحدى وخمسين ومائة. «التذكرة» (2/ 905).

قوله: عن محمد بن محمد بن الأسود الزهري. روى عن خاله عامر بن سعد (¬1). وعنه ابن عون وغيره، قال الشريف (¬2): وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» مستور من السادسة. قوله: عن عامر (¬3) بن سعد بن أبي وقَّاص الزُّهْري المدني. عن: أبيه، وعثمان، والعباس، وعائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وجماعة. وعنه: ابنه داود، وابن أخته سعد بن إبراهيم، وسالم أبو النضر، والزهري، وابن المنكدر، وعمرو بن دينار، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان. ومات سنة ست وتسعين، ويقال: سنة ثلاث ومائة. وفي «التقريب» (¬4): ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومائة. وأما أبوه سعد فقد تقدم التعريف به. ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة خالد بن سعد بن عامر، وهو خطأ فيه قلب، فخاله هو عامر بن سعد بن أبي وقاص وهو شيخه في هذا الإسناد. وانظر: «تهذيب الكمال»: (6/ 496). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1590). (¬3) «التذكرة»: (2/ 788). (¬4) (ص287).

35 - باب ما جاء في مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم

35 - باب ما جاء في مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم 235 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: يَا ذَا الأُذُنَيْنِ، قَالَ مَحْمُودٌ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي يُمَازِحُهُ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 236 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِقْهُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُمَازِحُ وَفِيهِ أَنَّهُ كَنَّى غُلامًا صَغِيرًا، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ. وَفِيهِ أَنَّهُ لا بَأْسَ أَنْ يُعْطَى الصَّبِيُّ الطَّيْرَ، لِيَلْعَبَ بِهِ وَإِنَّمَا، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ لأَنَّهُ كَانَ لَهُ نُغَيْرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ، فَحَزِنَ الْغُلامُ عَلَيْهِ فَمَازَحَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟.

قوله: حدثنا هناد بن السري، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا أبا التَّيِّاح بفوقية فتحتية، فهو يزيد (¬1) بن حُمَيْد الضُّبَعي، عن: عمران بن حصين، وأنس بن مالك، وطائفة. وعنه: شعبة، والحمادان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والنسائي، وغيرهم. ومات سنة ثمان وعشرين ومائة. 237 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَنبأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: إِنِّي لا أَقُولُ إِلا حَقًّا. قوله: حدثنا عباس بن محمد الدُّوري، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا علي (¬2) بن الحسن بن شَقيق العبدي، أبو عبد الرحمن المروزي، عن: إبراهيم بن سعد، وابن عيينة، وإسرائيل، وحماد بن زيد، وطائفة. وعنه: جماعة منهم: ابنه محمد بن علي، وابن معين، وخلق. قال أحمد: لم يكن به بأس [وقال مطَيِّن] (¬3) مات سنة خمس عشرة ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1904). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1191). (¬3) زيادة من المصدر.

ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس عشرة، وقيل: قبل ذلك. 238 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلا النُّوقُ؟. قوله: حدثنا قتيبة إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف به، وخالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطَّحَّان الواسطي المدني مولاهم، ثقة ثبت من الثانية، مات سنة اثنتين وثمانين، وكان مولده سنة عشر ومائة (¬2). وهذا من رُباعيات «الشمائل». 239 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، هَدِيَّةً مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ ¬

(¬1) (ص399). (¬2) «التذكرة»: (1/ 413) و «التقريب»: (ص189).

وَكَانَ رَجُلا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ وَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ أَرْسِلْنِي فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ لا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: أَنتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارِكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَتَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلانٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ، قَالَ: فَوَلَّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا. قوله: حدثنا عبد (¬1) بن حُميد بن نصر الكِسِّي، بمهملة، أبو محمد الحافظ، قيل: اسمه عبد الحميد. روى عن: يزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي، وعبد الرزاق، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1086).

وخلق. وعنه: المصنف، ومسلم، وابنه محمد، وإبراهيم بن خريم الشاشي، وخلق. قال ابن حبان في «الثقات»: كان ممن جمع، وصنف، مات سنة تسع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): الكسي بمهملة أبو محمد، قيل اسمه عبد الحميد، وبذلك جزم ابن حبان وغير واحد، ثقة حافظ من الحادية عشرة. قال في «اللباب» (¬2): الكِسِّي -بكسر الكاف، وتشديد السين المهملة- هذه النسبة إلى مدينة مما وراء النهر بقرب نَخْشب ذكرها الحفاظ في تواريخهم كذلك، غير أن الناس يكثرون ذكرها بفتح الكاف والشين يعني المعجمة، ينسب إليها جماعة منهم عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي المعروف بعبد بن حميد إلخ كلامه. قوله: أنا مصعب (¬3) بن المِقْدَام الخَثْعَمي، مولاهم، أبو عبد الله الكوفي. عن: أبي حنيفة، والثوري، وابن جريج، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعبد بن حميد، وآخرون. ¬

(¬1) (ص368). (¬2) (3/ 98). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1667).

وثَّقَهُ ابن معين، والدارقطني. ومات سنة ثلاث ومائتين. قوله: عن مبارك (¬1) بن فَضَالة العَدَوي، مولاهم، أبو فضالة البصري. عن: الحسن، وابن المنكدر، وطائفة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وابن المبارك، وآخرون. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو زرعة: يدلس كثيراً، فإذا قال: «حدثنا» فهو ثقة. وقال خليفة: مات سنة أربع وستين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): مبارك بن فَضَالة -بفتح الفاء، وتخفيف المعجمة- أبو فَضَالة البصري، صدوق يُدلِّس ويُسَوِّي، من السادسة، مات سنة ست وستين على الصحيح. قوله: عن الحسن، هو ابن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1449). (¬2) (ص519).

37 - باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر

37 - باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر 241 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قِيلَ لَهَا: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَتَمَثَّلُ بِقَوْلِهِ: يَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، تقدم التعريف به كما تقدم التعريف بشريك. قوله: عن المقدام (¬1) بن شريح بن هانئ الحارثي الكوفي. عن: أبيه، وعنه: ابنه يزيد، والأعمش، وشعبة، والثوري، وطائفة. وثَّقه أحمد، والنسائي، وأبو حاتم. قوله: عن أبيه، هو شريح (¬2) بن هاني بن يزيد المَذْحَجي، أبو المقدام الكوفي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1708). (¬2) «التذكرة»: (2/ 703).

عن: أبيه -وله صحبة-، وعن عمر، وعلي، وسعد، وبلال، وأبي هريرة، وعائشة. وعنه: ابناه المقدام ومحمد، والشعبي، والحكم بن عتيبة، وعدة. وكان من كبار أصحاب علي، وشهد الحكمين بدَوْمَة الجَنْدَل. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والنسائي. وقال أبو حاتم: قالوا: عاش ابن هانئ عشرين سنة ومائة سنة. وقال خليفة: قتل مع أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين. وعائشة رضي الله تعالى عنها قد تقدم التعريف بها. 242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ، وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: أَصَابَ حَجَرٌ أُصْبُعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَمِيَتْ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتِ إِلا أُصْبُعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ.

قوله: ثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعم، خلا جُنْدُب (¬1) بن سُفْيَان البَجَلي فإنه جندب بن عبد الله البَجَلي، ثم العَلَقِي، وقد يُنسب إلى جده كما هنا. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: حذيفة. وعنه: الحسن، وابن سيرين، وأبو عمران الجوني، وسلمة بن كُهَيل، وجماعة. روى أبو عمران عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حَزَاوِرَة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً. تنبيه: «العَلَقي»: بفتح العين (¬2) المهملة واللام، وفي آخرها قاف، نسبة إلى عَلَقَة بطن من بجيلة. قال في «اللباب» (¬3) إليها ينسب جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العَلَقي له صحبة، روى عنه جماعة من التابعين، منهم عبد الملك بن عمير، والحسن البصري، وغيرهما، وإلى قرية على باب نيسابور ينسب إليها أبو الطيب طاهر بن يحيى بن قبيصة العلقي. 244 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، نَحْوَهُ (¬4). ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 252). (¬2) في (أ): بضم العين. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) (2/ 353). (¬4) فات المصنف أن ينبه على هذا الحديث وقد تقدم التعريف بجميع رجاله.

245 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا عُمَارَةَ؟ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، تَلَقَّتْهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَلَى بَغْلَتِهِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَرَسُولُ اللهِ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 246 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، وَابْنُ رَوَاحَةَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، بَيْنَ يَدِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي حَرَمِ اللهِ تَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ، مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 247 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَالَسْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ سَاكِتٌ وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ. 248 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَشْعَرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 249 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْشَدْتُهُ مِائَةَ قَافِيَةٍ مِنْ قَوْلِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، كُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هِيهْ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةً يَعْنِي بَيْتًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا مروان (¬1) بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري، الكوفي. عن: حميد الطويل، والأعمش، وعاصم الأحول، وخلق. وعنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1638).

وثَّقَه أحمد، ويحيى، والنسائي. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين، ضعيف فيما روى عن المجهولين. وفي «التقريب» (¬1): مروان بن معاوية الفزاري، أبو عبد الله الكوفي، نزل مكة ودمشق، ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين. وقال دُحيم وغيره (¬2): مات فجأة سنة ثلاث وتسعين ومائة. قوله: عن عبد الله (¬3) بن عبد الرحمن الطائفي، هو عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطَّائفي أبو يعلى الثقفي. عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، وطائفة. وعنه: الثوري، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان، وضَعَّفَه النسائي، وقال ابن معين: صالح. قوله: عن عمرو (¬4) بن الشَّريد عن أبيه، أما عمرو فهو عمرو بن الشَّريد بن سويد الثقفي، أبو الوليد الطائفي، عن: أبيه، والمسور بن مخرمة، وابن ¬

(¬1) (ص526). (¬2) «تهذيب الكمال»: (7/ 76). (¬3) «التذكرة»: (2/ 885). (¬4) «التذكرة»: (2/ 1271).

عباس، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن ميسرة، وبُكَير بن الأشج، وآخرون. وثَّقَه العجلي. وأما أبوه فهو الشريد (¬1) بن سويد الثقفي، ويقال إنه حضرمي، حديثه في أهل الحجاز، له صحبة ورواية، وعنه: ابنه عمرو، ويعقوب بن عاصم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والله أعلم. 250 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ يَقُومُ عَلَيْهِ قَائِمًا يُفَاخِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ، مَا يُنَافِحُ أَوْ يُفَاخِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا إسماعيل (¬2) بن موسى الفزاري الكوفي، نسيب السُّدِّي. روى عن: مالك، وشريك، وعمر بن شاكر، وعدة. وعنه: عبد الله بن أحمد، وأبو داود، والترمذي، [وابن ماجه] (¬3)، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 704). (¬2) «التذكرة»: (1/ 125). (¬3) زيادة من المصدر.

والبخاري، وأبو يعلى، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: تفرد عن شريك بأحاديث، وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، فأما في الرواية فقد احتمله الناس. وجميع رجال الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا عبد الرحمن (¬1) بن أبي الزناد، واسمه عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم، أبو محمد المدني، عن: أبيه، وهشام بن عروة، وزيد بن علي، وخلق. وعنه: أبو حنيفة، وابن وهب، وأبو داود الطيالسي، وخلق. وهاه ابن معين. وقال النسائي: لا يحتج بحديثه. وقال ابن سعد: كان يفتي ومات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة. 251 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ. قوله: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، إلى آخر الإسناد، قد تقدم التعريف بجميعهم، والله تعالى أعلم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 987).

38 - باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السمر

38 - باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السمر 252 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ لَيْلَةٍ نِسَاءَهُ حَدِيثًا، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: كَأَنَّ الْحَدِيثَ حَدِيثُ خُرَافَةَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلا مِنْ عُذْرَةَ، أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَكَثَ فِيهِمْ دَهْرًا، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الإِنْسِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الأَعَاجِيبِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ. قوله: حدثنا الحسن (¬1) بن الصَّبَّاح البزَّار، أبو علي الواسطي، ثم البغدادي، أحد الأئمة. روى عن: ابن عيينة، وشبابة، وإسحاق الأزرق، وخلق. وعنه: البخاري، والترمذي، وأبو يعلى، والبغوي، وخلق. قال أحمد: ثقة، صاحب سنة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 322).

وقال أبو حاتم: صدوق، كانت له جلالة عجيبة ببغداد. وقال النسائي في «الكنى»:ليس بالقوي. وذكره في الأسماء فقال: بغدادي صالح. وقال ابن حبان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين. وضبط في «التقريب» (¬1) البزار -براء في آخره- وزاد: صدوق يَهِم، كان عابداً فاضلاً، من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين. قوله: أخبرنا أبو النَّضْر، هو هاشم بن القاسم، أبو النضر الليثي البغدادي، عن: شعبة، وعبيد الله الأويسي، وخلق. وعنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وخلق. وثَّقَه يحيى، وابن المديني، وغير واحد. وقال أحمد: كان من الآمرين بالمعروف، النَّاهين عن المنكر. وقال مُطَيَّن: مات سنة سبع ومائتين. قوله: أخبرنا أبو عقيل (¬2) الثقفي، هو عبد الله بن عقيل الكوفي، عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وعنه: أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وغيرهما. ¬

(¬1) (ص161). (¬2) «التذكرة»: (2/ 895).

وثَّقَه أحمد، وأبو داود، والنسائي. ولينه ابن معين. قوله: عن مجالد، تقدم التعريف به. قوله: عن الشعبي، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 253 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَلَسَتْ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا: فَقَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ، لا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلُ قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ، وَبُجَرَهُ قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لا حَرٌّ، وَلا قُرٌّ، وَلا مَخَافَةَ، وَلا سَآمَةَ قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، وَلا يُولِجُ الْكَفَّ، لِيَعْلَمَ الْبَثَّ قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي عَيَايَاءُ، أَوْ غَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ، أَوْ فَلَّكِ، أَوْ جَمَعَ كُلا لَكِ قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ، مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ، رِيحُ زَرْنَبٍ قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ، قَلِيلاتُ الْمَسَارِحِ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي، فَبَجَحَتْ إِلَيَّ

نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشَقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ، وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ، فَلا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ، فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ، فَأَتَقَمَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَتُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا، مِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ، وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا، كَالْفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ، وَمِيرِي أَهْلَكِ، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ، مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ. قوله: حدثنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم (¬1). ¬

(¬1) بل لم يعرف بعبد الله بن عروة، وهوعبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام أبو بكر الأسدي ثقة ثبت فاضل من الثالثة بقي إلى أواخر دولة بني أمية وكان مولده سنة خمس وأربعين. التقريب (ص314).

39 - باب ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

39 - باب ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم 254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ، وَقَالَ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ وَقَالَ: يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد هم رجال ما قبله، إلا أبا عبيدة فإنه عامر (¬1) بن عبد الله بن مسعود الهُذَلي، أبو عبيدة الكوفي، ويقال: اسمه كنيته. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 792).

روى عن: أبيه -ولم يسمع منه-، وعن أمه زينب الثقفية، وأبي موسى، والبراء، وكعب بن عُجْرَة، وعائشة وعمرو بن الحارث. وعنه: النخعي، ومجاهد، وأبو إسحاق السبيعي، ونافع بن جبير، وآخرون. وثَّقَه العِجْلي، وغيره. ويُقال إنه فُقِدَ ليلة دُجَيْل، وكانت سنة إحدى أو اثنتين وثمانين. وفي «التقريب» (¬1): أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر، كوفي، ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه. 256 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانًا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 257 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، ¬

(¬1) (ص656).

أُرَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ فَنَفَثَ فِيهِمَا، وَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قوله: ثنا قتيبة بن سعيد إلخ الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم (¬1). خلا المُفَضَّل (¬2) بن فَضَالة بن عُبيد الرُّعَيْني، أبو معاوية البصري، قاضيها. عن: يزيد بن أبي حبيب، وعُقيل بن خالد، وجماعة. وعنه: ابنه فَضَالة، وقتيبة، وآخرون. وثَّقَهُ ابن يونس. وقال ابن معين: رجل صدق. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ¬

(¬1) بل لم يترجم لعقيل وهو عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو خالد الأموي روى عن أبيه، وعمه زياد، والزهري، وعكرمة، ونافع، وعدة. وعنه إبراهيم، وابن لهيعة، والليث، وآخرون. وثقه أحمد والنسائي، ومات بمصر سنة إحدى وأربعين ومائة. «التذكرة» (2/ 1180). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1706).

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ (¬1)، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأَتَاهُ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 259 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِي. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم ¬

(¬1) بل لم يعرف بسلمة بن كهيل وهو سلمة بن كهيل، أبو يحيى الحضرمي، عن جندب بن عبد الله البجلي، وأبي جحيفة، وابن أبي أوفى، وأبي الطفيل، وسويد بن غفلة، وسعيد بن جبير، وعدة. وعنه ابناه؛ يحيى ومحمد، وشعبة، والثوري، والأعمش، وحماد بن سلمة، ومسعر، وخلق. وثقه ابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم. وقال أحمد: متقن للحديث. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت، على تشيعه. وقال يحيى بن سلمة: ولد أبي سنة سبع وأربعين، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة. «التذكرة» (1/ 631).

خلا (¬1) عفان بن مسلم بن عبد الله الصَّفَّار، أبو عثمان البصري، أحد الأعلام. نزل بغداد، وروى عن: شعبة، والحمادين، وهمام، وخلق. وعنه: أحمد، والبخاري، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. قال العجلي: ثقة ثبت، صاحب سُنة. وقال أبو حاتم: إمام ثقة متقن. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت أبي ويحيى يقولان: أنكرنا عَفَّان في صَفَر من سنة تسع عشرة، ومات بعد أيام. وقال البخاري: مات سنة عشرين ومائتين، أو قبلها. 260 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ. قوله: حدثنا الحسين (¬2) بن محمد، هو ابن جعفر الجَرِيري البَلْخي. عن: عبد الرزاق، وسليمان بن حرب، وطائفة. وعنه: المصنف، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1172). (¬2) «التذكرة»: (1/ 343).

قوله: ثنا سليمان (¬1) بن حَرْب، هو الأَزْدي، البصري، أحد الأعلام، نزيل مكة وقاضيها. روى عن: شعبة، والحمادين، وجرير بن حازم، وطبقتهم. وعنه: أحمد، والبخاري، ويحيى القطَّان -مع تقدمه-، وابن راهويه، والفلاس، والدارمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلق. قال أبو حاتم: إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال وفي الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه، ولقد حضرت مجلسه ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رَجُل. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وقد ولي قضاء مكة ثم عُزِل، فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين. قوله: ثنا حماد بن سلمة عن حميد، تقدم التعريف بهما. قوله: عن بكر (¬2) بن عبد الله المزني، أبو عبد الله البصري، أحد الأعلام. روى عن: المغيرة بن شعبة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وجماعة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 642). (¬2) «التذكرة»: (1/ 187).

وعنه: قتادة، وثابت، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وخلق. قال ابن المديني: كان من خيار الناس، له نحو خمسين حديثاً. وقال ابن سعد: كان ثقةً، ثبتاً، مأموناً، حُجَّةً، وكان فقيهاً. مات سنة ثمان ومائة. قوله: عن عبد الله (¬1) بن رباح الأنصاري، أبو خالد المدني، نزيل البصرة. روى عن: أُبَي بن كعب، وعمار، وأبي قتادة، وأبي هريرة، وابن عمر، وعائشة، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وقتادة، وثابت البناني، وعاصم الأحول، وآخرون. وثَّقَه النسائي، والعِجْلي، وابن سعد. وفي «التقريب» (¬2): ثقة من الثالثة، قتله الأزارِقة. ولم يذكر له تاريخاً. وأما أبو قتادة فقد تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 851). (¬2) (ص302).

40 - باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

40 - باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم 261 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَتَكَلَّفُ هَذَا، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، تقدم التعريف به. قوله: وبشر (¬1) بن معاذ، عُطِف على قتيبة، وهو بشر بن معاذ العَقَدي، أبو سهل البصري الضَّرير. عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وخلق. وعنه: المصنف، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وعدة. وثَّقَهُ ابن حبان. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 177).

ولفظ «التقريب» (¬1): العَقَدي -بفتح المهملة، والقاف- أبو سهل البصري الضَّرير، صدوق، من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين. قوله: عن أبي عَوَانة، اسمه الوَضَّاح (¬2) بن عبد الله اليَشْكُري الواسطي. عن: الأعمش، وابن المنكدر، وأبي الزبير، وسماك بن حرب، وخلق. وعنه: شعبة، وابن مهدي، وابن المبارك، وخلق. قال عَفَّان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب، كثير العَجْم والنَّقْط، كان ثبتاً. ووثَّقَه أبو حاتم، وغيره. وقال أحمد: إذا حدث من كتابه فهو ثبت، وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم. وكذا قال أبو زرعة. وقال غيره: مات سنة ست وسبعين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): وَضَّاح -بتشديد المعجمة، ثم مهملة- اليَشْكُري -بالمعجمة- الواسطي، البزاز، أبو عوانة، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة. ¬

(¬1) (ص124). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1837). (¬3) (ص580).

قوله: عن زياد (¬1) بن عِلَاقة الثعلبي، أبو مالك الكوفي. عن عمه: قُطْبَة بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وجابر بن سَمُرة، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وسماك، والأعمش، ومِسْعَر، وشعبة، والسفيانان، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والنسائي. وقال أبو حاتم: صدوق الحديث. وفي «التقريب» (¬2): زياد بن عِلَاقة -بكسر المهملة، وبالقاف- الثَّعْلبي بالمثلثة، والمهملة- أبو مالك، الكوفي، ثقة، رُمي بالنَّصْب، من الثالثة، مات سنة خمس وثلاثين وقد جاوز المائة. قوله: عن المغيرة بن شعبة، تقدم التعريف به، أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وهي أول مَشَاهِدِه. 262 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ جَاءَكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 529). (¬2) (ص220).

قوله: حدثنا أبو عمار، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا محمد بن عمرو وأبا سلمة، [أما] (¬1) الأول فهو محمد (¬2) بن عمرو بن علقمة بن وَقَّاص الليثي، المدني، عن: أبيه، ونافع، وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن، وخلق. وعنه: مالك، وشعبة، والسفيانان، وخلق. وثَّقَه النسائي، وابن المديني، ولَيَّنَهُ يحيى القطَّان، وأبو حاتم. ومات سنة أربع وأربعين ومائتين. وأما الثاني فهو أبو سلمة (¬3) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، وقيل: اسمه كنيته. عن: أبيه، وعثمان، وجابر، وعائشة، وابن عمر، وأم سلمة، وخلق. وعنه: ابنه عمر، وابن أخيه سعد بن إبراهيم، والزهري، والشعبي، ويحيى بن أبي كثير، وخلق. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره، وكان فقيهاً إماماً. مات بالمدينة سنة أربع وتسعين عن اثنتين وسبعين سنة. ¬

(¬1) زيادة من عندي يقتضيها السياق. (¬2) «التذكرة»: (3/ 1575). (¬3) «التذكرة»: (4/ 2067).

263 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ فَيُقَالُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قَالَ: أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا. قوله: حدثنا عيسى (¬1) بن عثمان بن عيسى الرملي، هو التميمي الكوفي. عن: عمه يحيى بن عيسى الرملي. وعنه: المصنف، ومُطَيَّن. قال النسائي: صالح. وفي «التقريب» (¬2): عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن النَّهْشَلي الكوفي الكسائي، صدوق، من الحادية عشرة، انتهى. تنبيه: الرَّمْلي (¬3) -بالراء المهملة- نسبةً إلى الرَّمْلة مدينة من بلاد فلسطين، وإلى محلة بسرخس يقال لها الرملة، وإلى امرأة يقال لها رملة بنت شيبة، وأخرى هي رملة بنت عثمان بن عفان، وما من هذه الأمور إلا ما قد نُسب إليه، والظاهر أن المراد الأول؛ لأنه المتبادر عند الإطلاق، والله أعلم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1332). (¬2) (ص439). (¬3) «اللباب»: (2/ 37).

قوله: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، تقدم التعريف بجميعهم (¬1)، والله أعلم. 264 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ يَقُومُ، فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَوْتَرَ، ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ، فَإِذَا كَانَ لَهُ حَاجَةٌ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِلا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، ولله الحمد. 265 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ ¬

(¬1) لم يعرف بيحيى بن عيسى وهو يحيى بن عيسى التميمي الرملي الجرار عن الأعمش، والثوري، وعدة. وعنه ابنا أبي شيبة، وخلق. ضعفه النسائي، وغيره. وقال العجلي: ثقة يتشيع. «التذكرة» (1887).

اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِيمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى، فَفَتَلَهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ مَعْنٌ: سِتَّ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم إلا مَعْن، فهو مَعْن (¬1) بن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي، مولاهم، القَزَّاز، المدني. عن: مالك، وإبراهيم بن طَهْمَان، وعدة. وعنه: أحمد -فيما قيل-، وابن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن المديني، وخلق. قال أبو حاتم: [أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، ثبتاً مأموناً] (¬2) مات بالمدينة في ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1698). (¬2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل فألحقناه من المصدر.

شوال سنة ثمان وتسعين ومائة. وإلا مخرمة (¬1) بن سليمان، فهو مخرمة بن سليمان الأسدي المدني، عن: ابن الزبير، وأسماء بنت أبي بكر، وكُريب، وعدة. وعنه: مالك، وعياض بن عبد الله الفِهْري، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين. وقال الواقدي: قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن سبعين سنة. 266 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً. قوله: حدثنا أبو كريب (¬2)، هو محمد بن العلاء بن كُرَيْب الهَمْدَاني، أبو كُرَيب الكوفي، أحد الأعلام. روى عن: ابن المبارك، وهشام، والسُّفْيانين، وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، وأصحاب السُّنَن الأربعة، وعبد الله بن أحمد في «مسند أحمد»، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1626). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1578).

وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن عُقدة يقدم أبا كُرَيب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم، ويقول ظهر له بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث. وقال البخاري وغيره: مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): مشهور بكنيته، ثقة، حافظ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومائتين، وهو ابن سبع وثمانين سنة. قوله: أخبرنا وَكيع (¬2)، هو ابن الجَرَّاح بن مَليح الرُّؤَاسي، أبو سفيان الكوفي الحافظ. عن: أبيه، وشعبة، وحماد بن سلمة، والسفيانين، ومالك، والأوزاعي، وخلق كثير. وعنه: بنوه عُبيد وفُليح وسُفيان، وأحمد بن حنبل، ويحيى، وإسحاق، وابن المبارك، وخلق. قال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم منه، ولا أحفظ، ولا رأيت معه كتاباً قط ولا رقعة. وقال ابن معين: ثبت ما رأيت أفضل منه، كان يستقبل القبلة ويحفظ ¬

(¬1) (ص500). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1839).

حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصَّوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئاً كثير. ووثَّقَه العِجْلي، وابن سعد، وغير واحد. ومات سنة ست وتسعين ومائة. قوله: ثنا شعبة، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا أبا جَمْرَة فإنه نصر (¬1) بن عمران بن عصام الضُّبَعي، أبو جَمْرة البصري. عن: أبيه، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وعدة. وعنه: ابنه علقمة، وشعبة، والحمادان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وأبو زرعة. تنبيه: الضُّبَعِي (¬2) -بضم المعجمة، وفتح الموحدة، بعدها مهملة- وأبو جَمْرَة بالجيم والراء المهملة. قال في «التقريب» (¬3): نزيل خراسان مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من الثالثة انتهى. ولهم أبو حمزة -بمهملة في أوله، وزاي معجمة قبل آخره -واسمه ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1766). (¬2) «اللباب»: (2/ 260). (¬3) (ص561).

واسم أبيه ونسبه موافق لهذا، ويروي عن ابن عباس أيضاً، وليس له إلا حديث واحد في الأطعمة (¬1). 267 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ، مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ النَّوْمُ، أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا زُرَارَة بن أوفى، وسعد بن هشام، فأما الأول فهو زُرَارَة (¬2) بن أوفى العامري، أبو حاجب الحَرَشي، البصري، قاضيها. عن: عمران بن حصين، وأبي هريرة، وابن عباس، وتميم الدَّاري، وعبد الله بن سلام، وغيرهم. وعنه: قتادة، وعلي بن زيد بن جُدْعَان، وعوف الأعرابي، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال ابن سعد: كان ثقة، مات سنة ثلاث وتسعين. وأما الثاني فهو سعد (¬3) بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، عن: أبيه، ¬

(¬1) كذا قال، ولم يتحرر لي الآن بعد جهد في البحث. (¬2) «التذكرة»: (1/ 508). (¬3) «التذكرة»: (1/ 570).

وابن عمه أنس بن مالك، وسَمُرَة بن جُنْدُب، وأبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وغيرهم. وعنه: زرارة بن أوفى، والحسين، وحميد بن هلال، وجماعة. وثَّقَه النسائي، وغيره. تنبيه: زُرَارة بضم الزاي المعجمة في أوله، والله أعلم. 268 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. قوله: حدثنا محمد بن العَلَاء، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 269 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لأَرْمُقَنَّ صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ، أَوْ فُسْطَاطَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دَونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ فَذَلِكَ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.

قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى مالك بن أنس -رحمه الله- تقدم التعريف بهم. قوله: عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه، فأما الابن فهو عبد الله (¬1) بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني. عن: أبيه، وأنس، وحميد بن نافع، وعباد بن تميم، وعروة، وطائفة. وعنه: مالك، والزهري-أحد شيوخه-، وهشام بن عروة، وابن جريج، والسفيانان، وخلق. قال أحمد: حديثه شفاء. ووثَّقَهُ ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث عالماً عاملاً، توفي سنة خمس وثلاثين، ويقال: سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن سبعين سنة. وأما الأب فهو أبو بكر (¬2) بن محمد أبو عمرو بن حزم الأنصاري المدني، عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وخلق. وعنه: ابناه عبد الله وعبد الرحمن، والزهري، وآخرون. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره، وولي قضاء المدينة، ومات سنة عشرين ومائة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 830). (¬2) «التذكرة»: (4/ 1988).

قوله: أن عبد الله (¬1) بن قيس بن مَخْرَمة القرشي المُطَّلبي، المدني. يقال له صحبة، روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وابن عمر، وغيرهم. وروى عنه: ابناه محمد ومطَّلِب، وأبو بكر محمد بن عمرو بن حزم. وثَّقَه النسائي، وغيره. قوله: عن زيد بن خالد الجهني، تقدم التعريف به. 270 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ، كَيْفَ كَانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ فِي رَمَضَانَ وَلا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، لا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ، وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا لا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلا يَنَامُ قَلْبِي. قوله: إسحاق بن موسى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 271 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 912).

اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم أيضاً. 272 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، نَحْوَهُ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، نَحْوَهُ. قوله: حدثنا ابن أبي عمر، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم، وكذا قوله: وحدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب أيضاً، ولله الحمد. 273 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ. 274 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، نَحْوَهُ. قوله: حدثنا هناد، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، وكذا قوله: حدثنا محمود بن غيلان، تقدم التعريف بهم، خلا يحيى (¬1) بن آدم فإنه يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مولاهم، أبو زكريا الكوفي. عن: إسرائيل، وحماد بن سلمة، والسفيانين، وخلق. وعنه: أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وعدة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1860).

وثَّقَه النسائي، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وقال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين. 275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعَهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: لِرَبِّيَ الْحَمْدُ، لِرَبِّيَ الْحَمْدُ ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ مَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي حَتَّى قَرَأَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، أَوِ الأَنْعَامَ، شُعْبَةُ الَّذِي شَكَّ فِي الْمَائِدَةِ، وَالأَنْعَامِ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم الكلام على جميع رجاله علماً وجهالةً، خلا أبا حمزة بمهملة في أوله ومعجمه بعد الميم الذي قال المصنف فيه طَلْحة بن زيد، فإنه طلحة (¬1) بن زيد القرشي الرَّقَّي، عن: هشام بن عروة، وجعفر الصادق، وعدة. وعنه: إسماعيل بن عياش، وبقية، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 769).

قال أحمد وابن المديني: كان يضع الحديث. وفي «التقريب» (¬1): طلحة بن زيد القرشي، أبو مسكين أو أبو محمد الرَّقِّي، أصله دمشقي متروك، قال أحمد وعلي وأبو داود: كان يضع، من الثامنة، انتهى. 276 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَيْلَةً. قوله: حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري، هو محمد (¬3) بن أحمد بن نافع العَبْدي، أبو بكر البصري، مشهور بكنيته، صدوق من صغار العاشرة، مات بعد الأربعين (¬4). يروي عن ابن مهدي، وأبي عامر العقدي، وعدة. وعنه المصنف، ¬

(¬1) (ص282). (¬2) لم يترجم له المصنف وهو علي بن داود، أبو المتوكل الناجي، البصري عن جابر، وابن عباس، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وجماعة. وعنه: ثابت البناني، وعاصم الأحول، وقتادة، وآخرون. وثقه النسائي، وابن المديني، وغير واحد. ومات سنة ثمان ومائة. «التذكرة» (2/ 1195). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1469). (¬4) «تقريب التهذيب»: (ص467).

ومسلم، والنسائي، وآخرون (¬1). قوله: أخبرنا عبد الصمد (¬2) بن عبد الوارث بن سعيد التميمي العنبري، مولاهم السَّعدي، أبو سهل البصري، الحافظ. روى عن: أبيه، وشعبة، وهشام الدَّسْتوائي، وطبقتهم. وعنه: ابنه عبد الوارث، ومحمد بن أحمد، ويحيى وإسحاق، وعَبْدٌ، والذهلي، وبُنْدَار، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث. وقال ابن حبان في «الثقات»: مات سنة ست أو سبع ومائتين. قوله: عن إسماعيل بن مسلم العبدي، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 277 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ قِيلَ لَهُ: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَدَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. 278 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، نَحْوَهُ. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1469). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1043).

قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1)، وعبد الله هو ابن مسعود كما سَلَف. وكذا تقدم التعريف بسفيان بن وكيع إلى آخر الإسناد. 279 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، وأبو النضر بالضاد المعجمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. 280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ ¬

(¬1) بل لم يعرف بأبي وائل وهو شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي أدرك، وروى عن أبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وابن مسعود، وسعد، والبراء، ومعاذ، وعمار، وخباب، وحذيفة، وأبي الدرداء، وعائشة، وأم سلمة، وطائفة. وعنه الشعبي، وعمرو بن مرة، والأعمش، ومنصور، وعطاء، وخلق. وثقه وكيع، وابن سعد، وابن معين، وقال: لا يسأل عن مثله. وقال خليفة: مات بعد الجماجم سنة اثنتين وثمانين. «التذكرة» (2/ 713).

صلى الله عليه وسلم، عَنْ تَطَوُّعِهِ، فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا، وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا، فَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ جَالِسٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ جَالِسٌ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا عبد الله بن شقيق، فإنه عبد الله (¬1) بن شقيق العُقَيْلي، أبو عبد الرحمن البصري، عن: أبيه، وعمر، وعلي، وعثمان، وأبي ذر، وأبي هريرة، وعائشة، وعدة. وعنه: ابنه عبد الكريم، وابن سيرين، وقتادة، وأيوب، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، وغيرهما (¬2). وقال ابن خِراش: كان ثقة عثمانياً ينقص علياً. وقال ابن سعد وغيره: مات في إمارة الحجاج على العراق. 281 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ وَيُرَتِّلُهَا، حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 780). (¬2) كذا في (أ) وأصول التذكرة الخطية.

قوله: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، إلى ابن شهاب تقدم التعريف بهم. قوله: عن السائب (¬1) بن يزيد بن سعيد بن ثُمامة الكندي، له صحبة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبيه، وخاله العلاء بن الحضرمي، وعمر، وعثمان، وطلحة، وسعد، وجماعة. وعنه: ابنه عبد الله، وابن أخته يزيد بن عبد الله بن خصيفة، والزهري، ويحيى الأنصاري، وخلق. توفي سنة إحدى وتسعين، ويقال: سنة ست، وقيل: سنة ثمان وثمانين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. قوله: عن المُطَّلِب (¬2) بن أبي وَدَاعة، اسمه الحارث بن صُبَيْرة القُرشي، أبو عبد الله السَّهمي، له ولأبيه صحبة، وهما من مَسْلَمَة الفتح. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: حفصة. وعنه: بنوه جعفر، وعبد الرحمن، وكثير، والسائب بن يزيد، وغيرهم. وأما حفصة فقد تقدم التعريف بها. 282 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 555). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1672).

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَمُتْ، حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ. قوله: حدثنا الحسن (¬1) بن محمد بن الصَّبَّاح الزَّعْفَرَاني، أبو علي البغدادي. عن: ابن عيينة، ويزيد بن هارون، والشافعي، وخلق. وعنه: البخاري، والأربعة، وابن خزيمة، وابن الأعرابي، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال ابن حبان: كان راوياً للشافعي، وكان يحضر أحمد وأبو ثور عند الشافعي، وهو الذي يتولى القراءة عليه. مات سنة تسع وخمسين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): صاحب الشافعي وقد شاركه في الطبقة الثامنة من شيوخه ثقة من العاشرة، مات سنة ستين أو قبلها بسنة. قوله: أنا الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، تقدم التعريف بهما. قوله: أخبرني عثمان (¬3) بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم المكي، قاضيها. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 330). (¬2) (ص163). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1138).

روى عن: عميه نافع بن جبير، وسعيد بن جبير، وعدة. وعنه: ابن عيينة، وابن جريج، وغيرهما. وثَّقَه أحمد، ويحيى بن معين. قوله: أن أبا سلمة، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بجميعهم. 283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ. 284 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ وَيُنَادِي الْمُنَادِي، قَالَ أَيُّوبُ: وَأُرَاهُ، قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، خلا إسماعيل (¬1) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، الإمام أبا بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة، وهي أمه، وقيل: جدته. روى عن: أيوب، وعطاء بن السائب، وابن المنكدر، وأبي ريحانة، وعبد العزيز بن صهيب، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 108).

وعنه: الشافعي، وأحمد، وابن جريج، وشعبة -وهما من شيوخه-، وابن المديني، وابن معين، وابن راهويه، وابن عرفة، وبُنْدَار، وابن المثنى، وأبو خَيْثَمة، وخلق. قال شعبة: هو سيد المحدثين. وقال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال ابن معين: كان ثقة مأموناً صدوقاً مسلماً ورعاً تقياً. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال أحمد: ما أحد (¬1) من المحدثين إلا قد أخطأ إلا إسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل. ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة. 285 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِرَكْعَتَيِ الْغَدَاةِ، وَلَمْ أَكُنْ أَرَاهُمَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا قتيبة، هو ابن سعيد، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) في مطبوعة التذكرة: أخذ. خطأ.

قوله: أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، تقدم التعريف به. قوله: عن جعفر (¬1) بن بُرْقَان، هو الكِلَابي مولاهم، أبو عبد الله الرَّقِّي. عن: ميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم، وعطاء، والزهري، وعدة. وعنه: معمر، والسفيانان، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق. قال ابن معين: ثقة فيما روى عن غير الزهري، وكان أُميًّا، وكذلك قال أحمد. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً، له رواية، وفقه، وفتوى في دهره، وكان كثير الخطأ في حديثه، مات سنة أربع وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): جعفر بن بُرْقَان -بضم الموحدة، وسكون الراء، بعدها قاف- الكلابي، أبو عبد الله الرَّقِّي، صدوق يهم في حديث الزهري، من السابعة، مات سنة خمسين وقيل بعدها. قوله: عن ميمون (¬3) بن مِهْرَان الجَزَري أبي أيوب الرَّقِّي. عن: ابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وعائشة، وجماعة. وعنه: أبو حنيفة، وابنه عمرو بن ميمون، والأعمش، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 241). (¬2) (ص140). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1348).

وثَّقَه أحمد، وأبو زرعة، وابن سعد، والعجلي، والنسائي، وكان يحمل على علي، ومات سنة ست عشرة ومائة. وفي «التقريب» (¬1): ميمون بن مهران الجزري، أبو أيوب، أصله كوفي، نزل الرَّقَّة، ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يرسل، من الرابعة. قوله: عن ابن عمر، تقدم التعريف به. 286 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَبْلَ الْفَجْرِ ثِنْتَيْنِ. قوله: حدثنا أبو سلمة، يحيى (¬2) بن خلف الباهلي، البصري، المعروف بالجُوباري. عن: أبي عاصم، وعبد الأعلى، ومعتمر، وعدة. وعنه: مسلم، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجه، وأبو خَليفة الجُمَحي. وثَّقَهُ ابن حبان. ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. ¬

(¬1) (ص556). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1870).

قال في «التقريب» (¬1): الجُوباري -بجيم مضمومة، وواو ساكنة، ثم باء موحدة- صدوق. تنبيه: «جُوبَار» (¬2) -بضم الجيم، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء- نسبة إلى عدة مواضع قرية من قرى مرو، وقرية من قرى هَراة، وقرية بجُرْجَان، وأما جوبارة فمحلة بأصبهان، ولم يحضرني الآن إلى أي المواضع يُنسب أبو سلمة هذا. قوله: أنا بشر بن المفضل، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، يَقُولُ: سَأَلْنَا عَلِيًّا، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لا تُطِيقُونَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقُلْنَا: مِنْ أَطَاقَ ذَلِكَ مِنَّا صَلَّى، فَقَالَ: كَانَ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَهُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَهُنَا، كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَهُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَيُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ. قوله: حدثنا محمد (¬3) بن المثنى، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، ¬

(¬1) (ص589). (¬2) «اللباب»: (1/ 302). (¬3) «التذكرة»: (2/ 782).

سوى عاصم بن ضمرة السَّلُولي الكوفي، عن: علي. وعنه: حبيب بن أبي ثابت، وأبو إسحاق السبيعي، والحكم، وجماعة. وثَّقَهُ ابن المديني، والعجلي. وضَعَّفَه ابن حبان. وقال خليفة: مات سنة أربع وسبعين.

41 - باب صلاة الضحى

41 - باب صلاة الضحى 288 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟. قَالَتْ: نَعَمْ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم (¬1) خلا معاذة (¬2) -بفتح الميم، وقيل بضمها- بنت عبد الله العدوية، أم الصَّهباء البصرية، عن علي، وعائشة. وعنها: عاصم الأحول، وأبو قلابة، وقتادة، وجماعة. قال ابن معين: ثقة حجة. وقال ابن حبان: كانت من العابدات. ¬

(¬1) لم يعرف بيزيد الرشك وهو يزيد بن أبي يزيد الضبعي، أبو الأزهر البصري، الرشك. عن مطرف بن عبد الله، ومعاذة العدوية. وعنه شعبة، وحماد بن زيد، وجماعة. وثقه الترمذي، وأبو زرعة، وأبو حاتم. ومات سنة ثلاثين ومائة. «التذكرة» (2/ 1924). (¬2) «التذكرة»: (4/ 2357).

289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الرَّبِيعِ الزِّيَادِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ رَكَعَاتٍ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً، خلا رجلين؛ أحدهما: حكيم بن معاوية الزيادي البصري مستور من العاشرة (¬1). وثانيهما: زياد بن عبيد الله بن زياد الزيادي البصري والد محمد مقبول من الثامنة (¬2). 290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: مَا أَخْبَرَنِي أَحَدٌ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى إِلا أُمُّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا حَدَّثَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَاغْتَسَلَ فَسَبَّحَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مَا رَأَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى صَلاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، تقدم التعريف بجميعهم، سوى عبد ¬

(¬1) «التقريب»: (ص177). (¬2) «التقريب»: (ص220).

الرحمن بن أبي ليلى؛ فإنه عبد الرحمن (¬1) بن أبي ليلى، واسم أبي ليلى يسار، ويقال: بلال الأنصاري الأوسي، أبو عيسى الكوفي. أرسل عن: عمر، وروى عن: أبيه، وعلي، وعثمان، ومعاذ، وبلال، وابن مسعود، والمقداد، وخلق. وعنه: ابنه عيسى، وعمرو بن ميمون الأودي، والأعمش، والشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي. ومات سنة ثلاث وثمانين. ولفظ «التقريب» (¬2) في الأسماء: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، ثم الكوفي، ثقة، من الثانية، اختلف في سماعه من عمر، مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وقيل: إنه غرق. ولفظه في «الكُنى» (¬3): أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن، صحابي، اسمه بلال أو بُلَيْل -بالتصغير-، ويقال: داود، وقيل: هو يسار بالتحتانية، وقيل: أوس، شهد أُحُداً وما بعدها، وعاش إلى خلافة علي. 291 - حَدَّثَنا ابن أبي عُمَرْ , حَدَّثَنا وَكِيع، حَدَّثَنا كَهْمَسْ بن الحسن، عَنْ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1019). (¬2) (ص349). (¬3) (ص669).

عَبْد الله بن شَقِيق قال: قلتُ لِعَائِشَة: أكَان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: لا إلا يجىء من مغيبه. قوله: حدثنا ابن أبي عمر، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا كَهْمَس (¬1) بن الحسن التَّيْمي، أبو الحسن البصري. عن: عبد الله بن بريدة، وعبد الله بن شقيق، وأبي نضرة، وعدة. وعنه: ابن عون، وابن المبارك، ووكيع، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وابن المديني، وغيرهم. ومات سنة تسع وأربعين ومائة. 292 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ: لا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ: لا يُصَلِّيهَا. قوله: حدثنا زياد (¬2) بن أيوب بن زياد، أبو هاشم الطُوسي، ثم البغدادي، لقبه دَلُّويه، وكان يغضب منها، حافظ مشهور. روى عن: هشيم، وعباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس، ومروان بن شجاع، ومعتمر، وخلق. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1425). (¬2) «التذكرة»: (1/ 522).

وعنه: أحمد، وابنه في «زوائد المسند»، والبخاري، وأبو داود، والمصنف، والنسائي، وابن خزيمة، وابن صاعد، وخلق. ولقبه أحمد بشعبة الصغير، فقال: اكتبوا عنه فإنه شعبة الصغير. ووثقه النسائي وغيره. قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قوله: أنا محمد (¬1) بن ربيعة الكِلَابي الرُّؤَاسي، أبو عبد الله الكوفي. عن: الأعمش، والثوري، وابن جريج، وطائفة. وعنه: أحمد، ويحيى، وخلق. وثَّقَه داود، وابن معين، والدَّارَقطني. قوله: عن فضيل (¬2) بن مرزوق الأَغَر الرَّقَاشي، الكوفي. عن: الأعمش، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه: الثوري، ووكيع، ويزيد بن هارون، وخلق. وثَّقَه الثوري، وابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث، يهم كثيراً، يُكتب حديثه ولا يُحتج به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1508). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1362).

قوله: عن عطية (¬1)، هو ابن سعد (¬2) بن جُنادة العَوْفي، أبو الحسن الكوفي. عن: زيد بن أرقم، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم. وعنه: أبو حنيفة، وابناه الحسن وعمر، وابنا عطية، والأعمش، وخلق. ضَعَّفه الإمام أحمد، ومَشَّاه ابن معين. وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال مُطَيَّن: مات سنة إحدى عشرة ومائة. وفي «التقريب» (¬3): عطية بن سعد بن جنادة -بضم الجيم، بعدها نون خفيفة- العوفي الجَدَلي -بفتح الجيم، والمهملة- الكوفي، أبو الحسن، صدوق يخطئ كثيراً، وكان شيعياً مدلساً، من الثالثة. قوله: عن أبي سعيد الخدري، تقدم التعريف به. 293 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، أَوْ عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُدْمِنُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدْمِنُ هَذِهِ الأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1170). (¬2) في (أ) ومطبوعة التذكرة: سعيد. وما أثبتناه هو المشهور في المصادر. (¬3) (ص393).

عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَقَالَ: إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَلا تُرْتَجُ حَتَّى تُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْرٌ، قُلْتُ: أَفِي كُلِّهِنَّ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ فَاصِلٌ؟ قَالَ: لا. 294 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به. قوله: أنا هشيم، هو ابن بشير السُّلَمي، تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عُبيدة (¬1)، بضم المهملة ابن مُعَتِّب -بضم الميم، وكسر المثناة- الضَّبِّي، أبو عبد الكريم الكوفي الضرير. عن: إبراهيم النخعي، وعِدة. وعنه: أبو حنيفة، والثوري، وهشيم، وشعبة، وآخرون. وَهَّاه ابن معين. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه. وفي «التقريب» (¬2): ضعيف، اختلط بِأَخَرَة، من الثامنة، ما له في البخاري سوى موضع واحد في الأضاحي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1124). (¬2) (ص379).

قوله: عن إبراهيم (¬1)، هو ابن سويد النَّخَعي، الكوفي، الأعور. روى عن: الأسود، وعبد الرحمن بن يزيد، وعمهما علقمة. وعنه: سلمة بن كُهَيْل، وزبيد اليامي، وغيرهما. وثَّقَه النسائي. وقال ابن معين: مشهور، ليس له في الصحيح عن علقمة عن ابن مسعود سوى حديث السهو في الصلاة. قوله: عن سهم (¬2) بن منجاب بن راشد الضَّبِّي الكوفي. عن: أبيه، والعلاء بن الحضرمي، وجماعة. وعنه: إبراهيم النخعي، وغيره. وثَّقَه النسائي. قوله: عن قَرْثَع -بمثلثة، وزن أَحْمَد- الضَّبِّي، الكوفي. عن: عمر، وسلمان، وأبي موسى، وأبي أيوب، وغيرهم. وعنه: قَزَعَة بن يحيى، وعلقمة بن قيس، وسهم بن منجاب. وثَّقَه العجلي. وقال ابن حبان: روى أحاديث يسيرة خالف فيها. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 21). (¬2) «التذكرة»: (1/ 673).

وفي «التقريب» (¬1): صَدُوق، من الثامنة، مخضرم قتل في زمن عثمان، قاله الخطيب. قوله: عن أبي أيوب الأنصاري، تقدم التعريف بهم. قوله: حدثنا أحمد بن منيع إلخ، تقدم التعريف بهم خلا: قَزَعَة فإنه قزعة (¬2) بن يحيى، ويقال ابن الأسود، وأبو الغادية البصري. عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر، وجماعة. وعنه: مجاهد، وقتادة، وآخرون. وثَّقَه العجلي، وغيره. وأبو معاوية تقدم أنه شيبان بن فروخ، أبو معاوية الفزاري. 295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود الطيالسي، تقدم التعريف ¬

(¬1) (ص454). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1392).

بهما. قوله: أخبرنا محمد (¬1) بن مسلم بن أبي الوَضَّاح القُضَاعي، أبو سعيد المؤدِّب. عن: الأعمش، وهشام بن عروة، ويحيى الأنصاري، وعدة. وعنه: ابن مهدي، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال البخاري: فيه نظر. قوله: عن عبد الكريم، هو ابن مالك الجزري، تقدم التعريف به. قوله: عن مجاهد (¬2) بن جَبْر المكي، أبو الحجَّاج، أحد الأئمة الأعلام. ولد سنة إحدى وعشرين، وروى عن: سعد بن أبي وقاص، وجابر، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وجويرية، وأم سلمة، وخلق. وعنه: عكرمة، وعطاء، وطاووس، والأعمش، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، وغيرهما. وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: مراسيل عطاء أحب إليك أم ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1595). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1455).

مراسيل مجاهد؟ قال: مراسيل مجاهد، عطاء كان يحمل عن كل ضَرْب. وقال ابن حبان: مات بمكة سنة ثنتين أو ثلاث ومائة، وهو ساجد، وكان يَقُص. قوله: عن عبد الله (¬1) بن السائب بن أبي السائب، واسم أبي السائب: صيفي بن عابد -بالموحدة- القرشي، المخزومي، المكي، القارئ، له ولأبيه صحبة. روى عنه: ابنه محمد بِخُلْفٍ، وابن عمه عبد الله بن المسيب، ومجاهد، وعطاء، وابن أبي مليكة، وآخرون، وقرأ عليه مجاهد وغيره. ومات قبل ابن الزبير بيسير. 296 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهَا عِنْدَ الزَّوَالِ وَيَمُدُّ فِيهَا. قوله: ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف الباهلي المصري، المعروف بالجوباري تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عمر (¬2) بن علي المقدَّمي، هو عمر بن علي بن عطاء ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 859). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1246).

المُقَدَّمي البصري، مولى ثقيف. عن: الثوري، وحَجَّاج بن أرطأة، وهشام، وطائفة. وعنه: ابناه ومحمد، وأبو بشر عاصم، وأحمد بن حنبل، وعفان، وقتيبة، وآخرون. وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره. وقال ابن معين: كان يُدَلِّس، وما كان به بأس. وقال البخاري: مات سنة تسعين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): عمر بن علي بن عطاء بن مُقَدَّم -بقاف بوزن مُحَمَّد- بصري، أصله واسطي، ثقة، وكان يدلس شديداً، من الثامنة. قوله: عن مسعر (¬2) بن كِدَام بن ظُهَيْر بن عُبيدة الهِلَالي العَامِري، أبو سلمة الكوفي. عن: قتادة، وعطاء، وعَدي بن ثابت، وخلق. وعنه: أبو حنيفة، وسليمان التيمي، وابن إسحاق -وهما أكبر منه- وشعبة، والسفيانان، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والعِجْلي، وغير واحد. وقال الثوري: كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعراً عنه. ¬

(¬1) (ص416). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1645).

وقال شعبة: كنا نسمي مسعراً المصحف. وقال غيره: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): مِسْعَر -بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح المهملة- وكِدَام -بكسر أوله، وتخفيف ثانيه- ثقة ثبت، فاضل من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومائة. قوله: عن أبي إسحاق، هو السَّبيعي، تقدم التعريف به. قوله: عن عاصم (¬2) بن ضمرة السَّلولي، الكوفي. عن: علي، وعنه: حبيب بن أبي ثابت، وأبو إسحاق السبيعي، والحكم، وجماعة. وثَّقَهُ ابن المديني، والعجلي. وضَعَّفه ابن حبان. وقال خليفة: مات سنة أربع وسبعين. قوله: عن علي، هو ابن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- تقدم التعريف به. ¬

(¬1) (ص528). (¬2) «التذكرة»: (2/ 782).

42 - باب صلاة التطوع في البيت

42 - باب صلاة التطوع في البيت 297 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلاةِ فِي بَيْتِي وَالصَّلاةِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: قَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَلاةً مَكْتُوبَةً. قوله: ثنا عباس (¬1) العنبري، هو عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن تَوْبَة العنبري، أبو الفضل البصري الحافظ. عن: يحيى القطان، وابن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وخلق. وعنه: عبد الله بن أحمد، والبخاري، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وبقي بن مخلد، وعبدان، وابن خزيمة، وطائفة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 813).

قال النسائي: ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال البخاري والنسائي: مات سنة ست وأربعين ومائتين. قوله: عن عبد الرحمن بن مهدي، تقدم التعريف به. قوله: عن معاوية (¬1) بن صالح بن حُدَيْر الحضرمي، أبو عمرو الحِمْصِي، قاضي الأندلس. عن: العلاء بن الحارث، ومَكْحُول، وأبي الزاهرية، وخلق. وعنه: الثوري، وابن مهدي، والليث، وآخرون. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغيرهما. وضَعَّفَه غيرهم. ومات سنة ثمان وخمسين ومائة. وفي «التقريب» (¬2): صدوق له أوهام، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين، وقيل: بعد السبعين. قوله: عن العلاء (¬3) بن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي الدمشقي. عن: عبد الله بن بُسْر المازني، والزهري، ومكحول، وعدة. وعنه: الأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1683). (¬2) (ص538). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1315).

وثَّقَهُ ابن معين، وابن المديني، وجماعة. ومات سنة ست وثلاثين ومائة. قوله: عن حَرَام بن معاوية، اعلم أنهم اختلفوا في هذا (¬1) فمنهم من قال هو حرام بن حكيم الدمشقي، عن عمه عبد الله بن سعد، وله صحبة، وأبي هريرة، وأنس، وطائفة. وعنه: العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، وآخرون. وثَّقَه دحيم، والعجلي. ومنهم من قال: هو حَرَام بن معاوية، وفَرَّق بينهما البخاري، وتبعه على ذلك الدارقطني، فذكر ترجمة حَرَام بن حكيم، ثم قال بعده: حَرَام بن معاوية أحاديثه مراسيل، حدث عنه زيد بن رُفَيع. قوله: عن عمه عبد الله (¬2) بن سعد الأنصاري، نزيل ثقيف له صحبة ورواية وعنه ابن أخيه حَرَام بن حكيم، أو حَرَام بن معاوية، على الخلاف قبله. وخالد بن معدان يقال إنه شهد القادسية. ¬

(¬1) انظر الخلاف في «التذكرة»: (1/ 303). (¬2) «التذكرة»: (2/ 862).

43 - باب ما جاء في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم

43 - باب ما جاء في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم 298 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ قَالَتْ: وَمَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. 299 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ، وَيُفْطِرُ مِنْهُ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا وَكُنْتَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ نَائِمًا. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً.

300 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد تقدم ما خلا سعيد (¬1) بن جبير بن هشام الوالبي، مولاهم، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي، أحد الأئمة الأعلام. روى عن: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبي سعيد، وطائفة. وعنه: الأعمش، والحكم، وسلمة بن كُهيل، وسليمان الأحول، وخلق كثير. قال عبد الملك بن أبي سليمان: كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين. وقال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول أليس فيكم ابن أم الدَّهْمَاء -يعني سعيد بن جبير-. وقال ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 577).

وقال ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة إن الحجَّاج قال لسعيد بن جبير: أنت شقي بن كسير. قال: أنا سعيد بن جبير، قال: لأقتقلنك، قال: أنا إذاً كما سمتني أمي، دعوني أصلي ركعتين، قال وَجِّهُوه إلى قبلة النصاري، قال: {أينما تولوا فثم وجه الله}. قال سفيان: لم يقتل الحجاج بعده إلا رجلاً واحداً. قال اللالكائي: قتل في شعبان سنة خمس وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة. وقال غيره: قتل وهو ابن سبع وخمسين سنة، وهو الأظهر. قاله الشَّرِيف. قوله: عن ابن عباس، تقدم التعريف به. 301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا إِسنَادٌ صَحِيحٌ وَهَكَذَا، قَالَ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ جَمِيعًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف

بجميعهم (¬1)، خلا سالم بن أبي الجعد، واسم أبي الجعد رافع الأشجعي، مولاهم الكوفي. عن: عمر، وعلي، وعائشة، وغيرهم من كبار الصحابة مرسلاً، وعن: ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وثوبان. وعنه: عمرو بن مرة، والحكم، وقتادة، والأعمش، ومنصور، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي. وقال أحمد: لم يلق ثوبان، بينهما معدان بن أبي طلحة، وليست هذه الأحاديث بصحاح. ¬

(¬1) بل لم يعرف بمنصور وهو منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتاب الكوفي، أحد الأعلام. روى عن ربعي بن حراش، والحسن، والشعبي، والزهري، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وخلق. وعنه الأعمش، وأيوب، وإسرائيل، وحماد بن زيد، وشعبة، وخلق. قال ابن مهدي: لم يكن بالكوفة أحفظ من منصور، وقال ابن معين: من أثبت الناس. وقال العجلي: كان أثبت أهل الكوفة، وكان حديثه القِدْح، لا يختلف فيه أحد، رجل صالح متعبد، أكره على قضاء الكوفة، فقضى عليها شهرين، وروى من الحديث أقل من ألفين، وكان فيه تشيع قليل. وقال ابن سعد، وغير واحد: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. «التذكرة» (2/ 1717).

وقال ابن معين: مات سنة تسع وتسعين، وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة، قاله الشريف (¬1). وفي «التقريب» (¬2): ثقة، وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل: مائة، أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المائة. 302 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ لِلَّهِ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ. قوله: حدثنا هَنَّاد، إلى آخر الإسناد، تقَدَّم التعريف بهم، خلا محمد (¬3) بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني. عن: أبيه، ونافع، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وخلق. وعنه: مالك، وشعبة، والسفيانان، وخلق. وثَّقَه النسائي وابن المديني، ولينه يحيى القطان، وأبو حاتم. ومات سنة أربع وأربعين ومائتين. 303 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 548). (¬2) (ص226). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1575).

وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنُ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَامٍ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قوله: حدثنا القاسم (¬1) بن دينار الكوفي، نسب إلى جده؛ فإنه القاسم بن زكريا بن دينار. روى عن: وكيع، وحسين الجُعْفي، وطبقتهما. وعنه: مسلم، والمصنف، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، وجماعة. وثَّقَه النسائي. قوله: أخبرنا عبيد الله بن موسى، تقدم التعريف به. قوله: وطلق (¬2) بن غَنَّام بن طلق بن معاوية النَّخَعي، أبو محمد الكوفي، كاتب شريك القاضي. روى عنه، وعن شيبان، وزائدة، ومالك بن مِغْوَل، وطائفة. وعنه: أحمد، والبخاري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وعباس الدوري، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان، وغيره. مات سنة إحدى عشرة ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1371). (¬2) «التذكرة»: (2/ 775).

تنبيه: طَلْق -بفتح الطاء، وسكون اللام- وغَنَّام بفتح المعجمة، وتشديد النون بعدها. قوله: عن شيبان (¬1)، هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم، أبو معاوية البصري. عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، ومنصور، ويحيى بن أبي كثير، وعدة. وعنه: أبو حنيفة، وزائدة، وابن مهدي، وأبو النضر، وآخرون. قال أحمد: ثبت في كل المشايخ. وقال ابن معين: ثقة في كل شيء. ووَثَّقَه العجلي، والنسائي، وابن سعد، وقال: مات سنة أربع وستين ومائة. قوله: عن عاصم (¬2) بن بَهْدَلة، وهو ابن أبي النجود -بالنون- الأسدي، مولاهم، المقرئ، الكوفي، أبو بكرة، أحد القُرَّاء السبعة الأعلام. قال أحمد وغير واحد: بهدلة هو أبو النجود. وقال الفلاس وغيره: بهدلة اسم أمه، قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 717). (¬2) «التذكرة»: (2/ 780).

السُّلمي، وزِرّ بن حبيش، وحدث عنهما، وعن أبي وائل، وأبي صالح السَّمَّان، وشهر بن حوشب، وطائفة. وعنه: أبو حنيفة، وعطاء بن أبي رباح، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، وزائدة، وخلق. قال أحمد: كان رجلاً صالحاً، قارئاً للقرآن، وأهل الكوفة يختارون قراءته، وأنا أختار قراءته، وكان خيراً ثقة والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث. ووَثَّقه العجلي وغيره. وقال ابن سعد: كان كثير الخطأ في حديثه. مات سنة ثمان وعشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬1): صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في «الصحيحين» مقرون من السادسة. قوله: عن زِرّ (¬2) بن حبيش بن حُبَاشة بن أوس الأسدي، أبو مريم، ويقال أبو مُطَرِّف الكوفي، أدرك الجاهلية. وروى عن: عمر، وعلي، وعثمان، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وحذيفة، والعباس، وأبي ذر، وعدة. وعنه: إبراهيم النخعي، والشعبي، وعدي بن ثابت، وعاصم بن بهدلة، ¬

(¬1) (ص285). (¬2) «التذكرة»: (1/ 508).

وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وغيره. وقال عاصم بن بهدلة: ما رأيت رجلاً أقرأ من زِرّ بن حُبَيْش. وقال إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزِرّ كم أتى عليك من عام؟ قال: أنا ابن عشرين ومائة سنة. قال وكان لحياه يضطربان من الكِبَر. قال خليفة: مات في عام الجماجم، سنة اثنتين وثمانين، ويقال: إنه قتل بها. قوله: عن عبد الله، هو ابن مسعود تقدم التعريف به. 304 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ. قوله: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، وقع في كثير من النُّسَخ كتبه عمر بلا واو، والصواب إثباتها، وهو عمرو بن علي الفلَّاس كما تقدم التعريف به. قوله: أخبرنا عبد الله (¬1) بن داود بن عامر بن الربيع الهَمْدَاني، المعروف بالخُرَيبي. عن: هشام بن عروة، وابن جريج، والأعمش، وعدة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 848).

وعنه: الحسن بن صالح -أحد شيوخه-، ومُسَدَّد، وبُنْدار، والفلاس، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين، وابن سعد. وقال أبو حاتم: كان يميل إلى الرأي. وقال غيره: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. قوله: ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، تقدم التعريف بهما. قوله: عن ربيعة (¬1) الجُرَشي، هو رَبيعة بن عمرو، ويقال: ابن الحارث، الدمشقي، وهو ربيعة بن الغازي -بمعجمة، وزاي- أبو الغازي الجُرَشِي -بضم الجيم، وفتح الراء، بعدها معجمة- نزيل دمشق مختلف في صحبته. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: سعد، وأبي هريرة، وعائشة، ومعاوية. وعنه: خالد بن معدان، وعلي بن رباح، وجماعة. قال ابن حبان: كان من عُبَّاد التابعين. وقال ابن سعد: قتل يوم مرج راهط، سنة أربع وستين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 482).

وفي «التقريب» (¬1): كان فقيهاً، وثَّقَه الدارقطني، وغيره. قوله: عن عائشة، تقدم التعريف بها. 305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ. قوله: حدثنا محمد (¬2) بن يحيى بن أيوب الثقفي، أبو يحيى القَصْرِي، المروزي. عن يحيى القطان، ووكيع، وخلق. وعنه: المصنف، والنسائي، وإبراهيم الجوزجاني، وخلق. قال النسائي: ثقة كان يحفظ. قوله: أخبرنا أبو عاصم، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم، خلا: محمد (¬3) بن رِفَاعة بن ثَعْلَبة القُرَظي. عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهما. ¬

(¬1) (ص208). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1610). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1508).

وعنه: أبو عاصم النبيل. وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬1): القُرظي -بضم القاف، وفتح الراء، بعدها معجمة- ثم قال: مدني مقبول، من السابعة. 306 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاثْنَيْنَ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلاثَاءَ وَالأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، تقدم التعريف به. قوله: أنا أبو أحمد معاوية (¬2) بن هشام القَصَّار الأَسَدي، أبو الحسن الكوفي. عن: الثوري، ومالك، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وخلق. وثَّقَه أبو داود، وضَعَّفَه ابن معين. وفي «التقريب» (¬3): معاوية بن هشام القَصَّار، أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد، ويقال له: معاوية بن أبي العباس، صدوق له أوهام، من صغار ¬

(¬1) (ص478). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1686). (¬3) (ص538).

التاسعة، مات سنة أربع ومائتين. وسفيان هو الثوري، ومنصور بن المعتمر، تقدم التعريف بهما. قوله: عن خيثمة (¬1)، هو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجُعْفِي الكوفي، لأبيه وجده صحبة. روى عن: علي، وعائشة، وأبي هريرة، وعدي بن حاتم، والبراء بن عازب، وجماعة. وعنه: إبراهيم النخعي، وعمرو بن مُرَّة، ومنصور، والأعمش، وعدة. وثَّقَهُ ابن معين، والعجلي، والنسائي. وقال ابن حبان: مات قبل أبي وائل. وأما عائشة رضي الله عنها فقد تقدم التعريف بها. 307 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ فِي شَعْبَانَ. قوله: حدثنا أبو مصعب، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا أبا مصعب (¬2)، فإنه أحمد بن أبي بكر الزهري المدني الفقيه، قاضي المدينة، ¬

(¬1) (1/ 443). (¬2) «التذكرة»: (1/ 49).

روى عن: مالك، والدراوردي، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وجماعة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجه، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وعبد الله بن أحمد، وبقي بن مخلد، وعدة. قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق. وقال الزبير بن بكار: مات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع، ولَّاه القضاء عبيد الله بن الحسن بعد أن كان على شرطته. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، عن ثنتين وتسعين سنة. 308 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ قُلْتُ: مِنْ أَيِّهِ كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: كَانَ لا يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ صَامَ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. 309 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.

قوله: حدثنا هارون (¬1) بن إسحاق، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا هارون بن إسحاق الهَمْدَاني، أبو القاسم الكوفي، عن: أبيه، وابن عيينة، وعدة. وعنه: المصنف، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره. ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين. 310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَخُصُّ مِنَ الأَيَامِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُطِيقُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم، وإبراهيم هو النَّخَعِي، وعلقمة هو ابن قَيْس (¬2) ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1791). (¬2) لكنه لم يترجمه وهو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي، أبو شبل الكوفي عن أبي بكر، وعثمان، وعلي، وسعد، وابن مسعود، وعائشة، وعدة. وعنه ابن أخيه إبراهيم النخعي، والشعبي، وأبو وائل، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى، ومات سنة إحدى، ويقال: سنة اثنتين وستين. «التذكرة» (2/ 1185).

ولله الحمد. 311 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قُلْتُ: فُلانَةُ لا تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ. قوله: حدثنا هارون بن إسحاق، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً، وعَبْدَة بفتح المهملة هو ابن سليمان. 312 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتَا: مَا دِيمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ. قوله: أخبرنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا الرفاعي، فإنه محمد (¬1) بن يزيد بن محمد بن كثير العِجْلي، أبو هاشم الرِّفَاعي الكوفي، قاضي بغداد. روى عن: أبي أسامة، وابن نُمير، وخلق. وروى عنه: مسلم، وعبد الله بن أحمد، والمصنف، وابن ماجه، ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1615).

والبغوي، والمحاملي، وخلق. قال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. وقال البرقاني: ثقة أمرني أبو الحسن الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح. وقال أبو حاتم: مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. 313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْلَةً فَاسْتَاكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ مَعَهُ فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ، فَلا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ، إِلا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ، إِلا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ قِيَامِهِ، وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ رُكُوعِهِ، وَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ ثُمَّ سُورَةً، يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ في كل ركعة. قوله: حدثنا محمد بن إسماعيل، يحتمل أنه البخاري والظاهر أنه محمد (¬1) بن إسماعيل بن البَخْتَرِي الواسطي الضَّرير، عن: ابن نمير، ويزيد بن هارون، وعدة. وعنه: المصنف، وابن ماجه، وأبو حاتم، وقال: صدوق، ووَثَّقَه الدارقطني، وقال: مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1475).

قوله: أنا عبد الله (¬1) بن صالح بن محمد بن مسلم، الجُهَني، مولاهم أبو صالح المصري. روى عن: الليث -وكان كاتبه-، وعن موسى بن علي، وطائفة فأكثر. وعنه: ابن معين، والذهلي، والدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق. وثَّقَه أبو حاتم. وقال أحمد: كان أول أمره متماسكاً ثم فسد بِأَخَرَة، وليس هو بشيء. وقال جزرة: كان ابن معين يوثقه، وعندي أنه كان يكذب في الحديث. وقال مُطَيَّن: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين (¬2). قوله: حدثني معاوية بن صالح بن حُدَير الحضرمي، أبو عمرو الحمصي، تقدم التعريف به. قوله: عن عمرو (¬3) بن قيس بن ثور الكندي، أبو ثور الحمصي. عن: جد أبيه مازن -وله صحبة- وأبي أمامة، ومعاوية، وعدة. وعنه: الأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وآخرون. وثَّقَه النسائي، وابن معين، والعجلي، وغيرهم. ومات سنة أربعين ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 872). (¬2) في مطبوعة التذكرة: «مائة». خطأ، وانظر «تهذيب الكمال»: (4/ 162). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1283).

ومائة عن مائة سنة. قوله: سمع عاصم (¬1) بن حُميد السَّكوني الحمصي. عن: عمر، ومعاوية، وعائشة. وعنه: أزهر الحرازي، وراشد بن سعد، وجماعة. وثَّقَه الدارقطني. وفي «التقريب» (¬2): عاصم بن حميد السكوني الحمصي، صدوق، مُخضرم من الثانية. قوله: عوف (¬3) بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغَطَفَاني، شهد فتح مكة، وروى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: عبد الله بن سلام. وعنه: أبو هريرة، ومات قبله، وجُبير بن نُفَير، وأبو إدريس (¬4)، وأبو مسلم الخولاني، وخلق. قال الواقدي: شهد خيبر مسلماً، وكانت راية أشجع معه يوم الفتح، وتحول إلى الشام في خلافة أبي بكر فنزل حمص، ومات سنة ثلاث وسبعين (¬5). ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 780). (¬2) (ص308). (¬3) «التذكرة»: (2/ 1312). (¬4) في (أ): رزين. خطأ، والتصحيح من المصدر، وأبو إدريس هو الخولاني. (¬5) في (أ): ستين. خطأ، والتصحيح من المصدر.

44 - باب قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

44 - باب قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم 314 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعَلَى بْنِ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا ابن أبي مُلَيْكة (¬1) القرشي التيمي المكي الأحول مؤذن بن الزبير وقاضيه، روى عن: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، والمسور، وعائشة، وأم سلمة، وطائفة. وعنه: ابنه يحيى، وابن أخيه عبد الرحمن بن أبي بكر، وعمرو بن دينار، وابن جريج، وخلق. وثَّقَه أبو زرعة، وأبو حاتم. ومات سنة سبع عشرة ومائة (¬2). وخلا يعلى (¬3) بن مَمْلَك فإنه حجازي، يروي عن أم سلمة، وأم ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 888). (¬2) لم ينبه المصنف على رجال حديث رقم (315) وقد تقدموا جميعاً. (¬3) «التذكرة»: (3/ 1937).

الدرداء. وعنه ابن أبي مليكة، وثَّقه ابن حبان. 315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَدًّا. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 316 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ يَقِفُ، ثُمَّ يَقُولُ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ يَقِفُ، وَكَانَ يَقْرَأُ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ. قوله: حدثنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا يحيى بن سعيد الأموي، فإنه يحيى (¬1) بن سعيد بن أبان الأموي، أبو أيوب الكوفي. عن: أبيه، والأعمش، وشعبة، وابن جريج، والثوري، وعدة. وعنه: ابنه سعيد، وأحمد، ويحيى، وإسحاق، وآخرون. وثَّقه أبو داود، والدارقطني، وغيرهما. ومات سنة أربع وتسعين ومائة عن ثمانين سنة. 317 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1873).

اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ يُسِرُّ بِالْقِرَاءَةِ أَمْ يَجْهَرُ؟ قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ قَدْ كَانَ رُبَّمَا أَسَرَّ وَرُبَّمَا جَهَرَ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً. قوله: حدثنا قتيبة، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا عبد الله (¬1) بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، أبو الأسود النَّضْري الحمصي، عن: مولاه عطية بن عازب، وعمر، وابن عمر، وابن الزبير، وأبي ذر، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وعائشة، وغيرهم. وعنه: راشد بن سعد، ومحمد بن زياد الألهاني، وآخرون. وثَّقَه النسائي، والعجلي. 318 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِاللَّيْلِ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا أبا العلاء (¬2) العبدي، فإنه هلال بن خَبَّاب العَبْدي، مولاهم، أبو العلاء البصري. عن: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وعدة. وعنه: الثوري، ومسعر، وآخرون. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 913). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1819).

وثَّقَه أحمد، ويحيى. وقال ابن حبان: يخطئ، ويخالف. وقال ابن سعد: مات في آخر سنة أربع وأربعين ومائة. تنبيه: خباب بمعجمة وموحَّدَتين، وفي «التقريب» (¬1): نزيل المدائن صدوق تغير بِأَخَرَة. وخلا يحيى (¬2) بن جعدة بن هبيرة المخزومي، عن: ابن مسعود، وزيد بن أرقم، وأبي هريرة، وأم هانئ جدته، وعدة. وعنه: عمرو بن دينار، ومجاهد، وجماعة. وثَّقَه النسائي، وابن أبي حاتم. وقد تقدم التعريف بأم هانئ رضي الله تعالى عنها. 319 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى نَاقَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ يَقْرَأُ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: فَقَرَأَ وَرَجَّعَ، قَالَ: وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: لَوْلا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لأَخَذْتُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ الصَّوْتِ أَوْ قَالَ: اللَّحْنِ. قوله: حدثنا محمود بن غَيْلان، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم ¬

(¬1) (ص575). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1866).

جميعاً ولله الحمد. 320 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الصَّوْتِ، وَكَانَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الصَّوْتِ، وَكَانَ لا يُرَجِّعُ. قوله: قُتَيْبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم خلا: حسام بن مِصَك (¬1) بن ظالم بن شيطان الأزدي، أبو سهل. روى عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، وعبد الله بن بريدة، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم. وعنه: حجاج الأعور، ونوح بن قيس الحُداني، وأبو داود الطيالسي، وهشيم، وروى عنه شعبة -وهو من أقرانه- وجماعة. قال الفلاس: [كان عبد الرحمن] (¬2) لا يحدث عنه. وقال غندر: تركنا حديثه. وقال أحمد: مطروح الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. ¬

(¬1) «تهذيب الكمال»: (2/ 94). (¬2) زيادة من المصدر.

وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال النسائي ضعيف. وعلق له المصنف حديثاً في كتاب الطهارة في «جامعه» وقال: لا يصح (¬1). قوله: عن قتادة، تقدم التعريف به. 321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رُبَّمَا يَسْمَعُهَا مَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَهُوَ فِي الْبَيْتِ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم ما خلا: عمرو (¬2) بن أبي عمرو فإنه عمرو، بن أبي عمرو، واسمه ميسرة مولى المطلب، وعبد الله بن حَنْطَب القرشي المخزومي أبو عثمان المدني، عن مولاه المُطَّلِب، وأنس بن مالك، وسعيد بن جُبير، وعكرمة، وطائفة. ¬

(¬1) «تهذيب التهذيب»: (2/ 213). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1279).

وعنه: مالك، وابن إسحاق، والدَّرَاوردي، وخلق. وثَّقَه أبو زرعة. وقال أحمد: ليس به بأس. وقال ابن معين ليس بِحُجَّة.

45 - باب بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

45 - باب بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم 322 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ. قوله: حدثنا سويد بن نصر، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً، خلا مُطَرِّف (¬1) بن عبد الله بن الشِّخِّير الحَرَشي (¬2) العامري، البصري. عن: أبيه، وعلي، وعثمان، وعمار، وأبي ذر، وأبي بن كعب، وغيرهم. وعنه: أخوه أبو العلاء يزيد، وقتادة، والحسن، وثابت، وآخرون. وثَّقَه العجلي، وابن سعد. وقال: كان له فضل وورع، وعقل، وأدب. وقال المصنف وغيره: مات سنة خمس وتسعين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1670). (¬2) في مطبوعة التذكرة: الجرشي، خطأ.

وفي «التقريب» (¬1): مُطَرِّف -بضم الأول، وفتح الثاني، وتشديد الراء المكسورة- والشِّخِّير -بكسر الشين المعجمة، وتشديد الخاء المعجمة المكسورة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم راء- العامري، والَحرَشي -بمهملتين مفتوحتين، ثم معجمة- انتهى. 323 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ عَلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى بَلَغْتُ وَجِئِنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْ رَسُولِ اللهِ تَهْمِلانِ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً، وعبيدة بفتح العين هو السَّلْماني، وعبد الله هو ابن مسعود. 324 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: انْكسفَتِ الشَّمْسُ يَوْمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، حَتَّى لَمْ يَكَدْ يَرْكَعُ ثُمَّ رَكَعَ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ وَيَبْكِي، وَيَقُولُ: ¬

(¬1) (ص534).

رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لا تُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ؟ وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا انْكَسَفَا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى. قوله: حدثنا قتيبة، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). 325 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَةً لَهُ تَقْضِي فَاحْتَضَنَهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ¬

(¬1) بل لم يترجم لعطاء بن السائب ولا لأبيه، أما عطاء فهو عطاء بن السائب بن مالك، أبو مالك الثقفي، عن أبيه، والحسن، وسعيد بن جبير، وخلق. وعنه «فه»، والسفيانان، والحمادان، وشعبة، وخلق. قال أحمد: ثقة رجل صالح من خيار عباد الله. وقال ابن معين: اختلط. وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم، إلا أنه تغير. قال ابن سعد، وغيره: مات سنة ست وثلاثين ومائة أو نحوها. «التقريب» (2/ 5492). أما أبوه فهو السائب بن مالك، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن زيد الثقفي، أبو يحيى الكوفي، والد عطاء عن علي، وعمار، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم. وعنه ابنه عطاء، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة. وثقه العجلي. «التذكرة» (1/ 555).

فَمَاتَتْ وَهِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَ يَعْنِي صلى الله عليه وسلم: أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ؟ فَقَالَتْ: أَلَسْتُ أَرَاكَ تَبْكِي؟ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ أَبْكِي، إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تُنْزَعُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ، وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ تعالى. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، تقدم التعريف بهم جميعاً. 326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ وَهُوَ يَبْكِي أَوْ قَالَ: عَيْنَاهُ تَهْرَاقَانِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). ¬

(¬1) بل لم يعرف بعاصم وهو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي عن أبيه، وجابر، وابن عمر، والقاسم بن محمد، وعدة. وعنه شعبة، والسفيانان، وشريك، ومالك، وطائفة. ضعفه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال أبو حاتم: ليس له حديث يعتمد عليه. «التذكرة» (2/ 782). كما لم يعرف بالقاسم بن محمد وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني. عن أبيه، وعمته عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وطائفة. وعنه ابنه عبد الرحمن، والشعبي، والزهري، ونافع، وخلق. قال يحيى بن سعيد: ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضله على القاسم. وقال مالك: كان من فقهاء هذه الأمة. وقال ابن سعد: كان ثقة، رفيعاً، عالماً، فقيهاً، إماماً، ورعاً، كثير الحديث. وقال ابن معين، وغيره: مات سنة ثمان ومائة. «التذكرة» (2/ 1378).

327 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا ابْنَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْيَنْهِ تَدمَعَانِ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: انْزِلْ فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). ¬

(¬1) بل لم يعرف بأبي عامر وهو عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي، البصري الحافظ. عن أيمن بن نابل، وأفلح بن حميد، وهشام الدستوائي، وشعبة، وخلق. وعنه أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، والذهلي، وخلق. وثقه النسائي، وابن معين. وقال أبو داود: مات سنة خمس ومائتين. «التذكرة» (2/ 1070). ولا بهلال بن علي وهو هلال بن علي بن أسامة العامري، مولاهم المدني وهو ابن أبي ميمون: عن أنس، وعطاء، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم. وعنه: مالك، وفليح بن سليمان، وجماعة. وثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه «التذكرة» (2/ 1821) ..

46 - باب ما جاء في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

46 - باب ما جاء في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم 328 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهُ لِيفٌ. قوله: حدثنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). 329 - حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ،: - ¬

(¬1) بل لم يعرف بعلي بن مسهر وهو علي بن مسهر القرشي الكوفي قاضي الموصل، روى عن الأعمش، ويحيى الأنصاري، وابن جريج، وخلق. وعنه علي بن حجر، وعثمان بن أبي شيبة، وآخرون. قال أحمد: صالح الحديث، أثبت من أبي معاوية الضرير. ووثقه العجلي، وأبو زرعة، والنسائي. ومات سنة تسع وثمانين ومائة. «التذكرة» (2/ 1211).

وَسُئِلَتْ حَفْصَةُ، مَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِكِ؟ قَالَتْ: مِسْحًا نَثْنِيهِ ثَنِيَّتَيْنِ فَيَنَامُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قُلْتُ: لَوْ ثَنَيْتَهُ أَرْبَعَ ثَنْيَاتٍ، لَكَانَ أَوْطَأَ لَهُ، فَثَنَيْنَاهُ لَهُ بِأَرْبَعِ ثَنْيَاتٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: مَا فَرشْتُمْ لِيَ اللَّيْلَةَ قَالَتْ: قُلْنَا: هُوَ فِرَاشُكَ، إِلا أَنَّا ثَنَيْنَاهُ بِأَرْبَعِ ثَنْيَاتٍ، قُلْنَا: هُوَ أَوْطَأُ لَكَ، قَالَ: رُدُّوهُ لِحَالَتِهِ الأُولَى، فَإِنَّهُ مَنَعَتْنِي وَطَاءَتُهُ صَلاتيَ اللَّيْلَةَ. قوله: حدثنا أبو الخطاب، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً، سوى شيخ المصنف، فإنه زياد (¬1) بن يحيى بن زياد بن حسان النُّكْري، أبو الخطَّاب البصري. عن: ابن عيينة، ومعتمر، وأزهر السَّمَّان، ونوح بن قيس، وطبقتهم. وعنه: البخاري، والمصنف، ومسلم، وباقي الأربعة، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، وخلق. وثَّقَه أبو حاتم، والنسائي، وابن حبان. ومات سنة أربع وخمسين ومائتين. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 531).

47 - باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم

47 - باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم 330 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. 331 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: اجْلِسِي فِي أَيِّ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ شِئْتِ، أَجْلِسْ إِلَيْكِ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم

جميعاً، خلا سُوَيْد (¬1) بن عبد العزيز السُّلَمي مولاهم، أبو محمد الدمشقي القارئ، قرأ على الحسن بن عمران، ويحيى بن الحارث. وروى عن: أيوب السختياني، وأبي الزبير المكي، ويحيى الأنصاري، وطائفة. وعنه: علي بن حجر، ودُحَيم، وآخرون. وهَّاه أحمد، ويحيى، وغيرهما. وقال دُحَيم: ثقة، وكانت له أحاديث يغلط فيها. ومات سنة أربع وتسعين ومائة. 332 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ، وَكَانَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بَحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ، وَعَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ. قوله: حدثنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم خلا مُسْلم الأعور، فإنه مسلم (¬2) بن كيسان الضَّبِّي الملائي، البَرَّاد، أبو عبد الله، ويقال: أبو حمزة الكوفي الأعور. عن: أبيه، وأنس بن مالك، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه: أبو حنيفة، وابنه عبد الله بن مسلم، وشعبة، والأعمش، ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 678). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1655).

والسفيانان، وآخرون. وهَّاه ابن معين. وقال البخاري: ذاهب الحديث، لا أروي عنه. 333 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ، وَالإِهَالَةِ السَّنِخَةِ، فَيُجِيبُ وَلَقَدْ كَانَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَمَا وَجَدَ مَا يَفُكُّهَا حَتَّى مَاتَ. قوله: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 334 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، لا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا، لا رِيَاءَ فِيهِ، وَلا سُمْعَةَ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف

بجميعهم. 336 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،: فَخْماً مُفَخَّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر .. فذكر الحديث بطوله. قال الحسنُ: فكتمتها الحسين زماناً، ثمَّ حَدَّثْتُهُ فوجدته قد سبقني إليه. فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مَدْخَلِهِ ومخْرَجِهِ وشَكْله فلم يدع منه شيئاً. قال الحُسَيْن: فسَألتُ أبي عَنْ دُخُولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كَانَ إذا أوى إلى مَنْزِلِهِ جَزَّأ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ جُزْءاً لله، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جَزَّأ بينه وبين الناس، فيردُّ ذلك بالخاصةِ على العامة، ولا يدَّخِرُ عنهم شيئاً. وكان من سيرته في جزءِ الأمة إيثارُ أهل الفضل بإذنه، وقَسَمِهِ على قَدْرِ فَضْلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغلُ بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمةَ من مساءلتهم عنه وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجةً من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثَبَّتَ الله قَدَمَيْهِ يومَ القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيرهُ. يدخلون رُوَّاداً ولا يفترقون إلا عن

ذَوَاق، ويخرجون أَدِلَّةً يعني على الخير- قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرِنُ لِسَانُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ، وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ، وَيُكْرِمُ كَرَيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيُحَذِّرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِشْرَهُ وَخُلُقَهُ، وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّيهِ، مُعْتَدِلُ الأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يُجَاوِزُهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَقُومُ وَلا يَجَلِسُ، إِلا عَلَى ذِكْرٍ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ، جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ، يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ، لا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ فَاوَضَهُ فِي حَاجَةٍ، صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ عِلْمٍ وَحِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَأَمَانَةٍ وَصَبْرٍ، لا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ، وَلا تُثَنَّى فَلَتَاتُهُ، مُتَعَادِلِينَ، بَلْ كَانُوا يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ يُوقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ. قوله: حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا جُميع بن عمر إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً.

337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلتُ، وَلوْ دُعِيتُ عَلَيْهِ لأَجَبْتُ. قوله: حدثنا محمد بن عبد الله بن بَزِيع -بفتح الموحدة، وكسر الزاي- إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ برَاكِبِ بَغْلٍ وَلا بِرْذَوْنٍ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوسُفَ، وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي. قوله: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، خلا يحيى (¬1) بن أبي الهيثم العَطَّار الكوفي، عن: أبيه، والشعبي، وعدة. وعنه: ابن عيينة، وأبو نعيم، وطائفة. وثَّقَهُ ابن معين. 340 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ وَهُوَ ابْنُ صَبِيحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَجَّ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ، كُنَّا ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1895).

نَرَى ثَمَنَهَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، قَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ لا سُمْعَةَ فِيهَا وَلا رِيَاءَ. 341 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبَ مِنْهُ ثَرِيدًا عَلَيْهِ دُبَّاءُ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْخُذُ الدُّبَّاءَ، وَكَانَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ، قَالَ ثَابِتٌ: فَسَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ، أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءُ، إِلا صُنِعَ. 342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَاذَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ، يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1)، وعَمْرَة -بفتح المهملة- هي بنت عبد الرحمن بن عوف مكفولة عائشة رضي الله تعالى عنهم جميعا. ¬

(¬1) بل لم يعرف بيحيى بن سعيد وهو يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، أبو سعيد المدني؛ قاضيها عن أنس، وعدي بن ثابت، وعلي بن الحسين، وخلق. وعنه حميد الطويل، والزهري؛ وهما من شيوخه، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، والليث، وخلق. «التذكرة» (2/ 1874)

48 - باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

48 - باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم 343 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْنَا أَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ؟ كُنْتُ جَارَهُ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ لَهُ، فَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا، فَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا عباس بن محمد الدُّوري، تقدم التعريف به. قوله: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، هو عبد الله (¬1) بن يزيد العدوي مولاهم، أبو عبد الرحمن المقرئ القصير، نزيل مكة. عن: شعبة، والليث، والثوري، والحمادين، وأبي حنيفة، وطبقتهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 950).

وعنه: البخاري، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، وخلق. وثَّقَه النسائي، وغيره. وقال البخاري: مات بمكة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ومائتين. قوله: حدثنا الليث بن سعد، تقدم التعريف به. قوله: حدثنا أبو عثمان (¬1)، هو الوليد بن أبي الوليد، واسمه عثمان القرشي، مولاهم، أبو عثمان المدني. عن: ابن عمر، وجابر، وأنس، وجماعة من التابعين. وعنه: ابن لهيعة، والليث، وآخرون. وثَّقَه أبو زرعة. وقال ابن حبان: ربما خالف على قلة روايته. قوله: عن سليمان (¬2) بن خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، أبو زيد المدني، أحد الفقهاء السبعة، أدرك زمن عثمان، وروى عن: أبيه، وعمه يزيد، وأم العلاء الأنصارية، وغيرهم. وعنه ابنه سليمان، والزهري، وأبو الزناد، وجماعة. قال ابن حبان: كان من فقهاء أهل المدينة وعقلائهم وعباد التابعين وعلمائهم، مات سنة تسع وتسعين. وقال ابن المديني وغير واحد: مات ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1850). (¬2) «تهذيب الكمال»: (3/ 282) و «تهذيب التهذيب»: (4/ 160).

سنة مائة (¬1). قوله: زيد (¬2) بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري أبو سعيد، وأبو خارجة المدني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاتب وحيه، وأحد نجباء الأنصار. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بكر، وعمر، وعفان. وعنه: ابناه خارجة وسليمان، وأبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عمر، وأنس، وخلق. قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفرضهم زيد. وقال الشعبي: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين القرآن والفرائض. وقال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. وقال سعيد بن المسيب: شهدت جنازة زيد بن ثابت فلما دُلِّيَ في قبره قال ابن عباس: من سَرَّهُ أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم، والله لقد دُفن اليوم علمٌ كثير. ¬

(¬1) كذا في (أ)، وهذه إنما هي ترجمة خارجة بن زيد. «التذكرة»: (1/ 403). أما ابنه سليمان فقد قال الحافظ في «التهذيب»: (4/ 160): روى عن أبيه. روى عنه الوليد بن أبي الوليد. وذكره ابن حبان في «الثقات». ولم يترجمه الحسيني في تذكرته لأنه ليس على شرطه حيث لم يُخَرَّج له في الكتب الستة. (¬2) «التذكرة»: (1/ 535 - 536).

قال يحيى بن بكير: توفي سنة خمس وأربعين، وسِنَّهُ ست وخمسون سنة. 344 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ، يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي خَيْرُ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُمَرُ؟ فَقَالَ: عُمَرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ، فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَدَقَنِي فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). ¬

(¬1) بل لم يترجم لزياد بن أبي زياد وهو زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعراك بن مالك، ونافع بن جبير، وعدة. وعنه ابن إسحاق، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وثقه «ن» وغيره. وقال مالك: كان رجلاً عابداً معتزلاً، لا يزال يكون وحده يدعو الله، وكان يلبس الصوف، ولا يأكل اللحم. «التذكرة» (1/ 525). ولا لمحمد بن كعب وهو محمد بن كعب بن سليم، أبو حمزة القرظي عن علي، والعباس، وزيد بن أرقم، وابن عمر، وأبي هريرة، وعائشة، وخلق. وثقه ابن المديني، وأبو زرعة، وابن سعد، وغيرهم. وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل المدينة؛ علماً وفقهاً، وكان يقص في المسجد فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم. وقال الترمذي، وغيره: مات سنة ثمان ومائة. «التذكرة» (2/ 1587).

345 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ، لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ، لِمَ تَرَكْتَهُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، وَلا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا، وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ، وَلا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا قُتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 346 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحَمْدُ بْنُ عَبْدَةَ هُوَ الضَّبِّيُّ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ بِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لا يكَادُ يُواجِهُ أَحَدًا بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ، فَلَمَّا قَامَ، قَالَ لِلْقَوْمِ: لَوْ قُلْتُمْ لَهُ يَدَعُ هَذِهِ الصُّفْرَةَ. قوله: حدثنا قتيبة وأحمد بن عَبْدَة الضَّبِّي، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم إلا سَلْماً (¬1) العلوي، فإنه سَلْمَ -بفتح المهملة، وسكون اللام- بن قيس العَلَوي البصري، عن: أنس، والحسن. وعنه: جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وهمام بن يحيى، وغيرهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 622).

ضَعَّفَه ابن معين، وغيره، وعلى تضعيفه اقتصر أيضاً في «التقريب» (¬1). 347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ بْنُ عَبْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاحِشًا، وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلا يَجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬2). 348 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلا ضَرَبَ خَادِمًا َوِلا امْرَأَةً. قوله: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، إلى آخر الإسناد، تقدم ¬

(¬1) (ص246). (¬2) لم يعرف بأبي عبد الله الجدلي وهو أبو عبد الله الجدلي، عبد بن عبد؛ وقيل: عبد الرحمن بن عبد الكوفي. عن خزيمة بن ثابت، وعائشة، وأم سلمة، وجماعة. وعنه الشعبي، وإبراهيم النخعي، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى. «التذكرة» (2/ 2104).

التعريف بهم. 349 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْتَصِرًا مِنْ مَظْلَمَةٍ ظُلِمَهَا قَطُّ، مَا لَمْ يُنْتَهَكْ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى شَيْءٌ، فَإِذَا انْتُهِكَ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ شَيْءٌ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذَلِكَ غَضَبًا، وَمَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ مَأْثَمًا. قوله: حدثنا أحمد بن عَبْدَة الضَّبِّي، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1). 350 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، ¬

(¬1) بل لم يعرف بفضيل بن عياض وهو فضيل بن عياض بن مسعود التميمي، أبو علي الزاهد. أحد العباد، روى عن الأعمش، ومنصور، وجعفر الصادق، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، ويحيى الأنصاري، وخلق. وعنه «فع»، والسفيانان، وابن المبارك، ويحيى القطان، وبشر الحافي، والسري السقطي، وخلق. وثقه ابن عيينة، والعجلي، والنسائي، والدارقطني، وأبو حاتم، وغيرهم. وقال ابن سعد: ولد بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفة، وهو كبير فسمع بها، ثم تعبد، وانتقل إلى مكة، فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة. وكان ثقة، نبيلاً، فاضلاً، عابداً، ورعاً، كثير الحديث. «التذكرة» (2/ 1361).

عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ أَخُو الْعَشِيرَةِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَأَلانَ لَهُ الْقَوْلَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ مَا قُلْتَ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ. قوله: حدثنا ابن أبي عُمر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 351 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ: سَأَلْتُ أَبي عَنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي جُلَسَائِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ، لَيِّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ، وَلا صَخَّابٍ وَلا فَحَّاشٍ، وَلا عَيَّابٍ وَلا مُشَاحٍ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي، وَلا يُؤْيِسُ مِنْهُ رَاجِيهِ وَلا يُخَيَّبُ فِيهِ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ: الْمِرَاءِ، وَالإِكْثَارِ، وَمَا لا يَعْنِيهِ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلاثٍ: كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا، وَلا يَعِيبُهُ، وَلا يَطْلُبُ عَوْرتَهُ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونه، وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يِطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ، وَلا يَقْبَلُ

الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ. قوله: حدثنا سفيان بن وَكيع، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم (¬1). 352 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ¬

(¬1) بل لم يعرف بالحسين رضي الله عنه وهو الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله المدني سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته. وأحد سيدي شباب أهل الجنة: روى عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبويه، وخاله هند بن أبي هالة، وعمر بن الخطاب. وعنه بنوه؛ علي زين العابدين وسكينة وفاطمة، وعكرمة، والشعبي، وآخرون. ولد في شعبان سنة أربع. وقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه. ثم جاءت فاطمة، فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وقال الزبير بن بكار عن عمه مصعب: حج الحسين خمساً وعشرين حجة ماشياً. وذكر ابن عساكر: أنه كان ممن غزا القسطنطينية. قال قتادة: قتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف. وقال الواقدي: وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر. قلت: الصحيح أنه توفي عن ست وخمسين سنة وأشهر. «التذكرة» (1/ 340).

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ: لا. قوله: حدثنا محمد بن بشار إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَأْتِيهِ جِبْرِيلُ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. قوله: حدثنا عبد الله بن عمران إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا عبد الله (¬1) بن عمران، أبو القاسم القرشي، المكي، العابد. روى عن: إبراهيم بن سعد، وفضيل بن عياض، وعدة. وعنه: المصنف، وابن أبي الدنيا، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. ولينه ابن حبان. ومات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. 354 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، لا يَدَّخِرُ شَيْئًا ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 903).

لِغَدٍ. قوله: حدثنا قتيبة، أخبرنا جعفر بن سليمان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. 355 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ، فَإِذَا جَاءَنِي شَيْءٌ قَضَيْتُهُ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَعْطَيْتُهُ فَمَّا كَلَّفَكَ اللَّهُ مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَوْلَ عُمَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْفِقْ وَلا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعُرِفَ فِي وَجْهِهِ الْبِشْرَ لِقَوْلِ الأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ. قوله: حدثنا هارون (¬1) بن موسى بن أبي علقمة -واسمه عبد الله- بن محمد الفَرْوِي. عن: أبيه، وجده، وأبي ضَمْرَة، وطائفة. وعنه: المصنف، والنسائي، وابنه أبو علقمة عبد الله، وخلق. وثَّقَهُ ابن حبان، وغيره. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1796).

وفي «التقريب» (¬1): لا بأس به، من صِغَار العاشرة. وأبوه موسى (¬2) بن أبي علقمة الفَرَوي, عن: مالك، وهشام بن سعد. وعنه: ابنه هارون. قوله: عن هشام (¬3) بن سعد المدني، عن سعيد بن المسيب، والزهري، ونافع، وطائفة. وعنه: الليث بن سعد، والثوري، وآخرون. ضَعَّفَه النسائي، وأحمد، وابن المديني، وأبو حاتم. وقال أبو داود: هو أثبت الناس في زيد بن أسلم. وباقي رجال الإسناد تقدم التعريف بهم. 356 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ، فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلِيًّا وَذَهَبًا. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 357 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ ¬

(¬1) (ص569). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1735). (¬3) «التذكرة»: (3/ 1809).

يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. قوله: حدثنا علي بن خَشْرَم، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم.

49 - باب ما جاء في حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم

49 - باب ما جاء في حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم 358 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم، خلا عبد الله (¬1) بن أبي عُتبة الأنصاري البصري، عن: مولاه أنس، وجابر، وأبي أيوب، وأبي الدرداء، وأبي سعيد، وعائشة. وعنه: ثابت، وقتادة، وحُميد الطويل، وعلي بن زيد بن جدعان. وثَّقَهُ ابن حبان. 359 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 890).

قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ. قوله: حدثنا محمود بن غيلان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم خلا مولى عائشة المجهول.

50 - باب ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

50 - باب ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم 360 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتَمْ بِهِ الْحِجَامَةُ، أَوْ إِنَّ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةَ. قوله: حدثنا علي بن حُجْر، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 361 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، احْتَجَمَ وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ. قوله: حدثنا عمرو بن علي، أخبرنا أبو داود، تقدم التعريف بهما. قوله: حدثنا وَرْقاء (¬1) بن عُمر بن عبد الأعلى اليَشْكُري، أبو بشر، الكوفي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1836).

عن: زيد بن أسلم، والأعمش، وجماعة. وعنه: شعبة -أحد شيوخه-، وشبابة بن سَوَّار، وآخرون. وثَّقَه أحمد، وابن معين، وغيرهما. قوله: عن أبي جميلة، اسمه سُنَيْن (¬1)، أبو جميلة السُّلَمي، ويقال: الضَّمْري، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بكر، وعمر، وعلي. وعنه: الزهري، وجماعة (¬2). وتقدم التعريف بالإمام علي رضي الله تعالى عنه. 362 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي الأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ. قوله: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، إلى آخر الإسناد تقدم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 667). (¬2) كذا قال وهو وهم فأبو جميلة الذي يروي عن علي ويروي عنه عبد الأعلى بن عامر هو ميسرة بن يعقوب، أبو جميلة الطهوي، الكوفي صاحب راية علي. روى عن علي، وابنه الحسن، وعثمان بن عفان. وعنه ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر، وجماعة. وثقه ابن حبان. «التذكرة» (2/ 1745).

التعريف بهم ما خلا: جابر (¬1) بن يزيد بن الحارث الُجعْفِي، أبو يزيد الكوفي. روى عن: أبي الطفيل، والشعبي، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء، وعدة. وعنه: شعبة، ومعمر، والسفيانان، وشريك، وأبو عوانة، وآخرون. قال شعبة: صدوق في الحديث. وقال زائدة: كان والله كذاباً يؤمن بالرَّجْعة -يعني رَجْعَة عليِّ إلى الدنيا ويكون نبياً-. وقال ابن معين: لا يكتب حديثه ولا كرامة. وقال أبو حنيفة: ما لقيت أفضل من عطاء، ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته بشيء قط عن الرأي إلا جاءني فيه بحديث. وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وعشرين ومائة. 363 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، دَعَا حَجَّامًا فَحَجَمَهُ وَسَأَلَهُ: كَمْ خَرَاجُكَ؟ فَقَالَ: ثَلاثَةُ آصُعٍ، فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ. قوله: حدثنا هارون بن إسحاق، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 225).

364 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ فِي الأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ، وَكَانَ يَحْتَجِمُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ. قوله: حدثنا عبد القدوس (¬1) بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب بن العَطَّار البصري. عن: أبيه، وعمه صالح، وطائفة. وعنه: البخاري، والمصنف، وابن ماجه، وأبو حاتم، وآخرون. صدوق، من الحادية عشرة، وثَّقَهُ النسائي. وباقي الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً. 365 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بَمَلَلٍ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1058).

51 - باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

51 - باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم 366 - عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ. قوله: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1). ¬

(¬1) بل لم يعرف بمحمد بن جبير وهو محمد بن جبير بن مطعم بن عدي النوفلي، أبو سعيد المدني عن أبيه، وعمر، ومعاوية، وابن عباس. وعنه بنوه، إبراهيم، وجبير، وسعيد؛ وعمر، والزهري، وعمرو بن دينار، وآخرون. وثقه العجلي، وابن خراش، وغيرهما. ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز. «التذكرة» (2/ 1487).

367 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَأَنَا الْمُقَفَّى، وَأَنَا الْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ الْمَلاحِمِ. قوله: حدثنا محمد بن طريف، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم. 368 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ، هَكَذَا، قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ. قوله: حدثنا إسحاق بن منصور، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً.

52 - باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم

52 - باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم 369 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئِتُمْ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ، مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ. 370 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كُنَّا آلَ مُحَمَّدٍ نَمكُثُ شَهْرًا مَا نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ، إِنْ هُوَ إِلا التَّمْرُ وَالْمَاءُ. 371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ (¬1)، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ (¬2)، قَالَ: حَدَّثَنَا ¬

(¬1) لم يعرف المصنف بعبد الله بن أبي زياد وهو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، الكوفي الدهقان. عن معاذ بن هشام، وابن عيينة، ووكيع، وطبقتهم، وعنه. عبد الله بن أحمد، وأبوداود، والترمذي، وابن ماجه وأبو زرعة، وابن خزيمة، وآخرون. وثقه ابن حبان. وقال مطين: مات سنة خمس وخمسين ومائتين. «التذكرة» (2/ 843). (¬2) لم يعرف المصنف بسيار هذا وهو سيار بن حاتم العنزي، أبو سلمة البصري، عن جعفر بن سليمان الضبعي، والحارث بن نبهان، وعدة. وعنه أحمد، وهارون الحمال، وجماعة: وثقه ابن حبان، وقال: كان جماعاً للرقائق. «التذكرة» (1/ 685).

سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ (¬1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ (¬2)، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الْجُوعَ وَرَفَعْنَا عَنْ بُطُونِنَا عَنْ حَجَرٍ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ بَطْنِهِ عَنْ حَجَرَيْنِ قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَرَفَعْنَا عَنْ بُطُونِنَا عَنْ حَجَرٍ حَجَرٍ، كَانَ أَحَدُهُمْ يَشُدُّ فِي بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُهْدِ وَالضَّعْفِ الَّذِي بِهِ مِنَ الْجُوعِ. 372 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ (¬3)، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ ¬

(¬1) لم يعرف المصنف بسهل بن أسلم وهو سهل بن أسلم العدوي البصري، أبو سعيد عن الحسن، ومعاوية بن قرة، وعدة. وعنه القواريري، وأحمد بن المقدام العجلي، وخلق. وثقه أبو داود، وابن حبان، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة. «التذكرة» (1/ 667). (¬2) لم يعرف به وهو يزيد بن أبي منصور الأزدي، أبو روح البصري عن أبيه، وأنس، وعائشة، وذي اللحية الكلابي. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وغيره. قال أبو حاتم: ليس به بأس. «التذكرة» (2/ 1922). (¬3) لم يترجم المصنف لآدم بن أبي إياس، وهو آدم بن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني، أبو الحسن، روى عن ابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وشعبة، والليث، وخلق. وعنه البخاري، وإسحاق بن إسماعيل الرملي، وأبو حاتم، وعدة. وثقه أبوداود. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون، متعبد، من خيار عباد الله. وقال النسائي: لا بأس به. وقال أبو زرعة الدمشقي: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. «التذكرة»: (1/ 80).

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي سَاعَةٍ لا يَخْرُجُ فِيهَا، وَلا يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَدٌ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟، قَالَ: خَرَجْتُ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، وَالتَّسْلِيمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَرُ؟، قَالَ: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا قَدْ وَجَدْتُ بَعْضَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقُوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ رَجُلا كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاءِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَدَمٌ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَالُوا لامْرَأَتِهِ: أَيْنَ صَاحِبُكِ؟ فَقَالَتِ: انْطَلَقَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا، فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَيُفَدِّيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى حَدِيقَتِهِ فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطًا، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَخْلَةٍ فَجَاءَ بِقِنْوٍ فَوَضَعَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا تَنَقَّيْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِهِ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَخْتَارُوا، أَوْ تَخَيَّرُوا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنِ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ، وَمَاءٌ بَارِدٌ فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِيَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ، فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقًا أَوْ جَدْيًا، فَأَتَاهُمْ بِهَا فَأَكَلُوا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ لَكَ خَادِمٌ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فَإِذَا أَتَانَا، سَبْيٌ، فَأْتِنَا فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسَيْنِ لَيْسَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ، فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْ مِنْهُمَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْتَرْ لِي فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْمُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هَذَا،

فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي، وَاسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا أَنْتَ بِبَالِغٍ حَقَّ مَا، قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلا بِأَنْ تَعْتِقَهُ، قَالَ: فَهُوَ عَتِيقٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا وَلا خَلِيفَةً إِلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالا، وَمَنْ يُوقَ بِطَانَةَ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ. 373 - حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، حدثني أبي عن بيان حدثني قيس بن حازم، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: إني لأَوْل رَجل أَهْرَقَ دَمًا فِي سَبِيلِ اللهِ , وَإِنْي لأَوْل رَجلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللهِ َلقَدْ رَأَيْتُنِي أغزوا فِي الْعِصَابَةَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمْدٍ صلى الله عليه وسلم مَا نَأكُلْ إلاَّ وَرَقَ الشَجَرِ وَالْحُبْلَةَ حَتَّى تَقَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا وَإِنْ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ وَالبَعِير وَأَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يَعَزِّرُونَنِى فِي الدِّينِ , لَقَدْ خِبْتُ إذَنْ وَخَسِرْت وَضَلَ عَمَلِي. 374 - حدثنا محمد بن بشار , حدثنا صفوان بن عيسى , حدثنا محمد بن عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي (¬1) , قال: سمعت خَالِدِ بْنِ عُمَيْر (¬2) ٍ , ¬

(¬1) لم يترجم له المصنف وهو عمرو بن عيسى، أبو نعامة العدوي البصري عن حميد بن هلال، وحفصة بنت سيرين، وجماعة. وعنه أبو عاصم، ووكيع، وآخرون. وثقه النسائي، وابن معين. وقال أحمد: اختلط قبل موته. «التذكرة» (2/ 1280). (¬2) لم يترجم له المصنف وهو خالد بن عمير العدوي، عن عتبة بن غزوان. وعنه حميد بن هلال، وغيره. وثقه ابن حبان، ويقال: إنه أدرك الجاهلية. «التذكرة» (1/ 418).

وشويسًا , أبا الرقاد (¬1) قالا: بعث عمر بن الخطاب عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وقَالَ انطلق أنت ومن معك , حتى إذا كنتم في أقصى أرض العرب , وأدنى بلاد أرض العجم , فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد وجدوا هذا المكان , فقالوا: ما هذه؟ هذه البصرة. فسارواحتى إذا بلغوا حيال الجسر الصغير , فقالوا: هاهنا أمرتم , فنزلوا فذكروا الحديث بطوله. قال: فقال عتبة بن غزوان: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لسَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى تَقَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَقسمتهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ بن أبي وقاص فَمَا مِنَّا من أُولَئِكَ السَبْعَة أَحَد إِلاَّ وَهُوَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ وَسَتَجُرُبونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا. 375 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ أَبُو حَاتِمٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثُونَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، وَمَا لِي وَلِبِلالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلا شَيْءٌ يُوَارَيِهِ إِبِطُ بِلالٍ. 376 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ¬

(¬1) لم يترجم له المصنف وهو شويس بن جياش أبو الرقاد العدوي البصري، مقبول، من الثالثة. التقريب (ص269).

صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَجْتَمِعْ عِنْدَهُ غَدَاءٌ وَلا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، إِلا عَلَى ضَفَفٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ:، قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ كَثْرَةُ الأَيْدِي. 377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ (¬1)، قَال: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَنَا جَلِيسًا، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، وَإِنَّهُ انْقَلَبَ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلْنَا بَيْتَهُ وَدَخَلَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ وَأُتَيْنَا بِصَحْفَةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَلَمَّا وُضِعَتْ بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: هَلكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ فَلا أَرَانَا أُخِّرْنَا لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَنَا. وقع في هذا الباب في هذا الكتاب الترجمة مرتين، لكن في نُسْخَةٍ أسانيده وأحاديثه بلفظ السابق، وفي أخرى بزيادة ألفاظ وأسانيد، تقدم التعريف بجميع رجالها ولله الحمد. ¬

(¬1) لم يترجم له المصنف وهو نوفل بن إياس الهذلي المدني مقبول من الثالثة. التقريب (ص567).

53 - باب ما جاء في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم

53 - باب ما جاء في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم 378 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 379 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَخْطُبُ، قَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سنة. قوله: حدثنا محمد بن بشار، أنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، تقدم التعريف بهم. قوله: عن عامر (¬1) بن سَعْد البَجَلي الكوفي، عن أبي مسعود الأنصاري، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 789).

والبراء، وأبي هريرة، وجماعة. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، والعَيْزار بن حُرَيث، وغيرهما. وثَّقَهُ ابن حبان. قوله: عن جرير، هو ابن عبد الله البجلي، تقدم التعريف به. قوله: عن معاوية (¬1)، هو ابن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي القرشي. أسلم هو وأبوه يوم الفتح، روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أبي بكر، وعمر، وأخته أم حبيبة، وغيرهم. وعنه: أبو ذر، وأبو سعيد، وابن عباس، ومحمد بن الحنفية، وخلق. ولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد، ثم أقره عثمان. وقال ابن إسحاق: كان أميراً عشرين سنة، وخليفة عشرين. وقال غيره: مات في رجب سنة ستين، ويقال: سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. 380 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1682).

قوله: حدثنا حسين (¬1) بن مهدي، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم إلا حسين بن المهدي الأَبُلِّي أبو سعيد البصري، عن: عبد الرزاق، وجماعة. وعنه: المصنف، وابن ماجه، وعبدان الأهوازي، وعدة. وثَّقَهُ ابن حبان، ومات سنة سبع وأربعين ومائتين. 381 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ (¬2)، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمَّارٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع ويعقوب بن إبراهيم، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً إلا عمار (¬3) مولى بني هاشم فإني لم أقف على عينه بهذه النسبة لا في «التذكرة»، ولا في «التقريب»، ولا في «التهذيب» نَعَم ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 344 - 345). (¬2) لم يعرف به المصنف وهو يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي، أبو يوسف. عن هشيم، وابن عيينة، وأبي عاصم، وخلق. وعنه البخاري ومسلم وعبد الله بن أحمد وأبوه أحمد، وخلق. وثقه النسائي، والخطيب، وقال: كان حافظاً متقناً، صنف المسند. وقال البغوي، وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. «التذكرة» (2/ 1929). (¬3) في (أ): عمارة. خطأ والتصحيح من المصدر، ولم يقف عليه المصنف بسبب هذا التحريف وإلا فهو مترجم في «التذكرة»: (2/ 1218): عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، روى عن الحسن، وجابر، وسعد، وأبي سعيد، وأبي قتادة، وأبي هريرة، وغيرهم. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وعطاء، وآخرون. وثقه أحمد، وأبو داود، وغيرهما.

عمارة (¬1) بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، الخَطْمي، أبو محمد المدني، عن: أبيه، وعمرو بن العاص، وابن عباس، وغيرهم. وعنه: ابنه محمد، والزهري، وجماعة. وثَّقَه النسائي. مات سنة خمس ومائة. وقد وقع في مُسْنَدَي الشافعي وأحمد، وعنه أصحاب السنن الأربعة، وهناك عمارة غيره كثير ليس منهم من يروي عن ابن عباس، نَعَم في «الميزان» (¬2): عمارة القرشي، عن أبي بُرْدَة، صاحب حديث «يتجلَّى الله لنا ضاحكاً» ضعيف. وابن عباس تقدم التعريف به. 382 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَدَغْفَلُ، لا نَعْرِفُ لَهُ سَمَاعًا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم إلا دَغْفَل بن حنظلة قال في «التذكرة» (¬3): البصري عن عبد الحميد بن صيفي، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1222) وليس هو الواقع في الإسناد كما نبهنا عليه. (¬2) (5/ 215). (¬3) كذا قال، والترجمة التي ساقها إنما هي لدفاع بن دغفل البصري (1/ 456)، أما دغفل بن حنظلة فلم يترجم الحسيني له؛ لأنه ليس على شرطه حيث لم يخرج له في الكتب الستة.

وعنه محمد بن أبي بكر المقدَّمي، وغيره، ضَعَّفَهُ أبو حاتم، ووثَّقَهُ ابن حبان انتهى. قلت: في «التقريب» (¬1): دَغْفَل -بمعجمة، وفاء، بوزن جَعْفَر- بن حنظلة بن زيد السَّدوسي النَّسَّابة، مخضرم، ويقال له صحبة، ولم يصح، نزل البصرة غرق بفارس في قتال الخوارج سنة ستين. 383 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلا بِالْقَصِيرِ، وَلا بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلا بِالآدَمِ، وَلا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلا بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. قوله: حدثنا إسحاق بن موسى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. 384 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، نَحْوَهُ. قوله: حدثنا قتيبة عن مالك، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً. ¬

(¬1) (ص201).

53 - باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

53 - باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم 385 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَشْفُ السِّتَارَةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَكَادَ النَّاسُ أَنْ يَضْطَربُوا، فَأَشَارَ إِلَى النَّاسِ أَنِ اثْبُتُوا، وَأَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّهُمْ وَأَلْقَى السِّجْفَ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ. قوله: حدثنا أبو عمار الحسين بن حُرَيث، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم. 386 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ مُسْنِدَةً النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، إِلَى صَدْرِي أَوْ قَالَتْ: إِلَى حِجْرِي فَدَعَا بِطَسْتٍ لِيَبُولَ فِيهِ، ثُمَّ بِالَ، فَمَاتَ. قوله: حدثنا حميد بن مَسْعَدَة البصري، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف

بجميعهم (¬1). 387 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ بِالْمَوْتِ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مُنْكَرَاتِ أَوْ قَالَ: عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ. قوله: حدثنا اللَّيْث بن سَعْد، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم (¬2)، وموسى بن سَرْجِس -بفتح المهملة، وسكون الراء، وكسر الجيم، بعدها ¬

(¬1) بل لم يعرف بسليم بن أخضر، وهو سليم بن أخضر البصري عن سليمان التيمي، وابن عون، وشعبة، والثوري، وجماعة. وعنه ابن مهدي، ويحيى، والقواريري، والأصمعي، وآخرون. وثقه يحيى، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهما. وقال أحمد: من أهل الصدق والأمانة. «التذكرة» (1/ 635). (¬2) بل لم يعرف بابن الهاد وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبو عبد الله عن عمير آبي اللحم، وثعلبة بن أبي مالك، وخلق. وعنه «ك»، ويحيى الأنصاري؛ أحد شيوخه، والثوري، وآخرون. وثقه النسائي، وابن معين، وابن سعد، وقال: مات بالمدينة سنة تسع وثلاثين ومائة. «التذكرة» (2/ 1912).

مهملة- مدني مستور من السادسة (¬1) كذا في «التقريب» (¬2)، وفي «التذكرة» (¬3): موسى بن سرجس، حجازي، عن القاسم بن محمد، وعنه يزيد بن الهادي، وابن (¬4) أبي حبيب وغيره، انتهى. 388 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لا أَغْبِطُ أَحَدًا بَهَوْنِ مَوْتٍ بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قوله: حدثنا الحسن بن صَبَّاح البزَّار، أبو علي الواسطي، ثم البغدادي، تقدم التعريف به. قوله: حدثنا مُبَشِّر (¬5) بن إسماعيل الحلبي، أبو إسماعيل الكلبي، مولاهم. عن: الأوزاعي، وشعيب بن أبي حمزة، وعدة. وعنه: أحمد، وعثمان بن أبي شيبة، وخلق. ¬

(¬1) في (أ): السابعة. وما أثبتناه من المصدر. (¬2) (ص551). (¬3) (3/ 1730). (¬4) في (أ): ابنه، والتصحيح من المصادر، وابن أبي حبيب هو يزيد. (¬5) «التذكرة»: (3/ 1450).

وثَّقَهُ ابن سعد، وقال: مات بحلب سنة مائتين. قوله: عن عبد الرحمن (¬1) بن العلاء بن اللَّجْلَاج- بجيمين- الغَطَفَاني. عن: أبيه. وعنه مبشر بن إسماعيل، وثَّقَهُ ابن حبان. وفي «التقريب» (¬2): نزيل حلب، مقبول، من السابعة. وأبوه العلاء بن اللَّجْلَاج الغَطَفَاني، عن: أبيه، وابن عمر. وعنه: ابنه عبد الرحمن، وثَّقَهُ العجلي. وتقدم التعريف بابن عمر، وعائشة رضي الله تعالى عنهما. 389 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ الْمُلَيْكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ، قَالَ: مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ، ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ. قوله: حدثنا أبو كُرَيْب، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬3). ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 1014). (¬2) (ص348). (¬3) بل لم يعرف بعبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة المدني ضعيف من السابعة. التقريب (ص337).

390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وعباس العنبرى , وسوار بن عبد الله , وغير واحد , قالوا: أخبرنا يحيي بن سعيد , عن سفيان الثورى , عن موسى بن أبي عائشة , عن عبيد الله , عن ابن عباس وعائشة: أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار، تقدم التعريف به. قوله: وعباس العَنْبَري، هو عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة العَنْبَري، أبو الفضل، البصري، تقدم التعريف به. قوله: وسوار (¬1) بن عبد الله بن سَوَّار بن عبد الله بن قدامة التميمي، العنبري، أبو عبد الله البصري، القاضي. عن: معتمر، ويزيد بن زريع، وعبد الوارث، وطائفة. وعنه: أبو داود، وعبد الله بن أحمد، والمصنف، والنسائي، والبغوي، والطبري، وآخرون. وثَّقَهُ ابن المديني، والنسائي. وقال ابن حبان: مات بعد ما عمي سنة خمس وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬2): نحو ما تقدم، وزاد قاضي الرصافة وغيرها، ثقة، من العاشرة، وغلط من تكلَّم فيه، مات وله ثلاث وستون سنة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 677). (¬2) (ص259).

قوله: أنا يحيى بن سعيد، هو القَطَّان، عن سفيان الثوري، تقدم التعريف بهما. قوله: عن موسى (¬1) بن أبي عائشة، الهمداني الكوفي، أبو الحسين. عن: سعيد بن جبير، ومجاهد، وطائفة. وعنه: أبو حنيفة، وشعبة، والسفيانان، وإسرائيل، وآخرون. وثَّقَهُ ابن عيينة وابن معين قال أبو حاتم: صالح الحديث، يكتب حديثه. وفي «التقريب» (¬2): الهَمْدَاني -بسكون الميم- مولاهم، أبو الحسن الكوفي، ثقة عابد، من الخامسة، وكان يُرسل. وعبيد الله، وعائشة، وابن عباس، تقدم التعريف بهم. 391 - حَدَّثَنا نَصْر بن عَلي الجَهْضَمِي، حَدَّثَنا مَرْحُوم بن عَبْد العَزِيز العَطَّار، عَنْ أبي عِمْران الجُوني، عَنْ يَزِيد بن بَابَنُوس، عن عائشة أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على ساعديه، وقال: وانبياه , واصفياه، واخليلاه. قوله: حدثنا نصر بن علي الجَهْضَمي، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1732). (¬2) (ص552).

قوله: أنا مرحوم (¬1) بن عبد العزيز بن مِهْرَان العَطَّار الأموي، مولاهم، أبو محمد البصري. عن: أبيه، وعمه عبد الحميد، وثابت البناني، وطائفة. وعنه: ابنه عُبَيْس، وسفيان الثوري -أحد شيوخه-، وابن المديني، وخلق. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وابن المديني، والنسائي. ومات سنة سبع وثمانين ومائة. قوله: عن أبي عِمْران (¬2) الجَوْني، هو عبد الملك بن حبيب الأَزْدي الجوني، ويقال: الجويني (¬3) البصري. عن: جُنْدَب بن عبد الله، وأنس، وطائفة. وعنه: سليمان التيمي، وابن عون، وشعبة، والحمادان، وخلق. وثَّقَهُ ابن معين. ومات سنة تسع وعشرين ومائة. وفي «التقريب» (¬4): حافظ ثقة سكن بغداد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1633). (¬2) «التذكرة»: (2/ 1065). (¬3) كذا قال، وهو وهم، فالذي يقال فيه الجويني آخر ترجمه ابن حجر في «التقريب»: (ص661) تمييزاً. (¬4) كذا قال، وهذا إنما قاله ابن حجر في الآخر، أما عبد الملك بن حبيب فقال فيه (ص362): ثقة من كبار الرابعة.

قوله: عن يزيد (¬1) بن بابَنُوس، بصري. عن: عائشة. وعنه: أبو عمران الجوني. قال البخاري: كان من الذين قاتلوا علياً. وقال الدارقطني لا بأس به. وفي «التقريب» (¬2): يزيد بن بَابَنُوس -بموحدتين، بينهما ألفـ ثم نون مضمومة، وواو ساكنة، ومهملة- بصري، مقبول، من الثالثة. وعائشة تقدم التعريف بها. 392 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَمَا نَفَضْنَا أَيْدِيَنَا مِنَ التُّرَابِ، وَإِنَا لَفِي دَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا. قوله: حدثنا بشر (¬3) بن هلال الصَّوَّاف، بِشْر -بكسر الموحدة، وسكون المعجمة- بن هلال الصَّوَّاف، أبو محمد البصري النميري. عن: جعفر بن سليمان، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: مسلم، والأربعة، وابن خزيمة، وعدة. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1902). (¬2) (ص600). (¬3) «التذكرة»: (1/ 179).

قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن حبان في «الثقات»: يُغْرِب. وقال غيره: مات سنة سبع وأربعين ومائتين. وفي «التقريب» (¬1): النُّمَيْري -بضم النون- ثقة، من العاشرة. قوله: أنا جعفر بن سليمان، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم، والله أعلم. 393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ. 394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ فَمَكَثَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ، وَدُفِنَ مِنَ اللَّيْلِ، وَقَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ غَيْرُهُ: يُسْمَعُ صَوْتُ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. قوله: حدثنا محمد (¬2) بن حاتم بن سليمان، الزِّمِّي، أبو جعفر المؤدِّب، نزيل العسكر. روى عن: جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعدة. ¬

(¬1) (ص124). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1490).

وعنه: المصنف، والنسائي، وأبو حاتم، وخلق. وثَّقَه النسائي، والدارقطني، وغيرهما. ومات سنة ست وأربعين ومائتين. قال في «التقريب» (¬1): الزِّمِّي -بكسر الزاي، وتشديد الميم- المؤدب الخُرَاساَني، نزيل العَسْكَر، ثقة. قوله: أنا عامر (¬2) بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي، أبو الحارث المدني، نزيل بغداد. عن عم أبيه هشام بن عروة، وابن أبي ذئب، ومالك، وغيرهم. وعنه: أحمد -ووثقه-، ويعقوب الدَّوْرَقي، وجماعة. وهَّاه ابن معين، والنسائي، وغير واحد. وقال الزبير بن بكار: كان عالماً بالفقه، والعلم، والحديث، والنسب، وأيام العرب، وأشعارها. وتوفي ببغداد في خلافة هارون الرشيد. وفي «التقريب» (¬3): عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي، الأسدي، الزبيري، أبو الحارث المدني، نزيل بغداد، متروك الحديث، وأفرط ابن معين فكذبه، وكان عالماً بالأخبار، من الثامنة، مات ¬

(¬1) (ص472). (¬2) «التذكرة»: (2/ 791). (¬3) (ص287).

في حدود التسعين. وباقي الإسناد تقدم التعريف به تماماً. 395 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ. قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. قوله: حدثنا قتيبة، أنا عبد العزيز، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً. 396 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي مَرَضِهِ فَأَفَاقَ، فَقَالَ: حَضَرَتِ الصَّلاةُ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ فَقَالَ: مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ للنَّاسِ أَوْ قَالَ: بِالنَّاسِ، قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: حَضَرَتِ الصَّلاةُ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ فَقَالَ: مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ بَكَى فَلا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ، قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ أَوْ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، قَالَ: فَأُمِرَ بِلالٌ فَأَذَّنَ، وَأُمِرَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَدَ خِفَّةً، فَقَالَ: انْظُرُوا لِي

مَنْ أَتَّكِئِ عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِينْكُصَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ، حَتَّى قَضَى أَبُو بَكْرٍ صَلاتَهُ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُبِضَ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا، قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ أُمِّيِّينَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، فَأَمْسَكَ النَّاسُ، فَقَالُوا: يَا سَالِمُ، انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَادْعُهُ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَيْتُهُ أَبْكِي دَهِشًا، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: أَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ، يَقُولُ: لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ هُوَ وَالنَّاسُ قَدْ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْرِجُوا لِي، فَأَفْرَجُوا لَهُ فَجَاءَ حَتَّى أَكَبَّ عَلَيْهِ وَمَسَّهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَلِمُوا أَنْ قَدْ صَدَقَ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَيُصَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: يَدْخُلُ قَوْمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَيُصَلُّونَ، وَيَدْعُونَ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَدْخُلُ قَوْمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ، حَتَّى يَدْخُلَ النَّاسُ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَيُدْفَنُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَينَ؟ قَالَ: فِي الْمكَانِ الَّذِي قَبَضَ اللَّهُ فِيهِ رُوحَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْبِضْ رُوحَهُ إِلا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ فَعَلِمُوا أَنْ قَدْ صَدَقَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَغْسِلَهُ

بَنُو أَبِيهِ، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ، فَقَالُوا: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ نُدْخِلُهُمْ مَعَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ لَهُ مِثْلُ هَذِهِ الثَّلاثِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا مَنْ هُمَا؟ قَالَ: ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بَيْعَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً. قوله: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أنا عبد الله بن داود، تقدم التعريف بهما. قوله: أنا سلمة (¬1) بن نُبَيْط بن شَرِيط الأشجعي، أبو فراس الكوفي. عن: أبيه وله صحبة، ويقال عن رجل عنه، وعن نعيم بن أبي هند، والضَّحَّاك، وغيرهم. وعنه: أبو حنيفة، والثوري، ووكيع، وأبو نعيم، وابن المبارك، وجماعة. وثَّقَه أحمد، ويحيى، وغير واحد، وكان أبو نعيم ووكيع يفتخران به. وفي «التقريب» (¬2): نُبَيْط -بضم النون مُصَغَّراً- وشَرِيط -بفتح المعجمة-. قوله: عن نُعيم بن أبي هند، تقدم التعريف به. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 633). (¬2) (ص248) قال: ثقة، يقال اختلط، من الخامسة.

قوله: عن نُبَيْط (¬1) بن شَرِيط الأشجعي، كوفي، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أنس، وسالم بن عبيد. وعنه: ابنه سلمة، ونعيم بن أبي هند، وأبو مالك الأشجعي. وفي «التقريب» (¬2): صحابي صغير يكنى أبا سلمة. قوله: عن سالم (¬3) بن عبيد الأشجعي، من أهل الصُّفَّة، له في تَشْميت العاطس. وعنه نُبَيْط بن شَرِيط، وهلال بن يَسَاف، وغيرهما. 397 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، شَيْخٌ بَاهِلِيٌّ قَدِيمٌ بَصْرِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ كُرَبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا الْمُوافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قوله: أخبرنا نصر بن علي، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً إلا عبد الله (¬4) بن الزبير الباهلي، فإنه عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي، البصري، عن: ثابت، وأيوب، وخالد الحذاء، وغيرهم. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1759). (¬2) (ص559). (¬3) «التذكرة»: (1/ 550). (¬4) «التذكرة»: (2/ 854).

وعنه: نصر بن علي، وغيره. قال أبو حاتم: مجهول وفي «التقريب» عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي مقبول من الثامنة. 398 - حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا أُمِّي سِمَاكَ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِمَا الْجَنَّةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ يَا مُوَفَّقَةُ قَالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: فَأَنَا فَرَطٌ لأُمَّتِي، لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلِي. قوله: حدثنا أبو الخطاب، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً، عدا رجلين: عبد ربه بن بارق الحنفي، وسماك بن الوليد. فالأول: عبد ربه (¬1) بن بَارِق الحنفي، أبو عبد الله الكَوْسَج، عن: جده لأمه سماك بن الوليد الحنفي. وعنه: ابن المديني، والفلاس، وآخرون. وهَّاه (¬2) ابن معين. وقال أحمد: ما به بأس. وفي «التقريب» (¬3): أصله من اليمامة، ويقال اسمه عبد الله، صدوق، ¬

(¬1) «التذكرة»: (2/ 967). (¬2) في (أ): وثقه. خطأ، والتصحيح من المصدر. (¬3) (ص335).

يخطئ، من الثامنة. والثاني: سماك (¬1) بن الوليد الحنفي، أبو زُمَيْل اليمامي، نزيل الكوفة. عن: ابن عباس، وابن عمر، وغيرهما. وعنه: ابنه زُميل، وسبطه عبد ربه بن بارق، والأوزاعي، ومِسْعَر، وشُعبة، وجماعة. وثَّقَه أحمد، ويحيى، والعجلي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (1/ 662).

55 - باب ما جاء في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم

55 - باب ما جاء في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم 399 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَخِي جُوَيْرِيَةَ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا سِلاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً. قوله: حدثنا أحمد بن منيع، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1) خلا عمرو (¬2) بن الحارث، أخا جويرية -رضي الله تعالى عنها- ابن أبي ضِرَار الخُزَاعي، له ولأبيه صحبة، عداده في أهل الكوفة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وابن مسعود، ¬

(¬1) بل لم يعرف بالحسين بن محمد وهو الحسين بن محمد بن بهرام التميمي، أبو أحمد المؤدب، المروزي نزيل بغداد، عن ابن أبي ذئب، وإسرائيل، وجرير بن حازم، وطبقتهم. وعنه أحمد، ويحيى، والذهلي، وأبو خيثمة، وخلق. وثقه ابن سعد، وغيره، ومات سنة أربع عشرة ومائتين. «التذكرة» (1/ 343). (¬2) «التذكرة»: (3/ 1259).

وغيرهم. وعنه: مولاه دينار الكوفي، وأبو وائل، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. قال أبو حاتم: يدخل في المُسْنَد. 400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: مَنْ يَرِثُكَ؟ فَقَالَ: أَهْلِي وَوَلَدِي، فَقَالَتْ: مَا لِي لا أَرِثُ أَبِي؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لا نُورَثُ، وَلَكِنِّي أَعُولُ مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَعُولُهُ، وَأُنْفِقُ عَلَى مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَيْهِ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬1). 401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو ¬

(¬1) بل لم يعرف بأبي الوليد وهو هشام بن عبد الملك الباهلي، أبو الوليد الطيالسي، البصري أحد الأعلام: روى عن شعبة، وابن عيينة، ومالك، والحمادين، والليث، وخلق. وعنه أحمد والبخاري وأبوداود وإسحاق بن راهويه، وابن مثنى، وابن بشار، وخلق. قال أحمد: هو شيخ الإسلام اليوم، ما أُقَدِّم عليه أحداً من المحدثين. وقال البخاري، وغير واحد: مات سنة سبع وعشرين ومائتين. «التذكرة» (2/ 1810).

غَسَّانَ (¬1)، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّ الْعَبَّاسَ، وَعَلِيًّا، جَاءَا إِلَى عُمَرَ يَخْتَصِمَانِ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَنْتَ كَذَا، أَنْتَ كَذَا، فَقَالَ عُمَرُ، لِطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدٍ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَسَمِعْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: كُلُّ مَالِ نَبِيٍّ صَدَقَةٌ، إِلا مَا أَطْعَمَهُ، إِنَّا لا نُورَثُ؟ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. 402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ. قوله: حدثنا محمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً (¬2)، خلا: صفوان (¬3) بن عيسى القرشي، أبو محمد البصري، القَسَّام. عن: يزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان، وهشام بن حسان، وطائفة. ¬

(¬1) لم يعرف به وهو يحيى بن كثير بن درهم العنبري، أبو غسان عن شعبة، وعلي بن المبارك الهنائي، وطائفة. وعنه ابن مثنى، وابن يسار، وآخرون. وثقه ابن حبان، وغيره. «التذكرة» (2/ 1889). (¬2) بل لم يعرف بأبي البختري وهو سعيد بن فيروز، أبو البختري، أرسل عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان. وروى عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي سعيد، وأبي برزة، وعبيدة السلماني، وعدة. وعنه حبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وعطاء بن السائب. وثقه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم. وقال العجلي: ثقة فيه تشيع. وقال أبو داود: لم يسمع من أبي سعيد. وقال أبو نعيم: مات في الجماجم سنة ثلاث وثمانين. «التذكرة» (1/ 601). (¬3) «التذكرة»: (2/ 744 - 745).

وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلَّاس، وابن المثنى، وبندار، وخلق. قال ابن حبان: كان من خيار عباد الله. وقال ابن سعد: كان ثقة صالحاً. توفي بالبصرة سنة مائتين. 403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا يَقْسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ. قوله: حدثنا محمد بن بَشَّار، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم. 404 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ (¬1)، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، وَجَاءَ عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، يَخْتَصِمَانِ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: أَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا نُورَثُ، مَا ¬

(¬1) لم يترجم المصنف له، وهو بشر بن عمر بن الحكم الزهراني، أبو محمد البصري، عن شعبة، ومالك، وهمام، وجماعة. وعنه ابن المديني، وإسحاق، والفلاس، والذهلي، وآخرون. قال ابن سعد: ثقة. مات بالبصرة سنة سبع ومائتين. «التذكرة»: (1/ 177).

تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ. قوله: حدثنا الحسن بن علي الخلال، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً خلا: مالك (¬1) بن أوس بن الحَدَثان النَّصْري المدني، مختلف في صحبته، أرسل، وروى عن: عمر، وعلي، وعثمان، والعباس، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، وجماعة. وعنه: الزهري، ومحمد بن المنكدر، وآخرون. قال البخاري، وابن معين، وأبو حاتم: لا تَصِحُّ له صحبة. وقال ابن خِرَاش ثقة. وقال غيره: مات سنة اثنتين وتسعين، عن أربع وتسعين سنة. 405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَلا شَاةً وَلا بَعِيرًا، قَالَ: وَأَشُكُّ فِي الْعَبْدِ وَالأَمَةِ. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم جميعاً، ولله الحمد. ¬

(¬1) «التذكرة»: (3/ 1436).

56 - باب ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

56 - باب ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام 406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي. قوله: حدثنا محمد بن بشار، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بهم جميعاً. وأبو الأحوص (¬1) الجُشْمي الكوفي، واسمه عوف بن مالك، عن ابن مسعود، وغيره، فعبد الله هنا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. 407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حُصَينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَصَوَّرُ أَوْ قَالَ: لا يَتَشَبَّهُ بِي. ¬

(¬1) «التذكرة»: (4/ 1957).

قوله: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بجميعهم، وأبو حصين -بفتح أوله- هو عبد الله بن أحمد اليربوعي تقدم، وهو باسمه أشهر منه بكنيته (¬1) كما تقدم. 408 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَأَبُو مَالِكٍ هَذَا هُوَ: سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ، وَطَارِقُ بْنُ أَشْيَمَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ، يَقُولُ: قَالَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا غُلامٌ صَغِيرٌ. 409 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (¬2)، ¬

(¬1) كذا قال وهو خطأ بل هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي، أبو حصين، عن زيد بن أرقم، وجابر بن سمرة، وعمران بن حصين، وابن عمر، وخلق. وعنه شعبة، والسفيانان، ومسعر، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى، وغير واحد. ومات سنة سبع وعشرين ومائة. «التذكرة» (2/ 1140). (¬2) لم يعرف المصنف به وهو عبد الواحد بن زياد العبدي، مولاهم أبو بشر البصري. عن ليث بن أبي سليم، وعاصم بن كليب، وعاصم الأحول، والأعمش، وطائفة. وعنه ابن مهدي، ويونس المؤدب، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى، وغير واحد. مات بعد السبعين ومائة. «التذكرة» (2/ 1078).

عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُنِي، قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: قَدْ رَأَيْتُهُ، فَذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: شَبَّهْتُهُ بِهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَانَ يُشْبِهُهُ. 410 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ (¬1)، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ (¬2)، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ (¬3) وَكَانَ ¬

(¬1) لم يعرف به المصنف وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، أبو عمرو البصري ويقال له: القسملي؛ لنزوله في القساملة. روى عن شعبة، وابن عون، وخالد الحذاء، وعدة. وعنه أحمد، ويحيى، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وآخرون. وثقه النسائي، وأبو حاتم. وقال البخاري وغيره: مات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة. «التذكرة» (2/ 1466). (¬2) لم يعرف به المصنف وهو عوف بن أبي جميلة الأعرابي واسمه بندويه العبدي الهجري، أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي. عن الحسن، ومحمد، وأنس، وابن سيرين، وأبي العالية، وعدة. وعنه الثوري، وشعبة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وخلق. وثقه أحمد، ويحيى، وغير واحد. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، يتشيع. ومات سنة ست وأربعين ومائة. «التذكرة» (2/ 1311). (¬3) لم يعرف به وهو يزيد الفارسي البصري عن ابن عباس. وعنه عوف الأعرابي، وغيره. فيه نظر. «التذكرة» (2/ 1925).

يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ، يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي، فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّوْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنْعَتُ لَكَ رَجُلا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، حَسَنُ الضَّحِكِ، جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ، مَلأَتْ لِحْيَتُهُ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، قَدْ مَلأَتْ نَحْرَهُ، قَالَ عَوْفٌ: وَلا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا النَّعْتِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا. قَالَ أَبُو عِيسَى: سقط من هنا كلام طويل من تعريف يزيد الفارسي وغيره. 411 - حدثنا أبو داود سليمان بن سلم البلخي، حدثنا النضر بن شميل. قال: قال عوف الأعرابي: أنا أكبر من قتادة. 412 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (¬1)، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ¬

(¬1) لم يعرف به المصنف وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، أبو يوسف. عن أبيه، وشعبة، والليث، وجمع. وعنه أحمد، ويحيى، وإسحاق، وابن المديني، وعمرو الناقد، وآخرون. وثقه ابن معين، والعجلي، وابن سعد. وتوفي في شوال سنة ثمان ومائتين. «التذكرة» (2/ 1929).

سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَآنِي، يَعْنِي فِي النَّوْمِ، فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ. 413 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ (¬1)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ (¬2)، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَخَيَّلُ بِي وَقَالَ: وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ. 414 - حدثنا محمد بن علي (¬3)، قال سمعت أبي يقول: قال عبد الله ابن ¬

(¬1) لم يترجم له المصنف وهو معلى بن أسد العمي، أبو الهيثم البصري، عن عبد الواحد بن زياد، ووهيب، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو حاتم، وآخرون. وثقه العجلي، وابن حبان، وقال: مات سنة ثماني عشرة ومائتين. «التذكرة» (2/ 1693). (¬2) لم يعرف به المصنف وهو عبد العزيز بن المختار الدباغ البصري، أبو إسحاق عن ثابت البناني، وسمي مولى أبي بكر، وعدة. وعنه معلى بن أسد، ومسدد، وخلق. وثقه يحيى، وأبو حاتم. «التذكرة» (2/ 1053). (¬3) لم يترجم له المصنف وهو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي الشقيقي عن أبيه، وأبي نعيم، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه «عب، ت، ن» ومسلم، وأبو حاتم، وآخرون. وثقه النسائي، وغيره. ومات سنة خمسين ومائتين. «التذكرة» (2/ 1567).

المبارك: إذا ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر. 415 - حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أنبأنا ابن عوف، عن ابن سيرين قال: هذا الحديث دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. قوله: حدثنا قتيبة، حدثنا خلف بن خليفة، إلى آخر الإسناد، تقدم التعريف بهم (¬1)، وأبو مالك (¬2) سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي، الكوفي، عن: أبيه، وأنس، وعبد الله بن أبي أوفى، وجماعة. وعنه: أبو حنيفة، والثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وخلق، آخرهم يزيد بن هارون. ووَثَّقَه أحمد، ويحيى، والعجلي. وأبوه طارق (¬3) بن أشيم بن مسعود الأشجعي، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الأربعة. وعنه: ابنه أبو مالك سعد الأشجعي. ¬

(¬1) بل لم يعرف بابن عوف وهو محمد بن عوف بن سفيان الطائي، أبو جعفر عن أبيه، وأبي عاصم، والفريابي، وخلق. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وخلق. وثقه النسائي، ومات سنة اثنتين وسبعين، ومات بحمص. «التذكرة» (2/ 1578). (¬2) «التذكرة»: (1/ 566). (¬3) «التذكرة»: (2/ 763).

وقد [تطرق] (¬1) المصنف لذكر صحبة أبيه، رحم الله تعالى الجميع. قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، إلى آخر الإسناد تقدم التعريف بالجميع، وأما عاصم (¬2) بن كليب بن شهاب الجَرْمي الكوفي، فهو يروي عن: أبيه، وأبي بُردة، وعلقمة بن وائل، ومحمد بن كعب القُرَظي، وطائفة. وعنه: أبو حنيفة، وابن عون، وشعبة، وزائدة، والسفيانان، وخلق. وثَّقَه النسائي، وابن معين، وغيرهما. ومات سنة سبع وثلاثين ومائة. وفي «التقريب» (¬3): عاصم بن كُليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، صدوق، رُمِي بالإرجاء، من الخامسة. وأبوه كليب (¬4) بن شهاب، والد عاصم صدوق من الثانية، ووهم من ذكره من الصحابة (¬5). وأما باقي الأسانيد إلى آخر الكتاب، فقد تقدم التعريف بها جميعاً. وهذا آخر ما أردنا تلخيصه مما يتعلق برجال هذا الكتاب، وهذا وإن لم ¬

(¬1) في (أ): تنزل، وما أثبته من عندي فهو المناسب للسياق. (¬2) «التذكرة»: (2/ 785). (¬3) (ص286). (¬4) «التذكرة»: (3/ 1423). (¬5) «التقريب»: (ص462).

أكن أهلاً لكني رجوت ممن حَسُنَت شمائلُه، وفاتت الحصر فضائله، أن يكون لي في الشدائد عَوْناً، وأن أتبوأ مِنْ شمائله الحَسَنة حِرْزاً وصَوْناً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وكان تمام ترقيمه والفراغ من تقويمه غُرَّة ربيع الثاني، من شهور السنة السابعة والثلاثين بعد الألف من الهجرة على مُشَرَّفها أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله وحده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أنهاه جامعه الحقير إبراهيم اللقاني، حقق الله له أحاسن الأماني، وبَلَّغَهُ دار التهاني، آمين.

§1/1