بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس

ابن عميرة

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر برحمتك، وصل وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم أما بعد حمد الله تعالى الذي لا يعرف الخير إلا من عنده، وصلواته على محمد نبيه الكريم وعبده. فإنه لما كان الناظر في الحديث وعلومه مفتقراً إلى معرفة أسماء رجاله ووفياتهم، وبلدانهم وغير ذلك، وكان المتحدث إذا جهل معرفة المحدثين وأهل المعرفة وذوي النباهة من الموضع الذي نشأ به [ونأت] عن مسقط رأسه دياره، وبعدت عنه أخباره، استخرت الله تعالى على أن [أجمع رواة] الحديث بالأندلس، وأهل الفقه والأدب وذوي النباهة والشعر، ومن له ذكر [من كل] من دخل إليها أو خرج عنها فيما يتعلق بالعلم والفضل، أو الرياسة والحرب، وأجعل [ذلك] من وقت افتتاحها، والذي تولى فتحها، ومن دخلها من التابعين رضي الله عنهم أجمعين مرتباً ذلك على حروف المعجم. ولم أجد في كتب من تقدم كتاباً أقبل من كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي إلا أنه انتهى فيه إلى حدود الخمسين وأربعمائة، فاعتمدت على أكثر من ذكره وزدت ما أغفله وغادره، وتممت من حيث وقف، وجعلت ما اعتمدته من ذلك تذكرة لنفسي ومطالعاً لأنسي، لم ألتمس عليه من مخلوق عوضاً، ولا طلبت به من أعراض الدنيا عرضاً، جارياً في ذلك على

سبيل [الاختصار] ، تاركاً للتطويل والإكثار، والله سبحانه يجعل ما [أفعله خالصاً] لوجهه ومقرباً من رحمته [فما] التوفيق إلا من عنده، ولا غنى بالعبد عن معونته ورفده. فإن أول وقت افتتاحها ففي سنة اثنتين وتسعين من الهجرة في القرن الثاني الذي أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه خير [بعد قرنه] ، ولو لم يكن للأندلس إلا هذا [لكفاها] فكيف وقد بشر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) به، ووصف أسلافنا فيه بصفات الملوك على الأسرة، كما رويناه في حديث أنس بن مالك عن خالته أم حرام عن العدول حدثناه الراوية الزاهد أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو العباس العذري قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن بندر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان قال: أخبرنا أبو الحسين مسلم بن [الحجاج قال: أخبرنا] خلف بن هشام أخبرنا: [مالك بن نجيبة] عن عمر بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن أم [حرام أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [قال] يوماً في بيتها فاستيقظ وهو يضحك، فقالت يا رسول الله ما يضحكك؟ قال: "عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقالت يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم] ، قال فإنك منهم، قالت: ثم نام فاستيقظ أيضاً وهو يضحك! فسألته: فقال مثل مقالته قلت: ادع الله أن يجعلني منهم قال: أنت من الأولين".

قال: فنزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر، فحملها معه فلما أن جاءت قربت له بغلة فصرعتها فاندقت عنقها. وقد صح أيضاً أن هذا كان في زمان معاوية، وجعله بعض العلماء من مناقبه، لما كان ركوب البحر في إمارته لمن ذكرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصفة [فبالنسبة] للأندلس يكون أسلافنا الذين افتتحوها تالين في العدد لمن [يعد] من [الأولين] الذين ركبوا البحر هذا الجيش الأول المبشر به في مدته. ولعل قائلاً يقول: إنما عنى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل صقلية أو إقريطش، فمن أين عنى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك أهل الأندلس؟ [أقول] عنيه أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أوتي جوامع الكلم، وذكر في هذا الحديث الذي [فيه أن قوماً] من أمته يركبون ثبج البحر غزاة واحدة بعد واحدة فسألته أم حرام أن يدعو ربه تعالى لها أن [يجعلها منهم] فأخبرها (صلى الله عليه وآله وسلم) - وخبره [يقين]- بأنها من الأولين فكانت من الغزاة إلى قبرص، وخرت عن بغلتها هناك فتوفت، وهذا علم من أعلام نبوته (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو إخباره بالشيء قبل كونه فظهر ما أخبر به، وهو أول غزاة ركب فيها المسلمون البحر فثبت [منه] أن الغزاة إلى قبرص هم الأولون الذين بشر بهم النبي)

صلى الله عليه وآله وسلم (، وكانت أم حرام منهم كما أخبر. وقد أخبرني غير واحد عن أبي الحسن شريح بن محمد الحافظ أبي محمد على ابن أحمد أنه قال: لا سبيل إلى أن [نقول] إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وقد أوتي من البلاغة والبيان ما أوتي - يذكر طائفتين تسمى إحداها أولى إلى والثانية لها ثانية. فقرئ من باب الإضافة وتركيب العدد. [فلا] الأولى أولى إلا بالثانية، ولا الثانية ثانية إلا بالأولى ولا سبيل إلى ذكر [ثالثة] ضرورة إلا بعد ثان وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما ذكر طائفتين وبشر [بهما] وسمى إحداهما الأولين واقتضى ذلك [لضرورة] الصدق وجود آخرين. والآخر من الأولى هو الثاني، وذلك لابد منه. وأندلسنا فتحت عام اثنتين وتسعين من الهجرة، والقرن الذي افتتحها أول القرون بعد القرن الأول بشهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه خر من كل [قرن] بعده. ثم ركب البحر بعد ذلك أيام سليمان بن عبد الملك إلى القسطنطينية، وكان الأمير في ذلك [ ... ] الفزاري. وأما صقلية فإنها فتحت سنة [212هـ] 827 م. فتحها الأمير زيادة الله من بني الأغلب. [ولما] ذكر تاريخ افتتاحها رأينا [ذكر] معرفة أصل التاريخ، ومن أول من أرخ والسبب الموجب لذلك، إذ ريما خفت على كثير من [أهل] الأندلس معرفة ذلك ولابد من أن نورد ذلك بالإسناد فعلى الإسناد جل الاعتماد.

حدثني القاضي العلامة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، قرأت عليه قال: أخبرنا أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث قال: أخبرنا القاضي عبد الوارث بن سفيان، أخبرنا قاسم بن أصبغ، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة علي بن محمد عن خالد عن ابن سيرين: أن رجلاً من المسلمين قدم من أرض اليمن يقول لعمر: رأيت باليمن [شيئاً يسمونه] التاريخ يكتبونه من عام كذا، وشهر كذا. قال عمر: إن هذا حسن فأرخوا. فلما أجمعوا على أن [يؤرخوا] قال قوم: مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال [قوم: مبعثه] وقال قائل: حين خرج مهاجراً من مكة، وقال قائل بالوفاة، حين توفى فقال: أرخوا بخروجه من مكة إلى المدينة. ثم قالوا: [بأي] شهر نبدأ فنصيره [أولاً] ؟ فقالوا: رجب فإن أهل الجاهلية كانوا [يؤرخون] به، وقال آخرون: شهر رمضان، وقال بعضهم: ذو الحجة فيه الحج. وقال آخرون: الشهر الذي خرج فيه من مكة، وقال آخرون: الشهر الذي قدم فيه، فقال عثمان: أرخوا المحرم أول السنة، وهي شهر [حرام] ، وهو منصرم عن الحج فصيروا أول السنة المحرم. قال أبو بكر: أول ما أرخ [المسلمون كان] من مهاجرة [الرسول] فقال النبي سنة إحدى أو سنة اثنين إلى يومنا هذا. وكان [التأريخ] في سنة سبع عشرة

ويقال في سنة ستة عشرة من ربيع الأول. قال أبو بكر: وأخبرنا: داود بن عمر: [قال: كتب أبو] موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب أنه تأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ [فجمع عمر الناس] فقال بعضهم: أرخ لمبعث لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقال بعضهم: أرخ لوفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . فقال عمر: بل نؤرخ لمهاجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن مهاجرته فرقت بين الحق والباطل [فأرخوا] لمهاجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . قال أبو بكر: وأخبرنا: أحمد بن حنبل قال: أخبرنا روح قال: زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار: أن أول من أرخ الكتب يعلي بن أمية وهو باليمن، وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [قدم] المدينة في شهر ربيع الأول في أول الناس [ولم يؤرخوا به] وإنما أرخ الناس مقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [بالمحرم] . قال أبو بكر: [لما بعث يعلي بن أمية] إلى عمر بن الخطاب [بكتابه مؤرخاً استحسنه فشرع في التأريخ] . وقال قائل اكتبوا على [تاريخ] الفرس فقال: إن الفرس [تاريخ غير مستند إلى مبدأ معين، بل كلما قام فيهم ملك بدأوا من لدنه وطرح] ما كان قبله فأجمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة، فكتبوا التاريخ على هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

وحكى الدارقطني: قال: كتب عمر التاريخ بعد ولايته بسنتين ونصف، سنة ست عشرة بمشورة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وذلك أن العرب لم تكن تؤرخ التاريخ من قبل على أصل معلوم. وإنما كانوا يؤرخون بالقحط، وبالعمل الذي يكونون عليه حتى كان زمان الفيل فأرخوا بالفيل، ثم من بعده ببنيان الكعبة، فلم تزل العرب على هذا حتى كان عمر بن الخطاب، [وفتحت] بلا الأعاجم [وكثرت أموال] الخراج، وأعطى [الأعطيات] ، قال محمد بن سيرين فقال: [إن الأموال كثرت وما قسمناه غير مؤقت فكيف التوصل إلى ما يضبط ذلك؟] . وقال الشعبي: [كان بنو إبراهيم يؤرخون من نار إبراهيم إلى بنيان البيت] حين بناه إبراهيم وإسماعيل، ثم أرخ [بنو] إسماعيل من [بناء] البيت [حتى] تفرقت معد، فكان كلما خرج [قوم] من تهامة أرخوا [بمخرجهم حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته] إلى الفيل، فكان التأريخ من الفيل حتى أرخ عمر من الهجرة، وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. قلت: فالتاريخ اليوم قبل الهجرة بشهرين واثنتي عشرة ليلة، لأنه صح أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قدم المدينة يوم الاثنين عشرة ليلة خلت من ربيع الأول بعد هذا التاريخ قبل الهجرة إلى غرة المحرم. وأما الذي تولى فتح الأندلس وكان أمير الجيش السابق إليها فطارق، قيل: [ابن زياد] وقيل ابن عمرو، وكان والياً على طنجة، مدينة من المدن المتصلة ببر القيروان في أقصى المغرب، بينها وبين الأندلس فيما يقابلها من البحر خلج يعرف

بالزقاق، وبالمجاز، وثبت فيها موسى بن نصير أمير القيروان، وقيل إن مروان بن موسى بن نصير خلف طارقاً هناك على العساكر [وانصرف إلى أبيه لأمر] عرض له فركب طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الخضراء منتهزاً [لفرصة أمكنته] فدخلها وأمعن، واستظهر على العدو بها وكتب إلى موسى بن نصير بغلبته على [ما غلب عليه] من الأندلس وفتحه، وما حصل له من الغنائم، فحسده على الانفراد بذلك وكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان يعلمه بالفتح، وينسبه إلى نفسه وكتب إلى طارق يتوعده إذا دخلها بغير إذنه ويأمره ألا يتجاوز مكانه حتى يلحقه [وخرج موجهاً إلى الأندلس] واستخلف على القيروان [ولده عبد الله في رجب سنة ثلاث وتسعين] . فقد استولى طارق على قرطبة دار المملكة وقتل لذريق ملك الروم بالأندلس، فتلقاه طارق [وترضاه، ورام] أن يستل [ما في نفسه] من الحسد له وقال له: إنما أنا مولاك ومن قبلك، وهذا الفتح لك، وحمل طارق إليه من كان غنمه من الأموال. فلذلك نسب الفتح إلى موسى بن نصير لأن طارقاً من قبله ولأنه استزاد في الفتح ما بقي على طارق. وذكر أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكيم فيما أخبرني به أبو الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات وغيره بفسطاط مصر قال: أخبرنا ابن يحيى قال: أخبرنا بن الحسن علي بن منير الخلال قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج القماح [قال: أخبرنا] علي بن الحسن بن خلف

بن قديد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم أن [موسى كتب] إن طارق [في أمر] الفتح فلما انتهى إليه [كتاب موسى خرج] إليه طارق، ولذريق يومئذ على سرير ملكه والسرير بين بغلين يحملانه وعليه تاجه [وقفازه] وجميع ما كانت الملوك قبله [تلبسه] من الحلية. فخرج إليه طارق وأصحابه رجالة كلهم ليس فيهم راكب، فاقتتلوا من حين بزغت الشمس إلى أن غربت فظنوا [أنه الفناء، وقتل] لذريق، ومن معه، وفتح للمسلمين، ولم تكن بالمغرب مقتلة قط أكبر منها [فلم يرفع] المسلمون السيف عنهم ثلاثة أيام، ثم ارتحل الناس إلى قرطبة. قال: ويقال إن موسى هو الذي وجه طارقاً بعد مدخله الأندلس إلى طليطلة وهي في النصف فيما بين قرطبة وأربونة أقصى ثغر الأندلس، وكانت كتب عمر بن عبد العزيز تنتهي إلى أربونة، ثم غلب عليها أهل الشرك [فهي في أيديهم] وإن طارقاً إنما أصاب "المائدة" فيها. والله أعلم. وكان لذريق يملك ألفي ميل من الساحل إلى ما وراء ذلك فأصاب الناس ما لم يكونوا يتخيلونه [من الغنائم الكثيرة ومن الذهب والفضة] . وروى عبد الله بن حبيب، عن عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد أن موسى ابن نصير لما افتتح الأندلس مضى على وجهه يفتتح المدائن يميناً [وشمالاً] . حتى انتهى إلى مدينة طليطلة وهي مدينة الملوك فوجد فيها بيتاً يقال له بيت الملوك. [ووجد فيه] خمسة وعشرين تاجاً مكللة بالدر والياقوت وهي على الملوك الذين حكموها،

كلما مات ملك جعل تاجه في ذلك البيت، وكتب على التاج اسم صاحبه، وكم أتى عليه من الدهر إلى يوم مات، وكم عدد من سبقهم من ولاة الأندلس منذ افتتحت إلى يوم ولايته [ ... ] . ثم جاء بلج بن بشر فادعي ولايتها، وشهد له بعض من كان معه، ووقعت فتن، من أجل ذلك افترق أهل الأندلس على أربعة أمراء حتى أرسل إليهم والياً؛ أبو الخطار حسام بن ضرار فحسم مواد الفتن وجمعهم على الطاعة بعد الفرقة. وفي تقديم بعضهم على بعض اختلاف إلا أن هؤلاء المذكورين كانوا سراتها وولاة الحروب فيها أيام بني أمية قبل ذهاب دولتهم من المشرق. وقد دخل الأندلس للجهاد من التابعين جماعة، قد قدمنا قبل ما ذكره ابن حبيب أنهم عشرون، والحاضر الآن منهم في الخاطر محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري يروي عن أبي هريرة [وحنش] بن عبد الله الصنعاني يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفضالة بن عبيد [وعبد الرحمن بن] عبد الله الغافقي يروى عن ابن عمر، وزيد بن قاصد السكسكي المصري يروى عن عبد [الله بن] عمرو بن العاص، وموسى بن نصير الذي ينسب إليه الفتح يروى عن تميم الداري، وسيأتي ذكرهم في الأبواب إن شاء الله. وقد قدمنا في فضل الأندلس ما لا يشاركها غيرها فيه، وهي تشارك المغرب في الحديث الصحيح بنقل العدل عن العدل الذي خرجه مسلم، وحدثنا به عنه الزاهد أبو محمد بالسند المتقدم آنفاً وغيره قال مسلم أخبرنا بن يحيى عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي [هند] عن أبي عثمان الهندي عن سعد

[فصل]

بن أبي وقاص أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة". لأن هذا [النص] وإن كان عاماً لما يقع عليه فللأندلس منه حظ وافر لدخولها في العموم، ومزية لتحققها بالغرب، وأنها آخر المعمور فيه، وبعض ساحلها الغربي على البحر المحيط، وليس بعده مسلك. ومن فضلها أنه لم يذكر قط على منابرها أحد من السلف إلا بخير وإلى الآن، وهي ثغر من ثغور المسلمين، لمجاورتهم الروم واتصال بلادهم ببلادهم. وإنما قيل جزيرة الأندلس لأن البحر محيط بجميع جهاتها إلا ما كان الروم فيه من جهة شمال منها فصارت كالجزيرة بين البحر والروم. وإلا فمنها إلى القسطنطينة بر متصل من جهة بلاد الروم من شرقها. وقد بشر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل هذه البلاد في هذا الحديث الصحيح المتصل بظهور الإسلام فيها، وثباته إلى أن تقوم الساعة بها، هذا مع زيادة [أعداد الروم وبلادهم] أضعافاً مضاعفة [وقلة عدد] المسلمين بالإضافة إليهم [وصح بخبر الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه ثغر منصور إلى قيام الساعة] . [فصل] [وما زالت الولاة] بالأندلس أيام بني أمية تليها من قبلهم، أو من قبل من يقيمونه بالقيروان أو بمصر. فلما اضطر أمر بني أمية في سنة ست وعشرين ومائة، بقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، واشتغلوا عن مراعاة أقاصي البلاد وقع الاضطراب بإفريقية والاختلاف [بالأندلس أيضاً بين القبائل] ثم اتفقوا بالأندلس على تقديم قرشي يجمع الكلمة إلى أن تستقر الأمور بالشام، لمن يخاطب

أول أمراء بني أمية بالأندلس

ففعلوا، وقدموا يوسف بن عبد الرحمن الفهري، أميراً فسكنت به الأمور، وأثبتت عليه القلوب، واتصلت إمارته إلى سنة ثمان وثلاثين، بعد ذهاب دولة بني أمية، وكان ذهاب دولتهم جملة بقتل مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم في بعض نواحي الفيوم من أعمال مصر في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بعد بيعة أبي العباس السفاح بتسعة أشهر. وكان ممن هرب إلى الأندلس من بني أمية: عبد الرحمن بن معاوية. وأن أذكر إن شاء الله تاريخ وصوله إليها وسبب ولايته عليها، ومن وليها بعده من أولاده، وغيرهم، إلى آخر ما وجدت، ثم أذكر ما بعد ذلك على ما شرطت. إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل. أول أمراء بني أمية بالأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان يكنى أبا المطرف مولده بالشام سنة عشرة ومائة، وأمه أم ولد اسمها [راح] هرب لها ظهرت دولة بني العباس، ولم يزل مستتراً إلى أن دخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة في زمن أبي جعفر المنصور، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، الوالي على الأندلس، فهزمه واستولى عبد الرحمن على قرطبة يوم الأضحى من العام المذكور، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين وسبعين ومائة وكان من [أهل] العلم، وعلى شهرة جميلة من العدل. ومن قضاته معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي، وله أدب

ولاية الأمير هشام بن عبد الرحمن

وشعر، ومن شعره يتشوق إلى معاهده بالشام قال: أيها الراكب الميمم أرضى ... أقر من بعضي السلام لبعضي أن جسمي كما علمت بأرض ... وفؤادي ومالكيه بأرض [قدر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفوني غمضي] [قد قضى الله بالفراق علينا ... فعسى باجتماعنا سوف يقضي] ولاية الأمير هشام بن عبد الرحمن ثم ولي بعد عبد الرحمن ابنه هشام: يكنى أبا الوليد، وسنة حينئذ ثلاثون سنة، فاتصلت ولايته سبعة أعوام إلى أن مات في صفر سنة ثمانين ومائة. وكان حسن السيرة متحرياً للعدل يعود المرضى، ويشهد الجنائز، أمه حوراء.

ولاية الحكم بن هشام

ولاية الحكم بن هشام ثم ولى بعده ابنه الحكم، وله اثنتان وعشرون سنة، يكنى أبا العاصي، أمه أم ولد: اسمها [زخرف] ، وكان طاغياً مسرفاً وله آثار سوء قبيحة، وهو الذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة فقتلهم، وهدم ديارهم ومساجدهم، وكان الربض [محلة متصلة] بقصره فاتهمهم في بعض أمره، ففعل بهم ذلك فسمى الحكم الربضي لذلك. واتصلت ولايته إلى أن مات في آخر ذي الحجة سنة ست ومائتين. ولاية عبد الرحمن بن الحكم ثم ولي بعده ابنه عبد الرحمن بن [الحكم] يكنى أبا المطرف، وله ثلاثون سنة، وأمه أم ولد، اسمها حلاوة. واتصلت ولايته إلى أن مات في آخر صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان وادعاً محمود السيرة.

ولاية الأمير محمد بن عبد الرحمن

ولاية الأمير محمد بن عبد الرحمن ثم ولي بعده ابنه محمد بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله، أمه أم ولد اسمها [تهنر] فاتصلت ولايته إلى أن مات في آخر صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وكان محباً للعلوم مؤثراً لأهل الحديث، عارفاً، حسن السيرة. ولما دخل الأندلس أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد بكتاب [مصنف] أبي بكر بن أبي شيبة، وقرئ عليه، أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واستشنعوه، وبسطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، إلى أن اتصل ذلك بالأمير محمد فاستحضره وإياهم، واستحضر الكتاب كله، وجعل يتصفحه جزءاً جزءاً، إلى أن أتى على آخره، وقد ظنوا أنه يوافقهم في الإنكار عليه، ثم قال لخازن الكتب: هذا كتاب لا يستغنى خزانتنا عنه، فانظر في نسخة لنا، ثم قال لبقي بن مخلد: الشر علمك، وارو ما عندك من الحديث، واجلس للناس، حتى ينتفعوا بك، أو كما قال، ونهاهم أن يتعرضوا له.

ولاية المنذر بن محمد

ولاية المنذر بن محمد فولي بعده أخوه عبد الله بن محمد، وكان مولده سنة ثلاثين ومائتين. يكنى أبا محمد، وأمه أم ولد اسمها [أشار] طال عمرها إلى أن ماتت قبل موته سنة وشهر وكان وادعاً لا يشرب الخمر، وفي أيامه امتلأت الأندلس بالفتن، وصار في كل [جهة] متغلب، فلم يزل كذلك طول ولايته إلى أن مات مستهل ربيع الأول سنة ثلاثمائة.

ولاية عبد الرحمن الناصر

ولاية عبد الرحمن الناصر فولي بعده ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، وكان والده محمد قد قتله أخوه المطرف بن عبد الله في صدر دولة أبيهما عبد الله. [وترك ابنه عبد الرحمن هذا وهو ابن عشرين يوماً، فولي الأمر وله اثنتان وعشرون سنة] . قال لي أبي محمد علي بن أحمد: وكانت ولايته من المستطرف لأنه كان في هذا الوقت شاباً، وبالحضرة جماعة أكابر من أعمامه وأعمام أبيه، وذوي القعدد في النسب من أهل بيته، فلم يعترض له معترض، واستمر له الأمر. وكان شهماً صارماً، وكل من ذكرناه من الأمراء أجداده إلى عبد الرحمن بن محمد هذا، فليس منهم أحد تسم بإمرة المؤمنين، وإنما كان يسلم عليهم ويخطب لهم بالإمارة فقط، وجرى على ذلك عبد الرحمن بن محمد إلى آخر السنة السابعة عشرة من ولايته. فلما بلغه ضعف الخلافة بالعراق في أيام المقتدر، وظهور الشيعة بالقيروان تسمى عبد الرحمن بأمير المؤمنين، وتلقب بالناصر لدين الله. وكان يكنى: أبا المطرف، وأمه أم ولد اسمها [مزنة] ولم يزل منذ ولي يستنزل المتغلبين، حتى استكمل إنزال جميعهم في خمس وعشرين سنة من ولايته، وصار جميع أقطار الأندلس في طاعته. ثم اتصلت ولايته إلى أن مات في صدر رمضان سنة خمسين وثلاثمائة، ولم يبلغ أحد من بني أمية مدته فيها.

ولاية الحكم المستنصر

ولاية الحكم المستنصر ثم ولي بعده ابنه الحكم بن عبد الرحمن، ويلقب بالمستنصر بالله، وله إذ ولي سبع وأربعون سنة، يكنى أبا العاص، أمه أم ولد اسمها [مرجان] وكان حسن السيرة، جامعاً للعلوم، محباً لها، مكرماً لأهلها، وجمع من الكتب في أنواعها ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله هنالك، بإرساله عنها إلى الأقطار، واشترائه لها بأغلى الأثمان، ونفق ذلك عليه، فحمل إليه، وكان قد رام قطع الخمر من الأندلس، وأمر بإراقتها، وتشدد في ذلك، وشاور في استئصال شجرة العنب من جميع أعماله فقيل له: إنهم يعملونها من التين وغيره، فتوقف عن ذلك. وفي أمره بإراقة الخمور في سائر الجهات يقول أبو عمر يوسف بن هارون الكندي قصيدته المشهورة فيها، متوجعاً لشاربها، وإنما أوردناها تحقيقاً لما ذكرنا عنه من ذلك، وهي قوله: بخطب الشاربين يضيق صدري ... وترمضني بليتهم لعمري وهل هم غير عشاق أصيبوا ... بفقد حبائب ومنوا بهجر أعشاق المدام لئن جزعتم ... لفرقتها فليس مكان صبر سعى طلابكم حتى أريقت ... دماء فوق وجه الأرض تجري تضوع عرفها شرقاً وغرباً ... فطبق أفق قرطبة بعطر فقل للمسفحين لها بسفح ... وما سكنته من ظرف بكسر وللأبواب إحراقاً إلى أن ... تركتم أهلها سكان قفر

تحريتم بذاك العدل فيها ... بزعمكمو فلم يك عن تحر فإن أبا حنيفة وهو عدل ... وقر عن القضاء مسير شهر فقيه لا يدانيه فقيه ... إذا جاء القياس أتى بدر وكان من الصلاة طويل ليل ... يقطعه بلا تغميض شفر وكان له من الشراب جار ... يواصل مغرباً فيها بفجر وكان إذا انتشى غنى بصوت ال ... مضاع بسجنه من آل عمرو أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر فغيب صوت ذاك الجار سجن ... ولم يكن الفقيه بذاك يدري فقال وقد مضى ليل وثان ... ولم يسمعه غنى "ليت شعري" أجاري المؤنسى ليلاً غناء ... لخير قطع ذلك أم لشر فقالوا إنه في شجن عيسى ... أتاه به المحارس وهو يسرى فنادى بالطويلة وهي مما ... يكون برأسه لجليل أمر ويمم جاره عيسى بن موسى ... ولاقاه بإكرام وبر وقال: أحاجة عرضت فإني ... لقاضيها ومتبعها بشكر فقال: سجنت لي جاراً يسمى ... بعمرو قال: يطلق كل عمرو بسجنى حين وافقه اسم جار ال ... فقيه ولو سجنتهم لو تر فأطلعهم له عيسى جميعاً ... لجار لا يبيت بغير سكر فإن أحببت قل لجوار جار ... وإن أحببت قل لطلاب أجر فإن أبا حنيفة لم يؤب من ... تطلبه تخلصه بوزر نوافعها من أجل النهى سراً ... وكم نهى نواقعه بجهر

وقد وقع لنا معنى هذا الخير الذي نظمه يوسف بن هارون عن أبي حنيفة بإسناد حدثنا الخطيب أبو بكر بن علي بن ثابت البغدادي الحافظ قراءة علينا بدمشق من كتابه قال: أخبرني علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا أبو الليث نصر بن محمد الزاهد النجاري، قدم علينا قال: أخبرنا محمد بن محمد بن سهل النيسابوري قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الشعبي قال: أخبرنا أسد بن نوح قال: أخبرنا محمد بن عباد قال: أخبرنا القاسم بن غسان قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء الغداني قال: كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكافي يعمل نهاره أجمع، حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله، وقد حمل لحم فطبخه أو سمكة فشواها، ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه تغزل بصوت وهو يقول: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم. وكان أبو حنيفة يسمع جلبته كل يوم، وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله، ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه، فقيل أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس. فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد وركب بغلة واستأذن على الأمير، فقال الأمير: انزلوا له وأقبلوا به راكباً، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ففعلوا، فلم يزل الأمير يوسع له في محله وقال: ما حاجتك؟ قال: لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأمير بتخليته فقال: نعم وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا، فأمر بتخليتهم أجمعين، فركب أبو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه، فلما نزل أبو حنيفة مضى إليه فقال: يا فتى،

ولاية هشام المؤيد

أضعناك؟ فقال: لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيراً عن حرمة الجوار ورعاية الحق، وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان. وكان الحكم المستنصر مواصلاً لغزو الروم، ومن خالفه من المحاربين فاتصلت ولايته إلى أن مات في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، وقد انقرض عقبه] . ولاية هشام المؤيد ثم ولي بعده ابنه هشام، يكنى أبا الوليد، وأمه أم ولد تسمى [صبح] وكان له إذ ولي عشرة أعوام وأشهر، فلم يزل متغلباً عليه، لا يظهر، ولا ينفذ له أمر، وتغلب عليه أبو عامر محمد بن أبي عامر الملقب بالمنصور فكان يتولى جميع الأمور إلى أن مات، فصار مكانه ابنه عبد الملك بن محمد الملقب بالمظفر، فجرى على ذلك أيضاً إلى أن مات، فصار مكانه أخوه عبد الرحمن بن محمد الملقب بالناصر، فخلط وتسمى ولي العهد، وبقي كذلك أربعة أشهر إلى أن قام عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار يوم الثلاثة لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فخلع هشام بن الحكم، وأسلمت الجيوش عبد الرحمن بن محمد بن أبي عامر فقتل وصلب، وبقي كذلك إلى أن قتل محمد بن هشام بن عبد الجبار وصرف هشام المؤيد إلى الأمر، وذلك يوم الأحد السابع من ذي الحجة سنة أربعمائة، فبقي كذلك وجيوش البربر تحاصره مع سليمان بن الحكم بن سليمان واتصل ذلك إلى خمس خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة، فدخل البربر مع سليمان قرطبة وأخلوها من أهلها، حاشا المدينة وبعض الربض الشرقي، وقتل هشام وكان في طول مدته متغلباً عليه لا ينفذ له أمر وتغلب عليه في هذا الحصار غير واحد من العبيد ولم يولد له قط.

ولاية محمد بن هشام المهدي

ولاية محمد بن هشام المهدي قام محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر على هشام بن الحكم في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فخلعه وتسمى بالمهدي. وبقي كذلك إلى أن قام عليه يوم الخميس لخمس خلون من شوال سنة تسع وتسعين هشام بن سليمان بن الناصر مع البربر فحاربه بقية يومه، والليلة المقبلة وصبيحة اليوم الثاني، وقام عليه أهل قرطبة مع محمد بن [هشام بن عبد الجبار إلى أن انهزم البربر وأسر] هشام بن سليمان فأتى به إلى المهدي فضرب عنقه، واجتمع البربر عند ذلك فقدموا على أنفسهم سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر ابن أخي هشام القائم المذكور، على أنفسهم فنهض بهم إلى الثغر، فاستجاش بالنصارى، وأتى بهم إلى قرطبة وبرز إليه جماعة من أهل قرطبة فلم تكن إلا ساعة حتى قتل من أهل قرطبة نيف على عشرين ألف رجل في جبل هناك يعرف بجبل قنطش وهي الوقعة المشهورة، وذهب فيها من الخيار وأئمة المساجد والمؤذنين خلق عظيم، واستقر محمد بن هشام المهدي أياماً ثم لحق بطليطلة [وكانت الثغور كلها] من طرطوشة [وأشبونة باقية على طاعته ودعوته فاستجاش بالإفرنج وأتى بهم إلى قرطبة، فبرز إليها سليمان بن الحكم] مع البربر إلى موضع بقرب قرطبة على نحو بضعة عشر ميلاً يدعى عقبة البقر فانهزم سليمان والبربر. واستولى المهدي على قرطبة ثم خرج بعد أيام إلى قتال جمهور البربر، وكانوا قد

صاروا بالجزيرة فالتفوا بوادي "آره" فكانت الهزيمة على محمد بن هشام وانصرف إلى قرطبة، فوثب عليه العبيد مع واضح الصقلبي فقتلوه. وصرفوا هشاماً المؤيد كما ذكرنا قبل. فكانت ولاية محمد المهدي منذ قام إلى أن قتل ستة عشر شهراً من جملتها الستة أشهر التي كان فيها سليمان بقرطبة، وكان هو بالثغر. وكان يكنى أبا الوليد، أمه أم ولد اسمها [مزنة] وكان له ولد اسمه عبد الله، انقرض ولا عقب للمهدي. وكان مولد المهدي في سنة ست وستين وثلاثمائة.

ولاية سليمان بن الحكم المستعين

ولاية سليمان بن الحكم المستعين قام سليما بن الحكم كما ذكرنا يوم الجمعة لست خلون من شوال سنة تسع وثلائمائة، وتلقب بالمستعين بالله. ثم دخل قرطبة كما ذكرنا في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وتلقب حينئذ بالظافر بحول الله مضافاً إلى المستعين. ثم خرج عنها في شوال سنة أربعمائة، ولم يزل يجول بعساكر البربر في بلاد الأندلس يفسد وينهب، ويفقر المدائن والقرى، بالسيف والغارة، لا تبقى البربر معه على صغر ولا كبير، ولا امرأة إلى أن دخل قرطبة في صدر شوال سنة ثلاث وأربعمائة، وكان من جملة جنده رجلان من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب يسميان القاسم، وعلياً ابني حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس [بن إدريس] بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقودهما على المغاربة. ثم ولي أحدهما سبتة وطنجة، وهو على الأصغر منهما، وولي القاسم الجزيرة الخضراء وبين الموضعين المجاز المعروف بالزقاق وسعة البحر هنالك، نحو اثني عشر ميلاً، وافترق العبيد إذ دخل البربر مع سليمان قرطبة فملكوا مدناً عظيمة، وتحصنوا فيها فراسلهم علي بن حمود المذكور، وقد حدث له طمع في ولاية الأندلس وكتب إليهم يذكر لهم أن هشام بن الحكم إذ كان محاصراً بقرطبة كتب إليه يوليه عهده فاستجابوا له وبايعوه فزحف من سبتة إلى مالقة، وفيها عامر بن فتوح الفائقي مولى فائق مولى الحكم المستنصر فطاع له، ودخل مالقة فتملكها علي بن حمود وأخرج عنها عامر بن فتوح. ثم زحف [مع خيران الفتى، وجماعة العبيد] إلى قرطبة فخرج إليه محمد بن سليمان

في عساكر البربر، وانهزم بن سليمان ودخل علي بن حمود قرطبة، وقتل سليمان بن الحكم صبرا، ضرب عنقه بيده يوم الأحد لسبع بقين من المحرم سنة سبع وأربعمائة وقتل أباه الحكم بن سليمان بن الناصر أيضاً في ذلك اليوم، وهو شيخ كبير له اثنتان وسبعون سنة، فكانت مدة سليمان منذ دخل قرطبة إلى أن قتل ثلاثة أعوام، وثلاثة أشهر وأياماً، وكان قد ملكها قبل ذلك ستة أشهر كما ذكرنا، وكانت مدته منذ قام مع البربر إلى أن قتل سبعة أعوام وثلاثة أشهر وأياماً، وانقطعت دولة بين أمية في هذا الوقت وانقطع ذكرهم على المنابر في جميع أقطار الأندلس، إلى أن عاد بعد ذلك في الوقت الذي نذكره إن شاء الله. وكانت أمه أم ولد اسمها [ظبية] ومولده سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وترك من الولد ولي عهده محمداً لم يعقب، والوليد، ومسلمة، وكان سليمان أديباً شاعراً. أنشدني أبو محمد علي بن أحمد قال: أنشدني فتى من ولد إسماعيل بن إسحاق المنادى الشاعر كان يكتب لأبي جعفر أحمد بن سعيد بن الدب قال: أنشدني أبو جعفر قال: أنشدني أمير المؤمنين سليمان الظافر لنفسه قال أبو محمد: وأنشدنيها قاسم بن محمد الروائي قال: أنشدنيها وليد بن محمد الكاتب لسليمان الظافر: عجباً يهاب الليث حد سنان ... وأهاب لحظ فواتز الأجنان وأقارع الأهوال لا متهيباً ... منها سوى الإعراض والهجران وتملكت نفسي ثلاث كالدمى ... زهر الوجوه نواعم الأبدان

ككواكب الظلماء لحن لناظر ... من فوق أغصان على كثبان هذي الهلال وتلك بنت المشتري ... حسنا وهذي أخت غصن البان حكمت فيهن السلو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطان فأبحن من قلبي الحمى وثنيننى ... في عز ملكي كالأسير العاني لا تعذلوا ملكاً تذلل للهوى ... ذل الهوى عز وملك ثاني ما ضر أني عبدهن صبابة ... وبنو الزمان وهن من عبداني إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفا بهن فلست من مروان وإذا الكريم أحب أمن إلفه ... خطب القلى وحوادث السلوان وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى ... عاش الهوى في غبطة وأمان وهذه الأبيات معارضة للأبيات التي تنسب إلى هارون الرشيد، وأنشدنيها له أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري وهي: ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان ما لي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصياني ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني

ولاية علي بن حمود الناصر

ولاية علي بن حمود الناصر تسمى بالخلافة، وتلقب بالناصر، ثم خالف عليه العديد الذي كانوا بايعوه وقدموا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، وسموه المرتضى، وزحفوا إلى غرناطة من البلاد التي تغلب عليها البربر، ثم ندموا على إقامته لما رأوا من صرامته وخافوا عواقب تمكنه وقدرته، فانهزموا عنه، ودسوا عليه من قتله غيلة، وخفى أمره، وبقي على بن حمود بقرطبة مستمر الأمر، عامين غير شهرين إلى أن قتله صقالبة له في الحمام سنة ثمان وأربعمائة، وكان له من الولد يحيى وإدريس.

ولاية القاسم بن حمود المأمون

ولاية القاسم بن حمود المأمون فولي بعده أخوه القاسم بن حمود، وكان أسن منه بعشرة أعوام، وتلقب بالمأمون، وكان وادعاً أمن الناس معه، وكان يذكر عنه أن يتشيع ولكنه لم يظهر ذلك، ولا غير الناس عادة ولا مذهباً، وكذلك سائر من ولي منهم بالأندلس فبقي القاسم كذلك إلى شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، فقام عليه ابن أخيه يحيى بن علي بن حمود بمالقة، فهرب القاسم عن قرطبة بلا قتال، وصار بإشبيلية وزحف ابن أخيه المذكور من مالقة بالعساكر. فدخل قرطبة دون مانع وتسمى بالخلافة وتلقب بالمعتلي، فبقي كذلك إلى أن اجتمع للقاسم أمره واستمال البربر، وزحف بهم إلى قرطبة، فدخلها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وهرب يحيى بن علي إلى مالقة، فبقي القاسم بقرطبة شهوراً اضطرب أمره، وغلب ابن أخيه على الجزيرة المعروفة بالجزيرة الخضراء، وهي كانت معقل القاسم وبها كانت امرأته وذخائره، وغلب ابن أخيه الثاني إدريس بن علي صاحب سبتة على طنجة، وهي كانت عدة القاسم ليلجأ إليها إن رأى ما يخاف بالأندلس، وقام عليه جماعة أهل قرطبة في المدينة وأغلقوا أبوابها دونه، فحاصرهم نيفاً وخمسين يوماً، وأقام الجمعة في مسجد ابن أبي عثمان، كلها في شعبان سنة أربع عشرة وأربعمائة ولحقت كل طائفة من البربر ببلد غلبت عليه، وقصد القاسم إشبيلية وبها كان ابناه محمد والحسن فلما عرف أهل إشبيلية

خروجه عن قرطبة ومجيئه إليهم طردوا ابنيه ومن كان معهما من البربر، وضبطوا البلد، وقدموا على أنفسهم ثلاثة رجال من شيوخ البلد وأكابرهم وأهم العناصر أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي ومحمد بن بريم الإلهامي ومحمد بن محمد ابن الحسن الزبيدي، ومكثوا كذلك أياماً مشتركين في سياسة البلد وتدبيره، ثم انفرد القاضي أبو القاسم بن عباد بالأمر واستبد بالتدبير وصار الآخران في جملة الناس، ولحق القاسم بشريش واجتمع البربر على تقدير ابن أخيه يحيى، زحفوا إلى القاسم فحاصروه حتى صار في قبضة ابن أخيه يحيى وانفرد ابن أخيه يحيى بولاية البربر وبقي القاسم أسيراً عنده وعند أخيه إدريس بعده إلى أن مات إدريس فقتل القاسم خنقاً سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وحمل إلى ابنه محمد بن القاسم بالجزيرة فدفنه هنالك فكانت ولاية القاسم مذ تسمى بالخلافة بقرطبة إلى أسره ابن أخيه ستة أعوام، ثم كان مقبوضاً عليه ست عشرة سنة عند ابن أخيه إلى أن قتل كما ذكرنا في أول سنة إحدى وثلاثين، ومات وله ثمانون سنة، وله من الولد محمد والحسن، أمهما أميرة بنت الحسن بن قنون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

ولاية يحيى بن علي المعتلي

ولاية يحيى بن علي المعتلي اختلف في كنيته فقيل أبو إسحاق وقيل أبو محمد، وأمه لبونة بنت محمد بن الحسن بن القاسم المعروف بقنون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان الحسن بن قنون من كبار الملوك الحسنيين وشجعانهم، ومردتهم وطغاتهم المشهورين فتسمى يحيى بالخلافة بقرطبة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة كما ذكرنا، ثم هرب عنها إلى مالقة سنة أربع عشرة كما وصفناه، ثم سعى قوم من المفسدين في رد دعوته إلى قرطبة في سنة ست عشرة فتم لهم ذلك، إلا أنه تأخر عن دخولها باختياره، واستخلف عليها عبد الرحمن بن عطاف اليفرني، فبقي الأمر كذلك إلى سنة سبع عشرة، ثم قطعت دعوته عن قرطبة، وبقي يتردد عليها بالعساكر، إلى أن اتفقت على طاعته جامعة البربر، وسلموا إليه الحصون والقلاع والمدن، وعظم أمره، فصار بقرمونة محاصراً لإشبيلية طامعاً في أخذها، فخرج يوماً وهو سكران إلى خيل ظهرت من إشبيلية بقرب قرمونة، فلقيها، وقد كمنوا له فلم يكن بأسرع من أن قتل، وذلك يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وكان له من الولد الحسن، وإدريس، لأمي ولد.

ولاية عبد الرحمن بن هشام المستظهر

ولاية عبد الرحمن بن هشام المستظهر ولما انهزم البربر عن أهل قرطبة مع القاسم كما ذكرنا، اتفق رأي أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمية، فاختاروا منهم ثلاثة، وهم: عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر، أخو المهدي المذكور آنفاً، وسليمان بن المرتضى المذكور آنفاً، ومحمد بن عبد الرحمن بن هشام القائم على المهدي بن سليمان بن الناصر، ثم استقر الأمر لعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار فبويع بالخلافة لثلاث عشرة ليلة خلت لرمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة، وله اثنتان وعشرون سنة وتلقب بالمستظهر، وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة في ذي القعدة، يكنى أبا المطرف، وأمه أم ولد اسمها [غاية] ، ثم قام عليه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر، مع طائفة من أراذل العوام: فقتل عبد الرحمن بن هشام وذلك لثلاث بقين من ذي القعدة سنة أربع عشرة، المؤرخ ولا عقب له، وكان من غاية الأدب، والبلاغة، والفهم ورقة النفس. كذا قال أبو محمد علي بن أحمد وكان خبيراً به، وقال الوزير أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد: كان المستظهر رحمه الله شاعراً مطبوعاً، ويستعمل الصناعة فيحيد وهو القائل في ابنة عمه: حمامة بيت العبشميين رفرفت ... فطرت إليها من سراتهم صفرا تقل الثرايا أن تكون لها يدا ... ويرجو الصباح أن يكون لها نحرا

وإني لطغان إذا الخيل أقبلت ... جوانبها حتى ترى جونها شقرا ومكرم ضيفي حين ينزل ساحتي ... وجاعل وفرى عند سائله وقرا وهي طويلة قالها أيام خطبته لابنة عمه أم الحكم بنت المستعين، قال أبو عامر وكان يتهم في أشعاره ورسائله، حتى كتب أمان يعلي بن أبي زيد حين وقد عليه ارتجالاً، فعجب أهل التمييز منه. وأما أنا فقد كنت بلوته، وكان ورود يعلي فجأة ولم يبرح مجلسه حتى ارتجل الأمان، وأنا والله أخاف أن يزل فأجاد وزاد، هذا آخر كلام أبي عامر.

ولاية محمد بن عبد الرحمن المستكفي

ولاية محمد بن عبد الرحمن المستكفي وولي محمد بن عبد الرحمن المذكور، وله ثمان وأربعون سنة وأشهر، لأن مولده في سنة ست وستين وثلاثمائة، وكنيته أبو عبد الرحمن، وأمه أم ولد اسمها [حوراء] . وكان أبوه قد قتله محمد بن أبي عامر في أول دولة هشام المؤيد لسعيه في القيام، وطلبه للأمر، وكان محمد بن عبد الرحمن قد تلقب بالمستكفي، فولي ستة عشر شهراً وأياماً إلى أن خلع، ورجع الأمر إلى يحيى بن علي الحسيني، وهرب المستكفي فلما صار بقرية يقال لها شمونت من أعمال مدينة سالم جلس ليأكل وكان معه عبد الرحمن بن محمد بن السليم من ولد سعيد بن المنذر القائد المشهور أيام عبد الرحمن الناصر، فكره التمادي معه، فأخذ شيئاً من [البيش] وهو كثير في ذلك البلد، فدهن له به دجاجة فلما أكلها مات لوقته، فقبره هنالك، وكان هذا المستكفي في غاية التخلف وله في ذلك أخبار يقبح ذكرها [وكان متغلباً] عليه طول [مدته] لا ينفذ له أمر ولا عقب له.

ولاية هشام بن محمد المعتمد [بن عبد الملك بن ناصر]

ولاية هشام بن محمد المعتمد [بن عبد الملك بن ناصر] ولما قطعت دعوة يحيى بن علي الحسيني من قرطبة سنة سبع عشرة كما ذكرنا أجمع رأي أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمية، وكان عميدهم في ذلك الوزير أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغافر بن أبي عبدة. وكان قد ذهب كل من كان ينافس في الرياسة، ويخب في الفتنة بقرطبة فراسل جهور ومن معه من أهل الثغور والمتغلبين هنالك على الأمور، وداخلهم في هذا، فاتفقوا بعد مدة طويلة على تقديم أبي بكر هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر "وهو أخو المرتضى المذكور" قبل، وكان مقيماً بالبونت عند أبي عبد الله بن عبد الله بن قاسم المتغلب بها فبايعوه في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وتلقب بالمعتمد بالله، وكان مولده في سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان أسن من أخيه المرتضى بأربعة أعوام، وأمه أم ولده اسمها [عاتب] ، فبقي متردداً في الثغور ثلاثة أعوام غير شهرين. ودارت هنالك فتن كثيرة واضطرب شديد بين الرؤساء فيها إلى أن اتفق أمرهم إلى أن يسير إلى قرطبة قصبة الملك، فسار ودخلها يوم منى ثامن ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة. ولم يبق إلا يسيراً حتى قامت عليه فرقة من الجند، فخلع، وجرت أمور يكثر شرحها، وانقطعت الدعوة الأموية من يومئذ فيها. واستولى على قرطبة جهور بن محمد المذكور آنفاً، وكان من وزراء الدولة

العامرية، قديم الرياسة، موصوفاً بالدهاء والعقل، لم يدخل في أمور الفتن قبل ذلك وكان يتصاون عنها، فلما خلا له الجو وأمكنته الفرصة، وثب عليها فتولى أمرها واستضلع بحمايتها، ولم ينتقل إلى رتبة الإمارة ظاهراً بل دبرها تدبيراً لم يسبق إليه. وجعل نفسه ممسكاً للموضع إلى أن يجيء مستحق يتفق عليه فيسلم إليه. ورتب البوابين والحشم على تلك القصور على ما كانت عليه أيام الدولة ولم يتحول عن داره إليها، وجعل ما يرتفع من الأموال السلطانية بأيدي رجال رتبهم لذلك [وهو المشرف عليهم وصير أهل الأسواق جنداً له وجعل أرزاقهم] رؤوس أموال تكون بأيديهم محصلة عليهم يأخذون ربحها فقط، ورؤوس الأموال باقية محفوظة يؤخذون بها، ويراعون في الوقت بعد الوقت كما حفظهم لها، وفرق السلاح عليهم، وأمرهم بتفرقته في الدكاكين وفي البيوت. حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار كان سلاح كل واحد معه، وكان يشهد الجنائز ويعود المرضى جارياً في طريقة الصالحين، وهو مع ذلك يدبر الأمر تدبير السلاطين المتغلبين. وكان مأموناً، وقرطبة في أيامه حرماً يأمن [فيه] كل خائف من غيره إلى أن مات في صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. وتولى أمرها بعده ابنه أبو الوليد محمد بن جهور على هذا التدبير إلى أن مات فغلب عليها بعد أمور جرت هنالك الأمير الملقب بالمأمون صاحب طليطلة ودبرها مدة يسيرة ومات فيها. ثم غلب عليها صاحب إشبيلية الأمير الظافر بن عباد [فهي الآن بيده على ما بلغنا] .

بقي هشام المعتد مدة معتقلاً، ثم هرب ولحق بابن هود بلاردة فأقام هنالك إلى أن مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة [وقبل سنة ثمان] ولا عقب له وانقطعت دولة بين مروان [جملة إلا أن أهل] إشبيلية ومن كان على رأيهم من أهل تلك البلاد لما [ضيق] عليهم يحيى بن علي الحسني [وخافوا أمره، وأظهروا] أن هشام بن عبد الحكم المؤيد حي [وأنهم] قد ظفروا به فبايعوه وأظهروا دعوته [وتابعهم] أكثر أهل الأندلس وبقي الأمر كذلك إلى حدود الخمسين وأربعمائة فإنهم أظهروا موت هشام المؤيد الذي [ذكروا] أنه وصل إليهم، وحصل عندهم، وانقطعت الخطبة لبني أمية من جميع أقطار الأندلس من حينئذ وإلى الآن.

وأما الحسنيون

وأما الحسنيون فإنه لما قتل يحيى بن علي كما ذكرنا لسبع خلون من المحرم سنة سبع وعشرين رجع أبو جعفر بن أبي موسى المعروف بابن بقنة، و"نجا" الخادم الصقلبي، وهما مدبراً دولة الحسنيين، فأتيا مالقة وهي دار مملكتهم فخاطبا أخاه إدريس بن علي، وكان بسبتة وكان يملك معها طنجة، واستدعياه فأتى مالقة وبايعاه بالخلافة على أن يجعل حسن بن يحيى المقتول مكانه بسبتة، ولم يبايعا واحد من ابني يحيى، وهما إدريس وحسن لصغرهما فأجابهما إلى ذلك ونهض "نجا" مع حسن هذا إلى طنجة وسبتة، وكان حسن أصغر ابني يحيى ولكنه كان أشدهما، وتلقب إدريس بالمتأيد فبقي كذلك إلى سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين فتحركت فتنة وحدث للقاضي أبي القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد صاحب إشبيلية أمل في التغلب على تلك البلاد، فأخرج ابنه إسماعيل في معسكر من أجابه من قبائل البربر، ونهض إلى قرمونة فحاصرها، ثم نهض إلى أشونة وإستجة فأخذهما وكانتا بيد محمد بن عبد الله البرزالي صاحب قرمونة فاستصرخ محمد بن عبد الله بإدريس بن علي الحسيني، وبصنهاجة، فأمده صاحب صنهاجة بنفسه، وأمده أدري بعسكر يقوده ابن بقنة، مدير دولته، فاجتمعوا مع ابن عبد الله، ثم غلبت عليهم هيبة إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد قائد عسكر القاضي أبيه، فافترقوا، وانصرفوا كل واحد منهم راجعاً إلى بلده، فبلغ ذلك إسماعيل بين محمد فقوي أمله ونهض بعسكره قاصداً طريق صاحب صنهاجة من بينهم، وركض ركضاً شديداً في اتباعه. فلما قرب منه وأيقن صاحب صنهاجة أنه سيلحقه وجه إلى ابن بقنة يسترجعه، وإنما كان فارقه قبل ذلك بساعة فرجع إليه والتقت العساكر، فما كان

إلا تراءات، وولى عسكر ابن عباد منهزماً وأسلموه، فكان إسماعيل أول مقتول وحمل رأسه إلى إدريس بن علي وقد كان أيقن بالبلاد، وزال عن مالقة إلى جبل بباشتر متحصناً به وهو مريض مدلف فلم يعش إلا يومين ومات وترك من الولد يحيى، قتل بعده، ومحمداً الملقب بالمهدي، وحسنا المعروف بالسامي، وكان له ابن هو أكبر بنيه اسمه علي مات في حياة أبيه، وترك ابناً اسمه عبد الله أخرجه عمه ونفاه لما ولي. وقد كان يحيى بن علي المذكور قبل، وقد اعتقل ابني عمه محمداً والحسن ابني القاسم بن حمود بالجزيرة، وكان الموكل بهما رجل من المغاربة يعرف بأبي الحجاج، حين وصل إلى خبر قتل يحيى جمع من كان في الجزيرة من المغاربة والسودان وأخرج محمداً والحسن وقال: هذان سيداكم فسلم جميعهم إلى الطاعة لشدة ميل أبيهما إلى السودان قديماً وإيثاره لهم وانفرد محمد بالأمر وملك [الجزيرة] إلا أنه لم يتسم بالخلافة، وبقي معه أخوه حسن مدة إلى أن حدث له رأى في التنسك فلبس الصوف، وتبرأ عن الدنيا، وخرج إلى الحج مع أخته فاطمة بنت القاسم زوجة يحيى بن علي المعتلي، فلما مات إدريس كما ذكرنا رام ابن بقنة ضبط الأمر لولده يحيى بن إدريس المعروف بحيون، ثم لم يجسر على ذلك الجسر التام، وتحير وتردد. ولما وصل جبر قتل إسماعيل بن عباد وموت إدريس بن علي إلى "نجا" الصقلبين بسبتة استخلف عليها من وثق به من الصقالبة، وركب البحر هو وحسن بن يحيى إلى مالقة ليرتب الأمر [له] ، فلما وصلا إلى مرسى مالقة خارت قوى ابن بقنة وهرب إلى حصن كمارش على ثمانية عشر ميلاً من مالقة، ودخل حسن ونجا مالقة [واجتمع إليهما من بها من البربر فبايعوا] حسن بن يحيى بالخلافة وتسمى بالمستنصر.

ثم خاطب ابن بقنة [وأمنه، فلما رجع إليه قبض عليه] وقتله وقتل ابن عمه يحيى بن إدريس، ورجع نجا إلى سبتة وطنجة وترك مع الحسن رجلاً كان من التجار يعرف بالسطيفي، كان "نجا" شديد الثقة به فبقي الأمر كذلك نحوا من عامين، وكان حسن بن يحيى متزوجاً بابنة عمه إدريس فقيل إنها سمته أسفاً على أخيها، فلما مات احتاط السطيفي على الأمر، واعتقل إدريس بن يحيى وكتب إلى نجا بالخير وكان لحسن ابن صغير عند نجا فقيل إنه اغتاله أيضاً فقتله فالله أعلم. ولم يعقب حسن بن يحيى فاستخلف "نجا" على سبتة وطنجة من وثق به من الصقالبة عند وصول الخبر إليه، وركب البحر إلى مالقة فلما وصل إليها زاد في الاحتياط علي إدريس بن يحيى وأكد اعتقاله، وعزم على محو أمر الحسينين جملة، وأن يضبط تلك البلاد لنفسه، فدعا البربر الذين كانوا جند البلد وكشف الأمر إليهم علانية، ووعدهم بالإحسان، فلم يجدوا من مساعدته بداً في الظاهر، وعظم ذلك في أنفسهم باطناً، ثم جمع عسكره ونهض إلى الجزيرة، ليستأصل محمداً بن القاسم فحاربها أياماً ثم أحس بفتور نية من كان معه، فرأى أن يرجع إلى مالقة فإذا حصل فيها نفى من يخاف غائلته منهم واستصلح سائرهم، واستدعى الصقالبة من حيث ما أمكنه، ليقوى بهم على غيرهم، وأحس البربر بهذا منه فاغتالوه في الطريق من قبل أن يصل إلى مالقة، فقتل وهو على دابته في مضيق صار فيه، وقد تقدم إليه الذي أراد الفتك به، وفر من كان معه من الصقالبة بأنفسهم، ثم تقدم فارسان من الذين كانوا غدروا به يركضان حتى وردا مالقة ودخلا وهما يقولان: البشرى البشرى، فلما وصلا إلى السطيفي وضعا سيفهما عليه فقتلاه، ثم وافى العسكر فاستخرجوا إدريس بن يحيى من محبسه فقدموه وبايعوه بالخلافة وتسمى بالعالي، فظهرت منه أمور متناقضة منها: أنه كان راحم الناس قلباً كثير الصدقات، يتصدق كل يوم جمعة بخمسمائة

دينار، ورد كل مطرود عن وطنه وإلى أوطانهم، ورد عليهم ضياعهم وأملاكهم ولم يسمع بغياً في أحد من الرعية، وكان أديب اللقاء، حسن المجلس يقول من الشعر الأبيات الحسان، ومع هذا فكان لا يصحب ولا يقرب إلا كل ساقط رذل، ولا يحجب حرمه عنهم، وكل من لب منه حصناً من حصون بلاده ممن يجاوره من صنهاجة أو بني يفرن أعطاهم إياه، وكتب إليه أمير صنهاجة في أن يسلم إليه وزيره ومدير أمره وصاحب أبيه وجده موسى بن عفان [السبتي فلما أخبره بأن] الصنهاجي كتب إليه [يطلب منه وأنه لابد من تسليمه إليه] قال له موسى بن عفان "افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" فبعث به إلى الصنهاجي فقتله. وكان قد اعتقل ابني عمه محمداً وحسناً ابني إدريس [بن إلى] في حصن يعرف بأيرش فلما رأى ثقنة الذي في الحصن اضطراب آرائه خالف عليه وقدم ابن عمه محمد بن إدريس فلما بلغ ذلك السودان المرتبين في قصبة مالقة نادوا بدعوة ابن عمه محمد بن إدريس وراسلوه في المجيء إليهم، وامتنعوا بالقصبة فاجتمعت العامة إلى إدريس بن يحيى واستأذنوا في حرب القصبة والدفاع عنه ولو أذن لهم ما ثبت السودان ساعة من النهار فأبى وقال: الزموا منازلكم ودعوني فتفرقوا عنه. وجاء ابن عمه فسلم إليه وبويع بالخلافة وتسمى بالمهدي، وولى أخاه عهده وسماه السامعي واعتقل ابن عمه إدريس العالي في الحصن الذي كان [هو] معتقلاً فيه وظهرت من محمد بن إدريس هذا رجلة وجرأة شديدة هابه بها جميع البربر وأشفقوا منه وأرسلوا المرتب في الحصن الذي كان في إدريس بن يحيى واستمالوه فأجابهم وقام بدعوته وكان إدريس بن يحيى هذا أول

ولايته بعد قتل نجا قد ولي سبتة وطنجة رجلي نبرغواطيين من عبيد أبيه يسميان رزق الله وسكات، فلما خلعا كما ذكرنا [بقيا حافظين لمكانهما فلما قاما كما ذكرنا] في حصن أيرش لم يظهر محمد إدريس مبالاة بذلك بل ثبت ثباتاً شديداً وكانت والدته تشجعه وتقوي منته وتشرف على الحرب بنفسها وتحسن إلى من أبلى، فلما رأى البربر شدة عزمه وثباته فت ذلك في أعضادهم وانخلوا عن إدريس بن يحيى، ورأوا أن يبعثوا به إلى سبتة وطنجة إلى البرغواطيين اللذين ذكرنا. وكان قد جعل ابنه عندهما قد حضانتهما، فلما وصل إليهما أظهرا تعظيمه ومخاطبته بالخلافة إلا أن الأمر كان كله لهما دونه، فتوصل إليه قوم من أكابر البربر، وقالوا له إن هذين العبدين غلبا عليك وحالا بينك وبين أمرك فأذن لنا نكفيك أمرهما فأبى، ثم أخبرهما بذلك فنفيا أولئك القوم، وأخرجا إدريس بن يحيى عن أنفسهما إلى الأندلس [تمسكاً بولده لصغره، إلا أنهما في كل ذلك يخطبان لإدريس بالخلافة ثم إن محمد بن إدريس أنكر من أخيه الملقب بالسامعي أمراً فنفاه إلى العدوة، فصار في جبال غمارة، وهي بلاد تنقاد لهؤلاء الحسنيين، وأهلها يعظمونهم جداً. ثم إن البربر خاطبوا محمد بن القاسم بالجزيرة واجتمعوا إليهم، ووعدوه بالنصر فاستفزه الطمع، وخرج إليهم فبايعوه بالخلافة، وتسمى بالمهدي، فصار الأمر في غاية الأخلوقة والفضيحة، أربعة كلهم يسمى بأمير المؤمنين في رقعة من الأرض مقدارها ثلاثون فرسخاً في مثلها، فأقاموا معه أياماً ثم افترقوا عنه إلى بلادهم، ورجع خاسئاً إلى الجزيرة، ومات إلى أيام، وقيل إنه مات غماً، وترك نحو ثمانية ذكور، فتولى أمر الجزيرة ابنه القاسم بن محمد بن القاسم، إلا أنه لم يتسم بالخلافة، وبقي محمد بن إدريس بمالقة إلى أن مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكان إدريس بن

يحيى المعروف بالعالي عند بني يفرن بتاكرنا، فلما توفي محمد بن إدريس ردته العامة إلى مالقة والتسولى عليها] . ثم كانت بعد ذلك وقائع ظهر فيها الإسلام، وبقي المعتمد إلى سنة أربع وثمانين وأربعمائة. توفى سنة ثلاث وثمانين، قبلها دخل يوسف بن تاشفين غرناطة في رحب، وحمل صاحبها عبد الله بن بلقين إلى أغمات، ثم دخل قرطبة في صفر سنة أربع وثمانين، وقتل صاحبها المأمون الفتح بن محمد المعتمد في يوم دخولها، ثم وجه سير بن أبي بكر إلى إشبيلية فدخلها في يوم الأحد لعشر بقين من رجب الفرد سنة أربع وثمانين المذكورة وأخرج عنها ابن عباد، وحمل هو وولده إلى أغمات، وتوفى بها في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. واتصلت ولاية المرابطين بالأندلس إلى أن قام عليهم [الثوار] بقرطبة في يوم الخميس الخامس من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وقام عليهم [الثوار] بمالقة في يوم السبت الثالث عشر من رمضان المذكور، وقاموا عليهم بمرساة في السابع عشر لرمضان المذكور، وقاموا عليهم في جميع أقطار الأندلس. فأمل أهل قرطبة فبايعوا في ذلك اليوم حمدين بن محمد بن حمدين وتسمى بالمنصور بالله، ودامت ولايته أربعة عشر يومياً، ثم خلع، وبويع سيف الدولة أحمد ابن عبد الملك بن هود ودامت ولايته ثمانية أيام، ثم خلع، ورد ابن حمدين، ودامت ولايته إلى أن خرج من قرطبة في عقب شعبان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، ودخلها ابن غانية، ودامت ولايته إلى أن توفى بغرناطة

في عقب شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وأما أهل مالقة فإن المنصور بن محمد بن الهادي كان واليها، فتحصن في قصبتها وحوصر بها سبعة أشهر، وافتتحت صلحاً في ربيع الآخر عام أربعين وخمسمائة. وانتقل إليها الأمر أبو الحكم بن حشون في شعبان من العام. وأما مرسية فإن أبا محمد بن الحاج من أهل لورقة وليها إثر قيامه فيها بثورة، ثم دخلها عبد الله الثغري في نصف شوال من العام. ثم دخل على عبد الله الثغري بن أبي جعفر في آخر شوال المذكور، وبقي بها والياً عليها إلى أن قتل بغرناطة في ربيع الآخر من عام أربعين. ثم ولي أبو عبد الرحمن بن طاهر، وبقي مرسية إلى أن دخل عليه ابن عياض في آخر جمادى الآخرة من سنة أربعين، وقي ابن عياض إلى أن وصل المستنصر بن هود في العشر الأخر لرجب من السنة، وبقي معه يسيراً، وخرجا معاً إلى غزوة البسيط واستشهد بها المستنصر في نصف شعبان. وبقيت الرياسة لابن عياض بمرسية، وترك بها أبا عبد الله محمد بن سعد، ومشى ابن عياض إلى بلنسية، ثم دخل مرسية

عبد الله الثغري على محمد بن سعد في أول ذي الحجة من سنة أربعين. ولحق ابن سعد بابن عياض ببلنسية، وبقي بها عبد الله الثغري إلى رجب سنة إحدى وأربعين، ثم دخل عليه ابن عياض في السابع من رجب من السنة، وخرج عبد الله الثغري، على باب الفريقة من مرسية، فطرح عليه حجر من السور أصاب رأس فرسه فسقط به في النهر وقتله هنالك رجل يعرف بابن فاضة وبقي ابن عياض بمرسية إلى أن أصابه سهم في بعض سراياه ببني جميل، من أحواز إقليش أعادها الله فبقي أياماً، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - فقدم الناس بعده بمرسيه أبا الحسن بن عبيد، لأن ابن عياض تركه بها ثقة عند نهوضه إلى بني جميل وقدم أهل بلنسية على أنفسهم، أبا عبد الله محمد بن سعد المذكور، لأن ابن عياض كان تركه عليها عند خروجه منها، ومشى ابن همشك من بلنسية إلى ابن سوار إلى شقورة وكانت مدينة نواله في طاعة أبي عبد الله محمد بن محمد بن سعد وهو ببلنسية، ولم تزل على ذلك حتى جاء إلى مرسية، فخرج إليه أبو الحسن بن عبيد المقدم بها وقال له: إنما دخلت في هذا لأقوم مرسية لك وأمسكها عليك، فحصل ابن سعد على مرسية في أول جمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين، وجاء صهره ابن همشك من شقورة وبويع بمرسية أبو عبد الله محمد بن سعد ومشى إلى بلنسية في رجب في السنة المذكورة، واستخلف ابن همشك على مرسيه وبقي ابن همشك تحت طاعة ابن سعد المذكور بشقورة أعواماً جمة إلى أن قام عليه بعد عام ستين وخمسمائة. ولم يزل ابن سعد والياً مستولياً على شرق الأندلس كله وبعض الغرب، إلى أن توفى في سنة سبع وستين وخمسمائة، وكان قد جعل ابنه أبا القمر هلال ولي عهده فوفقه

الله تعالى [ ... ] الأمر العالي أدامه الله [ ... ] شرق الأندلس كله ولطف الله سبحانه بأهله وكان جوار عسكر الموحدين وأعزهم الله إلى الجزيرة الخضراء في عام تسعة وثلاثين وخمسمائة، وكان النصارى وقفهم الله قد استجاش بهم ابن غانية ودخل بهم قرطبة، وغلبوا عليها وأدخلوا دوابهم في جامعها المعظم، ومزقت أيدي الكفار به مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجمع بعد جهد ولما سمع النصارى وزعيمهم الإمبراطور بأن عسكر الموحدين قد جاز إلى الجزيرة، حار وخار وجمع الأعوان والأنصار، واستشارهم فأشاروا عليه بأن يرجع إلى بلاده، وينظر في حمايتها فخذله الله. وتوافق مع ابن غانية على أن يتركه بقرطبة، وينصرف، فتركه بها ثم خدعه وطلب منه بياسة فدفعها إلى مخافة أن يستقر بقرطبة، واستولى الأمر العالي أدامه الله بعد ذلك على جميع ما كان بأيدي المسلمين من الأندلس، وارتفعت المحن والفتن والجور والجزية واجتمعت الكلمة، وجرت على الروم، دمرهم الله هزائم جمة آخرها هزيمة أذفونش بن شانجه، قصمه الله عند الأركة على مقربة من قلعة رباح، في التاسع لشعبان المكرم عام إحدى وتسعين وخمسمائة، وكان عسكره الذميم ينيف على خمسة وعشرين ألف فارس ومائتي ألف رجل وكان معه جماعات من تجار اليهود قد

وصولا لاشتراء أسرى المسلمين وأسلابهم وأعدوا لذلك أموالاً فهزمهم الله تعالى، واستوعب القتل أكثرهم وحاز الموحدون جميع ما احتوت عليه محلتهم الذميمة، وعاين اللعين الحمام. وكانت هزيمة شنيعة على الشرك وأهله لم يسمع بمثلها، والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.

من اسمه محمد

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسير برحمتك وصل وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم من اسمه محمد 1- محمد بن محمد الصدفي محدث أندلسي، مشهور سمع أبا خالد مالك بن علي بن مالك [القطيني] مات بالأندلس. 2-محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة بن الحسن بن كليب، أو كلب الخشني يكنى أبا الحسن يروى عن أبيه وعن غيره. روى عنه أبو بكر حاتم بن عبد الله بن حاتم الرصافي مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. 3- محمد بن محمد بن أبي دليم محدث، يروى عن أحمد بن خالد بن يزيد، وعبد الله بن يونس المرادي، ومحمد بن عبد السلام الخشني وهذه الطبقة. روى عنه أبو الوليد عبد الله بن محمد بن محمد بن يوسف المعروف بابن الفرضي وغيره ذكره الحافظ أبو عمر [يوسف بن عبد الله بن محمد] بن عبد البر [النميري] . 4- محمد بن محمد بن الحسن الزبيدي أبو الوليد من أهل الأدب والرياسة، الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه، وهو أحد الثلاثة الذين تقدموا بإشبيلية في تدبير الأمور على ما قدمناه قبل، ثم أخرج عنها ودخل القيروان، ثم استوطن المرية، وولي القضاء بها. قال أبو عبد الله الحميدي في تاريخه: وقد شاهدته بعد الأربعين وأربعمائة وسمعته يقول إنه سمع كتاب مختصر العين من ابنه قال وأخرجه وقرأه عليه بعض أصحابنا.

5- محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحكم الفرشي، أبو عبد الله

5- محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحكم الفرشي، أبو عبد الله فقيه مقرئ محدث مشهور، يروى عن أبي داود سليمان بن نجاح مولى المؤيد بالله، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج مولى الطلاع، وأبي مروان بن سراج وأبي علي الغساني والعيسى وابن غلبون المقرئ وغيرهم، يروى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف، عرف بابن الفخار أحد أشياخي، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم، وغيرهما. مولده في سنة خمس وستين وثلاثمائة. 6- محمد بن محمد بن عبيد الله العثماني أبو عامر محدث يروى عن أبي علي بن سكرة وغيره. 7- محمد بن محمد بن محمد بن سلمة أبو بكر فقيه توفى بقرطبة سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 8- محمد بن محمد بن يبقى من أهل مرسية، فقيه سمع على ابن ورد وعلى أبيه محمد وكان يكتب الشروط بمرسية وبها توفى بعد سنة سبعين وخمسمائة. 9- محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة [بن حميد بن عتب أندلسي فقيه يعرف بالعتبي] ، منسوب إليه ولاء عتبة بن أبي يعيش يروى عن يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، وله رحلة سمع فيها من جماعة بالمشرق، وحدث وألف في الفقه كتباً كثيرة منها العتبة وهي: "المستخرجة من الأسمعة المسموعة من مالك ابن أنس، رحمة الله، توفى بالأندلس سنة خمسة وخمسين ومائتين. 10- محمد بن أحمد الجبلي محدث سمع من أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد وأبي عبد الله محمد بن وضاح بن قريع، ومات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

11- محمد بن أحمد بن الزراد

11- محمد بن أحمد بن الزراد يروى عن محمد بن وضاح، روى عنه أبو عمير أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي. 12- محمد بن أحمد بن حزم بن تمام بن محمد بن مصعب بن عمرو بن عمير بن محمد بن مسلمة الأنصاري يكنى أبا عبد الله أندلسي محدث مات قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة ذكر ذلك عبد الرحمن بن أحمد الصدفي. 13- محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد يروى عنه أبو محمد مسلمة بن محمد بن البتري شيخ من شيوخ أبي عمر بن عبد البر روى عن أبيه أحمد بن خالد. 14- محمد بن يحيى بن مفرج القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، وهو أصح محدث حافظ جليل، سمع بالأندلس من أبي محمد قاسم بن أصبغ البياني وطبقته، وله رحلة سمع فيها من أبي الحسن محمد بن أيوب بن حبيب الرقي الصموت صاحب أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز البصري، سمع منه بمصر، ومن أحمد بن بهزاد السيرافي المصري، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن الورد وأبي سعيد أحمد بن محمد ابن زياد بن الأعرابي وخيثمة بن سليمان، وأبي يعقوب بن حمدان صاحب أبي يحيى زكريا بن يحيى الساحي وغيرهم، وحدث بالأندلس وصنف كتباً في فقه الحديث وفي فقه التابعين، منها فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في أجزاء كثيرة، وجمع مسند حديث قاسم بن أصبغ للحكم المستنصر، روى عنه بمصر أبو سعيد بن يونس وبالأندلس أبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي وغيرهم، قدم من رحلته سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وتوفى سنة ثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه القاضي محمد بن يبقى، ودفن بمقبرة الربض [يوم الجمعة] لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب وعدة

15- محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي

شيوخه الذين روى عنهم مائتا شيخ وثلاثون شيخاً. 15- محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي فقيه محدث مشهور يروى عن جده عبد الله بن محمد بن محمد بن فطيس عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، روى عنه الحافظ أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني وغيره. 16- محمد بن أحمد بن سعيد [ ... ] يروى عن أبي بكر محمد بن طرخان بن يلتكن، تاريخ الحميدي عنه، سمعه عنه مع أبي الحجاج القضاعي الأندي. 17- محمد بن أحمد بن مسعود أبو عبد الله يروى عن محمد بن فطيس بن واصل الألبيري، روى عنه أبو الولدي بن الفرضي. 18- محمد بن أحمد بن عدل فقيه محدث سمع [على] أبي محمد الشنتجيالي بقراءته عليه بمدينة طليطلة كتاب مسلم وغيره. 19- محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال، أبو عبد الله يروى عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي روى عنه أحمد بن فتح بن عبد الله التاجر. 20- محمد بن أحمد بن محمد بن غالب طيلطلي يروى عن الشنتجيالي أبي محمد وغيره. 21- محمد بن أحمد بن محمد المكتب روى عن أبي محمد جعفر بن أحمد بن عبد الله بن عبد الله البزاز، روى عنه أب عمر بن عبد البر. 22- محمد بن أحمد بن الخلاص البجاني فقيه محدث، من أله بجانة رحل وسمع محمد بن القاسم بن شعبان القرطبي وغيره، مات في حدود الأربعمائة. 23- محمد بن أحمد بن إسحق بن طاهر أديب كاتب، من أهل بيت أدب ورياسة وجلالة يكنى أبا عبد الرحمن ومن شعره يخاطب أبا أحمد بن [عبد الله] عند قتله القادر بالله يحيى بن ذي النون:

24- محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، أبو الوليد

أيها الأخيف مهلا ... فلقد جئت عويصا إذ قتلت الملك يح ... يى وتقمصت القميصا رب يوم فيه تجزى ... لم تجد عنه محيصا واشتهاره بالنظم أكثر منه بالنثر، توفى سنة ثمان وخمسمائة. 24- محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، أبو الوليد قاضي الجماعة بقرطبة، مؤلف المقدمات وغيرها، يروى عن أبي جعفر بن رزق وغيره ومن تأليفه كتاب البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل "العتبية" وهو كتاب كبير ظهر فيه، وكان أوحد زمانه في طريقة الفقه، حدثني عنه غير واحد منهم ابن أبي الزاهد أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن عميرة، وأبو جعفر أحمد بن أحمد بن الأزدي وأبو الحجاج الثغري توفى سنة ثلاثين وخمسمائة بقرطبة، وصلى عليه ابنه أبو القاسم ودفن بمقبرة عباس ومولده في سنة خمسين [وأربعمائة] . 25- محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم التجيبي، يعرف بابن الحاج قاضي الجماعة بقرطبة، المقتول في الصلاة، يروى عن أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني روى عنه غير واحد منهم الحافظ أبو الوليد بن الدباغ، وأبو الحسن بن النعمة، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم، استشهد رحمه الله في الجامع بقرطبة في يوم الجمعة وهو ساجد في الركعة الأولى من صلاة الجمعة في العشر الأواخر من صفر سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ومولده في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. 26- محمد بن مخلد [بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقى بن مخلد] فقيه، يروي كتاب التفسير لجده بقى بن مخلد عن أبيه أحمد بن مخلد بن أبيه مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد عن أبيه أحمد بن بقى عن أبيه بقي بن مخلد، وكذلك يروي المسند لجده [بقى] بهذا

27- محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو عامر القاضي الطليطلي

السند يروي عنه ابناه عبد الرحمن وأحمد وغيرهما. 27- محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو عامر القاضي الطليطلي فقيه عارف مشهور [يروى] عن أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن البيروله وأبي بكر جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر، ومحمد بن خلف المعروف بابن السقاط يروى عنه أبو الحسن بن النعمة. 28- محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور الإشبيلي القاضي بها فقيه محدث عارف راوية: توفى سنة تسع وستين وأربعمائة وله سبعون سنة وأربعة أشهر، يروى عن جماعة منهم أبو ذر الهروي، روي عنه كتاب المعجم له ويروى عن أبي محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي كتاب مسلم وغيره، وروى عنه أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث وأبو الحسن شريح بن محمد بن شريح. 29- محمد بن أحمد [بن محمد] بن طالب بن أيمن بن مدرك بن محمد بن عبد الله القيسي أبو عبد الله القبري المؤدب رحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فسمع بمصر من أبي محمد بن الورد وأبي قتيبة سلم بن الفضل البغدادي وجماعة، وسمع بالإسكندرية من العلاف وغيره، وكان رجلاً صالحاً خيراً سمع منه الناس كثيراً، وكان ضعيف الخط توفى يوم الجمعة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ودفن في مقبرة الربض. 30- محمد بن أحمد بن دحيم أبو بكر أديب بليغ شاعر، من أهل بيت وزارة أنشدت من شعره مما كتب به إلى أبي الحسن بن الحاج: سلام كما نمت بروض أزاهر ... وذكر كما قامت عيون سواهر تحية من شطت به عندك داره ... وأنت له عين وسمع وناظر فيا سيد السادات غير مدافع ... ويا واحد الدنيا ولا من يفاخر لك الشرف الأسنى الذي لاح وجهه ... كما لاح وجه الصبح والصبح سافر

31- محمد بن أحمد البلوى، ثم السالمي

لئن شهرت في المعلوات أوائل ... لقد شرفت بالمؤثرات أواخر حرمت ندى تلك الظلال فأحرقت ... فؤادي سموم للهوى وهواجر وإني على فقد الصديق لجازع ... على أن قلبي للحوادث صابر حنانك أعيبت العلاء فجئته ... أذكره عهدي فهل أنت ذاكر فإن كنت قد أخللت بالفضل ظاهر ... وإن كنت قد قصرت بالمجد غادر أما إنه لولا خلائقك الرضى ... لما كان لي عذر ولا قام ناظر فمد يد الصفح الجميل فإنني ... على كل ما تولى وأوليت شاكر وله من قطعة كتب بها إلى القاضي أبي أمية بن عصام هي السيادة حلت منزل القمر ... وأنت منها سواد القلب والبصر وهي الجلالة لا تدري لها صفة ... لكنها عبرة جاءت من العبر أما المعالي فقد خطت رواحلها ... لديك والخير قد يغني عن الخبر ومنها: طرزت ثوب المعالي بعدما درست ... رسومه فأتانا معلم الطرر رقت فراقت سناء للعلى شيم ... كأنها قطعت من رقة السحر 31- محمد بن أحمد البلوى، ثم السالمي فقيه أديب له كتاب جمع فيه علوماً وجدد من الدهر آثاراً ورسوماً سماه "كتاب السلك المنظوم والمسلك المختوم". 32- محمد بن أحمد الحمزي أبو عبد الله من أهل الفضل والفقه والمعرفة. توفى بالمرية بلده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. 33- محمد بن أحمد بن موسى بن

34_ محمد بن أحمد بن محمد بن أبي العافية اللخمي أبو عبد الله

وضاح، أبو عبد الله التدميري نزيل المرية فقيه محدث. توفى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. 34_ محمد بن أحمد بن محمد بن أبي العافية اللخمي أبو عبد الله فقيه مشاور من أهل الفضل والمعرفة والصلابة في الدين، كان يفتي بمرسية مدة، وبها توفى في شهر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة يروى عن القاضي أبى علي الصدفي. 35- محمد بن أحمد بن عامر أبو عامر الشاطبي لغوي أديب محدث نحوي ألف كتباً كثيرة في اللغة والأدب والشعر والتواريخ والحديث وغير ذلك، حدثني عنه أبو محمد عبد المنعم بن محمد قال: جالسته وناولني بعضها. 36- محمد بن أحمد بن محمود فقيه يروى عن القاضي [أبي علي] بن سكرة وغيره. 37- محمد بن أحمد بن عمران بن نمارة فقيه مقرئ مجود فاضل زاهد من أهل بيت جلالة يكنى أبا بكر روى. 38- محمد بن أحمد البزلياني شاعر أنشد له الرشاطي أبو محمد في كتابه، في مطر أتى قبيل الغروب: كان الأصيل سقيم بكت ... جفون السحاب على سقمه رأى الشمس تودعه فالفرا ... في يفاض دجى الليل من غمه 39- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن رشد قاضي قرطبة أبو الوليد فقيه حافظ مشهور مشارك في علوم جمة وله تواليف تدل على معرفته. توفى بحضرة مراكش في سنة خمس وتسعين وخمسمائة. 40- محمد بن أحمد بن عبيد السكسكي فقيه محدث ضابط شذوني. توفى بع التسعين وخمسمائة.

41- محمد بن أبي جعفر بن سعيد بن عفرال السباي أبو عبد الله

41- محمد بن أبي جعفر بن سعيد بن عفرال السباي أبو عبد الله فقيه محدث يروى عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم وغيره. 42- محمد بن إسماعيل بن الزنحاني أبو بكر فقيه حافظ إشبيلي مشهور. 43- محمد بن إبراهيم بن حنون الحجازي كان إماماً في الحديث عالماً به حافظاً لعلله بصيراً بطرقه، لم يكن بالأندلس في وقته أبصر به منه. سمع من أبي عبد الله الخشني وابن وضاح وعبد الله بن مرة ومحمد بن عبد الله بن الغاز وجماعة من نظرائهم بالأندلس. رحل إلى المشرق فتردد هناك نحواً من خمس عشرة سنة. سمع بصنعاء من أبي يعقوب الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري وغيرهما وسمع بمكة من علي بن عبد العزيز، وأبي مسلم الكشي، ومحمد بن علي الصابغ، وأبيع لي محمد بن عيسى. عرف بالبياضي. ودخل بغداد وسمع بها من جماعة منهم عبد الله بن حنبل، وسمع من ابن قتيبة بعض كتبه، وسمع بمصر من عبد الله بن احمد بن عبد السلام الخفاف، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإبراهيم بن موسى بن جميل وروى عن جماعة غيرهم منهم القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، لقيه بالمصيصة سنة ثلاث وتسعين ومائتين. روى عنه خالد بن سعد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر الإشبيلي، ووهب بن مسرة وأحمد بن سعيد بن حزم، وكان شاعراً. توفى بقرطبة يوم الاثنين عقب ذي القعدة سنة خمس وثلاثمائة. 44- محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز التجيبي أبو بكر صهر حافظ أبي محمد عبد الله بن علي الرشاطي فقيه يروى عن صهره كتاب "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار" تأليفه.

45- محمد بن إبراهيم بن سليمان يعرف بابن ألمه ماله

45- محمد بن إبراهيم بن سليمان يعرف بابن ألمه ماله أديب شاعر ذكره أحمد بن فرج الجياني صاحب كتاب الحدائق ومن شعره. خليلي شيما عارضا لا ح برقه ... إلى أين يهوى ودقه المتبعق ركام إذا احمومى وقطب وجهه ... تبتسم فيه برقة المتألق حرام علي ذي خلة شام مثله ... سنى بارق أن لا يرى يتشوق 46- محمد بن إبراهيم بن سعيد، أبو عبد الله، يعرف بابن أبي القراميد روى عن محمد بن معاوية القرشي وابن مفرج القاضي وابن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم. روى عنه أبو عمر بن عبد البر و [قال] : كان من أضبط الناس لكنه، وأفهمهم لمعاني الرواية، له تأليف جمع فيه كلام يحيى بن معين في ثلاثين جزءاً يرويه أبو عمر عنه. 47- محمد بن إبراهيم بن يزيد بن محمود أبو عبد الله يروى عن عمر بن مؤمل روى عنه أبو عمر. 48- محمد بن إبراهيم بن محمد بن معاذ الشعباني قاضي جيان، فيلسوف زمانه، توفى سنة خمس وثمانين وأربعمائة. 49- محمد بن إبراهيم بن أسود أبو بكر فقيه محدث من أهل بيت جلالة [توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة] . 50- محمد بن إبراهيم الجذامي أبو عبد الله فقيه أصولي من أهل الإتقان والفهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم وقال إن مولده في الثمانين وأربعمائة. 51- محمد بن إبراهيم بن محمد بن

52- محمد بن إبراهيم [بن موسى] بن عبد السلام بن شق الليل

سعيد الأزدي المشتهر بابن الصناع، يكنى أبا بكر مقرئ متقن مجود فاضل، روى عن أبي داود وغيره، روى عنه محمد بن يحيى محمد أبي إسحاق الليربي وغيره. 52- محمد بن إبراهيم [بن موسى] بن عبد السلام بن شق الليل توفي [بطلبيرة] سنة خمس وخمسين وأربعمائة. 53- محمد بن إبراهيم بن خلف بن [أحمد] الأنصاري، المعروف بابن الفخار المالقي أبو عبد الله فقيه حافظ محدث متقدم في الحفظ للحديث والفقه، والأغربة وغير ذلك من أخبار الناس، ما رأيت [أحفظ منه لكتاب مسلم] ، قال لي صاحبنا الفقيه أبو محمد بن حوط الله بحضرة مراكش و [كان قد] حضر قراءتي عليه لكتاب مسلم، فلما خرجنا من عنده قال لي: لو أضيف هذا الكتاب إلى الفقيه أبي عبد الله لكان أحق بالإضافة إليه منه إلى مسلم [ ... ] في ما أسأله عنه [ ... ] تعطيل قراءتي عليه. توفى - عفا الله عنه وبرد ضريحه - في سنة تسعين وخمسمائة. روى عن جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن محمد القرشي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن معمر، وأبو مروان بن عبد الملك بن مسرة، والحافظ أبو بكر بن العربي، وأبو مروان بن عبد الملك بن بونة، وأبو مروان عبد الملك بن مخبر البكري، وأبو بكر بن عبد العزيز. حدثني الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم وهو أول ما سمعته منه قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله

54- محمد بن إبراهيم بن سليمان بن سفيان، أبو الحسن

قال: لما وصلعت بغداد صحبة أبي، أقمت بها مدة، وكان لهم يوم لا تبقى فيه مخدرة ولا صاحب دكان إلا خرجوا إلى منتزهاتهم فأقاموا بها عامة ذلك اليوم ثم انصرفوا، ومن لا منتزه له قعد على شاطئ دجلة ينظر إلى الناس يمرون عليه، وكان معنا من أهل الأندلس أديب شاعر يحضر معنا في مدرسة فخرجنا، وخرج صحبتنا إلى ربوة تقرب من الطريق، وقعدنا هناك والناس يمرون، إلى أن مرت جماعة نساء وبينهم امرأة قد فرعتهم طولاً وبهرتهم حسناً وجمالاً فقام ذلك الفتى لما أبصرها وقال: لا بد لي من معارضة هذه المرأة، فقلنا له اتق الله تعالى، وقمنا إليه لنمسكه فشذ عنا، ورأيناه له ما الذي دهاك فأقام ساعة ثم سرى عنه فقال لنا: خطرت على المرأة حين رأيتموني وقلت: من أين يأتي ذا الغزال الذي ... قد كحلت بالسحر عيناه فو الله ما أتممت الكلام حتى قالت: من دوحة المجد ودار التقى ... وسعية يرضى بها الله فلم أسمع نفسي من سرعة الجواب وجزالة اللفظ أن بهت وأصابني ما ترون، فسار النسوة مع المرأة غير بعيد ثم انصرفت منهن جارية فقالت لنا: تقول لكم السيدة: الحقوا بها تنالوا بركتها، فمشينا حتى انتهينا إلى بستان حسن فكنا في طائفة منه من خارجه عامة ذلك اليوم يطاف عليها بكل فاكهة إلى أن مضى النهار، فخرجت إليها جارية ومعها جملة دنانير فقالت: تعتذر لكم السيدة إذا لم تجدوا عندها أكثر من هذا فاقبلوا عذرها واستعينوا بهذا على ما أنتم بسبيله من الطلب، فانصرفنا فرحين وسألنا عنها فقيل لنا هي في ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 54- محمد بن إبراهيم بن سليمان بن سفيان، أبو الحسن مقرئ يروى عن

55- محمد بن أبان بن عثمان بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز أبو بكر

أبي محمد عبد الله بن علي الرشاكي تأليفه. 55- محمد بن أبان بن عثمان بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز أبو بكر شيخ من شيوخ الحديث، روى عنه أبو عمر النمري الحافظ. 56- محمد بن إسحق أندلسي، روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه سليما بن سلمة بن عبد الجبار الخبايري. قال: أخبرنا غالب بن عبد الله الفرقساني أخبرنا سعيد بن المسيب، قال سئلت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع إذا آوى إلى بيته؟ قالت: "يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويعلج سلاحه". قال ابن عدي محمد بن إسحق بن إبراهيم بن محمد الأندلسي عن الأوزاعي منكر الحديث قال: سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري. قال ابن عدي ومحمد بن إسحق هذا الذي ذكره البخاري ليس له عن الأوزاعي إلا الشيء اليسير، وهو ورجل مجهول لا يعرف، هذا آخر كلام ابن عدي، قال الحميدي، وهو عندي الذي روى عن ابن أبي عبلة والله أعلم. 57- محمد بن إسحق بن السليم أبو بكر "قاضي" الجماعة بقرطبة، ويقال في اسم جده سليم بغير التعريف. كان من العدول المرضيين والفقهاء المشهورين، وله عند أهل بلاده جلالة مذكورة ومنزلة في العلم والفضل معروفة، وكان مع هيبته ورياسته حسن العشرة والأنس كريم النفس، سمع قاسم بن أصبغ بن يوسف بن ناصح البياني وأحمد بن خالد بن يزيد وغيرهما، روى عنه غير واحد، مات في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. حدث القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث يعرف بابن الصفار: أن رجلاً من أهل المشرق يعرف بالشيباني

58- محمد بن إسحق بن عبد الله بن إدريس بن خالد، أبو عبد الله

دخل الأندلس فسكن بقرطبة على شاطئ الوادي بالميون، فخرج قاضي الجماعة ابن السليم يوماً لحاجة فأصابه مطر اضطره إلى أن دخل "بدايته" في دهليز الشيباني، فوافقه فيه، فرحب بالقاضي وسأله النزول فنزل، وأدخله إلى منزله، وتقاوضا في الحديث فقال له: أصلح الله القاضي، عند جارية مدنية لم يسمع بأطيب من صوتها فإن أذنت أسمعتك عشراً من كتاب الله عز وجل وأبياتاً فقال له: افعل، فأمر الجارية فقرأت، ثم أنشدت، فاستحسن ذلك القاضي وعجب منه، وكان على كمه دنانير فأخرجها، وجعلها تحت الفرش الذي جلس عليه، ولم يعلم بذلك صاحب المنزل، فلما ارتفع المطر ركب القاضي، وودعه الشيباني فدعا القاضي له ولجاريته وقال له: [قد تركت هنالك شيئاً للجارية تستعين به في بعض حوائجها فقال الشيباني: سبحان الله أيها القاضي، فقال: لا بد من ذلك أقسمت عليك لتفعلن] . فدخل الشيباني فأخذ الصرة فوجد فيها عشرين ديناراً. 58- محمد بن إسحق بن عبد الله بن إدريس بن خالد، أبو عبد الله كان رجلاً صالحاً مذكوراً، وعلى طريقة من الزهد محققة، وله كلام يدل على إخلاصه وصدق طويته، سمع وهو يقول الأحمد بن سعيد بن حزم على سبيل الوعظ في بعض مناجاته إياه: احرص على أن لا تعمل شيئاً إلا بنية فإنك تؤجر في جميع أعمالك "إذا أكلت فإنوا بذلك التقوى لطاعة الله، وكذلك في نومك وتفرجك وسائر أعمالك فإنك ترى ذلك في ميزان حسناتك". قال: أبو محمد بن حزم: سمعته يقول ذلك لأبي فانتفعت به ولم أزل منتفعاً به منذ سمعته، كما أني انتفعت بما رويت عن الخليل - رحمه الله - من قوله:

59- محمد بن إسحق المهلبي أبو بكر الإسحاقي [الوزير]

ينبغي للمرء أن يستشعر في أحواله كلها أن يكون عند الله عز وجل من أرفع أهل طبقته، وأن يكون عند الناس من أوسط أهل طبقته، وعند نفسه من أقلهم وأدناهم بهذا يصل إلى اكتساب الفضائل. 59- محمد بن إسحق المهلبي أبو بكر الإسحاقي [الوزير] من أهل الأدب والفضائل، وهو الذي خاطبه أبو محمد علي بن أحمد برسالته في فضل الأندلس. 60- محمد بن أسلم اللاردي من أهل لاردة من ثغور الأندلس، يورى عن يونس بن عبد الأعلى. مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثمائة. 61- محمد بن أسامة بن صخر سرقسطي فقيه، توفى سنة سبع وثمانين ومائتين. 62- محمد بن أبي الأسعد محدث أندلسي، مات بها سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 63- محمد بن الأشعث أندلسي. مات بها سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قال الحميدي: هكذا وجدته. وأخاف أن يكون الأول صحف الأشعث بالأسعد. 64- محمد بن أبي الأسود البلسي فقيه محدث، سمع من فضل بن سلمة، ذكره أبو الوليد الفرضي. 65- محمد بن أصبغ البياني من أهل بيانة قرية من قرى الأندلس. مات بها سنة ثلاث وثلاثمائة وقيل سنة ثلاثمائة، ذكره أبو سعيد بن يونس. 66- محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي القرطبي القاضي أبو عبد الله يعرف بابن المناصف فقيه محدث مشهور يروى عن أبي علي الغساني، وأبي عبد الله

67- محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري

محمد بن فرج مولى الطلاع، حدثني عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، توفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. 67- محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري من التابعين يروى عن [أبو هريرة] روى عنه [الحارث] بن يزيد بن محمد [ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي وكان] من أهل الفضل معروفاً بالفقه. ولي بحر أفريقيا سنة ثلاث وسبعين وغزا المغرب والأندلس مع موسى بن نصير فيما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر، وكان على بحر تونس في سنة اثنتين ومائة على ما حكاه ابن عبد الحكم. 68- محمد بن أيوب العكي أندلسيي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس. 69- محمد بن بشير قاضي الجماعة بقرطبة، خرج حاجاً فلقي مالك بن أنس وجالسه وسمع منه. ولما أشير على الحكم بن هشام بتقديمه إلى خطة القضاء بقرطبة وجه فيه إلى باجة، فذكر أحمد بن خالد عن بعض شيوخه أن محمد بن بشير لما أتاه رسول أمير المؤمنين أقبل معه، ولا يعلم ما دعي إليه، فملا كان يسهله المدور عند إلى صديق له كان بها من العباد فدخل عليه، وتحدث معه في شأن استدعائه، فقال له صديقه العابد: ما أراه من العباد فدخل عليه، وتحدث معه في شأن استدعائه، فقال له صديقه العابد: ما أراه بعث فيك إلا للقضاء فإن قاضي قرطبة مات وهي الآن دون قاضي. فقال له فما تأمرني به إن كان ذلك؟ فقال له العابد: أسائلك عن ثلاث وأعزم عليك [أن] تصدقني فيها ثم أشير عليك. قال له: ما هي؟ قال له كيف حبك للأكل الطيب، واللباس اللين، وركوب الفاره؟ فقال له: والله ما أبالي ما رددت به جوعي وسترت به عورتي وحملت به رجلي، قال: هذه واحدة ثم قال له: كيف حبك للوجوه الحسان؟ قال: وهذه ما استشرفت لها قط.

قال له العابد: وهذه ثانية، ثم قال: كيف حبك لمدح الناس وذمهم وللولاية والعزل؟ فقال: ما أبالي في الحق من لامني ممن مدحني، ولا أسر للولاية ولا أستوحش [من] العزل. فقال له العابد: فاقبل القضاء فلا بأس [عليك] . فلما قدم قرطبة قدمه الحكم للقضاء والصلاة. قال أحمد بن خالد: كان أول ما نفذه محمد بن بشير في قضائه هذا من أحكامه التسجيل على أمير المؤمنين الحكم في أرض القنطرة إذ قيم عليه فيها، وثبت عنده حق المدعي وسمع من بينته وأعذر إلى الأمير الحكم فلن يكن عنده مدفع فسجل فيها وأشهد على نفسه. فلما مضت مديدة ابتاعها ابتياعاً صحيحاً وسر [الأمير] بذلك وقال: رحم الله محمد بن بشير، لقد أحسن فيما فعل بنا على كره منا. [كان في أيدينا شيء مشتبه] فصححه لنا، وصار حلالاً طيب الملك في أعقابنا. وقال ابن وضاح: حكم محمد بن بشير على ابن فطيس الوزير، ولم يعرفه بالشهود فرفع ابن فطيس ذلك إلى الحكم - رحمه الله - فأرسل الأمير إلى ابن بشير أن ابن فطيس ذكر أنك حكمت [عليه بشهادة قوم ولم يعرفه] بهم وأهل العلم يقولون [إن ذلك له] فكتب إليه ابن بشير: ليس ابن فطيس ممن يعرف بمن شهد عليه لأنه إن لم يجد سبيلاً إلى تجريحهم لم يتحرج عن طلبهم في أنفسهم وأموالهم بالأذية لهم فيدعون الشهادة هم ومن أيتسر بهم وتضيع أمور الناس. وذكر بعض الرواة أن موسى بن سماعة صاحب الحكم أكثر على الحكم في محمد بن بشير، وشكا إليه أنه يجوز عليه. فقال له الحكم: أنا أمتحن قولك في الساعة اخرج من فورك هذا، وسر إليه فإن أذن لك دون خصمك عزلته وإن لم يأذن لك عرفت أنه على الحق وأرددت فيه بصيرة:

70- محمد بن باشه بن أحمد الزهري الأندي المقري

فخرج ابن سماعة حتى أتى دار ابن بشير فاستأذن عليه فخرج الإذن: إن كانت لك حاجة فاقصد فيها إذا قعد القاضي في مجلس القضاء، فأعلم الحكم بذلك فتبسم وقال إن ابن بشير صاحب حق. وله مع سعد الخير عم الحكم أمير المؤمنين حكاية طريفة رد فيها شهادة الحكم ولم يقبلها وهذه غاية في الصلابة في الدين. تفوى ابن بشير - رحمه الله - سنة ثمانية وتسعين ومائة. 70- محمد بن باشه بن أحمد الزهري الأندي المقري روى عن خلف بن إبراهيم وأبي بكر الصايغ: مولده سنة ست وخمسين وأربعمائة, وتوفى في رمضان سنة خمسة عشرة وخمسمائة. 71- محمد بن بكر الكلاعي أندلسي محدث مات سنة خمس وثلاثمائة. 72- محمد بن بطال بن وهب اللورقي توفى سنة ست وستين وثلاثمائة. 73- محمد بن باز أبو عبد الله من أهل بلس أديب شاعر فقيه كان قاضياً ببلده وبه مات في سنة سبع وثمانين وخمسمائة. أنشدني رحمه الله من قوله في لابس ثوب أخضر: وكم قائل لم يد وجدي ولوعتي ... أرى لك في خضر الملابس مذهبا فقلت له بل فاض دمعي صبابة ... فعادت ثيابي من بكائي طحلبا وصل الحضرة الإمامية في سنة سبع وستين وخمسمائة ومدحها بقصائد مطولة وقال من بركاتها المباركة. أنشدني منها قصيدة منها: نهضوا ليوم الفتح في صيابة ... بلغوا من الأبطال ألف [ملأم] لم يجتمع لقبيلة أمثالكم ... فهم الرجاء لمنجد أو متهم إن الأصول إذ [زكت أعراقها] ... [وافتك] طيبة الجنا والمطعم

74- محمد بن [تليد] مولي المعافري

74- محمد بن [تليد] مولي المعافري أندلسي كان فقيهاً محدثاً. مات بالأندلس. 75- محمد بن جنادة بن عبد الله بن أبي جنادة بن يزيد بن عمرو الألهاني إشبيلي يروى عن أبي الطاهر أحمد بن عمر بن السرح ويونس بن عبد الأعلى. مات بالأندلس سنة خمسة وتسعين ومائتين، وقيل سنة ست، وفيها غلب الشيعي على القيروان. 76- محمد بن جهور بن عبيد الله بن أبي عبدة أبو الوليد، الوزير من أهل الأدب والشعر، ومن بيت جلالة ووزارة، ذكره أبو محمد بن حزم وغيره ومن شعره: أبلغت في حبك أسماعي ... فصرت لا أصغي إلى الداعي من صمم أورثنيه الآسي ... وحرقة تشعل أوجاعي كلفتني الصبر وأني به ... وكيف بالصبر لمرتاع جزعت في الحب على أنني ... في الخطب جلد غير مجزاع 77- محمد بن جعفر بن شرويه أبو عامر الخطيب ببلنسية، فقيه فاضل محدث. أخبرني عنه أبو محمد عبد المنعم بن محمد بكتاب السيرة، قرأه عليه عن القاضي أبي الوليد هشام الكناني الوقشي بسنده [توفى] في سنة ست وأربعين وخمسمائة. 78- محمد بن جعفر بن صاف المقرئ أبو عبد الله، وقيل أبو بكر يروى عن ابن شعيب عن مكي، أقرأ بجامع قرطبة، وأقرأ أيضاً بغرناطة وكان من المقرئين المجيدين، توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة. 79- محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد أبو عبد الله قاضي بلنسية مقرئ نحوي أديب، متقدم، فاضل، أقرأ القرآن والعربية بمرسية مدة، وهو أول من قرأت عليه

80- محمد بن الحسن الزبيدي أبو بكر

وسنى دون العشر، روى عن جماعة منهم أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح وأبو بكر بن مسعود بن أبي عتبة، وكان - رحمه الله - ممن يرغب في العمل ويداوم على ورده، قال لي صاحبه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد: ما عملت أن الفقيه أبا عبد الله بن حميد ترك ورده قط مذ عرفته إلى الآن، وحدثني أبو عبد الله بن جعفر بن حميد قال: قرأت على شيخي [ ... ] حزبي من الحزب، فقال فيه في موضعين فخجلت وقتل له معتذراً اشتغلت ولم أنظر في هذا من لا يقوم به، قال ينفعني الله بقوله [ ... ] الحمل وكتاب [ ... ] وكان يصل بهما ويعاد. روى عنه بعض أصحابنا أيام كونه ببلنسية أنه قال له: لوددت أن أمير المؤمنين كلفني شرح كتاب سيبويه حتى كنت أخلف في تفسيره شرحاً يقطع أوراق الأستاذين، ولا يحتاج معه إلى معلم, قال لي: فقلت له: ولم لا تفعل أنت ذلك؟ فقال: لا يمكنني ذلك بسبب الشغل، ولا يمكنني أن أجرد لذلك وقتاً، ولو دخلت تحت الأمر كنت أعذر في تجردي وانفرادي. توفى - رحمه الله - سنة ست وثمانين وخمسمائة بمرسية ودفن بإزاء صاحبه القاضي أبي القاسم ببقيع مسجد الجرف. 80- محمد بن الحسن الزبيدي أبو بكر كان من الأئمة في اللغة العربية ألف في النحو كتاباً سماه "الواضح"، واختصر كتاب "العين" اختصاراً حسناً وجمع في الأبنية، وفي لحن العامة، وفي أخبار النحويين كتباً مشهورة، وفي غير نوع من الأدب، وكان شاعراً كثير الشعر، أخبرني غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر

81- محمد بن الحسن أبو عبد الله المذحجي، يعرف بابن الكتاني

قال كتب أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي إلى أبي مسلم بن فهد: أبا مسلم إن الفتى بجنانه ... ومقوله، لا بالمراكب واللبس وليس ثياب المرء تغني قلامة ... إذا كان مقصوراً على قصر النفس وليس يفيد العلم والحلم والحجا ... أبا بمسلم طول القعود على الكرسي وله وقد استأذن الحكم المستنصر في الرجوع إلى أهله بإشبيلية فلم يأذن فكتب إلى جارية له هناك [تدعى] سلمى: ويحك يا يسم لا تراعى ... لا بد للبين من زماع لا تحسبيني صبرت إلا ... كصبر ميت على النزاع ما خلق الله من عذاب ... أشد من وقفة الوداع ما بينها والحمام فرق ... لولا المناحات والنواعي إن يفترق شملنا وشيكا ... من بعد ما كان ذا اجتماع فكل شمل إلى افتراق ... وكل شعب إلى انصداع وكل قرب إلى بعاد ... وكل وصل إلى انقطاع توفى أبو بكر الزبيدي قريباً من الثلاثين، وثلاثمائة. روى عنه غير واحد منهم ابنه أبو الوليد، وأبو القاسم بن محمد بن زكرياء الزهري المعروف بابن الأفليلي. 81- محمد بن الحسن أبو عبد الله المذحجي، يعرف بابن الكتاني له مشاركة قوية في علم الأدب والشعر، وله تقدم في علوم الطب والمنطق، وكلام في الحكم، ورسائل في كل ذلك، وكتب معروفة، وكتاب سماه وكتاب محمد وسعيدي، مليح في معناه، وعاش بعد الأربعمائة بمدة ومن شعره:

82- محمد بن الحسن الرازي أبو بكر

ألا قد هجرنا واتصل الوصل ... وباتت ليالي البين واشتمل الشمل أضحى الفراق رفيقاً لي يواصلني ... بالبعد والشجو والأحزان والكمد وبالوجوه التي تبدو فأنشدها ... وقد وضعت على قلبي يدي بيدي إذا رأيت وجوه الطير قلت لها ... لا بارك الله في الغربان والصرد 82- محمد بن الحسن الرازي أبو بكر سمع بمصر: أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس البزاز وطبقته وسمع أبا نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران الأصبهاني وطبقته ودخل الأندلس وحدث بها، سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي المحمدي وغيره ومات [بعد] الخمسين وأربعمائة غرقاً فيما يذكر. 83- محمد بن الحسن الجبلي النحوي أديب شاعر كثير القول، كان يقرأ عليه الأدب، ذكره الحميدي وقال أنشدني من شعره: وما الأنس بالأنس الذين عهدتهم ... بأنس ولكن فقد أنسهم أنسى إذا سلمت نفسي وديني منهم ... فحسبي أن العرض مني لهم ترسى 84- محمد بن الحسين بن محمد بن أسد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن كعب بن مالك التميمي الحصاني الطبني الزابي وطبنة بلد من أرض الزاب في عدوة الأندلس. شاعر مكثر، وأديب مفتن، ومن بيت أدب وشعر وجلالة ورياسة كان في أيام الحكم المستنصر، قدم الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وكان حافظاً للأخبار عالماً بالأنساب، ولي الشرطة.

85- محمد بن الحسن علي الخولاني ثم البلغيسي، أبو عبد الله

وتوفى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، مولده سنة ثلاثمائة وصلى عليه القاضي عبد الرحمن بن محمد بن فطيس وله أولاد نجباء مشهورة في الأدب والفضل ومن شعره: ووغد إن أردت له عقاباً ... عفى عن ذنبه حسبي وديني ولولا بغيبة مستطيل ... ويلقاني بصفحة مستكين وقالوا: قد هجاك فقلت كلب ... عوى جهلاً إلى ليث العرين 85- محمد بن الحسن علي الخولاني ثم البلغيسي، أبو عبد الله فقيه محدث مشهور مسند، له رحلة، روى مصر عن أبي عبد الله محمد بن منصور الحضرمي عن القضاعي وعن أبي الحسن علي بن مشرق الأنماطي، وروى بغير مصر عن أبي حامد الغزالي وعن أبي الفرج سهل بن بشر الأسفراييني، ونصر بن إبراهيم بن نصر، وأبي البركات أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس البغدادي، يروى عن أبو الحسن بن النعمة، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم، وغيرهما. مولده في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وتوفى في شوال سنة خمس عشرة وخمسمائة. 86- محمد بن الحسن بن سرنباق فقيه محدث يروى عن أبي علي بن سكرة وغيره. 87- محمد بن حسين بن أحمد بن محمد أبو عبد الله يعرف بابن إحدى عشرة من أهل الفضل والزهد والفضل، محدث يروى عن أبي علي الغساني وغيره، روى عنه غير واحد من أشياخي منهم: القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، والراوية أبو محمد عبد الله بن محمد، أخبرني عنه القاضي أبو القاسم قال: كان مؤدبي وكان أستاذي وكان فاضلاً ورعاً، وكان إذا مشى في الطريق لم يسلم على أحد لأنه كان لا يرفع عينيه عن الأرض، قال لي: وكنا نهابه لدينه وورعه ومعرفته، وكنا نخرج معه في كل عام إلى بجانة في أيام العصير للنزهة ولا يتخلف طالب من طلبته، فخرجنا مرة، فحللنا في موضع لم نر أحسن

88- محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد

منه، قد اجتمع فيه كل ما يشتهي، فلما عاين ذلك بعض أصحابنا، استفزه الطرب حتى قام يمشي على رجل واحدة يدرج فرحاً فلما رأينا ذلك فزعنا خوفاً من الفقيه إذ لم يكن مجلس أحد أوقر من مجلسه فلما رأى ذلك رفع رأسه إلينا وقال: أين جاء مثل فعل صاحبكم هذا في الحديث؟ فسرى عنا وجعلنا نلتمس ما سألنا عنه ساعة، ثم قال لنا: جاء هذا في الحديث حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [ ... ] . لا يوجد مثله في الحديث، وكان - رحمه الله - ورعاً فاضلاً، كانت معيشته من نسخ بيده وله تواليف حدثني بها عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، والراوية أبو محمد بن عبيد الله، توفى سنة اثنتي وثلاثين وخمسمائة. 88- محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرئ بجامع دانية، فقيه مقرئ مجود ضابط متقن يعرف بابن غلام الفرس، وكان زاهداً ورعاً مقدماً في الإقراء والضبط والإتقان. توفى سنة سبع وأربعين وخمسمائة. يروى عن أبي داود وغيره. 89- محمد بن حسن بن محمد الأموي، أبو عبد الله فقيه مقرئ مجود نحوي أديب. يروى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم وغيره. 90- محمد بن الحسن بن كامل الحضرمي المالقي، أبو عبد الله يعرف بابن الفخار فقيه أديب اشتهر بالأدب، وله شعر يدون، وترسيل يفوق، غلبت عليه البادية، توفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. 91- محمد بن الحسن بن يحيى الأموي، أبو بكر، يعرف بابن برنجال من أهل دانية، فقيه عارف مشهور، متقدم في الفقه والمعرفة، توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 92- محمد بن الحسين بن عبيد الله

93- محمد ين الحسين بن أحمد بن بشر الأنصاري، أبو بكر

أبو عامر فقيه عارف، توفى في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة. 93- محمد ين الحسين بن أحمد بن بشر الأنصاري، أبو بكر فقيه محدث يروى عن أبي عبد الله الرازي، الأحاديث السداسيات له، أخبرني القاضي أبي محمد عبد المنعم بن محمد. 94- محمد بن أبي الحسين رئيس جليل عالم باللغة والأدب، كان في أيام الحكم المستنصر بالله أثيراً بالعلم عنده، وقد أمره الحكم بمقابلة كتاب [العين] للخليل مع أبي علي البغدادي، وابني سيد في دار الملك التي بقصر قرطبة وذكر ابنه أبو الحسن على ما اتفق في مقابلة الكتاب بينهم وبين القاضي منذر بن سعيد بسبب نسخة كتابه المختصرة في جملة من أحضر من الكتب للمقابلة فأضربت عن ذكره. 95- محمد بن أبي حجيرة، أبو عبد الله أندلسي محدث، له رحلة يروى عن يونس بن عبد الأعلى. مات بمصر سنة ثلاثة وتسعين ومائتين قاله ابن سعيد بن يونس. 96- محمد بن حارث الخشني من أهل العلم والفضل، فقيه محدث، روى عن ابن وضاح ونحوه، جمع كتاباً في "أخبار القضاة بالأندلس" وكتاباً آخر في "أخبار الفقهاء والمحدثين" وكتاباً في الاتفاق [والاختلاف] لمالك بن أنس وأصحابه، ذكره أبو عمر بن عبد البر [النمري] روى عنه أبو سعيد بن يونس في تاريخه وفيات جماعة من أهل الأندلس ممن مات قبل الثلاثمائة وبعدها بمدة وقد أفصح أبو سعيد باسمه ونسبته في موضعين من التاريخ في باب السين وفي باب النون وما أراه لقيه ولكنه عاصره وكان في زمانه، ووقف على كتابه وإنما يقول فيما يورده عنه من ذلك: ذكره الخشني في كتابه، كان حياً في حدود الثلاثين وثلاثمائة. 97 - محمد بن حبيب بن كسرى اليحصبي أندلسي محدث معروف قاله أبو سعيد.

98- محمد بن حبيب بن عبيد الله بن مسعود الشاطبي أبو عمر

98- محمد بن حبيب بن عبيد الله بن مسعود الشاطبي أبو عمر يروى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي عبد الله بن سعدون، وأبي داود، وأبي الحسن علي بن عبد الله المقرئ، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره. 99- محمد بن حبيب النفزي، أبو بكر الخطيب مقرئ مجود يروى عن محمد بن شريح حدثني عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم. 100- محمد بن حيدرة [بن أحمد] بن مفوز شاطبي فقيه أديب من أهل بيت جلالة وتقدم وأدب، توفى سنة خمسة وخمسمائة. 101- محمد بن حزب الله الزاهد، أبو عبد الله فقيه مشهور. 102- محمد بن خالد من أعيان أهل الأندلس تفقه بابن وهب وابن القاسم، قال أبو عبد الله بن محمد ابن فتوح هكذا رأيته لبعض فقهاء العراق وقرأته عليه في كتاب جمعه في طبقات الفقهاء ولم أكن أعلمه وظننته وهما وأنه أراد أحمد بن خالد المشهور فرأيت في تاريخ المصريين محمد بن خالد بن مرتنيل الأندلسي مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك يعرف بالأشج يروى عن ابن القاسم، وأشهب، وابن نافع، ونظرائهم. مات بالأندلس سنة عشرين ومائتين فلعله أراد هذا على أنه لم يذكر بالفقه والله أعلم، وقال غيره هو مذكور بالفقه والورع ولم يكن له علم بالحديث. 103- محمد بن خالد بن وهب، مولى بني تميم من قريش، وقيل مولى بني تميم أندلسي يروى عن مطرف بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن وضاح وغيرهم. مات بالأندلس سنة سبع عشرة وثلاثمائة. 104- محمد بن خلف بن سعيد بن

105- محمد بن خلف الأنصاري أبو عبد الله يعرف [ ... ]

وهب بن المرابط توفى بالمرية، سنة، خمس وثمانين وأربعمائة. يروى عن أبي عمرو المقري وغيره. 105- محمد بن خلف الأنصاري أبو عبد الله يعرف [ ... ] يروى عن أبي محمد الرشاطي تأليفه. 106- محمد بن خلف بن مسعود [بن شعيب يعرف] بابن السقاط قاضي قرطبة، توفي بشاطبة في سنة خمسة وثمانين وأربعمائة، وقيل في سبع وسبعين وأربعمائة. 107- محمد بن محمد الجياني فقيه محدث، يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة وغيره. 108- محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون الأوريوالي، أبو بكر فقيه حافظ محدث متقدم في الحفظ والذكاء عنى بطريقة الحديث وذيل كتاب الصحابة لأبي عمر بن عبد البر، وله كتاب التنبيه على أوهام أبي عمر وكان كثير الانقباض، دعاه شيخه قاضي القضاة أن يوليه قضاء دانية من ذلك وعزم عليه في أمرها، وأشهد بتقديمه، وأخرج إليها مع أعلام أهل دانية فهرب عنهم في أول ليلة، وبقي مختفياً لا يعلم مكانه حتى أعفى، وحينئذ خرج. وألف [أبوه خلف] كتاباً في الشروط لم يسبق إليه. ويقال إنه لم يكمله تورعاً قيل له إن كتابك يعلم الخصام ويتعب الحكام فأمسك عن إتمامه. توفى سنة تسع عشرة وخمسمائة، وصلى عليه القاضي أبو محمد بن أبي عرجون، وصل إلى ذلك قاصداً من مرسية. 109- محمد بن خيرون، أبو جعفر أندلسي، رحل ووصل العراق، وسمع بها

110- محمد بن خطاب أبو عبد الله النحوي الأزدي

من صحب يعلي بن المديني، ويحيى بن معين، يسمى محمد بن نصر ورجع إلى القيروان فاستوطنها وحدث بها، وسكن بموضع منها يعرف بالزيادية، وبنى هنالك مسجداً ينسب إليه قاله أبو محمد القيسي: 110- محمد بن خطاب أبو عبد الله النحوي الأزدي كان من الأدباء المشهورين والنحاة المذكورين، وكان يختلف إليه في علم العربية والآداب أولاد الأكابر وذوي الجلالة، وله مع ذلك شعر مأثور كان قبل الأربعمائة. 111- محمد بن خليفة، أبو عبد الله رحل إلى مكة فسمع من غير واحد واستكثر من أبي بكر محمد بن الحسين الآجري فسمع منه كتباً جمة تواليفه، رواها عنه أبو عمر بن عبد البر، وسمع أيضاً من الخزاعي تأليفه في فضائل مكة حدث به أبو عمر عنه قال أبو عمر: وكان رجلاً صالحاً ممن يتبرك به. 112- محمد بن خلصة الشذوني أبو عبد الله البصير كان من النحويين المتصدرين والأساتيذ المشهورين، والشعراء المجيدين ذكره الحميدي وقال: أنشدت له من قصيدة طويلة: [أمدنف نفس ذو هوى] أم جليدها ... غداة غدت في حلبه [البين] غيدها [وقد كنفت منهن أكتاف منعج ... عباديد سادات الرجال عبيدها] تبادرن أستار القباب كما بدت ... بدور ولكن البروج عقودها تخد بألحاظ العيون خدودها ... وتذهب أن تنقد لينا قدودها فيا لدماء الأسد تسفكها الدما ... وللصيد من عفر الظباء تصيدها وفوق الحشايا كل مرهفة الحشا ... حشت كبدي ناراً بطيئاً خمودها تحل لوى خبت وقلبي محلها ... وتخلبني غدراً وقلبي وحيدها

113- محمد بن خير بن عمر بن خليفة، قرطبي يكنى أبا بكر

لئن زعموا أني سلوت لقد بدت ... دلائل من شكواي عدل شهودها نحو كرقراق السراب وعبرة ... كما انهملت غر السحاب وسودها تغيض ولوعات الفراق تمدها ... وتنقص والشجو الأليم يزيدها ومهجة صب لم تزل صبة بها ... وتنقص والشجو الأليم يزيدها ضنى جسدي إن كان يرضيك برؤه ... وإتلاف نفسي في هواك خلودها ولولا الهوى لم ترض نفس نفيسة ... هوانا ولكن حب نفس فؤودها 113- محمد بن خير بن عمر بن خليفة، قرطبي يكنى أبا بكر فقيه محدث من أهل الإتقان وجودة الضبط مقرئ مجود. 114- محمد بن خميس زاهد ناسك فاضل، أوصى القاضي أبو عبد الله محمد بن شبرين عند وفاته أن يصلي عليه، فصلى بإشبيلية في سنة ثلاث وخمسمائة. 115- محمد بن أبي دليم حدث عن محمد بن وضاح وطبقته روى عن عبد الوارث بن سفيان وكان جليلاً. 116- محمد بن الربيع بن بلال بن زياد ومنهم من يقدم زياداً علي بلال. مولى بني عامر، أندلسي يكنى أبا عبد الله، يروى عن حرملة بن يحيى وأبي مصعب الزهري وحبيش بن سليمان مولى عبد الله ابن لهيعة الحضرمي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وقال: أخبرنا محمد بن الربيع بن بلال الأندلسي بمصر توفي في المحرم سنة خمسة وثمانين ومائتين. 117- محمد بن رشيق، أبو عبد الله المكتب، يعرف بالسراج محدث، رحل فكتب بمصر عن الحسن بن رشيق، والكندي وجماعة، روى عنه أبو عمر

118- محمد بن رزق القرطبي

بن عبد البر الحافظ وأثنى عليه وقال: كان ثقة فاضلاً من أحسن الناس قراءة [وأطيبهم صوتاً] . 118- محمد بن رزق القرطبي أديب شاعر [أنشدت له] . إذا قفلت من نحو أرضك رفقة ... تلقيت من أقصى مسالكها الركبا أسائلهم عمن براني بحبه ... وصير قلبي للأسى بعده نهبا فإن بشروني من إيابك بالمنى ... ذعرت لأحزاني بما زعموا سربا وإن أيأسوني من إيابك عاجلاً ... تضاعف حزني ثم ناديت يا ربا وإني لأستهدي الرياح سلامكم ... إذا ما نسيم من بلادكم هبا سأبكي على وصل كأن لم أفز به ... وعيش كأني كنت أقطع وثبا 119- محمد بن رافع القيسي أبو عبد الله سمع علي جماعة من أشياخي بالأندلس، وكان حسن القراءة وأقرأ بمرسية مدة، توفى بإشبيلية في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. 120- محمد بن زكريا بن قطام أندلسي محدث، مات بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين. 121- محمد بن زايد بن عبد الرحمن اللخمي أندلسي يروى عن معاوية بن صالح، ولي القضاء بالأندلس في إمارة عبد الرحمن بن الحكم، وولي الصلاة في إمارة ولده محمد بن عبد الرحمن، مات هنالك بعد الأربعين ومائتين بيسير، ذكره أبو سعيد بن يونس. 122- محمد بن زيد التميمي محدث أخو سعيد بن زيد المذكور في حرف السين.

123- محمد بن سليمان بن تليد

123- محمد بن سليمان بن تليد وسقي، ولي القضاء بسرقسطة ووشقة، يورى عن محمد بن أحمد العتبي، ومحمد بن يوسف بن مطروح الربعي، مات بالأندلس سنة خمسة وتسعين ومائتين. 124- محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد بن عمر بن حبيب بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، يعرف بالحبيبي أندلسي يروى عن أهل بلده، مات بالأندلس في المحرم سنة ثمان أو سبع وعشرين وثلاثمائة. 125- محمد بن سليمان الرعيني أبو عبد الله البصير يعرف بابن الحناط كان متقدماً في الأدب والبلاغة والشعر، وشعره كثير مجموع مدح الملوك [والوزراء] ، والرؤساء وكان يناوئ أبا عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد [بليغ وقته] ويعارضه وله معه أخبار مذكورة ومناقضات مشهورة، ذكره الحميدي وقال: أخبرني الرئيس أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد الراشدي قال: لما نعيت أبا عامر بن شهيد إلى أبي عبد الله بن الحناط وقد عرفت ما كان بينهما من المناقضة بكى وأنشدني لنفسه بديهة: لما نعى الناعي أبا عامر ... أيقنت أني لست بالصابر أودى فتى الظرف وترب الندى ... وسيد الأول والآخر ولابن الحناط من كلمة طويلة في مدح أبي عامر بن شهيد [أولها] : أما الفراق فلي من يومه فرق ... وقد أرقت له لو ينفع الأرق

126- محمد بن سليمان النفزي [الميالسي] أبو عبد الله المعروف بابن أخت غانم

أظغانهم سابقت عيني التي انهملت ... أم الدموع مع الأظعان تستبق غاق العقيق عن السلواق واتضحت ... من "توضح" من نهج الهوى الطرق لولا النسيم الذي تأتي الرياح به ... إذا تضوع من عرف الحمى الأفق لم أدر أن بيوت الحي نازلة ... نجد ولا اعتادني نحو الحمى القلق ما في الهوادج إلا الشمس طالعة ... وما بقلبي إلا الشوق والأرق مات أبو عبد الله الحناط قريباً من الثلاثين وأربعمائة. 126- محمد بن سليمان النفزي [الميالسي] أبو عبد الله المعروف بابن أخت غانم فقيه أديب نحوي مقرئ محدث، يروى عن خاله وغيره، مولده في سنة [ثلاث وسبعين وأربعمائة] : وتوفى في سنة خمس وعشرين وخمسمائة وكان من المتقدمين في الإقراء لكتب العربية واللغة. 127- محمد بن سليمان بن خليفة المالقي القاضي فقيه مشهور، محدث، توفى في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمائة. 128- محمد بن سليمان بن مروان القيسي البونتي فقيه مشهور، توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 129- محمد بن سليمان بن برطلة فقيه تدميري، يكنى أبا عبد الله من

130- محمد بن سعد الرباحي ويقال له الجياني

أهل الفضل والورع، توفى سنة ثلاث وستين وخمسمائة. 130- محمد بن سعد الرباحي ويقال له الجياني أصله من جيان، وسكن قلعة رباح، وكان صاحب حديث ولغة وشعره، ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ. 131- محمد بن سعيد بن حسان الصائغ، مولى الحكم بن هشام بن عبد الملك الأموي أندلسي روى عن أشهب وعبد بن صائع، مات بالأندلس سنة [ستين ومائتين] قاله أبو سعيد بن يونس. 132- محمد بن سعيد [الملون من الفقهاء] المشهورين [و] من أصحاب الشورى في أيام الأمير عبد الله بن محمد. 133- محمد بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مسلم بن خشخاش بن أبي وعلة الساني قرطبي كان فقيهاً وكان المفتي في أيامه، مات قديماً. قاله عبد الرحمن بن أحمد، ولعله الذي قبله. 134- محمد بن سعيد بن خالد بن سعيد بن سليمان الغافقي أندلسي، سمع من محمد بن يوسف بن مطروح، مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 135- محمد بن سعيد بن عمر بن نبات أبو عبد الله شيخ من شيوخ الحديث، روى عن عبد الله بن نصر الزاهد، وأبي عبد الله محمد بن يحيى بن مفرج وغيره، مات بعد الأربعمائة. 136- محمد بن سعيد المعروف بابن الأعوج أبو عبد الله صاحب الصلاة بطليطلة فقيه محدث مشهور يروى عن أحمد بن محمد

137- محمد بن سعيد بن جرج أبو عبد الله.

بن أبي الموت، روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن عباس صاحب الصلاة بطليطلة أيضاً. 137- محمد بن سعيد بن جرج أبو عبد الله. فقيه مشهور من أهل قرطبة، حدث عنه أبو محمد علي بن أحمد. 138_ محمد بن سيعد أبو عامر التاكرني الكاتب كان من أهل الأدب والبلاغة والشعر، ذكره أبو عامر بن شهيد، سكن بلنسية وخدم صاحبها عبد العزيز بن الناصر بعد الأربعمائة. 139- محمد بن أبي الطيب سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر الأنصاري عرف بابن زرقون توفى في رجب سنة ست وثمانين وخمسمائة أجازه أبو عبد الله الخولاني وابن شبرين وروى عن جماعة غيرهما. 140- محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن مدرك الغساني أبو عبد الله فقيه محدث عارف يروى عن ابن معمر وابن أخت غانم، وأبي علي الأحدب وأبي الوليد بن رشد وأبي الحسين بن الطراوة وغيرهم. 141- محمد بن سابق الصقلي المتكلم أبو بكر فقيه عارف أصولي يروى عن كريمة بنت أحمد المروزية، وعن عبد الباقي بن فارس بن أحمد وغيرهما. يروى عنه أبو الحسن أحمد بن أحمد الأزدي عرف بابن القصير وغيره. 142- محمد بن سويد بن قيس أندلسي محدث، مات سنة ثلاثمائة. 143- محمد بن أبي سهولة كان فقيهاً محدثاً، قاله أبو محمد عبد الغني بن سعيد. 144- محمد بن السري أبو عبد الله

144م- محمد بن سراج المالقي

يروى عن الأنطاكي المقرئ السبئي، حدث عنه أبو مروان عبد الملك بن سليمان الخولاني. 144م- محمد بن سراج المالقي منسوب إلى مالقة شاعر أديب مشهور، ذكره أبو عامر بن شهيد وذكر من شعره: وكم من يوم النحر من نحر شادن ... لعيني بأطواق الجمال مطوق 145- محمد بن شريح الرعيني المقرئ إشبيلي، فقيه مقرئ محدث نحوي أديب رئيس وقته في صنعته، مولده في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وتوفى سنة ست وسبعين وأربعمائة، وفيها تغلب المرابط على سبتة. أخبرني المقرئ أبو الحسن نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة، وقرأت عليه في داره بحضرة مراكش - حرست - حزب {وما أبرئ نفسي} في سورة يوسف فلما انتهيت في سورة الرعد إلى قوله: {كذلك يضرب الله الأمثال} ، وقفت عليه فرفع رأسه إلي وقال لي: أخبرني شريح عن أبيه محمد بن شريح أنه صلى بالمعتضد ذات ليلة في شهر رمضان، فقرأ هذه السورة ووقف كما وقفت، فلما كان يوم آخر وجه عنه المعتضد وقال له: والله ما فهمت قط الآية التي قرأت بها البارحة في سورة الرعد إلا من قراءتك، كنت أجعل الحسنى صفة للأمثال، فجزاك الله خيراً، ووجه [إليه] بكسوة ومركوب حسن وألف دينار وجارية. 146- محمد بن شجاع محدث أندلسي، قتل بالأندلس سنة إحدى وثلاثمائة. 147- محمد بن شجاع الصوفي أبو عبد الله كان رجلاً صالحاً مشهوراً على طريقة قدماء الصوفية المحققين، وذوي السياحة المتجولين، ثم أقام على ذلك إلى أن مات

148- محمد بن شاهد أبو عبد الله الحمصي

في حدود ثلاثين وثلائمائة، حدث عنه أحمد بن رشيق أنه قال: كنت بمصر أيام سياحتي فتاقت نفسي إلى النساء، فذكرت ذلك لبعض إخواني فقال لي: هاهنا امرأة صوفية لها بنت مثلها جميلة قد ناهزت البلوغ، قال فخطبتها وتزوجتها، فلما دخلت عليها وجدتها مستقبلة القبلة تصلي، قال فاستحيت أن تكون صبية في مثل سنها تصلي وأنا لا أصلي، فاستقبلت القبلة وصليت ما قدر لي، حتى غلبتني عيني، فنامت في مصلاها ونمت في مصلاي. فلما كان في اليوم الثاني كان مثل ذلك أيضاً، فلما طال علي، قلت يا هذه ألاجتماعنا معني؟ قال: قالت لي: أنا في خدمة مولاي، ومن له حق فما أمنعه، قال: فاستحيت من كلامها، وتماديت على أمري نحو الشهر، ثم بدا لي في السفر فقلت لها: يا هذه، قالت: لبيك قلت: إني أردت السفر فقالت: مصاحباً بالعافية، قال: فقمت فلما صرت عند الباب قامت فقالت: يا سيدي كان بيننا في الدنيا عهد لم يقض الله بتمامه عسى في الجنة إن شاء الله، فقلت لها عسى الله، فقالت أستودعك الله خير مستودع، قال فتودعت منها وخرجت، قال: ثم عدت إلى مصر بعد سنتين فسألت عنها، فقيل لي هي في أفضل ما تركتها من العبادة والاجتهاد. 148- محمد بن شاهد أبو عبد الله الحمصي مقرئ، مجود، رحل إلى المشرق واستقر بالشام بحلب وقرأ بها مدة، يروى عن محمد بن ياسر الجياف وغيره، لقيته إلى ظهر البحر منصرفاً إلى الأندلس، وأقمنا مشتين بجزيرة سردانية، واستقر بعد وصوله بمدينة فاس، وبها توفى، بعد الثمانين وخمسمائة. 149- محمد بن أبي صفرة أبو عبد الله وهو أخو المهلب فقيه مشهور وكلاهما بالفضل مذكور توفى قبل العشرين وأربعمائة قاله أبو محمد الحفصوني. 150- محمد بن الطايف من أهل الأدب

151- محمد بن طاهر القيسي الإشبيلي أبو بكر

والبلاغة، ذكره أبو عامر بن شهيد وكان في أيام ابن أبي عامر. 151- محمد بن طاهر القيسي الإشبيلي أبو بكر يروى عنه شيخاي أبو محمد بن عبيد الله، وأبو عبد الله بن الفخار وغيرهما. 152- محمد بن طرافش الهاشمي، أبو عبد الله فقيه مقرئ فاضل، تولى الأحكام بمرسية، وتوفى وهو خطيب جامعها وصاحب الصلاة به في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وفيها قطعت نهاره طليطلة وطلبيرة. 153- محمد بن الطيب العتقي أبو بكر تدميري فقيه كان قاضياً بلورقة، وتوفى وهو خطيب جامع مرسية وصاحب الصلاة به بعد ابن طرافش في سنة خمس وتعسين وخمسمائة. 154- محمد بن أبي الحسام طاهر القيسي أبو عبد الله التدميري الزاهد المعروف بالشهيد ورع فاضل من أهل بيت جلالة وصلاح، برع بخصاله المحمودة فكان في نفسه فقيهاً عالماً زاهداً خيراً ناسكاً متبتل، طلب العلم في حداثة سن في بلده، ورحل في التماسه إلى قرطبة فروى الحديث عنها، وتفقه بأهل الشورى المفتين، وناظرهم وأخذ بحظ وافر من العلم ناقش أهل الورع من علماء قرطبة في أحوال بلده تدمير، وسقاهم ووجوه مستغلاتهم، وأخذ فيها أجوبتهم فجاءت مفيدة نافعة، ورسخ في علم السنة ونافس ي صالح العمل والحسبة ثم ارتحل إلى المشرق عند إتمام ثلاثين سنة، فسكن الحرمين ثمانية أعوام يتعيش فيها من عمل يده [النسخ] وكان يرحل إلى بيت المقدس أيضاً ويلقي [ ... ] ثم [رحل] إلى العراق ليلقي

الشيخ أبا بكر الأبهري الفقيه المالكي فلقيه وأخذ بأوفر حظ منه، ودخل مدينة [واسط] واستكثر من لقاء العلماء والفقهاء، وصحب الأخيار والنساك وتألفهم واقتدى بهم، ولبس الصوف، وقنع بالقرص، وتورع جداً، وأعرض عن شهوات الدنيا، فأصبح عالماً عاملاً منقطع القرين، قد جربت منه دعوات مجابة وحفظت له كرامات ظاهرة يطول القول في تعدادها، حملها عنه رواة صدق، ثم انصرف مجيباً دعوة والده أبي الحسام إذ كان لا يزال يستدعيه مع حجاج الأندلس، فقد تدمير في سنة ست أو سبع وثلاثمائة فتنكب أبو عبد الله -رحمه الله - النزول بمدينة مرسية قاعدة تدمير وطنه ونزل خارجاً منها بالقرية المنسوبة إلى بني طاهر. وكان لا يرى سكنى مرسيه ولا الصلاة في مسجدها الجامع لداخله تتبعها فيه، وابتنى هناك لنفسه بيتاً سقفه بحطب الشعر أو الطرفاء يأوي إليه وكانت له هناك جنينة يعمرها بيده ويقتات بما يتخذه فيها من البقل والثمر. وكان لا يدع في خلال ذلك الجهاد مع محمد بن أبي عامر وقواده، وشهل معه فتح مدينة سمورة، وفتح مدينة قلمرية، من قواعد جليقية، ثم ترك سكنى قريته هذه ورحل إلى الثغر، وواصل الرباط بفروجه المخوفة. وكان له بأس وشدة وشجاعة وثقافة تحدث عنه فيها أهل الثغر بحكايات عجيبة، ولم يزل مرابطاً بطلبيرة إلى أن استشهد مقبلاً غير مدبر، حميد المقام وذلك في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة أو سنة ثمان قبلها. وحكى أبو العباس وليد بن عبد الرحمن الفرضي التدميري. قال: سمعت أبا عبد الله

طاهر الزاهد أيام جاوزنا في قريته يقول: حدثني الثقة وكنا إنا سمعناه يقولها حسبناه يزيد نفسه قال: رأى رجل من الصالحين كان مجاوراً بمكة [أنه] يحشر مع فلان اليهودي - ليهودي معروف من خدمة السلطان من أهل مصر - فانتبه الرجل مذعوراً فزعاً من رؤياه، وكتمها ثم عادت الرؤيا عليه ثانية وثالثة فطار فؤاده وأشفق على دينه وتعجل الانصراف فلما وردها لم يقدم شيئاً على السؤال عن ذلك اليهودي [ ... ] ضياع السلطان وله لديه حال ومنزلة [ ... ] فأصاب على بابه بشراً كثيراً ممن يعامله من معتمري الضياع وغيرهم [وأراد] الدخول فمنعه البواب، وقال اصبر قليلاً فله عادة حسنة أنه إذا خف شغله يقول لي: أدخل من له إلينا حاجة، فسوف تدخل سهلاً، فقال له الرجل صاحب الرؤيا: نعم ما قلت، واصطبر ساعة إلى أن كان ما قاله، فدخلا إلى مجلس اليهودي، ووقف قائماً على قدمه لم يسلم ولم يجلس وفاتحه القول. أنت يا هذا فلان اليهودي؟ فقال: نعم فقال له: أخبرني بالله تعالى، وبما تعتقده من شرعتك هل عملت عملاً من الخير قط أردت به وجه الله ربك خالصاً لم ترد به رياء ولا سمعة فقال له اليهودي: والله إن لكثير الصدقات مواس للضعفاء من أهل ملتي وغيرهم مرايها بذلك أطلب به السمعة والصيت ليقال إني متصدق ويثني علي فاشتد ذلك على الرجل الصالح وقال في نفسه: الآن عظمت مصيبتي، وحبط أجري، ثم راجع اليهودي فقال له يا هذا فكر في نفسك، وأصدقني عما عنه أسألك إن كنت عملت قط خيراً أردت به وجه الله خالصاً فإن عندي لك نبأ، فأطرق اليهودي

مفكراً حيناً ثم قال: بلى والله لقد تذكرت شياً صنعته لله وحده وذلك أني ختنت مولوداً ولد لي يوم أسبوعه على سنتنا، وكان ذلك في شهر صوم المسلمين فصنعت لختانه صنيعاً أنفقت عليه مالاً عظيماً، وأعددت طعاماً واسعاً كثيراً طيباً، [و] آذنني الطباع بالفراغ منه وقت المغرب، فخطر ببالي مكان بنات رجل من المسلمين يتامى، كن بقربي، وكان أبوهن من خيار المسلمين، مات عنهم وتركهن في مسغبة، فقلت: والله لا يأكل أحد من هذا الطعام شيئاً حتى أرسل منه إلى هؤلاء اليتامى الفقيرات فاخترت لهن من أطيبه، وأنظف خبزه وأرسلت به إليهن وكذلك أطعمت من حضرتي، فهذا والله شيء قصدت به وجه الله مخلصاً وقد علم مغزاي فيه. قال متهلل الرجل صاحب الرؤيا وقال له: فرجت عني يا هذا، وأذهبت ما بنفسي، وهكذا عرفت الله ربي عز وجهه، فقال له اليهودي: وما السبب الذي وصلك؟ أصدقني عنه كما صدقتك، فقال: نعم، وخبره برؤيا أنه كان يحشر معه وما دخل على من همها وقوله ... الله ورسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعبادتي إياه ومجاورتي [ ... ] (صلى الله عليه وآله وسلم) [ ... ] أحشر مع يهودي كافر بالملة الحنيفية. قال: فلم يد يستكمل كلامه حتى تطلق وجه اليهودي للذي نزل عليه من الرحمة وقال: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله إلى جميع خلقه ونبيه الخاتم لأنبيائه، ولا أفرق بين أحد من رسله، وأخلع الأديان، وأتقلد دينه الحق، فخذ على الإسلام وأعلمني الدخول فيه رحمك الله. قال: ففعل الرجل الصالح ذلك وصح الإسلام هذا الإسرائيلي وإخلاصه، وتخلى عن عمل السلطان، وانخلع من ماله ونبذ ما اكتسبه من سحته وصار مع هذا الصالح إلى مكة يعمله ويفقهه في الدين، فبقي معه مجاوراً إلى أن أتاه أجله بعد مديدة فمضى سعيداً فائزا ولله الحمد.

155- محمد بن طاهر الحاج أبو عبد الله القاضي

155- محمد بن طاهر الحاج أبو عبد الله القاضي صاحبنا، سمع بمصر من محمود بن أحمد بن علي المحمودي الصابوني بقراءتي عليه، وبالإسكندرية، من أبي عبد الله الحضرمي. توفى بمرسية سنة إحدى وستين وخمسمائة. 156- محمد بن عبد الله بن فنون الأموي محدث أندلسي مات سنة إحدى وستين ومائتين، كتبه بعضهم بالقاف وهو أصح والله أعلم. 157- محمد بن عبد الله بن حيون الأموي ألبيري محدث، مات بالأندلس سنة خمسة وستين ومائتين. 158- محمد بن عبد الله بن الرفاع أندلسي رحل وسمع وحدث، مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين. 159- محمد بن عبد الله بن قاسم الزاهد سمع بقي بن مخلد يذهب إلى أن لا يقتل الزنديق حتى يستتاب وكان الأمير عبد الله بن محمد شاور في ذلك فأفتاه بقي بالاستتابة ووافقه على ذلك محمد بن سعيد الملون المتقدم ذكره آنفاً وخالفهما قاسم بن محمد فأفتى بن محمد وقال: فارق مذهبه ووافقني على مذهبي محمد بن سعيد، وإنما مذهبه الرأي أو كما قال، روى عنه خالد بن سعد. 160- محمد بن عبد الله بن أبي زمنين أبو عبد الله الألبيري فقيه مقدم، وزاهد متبتل، له تواليف متداولة في الوعظ والزهد وأخبار الصالحين، على طريقة كتب ابن أبي الدنيا وأشعار كثيرة في نحو ذلك وله كتاب في الشروط على مذهب مالك بن أنس، روى أبو عبد الله بن عوف الفقيه [ ... ]

161- محمد بن عبد الله، نسبته في موالي خولان

وأبو عمرو عثمان بن سعيد الأموي [ومن شعره] : الموت في كل حين ينشر الكفنا ... ونحن في غفلة عما يراد بنا لا تطمئن إلى [الدنيا وازهد بها] ... وإن توشحت من أثوابها الحسنا أين الأحبة والجيران ما فعلوا ... أين الذين هم كانوا لنا سكنا سقاهم الدهر كأساً غير صافية ... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا 161- محمد بن عبد الله، نسبته في موالي خولان أندلسي محدث، مات بالأندلس سنة سبع وثلاثمائة. 162- محمد بن عبد الله الليثي كان على طريقة من الزهد والعبادة، فسق فيها، وافتتن به جماعة من أهلها وله طريقة في البلاغة، وتدقيق في غوامض إشارات الصوفية، وتواليف في المعاني، نسبت إليه بذلك مقالات نعوذ بالله منها والله أعلم به، ذكر أبو سعيد بن يونس أنه حدث ومات سنة تسع عشر وثلاثمائة، روى عنه أنه كتب إلى أبي بكر اللؤلؤي يستدعيه في يوم مطر وطين: أقبل فإن اليوم يوم دجن ... إلى مكان كالضمير المكنى لعلنا نحكم أدنى فن ... فأنت عند الطين أمشى منى 164- محمد بن عبد الله بن محمد بن بدرون الحضرمي أندلسي يحدث عن أهل بلاده، مات بالأندلس سنة اثنتين وعشرين ومائتين. 165- محمد بن عبد الله بن الأشعث الفهري أندلسي محدث، مات بالأندلس ذكره أبو سعيد.

166- محمد بن عبد الله بن سيد أبو عبد الله

166- محمد بن عبد الله بن سيد أبو عبد الله بجاني فقيه مشهور بوب المستخرجة للحكم. توفى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. 167- محمد بن عبد الله بن يحيى بن عمر بن لبابة يروى عن حماس بن مروان، مات بالأندلس سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، هكذا بخط أبي عبد الله الصوري في نسخة من تاريخ ابن يونس، وفي أخرى بخط عبد الله بن محمد بن عبد الله التلاج: محمد بن عمر بن لبابة، لم يذكر ابن عبد الله، وفيها أن مات بالإسكندرية سنة ثلاثين وثلاثمائة، ولولا أن في النسختين أنه يروى عن حماس بن مروان إنه غيره، أو إنه ابن أخيه، ويجوز أن يرويا عن رجل واحد، هذا آخر كلام أبي عبد الله بن فتوح فيه. قال: والذي حققه لنا أبو محمد علي بن أحمد وغيره: محمد بن أحمد وغيره: محمد بن يحيى، فأما محمد بن عبد الله بن يحيى فلا نعلمه والله أعلم [وسيأتي] ذكر محمد بن يحيى في موضعه من [الترتيب] إن شاء الله. 168- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد البر أبو عبد الله من [العلماء المذكورين] والحفاظ والمؤرخين، ألف في الفقهاء والقضاة بقرطبة والأندلس كتباً، وسمع جماعة منهم عبيد الله بن يحيى الليثي الأندلسي. روى عنه غير واحد منهم: أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعد البزاز المعروف بابن النحاش المصري، وأبو حفص بن عمر بن نمارة الأندلسي. حدثني أبو الثناء حماد بن هبة الله عن أبي منصور عبد الرحمن بن خيرون قال: أخبرنا: الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا: أبو عبد الله محمد بن يوسف

169- محمد بن عبد الله بن حكم أبو عبد الله

النيسابوري، قال: أخبرنا: عبيد الله بن يحيى بن يحيى. وهكذا ذكره الحميدي في غير حديث أسنده إليه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد البر. وقد قيل: إنما هو أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر، وأنه يروى عن أحمد بن خالد وطبقته، وأن محمد بن عبد الله بن عبد البر آخر يروى أيضاً عن أحمد بن خالد ويعرف بالكشكيناني قرية في قنبابية قرطبة وليس فيهما من يروى عن عبيد الله بن يحيى. قال أبو الوليد بن الفرضي: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر [بن عبد الأعلى بن سالم بن غيلان بن أبي مرزوق التجيبي المعروف بالكشكيناني وسمع من جماعة ورحل إلى المشرق فسمع من جماعة منهم محمد بن زبان وغيره] . 169- محمد بن عبد الله بن حكم أبو عبد الله سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي المعروف بابن الأحمر صاحب أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وله رحلة لقي فيها محمد بن محمد بن بدر، وحدث عنه أبو عمر بن البر وقال فيه أبو محمد بن حزم كان ثقة يعرف بابن البقري. 170- محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة أبو عامر، الوزير أديب عالم شاعر في بيت أديب ورياسة، سكن إشبيلية وله كتاب سماه كتاب "الارتياح بوصف

171- محمد بن عبد الله بن يحيى بن أبي عامر [أبو عامر]

الراح" ذكر ما قيل فيها وفي الرياض والبساتين واحتفل في ذلك، ومن شعره فيه: وسوسن راق مرآه ومخبره ... وجل في أعين النظار منظره كأنه أكؤس البلور قد وضعت ... مسدسات تعالى الله مظهره وبينها ألسن قد طرقت ذهباً ... من بينها قائم بالملك تؤثره وله: حج الحجيج مني ففازوا بالمنى ... وتفرقت عن خيفة الأشهاد ولنا بوجهك حجة مبرورة ... في كل يوم تقتضي وتعاد 171- محمد بن عبد الله بن يحيى بن أبي عامر [أبو عامر] من أهل الأدب والفضل [ومن أبناء البيت العامري أمراء الأندلس] في دولة هشام المؤيد ذكره أبو محمد بن حزم. 172- محمد بن عبد الله بن يزيد اللخمي مرسى حدث بالأندلس عن أبي بكر بن عباس بن أصبغ، وحدث عنه أبو العباس العذري. 173- محمد بن عبد الله البكري أبو الوليد حدث بالأندلس عن أبي عبد الله محمد بن عبيد الله بن عمرو بن عيشون، حدث عنه أحمد بن عمرو بن أنس العذري، وقال: إنه يعرف بابن نيقل بالنون، ورأيت بخط شيخي أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد يعرف بابن ميقل بالميم، وقال روى عنه حاتم بن محمد. 174- محمد بن عبد الله بن رفاعة حدث بالأندلس عن أبي بكر أحمد بن وليد

175- محمد بن عبد الله بن علي بن حسين الحاسب أبو بكر المسروري

بن عوسجة، حدث عنه العذري وقال: لقيته بالأندلس. 175- محمد بن عبد الله بن علي بن حسين الحاسب أبو بكر المسروري فقيه محدث. يروى عن أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ والمفضل بن إبراهيم القزاز، روى عنه حاتم بن محمد وغيره. 176 ... محمد بن عبد الله بن مفوز بن غفول بن عبد ربه بن صواب بن مدرك بن سلام بن جعفر [المعافري: وجعفر] هو الداخل من أهل بيت فقه وأدب وجلالة مشهور. توفى في سنة ست عشرة وأربعمائة. 177- محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد القرطبي فقيه محدث توفى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. 178- محمد بن عبد الله بن خيرة القرطبي، فقيه يكنى أبا الوليد توفى بزبيد سنة إحدى وخمسمائة. 179- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي القاضي فقيه حافظ عالم متفن أصولي محدث مشهور أديب رائق الشعر رئيس وقته، رحل في أحواز الخمسمائة وصحبه ابنه وأقام بالعراق مدة وبالشام ومصر وتفقه هناك. وروى فأكثر، يروى عن أبي بكر بن الوليد الفهري، وأبي الحسين المبرك بن عبد الجبار الصيرفي، والشريف أبي الفوارس طارد بن محمد الزينبي وأبي محمد

هبة الله بن أحمد الأكفاني، وأبي عبد الله الحسن بن علي بن الكبرى الملكي وأبي عارم محم بن سعدون بن مرجي العبدري وأبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي حامد محمد بن محمد الطوسي وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي وأبي عبد الله محمد بن عمار الكلاعي وأبي سعد محمد بن طاهر الزنجاني، وأبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبي الفوارس شجاع بن فارس الذهلي [وأبي الوفاء] علي بن عقيل الحنبلي وجماعة غيرهم، وتواليفه كثيرة نافعة منها كتاب أنوار الفجر، وهو ديوان كبير جداً أورد فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنها [كتاب] "أحكام القرآن" في ستة أسفار وكتاب التلخيص في مسائل الخلاف "وملجئة المتفقهين إلى معرفة غوامض النحويين" وكتاب "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" أملاه من لفظه بقرطبة في عدة مجالس. حدثني به جماعة من أشياخي شاهدوا إملاءه إياه وعدة تواليفه نحو الأربعين، تأليفاً. أخبرني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال: لما رحلت إلى قرطبة قرأت علي الحافظ أبي بكر ولزمته فسمعني ذات يوم أذكر الانصراف إلى وطني بالمرية فقال لي: ما هذا القلق؟ أقم حتى يكون لك في رحلتك عشرة أعوام كما كان لي، وحدثني عنه قال: قال لي الحافظ أبو بكر: لم أرحل من الأندلس حتى أحكمت كتاب سبيويه، وكنت أحفظ بالعراق في كل يوم سبع عشرة ورقة وكان يقول عندي مسائل ألفية، درست في كل يوم مسألة ألف مرة بعد أن حفظتها، انصرف إلى الأندلس من رحلته في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ثم ولي قضاء إشبيلية بلده، وجرت هنا

أمور ثم انتقل إلى قرطبة وحدث بها مدة. قال لي القاضي أبو القاسم: كان يقول لنا: إن القاضي إذا ولي القضاء عامين نسي أكثر ما كان يحفظ فينبغي له أن يعزل وأن يتدارك نفسه. قال لي: وكنا نبيت معه في منزله بقرطبة فكانت الكتب عن يمين وشمال وكان لا يتجرد من ثوب، كانت له ثبا طوال يلبسها بالليل وينام فيها إذا غلبه النوم فمهما استيقظ مد يده إلى كتاب والمصباح لا يطفأ ومما أنشدت من شعره قصيدة طويلة يخاطب بها إخوانه ببغداد أولها: صبرت وصبري في الملمات أعجب ... وللصبر في ظهر النوائب مركب ذكرت اصطباري في الملمات عدة ... وملجأ من فات الطبيب التطيب ولما رأيت الذل في القوم سبة ... وجاء من الأهوال يوم عصبصب تغربت أنسا بالتباعد عنهم ... ولا أنس للرئبال إلا التغرب ومنها: فلله سيرى في البلاد بهمة ... لها يضيء بين الدياجين كوكب جريئاً إذا استاف الدليل ترابه ... حريباً إذا كع الكمى المذرب بعزم كأن الشمس [......... ... ..........................] ومنها: وليل كإبها الحبارى وصلته ... بيوم كيوم الهجر في الطول يحسب

بدا وهو مصقول الرداء فلم أزل ... أسارير حتى مضى وهو أكهب بمجهلة فيه صبت فوق الصبا ... بريعانها حتى بدا وهو أشهب كأن الفلال الليل يرخي سدوله ... فتاة لها في الصون بيت محجب كأن سراب القفر بحر غطامط ... له الآل موج والعرافح طحلب كأن ركاب القوم فيه سفاين ... تقاد بأيدي السير طوراً وتجذب كأن رؤوس الركب ودع يحثه ... مدافع سيل فهي تطفو وترسب كأن راذايا مبدعات تساقطت ... هدايا إلى البيت المعظم تجنب ومنها: تقول ابنة العمري: ما لك موضعاً ... وقد راق ملهى للسرور وملعب أفي كل عام رائع القلب روعة ... من البين لا تخطى ولا تتكذب فقلت: دعيني لا أبالك وانظري ... فقد يخسر البادي ويخطى المعقب وكفى عن التأنيب شيئاً فربما ... تبين أعقاب الأمور المؤنب هبيني امرأ قصرت في نيل لذتي ... فحقي في الطاعات أوفى وأجنب وما أنا بالدار الخلاء بواقف ... أكف عدي الأجفان فيها وأندب ولا أنا عن شر الجوار بباحث ... ولا أنا في ثوب الخنا أتقلب ومنها: وقد قيل يشقى الحاسدون بسعيهم ... ألا إنما المحسود أشقى وأنصب يريد بي الأعداء ما اللهث دافع ... وفيض المعالي والجلال المهذب

ودون الذي يبغون علم يحفه ... خلال لها في المجد سبل ومكسب إذا طلبوا مجدي فررت أمامهم ... وإن طلبوا علمي غدا وهو منهب وباذل محض الود شيء سمعته ... كما جاء في الأخبار عنقاء مغرب يسر لك البغضاء ناراً يحشها ... عليك لسان بارد العظلم أشنب [........................... ... ............................ ............................. ... ............................] ويأسف أن فاتت من الجاه رتبة ... ولي منزل فوق السماك مرتب ومنها يتشوق إليهم: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... من الدهر لا أخشى ولا أترقب وبي ظمأ برح إلى ورد مهل ... يطيب به طرق المياه ويعذب عشرعة الكرخ التي لم نزل بها ... يلذ لنا شرخ الشباب ويعجب وكم شارب للماء في غير أرضه ... ومذ غبت عنها ماء عيني أشرب وفي سدة البشرى إلى الدفة الألى ... إلى القمة العليا مع التاج منصب منازل عز طال فيهن مفخر ... ومنظر حسن حار فيه التعجب قطعنا بأيام القطيعة دهرنا ... نوالي سماع العلم فيها ونكتب ونهر معلى أعشبت فيه أربعي ... وغرد أطياري فأصبحت أطرب جمال وإجمال ودين وعفة ... ففي مثلها يرعى الأديب المطيب سلام على بغداد في كل منزل ... وحق لها منى السلام المطيب فو الله ما فارقتها عن قلى لها ... وكيف ولي فيها مجال وموجب وكانت كحب كنت أهوى ... وصاله وإنصافه يدنو به ويقرب

بدا موشياً ثم استقر عقيقه ... له من جمال اللهو برد مقشب كأن على الحلفاء ثوباً مدثراً ... على خصرها منه نطاق مذهب كأن الدجى زنجي قوم وفجره ... دم مهراق والعقيقة مقطب فوافى علينا صادق الوعد موهباً ... وكم لا مع أبصرته وهو خلب فيا برق إن الكرخ همي وهمتي ... وأنت إليه اليوم أدنى وأقرب عسى فيك من ماء الصراة صبابة ... تبل غليلاً غل قلبي فيذهب وهل قوت من ماء المراتب مزنة ... ففيها سحاب الجود يندى ويسكب وأنشدني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، قال أنشدني الحافظ: [يهز على الرمح ظبي مهفهف ... ولوع بألباب البرية عابث] ولو كان رمحاً واحداً لأتقيته ... ولكنه رمح وثان وثالث وأنشدني له أيضاً وقد نظر إلى المصلي يوم العيد ورأى كثر الناس فيه واحتفالهم وتضرعهم فأنشد: إليك إله الخلق قاموا تعبداً ... وذلوا خضوضاً يرفعون لك اليدا بإخلاص قلب وانتصاب جوارح ... يخرون للأذقان يبكون سجدا نهارهم ليل وليلهم هدى ... ودينهم رعى ودنياهم سدى فبالحكم اللائي تولت نظامهم ... وبالسنن اللائي أراءتهم الهدى أزل حسد الحساد عني بكبتهم ... فأنت الذي صيرتهم لي حسدا

أخبرني العلامة أبو الحسن بن يحيى بن نجبة بحضرة مراكش (حرست) قال لي: لم يكن أحد أفصح ولا أخطب من الحافظ أبي بكر بن العربي، وكان أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الخطيب بجامع إشبيلية فأصابه عذر منعه من الخطبة يوم الجمعة وكان الحافظ أبو بكر غير القاضي أبي بكر، فصعد المنبر وهو الخطيب المصقع فلما سكت المؤذن قام ليخطب فلم يجد حرفاً من الخطبة وارتج عليه. فقال: أيها الناس قولوا لا إله إلا الله فقالوها: فقال: روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "إذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز عمود من نور، أوله تحتد العرش وآخره تحت الأرض السابعة، فيقول له الجليل جل جلاله اسكن فيقول: أي رب وكيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها. فيقول: الجليل جل أشهدكم يا ملائكتي وحملة عرشي أني قد غفرت لقائلها". فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : "أكثروا من هز ذلك العمود"، يقول الله العظيم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} ، ثم تلا آية الكرسي إلى عليم، ثم قال: روينا عن عكرمة وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: العروة الوثقى لا إله إلا الله، ثم تلا: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى آخر الآية، ثم قال: اذكروا الله يذكركم وأقيمت الصلاة، فقال الحافظ أبو بكر بن إسماعيل بن الرنجاني لما قضيت الصلاة، يا أهل هذا المجلس أعيدوا صلاتكم. فقال أبو بكر بن الجد: يا أهل إشبيلية صلاتكم عامة وجمعتكم [ ... ] وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأي كلام له بال أعظم من هذين فانصرف الناس عن جمعة، توفى - رحمه الله - قرب مدينة

180- محمد بن عبد الله بن أحمد الشلبي أبو القاسم يعرف بابن القنطري

فاس من مراكش سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ومولده سنة ثمان وستين وأربعمائة. 180- محمد بن عبد الله بن أحمد الشلبي أبو القاسم يعرف بابن القنطري فقيه توفى سنة إحدى وستين وخمسمائة. 181- محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد الفهري أبو بكر فقيه حافظ متقدم في الحفظ والأدب من أهل بيت جلالة إشبيلي يروى عن ابن الأخضر [كتاب سبيويه] عن الأعلم كتب إلى بخط يده وكان أوحد زمانه في الفقه. ولد عام واحد وتسعين وأربعمائة، وتوفى ست وثمانين وخمسمائة. 182- محمد [بن عبد الله] التلمساني أبو عبد الله فقيه يروى عن الحافظ أبي علي بن سكرة. 183- محمد بن عبد الله بن شبرين القاضي فقيه محدث توفى سنة ثلاث وخمسمائة وفيها قتل المستعين بن هود، وفيها كانت غزوة طلبيرة. 184- محمد بن عبد الله بن عصام تدميري يروى عن القاضي أبي علي. 185- محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الخشني تدميري من أهل بيت فقه وجلالة ورياسة. توفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة. 186- محمد بن عبد الله بن حسن بن حسون القاضي توفى بمالقة سنة تسع عشرة وخمسمائة في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة منها، يكنى أبا عبد الله وكان عارفاً فردا في جلالة وجماله، ولي قضاء غرناطة وتوفى وهو قاضيها.

187- محمد بن أبي عبدة

187- محمد بن أبي عبدة أديب شاعر من أهل بيت أدب وشعر ورياسة. وبنو أبي عبدة ينتمون إلى كلب وكانوا مع مروان يوم المرج ومن شعره إلى أبي عامر أحمد بن محمد بن عبد ربه. أعد في تصابيها جزاعا ... [فقد فضت خواتمها نزاعا] قلوب يستخف بها التصابي ... إذا سكبت لها طارت شعاعا فأجابه أبو عمر: حقيق أن يصاخ لك استماعا ... وأن يعصي العذول وأن تطاعا متى تكشف قناعك للتصابي ... فقد ناديت من كشف القناعا متى يمش الصديق إلي فترا ... مشيت إليه من كرم ذراعا فجدد عهد لهوك حين يبلى ... ولا تذهب بشاشته ضياعا 188- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن كليب بن ثعلبة بن عبد [الجذامي] أندلسي فقيه مات في سنة ثماني وثلاثمائة. 189- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد التجيبي أبو عبد الله أديب شاعر ومن شعره في مدح فقيه يذكره، ما [رواه] أبو محمد بن حزم: لا علم إلا وأنت فيه ... ماض على واضح السبيل لئن إذا المرء مستدلا ... فأنت للمرء كالدليل أين نهاق الحمير يوما ... في حسن صوت من الصهيل

190- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف، أبو عبد الله

190- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف، أبو عبد الله تفقه بقرطبة وسمع بها وبغيرها جماعة، ولقي أبا عبد الله [محمد] بن عبد الله بن أبي زمنين الفقيه الزاهد وسمع منه ومن غيره، ودخل الجزائر وكان في الفقه إماماً، ومن بيت رياسة وجلالة في الدنيا، وتصرف مع السلاطين، وكف بصره فاشتغل بالفقه ورأس فيه وكان يقول: ذهب بصري فخير لي ولولا ذلك سلكت طريقة أبي وأهلي. توفى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. 191- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله السرقسطي فقيه مقرئ يروى عنه الحافظ أبو بكر بن العربي وغيره. يروى عن محمد بمهلب وغيره. 192- محمد بن عبد الرحمن الوزان قرطبي فقيه محدث، يروى عن أبي الوليد بن رشد وغيره توفى بقرطبة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. 193- محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض الشاطبي [أبو عبد الله] فقيه محدث، يروى عن القاضين أبي علي بن سكرة وغيره. 194- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العاصي الفهمي أبو عبد الله أستاذ نحوي أديب لغوي، يروى عن مالك بن عبد الله العتبي وأبي تميم العز بن بقنة وغيرهما. روى عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وغيره. 195- محمد بن عبد الرحمن [بن سيد بن غالب] بن معمر المذحجي المالقي فقيه محدث زاهد مقرئ فاضل ورع، يروى عن جماعة منهم أبو بكر محمد هشام المصحفي، وأبو مروان بن سراج، وأبو علي الغساني وأبو عبد الله بن خليفة وأبو المطرف الشعبي وأبو الحسن العبسي. روى عنه جماعة من أشياخي. توفى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة،

196- محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي أبو عبد الله يعرف بابن الفرس

وقد قارب السبعين وكانت جنازته مشهودة. 196- محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي أبو عبد الله يعرف بابن الفرس فقيه عارف محدث كان يفتي بمرسية، وأقرأ بها مدة، روى عن جماعة أئمة أعلام منهم غالب بن عطية، وعلي بن أحمد بن خلف، وأبو بحر سفيان بن العاصي، وعلي بن أحمد بن كرز وأبو محمد بن عتاب، وعبد القادر بن محمد عرف بابن الحناط، وأبو الوليد محمد بن رشد، وموسى بن عبد الرحمن بن خلف بن جوشن وأحمد بن بكر بن العربي وأبو الحسن بن مغيث، ومحمد بن عبد العزيز بن زغيبة وغيرهم. ذكر في فهرسته أنه روى عن خمسة وثمانين رجلاً ولم يزل يقرئ الحديث والفقه إلى أن توفى، وقد أدركته ورأيته لكنى لم أقرأ عليه. 197- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج أبو عبد الله رحل إلى العراق، وسمع بها أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقته، وحدث بالمشرق وبالأندلس وصنف السنن، روى عنه خالد بن سعد وغيره قال أبو محمد علي بن أحمد: مصنف ابن أيمن مصنف رفيع احتوى من صحيح وغريبه على ما ليس في كثير من المصنفات. مات أبو عبد الله بن أيمن سنة ثلاثين وثلاثمائة. 198- محمد عبد الملك الخولاني، بجاني فقيه، يعرف بالنحوي اختصر المدونة وهو فقيه مشهور. توفى سنة أربع وستين وثلاثمائة. 199- محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي أبو عبد الله روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره، روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 200- محمد بن عبد الملك بن جندف العتقي، ثم التدميري، فقيه أديب، يكنى أبا عبد

201- محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن المرخى الكتاب أبو بكر

الله يروى عن أبي الحجاج يوسف بن علي بن محمد القضاعي وغيره. 201- محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن المرخى الكتاب أبو بكر مشهور في الكتابة والأدب. توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 202- محمد بن عبد السلام بن ثعلبة بن الحسن بن كليب أو كلب الخشني أبو عبد الله كانت له رحلة إلى العراق وإلى غيرها من البلاد، أقام فيها مدة طويلة ثم رجع إلى الأندلس وحدث [ ... ] وانتشر علمه، فمن شيوخه الذين سمع منهم بالشرق: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني صاحب سفيان بن عيينة ومحمد بن المثنى، ومحمد بن باشر [و] بندار وسلمة بن شبيب، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الشافعي، ومحمد بن المغيرة، ومحمد بن وهب صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام وغيرهم، ويقال إنه لقي أحمد بن حنبل، قال الحميدي: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري الأديب نقلاً عن أبي عبد الله محمد بن يعيش قال: أنشدنا ابن الطحان عن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني قال: كانت له رحلة إلى المشرق ولقي فيها أحمد بن حنبل ونظراءه، أقام خمساً وعشرين سنة متجولاً في طلب الحديث فلما رجع إلى الأندلس تذكر حاله في الغربة فقال: كأن لم يكن بين ولم تك فرقة ... إذا كان من بعد الفراق تلاقي كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتي ... ولم ترم كف الشوق ماء مآقي ولم أزر الأعراب في خبت أرضهم ... بذات اللوى من رامة وبراق ولم أصطبح لبيد من قهوة النوى ... وكأس بها الفراق دهاق بلى وكأن الموت قد قض مضجعي ... فحول منى النفس بين تراقى

أخي إنما الدنيا محلة فرقة ... ودار غرور آذنت بفراق تزود أخي من قبل أن تسكن الثرى ... وتلتف ساق للنشور بساق وكان أبو عبد الله الخشني عالماً حافظاً حدث عنه بالأندلس جماعة نبلاء: منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي وأحمد بن خالد ومحمد بن قاسم بن محمد البياني وكان من المكثرين عنه محمد عبد الغني بن سعيد فقال محمد بن عبد السلام الخشني القرطبي صاحب تاريخ الأندلس، روى عن ابن وضاح فوهم من وجهين: أحدهما أنه جعله صاحب التاريخ والخشني الذي ألف التاريخ هو محمد بن حارث الخشني ولعله لما رأى التاريخ منسوباً إلى الخشني ظنه محمد بن عبد السلام وإنما هو محمد بن حارث، والوجه الآخر أنه قال روى عن ابن وضاح وهو وابن وضاح في طبقة واحدة والذي روى عن ابن وضاح هو محمد بن حارث وإنما كتب ذلك كله على ظنه أن الخشني هو محمد بن عبد السلام والله أعلم فإن كان عول فيما ظنه من ذلك على كتاب ابن يونس في إيراد ما أورده عن الخشني من وفات [أهل] تلك الناحية وذكرهم فظن أنه محمد بن عبد السلام لأنه الأشهر والأقدم زماناً فلو أمعن النظر وتتبع كتاب ابن يونس لوجد فيه أن محمد بن عبد السلام مات في سنة ست وثمانين ومائتين وأن ابن يونس قد حكى عن الخشني وفيات جماعة بعد الثلاثمائة وبعد العشر وثلاثمائة في باب السين وفي أبواب بعده فكان بين له أن هذا الخشني الذي يحكي عنه هذه التواريخ ليس محمد بن عبد السلام إذ لا يجوز أن "يحكى على وفاة من مات بعد موته بدهر" وإن كان [الشبهة وقعت من أجل أن ابن يونس يقول في ما يورده من ذلك ذكره الخشني ... ]

203- محمد بن عبد العزيز بن المعلم

[ ... ] في موضعين من كتابه في باب السين وفي باب النون فقال ذكره محمد بن حارث الخشني في كتابه فصح أن الكتاب له لا لمحمد بن عبد السلام ولم يذكر ابن يونس ولا غيره أن لمحمد بن عبد السلام تاريخاً، والله الموفق للصواب. 203- محمد بن عبد العزيز بن المعلم أديب شاعر يروى عنه ابنه عبد العزيز ذكره أبو محمد بن حزم. 204- محمد بن عبد العزيز بن أبي الخير الأنصاري ثم الموروري فقيه محدث مقرئ عارف مسند يكنى أبا عبد الله يروى عن أبي عبد الله [محمد] بن عيسى بن فرج المغامي، وأبي داود سليمان بن نجاح، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن، عرف بابن الدوش وأبي الوليد الباجي وأبي [العباس] العذري وأبي عبد الله بن سعدون وغيرهم. حدثني عنه ابن عم أبي الزاهد أبو العباس بن عميرة لقيه بقرطبة في سنة خمس عشرة وخمسمائة وقرأ عليه بها وكان متقدماً في الحفظ والرواية. توفى سنة ثمان عشرة وخمسمائة. 205- محمد بن عبد العزيز بن زغيبة الكلابي أبو عبد الله القاضي فقيه محدث يروى عن أبي العباس العذري وغيره، أخبرني عنه الثقة العدل أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله بكتاب مسلم قرأه عليه لجميعه عن العذرى بسنده. مولده في سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وفيها كانت واقعة أفراغة الكبرى. 206- محمد بن عبد الجبار النظام شاعر مشهور ذكره أبو عامر بن مسلمة وأورد له قطعة يخاطب بها حرقوصاً ويمازحه: مضى عنا زمان الور ... د لم نطرب ولم ننعم فبادر قبل أن يذوي ... وعجل قبل أن تندم ولا تأسف على إنفا ... قك الدينار والدرهم بخط المرء عن دني ... اه ما أفنى وما قدم

207- محمد بن عبد الأعلى بن هاشم أبو عبد الله يعرف بابن الغليظ

207- محمد بن عبد الأعلى بن هاشم أبو عبد الله يعرف بابن الغليظ من أهل العلم والأدب، ولي قضاء مالقة. روى عنه أبو محمد علي بن أحمد.. 208- محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الزبيري أبو البركات مولده بمكة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ودخل العراق والشام ومصر ومسع بها ثم دخل الأندلس وحدث بها عن جماعة منهم القاضي أبو الحسن علي بن محمد الجراحي ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفي [وأبو سعيد الحسن] بن محمد بن عبد الله بن [المرزبان السيرافي] وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي صاحب التفسير وأبو بكر الذارع أحمد بن محمد بن إسماعيل صاحب أبي بشر الدولابي وأبو إسحق إبراهيم بن حيان ونحوهم حدث عنه أبو العباس العذري حدثني غير واحد عن شريح بن محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي الفقيه قال: أنا أبو البركات محمد بن عبد الواحد الزبيري قال أنا أبو علي بحسن بن الأسكري المصري قال: كنت من جلاس تميم بن أبي تميم وممن يخف عليه جداً قال: فأرسل إلى بغداد فابتيعت له جارية رائعة فائقة الغناء فلما وصلت إليه دعا جلساه قال: فكنت فيهم ثم مدت الستارة وأمرها بالغناء فغنت: وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألق موهباً لمعانه يبدو كحاشية الرداء ودونه ... صعب الذرى متمنع أركانه فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت به أجفانه قال فطرب تميم وكل من حضر [ثم غنت] : [سيسليك] عما فات [دولة مفضل] ... أولائه محمودة وأواخره

قال فطرب تميم ومن حضر طرباً شديداً قال ثم غنت: أستودع الله في بغداد لي قمراً ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه قال فاشتد طرب تميم وأفرط جداً، ثم قال لها تمني ما شئت فلك هناك، فقالت: أتمنى عافية الأمير وسعادته، فقال: والله لا بد لك أن تتمني، فقالت على الوفاء أيها الأمير بما أتمنى فقال: نعم، فقالت: أتمنى أن أغني بهذه النوبة ببغداد، قال فامتقع لون تميم وتغير وجهه، وتكدر المجلس، وقاموا وقمنا، قال ابن الأسكري: فلحقني بعض خدمه وقال لي: ارجع فالأمير يدعوك، فرجعت فوجدته جالساً ينتظرني فسلمت وقمت بين يديه فقال: ويحك أرأيت ما امتحنا به فقلت: نعم أيها الأمير. فقال: لابد من الوفاء لها وما أثق في هذا بغيرك فتأهب لتحملها إلى بغداد فإذا غنت هناك فاصرفها. فقلت مسمعاً وطاعة. قال: ثم قمت وتأهبت وأمرها بالتأهب وأصحبها جارية له سوداء تعادلها وتخدمها وأمر بناقة ومحمل فأدخلت فيه وجعلها معي وصرت إلى مكة مع القافلة فقضينا حجنا ثم دخلنا قافلة العراق وسرنا فلما وردنا القادسية أتتني السوداء عنها فقالت: تقول لك سيدتي أين نحن؟ فقلت لها: نحن نزول بالقادسية وانصرفت إليها [وأخبرتها فلم أنشب] ... أن سمعت صوتها [قد ارتفع بالغناء] : لما وردنا القادسية ... [حييت مجتمع الرفاق] وشممت من أرض الحجاز ... شميم أنفاس العراق أيقنت لي ولمن أحب ... بجمع شمل واتفاق

209- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان أبو الفضل التميمي

وضحكت من فرح اللقا ... ء كما بكيت من الفراق فتصايح الناس من أقطار القافلة: أعيدي بالله، أعيدي بالله، أعيدي: فما سمع لها كلمة قال: ثم نزلنا الياسرية وبينها وبين بغداد نحو خمسة أميال في بساتين متصلة بنزل الناس بها فيبيتون ليلتهم ثم يبكرون لدخول بغداد فلما كان قرب الصباح إذا بالسوداء قد أتتني مذعورة فقلت: مالك فقالت: إن سيدتي ليست بحاضرة فقلت: ويلك أين هي؟ قالت والله ما أدري قال: "فلم أحس لها أثر بعد ودخلت بغداد وقضيت حوائجي بها وانصرفت إلى تممي فأخبرته خبرها فعظم ذلك عليه، واغتم له غماً شديداً ثم ما زال بعد ذلك ذاكراً لها واجماً عليها. 209- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان أبو الفضل التميمي بغدادي سمع من أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ومن أبي الصلت المجبر ومن بعده، مولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وهو من أهل بيت علم وأدب، خرج إلى القيروان في أيام المعز بن باديس فدعاه إلى دولة بني العباس فاستجاب له ثم وقعت الفتن واستولت العرب على البلاد فخرج منها إلى الأندلس ولقي ملوكها وحظي عندهم بأدبه وعلمه، واستقر بطليطلة فكنت وفاته بها في سنة أربع وخمسين وأربعمائة ومن شعره من قصيدة طويلة أولها: أبعد ارتحال الحي من جو بارق ... تؤمل أن يسلوا الهوى قلب عاشق وفيها: إذا اظمأتني الحادثات ولم أجد ... سوى أسن من مائها متماذق

210- محمد بن عبد الغني بن محمد بن عبد الله بن فندله أبو بكر

شربت سلاف السير تقطب كأسه ... بعقد خليل، أو حبيب مفارق أنا ابن السري لا بل أبوها كأنما ... ركابي على القلب من الدهر خافق صفا تحت كف البين إن ظل غامزي ... وصابا زعافاً أن غدا البين ذائق ألفت الفيافي فهي تحسب أنني ... صواها وعيشي من ريال النقانق وعلقت أمالي فابيض صارم ... وأسمر خطى وأجرد سابق فقربن من نيل [العلي كان شاسع ... وأدنين من بعد المنى كان باسق فلا تعذليني في تسرع مهجتي ... إلى حتفها بن القنا والفيالق] فلست مريحاً من قنى الخط راحتي=ولا معتقاً عن محمل السيف عاتقي 210- محمد بن عبد الغني بن محمد بن عبد الله بن فندله أبو بكر إمام في اللغة والأدب مشهور متقدم يروى عن أبي الحجاج الأعلم وغيره. روى عنه جماعة. توفى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. روى عن الأعلم جميع تواليفه ورواياته. 211- محمد بنم عبد الرزاق بن يوسف أبو بكر الكلبي الحاج فقيه توفى بإشبيلية سنة ثلاث وستين وخمسمائة. 212- محمد بن عيسى بن عبد الواحد بن نجيح المعافري أندلسي بالأعشى، فقيه روى عن أصحاب مالك بن أنس، وتفقه عليهم ومات بالأندلس سنة إحدى وعشرين ومائتين. 213- محمد بن عيسى الداني، المعروف

214- محمد بن عيسى بن عثمان اليحصبي المعروف [ ... ] أبو عمرو

بابن اللبانة أديب شاعر، محسن وكان المعتمد على الله يميزه بالتقريب ويستغرب ما يأتي به من النادر والغريب فمن شعره فيه. رأت بك أوجه العليا مناها ... وعاد على لواحظها كراها وجاءت فيك ألسنة المعاني ... بآيات تشرف من تلاها سواك يسير في أرض فأما ... خطاك فبالمجرة لا سواها كأن الشهب إذ تجري لسعد ... تخط لك الطريق على ذراها وله عند فارق المتوكل ببطليوس: رضى المتوكل فارقته ... فلم يرضني بعده العالم وكانت بطليوس لي جنة ... فجئت بما جاءه آدم وله في صاحب خيلان: لحظ النجوم بمقلتيه فراعها ... ما أبصرت من حسنه فتردت فتساقطت في خده فنظرتها ... عمداً بمقلة حاسد فاسودت وله: أبصرته يقصد في المشيه ... لما بدت في خده اللحيه قد كتب الشعر على خده ... أو كالذي مر على قريه وله: غناء يلذ ولا أكؤس ... تسكن من لوعة طائشة وأعجب كيف شدا طائر ... بروض منافته عاطشة 214- محمد بن عيسى بن عثمان اليحصبي المعروف [ ... ] أبو عمرو فقيه [ ... ] بمالقة رجب سنة تسع وخمسين وخمسمائة. 215- محمد بن عيسى بن حارث الشعباني [فقيه] محدث يروى عن [ ... ] وغيره. 216- محمد بن عيسى بن فرح بن أبي العباس بن إسحاق التجيبي أبو عبد الله

217- محمد بن عيسى بن محمد البسطي الوراق

الطليطلي المغامي المقرئ توفى بإشبيلية في سنة خمس وثمانين وأربعمائة. يروى عن أبي عمر المقرئ. وأبي محمد مكي وغيرهما. يروى عنه الحافظ أبو علي الصدفي بالإجازة. 217- محمد بن عيسى بن محمد البسطي الوراق من أهل قرطبة سمع من أحمد بن محمد بن مسور وابن عون الله وغيرهما، وحدث فسمع منه جماعة. توفى سنة ست عشرة وثلاثمائة ذكره ابن الفرضي. 218- محمد بن أبي عيسى من بني يحيى بن يحيى الليثي، ولي قضاء الجماعة بقرطبة، وله رحلة وكان فيها جليلاً عالماً موصوفاً بالعقل والدين ومن أهل الأدب والشعر والمروءة والطرف حدثني غير واحد عن شريح عن أبي محمد على بن أحمد قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله عن أبيه أنه شاهد قاضي الجماعة محمد بن أبي عيسى في دار رجل من بني حدير مع أخيه أبي عيسى في ناحية مقابر قريش وقد خرجوا لحضور جنازة وجارية للحديري تغنيهم بهذه الأبيات: طابت بطيب لثاتك الأقداح ... ووهت بخمرة خدك التفاح وإذا الربيع تنسمت أرواحه ... طابت بطيب نسيمك الأرواح وإذا الحنادس ألبست طلماءها ... فضياء وجهك في الدجى مصباح قال: فكتبها قاضي الجماعة في يده ثم خرجوا فلقد رأيته يكبر للصلاة على الجنازة والأبيات مكتوبة على باطن كفه. 219- محمد بن عمر بن يخامر المعافري أندلسي محدث مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثمائة. 220- محمد بن عمر بن يوسف بن عامر الأندلسي مولى بني أمية يكنى أبا عبد الله حدث عن الحارث بن مسكين وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإبراهيم بن أبي الفياض صاحب أشهب وعن جماعة من أهل المغرب وعن أخيه يحيى. يروى عنه أبو

221- محمد بن عمر بن الفخار أبو عبد الله

سعيد بن يونس وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكناني المصريان ومحمد بن يحيى الأسواني، وأبو وأحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وخالد بن سعد الأندلسي، مات بمصر في يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة عشر وثلاثمائة. 221- محمد بن عمر بن الفخار أبو عبد الله فقيه حافظ محدث قرطبي مشهور يروى كتاب الموطأ عن أبي عيسى بن عبيد الله عن يحيى بن يحيى ... رواه عنه حاتم بن محمد الطرابلسي عند السند. 222- محمد بن عمر بن لبابة يكنى أبا عبد الله وهو عم محمد بن يحيى بن لبابة كان من طبقة في الفقه. روى عن مالك بن علي القرشي الزاهد، وأبي زيد عبد الرحمن بن إبراهيم المعافري المعروف بابن تارك الفرس، ومحمد بن أحمد العتبي، وإبان بن عيسى بن دينار، ويحيى بن إبراهيم بن مزين، روى عنه أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى وخالد بن سعيد وغيرهما ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه وقال وإذا أشرنا إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن عمر وفضل بن سلمة لم تناطح بهم إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس، ما محمد [بن عمر] بن لبانة بالأندلس سنة أربع عشرة وثلاثمائة. أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني قال أخبرني أحمد بن خليل قال: أخبرنا خالد بن سعيد قال سمعت محمد بن عمر بن لبابة يقول: الحق الذي لا شك فيه كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأما الرأي فمرة يصيب، ومرة كالذي يتكاهن أو كما قال. 223- محمد بن عمر بن عبد العزيز بابن القوطية أبو بكر كان إماماً في العربية، وله كتاب في الأفعال لم يؤلف مثله سمع قاسم بن أصبغ وطبقته. روى عنه القاضي أبو الحزم خلف بن عيسى سعيد الخير الوشقي. 224- محمد بن عمر الصدفي أبو

225- محمد بن عمر بن مضاء

عبد الله 225- محمد بن عمر بن مضاء من أهل الأدب مشهور بالفضل ذكره أبو محمد بن حزم. 226- محمد بن عمر بن خيرون الأندلسي، المقرئ المجود توفى بسوسة سنة ست وثلاثمائة. 227- محمد [بن عمار] أبو بكر شاعر أديب من أهل التقدم في الذكاء والثناء أنشدت من شعره يتغزل في غلام رومي للمؤتمن، قد لبس درعاً: أغيد من ظباء الروم عاط ... بسالفتيه من دمعي فريد قسا قلباً وسن عليه درعا ... فباطنه وظاهره حديد بكيت وقد ندنا ونأى رضاه ... وقد يبكي من الطرب الجليد وإن فتى تملكه بنقد ... وأحرز رقة لفتى سعيد رشا يرنو بنرجسة ويعطو ... بسوسان ويبسم عن أقاح تشير إلى قرطاه وتصغي ... خلاخله إلى نغم الوشاح وله [من رسالة] إلى المعتمد [ ... ] الناس في هداياهم يقال [ ... ] [ ... ] ثيابه. 228- محمد بن علي الأصبحي، أبو جعفر ذكره أبو محمد حزم وأنشد عنه قال: أعرابي من ديار ربيعة: كلام الليل مقلي بزبد ... إذا طلعت عليه الشمس ذابا 229- محمد بن علي المباضعي، أبو عبد الله شاعر متأدب. 230- محمد بن علي بن عبد العزيز بن حملين التغلبي القاضي كان - رحمه الله - من أفرد الرجال جلالة وعملاً ومعرفة وصلابة في الحق، ونفوذاً في منافع المسلمين، توفى يوم الخميس والعشرين من محرم سنة ثمان وخمسمائة.

231- محمد بن علي بن الحسن بن عبد العظيم

231- محمد بن علي بن الحسن بن عبد العظيم فقيه مشاور مشهور، توفى في ربيع الأول سنة ست وخمسين وأربعمائة وسنه ثمانون سنة و [كانت] جنازته مشهودة وصلى الفقيه القاضي أبو عبد الله. 232- محمد بن علي بن مطرف [عليه] على شفير قبره 233- محمد بن علي بن محمد أحمد السكسكي فقيه يروى عن أبي علي بن سكرة. 234- محمد بن علي بن أحمد يعرف بابن القزاز يروى عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي وغيره. 235- محمد بن علي بن البراق الهمداني، أبو القاسم فقيه أديب شاعر مجيد، رأيت من شعره مجموعاً يشهد له بتقدمه في الأدب وانتقل أخيراً إلى طريقة الزهد في شعره فمما أنشدت له قوله: يا مرسلاً حيث لم يملك مدامعه ... لما تأنقت الأيام في محنه ذد من دموعك واكفف غرب سائلها ... فالدمع لا ينصف الموتور من زمنه سيان عند الليالي من بكى طرباً ... أو من بكى أسفاً وانقد من شحنه نرجو من الدهر إنصافاً ومعدلة ... وغدره بالورى جار على سننه فارجع إن الله واترك كل ممتلئ ... وغادة، وانتبذ منه، ومن وطنه وله: من عرف البارئ لا ضره ... أن جهل الكون وأدناسه ومن يحط علماً برب الورى ... فكيف يلقى جاهلاً ناسه بل كيف لا يقتل أنواعه ... خبراً ولا يحصر أجناسه توفى في سنة خمس وتسعين [وخمسمائة، ومولده سنة تسع وعشرين وخمسمائة] .

236- محمد بن عميرة المفتي

236- محمد بن عميرة المفتي أندلسي محدث [يكنى أبا مروان] يروى عن يحيى بن كثير وأصبغ بن الفرج وقال بعضهم يروى عن يحيى بن كثير بدل بكير ولعل الأول أصوب والله أعلم، مات بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين. 237- محمد بن عامر الأندلسي يروى عن ابن وهب. مات بقفصة وقيل بسوسة سنة تسع وقيل سنة سبع وخمسين ومائتين. 238- محمد بن عزرة حجازي من وادي الحجارة، سمع محمد بن وضاح وغيره. مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 39- محمد بن عبدوس بن مسرة أندلسي مات بها سنة تسع عشرة وثلاثمائة. 240- محمد بن عوف العكي أندلسي محدث مات في حدود العشرين وثلاثمائة. 241- بن عقاب بن محسن أبو عبد الله فقيه حافظ محدث متقدم قرطبي مولده في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وتوفى في سنة اثنتين وستين وأربعمائة، يروى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان ويونس بن عبد الله بن مغيث، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عبد الله محمد بن سعيد بن نبات، وأبي عثمان سعيد بن رشيق، وأبي القاسم خلف بن يحيى وغيرهم، يروى عنه ابنه أبو محمد عبد الرحمن وغيره. 242- محمد بن أبي عامر أبو عامر أمير الأندلس في دولة هشام المؤيد كان أصله فيما يقال من الجزيرة الخضراء وله بها قدر وأبوة وورد شاباً إلى قرطبة فطلب العلم والأدب وسمع الحديث وتميز في ذلك، وكانت له همة يحدث بها نفسه بإدراك معالي الأمور، وتزيد في ذلك حتى كان يحدث من يختص له بما يقع له من ذلك، وله في ذلك أخبار عجيبة أورد الحميدي ما اتفق منها في كتاب له من سماه بالأسماء السابقة ثم علت حاله وتعلق بوكالة

صبح أم هشام المؤيد بن الحكم المستنصر والنظر في أموالها، وضياعها وزاد أمره في الترقي معها إلى أن مات الحكم المستنصر، وكان هشام صغيراً وخيف الاضطراب فضمن لصبح سكون الحال وزوال الخوف واستقرار الملك لابنها، وكان قوي النفس قدمه حتى صار صاحب التدبير والمتغلب على الأمور، وصحب هشاماً المؤيد وتلقب المنصور وأقام الهيئة فدانت أقطار الأندلس كلها وآمنت به ولم يضطرب عنه شيء منها أيام حياته لعظم هيبته [وسياسته] كان [محباً] للعلم مؤثراً للأدب مقدماً [في إكرام] من ينسب إليهما ويفد عليه متوسلاً بهما حظه منها وطلبه لهما ومشاركته فيهما. وكان له مجلس معروف في الأسبوع يجتمع فيه أهل العلوم للكلام فيها بحضرته ما كان مقيماً بقرطبة لأنه كان ذا همة ونية في الجهاد مواصلاً لغزو الروم حتى أنه كان ربما يخرج إلى المصلى يوم العيد فتقع له نية في ذلك اليوم فلا يرجع إلى قصره ويخرج بعد انصرافه من الصلاة كما هو من فوره إلى الجهاد فتتبعه العساكر، وتلحق به أولاً فأولاً فلا يصل إلى أوائل الدروب إلا وقد لحقه كل من أراده من العساكر. غزا نيفاً وخمسين غزوة ذكرت في المآثر العامري بأوقاتها وآثاره فيها، وفتح فتوحاً كثيرة، ووصل إلى معاقل جهة امتنعت على من كان قبله ملأ الأندلس بالغنائم والسبي، وكان في أكثر زمانه لا يخل بغزوتين في السنة، وكان كلما انصرف من قتال العدو إلى سرادقه يأمر بأن ينقض غبار ثيابه التي حضر فيها معركة القتال وأن يجمع ويتحفظ به، فلما حضرته المنية أمر بما اجتمع من ذلك أن ينثر على كفنه إذا وضع في قبره، وتوفى في طريق الغزو في أقصى الثغور بمدينة سالم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان مدته في الإمارة بضعاً وعشرين سنة، وتقلد الإمارة بعده ابنه المظفر أبو مروان عبد الملك بن محمد، فجرى في العزو والسياسة والنيابة عن هشام المؤيد وحجابيه مجرى

243- محمد بن عاصم أبو عبد الله

أبيه، وكانت أيامه أعياداً دامت سبع سنين إلى أن مات وثارت الفتن بعده وكان المنصور أبوه معافري النسب من حمير وأمه تميمة بريهة بنت يحيى بن زكريا التميمي المعروف بابن برطل ولذلك قال فيه أحمد بن دراج من قصيدة له فيه: تلاقت عليه من تميم ويعرب ... شموس تلالاً في العلي وبدور من الحميريين الذين أكفهم ... سحائب تهمى بالندى وبحور 243- محمد بن عاصم أبو عبد الله نحوي مشهور إمام في العربية ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه وقال كان لا ينضر عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرد. 244- محمد بن عسكر شاعر متصرف في القول وله قصيدة التزم إطراح الراء في جميعها، أولها: عذل العزول على الهوى العشاق ... عذل [يهيج منهم] الأشواقا وإذا الشباب إلى [المشيب أضفته] ... عاد المشيب لدى الشباب محاقا والشيب أوعظ واعظ عاينته ... [للقاس يفضل صمته النطاقا] 245- محمد بن عيشون [أبو عبد] أندلسي من أهل طليطلة متأخر يعرف بابن السلاح غلب عليه الفقه وله فيه كتاب وهو من المشهورين وقد ذكره عبد الغني في المؤتلف والمختلف. 246- محمد بن عمرو بن عيشون آخر أندلسي، متأخر يروى عن أبي سعيد بن الأعرابي يكنى أبا عبد الله، ذكره عبد الغني بن سعيد، بعد الذي قبله. 247- محمد بن عباد أبو القاسم القاضي

248- محمد بن عباد بن محمد بن عباد أبو القاسم الملقب بالمعتمد على الله ويلقب أبوه بالمعتضد

ذو الوزارتين صاحب إشبيلية غيب عليها أيام الفتن يسلسها وانقادت له هكذا قال فيه محمد بن فتحو الحميدي، محمد بن عباد ورأيت بخط شيخي أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن عباد فأمل الحميدي نسبة إلى جده، كان له في العلم والأدب باع ولذوي المعارف بها عنده سوق وارتفاع وكذلك عند جميع آله وكان يشارك الشعراء والبلغاء في صنعة الشعراء وحوك البلاغة والرسائل بسطاً لهم وإقامة لهمهم وبما في طبعه من ذلك وبالجملة فهو وبنوه وذووه رياض آداب وعلوم وقد رأيت له الشعر شذوراً كثيرة منها قوله في النيلوفر: يا حسن منظر ذا النيلوفر الأرج ... وحسن منظره في الفرح والأرج كأنه جام جر في تآلفه ... قد أحكموا وسطه فصا من السبج توفى قريباً من الثلاثين وأربعمائة. 248- محمد بن عباد بن محمد بن عباد أبو القاسم الملقب بالمعتمد على الله ويلقب أبوه بالمعتضد حذا حذو أبيه وجده ولم يخل قاصد من نيله ورفده، كانت أيامه مواسم وثغوره قواسم برع في الشعر والأدب فمن شعره يخاطب ابن عمار: وسلم على قصر الشراجيب عن فتى ... له أبداً شوق إلى ذلك القصر منازل آساد ونيض نواعم ... فناهيك عن غيل وناهيك عن حدر وبيض وسمر باعلات بمهجتي ... فعال الصفاح البيض والأسل السمر وكم ليلة قد بت أنعم جنحها ... بمخصبة الأرداف مجدبة الخصر

249- محمد بن غالب المعروف بابن الصفار

[ ... = ... ] وله وقد وجه إلى ابن اللبانة بقطيع وكأس بلار قد أترعا بصرف العقار ومعهما: جاءك ليلاً في بنات نهار ... من نورها وغلالة البلار كالمشتري قد لف في مريخه ... إذ لفه في الماء جذوة نار لطف الجمود لذا وذا فتآلفا ... لم يلق صد ضده بنفار يتحير الراوون في نعتيهما ... أصفاء ماء أم صفاء دراري وله في ساق وسيم: لله ساق مهفهف غنج قا ... م ليسقي فجاء بالمعجب أهدى لنا من لطيف حكمته ... في جامد الماء ذائب الذهب 249- محمد بن غالب المعروف بابن الصفار أندلسي محدث مات بالأندلس سنة خمسة وتسعين وقيل سبعين ومائتين. 250- محمد بن غالب أبو عبد الله من أهل الأدب وذكره الحميدي وقال لقيته بالمرية وأنشدني قال: أنشدني أبو علي إدريس بن اليمان لنفسه إلى صديق له وعده بوعد فأبطأ به فقال: عدت الحر خيل في رهان ... تكحل بالمنى حدق الأماني وكانت منك لي عدة أطلت ... كما غنت صبوح في عنان وقد حرنت فعاودا بسوط ... من الإنجاز عن ذاك الحران ولا يك جيد جودك جذع نخل ... وطرفك ينسني كالخيزران 251- محمد بن غالب الرصافي أبو عبد الله شاعر أديب أنشدني أبو عبد الله محمد بن باز

قال: أنشدني أبو عبد الله الرصافي لنفسه من قطعة يصف فيها حائكاً وسيماً: غزيل لم تزل في الغزل حائلة ... بنانه جولان الفكر في الغزل جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الأيام والأمل ما إن زيني تعب الأطراف مشتغلاً ... أفديه من تعب الأطراف مشتغلا جذبا بكفيه، أو فحصاً بأخمصه ... تخبط الظبي في أشراك مختبل وله في وسيم صغير [ ... ] ... عذيري من [ ... ] أميلد مياس إذا قاده الصبا ... إلى ملح الأدلال أيده السحر يبل مآقي زهرتيه بربقة ويحكي ... البكى عمداً كما ابتسم الزهر أيوهم أن الدمع بل جفونه ... وهل عصرت يوماً من النرجس الخمر وله في جميل نائم قد تحبب العرق على خده: ومهفهف كالغصن إلا أنه ... سلب التثنى النوم عن إثنائه أضحى ينام وقد تحبب خده ... عرقاً فقلت الورد رش بمائه وله من قصيدة طويلة أولها: أيها الآمل خيمات النقا ... خف على قلبك تلك الحدقا إن سرباً حشى الخيم به ... ربما غرك حتى ترمقا لا تثرها فتنة من ربرب ... ترعد الأسد لديهم برقا وأنج منها لحظة سهمية ... طال ما قلت رداي علقا إذا قيل نجا الركب فقل ... كيف ما سالم تلك الطرقا يا رماة الحي موهوب لكم ... ما سفكتم من دمي يوم النقا

ما تعمدتم ولكن سبب ... قرب الحين وأمر سبقا 252 ... محمد بن فطيس بن واصل الغافقي الألبيري الزاهد: من أهل الحديث والفهم والحفظ والبحث عن الرجال، وله رحلة سمع فيها محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويونس بن عبد الأعلى، وأبا عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب، وإبراهيم بن مرزوق، ونصر بن مرزوق المصري، ومحمد بن خلف العسقلاني، ويوسف بن يحيى المغامي، وحدث بالأندلس فروى عنه جماعة من أهلها منهم خالد بن سعد، ومحمد بن أحمد بن مسعود، وكانت وفاته بالأندلس سنة تسع عشرة ومائتين ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال كتبت عنه. وحكى ابن الفرضي أن سنة تسع عشرة هذه يقال لها سنة الأشراف لكثرة من مات فيها منهم. أخبرني غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال. أخبرنا قاسم بن محمد بن عامر [ابن عسلون] قال: خالد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن فطيس قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت أشهب يقول: سئل مالك بن أنس - رحمه الله - عن اختلاف أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: خطأ وصواب فانظر في ذلك. وقال الحميدي: أخبرنا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سملة الكناني قال أخبرني أحمد بن خليل قال: الحافظ قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: سمعت سعيد بن عثمان وسعد بن معاذ ومحمد بن فطيس يحسنون الثناء على أحمد بن عبد الرحمن بن وهب وهو ابن أخي ابن وهب ويوثقونه. وكان محمد بن فطيس يعنف أحمد بن شعيب في تحامله عليه وقال سعد بن معاذ إنه سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم يحسن الثناء عليه وقال لنا سعيد بن عثمان: لما قدمنا مصر

253- محمد بن فطيس، آخر

وجدنا يونس أمره صعباً، ووجدنا ابن أخي ابن وهب أسهل فجعلنا له دنانير، وأعطيناها إياه فقرأ لنا موطأ عمه وجامعه قال خالد: فسمعت محمد بن فطيس يقول وقد ذكر هذا الخبر قال فصار في نفسي من ذلك شيء فأردت أن أسأل ابن عبد الحكم عن ذلك وكنت على إذ كانت فيه حدة فلما قرأت عليه بعض الكتاب قلت له: أصلحك الله العالم، يأخذ الأجرة على قراءة العلم قال: فضرب الدفتر الذي كان بيدي من أسفله حتى ارتفع إلى وجهي وشعر فيما ظهر لي أني إنما سألته عن ابن أخي ابن وهب فقال لي: جائز، عافاك الله، حلال ألا أقرأ لك إلا ورقة بدرهم، ومن أخذني أن أقعد معك طول النهار وأدع ما يلزمني من أسبابي، ونفقة عيالي!!. 253- محمد بن فطيس، آخر دون الأول في الطبقة يروى عن محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج. روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم شيخ من شيوخ العذري. 254- محمد بن فرقد بن عون العدواني وفي موضع آخر المعافري سرقسطي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس. 255- محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري أبو عبد الله بن أبي الفتح الصواف من أهل طليطلة رحل وسمع بالقيروان من جماعة منهم أبو محمد الحسن بن القاسم القرشي وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن مناس، وأبو إسحاق إبراهيم بن قاسم بن يونس بن محمد المعافري، وبمصر من جماعة منهم أبو محمد بن النحاس وبمكة من جماعة منهم أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي ولقيناه بمصر وقرأنا عليه كتاب "مسلم بن الحجاج في الصحيح" وكتاب [الشريعة لأبي بكر الآجري وكتباً جمة] وكان رجلاً صالحاً مكثراً ثقة ضابطاً

256- محمد بن فرج مولى الطلاع

[بالفسطاط] كانت وفاته بعد الخمسين وأربعمائة. [أخبرنا أبو عبد الله بن أبي] الفتح بمصر قال: أخبرنا الحسن بن القاسم بالقيروان قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد البصير قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن طرخان قال: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي أبو جعفر ببغداد إملاء قال: حدثنا محمد بن حرب بن سليم المكي سنة ثلاث ومائتين قال: حدثنا الليثي بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نايل صاحب العباء عن ابن عمر بن جهيب: أنه سمع أن أبا هريرة يقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من أربع: من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ومن نفس لا تشيع ومن دعاء لا يسمع". قال ابن طرخان: وأظن أن يكون دخل على هذا الشيخ حديث في حديث، لأن بهذا الإسناد، ابن عمر عن جهيب: "أن الناس كانوا يسلمون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيرد عليهم إشارة". وأم هذا الحديث الآخر: حديث الدعاء رواه الليثي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنشدني أبو عبد الله بن أبي الفتح الصواف: يا مستعير كتاب إنه علق ... بمهجتي وكذاك الكتب بالمهج فأنت في سعة إن كنت تنسجه ... وأن من جسه في أضيق الحرج 256- محمد بن فرج مولى الطلاع فقيه قرطبي مشهور، محدث، مقدم في الفتوى بقرطبة من أهل الثقة والفضل يروى عن يونس بن عبد الله بن مغيث وغيره وله كتاب في الشروط. يروى عنه أبو الحسن بن مغيث وغيره. مولده في سنة أربع وأربعمائة وفيها بنيت شنتمرية يناها الأصلع بن رزين. وتوفى سنة سبع وتسعين وأربعمائة. 257- محمد بن فتوح، أبو عبد الله الحميدي وأبوه يكنى أبا نصر فقيه عالم محدث عارف حافظ إمام متقدم في الحفظ والإتقان

258- محمد بن فتحون بن غلبون الأنصاري أبو عبد الله

روى بالأندلس عن جماعة منهم أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد علي بن أحمد، وأبو العباس العذري، ثم رحل بعد الأربعين وأربعمائة فروى بمصر عن جماعة منهم أبو عبد الله بن أبي الفتح، وببغداد عن جماعة منهم الخطيب أبو بكر صاحب التاريخ، وله تواليف تدل على معرفته وحفظه منها: كتاب الجمع بين الصحيحين، ومنها كتاب جذوة المقتبس في تاريخ الأندلس وعليه اعتمدت، ومنه نقلت وكان - رحمة الله - نسيج وحده حفظاً ومعرفة بالحديث ورجاله. توفى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بالمشرق ورأيت في بعض تواليفه أنه رحل عام ثمان وأربعين وأربعمائة. 258- محمد بن فتحون بن غلبون الأنصاري أبو عبد الله فقيه محدث يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة. 259- محمد بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي سمع أباه، ورحل إلى العراق، وسمع بها وعاد وحدث عن أبيه وعن غيره، مات بالأندلس سنة إحدى عشرة ومائتين ذكره أبو سعيد بن يونس. 260- محمد بن قاسم بن محمد بن القاسم بن سيار مولى هشام بن عبد الملك يكنى أبا عبد الله ويقال له البياني روى عن العباس بن الفضل البصري، وأبي عبد الله مالك بن عيسى القصعي وبقي بن مخلد، وقاسم بن محمد أبيه، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وغيرهم، روى عنه ابنه أحمد، وخلف بن سعد، وأبو أيوب سليمان بن أيوب وغيرهم. مات بالأندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد قال أخبرنا: العباس بن الفضل البصري قال: سمعت أحمد بن صالح المصري يقول أثبت الناس في مالك بن أنس عبد الله بن نافع لأنه جالسه أربعين سنة. 261- محمد بن قاسم بن محمد الجالطي أبو عبد الله أصله من جالطة قرية من إقليم أولية من قنبانية من قرطبة، من أهل العلم

262- محمد بن قاسم بن وهب بن خمير

والأدب وله مع أبي الحسن القابسي قصة طريفة، روى بالأندلس عن أبي بكر الزبيدي وأبي عبد الله الرباحي، وأبي عبيد الجبيري، وتقلد الصلاة بجامع الزهراء، وهو آخر خطيب قام على منبرها إلى [أن] عطلته البربر وختم الله له بالشهادة قتلته البربر في بيته يوم تغلبهم على قرطبة في شوال سنة ثلاث وأربعمائة. 262- محمد بن قاسم بن وهب بن خمير شاعر مذكور في كتاب "الحدائق" ومن شعره: أين فؤادي عن الحتوف إذا ... كانت جفوني إلى تجلبها رأيت بين الأستار شمس ضحى ... ليس بغير الستور مغربها كاملة لا النهار يكسبها ... نوراً ولا ليله يغيبها 263- محمد بن قاسم بن شعلة الضبي فقيه مقرئ مجود، يروى عن حسن بن محمد الحضرمي، عن ابن بدهن عن ابن مجاهد، وعن أحمد بن محمد بن الحصن عن السامري عن [ابن] مجاهد. توفى بالمرية يوم الاثنين لثلاث بقين من ذي القعدة من عام اثنتين وأربعين وأربعمائة. روى عنه أبو عمران المقرئ شيخ عبد الرحيم بن الفرس. 264- محمد بن قادم من الشعراء الذين ذكرهم أحمد بن فرج وأورد له: لاضطرام البرق قلبي يضطرم ... ولمسراه جفوني لم تنم بت أرعاه بعيني مغرم ... في دجى ليل دجوجي أحم فكأن الليل في حضرته ... ووميض البرق زنج تبتمس عاد بالقدرة ماء ساكباً ... بعد ما كان شهاباً يحتدم فكأن البرق في وبل الحيا ... نار شوقي، ودموعي تنسجم

265- محمد الفوزراني

265- محمد الفوزراني أديب شاعر مجيد، ذكره الفتح في المطمح، وأورد من شعره ما كتب به إليه من قصيدة أولها: مضاء عزمك عنه الصارم الذكر ... ينبو ويذعر منه الضيغم الهصر والناس [ ... ... ... ] ذا الخطتين [ ... ... ... ] فلا عدا القطر أرضاً أنت نازلها ... ولا ألم بها من حادث ضرر يا كاتباً تضرع الكتاب عن ضرع ... لنعله، وبه العلياء تفتخر إذا كسا الطرس من آدابه ... حللا ظلت تدين لها الأفواف والحبر يغدو إليها جمال الروض مفتقرا ... إذا تبدت لها من قتره فقر وأنشد له أيضاً من قصيدة أولها: بك الدهر إن يفخر فمنك له فخر ... وأنت أيا نصر لأبنائه نصر خلالك تاج زاهر في جبينه ... وأفعالك الحسنى لظلمائه زهر ومنها: وما الناس إلا روضة قد تضوعت ... فأنفاسها عما بذلت لهم عطر أحامل تاج الخطتين حقيقة ... تحير فيك الوهم واستغرق الفكر وجدناك للدنيا، وللدين عدة ... وبينهما سواد لك الذكر والأجر ومنها: ظلمناك إن قلنا أجل ولم ي قل ... هو الواحد المفضال والأوحد البر 266- محمد بن ليث الأستجي منسوب إلى إستجة بلده، محدث مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ذكره أبو سعيد. 267- محمد بن موسى بن تغلب الكناني أندلسي، مات سنة أربع وتسعين ومائتين.

268- محمد بن موسى بن هشام النحوي يعرف بالأفشتين

268- محمد بن موسى بن هشام النحوي يعرف بالأفشتين له كتاب في طبقات الكتاب الأندلس، ذكره أبو محمد علي بن أحمد. 269- محمد بن موسى بن معلس الطليطلي، أبو عبد الله فقيه موثق، مفت محدث يروى عن أبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد العزيز، عرف بابن الحزاز، وعن يحيى بن هلال بن سليمان بن فطر، يروى عنه أبو القاسم حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم وغيره. 270- محمد بن موسى بن محمد بن طاهر القيسي فقيه، يرى عن أبي علي بن سكرة وغيره. 271- محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو بكر، يعرف بابن الأحمر رحل قبل الثلاثمائة ودخل العراق وغيرها سمع محمد بن يحيى بن سليمان المروزي وأبا خليفة الفضل بن الحباب المنجم وأبا القاسم عبد الله بن محمد عبد العزيز [البغوي] وإسحاق بن أبي حسان [الأنماطي] وإبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي صاحب ابن أبي الدنيا وغيرهم، وسمع أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسوي، وهو أول من أدخل الأندلس مصنفه في السنن، وحدث به، وانتشر عنه، وذكره أبو سعيد بن يونس فقال: محمد بن معاوية الهاشمي دخل العراق، ورأيته بمصر الآخرة من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وقال

272- محمد بن المسور بن عمر بن محمد بن علي بن المشرر، بن ناجية، بن عبد الله بن يسار مولى الفصل بن العباس بن عبد المطلب

أبو محمد علي بن أحمد: كان أبو بكر محمد بن معاوية المعروف بابن الأحمر مكثراً ثقة جليلاً ولم أزل أسمع المشايخ يقولون إن سبب خروجه إلى المشرق كان أنه خرجت بأنفه أو ببعض جسده قرحة فلم تجد لها بالأندلسي مداوياً، وعظم عليه أمرها، وقيل له ربما ترقت ووسعت فأدت إلى الهلاك. فأسرع [في] الخروج إلى المشرق فقيل له: لا دواء لها إلا بالهند، فأراها بعض أهل الطب هنالك فقال له أدوايها على أنه إن تم برؤك وصح شقاؤك قاسمتك جميع مالك. فقال: رضيت، فداواه، فلما أفاق دعاه إلى بيته وأخرج إليه جميع ماله وقال له: دونك المقاسمة المشروطة، فقال: له الطبيب الهندي أليست نفسك طيبة بذلك قال: بلى والله، قال: فو الله لا أرزؤك شيئاً من مالك، ولكني آخذ هذا الشيء لشيء استحسنه من آلات بيته. وقال: له إنما جربتك بقولي، وأردت أعرف قيمة نفسك عندك، ولو أبيت ما داويتك إلا بجميع مالك، ولو لم تداوها لهلكت، فإنما قد كانت قاربت الخطر [شفيت] بحمد الله عز وجل وانصرف. واشتغل في رجوعه بطلب العلم وروايات الكتب فحصل له علم جم وبورك له فيه، حدث عنه جماعة نبلاء منهم أبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، والقاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو محمد عبد الله بن الربيع بن عبد الله التميمي، ويوسف بن محمد بن يوسف بن عمروش الأستجي، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن بخت وغيرهم وبقي إلى قريب من أيام الحكم المنتصر. 272- محمد بن المسور بن عمر بن محمد بن علي بن المشرر، بن ناجية، بن عبد الله بن يسار مولى الفصل بن العباس بن عبد المطلب أندلسي كان فقيهاً مقدماً سمع محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، مات بالأندلس ستة [اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال أبو محمد علي بن أسد] أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد، أخبرنا أحمد بن خالد، ومحمد بن مسرور قالا: أخبرنا ابن وضاح قال: أخبرنا محمد بن أبي مريم: أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا عبد الرازق عن معمر قال: سمعت الزهري يحدث بحديث فقلت له: تحدث بهذا وأنت ترى غير هذا. فقال:

273- محمد بن مهلهل

أحدثهم بما سمعت فكما وسعنا أن نأخذ بغير هذا يسع غيرنا أن يأخذ بهذا. 273- محمد بن مهلهل أندلسي محدث دخل مصر وحدث بها ومات بالأندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قال أبو سعيد بن يونس كتبت عنه. 274- محمد بن مهلب الزهري مقرئ مجود يروى عن أبي عمرو المقرئ وغيره. 275- محمد بن مسرور الجياني أديب شاعر ذكره أحمد بن فرج وأورد من شعره في الياسمين: اغتبط بالياسمين وليا ... فستؤتى منه خلا وفيا يغدر الروض فيمضي ويبقى ... نوره طلقاً وغصناً جنيا وإذا أبصرت في الروض شيئاً ... مثله في الحسن فارجع عليا حلة خضراء تبصر فيها ... جوهراً نظماً ودراً سريا وكأن الرياح تهدي إلينا ... [منه] مسكاً خالصاً تبتا صاحبي إن كنت ترغب حجا ... طف بعرض الياسمين مليا واستلم أركانه فهو حج ... ليس يخطيه القبول لديا 276- محمد بن مطرف بن شخيص أبو عبد الله كان من أهل الأدب المشهورين ومن أعيان الشعراء المقدمين متصرفاً في القول سالكاً في أساليب الجد والهزل، قال على لسان رجل يعرف بأبي الغوث أشعاراً مشهورة في أنواع الهزل أغناه بها بعد فقر، ورفعه بعد خمول. مات قبل الأربعمائة وشعره كثير مشهور. منه ما أنشد أبو محمد بن حزم: ومعتلة الأجفان ما زلت مشفقاً ... عليها ولكني ألذ اعتلاها جفون أجال الحسن فيهن فترة ... فحل عري الآجال منذ أجالها

277- محمد بن مطرف أبو عبد الله

فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى ... [لعلي] إذا ما نمت ألقى خيالها يقولون لي صبراً على مطل وعدها ... وما [وعدت ليلى] فأشكو [مطالها] . وما كان [ذنبي غير حفظ عهوده ... ومطلى هواها واحتمالي دلالها] 277- محمد بن مطرف أبو عبد الله فقيه فاضل مشهور قدم القيروان في حياة أبي محمد بن أبي زيد وكان أبو محمد يعظمه ويثني عليه وهو ممن رحل إلى العراق وسافر في طلب العلم قاله أبو محمد بن حزم. 278- محمد بن موهب القبري والد الحكم أبي شاكر عبد الواحد بن محمد، وجد أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي لأمه كان فقيهاً عالماً تفقه بالقيروان على أبي محمد عبد الله بن أبي زيد، وأبي الحسين القابسي ومن كان هنالك، وطالع علوماً من المعاني والكلام ورجع إلى الأندلس في الأيام العامرية فأظهر شيئاً من ذلك كالكلام في نبوة النساء ونحو هذه المسائل التي لا يعرفه العوام فشنع بذلك عليه واتفق عليه بذلك أسباب اختلاف وفرقة. مات قريباً من الأربعمائة. 279- محمد بن مروان بن حرب شاعر أديب ومن شعره: طوبى لروضة جنة ... لك قد نديت ورودها نظمت على لباتها ... أيدي الغمام عقودها ورمت على حرق البها ... ر جمانها وفريدها وسقت بماء الورد وال ... مسك الفتيت صعيدها والطير تنشد في الغصو ... ن المرهفات قصيدها وتعير سمع المستعي ... ر بسيطها ونشديها 280- محمد بن مروان بن زهر الإشبيلي، أبو بكر حدث بطليطلة روى عنه بها حاتم بن محمد مصنف أبي عبد الرحمن النسائي حدثه به عن ابن الأحمر أبي بكر محمد بن معاوية القرشي عن النسائي.

281- محمد بن مسعود أبو عبد الله بالبجاني الغساني

281- محمد بن مسعود أبو عبد الله بالبجاني الغساني أصله من بجانة وسكن قرطبة فنسب إليها وكان شاعراً مشهوراً منتجعاً للملوك، كثير الشعر، مليح الغزل طيب القول، كان في حدود الأربعمائة، ومن شعره: على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ... ويعرف عند الصبر فيما ينوبه وعاقبة الصبر [الجميل] من الفتى ... إلى فرج من [ذي] الجلال يثيبه إذا المرء لم يسحب إلى الهول ذيله ... [ولم تعترك بالحادثات جنوبه] فقد خس [في الدنيا من المال حظه ... وقل من الأخرى لعمري نصيبه] وله من أخرى في الغزل: خليلي في الأظعان نورد جنة ... أعار سناه مغرب الشمس مشرقا فلا تنكروا شقى جيوبي فإنه ... يقل لقلبي بعده أن يشققا 282- محمد بن مسعود أبو عبد الله بن أبي الخصال متقدم في اللغة والأدب والكتابة والخطابة والشعر، حدث وروى عن أبي بكر بن عطية، وأبي الحسن بن أحمد وغيرهما. روى عنه جماعة أعلامه منهم: القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم وأبو جعفر أحمد بن أحمد عرف بابن القصير وغيرهم. توفى سنة أربعين وخمسمائة مقتولاً، فمن شعره السائر قوله في مغن زار بعد ما أغب وشط منه المزار: وافى وقد عظمت على ذنوبه ... في غيبة قبحت به آثاره فمحا إساءته بها إحسانه ... واستغفرت لذنوبه أوتاره 283- محمد بن مسعود أبو بكر يعرف بابن أبي ركب إمام في النحو والأدب، روى عنه جماعة من أشياخي. كان بجنان، وأقرأ به العربية مدة. توفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

284- محمد بن ميمون الأديب النحوي المعروف بمركوش

284- محمد بن ميمون الأديب النحوي المعروف بمركوش كان مشهوراً في الأدب أنشد له أبو محمد بن حزم قال: أنشدني أبو محمد بن أزهر قال: أنشدني عبادة بن ماء السماء لمركوش النحوي وقد رأى غلاماً يقص من شعره: تبسم من مثل نور الأقاح ... واقصدنا بمراض صحاح ومن [ذا] بميس كما ماس غصن ... تلاعب عطفيه هوج الرياح وقصر من ليله ساعة ... فأعقب ذلك ضوء الصباح و [إني] وإن رغم العاذلون=خمر أجفانه غير صاح 285- محمد بن محمود المكفوف القبري أديب شاعر ذكره أبو محمد بن حزم، وأنشد له في حلبة السباق: ترى من يرى الميدان يجهل أنه ... لأهل التباري في الشطارة ميدان كان الجياد الصافنات وقد عدت ... [سطور] كتاب والمقدم عنوان 286- محمد بن محمود القاضي أبو بكر فقيه عارف، أديب شروطي، كان حافظاً للفقه والشعر قال لي ذات يوم: ما اشتريت كتاباً قط حتى أعزم على حفظه كما أحفظ السورة من القرآن. [سكن] المرية ورحل إلى قرطبة وتفقه فيها. 287- محمد بن مالك بن محمد الغافقي أبو عبد الله القاضي فقيه عارف رحل إلى قرطبة وتفقه بها وروى عن القاضي أبي بكر بن العربي وحضر إملاءه لكتاب "القبس في شرح موطأ مال كبن أنس" وكان يكتب الشروط بمرسية وبها توفى سنة ست وثمانين وخمسمائة. 288- محمد بن مفرج بن أبي العافية أبو عبد الله كان يكتب الشروط بمرسية وكان من أهل الفهم والذكاء والمعرفة بأنساب أهل مرسية بلده كلهم وأخبارهم، وكان عارفاً بأملاك مرسية كلها حافظاً لكتاب الله تالياً، أديباً سمع حديثاً كثيراً، وقيد روى

289- محمد بن عيسون - بالسين المهملة - القيسي

عن أكثر أشياخي وعن مدرك وغيره، توفى بمرسية سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. 289- محمد بن عيسون - بالسين المهملة - القيسي محدث أندلسي ذكره أبو سعيد بن يونس وقال إنه مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 290- محمد بن نجاح الذهبي القرطبي أبو عبد الله فقيه متقدم في علم الأحكام وحفظ المسائل محدث يروى عن أبي العباس العذري وأبي الوليد الباجي، وأبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهم أنشدت عنه وقد شكا حاله يوماً وما لقي من والي قرطبة بسبب أهلها وقلة وبلهم قال: ما مثلي ومثلهم إلا ما أنشدني السميسر الشاعر لنفسه: حققت مذ كنت في أموري ... ولم أداهن ولم أرائي وضعت في الأرض بين قومي ... غدا يضيعونه في السماء توفى في الخامس من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وصلى عليه ابنه حمد وكان مولده لتسع خلون لرجب سنة خمسة وخمسين وأربعمائة. 291- محمد بن وضاح بن بزيع أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان من الرواة المكثرين والأئمة المشهورين، رحل إلى المشرق وطوف البلاد في طلب العلم، سمع آدم بن أبي إياس ويحيى بن معين وأبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد رمح، وحامد بن يحيى البلخي، ومحمد بن مسعود صاحب يحيى بن سعيد القطان، وهشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم قاضي دمشق المعروف بدحيم وموسم بن معاوية الصمادحي، وهرون بن عبد الله الحمال وعبد الملك بن حبيب المصيصي صاحب أبي إسحق الفزازي، وإبراهيم بن [طيفور صاحب] إسحق [الفزاري] ومحمد بن عمر [والعزي] وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن عيسى

292- محمد بن وضاح أبو القاسم الحاج

صاحب وكيع وإبراهيم بن حسان ومحمد بن سعيد بن أبي مريم. وسمع بأفريقة من سحنون بن سعيد التنوخي، وبالأندلس من يحيى بن يحيى الليثي صاحب مالك بن أنس ويقال إنه سمع بالمدينة من أبي مصعب. وجدت بالأندلس مدة طويلة وانتشر بها عنه علم جم وروى عنه بها من أهلها جماعة رفعاء مشهورون كوهب بن مسرة وابن أبي دليم، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن خالد بن يزيد ومحمد بن المسور وعلي بن القادر بن أبي شبية وأحمد بن زياد بن محمد بن زياد شبطون وغيرهم، ومات في سنة ست وثمانين ومائتين. حدثني غير واحد من شريح بن محمد عن أبي محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني قال أخبرني [أحمد] بن خليل قال: أن خالد بن سعد قال: أخبرني أحمد بن زياد قال: أنا محمد بن وضاح قال: سمعت سحنون بن سعيد يقول وقد ذكر له عن رجل يذهب إلى أن الأرواح تموت بموت الأجساد، فقال: معاذ الله هذا قول أهل البدع. 292- محمد بن وضاح أبو القاسم الحاج خطيب جزيرة شقر، كان - رحمه الله - فاضلاً ورعاً مقرئاً مجوداً حسن التلاوة لكتاب الله تعالى، قرأ على ابن العرجا أمام المقام بمكة القراءات السبع. [صحبته] بمرسية. وأول ما لقيته في مجلس القاضي أبي القاسم بن حبيش فلما خرج من عنده قال لي: هذا الرجل لم يكذب قط فأحببته وصحبته إلى أن مات في سنة سبع وثمانين وخمسمائة. 293- محمد بن وهيب الكاتب من أهل الأدب والبلاغة والشعر ذكره أبو عامر بن شهيد ومن شعره: بأربعة هذا الغزال يسومنا ... لواعج ما منها سليم بسالم بشعر، ووجه، وابتسام، وناظر ... كليل وبدر، وانفجار وصارم 294- محمد [بن الوليد بن محمد]

295- محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري بن رندقة الطرطوشي أبو بكر

بن عبد الله بن عبيد، وقيل عبد يروى عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. روى عنه خالد بن سعد. مات بالأندلس سنة تسع وثلاثمائة قال خالد بن سعد: أخبرنا محمد بن الوليد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: شهدت مالكاً أتاه رجل يسأله عن تخليل أصابع الرجلين عند الوضوء فأفناه بترك ذلك، قال ابن وهب: فلما زال السائل حدثته بحديث المستورد أنه رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخلل أصابع رجليه بخنصره فأفناه بالتخلل وقال: جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك أثر أو كما قال: 295- محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري بن رندقة الطرطوشي أبو بكر فقيه حافظ إمام محدث ثقة زاهد فاضل عالم عامل، رحل إلى العراق وقد تفقه بالأندلس وصحب أبا الوليد الباجي مدة. أخبرني غير واحد عن الحافظ أبي بكر بن العربي قال: سمعت الحافظ أبا بكر الطرطوشي يقول: لم أرحل من الأندلس حتى تفقهت ولزمت الباجي مدة فلما وصلت إلى بغداد دخلت المدرسة العادلية فسمعت المدرس يقول: مسألة إذا تعارض أصل وظاهر فأيها يحكم؟ فما علمت ما يقول ولا دريت إلى ما يشير حتى فتح الله وبلغ بي ما بلغ. أقام في رحلته مدة ثم انصرف يريد مصر وكان له غرض في الاجتماع مع أبي حامد الغزالي يجعل طريقه على البيت المقدس. فلما تحقق أبو حامد أنه يؤمه حاد عنه، ووصل الحافظ أبو بكر فلم يجده فقصد جبل لبنان وأقام هناك مدة وصحب به رجلاً يعرف بعبد الله السايح من أولياء الله المنقطعين إلى الله تعالى. ثم أراد الحافظ أبو بكر أن يقصد أرض مصر فعرض علي أبي محمد السائح صحبته والمشي معه وقال له: أنت هاهنا لا تلقى أحداً ولا يلقاك وإن مت لم تجد من يواريك

وفي مخالطة الناس [ومقابلتهم] ونشر العلم وحضور الجماعة في الجمعة ما لا يخفى عليك. فقال له عبد الله: أنا هاهنا آكل الحلال، وأعيش في المباح دون تقلف من ثمر هذه الأشجار، ولا أجد في غير هذا الموضع من المباح ما أجد فيه. فقال له الحافظ أبو بكر: إن تنظر مصر موضعاً يعرف برشيد فيه شيئان مباحان: الملح والحطب تقيم به ويكون عيشنا من هذين المباحين. فقال له عبد الله: أنت لا يتركك الناس، وأفارق موضعي وأفارقك، فعاهده أن لا يفارقه وركبا الطريق إلى مصر حتى وصلا إلى رشيد وأقاما هناك، إذا احتاجا إلى قوت حوجاً من حطب أو ملح فباعا ما يحملانه من ذلك على ظهورهما وتقوتا بثمنه، وبقيا هناك مدة إلى أن قتل العبيدي صاحب مصر جماعة من فقهاء أهل الإسكندرية لسبب يطول شرحه ولم يبق بها من يشار إليه، وسمع أهل الإسكندرية بكون الفقيه برشيد فركب إليه قاضيها ابن حديدة وجماعة من أهلها. فلما وصلوا إلى رشيد سألوا عنه فلم يجدوا من يعرفه إلا بعض الفقراء هنا قال لهم: أنا أدلكم عليه اقعدوا هنا أفكأني به قد وصل فقعدوا ساعة ووصل الفقيه من الشعرا وعلى ظهره حزمة حطب وصاحب معه فقال لهم: هذا هو، ووضع الحزمة بالأرض و [أخبروه] بما طرأ عليهم. [ ... ] ولا تعليم وباحتياج أهلها إليه وبما له في قصدهم من الأجر فقال لهم: قد علمت ذلك ولكني لا أفارق صاحبي هذا بوجه، وأشار إلى عبد الله السائح لأني سقته من موضعه وعاهدته أن لا أفارقه فدونكم فإن ساعدني فأنا ناهض معكم فكلموه. فقال: أنا لا أمنعه لكني أقيم هنا. فقال الحافظ أبو بكر: وأنا لا أفارقه فتضرعوا إلى عبد الله فقال لهم: أنا هنا أعيش في الحلال وآكل المباح ولا أجد هذا عندكم. فقال له القاضي: إن صاحب صقلية دمره الله يؤدي جزية في كل عام لأهل الإسكندرية ثلاثمائة قفيز من الشعير وكذا وكذا، فخذ الشعير تتقوت به وتصرفه في منافعك، فقال: أنا لا أحتاج إلى أكثر من رغيف في كل ليلة فضمنوا له ذلك، وأقبل معهم إلى الإسكندرية، ووفوا لأبي محمد

السائح بما قالوه وصنعوا له من الشعير عدة أرغفة ووضعوها له في حبل فكان يفطر الحافظ أبي بكر، وقعد للتدريس، ونفع الله به كل من قرأ عليه وانتشر علمه. وكانت بالإسكندرية امرأة متعبدة هي خالة أبي الطاهر بن عوف فخطبته وتزوجها وبنى بها في المدينة، وكان لها ابن من أهل الدنيا كثير التخليط فصعب ذلك عليه وعمد إلى خنجر واستتر في المدرسة. فلما أقبل الليل قصد البيت الذي كان فيه أمه مع الفقيه فلم يجد فيه أحداً ووجد كل واحد منهما قد قام إلى ورده، وسمع صوت الفقيه يقرأ في الصلاة، فأقام الصوت وخنجره في يده، فلما قرب منه وهو عازم على قتله حالت بينه وبينه سارية من سواري مساكن المدرسة، وضرب فيها بوجهه وخر مغشياً عليه، والفقيه لا يشعر. فلما طلع الفجر نزل إلى المدرسة فصلى الصبح ودرس وتصرفت زوجه في أثناء ذلك فوجدت ابنها متجندلاً لا يعقل فكلمته فلم يكلمها. فلما فرغ الفقيه من التدريس صعد إلى منزله فأعلمته زوجه بمكان ابنها، فصعد نحوه فوجده على تلك الحال فجرد يده على وجهه، وتفل وتكلم بكلمات ففتحت عينيه، فلما أبصر الفقيه قال له: هات يدك فأنا تائب إلى الله تعالى، لا عصيته بعد اليوم أبداً، ولا تركتك في هذا الموضع، انتقل إلى دار أهلك فاسكنها بالفعل وحسنت توبة الابن بعد ذلك. أخبرني شيخي أبي بكر المفضل عبد المجيد، بن دليل قال: كنت أبيت أكثر الليالي بمدرسة الحافظ أبي بكر فسمعته ذات ليلة قد قام إلى ورده على عادته وافتتح [من سورة الصافيات حتى] بلغ إلى قوله تعالى {وقفوهم إنهم مسؤولون} ولم يزل يردد هذه الآية ويبكي إلى أن طلع الفجر. وحدثني أيضاً: أصاب الفقيه مرض

[فزاره] قاضي الإسكندرية ابن حديدة وكان رفيع القدر عظيم الجاهس وسأله عن شكايته فأخبره فوجه [إلى] طبيب عارف كان قد وصل الإسكندرية فلبى دعوته وفرح بأن وجه القاضي [إليه] وقال له: حاجتي عندك أن تضع للفقيه ما يكون سبباً لبرئه قال: نعم، فصنع له معجوناً ووجه به إلى الفقيه. فلما خرج ليوصله قال الفقيه لمن حضره من أهله: خذوا هذا الإناء، واغسلوا ما فيه من المعجون في مجرى الدار حتى يذهب ففعلوا ثم أصابت القاضي شكاية. فلما كان في اليوم السابع أنشدنا الحافظ أبو بكر عند قبر القاضي قصيدة منها قوله يرثيه: نسجت عليه العنكبوت ملاءة ... ما قد من زواره الخيطان هذي قبورهم وتلك قصورهم ... واعلم بأن كما تدين تدان ولقد أخبرني أنه رآه في اليوم الذي توفى فيه وعليه فروته التي ساقها معه من طرطوشة. وكانت وفاته في سنة خمس وعشرين وخمسمائة. روى عنه جماعة من الحفاظ منهم: الحافظ أبو بكر بن العربي، وأبو علي الصدفي، وأبو الطاهر بن عوف وغيرهم. وتواليفه كثيرة منها "التعليقة في الخلافيات" في خمسة أسفار. وله كتاب يعارض به كتاب "الأحياء" رأيت منه قطعة يسيرة. وألف سراح الملوك في مجلس كان بينه وبين صاحب مصر يطول ذكره. وكان أوحد زمانه علماً وورعاً وزهداً لم يتشبث بمن الدنيا بشيء، إلى أن توفى وصلى عليه ابن عوف، حدثني عنه أبو الطاهر بن عوف، وأبو الفضل عبد المجيل بن دليل

296- محمد بن واجب بن عمر بن واجب القاضي أبو الحسن

بكتاب السنن لأبي داود، قرأه عليهما، أن أبا علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن بحر التستري بالبصرة قال: أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود. 296- محمد بن واجب بن عمر بن واجب القاضي أبو الحسن فقيه محدث أهل بيت جلالة وتقدم. يروى عن أبي العباس العذري، وأبي الفتح، وأبي الليث نصر بن الحسن بن القاسم السمرقندي، وكان سماعه لكتاب مسلم علي العذري بقراءة أبي الحسن طاهر بن مفوز في عام ثلاث وستين وأربعمائة يروى عنه أبو الحسن بن [ ... ] وغيره. توفى سنة تسع عشرة وخمسمائة. 297- محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة العتقي يكنى أبا هارون رحل وسمع بمصر من أبي يزيد يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم القراطيس وغيره، ورجع إلى الأندلس فمات بها سنة ست وثلاثمائة. 298- محمد بن هشام بن عبد العزيز بن محمد بن سعيد الخير ابن الأمير الحكم بن هشام أبو بكر من بني مروان، أديب مشهور بالتقدم في الأدب، يقول الشعر، يفضل لديه فيكثر ويحسن. ورأيت ذكر نسبه في مواضع محمد بن هشام بن سعيد الخير فلعله نسب إلى جده، كان في أيام الناصر عبد الرحمن بن محمد، وله كتاب ألفه في أخبار الشعراء بالأندلس ومن شعره: وروضة من رياض الحزن حالفا ... طل أطلت به في أفقها الحلل كأنما الورد فيما بينها ملك ... موف ونوارها من حوله خول 299- محمد بن هشام بن محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن نصر بن عبد الله حميد بن سلمة بن عباد بن يونس القيسي

300- محمد بن هشام بن أبي حمزة القاضي، أبو القاسم

أبو بكر المصحفي فقيه أديب لغوي من أهل بيت جلالة ووزارة. يروى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم التبريزي، وأبي الفتوح ثابت بن محمد الجرحاني، وأبي عبد الله محمد بن فتحون النحوي، وأبي الحسن علي بن محمد متوكل وأبي بكر بن خشخاش. يروى عنه أبو عبد الله بن معمر الزاهد وهو آخر من حدث عنه، وأبو الحسن علي بن أحمد النحوي وغيرهما. توفى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ومولده في شهر جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان من جلة شيوخ الأندلس. 300- محمد بن هشام بن أبي حمزة القاضي، أبو القاسم فقيه متقدم مشهور بالصلابة في الدين، والنفاذ في الحكم، والعقل الراجح مذكور بالفضل والمعرفة تدميري. توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة، روى عن أبي علي بن سكرة وغيره. 301- محمد بن هانئ شاعر أندلسي خرج من الأندلس فشهر شعره في الغربة وصحب المعز أبا تميم معد بن إسماعيل صاحب المغرب قبل وصوله إلى مصر ومدحه وغالى بأوصاف استجازها أنكرت واستعظمت. وهو كثير الشعر محسن مجيد إلا أن قعقعة الألفاظ أغلب على شعره ومن شعره في جعفر القائد المعروف بابن الأندلسية: المدنفان من البرية كلها ... جسمي وطرف بابلي أحور والمشرقات النيرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير و [جعفر] ومما استحسنوا قوله: ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا ... وأعلن شق الوشى ما الوشى كاتم

302- محمد بن يوسف بن مطروح بن عبد الملك الربعي نسبة في بني قيس بن ثعلبة [بن] ربيعة

تنفس إنسي من الهدر ناشر ... فأسعد وحشي من السدر باغم وقالت قطا سار سمعت حفيفه ... فقلت قلوب العاشقين الحوايم عشية لا آوى إلى غير ساجع ... بينك حتى كان شيء حمائم 302- محمد بن يوسف بن مطروح بن عبد الملك الربعي نسبة في بني قيس بن ثعلبة [بن] ربيعة وهو مذكور في أهل البيرة يروى عن عيسى بن دينار. مات بالأندلس سنة [اثنتين وستين ومائتين] . 303- محمد بن يوسف بن أحمد بن أبي العطاف بن عبد الواحد بن ثابت بن سعد مولى هشام بن عبد الملك أندلسي يروى عن ابن مزين وابن وضاح: مات بالأندلس في سنة ست وسبعين ومائتين. 302- محمد بن يوسف أبو عبد الله التاريخي الوراق ألف بالأندلس للحكم المستنصر كتاباً ضخماً في "مسالك إفريقية وممالكها" وألف في أخبار ملوكها وحروبهم [والقائمين] عليهم كتباً جمة. وكذلك أيضاً ألف في أخبار [تيهرت] ووهران، وتنس، وسجلماسة ونكور، والبصرة هنالك وغيرها تواليف حسانا. قال [أبو محمد بن حزم] : ومحمد هذا أندلسي الأصل والفرع، آباؤه من وادي الحجارة، ومدفنه قرطبة وهجرته إليها وإن كانت نشأته بالقيروان. 305- محمد بن يوسف بن مرونجوش أبو مروان سرقسطي فقيه توفى سنة تسع عشرة وخمسمائة يكنى أبا مروان. 306- محمد بن يوسف بن عطاف الأزدي فقيه مشاور، حافظ.

307- محمد بن يوسف النجا حمال أبو عمرو

307- محمد بن يوسف النجا حمال أبو عمرو مقرئ توفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة. 308- محمد بن يوسف بن سعادة أبو عبد الله القاضي فقيه، محدث، خطيب عارف مشهور، يروى عن الحافظ أبي علي الصدفي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي جعفر، وأبي بكر بن العربي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عتاب، وأبي بحر سفيان بن العاصي، وأبي الوليد محمد بن رشد، وأب عبد بن الحاج المقتول في الصلاة، وأبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، وأحمد بن طريف، وغيرهم من أهل الأندلس. رحل إلى المشرق في عام عشرين وخمسمائة فروى بالإسكندرية عن أبي الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر الميورقي، وأبي الطاهر بن عوف، ولقي به الأصولي المتكلم أبا عبد الله محمد بن مسلم بن محمد القرشي المازري الصقلي. وكان يميل إلى طريقة التصوف والزهد وليس بالمازري الفقيه القيرواني. أخبرني أبو بكر عمر بن سعيد [ ... ] الميانشي بمكة زادها الله شرفاً قال: لما فارقت أبا عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري بالمهدية بعد أن صحبته مدة طويلة، وصلت الإسكندرية وأقمت بها فدخلت جامعها ذات يوم فإذا جماعة من أهل الزهد والتصوف مع شيخ لهم في مقصورة الجامع جلوسها فركعت، وقعت إلى سارية بالقرب منهم، فتواجد منهم رجل وكان يلبس قميصين أحدهما خلق بلى جلده، والثاني جديد فترك الجديد ومد يده إلى الخلق فمزقه فقبض عليه أصحابه وحملوه إلى ذلك الشيخ وقالوا:

309- محمد بن اليسع

يا شيخنا إن هذا كاذب في تواجده فقال: ومن أين تحققتم كذبه؟ قالوا: لأنه ميز بن الخلق والجديد ولو كان صادقاً ما ميز بينهما. فقال لهم: اذهبوا إلى ذلك الرجل القاعد فقد حكمته في هذا: قال: فأتوا إلى وهم يمسكونه. فقلت لهم: خلوا عنه فسألوني: فقتل لهم: لا شيء عليه فرجعوا إلى الشيخ وأخبروه فقال لهم: علي به. فأتوا إلي فقالوا: الشيخ يدعوك. فنهضت إليه فقال لي: من أين حكمت أن هذا لا شيء عليه؟ فقلت له: تواجد فوجد فمد يده ليمزق قلبه فلم يصل إليه فمزق ما يليه، فاستحسن ذلك هو من حضره وقال لي أراك أخذت هذا من قول الشاعر: يدي قصرت عن أن يمزق جيبها ... ولم يك قلبي حاضراً فيمزقا فقلت له: والله ما سمعت بهذا البيت قط فأخبرني أنه صحب المازرين: هذا بالإسكندرية، وذاك بالمهدية، ثم طلع أبو عبد الله إلى الحجاز في عام واحد، وعشرين ولقي هناك جماعة حدث عنهم بالأندلس ثم صار إلى المغرب فدخل المهدية فلقي بها المازري أبا عبد الله وصحبه وأقام، فقرأ عليه كتاب العلم بفوائد مسلم من تأليفه وسمع عليه وذلك في سنة ست وعشرين. وفي هذه السنة دخل الأندلس وحدث بها إلى ابن توفى عفا الله عنه. وأخبرت عن أخيه أبي عمران موسى وكان أديباً حافظاً أنه قال: جدي سعاة هو مولى سعيد بن نصر. 309- محمد بن اليسع أديب شاعر في الدولة العامرية ذكره الوزير أبو عامر بن مسلمة وذكر له أبيات سببها أنه كان في داره روضة ورد يهدي بنوره في كل عام إلى العارض أحمد بن سعد فغاب العارض في زمن الورد فقال: قال لي [الورد وقد ... لاحظته في روضتيه وهو وقد أينع طيبا ... جمع الحسن لديه]

310- محمد بن يحيى السابي

[أين مولاي الذي] ... قد كنت تهديني إليه قلت غاب العام فأي ... أس أن ترى بين يديه فبدا يذبل حتى ... ظهر الحزن عليه 310- محمد بن يحيى السابي قرطبي سمع من مالك بن أنس. 311- محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة كان فقيهاً مقدماً يميل إلى مذهب مالك بن أنس وله في كتاب سماه "المنتخب" قال أبو محمد بن حزم وما رأيت لمالكي كتاباً أنبل منه في جميع روايات المذهب وتأليفها وشرح مستغلقها، وتفريع وجوهها، يروى عن حماس بن مروان بن حماس القاضي بالقيروان وغيره. مات بالإسكندرية سنة ثلاثين وقيل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. 312- محمد بن يحيى بن عبد السلام الرباحي نحوي مشهور ذكره أبو محمد بن حزم وقال: كان لا يقصر عن أكابر أصحاب المبرد. توفى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. 313- محمد بن يحيى بن فورتش قاضي سرقسطة من أهل المعرفة والدين كان إذا عرض عليه من وجبت عليه يمين الصلح فيأبى من ذلك قال لخصمه: احمله إلى المحراب الذي بناه التابعون محلفه هناك ترهيباً فربما أناب إلى الصلح عند ذلك. 314- محمد بن يحيى النحوي أبو عبد الله يعرف بالقيفاط شاعر مشهور ذكر له أبو عامر بن مسلمة شعراً في الرياض ومنه: مزن تغنيه الصبا فإذا هما ... لبت حياة روضة غناء والأرض من ذاك الحياة موشية ... والروض من تلك السماء سماء ما إن وشت كفا صناع ما وشى ... ذاك الغناء بها وذاك الماء

315- محمد بن يحيى بن عبد العزيز يعرف بابن الخراز

زهر لها مقل وقال أظنه تارة ... ترنو وتارات لها إغضاء ذكره الحميدي وقال أظنه كان في أيام الحكم المستنصر ولعله الذي قبله. 315- محمد بن يحيى بن عبد العزيز يعرف بابن الخراز روى عن أسلم بن عبد العزيز القاضي، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر، وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي. 316- محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين الحماني السعدي الطبني أبو عبد الله من أهل بيت أدب وشعر ورياسة وجلالة. وهم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر أدد، رأيت من شعره إلى أبي محمد علي بن أحمد أبياتاً منها: ليت شعري عن حفل ودك هل يم ... سي جديدلاً لدى غير رثيت وأراني [أرى محياك] يوماً ... [وأناجيك] في بلاط مغيث فلو أن [القلوب تستطيع سيراً] ... [سار قلبي إليك سير الحثيث] ولو أن الديار ينهضها الشو ... ق أتاك البلاط كالمستغيث كن كما شئت لي فإني [محب] ... ليس لي غير ذكركم من حديث لك عندي وإن تناسيت عهد ... في صميم الفؤاد غير نكيث 317- محمد بن يحيى بن عوانة صاحب الصلاة بجامع قرطبة، فقيه فاضل، توفى سنة إحدى وستين وثلاثمائة:

318- محمد بن يحيى بن هاشم أبو عبد الله الهاشمي

318- محمد بن يحيى بن هاشم أبو عبد الله الهاشمي سرقسطي، سمع بها من أبي عبد الله بن فورتش، وله رحلة سمع فيها بمصر من ابن نفيس، يروى عنه الحافظ أبو علي الصدفي، وغيره. 319- محمد بن يحيى القاضي، عرف بابن الحذاء فقيه محدث حافظ، له رحلة يروى عن الفقيه أبي محمد بن أبي زيد، ومحمد بن أحمد بن مفرج القاضي، ومحمد بن يحيى بن الخراز، روى عنه أبو عمر بن عبد البر وجماعة أعلام، توفى سنة ستة عشر وأربعمائة. 320- محمد بن يحيى بن الغراء قاضي المرية من أهل الفقه والفضل والزهد والورع، كان مجاب الدعوة متقللاً من الدنيا. حدثني الثقة أبو الفضل عبد المجيد بن دليل بثغر الإسكندرية قال: دخلت المرية سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وقد حفزني [إلى] السفر فجالسته ودعا لي وسافرت، فلم أعدم ببركة دعائه خيراً، توفى شهيداً سنة أربع عشرة وخمسمائة. 321- محمد بن القاضي أبي بكر يحيى بن سميدع، يكنى أبا القاسم من أهل بيت جلالة يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة. 322- محمد بن أبي خالد بن يزيد البجاني فقيه مشهور توفى سنة تسع عشر وثلاثمائة. 323- محمد بن يونس بن محمد بن مغيث فقيه من أهل بيت فقه وجلالة وحديث. توفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة. 324- محمد بن يعيش أبو عبد الله يروى عن ابن الطحان، حدث عنه أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري النحوي. 325- محمد بن يبقى بن زرب قاضين الجماعة بقرطبة، سمع من أبي محمد قاسم بن أصبغ البياني وغيره، وكان فقيهاً نبيلاً فاضلاً جليلاً وله كتاب في الفقه سماه "الخصال"

326- محمد بن يبقى الأموي

كان في أوائل الدولة العامرية. روى عنه القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل وغيرهما. 326- محمد بن يبقى الأموي من أهل مرسيه فقيه حافظ عارف متفنن، كان له مجلس بمرسيه في طريقة الوعظ مشهور [ ... ] الحافظ أبا بكر بن الفريابي حضر مجلسه يوماً عند مشيه إلى بلنسية، أقرأ بمرسية مدة وبها توفى.

باب الألف

باب الألف من اسمه أحمد 327- أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم، مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو عمر من أهل العلم والأدب والشعر. وله الكتاب الكبير المسمى كتاب "العقد" في الأخيار وهو مقسم على معان وقد سمي كل قسم منها باسم من أسماء نظام العقد كالواسطة ونحوها، وشعره كثير مجموع. قال الحميدي رأيت منه نيفاً وعشرين جزءاً من جملة ما جمع للحكم بن عبد الرحمن الناصر. وفي بعضها بخطه توفى أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى ومولده سنة ست وأربعين ومائتين لعشر خلون من شهر رمضان، وتوفى [عن] إحدى وسبعين سنة، وثمانية أشهر، وثمانية أيام، مدح الأمير محمداً، والمنذر، وعبد الله الناصر. قال الحميدي: هذا آخر ما رأيت بخط الحكم المستنصر، وخطه حجة عند أهل العلم وعندنا لأنه كان عالماً ثبتاً، وكان لأبي عمر بالعلم جلالة وبالأدب رياسة وأثرى بعد فقر، وأشير إليه بالتفصيل إلا أنه غلب الشعر عليه. أنشد له أبو محمد بن حزم، وأخبر أن بعض من كان يألفه أزمع على الرحيل في غداة ذكرها فأتت السماء في تلك الغداة

بمطر حال بينه وبين الرحيل فكتب إليه أبو عمر: هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر ... هيهات يأبى عليك الله والقدر [ما زلت أبكي حذار البين ملتهفاً ... حتى رثى لي فيك الريح والمطر] يا برده من حيا مزن على كبد ... نيرانها بعليل الشوق تستعر آليت أن لا [أرى] شمساً ولا قمراً ... حتى أراك فأنت الشمس والقمر ومن شعره السائر: الجسم في بلد والروح في بلد ... إن تبك عيناك لي يا من كلفت به يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد ... من رحمة فهماً سهماك في كبدي وأخبر أبو محمد أيضاً أخبرني بعض الشيوخ: أن أبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه وقف تحت روشن لبعض [الوزارة] وقد سمع [غناء حسنا. فرش بماء، ولم يعرف من هو، فمال إلى مسجد قريب من] المكان، فاستدعى بعض ألواح الصبيان وكتب: يا من يضن بصوت الطائر الغرد ... ما كنت أحسب هذا البخل في أحد لو أن أسماع أهل الأرض قاطبة ... أصغت إلى الصوت لم ينقص ولم يزد فلا تضن على سمعي تقلده ... صوتاً يجول مجال الروح في الجسد لو كان زرياب حياً مي أسمعه ... لذاب من حسد أو مات من كمد أما النبيذ فإني لست أشربه ... ولست آتيك إلا كسرتي بيدي وزرياب عندهم كان يجري مجرى الموصلي في الغناء وله طريق أخذت عنه، وأصوات استفيدت منه، وألفت الكتب بها وعلا عند الملوك هنالك بصناعته وإحسانه فيها علواً مفرطاً، وشهر شهرة ضرب بها المثل في ذلك.

ولأحمد بن محمد بن عبد ربه أشعار كثيرة جداً سماها الممحصات، وذلك أنه نقض كل قطعة قالها في الصبا والغزل بقطعة في المواعظ والزهد محصها بها التوبة منها والندم عليها، فمن ذلك قطعة محص بها القطعة المذكورة أولاً وهي: يا عاجزاً ليس يعفو حين يقتدر ... ولا يقضي له من منه عيشه وطر عاين بقلبك إن العين غافلة ... عن الحقيقة واعلم أنها سقر سوداء تسفر عن غيظ إذا سفرت ... للظالمين فلا تبقى ولا تذر لو لم تكن لك غير الموت موعظة ... لكان فيه عن اللذات مزدجر أنت القول له ما قلت مبتدئاً ... هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر ومن شعره في طريقة الزهد: ألا إنما الدنيا غضارة أيكة ... إذا اخضر منها جانب جف جانب هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها ولا اللذات إلا مصائب وكم سخنت بالأمس عين قرير ... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب وحدث أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا بعض أصحابنا عن أبي عمر بن عفيف أن سعيد بن القزاز أخبره أن ابن عبد ربه قال هذه الأبيات قبل موته بأحد عشر يوماً وهو آخر شعر قاله وفيه بيان مبلغ سنه: بليت وأبلتني الليالي وكرها ... [كلانا لما بي عاذلي كفاني] كويت زماني برهة وطواني] ... وصرفان للأيام معتمران وما لي لا أبالي لسبعين حجة ... وعشر أتت من بعدها سنتان فلا تسألاني عن تباريح علتي ... ودونكما منى الذي تريان وإني بحمد الله راج لفضله ... ولي من ضمان الله خير ضمان

328- أحمد بن محمد الرعيني

ولست أبالي من تباريح علتي ... إذا كان عقلي باقياً ولساني هما ما هما في كل حال تلم بي ... فذا صارمي فيها وذاك سناني 328- أحمد بن محمد الرعيني حدث عن عبيد الله بن يحيى عن أبيه عن مالك. 329- أحمد بن محمد التاريخي عالم بالأخبار ألف في مآثر المغرب كتباً جمة، منها كتاب ضخم ذكر فيه مسالك الأندلس ومراسيها وأمهات مدنها وأجنادها الستة وخواص [كل] بلد منها، وما فيه مما ليس في غيره، ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه. 330- أحمد بن محمد بن موسى الرازي أندلسي أصله من الري له في أخبار ملوك الأندلسي وخدمتهم ونكباتهم وغزواتهم كتاب كبير، وألف في صفة قرطبة وخططها ومنازل العظماء بها كتاباً على نحو ما بدأ به أحمد بن أبي طاهر في أخبار بغداد وذكره [المنازل] صحابة المنصور بها. قاله أبو محمد بن حزم قال: ولأحمد بن موسى كتاب في أنساب مشاهير الأندلس في خمس مجلدات ضخمة من أحسن كتاب وأوسعه. كذا قال ابن حزم ولم يبين إن كان هو الأول غيره لأنه ذكر ذلك في موضعين قال الحميدي: وأنا أظنه الذي قيل والله أعلم. 331- أحمد بن محمد بن فرح الجياني أبو عمر وقد ينسب إلى جده فيقال أحمد بن فرح وكذلك أخوه وهو وافر الأدب كثير الشعر معدود في العلماء وفي الشعراء وله الكتاب المعروف بكتاب "الحدائق" ألفه للحكم المستنصر وعارض فيه كتاب "الزهرة" لأبي بكر محمد بن داود بن علي الأصبهاني، إلا أن

أبا بكر إنما ذكر مائة باب في كل باب مائة بيت. وأبو عمر أورد مائتي باب في كل باب مائتي بيت ليس منها باب تكرر اسمه لأبي بكر ولم يورد فيه لغير أندلسي شيئاً قال أبو محمد بن حزم وأحسن الاختيار ما شاء وأجاد فبلغ الغاية فأتى الكتاب فرداً في معناه. ولأحمد بن فرح أيضاً كتاب في [المنتزين والقائمين] بالأندلس وأخبارهم وأنشد له: بأيهما أنا في الشكر بادي ... بشكر الطيف أم شكر الرقاد سرى وأراد بي أملي ولكن ... عففت فلم أنل منه مرادي وما في الذم من حرج ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي ومن شعره أيضاً يتغزل: تبسم عن در كدر كلامها ... فلله سمطا درها وابتسامها إن ضحكت أو حدثت قلت هذه ... جواهر فضت من حلى نظامها وكم خلتنا سكرى بخمر جفونها ... إذا مال بالأعطاف حسن قوامها وله من مثله: وضعيفة الخصرين تثنيها الصبا ... ثملاً ويلقها الكمي فيصرع تصف الهوى فيريق در حديثها ... درا يرف وأقحواناً ينصع ومن قوله أيضاً: وطائعة الوصال عدوت عنها ... وما الشيطان فيها بالمطاع بدت في الليل سافرة فباتت ... دياجي الليل سافرة القناع

332- أحمد بن محمد بن قاسم

وما من لحظة إلا وفيها ... إلى فتن القلوب لها دواع فملكت النهى جمحات شوقي ... لأجرى عن العفاف على طباعي وبت بها مبيت السقب يظمأ ... فيمنعه الكعام من الرضاع كذاك الروض ما فيه لمثلي ... سوى نظر وشم من متاع ولست من السوائم مهملات ... فأتخذ الرياض من المراعي وكان الحكم المستنصر قد سجنه لأمر نقمه عليه، ويقال إنه مات في سجنه وله في السجن أشعار كثيرة مشهورة. 332- أحمد بن محمد بن قاسم يروى عن أبيه عن جده، وقد ينسبون إلى بيانة، روى عنه أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التاهرتي شيخ من شيوخ أبي عمر بن عبد البر. وكان قاسم بن محمد جد أحمد بن محمد - هذا - من أهل العلم والفقه والاختيار فيه يميل إلى مذهب عبد الله الشافعي وله كتاب في الرد على المقلدين ويعرف بصاحب الوثائق. 333- أحمد بن أبي بكر بن محمد بن الحسن الزبيدي أبو القاسم من أهل الأدب والفضل، ولي قضاء إشبيلية بعد أبيه، وكان شديد العجب، كتب إلى الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم كتاباً يرغب فيه إليه [أن يحسن العناية به في بعض] الأمور وكتب في آخر الكتاب: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدواً له ما من صداقته بد قال أبو محمد بن حزم فأخبرني ابن عمي قال فحول أبوك أبو عمر الكتاب ووقع على ظهره ولم يزد. ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... صديقاً له ما من عداوته بد

334- أحمد بن محمد بن عبد الله بن بدر أبو بكر، وقيل أبو مروان

334- أحمد بن محمد بن عبد الله بن بدر أبو بكر، وقيل أبو مروان من أهل بيت أدب وشعر ورياسة وكان في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر أثيراً عنده، ذكره أبو محمد بن حزم وكناه أبا بكر، وقال: أنشدني له أبو الوليد محمد بن محمد بن الحسن الزبيدي مما كتب به إلى أبي الحكم المنذر بن سعيد بن محمد بن مروان بن المنذر بن عبد الرحمن بن الحكم في عتاب كان بينه وبينه: يا ذا الذي لا يصون عرضي ... ومذهبي فيه أن أصونه رأيت إذ لم تكن حليماً ... في سورة الغيظ أن أكونه 335- أحمد بن محمد بن عبد الوارث كان من أهل الأدب والفضل، قال أبو محمد علي بن أحمد: كان معلمي، وأخبرني أنه رأى يحيى بن مالك بن عائذ وهو شيخ كبير يتهادى إلى المسجد وقد دخل والصلاة تقام قال فسمعته ينشد بأعلى صوته: يا رب لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبداً قال آمينا قال فلم أشك أنه يريد الصلاة. 336- أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد أبو عمر، يعرف بابن الجسور الأموي مولى لهم محدث مكثر، سمع أبا علي الحسن بن سلمة بن سلمون صاحب أبي الرحمن النسائي، وأبا بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري حدث عنه بكتاب التاريخ لمحمد بن جرير الطبري، حدثه به عن الطبري أخبرني غير واحد عن أبي الحسن بن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: أخبرنا بالتاريخ المعروف "يذيل المذيل" أبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري عن الطبري وسمع من الأندلسيين وهب بن مسرة ومحمد بن معاوية القرشي وقاسم بن أصبغ وابن

337- أحمد بن محمد بن عافية الرباحي القاسم

أبي دليم وطبقتهم وسمع منه جماعة منهم: أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم حدث عنه بكتاب التاريخ وقال: إنه أول شيخ سمع من قبل الأربعمائة وأنه مات في منزله ببلاط مغيث بقرطبة في يوم الأربعاء أو ليلة الخميس لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة ومولده سنة عشرين وثلاثمائة أو سنة تسع عشرة. 337- أحمد بن محمد بن عافية الرباحي القاسم ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري وقال سمع منا وسمعنا منه. 338- أحمد بن محمد الإشبيلي أبو عمر، يعرف بابن الحرار رجل صالح محدث روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي كتابه الكبير في التاريخ ذكره أبو عمر النمري. توفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 339- أحمد بن محمد بن خلف بن أبي حجيرة فقيه قرطبي مشهور توفى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وفيها توفى أبو علي القالي بقرطبة. 340- أحمد بن محمد بن الحجاج بن يحيى أبو العباس الإشبيلي سكن مصر وحدث بها وكان مكثراً خرج عنه أبو نصر السجستاني الحافظ عبد الله بن سعيد أجزاء كثيرة عن عدة مشايخ منهم: أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت، ومحمد بن جعفر بن دران المعروف بغندر وغيرهما. حدث عنه القاضي أبو الحسن الخلعي، والحافظ أبو إسحق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال وأثنى عليه وقال: مات في اليوم الثالث عشر من صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة بالفسطاط. 341- أحمد بن محمد بن سعدي أبو عمر فقيه فاضل محدث رحل قبل الأربعمائة بمدة فلقي

أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري بالعراق وغيرهما، ورجع إلى الأندلس وحدث. قال عبد الله بن الوليد: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعيد المالكي عند وصوله إلى القيروان من ديار المشرق وكان أبو عمر دخل بغداد في حياة أبي بكر محمد بن عبد الله بن عبد الله بن صالح الأبهري، فقال له يوماً: هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ فقال: بلى حضرتهم مرتين ثم تركت مجالستهم ولم أعد إليها. فقال له أبو محمد: ولم؟ قال: أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق كلها المسلمين من أهل السنة والبدعة والكفار من المجوس والدهرية والزنادقة واليهود والنصارى وسائر أجناس الكفر، ولكل فرقة رئيس يتكلم على مذهبه ويجادل عنه فإذا جاء رئيس من أي فرقة كان قامت الجماعة إليه قياماً على أقدامهم حتى يجلس فيجلسون بجلوسه، فإذا غص المجلس بأهله ورأوا أنه لم يبق لهم أحد ينتظرونه. قال قائل من الكفار: [قد اجتمعتم للمناظرة] شاكرة فلا يحتج علينا [المسلمون] بكتابهم ولا بقول نبيهم فإنا لا نصدق ذلك ولا نقر به، وإنما نتناظر بحجج العقل وما يحتمله النظر والقياس فيقولون: نعم لك ذلك. قال أبو عمر: فلما سمعت ذلك لم أعد إلى ذلك المجلس، ثم قيل لي ثم مجلس آخر للكلام فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء فقطعت مجالس أهل الكلام فلم أعد إليها. فقال أبو محمد بن أبي زيد: ورضي المسلمون بهذا من القول والفعل. قال أبو عمر: هذا الذي شاهدت منهم. فجعل أبو محمد يتعجب من ذلك وقال: ذهب العلماء وذهبت حرمة الإسلام وحقوقه، وكيف يبيح المسلمون المناظرة بين المسلمين وبين الكفار، وهذا لا يجوز أن يفعل لأهل البدع الذين هم مسلمون ويقرون بالإسلام وبمحمد عليه السلام، وإنما يدعى من كان على بدعة من منتحلي الكلام إلى الرجوع إلى السنة والجماعة فإن رجع قبل

منه، وإن أبى ضربت عنقه. وأما الكفار فإنما يدعون إلى الإسلام فإن قبلوا كف عنهم وإن أبوا وبذلوا الجزية في موضع يجوز قبولها كف عنهم وقبل منهم، وإما أن يناظروا على ألا يحتج عليهم بكتابنا ولا بنبينا فهذا لا يجوز، فإن لله وإنا إليه راجعون. أخبرني غير واحد من أشياخي منهم القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، والزاهد أبو محمد بن عبيد الله والأديب الحافظ أبو جعفر أحمد بن أحمد الأزدي وغيرهم عن أبي موهب عن أبي عمر بن عبد البر أنه قال" أجمع أهل الفقه والآثار في جمع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه في الاتفاق والميز والفهم. وقال أبو عمر في كتاب "بيان العلم" له أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام ويفجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. قال: أبو عمر ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصاً في كتاب الله أو صح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو اجتمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظره فيه. وقال أيضاً في كتاب "بيان العلم" قال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يوم ناظره حفص القرد قال لي: يا أبا موسى لا يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك [ ... ] لا يفلح صاحب كلام أبداً ولا تكاد ترى أحداً أنظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وقال: قال مالك: أرأيت إن جاءه من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد: وأنشد لمصعب بن عبد الله: أأقعد بعد ما رجعت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم ... وأجعل دينه عرضاً لديني

342- أحمد بن محمد بن دراج أبو عمر الكاتب المعروف بالقسطلي

فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي ليست ... تصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنت لنا سنن قوام ... يلحن بكل فج أو ؤجين وكان الحق ليس به خفاء ... أغر كغرة القلق المبين وما عوض لنا منهاج جهم ... بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني فلست بمكفر أحداً يصلي ... ولم أجرمكم أن تكفروني وكنا أخوة نرمي جميعاً ... فنرمي كل مرتاب ظنين فما برح التكلف أن رمتنا ... بشأن واحد فرق الشؤون قال الحميدي: وبقي أبو عمر بن سعدي بعد الأربعمائة، وقد رأيت سماعه في بعض الكتب المصرية من أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري سنة تسع وأربعمائة بخط أبي محمد بن النحاس فدل على أنه عاد إلى مصر بعد تلك الرحلة القديمة أيام الفتن الكائنة بالمغرب. 342- أحمد بن محمد بن دراج أبو عمر الكاتب المعروف بالقسطلي ودراج كان كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور أبي عامر وهو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء المذكورين من البلغاء، وشعره كثير مجموع يدل على علمه، وله طريقة في البلاغة والرسائل فدل على اتساعه وقوته. وأول ما مدح من الملوك، فالمنصور أبو عامر بن أبي عامر مدبر دولة هشام المؤيد وأول شعر مدحه به فقوله يعارض أبا العلاء صاعد بن الحسن اللغوي بقصيدة أولها:

أضاء لها فجر النهى فنهاها ... عن المدنف المضني بحر هواها [وضللها صبح جلا ليلة الدجى ... وقد كان يهديها إلى دجاها] وهي طويلة مستحسنة فساء الظن بجودة ما أتى به من الشعر، واتهم فيه وكان للشعراء في أيام المنصور أبي عامر ديوان يرزقون منه على مراتبهم ولا يخلون بالخدمة بالشعر في مظانها، فسعى به إلى المنصور وأنه منتحل سارق لا يستحق أن يثبت في ديوان العطاء فاستحضره المنصور عشي يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وثمانية وثلاثمائة واختبره واقترح عليه فبرز وسبق وزالت التهمة عنه فوصله بمائة دينار، وأجرى عليه الرزق وأثبته في جملة الشعراء. ثم لم يزل يشهر ويجود شعره فيما بعد وفى ذلك المجلس بين يدي المنصور أبي عامر قال القصيدة المشهورة التي أولها: حسبي رضاك من الدهر الذي عتبا ... وعطف نعماك للحظ الذي انقلبا وهي طويلة حسنة كرر فيها المعنى الذي استحضر من أجله وتكذيب الدعوى التي قرب بها، ومنها: ولست أول من أعيت بدايته ... فاستدعيت القول ممن ظن أو حسبا إن امرأ القيس في بعض لمتهم ... وفي يديه لواء الشعر إن ركبا والشعر قد أسر الأعشى وقيده ... دهراً وقد قيل والأعشى إذا سرنا وكيف أظما وبحري زاخر وظما ... إلى خيال من الضحضاح قد نضبا فإن نأي الشك عني أو فها أنذا ... مهيأ لجلي الخبر مرتقبا

عبد لنعماك في فكيه نجم هدى ... سار بمدحك يجلو الشك والريبا إن شئت أملي بديع الشعر أو كتبا ... أو شئت خاطب بالمنثور أو خطبا كروضة الحزن أهدى الوشى منظرها ... والماء والزهر والأنوار والعشبا أو سباق الخيل أعطى الحضر متئداً ... والشد والكر والتقريب والخبا وأكثر ما حكينا في هذا، فعن جماعة من أشياخي عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم وأخبر أبو محمد أن المنصور أبا عامر لما فتح شنت ياق أو غيرها من القلاع الحصينة التي يقال إن أحداً لم يصل إليها قبله استدعى أبو عمر أحمد بن محمد ابن دراج وأبو مروان عبد الملك بن إدريس المعروف بابن الحريزي [وأمر بإنشاء] كتب الفتح إلى الحضرة وإلى [سائر] الأعمال فأما ابن الحريزي فقال سمعاً وطاعة، وأما عمر بن دراج فقال: لا [يتم لي في أقل من يومين أو ثلاثة وكان معروفاً] بالتنقيح والتجويد والتؤدة فخرج الأمر إلى ابن الحريزي بالشروع في ذلك فجلس في ظل السرادق، ولم يبرح حتى أكمل الكتب في ذلك. وقيل لابن دراج: افعل ذلك على اختيارك فقد فسح لك فيه، ثم جاء بعد ذلك بنسخة الفتح وقد وصف الغزاة من أولها إلى آخرها ومشاهدة القتال وكيفية الحال بأحسن وصف وأبدع رصف، واستحسنت ووقع الإعجاب بها، ولم تزل منقولة متداولة إلى الآن وما بقي من نسخ ابن الحريزي في ذلك الفتح على كثرتها عين ولا أثر. ومن مذهبات شعره في ذي الرياستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة قصيدة طويلة أولها:

343- أحمد بن محمد بن أبي الحصن الجدلي، يكنى أبا القاسم

قل للربيع اسحب ملاء سحائبي ... واجرر ذيولك في مجر ذوائبي لا تكذبن ومن ورائك أدمعي ... مدداً إليك بفيض دمع ساكب وامزج بطيب تنحيني غدق الحيا ... واجعله سقى أحبتي وحبائبي واجنح لقرطبة فعانق تربها ... عني بمثل جوانحي وترائبي وانشر على تلك الأباطح والربى ... زهراً يخير عنك أنك كاتبي ووجه إليه بعض الأدباء بأبيات لغز سأله أن يفسرها فلم يتعب خاطره فيها وكتب على ظهر الرقعة بديها: إذا شذت عن العرب المعاني ... فليس إلى تعرفها سبيل وما يحويه هذا الدهر ناء ... وأبعد من شبا فكر يجول وربتما بطول الفكر بدري ... ولكن عاجل الفكر الرسول وله في منذر بن يحيى المذكور: يا عاكفين على المدام تنبهوا ... وسلوا لساني عن مكارم منذر ملك لو استوهبت حبة قلبه ... كرماً لجاد بها ولم يتعذر قال أبو محمد بن حزم وكان عالماً بنقد الشعر لو قلت إنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد، وقال مرة أخرى: لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي. مات ابن دراج قريباً من العشرين وأربعمائة. 343- أحمد بن محمد بن أبي الحصن الجدلي، يكنى أبا القاسم بجاني مقرئ متقدم في الإقراء يروى عن السامري عن ابن مجاهد، يروى عنه محمد بن القاسم بن شعلة الضبي

344- أحمد بن محمد بن عفيف، أبو عمر

المقرئ ببلدة بجانة سنة خمس وأربعمائة. 344- أحمد بن محمد بن عفيف، أبو عمر فقيه محدث تاريخي مشهور يروى عن محمد بن رفاعة عن أحمد بن محمد بن عبد البر تاريخه في فقهاء الأندلس يروى عنه حاتم بن محمد كتاب التاريخ المذكور بالسند المذكور. 345- أحمد بن محمد بن معروف فقيه قرطبي محدث، توفى بطرطوشة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. 346- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن اسحق فقيه باجي، توفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 347- أحمد بن محمد بن عبد الله بن [لب بن يحيى بن محمد] المقرئ الطلمنكي أبو عمر فقيه حافظ محدث منسوب إلى بلده، وكان أساساً في القراءات مذكوراً، وثقة في الرواية مشهوراً. رحل فسمع أبا بكر محمد بن يحيى بن عمار الدمياطي صاحب أبي بكر بن المنذر، وأبا الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون، وأبا بكر محمد علي بن أحمد، يعرف بابن الأذفوي وغيرهم. وسمع بالأندلس محمد بن يجية ابن مفرج القاضي، وأبا جعفر بن عون الله وطبقتهما، مات بعد العشرين وأربعمائة، ذكر أنه توفى في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وله تسع وثمانون سنة. مولده سنة أربعون وثلاثمائة روى عنه أبو محمد بن حزم، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. 348- أحمد بن محمد بن عيسى البلوى

349- أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء أبو عمر

أبو بكر المعروف بابن اليراثي، يلقب غندرا محدث حافظ، حدث بالأندلس عن أبي عثمان سعيد بن نصر المعروف بابن أبي الفتح، مولى الأمير عبد الرحمن بن محمد، وعن أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي البزار. سمع منه بالأندلس أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري الدلاي وحدث عنه. 349- أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء أبو عمر فقيه قرطبي محدث، حافظ مشهور، يروى عن أبي محمد بن أسد، عن أبي علي بن السكن، عن الفربري كتاب البخاري. روى عنه أبو الحسن بن مغيث شيخ أشياخي توفى سنة سبع وستين وأربعمائة ومولد ابن العربي سنة ثمان، بعدها بسنة، وفي سنة ثمان هذه تغلب المقتدر على ابن مجاهد بدانية. وكان سماع ابن مغيث عليه لكتاب البخاري بقراءة أبي علي الغساني. 350- أحمد بن محمد أبو العباس المهدوي المقرئ أصله من المهدية من بلاد القيروان، ودخل الأندلس في حدود الثلاثين وأربعمائة أو نحوهما. وكان عالماً بالقراءات والأدب متقدماً إماماً ألف في التفسير كتاباً حسناً ومن شعره في ظاءات القرآن. [ظنت] عظيمة ظلمنا من حظها ... فظللت أوقظها لأكظم غيظها وظعنت [أنظر في الظلام وظله ... ظمآن أنتظر الظهور لوعظها]

351- أحمد بن محمد بن ملهل الهمداني الغرناطي، يكنى أبا القاسم

ظهري وظفري ثم عظمي في لظى ... لأظاهرن لحظها ولحفظها لفظي شواظ أو كشمس ظهيرة ... ظفر لدى غلظ القلوب وفظها 351- أحمد بن محمد بن ملهل الهمداني الغرناطي، يكنى أبا القاسم سمع من محمد بن عبد الله بن دليم وغيره، ذكره ابن القرضي وقال كتبت عنه وكان شيخاً فاضلاً، توفى نحو سنة ثمانين وثلاثمائة. 352- أحمد بن محمد الخولاني المعروف بابن الأبار، أبو جعفر شاعر من شعراء إشبيلية كثير الشعر، أنشد له أبو محمد بن حزم من قصيدة في الرئيس أبي الوليد إسماعيل بن حبيب يعزيه في جارية ماتت عنده، ويهنيه بمولد ولد له: أو ما رأيت الدهر أقبل معتباً ... متنصلاً بالعذر لما أذنبا بالأمس أذوى في رياضك أيكة ... واليوم أطلع في رياضك كوكبا ذكره الحميدي وقال: كان حياً في حدود الثلاثين وأربعمائة. 353- أحمد بن محمد الجياني، المعروف بتيس الجن شاعر خليع يجري في وصف الخمر مجرى الحسن بن هانئ. لم أجد من شعره إلا فيها ومنه قوله: أمزجى يا مدام كأس المدام ... قد مضى وانقضى ذمام الصيام و [أبى] العيدان [ندين] بدين ... غير دين الصبا ودين المدام حبذا ميتة تعود حياة ... بين غض البهار والنمام 354- أحمد بن محمد بن حمد بن برد، مولى أحمد بن عبد الملك بن عمر

355- أحمد بن محمد بن المسور

بن محمد بن شهيد أبو حفص الكاتب مليح الشعر، بليغ الكتابة من أهل بيت أدب ورياسة. وله "رسالة في السيف والقلم والمفاخرة بينهما، وهو أول من سبق بالقول في ذلك بالأندلس. قال الحميدي وقد رأيته بالمرية بعد الأربعين وأربعمائة زائراً لأبي محمد بن حزم غير مرة ومن شعره: تأمل فقد شق البهار مغلسا ... كماميه عن نواره الخضل الندى مداهن تبر في أنامل فضة ... على أذرع مخروطة من زبرجد وله: لما بدى في لازوردي ... الحرير وقد بهر كبرت من فرط الجمال ... وقلت ما هذا بشر فأجابني لا تنكرن ... ثوب السماء على القمر ومن شعره: قلبي [وقلبك لا محالة] واحد ... شهدت بذلك بيننا الألحاظ [فتعال فلنغظ الحسود بوصلنا ... إن الحسود بمثل ذاك يغاظ] 355- أحمد بن محمد بن المسور قرطبي فقيه توفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. 356- أحمد بن محمد الجذامي، أبو العباسي متقدم في علم الكلام له في مسائل قرأ عليه بعضها أبو عبد الله بن عبد الرحيم وأنشده

357- أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله الخولاني، عرف بابن الحصار

من شعره وأجازه جميع ما رواه عن مشيخته ويعرف بابن الزنقي. 357- أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله الخولاني، عرف بابن الحصار ثقة مقرئ مجود مشهور، مولده في سنة ثمان عشرة وأربعمائة وتوفى سنة ثمان وخمسمائة. 358- أحمد بن محمد بن عمر التيمي يكنى أبا القاسم فقيه مشاور يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة وغيره. 359- أحمد بن محمد بن أحمد بن بقي بن مخلد أبو القاسم قرطبي فقيه محدث مشهور من أهل بيت فقه وجلالة وحديث، مولده في شعبان سنة ست وأربعين وأربعمائة، وتوفى في سلخ ذي حجة عام اثنتين وثلاثين وخمسمائة، يروى عن أبيه وعن أبي العباس العذري، ومحمد بن فرج مولى الطلاع، وغيرهم، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره. 360- أحمد بن محمد بن موسى بن العريف أبو العباس فقيه زاهد إمام في الزهد عارف محقق صحبه ابن عم أبي، الزاهد أبو جعفر، قال لي عنه القاضي أبو القاسم بلدية: إنه كان يكتب سبعة خطوط لا يشبه بعضها بعضاً، توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وشعره في طريقة الزهد كثير. ومما أنشدت منه: شدوا الركاب، وقد نالوا المنى بمنى ... وكلهم بأليم الشوق قد باحا راحت ركابهم تندى روائحها ... طيباً بما طاب ذاك الوفد أشباحا يا واصلين إلى المختار من مضر ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على شوق وعن قدر ... ومن أقام على عذر كمن راحا

361- أحمد بن محمد بن عبيد الله الفقيه أبو الحسين

361- أحمد بن محمد بن عبيد الله الفقيه أبو الحسين كان رحمه الله عارفاً جميل المحيا منتعلاً بالثريا، توفى في رمضان سنة خمسة وثلاثين وخمسمائة. 362- أحمد بن محمد بن عمر بن ورد التميمي أو القاسم فقيه حافظ مشهور محدث ألف في شرح البخاري كتاباً كبيراً ظهر علمه فيه، وكان أوحد زمانه فقهاً وعلماً ومعرفة وفهماً، وذكاء، مولده في جمادى الآخرة عام خمس وستين وأربعمائة، وتوفى في عام أربعين وخمسمائة، يروى عن أبي علي الغساني وأبي علي بن سكرة وغيرهما، روى عنه جماعة من أشياخي، قال لي القاضي أبو القاسم: تكلمنا عنده يوماً في أرى ... بالفتح وأرى [بالضم] فقال لنا أرى بفتح الهمزة في الرأي المعتقد وبضمها في الظن المنتقد. 363- أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي أبو جعفر فقيه فاضل محدث إمام توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، عن سن عالية ومولده في رجب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وكان أبو علي الغساني يعظمه ويفضله، يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 364- أحمد بن محمد الخولاني أبو عبد الله محدث مشهور متقدم حافظ يروى عنه أبو عبد الله بن سعادة بالإجازة، أجازه سنة ست وخمسمائة. 365- أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور أبو القاسم الإشبيلي قاضي إشبيلية فقيه محدث مشهور، توفى سنة عشرين وخمسمائة، يروى أبوه عن أبي ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي، يروى عنه أبو الحسن يونس بن مغيث وغيره. 366- أحمد بن محمد بن رزق أبو جعفر فقيه مشاور محدث مشهور يروى عن محمد بن عتاب، سمع بقراءته أبو علي الغساني، وأبو محمد بن عتاب على أبيه محمد بن عتاب في وقت واحد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وتوفى سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

368- أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي

367- أحمد بن محمد بن زيادة الله الثقفي المعروف بالخلال: قاضي قضاة الشرق فقيه، محدث من أهل بيت جلالة ورياسة وفضل واشتمال على الغرباء، سمع علي الحافظ أبي علي الصدفي وغيره، وحدث بمرسية وكان كهفاً للغرباء في وقته، توفى سنة أربع وخمسين وخمسمائة، ومولده عام ثمان وتسعين وأربعمائة. 368- أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي فقيه محدث، يروى عن أبي علي الصدفي. 369- أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد، أبو القاسم من أهل بيت فقه وعلم، توفى سنة ثلاث وستين وخمسمائة. 370- أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري، ثم البلنسي، عرف بابن اليتيم سكن مالقة وحدث بها عن ابن ورد وابن أبي أحد عشر وابن وضاح أبي عبد الله وغيرهم. 371- أحمد بن محمد بن جعفر بن سفيان المخزومي، أبو بكر من أهل الجزيرة شقر، زاهد ورع فاضل أديب، من أهل بيت جلالة ورياسة وتقدم، كان ملجأ للفقراء والمساكين، أخبرني ابنه الفقيه قال وقع إلى تسمية الأملاك التي باعها أبي في الفقراء والمساكين فدفعت أثمانها فوجدت أربعة وعشرين ألف دينار سوى ما أغفل منها فلم يكتب. وأخبر بعض أصحابنا عنه أنه رحل إلى قرطبة واستفتى جميع من بها هل يخرج من جميع ماله وينقطع إلى الله عز وجل أم يبقى فيه وكيلاً للفقراء والمساكين [ ... ] وكان قد صحب أبا العباس الأقلشي [ ... ] فلما كان الغلاء المفرط في سنة أربعين وخمسمائة كان أبو العباس قد أعد ستين ديناراً نفقة للحج فقدمها على طعام، ووجه أبو بكر وكيله بعد أن أنفذ ما عدده وقال له: خذ لي ديناراً على طعام فأخذ له ستة دنانير على الفقير، فرد أبو بكر القمح وهو يساوي دون الأربعة دنانير وصارت الستون ديناراً التي كانت لأبي العباس أربعين وأنفق أبو بكر ما أخذه

372- أحمد بن محمد بن مفرج، عرف بالملاح يكنى أبا العباس

ديناً، وكان أكثر من ألفي دينار على الضعفاء والمساكين، فقال ذات يوم لأبي العباس: إذا شغلك طلب خبره كما يشغل الفجال فلا أعطى في علمك هذه، وأخذ تبنة من الأرض فقال له أبو العباس يا وزير - وكان لا يناديه أحد بهذا الاسم غيره [لأنه] كان يكرهه -: بيني وبينك كتب القوم هذه رسالة القشيري كم عاش الجنيد، كم عاش ابن أدهم، كم عاش الفضيل، لا نجد [في ذكر] مناقبهم أكثر من ورقة أو صفحة وقد عاشوا ستين سنة وأقل وأكثر فلم توجد لهم في طول أعمارهم منقبة أكثر من تلك الورقة، والله يا وزير ما كان القوم إلا بشراً يخطئون ويصيبون، والخطأ أكثر، فتعمد إلى شيء قد سقطت في فعله تعيرني به، وأنا أستغفر الله منه، والله لو شئت يا وزير أن أذكر ما شاهدته عياناً من مناقبك لكان جزءاً فلا تؤاخذني، توفى في حدود الثمانين وخمسمائة، وقد جالسته بمرسية، ورأيت من مكتوبه عند بعض إخوان على طريقة القوم ما شهد له بمعرفته وفضله. 372- أحمد بن محمد بن مفرج، عرف بالملاح يكنى أبا العباس مقرئ نحوي قيد حديثاً على الأشياخ المتأخرين بمرسيه، ولم يزل يقرئ القرآن بجامعها، والعربية إلى أن توفى بها في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. 373- أحمد بن محمد بن أحمد بن زاغنة من أهل لورقة، يروى عن الحافظ أبي علي بن سكرة. 374- أحمد بن إبراهيم بن عجنس من أسباط الزبادي بالباء المعجمة بواحدة، محدث أندلسي، يكنى أبا الفضل، والزباد ولد كعب بن حجر بن الأسود بن الكلاع، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وله أخ اسمه عبد الرحمن. ذكرهما أبو سعيد المصري. 375- أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو العباس يعرف بابن السقا من أهل المرية، فقيه مقرئ مجود، يروى عن موسى بن سليمان اللخمي، عن أحمد بن أبي الربيع، عن علي بن

376- أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى، أبو القاسم

عياش، عن أبي فضل بن مجاهد، أخبرني عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، قرأ عليه. 376- أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى، أبو القاسم تدميري قاضي شلب، فقيه محدث توفى بها عام أربعة عشر وخمسمائة، يروى عن أبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وأبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي القاسم خلف بن مدير، قرأ عليه القراءات السبع. 377- أحمد بن إسماعيل بن دليم أبو عمر القاضي الجزيري سمع محمد بن أحمد بن الخلاص وغيره، سمع منه الحميدي، توفى قبل أربعين وأربعمائة. 378- أحمد بن أيمن الطرطوشي فقيه مشهور، رحل إلى المشرق وسمع من محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وغيره ذكر أبو الوليد بن الفرصي. 379- أحمد بن أفلح أبو عمر، مولى حبيب ذكره أبو محمد بن حزم وقال: رأيته وكان محدثاً أدبياً شاعراً مقبولاً في الشهادة عند الحكام وأنشدني من شعره: يا من شقيت على بعد الديار به ... كما شقيت به إذ كان مقتربا ما أستريح إلى حال فأحمدها ... بالبين قلبي وقبل البين قد ذهبا إن كان لي أرب في العيش بعدكم ... فلا قضيت إذن من حبكم أربا 380- أحمد بن أبان بن سيد، اللغوي روى عن أبي علي القالي، روى عنه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون الأديب النحوي، قاله أبو الحسن العابدي. 381- أحمد بن إسحاق بن طاهر أبو بكر والد أبي عبد الرحمن من أهل بيت جلالة، وأديب ورياسة، كان رأس بمرسية

382- أحمد بن أبي عمر أحمد بن محمد الأزدي القاضي، أبو الحسن يعرف بابن القصير

وغلب عليها قبل ولده، توفى سنة خمس وخمسين وأربعمائة. 382- أحمد بن أبي عمر أحمد بن محمد الأزدي القاضي، أبو الحسن يعرف بابن القصير غرناطي فقيه مشاور محدث عارف بالفقه، يروى عن أبي الأصبغ عيسى بن سهل، وأبي علي الغساني، وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي المتكلم، وأبي عبد الله محمد بن فرج وأبي عبد الله محمد بن علي بن حمدين، وأبي عبد الله محمد بن سليمان ابن خليفة وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، قدت فهرسته بخط يدي، وقرأتها بمرسية على ابنه الفقيه الأديب أبي جعفر، قدمها علينا. 383- أحمد بن أحمد بن أحمد الأزدي أبو جعفر فقيه أديب، حافظ محدث، موثق، قدم علينا مرسية في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وحدث بها، يروى عن أبي الحسن بن دري، وأبي الحسن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش وابنه أحمد وأبي محمد عبد الحق بن عطية، وأبي القاسم أحمد بن بقي وأبي الحسن يونس بن مغيث والحافظ أبي بكر بن العربي، وأبي القاسم أحمد بن ورد وأبي الحسن علي بن موهب وأبي إسحق إبراهيم بن قلقل وأبي عبد الله بن أبي الخصال قرأت عليه أكثر كتاب الموطأ رواية فمنحني تفقها، توفى قبل الثمانين وخمسمائة. 384- أحمد بن أحمد القرباني أبو العباس أديب شاعر محسن. أنشدت كتب به إلى محمد بن رحيم: يا سريا تختال منه الوزارة ... في الحلي تارة وفي الحلي تارة بك تزدان خطة حملت منك ... على شخصها بهاء وشارة ظهرت فيه للجلال خلال ... وعلى الندب للسناء أمارة يا أبا بكر الوحيد بعصر ... لم يزل جاعلاً عليك مدارة

385- أحمد بن بقي بن مخلد يكنى أبا عمر، وقيل أبو عبد الله

زرت بالفضل والفضائل تقضي ... أن توالى إلي ذواك الزيارة فراجع ابن رحيم يا زكيا غدا يشيد فخاره ... مذ شدا للعلي يشد إزاره وحساماً براحة المجد عضباً ... شحذت راحة الزكاء غراره سامر الفضل منك روض وفاء ... هصرت لي يد العلي أزهاره وهمست ديمة الصفاء فروت ... مربع الود بيننا وثماره يا سنا مقلة الزمان أبا العب ... اس يا حلى جيده يا فخاره فإذا قيل من فتى الفضل يوما ... وأشاروا فأنت معنى الإشارة 385- أحمد بن بقي بن مخلد يكنى أبا عمر، وقيل أبو عبد الله قاضي الجماعة بالأندلس فقيه محدث عارف مات بها سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في أيام الأمير عبد الرحمن الناصر. 386- أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبي [أبو عمر] قرطبي يعرف بابن الأعبس محدث مات بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 387- أحمد بن برد، أبو حفص الوزير جد أحمد بن محمد الكاتب وقد تقدم ذكره، كان ذا حظ وافر من الأدب والبلاغة والشعر، رئيساً مقدماً في الدولة العامرية، وبعدها، مات سنة ثمان عشرة وأربعمائة، قال أبو محمد بن حزم. 388- أحمد بن بقاء بن مروان بن نبيل اليحصبي، الشنتمري، أبو جعفر فقيه محدث يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 389- أحمد بن تليد الكاتب

390- أحمد بن ثابت أبو جعفر

أندلسي شاعر أديب ذكره أبو محمد بن حزم، ومن شعره: لم أرض بالذل وإن قلا ... والحر لا يحتمل الذلا يا رب خل كان لي خامل ... صار إلى العزة فاحولا حرمت إلمامي على بابه ... ووصله لم أره حلا تأبى على النفس من أن أرى ... [يوماً على مستثقل كلا] 390- أحمد بن ثابت أبو جعفر فقيه توفى سنة ثلاث وستين وخمسمائة. 391- أحمد بن جهور شاعر أديب في الدولة العامرية، كتب في شعره أبياتاً إلى الحاكم الخطيب أبي إسحق إبراهيم بن محمد الشرفي مع هدية العز يذكرها وهي: عذراء حبلى من بنات عدد ... متى أردت الوضع منها تلد يشق عن أولادها جلدها ... وهي على ذلك تبدي الجلد دم [إذا] يخرج من بطنها ... حل بها يشفي غليل الكمد ما أن رأينا قبلها مثلها ... أم حلال قتلها والولد أرسلت منها عدداً فاستجز ... قليلة من شاكر لو وجد لأرسل الدنيا وقلت لما ... أوليته من نعم لا تحد 392- أحمد بن الحباب، أبو عمر قرطبي من أهل العربية والأدب، كان أستاذاً مقدماً، قال أبو محمد بن حزم وكان مع حذقه بالأدب، وتصرفه في العربية شديد الغفلة في غير ذلك من أموره، وكان حياً في الدولة

393- أحمد بن حبرون بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة أبو عمر

العامرية، قال: وقد رأيت له رواية عن يحيى بن مالك بن عائذ. 393- أحمد بن حبرون بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة أبو عمر من أهل العلم والأدب والجلالة كان في أيام الدولة العامرية. 394- أحمد بن الحسن القاضي أبو عمر المعروف بابن أبي ربال فقيه محدث مشهور، يروى عنه أبو داود المقري. 395- أحمد بن خازم المعافري بالخاء المعجمة مصري انتقل إلى الأندلس، ومات بها، حدث عن محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار وعبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر وعطاء وصفوان بن سليم وصالح مولى التوأمة وعمر بن شراحيل العقاري، وقيل المعافري، روى عنه عبد الله بن لهيعة نسخة يرويها عن صالح مولى التوأمة ومحمد بن عمر الواقدي، ذكره أبو سعيد بن يونس وصدر به في المصريين ثم قال: توفى بالأندلس وفيها ولده، وقال أبو محمد بعد الغني بن سعيد الحافظ فيما أخبر عنه أبو الحسن علي بن بقاء الوراق المصري وغيره: أحمد بن خازم مذكور في المصريين وفي أهل الأندلس. وأخرج له أبو الحسن الدارقطني حديثاً في السنن نسبه فيه إلى الأندلس، وحدثني الحافظ أبو [ ... ] حماد ابن هبة الله عن ابن حبرون قال: أخبرنا [الخطيب] أبو بكر أحمد بن علي أخبرنا عمر بن إبراهيم أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن الفتح القلانسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد هو ابن ناصح قال: أخبرنا محمد بن عمر الواقدي أخبرنا أحمد بن خازم الأندلسي عن عمرو بن شراحيل الغفاري عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمرو قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قضاء رمضان فقال: "يقضيه تباعاً وإن فرقه أجزأه". وذكر

396- أحمد بن خالد بن يزيد يعرف بابن الجباب كنيته أبو عمر

أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني مؤلف كتاب "الكامل في رجال الحديث" أحمد بن خازم، فقال: أظنه مديناً قال: ويقال معافري مصري ليس بالمعروف يحدث بأحاديث عامتها مستقيمة. قال بعض الحفاظ: وقد ذكر كلام ابن عدي هذا معجباً منه: ما أدري من أين وقع له الظن بأنه مديني. ولعله لما رآه يروى عن هؤلاء المذكورين ظنه كذلك، وليس كما ظن وقد عرفه ابن يونس وعبد الغني وغيرهما أو كما قال. 396- أحمد بن خالد بن يزيد يعرف بابن الجباب كنيته أبو عمر جياني الأصل سكن قرطبة، كان حافظاً متقناً ورواية للحديث مكثراً، ورحل فسمع جماعة منهم إسحاق بن إبراهيم الدبري صاحب عبد الرزاق بن همام وعلي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، ومن أهل الأندلس محمد بن وضاح وإبراهيم بن محمد القزاز ويحيى بن عمر بن يوسف وبقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وقاسم بن محمد وغيرهم. وقال أبو عمر بن عبد البر: إنه سمع من عبيد بن محمد الكشوري شيئاً فاته من مصنف عبد الرزاق فاستدركه منه عن الخذاقي عن عبد الرزاق، وحدث بالأندلس دهراً، وألف في مستند حديث مالك بن أنس وغيره. قال أبو محمد بن حزم: مولده سنة ست وأربعين ومائتين، ومات بقرطبة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. روى عنه جماعة منهم. ابنه محمد وأبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، وخالد بن سعد وغيرهم، حدث أحمد بن خالد عن يحيى بن عمر قال: أنا الحرث بن مسكين قال: أنا ابن وهب وقال: قال لي مالك: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إمام المسلمين يسأل

397- أحمد بن خليل

عن الشيء فلا يجيب حتى يأتي الوحي من السماء. 397- أحمد بن خليل من رواة الحديث حدث عن خالد بن سعد عن أحمد بن خالد المتقدم ذكره آنفاً، روى عنه عبد الرحمن بن سلمة الكناني عن أحمد بن خالد قال: قلت لأحمد من أثبت الناس عندك في تلك؟ قال: ابن وهب. 398- أحمد بن خلف بن عيشون، يعرف بابن النحاس فقيه مقرئ مجود، يروى عن محمد بن شريح، كان أبو الحسن بن الأخضر تلميذ الأعلم شيخ ابن الحذاء، وشيخ ابن الرماك يقرأ عليه القرآن، وكان هو يقرأ عليه النحو، أخبرني شيخي أبو الحسن نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة، قال: كان شيخي أبو العباس أحمد بن عيشون يقرأ على أبي الحسين بن الأخضر التنوخي تلميذ الأعلم [النحو] وكان أبو الحسن بن الأخضر يقرأ عليه القرآن، فلما كان ذات يوم قرأ عليه في حزب: (وإذا نتقنا) (وأملى لهم إن كيدي متين أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة) فرده وأمره أن يقف على قوله: {وأملى لهم} ثم يقرأ ويقف على قوله: {أو لم يتفكروا} ويبتدئ {ما بصاحبهم من جنة} فقال له أبو الحسن بن الأخضر حين نظر في ذلك: لا يؤخذ كل علم إلا عن أهله. وحدثنا أيضاً: كان أبو العباس بن عيشون قد قرأ على محمد بن شريح وأجازه: فبينما هو يمشي ذات يوم بإشبيلية وبيده قفة دقيق إذ وقف على أبي عامر السرقسطي أمام مسجد أبي الحكم بن حجاج وطالب يقرأ عليه، فسمع صوت أبي عامر وإتقانه ورده على الطالب، فذهل ووقف مدة والقفة في يده وهو لا يشعر، فأشار عليه الأستاذ

399- أحمد بن دحيم بن خليل أبو عمر

أن يدخل، وكان واقفاً على باب المسجد إشفاقاً عليه، فدخل وقال له: يا بني مالك، أتعبت نفسك بهذه الحمولة؟ فقال: يا سيدي أعجبني ما سمعت وأنا أريد أن أقرأ عليك ولا بد، فقال له: إن كنت عازماً فاشتر لوحاً ودواة، وتكتب، وتتعلم المواقف [ومواضع] الهمزات والنطق بالحروف وتقرأ، فلم يكن له بد بسبب محبته في القراءة عليه مما قال له فاشتري ذلك، وكل من في داره يسخف رأيه، ويقول: بعد الإجازة ترجع إلى اللوح، قال: فمشيت إليه بعد أن فعلت ما أمرني به وقرأت عليه، فبلغ ذلك أستاذي فغضب وهم أن يوقع به وكان الأمير بحكمه فبلغه ذلك وقيل له: ما هذا الذي فعلت؟ تعمد إلى من قد أجازه الفقيه وترده إلى اللوح؟ وهل هذا الفعل إلا به تدارك نفسك! قال: فمشى إلى محمد بن شريح وقال له: أريد أن أقرأ عليك وأن تعين لي وقتاً، فقال: نعم إذا سمعت أول الأذان فأتني. قال: فقرأ عليه أول يوم حزبا، فاجتمع الناس وكثروا ثم يوماً آخر، فلما كان في الثالث قرأ عليه حزب: {سيقول السفهاء} فلما بلغ إلى قوله: {فلا تخشوهم واخشوني} وقف بحذف النون فاستأسر الشيخ، وقال: هي مثبتة سواء في الوقف والابتداء لا خلاف في ذلك بين أهل الأداء، فمن الناس من يقول: إنه إنما فعل ذلك تعمداً وتصنعاً لثبت له الأستاذية، ومنهم من يقول: إنه لم يتعمد ذلك [ ... ] عليه إلى أن أجازه، وفي اليوم الذين كتب إجازته كتب هو إجازة أبي العباس. توفى أحمد بن خلف سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. 399- أحمد بن دحيم بن خليل أبو عمر سمع إبراهيم بن حماد بن إسحاق ابن أخي إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبا عبد الله الزبيري، روى عنه أب عثمان سعد بن نصر وأبو عثمان سعيد بن عثمان النحوي. أخبرني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد عن أبي الحسن بن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: أخبرنا سعيد بن نصر وسعيد بن

400- أحمد بن رشيق الكاتب أبو العباس

عثمان النحوي بكتب السنة لأبي عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان الزبيري عن أحمد [بن دحيم بن خليل عن الزبير بن أحمد] قال الحميدي: وأنا أظنه والذي قبله واحداً نسب أولاً إلى جده وهو الأظهر والأغلب في ظني والله أعلم. توفى أحمد بن دحيم بن خليل سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. 400- أحمد بن رشيق الكاتب أبو العباس كان أبوه من موالي بني شهيد ونشأ هو "بمرسية"، وانتقل إلى "قرطبة"، وكتب الأدب فبرز فيه ويسق في صناعة الرسائل مع حسن الخط المتقن على نهايته، وتقدم فيهما وشارك في سائر العلوم، ومال إلى الفقه والحديث، وبلغ من رئاسة الدنيا أرفع منزلة، وقدمه الأمير الموفق أبو الجيش مجاهد بن عبد الله العامري على كل من في دولته؛ لأسباب أكدت له ذلك عنده من المودة والثقة والنصيحة، فكان ينظر في أمور الجهة التي كان فيها نظر العدل والسياسة، ويشتغل بالفقه والحديث، ويجمع العلماء والصالحين ويؤثرهم، ويصلح الأمور جهده. قال الحميدي: وما رأينا من أهل الرئاسة من يجري مجراه مع هيئة مفرطة وتواضع وحلم عرف به مع القدرة، مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سن عالية، وله رسائل مجموعة متداولة، منها الرسالة إلى أبي عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي، وأبي بكر بن عبد الرحمن فقيهي القيروان في الإصلاح بينهما، وله كلام مدون على تراجم كتاب "الصحيح" لأبي عبد الله البخاري، ومعاني ما أشكل من ذلك، قال الحميدي: وقد رأيته غير مرة إذا غضب في مجلس الحكم أطرق ثم قام ولم يتكلم بين اثنين، فظننته كان يذهب إلى حديث أبي بكرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "لا يحكم حاكم بين اثنين وهو غضبان". قال الحميدي: أخبرنا الرئيس أبو العباس أحمد

401- أحمد بن زكريات بن يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن عبد الرحمن

بن رشيق الكاتب قال: كنت في سن المراهقة بتدمير أول طلبي للنحو إذ دخل إلينا على البحر رجل أسمر، ذكر أنه من بني شيبة [حجبة البيت] ، وأنه يقول الشعر على طبعه ولا يقرأ ولا يكتب، وكان يقول: إنه دخل عليه اللحن بدخيل الحضر، وكان يسأل أستاذنا أن يصلح له اللحن، ويسألني كثيراً أن أكتب أشعاره بمدائح القائد [ووجوه البلد] مما بقي في حفظي من شعره: يا خليلي من دون كل خليل ... لا تلمني على البكا والعويل إن لي مهجة يكنفها الشو ... ق وعينا قد وكلت بالهمول كلما غردت هتوف العشايا ... والضحى هيجت كمين غليلي ذات فرخين في ذرى أثلات ... هدلات غضف الذوائب ميل لم يغيبا عن عينها وهي تبكي ... حذر البين والفراق المديل أنا أولى لغربتي وانتزاحي ... واشتياقي منها يطول العويل حل أهلي بالأبطحين وأصبح ... ت الشمس عند وقت الأفول 401- أحمد بن زكريات بن يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن عبد الرحمن أندلسي محدث سمع وعنى وحمل عنه، ولم تطل حياته، مات بالأندلس سنة ثمان عشرة ومائتين. 402- أحمد بن زياد بن عبد الرحمن قاضي قرطبة مشهور، وأبوه هو صاحب مالك بن أنس رحمه الله. توفى سنة خمسة ومائتين.

403- أحمد بن زياد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن اللخمي القاضي

403- أحمد بن زياد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن اللخمي القاضي أندلسي، روى عن ابن وضاح وغيره، ومات سنة ستة وعشرين وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد. وجد أبيه زياد بن عبد الرحمن هو الذي يقال له: زياد شبطون الفقيه، صاحب مالك بن أنس. 404- أحمد بن طريف بن الحطاب قرطبي فقيه، توفى بميورقة سنة ستة عشر وأربعمائة. 405- أحمد بن طاهر [بن علي] بن عيسى فقيه مشهور، يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة وغيره، توفى "بدانية" سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. 406- أحمد بن سليمان بن نصر المرف محدث أندلسي مات بها سنة عشرة وثلاثمائة. 407- أحمد بن سليمان بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر أبو بكر المرواني من أهل الأدب أنشد لنفسه في أبي محمد بن حزم على طريقة البستي: لما تحلى بخلق ... كالمسك أو نشر عود نجل الكرام ابن حزم ... وبات في العلم عودي فشواه جدد ديني ... جذواه أورق عودي أقول إذا غبت عنه ... يا ساعة السعد عودي 408- أحمد بن سليمان الباجي فقيه يروى عنه أبو علي بن سكره وغيره، وهو مع ذلك أديب أنشد أبو علي بن سكره،

409- أحمد بن سعيد بن مسعدة الحجازي

قال: أنشدنا أبو القاسم أحمد بن سليمان الباجي لنفسه: إن بعض الظن إثم ... فاترك الميل إليه من يأمر يتعنى ... يحسب الناس عليه 409- أحمد بن سعيد بن مسعدة الحجازي من أهل وادي الحجازة، محدث مات بالأندلس في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 410- أحمد بن سعيد بن مسرة الغفاري طرطوشي، فقيه توفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. 411- أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي [المنتجيلي] أبو عمر سمع بالأندلس جماعة منهم: محمد بن أحمد الزراد وأبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد الأعناقي، ومحمد بن قاسم، ورحل فسمع إسحق بن إبراهيم بن النعمان، وأن جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، وأبا بكر أحمد بن عيسى بن موسى الحضرمي المصري المعروف بابن أبي عجينة صاحب عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن محمد بن بدر وغيرهم، وألف في "تاريخ الرجال" كتاباً كبيراً جميع فيه ما أمكنه من أقوال الناس في أهل العدالة والتجريح، سمعه منه خلف بن أحمد المعروف أمكنه من أقوال الناس في أهل العدالة والتجريح، سمعه منه خلف بن أحمد المعروف بابن أبي جعفر، وأحمد بن محمد الإشبيلي المعروف بابن الحراز، قال أبو عمر بن عبيد البر: ويقال: إنه لم يكمل إلا لهما سماعه منه، وممن روى عنه بأكثر أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، هكذا قال أبو عمر بن عبد البر في اسم الحضرمي الذي روى عنه أحمد بن سعيد كما أوردنا آنفاً. ورأيت في موضع آخر أنه أبو بكر محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي، وأنه يروى عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي والله أعلم. وكانت وفاة أبي عمر الصدفي في سنة خمسين

412- أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب أبو عمر الوزير والد الفقيه أبي محمد وزير الدولة العامرية

وثلاثمائة فيما قاله أبو محمد علي بن أحمد. 412- أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب أبو عمر الوزير والد الفقيه أبي محمد وزير الدولة العامرية ومن أهل العلم والأدب والخير، وكان له في البلاغة يد قوية، قال أبو العباس أحمد بن رشيق الكاتب: كان الوزير أبو عمر بن حزم يقول: إن لأعجب ممن يلحن في مخاطبة أو يجيء بلفظة قلقة في مكاتبة، لأنه لا ينبغي له إذا شك في شيء إلا أن يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا أو كما قال، وهذا لا يقوله إلا المتجر الواسع العلم. أنشدني أبو محمد علي بن أحمد قال: أنشدني الوزير أبي عمر في بعض وصاياه لي: إذا شئت أن تحيا غنياً فلا تكن ... على حالة إلا رضيت بدونها وحدث أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو تمام بن عيسى وهشام بن محمد بن هشام بن محمد بن عثمان المعروف بابن البشتني، من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي، عن الوزير أبي عمر - رحمة الله - عليه أنه كان بين يدي المنصور أبي عامر محمد بن أبي عارم في بعض مجالسته للعامة، فدفعت إليه رقعة استعطاف لأم رجل مسحون كان ابن أبي عامر حنقاً عليه لجرم استعظمه منه، فلما قرأها اشتد غضبه وقال: ذكرتني والله به، وأخذ القلم يوقع وأراد أن يكتب "يصلب" فكتب "يطلق"، ورمى الكتاب إلى الوزير، قال: فأخذ أبوك القلم وتناول رقعة وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة، فقال له ابن أبي عامر: ما هذا الذي تكتب؟ قال: بإطلاق فلان قال: فحرد وقال من أمر

413- أحمد بن سعيد بن خلف بن بشتغير اللخمي

بهذا؟ فناوله التوقيع فلما رآه قال: وهمت والله ليصلبن، ثم خط على ما كتب، وأراد أن يكتب "يصلب" فكتب "يطلق" قال: فأخذ والدك الرقعة، فلما رأى التوقيع تمادى على ما بدأ به من الأمر بإطلاقه، ونظر إليه المنصور متمادياً على الكتاب، فقال: ما تكتب؟ فقال: بإطلاق الرجل، فغضب غضباً أشد من الأول، وقال: من أمر بهذا؟ فناوله الرقعة، فرأى خطه فخط على ما كتب وأراد أن يكتب "يصلب" فكتب "يطلق" وأخذ والدك الكتاب، فنظر ما وقع به ثم تمادى فيما كان بدأ به، فقال: ماذا تكتب؟ فقال: بإطلاق الرجل وهذا الخط ثالثاً فلما رآه عجب، وقال: نعم "يطلق" على رغمي فمن أراد الله إطلاقه لا أقدر أنا على صلبه أو كما قال، مات الوزير أبو عمر بن حزم قريباً من الأربعمائة. 413- أحمد بن سعيد بن خلف بن بشتغير اللخمي لورقي فقيه محدث أديب من أهل بيت جلالة توفى سنة ستة عشر وخمسمائة [يروى عن العذري والباجي وأبي عمر بن عبد البر] . 414- أحمد بن سهل بن الحداد طليطلي فقيه مقرئ توفى سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وفيها مات عبد المنعم بن غلبون المقري. 415- أحمد بن سعيد بن مسعدة الحجازي من أهل وادي الحجارة. 416- أحمد بن أبي صفوان المرواني أديب شاعر ذكره، أحمد بن فرج وأنشد له: لهذا الياسمين على حق ... إنا لشبيهه في الحسن رق فلا زالت عرائشه تحيا ... بغادية لها طل وودق

417- أحمد بن عبد الله بن الفرج النميري

غيام كالعريش أجم غض ... ينور منه في الجنبات برق ولو سقيته من ماء وجهي ... لما وفيته ما يستحق 417- أحمد بن عبد الله بن الفرج النميري أندلسي، سمع من ابن وضاح وغيره مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثمائة. 418- أحمد بن عبد الله بن الحجاف الأنصاري محدث مات بالأندلس. 419- أحمد بن عبد الله الأنصاري صاحب الصلاة بالأندلس، ذكره ابن يونس بعد الذي قبله ولعله هو. 420- أحمد بن عبد الله بن أبي طالب الأصبحي قاضي الجماعة بالأندلس، يكنى أبا عمر محدث مات بها سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 421- أحمد بن عبد الله بن محمد بن الرك بن حبيب بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم [الحنفي قرطبي] روى عن بقى بن مخلد وغيره، مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. 422- أحمد بن عبد الله اللؤلؤي روى عنه أبي صالح أيوب بن سليمان ومحمد بن عمر بن لبابة مات، سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ذكره أبو محمد علي بن أحمد. 423- أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي أبو عمر الفقيه، يعرف بابن الباجي [سمع أباه وجماعة وسكن هو وأبوه إشبيلية] . روى عنه جماعة أكابر منهم فقيه أبو عمر بن عبد البر. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن

محمد، قال: أخبرنا ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر، قال: كان أبو عمر الباجي إمام عصره وفقيه زمانه، جمع الحديث والرأي والبيت السحن والهدى والفضل، ولم أر بقرطبة ولا بغيرها من كور الأندلس رجلاً يقاس به في علمه بأصول الدين وفروعه. كان يذاكر بالفقه ويذاكر بالحديث والرجال ويحفظ غريبي الحديث لأبي عبيد، ولأبي محمد بن قتيبة حفظاً حسناً. وشاروه القاضي ابن الفوارس وهو ابن ثمانية عشر عاماً بإشبيلية، وهو موضع مولده، وجمع له أبوه علوم الأرض، فلم يحتج إلى أحد إلا أنه رجل متأخراً للحج، فكتب بمصر عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن المهندس، وعن الميمون بن حمزة بن الحسن الحسني، وأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق الحريثي البغدادي من ولد عمرو بن حريث، وأبي محمد والحسن بن إسماعيل بن الصراب، وأبي العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان وغيرهم] وكتب عنه وكان من أضبط الناس لكتبه وأعلمهم [بما فيها] من روايته هذا آخر. كلام ابن عبد البر. وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ في المؤتلف: أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم، كتبت عنه وكتب عني، ووالد أبي عمر هذا من جلة المحدثين، وكان يسكن إشبيلية، هكذا قال عبد الغني. أخبرنا القاضي أبو القاسم وغيره عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: قرأت على أبي عمر أحمد بن عبد الله الباجي كتاب المنتقي لأبي محمد الجارود، أخبرني به عن أبيه

434- أحمد بن عبد الله الرحيم، يعرف بابن العنان

عن الحسن بن عبد الله الزبيدي عن ابن الجارود، وكتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجارود، وكتاب أبي حنيفة لابن الجارود، وكتاب الآحاد لابن الجارود، وكلها. [بهذا الإسناد] مات أبو عمر قريباً من الأربعمائة. 434- أحمد بن عبد الله الرحيم، يعرف بابن العنان كان ثقة خياراً، يروى عن محمد بن قاسم، يروى عنه محمد بن عتاب وعبد الرحمن بن أحمد الأشج وغيرهما. 425-[أحمد] بن عبد الله بن ذكوان أبو العباس قاضي الجماعة بالأندلس من شيوخ أهل العلم مذكور بالفضل ومن أهل البيت فيهم علم ورياسة والقضاء يتردد فيهم. 426- أحمد بن عبد الله بن زيدون أبو الوليد من أهل قرطبة شاعر مقدم وبليغ مجود كثير الشعر قبيح الهجاء ومن أبياته السائرة: بيني وبينك ما لو شئت لم يضع ... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع يا مانعاً حظه مني ولو بذلت ... لي الحياة بحظي منه لم أبع حسبي بأنك إن حملت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع وله من قصيدة طويلة: بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ... وقد نسينا فما لليأس يغرينا نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

427- أحمد عبد الله الكناني الألبيري

حارت لفقدكم أيامنا فغدت ... سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا إذ جانب العيش طلق من تآلفنا ... ومورد اللهو صاف من تصافينا وإذا هصرنا فنون اللهو دانية ... قطوفة فجنينا منه ما شينا ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلا رياحينا 427- أحمد عبد الله الكناني الألبيري فقيه نحوي أديب يكنى أبا العباس توفى بقرطبة سنة خمس وتسعين وخمسمائة. 428- أحمد بن عبد الله بن طريف فقيه أديب محدث يكنى أبا الوليد، مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وتوفى في صفر سنة تسع عشرة وخمسمائة، وصلى عليه أبو القاسم بن بقي، ودفن في مقبرة أم سلمة، يروى عنه محمد بن عبد الرحيم ومحمد بن سعادة وابن النعمة وغيرهم، ويروى هو عن أبي عمر بن عبد البر وحاتم بن محمد وغيرهما. 429- أحمد بن عبد الله القيسي الطليطلي، أبو العباس الأعمى أديب شاعر محسن ما شاء بليغ، ذكره الفتح في المطمح، وقال فيه: كان بالأندلس سراً للإحسان، ومبراً على زياد وحسان وأنشد من شعره يتغزل: جد من الشوق كان الهزل أوله ... أقل شيء إذا فكرت أكثره ولي حبيب دنا لولا تمنعه ... وقد أقول نأى لولا تذكره وأنشد له يمدح علي بن يوسف بقصيدة

منها: كم مقلة ذهبت في الغي مذهبها ... بنظرة هي شأن أولها شأن رهن أضغاث أحلام إذا هجعت ... وربما حلمت والمرء يقظان فانظر بعقلك إن العين كاذبة ... واسمع بسمعك إن السمع خوان ولا تعقل كحل [ذي] عين له نظر ... إن الرعاة ترى ما لا ترى الضأن دع الغنى لرجال ينصتون له ... إن الغنى لفضول الهم ميزان واخلع لبوسك من شح ومن أمل ... لا يقطع السيف إلا وهو عريان وصاحب لم أزل منه على خطر ... كأنني علم غيب وهو حسبان أغراه حظ توخاه وأخطأني ... أما دري أن بعض الرزق حرمان وغره أن رآه قد تقدمني ... كما تقدم باسم الله عنوان وله في قصيدة: وإذا عجبت من الزمان لحادث ... فلتابع يبكي على متبوع وإذا اعتبرت العمر فهو ظلامة ... والموت منها موضع التوقيع وله يتغزل: لحياة عصياني عليك عواذلي ... إن كانت القربات مما ينفع هل تذكرين لياليا بتنا بها ... لا أنت باخلة ولا أنا أقنع وله يمدح علي بن يوسف من قصيدة طويلة، أولها: طليعة جيشك الروح الأمين ... وظل لوائك الفتح المبين

430- أحمد بن عبيد الله بن إسماعيل بن بدر أبو مروان

وهزة رمحك الظفرة المواتى ... ورونق سيفك الحق اليقين وبعض رضاك للآمال دنيا ... وشكر قراك للآمال دين 430- أحمد بن عبيد الله بن إسماعيل بن بدر أبو مروان من شيوخ الأدب المشهورين، عاش إلى أيام الفتنة بعد الأربعمائة، وكان حياً في سنة ست بعدها، ذكره أبو محمد بن حزم. 431- أحمد بن عبد الرحمن قرطبي سمع ابن وضاح، وسمع منه، مات بالأندلس قاله أبو سعيد بن يونس. 432- أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم كان من أهل الفضل والعلم، تولى الحكم بالجانب الغربي من قرطبة للمهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر، ذكره أبو محمد بن حزم، وهو من بني عمه. 432- (مكرر) أحمد بن عبد البصير روى عن قاسم بن أصبغ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن نبات. 433- أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر توفى بطليطلة سنة تسع وثمانين وأربعمائة. 434- أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الباري أبو جعفر البطروجي فقيه حافظ محدث مشهور، روى عن أبي علي الغساني، والعبسي وابن الكلاع، وغيرهم يروى عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وغيره توفى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وقيل سنة أربع. 435- أحمد بن عبد الرحمن الثقفي القصبي أبو العباس مقرئ مجود، قرأ عليه القاضي أبو القاسم بالمرية.

436- أحمد بن عبد الرحمن بن إدريس أبو العباس

436- أحمد بن عبد الرحمن بن إدريس أبو العباس صاحب الأحكام بمرسية فقيه محدث عارف، يروى عن العبسي أبي الحسن، وأبي محمد بن أبي جعفر وغيرهما توفى سنة ثلاث وستين وخمسمائة. 437- أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد ذو الوزارتين من أهل الأدب البارع له قوة في البديهة، كان في أيام عبد الرحمن الناصر. أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جهور: إن ذا الوزارتين أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شهيد زار جده عبد الملك بن جهور، فواقفه محجوباً فلم يصل إليه، فكتب إليه: أتيناك لا عن حاجة عرضت لنا ... إليك ولا قلب إليك مشوق ولكننا زرنا بضعف عقولنا ... حماراً تولى برنا بعقوق فأجاب عبد الملك: حجبناك لما زرتنا غير تائق ... بقلب عدو في ثياب صديق وما كان بيطار الشآم لموضع ... يباشر فيه برنا بخليق 438- أحمد بن عبد الملك بن مروان أديب شاعر ذكره أبو محمد بن حزم في المتقدمين من الشعراء فأثنى عليه وأورد له أجمد بن فرج الجياني في الحدائق أشعاراً ومنها: حلفت بمن رمى فأصاب قلبي ... وقلبه على جمر الصدود لقد أودى تذكره بجسمي ... ولست أشك أن النفس تودي تولى [الصبر عني من] تولى ... [وعاودني] من [الأحزان عيدي]

439- أحمد

[فقيد وهو موجود بقلبي ... فوا عجباً لموجود فقيد] 439- أحمد توفى سنة اثنتين وأربعمائة حكى [ ... ] رحمه الله من عند الناس رضي عن سيد بن الحسيب وحباله، وأكثرهم كلفاً بحديثه وأحرصهم على اقتفاء أثره، والاقتداء به، والحفظ لأخباره ولا يزال يذكره ويثني عليه. فلما احتضر رأيناه قد أقبل بطرفه وأشار بإصبعه يتبسم ويسلم ويقول بكلام خفي: أنزل يا سيدي رضي الله عنك إلي وعندي أقعد رحمك الله، الساعة أقدم معك. فقيل له وعلى من تسلم وإلى من تشير، فقال هذا سعيد بن الحسيب معنى حاضر لي، ثم فاضت نفسه أثر ذلك. 440- أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد أبو عامر أشجعي النسب من ولد الوضاح بن رزاح الذي كان مع الضحاك يوم المرح وهذا الوضاح هو جد بني وضاح من أهل مرسية وإليه ينتسبون، فبنو وضاح من أشجع، وأشجع من قيس عيلان بن مضر. وأسر الوضاح بن رزاح في يوم المرج، ومن عليه مروان بن الحكم، ذكر ذلك الرشاطي. وأبو عامر هذا من العلماء بالأدب ومعاني الشعر وأقسام البلاغة وله حظ في ذلك بسبق فيه، ولم ير لنفسه في البلاغة أحداً يجاريه، وله كتاب "حانوت عطار" في نحو من ذلك، وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد كثيرة الهزل، وشعره كثير مشهور وقد ذكره أبو محمد بن علي بن أحمد مفتخراً به فقال: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن

شهيد، وله من التصرف في وجوه البلاغة وشعابها مقدار ينطق فيه بلسان مركب من لسان عمرو وسهل ومن أبياته المختارة قوله: وما ألان قناتي غمز حادثة ... ولا استخف بحلمي قط إنسان أمضى على الهول قدماً لا ينهنهني ... وانثنى لسفيهي وهو حردان ولا أقارض جهالاً بجهلهم ... والأمر أمري والأعوان أعواني أهيب بالصبر والشحناء ثارة ... وأكظم الغيظ والأحقاد نيران وما لساني عند القوم ذو ملق ... ولا مقالي إذا ما قلت أدهان ولا أفوه بغير الحق خوف أخي ... وإن تأخر عني وهو غضبان ولا أميل على خلي فآكله ... إذا غرثت بوعض الناس ذؤبان إن الفتوة فاعلم حداً مطلبها ... عرض نقي ونط فيه تبيان بالعلم يفخر يوم الحفل حامله ... وبالعفاف غداة الجمع يزدان ود الفتى مهم لو مت من يده ... وأنه منك ضخم الجوف ملآن وقوله: ألمت بالحب حتى لو دنا أجلى ... لما وجدت لطعم الموت من ألم وزادني كرمي عما وليت به ... ويلي من الحب أو ويلي من الكرم وقوله: إن الكريم إذا نالته مخمصة ... [أبدى] إلى الناس شبعاً وهو طيان

يحني الضلوع على مثل اللظى حرقاً ... والوجه غمر بماء البشر ملآن وقوله: كتبت لها أنني عاشق ... على مهرق الكتم بالناظر فردت على جواب الهوى ... بأحور في مائة حائر منعمة نطقت بالجفون ... فدلت على دقة الخاكر كأن فؤادي إذا أعرضت ... تعلق [في] مخلبي طائر وقوله: أقل كل قليل جد ذي أدب ... بين الورى وأقل الناس إخوان وما وجدت أخا في الدهر يذكرني ... إذا سما وعلا يوما به الشان قال أبو محمد علي بن أحمد: توفى أبو عامر بن شهيد ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وأربعمائة بقرطبة، ودفن يوم السبت ثاني يوم وفاته في مقبرة أم سلمة، وصلى عليه جهور بن محمد جهور أبو الحزم. وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة لم يخلف لنفسه نظيراً في هذين العلمين، جملة مولده سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ولم يعقب، وانقرض عقب الوزير ابنه بموته: وكان جواد لا يليق شيئاً، ولا يأسى على فئت، عزيز النفس مائلاً إلى الهزل، وكان له من علم الطب نصيب وافر، وكانت على أبي عامر ضيق النفس والنفخ، ومات في ذهنه وهو يدعو الله عز وجل وتيشهد شهادة التوحيد والإسلام، وكان أوصى أن يصلي عليه أبو عمر الحصار الرجل الصالح بتعيب إذ

441- أحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبي

دعى وأوصى أن يسوى عليه التراب دون لبن ولا خشب فاغفل ذلك. 441- أحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبي هو ابن عم أبي يكنى أبا جعفر، وكان رحمه الله عالماً عاملاً زاهداً فاضلاً متقللاً من الدنيا، أخبرت عنه إن كان يواصل الصيام خمسة عشر يوماً، وكانت أوقاته محفوظة عليه أخبرني رحمه الله قال: دخلت مرسية بعد العشر وخمسمائة سمعت بها على الحافظ أبي علي بن سكرة وعلي الفقه أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي جعفر فلما توفى الحافظ أبو علي رحلت إلى قرطبة وسمعت بها وقرأت على أبي الوليد بن رشد، وأبي محمد بن عتاب والموروري وجماعة، ثم انصرفت وقد نلت حظاً وافراً من العلم، فلما وصلت مالقة، قيل لي: تترك الفقيه أبا علي منصور بن الخير بمالقة وتنصرف، فقصدته وجمعت عليه كتاب الله العزيز بالقراءات السبع، ثم انصرفت إلى وطني بلس ورأى الناس عند دخوله يعظمون العلم وأهله فكتب: أرى من في بلس يلقاني على مسيرة يوم وأن أهل لورقة يتجاورون في لقائي ببلس فلما وصلت لم يلق أحد ولا رأيت من الناس ما عهدت فكان لي في ذلك موعظة ورجعت إلى نفسي فقلت يا أحمد فكأنك إنما رحلت في طلب العلم وسهرت الليل ليعظمك الناس، لقد خبت وضل سعيك، فعكفت على ما ينفعني ولزمت بيتي ولم أتعرض لعرض دنياوي، وسلكت سبل القوم لعل الله أن يجعلني وبكتبهم انتفعت. وكان رحمة الله إماماً في طريقة التصوف، س وكنت لا تراه من الليل إلا قائماً. وكان أكثر دهره صائماً. توفى وقد أناف على التسعين، توفى سنة سبع وسبعين وخمسمائة ومولده بعيد الثمانين وأربعمائة. ولما اجتمع معه شيخي القاضي أبو القاسم

442- أحمد بن عبد الولي البتي أبو جعفر

بن حبيش بلورقة رأيته قد بكى فسألته مم بكاؤك؟ قال: ذكرتني رؤية ابن) عليهم السلام (أبيك هذا من تقدم هكذا كان زيهم وسمتهم، ولقد بت عنده ليالي ذوات عدد، فما كان يوقظني في أكثر الليالي إلا بكاؤه في السجود وما كان ينام من الليل إلا قليلاً، فلما وصلت من عنده مرسية حدثت بذلك بعض جيرانه قديماً فقال لي: هكذا أعرفه منذ أزيد من ثلاثين عاماً. 442- أحمد بن عبد الولي البتي أبو جعفر ينسب إلى بتة قرية من قرى بلنسية، كاتب شاعر لبيب، أحرقه القنبيطور لعنة الله حين غلب على بلنسية وذلك في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ذكره الرشاطي في كتابه. 443- أحمد بن عيسى أندلسي محدث روى عن يحيى بن إبراهيم بن مزين، روى عنه عيسى بن محمد الأندلسي. 444- أحمد بن عمر بن أسامة محدث أندلسي مات بها سنة ثمانين ومائتين. 445- أحمد بن عمر بن عبد الله بن عصفور من شيوخ أبي عمر بن عبد البر ذكره أبو عمر وأثنى عليه وقال: كان رجلاً صالحاً فاضلاً فقيهاً أديباً. حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد الباجي وغيره وكان كثير الشعر في الزهد والحكم والمواعظ. 446- أحمد بن عمر بن أن العذري أبو العباس المري ويعرف بابن الدلاي رحل مع والده بعيد الأربعمائة إلى مكة فسمع الكثير من شيوخها ومن القادمين إليها ومن أبي القاسم أحمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمر بن عثمان بن عفان العثماني، ومن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن العباس بن عبد الله الشافعي ومن أبي بكر [أحمد بن] محمد بن أحمد البزار المكي ومن أبي العباس أحمد بن الحسن بن بندار بن

عبد الرحمن بن جبريل الرازي، ومن أبي العباس أحمد بن علي بن الحسن بن إسحق بن جعفر بن الحسن الكسائي كذا قال في نسبه، وعن أبي حفص عمر بن الخضر الثمانيني، وأبي بكر محمد بن علي بن محمد الغاري النيسابوري وأبي بكر محمد بن أحمد، بن نوح الأصبهاني وعن أبي سعيد بن سحنويه الأسفرايني، وعن جماعة كثيرة من طبقتهم، وكتب هناك قطعة كبيرة من المصنفات والتواريخ وغير ذلك. حدثني غير واحد عن ابن موهب عن أبي العباس العذري قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الواحد الزبيري قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج قال أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: لما وصل المأمون إلى بغداد وقر بها قال ليحيى بن أكثم: وددت أني وجدت رجلاً مثل الأصمعي ممن عرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها، فيصحبني كما صحب الأصمعي الرشيد، فقال له يحيى: هاهنا شيخ يعرف هذه الأخبار، يقال له عتاب بن ورنا من [بني] شيبان قال: فابعث لنا فيه فبعث فحضر فقال له يحيى: إن أمير المؤمنين يرغب في حضورك مجلسه ومحادثته فقال: أنا شيخ كبير ولا طاقة لي لأنه قد ذهب مني الأطيبان فقال له المأمون: لابد من ذلك فقال الشيخ: فاسمع ما حضرني [فقال] اقتضاباً: أبعد ستين أصبو ... أو الشيب للمرء حرب شيب وسن وإثم ... أمر لعمرك صعب

447- أحمد بن عمر بن خلف الهمداني، يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن قبلال

يا بن الإمام فهلا ... أيام عودي رطب وإذا شفاء الغواني من ... ى حديث وقرب وإذا مشيبي قليل ومن ... هل العيش عذب فالآن لما رأى بي ... عواذلي ما أحبوا آليت أشرب راحاً ... ما حج الله ركب فقال المأمون ينبغي أن تكتب بالذهب وأمر له بجائزة وتركه. توفى أبو العباس في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وفيها دخل الأذفونش قصمه الله طليطلة في المحرم. 447- أحمد بن عمر بن خلف الهمداني، يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن قبلال فقيه مولده في الستين وأربعمائة وتوفى في ذي القعدة سنة ست وعشرين وخمسمائة يروى عن محمد بن فرج مولى الطلاع يروى عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم وغيره. 448- أحمد بن عمر بن أفرند المعافري أبو العباس فقيه محدث زاهد ورع مجتهد، رحل وقيد كثيراً وكان متقللاً من الدنيا أدركته بسنى، توفى سنة إحدى وستين وخمسمائة. 449- أحمد بن عمر بن منصور الألبيري صاحب صلاة إلبيرة وخطيبها فقيه محدث عالم يفهم الحديث ويعرف الرجال ويحفظ وهو من موالي بني أمية، وله رحلة لقي فيها محمد بن عبد الله بن منجد الجرجاني بمصر، وروى عنه مسنده، وسمع يونس بن عبد الأعلى وغيره، مات بالأندلس سنة اثنتي عشر وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد وغيره، أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة أنا محمد بن خليل

450- أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني أبو محمد

أخبرنا خالد بن سعد، أخبرني أحمد بن عمرو بن منصور صاحب الصلاة بإلبيرة، وكان من الصالحين، قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال: سئل مالك عن الإمام هل يرفع يديه عند الركوع فقال: نعم قيل له وبعدما يرفع رأسه من الركوع. قال: إنه ليؤمر بذلك. قال: خالد وصلى بنا أحمد بن عمرو بحاضرة مدينة إلبيرة وكان من الخطباء فرأيته يرفع يديه عند كل خفض ورفع، وأخبرني أنه رأى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بمصر يرفع يديه عند كل خفض ورفع، وكان أخوه محمد يصلي إلى جنبه فكان ربما رفع ربما لم يرفع فكلم في ذلك. 450- أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني أبو محمد محدث أندلسي، مات بها ليلة الجمعة لست بقين من رجب سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، روى عن محمد بن وضاح بن عبد السلام الخشني كان صاحب الصلاة بقرطبة. 451- أحمد بن عابد أبو عمر قرطبي فقيه توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. 452- أحمد بن عون الله أبو جعفر فقيه محدث مشهور يروى عن قاسم بن أصبغ البياني، وعن أبي سعيد بن الأعرابي وعن بكر بن العلاء القاضي وابن الورد، يروى عنه أبو عمر الطلمنكي وغيره. 453- أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري أبو بكر المطوعي سمع من جعفر بن محمد الفريابي ومن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري كتابه في التاريخ المعروف "بذيل المذيل" وكتاب "صريح السنة" له و"فضائل الجهاد" له ورسالته إلى أهل طبرستان المعروفة "وسمع من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي، يعرف بابن أبي الثلج كتابه في الحول وسمع من أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن

454- أحمد بن علي بن خلف بن طمرشيل أبو بكر الأستاذ بمرسية

يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم العدوي البصري أحاديثه عن خراش مولى أنس بن مالك، وهي أربعة عشر حديثاً. ودخل الأندلس قبل الخمسين وثلاثمائة وحدث بهذه الكتب ومن آخر من حدث عنه هنالك أبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي وأبو عمر أحمد بن الحسن قال: أخبرني غير واحد عن [ ... ] عن أبي عمر بن عبد البر. قال حدثاني بأحاديث خراش عن الدينوري عن العدوري عن خراش، وقد حدث عنه أبو القاسم خلف بن هاني الأندلسي في سنة اثنتين وأربعمائة، قال الحميدي: رأيت سماعة عليه سنة ست وأربعين ومائتين في جامع قرطبة وهو يومئذ ابن ثمان وسبعين سنة. 454- أحمد بن علي بن خلف بن طمرشيل أبو بكر الأستاذ بمرسية نحوي أديب لغوي توفى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. 455- أحمد بن فتح بن عبد الله التاجر رحل فسمع بمصر من حموة بن محمد الكناني، وأبي العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وأبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريات بن حيوية النيسابوري وأبي العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان، وأبي الفضل صالح بن عبد الصمد بن معروف الصواف وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن حامد البغدادي نزيل مصر، وأبي محمد جعفر بن أحمد بن عبد الله بن سليمان البزار وأبي الحسن علي بن محمد بن مسرور وإبراهيم بن علي بن غالب، وسمع من أبي محمد عبد الله بن أبي زيد بالقيروان وحدث بالأندلس

456- أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش المقرئ

فروى عنه جماعة من أهلها منهم: أبو عمر بن عبد البر. توفى قريباً من الأربعمائة. حدثني أبو محمد بن عبيد الله عن ابن موهب عن أبي عمر قال: حدثني أحمد بن فتح التاجر بكتاب الدار ومقتل عثمان لعمر بن شبة النمري في سبعة أجزاء عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حامد البغدادي بمصر عن محمد بن سهل بن الفضل الكاتب عن عمر بن شبة. 456- أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش المقرئ توفى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وكان أبوه علي من المتقدمين في النحو والأدب. 457- أحمد بن علي بن القاسم القاضي أبو العباس فقيه أديب شاعر من أهل بيت وزارة وجلالة، وقد قال فيه ابن القي بمدحه من قصيدة: وأبعد الناس من ريب الحوادث من ... أهوى الخيل أبي العباس معتلقا ويسحب العز أذيالاً على زحل ... وربما اختال بالجوزاء منتطقا ومنها: وجمع الله فيه من فضائل ... ما لم يزل في جميع الناس مفترقا فمن شعر أبي العباس في النخول، ما أنشده له الفتح في المطمح وهو قوله: جنيت بالوهم ورد الخد مجتنبا ... ونلت ما أشتهي من ريقه الشنب فعلت فعل امرئ لا شيء يحجبه ... قد صار محترق الأستار والحجب 458- أحمد بن علي السبتي المعروف بالطرطوشي أبو العباس فقيه

459- أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن [بن محمد التميمي] التاهرتي البزاز أبو الفضل

محدث يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 459- أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن [بن محمد التميمي] التاهرتي البزاز أبو الفضل ولد بتاهرت، وأتى مع أبيه صغيراً إلى الأندلس، وكان أبوه من جلساء بكر بن حماد التاهرتي ومن أخذ عنه، قاله أبو محمد علي بن أحمد، وقد روى عنه أبو عمران الفاسي موسى بن عيسى بن أبي حاج فقيه القيروان، وقال أبو عمر بن عبد البر: سمع أبو الفضل التاهرتي من [ابن] أبي دليم وقاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة ومحمد بن معاوية القرشي، وأبي بكر الدينوري، وكان ثقة فاضلاً اختص بالقاضي منذر بن سعيد، وسمع منه تواليفه كلها، قال أبو عمر: وقد لقيته وسمعت كثيراً منه، قال أبو عمر: أخبرنا أحمد بن قاسم بكتاب "صريح السنة" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وبكتاب "فضائل الجهاد" له وبرسالته إلى أهل طبرستان عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري عن الطبري، قال أبو الوليد بن الفرضي: قرأت عليه كثيراً من روايته عن قاسم وغيره، وسألته عن سنه ومولده فقال لي: ولد سنة تسع وثلاثمائة، قال أبو الوليد: وتوفى رحمه الله بقرطبة ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وصلى عليه قاضي الجماعة أبو العباس ابن ذكران. 460- أحمد بن قاسم بن عيسى أبو العباس المقرئ قال أبو محمد علي بن أحمد: هو المعروف بأبي العباس الإقليشي منسوب إلى إقليش بلدة من أعمال طليطلة، كان يختلف معنا إلى ابن الجسور، وله رحلة دخل فيها إلى بغداد وغيرها، وهو ثقة فاضل، قال أبو عمر بن عبد البر: وقد سمع من أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة حديث على بن الجعد، وسمعناه منه

461- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني أبو عمرو

وكتبت عنه "منثوراً" كثيراً وكتب عني رحمه الله. 461- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني أبو عمرو محدث من أهل بيت حديث، يروى عن أبيه عن جده قاسم بن أصبغ، روى عنه أبو علي بن أحمد، أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو عمرو أحمد بن قاسم بن محمد قال: أخبرنا أبي قال: جدي قاسم بن أصبغ قال: أخبرنا مضر بن محمد قال: سألت يحيى بن معين أي شيء يصح في إفطار الحاجم والمحجوم؟ فقال: ما يصح فيه شيء. أنشد أبو محمد علي بن أحمد قال: أنشد أبو عمرو البياني: إذا القرشي لم يشبه قريشاً ... بفعلهم الذي بذ الفعالا فتيس من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا 462- أحمد بن كليب النحوي أديب شاعر مشهور الشعر ولاسيما شعره في أسلم، ولم يزل به الإفراط في حبه حتى أداه ذلك إلى موته، وخبره في ذلك طريف. أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله محمد بن الحسين المدحجي قال: كنت أختلف في النحو إلى أبي عبد الله محمد بن خطاب النحوي في جماعة، وكان معنا عنده أبو الحسن أسلم بن أحمد بن سعيد بن قاضي الجماعة وأسلم بن عبد العزيز صاحب المزني والربيع قال محمد بن الحسن: وكان من أجمل من رأته العيون، وكان يجيء معنا إلى محمد بن خطاب بن أحمد بن كليب وكان من أهل الأدب البارع والشعر الرائق، فاشتد كلفه بأسلم وفارق صبره،

وصرف فيه القول مستتراً بذلك إلى أن فشت أشعاره فيه، وجرت على الألسنة وتنوشدت في المحافل، فلعهدي بعرس في بعض الشوارع بقرطبة والنكوري الزامر قاعد في وسط الحفل، وفي رأسه قلنسوة وشيء وعليه ثوب خز عبيدي، وفرسه بالحلبية المحلاة وغلامه يمسكه، وكان فيما مضى يزمر لعبد الرحمن الناصر وهو يزمر في البوق بقول أحمد بن كليب في أسلم: أسلمني في هوا ... هـ أسلم هذا الرشا غزال له مقلة ... يصيب بها من يشا وشا بيننا حاسد ... سيسأل عما وشا ولو شاء أن يرتشي ... على الوصل روحي ارتشا ومغن محسن يسايره فيها، فلما بلغ هذا المبلغ انقطع أسلم عن جميع مجالس الطلب، ولزم بيته والجلوس على بابه، فكان أحمد بن كليب لا شغل له إلا المرور على باب دار أسلم سائراً ومقبلاً نهاره كله، فانقطع أسلم عن الجلوس على باب داره نهاراً، فإذا صلى المغرب واختلط الظلام خرج مستروحاً وجلس على باب داره، فعيل صبر أحمد بن كليب، فتحيل في بعض الليالي، ولبس جبة من جباب أهل البادية، واعتم بمثل عمائهم، وأخذ بإحدى يديه دجاجاً وبالآخر قفصاً في بيض وتحين جلوس ألسم عند اختلاط الظلام على بابه، فتقدم إليه وقبل يده وقال: يأمر مولاي بأخذ هذا، فقال له أسلم: ومن أنت؟ فقال: صاحبك في الضيعة الفلانية، وكان قد تعرف أسماء ضياعه وأصحابه فيها، فأمر أسلم بأخذ ذلك منه، ثم جعل أسلم يسأله عن الضيعة، فلما جاوبه أنكر الكلام وتأمله فعرفه فقال له:

يا أخي وهنا بلغت بنفسك وإلى هنا تبعتني، أما كفاك انقطاعي عن مجالس الطلب وعن الخروج جملة وعن القعود على بابي نهاراً، حتى قطعت علي جميع ما لي [وحرمتني كل] راحة، فقد صرت من سجنائك، والله لا فارقت بعد هذه الليلة قعر منزلي، ولا قعدت ليلاً ولا نهاراً على بابي، ثم قام، وانصرف أحمد بن كليب كئيباً حزيناً. قال محمد بن الحسن: واتصل ذلك بنا، فقلنا لأحمد بن كليب: وخسرت دجاجك وبيضك، فقال: هات كل ليلة قبلة يده وأخسر أعاف ذلك قال: فلما يئس من رؤيته ألبتة نهكته العلة، وأضجعه المرض. قال محمد بن الحسن: وأخبرني أبو عبد الله محمد بن خطاب شيخنا قال: فعدته فوجدته بأسوأ حال فقلت له: ولم لا تتداوى؟ فقال: دوائي معروف، وأما الأطباء فلا حيلة لهم في البتة. فقلت: له ما دواؤك؟ قال: نظرة من أسلم، ولو سعيت في أن يزورني لأعظم الله أجرك بذلك، وكان هو والله أيضاً يؤجر. قال فرجمته، وتقطعت نفسي له، ونهضت إلى أسلم، فاستأذنت عليه فأذن لي وتلقاني بما يجب، فقلت له: لي حاجة قال: وما هي؟ قلت: علمت ما جمعك مع أحمد بن كليب من ذمام الطلب عندي، فقال: نعم، لكن قد تعلم أن برح بي، وشهر أسمي وآذاني، فقلت له: كل ذلك يغتفر في مثل الحال التي هي فيها، والرجل يموت، فتفضل بعيادته. فقال: والله ما أقدر على ذلك فلا تكلفني

هذا: فقلت له لابد، فليس عليك في ذلك شيء، وإنما هي عيادة مريض، قال: ولم أزل به حتى أجاب، فقلت: فقم الآن فقال لي: لست والله أفعل ولكن غداء فقلت له: ولا خلف؟ قال: نعم. قال: فانصرفت إلى أحمد بن كليب، وأخبرته بوعده بعد تأبيه، فسر بذلك، وارتاحت نفسه، قال: فلما كان الغد بكرت إلى أسلم، وقلت له: الوعد قال: فرحم وقال: والله لقد تحملني على خطة صعبة علي، وما أدري كيف أطيق ذلك، قال: فقلت له: لا بد [من] أن تفي بوعدك. قال: فأخذ رداءه ونهض معي راجلاً قال: فلما أتينا منزل أحمد بن كليب، وكان يسكن في آخر درب طويل، وتوسط الدرب، وقف واحمر وخجل وقال لي: الساعة والله أموت وما أستطيع أن أنقل قدمي، ولا أن أعرض هذا على نفسي فقلت: لا تفعل بعد أن بلغت المنزل تنصرف؟! قال: لا سبيل والله إلى ذلك ألبته، قال: ورجع مسرعاً فاتبعته، وأخذت بردائه فتمادى وتمزق الرداء، وبقيت قطعة منه في يدي لسرعته وإمساكي له ومضى، ولم أدركه، فرجعت ودخلت إلى أحمد بن كليب، وقد كان غلامه دخل عليه إذ رآنا من أول الدرب مبشراً، فلما رآني تغير لونه قال: وأين أبو الحسن فأخبرته بالقضية فاستحال من وقته وجعل يتحسر [عليه وأكثر من الترجع] فاستشنعت الحال، وجعلت أترجع وقمت فثاب إليه ذهنه وقال لي: يا أبا عبد الله قلت: نعم فقال: أسمع مني وأحفظ عني ثم أنشأ يقول: أسلم يا راحة العليل ... رفقاً على الهائم النحيل وصلك أشهى إلى فؤادي ... من رحمة الخالق الجليل

قال فقلت له: اتق الله ما هذه العظيمة، فقال لي: قد كان، قال: فخرجت عنه فو الله ما توسطت الدرب حتى سمعت الصراخ عليه وقد فارق الدنيا. قال أبو محمد بن علي بن أحمد، وهذه قصة مشهورة عندنا، ومحمد بن الحسن ثقة، ومحمد بن خطاب ثقة، وأسلم هذا بيت جليل، وهو صاحب الكتاب المشهور في أغاني زرياب، وكان شاعراً أديباً، قال أبو محمد: ولقد ذكرت هذه الحكاية لأبي عبد الله محمد بن سعيد الخولاني الكاتب فعرفها وقال لي: لقد أخبرني الثقة أنه رأى أسلم هذا في يوم شديد المطر لا يكاد أحد يمشي في طريق، وهو قاعد على قبر أحمد بن كليب زائراً له. وقد تحين غفلة الناس في مثل ذلك الوقت. قال أبو محمد: وحدثني أبو محمد قاسم بن محمد القرشي قال: كتب ابن كليب إلى محمد بن خطاب شعراً يتغزل فيه بأسلم، فعرضه ابن خطاب على أسلم، فقال: هذا ملحون وكان ابن كليب قد أسقط التنوين من لفظة في بيت من الشعر. قال: فكتب ابن خطاب بذلك إلى ابن كليب، فكتب ابن كليب مسرعاً: ألحق لي التنوين في مطمع ... فإنني أنسيت إلحاقه لاسيما إذ كان في وصل من ... كدر لي في الحب أخلاقه وأنشد أبو محمد قال: أنشدني محمد بن عبد الرحمن بن أحمد التجيبي لأحمد بن كليب، وقد أهدى إلى أسلم كتاب "الفصيح" لثعلب: هذا كتاب الفصيح بكل لفظ مليح ...

463- أحمد بن مروان

وهبته لك طوعا كما وهبتك روحي 463- أحمد بن مروان من أهل قرطبة، روى عن يحيى بن يحيى بن كثير، وسعيد بن حسان، وعبد الله بن حبيب، مات بها سنة ست وثمانين ومائتين. 464- أحمد بن ميسرة من أهل طرطوشة مدينة من ثغور الأندلس، رحل وطلب، وحدث، مات بالأندلس سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. 465- أحمد بن مضاء أبو العباس قاضي الجماعة فقيه محدث إمام في النحوي مقدم، توفى بإشبيلية سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه بعد كتاب الدولة بحضرة مراكش، وتوفى في سن عالية. 466- أحمد بن محارب بن قطن بن عبد الواحد بن قطن بن عبد الملك بن قطن الفهري أندلسي محدث سمع من محمد بن وضاح، وأبي إسحق القرار، ومات بالأندلس. 467- أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن محدث يعرف بابن المشاط، كان رجلاً صالحاً فاضلاً معظماً عند ولاة الأمر بالأندلس يشاورونه في من يصلح للأمور، ويرجعون إليه في ذلك، وكان صاحب الصلاة. روى عن سعيد بن عثمان الأعناقي، وسعيد بن خمير، وأبي صالح أيوب بن سليمان، ومحمد بن عمر بن لبابة، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد بن المعروف بابن القراميدي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد المعروف بابن الجسور، وعبد العزيز بن عبد الرحمن

468- أحمد بن مسعود الأزدي الشمنتاني

بن بخت، قال أبو محمد علي بن أحمد: مات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. 468- أحمد بن مسعود الأزدي الشمنتاني أديب شاعر ذكره أبو محمد على بن أحمد، ومن شعره على طريقة أبي الفتح البستي. يا عاذلين على الغرام متيماً ... ألف الصبابة ما لكم ولعتبه؟ أنى يفيق عن الهوى من نفسه ... رضيت بضر الحب مذ ولعت به؟ 469- أحمد بن مسلمة بن وضاح أبو جعفر [يعرف بالبعيرة] أديب شاعر من فحول الشعراء، مرسى الأصل، أنشدت من شعره من قطعة: وكأنني مما تقسمني الوغى ... بين اعتقال دائم وتنكب أوقفت رمحي خوطة في راحتي ... وغرست قوسي نبعة في منكب وله: ولما شارف الميدان أضحى ... يعلم لحظة شق الصفوف ثنى أعطافه قبل العوالي ... وسل لحاظة قبل السيوف وله: ولما مر ليس لغير قتلى ... وقد ملئت ملاءته مراحا لوى أعطافه لينا وخلى ... ذوائبه يلاعبن الرياحا وله في شجر السرو: أيا سرو لا يعطش منابتك الحيا ... ولا مزعن أغصانك الورق النضر

470- أحمد بن نابت التغلبي أبو عمر

لقد كسيت أعطافك الملك مثلما ... تلف على الخطى راياته الخضر وله يصف شفة: ومرضعة بثدي الغمام رف_ت لنا من زخارف جنه توقوا عليها يد الحادثات=فقدوا لها بردة من أسنه رأيت سماعة ثابتاً في [ ... ] الحافظ أبي علي بن سكرة. 470- أحمد بن نابت التغلبي أبو عمر أندلسي، روى عن عبد الله بن يحيى بن يحيى الليثي الموطأ ذكره عبد الغني بن سعيد الحافظ وغيره. 471- أحمد بن أبي البيع المقرئ بالمرية توفى بها ستة ست وأربعين وأربعمائة. 472- أحمد بن نصر من العلماء بعلم العدد، المشهورين ذكره أبو محمد علي بن أحمد وقال: إن له كتاباً في المساحة لم يتقدم إلى مثله في معناه. 473- أحمد بن نعيم السلمي أديب شاعر قديم مشهور الشعر قبيح الهجاء أظنه كان في أيام عبد الرحمن الناصر. 474- أحمد بن الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن بشر وقيل قيس بدل بشر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم الباهلي قاضي طليطلة، محدث سمع بالأندلس عيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى وله رحلة سمع فيها سحنون بن سعيد ورجع إلى الأندلس فمات بها قديماً. 475- أحمد بن هشام بن عبد العزيز بن محمد بن سعيد الخير بن الأمير الحكم أخو محمد أديب شاعر مشهور، ذكره غير واحد منهم أبو الوليد بن عامر، وأورد له في الورد والنرجس من أبيات وهي: انظر إلى الروض في جوانبه ... أحمره ضاحك وأصفره

476- أحمد بن هشام بن أمية بن بكير

إذا هفت فوقه الرياح سرى ... بهفوها مسكه وعنبره نرجسه تستجد صفرته ... حتى كأن الحبيب يهجره والورد يختال في منابته ... تطويه أكمامه وتنشره 476- أحمد بن هشام بن أمية بن بكير روى عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري المطوعي، روى عن أبو مصعب بن عبد الله بن محمد الحاكم وقال: توفى أحمد بن هشام سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. 477- أحمد بن يحيى بن يحيى الليثي محدث مات بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين، ذكره أبو سعيد بن يونس وفي بعض النسخ بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ أحمد بن يحيى بن يحيى ثلاث مرات وقد أصلح على الثالث ضبة علامة الشك ولا نعلم ليحيى بن يحيى ولداً اسمه يحيى. 478- أحمد بن يحيى بن زكريا بن الشامة بالشين المعجمة يروى عن أبيه، روى عنه أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل، وقد ذكرنا له خبراً في باب الخاء في ذكر خلف بن القاسم، توفى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. 479- أحمد بن يحيى بن بشتغير، يكنى أبا جعفر من أهل لورقة سمع هو وأخوه [ ... ] على الحافظ أبي علي الصدفي. 480- أحمد بن يحيى بن مفرج الفنتوري الراوية كان رجلاً صالحاً نبيها معدوداً في الفقهاء والرواة، روى عن محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى ونظرائها، ووقع في [كتاب] "تسمية أعيان الموالي بالأندلس": أن مفرجاً جدهم كان صاحب الركاب للأمير الحكم بن هشام، وكان

من اسمه إبراهيم

الخليفة الحكم بن عبد الرحمن، قد فرق بين اسم مفرج هذا وبين اسم محمد بن مفرج بن حماد الحسين المعافري للإشكال فكان يعرف ابن مفرج مولاه الفنتوري من أجل سكناه من غربي قرطبة قريباً من "عين فنت أورية "ويعرف المعافري بالقبشي لسكناه أيضاً من تلك الناحية بالقرب من عين قبش. من اسمه إبراهيم 481- إبراهيم بن محمد بن بازوفيل يعرف بابن القزاز سمع سحنون بن سعيد وعون بن يوسف وسعيد بن حسان ويحيى بن يحيى، يكنى أبا إسحق، مات بالأندلس سنة ثلاث وسبعين ومائتين، روى عنه أحمد بن خالد وحبيب بن أحمد. أخبر أبو محمد بن حزم، قال أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة قال: أخبرنا أحمد بن خليل، قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرنا أحمد بن خالد قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن القزاز قال: سمعت سحنون يقول: ما عزار بابي هذه الآثار فأما هذه المسائل فالله أعلم بحقيقتها: 482- إبراهيم بن محمد المرادي قرطبي سمع من رجال بلاده، ومات بها سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ذكره أبو سعيد بن يونس. 483- إبراهيم بن محمد بن قاسم بن هلال القيسي سمع من محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني أندلسي مذكور بخير وصلاح، مات بالأندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وأظنه ابن أخي إبراهيم بن قاسم المذكور هذا. 484- إبراهيم بن محمد الشرفي أبو اسحق الحاكم الخطيب صاحب الشرطة منسوب إلى الشرف من سواد إشبيلية، كان

فقيهاً جليل ورئيساً في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر كبيراً وخطيباً بقرطبة مشهوراً وأديباً مذكوراً، وكان للشعراء عند جناب خصيب قال الحميدي: رأيت عند بعض ولده، وكان حاكماً ببلدنا، مجلدات مما جمع من مدائح الشعراء فيه ومنها لأبي المطرف عبد الرحمن بن أبي الفهد من قصيدة أولها: قفا [بي] قليلاً في رسوم المنازل ... ولا تنكروا فيض الدموع الهوامل ومنها ومنتخل من حر شعري انتخلته ... لمنتخل غير العلي والفضائل وغر حبوناها [أغر محجلا ... طوالب ود لا طوالب نائل] مرغبة في سمعها كل سامع ... مزهدة في قوله كل قائل ترغب هذا وهو ليس براغب ... وتذهل هذا وهو ليس بذاهل طلبت لها أهلاً فألفيت أروعا ... جواداً كريم البحر عذب الشمائل تخيرته من أهل عصر لو أنهم ... به وزنوا شالوا وليس بشائل مضاء لو أن السيف كان كحده ... ثنى حده حد الخطوب النوازل وعلم لو أن البحر كان كبعضه ... لكانت بحار الأرض دون سواحل ومنها لعبادة بن ماء السماء من قصيدة طويلة: أحلف بالله حلف مجتهد ... والحلف بالله غاية الحلف لو كان إجماعنا بفضلك في الم ... لة لم تمتحن بمختلف

485- إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري أبو القاسم، يعرف بابن الأفليلي

485- إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري أبو القاسم، يعرف بابن الأفليلي حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي بكاتب النوادر لأبي علي إسماعيل بن القاسم عنه. وكان متصدراً في علم الأدب يقرأ عليه ويختلف فيه إليه، وكان مع علمه بالنحو واللغة يتكلم في معاني الشعر وأقسام البلاغة والنقد لهما وله كتاب شرح فيه معاني شعر المتنبي، قال أبو محمد بن حزم: وهو كتاب حسن، روى عنه جماعة وحدث بالمشرق عنه أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله بن علي التميمي الطبني اللغوي، وأبو الخطاب العلاء بن [أبي] المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن حزم الأندلسيان حثا معاً عنه، قال أبو مروان منهما: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن زكريا القرشي الزهري قال: كان شيوخنا من أهل الأدب يتعالمون أن الحرف إذا كتب عليه صح بصاد وحاء أن ذلك علامة لصحة الحرف لئلا يتوهم متوهم عليه خللا ولا نقصاً، فوضع حرف كامل على حرف صحيح، وإذا كان عليه صاد ممدودة دون حاء، كان علامة أن الحرف سقيم إذ وضع عليه حرف غير تام ليدل نقص الحرف على اختلال الحرف، ويسمى ذلك الحرف أيضاً ضبة، أي أن الحرف مقفل بها لا يتجه لقراءة كما أن الضبة مقفل بها، توفى سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. 486- إبراهيم بن أحمد بن فتح بن الحداد قرطبي فقيه حافظ توفى سنة ست وسبعين وثلاثمائة. 487- إبراهيم بن أحمد بن معاذ بن عثمان الشبعاني ابن أخي سعد بن معاذ المذكور في بابه، حدث بالأندلس وهو منها ومات فيها سنة اثنتين وثلاثمائة. 488- إبراهيم بن أحمد بن أسود أبو إسحق من أهل بيت [فضل] وجلالة

489- إبراهيم بن إدريس العلوي الحسني المشهور بالموبل

روى عنه أبو القاسم [عبد] الرحيم بن محمد وغيره. توفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة، [يروى عن أبي الوليد الباجي وغيره] . 489- إبراهيم بن إدريس العلوي الحسني المشهور بالموبل شاعر أديب حسن الشعر خبيث الهجاء، كان في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، وعاش إلى أيام الفتنة، قال الحميدي: رأيت له قصيدة طويلة يمدح بها مؤيد الدولة هذيل بن خلف بن رزين صاحب أحد القلاع ويهجو في درجها غيره أولها: فللبين في تعذيب نفسي مذهب ... ولنا بيات الدهر عندي مطلب أما ديون الحادثات فإنها ... تأتي لوعد صادق لا يكذب والبين مغري كيده بأولى النهى ... طبعاً تطبع والطبيعة أغلب ومنها: أيقنت أني للرزايا مطعم ودمي ... لوافدة المكاره مشرب فأنا من الآيات عرض سالم ... وجوانح تكوي وعقل يذهب 490- إبراهيم بن اسحق بن جابر محدث، سمع من سعيد بن حسان الصايغ أندلسي، مات بها سنة سبع وثمانين ومائتين. 491- إبراهيم بن أبان بن عبد الملك بن عمر بن مروان، يكنى أبا عثمان أندلسي روى عنه ابن عفر، ذكره أبو سعيد بن يونس.

492- إبراهيم بن أيمن أبو اسحق الفقيه

492- إبراهيم بن أيمن أبو اسحق الفقيه روى عن الخليل بن أحمد البستي، وعن محمد بن عبد الواحد الزبيري، روى عنه أحمد بن عمر العذري، وذكر أنه أنشده عن البستي: النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء بينهما إن كان مفتقراً ... معذب القلب بين الهم والنار 493- إبراهيم بن بكر الموصلي قدم الأندلس ودخل إشبيلية، وحدث بها عن أبي الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين الأزدي الموصلي بكتابه في الضعفاء والمتروكين، أنابه غير واحد، عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: قرأته على إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن إبراهيم بن بكر عن أبي الفتح الموصلي الأزدي. 494- إبراهيم بن بكر بن عمران الألبيري فقيه، توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. 495- إبراهيم بن جميل الأندلسي روى عنه أبو القاسم بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي في المعجم وقال: إنه حدثه بمصر عن عمر بن شبه بن عبيدة، ولعله إبراهيم بن موسى بن جميل بنسبه إلى جده، ويأتي ذكره بعد هذا إن شاء الله. 496- إبراهيم بن حسين بن خالد محدث قرطبي مات بها سنة تسع وأربعين ومائتين. 497- إبراهيم بن حسين بن عاصم بن مسلم بن كعب الثقفي وفي موضع آخر إبراهيم بن عيسى بن عاصم بن مسلم، جعل بدل حسين عيسى، أندلسي، يكنى أبا إسحق، رحل وسمع وحدث وولى

498- إبراهيم بن حمدون

السوق في أيام الأمير محمد، بها في سنة ست وخمسين ومائتين. 498- إبراهيم بن حمدون قرطبي سمع من محمد بن وضاح، ومات بالأندلس سنة تسع عشرة وثلاثمائة. 499- إبراهيم بن خالد الأموي يروى عن يحيى بن يحيى الليثي وسعيد بن حسان، إلبيري يروى عنه ابنه بسر، مات بالأندلس سنة ثمان وستين ومائتين. 500- إبراهيم بن خلاد اللخمي إلبيري أيضاً، يروى عن يحيى بن يحيى الليثي بالأندلس سنة سبعين ومائتين، ذكرهما أبو سعيد بن يونس أحدهما بعد الآخر، وكلاهما رحل وسمع من سحنون، وهما في السبعة الذين اجتمعوا في إلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون، وسائر السبعة: عمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي وإبراهيم بن شعيب وسليمان بن نصر وأحمد بن سليمان بن أبي الربيع، ذكر ذلك أبو الوليد بن الفرضي. 501- إبراهيم بن خيرة أبو إسحق، يعرف بابن الصباغ شاعر من شعراء إشبيلية، ذكره أبو عامر بن مسلية، وأورد من شعره في صفة الغيم: يوم كأن سحابه ... لبست غمامي المصامت حجبت به شمس الضحى ... بمثال أجنحة الفواخت فالغيث يبكي فقدها ... والبرق يضحك ضحك شامت والرعد يخطب مفصحاً ... والجو كالمحزون ساكت 502- إبراهيم بن الفتح بن عبد الله بن خفاجة أبو إسحق الخفاجي شاعر

503- إبراهيم بن داود

مشهور متقدم مبرز حسن الشعر جداً، خبيث الهجاء، وشعره كثير مجموع، وكانت له همة رفيعة. أخبرني بعض أشياخي عنه: أنه كان يخرج من جزيرة شقر، وهي كانت وطنه، في أكثر الأوقات إلى بعض تلك الجبال التي تقرب من الجزيرة وحده، فكان إذا صار بين جبلين نادى بأعلى صوته يا إبراهيم تموت، يعني نفسه، فيجيبه الصوت، ولا يزال كذلك حتى يخر مغشياً عليه، وكان يأتي بالجزيرة إلى المعالج الذي يبيع الفاكهة فيساومه فإذا سمى له عدداً أو وزناً من ذلك العدد أو الوزن على شرط أنه يختار ما أحب بيده، فمن المستحسن من شعره، على أنه كله حسن، يتغزل: يا نزهة النفس يا مناها ... يا قرة العين يا كراها [أما ترى لي] رضاك أهلاً ... وهذه حالتي تراها فاستدرك الفضل يا أباه ... في رمق النفس يا أخاها قسوت قلباً ولنت عطفاً ... وعفت من تمرة نواها توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، لأربع بقين من شوال منها وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وفيها قال: أنى بأنس أو غذاء أو سنه ... لابن إحدى وثمانين سنه قلص الشيب به ذيل ... امرئ وطال ما جر صباه زمنه تارة تخطو به سيئة ... تسخن العين وأخرى حسنه 503- إبراهيم بن داود أندلسي محدث،

504- إبراهيم بن زبان أبو إسحق

استشهد في غزو الروم بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 504- إبراهيم بن زبان أبو إسحق أندلسي من أصحاب سحنون، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ذكره بعد المؤلفين في الفقهاء، وأظنه صحفه أو رآه كذلك، وإنما هو إبراهيم بن محمد بن باز، نسب إلى جده وغيره، وقد ذكرنا هذا في أول الترجمة، وفي هذه السنة مات، وهو المعروف من أصحاب سحنون وإبراهيم بن زبان غير معروف، على أنى قد رأيته في بعض النسخ من تاريخ ابن يونس هكذا والله أعلم. 505- إبراهيم بن زرعة مولى قريش، يكنى أبا زياد، أندلسي، يروى عنه سحنون بن سعيد، مات بأفريقية سنة اثنتي عشرة ومائتين، ذكره أبو سعيد. 506- إبراهيم بن شعيب الباهلي أبو اسحق إلبيري، يروى عن يحيى بن يحيى الليثي، مات بالأندلس سنة خمس وستين ومائتين. 507- إبراهيم بن شاكر أبو إسحق قرطبي، سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، ومحمد بن يحيى بن عبد العزيز صاحب أسلم بن عبد العزيز، حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه وقال: كان رجلاً فاضلاً ديناً، وإن كان أحد في عصره من الأبدال فيوشك أن يكون هو منهم، وقال: سمع أبا محمد عبد الله بن عثمان وابن مفرج وابن عون الله وابن الخراز وابن أبي دليم ونظرائهم ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات، وكان يختلف معنا إلى الشيخ الحافظ أبي القاسم خلف بن قاسم بن سهل بن أسود رحمه الله، هذا آخر كلام ابن عبد البر.

508- إبراهيم بن عيسى المرادي

508- إبراهيم بن عيسى المرادي أستجي من أهل أستجة، يروى عن محمد بن أحمد العتبي، مات في أيام الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بالأندلس. 509- إبراهيم بن عيسى بن عاصم بن مسلم بن كعب الثقفي أندلسي يكنى أبا إسحق محدث له رحلة وسماع، هكذا بخط الصوري أبي عبد الله الحافظ، وقد ذكرت آنفاً الاختلاف فيه وقول من قال: إنه إبراهيم بن حسين بن عاصم، وعيسى أصح والله أعلم. 510- إبراهيم بن عبد الرحمن التنسي أبو إسحق كان يفتي في جامع الزهراء، سمع من وهب بن مسرة وغيره، توفى سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. 511- إبراهيم بن عبد الله بن ميسري، ويقال مسرة محدث أندلسي، حدث عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وعن من هو أقدم منه. 512- إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يعقوب بن أحمد بن عمر، أبو إسحق الأنصاري ثم البلنسي صاحبنا محدث ثقة ثبت، روى ببلنسية عن أبي الحسن بن النعمة وغيره، ثم رحل إلى المشرق فأقام بالإسكندرية في مدرسة الحافظ السلفي نحو من عشرين سنة، وكتب عن الحافظ أبي الطاهر السلفي ما لم يكتب أحد، وكان عالماً بالرجال متقللاً من الدنيا لم يغير من هيئته التي كان بها بالأندلس شيئاً، كنت معه بالمدرسة مدة فحمدت حاله وزهده وورعه وانقباضه عن الناس وفراره عن أبناء الدنيا، وكان ينشدني في أكثر الأحيان: يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما

ترى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما وما كان برق لاح لي يستفزني ... ولا كل من لاقيت أرضاه منعما وما زلت منحازاً بعرضي جانباً ... عن الذل أعتد الصيانة مغنما إذا قيل هذا مورد قلت قد رأى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت ... أقلب كفي أثره متندما ولكنه إن جاء عفواً قبلته ... وإن مال لم أتبعه هلا وليتما وأقبض خطوي عن حظوظ كبيرة ... إذا لم أنلها وافر العرض مكرما وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً ... وأن أتلقى بالمديح مذمما أنزهها عن بعض ما قد يشينها ... مخافة أقوال العدي فيم أو لما ولم أقض حق العلم إن كان كلما ... [بدا] صيرته لي سلماً ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأغرسه عزاً وأجنيه ذلة ... إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما فإن قلت جد العلم كاب فإنما ... كبا حين لم يحمي حماه وأسلما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عذموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهان ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما وكان يسندها إلى قائلها، وكنت على أن أكتب سندها فحفزني السفر، وأنشدني

أيضاً قال: لما صار الحافظ السلفي رحمه الله في عشر المائة أنشدها: ما كنت أرجو إذ ترعرع ... ت أن أبلغ من عمري سبعينا فالآن والحمد لربي فقد ... جاوزت من عمري تسعينا ولما قارب المائة أنشدنا: أنا من أهل الحد ... يث وهم خير فئة جزت تسعين وأرجو ... أن أجوزن مائة ولما جاز المائة أنشدنا: أنا إن بان شبابي ومضى ... فبحمد الله ذهني حاضر ولئن خفت وجفت أعظمي ... كبرا غضن علومي ناضر سمع بقرائني بالإسكندرية كثيراً وحدث بها أخيراً، وروى عن كافة أهلها وعن الواردين عليها واستجاز جميع محدثي أهل العراق والشام فأجازوه، رأيت عنده في جملة الإجازات مكتوباً بخط جارية كانت لشهدة تكتب لها أسمعة من يقرأ عليها فلما سئل منها أن تخبر لصاحبنا أبي إسحق، كتبت جاريتها سؤال الاستيجاز وكتبت شهدة بعقبة بعد إكمال جاريتها ما سئل منها صحيح ذلك، وكتبت شهدة بخط ما رأيت قط مثله لو بيع في الأسواق لاشتراه كل إنسان، أخبرني صاحبنا المحدث أبو إسحق، قال: حضر السلفي ذات يوم في محفل عظيم بالإسكندرية عند بعض أهلها فإن وقد عض المجلس ولم يكن أحد يتعاطى صدر المجلس للعقود به وهو حاضر، فلما دخل أخلى له الصدر، فقعد ونظر إلى بعض طلبته، ممن كانت له التامة، قد قعد عند النعال، ورأى في الصدر من كان ذلك الطالب أحق به منه فأشار إليه وقال:

514- إبراهيم بن عجنس بن إسباط الزيادي الكلاعي

كن سيداً وأرض بصف النعال ... خير من الصدر بغير الكمال فإن تصدرت بلا آلة ... صيرت ذاك الصدر صدر النعال توفى إبراهيم بن عبد الله في حدود التسعين وخمسمائة. 513 ... إبراهيم بن عبد الصمد أبو عبد الصمد البلنسي: سكن بلنسية وأظنه من أهلها، شاعر مشهور، فمن شعره يصف قوماً: أناس إذا ما جئت أجلس بينهم ... لأمر أراني في جماعتهم وحدي إذا عصبوا كان الوعيد انتقامهم ... وإن وعدوا لم يأت منهم سوى الوعد غناء الغواني في الحروب غناؤهم ... وإن عهدوا كانوا كذلك في العهد 514- إبراهيم بن عجنس بن إسباط الزيادي الكلاعي وشقي، روى عن يوسف بن عبد الأعلى وغيره، مات في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن في نحو السبعين ومائتين وكان فاضلاً. 515- إبراهيم بن عصام، أبو أمية القاضي بمرسية فقيه أديب شاعر من أهل بيت جلالة ووزارة، يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة قره عليه، فنقطه كتاب الشمائل وقد قال فيه: أبو محمد بن سفيان رحمه الله قطعة أولها: أمرر بقاضي القضاة إن له ... حقاً على كل مسلم يجب وكان عفا الله عنه بليغاً متصرفاً في أنواع البلاغة، كتب إليه إبو الحسن بن الحاج رحمه الله: ما زلت أضرب في علاك بمقول ... دأباً وأورد في رضاك وأصدر

فاليوم أعر من يطيل ملامة ... وأقول زد شكوى فأنت مقصر الفخر يأبى والسيادة تحجر ... أن يستبيح حمى الوفاء مزور ولدي إن نفث الصديق لراحة ... صدق الوفاء وشيمة لا تغدر عليك إن ترضى فسمع ملام ... عين السنا عهده لا تختر وكتب إليه أبو العباس القرباقي: أما ترى اليوم يا ملاذي ... يحكيك في البشر والطلاقه والبحر يرتج مثل قلب ... راقب من إلفه فراقه فامنن بمشي إليه إني ... ما لي على الصبر عنه طاقه فأجابه: عندي لما تشتهي بدار ... يشهد أنى على علاقة فأخبر بما شئت صدق عهدي ... تجد دليلاً على الصداقة واسكن إلى أن رأى ذي احت ... فاء يعجز من رامه لحاقه يصلع بر الصديق بدرا ... أمنه عمره محاقه وكتب إلى أبي العباس القرباقي المذكور: كتبت وعند للنزاع عزيمة ... تسهل تجشيم اللقاء على بعد ومعهد أنس ما عهدت تحفيا ... فهل مقرض برى ومستقرض حمدي وإن عاق عن عهد لبرك عائق ... تلطفت في العذر الجميل إلى ودي توفى أبو أمية سنة ست عشرة وخمسمائة. 516- إبراهيم بن علي الحصري أبو

517- إبراهيم بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي

إسحق أديب شاعر لغوي من أهل المعرفة والذكاء، توفى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. 517- إبراهيم بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي فقيه محدث مذكور بخير وصلاح، سمع بالأندلس من يحيى بن يحيى ونحوه، ورحل وسمع من سحنون بن سعيد وفطيس السبتي وزهير بن عباد، ومات بالأندلس سنة اثنتين وثمانين ومائتين، روى عنه ابن أخته يحيى بن زكريا بن الشامة، ويقال: إن فطيساً أندلسي، ويشبه أن يكون ذلك ذكره الحميدي. 518- إبراهيم بن قاسم الأطرابلسي من المغرب دخل الأندلس وحدث بها روى عنه أبو محمد بن أحمد بن حزم. 519- إبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي أبو إسحق مولى بني أمية رحل وسمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بمصر وأبا محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة وأبا بكر بن أبي الدنيا بالعراق وغيرهما، ورجع إلى مصر فحدث بها، روى عنه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وقال: هو صندوق. وسمع منه أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة، وحدث عن أبي مسهر أحمد بن مروان بكتاب القوافي لأبي عمر الجرمي، رواه عنه أبو الحسن علي بن سليمان النحوي، وحدث عنه أبو بكر محمد بن معاوية القرشي بالأندلس بكتاب "القناعة" وغيره من كتب ابن أبي الدنيا، وذكره الحافظ أبو الحسن الدارقطني في ما حكاه أبو بكر بالمرداني عنه فقال: متأخر، روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخبرني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن حبيش وأبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبيد الله، عن أبي الحسن بن وهب، وعن الحافظ أبي عمر بن البر، قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن قاسم بكتاب "القناعة" لأبي بكر بن أبي الدنيا، وبكتاب "حلم معاوية" وبكتاب "مواعظ الخلفاء" له عن محمد بن معاوية القرشي عن ابن جميل

520- إبراهيم بن مسعود الألبيري

[عنه] . مات إبراهيم بن موسى بن جميل بمصر سنة ثلاثمائة. 520- إبراهيم بن مسعود الألبيري فقيه فاضل زاهد عارف كثير الشعر في ذم الدنيا مجيد في ذلك. 521- إبراهيم بن مزين ذكره بعض علماء العراق في طبقات الفقهاء وقال: إنه أندلسي تفقه بالأصاغر من أصحاب مالك رحمه الله وأصحاب أصحابه، قال الحميدي: ولا نعلم لإبراهيم ابن مزين رواية ولا تفقها، ولعله أراد يحيى بن إبراهيم بن مزين بوهم والله أعلم. 522- إبراهيم بن مروان بن أحمد بن حبيش التجيبي توفي بإشبيلية، سنة ست وأربعين وخمسمائة. 523- إبراهيم بن نصر القرطبي فقيه محدث مشهور، مات بها في سنة سبع وثمانين ومائتين، ذكره ابن يونس. 524- إبراهيم بن نصر السرقسطي أبو إسحق حدث عن أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويحيى بن عمر، روى عنه عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد المعروف بابن أبي زيد. أخبرني غير واحد من أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن حزم إجازة، قال: أخبرنا الكناني، قال: أخبرني أحمد بن خليل قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرنا عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد ابن أبي زيد، وكان صدوقاً، قال: حدثني أبو إسحق إبراهيم بن نصر السرقسطي، قال: أخبرنا أحمد بن عمرو يعني ابن السرح قال: قال ابن وهب: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة، فسمعت المنادي ينادي بالمدينة ألا

525- إبراهيم بن نصر الجهني

يفتي الناس إلا مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي سلمة، قال خالد: وكان ذلك عن رأي الحسن بن زيد خاصة، أراد أن يغيظ بذلك محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، لأن ابن أبي ذئب وصف الحسن بن أبي زيد بحضرته بين يدي المنصور بالجور وكان المعروف في ذلك الزمان ابن أبي ذئب ومالك بن أنس وغيرهما من علماء المدينة، كانوا إذا اجتمعوا عند السلطان، كان ابن أبي ذئب أول من يسأل وأول من يفتي، وذكر الحميدي في كتابه إبراهيم بن نصر هذا والذي قبله، ثم قال: وأنا أظن هذا الاسم والذي قبله واحداً ولعله كان من إحدى البلدتين فسكن الأخرى والله أعلم، ونقلت من خط شيخي القاضي أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش. 525- إبراهيم بن نصر الجهني قرطبي، توفى بسرقسطة سنة سبع وثمانين ومائتين فصح بذلك ما ظنه الحميدي، والله أعلم. 526- إبراهيم بن هارون بن سهل قاضي سرقسطة من ثغور الأندلس، فقيه محدث مات بها سنة ست وتسعين. 527- إبراهيم بن هشام بن أحمد الغساني أبو إسحق من أهل المرية، من أهل بيت جلالة يروى عن الحافظ أبي علي الصدفي وغيره. 528- إبراهيم بن أبي الوليد العبدري كان يكتب الشروط، وكان أديباً كاتباً من أهل الذكاء صحبته مدة، يكنى أبا إسحق، توفى بعد الثمانين وأربعمائة. 529- إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر من أهل أشبونة، يعرف بالزاهد، يكنى أبا إسحق، سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن

530- إبراهيم بن يزيد بن قلزم بن أحمد بن إبراهيم بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز

وقاسم بن أصبغ وغيرهما، ذكره ابن الفرضي وقال: حدثت أنه أقام بقرطبة في طلب العلم أربعين سنة، وكان ضابطاً لما كتب ثقة فيما روى، توفى سنة ستين وثلاثمائة قال: أخبرني بذلك من أثق به. 530- إبراهيم بن يزيد بن قلزم بن أحمد بن إبراهيم بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز أندلسي، رحل فسمع سحنون بن سعيد وغيره، ومات بالأندلس سنة ثمان وستين ومائتين. 531- إبراهيم بن يحيى بن محمد بن الحسين التميمي الطبني أبو بكر الوزير أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وجلالة، أخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة وغيره، عن أبي الحسن شريح بن محمد بن محمد بن الحسين في ليلة علي بن أحمد، قال إبات عندي أبو بكر إبراهيم بن يحيى بن محمد بن الحسين في ليلة مطرة فاستدعيت ابن عمه أبا مروان عبد الملك بن زيادة الله بهذين البيتين: صنواك في ربعي فثلثهما ... غيث السواري وأبو بكر صلني فلقياك التي أبتغي ... أصلك بالحمد وبالشكر وأنشد له أبو محمد علي بن أحمد من قصيدة طويلة في مدح أبي العاصي حكم بن سعيد بن حكم القيسي وزير دولة المعتمد، قال أبو محمد بن حزم: وسمعته ينشده إياها ومنها: إن الرسوم إذا اعتبرت نواطق ... فسل الربوع تجيك عند سؤالها يأبى الفناء يرى فناس عامراً ... ويدوم نقص الحال عند كمالها قد أجملت جمل ولكن ضيعت ... إجمالها يوم ارتحال جمالها

532- إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن الأمين أبو إسحاق

532- إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن الأمين أبو إسحاق قرطبي، فقيه توفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة. 533- إبراهيم بن سليمان بن خليفة المالقي فقيه مشهور، توفى بمدينة إشبيلية في ربيع الآخر سنة عشر وخمسمائة وسيق في تابوت إلى مالقة ودفن ببقيعها. من اسمه إسماعيل 534- إسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب أبو الوليد الوزير الكاتب بإشبيلية له ولأبيه قدم في الأدب والرياسة وله شعر كثير يقوله بفضل أدبه، وقد جمع كتاباً في فصل الربيع ومن شعره فيه: أبشر فقد سفر الثرى عن بشره ... وأتاك ينشر ما كوى من نشره متحصناً من حسنه في معقل ... قفل العيون على رعاية زهره فض الربيع ختامه فبدا لنا ... ما كان من سرائه في سره من بعد ما سحب السحاب ذوله ... فيه ودر عليه أنفس دره واشكر لآذار بدائع ما ترى ... من حسن منظره النضير وخيره شهر كأن الحاجب بن محمد ... ألقى عليه مسحة من بشره مات أبو الوليد بن عامر قريباً من سنة أربعين وأربعمائة بإشبيلية. 535- إسماعيل بن محمد بن أبي الفوارس فقيه قرطبي، توفى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. 536- إسماعيل بن محمد بن فورتش السرقسطي توفى بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. 537- إسماعيل بن أحمد الأسلمي القاضي يكنى أبا الوليد ألشي يعرف بابن

538- إسماعيل بن أحمد بن أفرند المغافري

قهرة فقيه محدث، توفى سنة [ ... ] وخمسمائة. 538- إسماعيل بن أحمد بن أفرند المغافري فقيه زاهد فاضل عارف، سمع على أبيه وغيره، توفى في طريق الحجاز في حدود السبعين وخمسمائة، وكتب إلى أن أمشى صحبته إلى الحجاز فمنعتني [أختي] عن ذلك [وكان] أبو محمد عبد الحق المحدث ببجاية يثني عليه، ويقول: إنه لم ير مثله في بابه، وحدثني عنه قال: حدثني في بعض أصحاب أبي رحمه الله قرأ على قبره [بأيالة] من قبلي مرسية حزباً من القرآن ثم قال بعد فراغه منه: يا أبا العباس هذا [الحزب] هديته لك، قال: فهبت على نفحة مسك غشيتني وأقامت معي ساعة ثم انصرفت وهي معي حتى قاربت المدينة منصرفاً من القبر. 539- إسماعيل بن أحمد الحجازي أخبر أبو محمد أنه قدم عليهم القيروان، قال: وكان فاضلاً من أهل العلم والحديث، وذكر أنه سمع منه كتاب محمد بن حارث الخشني في مشايخ القيروان وكتبه عنه ولم يحفظ أسناده فيه. 540- إسماعيل بن إسحق المنادي شاعر قديم مشهور ذكره أبو محمد علي بن أحمد ومن شعره: وما الأخ بالصنو الشقيق وإنما ... أخوك الذي يعطيك حبة قلبه 541- إسماعيل بن أمية من أهل طليطلة، حدث بالأندلس ومات بها سنة ثلاث وثلاثمائة.

542- إسماعيل بن بشر وقيل بشير التجيبي أبو محمد

542- إسماعيل بن بشر وقيل بشير التجيبي أبو محمد أندلسي، من طبقة يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار، ولي الصلاة بالأندلس في إمارة عبد الرحمن بن الجهم وتوفى في أيامه ودفن بمقبرة الربض بقرطبة ذكره أبو سعيد بن يونس. 543- إسماعيل بن بدر بن إسماعيل، أبو بكر شاعر أديب مشهور كان في أيام عبد الرحمن الناصر أثيراً عنده أورد له أحمد بن فرج في الحدائق أشعاراً كثيرة، وأنشد له أبو محمد علي بن أحمد: أناجي حسن رأيك بالأماني ... وأشكو بالتوهم ما شجاني ولي بعسى ولو ولعل روح ... ينفس عن كئيب القلب عاني ومحض هوى بظهر الغيب صاف ... ترى عني به من لا يراني على ذاك الزمان وإن تقضي ... سلام لا يبيد على الزمان كفاني يا مدى أملي بعاد ... تمنى الموت يدد له كفاني 544- إسماعيل بن سهل بن عبد الله بن إسماعيل اليحصبي أبو القاسم من أهل طليطلة، ذكره ابن يونس، وقد ذكرناه الشبهة فيه بعد هذا. 545- إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي أبو محمد القرشي العامري من ولد عامر بن لوي ومن فخذ ابن الرقيات، سمع أبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرطبي بمصر وأبا الحسين محمد بن العباس الحلي مولى هشام بن عبد الملك وجماعة بمصر وبها ولد وكان من أشرافها وعقلائها ومن أهل الدين والتصاون والعناية بالعلم ثقة مأمون قدم أندلس قديماً وكان جاراً للقاضي أبي العباس

546- إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجازي

بن ذكوان بقرطبة ثم سكن إشبيلية سنين كثيرة قبل موت المنصور أبي عامر، ثم [أقام] إلى صدر من الفتنة وسمع من إبراهيم بن [بكر] الموصلي القادم إشبيلية، ومات بها بعد أربعمائة قاله أبو عمر بن عبد البر وقال: إنه كتب عنه. أخبرنا القاضي أبو القاسم عن ابن موهب عن أبي عمر قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بكتاب أبي اسحق بن شعبان في مختصر ما ليس في مختصر ابن عبد الحكم وبكتابه في الأشربة وبكتابه في النساء عن أبي اسحق سماعاً منه. 546- إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجازي يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 547- إسماعيل بن القاسم أبو علي القالي اللغوي ولد بمنار جرد من ديا بكر فنشأ بها ورحل منها إلى العراق، وطلب العلم فدخل في سنة ثلاث وثلاثمائة، سمع من أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر العدوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر محمد بن السمري المعروف بابن السراج وأبي اسحق إبراهيم بن [السري] الزجاج، وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش وأبي عبد الله بإبراهيم بن عرفة نفطويه وأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار المعروف بابن الأنباري، وأبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه وأبي عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد المطرز وغيرهم وقيل إنه كان سمع من أبي يعلي أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، ومال بطبعه إلى اللغة وعلوم الأدب فبرع فيها واستكثر منها، وأقام ببغداد خمساً

وعشرين سنة ثم خرج منها قاصداً إلى المغرب في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ووصل إلى الأندلس في سنة ثلاثين وثلاثمائة في أيام عبد الرحمن الناصر وكان ابنه الأمير أبو العاصي الحكم بن عبد الرحمن من أحب ملوك الأندلس للعلم، وأكثرهم اشتغالاً به، وحرصاً عليه، فتلقاه بالجميل وحظي عنده، وقربه وبالغ في إكرامه، ويقال إنه قد كتب إليه ورغبة في الوفود عليه، واستوطن قرطبة ونشر علمه بها، وكان إماماً فيي علم اللغة متقدماً لها فاستفاد الناس منه وعولوا عليه، واتخذوه حجة فيما نقله، وكانت كتبه على غاية التقييد والضبط والإتقان، وقد ألف في علمه الذي اختص به تواليف مشهورة تدل على سعة روايته وكثرة إشرافه، وأملى كتاباً سماه "النوادر" يشتمل على أخبار وأشعار ولغة، سمع منه جماعة وحدثوا عنه، منهم أبو عبد الله بن الربيع ابن عبد الله التميمي، ولعله آخر من حدث عنه أحمد بن أبان بن سيد ومن روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب مختصر كتاب العين وأخبار النحويين والواضح في النحو، وكان حينئذ إماماً في الأدب، ولكن عرف فضل أبي على فمال إليه، واختص به واستفاد منه وأقر له وقال: سألت أبا علي عن نسبه فقال: أخبرنا إسماعيل بن القاسم بن عبدون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سليمان مولى محمد بن عبد الملك بن مروان، قال: وكان أحفظ زمانه للغة وأرواهم للشعر وأعلمهم بعلل النحو على مذهب البصريين، وأكثرهم تدقيقاً في ذلك، قال: وسألته لم قيل له القالي؟ فقال: لما انحدرنا إلى بغداد كنا في رفقة كان فيها [أهل] قالي قلا وهي قرية من قرى نارجرد وكانوا يكرمون لمكانهم من الثغر، فلما دخلنا بغداد نسبت إليهم لكوني معهم وثبت ذلك علي، قال أبو محمد علي بن أحمد: وقد ذكر كتاب أبى علي المسمى بالنوادر في الأخبار والأشعار

فقال: وهذا الكتاب "ساير" للكتاب الكامل الذي ألفه أبو العباس المبرد ولئن كان كتاب أبي العباس أكثر نحواً وخبراً فإن كتاب أبي علي أكثر لغة وشعراً، قال: ومن كتبه في اللغة "البارع" كان يحتوي على لغة العرب، وكتاب في المقصور والممدود والمهموز، لم يؤلف في بابه مثله، وكان الحكم المستنصر قبل ولايته الأمور وبعد أن صارت إليه، يبعثه على التأليف وينشطه بواسع العطاء، ويشرح صدره بالإفراط في الإكرام، ومات أبو علي بقرطبة في أيام الحكم المستنصر في ربيع الآخر سنة ستة وخمسين وثلاثمائة، وكان مولده سنة ثمان ومائتين وقيل سنة ثمان وثمانين. حكى ذلك غير واحد من شيوخنا وأكثر من يحدث عنه بالمغرب أن يحكي عنه يقول: أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي قال: نسبوه إليها لطول مقامه بها، ووصوله إليهم بها، أخبرني أبو محمد على بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله بن ربيع التميمي قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي قال: أخبرنا أبو معاذ عبدان المتطيب قال: دخلنا يوماً بسر من رأى على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده وقد قلج، فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل إليه فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ثم أقبل علينا فقال: ما تقولون في رجل له شقان؟ أحدهما لما غرز بالمسال ما أحس، والشق الآخر تمر به الذباب فيغوث، وأكثر ما أشكوه الثمانين، ثم أنشدنا أبياتاً من قصيدة عوف بن محلم الحراني قال أبو معاذ: وكان سبب هذه القصيدة أن عوفاً دخل على عبد الله بن طاهر فسلم عليه عبد الله فلم يسمع فأعلم بذلك، فزعموا أنه ارتجل هذه القصيدة فأنشده: يا بن الذي دان له المشرقان ... طرا وقد دان له المغربان إن الثمانين وبلغتها قد ... أحوجت سمعي إلى ترجمان

548- إسماعيل بن موصل بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبي أبو مروان

وبدلتني بالشطاط الجنا ... وكنت كالصعدة تحت السنان [وبدلتني من رباع الفتى ... وهمتي هم الحيان الهدان] وقاربت مني خطا لم يكن ... مقاربات وثقت من عنان وأنشأت بيني وبين الردى ... عناية من غير نسج العنان ولم تدع في لمستمتع ... إلا لساني ويحه من لسان أدعو به الله وأثني به ... على الأمير المصعبي الهجان فقرباني بأبى أنتما ... من وطني قبل اصفرار البنان وقبل [منعاي إلى نسوة ... أوطانها حران والرقتان] 548- إسماعيل بن موصل بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبي أبو مروان من أهل طليطلة: كذا قال أبو سعيد بن يونس، وهو بخط أبي عبد الله الصوري، متقن في نسخته المسموعة من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد المصري، عن أبي الفتح بن مسرور، عن ابن يونس، وفي نسخة أخرى، من كتاب أبي سعيد بن يونس إسماعيل بن سهل بن عبد الله بن إسماعيل اليحصبي، أندلسي يكنى أبا القاسم، ذكره في أهل طليطلة فلا أدري أهو اختلاف في نسبه أم هو غيره. 549- إسماعيل بن مسعود بن سعيد المكناسي يكنى أبا الطاهر فقيه يروى عن الحافظ أبي علي الصدفي وغيره. 550- إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجازي أبو الحسن فقيه.

من اسمه إسحاق

من اسمه إسحاق 551- إسحاق بن إبراهيم بن مسرة من العلماء المذكورين، مات بمدينة طليطلة ليلة السبت لثمان بقين من رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قاله أبو محمد علي بن أحمد. 552- إسحاق بن إبراهيم فقيه توفى بطليطلة سنة أربع وستين وثلاثمائة. 553- إسحاق بن إسماعيل المنادي شاعر أديب، ذكره أبو عامر بن مسلمة وذكر من أخباره أنه حضر مجلساً فيه طبقات من أهل الأدب، فدخل عليهم فتى جميل يكنى بأبي الوليد، وبيده تفاحة غضة فتنافسوا فيها وكلهم يستهديها فقال: لا أهديها إلا لمن استحقها بالتحلية لها، والنظم لمحاسنها، فقال المنادي: هاتها فأنا زعمي بما أردته فيها، فأعطاه إياها وأنشأ يقول بديهة: مجال العين في ورد الخدود ... يذكر طيب جنات الخلود وأطيب فأتمنى النفس إلف ... يجدد وصله بعد الصدود وآرجة من التفاح تزهى ... بطيب النشر والحسن الفريد أقول لها: فضحت المسلك طيباً ... فقالت لي بطيب أبي الوليد هكذا وقع هذا الاسم في هذه الحكاية، وقد تقدم في باب إسماعيل: إسماعيل بن إسحاق المنادي، فلا أدري أهو والد هذا أو ولده، أو قد وقع الغلط في تبديل اسمه والله أعلم. 554- إسحاق بن جابر قرطبي، سمع من يحيى بن يحيى الليثي، مات بالأندلس سنة ثلاث وستين ومائتين. 555- إسحاق بن "ذنابا" بالذال، وقيل بالزاي محدث ولي القضاء بطليطلة ومات بها سنة ثلاث وثلاثمائة.

556- إسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني

556- إسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني أخباري عالم، له كتبا يشتمل على أجزاء كثيرة في أخبار دية من بلاد الأندلس، وحصونها وولاتها، وحروبها وفقهائها وشعرائها، ذكرها أبو محمد علي بن أحمد. 557- إسحاق بن عبد الرحمن أبو عبد الحميد محدث مذكور في أهل سرقسطة، مات قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة. 558- إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي أبو يعقوب أخو عبيد الله، محدث قرطبي، يروى عن أبيه، مات بالأندلس سنة إحدى وستين ومائتين. من اسمه إدريس 559- إدريس بن الهيثم رئيس أديب شاعر مذكور، ذكره أحمد بن فرح، وأنه أنشد أبياتاً أولها: ألا إنما أنسى إذا ما نأيتم ... بأقرب من لاقيته بكم عهدا فقال بديهة: إذا خلصت ريح إلى وقد أتت ... على أرضكم ألقت على كبدي بردا ويوحشني قرب الجميع وإنني ... لتأنس نفسي إن ذكرتكم فردا وما كان قلبي إذ تبديت زيبقاً ... فينبو الهوى عنه ولا حجراً صلدا فقدتك فقداني لنفسي فلو أتى ... عليها حمام ما وجدت لها فقدا 560- إدريس بن اليمان أبو علي شاعر جليل عالم، ينتجع الملوك فينفق عليهم، ذكره أبو عامر بن شهيد فنسبه إلى بلده فقال اليابسي: وينسبه آخرون فيقولون الشبيني لأن الغالب على بلده شجرة

من اسمه أيوب

الشبين وهي شجرة الصنوبر، ومما يستحسن له من صفة الدرق قوله أنشده الحميدي، وقال: إنه أدرك زمانه ولم يره: إلى موقحة الأبشار من درق ... يكاد منها صفا الفولاذ ينفطر مرتنات ولكن كلما قرعت ... تأنث الرمح والصمصامة الذكر وله من قصيدة طويلة يمدح بها إقبال الدولة على بن مجاهد العامري: ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح خفت فكادت تستطير بما حوت ... إن الجسوم تخف بالأرواح وله يعيب إنساناً: نوالك من مخ رأس الظليم ... وعقلك من ذئب الثعلب. [وحظك من كل معنى بديع ... كحظ النميري من زينب] وشعره كثير مجموع، ولم يكن بعد ابن دراج من يجري عندهم مجراه. من اسمه أيوب 561- أيوب بن سليمان بن صالح بن هشام، وقيل هشام بن عريب بن عبد الجبار بن محمد بن أيوب بن سليمان بن صالح بن السمح المعافري، أبو صالح أندلسي، محدث قرطبي، روى عن أبي زيد عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى المعافري، روى عنه أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن الأندلسي، مات بها سنة واحد وثلاثمائة. 562- أيوب ابن أخت موسى بن نصير كان بالأندلس في سنة، لما قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير، أمير

563- أيوب بن سليمان بن حكم بن عبد الله

فاجتمعت وجوه القبائل على تقديم أيوب بعده [أميراً ومانعاً في الانتثار] ذكره عبد الرحمن بن الحكم في تاريخه. 563- أيوب بن سليمان بن حكم بن عبد الله قرطبي توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة. 564- أيوب بن سليمان بن نصر بن منصور بن كامل المري من مرة غطفان محدث أندلسي، روى عن أبيه وعن بقي بن مخلد، مات بالأندلس سنة عشرين وثلاثمائة وقد ذكره عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب "التخليص" لما اتفق في اللفظ والخط من الأسماء" ما الذي ذكرنا قبله في أول الباب إلا أنه لم يمد في نسبها. من اسمه أبان 565- أبان بن مزيق روى عنه يحيى بن سليمان بن هلال بن فطرة. 566- أبان بن عثمان بن سعيد بن بشر شذوني، توفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. 567- أبان بن عيسى بن دينار يروى عن يحيى بن وافد الغافقي من الفقهاء الصالحين، يروى عن أبيه، أندلسي مات بها سنة اثنتين وستين ومائتين روى عنه محمد بن وضاح، ومحمد بن عمر بن لبابة. أخبرنا أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني قال: أخبرني أحمد بن خليل قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر بن لبابة قال: أخبرنا أبان بن عيسى بن دينار وقد سمعت محمد غير مرة يقول: لم أنظر قط إلى وجه أبان إلا ذكرت الموت ورفع به جداً عن أبيه عيسى بن دينار عن بن القاسم عن مالك عن ابن شهاب قال: "دعوا السنة تمضي لا تعرضوا لها بالرأي".

من اسمه أسد

من اسمه أسد 568- أسد بن الحارث أندلسي مولى خولان، رحل وسمع من أصبغ بن الفرج ويحيى بن بكير ذكره محمد بن حارث الخشني. 569- أسد بن عبد الرحمن السبئي أندلسي روى عن أبي مسلم مكحول بن سهراب الدمشقي مولى هذيل وعن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ولي قضاء كورة إلبيرة في إمارة عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وكان حياً سنة خمسين ومائة قاله الخشني أيضاً. من اسمه أسلم 570- أسلم بن أحمد بن سعيد بن القاضي بن أسلم بن عبد العزيز بن هاشم أبو الحسن له أدب وشعر من أهل بيت علم وجلالة وله كتاب معروف في أغاني زرياب وكان زرياب عند الملوك بالأندلس كالموصلي وغيره من المشهورين، برز في صناعته، وتقدم فيها ونفذ بها وله طرائق تنسب إليه، وأسلم هذا هو الذي ذكرنا قصته مع أحمد بن كليب. 571- أسلم بن عبد العزيز بن هاشم بن عبد الله، بن الحسن بن الجعد بن أسلم بن الجعد بن عمرو مولى عمرو بن عثمان بن عفان وقيل: هو أسلم بن عبد العزيز بن هاشم بن خالد بن عبد الله بن خالد بن عبد الله بن حسن بن الجعد بن أسلم بن أبان بن عمرو، مولى عمرو بن عثمان بن عفان وهذا أصلح والله أعلم. يكنى أبا الجعد، ولي قضاء الجماعة بالأندلس لعبد الرحمن الناصر، وكانت له رحلة روى

من اسمه أصبغ

فيها عن يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصدفي وأبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو المزني، وأبي محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي المؤذن صاحب الشافعي رحمه الله وسمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيره، وله سماع بالأندلس من بقي بن مخلد، ومحمد بن عبد السلام الخشني وقاسم بن محمد وغيرهم. وكان خليلاً من القضاة، ثقة من الرواة يميل إلى مذهب الشافعي، مات في يوم السبت وقيل يوم الأربعاء بقين من رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة وهو أخو أبي خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم، روى عنه جماعة منهم خالد بن سعد. أخيراً أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا عبد الرحمن الكنائي قال: أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد قال: قال لي مسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي وأحمد بن خالد ومحمد بن قاسم بن محمد: رأينا بقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وقاسم بن محمد يرفعون أيديهم في الصلاة عند كل خفض ورفع، وقال أسلم: رأيت المزبي والربيع بن سليمان يرفعان أيديهما عند كل خفض ورفع في الصلاة. من اسمه أصبغ 572- أصبغ بن الخليل أندلسي روى عن الغاز بن قيس، ويحيى بن مضر ويحيى بن يحيى الليثي، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين. 573- أصبغ بن راشد بن أصبغ اللخمي أبو القاسم من أهل أشبيلية فقيه محدث، رحل إلى القيروان فتفقه على أبي أحمد عبد الله بن أبي زيد بن عبد الرحمن النفزي، وأبي الحسن علي بن محمد بن خلف

574- أصبغ بن سيد أبو الحسن

القابسي، وسمع منهما ومن غيرهما هنالك وبالحجاز، سمع منه الحميدي وحدثه بالرسالة والمختصر، لابن أبي زيد عنه في سنة خمس وعشرين أو نحوها، ومات هنالك قريباً من أربعين وأربعمائة. 574- أصبغ بن سيد أبو الحسن شاعر أديب من أهل إشبيلية [قال الحميدي] : رأيته قبل الخمسين وأربعمائة، ومات قريباً من ذلك ومن شعره في صفة القلم: مذل ينم إلى العيون إذا بكى ... بسرائر الأفكار والأطراق بغريب نطق لم يبنه منطق ... وقطار دمع لم تدله مآق نضر إذا سحت دموع شباته ... ضحكت ثغور الصحف والأفراق يهدي الحاية هنية ولربما ... وضع السيوف مواضع الأطواق 575- أصبغ بن ملك بن موسى زاهد فاضل قرطبي توفى سنة أربع وثلاثمائة. 576- أصبغ بن محمد أبو القاسم قرطبي أزدي كان إماماً في حفظ الرأي وعلم المسائل، دقيق النظر، زكي المختبر توفى في صفر سنة خمس وخمسمائة. أفراد الأسماء 557- أفيض بن مهاجر العاملي الريي من أهل ريه مشهور كان على طريقة حسنة وأجمل مذهب، ذكره محمد بن حارث الخشني الأندلسي في تاريخه. 578- أسامة بن صخر بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عيسى بن حبيب الحجري سرقسطي محدث، رحل في طلب العلم وعنى به، وكانت وفاته بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين.

579- أغلب بن شعبيب الجيابي

579- أغلب بن شعبيب الجيابي شاعر مقدم سكن قرطبة، وكان من شعراء عبد الرحمن الناصر ومن بعده، ذكره أبو محمد علي بن أحمد في الشعراء المقدمين ومن شعره: رب يوم قصدت فيه إلى الله ... وحولي جماعة شطار فنزلنا على بساط من النور ... أنيق لم تغن في التجار روضة كالسماء الوناً لرائيها ... ولكن نجومها نوار [تزرع اللحظ في زروع] وماء ... وعروش كأنها الأبكار [فكأن] الرياض إذ نحن فيها ... [جنة الخلد حلها] الأبرار 580- أمية بن غالب الموروردي، أبو العاص أديب شاعر مشهور في الدولة العامرية ومن شعره يعارض أبا عمر يوسف بن هارون في قوله: غدا يرحلون فيا يوم رسلك ... كن بالظلام بطيء اللحاق ويا دمع عيني سد الطريق ... وأفرغ عليهم نجيع المآق ويا نفسي جهنم من أمام ... وقابلهم بنسيم احتراق ويا هم نفسي بهم كن ظلاما ... وقيدهم عن نوى وانطلاق ويا ليل [من] بعد ذا إن ظفرت ... بالصبح فاقذف به في وثاق سيدرون كيف يبينون عني ... إلا على جهة الاستراق

581- الأسعد بن بليطة القرطبي

فعارضه الموروري فقال: أعدوا غداً لبكور الفراق ... ولم يعلموا ذا هوى بانطلاق فنم الرغاء بإعدادهم ... وجمع الركاب دليل افتراق أسروا نوى البين في ليلهم ... وأظهره الصبح قبل انفلاق ويوم الفراق على قبحه ... يذكر ذا الشوق حسن التلاق سأقطع عنهم سلوك السبيل ... وأكشف للبين عن شر ساق وأجعل دون النوى عرضة ... تكون حديثاً لأهل العراق برعد زفيري وبرق احتراقي ... وليل يداجي غيوم اشتياقي فتنطبق الأرض من سبلها ... على طبق الأرض أي انطباق فلا يستطيعون من وجهة ... بغير استراق ولا باستراق ويبقى الحبيب على صونه ... وآمن منهم عذاب الفراق 581- الأسعد بن بليطة القرطبي شاعر مذكور أنشد الشريف أبو بكر أحمد بن سليمان الروائي: قال أنشدني ابن الأسعد لنفسه: لو كنت شاهدنا عشية [أمسنا ... والمزن تبكينا بعيني مذنب] والشمس قد مت [أديم شعاعها ... في الأرض تجنح غير إن لم تغرب] خلت الرذاذ به برادة فضة ... قد غربت من فوق [نطع] مذهب

582- العز بن محمد بن بقنة أبو تميم

وله في سمج بين مليحين: أما ترى الدهر بما قد أتى ... من حسن هذين وهذا السمج كدرتي عقد على ثغرة ... بينهما واسطة من سبج وأنشد له: أأبيت منك بحسرة وتشوق ... وتبيت خلو القلب عن متعشق وتلذ تعذيبي كأنك خلتني ... عودا فليس يطيب ما لم يحرق توفى في حدود أربعين وأربعمائة: 582- العز بن محمد بن بقنة أبو تميم أديب حافظ من أهل بيت وزارة وجلالة، يروى عن أبي القاسم بن الأفليلي وغيره، يروى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العاصي [شيخ القاضي] أبى القاسم وغيره توفى رحمة الله في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. 583- الطيب بن محمد بن هارون العتقي مرسى فقيه، توفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

باب الباء

باب الباء من اسمه بقى 584- بقى بن مخلد، أبو عبد الرحمن من حفاظ المحدثين، وأئمة الدين، والزهاد الصالحين. رحل إلى المشرق فروى عن الأئمة، وأعلام السنة منهم الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعات أعلام يزيدون على المائتين، وكتب المصنفات الكبار، والمنثور الكثير وبالغ في الجمع والرواية، ورجع إلى الأندلس فملأها علماً جما وألف كتباً حسانا تدل على احتفاله واستكثاره. قال أبو محمد علي بن أحمد فمن مصنفات أبي عبد الرحمن بقى بن مخلد كتابه في تفسير القرآن فهو الكتاب الذي أقطع قطعاً لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم فروى فيه عن ثلاثمائة وألف صاحب ونيف، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه، وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله فيه في الحديث وجودة شيوخه فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلاً ليس فيهم عشرة ضعفاء وسائرهم أعلام مشاهير.

ومنها مصنفه في فتاوى الصحابة والتابعين [ومن دونهم أربى فيه] على مصنف أبي بكر بن أبي شيبه، ومصنف عبد الرزاق بن همام، ومصنف سعيد بن منصور وغيرها وانتظم علماً عظيماً [لم يقع في] شيء من هذه فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام ولا نظير. وكان مخيراً لا يقلد أحداً، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل، وجارياً في مضمار أبي عبد الله البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبي الرحمن النسائي رحمه الله عليهم هذا آخر كلام أبي محمد. قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: إن بقى بن مخلد، مات بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين، وقال أبو الحسن الدارقطني في المختلف: إنه مات سنة ثلاث وسبعين. وقد تقدم في اسم محمد بن عبد الله بن قاسم الزاهد أن الأمير عبد الله بن محمد شاور الفقهاء وفيهم بقى بن مخلد في قتل الزنديق، فصح كونه حياً في أيام عبد الله، وكانت ولايته في سنة خمسة وسبعين وتمادت إلى الثلاثمائة هكذا أخيراً أبو محمد فيما جمعه من ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس، وهذا شاهد لصحة قول أبي سعيد والله أعلم. روى عن بقى بن مخلد جماعة منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي. وأحمد بن خالد بن يزيد ومحمد بن قاسم بن محمد والحسن بن سعد بن إدريس بن رزين البربري الكتامي من أهل المغرب، وعلي بن عبد القادر بن أبي شيبة الأندلسي، وعبد الله بن يونس المرادي، وكان مختصاً

585- بقى بن العاص

به مكثراً عنه، وعنه انتشرت كتبه الكبار ولعله آخر من حدث عنه من أصحابه. أخبرني أبو الثناء حماد بن هبة الله عن بن خيرون عن الحافظ أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت همزة بن يوسف إلهي يقول: سمعت أبا الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول: سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى بقى بن مخلد فقالت له: إن ابني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة، ولا أقدر على بيعها فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فإنه ليس لي ليل ولا نهار ولا نوم ولا قرار فقال: [نعم] انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله. قال: وأطرق الشيخ وحرك شفتيه، قال: فلبثنا مدة فجاءت المرأة وابنها معها وأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالماً، وله حديث يحدثك به فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم فيخرجنا إلى الصحراء للخدمة، ثم يردنا وعلينا قيودنا، فبينما نحن نجيء من العمل مع صاحبه الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض [ووصف اليوم] والساعة فوافق والوقت الذي جاءت المرأة، ودعا الشيخ، فنهض الذي كان يحفظني وصاح علي وقال: كسرت القيد فقلت: لا إلا أنه سقط من رجلي، قال: وأخبر صاحبه فأحضر الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي، فتحيروا في أمري فدعوا هناك رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة قلت نعم: فقالوا: وافي دعاؤها الإجابة. وقالوا: أطلقك الله فلا يمكننا تقييدك فزودوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين. 585- بقى بن العاص محدث أندلسي

من اسمه بكر

مات بها سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. *** من اسمه بكر 586- بكر بن سوادة بن ثمامة الجذامي أبو ثمامة كان فقيهاً مفتياً من التابعين [روى عن بعض] الصحابة، عن سهل بن سعد الساعدي، وأبي ثور الفهمي وسفيان بن الخولاني وروى عن التابعين عن سعيد بن المسيب، وأبي سملة بن عبد الرحمن، ومحمد بن شهاب الزهري وغيرهم، قيل إنه غرق في مجاز الأندلس سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل إنه مات بأفريقية في أيام هشام بن عبد الملك والله أعلم. 587- بكر بن داود ألبيري محدث ذكره أبو سعيد بن يونس. 588- بكر بن عيسى بن أحمد الكندي الجياني أبو جعفر توفى بقرطبة سنة أربع وخمسين وأربعمائة. 589- بكر الأعمى أديب شاعر، ذكر أحمد بن هشام المرواني ولم ينسبه، وقال: إن من شعره في ابن أرقم المؤدب: قلب الزمان فجاء بالمقلوب ... وتظاهرت آيات كل عجيب لا تيأسن من الوزارة بعد ما ... نال ابن أرقم خطة التأديب *** من اسمه بشر 590- بشر بن جنادة أبو عبد الله محدث سمع من سحنون بن سعيد، سكن الأندلس، أصله من البربر، ومات بها في أيام الأمير عبد الله بن محمد. 591- بشر بن محمد أبو الحسن

أفراد الأسماء

محدث زاهد فاضل توفى بمرسية سن [ ... ] وخمسمائة. *** أفراد الأسماء 592- بلج بن بشر القيسي شجاع فارس كان والياً على طنجة وما والاها، فتكاثرت عليه عساكر خوارج البربر هنا فولى منهرماً إلى الأندلس في جماعة من أصحابه فلما وصل إليها ادعى ولايتها وشهد له بعض المنهزمين معه وكان الأمير حينئذ بالأندلس عبد الملك بن قطن فوق في ذلك اختلاف وفتنة إلى أن ظفر بلج بعبد الملك فسجنه ثم قتله ومات بعده بشهر أو نحوه في سنة خمس وستين ومائة ويقال إنه "قتل" هناك ذكره عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. 593- بيبش بن عبد الله بن بيبش أبو بكر القاضي بشاطبة فقيه محدث عارف عدل في أحكامه مؤيد فيها، معان على تغيير المنكر صحبته فحمدته، توفى بعد الثمانين وخمسمائة. 594- بحير بن عبد الرحمن بن بحير بن ريسان بن اليثوب بن سعدان بن عمرو بن فهد بن شمر بن حسان بن بريم بن يحمد بن يقدد بن ينوف بن لهيعة ابن شرحبيل ذي الكلاع بن معدي كرب بن يزيد بن تبع بن حسان بن أسعد بن كرب وهو تبع الأكبر كلاعي دخل الأندلس وقتل بها وله أخبار، وقد حكي عنه، وجده بحير بن ريسان من قدم مصر في أيام معاوية بن أبي سفيان وغزا المغرب، ورجع إلى مصر فسكنها ذكره أبو سعيد بن يونس. 595- بجيج بن خراش أندلسي قاله أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد بن

596- البراء بن عبد الملك الباجي، أبو عمرو الوزير

إبراهيم الحضرمي فيما أخبرني عنه أبو اسحق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري وذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب فقال: هو من أهل المغرب وقال: هو وبجيج بالباء المعجمة بواحدة بين الجيمين وحكاه عن الصوري أبي عبد الله عن الحضرمي قال: وهو من أهل تورز ثم انتقل عنها إلى مدينة بنقزوة من أعمال القيروان، ومات بها سنة ست وتسعين ومائتين كنيته أبو سعيد روى عن محمد بن سحنون، روى عنه أبو العرب محمد بن أحمد بن محمد بن تميم التميمي الأغلبي من بني الأغلب أمراء إفريقية من أنفسهم وإنما ذكرناه لقول الحضرمي فيه أندلسي في هذه الرواية عنه [ولعله] وهم منه والله أعلم. 596- البراء بن عبد الملك الباجي، أبو عمرو الوزير من أهل الأدب والفضل أخبر عنه أبو محمد علي بن أحمد. 597- بشار الأعمى كان نحوياً أستاذاً في العربية شيخاً من شيوخ الأدب وكان في ناحية الموفق مجاهداً ابن عبد الله العامري ومنقطعاً إليه وله مع أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي [نادرة مذكورة] قال الحميدي: أخبرني بها أبو محمد عبد الله بن عثمان الفقيه قال: لما ورد أبو العلاء [دانية] وافداً على [الأمير الموفق] وكان يوصف بسرعة الجواب [فيما يسأل] عنه قال بشار للموفق: أيها الأمير أتريد أن أفضح أبا العلاء بحضرتك في حرف من الغريب لم يسمع قط فقال له الموفق: الرأي لك، ألا تتعرض له فإنه سريع الجواب، وربما أتى بما تكره، فأبى إلا أن يفعل، فلما اجتمعوا عنده واحتفل المجلس قال بشار: أبا العلاء. قال: لبيك: قال: حرف من الغريب، قال: قل. قال: ما "الجرنفل" في كلام العرب قال: ففطن له أبو العلاء فأطرق ثم أسرع فقال: هو الذي يفعل [بنساء العميان لا يكنى] ولا

598- باقي بن أحمد أبو الحسن

يكون الجرنفل [جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى] غيرهن قال: فخجل بشار وانكسر وضحك من كان حاضراً، وتعجب وقال له الموفق: قد خشيت عليك مثل هذا أو كما قال: 598- باقي بن أحمد أبو الحسن أديب شاعر مجيد محسن أنشدت من شعره مما كتب به إلى الفتح: الدهر لولاك ما رقت سجاياه ... والمجد لفظ عرفنا منك معناه كان العلي والنهي سراً تضمنه ... صدر الزمان فلما لحت أفشاه آيات فضلك تتلوها وتكتبها ... في صحفة البدر ما أبدى محياه فأنت عضب وكف الدهر ضاربة ... تنبو الخطوب ولا تنبو غراراه 599- باقي بن أبي عامر يحيى بن بشتغير يكنى أبا الحسن من أهل الورقة روى عن أبي علي الصدفي. ***

باب التاء

باب التاء من اسمه تمام 600- تمام بن غالب بن عمر المعروف بابن التياني أبو غالب المرسي كان إماماً في اللغة وثقة في إيرادها مذكوراً بالديانة والعفة والورع وله كتاب مشهور جمعه في اللغة لم يؤلف مثله اختصاراً وإكثاراً وله فيه قصة تدل على فضله مضافاً إلى علمه، اخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن الفرضي: أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري وجه إلى تمام بن غالب أيام غلبته على مرسية وأبو غالب ساكن بها ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير وأبي من ذلك ولم يفتح في هذا باباً ألبتة وقال: والله لو بذلك لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب فإني لم أجمعه له خاصة لكن لكل طالب عامة فأعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها وأعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها، توفى أبو غالب تمام سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وفيها مات أبو الجيش [المجاهد] الموفق بدانية يروى عن عبد الوارث بن سفين عن قاسم عن بان قتيبة يروى عنه حاتم بن محمد وغيره. 601- تمام بن موهب القبري من أهل قبرة ذكره محمد بن حارث الخشني.

باب الثاء

باب الثاء من اسمه ثابت 602- ثابت بن محمد الجرجاني العدوي أبو الفتوح قدم الأندلس سنة ستة وأربعمائة وتوفى سنة واحد وثلاثين وأربعمائة، وكان مع الموفق أبي الجيش في غزوته سردانية ثم رجع وجال في أقطار الأندلس، وبلغ إلى ثغورها، ولقي ملوكها وكان إماماً في العربية متمكناً في علم الأدب [مذكوراً] بالتقدم في علم المنطق دخل بغداد وأقام بها في الطلب وأملى بالأندلس [كتاباً] في "شرح كتاب الجمل" للزجاجي [رأيت] شيئاً [منه] أخبرني أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرني أبو عمرو البراء بن عبد الملك الباجي قال: لما ورد أبو الفتوح الجرجاني الأندلس كان أول من لقي من ملوكها الأمير الموفق أبو الجيش مجاهد العامري، فأكرمه وبالغ في بره، فسأله يوماً عن رفيق له: من هذا معك؟ فقال: رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان قال أبو محمد: ثم لقيت بعد ذلك أبا الفتوح فأخبرني عن بعض شيوخه: أن ابن الأعرابي رأى في مجلسه رجلين يتحدثان فقال لأحدهما: من أين أنت؟ فقال: من أسبيجاب وقال للآخر: من أين أنت؟ قال: من الأندلس، فعجب ابن الأعرابي، وأنشد البيت المتقدم ثم أنشدني تمامها. نزلنا على قيسية يمنية ... لها نسب في الصالحين هجان

603- ثابت بن حزم جد ثابت بن قاسم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العوفي من غطفان أبو القاسم

فقالت: وأرخت جانب الستر دوننا ... لأية أرض أم من الرجلان؟ فقالت لها: أما رفيقي فقومه ... تميم وأما أسرتي فيماني رفيقان شتى ألف الدهر بينا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان 603- ثابت بن حزم جد ثابت بن قاسم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العوفي من غطفان أبو القاسم محدث سرقسطي، ولي القضاء بها، وله رحلة وطلب. مات بالأندلس سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وقيل: سنة ثلاث عشرة وتوفي ابنه قاسم قبله بإحدى عشرة سنة، سنة اثنتين وثلاثمائة. 604- ثابت بن نذير وقيل نذير بفتح النون أندلسي محدث، مات بها سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. 605- ثابت بن قاسم بن ثابت السرقسطي محدث لغوي عالم روى كتاب غريب الحديث الذي لأبيه عنه قال الحميدي: وقد رأيت من ينسب الكتاب إلى ثابت ولعله من أجل روايته إياه وزياداته فيه نسبه إليه وإلا فالكتاب من تأليف قاسم بن ثابت أبيه قال: هكذا قال لنا أبو محمد علي بن أحمد وغيره وأما الكتاب الذي نقلت منه وكان أصل شيخي القاضي أبي القاسم عبد الله بن محمد فإن نسبة الكتاب في الترجمة ثابتة لثابت، وقد رأيت في بعض النسخ كتاب "الدلائل" لثابت رواية أبيه قاسم عنه، وكان بعض أشياخي يقول: إن قاسماً روى هذا الكتاب عن أبيه وأن المؤلف ألفه بمصر والله أعلم، وهو كتاب مفيد ذكر فيه ما لم يذكر أبو عبيد ولا الخطابي وأورد فيه من اللغة ما لم يورده أحد من أهل الأغربة. روى عن ثابت بن العباس بن عمرو الصقلي. توفى ثابت بن قاسم سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ***

اسم مفرد

اسم مفرد 606- ثعلبة بن سلامة الجذامي كان من أمراء العساكر التي لقيت خوارج البربر بنواحي طنجة وانهزم إلى الأندلس مع بلج بن بشر وجماعة من أهل الشام وأثاروا الفتن فيها، حتى قتل عبد الملك بن قطن الأمير بالأندلس، وزاد اضطراب إلى أن ورد أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي والياً من قبل حنظلة بن أبي صفوان أمير إفريقية، فجمع الكلمة واستظهر على من أثار الفتنة، ففرق جموعهم وأخرج ثعلبة بن سلامة ومن معه في سفينة إلى إفريقية، ذكره عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. 607- ثوابة بن سلامة الجذامي قال الطبري وغيره، ولي الأندلسي بعد خلع أبي الخطار وأقام وإليها سنة وأشهراً، وتوفى في عقب سنة ثمان وعشرين ومائة [فأرادت اليمن أن "تعل" أبا الخطار وأبت ذلك مصر] .

باب الجيم

باب الجيم من اسمه جعفر 608- جعفر بن محمد بن الربيع المعافري أبو القاسم أندلسي [روى] عن أبي محمد [عبد الله] بن إسماعيل بن حرب الأندلسي الحافظ، حدث في الغربة، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي، وقع لنا حديثه في اجتماع مالك مع سفيان بن عيينة. 609- جفعر بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى الشنتمري أبو الفضل حفيد الأعلم، توفى سنة سبع وأربعين وخمسمائة. 610- جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن أشراف الجذامي أبو الفضل نزيل برجة، فقيه مشهور، توفى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. 611- جعفر بن أبي علي إسماعيل القالي أديب شاعر، من شعره في المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر من كلمة طويلة: كتيبة للشيب جالت تبتغي ... قتل الشباب ففر كالمذعور فكأن هذا جيش كل مثلث ... وكأن تلك كتيبة المنصور 612- جعفر بن يوسف الكاتب روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي وغيره أخباراً وأشعاراً، حدث عنه أبو محمد بن حزم وغيره. 613- جعفر بن يحيى بن إبراهيم بن مزين مولى رملة بنت عثمان بن عفان أندلسي، روى عن أبيه وعن محمد بن وضاح

614- جعفر بن عثمان أبو الحسن الوزير الحاجب المعروف بابن المصحفي

وغيرهما، وكان فقيهاً مقدماً، مات بالأندلس سنة إحدى وتسعين ومائتين. 614- جعفر بن عثمان أبو الحسن الوزير الحاجب المعروف بابن المصحفي كان من أهل العلم والأدب البارع، وله شعر كثير رفيع يدل على طبعه وسعة أدبه، وكان الوزير الناظر في الأمور قبل المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، ثم قوي المنصور بصبح وتعويلها عليه وتغلب، فنكب جعفراً ومات في تلك النكبة. أنشد له أبو محمد بن حزم: يا ذا الذي أودعني سره ... لا ترج أن تسمعه منى لم أجره بعدك في خاطري ... كأنه ما مر في أذني وله: أجاري الزمان على حاله ... مجاراة نفسي لأنفاسها إذا نفس صاعد شفها ... توارت به دون خلاسها وإن عكفت نكبة للزمان ... عكفت بصدري على رأسها 615- جعفر بن عبد الله جحاف بن يمن قاضي بلنسية ورئيسها وآخر القضاة من بني جحاف بها، أحرقه القنبيطور لعنه الله سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. 616- جعفر بن إبراهيم بن أحمد بن حسن بن سعيد بن أحمد بن حسن أبو الحسن بن الحاج من أهل بيت الجلالة ووزارة وفضل وكرم، ممن نسك وعف وأمسك عن الشهوات وكف، وكان مقدماً في النثر والنظم، وزاد انطباعاً في طريقة الزهد، رأيت لابنه أبي محمد رسالة

كتبها إلى ابن عم أبي الزاهد الفاضل أبي جعفر أحمد بن عبد الملك الضبي لم يسبق إليها نطق فيها عن حال شهر بها ما أودعه فيها من عليف الإشارات، ورموز المقال، وكان في آخر عمره يركب الحمار ولا يخلد إلى سكن ولا دار، ولم يزل يصحب ابن عم أبي إلى أن توفى، وكان له عوناً على سلوك الطريق، ولم يزالا معاً في حق وتحقيق فمن شعره قبل الرجوع إلى ربه: لي صاحب عميت على شؤونه ... حركاته مجهولة وسكونه يرتاب بالأمر الخفي توهما ... وإذا تحقق نازعته ظنونه ما زلت أحفظه على شرقي به=كالشب تكرهه وأنت تصونه وله في مثل ذلك: أشهد عيني ونام في جذل ... مدرك حظ سعى إلى أجل دنياه مقصورة عليه مما ... يطروها طاير لدى أمال قد لفقت بالمحال فاجتمعت ... من خدع جمة ومن حيل كم محنة قد بليت منه بها ... [لم يبل منه بها فتى] قبلي وله في ذلك: أخب لي كنت منه [ ... ... ... ] هو السم الزعاف لشاربيه ... وإن أبدى لك الرأي المشورا ويوسعني أذى فأزيد حلما ... كما جذ الذبال فزاد نورا وله: عجباً لمن طلب المحامد ... وهو يمنع ما لديه

ولباسط آماله في المج ... د لم يبسط يديه لم لا أحب الضيف أو ... أرتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه ... عندي ويمدحني عليه وله: كل من تهوى صديق ممحض ... لك ما لا تتقى أو ترتجى فإذا حاولت نصراً أو جدا ... لم تقف إلا بباب مرتج وله في معذر: أبا جعفر مات فيك الجما ... ل فأظهر خدك لبس الحداد وقد كان ينيت زهر الريا ... ض فأصبح ينبت شوك القتاد ابن لي متى كان بدر التما ... م يدرك بالكون أو بالفساد وهل كنت في الملك من عبد ... شمس فيأتي عليك ظهور السواد وله يعاتب المعتمد لما أجرى مرتبه على يدي ابن ماض: عدمت بصيرتي وسداد رأيي ... ولوعا بالحديث المستفاض وصرت مؤملاً أملاك حمص ... ورود إليهم مسهولة الحياض وردناها فألفينا أموراً ... مصرفة على يد ابن ماض كأن رئيسها الأعلى يتيم ... يدور عليه منه حكم قاض وأن من الغرائب أن مثلى ... يحل بهم فيرحل غير راض 617- جعفر بن محمد بن مكي أبو

من اسمه جابر

عبد الله وهو حفيد مكي المقرئ، فقيه أديب لغوي متقن، أقرأ بالمرية مدة. حدثني عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وغيره. من اسمه جابر 618- جابر بن إدريس الباهلي أبو القاسم فقيه أندلس مات بمصر يوم الاثنين ليوم بقي من شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائتين. 619- جابر بن [زياد من أهل طليطلة مات] قريباً من سنة ثلاثمائة. 620- جابر بن سفيان بن أبي إدريس الباهلي أندلسي وهو ابن أخي جابر بن أبي إدريس وكان شاهداً. 621- جابر بن فتحون محدث أندلسي يروى عن يحيى بن إبراهيم بن مزين، بالأندلس سنة ثمان وثلاثمائة. 622- جابر بن غيث من أهل لبلة يكنى أبا مالك كان عالماً بالعربية مشهوراً بالفضل، استجلبه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده فكان سبب سكناه بقرطبة، توفى سنة تسع وتسعين ومائتين. من اسمه جمهور 623- جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغفار بن أبي عبد أبو الحزم الوزير وهو الذي صار إليه تدبير أمر قرطبة بعد خلع هشام بن محمد المعتد بالله وكان موصفاً بالفضل مقدماً في الدهاء والعقل، وقد ذكرناه وذكرنا سيرته لما صار إليه التدبير عند ذكر هشام بن محمد المعتد بالله. 624- جهور بن محمد أبو محمد التجيبي المعروف بابن الفلو رئيس شاعر كثير القول أديب وافر الأدب كان بالمرية ومن شعره:

625- جهور بن أبي عبده أبو الحزم الوزير

قلت يوماً لدار قوم تفانوا ... أين سكانك الكرام علينا؟ فأجابت هنا أقاموا قليلاً ... ثم ساروا وليست أعلم أينا 625- جهور بن أبي عبده أبو الحزم الوزير ذكره أحمد بن فرح وأورد له أبياتاً في تفضيلي الورد منها: الورد أحسن ما رأت عين وأزكى ... ما سقى ماء السحاب الجائد خضعت نواوير الرياض لحسنه ... فتدللت تنقاد وهي شوارد وإذا تبدى الورد في أغصانه ... ذلوا فذا ميت وهذا حاسد وإذا أتى وفد الربيع مبشراً ... بطلوع صفحته فنعم الوافد ليس المبشر كالمبشر باسمه ... خبر عليه من النبوة شاهد وإذا تعرى الورد من أوراقه ... بقيت عوارفه فهن خوالد أفراد الأسماء 626- جعونة بن الصهة أبو الأجرب الكلابي من قدماء شعراء الأندلس ذكره أبو محمد على بن أحمد فقال: وإذا أبا الأجرب جعونة بن الصهة لم نبار به إلا جريراً والفرزدق لكونه في عصره ولو أنصف لاستشهد بشعره وهو جار على أوائل مذاهب العرب لا على طريق المحدثين، هذا آخر كلامه فيه، ومن شعره: ولقد أراني من هوى بمنزل ... عال ورأسي ذو غدير أفرع

627- جزي بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

والعيش أغيد ساقط أفنانه ... والماء أطيبه لنا والمرتع 627- جزي بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يروى عن أخيه زبان بن عبد العزيز عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، روى عنه موسى بن علي بن رباح ومعاوية بن صالح الحمصي قاضي الأندلس، هرب جزي إلى الأندلسي من بني العباس وبها مات، وكان قد حضر الوقعة مع مروان بن محمد ليلة بوصير في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة فسلم وهرب مع من هرب، ويقال إن الذين حضر الوقعة وسلم هو جزي بن زبان بن عبد العزيز. قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: وهذا عندي أصح والله أعلم. 628- جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر الطليطلي فقيه محدث يروى عن أبي محمد بن عباس وأحمد بن الحسن الشيرازي وأبي القاسم علي بن محمد التيمي، يروى عنه أبو عامر محمد بن أحمد بن إسماعيل القاضي الطليطلي شيخ ابن النعمة. 629- الجعد بن أسلم بن عبد العزيز بن هاشم أندلسي مذكور. 630- جحاف بن يمن قاضي بلنسية، ولاه أمير المؤمنين الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد القضاء بها محدث، استشهد بالأندلس في غزو الروم في غزوة الخندق سنة سبع وعشرين وثلاثمائة هنالك، وله هناك عقب يتداولون القضاء، ومنهم من رأس بها وغلب عليها إلى أن كان آخرهم القاضي أبو أحمد جعفر بن عبد الله بن جعفر بن جحاف بن يمن المتقدم الذكر الذي أحرقه القنبيطور لعنه الله حسبما قدمنا ذكره.

باب الحاء

باب الحاء من اسمه الحسن 631- الحسن بن حسان أبو علي المعروف بالسناط شاعر مشهور مقدم مكثر كان في أيام عبد الرحمن الناصر ومن مدائحه في أبي عثمان سعيد بن المنذر قصيدة أولها: غزالية العينين وردية الخد ... كثبية الردفين غصنية القد [ثنت بتثنيها التقى عن التقي ... وحد تصديها الرشيد] عن الرشد لها ناظر يعدو على القلب لحظه ... وخد على لحظ النواظر يستعدى تزانى عيون الناظرين إذا رنت ... بعين لها تزني وتعفى من الحد 632- الحسين بن حفص أبو علي أندلسي حدث في الغربة عن أبي عبد الله بن الحسين بن عبد الله المفلحي، لقيه بالأهواز حدث عنه بنيسابور أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف بن أحمد المغربي نزيل نيسابور. 633- الحسن بن حضرون أبو علي أديب شاعر أنشد له الحميدي وقال شاهدته في أيام الشبيبة وأنشدني: وما زالت الأيام تلحظني شزرا ... وتركب بي في سيرها الصعب والوعرا وقد كان يومي عندكمن بعض ساعة ... فأصبح يومي عند فقدكم شهرا وقد قلت لما هيدج الشوق ذكركم ... وأضرم من في جوانحي الجمرا كما قال غيلان لفقدان مية ... وقد أصبحت منها الديار معا فقرا وليس بطوع كان منى فراقكم ... ولكن ريب الدهر أخرجني قسرا 634- الحسن بن شرحبيل محدث من أهل بطليوس مات في أيام الأمير عبد الله بن محمد بالأندلس.

635- الحسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد بن عبيد الله بن بشير بن أبي صمرة بن ربيعة بن مذحج الزبيدي

635- الحسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد بن عبيد الله بن بشير بن أبي صمرة بن ربيعة بن مذحج الزبيدي سمع بالأندلس من عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ومن غيره ورحل وسمع، وكانت وفاته بالأندلس قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة قال الحميدي: وقد سمعت من يقول إنه والد أبي بكر بن الحسن النحوي مؤلف كتاب "الواضح" ويشبه أن يكون ذلك والله أعلم، توفى في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. 636- الحسن بن يعقوب البجاني أبو علي من أهل المرية فقيه مشهور يروى عن سعيد بن فحلون يروى عنه حاتم بن محمد. 637- الحسن بن يحيى بن إبراهيم بن مزين قرطبي محدث مات بها قبل الثمانين ومائتين. 638- الحسن بن محمد الكاتب أبو الوليد يعرف بابن الفراء شيخ من شيوخ أهل الأدب قال الحميدي: رأيته في مجلس أبي محمد علي بن أحمد مراراً، وقد أنشدنا عن أبي عمر بن دراج وأبي عامر بن شهيد، ومن قبلهما وغاب عني خبره بعد الأربعين وأربعمائة وكان شيخاً كبيراً، قال الحميدي: أنشدني أبو الوليد بن الفراء لأبي عامر بن شهيد في ابن وهب. سيان عندي جئت أو لم تجئ ... سخط عند والردى واحد إن غبت لم توحش وإن [جئ ... ت فأنت في إخواننا زائد] يا من إذا أبصرته مقبلا ... قلت له ما أنجب الوالد قال: وأخبرني أبو الوليد قال: حضرت عند عمي، وعند أبو عمر القسطلي وأبو عبد الله المعيطي فقال المعيطي: مروع فيك كل يوم ... محتمل فيك كل لوم يا غايتي في المنى وسؤالي ... ملكت رقى بغير سوم

639- الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر الهوزني الإشبيلي

فأعجبنا بهذين البيتين فقال أبو عمر أنا أضيف إليهما ثالثاً لا يتأخر عنهما ثم قال: تركت قلبي بغير صبر ... فيك وعين بغير نوم قال: فسررنا بقوله وقلنا: لا تتم القطعة إلا به. 639- الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر الهوزني الإشبيلي فقيه عارف من أهل بيت بيت جلالة، توفى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وسنة الثمانون أو نحوها، روى عنه الحافظ أبو بكر بن العربي وهو خال أبي بكر، مختصر القراءات، تهذيب أبي حفص عمر أبيه حدثه به عن أبيه عمر. 640- الحسن بن أيوب الحداد قرطبي، فقيه، مشهور، كان في زمانه أول أهل الفتيا بقرطبة، توفى سنة خمس وعشرين وأربعمائة. 641- الحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ يروى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم وغيره. 642- حسن بن عبد ربه البجلي، القاضي الصقلي فقيه أصولي محدث، يروى عن أبي بكر بن عبد الباقي، وغيره، توفى [ ... ] ثمانين وخمسمائة بجيان. من اسمه الحسين 643- الحسين بن محمد بن أحمد الغساني أبو علي إمام محدث حافظ عالم بالرجال، وله كتاب "تقييد المهمل وتمييز المشكل"، وهو كتاب مفيد يروى عن العذري أبي العباس أحمد بن عمر، وعن حاتم بن محمد، وسراج بن عبد الله بن سراج،

644- حسين بن محمد بن غريب بن محمد بن غريب الأنصاري ثم الطرطوشي أبو علي

وأبي شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب وغيرهم، روى عنه جماعة من الأئمة فيهم كثرة، توفى رحمه الله في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. 644- حسين بن محمد بن غريب بن محمد بن غريب الأنصاري ثم الطرطوشي أبو علي فقيه مقرئ مشهور، خطيب مرسية، كان من المقرئين المجودين، توفى في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وولد في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 645- الحسين بن محمد بن مبشر الأنصاري أبو علي من أهل سرقسطة، مقرئ فاضل، قال أبو علي الصدفي قرأ في جامع سرقسطة نحواً من أربعين عاماً، وكان إماماً في جامعها مدة. سمع أبا ذر وقرأ علي أبي عمرو الداني، وعلي أبي علي الألبيري، ولقي أبا عمر الطلمنكي، يروى عنه أبو علي الصدفي. 646- حسين بن محمد بن نابل يروى عن أبي عمر أحمد بن [ ... ] روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن عتاب. 647- الحسين بن عبد الله بن يعقوب بن الحسين البجاني يروى عن أحمد بن جابر بن عبيدة، وعن سعيد بن فحلون، روى عنه أبو العباس العذرى، وكان حياً سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. 648- الحسين بن علي الفاسي أبو علي من أهل العلم والفضل مع العقيدة الخالصة والنية الجميلة، لم يزل يطلب ويختلف إلى العلماء محتسباً حتى مات، قال أبو محمد بن حزم: قلت له يوماً يا أبا علي متى تنقضي

649- الحسين بن عاصم بن مسلم بن كعب بن محمد بن علقمة بن خباب بن مسلم بن عدي بن مرة الثقفي

[قراءتك على الشيخ؟ وأنا حينئذ أريد] سماع كتاب آخر من ذلك الشيخ، فقال لي: إذا انقضى أجلي. فاستحسنتها منه، قال أبو محمد وكان رحمه الله ناهيك به سرواً وديناً، وعقلاً، وعلماء، وورعاً، وتهذيباً، وحسن خلق. 649- الحسين بن عاصم بن مسلم بن كعب بن محمد بن علقمة بن خباب بن مسلم بن عدي بن مرة الثقفي أندلسي، كان فقيهاً بالأندلس وبها مات، قاله محمد بن حارث. 650- حسين بن عاصم من أهل العلم والأدب له كتاب "المآثر العامرية" في سير المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر وغزواته وأوقاتها، ذكره أبو محمد علي بن أحمد. 651- الحسين بن نابل يروى عن ابن أبي مطر الإسكندراني كتاب محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز في الفقه على مذهب مالك بن أنس، وعنه يروى عمر بن حسين بن نابل عن أبيه عن ابن أبي مطر بن المواز، يرويه أبو عمر بن عبد البر بإجازة من عمر عن أبيه. 652- حسين بنس فتح التكوري من أهل تكور، يكنى أبا علي، سكن إشبيلية "ابن الفرضي"، روى عنه أبو محمد الباجي وأثنى عليه خيراً. 653- الحسين بن الوليد أو القاسم المعروف بابن العريف النحوي إمام في العربية أستاذ في الآداب، مقدم في الشعر له في الآداب مؤلفات، وله كتاب يشتمل على مسائل من النحو اعترض فيها على أبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس النحوي، ذكرها أبو جعفر في كتابه المعروف "بالكافي" كان في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر وممن يحضر مجالسه ويخف عليه واجتماعاته

654- الحسين بن يعقوب البجاني أبو علي

مع أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي مشهورة. أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو خالد بن التراس أن المنصور أبا عامر محمد بن أبي عامر صاحب الأندلس جيء إليه بوردة في مجلس من مجالس أنسه أول ظهور الورد فقال في الوقت أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي، وكان حاضراً يخاطبه فيها: أتتك أبا عامر وردة ... يحاكي لك المسك أنفاسها كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها فاستحسن المنصور ما جاء وتابعه الحاضرون، فحسده أبو القاسم بن العريف وكان ممن حضر المجلس، فقال: هي لعباس بن الأحنف، فناكره صاعد فقام ابن العريف إلى منزله، ووضع أبياتاً وأثبتها في دفتر، وأتى بها قبل افتراق المجلس وهي: عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صرع السكر أناسها فقلت أمار على هجعة ... فقلت بلى فرمت كاسها ومدت إلى وردة كفها ... يحاكي لك المسك أنفاسها كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها رأسها وقالت خف الله تفضحن ... في ابنة عمك عباسها فوليت عنها على غفلة ... وما كانت ناسي ولا ناسها قال: فخجل صاعد وحلف فلم يقبل وافترق المجلس على أن سرقها. 654- الحسين بن يعقوب البجاني أبو علي روى عن سعيد بن فحلون كتاب

655- حسين بن محمد بن حيون بن فياره الصدفي أبو علي المعروف بابن سكرة القاضي

عبد الملك بن حبيب السلمي، روى عنه أبو عمر بن عبد البر والعذري ونسباه إلى جده وهو الحسين بن عبد الله بن يعقوب، أخبرني غير واحد عن ابن موهب عن أبي العباس العذري قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب قال: أخبرنا سعد بن فحلون قال: أخبرنا يوسف بن يحيى المغامي قال: أخبرنا عبد الملك بن حبيب قال: أخبرني بعض أصحاب مالك أنه سأل مالكاً عن رجل باع حراً ثم تاب عن ذلك فما توبته، قال: يطلبه أبداً فإذا يئس منه فليؤد ديته. 655- حسين بن محمد بن حيون بن فياره الصدفي أبو علي المعروف بابن سكرة القاضي إمام محدث زاهد كثير الرواية رحل إلى المشرق ودخل العراق، وروى عن جماعة فيهم كثرة منهم أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبو الفضل أحمد بن أحمد الأصبهاني ومحمد بن أحمد بن عبد الباقي يعرف بابن الخاضة وأبو الطاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار المقرئ الضرير مؤلف كتاب "المستنير في القراءات" وأبو عبد الله الألبيري الكاتب بمصر وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي وأبو بكر الطرطوشي، وروى عن أبي العباس العذري وأبي الحسن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن علي المالكي، وروى عن أبي الوليد الباجي الأندلسي وعن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف. روى عنه جماعة أئمة أعلام فيهم كثرة ولم يكن بشرق الأندلس في وقته مثله في تقييد الحديث وضبطه والعلو في روايته مع دينه وفضله وورعه وزهده. توفى رحمه الله شهيداً في عام أربعة عشر وخمسمائة حدثني عنه ابن عم أبي الوليد أبو جعفر أحمد بن عبد الملك وأبو محمد عبد الحق بن عبد الملك بن بونة فيما كتب به إلى. 656- الحسين بن أبي مروان

657- حسين بن غالب الفقيه الخطيب العارف أبو علي

عبيد الله [ ... ] توفى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وخمسمائة 657- حسين بن غالب الفقيه الخطيب العارف أبو علي توفى في شهر شوال سنة أربع وخمسين وخمسمائة. *** من اسمه حاتم 658- حاتم بن محمد الطرابلسي أبو القاسم فقيه محدث مشهور ثقة ثبت حدث عنه جماعة أعلام منهم: الحافظ أبو علي الغساني وأبو محمد بن عتاب وأبو الوليد بن طريف وأبو الحسن بن مغيث، يروى عن أبي الحسن القابسي عن حمزة بن محمد عن النسائي حدثني شيخي القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد عن ابن مغيث عنه عن القابسي بكتاب بالملخص له وبالسند المذكور بكتاب النسائي عن القابسي عن حمزة عن النسائي، توفى حاتم بن محمد سنة تسع وستين وأربعمائة. 659- حاتم بن عبد الله بن حاتم البزاز أبو بكر الرصافي روى عن أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ وقال: إنه سمع منه بالرصافة بقرطبة في منزله. من اسمه حسان 660- حسان بن عبد السلام السلمي من أهل سرقسطة يروى عن مالك بن أنس، ذكره محمد بن حارث الخشني في كتابه. 661- حسان بن عبد الله بن حسان الأستجي توفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. 662- حسان بن مالك بن أبي عبدة أبو عبدة الوزير من الأئمة في اللغة والأدب ومن أهل بيت جلالة ووزارة، روى عن القاضي أبي العباس أحمد بن عبد الله بن ذكوان مذاكرة، حدث عنه أبو محمد بن حزم وقال: إنه عمل على مثال كتاب أبي السري سهل بن أبي غالب الذي ألف في أيام الرشيد كتاباً سماه بكتاب ربيعة وعقيل. قال أبو محمد: وهو من أصلح ما ألف في هذا المعنى وفيه من أشعاره ثلاثمائة بيت وكان

سبب تأليفه إياه أنه دخل على المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر وبين يديه كتاب أبي السري فعجب به فخرج من عنده وعمل هذا الكتاب [فرغ] منه تأليفاً ونسخاً وتصويراً وجاء به في مثل ذلك اليوم من الجمعة الأخرى وأراه إياه فسر به ووصله عليه، ومن أشعاره فيه. سقى بلداً أهلي به وأقاربي ... [غوادي] أثقال الحيا وروائح وهبت عليهم بالعشى والضحى ... نواسم من برد الظلال فوائح تذكرتهم والناي قد حال دونهم ... ولم أنس لكن أوقد القلب لافح ومما شحاني هاتف فوق أيكة ... [ينوح] ولم أعلم بما هو [نافح] فقلت أتئد يكفيك أني نازح ... وأن الذي أهواه عني نازح ولي صبية مثل الفراخ [بقفرة] مضى ... حاضناها فاطحتها الطوائح إذا عصبت ريح أقامت رؤوسها ... فلم تلقها إلا طيور [بوارح] فمن لصغار بعد فقد أبيهم ... سوى سانح في الدهر لو عن [سانح] وأنشد له أبو محمد علي بن أحمد وقال: أنه كتب إلى المستظهر عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر المسمى بالخلافة أيام الفتنة: إذا غبت لم [أحضر وإن جئت] لم أسل ... فسيان منى مشهد ومغيب فأصبحت تيميا وما كنت قبلها ... لتيم ولكن الشبيه نسيب أشار في هذا البيت إلى قول الشاعر: ويقضى الأمر حين تغيب تيم ... ولا يستأذنون وهم شهود مات أبو عبدة اللغوي عن سن عالية قبل العشرين [وثلاثمائة] .

663- حسان بن يسار الهذلي

663- حسان بن يسار الهذلي ولي القضاء بالأندلس في أيام الأمير عبد الرحمن بن معاوية وبها مات. من اسمه حفص 664- حفص بن عبد السلام السلمي سرقسطي روى عن مالك بن أنس، بالأندلس قريباً من سنة مائتين. 665- حفص بن عمر بن يحيى بن سليمان بن عيسى الخولاني وقيل هو حفص بن عمرو بن نجيح بن سليمان بن عيسى إلبيري روى عن محمد بن أحمد العتبي ويحيى بن إبراهيم بن مزين ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم، مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 666 ... حفص بن محمد بن حفص اللوقي التميمي: سمع من فضل بن سلمة ببجاية ولازمه، وسمع بقرطبة من عبيد الله بن يحيى وغيره، توفى سنة خمسة وعشرين وثلاثمائة. من اسمه حامد 667- حامد بن أخطل بن أبي العريض التغلبي أبو الحضر إلبيري جليل ثقة سمع من العتبي وابن مزين، ورحل فسمع في الرحلة، وهو مذكور بفضل وزهد وورع، مات بالأندلس سنة ثمانين ومائتين. 668- حامد بن سمحون له تصرف في البلاغة وكتاب في البديع ذكره أبو عامر بن شهيد وأثنى عليه. من اسمه حزم 669- حزم الأحمر أبو وهب محدث أندلسي، مات بها سنة خمس وثلاثمائة. 670- حزم بن وهب بن عبد الكريم أبو وهب محدث أندلسي، مات بمصر في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

من اسمه حيوة

من اسمه حيوة 671- حيوة بن عباد اللخمي، وقيل العجيبي قرطبي ذكره أبو سعيد بن يونس. 672- حيوة بن الملاس الحضرمي من ناقلة حمص، وكان من أهل الفل الذين سلموا من عسكر كلثوم بن عياض المعنق، وهو أحد النفر الثمانين الذين قاموا بأمر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، حين دخل الأندلس، وتعصبوا معه حتى خلص له الأمر، وفيه يقول عبد الرحمن بن معاوية: ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا غاب عنها حيوة بن الملامس أخو السيف يقرى الضيف حقاً يراه ... ما عليه وينفي الضيم عن كل يائس من اسمه حبيب 673- حبيب بن أحمد محدث فقيه، يروى عن إبراهيم بن محمد بن باز المعروف بابن القزاز، روى عنه أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور، وأبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي. 674- حبيب بن أحمد الشطجيري شاعر من أعيان أهل الأدب مشهور من أهل قرطبة أدرك أيام الحكم المستنصر، وبلغ سناً عالية، وله من قطعة قالها في كبره: الحمد لله على ما قضى ... فكل ما يقضي ففيه الرضا قد كنت ذا أيد وذا قوة ... فاليوم لا أستطيع أن أنهضا فوضت أمري للذي لم يضع ... من أحسن الظن ومن فوضا توفى قريباً من الثلاثين وأربعمائة، وهو الذي جمع ديوان شعر يحيى بن حكم ورتبه على الحروف.

675- حبيب بن أبي عبيدة، واسم أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري

675- حبيب بن أبي عبيدة، واسم أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري من وجوه أصحاب موسى بن نصير الذين دخلوا معه الأندلس، وبقي بعده فيها مع وجوه القبائل إلى أن خرج منها مع من خرج برأس عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى سليمان بن عبد الملك، ثم رجع حبيب بن أبي عبيدة بعد ذلك إلى نواحي إفريقية، وولي العساكر في قتال الخوارج من البربر، ثم قتل في تلك الحروب سنة ثلاث وعشرين ومائة كذا قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وقال أبو سعيد بن يونس: توفى سنة أربع وعشرين ومائة وثبت اسمه في كتاب "الصلح" الذي كتبه عبد العزيز بن موسى بن نصير لتدمير بن غبدوش الذي سميت باسم تدمير إذ كان ملكها، ونسخة ذلك الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من عبد العزيز بن موسى بن نصير لتدمير بن غبدوش أنه نزل على الصلح، وأن له عهد الله وذمته وذمة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا يقدم له ولا لأحد من أصحابه ولا يؤخر ولا ينزع عن ملكه، وأنهم لا يقتلون ولا يسبون ولا يفرق بينهم وبين أولادهم ولا نسائهم ولا يكرهوا على دينهم، ولا تحرق كنائسهم، ولا ينزع عن ملكه ما تعبد ونصح وأدى الذي اشترطنا عليه وأنه صالح على سبع مدائن: أو ريوالة، وبلنتلة، ولقنت، وموله، وبقسره، وأية ولورقة، وأنه لا يؤدي لنا إبقاء ولا يؤوي لنا عدواً، ولا يخيف لنا آمنا، ولا يكتم خير عدو علمه، وأن عليه وعلى أصحابه ديناراً كل سنة، وأربعة أمداد قمح وأربعة أمداد شعير، وأربعة أقساط طلاء وأربعة أقساط خل وقسطي عسل، وقسطي زيت، وعلى العبد نصف ذلك. شهد على ذلك عثمان بن أبي عبدة القرشي وحبيب بن أبي عبيدة بن ميسرة الفهري، وأبو قائم الهذلي، وكتب في رجب سنة أربع وتسعين من الهجرة.

686- حبيب بن عامر أبو عبد الله ذو الوزارتين

686- حبيب بن عامر أبو عبد الله ذو الوزارتين كان أيضاً فاضلاً مذكوراً بغير نوع من المكارم، وكان رئيساً جليلاً بإشبيلية أيام بني عباد. أفراد الأسماء 677- حمام بن أحمد محدث قرطبي يروى عن عبد الله بن محمد الباجي حدث عنه أبو محمد علي بن أحمد. 678- حمدون بن عمر القيسي أبو شاكر قرطبي فقيه له حظ من الأدب والشعر. يروى عن عبد الرحمن بن مروان القنازعي القرطبي قال الحميدي: قرأنا عليه قال: وسمعته ينشد لنفسه في صفة قلم العالم. قلم حد شباه ... لكتاب العلم خاص طائع لله جل الل ... هـ للشيطان عاص كلما خط سطوراً=بمعاني العلم غاص مات بعد الثلاثين وأربعمائة. 679- حيان بن خلف بن حسين بن حيان أبو مروان القرطبي صاحب التاريخ الكبير في أخبار الأندلس وملوكها، وله حظ من العلم والبيان وصدق الإيراد، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه. 680- الحارث بن سابق مولى بعد الرحمن بن معاوية يكنى أبا عمرو رحل وسمع من ابن كنانة المديني صاحب مالك بن أنس، وكان رجلاً صالحاً مات في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم بالأندلس ذكره محمد بن حارث الخشني.

682- حوشب بن سلمة

682- حوشب بن سلمة طليطلي منسوب إلى بلدته ولي قضاءها، ومات بها في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن. 683- حمدون بن الصباح بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة أبو هارون العتقي من أهل الأندلس، مات في سنة سبع وتسعين ومائتين. 684- حماد بن عمار الزاهد أبو محمد فقيه جليل قرطبي. يروى عن ابن أبي زيد الفقيه، وعن حسين بن محمد بن نابل وغيرهما يروى عنه حاتم بن محمد الطرابلسي وغيره. 685- حمدين بن محمد بن حمدين القاضي بقرطبة فقيه من أهل بيت رئاسة وجلالة. توفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. كان قد بويع بقرطبة، وتسمى بالمنصور بالله ثم خلع، ثم ردت ودامت ولايته إلى أن مات بغرناطة. 686- حسام بن ضرار الكلبي ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الأسدي، فقال أبو الخطار الكلبي: هو الحسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم بن جعول بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب شاعر فارس وهو قائل: فليت ابن جواس يخبر أنني ... سعيت به سعي امرئ غير غافل قتلت به تسعين يحسب أنهم ... جذوع نخيل صرعت بالمسائل ولو كانت الموتى تباع اشتريته ... بكفي وما استثنيت منها أناملي وذكره الكلبي في جمهرة النسب، فقال حسام بن ضرار الكلبي من بني جثيم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحرث بن حصين بن ضمضم عدي بن جنادب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن شور بن كلب بن وبرة يكنى حسام أبا الخطار كان أمير الأندلس وليها بعد قتل أميرها عبد الملك

بن قطن، وبعد الاختلاف الواقع في الأمر بعده في أيام هشام بن عبد الملك من قبل حنظلة بن أبي صفوان أمير إفريقية وما والاها فوردها في وقت فتنة، وقد افترق أهلا على أربع أمراء، فدانت الأندلس له وخمدت الفتنة به وفرق جموعها وأخرج عنها من كان سببها، وكان أبو الخطار من أشراف قبيلته المذكورين منهم، وقد حضر القتال في أيام فتوح المسلمين إفريقية، وكان فارس الناس بها وهو الذي يقول: أفادت بنو مروان قيساً دماءنا ... وفى الله إن لم يعدلوا حكم العدل كأنكم لم تشهدوا مرج راهط ... ولم تعلموا من كان ثم [له] الفضل [وقيناكم حر القنا بنفوسنا ... وليس لكم خيل سوانا ولا رجل] فلما رأيتم واقد الحرب قد خبا ... وطاب لكم فيها المشارب والأكل تغافلتم عنا كأن لم تكن لكم ... صديقاً وأنتم ما علمت لها فعل فلا تعجلوا إن دارت الحرب دورة ... وزلت عن المهواة بالقدم النعل وذكر الطبري أن أبا الخطار قال: [الشعر] يعرض فيه بيوم مرج راهط، وما كان من بلائه مع مروان بن الحكم وقيام القيسية مع [الضحاك بن] قيس الفهري علي مروان، وأن شعره هذا بلغ هشام بن عبد الملك، فسأل عنه، فأعلم أنه رجل من كلب، فكتب إلى حنظلة بن صفوان، وكان قد ولاه إفريقية في سنة أربع وعشرين ومائة، أن يولى أبا الخطار الأندلس، فدخل قرطبة يوم الجمعة، وألفى ثعلبة بن سلامة واليها قد أبرز ألف أسير من البربر كان أسرهم ليقتلهم، والناس قد تجمعوا لمشاهدة ذلك فكان دهول أبي الخطاب [ ... ] لاستحيائهم، فرفع إليه ثعلبة

687-=حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد، وقيل نهد بن قنان، وقيل قيان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر الشبئي وهو الصنعاني، يكنى أبا رشدين

الأسرى، وتخلى له عن الأسرى، وخرج ثعلبة متوجهاً إلى المشرق في يومه ذلك. 687-=حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد، وقيل نهد بن قنان، وقيل قيان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر الشبئي وهو الصنعاني، يكنى أبا رشدين نزل عليه بأفريقية سنة خمسين [فحفظ] له ذلك. روى عن الصحابة عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس وأبي الدرداء وفضالة بن عبيد ورويفع بن ثابت، وقال البخاري في حنش بن عبد الله السبئي: سمع فضالة، ورويفع بن ثابت، وقال زيد بن حباب بن حنش بن علي عن ابن عباس، روى عنه قيس بن الحجاج وأبو مرزوق وحلاج. وخالد بن أبي عمران يعد في المصريين الصنعاني، وقال ابن عيسى: أخبرنا ابن وهب عن عبد الأعلى بن الحجاج عن أخيه قيس بن الحجاج عن حنش بن عبد الله أن ابن عباس قال له: إن استطعت أن تلقى الله وسيفك حليته حديد فافعل، هذا آخر كلام البخاري، فقد جعل حنش بن عبد الله حنش بن علي، وجعلهما رجلاً واحداً، وجعل الخلف في اسم أبيه وقيل عن الذي يروى عن فضالة بن عبيد هو حنش بن علي الصنعاني

من صنعاء الشام قرية بدمشق يقال لها صنعاء، وأبو الأشعث الصنعاني منها أيضاً، قال علي بن المديني، ولهذا ظن قوم أن حنش بن عبد الله من صنعاء الشام لا من صنعاء اليمن، وأن الاختلاف في اسم أبيه واسمه واحد، وقد وجدنا حنشين آخرين عن علي رضي الله عنه أحدهما: حنش بن المعتمر صاحب علي، وحنش بن ربيعة الذي صلى خلف على صلاة الكسوف، ذكرهما على بني المديني، وقال البخاري: حنش بن المعتمر أبو المعتمر الصنعاني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة سمع علياً. روى عنه سماك والحكم بن عتيبة الكوفي يتكلمون في حديثه هذا منتهى كلام البخاري، فقد جعل الاثنين اللذين ذكرهما علي بن المديني واحداً وجعل الخلف في اسم أبيه والله أعلم. قال الحميدي: والأظهر في حنش الذي ابتدأنا بذكره وذكرنا الاختلاف فيه أنه ابن عبد الله، وقد ذكروه كذلك تواريخ مصر، حققوا نسبه في رواياتهم، وذكروا مشاهدة وتصرفه وانتقاله، وهم أعلم بمن ملك بلادهم، وتصرف في جهاتهم، وسكن في أعمالهم، وكان من عمالهم. حدث عن حنش بن عبد الله ابنه الحارث، والحارث بن يزيد وسلامان بن عامر، وعامر بن يحيى، وسيار بن عبد الرحمن وأبو مرزوق حبيب بن الشهيد الفقيه مولى عقبة بن بحبرة بن حارثة التجيبي مصري من ساكني طرابلس الغرب وقيس ابن الحجاج، وخالد بن أبي عمران، وربيعة بن سليم المصري مولى عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية التجيبي، وعبد العزيز بن أبي الصعبة، وهو أول من ولي عشور إفريقية في الإسلام، ومات بإفريقية سنة مائة، ذكره غيره واحد منهم أبو سعيد بن يونس، وقال: إن له بمصر عقباً من ولد سلمة بن سعيد

688- الحر بن عبد الرحمن القيسي

بن منصور بن حنش، وذكر أبو علي الغساني، قال: يقال أنه مات بسرقسطة من بلاد الأندلس، وقبره بها معروف، ويقال: أن قبره وقبر موسى بن علي بن رباح في موضع واحد عند باب القبلة خارج المدينة قرب السور، وأن الباجي رحمه الله عند كونه بسرقسطة وقف عليهما وبمقربة منهما قبر أبي عمر بن محمد بن دراج. 688- الحر بن عبد الرحمن القيسي كان أمير الأندلس، ثم عزل عنها بعنبسة بن سحيم سنة ست ومائة. 689- حديدة بن الغمر محدث وشقي له رحلة وطلب. مات بالأندلسي سنة ثلاثمائة ذكره أبو سعيد بن يونس ذكره في المؤتلف والمختلف. 690- حجاج بن قاسم بن محمد بن هشام الرعيني يعرف بالمأموني السبتي فقيه محدث رحل وحدث عن أبي ذر الهروي، وغيره، توفى سنة واحد وثمانين وأربعمائة روى عنه محمد بن سليمان بن أخت غانم. 691- حي بن [مظهر] ألبيري محدث سمع في بلده سعيد بن نمر ومحبوب بن قطن وغيرهما، ومات بالأندلس سنة ست وثلاثمائة. 692- أديب شاعر محسن أنشدت من شعره قصيدة أولها ألاحت وللظلماء من دونها سدل ... عقيقة برق مثلها ما انتضى النصل أطارت سناها في دجاها كأنه ... تبلج خد حفة فاحم جثل لدى ليلة رومية حبشية ... تغازلنا من [ ... ] شهل

باب الخاء

باب الخاء من اسمه خالد 693- خالد بن أيوب أبو عبد السلام محدث من أهل وشقة ذكره ابن ويونس. 694- خالد بن زكريا الوادي آشى فقيه محدث كانت له رحلة ورواية. 695- خالد بن سعد إمام من أئمة الحديث، روى عن محمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد بن يزيد، ومحمد بن الدليل بن محمد، وعثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيد وسعد بن معاذ، ومحمد بن قاسم بن محمد ومحمد بن فطيس الألبيري، ومحمد بن مسور، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن عمرو بن منصور وغيرهم وكان مكثراً، روى عنه جماعة منهم: أحمد بن خليل، وقاسم بن محمد بن قاسم المعروف بابن عسلون. أخبرنا أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مسلمة قال: أخبرني أحمد بن خليل قال: قال لنا خالد بن سعد، وقد ذكر حديث "لا ضرر ولا ضرار" لم يصح مسنداً، قال وقد ذاكر فيه أحمد بن خالد، وقال لي: لعله وقع عندك مسنداً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنكتبه عنك، فقلت: لا أخبرنا القاضي أبو القاسم عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو محمد قاسم بن محمد قاسم بمسند ابن سنجر عن خالد بن سعد بن أحمد بن عمرو بن منصور اللبيري عن ابن سنجر. 696- خالد بن وهب محدث أندلسي مولى لبني تيم يعر بابن صعر ذكره أبو سعيد. *** من اسمه خلف 697- خلف بن أحمد يعرف بابن جعفر قال أبو عمر بن عبد البر: هو من موالي بني أمية، وكان من ألزم الناس لأحمد

698- خلف بن أحمد بن خلف الرحوي أبو بكر

بن مطرف بن عبد الرحمن المعروف بابن المشاط صاحب الصلاة، ولأحمد بن سعيد بن حزم صاحب التاريخ في الرجال، ولما سأل الحكم المستنصر أحمد بن مطرف عن من يلازمه من أحدث قرطبة ممن يصلح أن يؤمل لحال رفيعة أشار به، وكان أحد رجال القاضي محمد بن يبقى بن زرب العدول، سمع من أحمد بن سعيد تاريخه الكبر في التعديل والتجريح. قال أبو عمر: لم أجده كاملاً عند أحد من رواته غيره، ولم يكمل إلا له ولأحمد بن محمد الإشبيلي الرجل الصالح المعروف بابن الحرار فيما ذكروا والله أعلم. 698- خلف بن أحمد بن خلف الرحوي أبو بكر فقيه مشهور طليطلي، يروى عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه روى عنه حاتم بن محمد. 699- خلف بن أيوب بن فرج شاعر كان في حدود الخمسين وثلاثمائة أو نحوها ومن مدائحه في سعيد بن المنذر الأموي قوله: إذا خففت أعلامه خففت لها ... قلوب ذوي الإلحاد تحت الترائب وإن ناشب الحرب العدا لقي الردى ... مناشبه عجلان في حال ناشب هو البحر لا ملح أجاج مذاقه ... ولكنه بحر لذيذ المشارب إذا ما نبا الهندي أصلت منصلاً ... من الرأي لا تثنيه فجأة نائب 700- خلف بن أحمد [بن بطال البكري] أبو القاسم فقيه، مولده في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. 701- خلف بن إبراهيم خطيب مقرئ يكنى أبا القاسم يروى عنه عبد الرحيم بن محمد وغيره، توفى سنة إحدى

702- خلف بن بسيل الفريشي

عشر وخمسمائة ومولده سنة سبع وعشرين وأربعمائة. 702- خلف بن بسيل الفريشي من أهل فريش من أرض الأندلس مذكور بفضل وطلب، مات بها سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 703- خلف بن رضا شاعر أديب، كان في أيام بني أبي عامر رأيت من شعره إلى الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم مع خشف أهداه إليه. ليس بإتحافي ولو أنني ... أهديت نفسي كنت أجزيكا ولا على قدرك أهدي الذي ... أهدى ومن ذا طامع فيكا لكنني أعرض نفسي على الذي ال ... معهود عندي من أياديكا وهاك من أشبه من ظالمي ... لحظا إذا ما هم يرنوكا يبدي لنا إن ريع جيد الذي ... أصبح فيه الستر مهتوكا وإن أردت الصدا وقسته ... به فناهيك وناهيكا فجدد النعمة عندي بأن ... يكون في قبضك مملوكا 704- خلف بن حامد بن الفرج بن كنانة الكناني كان قاضي شذونة في أيام عبد الرحمن الناصر محدث مذكور بفضل. 705- خلف بن خلف بن محمد بن الأنقر سرقسطي، توفى سنة أربع عشرة وخمسمائة. 706- خلف بن سعيد المنبي منسوب إلى جهة بالأندلس يقال لها: "منية عجب" وقال فيه الرشاطي في كتابه: إنه ينسب إلى "منية" بقرطبة محدث،

707- خلف بن سليمان بن فتحون الأوريوالي

مات بالأندلس شهيداً سنة خمس وثلاثمائة. سمع من إبراهيم بن محمد بن باز، ومحمد بن وضاح، وكان فاضلاً كثير التلاوة للقرآن، يحكى أنه كان يختم القرآن في كل ليلة ذكرة ابن يونس. 707- خلف بن سليمان بن فتحون الأوريوالي فقيه عارف فاضل ورع، وقد ذكرناه عند ذكر ابنه محمد، ذكر تآليفه في الوثائق الذي لم يسبق إليه، كان قاضياً بشاطبة، ثم ولي قضاء "دانية" ثم استعفى فأعفى، فلزم الانقباض. فكان لا يخرج من منزله إلا إلى الجمعة، وكان يصرم الدهر، فقالت له خالته، وهي جدة أبي محمد الرشاطي أم أبيه في ذلك، فقال: كان أبي رحمه الله في آخر عمره التزم صيام الدهر، فلما توفى رأيت أن أرث ذلك عنه، فقالت له خالته: أنت الذي أنت ولدي تصوم وأنا لا أصوم، فالتزمت صيام الدهر من حينئذ إلى أن توفيت. روى عن القاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وصحبه وقرأ عليه بأوريوالة كتاب البخاري مرتين إذ كان قاضياً بها، ولقي بشاطبة أبا الحسن طاهر ابن مفوز وغيره. توفى بأوريوالة في ذي القعدة سنة خمسة وخمسمائة. 708- خلف بن سعيد بن أحمد كان فقيهاً من فقهاء إشبيلية وعبادها، يعرف بابن المنفوخ، روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي وغيره، وجل روايته عن الباجي، روى عنه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ وأثنى عليه. 709- خلف مولى جعفر الفتى أبو سعيد المقرئ بطرطوشة توفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة. 710- خلف بن عبد الله بن مدير فقيه، توفى سنة خمس وتسعين وأربعمائة. 711- خلف بن عيسى بن سعيد الخير أبو الحزم المعروف بابن أبي درهم القاضي من أهل مدينة وشقة محدث له رحلة قال

712- خلف بن عمر بن عيسى الحضرمي أبو القاسم.

الحميدي، ورأيت في نسبة زيادة بخط ابن ابنه القاضي أبي عبد الله يحيى بن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن القاضي أبي الحزم خلف بن عيسى بن سعيد الخير بن أبي درهم بن وليد بن ينفع بن عبد الله التجيبي. سمع بالأندلس أبا عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى بن يحيى بن يحيى وأبا بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز، وأبا زكريا يحيى بن سليمان بن هلال بن بطره وبمصر من أبي محمد الحسن بن رشيق وطبقته. روى عنه أبو الوليد هشام بن سعيد الخير بن فتحون الكاتب حدث عنه بالموطأ رواية يحيى بن يحيى، قال أبو الوليد: قرأته على ابن أبي درهم عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى، عن عم والده عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس المصمودي، وهو الليثي مولى بني ليث عن مالك بن أنس. 712- خلف بن عمر بن عيسى الحضرمي أبو القاسم. قرطبي، توفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة. 713- خلف بن عثمان يعرف بابن النجام من أصحاب أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي، وقد سمع من أبي بكر يحيى بن هذيل، ذكره أبو محمد علي بن أحمد. 714- خلف بن علي أبو سعيد أندلسي حدث ببخاري، حدث عنه بنيسابور أبو الحسين عبد الملك بن الحسين بن ثابت الكازروني. أخبرنا الحافظ أبو المثنى حماد بن هبة الله قال: أنبأنا ابن خيرون قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ قال: أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجستاني: قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الملك بن الحسين الكازروني بنيسابور قال: أخبرنا أبو سعيد خلف بن علي الأندلسي ببخاري قال: سمعت أبا مروان خزز بن

715- خلف بن عباس الزهراوي أبو القاسم

مصعب الأندلسي الغساني ببجانة قال: أخبرنا الفضل بن سلمة قال: أخبرنا أحمد بن داود القيرواني قال: أخبرنا سحنون بن سعيد التنوخي وكان عابداً مستجاب الدعوة، وكان ولي قضاء القيروان قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم العتقي بمصر يقول: بقي مالك بن أنس في بطن أمه ثلاثين شهراً، قال الخطيب أبو بكر: كذا قال لي أبو سعيد خزز بن مصعب، وقال عبد الغني بن سعيد خزز بن معصب بالعين قبل الصاد والله أعلم. 715- خلف بن عباس الزهراوي أبو القاسم من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي بسق فيه علم الطب، وله في كتاب مشهور كثير الفائدة محذوف الفضول سماه كتاب "التصرف لمن عجز عن التأليف" ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه وقال: ولئن قلنا أنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع والجبر لنصدقن، مات بالأندلس بعد الأربعمائة. 716- خلف بن محمد الأنصاري أبو القاسم عرف بابن البراج الرجل الصالح الفاضل، توفى بقرطبة في سنة خمسمائة. 717- خلف بن قاسم بن سهل ويقال أيضاً: ابن سهلون بن أسود أبو القاسم المعروف بابن الدباغ. كان محدثاً مكثراً حافظاً، سمع بالأندلس من يحيى بن زكريا بن الشامة وغيره، ورحل قبل الخمسين والثلاثمائة إلى مصر ومكة والشام، وسمع جماعة منهم: أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي صاحب علي بن عبد العزيز، وأبو أحمد عبد الله ابن محمد بن ناصح بن شجاع المعروف بابن المفسر، وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الورد بن زنجويه البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحرث بن الأبيض القرشي الأطروشي،

وأحمد بن محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي صاحب أحمد بن شعيب النسائي، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي "العقب" الدمشقي وأبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكناني، وأبو محمد الحسن ابن رشيق المصري المعدل، وأبو الحسن محمد بن عثمان بن عرفة بن أبي التمام، إمام جامع مصر صاحب أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن المسور المعروف بابن أبي طنة، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عمرو بن رشد البجلي صاحب أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وأبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الخالق الخطاب بالحاء المهملة، وأحمد بن محبو بن سليمان الفقيه، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي، وأحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بنابن أشتة صاحب كتاب المحبر في القراءات، والحسن بن أبي هلال صاحب النسائي، ولأبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي صاحب ابن مجاهد، [لقيه بمصر] وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم التنيسي المعروف بالجرجيري صاحب بكر [ابن سهل] الدمياطي وأبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمد العبدي، لقيه بمصر وأبو الحسين علي بن العباس بن محمد بن الغفار المعروف بابن ألوان وأبو بكر محمد بن أحمد بن كامل بن الوليد بن صالح بن خروف، وأبو علي عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخصيب، س وأبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم المعلم الجلاب، وأبو نعمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، وعبد الله ابن عمر بن اسحاق بن معمر الجوهري، والسحين بن جعفر الزيات، وأحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الجراد

والسليل بن أحمد السليل صابح محمد بن جرير الطبري مؤلف التاريخ، وأبو علي سعيد بن السكن الحافظ وأبو علي الحسين بن أحمد القطربلي، وأبو إسحاق محمد بن القاسم بن سعبن المالكي المصري، ولأبو الحسن علي بن أحمد بن علي الأنصاري البغدادي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن سهل ابن رزق الله بن بكير الحداد لقيه بمكة وجمع مسند حيدث مالك بن أنس، ومسند حديث شعبة بن الحجاج وأسماء المعروفين بالكنى من الصحابة والتابعين وسائر المحدثين، وكتاب الخائفين وأقضية شريح، وزهد بشر بن الحارث وغير ذلك. روى عنه أبو عمر بن عبد البر الحافظ فأكثر وكان لا يقدم عليه من شيوخه أحداً قال أبو عمر: أما خلف بن القاسم بن سهل الحافظ فشيخ لنا وشيخ لشيوخنا أبي الوليد بن الفرضي وغيره، كتب بالمشرق عن نحو ثلاثمائة رجل، وكان من أعلم الناس برجال الحديث وأكتبهم له، وأجمعهم لذلك وللتواريخ والتفاسير ولم يكن له بصر بالرأي، يعرف بابن الدباغ وهو محدث الأندلس في وقته، وهذا آخر كلام ابن عبد البر. وقد كتب عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي خبراً رواه لنا أبو الثناء حماد بن هبة الله عن ابن خيرون عن الخطيب أبي بكر قال: قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بخطه: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهلون الأندلسي قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زكريات بن الشامة، قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا خالي إبراهيم بن قاسم بن هلال: قال: أخبرنا فطيس السبئي قال: سمعت مالكاً يقول في قول الله عز وجل: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عنيد} قال: يكتب عليهم حتى الأنين في مرضه، توفى أبو القاسم خلف بن قاسم في سنة ثلاث

718- خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد بن الحصان، عرف بابن النحاس

وتسعين وثلاثمائة وقد سكن قرطبة وحدث بها. 718- خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد بن الحصان، عرف بابن النحاس خطيب مقرئ مجود، توفى سنة إحدى عشرة وخمسمائة يكنى أبا القاسم. 719- خلف بن هانئ أبو القاسم حدث بطرطوشة من ثغور الأندلس سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري، سمع سنة ست وأربعين وثلاثمائة، روى عنه القاضي ببلنسية أبو المطرف عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الجحاف المعافري. 720- خلف بن هارون القطيني أديب شاعر، لقي إدريس بن اليمان وغيره، ومن شعره في الفقيه أبى محمد علي بن أحمد على طريقة البستي: يخوض إلى المجد والمكرما ... ت بحار الخطوب وأهوالها [وإن ذكرت] للعلي غاية ... ترقى إليها وأهوى لها 721- خلف بن رزق الأسدي أبو القاسم إمام الفريضة بجامع قرطبة مقرئ مجود توفى [سنة خمس] وثمانين وأربعمائة، وكان مولده عام سبع وأربعمائة. 722- خلف بن يوسف الشنتريني أبو القاسم المشتهر بابن الأبرش كان وحيد عصره في علم اللسان ذا سبق فيه وإحسان، توفى في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث وخمسمائة. *** من اسمه خليل 723- الخليل بن أحمد السبتي، أبو سعيد الفقيه دخل الأندلس وحدث بها سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة عن أبي محمد

724- خليل بن إبراهيم

عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزار المصري، وعن أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الماليني، حدث عنه أبو العباس بن أنس العذري، وذكر أنه قرأ عليه بالمرية بالأندلس في السنة التي ذكرنا. 724- خليل بن إبراهيم محدث أندلسي يروى عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى، كان رجلاً صالحاً، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة، ذكره محمد بن حاثر الخشني. *** من اسمه خطاب 727- خطاب بن أحمد بن خطاب فقيه عارف من أهل مرسية روى عنه الحافظ أبي بكر بن العربي وغيره، وتفقه بقرطبة، وكان ذكياً جالسته كثيراً، توفى قبل الثمانين وخمسمائة. 728- خاطب بن إسماعيل مولى غافق أندلسي محدث، مات بها في سنة سبع وتسعين ومائتين. 729- خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد الإيادي القرموني من أهلها، سكن قرطبة يكنى أبا المغيرة، سمع من محمد بن عمر بن لبابة وقاسم بن أصبغ وغيرهما، ورحل إلى المشرق فسمع بمكة من ابن الأعرابي، وكان فاضلاً مجاب الدعوة ذكره ابن الفرضي، توفى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. أفراد الأسماء 730- خزر بن معصب أبو مروان الغساني البجاني منسوب إلى بجانة من أرض الأندلس بلده، سمع بمصر من

731- خلصة بن موسى بن عمران الريي الزاهد الفاضل يكنى أبا إسحاق

محمد بن زبان وبالأندلس من الفضل بن سلمة، وحدث ببلده. روى عنه أبو سعيد خلف بن علي المتقدم ذكره وقد ذكرنا له خبراُ في ترجمة خلف المذكور إلا أنه قال: خزر بن مصعب بتقديم الصاد، وذكره عبد الغني بن سعيد بتقديم العين، كما ذكرنا أولاً والله أعلم. 731- خلصة بن موسى بن عمران الريي الزاهد الفاضل يكنى أبا إسحاق أصله من رية، وسكن قرطبة وكان ورعاً فاضلاً بالخير، ولم يكن أهل العلم، وكان قد حج ولده رية كورة من كور الأندلس هي بقبلي قرطبة، وشرقي الجزيرة، وهي من الكور المجندة، نزلها جند الأردن من العرب، وهي كثيرة الخيرات والبركات. توفى رحمه الله ليلة الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة ودفن بمقبرة الريض، وصلى عليه القاضي محمد بن يبقى، ذكره ابن الفرضي وقال شهد جنازته ولا أعلمني شهدت أعظم منها حفلاً، وذكر بلده الرشاطي. 732- خازم بن محمد بن خازم المخزومي أبو بكر راوية مسند، مولده سنة عشر وأربعمائة، وتوفى سنة ست وتسعين وأربعمائة. 733- خفاجة بن عبد الرحمن الأسلمي من أهل السن يكنى أبا عمرو فقيه مشاور خطيب عارف، يروى عن أبي الوليد بن الدباغ وغيره توفى سنة [ ... ] 734- خليص بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله العبدري أبو الحسن فقيه محدث عارف يروى عن أبي عمر بن عبد البر، والعذري، والباجي، والسمرقندي، والوقشي وغيرهم، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره وكان من المختصين بأبي عمر، وأكثر الرواية عنه.

باب الدال

باب الدال 735- داود بن جعفر بن أبي صغر مول لبني تيم محدث أندلسي، يرو عن معاوية بن صالح، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ذكره محمد بن حارث. 736- داود بن عبد الله القييسي إشبيلي، سمع يحي بن عبد الله بن بكير وغيره، ومات بالأندلس في آخر أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن. 737- داود بن الهذيل بن منان بالنون الأندلسي روى عن علي بن عبد العزيز، ذكره ابن يونس، وقال: حدثنا عنه عبد الله بن محمد بن حنين الأندلسي، ومات داود بن الهذيل بالأندلس سنة خمس عشرة وثلاثمائة. ومن الأفراد 738- دراس بن إسماعيل الفارسي أبو ميمونة من أهل فاس كان فقيهاً حافظاً، وله رحلة حج فيها، ولقي علي بن عبد الله بن أبي مطر بالإسكندرية، روى عنه أبو الحسن بن القابسي الكفيف، ذكره ابن الفرضي ودخل أبو ميمونة الأندلس وتكرر بها طالباً ومجاهداً سمع منه غير واحد، وتوفى بفاس سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. باب الدال 739- ذو النون أندلسي محدث، روى عنه ابنه سعيد بن ذي النون، مات بالأندلس ذكره سعيد بن يونس، ولم يذكر له نسباً. 740 - ذوالة بن حفص المرواني قرطبي مشهور، توفى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وفيها صرف الحجر الأسود إلى مكة. ***

باب الراء

باب الراء 741- رزين بن معاوية سرقسطي محدث، توف - رحمه الله - سنة أربع وعشرين وخمسمائة بمكة زادها الله شرفاً. بابا الزاي من اسمه زكريا 742- زكريا بن حيون الحضرمي أندلسي، مات بها سنة سبع وتسعين ومائتين. 743- زكريا بن الحطاب بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن حزم الكلبي محدث من أهل طليطلة، ذكره أبو سعيد بن يونس أخبرني غير واحد من أبي محمد الرشاطي، قال أبو يحيى: زكريا بن حطاب الكلبي الطليطلي، رحل إلى المشرق سنة ثلاث وتسعين ومائتين، فسمع بمكة كتاب "النسب" للزبير بن بكار من الجرجاني، وروى موطأ مالك بن أنس برواية أبي مصعب الزهري فكان الناس يدخلون إلى طليطلة للاستماع منه. 744- زكريا بن بكر بن الأشج التاهرتي توفى بقرطبة سنة أربع وعشرين وخمسمائة. 745- زكريا بن خالد بن سماك الصيني من أهل وادي آش، توفى سنة أربع وأربعمائة. 746- زكريا بن سعيد اللاردي أبو يحيى، ويعرف بابن النداف روى بوشقة عن أبي عمر يوسف بن المؤذن، وسمع بقرطبة من

747- زكريا بن عيسى بن عبد الواحد

أحمد بن عبد السلام صاحب الفتيا، ذكره ابن الفرضي. 747- زكريا بن عيسى بن عبد الواحد طليطلي، مات بها سنة أربع وتسعين ومائتين. 748- زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن عبد الرحمن الثقفي أبو يحيى أندلسي سمع من قاسم بن هلال، ذكره محمد بن حارث. 749- زكريا بن يحيى الكلاعي قرطبي مقرئ مجود، توفى سنة إحدى وثلاثمائة. 750- زكريا بن يحيى بن عائذ بن كيسان محدث من أهل طرطوشة ذكره ابن يونس. من اسمه زياد 751- زياد اللخمي وهو زياد شبطون، وشبطون لقب له وهو زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير بن ناشرة بن لودان بن يحيى بن أحطب بن [عبد] ربه بن عمرو بن الحرث بن وائل بن راشدة بن جذيلة بن لخم بن عدي، أبو عبد الله فقيه أهل الأندلس، على مذهب مالك بن أنس، وفي سماع عبد الرحمن بن القاسم سمعت زياداً فقيه أهل الأندلس وهو يسأل مالكاً، وهو أول من أدخل الأندلس فقه مال كبن أنس وكانوا قبل ذلك على مذهب الأوزاعي، مات زيادة بالأندلس سنة ثلاث وقبل سنة تسع وتسعين ومائة، وقال أبو محمد علي بن أحمد: مات سنة أربع ومائتين. 752- زياد بن محمد بن زياد شبطون الفقيه بن عبد الرحمن بن زياد أبو عبد الله روى عن يحيى بن يحيى الليثي، مات بالأندلس سنة ثلاث وسبعين ومائتين. 753- زياد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن الصفار فقيه محدث يروى عن عبد الرحيم بن محمد، توفى سنة ست وعشرين وخمسمائة. 754- زياد بن النابغة التميمي من وجوه الجند الذين دخلوا الأندلس مع موسى بن

من اسمه زبد

نصير وهو الذي تولى قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير أمير الأندلس بعد أبيه حين ثاروا به، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. من اسمه زبد 755- زيد بن بشير أندلسي فقيه على مذهب الكوفيين روى عنه سليمان بن عمران قاضي المغرب، عرفه أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي، وأثنى عليه ذكر ذلك عنه ابن يونس. 756- زيد بن الحباب بن الريان أبو الحسين التميمي العكلي سمع مالك بن مغول وسفيان الثوري وشعبة وسيف بن سليمان ومالك بن أنس وابن أي ذئب ومعاوية بن صالح، روى عنه عبد الله بن وهب ويزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ويحيى بن عبد الحميد الحماني والحسن بن عرفة وعباس بن محمد الدوري، وزيد بن إسماعيل وغيرهم، وقد دخل الأندلس في طلب الحديث على ما قاله أحمد بن حنبل فإنه ذكر زيد بن الحباب، فقال: كان صاحب حديث، كيساً على ما قاله أحمد بن حنبل فإنه ذكر في الحديث وما كان أصبره على [الفقر] كتب عنه بالكوفة وهاهنا وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس، هذا آخر كلام أحمد بن حنبل. وقد اعترض عليه الخطيب أبو بكر بما لا حجة له فيه وإنما هو منه ولا يقضي بالظن على يقين هذا الإمام، توفى أبو الحسين العكلي سنة ثلاث ومائتين وكان ثقة. 757- زيد بن قاصد السكسكي تابعي دخل الأندلس، وحضر فتحها، وأصله من مصر يروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ذكره يعقوب بن سفيان، وأورد له حديثاً.

أفراد الأسماء

أفراد الأسماء 758- زقنون وقيل زقنون بن عبد الواحد محدث أندلسي، مات بها قريباً من سنة ثلاثمائة. 759- زيادة الله بن علي أديب شاعر مكثر، ومن شعره في كتاب الحمام المؤلف للمنصور أبي عام محمد بن أبي عامر. أذكر القلب بالتصابي فحنا ... ساجع في أراكة قد أرنا أخضلت ريشه السماء بطل ... ورأى الروض مونقاً فتغنى غرد بالسرور فازت يداه ... بحبيب عليه لا يتجنى بأبي عامر رأى الدين في الكفر ... على رغم أنفه ما تمنى ملك لم يزل يركض المذكى ... وجهاد العدي مشوقاً معنى 760- زهير بن مالك البلوى أبو كنانة أندلسي فقيه كان يفتي يقول الأوزعي، وكان في عصر عبد الملك بن حبيب السلمي، مات قبل الخمسين ومائتين بعد موت عبد الملك، ذكره بن حارث. 761- زاوي بن مناد بن عطية الله بن المنصور الصنهاجي يكنى أبا بكر القاضي

باب السين

باب السين 762- سليمان بن محمد بن بطال أبو أيوب البطليوسي فقيه مقدم وشاعر محسن كثير الشعر، كان قريباً من الأربعمائة، وله من قصيدة طويلة: نار الصبابة في الضلوع تأججي ... وغمامة الدمع وكيف تبعجي فأرى خلال الغيم مبسم بارق ... كالزند يقدح، أو ضرام العرفج فكأنه من أضلعي متوقد في ... الجو إلا أنه لم يوهج وكأن محبوبي تبسم فوقه ... ليزيد بالإيماض في شجو الشجى ومنظم كالدر لكن زانه فلج ... ونظم الدر غير مفلج أشكو إليه بضيق حالي مثلما ... يشكو إلى الدايات ضيق الدملج وأذوب إشفاقاً على خديه أن ... تعدو العيون عليهما فتضرج لطمت لحر البين صفحة وجهها ... فتعوضت من وردها ببنفسج فلثمتها ومزجت ريقة ثغرها ... بدموعها ووددت أن لم أمزج 763- سليمان بن محمد بن سليمان أبو أيوب شذوني، توفى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. 764- سليمان بن محمد المهري الصقلي من أهل العلم والأدب والشعر، قدم الأندلس بعد الأربعين وأربعمائة، ومدح ملوكها وتقدم عنها كبرائها بفضل أدبه وحسن شعره، قال الحميدي: أخبرني بعض أصحابنا

عنه بالأندلس، قال: كان بسوسة إفريقية رجل أديب شاعر، وكان يهوى غلاماً جميلاً [من غلمانها وكان] كلفاً به وكان الغلام يتجنى عليه ويعرض عنه، قال: فبينما هو ذات ليلة منفرداً، يشرب وحده على ما [أخبر] عن نفسه، وفد عليه غالب من السكر إذ خطر بباله أن يأخذ قبس نار ويحرق داره عليه لتجنيه عليه، فقام من حينه وأخذ قبساً فجعله عند باب الغلام فاشتعل ناراً، واتفق أن رآه بعض الجيران فبادروا النار بالإطفاء، فلما أصبحوا نهضوا إلى القاضي فأعلموه، فأحضر القاضي وقال له: لأي شيء أحرقت باب هذا فأنشأ يقول: لما تمادى على بعادي ... وأضرم النار في فؤادي ولم أجد من هواه بدا ... ولا معيناً على السهاد حملت نفسي على وقوفي ... ببابه حملي الجواد فطار من بعض نار قلبي ... أقل في الوصف من زناد فأحرق الباب دون علمي ... ولم يكن ذاك عن مراد قال: فاستطرفه القاضي، وتحمل عنه ما أفسد، وأخذ عليه ألا يعود وخلى سبيله أو كما قال. قال الحميدي: وكنت أظن أن هذا المعنى الذي ذكر هذا الشاعر في شعره مما تفرد به، حتى حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني بالفسطاط، قال: قال لنا القاضي أبو الحسن بن صخر، أخبرني بعض شيوخ البصريين، أنا أبا القاسم نصر بن أحمد الخيزراني الشاعر، دخل على أبي الحسن بن المثنى في إثر حريق المربد فقال له: قلت في هذا شيئاً، فقال: ما قلت

765- سليمان بن أحمد الطنجي

شيئاً، فقال له: ويحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد أجل شوارعها، وسوق من أجل أسواقها ولا تقول فيه شيئاً، فقال: ما قلت ولكني أقول، فارتجل هذه الأبيات وأنشأ يقول: أتتكم شهود الهوى تشهد ... فما يستطيعون أن يجحدوا فيا مربديون ناشدتكم ... على أنني منكم مجهد جرى نفسي صعدا نحوكم ... فمن حره احترق المربد وهاجت رياح حنيني بكم ... فظلت بها ناركم توقد ولولا دموعي جرت لم يكن ... حريقكم أبدا يخمد فجاء بذلك المعنى وزاد عليه، قال: وأنشد للمهري في عذول قبيح: رأى وجه من أهوى عذولي فقال لي ... أحلك عن وجه أراه كريها فقلت له بل وجه حبي مراية ... وأنت ترى تمثال وجهك فيها 765- سليمان بن أحمد الطنجي أصله من طنجة مدينة بعدوة الأندلس مما يلي البحر في المغرب له رحلة إلى المشرق وتحقق بعلم القراءات وإسناد فيها، شارك أبا الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ، وقرأ معه على عدة شيوخ، وقدم الأندلس، فأقام بالمرية، وقرئ عليه وانتفع به دهراً، ومات بها عن سن عالية، قال الحميدي: وأخبرت عنه أنه كان يقول: زدت على المائة سنين، ذكرها وكانت وفاته قبل الأربعين وأربعمائة. 766- سليمان بن أيوب أبو أيوب روى عن أسلم بن عبد العزيز ومحمد بن قاسم

767- سليمان بن جلجل

بن محمد، وهذه الطبقة، روى عنه أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بابن الفرضي، أخبرنا غير واحد عن ابن موهب، عن أبي عمر بن عبد البر، قال: أخبرنا أبو الوليد بن الفرضي بكتاب "الرد على المقلدين لمالك" تأليف قاسم بن محمد عن أبي أيوب سليمان بن أيوب عن محمد بن قاسم عن أبيه. 767- سليمان بن جلجل مذكور بالطب والأدب له كتاب في أخبار الأطباء بالأندلس، ذكره أبو محمد بن محدث أندلسي، مذكور بزهد وفضل، سمع من ابن القزاز ومحمد بن وضاح، مات سنة إحدى [عشرة] وثلاثمائة. 769- سليمان بن حارث بن هارون الفهمي أبو الربيع فقيه سرقسطي، توفى بالإسكندرية، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. 770- سليمان بن سليمان، وقيل ابن أبي سليمان المعافري المالقي من أهل مالقة، ذكره محمد بن حارث الخشني. 771- سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عيسى بن يحيى بن يزيد مولى معاوية بن أبي سفيان محدث أندلسي، روى عن محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني، مات بالأندلس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. 772- سليمان بن عبد السلام أندلسي سمع يحيى بن إبراهيم بم مزين، ومات بالأندلس سنة اثنتي عشر وثلاثمائة. 773- سليمان بن مهران السرقسطي أديب شاعر مشهور له جلالة وقدر، ومن شعره ما أنشده أبو محمد بن حزم، قال أنشدني محمد بن الحسن المذجحي قال أنشدني الأديب سليمان بن مهران في مجلس الوزير أبي الأصبغ

774- سليمان بن نصر بن منصور بن حامل أبو أيوب المرئ، مرة غطفان

عيسى بن سعيد وزير المظفر عبد المنصور محمد بن أبي عامر: خليلي ما للريح تأتي كأنما ... يخالطها عند الهبوب خلوق أم الريح جاءت من بلاد أحبتي ... فأحسبها ريح الحبيب تسوق سقى الله أرضاً حلها الأغيد الذي ... لتذكاره بين الضلوع حريق أصار فؤادي فرقتين فعنده ... فريق وعندي في السياق فريق 774- سليمان بن نصر بن منصور بن حامل أبو أيوب المرئ، مرة غطفان محدث أندلسي يروى عن يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب وأبى مصعب، وسحنون بن سعيد، مات بالأندلس سنة ستين ومائتين، ذكره محمد بن حارث. 775- سليمان بن وانسوس البربري الوزير مذكور بالأدب والعلم والعقل وعزة النفس كان في أيام الأمير عبد الله بن محمد، صاحب الأندلس من بني أمية أثيراً عنده، وله معه خبر ذكره أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى بن هاشم القاضي، وعلي بن عبد الله بن علي الأديب كلاهما قال لي: كان الوزير سليمان بن وانسوس، رجلاً جليلاً أديباً شاعراً من رؤساء البربر وكان أثيراً عند الأمير عبد الله بن محمد فدخل عليه يوماً وكان عظيم اللحية فلما رآه جعل الأمير ينشد: معلوقة كأنها جوالق نكداء لا بارك فيها الخالق للقمل في حافتها نقانق قال أبو محمد: وزادني علي بن عبد الله: فيها لباغي المتكا مرافق وفي احتدام الصيف ظل رائق ثم اتفقا: إن الذي يحملها لمائق ثم قال له: اجلس يا بريبري فجلس وقد

776- سليمان بن هارون الرعيني أبو أيوب

غضب فقال أيها الأمير: إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم، وأما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور تسعنا وتغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا لا تقدرون على أن تحولوا بيننا وبينها، ثم وضع يديه في الأرض وقام من غير أن يسلم ونهض إلى منزله، قالا: فغضب الأمير وأمر بعزله، ورفع دسته الذي كان يجلس عليه، وبقي كذلك مدة ثم إن الأمير عبد الله وجد فقده لغنائه وأمانته ونصيحته وفضل رأيه فقال للوزراء: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيراً وإن أردت استرجاعه ابتداء منا كان ذلك غضاضة علينا ولوددت أن يبتدينا بالرغبة فقال له الوزير أبو عبد الله محمد بن الوليد بن غانم: إن أذنت لي في المسير إليه استنهضته إلى هذا فأذن له فنهض ابن غانم إلى دار ابن وانسوس فاستأذن وكانت رتبة الوزارة بالأندلس أيام بني أمية ألا يقوم الوزير إلا لوزير مثله فإنه كان يتلقاه وينزله معه على مرتبته ولا يحجبه ولا لحظة فأبطاً الإذن على ابن غانم ملياً ثم أذن له فدخل عليه فوجده قاعداً فلم يتزحزح له ولا قام إليه فقال له ابن غانم: ما هذا الكبر؟ عهدي بك وأنت وزير السلطان وفي أبهة راضه تتلقاني على قدم وتتزحزح لي عن صدر مجلسك وأنت الآن في موجدته بضد ذلك فقال له: نعم لأني كنت حينئذ عبداً مثلك وأنا الآن حر. قال: فيئس ابن غانم وخرج ولم يكلمه ورجع إلى الأمير فأخبره فابتدأ الأمير بالإرسال إليه ورده إلى أفضل ما كان عليه. 776- سليمان بن هارون الرعيني أبو أيوب محدث طليطلي مات بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين. 777- سليمان بن خلف بن سعد بن

778- سليمان بن أبي القاسم نجاح مولى المؤيد بالله أبو داود المقرئ

أيوب الباجي القاضي أبو الوليد فقيه محدث إمام متقدم مشهور عالم متكلم، روى بالأندلس عن جماعة منهم مكي وغيره وتفقه ثم رحل إلى المشرق روى فأكثر، روى عن أبي ذر والمقرئ وأبى على الحسن بن علي البغدادي سمع عليه بمدينة السلام كتاب الإقناع في القراءات العشرين من تأليفه، روى هناك عن جماعة فيهم كثرة منهم أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو عبد الله الصيمري، أقام بالحجاز مع أبي ذر ثلاثة أعوام يخدمه فيها، حج فيها أربع حجج، ثم رحل إلى بغداد فأقام بها ثلاثة أعوام يتدارس الفقه ويكتب الحديث، وكانت رحلته في سنة ست وعشرين وكانت إقامته بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاماً وكانت أمه بنت الفقيه محمد بن موهب وخاله أبو شاكر. ثم انصرف إلى الأندلس وقد نال حظاً وافراً من العلم وله تواليف تدل على معرفته وسعة علمه، روى عنه جماعة من الأئمة فيهم كثرة منهم الحافظ أبو بكر الطرطوشي وأبو داود سليمان بن نجاح مولى المؤيد بالله وأبو علي الغساني وغيرهم، وروى عنه ببغداد أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي لنفسه: إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... فإن جميع حياتي كساعة فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة توفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالمرية وكان على عصره علماً وديانة. 778- سليمان بن أبي القاسم نجاح مولى المؤيد بالله أبو داود المقرئ محدث فاضل زاهد كان إمام وقته في الإقراء رواية ومعرفة، مجاب الدعوة، له تواليف كثيرة تدل على سعة علمه ومعرفته بالإقراء، روى عن أبي عمر المقرئ وعن القاضي أبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وغيرهم وكتب بخط يده

779- سليمان بن محمد السبئي الأستاذ الأوحد أبو الحسين

كتاب البخاري في عشرة أسفار وكتاب مسلم في ستة وقرأهما معاً على الباجي وعلى أبي العباس العذري مرات واحتفل في تقييدها حتى صار كل واحد منهما أصلاً يقتدي به. رحلت إلى بلنسية في عام ستة وتسعين وقابلت بهما كتابي وانتفعت بهما، روى عنه جماعة من الأعلام، فيهم كثرة ولم يزل يقرئ كتاب الله عز وجل وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن توفي وكان جنازته مشهودة في سنة تسعين وأربعمائة ومولده في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وأخبرت أن أبا علي بن سكرة الحافظ قابل أصليه بالكتابين المذكورين وناهيك بهما صحة وتقييداً وضبطاً. 779- سليمان بن محمد السبئي الأستاذ الأوحد أبو الحسين توفى في شهر شوال سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وكان رحمه الله إماماً في النحو لم يكن أحد أحفظ منه لكتاب سيبويه، ولا أعلم به ولا أوقف منه عليه، ومات وقد قارب التسعين يعرف بابن الطراوة. من اسمه سراج 780- سراج بن عبد الله بن سراج مولى عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام صاحب أحكام القضاء بقرطبة فقيه عارف مشهور، توفى في شوال سنة ست وخمسين وأربعمائة وعبد الملك بن سراج اللغوي الحافظ هو ابنه. 781- سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن سراج أبو الحسين حفيد سراج المتقدم ذكره، كان أوحد زمانه وعلامة وقته، توفى سنة ثمان وخمسمائة. من اسمه سفيان 782- سفيان بن العاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان بن عيسى بن عبد الكبير بن سعيد الأسدي أسد خزيمة أصله من مربيطر عمل ببلنسية يكنى أبا بحر إمام

783- سفيان بن أحمد بن عبد الله بن الإمام أبو محمد

محدث أديب متقدم، يروى عن الحافظ أبي عمر بن عبد البر وأبي العباس العذري وأبي الوليد الباجي يروى عنه بعض أشياخي. توفى بقرطبة سنة عشرين وخمسمائة ومولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وقال بعض أصحابه سألته عن مولده فقال: في نحو الأربعين ولم يحقق ذلك، دفن في مقبرة الربض من قرطبة، وصلى عليه أحمد بن بقى، وقيل: صلى عليه أبو الحسن بن مغيث. 783- سفيان بن أحمد بن عبد الله بن الإمام أبو محمد محدث سكن مرسية، وكان زاهداً يميل إلى الظاهر، روى عن الحافظ أبي الوليد يوسف بن عبد العزيز عرف بابن الدباغ وغيره. من اسمه سعد 784- سعد بن سعيد بن كثير يكنى أبا عثمان وشقي منسوب إلى وشقة من ثغور الأندلس محدث سمع من محمد بن يوسف بن مطروح وطبقته، مات بالأندلس في صفر سنة ست وثلاثمائة. 785- سعد بن مكرم بلنسي، توفى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. 786- سعد بن معاذ بن عثمان بن عثمان بن حسان بن يخامر الشعباني أبو عثمان محدث مشهور، له رحلة سمع فيها من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ونظرائه، وعاد إلى الأندلس، فمات بها سنة ثمان وثلاثمائة. 787- سعد بن جزي: بلنسي، توفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. من اسمه سعيد 788- سعيد بن محمد بن فرج عالم أديب شاعر، وقد ينسب إلى جده فيقال: سعيد بن فرج، وبالجد شهر، وهو أخو أحمد بن فرج صاحب كتاب "الحدائق" ذكره في كتابه وأورد له أشعاراً كثيرة منها:

789- سعيد بن أحمد، يعرف بابن التركي أبو عثمان

للروض حسن فقف عليه ... وأشرف عنان الهوى إليه أما ترى نرجساً نضيراً ... يومي إلينا بمقلتيه نشرت حبي على رفاه ... وصفرتي فوق وجنتيه فهو أنا تارة وألفى ... أخرى وفاقاً بحالتيه وله من قصيدة طويلة في الرد على أبي الحسن علي بن العباس الرومي في النرجس: عني إليك فما القياس الفاسد ... إلا الذي رمز العيان الشاهد أزعمت أن الورد في تفضيله ... خجل وناحله الفضيلة عاند إن كان يستحي لفضل جماله ... فحياته فيه جمال زائد والنرجس المصفر أعظم رتبة ... من أن يحول عليه لون واحد ليس البياض بصفرة في وجهه ... صفة كما وصف الحزين الفاقد 789- سعيد بن أحمد، يعرف بابن التركي أبو عثمان روى عنه حاتم بن محمد، وهو فقيه محدث مشهور له رحلة. يروى عن محمد بن يمن ومحمد بن علي النيسابوري وأحمد بن محمد بن أبي سعيد القاضي الكرجي وأحمد بن عباس بن أصبغ. 790- سعيد بن أحمد بن خالد من أهل العلم والأدب، له رحلة إلى المشرق ذكر الحميدي: إن بعض المشايخ حدثه أن سعيد بن أحمد بن خالد كان يحكي: أنه لما رحل إلى المشرق لقيه بعض الأدباء بمصر، فاستنشده لأهل الأندلس، فأنشده بفضل بعض التفضيل إلا أنه قال: لا تخفى أشعاركم إلى جانب أشعارنا كما لا يخفى البدر في سواد الليل، فقال له سعيد: صدقت وأين لأهل الأندلس بمثل قول الحسن بن هانئ، وأنشده أبيات يحيى بن حكم الغزال الثلاثي، وهي قوله من قصيدة طويلة، يعارض بها الحسن بن هانئ: وكنت إذا ما الشرب أكدت سماؤهم ... تأبطت زقي واحتسبت عنائي

791- سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه

ولما أتيت الحان نبهت أهله ... فهب خفيف الروح نحو ندائي قليل هجوع الليل إلا تعلة ... على وجل مني ومن نظرائي فلما سمعها المصري طرب واهتز وقال: لله در الحسن، فلما أكثر قال له: الشعر والله ليحيى بن حكم الأندلس وإنما نقدك والنقد عليك، فرد ذلك، وأنكره حتى صح له ذلك فخجل وأظهر التفضيل ولم يراجع بعد في أشعار أهل الأندلس، قال: وكان كثيراً ما يستنشدني لهم. 791- سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه يروى عن أسلم بن عبد العزيز القاضي القرطبي روى عنه محمد بن إبراهيم بن سعيد المعروف بابن أبي القرامدي: توفى سنة ست وخمسين وثلاثمائة. 792- سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن خضير من أهل بيت وزارة وجلالة وفضل، توفى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. 793- سعيد [بن إدريس السلمي، المقرئ المجود] إشبيلي إمام هشام المؤيد، توفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة. 794- سعيد بن جابر بن موسى الكلاعي أندلسي ذكره أبو سعيد وقال: مات بالأندلس سنة ست وعشرين وثلاثمائة وقال لي القاضي أبو القاسم: هو إشبيلي توفى سنة سبع وعشرين. 795- سعيد بن جودي شاعر أديب كان في أيام عبد الرحمن الناصر ذكره أبو محمد علي بن أحمد. 796- سعيد بن حسان الصانع أبو عثمان مولى الحكم بن هشام أندلسي فقيه محدث رحل سنة سبع وتسعين ومائة فسمع من أشهب بن عبد العزيز وعبد الله بن عبد الحكم وغيرهما من أصحاب مالك بن

797- سعيد بن حسان بن العلاء أبو عثمان

أنس وعاد فمات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين. 797- سعيد بن حسان بن العلاء أبو عثمان فقيه قرطبي مات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. 798- سعيد بن حمير بن مروان بن سالم أبو عثمان يروى عن يونس بن عبد الأعلى وإبراهيم بن مرزوق، وعلي بن معبد، وغيرهم وسمع بالأندلس من ابن مزين قرطبي، مات بها سنة واحد وثلاثمائة، روى عنه أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن المعروف بابن المشاط. 779- سعيد بن زيد التميمي أخو محمد بن زيد، أندلسي رحل وسمع وحدث، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 800- سعيد بن ذري أبو عثمان أندلسي، ذكره أبو محمد بن الغني بن سعيد الحافظ وأثنى عليه. 801- سعيد بن سيد أبو عثمان الحاطبي الشرفي الإشبيلي منسوب إلى شرف إشبيلية وهو من ولد حاطب بن أبي بلتعة، روى عن غير واحد منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، روى عنه أبو عمر بن عبد البر قال: وكان من المكثرين عن الباجي. 802- سعيد بن سفيان بجابي فقيه، توفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. 803- سعيد بن عثمان بن سعيد بن سليمان بن محمد بن مالك بن عبد الله التجيبي أندلسي يكنى أبا عثمان يقال له الأعناقي، ويقال أيضاً العناقي، سمع يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي، وأبا يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن عبد الحميد الأيلي، صاحب سفيان بن عيينة وأحمد بن ملول صاحب سحنون بن سعيد وسعد بن معاذ ويحيى بن إبراهيم ويحيى بن عمر، روى عنه أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي وخالد بن سعد، ووهب بن مسرة وأحمد بن مطرف بن عبد الرحمن

804- سعيد بن عبد الله العروضي الشنتريني

وغيرهم. مات بالأندلس سنة خمس وثلاثمائة، أخبرني غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر الحافظ قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن مطرف قال: أخبرنا سعيد بن عثمان الأعناقي وذكر خبراً وحدث ابن حزم أبو محمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة قال أخبرنا أحمد بن خليل قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: سمعت سعيد بن عثمان العناقي قالا يحيى بن عمر يقول: سمعت أبا المصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، يقول: رأيت مالك بن أنس يرفع يديه إذا قال: سمع الله لمن حمده، على حديث ابن عمر فصح بهذا أنهما جميعاً يقالان ورأيت بخط شيخي القاضي أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الأعناقي وكذا في أكثر الروايات قال الحميدي: وأظنه منسوباً إلى موضع يقال له عناق وأعناق، كما يقال عندنا لبيرة وإلبيرة وينسب إليهما بالوجهين وبفتح العين أيضاً. 804- سعيد بن عبد الله العروضي الشنتريني ذكره أبو الخطاب بن حزم ممن ألف من أهل الأندلس. 805- سعيد بن سعيد بن كثير المرادي الوشقي يكنى أبا عثمان كانت له رحلة. 806- سعيد بن سالم المجريطي أبو عثمان الثغري سمع بطليطلة من وهب بن عيسى وبوادي الحجارة من وهب بن مسرة وسمع من غيرهما وكان رجلاً فاضلاً، توفى بمجريط سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ذكره ابن الفرضي.

807- سعيد بن عثمان بن مروان القرشي المعروف بالبليتة، ويقال له ابن عمرون أيضا

807- سعيد بن عثمان بن مروان القرشي المعروف بالبليتة، ويقال له ابن عمرون أيضاً وقد اختلف في نسبه، فقيل سعيد بن محمد وقيل ابن مروان، وقيل غير ذلك، والذي بدأت به أصح والله أعلم، وهو شاعر من شعراء الدولة العامرية وله من كلمة أولها: ذكر العقيق ومنزلا بالأبرق ... فكفاه ما يلقي الفؤاد وما لقي ردت إليه صبابة ردته من ... فرط التوقد كالذبال المحرق وفيها: من لي بمن تأبى الجفون لفقده ... في الدهر ألا نلتقي أو نلتقي ريم يروم وما اجترمت جريمة ... قتلى ليتلف من بقائي ما بقي لم يلق قلبي قط من لحظاته ... إلا بسهم للحتوف مفوق وإذا رماني عن قسي بجفونه ... لم أدر من أي الجوانب أتقي وهي طويلة وفيها نسيب رقيق ومدح مفرط الحسن، في المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، أخبر أبو محمد بن حزم أن المنصور أبا عامر تذكر هذه القصيدة القافية لسعيد في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة أو ذكرت بين يدي وقد كان مدحه بها قديماً فأعجبته وأتبعها بعض من كان في المجلس ذكراً جميلاً واستحساناً وأنشدوا محاسنها، فأمر له بثلاثمائة دينار. 808- سعيد بن عثمان أبو عثمان النحوي الأديب يروى عن قاسم بن أصبغ وأحمد بن دحيم بن خليل، روى عنه أبي عمر ابن عبد البر. 809- سعيد بن عثمان بن القزاز النحوي الأديب توفى سنة أربعمائة.

810- سعيد بن عبدوس

810- سعيد بن عبدوس أندلسي يعرف بالجدي تصغير جدي رحل فسمع من مالك بن أنس ورجع فمات بالأندلس سنة ثمانين ومائة. 811- سعيد بن شبيب القروي توفى بقرطبة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. 812- سعيد بن فحلون بن سعيد أبو عثمان يروى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وعن محمد بن وضاح، وعن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبيد البصري، وعن إبراهيم بن قاسم بن هلال، وعن يوسف بن يحيى المغامي الأزدي، وحكى أنه سمع من ابن وضاح بقرطبة سنة أربع وسبعين ومائتين، روى عنه الحسين بن يعقوب البجاني وغيره، وحكى أنه سمع منه سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، ويقال له سعيد بن فحل أيضاً، أخبرني أبو محمد بن عبد الله عن ابن موهب عن العذري قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب قال: أخبرنا سعيد بن فحلون، قال أخبرنا يوسف بن يحيى المغامي، قال: أخبرنا عبد الملك بن حبيب السلمي قال: أخبرنا مطرف عن ابن أبي الزناد، أن إبراهيم بن عقبة، حدثه أن سمع عمر بن عبد العزيز بالمدينة في يوم فطر أو أضحى يوم الجمعة على المنبر وهو يقول: أيها الناس إن العبدين قد اجتمعا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى بالناس ثم قال: من أحب من أهل العالية يقعد عن الجمعة فهو في حل ثم حلل عمر بن عبد العزيز يومئذ الناس وفيهم فقهاء المدينة القاسم بن محمد وسالم وسعيد بن المسيب وعروة وسليمان بن يسار، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد فما أنكروا ذلك. 813- سعيد بن فتحون أبو عثمان السرقسطي له أدب وعلم وتصرف في حدود المنطق، يعرف بالحمار وهو مشهور، ذكره أبو محمد علي بن أحمد.

814- سعيد بن فتح بن عمر أبو الطيب

814- سعيد بن فتح بن عمر أبو الطيب فقيه أستاذ، يروى عن أبي علي الصدفي. 815- سعيد بن القزاز يروى عن أحمد بن محمد بن عبد ربه، روى عنه أبو عمر بن عفيف، ذكره أبو محمد علي بن أحمد، وكنت أقول أنه والذي تقدم قبله سعيد بن عثمان بن القزاز واحداً، لولا أن أحمد بن محمد بن عبد ربه، توفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وتوفى سعيد بن عثمان سنة أربعمائة، ويحتمل أن يروى عنه بالإجازة والله أعلم. 816- سعيد بن محارق بن حسان الألبيري توفى ببرجة عام سبع وثلاثين وثلاثمائة. 817- سعيد بن مسعدة حجازي، من أهل وادي الحجارة، محدث، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وقيل سنة ثمان وثمانين ومائتين، والله أعلم. 818- سعيد بن منازل بن الشقاق بجاني، توفي ببجانة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. 819- سعيد بن مقرون بن عفان بن مقرون بن مالك بن عبد الله اليحصبي الطليطلي من أهل طليطلة، ثغر من ثغور الأندلس، محدث له رحلة وطلب، ذكره محمد بن حارث الخشني. 820=سعيد بن أبي مخلد الأزدي أديب شاعر، قال الحميدي: أدركت زمانه وأظنه غريباً، وقال: أنه رأى من شعره في الأمير الموفق أبي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري قصيدة أنشدها له أبو بكر عبد الله بن حجاج الإشبيلي ومنها: أرى زمناً فيه المنافق نافق ... وذو الدين فيه باير البز كاسده

821- سعيد بن نمر بن سليمان بن الحسن الغافقي

ترى المرء حلواً في الرواء فإن تصل ... إلى طعمه تأجن عليك موارده وما الناس إلا الحلم والعقل والتقى ... وإلا [فسيان] المسود وسائده أما وأبي لولا المقادير لم يفز ... بليد ويخفق ثاقب الرأي راشده ولكنه حكم من الدهر نافذ ... فلا الحزم داعيه ولا العجز طارده 821- سعيد بن نمر بن سليمان بن الحسن الغافقي بيري، من أهل بيرة بلد من بلاد الأندلس، قال فيها الحميدي: من أعمال المرية، سمع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الله بن الحسن المعروف بزونان وعبد الملك بن حبيب السلمي، ورحل، فسمع سحنون بن سعيد وغيره، روى عنه حي بن مطهر وغيره، مات بالأندلس سنة تسع وستين ومائتين. 822- سعيد بن نصر بن عمر بن خلف أندلسي حافظ، سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم وغيرهما، ثم رحل وطوف البلاد، ودخل خراسان، سمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وإسماعيل الصفار، وأبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة وعبد الله بن جعفر بن [أحمد بن فارس] الأصبهاني، وأبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي علي بن الصواف، وكان صاحباً لأبي محمد بن الزيات، مات ببخاري يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة، ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن سليمان بن كامل البخاري، غنجار في تاريخ بخاري، وقيل أنه مات ببغداد. 823- سعيد بن نصر أبو عثمان محدث فاضل أديب، سمع أبا محمد

824- سعيد بن أبي هند

قاسم بن أصبغ البياني، وأحمد بن مطرف بن عبد الرحمن، صاحب الصلاة، ووهب بن مسرة، وأحمد بن دحيم بن خليل، وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي المعروف بابن الأحمر، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البلوي غندر، وأبو عمران الفاسي موسى بن عيسى بن أبي حاج، فقيه القيروان، وأبو عمر بن عبد البر، ومولد أبي عمر، وأبي عمران الفاسي في عام ثمان وستين وثلاثمائة، وذكره أبو عمر فأثنى، عليه وقال: سعيد بن نصر، يعرف بابن أبي الفتح، كان أبوه من كبار موالى عبد الرحمن الناصر المقدمين عنده، ونشأ أبو عثمان، فطلب الأدب وبرع فيه، ثم لازم شيوخ قرطبة بن أصبغ، وابن أبي دليم، ووهب بن مسرة، وأحمد بن دحيم، وكتب بأحسن التقييد والضبط، وكان من أهل الدين والورع والفضل معرباً فصيحاً، هذا آخر كلام ابن عبد البر، روى عنه أبو عمر كتاب "المجتبى" القاسم بن أصبغ عن قاسم. 824- سعيد بن أبي هند أصله من طليطلة، وسكن قرطبة، وقيل في اسمه عبد الوهاب، يروى عن مالك بن أنس، ذكره محمد بن حارث الخشني في كتابه، وزعم أن مالكاً رحمه الله، كان يقول لأهل الأندلس إذا قدموا عليه ما فعل حكيمكم ابن أبي هند، توفى في صدر أيام الأمير عبد الرحمن بن معاوية. 852- سعيد بن يحيى بن إبراهيم بن مزين، مولى رملة ابنة عثمان بن عفان رضي الله عنه مات بالأندلس سنة ثلاث وسبعين ومائتين. 826- سعيد بن يحيى الخشاب محدث وشقي، من أهل وشقة، مات بالأندلسي سنة ثمانية عشر وثلاثمائة. من اسمه سعدون 827- سعدون بن إسماعيل، مولى

828- سعدون بن طالون

جذام الري من أهل رية، مات بالأندلس سنة خمس وتسعين ومائتين. 828- سعدون بن طالون محدث كانت له رحلة وسماع، وعمر حتى زاد على المائة، مات بالأندلس سنة أربعة عشر وثلاثمائة. 829- سعدون بن عمر الريي أديب شاعر، كان في زمن عبد الرحمن الناصر، ومن شعره في سعيد بن المنذر، غير قصيدة من تشبيه في بعضها: منعمة يصبو إليها أخو النهى ... ومن حسن أروى ما يجن وما يصبى ترى البدر منها طالعاً وكأنما ... يجول وشاحاها على لؤلؤ رطب بعيدة مهو القرط مخطفة الحشا ... ومفعمة الخلخال مفعمة القلب من اللائي لم يرحلن فوق رواحل ... [ولا قمن] قرباً من ركاب ولا ركب ولا أبرزتهن المدام لنشوة ... وشدو كما يشدو القيان على الشرب 830- سعدون بن مسعود المرادي، أبو الفتح فقيه محدث. من اسمه سهل 831- سهل بن إبراهيم بن سهل بن العطار أستجي، توفي سنة سبع وثمانية وثلاثمائة. 832- سهل بن عبد الرحمن أندلسي، مات بها سنة ست وعشرين وثلاثمائة، ذكره أبو سعد. *** أفراد الأسماء 833- سعدان بن إبراهيم الريي من أهل رية، سمع من أهل بلده، مات قريباً من سنة ست عشرة وثلاثمائة. 834- سكن بن سعيد أديب أخباري له كتاب في طبقات الكتاب الأندلسي، ذكره أبو محمد علي بن أحمد.

835- سلمة بن سعيد الأستجي

835- سلمة بن سعيد الأستجي محدث له رحلة وطلب، سمع أبا بكر الأجري بمكة [وأبا محمد] السين بن رشيق بمصر، روى عنه أبو عمر بن عبد البر، حدث أبو عمر عنه بكتاب التأمين خلف الإمام وشرح قصيدة ابن أبي داود عن أبي بكر الآجري وهما من تأليفه. 836- سالم بن عبد الله بن أبا، بالقصر وتشديد الباء روى عن محمد بن أحمد العتبي ويحيى بن إبراهيم بن مزين، أندلسي، مات بها سنة عشر وثلاثمائة. 837- سيد أبيه بن العاصي المرادي، الزاهد الفاضل إشبيلي، محدث، توفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، روى عن محمد بن وضاح. 837- سلمان بن فريش، القاضي ولي قضاء بطليوس وصلاتها، روى عن علي بن عبد العزيز، مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. 839- السمح بن مالك الخولاني، ثم الحياوي أمير الأندلس، استشهد في قتال الروم بالأندلس، في ذي الحجة يوم التروية سنة ثلاث ومائة. 840- سبرة بن مذكر التميمي إلبيري، محدث، ذكره محمد بن حارث التميمي وقال إنه مات بالأندلس سنة أربع وعشرة وثلاثمائة.

باب الشين

باب الشين من اسمه شهيد 841- شهيد بن عيسى بن شهيد من أجداد بني شهيد بيت الوزير أبي عامر أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد، أديب شاعر، ذكر له مسلمة بن محمد بن عمر شعراً يفخر فيه بقيس. 842- شهيد بن مفضل شاعر أديب، ومن شعره في الورد: لا كان هذا الورد إلا ناضراً ... وسقى حدائقه الغمام مباكرا قبلته لا أمتري في أنني ... قبل بالتخجيل خداً سافرا وشممت نفحة ريحه فكأنني ... طيباً تنسمت الحبيب العاطرا فدفعت في نحر البعاد بقربه ... ووصلت بالإكراه إلفا هاجرا أفراد الأسماء 843=شعيب بن سهل أندلسي محدث، سمع من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ذكره أبو سعيد. 844- شبطون بن عبد الله الأنصاري يروى عن مالك بن أنس، فقيه ولي القضاء بطليطلة ذكره محمد بن حارث الخشني وقال: إن موته كان سنة اثنتي عشرة ومائتين. 845- شمر بن نمير، أبو عبد الله مولى لبني أمية ثم لآل سعيد بن العاصي، صار إلى الأندلس وبها توفى وله بها عقب فيهم أدب ورياسة، ومنهم عبد الله بن شمر الشاعر، قال ابن يونس: وشمر هذا منكر الحديث، روى عن نافع بن يزيد وعبد الله بن وهب. 846- شكور بن خبيب، أبو عبد الحميد الهاشمي يروى عن علي بن عيسى بن

847- شكوج

عبيد الطليطلي كتاب المختصر له، يروى عنه عبد الرحمن بن محمد بن عباس شيخ حاتم بن محمد. 847- شكوج أندلسي محدث، ولم ينسب بأكثر من هذا، وأظنه لقبا، سمع يحيى بن إبراهيم بن مزين وحدث بالأندلس، ومات بها سنة ثمانين ومائتين. 848- شبيب أندلسي روى عنه سعيد بن عفير في الأخبار وقاله أبو سعيد. 849- شريح بن محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي أبو الحسن مقرئ إشبيلية وخطيبها محدث أديب مشهور يروى عن أبيه محمد وأبي عبد الله بن منظور، وأبي محمد بن حزم، وأبي محمد بن خزرج، وأبي محمد الباجي وأبي مروان بن سراج وغيرهم، روى عنه عامة أشياخي وغيرهم، وتوفى بإشبيلية في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة [ومولده بإشبيلية] لخمس بقين من ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، أخبرني شيخي أبو الحسن نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة قال: قرأت عليه القرآن وسمعت عليه الحديث، وأقرأت في حياته بإشبيلية، وله تواليف تدل على معرفته وتقدمه في صنعة الإقراء وغير ذلك.

باب الصاد

باب الصاد من اسمه صالح 850- صالح بن محمد المرادي أبو محمد يعرف بابن الوركاني وشقي محدث مات سنة اثنتين وثلاثمائة. 851- صالح بن عبد الملك بن سعيد الأوسي محدث مالقي، يروى عن الحافظ أبي بكر بن العربي، كتب كثيراً، ثم فقد يده اليمنى فصار يكتب باليسرى، وكتب لها كثيراً، وقلت من خط يده اليسرى كتاب أبي عيسى الترمذي في أربعة أسفار. 852- صاعد بن الحسن الربعي اللغوي أبو العلاء ورد في المشرق إلى الأندلس في أيام هشام بن الحكم المؤيد وولاية المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر في حدود الثمانين وثلاثمائة، وأظن أصله من ديار الموصل، دخل بغداد وكان عالماً باللغة والآداب والأخبار، سريع الجواب، حسن الشعر، طيب المعاشرة، فكه المجالسة، ممتعاً، فأكرمه المنصور، وزاد في الإحسان إليه، والأفضال عليه وكان من ذلك محسناً للسؤال حاذقاً في استخراج الأموال، طباً بلطائف الشكر، ودخل على المنصور أبي عامر يوماً في مجلس أنس، وقد كان تقدم فاتخذ قميصاً من رقاع الخرائط التي وصلت إليه فيها صلاته ولبسه تحت ثيابه، فما خلا المجلس ووجد فرصة لما أراد، تجرد وبقي في القميص المتخذ من الخرائط فقال له ما هذا؟ فقال له: هذه رقاع صلات مولانا اتخذتها شعاراً وبكى، وأتبع ذلك من الشكر منا استوفاه، فأعجب ذلك المنصور، وقال له: لك عندي مزيد، وكان قد حظي عنده بما ألف له من الكتب. ألف له كتاب الفصوص على نحو كتاب "النوادر" لأبي علي القالي وكتاباً آخر على مثال كتاب

الخزرجي أبي السري سهل بن أبي غالب سماه "كتاب الهجفجف بن عدقان بن يثربي مع الخنوت بنت محرمة بن أنف" وكتاباً آخر في معناه سماه "كتاب الجواس بن قعطل المذحجي مع ابنة عمه عفراء" قال أبو محمد بن علي: وهو كتاب مليح جداً. وكان المنصور بن أبي عامر كثير الشغف بكتاب الجواس حتى رتب له من يخرجه أماه في كل ليلة، وقال: إن أبا العلاء لا يحضر بعد موت المنصور مجلس أنس لأحد ممن ولي الأمر بعده من ولده، وادعى وجعاً لحقه في ساقه لم يزل يتوكأ به على عصى ويعتذر به في التخلف عن الحضور والخدمة إلى أن ذهبت دولتهم، وفي ذلك يقول في قصيدته المشهورة في المظفر أبي مروان عبد الملك المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر وهو الذي ولي بعد أبيه أولها: إليك حدوت ناجية الركاب ... محملة أماني كالهضاب وبعت ملوك أهل الشرق طرا ... بواحدها وسيدها اللباب وفيها: إلى الله الشكية من شكاة ... رست ساقي وجل بها مصاب وأقصتني عن الملك المرجى ... وكنت أروم حالي باقتراب ومما استحسن له قوله فيها: حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر الحساب وما قدمته إلا كأني ... أقدم تالياً أم الكتاب أخبرني غير واحد عن شريح بن محمد، عن أبي محمد بن حزم، أنه سمع أبا العلاء صاعد بن الحسن ينشد هذه القصيدة بين يدي المظفر في يوم عيد الفطر سنة ست وتسعين وثلاثمائة. قال أبو محمد: وهو أول يوم وصلت فيه إلى حضرة المظفر، ولما رآني أبو العلاء

استحسنها وأصغى إليها، كتبها إلي بخطه وأنفذها إلي. وكان أبو العلاء كثيراً ما تستغرب له الألفاظ ويسأل عنها فيجيب فيها بأسرع جواب على نحو ما يحكى عن أبي عمر الزاهد، ولو أن أبا العلاء كان كثير المزاح لما حمل إلا على التصديق وقد ظهر صدقه في بعض ما قال، ومما يحكى عنه أنه دخل على المنصور أبي عامر وفي يده كتاب ورد عليه من عامل له في بعض البلاد اسمه مبرمان بن يزيد يذكر فيه القلب والتربيل وهما عندهم من معاناة الأرض قبل زراعتها، فقال له: أبا العلاء. فقال له: لبيك يا مولانا. قال: هل رأيت فيما وقع إليك من الكتب كتاب القوالب والدوالب لمبرمان بن بريد؟ فقال: أي والله يا مولانا رأيت في بغداد في نسخة لأبي بكر بن دريد بخط كأكرع النمل في جوانبها علامات الوضاع هكذا. فقال له: أما تستحي أبا العلاء من هذا الكذب هذا كتاب عاملنا ببلد كذا وكذا واسمه كذا يذكر فيه كذا للذي تقدم ذكره وإنما صنعت هذا تجربة لك فجعل يحلف له أنه ما كذب وأنه أمر وافق. وقال له المنصور مرة أخرى وقد قدم طبق فيه تمر: ما التمر كل في كلام العرب؟ فقال: يقال تمر كل الرجل يتمر كل تمر كلا إذا التف في كسائه. وله من هذا كثير. ولكنه كان عالماً حدثني غير واحد عن شريح عن أبي محمد علي بن أحمد قال أخبرنا الوزير أبو عبدة حسان بن مالك بن أبي عبدة عن أبي عبد الله العاصمي النحوي قال: لما قدم صاعد بن الحسن اللغوي على المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر جمعنا معه فسألناه عن مسائل من النحو غامضة فقصر بها فلما رآه ابن أبي عامر كذلك قال: دعوه فهو من طبقتي في النحو أنا أناظره. قال: ثم سألناه صاعد فقال: ما معنى قول امرئ القيس: كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء لشيب مرجل فقلنا: هذا واضح وإنما وصف فرساً أشهب عقرت عليه الوحش فتطاير دمها إلى

صدره فجاء هكذا فقال: صاعد سبحان الله أنسيتم قوله قبل هذا في وصفه: كميت يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفراء بالمتنزل قال: فبهتنا والله كأننا لم نقرأ هذا البيت قط واضطررنا إلى سؤاله عنه. فقال: إنما عنى أحد وجهين إما أن تغشى صدره بالعرق، وعرق الخيل أبيض فجامع الدم كالشيب، وإما شيئاً كانت العرب تصنعه، وهو أنها كانت تسم باللبن الحار في صدور الخيل فيتمعط ذلك الشعر وينبت مكانه شعر أبيض فأيا ما عنى من أحد الوجهين فالوصف مستقيم قال أبو محمد: وحدثني أبو الخيار مسعود بن سليمان بن مقلت الفقيه أن أبا العلاء صاعداً سأل جماعة من أهل الأدب في مجلس المنصور أبي عامر عن قول الشماخ: دار الفتات التي كنا نقول لها ... يا ظبية عطلا حسانة الجيد تدنى الحمامة منها وهي لاهية ... من يانع المرد قنوات العناقيد فقالوا: هي الحمامة تنزل على غصن الأراكة والكرم، فتنقله فتتمكن الظبية منه فترعاه، بأنكر ذلك عليهم صاعد وقال: إن الحمامة في البيت هي المرأة وهي اسم من أسمائها فأراد أن هذه الجارية المشبهة بالظبية، إذا نظرت في المرآة أدنت المرآة منها في المنظر شعرها الذي هو كقنوان العناقيد، من يانع الكرم أو المرد فرأته، قال أبو محمد علي بن أحمد: ومن عجائب الدنيا التي لا تكاد يتفق مثلها أن صاعد بن الحسن اللغوي أهدى إلى المنصور أبي عامر أيلاً وكتب معه بهذه الأبيات: يا حرز كل مخوف وأمان كل ... مشرد ومعز كل مذلل جذواك إن تخصص به فلأهله ... وتعم بالإحسان كل مؤمل

852 مكرر- صاعد بن أحمد بن صاعد أبو القاسم الطليطلي القاضي

كالغيث طبق فاستوى في وبله ... شعث البلاد مع المراد المبقل الله عونك ما أبرك بالهدى ... وأشد وقعك في الضلال المشعل ما إن رأيت عيني وعلمك شاهدي ... شروى علائق في معم مخول أندى بمقربة كسرحان الفضا ... ركضاً وأوغل في مثار القسطل مولاي مؤنس غربتي متخطفي ... من ظفر أيام ممنع معقلي عبد نشلت بضبعة وغرسته ... في نعمة أهدى إليك بأيل سميته غرسية وبعثته ... في حبله ليتاح فيه تفاؤلي فلئن قبلت فتلك أسنى نعمة ... أسدي بها ذو منحة وتطول صحبتك غادية السرور وجللت ... أرجاء ربعك بالسحاب المخضل فقضى في سابق علم الله عز وجل، وتقديره أن غرسية بن شانجه من ملوك الروم، هو أمنع من النجم أسر في ذلك اليوم بعينه الذي بعث فيه صاعد بالأيل، وسماه غرسية تفاؤلاً بأسره وهكذا فليكن الجد للصاحب والمصحوب وكان أسر غرسية في ربيع الآخر، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. خرج أبو العلاء صاعد في أيام الفتنة، من الأندلس وقصد صقلية فتوفى سنة سبع عشرة وأربعمائة عن سن عالية. 852 مكرر- صاعد بن أحمد بن صاعد أبو القاسم الطليطلي القاضي فقيه مشهور توفى سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ***

أفراد الأسماء

أفراد الأسماء 853- صعصعة بن سلام أندلسي فقيه من أصحاب الأوزاعي وهو أول من أدخل الأندلس مذهب الأوزاعي، مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قاله أبو محمد علي بن أحمد وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس: أن صعصعة بن سلام دمشقي يكنى أبا عبد الله قدم مصر وروى عن الأوزاعي ويروى عنه من أهل مصر فيما علمت موسى بن ربيعة الجحي، ثم صار إلى الأندلس وكتب عنه هنالك ولم يزل بالأندلس إلى زمن هشام بن عبد الرحمن وتوفى بها قريباً من سنة ثمانين ومائة، وقال: كان أول من أدخل الحديث الأندلس، هذا آخر كلامه فيه ولعل أبو محمد علي بن أحمد نسبه إلى الأندلس لاستقراره فيها، ونقلت من خط شيخي أبي القاسم القاضي: أنه توفى سنة ثمانين ومائة. 854- صالح بن عبد الله بن سهل بن المغيرة أندلسي حدث عن أبي عمر أحمد بن محمد الرعيني، عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى، عن أبيه عن ملك، وكان بدمشق، قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ. 855- الصباح بن عبد الرحمن بن الفضل بن الفضل بن عميرة الكناني ثم العتقي أندلسي، يكنى أبا الغصن، روى عن يحيى بن يحيى الليثي، وأصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع الفقيه، وأبي مصعب الزهري، ويحيى بن بكر، ذكره الخشني محمد بن حارث، وقال: توفى سنة خمس وتسعين ومائتين، وهو ابن خمس ومائة سنة. 856- صهيب بن منيع أندلسي، يروى عن أهل بلده، ولي القضاء بقرطبة، ومات في أيام الناصر عبد الرحمن سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، حدثني غير واحد عن شريح

867- صاف بن خلف بن سعيد بن مسعود، يكنى أبا الحسن

بن محمد، عن أبي محمد علي بن أحمد، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الأعلى بن هاشم، القاضي المعروف بابن الغليظ: أن صهيب بن منيع، كان نقش خاتمه: يا عليماً كل غيب ... كن رؤوفاً بصهيب وأنه كان يشرب النبيذ ولعله كان يذهب مذهب أهل العراق، فشرب مرة عند الحاجب موسى بن حدير، وكان من عظماء الدولة الأموية، فلما غفل أمر باختلاس خاتمه، فأحضر نقاشاً فنقش تحت البيت المذكور: واستر العيب عليه ... إن فيه كل عيب ورد الخاتم إليه وختم القاضي به زماناً حتى فطن له. 867- صاف بن خلف بن سعيد بن مسعود، يكنى أبا الحسن فقيه يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. باب الضاد 858- ضمام بن عبد الله مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة.

باب الطاء

باب الطاء من اسمه طاهر 859- طاهر بن محمد، المعروف بالمهند البغدادي يقال: إنه من ولد أحمد بن أبي طاهر، صاحب تاريخ بغداد، كان أديباً شاعراً متقدماً، ومن شعراء الدولة العامرية، وفد على المنصور أبي عامر بن أبي عامر وحظي بالأدب عنده أنشد له أبي محمد بن حزم إلى المنصور أبي عامر يستأذن في الوصول إليه: أتيت أكحل طرفي ... من نور وجهك لحظه ولا أزيدك بعد التسـ ... ـليم والشكر لفظه وله في قصيدة طويلة: متى أشكر النعمى التي هي جنتي ... ففي ظلها أمسى وفى ضوئها أضحى إذا قلت قد جازيت بالشكر نعمة ... شفعت بأخرى منك دائمة السفح فحمدي لا ينآى وفضلك لا ينى ... وأرضي لا تصدا وأفقك لا يصحى وشكري يشكو الضعف مما بهظته ... ويجزع من ثقل ألم به برح ولو أن في غير اللسان دلالة ... لصالح به ودى وقام به نصحى ولكن في الفحوى دليلاً على الذي ... يسر ذوو النجوى من الجد والمدح وقد حكيت أخباراً تشبه أخباراً لفكرته، وتقابل طريقة الحاج وعلو في ذلك يسيء الظن به، والله أعلم. 860- طاهر بن حزم، مولى بني أمية من أهل طرطوشة، روى عن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي وغيره، مات بالأندلس

861- طاهر بن عبد العزيز الرعيني أبو الحسن

سنة خمس وثمانين ومائتين شهيداً في المعترك. 861- طاهر بن عبد العزيز الرعيني أبو الحسن محدث من أهل قرطبة، سمع من محمد بن إسماعيل الصائغ الكبير، ومن محمد بن علي بن زيد الصائغ الصغير، ومن علي بن عبد العزيز، كتب أبي عبيد، ومن أبي يعقوب اسحق بن إبراهيم بن عناد الدبري، ذكره محمد بن حارث الخشني، فقال: إنه مات سنة أربع وثلاثمائة، وكان رجلاً فاضلاً فهماً ورعاً عارفاً باللغة، روى عنه خالد بن سعد. أخبرني غير واحد عن شريح بن محمد، عن أبي محمد بن حزم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة، قال: أنا أحمد بن خليل، قال: أخبرنا خالد بن سعد أخبرنا طاهر بن عبد العزيز أخبرنا أبو القاسم مسعدة العطار بمكة، وقد سمعت طاهراً، وأحمد بن خالد يحسنان الثناء عليه، قال: أخبرنا الحزامي، يعني إبراهيم بن المنذر، أخبرنا عمر بن عصام، قال طاهر: وكان ثقة عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال: العلم ثلاث: كتاب الله الناطق، وسنة ماضية ولا أدري. 862- طاهر بن مفوز، أبو الحسن فقيه محدث أديب حافظ من أهل بيت جلالة. صحب الحافظ أبا عمر بن عبد البر، وروى عنه فأكثر. ولما توفى أبو عمر بن عبد البر، كان هو الذي صلى عليه. وروى عن أبي العباس العذري وعن جماعة، وكان حسن الخط كتب كثيراً توفى - رحمه الله - سنة أربع وثمانين وأربعمائة. أفراد الأسماء 863- طيب بن محمد بن هارون

864- طارق بن عمرو، ويقال ابن زياد

بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة الكناني ثم العتقي أبو القاسم التدميري من أهل تدمير من أعمال شرق الأندلس، روى عن الصباح بن عبد الرحمن ويحيى بن عون بن يوسف الخزاعي وغيرهما، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. 864- طارق بن عمرو، ويقال ابن زياد هو أول من غزا الأندلس سنة اثنتين وتسعين من الهجرة وافتتح كثيراً منها ثم لحق به موسى بن نصير ونقم عليه إذا غزاها بغير إذنه وسجنه وهم بقتله، ثم ورد عليه كتاب الوليد بن عبد الملك بإطلاقه وترك التعرض له فأطلقه وخرج معه إلى الشام كما قدمنا ذكره في أول الكتاب. 865- طارق بن موسى بن يعيش بن الحسين بن علي بن هشام المخزومي فقيه محدث يروى عن أبي عبد الله الرازي وابن مشرق. 866- طوق بن عمر بن شيب التغلبي جياني من أهل جيان، محدث له رحلة وطلب، مات بالأندلس خمس وثمانين ومائتين. 867- طليب بن كامل اللخمي، يكنى أبا خالد وهو أيضاً عبد الله بن كامل له اسمان، ولعل طليباً لقب، وهو أندلسي سكن الإسكندرية، روى عنه عبد الله بن وهب مات سنة ثلاث وسبعين ومائة، ذكره أبو سعيد بن يونس. 868- طود بن قاسم بن أبي الفتح، أبو الحزم من أهل شذوذة من ساكني قلسانة من كور شذونة ينسب إليها، سمع بقرطبة من غير واحد. 869- طلحة بن أحمد بن عطية المحاربي، أبو الحسن: يروى عنه محمد بن عبد الرحيم.

باب العين

780- ظافر بن إبراهيم بن أحمد بن أمية بن إبراهيم بن أحمد بن المرابط المرادي: من أهل أوريولة من نظر تدمير، فقيه فاضل يروى عن الحافظ أبي علي الصدفي أكثر المصنفات سماعاً عليه. باب العين من اسمه عبد الله 871- عبد الله بن محمد بن زرقون السرقسطي بالزاي المقدمة على الراء محدث روى عن أصبغ بن الفرج روى عنه محمد بن وضاح أخبرني غير واحد عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم الحافظ قال: أخبرنا الكناني أحمد بن خليل: أخبرنا خالد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن مسور: أخبرنا محمد بن وضاح: أخبرنا عبد الله بن محمد بن زرقون السرقسطي قال خالد: وكان ثقة وكان ابن وضاح يحسن الثناء على قال أخبرنا أصبغ بن الفرج، قال: سمعت ابن وهب يقول: ما يحل لأحد يرد شيئاً بغر علم ولا يقول شيئاً بغير ثبت. قال: ولقد سمعت مالكاً يقول: "والله ما أحب أن تكتبوا عني كل ما تسمعون مني" قال بن وهب: ولو عرضنا على مالك كل ما كتبنا عنه لمحا ثلاثة أرباعه. 872- عبد الله بن محمد بن خالد بن مرتينل مولى عبد الرحمن بن معاوية

873- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بدرون الحضرمي

بن هشام أول أمراء بني أمية بالأندلس وكان عبد الله بن محمد فقيها مات سنة إحدى وستين ومائتين وقبل سنة ست وخمسين. 873- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بدرون الحضرمي أندلسي سمع ببلده ورحل ومات بالأندلس سنة إحدى وثلاثمائة. 874- عبد الله بن محمد بن أبي الوليد الأعرج شذوني توفى سنة عشر وثلاثمائة. 875- عبد الله بن محمد بن أبي الوليد أندلسي سمع محمد بن سحنون وأحمد بن عبد الله بن صالح، مات بالأندلس قريباً من سنة عشر وثلاثمائة روى عنه خالد بن سعدي حدثني أبو الحسن نجبة عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم، أخبرنا الكناني، أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي الوليد وكان من الخاشعين قال: رأيت أبا الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي يرفع يديه عند كل خفض ورفع. قال عبد الله: وأخبرني أحمد بن عبد الله صالح قال: رأيت محمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن حنبل وعلي بن المدني يرفعون أيديهم وقد قيل فيه عبد الله بن أبي الوليد نسب إلى جده، وقد أعدناه في موضعه ونبهنا عليه. 876- عبد الله بن محمد بن حنين مولى بني أمية أندلسي كنيته أبو محمد ويعرف بابن أخي ربيع روى عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي، كتب عنه أبو سعيد بن يونس بمصر وقال: قال لي أصبغ الأندلسي: إنه مات بها في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وفي موضع آخر عنه سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. 877- عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عاصم بن مسلم الثقفي أندلسي يروى عن

878- عبد الله بن محمد بن القاسم بن ملول أبو محمد

أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السراج مات بالأندلس بعد سنة ثلاثمائة. 878- عبد الله بن محمد بن القاسم بن ملول أبو محمد أندلسي روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، توفى بمصر في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. 879- عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة أبو محمد المعروف بالباجي أصله من باجة القيروان لا من باجة الأندلس وسكن إشبيلية وهو فقيه محدث مكثر جليل سمع من محمد بن عمر بن لبابة ومحمد بن قاسم وأحمد بن خالد وعبد الله بن يونس المرادي صاحب بقى بن مخلد ومحمد بن عبد الملك بن أيمن والحسن بن عبد الله الزبيدي صاحب أبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود وأبي سعيد عثمان بن جرير صاحب محمد بن سحنون وغيرهم، روى عنه ابنه أحمد وأحمد بن عمر بن عبد الله بن عصفور وخلف بن سعيد بن أحمد المعروف بالمنفوخ الفقيه وعبد الله إبراهيم الأصيلي وأبو عثمان سعيد بن سيد توفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وصلى عليه ابنه أبو عمر الفقيه قال أبو عمر بن عبد البر: أخبرنا خلف بن سعيد بن أحمد بمسند علي بن عبد العزيز المنتخب عن أبي محمد الباجي عن أحمد بن خالد بن علي بن عبد العزيز. 880- عبد الله بن محمد بن موسى بن أزهر الأستجي توفى سنة ست وسبعين وثلاثمائة. 881- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني البزاز أبو محمد سمع بالأندلس ورحل فسمع الحجاز ومصر والشام جماعة منهم أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن صاحب الفربري وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد وأبو بكر أحمد بن أبي الموت المكي وأحمد بن محمد بن أشتة الأصبهاني صاحب كتاب المخبر في القراءات

882- عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن أبو محمد

وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن عمر الخياش وإبراهيم بن جامع صاحب مقدام بن داود وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع الشكري صاحب علي بن عبد العزيز وحمزة بن محمد بن علي الكناني وأبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن فراس وأبو عبد الله محمد بن مسرور وأبو الحكم منذر بن سعيد القاضي بالأندلس وغيرهم حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو بكر مصعب بن عبد الله بن الفرضي الحاكم قال أبو عمر: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الجهني بمصنف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قرأه عليه وأنا أسمع عن أبي القاسم حمزة بن محمد بن النسائي قال: وأخبرني الحاكم أبو بكر مصعب بن عبد الله قال: أخبرنا الإمام المحدث أبو محمد بن أسد قال: أعطيت بوادي القري ثيابي لامرأة أعرابية تغسلها فغسلتها فأتت بها فدقتها بحزاي بن حجرين وهي تقول: أعط الأجير أجره وينصرف ... إن الأجير بالهوان معترف قال فحفظت عنها الشعر وزدتها على أجرتها قيراطاً. 882- عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن أبو محمد رحل إلى العراق وغيرها وسمع إسماعيل بن محمد الصفار وأبا بكر بن عبد الرازق المعروف بابن داسة صاحب أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطعي صاحب عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن سليمان النجاد ومحمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني صاحب إسماعيل القاضي ونحوهم وحدث بالأندلس روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 883- عبد الله بن محمد بن مغيث أبو محمد والد القاضي أبو الوليد يونس

884- عبد الله بن محمد أبو الصخر

بن عبد الله يعرف بابن الصفار مشهور بالعلم والأدب جمع في أشعار الخلفاء من بني أمية كتاباً، كان أثيراً عند الحكم المستنصر حدثني أبو الحسن نجبة عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو الوليد يونس بن عبد الله القاضي قال: لما أراد الحكم المستنصر غزو اليوم سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، تقدم إلى والدي بالكون في صحبته فاعتذر بضعف في جسمه، [فقال] : المستنصر لأحمد بن نصر قل له إن ضمن لي أن يؤلف في أشعار خلفائنا بالمشرق وبالأندلس مثل كتبا الصولي في أشعار خلفاء بني العباس أعفيته من الغزاة. فخرج أحمد بن نصر إليه بذلك فقال: أفعل ذلك لأمير المؤمنين إن شاء الله قال: فقال المستنصر: إن شاء أن يكون تأليفه في منزله فذلك إليه وإن شاء أن يكون في دار الملك المطلة على النهر فذلك له. قال: فسأل، أي يكون ذلك في دار الملك وقال: أنا رجل مورود في منزلي وانفرادي في دار الملك لهذه الخدمة أقطع لكل شغل فأجيب إلى ذلك وكمل الكتاب في مجلد صالح وخرج به أحمد بن نصر إلى الحكم المستنصر فلقيه بالمجلد بطليطلة، فسر الحكم به، قال أبو الوليد بن الصفار: وفي تلك السنة مات أبي، يعني سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة أنشد له أبو محمد بن حزم: أتوا [حسبة] إن قيل [جد نحوله ... فلم يبق] من لحم عليه ولا عظم فعادوا قميصاً في فراش فلم يروا ... ولا لمسوا شيئاً يدل على جسم طواه الهوى في ثوب سقم من الضنى ... فليس بمحسوس بعين ولا وهم 884- عبد الله بن محمد أبو الصخر أديب شاعر ذكره أحمد بن فرج ومن شعره: ديار عليها من بشاشة أهلها ... بقايا تسر النفس أنسا ومنظرا

885- عبد الله بن محمد بن فرج الجياني

ربوع كساها المزن من خلع الحيا ... بروداً وحلاها من النور جوهرا تسرك طوراً ثم تشجيك تارة ... فترتاح تأنيساً وتشجيعي تذكرا 885- عبد الله بن محمد بن فرج الجياني أخو أحمد صاحب كتاب الحدائق وسعيد أديب شاعر ذكره له أخوه أحمد في كتابه شعراً كثيراً وربما ينسبه إلى جده في الأكثر فمن شعره: سؤالك الميت عن الحي ... ضرب من العي أو الغي ما وقفة في طلل واقف ... على البلى يسأل عن مي وله: تداركت من خطأي نادماً ... أأرجو سوى خالقي راحما فلا رفعت صرعتي أن رفع ... ت يدي إلى غير مولاهما أموت وأشكو إلى من يموت ... بماذا أكفر هذا بما؟ 886- عبد الله بن محمد بن قاسم بن حزم القلعي أندلسي، محدث فاضل زاهد عالم، وكان مع ذلك من الرجال الذين لا نظير لهم في البأس والرجولية، مذكور الشجاعة، مشهور البسالة، له رحلة وصل فيها إلى العراق، وسمع بالبصرة من أبي إسحق إبراهيم بن سعيد البصري المالكي، صاحب القاضي ابن بكير مؤلف أحكام القرآن، حدث بالأندلس، روى عنه عبد الله بن أحمد بن بتري، وقد روى أبو سعيد عن عبد الله بن محمد بن القاسم الأندلسي، وكناه أبا محمد ولعله هذا. 887- عبد الله بن محمد بن عبد الله الملك بن جهور من أهل الأدب والبيت الجليل ذكره أبو محمد بن حزم وروى عنه. 888- عبد الله بن محمد بن يوسف،

المعروف بابن الفرضي أبو الوليد القاضي كان حافظاً متقناً عالماً، ذا حظ وافر في الأدب، سمع بالأندلس من جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ. ومحمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي، ومحمد بن يحيى بن العزيز المعروف بابن الخراز، ومحمد بن محمد بن أبي دليم وأبو أيوب سليمان بن أيوب وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن مسعود وبأفريقية من أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن النفزي المعروف بابن أبي زيد وأبي الحسن علي بن محمد بن خلف، المعروف بالقابسي، وبمصر من أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، وأبي محمد بن الضراب، وبمكة من أبي يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني المكي، وسمع أيضاً من أبي عبد الله أحمد بن عمر بن الزجاج القاضي وغيره، وله "تاريخ العلماء الرواة للعلم بالأندلس"، وكتاب كبير في المؤتلف والمختلف أخبرنا عنه غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر، وعن شريح عن أبي محمد بن حزم. ومات مقتولاً في الفتنة أيام دخول البربر قرطبة سنة أربعمائة أخبرني أبو محمد بن حزم، ومات مقتولاً في الفتنة أيام دخول البربر قرطبة سنة أربعمائة أخبرني أبو محمد بن حزم، قال أخبرنا أبو الوليد بن الفرضي، قال: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله الشهادة، ثم انحرفت وفكرت في هول القتل، فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك فاستحييت، قال أبو محمد: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف وهو في آخر رمق: "لا يكلم أحد من سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، وجرحه يثغب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك". كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، قال: ثم قضى نحبه على أثر ذلك، وهذا الحديث خرجه مسلم عن عمرو الناقد وزهير بن حرب عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مسنداً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حدث عنه أبو عمر بتاريخه في العلماء والرواة للعلم بالأندلس،

889- عبد الله بن محمد عبد البر النمري

وعنه عن أبي زيد برسالته في الفقه، وعنه عن القابسي بكتابه المعروف بكتاب المنبه لدوي الفطن على غوائل الفتن، رأيت من شعره قصيدة قالها في رحلته إلى المشرق، وكتب بها إلى أهله: مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا وما لي حياة بعدكم أستلذها ... ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا ولم يسلني طول التنائي هواكم ... بل زادني شوقاً وجدد لي ذكرا يمثلكم لي طول شوقي إليكم ... ويدنيكم حتى أناجيكم سرا سأستعتب الدهر المفرق بيننا ... وهل نافعي إن صرت أستعيب الدهرا أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ... واستسهل البر الذي جبت والبحرا ويؤيسني طي المراحل دونكم ... أروح على أرض وأغدوا على أخرى وتالله ما فارقتكم عن قلى لكم ... ولكنها الأقدار تجري كما تجري رعتكم من الرحمن عين بصيرة ... ولا كشفت أيدي الردى عنكم سترا وأنشد له أبو محمد بن جزم: إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمراً فليس بدونه ذلي له في الحب من سلطانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه 889- عبد الله بن محمد عبد البر النمري والد أبي عمر الحافظ، سمع من أحمد بن مطرف وطبقته، وكان يقرأ على الشيوخ ويسمع الناس بقراءته، ذكر ذلك ابنه الحافظ أبو عمر. 890- عبد الله بن محمد بن مسلمة من أهل العلم والأدب، ناقد من نقاد الشعر، كان رئيساً جليلاً في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر ملك الأندلس،

891- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي

كاتباً وفي ديوانه كان زمام الشعراء في تلك الدولة، وعلى يديه كانت تخرج صلاتهم ورسومهم، وعلى ترتيبه كانت تجري أمورهم، ذكره أبو عامر بن شهيد وغيره. 891- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي والد الحافظ أبي بكر، كان بإشبيلية بدراً في فلكها، وصدراً في مجلس ملكها، واصطفاء ملكها ابن عباد اصطفى المأمون لابن أبي داود هكذا قال فيه الفتح في كتاب المطمح له، ولما نشأ ابنه الحافظ أبو بكر، وتحقق النجابة في رحل [ ... ] إلى المشرق، ولم يزل يتحول معه، ويختلف إلى العلماء مدة إلى أن توفى هناك، عفا الله عنه بمصر، وكان ذا حظ من الطب والأدب. 892- عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، أبو محمد إمام في اللغة والآداب سابق مبرز، وتواليفه دالة على رسوخه واتساعه ونفوذه وامتداد باعه، مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفى في رجب الفرد في عام إحدى وعشرين وخمسمائة، وكان ثقة مأمون على ما قيد، وروى ونقل وضبط. 893- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الخشني، أبو محمد واحد وقته بشرق الأندلس حفظاً ومعرفة وعلماً بالفروع، وسبقاً فيها غير منازع مشهور بالفضل محافظ على نشر العلم وصونه تعظمه الأمراء، وتعرف له حقه ويتبرك به وبصالح دعائه، ولم يكن قبله ولا بعد بمرسية إلى الآن أكثر صدقة منه، ولم يزل كذلك طول حياته إلى أن توفى. أخبرت عنه أن اشترى ذات يوم فرساً في السبيل لبعض المجاهدين بثمن كثير، واجتمع عنده البائع والمشتري له وحضر الثمن، فبكى البائع، فقال له: ما يبكيك ترانا نقصناك

894- عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن فورتش القاضي أبو محمد

من ثمن فرسك؟ قال: لا، ولكني أبعه في افتكاك ابن لي مجاهد أسره العدو قصمه الله فقال له: وبكم افتككته؟ فقال: بكذا لعدد أكثر من ثمن الفرس، فأخرج له فدية ابنه ودفع إليه فرسه، وأمر باشتراء فرس آخر لذلك المجاهد بثمن ذلك الفرس، ومن هذا كثير جداً. روى عن حاتم بن محمد الطرابلسي وغيره ورحل فحج وانصرف ولم يزل يقرئ الحديث والفقه بمرسية إلى أن توفى سنة ست وعشرين وخمسمائة ومولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة حدثني عنه ابن عم أبي قرأ عليه سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. 894- عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن فورتش القاضي أبو محمد فقيه إمام محدث توفى سنة خمس وتسعين وأربعمائة ومولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة يروى عن أبي عمر الطلمنكي وأبي الوليد الباجي وأبي الفتح السمرقندي والسفاقسي وغيرهم. روى عنه الحافظ أبو علي بن سكرة وغيرهم. 895- عبد الله بن محمد بن ذري التجيبي الركلي فقيه فاضل محدث توفى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة يروى عنه أبو عبد الله بن سعادة بالإجازة. 896- عبد الله بن محمد بن صاره توفى سنة سبع عشرة وخمسمائة. 897- عبد الله بن محمد النفزي المرسى أبو محمد بن الخطيب توفى سنة ثمان وثلاثمائة وخمسمائة. 898- عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري فقيه محدث راوية زاهد فاضل، روى فأكثر وقرب ففر. كان شيخي القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد يصفه لي ويقول لي: إنه لم يخرج على قوس المرية أفضل منه وأنه نبهه للطب وحببه إليه ورغبه فيه وأكثر ما سمع إنما سمعه بقراءته، فلما لقيته بسبتة وقرأت عليه بها كتاب مسلم روايته

899- عبد الله بن محمد بن علي الجهني الوهراني أبو محمد

عن ابن زغبية عن العذري تحققت ما كان يصفه شيخي به، وكان أهل سبتة يعظمونه ويعرفون له حقه، وكان لا يتصرف ولا يشهد الجمعة لعذر، فكانوا إذا كانت لهم جنازة قصدوا بها داره، فيصلي عليها تبركاً به، ويحملونها للدفن، وكنت مدة ملازمتي له أرى من فضله وحسن خلقه ما يعجبني، كان يؤتي بالصبيان فيمسح على رؤوسهم، ولا يسافر مسافر منهم حتى يدعو له، ومهما توقف القاضي في نازلة وجه الخصمين إليه فرضياً بقول وانصرفا أخوين. توفى - رحمه الله - في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة عن سن عالية. 899- عبد الله بن محمد بن علي الجهني الوهراني أبو محمد فقيه يروى عن القاضي أبي علي الصدفي. 900- عبد الله بن محمد بن عيسى التميمي السبتي أبو محمد فقيه، وكان أبوه قاضياً، يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة وغيره. 901- عبد الله بن أحمد بن بتري كنيته أبو مهدي روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، روى عنه أبو الوليد هشام بن سعد الخير بن فتحون الكاتب. 902- عبد الله بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الله القيسي مالقي يعرف بابن الوحيد القاضي فقيه محدث، يروى عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم ومحمد بن مدرك الغساني المالقي، وغيرهما مولده سنة ست وخمسين وأربعمائة، وتوفى يوم الثلاثاء السادس والعشرين من محرم سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه أبو جعفر حمدين بن محمد بن حمدين، وعمي في آخر عمره لزم القعود في داره إلى أن توفى. 903- عبد الله بن أحمد بن سماك العاملي أبو محمد فقيه محدث، توفى في السابع

904- عبد الله بن أحمد بن عمرو بن قاسم الشلبي

والعشرين لرمضان المعظم عام أربعين وخمسمائة وهو ابن أربع وثمانين. 904- عبد الله بن أحمد بن عمرو بن قاسم الشلبي سنة ست وأربعين وخمسمائة. 905- عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي الظاهري فقيه محدث، توفى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. 906- عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الأموي المعروف بالأصيلي أبو محمد من كبار أصحاب الحديث والفقه، رحل فدخل القيروان وسمع بها، ثم رحل منها مع أبي ميمونة دراس بن إسماعيل الفاسي الفقيه الزاهد وهو أبي الحسن علي بن محمد بن خلف الفاسي إلى مصر ومكة فسمع من أبي القاسم حمزة بن محمد بن علي وأبي محمد الحسن بن رشيق ومحمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية وغيرهم، وبمكة من جماعة ومن أبي زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المروزي الفقيه صحيح أبي عبد الله البخاري عن محمد بن يوسف الفربري عنه، ثم رحل إلى العراق، فسمع أبا بكر الشافعي محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله البزاز، ومحمد بن أحمد بن الحسين الصواف أبا علي وحبيب بن الحسن بن داود وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة كثرة ومن طبقتهم ومن بعدهم ببغداد وبالكوفة والبصرة وواسط وأكثر الجمع والرواية ورجع إلى الأندلس فساد في ذلك، وكان متقناً للفقه والحديث ألف كتاباً كبيراً في الدلائل على المسائل فما قصر، وقد أخبر أبو محمد القيسي الحفصوني: إنه رأى للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، رواية عنه في بعض كتبه ومات بالأندلس قريباً من الأربعمائة. روى عنه أبو محمد علي بن أحمد والمهلب بن أبي صفرة وغير واحد، وأخبرني جماعة من أشياخي عن الحافظ أبي محمد الرشاطي أنه قال: توفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة على أثر موت ابن أبي عامر وأن

907- عبد الله بن إسماعيل بن حرب

الحكم استجلبه من العراق، فلما وصل المرية مات الحكم، فبقي حائراً وكان مقلاً ثم نهض إلى قرطبة فشرف فقهاؤها بمكانه، وبقي بها مدة مضاعاً حتى عرف ابن أبي عامر مكانه في العلم فرغب فيه، وقدمه إلى الشورى ثم ولى قضاء سرقسطة وكان من حفاظ رأي مالك إلا أنه كان على مذهب العراقيين من أصحابه، ويلقب أبوه إبراهيم "زق الإبرة" لشكاسة كانت في خلقه، ووالده إبراهيم هو الذي رحل به إلى أصيلة، من بلاد العدوة بلد بقرب طنجة، وهو اليوم خراب ويقال فيه أزيلة بالزاي وأصله من كورة شذونة وهو مدفون بقرطبة بمقبرة الرصافة، وصلى عليه القاضي أبو العباس بن ذكوان. 907- عبد الله بن إسماعيل بن حرب حافظ أندلسي دخل المشرق، روى عنه عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحضيني. 908- عبد الله بن إبراهيم بن معزول الألسي يكنى أبا محمد يروى عن أبي علي الصدفي. 909- عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الأسلمي، عرف بابن قهرة الشيء فقيه حسن الخط كان قاضياً بها توفى [ ... ] . 910- عبد الله بن أصبغ بن الصناع قرطبي فقيه، محدث، توفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 911- عبد الله [ ... ] بن أيوب الشاطبي الفهري أبو محمد فقيه محدث، توفى بشاطبة سنة ثلاثين وخمسمائة وقد قارب

912- عبد الله بن أسود

السبعين، يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 912- عبد الله بن أسود لورقي، توفى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. 913- عبد الله [بن جابر] ويقال ابن حاتم من الموالي الأندلس، يروى عن عبد الله بن وهب مات بسوسة من أعمال القيروان سنة ست وخمسين ومائتين، وقول من قال: عبد الله بن جابر أصح والله أعلم. 914- عبد الله بن السحن بن السندي وشقي توفى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. 915- عبد الله بن الحسين وقيل ابن الحر بن سعيد بن سعيد بن بشر بن عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم ذكره الخشني محمد بن حارث، وقال: إنه مات بالأندلس قريباً من سنة عشر وثلاثمائة وفي نسخة أخرى عنه، ابن عمر بن الحكم بإسقاط مروان، والله أعلم بالصواب. 916- عبد الله بن الحسن بالزبيدي أبو محمد أخو أبي بكر محمد بن الحسن النحوي، ذا حظ من الفقه وعلم الأدب، حدثني أبو الحسن نجبة عن شريح عن أبي محمد الحافظ: أن أبا الوليد محمد بن محمد بن الحسن الزبيدي، أخبرهم بأفريقية عن عمه عبد الله هذا بأخبار، وكان يذكر من فضله. 917- عبد الله بن أبي الحسين أبو بكر أديب شاعر رئيس من أهل بيت كبير، وأصلهم من حمير، كان في زمن المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر أخبر أبو محمد بن أبي حزم: أنه سمعه ينشد الوزير أبا عمر أباه قصيدة لنفسه أولها: قفا إن نشر الأرض بعض نسيمه ... ومغنى الهوى هذا فمن لرسومه

918- عبد الله بن حكم بن العباس القرشي أبو محمد

قفا نتذكر حسن أيام ريمة ... وما قد تولى طاعناً من نعيمه ليالي كان الوصل فيهن طالعاً ... مع البدر والمشغوب بعض نجومه 918- عبد الله بن حكم بن العباس القرشي أبو محمد أديب شاعر قال أبو محمد بن حزم: أدركناه بزماننا، ومن شعره في صفة الربيع والمطر: تحلت بما أبدى الثرى كل تلعة ... وزخرف من در الحيا جيدها العطل نتائج أم لم تلد قط ناطقاً ... ولا كان من غير السحاب لها نجل وله: عجيب من الخيري يكتم عرفه ... نهاراً ويسري بالظلام فيعرب تجلى عروس الطيب منه يد الدجى ... ويبدو له وجه الصباح فيحجب وله في وصف كأس: هواء صيغ من ضد الهواء ... وشكل ماثل في شكل ماء إذ عاينته ملآن أخفى ... عليك إناءه ما في الإناء وإن مزجت به كأس تبدت ... كنوز الشمس في ثوب الهواء 929- عبد الله بن حجاج أبو بكر من أهل إشبيلية شاعر منتجع مات بعد الثلاثين وأربعمائة ومن شعره: لما كتمت الحب لا عن قلى ... ولم أجد إلا البكا والعويل "ناديت" والقلب به مغرم ... يا حسبي الله ونعم الوكيل 920- عبد الله بن حيان الأروشي نزيل بلنسية فقيه محدث عارف توفى سنة سبع وثمانين وأربعمائة ومولده في عام تسع

921- عبد الله بن خليفة بن أبي عرجون أبو محمد

وأربعمائة، روى عن أبي عمر البر، وأبي عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي، وأبي القاسم بن الآفليلي وأبي هارون جعفر بن أحمد بن عبد الملك وأبي الفضل محمد بن محمد بن عبد الواحد التميمي البغدادي وكانت له همة عالية في اقتناء الكتب وجمعها ذلك ابن علقمة في تاريخه: أن ابن ذي النون صاحب بلنسية أخذ كتب الأروشي من داره وسيقة إلى قصره ذلك ماية عدل وثلاثة وأربعون عدلاً من أعدال الحمالين يقدر كل عدل منها بعشرة أرباع وقيل: [إنه كان] قد أخفى منها نحو الثلث. 921- عبد الله بن خليفة بن أبي عرجون أبو محمد فقيه عارف، توفى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وكان قاضي القضاة بشرق الأندلس. 922- عبد الله بن دينار بن وافد الغافقي يروى عن محمد بن إبراهيم المدني وغيره وهو أخو عيسى بن دينار. 923- عبد الله بن الربيع بن عبد الله التميمي أبو محمد سكن قرطبة سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي، وعبد الله بن محمد بن عثمان وأبا علي إسماعيل بن القاسم القالي اللغوي، مات في سنة خمس عشرة وأربعمائة. روى عنه أبو محمد بن حزم قال محمد: أخبرنا عبد الله بن ربيع قال: أنا أبو علي القالي قال: قرأت على أبي بكر دريد: أقول لصاحبي والعيس يحدى ... بنا بين المنيفة والضمار تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار 924- عبد الله بن سليمان المعروف بدرود وبعضهم يصغره فيقول: دريود من أهل النحو والشعر وله كتاب في العربية شرح به كتاب الكسائي، وهو مذكور في كتاب الحدائق ومن شعره فيه: القلب يدرك ما لا عين تدركه ... والحسن ما استحسنته النفس لا البصر

925- عبد الله بن سعيد أبو محمد

وما العيون التي تعمى إذا نظرت ... بل القلوب التي يعمى بها النظر 925- عبد الله بن سعيد أبو محمد أندلسي، جاور مكة نحو أربعين سنة روى عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد الكرجي، وأبي ذر عبد بن أحمد، وأبي القاسم عبيد الله بن محمد البغدادي السقطي والغازي أبي بكر المطوعي، روى عنه أحمد بن عمر بن أنس العذري، وحاتم بن محمد الطرابلسي، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخولاني ويعرف بان الحصار توفى سنة ست وثلاثين وأربعمائة ويعرف أيضاً بالشنتجالي. 926- عبد الله بن سعيد أبو محمد المعروف بابن الشقاق فقيه قرطبي مشهور يروى عن عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، روى عنه حاتم بن محمد الطرابلسي وغيره. 927- عبد الله بن سعيد البكشلاري وبشكلار وادي قنبانية قرطبة عليه قرى، يكنى أبا محمد، فقيه محدث عارف شيخ أبي علي الغساني قال أبو علي: أجاز لي جميع رواياته، عن شيوخه وهم: أبو محمد الأصيلي، وأبو حفص بن نايل، وأبو العاصي حكم بن منذر بن سعيد القاضي، وغيرهم، وكتب لي بخطه في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. 928- عبد الله بن سهل بن يوسف المقرئ إمام في الإقراء والتجويد، فاضل، له تواليف في القراءات، تدل على معرفته، أخبرني ابن عم أبي رحمه الله قال لي: كان جدك أحمد قد مشى إلى المرية في تجارة، وحمل معه دابتين له، كان الفقيه المقرئ أبو محمد عبد الله بن سهل يقرئ بالمرية، وكان معظماً عند أهلها فدخل الحمام ذات يوم، فوجد فيه اليهودي وزير صاحب المرية في ذلك التاريخ، وبين

929- عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان الصدفي أبو محمد الطليطلي يعرف بابن ذنين

يديه صبي اسمه محمد، وهو ينادي: يا محمدال يردد هذا، وكان اليهودي أصلع فلم يملك الفقيه نفسه أن قام إليه وضربه بحجر كان هناك خلف الدابة ضربة في رأسه فقتله، وخرج كما هو فلبس ثيابه، ولم يستطيع أحد أن يقول للفقيه شيئاً هيبة له وإعظاماً، وخرج إلى باب المدينة وركب الطريق وخفه في رجله، وقضى جدك حاجته وخرج بدابتيه، فوجد الفقيه على قرب من المدينة فعرض عليه ركوب إحدى الدابتين فركبها وأعلمه بما كان فأسرع به السير، وأوصله تلك الليلة إلى بلس وحينئذ تحقق الفقيه أنه أمن في سربه، ولم يزل يعرف ذلك لجدك ويشكره عليه. توفى رحمه الله سنة ثمانين وأربعمائة. 929- عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان الصدفي أبو محمد الطليطلي يعرف بابن ذنين يروى عن أحمد بن عون الله ومحمد بن أحمد بن مفرج ومحمد بن محمد بن جبريل العلاف، ويرى فتوح مصر لابن عبد الحكم، عن أبي بكر محمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس عن علي بن الحسن. 930- عبد الله بن عبد العزيز بن محمد أبو عبيد، ذو الوزارتين الأديب ذكره محمد بن مدرك الغساني توفى سنة ست وتسعين وأربعمائة. 931- عبد الله بن عبد الرحمن بن الجحاف المعافري فقيه محدث من أهل بيت قضاء وعلم وجلالة ومنازلهم ببلنسية من أعمال شرق الأندلس، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وروى عنه الحديث، وقال: هو أفضل قاض رأيته ديناً وعقلاً وتصاونا مع حظه الوافر من العلم، مات قريباً من الأربعمائة. ?932- عبد الله بن الناصر عبد الرحمن

933- عبد الله بن عبد العزيز القرشي المعروف بالحجر

بن محمد ذكره أبو محمد علي بن أحمد وقال: كان فقيهاً شافعياً شاعراً إخبارياً متنسكاً قال، ومن شعره: أما فؤادي فكاتم ألمه ... لو لم يبح ناظري بما كتمه ما أوضح السقم في ملاحظ من ... يهوى وإن كان كاتماً سقمه ظللت أبكى وظل يعذلني ... من لم يقاس الهوى ولا علمه إليك عن عاشق بكى أسفاً ... حبيبه في الهوى وإن ظلمه ظللت جيوش الأسى تقاتله ... مذ نذرت أعين الملاح دمه 933- عبد الله بن عبد العزيز القرشي المعروف بالحجر من أولاد الحكم الربضي أديب شاعر قال الحميدي: أنشدني عنه أبو عبد الله بن المعلم الطليطلي قال: أنشدني لنفسه: اجعل لنا منك حظاً أيها القمر ... فإنما حظنا من وجهك النظر رآك ناس فقالوا إن ذا قمر ... فقلت: كفوا فعندي فيهما خبر البدر ليلة نصف الشهر بهجته ... إلا الصباح وهذا دهره قمر والله ما طلعت شمس ولا غربت ... إلا وجاءت إليك الشمس تعتذر 934- عبد الله بن عمر بن الخطاب ولي قضاء إشبيلية وهو معروف ببلده، قتل سنة ست وسبعين ومائة، ذكره ابن يونس. 935- عبد الله بن عثمان أبو محمد يروى عن طاهر بن عبد العزيز، وسعد بن معاذ، روى عنه أبو محمد مسلمة بن محمد بن

936- عبد الله بن عثمان بن مروان العمري البطليوسي أبو محمد

البتري، وأبو إسحق إبراهيم بن شارك قاله أبو عمر بن عبد البر النمري. 936- عبد الله بن عثمان بن مروان العمري البطليوسي أبو محمد نحوي، فقيه شاعر، كان يقرأ عليه الأدب، مات قريباً من سنة أربعين وأربعمائة قال الحميدي: فمما أنشدني لنفسه: عرفت مكانتي فسبب عرضي ... ولو أني عرفتكم سببت ولكن لم أجد لكم سمواً ... إلى الكرومة فلذا سكت 937- عبد الله بن عثمان بن الجبير اليحصبي أبو محمد الكاتب أديب توفى سنة ثمانية عشر وخمسمائة. 938- عبد الله بن عاصم صاحب الشرطة كان أديباً، شاعراً، سريع البديهة كثير النوادر، ومن جلساء الأمير محمد بن عبد الرحمن، ذكره غير واحد وحكوا: أنه دخل عليه في يوم ذي غيم، وبين يديه غلام حسن المحاسن جميل الزي لين الأخلاق، فقال له: يا عبد الله ما يصلح ليومنا هذا؟ فقال: عقار [تنفر الذبان وتؤنس الغزلان] وحديث كقطع الروض قد سقطت في مؤنة التحفظ وأرخى له عنان التبسط يديرها هذا الأغيد المليح، فاستضحك الأمير ثم أمر بمراتب الغناء وآلات الصهباء، فلما دارت الكأس استمر الأمير نوادره، واستطرد بوادره، وأشار إلى الغلام أن يؤكد في سقيه ويلح عليه، فلما أكثر رفع عبد الله رأسه إليه وقال على البديهة: يا حسن الوجه لا تكن صلفاً ... ما لحسان الوجه والصلف يحسن أن تحسن القبيح ولا ... ترثى لصب متيم دنف

939- عبد الله بن عبيد أبو محمد

فاستبدع الأمير بديهته، وأمر له ببدرة ويقال أنه خيره بينها وبين الوصيف فاختارها هرباً من الظنة. 939- عبد الله بن عبيد أبو محمد شاعر مشهور ينتجع الملوك بمطولات الأشعار فيحسن، فمن شعره في صفة مرقب عال: ومخترق ثوب العنان كأنما ... له حاجة فيها سما ليومها فأحسبه ظن المقابل زهرة ... فمد إليها أنفه ليشمها 940- عبد الله بن علي بن أحمد اللخمي أبو محمد سبط أبي عمر بن عبد البر فقيه محدث. توفي بأغماث سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 941- عبد الله بن عبد الملك بن سمجون الهلالي فقيه محدث، مولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 942- عبد الله بن علي بن عبد العزيز بن فرج الغافقي محدث، يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 943- عبد الله بن علي بن عبد الله اللخمي الرشاطي الفقيه النسابة أبو محمد له كتاب "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار" وهو كتاب غريب كثير الفوائد جامع، لقيه شيخي القاضي أبو القاسم بالمرية، وقرأ عليه بها كتاب علوم الحديث للحاكم، وناوله هذا الكتاب، الذي ألفه: مولده سنة خمس وستين وأربعمائة. 944- عبد الله بن الفرج بن جميل بن سليمان النميري أندلسي، سمع من أصبغ

945- عبد الله بن فايز العكي أبو محمد

بن الفرج "روى عن أبي علي الصدفي وغيره. 945- عبد الله بن فايز العكي أبو محمد مقرئ أستاذ مجود، توفى سنة ستين وخمسمائة. 946- عبد الله بن فتوح بن موسى بن عبد الواحد الفهري أبو محمد البونتي له كتاب حسن مفيد، جمع فيه الوثائق والمسائل من كتب الفقهاء. 947- عبد الله بن أبي نصر بن فاتح السكي أبو محمد كان - رحمه الله - مجتهداً في تقييد الحديث وقراءته عارفاً بالخطوط، استفاد ذلك من شيخنا أبي القاسم بن محمد. توفى غريقاً في البحر عازماً على الرحلة بعد عام سبعين وخمسمائة. 948- عبد الله بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي أبو محمد أندلسي مشهور بالرحلة والطلب، فقيه جليل، وكان يميل إلى القول بالظاهر ذكره محمد بن حارث الخشني فقال: مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين وذكر فضله أبو محمد علي بن أحمد قال: وإذا نعتنا عبد الله بن قاسم بن هلال، ومنذر بن سعيد لم نجار بهما إلا أبا الحسن بن المغلس الخلال، والديباجي، ورويم بن أحمد، وقد شاركهم عبد الله بن أبي سليمان وصحبته يعني داود بن علي. 949- عبد الله بن الناصر أديب فاضل أبوه الناصر، بسبب متابعة أكثر الناس له لأدبه وفضله في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 950- عبد الله بن كامل ويقال له طليب بن كامل ولعل طليباً لقب، كنيته أبو خالد مات بالإسكندرية سنة ثلاث وسبعين ومائة، من أهل الأندلس، نسيت بلده، يروى عن ابن وهب وقد تقدم ذكره في باب الطاء. 951- عبد الله بن ميسرة الفهمي من

952- عبد الله بن مروان الزجاج أبو محمد

وجوه أصحاب موسى بن نصير الذين دخلوا معه الأندلس، واسمه ثابت في كتاب الصلح الذي صالح عليه عبد العزيز بن موسى بن نصير تدمير بن غيدوس ملك شرق الأندلس وتاريخه الصلح في رجب سنة أربع وتسعين من الهجرة. 952- عبد الله بن مروان الزجاج أبو محمد يروى عن القاضي أبي علي الصدفي. 953- عبد الله بن مسود الرباحي أبو محمد محدث، يروى عن جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن فرج مولى الطلاع، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره. 954- عبد الله بن أبي النعمان قاضي سرقسطة، من أهل العلم والفضل مات سنة خمس وسبعين ومائتين. 955- عبد الله بن نصر الزاهد روى عن عبد الله بن يونس المرادي، صاحب أبي عبد الرحمن بقى بن مخلد. روى عنه محمد بن سعيد بن نبات. 956- عبد الله بن أبي الوليد أندلسي، سمع محمد بن سحنون وأحمد بن عبد الله بن صالح مات بالأندلس قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد في موضع، ونسبه إلى جده، كما أخبرنا غير واحد من شريح بن محمد عن أبي محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا الكناني أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد عن عبد الله بن أبي الوليد: أنه سمع أبا الحسين أحمد بن صالح الكوفي، يقول: أبو النضر كان كبير الشأن بالمدينة أتى كتاب الخليفة إلى عامل المدينة في أمر، فأرسل إلى أبي النضر يشاوره في ذلك، فقال له أبو الخليفة إلى عامل المدينة في أمر، فأرسل إلى أبي النضر يشاوره في ذلك، فقال له أبو النضر: قد أتاك كتاب الله قبل أن يأتيك كتاب أمير المؤمنين فانظر أي الكتابين أولى فخذ به هكذا ذكره أبو سعيد نسبه إلى جده وهو عبد الله بن محمد بن أبي الوليد، وقد ذكرناه في موضعه، وذكرنا له حديثاً شاهداً بنسبه وبين ذلك خالد بن سعد في بعض رواياته عنه. 957- عبد الله بن واخزر ويقال واخزن بالنون محدث، يروى عن محمد بن

958- عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري أبو محمد

وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني مات بالأندلس سنة اثنتين وثلاثين. 958- عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري أبو محمد أندلسي فقيه محدث زاهد، رحل من الأندلس قبل الثمانين وثلاثمائة، فتفقه بالقيروان، وسمع أبا محمد بن أبي زيد وطبقته ورحل إلى مكة وسمع بها كثيراً وأقام بها مدة، وبمصر ثم انتقل إلى بيت المقدس وبها مات. 959- عبد الله بن هذيل بن قضاعة بن قانص وقيل فايض بن شعيب الكناني أندلسي. ذكره أبو سعيد. 960- عبد الله بن هارون الأصبحي أبو محمد اللاردي من أهل لاردة من الثغور فقيه أديب شاعر، زاهد متصاون، ومن أهل العلم، ذكره أبو الحسن علي بن أحمد العابدي وأنشد له أشعاراً إياها ومنها: كم من أخ قد كنت أحسب شهده ... حتى بلوت المر من أخلاقه كالملح يحسب سكراً في لونه ... ومجسه ويحول عند مذاقه 961- عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن رماد المرادي أندلسي يروى عن بقى بن مخلد، وكان من المكثرين عنه، مات بالأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة، روى عنه عبد بن نصر وخالد بن سعد وغير واحد اخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا الكناني، أخبرنا أحمد بن خليل أخبرنا خالد بن سعد أخبرنا عبد الله بن يونس المرادي من كتابه، أخبرنا بقى بن مخلد قال: أخبرنا سحنون والحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك: أنه كان يكثر أن يقول: {إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32] . 962- عبد الله بن يعقوب الأعمى

963- عبد الله بن يوسف بن عيشون المعافري الوشقي

يعرف بعبود أديب شاعر مكثر منتجع للملوك، أثير عندهم عالم بالأدب، يقرأ عليه كان في أيام الحكم المستنصر ومن شعره: [عز الفتى في الحياة ماله ... وذله في الورى] سؤاله لا تغترر باعتدال حال ... فعن قليل ترى زواله وكلما قد تراه حتماً ... لا بد من أن تحول حاله وأخبر أبو محمد علي بن أحمد أن أبا العاصي الموروري، كان يقرأ على عبود شيئاً من الأدب، مع جماعة ففاته مجلس من المجالس فكتب إليه راغباً في أن يعيد له ما فاته فأجابه: لا تأسفن أبا العاصي لفائتة ... فكان ما ليس من رزق الفتى فاتا كم من فتى وصل الأسفار مجتهداً ... من أرض دارين حتى حل أغماتا لم يسعف الرزق بالأقدار بغيته ... ولو أقام أتاه الرزق ميقاتا مولاك يكفيك فالزم باب رغبته ... فقد كفى الناس أحياء وأمواتا من يقصدن غيره يرجع بمحرمة ... كالمبتغى بالفلا الصحراء إخوانا 963- عبد الله بن يوسف بن عيشون المعافري الوشقي فقيه مذكور بوشقة ذكره ابن يونس وكان حياً في وقت ذكره إياه، وقيل عبد الله بن يوسف بن مروان بن عيشون والله أعلم وعيشون بالشين المعجمة. 964- عبد الله بن يوسف أبو محمد كان رجلاً صالحاً، روى عن أحمد بن فتح التاجر، ذكره أبو محمد علي بن أحمد روى عنه وأثنى عليه.

965- عبد الله بن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر أبو محمد

965- عبد الله بن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر أبو محمد من أهل الأدب البارع والبلاغة الذائعة، والتقدم في العلم والذكاء، مات قبل أبيه بعد الخمسين وأربعمائة بدانية، وقد دون الناس رسائله أنشدت له: لا تكثرن تأملاً ... واحبس عليك عنان طرفك فلربما أرسلته فرما ... ك في ميدان حتفك من اسمه عبيد الله 966- عبيد الله بن محمد بن عبد الملك بن الحسن بن محمد بن رزيق أو زريق بن عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أندلسي، يروى عن محمد بن وضاح بن يرفع وجده عبد الملك هو المعروف بزونان، مات عبيد الله بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين. 967- عبيد الله بن أحمد القرشي المعيطي فقيه سمع علي أبي محمد الشنتجيالي كتاب مسلم بن سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. 968- عبيد الله بن إسماعيل بن بدر بن إسماعيل مذكور بالأدب والشعر، وقد أورد له أحمد بن فرج في "الحدائق" أشعاراً كثيرة ومنها: كنت قد أهديت ورداً فادعت ... أنه من ورد خديها شرق ومشت عجلى إلى مرآتها ... فإذا ورد كورد في الطبق 969- عبيد الله بن عبد الملك بن حبيب السلمي يروى عن أبيه، وكان رجلاً صالحاً فضلاً، مات بالأندلس في نيف وتسعين ومائتين. 970- عبيد الله بن عمر بن أحمد البغدادي توفى بقرطبة سنة ستين وثلاثمائة.

973 - عبيد الله بن يحيى بن إدريس، الوزير أبو عثمان

971- عبيد الله بن حسين بن عيسى الكلبي أبو مروان قاضي مالقة، فقيه عارف، وتوفى لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسمائة، ودفن في مجلس حكمه. 972- عبيد الله بن وهب وشقي من وشقة محدث، مات بها سنة إحدى وثلاثمائة. 973- عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي، مولاهم أبو مروان يروى عن أبيه عن مالك بن أنس، وله رحلة دخل فيها العراق وسمع بها، روى عنه أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأبو عيسى بن عبد الله بن أبي عيسى، وأحمد بن محمد الرعيني، وأحمد بن ثابت التغلبي، وخليل بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن حنين المعروف بابن أخي ربيع، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر صاحب التاريخين في الفقه والقضاء، ومات عبيد الله بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين، وهو آخر من حدث عن يحيى بن يحيى. 974 - عبيد الله بن يحيى بن إدريس، الوزير أبو عثمان كان وافر الأدب، وكثير الشعر جليلاً في أيام عبد الرحمن الناصر، ذكره أحمد بن فرج، وأنشد له: تخلت من الورد الأنيق حدائقه ... وبان حميد الأنس والعهد رائقه أقام كرجع الطرف لم يشف غلة ... ولم يرو مشتاق الجوانح شائقه فما كان إلا الطيف زار مسلماً ... فسر ملاقيه وسيئ مفارقه على الورد من إلف التصابي تحية ... وإن صدمت ألف التصابي علائقه ويهنى الخدود الناضرات انفرادها ... برود الحياء المستجد شقائقه

من اسمه عبد الرحمن

من اسمه عبد الرحمن 975- عبد الرحمن بن محمد بن أبي مريم، يعرف بابن السعدي محدث أندلسي، يروى عن يحيى بن يحيى بن كثير، سنة تسعين ومائتين. 976- عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس أبو المطرف القاضي قرطبي، فقيه محدث، يروى كتاب الموطأ عن أبي عيسى عن عبد الله عن يحيى، يروى عنه حاتم بن محمد الطرابلسي كتاب الموطأ بهذا السند. 977- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن صفوان بن عبد الله بن الحكم بن أيوب بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاصي أبو محمد أندلسي، سمع بقى بن مخلد، مات بالأندلس. 978- عبد الرحمن بن محمد بن أبي عامر الملقب بالناصر الأمير بعد أخيه عبد الملك توفى مقتولاً في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، قتله محمد بن هشام بن عبد الجبار وصلبه، كما قدمنا ذكره. 979- عبد الرحمن بن محمد بن عباس بن جوشن بن الحصار الطليطلي الخطيب بها، يكنى أبا محمد فقيه محدث راوية مسند، توفى سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. 980- عبد الرحمن بن محمد بن صاعد أبو المطرف قرطبي، توفى سنة تسعين وثلاثمائة. 981- عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن البيرولة طليطلي، يكنى أبا المطرف يروى عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الخشني، عبن بكر بن العلاء، توفى سنة خمس وستين وأربعمائة، روى عنه أبو عامر محمد بن أحمد بن إسماعيل الطليطلي، شيخ ابن النعمة. 982- عبد الرحمن بن محمد الأطروش شاعر مذكور.

983- عبد الرحمن بن محمد بن عباس أبو محمد

983- عبد الرحمن بن محمد بن عباس أبو محمد صاحب الصلاة بجامع طليطلة، فقيه مشهور، يروى عن أبي غالب تمام بن عبد الله بن تمام ومحمد بن خليفة البلوي، ومحمد بن عمرو، وعبد الله بن محمد بن أمية بن غلبون وعبد الله بن عبد الوارث، ومحمد بن سعيد المعروف بابن الأعرج، وخطاب بن سلمة بن بتري، وحسين بن محمد بن نابل، روى عنه حاتم بن محمد. 984- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن مخلد بن بقى أبو الحسن يروى عن أبيه وعن أبي العباس العذري، وابن الطلاع، وأبي القاسم سراج بن عبد الله بن سراج عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره. 985- عبد الرحمن بن محمد بن النظام شاعر أديب، ذكره أبو عامر بن مسلمة، قال الحميدي: ولا أدري لعله الذي قبله. 986- عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن أبو محمد فقيه عارف محدث مكثر - رحمه الله - في الرواية معدداً، استجاز له أبوه وهو صغير فخل دله بذلك شرفاً، يروى عن أبيه، وعن أبي عمر بن عبد البر وأبي محمد الشنتجيالي وجماعة، مولده عام ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتوفى مستهل جمادى الأولى سنة عشرين وخمسمائة، حدثني عنه ابن عم أبي بكتاب التبصرة. [ ... ] 987- عبد الرحمن بن محمد بن عباس أبو محمد فقيه محدث، يروى عنه أبو الوليد القرشي وغيره، ويروى هو عن القاضي محمد بن أحمد بن مفرج، وأبي جعفر أحمد بن عون الله، وعبد الله بن أمية وعبد الله بن نصر. 988- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن حبيش أبو القاسم القاضي فقيه محدث، علامة إمام جليل لغوي أديب نسابة حافظ لأسماء الرجال خطيب مصقع فاضل صحبته إلى أن مات، روى عن جماعة منهم أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث والحافظ

989- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن قزمان

أبو بكر بن العربي، وأبو القاسم أحمد بن محمد بن ورد، وأبو عبد الله محمد بن حسين بن أحمد، يعرف بابن أبي أحد عشر، وعلي بن أحمد بن نافع وعبد الله بن علي الرشاطي ومحمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ عرف بابن المناصف ومحمد بن أحمد بن وضاح وجعفر بن أبي طالب حفيد مكي وأبي عبد الله بن أبي الخصال الكاتب ومحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العاصي الفهمي وعيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع، ويوسف بن علي القضاعي، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن موهب وأبي القاسم خلف بن ينقه، وعبد العزيز بن خلف بن عبد الله بن عرف بابن مدير وأحمد بن عبد الرحمن بن عبد الباري البطروجي، وهشام بن أحمد بن هشام بن بقوة الهلالي وشريح بن محمد وعياض بن موسى بن عياض وغيرهم. وكان علم وقته إتقاناً وحفظاً لرجال الحديث واللغة والغريب منصفاً كان أكثر كلامه في ما يسأل عنه لا أدري، وربما كان يجيب فيها بعد قوله لا أدري على الفور، توفى عفا الله عنه في يوم الخميس الرابع عشر من صفر من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ودفن يوم الجمعة بإزاء مسجد الجوف، وكانت جنازته مشهودة، أنشدني بعض أصحابنا، وقد عاين نعشه في الهواء لا يكاد تلحقه الأيدي أبياتاً منها: وكأنما الأكفان قلع فوقه ... والجو بحر وهو في سفين دون السماء وفوق إدراك الورى ... فكأنما يسمو به جبرين وكان مولده في عام أربع وخمسمائة، ولم يخبرنا به إلا قبل وفاته بيسير، وكنا نسأله فيقول: ليس من أدب الرجل أن يخبر بمولده. 989- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن قزمان فقيه محدث، يروى عن محمد بن فرج، مولى الطلاع وعن العيسى وغيرهما.

990- عبد الرحمن بن محمد بن الرماك أبو القاسم الأستاذ

توفى سنة أربع وستين وخمسمائة، وأخبرني من أثقه أنه أجاز من كان موجوداً قبل وفاته من طلبة العلم أهل الأندلس إجازة عامة، فأنا أحدث عنها بها، وكانت وفاته بأشونة، من بلاد غرب الأندلس عن سن عالية. 990- عبد الرحمن بن محمد بن الرماك أبو القاسم الأستاذ فقيه نحوي لغوي مشهور أقرأ النحو والأدب بإشبيلية، وكان مقدماً فيهما، إلى أن توفى - رحمه الله - سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، حدثني عنه أبو الحسن نجبة. 991- عبد الرحمن بن محمد بن أبي عبد الله القرشي، ثم الصقلي فقيه محدث فاضل، يكنى أبا القاسم يروى عن أبي الحجاج القضاعي وغيره. 992- عبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل أبو بكر فقيه، يروى عن محمد بن حارث الخشني، ومحمد بن يبقى بن زرب القاضي، روى عنه أبو عمر بن عبد البر النمري. 993- عبد الرحمن بن أحمد بن بشر بن المطرف قاضي الجماعة بقرطبة، فقيه عالم أديب، ذكره أبوه محمد علي بن أحمد، وأثنى عليه، وهو الذي خاطبه أبو محمد بالقصيدة البائية: التي يفخر بنفسه وعلومه وفيها: ولو أني خاطبت في الناس جاهلاً ... لقيل دعا ولا يقوم لها صلب ولكنني خاطبت أعلم من مشى ... ومن كل علم فهو فيه لنا حسب وناهيك بمثل هذا الوصف فيه من مثل أبي محمد. 994- عبد الرحمن بن أحمد بن بقى بن مخلد توفى سنة ست وستين وثلاثمائة.

995- عبد الرحمن بن أحمد بن مثنى

995- عبد الرحمن بن أحمد بن مثنى ذكره أبو محمد علي بن أحمد، وأنشد له قال أنشدنا ابن مثنى: ويفرط في الصدود وفي التجني ... كإفراط الروافض في على يلاحظني بلحظ بابلي ... ويفعل بي فعل السامري 996- عبد الرحمن بن أحمد التجيبي أبو بكر فقيه قرطبي محدث مشهور، يروى كتاب الموطأ عن أحمد مطرف عن عبد الله بن يحيى عن يحيى، ويروى عن اسحق بن إبراهيم التجيبي الفقيه، روى عنه حاتم بن محمد وغيره. 997- عبد الرحمن بن أحمد بن خلف أبو أحمد الفقيه من أهل طليطلة، يعرف بابن الحوات، كان إماماً مختاراً يتكلم في الحديث والفقه والاعتقادات بالحجة القوية، قوي النظر، ذكي الذهن، سريع الجواب، بليغ اللسان، وله تواليف في ما يحقق به، وله من ذلك في الآداب والشعر بضاعة قوية وكان يقيم بالمرية ومن شعره: ولما غدوا بالغيد فوق جماله ... طفقت أنادي لا أطيق بهم همسا عسى عيس من أهوى تجود بوقفة ... ولو كوقوف العين لاحظت الشمسا فإن تلفت نفسي يعيد وداعهم ... بغير غريب ميتة في الهوى يأسا مات أبو أحمد بن الحوات قرباً من سنة خمسين وأربعمائة. 998- عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن طاهر أبو الحسن فقيه، يروى عن القاضي أبي علي الصدفي وغيره. 999- عبد الرحمن بن أحمد بن رضا أبو القاسم الخطيب توفى سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

1000- عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن إبراهيم [ ... ] ابن أبي ليلى الحاج أبو بكر

1000- عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن إبراهيم [ ... ] ابن أبي ليلى الحاج أبو بكر فقيه محدث فاضل، وهو كبار أصحاب أبي على الصدفي، روى عنه فأكثر، توفى في شوال سنة ست وستين وخمسمائة، ويروى عن الحافظ ليلة وغيره. 1001- عبد الرحمن بن إبراهيم 1002- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عجنس بن أسباط الزيادي أبو المطرف من أهل وشقة، مات سنة أربع عشرة وثلاثمائة. 1003- عبد الرحمن بن أدهم أبو بكر القاضي بقرطبة، فقيه مشهور، توفى سنة ست وأربعين وخمسمائة. 1004- عبد الرحمن بن بشر بن الصارم الغافقي أبو سفيان وفد على سليمان بن عبد الملك، ورجع إلى الأندلس، فاستشهد بها في قتال الروم، روى عنه بكير بن الأشج، وعبد الرحمن بن شريح. 1005- عبد الرحمن بن جعفر بن إبراهيم بن أحمد بن حسن بن سعيد أبو محمد عرف بابن الحاج من أهل لورقة، أديب زاهد عراف من أهل بيت جلالة ورياسة وتقدم، ولي مرسية في أثر قيام أهلها على الملثمين، كما قدمنا ذكره، ثم نسك بعد ذلك، وزهد في الدنيا، رأيت له رسالة كتبها إلى ابن عمه أبي تشهد له بمقامه في طريقة الزهد ومعرفته وفصاحته، وإن مثلها لا يصدر إلا أن حال وهي طويلة عجيبة فيها حكم وإشارات ورموز، وقد رأيت سماعه في أصل القاضي أبي علي بن سكرة في كتاب الشمائل في سنة ثلاث وخمسمائة، في أصل أبي علي، وسمع الكتاب بقراءته الحافظ أبو الوليد بن الدباغ، والفقيه أبو محمد عاشر بن محمد عاشر وأبو جعفر أحمد بن سلمة بن وضاح، وجماعة وغيرهم. توفى بعد الأربعين وخمسمائة. 1006- عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري كان

1007- عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي

مع أبيه حبيب في العساكر القاصدة لقتال خوارج البربر بنواحي طنجة وهرب في جماعة المنهزمين، ودخل الأندلس من مجاز الحضرا قبيل دخول بلج بن بشر، وثعلبة بن سلامة فأثار الفتن قبل قتل عبد الملك بن قطن أميرها، وكانت له في الحروب بها أخبار إلى أن وصل حسام بن ضرار الكلبي أبو الخطار أميراً عليها مفرق جموع الفتن، ورد الأمور إلى الاستقامة، وأخرج عبد الرحمن بن حبيب من الأندلس إلى أفريقية بع سنة خمس وعشرين ومائة. 1007- عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي أستاذ مقرئ عارف مجود، توفى سنة ست وأربعين وأربعمائة، يكنى أبا القاسم. 1008- عبد الرحمن بن حكم الخطابي شاعر منتجع طويل النفس غزير المادة، أنشد له الشريف أبو بكر أحمد بن سليمان المرواني من قصيدة طويلة: أهلاً بمنعرج اللوى وإن التوى ... صبري به وإلتاث في عرصاته حيث القباب وقد طوين على المها ... كالقلب مطوياً على زفراته والمقربات وقد جنبن إلى الوغى ... كالصب يجنب طوع محبوباته فيه الصوار وقد أصار ابن الشرى ... مملوك عيناوات إدماناته عن الكماة فكل ريع ترتعى ... ثمر القلوب به مكان نباته [وكبسن] في ظلي القنا فكأنما ... مشتقة الحركات من حركاته ونظرن في المرآة روض جمالها ... فتنزه المرآة في زهراته 1009- عبد الرحمن بن خالد البجاني الوهراني توفى سنة إحدى وعشر وأربعمائة. 1010- عبد الرحمن بن خلف بن

1011- عبد الرحمن بن خلف بن سيد آمون إقليشي، يكنى أبا المطرف

سعيد بن سعد أديب شاعر، ذكره أبو محمد بن حزم. 1011- عبد الرحمن بن خلف بن سيد آمون إقليشي، يكنى أبا المطرف توفى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، رحل سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. فسمع بمكة من أبي بكر محمد بن الحسين الآجري، وأبي حفص الجمحي وجماعة، وسمع بالأندلس من أبي عثمان سعيد بن سالم المجريطي، وغيره قاله ابن الفرضي. 1012- عبد الرحمن بن دينار بن واقد الغافقي وهو أخو عيسى بن دينار الفقيه، يروى عن محمد بن إبراهيم بن دينار المديني وغيره. 1013- عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي، ويعرف باللبشي أبو القاسم المقرئ الخطيب محدث يروى عنه القاضي أبو القاسم بن محمد القراءات السبع وغيرها، قرأ بمكة على ابن العرجاء أمام المقام بها. 1014- عبد الرحمن بن سليمان البلوي أبو بكر من أهل العلم، أديب شاعر في حدود الأربعمائة، رأيت له أبياتاً كتب بها إلى صديق له من أهل الكلام يمازجه ويستهديه كسوة ومنها: أيا هضبة الآداب دعوة وإله ... يناديك [منيت] القوى ويثوب ويا أيها المشغول من فرط لوعتي ... بشيطان أهل الطاق يلهو ويلعب ومستهتراً دوني بصالح قبة ... وذلك باب للضلال مخرب وفيها: وقد أخلقت أثواب عبدك وانطوى ... على جمرة في صدره تتلهب وأنت العليم الطب أي وصية ... بها كان أوصى في الثياب المهلب

1015- عبد الرحمن بن سعيد التميمي

1015- عبد الرحمن بن سعيد التميمي أندلسي يكنى أبا زيد يعرف بالجزيري هكذا في نسخة عبد الله بن محمد الثلاج من كتاب ابن يونس بالزاي والراء، وفي نسخة الصوري بخطه يعرف بالجزيري بالراءين، روى عن أصبغ بن الفرج وأبي زيد بن أبي الغمر مات في سنة خمس وستين ومائتين. 1016- عبد الرحمن بن سفيان طرابلسي يروى عن زياد بن عبد الرحمن الأفريقي، يروى عنه أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون الخزرجي المصري. 1017- عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن الفهري أبو المطرف يعرف بابن الوراق فقيه مقرئ محدث مولده سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وتوفى في صفر في عام اثنتين وعشرين وخمسمائة يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وأبو الحسن بن النعمة، يروى عن محمد بن عيسى المغامي، وأبي داود، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة مولى بني برد، وأبي الوليد الباجي، وأبي الربيع سليما بن حرث بن هارون الفهمي المقرئ ومحمد بن عبد الله بن محمد بن الصراف وأبي علي الحسين بن محمد بن مبشر بن إمام. 1018- عبد الرحمن بن سعيد بن جرج أبو الطرف قرطبي من إلبيرة توفى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. 1019- عبد الرحمن بن سلمة الكناني يروى عن أحمد بن خليلي روى عنه أبو محمد علي بن أحمد. 1020- عبد الرحمن بن شبلاق الحضرمي الأشبيلي أبو المطرف كذا كان يقول أبو محمد بن أحمد باللام ومنهم من يقول بن شبراق بالراء، أديب شاعر مشهور كثير الشعر قديم، كان في أيام ابن أبي عامر وله مع أبي عمر يوسف ابن هارون

1021- عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي

الرمادي مخاطبات بالشعر، عمر طويلاً وعاش إلى دولة بني حمود. حدث أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا قاسم بن محمد قال: حدثني ابن شبلاق قال: رأيت في النوم كأني في مقبرة ذات أزاهير ونواوير وفيها قبر حواليه الريحان الكثير وقوم يشربون، فكنت أقول لهم والله ما زجرتكم الموعظة ولا وقرتم المقبرة، قال فكانوا يقولون لي: أو ما عرفت قبر من هو فكنت أقول لهم: لا قالوا فقالوا لي: هذا قبر أبي علي الحكمي الحسن بن هاني قال: فكنت أولى، فيقولون والله لا تبرح أو ترثيه قال: فكنت أقول: جادك يا قبر نشاص الغمام ... وعاد بالعفو عليك السلام ففيك أضحى الظرف مستودعاً ... واستترت عنا عيون الكلام 1021- عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي وهو العكي أمير الأندلس، وليها في حدود العشر ومائة من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي صاحب إفريقية. وعبد الرحمن الغافقي هذا من التابعين يروى عن عبد الله بن عمر روى عنه عبد العزيز وعبد الله بن عياض، استشهد في قتال الروم بالأندلس سنة خمس عشرة ومائة، ذكر ذلك غير واحد وكان رجلاً صالحاً جميل السيرة، في ولايته كثير الغزو للروم عدل القسمة في الغنائم وله في ذلك خير مشهور. أخبرني أبو الطاهر إسماعيل بن قاسم الرباب لقيته بفسطاط مصر وقرأت عليه إذنا قال أنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني سماعاً عليه، أخبرنا علي بن منير الخلال قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج [ ... ] أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف فديد قال: أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم

1022- عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني يعرف بابن الخراز، وهو البجاني

قال: غزا عبد الرحمن يعني بن عبد الله العكي أفرنجة وهم أقاصي عدو الأندلس فغنم غنائم كثيرة وظفر بهم، وكان في ما أصاب رجل من ذهب مفصصة بالدر والياقوت والزبرجد فأمر بها فكسرت، ثم أخرج الخمس وقسم سائر ذلك في المسلمين الذين كانوا معه، فبلغ ذلك عبيدة يعني ابن عبد الرحمن القيسي الذي هو من قبله فغضب غضباً شديداً، وكتب إليه كتاباً يتواعده فيه، فكتب إليه عبد الرحمن أن السموات والأرض لو كانتا رتقاً لجعل الرحمن للمتقين منها مخرجاً. 1022- عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني يعرف بابن الخراز، وهو البجاني رحل إلى العراق، وغيرها، وسمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك بن حمدان القطيعي، وأبا إسحاق البلخي صاحب الفربري وأبا بكر محمد بن صالح الأبهري، وأبا العباس تميم بن محمد بن أحمد صاحب عيسى بن مسكين، وأبا الفيض أحمد بن إبراهيم المروري وغيرهم روى عنه الإمامان الحافظان أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر وأبو محمد بن حزم. 1023- عبد الرحمن بن عبد الله بن القاسم التغلبي دخل بغداد ذكره أبو محمد علي بن أحمد وقال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله التغلبي قال: بينما أنا ماش في شارع من شوارع الكرخ ببغداد فإذا بسقاء في يده كأس بلور مفتوح منقوش في غاية الحسن وفيه ماء، وقد أخذ وردة في ابتداء زمان الورد، فرماها في ذلك الماء فكان الماء يتموج فتلوح حمرة الورد مع بياض البلور، فرأيت منظراً أنيقاً فوقفت أنظر [قال] فقال لي: ماذا تنظر يا مغربي فقلت حسن هذه الوردة في هذا الإناء قال: فقال لي: لا تعجب من

1024- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الجحاف المعافري

حسن ذلك ولكن أعجب من حسن قولي فيها حيث أقول: للورد عندي محل ... لأنه لا يمل كل النواوير جند ... وهو الأمير الأجل 1024- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الجحاف المعافري القاضي ببلنسية، كنيته أبو المطرف من أهل بيت علم وجلالة ورياسة يتداولون القضاء، هناك سمع الحديث سنة ثلاثة وأربعمائة، من خلف بن هاني، روى عنه ببغداد أبو الفتح نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي يروى عنه أبو داود المقري 1025- عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن الخثعمي ثم السهيلي أبو زيد محدث أديب نحوي لغوي علامة حدث بمالقة وانتشرت تواليفه وهي دالة على علمه وذكائه، وكان مكفوف البصر يروى عن الحافظ أبي بكر بن العربي وغيره، أذن لي في الرواية عن توفى بحاضرة مراكش "حرست" سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة أنشدت من شعره: أسائل عن جيرانه من لقيته ... وأعرض عن ذكراه والحال تنطق ومالي إلى جيرانه من صبابة ... ولكن قلبي عن صبوح يرقق 1026- عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف الطليطلي أبو الحسن يعرف بابن عفيف فقيه فاضل يروى عنه ابن النعمة وأبو عبد الله بن سعادة بالإجازة، كتب إليه سنة أربع عشرة وثلاثمائة يروى عن جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر. 1027- عبد الرحمن بن عبيد الله من أهل الإشبونة من قرى الأندلس، يروى عن مالك بن أنس. 1028- عبد الرحمن بن عيسى

1029- عبد الرحمن بن عيسى بن رجاء الشمنتاني

بن دينار الغافقي وهو أخو أبان بن عيسى سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. 1029- عبد الرحمن بن عيسى بن رجاء الشمنتاني قاضي المرية، توفى سنة ست وثمانين وأربعمائة. 1030- عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت الخطيب بشاطبة توفى سنة عشرة وخمسمائة. 1031- عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان السرقسطي أبو الحكم توفى بقرطبة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. 1032- عبد الرحمن بن عثمان الأصم شاعر من شعراء بني أمية في أيام عبد الرحمن الناصر ومن شعره: أرى المرجان قد استبشرا ... غداة بكى المزن واستعبرا وسربلت الأرض أفواهها ... وجللت السندس الأخضرا وهز الرياح صنابيرها ... فضوعت المسلك والعنبرا تهادى به الناس ألطافهم ... وساماً المقل به المكثرا ولو كنت أهدي إلى موئلي ... عقائل ما دب فوق الثرا وقارنت أيسر آلائه ... بها لاحتقرت له الأكثرا بعثت بشكر حكى سكراً ... وإن خالف المنظر المخبرا بشين كسين بلا عجمة ... وكاف ككاف وراء كرا 1033- عبد الرحمن بن عثمان بن عفان الزاهد القشيري يروى عن قاسم بن أصبغ روى عنه أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان المقري 1034-عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة بن راشد الكناني العتقي أبو المطرف

1035- عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة بن راشد العتقي، أبو المطرف

ولي القضاء بتدمير من بلاد الشرق الأندلس روى عن عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهما ومات سنة سبع وعشرين ومائتين. 1035- عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة بن راشد العتقي، أبو المطرف 1036- عبد الرحمن بن أبي الفهد أبو المطرف أشجعي النسب من قيس مصر، من أهل إلبيرة سكن قرطبة، له تصرف في البلاغة، والشعر، وكان من شعراء الدولة العامرية. ذكره أبو عامر بن شهيد وغيره، وهذا نص كلام أبي عامر فيه قال: وأبو المطرف بن أبي الفهد رحل إلى العراق عنا، ولم "يستوف" الثلاث والعشرين ثم خفى علينا خبره وكان من أشعر من أنبتته الأندلس، ووطئ ترابها بعد أبي المحشي أولاً وأحمد بن دراج آخراً، وكان من أبصر الناس لمحاسن الشعر وأشدهم انتقاداً له، وشعره بلطائف غرائبه وبدائع رقائقه يروى، وهو غزير المادة واسع الصدر حتى أنه لم يكن يبقى شعراً جاهلياً ولا إسلامياً إلا عارضه وناقضه، وفي كل ذلك تراه مثل الجواد إذا استولى على الأمد لا يني ولا يقصر، وكان مرتبته في الشعراء في أيام بني أبي عامر دون مرتبة عبادة في الزمام فأعجب. أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أنا أبو عامر أحمد بن عبد الملك الشهيدي أنه عمل بحضرته أربعين بيتاً على البدي [هة] إلى عبادة ليس فيها حرف يعجم. أولها: حلمك ما حد حده حد وذكر من أشعاره أبياتاً منها: أباح فؤادي لوعة وغليل ... فباح بسري زفرة وعويل

1037- عبد الرحمن بن فتح اللخمي أبو زيد

وبين ما أخفيه دمع يحيله ... هوى بين أحناء الضلوع يجول وليل همومي أطلعت فيه همتي ... كواكب عزم ما لهن أفول تلاحظها الأيام وهي حسيرة ... ويرنو إليها الدهر وهو كليل وله من قصيدة أولها: رأيت طالعاً للشيب بين ذوائبي ... فعادت بأسراب الدموع السواكب وقالت أشيب؟ قلت صبح تجارب ... أنار على أعقاب ليل النوائب قال: أبو محمد، وأخبرني الشهيدي وحامد بن سمحون أن ابن أبي الفهد هذا نقض كل شعر قاله يماني في مفاخر المضرية قال: وكان خروجه إلى المشرق في أيام المظفر بن أبي عامر بعد التسعين وثلاثمائة. 1037- عبد الرحمن بن فتح اللخمي أبو زيد فقيه عالم محدث فاضل توفى شهيد في سنة أربع عشرة وخمسمائة صحبه الحافظ أبي علي بن سكرة وروى عنه كثيراً. 1038- عبد الرحمن بن قاسم أبو المطرف الشقي المالقي فقيه عالم مشاور أفتى بلده "منفردا" برئاسة الفتى، نحواً من ستين سنة مولده في سنة خمس وأربعمائة، وتوفى في الحادي عشر من شهر رجب الفرد سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وكان من أقران ابن الطلاع، وتوفى ابن الطلاع بعده بخمسة أيام. 1039- عبد الرحمن بن موسى يكنى أبا موسى له رحلة سمع فيها من سفيان بن عيينة وغيره، ذكره محمد بن حارث الخشني وقال أنه قديم الموت. 1040- عبد الرحمن بن معاوية من أهل طرطوشة، ثغر من ثغور الأندلس استشهد في قتال الروم سنة ثمان وثمانين ومائتين ذكره أبو سعيد.

1041- عبد الرحمن بن منخل المكتب أبو بكر

1041- عبد الرحمن بن منخل المكتب أبو بكر محدث، روى عنه حاتم بن محمد أحاديث "خراش" 1042- عبد الرحمن بن مروان القنازعي أبو المطرف قرطبي فقيه محدث، شروطي وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من بعض أصحاب البغوي ومن جماعة روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وله كتاب في الشروط على مذهب مالك بن أنس حدث به عنه أبو شاكر حمد بن حمدون بن عمر القيسي. 1043- عبد الرحمن بن مهران شاعر مطبوع كان في الدولة العامرية. 1044- عبد الرحمن بن معاناة البطليوسي أبو زيد أديب شاعر مشهور كان حياً في أيام المعتد بالله ومن شعره: وروض من رياض الحزن ناء ... كأن ملاءه وشى معضد خرقنا دونه أحشاء خرق ... كأن سراته جيش مزدد وقد قشر الصباح رداء نور ... على درر من الزهد المنضد كأن الطل منتشراً عليه ... برادة فضة في الجو تبرد كأن مرآته مرآة قين ... جلاها الصقل، أو صرح ممرد إذا نزلت عليها الطير غنت ... لإسحق وزرياب ومعبد 1045- عبد الرحمن بن مروان الجليقي منسوب إلى بلده، كان من الخوارج في أيام بني أمية بالأندلس، جمعت في أخباره كتب هنالك، ذكره أبو محمد على ابن أحمد. 1046- عبد الرحمن بن هند الأصبحي من أهل طليطلة، يكنى أبا هند، روى عن مالك بن أنس، وقد روى عنه مالك بن أنس حكاية، مات ببلده بعد المائتين.

1047- عبد الرحمن بن هشام بن جهور المرشاني

1047- عبد الرحمن بن هشام بن جهور المرشاني من مرشانة، مدينة بكورة إشبيلية، يكنى أبا موسى، رحل إلى المشرق فحج وسمع بمكة مع أخيه أبي الوليد من محمد بن الحسين الآجري، ذكره ابن الفرضي، وقال سمعت منه وكان شيخاً طاهراً أديباً، توفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. 1048- عبد الرحمن بن يحيى القرشي فقيه إشبيلي من أهل المعرفة والذكاء والعدالة، حدثني عنه الحافظ أبو محمد عبد الحق ببجانة، قال: حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى قال: لما مات أبي غسله المقرئ أبو الحسن بن عظيمة، قال أبو الحسن: لما كشفت الثوب عن وجهه لأغسله، ضحك في وجهي لا أشك في ذلك ولا أرتاب، ذكر هذا أبو محمد في كتاب العاقبة له. 1049- عبد الرحمن بن يحيى بن محمد أبو زيد العطار سمع بالأندلس جماعة منهم أبو عمر أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن، أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، ورحل فسمع حمزة بن محمد الكناني، وأبا الحسن علي بن محمد بن مسرور الدباغ، وأبا علي الحسن بن الخضر الأسيوطي، وأبا إسحق ابن شعبان، وأبا العباس الرازي وأبا الحسن النيسابوري وابن أبي رافع، وأبا حفص عمر بن محمد الحجي، وبكير بن الحداد. حدث عنه أبو عمران الفاسي موسى بن عيسى بن أبي حاج فقيه القيروان المقدم في وقته لقيه بقرطبة من بلاد الأندلس، وروى عنه الحافظ أبو عمر بن عبد البر، قال أبو عمر: قرأت على أبي زيد عبد الرحمن بن يحيى بن وهب، حدثني به عن علي بن مسرور الدباغ عن أحمد بن داود عن سحنون بن سعيد عن عبد الله بن وهب. من اسمه عبد الرحيم 1050- عبد الرحيم بن محمد الخزرجي أبو القاسم، يعرف بابن الفرس

1051- عبد الرحيم [ ... ] عرف "بالشموقي"

والد أبي عبد الله فقيه مقرئ محدث مشهور يروى عن أبي عمران عيسى بن سليمان عن أبن أبي الربع عن علي بن عياش عن ابن مجاهد، وعن أبي الحسن علي بن خلف العبسي وابن كرز وأبي داود سليمان بن نجاح، يروى عنه ابنه وغيره، ولد عام اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفى في عام اثنتين وأربعين وخمسمائة بالمنكب عند خروجه من غرناطة بسبب الفتنة الطارئة فيها. 1051- عبد الرحيم [ ... ] عرف "بالشموقي" أقرأ بمرسية القرآن والعربية والحساب، وكان عارفاً قرأت عليه بها أشهراً، وخطب بجامع مرسية مدة وله تأليف من القراءات "محذول" لم يسبق إليه صرف إليه صنعة الحساب، وله أرجوزة عارض بها أرجوزة "ابن سيدة" وكان - رحمه الله - فاضلاً. كان إذا خرج من منزله لا يلقى صغيراً أو كبيراً إلا وسلم عليه، أخبرني بعض أصحابنا أنه خطر عليه ذات يوم ومعه جماعة من الفتيان فسلم عليهم فقاموا كلهم إجلالاً للفقيه فوقف وأنشد: لما مررت بمساجد جلساؤه ... أبناء قوم أمسوا الأفضالا قاموا إلى ولست أكرم منهم ... عما ولا جداً ولا أخوالا لكنهم نظروا إلى أحسابهم ... فأرتهم الإجلال والإجمالا 1052- عبد الرحيم بن حسين بن عيسى الكلبي أبو محمد فقيه مشهور، توفى سنة عشر وخمسمائة. من اسمه عبد الملك 1053- عبد الملك بن محمد بن أبي عامر الملقب بالمظفر أمير الأندلس بعد أبيه،

1054- عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الغساني أبو بكر

توفى في صفر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. 1054- عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الغساني أبو بكر قاضي المرية، توفى سنة ست وأربعين وخمسمائة. 1055- عبد الملك بن محمد بن هشام بن سعد القيسي الشلبي أبو الحسين، يعرف بابن الطلاب الخطيب محدث فقيه عارف، توفى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 1056- عبد الملك بن محمد بن العاصي السعدي سعد جذام من أهل العلم، أندلسي بها سنة ثلاثين وثلاثمائة. 1057- عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد أبو مروان والد أبي عامر من شيوخ الوزراء في الدولة العامرية كان أثيراً عند المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر ومن أهل الأدب والشعر ومن شعره: أقصرت عن شأوي فعاديتين ... أقصر فليس الجهل من شأني إن كان قد أغناك ما تحتوي ... بخلاً فإن الجود أغناني 1058- عبد الملك بن إدريس الجزيري الكاتب أبو مروان وزير من وزراء الدولة العامرية وكاتب من كتابها عالم أديب شاعر كثير الشعر غزير المادة معدود في أكابر البلغاء "ومن ذوي" البديهة في ذلك وله رسائل وأشعار مدونة، ومن مستحسن مطولاته قصيدة له في الآداب السنة كتب بها إلى بنيه قال الحميدي: لا أعلم لأحد مثلها في معناها، أنشدناها أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان القرشي، عن الكاتب أبي أحمد عبد العزيز بن عبد الملك "بن أدوش" عن أبيه منها: واعلم بأن العلم أرفع رتبة ... وأجل مكتسب وأسنى مفخر

1059- عبد الملك بن أيمن بن فرجون

فاسلك سبيل المقتنين له تسد ... إن السيادة تقتنى بالدفتر والعالم المدعو حبراً إنما ... سماه باسم الحبر حمل المحبر تسمو إلى ذي العلم أبصار الورى ... وتغض عن ذي الجهل لابل تزدري وبضمر الأقلام يبلغ أهلها ... ما ليس يبلغ بالعتاق الضمر والعلم ليس بنافع أربابه ... ما لم يفذ عملاً وحسن تبصر فاعمل بعلمك توف نفسك وزنها ... لا ترض بالتضييع وزن المخسر سيان عندي علم من لم يستفد ... عملاً به وصلاة من لم يطهر قال: وهي طويلة وقد كتب عني هذه القطعة الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الحافظ، وأخرجها في بعض تصانيفه في العلم وفضله قال الحميدي: وأخبرني أحمد بن قاسم أبو عمر جار كان لنا بالمغرب إن عبد الملك بن إدريس الجزيري، كان ليلة بن يدي المنصور أبي عامر في ليلة يبدو فيها القمر تارة وتخفيه السحاب تارة فقال بديهة: أرى بدر السماء يلوح حيناً ... فيبدو ثم يلتحف السحابا وذاك بأنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا فغايا مقال لو نما عني إليه ... لراجعني بتصديقي جوابا مات أبو مروان الجزيري الكاتب قبل الأربعمائة بمدة. 1059- عبد الملك بن أيمن بن فرجون أندلسي يروى عن سحنون بن سعيد مات

1060- عبد الملك بن بونة بن سعيد بن عصام القرشي العبدري القاضي أبو مروان

سنة سبع وثمانين ومائتين وأظنه والد محمد بن عبد الملك بن أيمن المصنف. 1060- عبد الملك بن بونة بن سعيد بن عصام القرشي العبدري القاضي أبو مروان فقيه محدث روى كثيراً مولده عام اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفى بمدينة مالقة سادس محرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة، حدثني عنه ابنه عبد الحق وشاركه "في آخر حيويته". 1061- عبد الملك بن جهور أبو مروان وزير جليل أديب شاعر كاتب كان في أيام عبد الرحمن الناصر، روى عن ابنه محمد وأنشد له أبو محمد علي بن أحمد: إن كانت الأبدان [نائية ... فنفوس] أهل الظرف تأتلف [يا رب مفترقون] قد جمعت ... قلبيهما الأقلام والصحف ومن شعره: أتاني كتاب منك أحلى من المنى ... وأعذب من وصل محا آية الصد يجدد لي شوقاً إليك مذكراً ... فأذكى الذي في القلب من لوعة الوجد وإني على أضعاف ما قد وصفته ... لديك من الشوق المبرح والجهد فلو إنني أقوى أطير صبابة ... جعلت جوابي نحو أرضكم قصدي عليكم سلام من محب متيم ... يراك بعين القلب في القرب والبعد 1062- عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق وقيل زريق بن عبيد الله بن رافع بن أبي رافع الرافعي أبو الحسن، يعرف بزوزنان من أهل الأندلس، يروى عن عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم

1063- عبد الملك بن حبين بن سليمان بن هارون أبو مروان السلمي

وكان فقيهاً زاهداً، وجده أبو رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مات ببلده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. 1063- عبد الملك بن حبين بن سليمان بن هارون أبو مروان السلمي من موالي سليم وقال ابن حارث: هو من أنفسهم، فقيه مشهور متصرف في فنون من الآداب وسائر المعاني، كثير الحديث والمشايخ، تفقه بالأندلس وسمع ثم رحل فلقي أصحاب مالك وغيرهم، روى عن عبد الملك الماجشون، ومطرف وإسماعيل بن أبي أويس، وأسد بن موسى وعبيد الله بن موسى الكوفي، وأصبغ بن الفرج، وعلي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وجماع كثيرة ويقال: إنه أدرك مالكاً في آخر عمره، وقد وقع لنا عنه حديث رواه عن مالك بن أنس، حدثني الحافظ أبو الثنا حماد بن هبة الله بن حماد أذنا عن أبي منصور عبد الرحمن بن خيرون قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الرفاعي، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه بأصبهان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسيد، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابي، أخبرنا عبيد بن يحيى الأفريقي، أخبرنا عبد الملك بن حبيب عن مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب قال: كان سليما بن داود) عليه السلام (يركب الريح عن اصطخر فيتغدى في بيت المقدس، ثم يعود فيتعشى باصطخر. وله في الفقه الكتب الكبير المسمى بالواضحة في الحديث والمسائل على أبواب الفقه وفي أحاديثه غرائب كثيرة، وكانت وفاته بالأندلس في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين كذا قال يحيى بن عمر وغيره، وقيل: مات في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين بقرطبة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فيما يقال والله أعلم.

1064- عبد الملك بن حبيب العاملي المالقي أبو مروان

روى عنه يوسف بن يحيى المغامي وغيره حدثين الراوية أبو محمد عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو الحسن بن موهب عن العذري قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب أخبرنا سعيد بن فحلون، أخبرنا يوسف بن يحيى المغامي قال: أخبرنا عبد الملك بن حبيب السلمي، قال: أخبرنا ابن عبد الحكم وغيره عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "الجمعة في الجماعة فريضة على كل مسلم إلا على ستة: المملوك والمسافر والمريض والمرأة والكبير الفاني". قال ابن حبيب: وحدثنيه أيضاً أسد بن موسى عن محمد بن الفضيل عن محمد بن كعب القرطبي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنشد أبو محمد علي بن أحمد لعبد الملك بن حبيب: صلاح أمري والذي أبتغي ... سهل علي الرحمن في قدرته ألف من الخمر وأقلل بها ... لعالم أوفى على بغيته زرياب قد يأخذها دفعة ... وصنعتي أشرف من صنعته 1064- عبد الملك بن حبيب العاملي المالقي أبو مروان سمع من أبي معاوية عامر بن معاوية القاضي وغيره، ذكره ابن الفرضي. 1065- عبد الملك بن زيادة الله أبى مضر بن علي السعدي التميمي الحماني أبو مروان الطبني من أهل بيت جلالة ورياسة من أهل الحديث والأدب، إمام في اللغة، شاعر وله رواية وسماع بالأندلس، وقد رحل إلى المشرق غير مرة على كبر وسمع بمصر والحجاز وحدث بالمشرق عن إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري النحوي الأندلسي، ورجع إلى الأندلس ومات بقرطبة بعد الخميس وأربعمائة مقتولاً فيما ذكر، وشعره على طريقة العرب ومن ذلك قوله: وضاعف ما بالقلب يوم رحيلهم ... [على ما] به منهم حنين الأباعر

1066- عبد الملك بن سليمان الخولاني أبو مروان

أتجزع آمال الخليط لبينهم ... وتسفح من دمع سريع البوادر وأصبر عن أحباب قلب ترحلوا ... إلا إن قلبي طائر غير صابر وأنشد له الرئيس أبو رافع الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد قال: أنشدني أبو مروان الطبني لنفسه: [دعني أسر] في البلاد مبتغياً ... فضلاً [تراه] عن لم يغر دانا فبيدق [النطع وهو أحقر] ما ... فيه [إذا سار صار فرزانا] وحكى أبو الحسن العابدي: أن أبا مروان الطبني، لما رجع إلى قرطبة أملي واجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير، فلما رأى كثرتهم أنشد: إني إذا احتوشتني ألف محبرة ... يكتبن حدثني طوراً وأخبرني بادت بعقوتي الأقلام معلنة ... هذي المفاخر لا [قعبان] من لبن وقد ينسب هذان البيتان لأبي بكر الخوارزمي. كذر الرشاطي: إنه من شيوخ أبي علي الغساني وأنه رحل رحلتين إلى المشرق وكتب بالأندلس عن جماعة منهم أبو مطرف القنازعي، والقاضي يونس بن عبد الله وأبو عبد الله بن نبات، وقال: مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وتوفى في سنة ست وخمسين وأربعمائة. 1066- عبد الملك بن سليمان الخولاني أبو مروان محدث سمع بالأندلس وأفريقية مصر ومكة، وحدث بالأندلس سمع منه

1067- عبد الملك بن سعيد المرادي الخازن

الحميدي وغيره ومات بها قبيل الأربعين وأربعمائة في جزيرة من جزايرها يقال لها ميورقة وكان شيخاً صالحاً. 1067- عبد الملك بن سعيد المرادي الخازن رئيس أديب شاعر كثير الشعر موصوف بالفصل ومن شعره في وصف ناعورة: ناهيك ناعورة تعالت ... على صفاتي مع اقتداري يحملها الماء بانقياد ... وتحمل الماء باقتسار تذكر طوراً حنين ناي ... وتارة من زئير ضاري تسقي بساتين حاويات ... غرائب الروض والثمار طلوع عبد العزيز فيها ... كالشمس في جنة القرار وله من بعض "مرواة" عجبة: ما حمدناك إذ وقفنا ببابك ... للذي كان من طويل حجابك قد رحمنا الزمان فيك وقلنا ... أبعد الله كل ضر أتابك 1068- عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن سراج كان - رحمه الله - إماماً في حفظ اللغات واللسان العربي لا يجارى في ذلك، توفى عام ثمان وثمانين وأربعمائة، ومولده سنة أربعمائة. 1069- عبد الملك بن [الشربرن] التجيبي أبو مروان أديب شاعر ذكره أبو محمد بن حزم وأنشده له: أنا ذا الفضل [يا من لست أدري] ... أأشكو منه أم أشكو إليه

1070- عبد الملك بن عبد الحكم بن محمد أبو بكر الكاتب يعرف بابن النظام

أفي حق تناسى حق خل ... وأنت أعز مخلوق عليه 1070- عبد الملك بن عبد الحكم بن محمد أبو بكر الكاتب يعرف بابن النظام أديب شاعر ذكره أبو عامر بن مسلمة ومن شعره: أما ترى المزن كيف ينتحب ... ودمعه في الرياض ينسكب والأرض مسرورة بزينتها ... مما بها يستخفها الطرب قد لبست من ثيابها حللاً ... وزينتها الوشوح والقضب وقد بدت للبهار أولوية ... يفضن مسكاً طلوعها عجب رؤوسها فضة مروقة ... تشرق نوراً عيونها ذهب فهو أمير الرياض حف به ... من سائر النور عسكر لجب 1071- عبد الملك بن عبد العزيز بن شريعة الباجي فقيه محدث، مولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وتوفى في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 1072- عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد أديب شاعر ومن بيت أدب ووزارة وجلالة ذكره أحمد بن هشام القرشي، وأبو عامر أحمد بن عبد الملك الشهيدي وهو أبو جد أبي عامر وأنشد له أبو عامر: أقبل في غيد حكين الظبا ... بيض تراق حمر أفواه يأمر فيهن وينهي فلا ... يعصينه من آمر ناه حتى إذا أمكنني أمره ... تركته من خشية الله

1073- عبد الملك بن العباس بن محمد بن السعدي

1073- عبد الملك بن العباس بن محمد بن السعدي أحسبه من سعد جذام، سمع بالأندلس ورحل فسمع أيضاً في الغربة وكان فقيهاً، مات بالأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة. 1074- عبد الملك بن عاصم العثماني أندلسي، روى عن أبي العباس أحمد بن يحيى لعله ابن "زركير" سمع منه "بتنيس" روى عنه ابنه عتبة بن عبد الملك بن عاصم، وحدث عنه ببغداد. 1075- عبد الملك بن عصام البيطار أبو مروان توفى سنة تسع وأربعين وخمسمائة. 1076- عبد الملك بن أبي الخصال، أبو مروان توفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. 1077- عبد الملك بن فهد بن بطال القيسي يعرف بابن أبي تيار وأبو تيار هو فهد من أهل بطليوس، مات بالأندلس سنة ثمان وثلاثمائة، سمع من أيوب بن سليمان ومحمد بن عمر بن لبابة، ذكره ابن الفرضي. 1078- عبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنيس بن عبد الله بن جحوان بن عمر بن حبيب بن عمرو بن سيبان بن محارب بن فهر الفهري أمير الأندلس وليها سنة خمس عشر ومائة بعد عبد الرحمن العكي من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي الأمير بأفريقية، وقتل بالأندلس سنة خمس وعشرين ومائة. 1079- عبد الملك بن مسرة بن خلف بن فرج بن عزيز فقيه محدث حافظ، توفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وقيل سنة ثلاث. 1080- عبد الملك بن نمير الفارسي محدث من أهل لاردة، ذكره أبو سعيد بن يونس. 1081- عبد الملك بن نظيف الأستجي

1082- عبد الملك ابن أخي فقيل الكاتب

ذكره بعض المؤرخين أنشد له: وخميلة رمق الزمان أديمها ... بمعضد وسهم وقشيب رشفت قبيل الصبح ريق غمامة ... رشف المحب مراشف الحبوب وطدت في أكتافها ملك الصبا ... وقعدت واستوزرت كل أديب وأدرت فيها اللهو حق مداره ... في كل وضاح الجبين وهوب 1082- عبد الملك ابن أخي فقيل الكاتب شاعر من شعراء الدولة العامرية، وفارس من فرسانها، ويقال عبد الملك بن نقيل والصواب أنه ابن أخيه، كذا قال [أبو محمد] بن حزم. ومن شعره: بكت السماء على الربا فتبسمت ... فيها ثغور على عقائل جوهر أهدى الربيع إليه سكب سمائه ... فكسا الثرى من كل لون زاهر 1083- عبد الملك بن يحيى بن أبي عامر أبو مروان الوزير من أهل الأدب والشعر والجلالة وهو ابن أخي المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر أمير الأندلس في أيام هشام المؤيد بالله، ذكره أبو محمد على بن أحمد. من اسمه عبد العزيز 1084- عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن المعنم، أبو بكر أديب شاعر، يروى عن أبيه، وذكره أبو محمد علي بن أحمد، وروى عنه شيئاً من شعره أبيه. 1085- عبد العزيز بن محمد بن سعد بن عبد العزيز عرف بابن القدرة أبو بكر فقيه محدث، روى عن أبي عمر بن عبد البر وسمع في حياة أبي عمر، توفى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وقيل سنة أربع. 1086- عبد العزيز بن محمد اليحصبي عرف بالبابي كان صاحب الأحكام والحسبة

1087- عبد العزيز بن أحمد النحوي أبو الأصبغ يعرف بالأخفش

بمرسية مدة، وكان نحوياً عارفاً بأبيات المعاني ذكياً، توفى على خير عمله بمرسية، في سنة ثمان وخمسمائة. 1087- عبد العزيز بن أحمد النحوي أبو الأصبغ يعرف بالأخفش روى عنه أبو عمر بن عبد البر وذكر أنه سمع منه سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. 1088- عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مغلس القيسي من أهل العلم باللغة والعربية مشار إليه فيهما، شاعر رحل من الأندلس واستوطن مصر فمات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأربعمائة. قرأ اللغة على أبي العلاء صاعد بن الحسن الربعي بالمغرب، وعلى أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي بمصر. روى عنه أبو الربيع سليمان بن أحمد بن محمد الأندلسي السرقسطي. 1089- عبد العزيز بن الحسن بن سعيد بن عسكر الحضرمي الميورقي محدث فقيه يكنى أبا محمد، مولده سنة سبعة وأربعين وأربعمائة، يروى عنه بالإجازة محمد بن عبد الرحيم وغيره، سكن قرطبة، وتوفى بها سنة ست وعشرين وخمسمائة. 1090- عبد العزيز بن الخطيب أبو الأصبغ أديب شاعر ومن قوله في السجن في يوم مهرجان: رويدك أيها الشوق المذكى ... لنا وصبابتي بالمهرجان لقد أذكرت مني غير ناس ... وهجت لي الصبابة غير وان أيوم المهرجان اعذر مجالي ... تراها في البلاء كما تراني ولو لم يثنني طين وقيد ... لرحت وقيل لي قصب الرهان 1091- عبد العزيز بن زكريا بن

1092- عبد العزيز بن خلف بن عبد الله بن مدير

حيون الحضرمي أبو يونس وشقى محدث، مات بالأندلس سنة عشرين وثلاثمائة. 1092- عبد العزيز بن خلف بن عبد الله بن مدير فقيه محدث، توفى بإركش سنة أربع وأربعين وخمسمائة. 1093- عبد العزيز بن عبد الرحمن أبو الأصبغ أديب شاعر، أنشد أبو محمد علي بن أحمد، قال: أنشدني خلف بن مروان الأنصاري، قال: ولد لأبي الأصبغ عبد العزيز بن الناصر بن يعاش إلى أن دخل الكتاب وظهرت من نجابة فأول لوح كتبه بعث به إلى أخيه المستنصر بالله وكتب إليه بهذه الأبيات وهي من شعره: هاك يا مولاي خطا ... مطه في اللوح مطا ابن سبع في سنيه ... لم يصن للوح ضبطا لم يقل في الضاد طاء ... فحوى لفظاً وخطا تهت يا مولاي حتى ... يولد ابن ابنك سبطا 1094- عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بخت أبو الأصبغ أندلسي محدث، سمع محمد بن معاوية القرشي وأحمد بن مظرف بن عبد الرحمن المشاط وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي صاحب التاريخ، روى عنه أبو عمر بن عبد البر، قال أبو عمر: قرأت على أبي الأصبغ بن بخت كتاب العلم لأحمد بن سعيد ابن حزم الصدفي أنابه عنه قال: وقرأت عليه مصنف أبي عبد الرحمن النسائي في أصل أبي بكر محمد بن معاوية، عرف بابن الأحمر وفيه سماعه منه، أخبرنا به عنه عن النسائي. 1095- عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي غالب القيرواني أبو محمد فقيه محدث، يروى عن ابن صخر، يروى عنه أبو علي الغساني وغيره، وكان فاضلاً، توفى بالمرية

1096- عبد العزيز بن عبد الملك بن إدريس المعروف بابن الحزيري

في شهر ذي القعدة سنة خمس وتسعين وأربعمائة وصلى عليه أبو عبد الله محمد بن يحيى بن الفراء. 1096- عبد العزيز بن عبد الملك بن إدريس المعروف بابن الحزيري كاتب أديب روى عن أبيه قصيدته في الآداب والسنة، قال الحميدي: رواها عنه أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان القرشي. 1097- عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع فقيه مقرئ محدث، يروى عن أبي عمر بن عبد البر، وأبي محمد بن سهل والقطيني وابن أبي عمرو وطاهر بن مفوز وغيرهم، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة. 1098- عبد العزيز بن موسى بن نصير مولى لخم كان والده في استخلفه على الأندلس عند خروجه منها سنة خمس وتسعين، فأقام واليها إلى أن كتب سليما بن عبد الملك إلى الجند هناك فقتلوه وأتوه برأسه، كذا قال أبو سعيد بن يونس، وكان قتله فيما قال عبد الرحمن بن عبد الله: أن الجند اجتمعوا على قتله لأمور نقموها منه وبلغتهم عنه، فثاروا به وقتلوه وخرجوا برأسه إلى سليمان بن عبد الملك، وأنه لما أحضر بن يدي سليمان حضر موسى بن نصير، فقال له سليمان: أتعرف هذا؟ قال: نعم أعرفه صواماً قواماً فعليه لعنة الله إن كان الذي قتله خيراً منه. 1099- عبد العزيز بن المنذر بن عبد الرحمن الناصر يعرف بابن [الجليقي] [من ذوي القعدد] في بني مروان وله حظ وافر من الأدب وحسن الشعر، ذكره غير واحد منهم أبو الوليد بن عامر.

من اسمه عبد الجليل

من اسمه عبد الجليل 1100- عبد الجليل بن عبد العزيز بن محمد أبو الحسن المقرئ بجامع قرطبة مشهور، مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتوفى في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. 1101- عبد الجليل بن وهبون المرسى أحد الشعراء الأدباء الفحول يروى من المطروق والمنحول فمما أنشدت له من قصيد وهو فريد: بيني وبين الليالي همة جلل ... لو نالها البدر لاستخذى له زحل سراب كان يبان عندما شنب ... وهول كل ظلام عندها كحل من أبن أبجس لا في السعد قصر بي ... عن المعالي ولا في مقولي خطل دنا إلى الدهر فلتكره سجيته ... ذنب الحسام إذا ما أحجم البطل وله وقد ركب بإشبيلية زورقاً في نهرها في ليلة مظلمة وبين أيديهم شمعتان قد انعكس شعاعها في اللجة فقال مرتجلا: كأنما الشمعتان إذا سمتا ... خدا غلام محسن الجيد وفي حشا الماء من شعاعهما ... طريق نار الهوى إلى كبدي وله وقد قبض على يد غلام وسيم يسايره والناس ينظرون إلى هلال شوال فقال: يا هلال استتر بوجهك عنا ... إن مولاك قابض بشمالي هبك تحكي سناه خدا بخد ... قم فجنا لقده بمثال وله في غلام متلثم: غزال يستطاب الموت فيه ... ويعذب في محاسنه العذاب يقبله اللثام هوى وشوقاً ... ويجني ورد خديه النقاب

من اسمه عبد الحق

وله يتغزل: سقى فسقى الله الزمان من أجله ... بكأسين من لميائه وعقاره وحيا فحيا الله دهراً أتى به ... باسين من ريحانه وعداره وله في حار على فرن ويده في يد فتى يسمى ربيعاً فقال له: صف هذا الفرن. فقال: [ ... ] فرن رأيته يتلظى ... وربيع [ ... ] وعقيدي قال شبهه قلت صدر حسود ... حالطاً من مكارم المحسود ومن أعجب ما يحكى وأغرب ما يروى أنه جمعه وأبا إسحق الخفاجي الطريق من لورقة إلى مرسية والعدو - دمره الله - بلييط ما بين المدينتين إلى أن مرا بمشهدين وعليهما رأسان باديان وكأنهما بالتحذير لهما يناديان فقال أبا إسحاق مرتجلاً: ويا رب رأس لا تزاور بينه ... وبين أخيه والمحل قريب أقاف به صلد الصفا فهو منبر ... وقام على أعلاه فهو خطيب فقال عبد الجليل مسرعاً: يقول حذاراً لا اغتراراً فربما ... أناخ قتيل بني ومر سليب وينشدنا أنا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب فإن لم يزره صاحب وخليله ... فقد زاره نسر هناك وذيب فها هو إما منظراً فهو ضاحك ... إليك وإما نصبة فكئيب فما أتم قوله حتى لاح لهما قتام انقشع عن سرية خيل، فما أقحلت، إلا وعبد الجليل قتيل، وابن خفاجة سليب وهذا من أغرب تفول وأصدق تفول. توفى في حدود الثمانين وأربعمائة. من اسمه عبد الحق 1102- عبد الحق بن أحمد بن

1103- عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية بن مالك بن عطية بن خالد بن خفاف بن غالب بن عطية المحاربي أبو محمد

عبد الرحمن بن عبد الحق بالخزرجي أبو محمد مقرئ عارف مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتوفى عقب صفر سنة أربع وعشرين وخمسمائة. 1103- عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية بن مالك بن عطية بن خالد بن خفاف بن غالب بن عطية المحاربي أبو محمد فقيه حافظ محدث مشهور أديب نحوي شاعر بليغ كاتب ألف في التفسير كتاباً ضخماً أرى فيه على كل متقدم، أخبرني به عنه شيخي القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، قرأ عليه جميعه بالمرية؛ إذ كان أبو محمد قاضياً بها، مولده في عام إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفى بمدينة لورقة عام اثنتين وأربعين وخمسمائة وقبل سنة إحدى وأربعين يروى عن أبي علي الغساني وأبي عبد الله بن محمد بن فرج مولى الطلاع وعن أبيه المحدث أبي بكر غالب وغيرهم ومما أنشدت من عشره قوله من قصيدة: وليلة حبت فيه الجذع مرتديا ... بالسيف أسحب أذيالاً من الطلم [ ... ] والبرق ... فوق رداء الليل [ ... ] كالعلم كأنما الليل زنجي بكاهله ... جرح فيثغب أحياناً له بدم وله يندب الشباب: سقيا لعهد شباب ظلت أمرح في ... ريعانه وليالي العيش أسحار أيام عهد الصبا لم تذو أغضنه ... ورونن العمر غض والهوى جار والنفس نركض من تضمير شرتها ... طرقاً له في رهان اللهو إحضار عهداً كريماً لبسنا منه أردية ... كانت عيوناً ومحت فهي آثار مضى وأبقى بقلبي منه نار أسى ... كوني سلاماً وبرداً فيه يا نار

أبعد أن نقهت نفسي وأصبح في ... ليل الشباب لصبح الشيب أسفار وقارعتني الليالي فانثنت كسيراً ... عن ضيغم ماله ناب وأظفار إلا سلاح خلال أخلصت فلها ... فهي منهل المجد إيراد وإضرار أصبو إلى خفض عيش دوحه حضل ... أو ينثني بني عن العلياء أقصار إذن فعطلت كفي من شبا قلم ... آثاره في رياض العلم أزهار همي من العيش ود طاب مورده ... ولم يشب صفوه للنقص أكدار ومن سناكم أبا إسحاق طالعني ... منه هلال له في النفس إبدار ألط بالقلب بشرى منه في أفق ... هالاته فيه إجلال وإكبار نور ألم به من بعدكم حلك ... كالراح جف بها في دنها القار لئن تمطى بليل حور فرقتنا ... لقد نارت به للكتب أقمار وإن عدانا بعاد عن تزاورنا ... فإننا ببنات الفكر زوار وله إلى الأمير عبد الله بن مزلي، وقد خرج غازياً يوثق بظفرة، وكريم صدره "ما مر" هذه القطعة عند كاتبه، ليدفعها إليه منصرفه فوفي الكاتب وهي: ضاءت بنور إبائك الأيام ... واعتز تحت لوائك الإسلام أما الجميع ففي أعم مسرة ... لما انجلى بظهورك الإظلام بادرت أخرك في الصيام مجاهداً ... ما ضاع عندك في الثغور ذمام وصمرت معتزماً وسعدك [ ... ... ... ] ودليله الإقدام كم صدمة لك فيهم مشهورة ... غص العراق بذكرها والشام

1104- عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي أبو محمد الخطيب ببجانة

في مأزق فيه الأسنة والضبا ... برق ونقع العاديات غمام والضرب قد صبغ النصول كأنما ... تجري على ماء الحديد ضرام والطعن يبتعث النجيع كأنما ... ينشق عن زهر الشقيق كمام فاهنأ مزية ظافر متأيد ... جفت برفعة شأنه الأقلام وإليك ودي واختصاصي سابق ... يجلوه من در الكلام نظام إني وإن خلفت عنك فلم يزل ... مني إليك تحية وسلام 1104- عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي أبو محمد الخطيب ببجانة فقيه محدث مشهور حافظ زاهد فاضل أديب شاعر، له تواليف حسان قرأت عليه بعضها وناولني أكثرها وكان - رحمه الله - متواضعاً مثقلاً من الدنيا قسم نهاره على أقسام، كان إذا صلى الصبح في الجامع أقرأ إلى وقت الضحى ثم قام فركع ثمان ركعات ونهض إلى منزله واشتغل بالتأليف إلى صلاة الظهر، فإن صلى الظهر أدى الشهادات وقرئ عليه في أثناء ذلك إلى العصر، فإن صلى العصر مشى في حوائج الناس. وكان لا يدخل بجانة أحد من الطلبة إلا سأل عنه ومشى إليه وآنسه بما يقدر عليه. صحبه مدة مقامي ببجانة وسامرته، يروى عن أبي بكر بن العربي، وشريح وغيرهما ومن شعره في طريقة الزهد قوله: يا راكب الردع للذاته ... كأنه في أتن عير وأكلا كل الذي يشتهي ... كأنه في كلأ ثور وناهضاً أن يدع داعي الهوى ... كأنه من خفة طير

من اسمه عبد الأعلى

وكل ما يسمع أو ما يرى ... كأنما يعني به الغير إن كؤوس الموت بين الورى ... دائرة قد حثها السير وقد تيقنت وإن أبطأت أن ... سوف يأتيك بها الدور ومن يكن في سيره جائراً ... بالله ما في سيرها جور من اسمه عبد الأعلى 1105- عبد الأعلى بن الليث أبو وهب من أهل سرقسطة محدث له رحلة مات بالأندلس سنة خمسة وسبعين ومائتين. 1106- عبد الأعلى بن وهب بن عبد الأعلى يكنى أبا وهب من موالي قريش محدث أندلسي، روى عن أصبغ بن الفرج ويحيى بن يحيى الليثي مات بالأندلس سنة إحدى وثمانين ومائتين وقيل سنة إحدى وستين ومائتين. من اسمه عبد الواحد: 1107- عبد الواحد بن محمد بن موهب بن محمد التجيبي أبو شاكر يعرف بابن القبري فقيه محدث أديب خطيب شاعر، نشأ بقرطبة، وسمع أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الأموي، المعروف بالأصيلي وغيره وسكن شاطبة من بلاد شرق الأندلس، وولى الأحكام بها. أنشد أبو محمد بن حزم قال أنشدني أبو شاكر لنفسه: ومنعم وسنان يجني لحظه ... قتل المحب وتارة يحييه جار الصدى يوماً عليه فجاءني ... يشكو إلي به لكي أشكيه فسقيته ماء ولو روحي عذا ... ماء لكنت جميعه أسقيه عجباً له يشفى بريقته الصدى ... ويصيبه ظمئاً فلا يرويه

1108- عبد الواحد بن حمدون المري

لا غرو هذا المسك طيب للورى ... والظبي ليس يلذ طيباً فيه والخمر لا تروي بها ثمراتها ... وإذا استغاث بها صد تشفيه والتم يقتل شاربيه وإنه ... بحياة من يجنونه من فيه وأنشد له أبو الحسن العابدي: يا روضتي ورياض الناس مجدبة ... وكوكبي وظلام الليل قد ركدا إن كان صرف الليالي عنك أبعدني ... فإن شوقي وحزني عنك ما بعدا توفى سنة ست وخمسين وأربعمائة. 1108- عبد الواحد بن حمدون المري روى عن بقى بن مخلد وسعيد بن نمر، مات بالأندلس سنة خمسة عشرة وثلاثمائة. من اسمه عبد الوهاب 1109- عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن العباس بن ناصح من أهل جزيرة الأندلس، مات بها سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. 1110- عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم أبو المغيرة الوزير الكاتب من المقدمين في الآداب والشعر والبلاغة، وهو ابن عم الفقيه أبي محمد بن حزم ووالد أبي الخطاب وأبو محمد خاله، وشعره كثير مجموع، ومنه في قصيدة طويلة: طعنت وفي إحداهما من شكلها ... عين فضحى بحسنهن العينا صر البدور بظل جشل فاجم ... وعرسن في كئبانهن غصونا ما أنصفت في جنب توضح إذا ... قرت ضيف الوداد بلابلاً وشجونا أضحى الغرام قطين ربع فؤاده ... إذ لم يجد بالرقتين قطينا

من اسمه عبد السلام

ومن شعره أيضاً: لما رأيت الهلال منطوياً ... في غرة الفجر فارق الزهرة شبهته والعيان يشهد لي ... بصولجان أوفى لضرب كره مات أبو المغيرة قريباً من العشرين وأربعمائة. من اسمه عبد السلام 1111- عبد السلام بن عبد الله بن عبيد الله بن زيد اللخمي قرطبي، توفى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. 1112- عبد السلام بن زياد الأندلسي يروى عن قاسم بن أصبغ الإمام البياني الأندلسي، روى عنه نصر بن أحمد بن عبد الملك، قال: نصر أنشدني عبد السلام بن زياد، قال: أنشدنا قاسم بن أصبغ: فتى ألف السكوت فما تراه ... يود للومه أبداً سلاما فلو كلمته خمسين عاماً ... تماماً لم يراجعك الكلاما وما أن بالفتى عني ولكن ... مخافة يهضم الكلم الطعام 1113- عبد السلام بن وليد محدث: ولي قضاء وشقة، بلد من ثغور الأندلس في أيام الحكم بن هشام، ذكره ابن يونس. من اسمه عبد القادر 1114- عبد القادر بن أبي شبيبة الكلاعي من الموالي، إشبيلي، سمع يحيى بن يحيى، مات في أيام محمد بن عبد الرحمن. 1115- عبد القادر بن محمد الصدفي القيرواني يعرف بابن الحناط أبو محمد فقيه

من اسمه عبد المجيد

محدث مولده بالقيروان سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وتوفى بالمرية في ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. من اسمه عبد المجيد 1116- عبد المجيد بن عفان البلوي يروى عن يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وعبد الملك بن حبيب، وله رحلة سمع فيها من سحنون بن سعيد بأفريقية، ومن أحمد بن عمرو بن السرح بمصر، مات بالأندلس سنة ثمان وستين ومائتين. 1117- عبد المجيد بن الحسين بن يوسف بن الحسن بن أحمد بن دليل الكندي ثم الخطي أبو الفضل لقيته بالإسكندرية وأخبرني أنه دخل المرية سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وجالس أبا عبد الله محمد بن يحيى شيخ القراء بها ودعا له فانتفع بدعائه، روى عن الحافظ أبي بكر الطرطوشي، ودخل الهند وكان يحدثنا في كل ليلة أثر الفراغ من القراءة بعجائب الهند، توفى في حدود الثمانين وخمسمائة. من اسمه عباد 1118- عباد أبو عمرو الأمير فخر الدولة بن القاضي أبي القاسم ذي الوزارتين محمد بن إسماعيل بن عباد صاحب إشبيلية من أهل الأدب البارع والشعر الرائع والمحبة لذوي المعارف، وكانت له في رئاسته هيبة عظيمة وسياسة بديعة، وعلى كل حال فلأهل العلم والآداب بهذا البيت الجليل سوق نافقة ولهم من ذلك همة عالية فيما أنشد عبد الله بن حجاج من شعره في وصف الياسمين: كأنما ياسميننا الغض ... كواكب في السماء تبيض والطرق الحمر في جوانبه ... كخد عذراء ناله عض وله: أنام وما قلبي عن المجد نائم ... وإن فؤادي بالمعالي لهائم

1119- عباد بن سرحان المعافري أبو الحسن

وإن قعدت بي علة عن بلوغ ما ... أؤمله إن اجتهادي لقائم تنادي الوغى بي إن أحست بفترة ... ألا أين يا عباد تلك العزائم فتهتز آمالي وتقوى عزائمي ... وتذكرن لذاتهن الهزائم 1119- عباد بن سرحان المعافري أبو الحسن شاطبي، فقيه محدث له تواليف سكن العدوة وأقرأ بالمرية، يروى مسند الحميدي أبي عبد الله محمد بن أبي نصر عنه رواه أبو الحسن بن النعمة في سنة أربع وخمسمائة بالمرية، وقال: إنه تفرد بجلبه إلى الأندلس. من اسمه عبد الجبار 1120- عبد الجبار بن موسى بن عبيد الله الجدلهي، ثم السماتي أقرأ بمرسية القرآن والنحو والآداب وكان مشهوراً من أهل الحذق والنباهة والدين والفضل. 1121- عبد الجبار بن الفتح بن منتصر البلوي نشأ في طلب العلم فسمع من محمد بن عيسى الأعشى فقيه الأندلس وعبد الملك بن حبيب السلمي، وكان زاهداً فقيهاً، مات بالأندلس، سنة ثمان وخمسين وستمائة. من اسمه عبادة 1122- عبادة بن علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني أبو الحسن أندلسي روى عن محمد بن يوسف بن مطروح وغيره، ومات بالأندلس سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 1123- عبادة بن عبد الله بن ماء السماء أبو بكر من فحول شعراء الأندلس متقدم فيهم مع علم وله كتاب في أخبار شعراء الأندلس ذكره أبو محمد بن حزم قال أبو محمد: كان في صفر من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة برد مشهور لم يشاهد مثله وفيه قال عبادة بن ماء السماء يصف هوله:

يا عبرة أهديت لمعتبر ... عشية الأربعاء من صفر أقبلنا الله بأس منتقم ... فيها وثنى بعفو مقتدر أرسل ملء الأكف من برد ... جلامداً تنهمي على البشر فيا لها آية وموعظة ... فيها نذير لكل مزدجر كاد يذيب القلوب منظرها ... ولو أعيرت قساوة الحجر لا قدر الله في [مشيئته] ... أن يبتلينا بسيئ القدر وخصنا بالتقى ليجعلنا من ... بأسه المتقي على حذر وذكره أبو عارم بن شهيد، فقال: إن عبادة مات في شوال سنة [ست عشرة وأربعمائة] بمالقة ضاعت منه مائة دينار فاعتم عليها غماً كان سبب منيته كذا رأيت لغير أبي عامر قد ذكره فلا أدري على من تم الوهم في ذلك منهما، وكنا نغلب ما قاله أبو محمد لعلمه بالتاريخ وغيره لولا ما قاله أبو عامر، وقد تابعه عليه غيره فالله أعلم. أنشد أبو بكر عبد الله بن حجاج الإشبيلي لعبادة بن ماء السماء إلى الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم، بديهة يستأذن عليه ويسأله الوصول إليه: يا قمراً ليلة إكماله ... [ومغرقي] في بحر أفضاله عبد أياديك وإحسانها ... يسألك المن بإيصاله فإن تفضلت فكم نعمة ... جدت بها مصلح أحواله وإن يكن عذر فيكفيه ... أن عرف مولاه بإقباله

أفراد الأسماء

وله من قصيدة طويلة في يحيى بن حمود الفاطمي أولها: يؤرقني الليل الذي أنت نائمه ... فتجهل ما ألقى وطرفي عالمه أتى الهودج المرقوم وجه طوى الحشا ... على الحزن واشى الحسن فهي وراقمه إذا شاء وقف الركب أرسل فرعه ... فضللهم عن منهج القصد فاحمه ومنها: أظلما رأوا تقليده الدر أم بروا ... بتلك اللآلي أنهى تمائمه وهل شعر الدوح الذي في قبائلهم ... تماثيل أن القلوب كمائمه أفراد الأسماء 1124- عبد الكريم بن محمد إلبيري سمع من عبيد الله بن يحيى وغيره ومات بالأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة. 1125- عبد الباقين بن محمد بن سعيد الحجازي يعرف بابن برال فقيه محدث راوية، روى عند جماعة منهم غالب بن عطية وعبد الملك بن عصام يروى عن أبي عمر أحمد بن محمد المقرئ الطلمنكي وعن المنذر بن المنذر بن علي الحجازي، توفى ببلنسية سنة اثنتين وخمسمائة عن سن عالية. 1126- عبد الرزاق بن الحسين بن عيسى بن مسرور بن أيوب القيسي أبو الحسن أندلسي حدث بمصر إملاء عن أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، روى عنه أبو ذر عمر بن أحمد الهروي، وذكره في جملة شيوخه وقال: لا بأس به. 1127- عبد الغني بن مكي بن أيوب بن أحمد الشاطبي فقيه محدث، روى عن أبي علي الصدفي. 1128- عبد الدايم بن مرزوق بن

1129- عبد الرؤوف بن عمر بن عبد العزيز السرقسطي يكنى أبا عبد العزيز

جبر القيرواني أبو القاسم توفى بطليطلة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. 1129- عبد الرؤوف بن عمر بن عبد العزيز السرقسطي يكنى أبا عبد العزيز محدث معروف، مات بلاردة من ثغور الأندلس سنة ثمان وثلاثمائة. 1130- عبد الرؤوف بن غالب بن عبد الرؤوف فقيه متقدم، سمع بطليطلة على أبي محمد الشنتجالي كتاب مسلم وغيره. 1131- عبد الصمد بن أحمد بن سعيد الأمي أبو محمد فقيه محدث، يروى عن أبي محمد عبد الله بن فرج بن العسال ومحمد بن سليمان ابن خليفة وغيرهم، روى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 1132- عبد الوارث بن سفيان بن جيرون روى عن قاسم بن اصبغ البياني فأكثر وعن وهب بن مسرة ومحمد بن معاوية القرشي، وابن أذلمي وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، روى عنه أبن عمر يوسف ابن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ وأثنى عليه، وقال: كان من ألزم الناس لأبي محمد قاسم بن أصبغ ومن أشهر أهل قرطبة بصحبته حتى يقال أنه قال ما بأنه شيء مما قرئ عليه، سمع منه من سنة اثنتين وثلاثين إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وأكثر سماعه من القاضي ابن زرب وابن ثعلبة وتلك الطبقة وسمع من ابن أبي دليم، ووهب بن مسرة وأحمد بن دحيم بن خليل، ومحمد بن معاوية القرشي وأحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومسلمة بن قاسم، قال أبو عمرو: رأيت كثيراً من أصول قاسم بن أصبغ فرأيت سماعه في جميعها وحدث بعلم جم، وروى عنه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي وخرج عنه كثيراً في كتابه المعروف

1133- عبيدون بن محمد بن فهد بن الحسين بن علي بن أسد بن محمد بن زياد بن الحرث الجهني يكنى أبا الغمر

بالدلائل، أخبرني غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر قال: قرأت مصنف أبي محمد قاسم بن أصبغ في السنن على بعد الوارث بن سفيان أخبرنا به عن قاسم قال: وقرأت عليه المعارف لأبي محمد بن قتيبة وسمعت عليه شرح غريب الحديث له أخبر له أخبر بها أبو عمر عن عبد الوارث عن قاسم بن أصبغ عن ابن قتيبة. 1133- عبيدون بن محمد بن فهد بن الحسين بن علي بن أسد بن محمد بن زياد بن الحرث الجهني يكنى أبا الغمر روى عن يونسف بن عبد الأعلى ولي قضاء الأندلس يوماً واحداً أظنه امتنع من التمادي والله أعلم، مات بالأندلس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. 1134- عبيد أبو عبد الله كان رجلاً صالحاً، يضرب به المثل في الزهد، سكن قرطبة بالمبلطة، سمع الحسن بن سلمة بن المعلا صاحب عبد الله بن الجارود وعبد الله بن مسرور صاحب عيسى بن مسكين قال أبو عمر بن عبد البر: قرأت على عبيد بن محمد الزاهد مسند أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني نزيل مصر وأخبرنا به عن عبد الله بن مسرور عن عيسى بن مسكين عن بن سنجر. 1135- عبيد يس بن محمد أبو القاسم الكاتب الجياني أديب شاعر بليغ صاحب كتاب اللفظ المختلس من بلاغة كتاب الأندلس وقال: لما قدم محمد بن يحيى النحوي على عبيد الله بن أمية وافداً ألفاه غائباً عن بعض أعماله فرحب به عبيديس وكان يكتب يومئذ لعبد الله بن أمية وأنزله في منزله وأكرمه فلما طال انتظار محمد بن يحيى لعبيد الله بن أمية عزم على الخروج إليه فكتب له عبيديس إلى صاحبه عبيد الله يسأله بره والتوفر عليه بهذه الأبيات: أتاك سيد أهل الظرف كلهم ... فأوسع الظرف إجلالاً وتبجيلا

من اسمه عيسى

هذا أبو عابد الله الذي خضعت ... له الجهابيذ تقديماً وتفضيلا إذ جروا معه في العلم بذهم ... علماً وشعراً وإعراباً وترسيلا فابسط له البشر في حسن القبول له ... [ولقه] منك ترحيباً وتسهيلا فخير أفعالكم بر وتكرمة ... وخير خيركم ما كان تعجيلا من اسمه عيسى 1136- عيسى بن محمد بن دينار طليطلي، سمع محمد بن أحمد العتبي، مات بالأندلس في أيام الأمير عبد الله بن محمد. 1137- عيسى بن محمد بن حبيب أبو عبد الله محدث أندلسي، دخل مصر وحدث بها عن ياسين بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري البجاني وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن حماد زغبة، روى عنه أبو سعيد بن يونس وأحمد بن محمد بن سدوة المصريان، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميغ الغساني. 1138- عيسى بن محمد العبدري سكن ألش من نظر تدمير أديب شاعر أنشدني من سمعه ينشد على قبر الفقيه أبي عمرو خفاجة لابن عبد الرحمن أبياتاً يرثيه بها منها: أيا حسرتا ماذا تواريه بالأرض ... من الوجنة الحسناء والبدن الغض تكاثرت الأموات والطين فوق ... خواتم حتى يأذن الله بالغض ومن بعد تحريك الشخوص وصونها ... نجدها مذالات وتسكن بالقبض مركبها ينحل عنها لحكمة ... وينقض كرها بالردى أيما نقض وهي طويلة. 1139- عيسى بن أحمد بن عيسى بن بكر المعروف بالحمار شاعر أديب ومن مأثور شعره:

1140- عيسى بن إبراهيم بن جهور الشريشي

الروض أزهر والأيام ضاحكة ... وللجديدين إدبار وإقبال يا حبذا نفحات الورد آونة ... وحبذا علل الأمواه ينثال 1140- عيسى بن إبراهيم بن جهور الشريشي فقيه، توفى سنة سبع وعشرين وخمسمائة. 1141- عيسى بن أيوب بن لبيب بن محمد بن مطرف الغساني إلبيري، مات بها سنة تسع عشرة وثلاثمائة، سمع محمد بن وضاح بالأندلس وعلى ابن عبد العزيز بمكة وغيرهما. 1142- عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع الغافقي فقيه مقرئ خطيب فاضل، روى عن العبسي وأبي داود وابن الدش وأبي الحسن ابن البياز وغيرهم، حدثني عنه غير واحد. 1143- عيسى بن حبيب بن لب بن إبراهيم بن لب بن أمية القاضي أبو الحسن ابن أخت مالك بن وهيب فقيه، توفى سنة تسع وأربعين وخمسمائة. 1144- عيسى بن دينار بن وافد الغافقي طليطلي، صحب عبد الرحمن بن القاسم العتقي صاحب مالك بن أنس وتفقه وكان ابن القاسم يجله ويكرمه، روى عيسى عنه وعن غيره، وكان إماماً في الفقه على مذهب مالك بن أنس وعلى طريقة عالية من الزهد والعبادة، ويقال إنه صلى أربعين سنة الصبح بوضوء العتمة وكان يعجبه ترك الرأي والأخذ بالحديث، أخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا الكناني قال: أخبرني أحمد بن حنبل قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرني محمد بن عمر بن لبابة عن أبان بن عيسى بن دينار: أن أباه عيسى بن دينار كان قد أجمع في آخر أيامه على أن يدع الفتيا بالرأي ويحمل الناس على ما رواه من الحديث في كتاب

1145- عيسى بن سهل بن عبد الله أبو الأصبغ القاضي

ابن وهب وغيرها، حتى أعجلته المنية عن ذلك. ذكره أبو سعيد وقال: إن مات سنة اثنتي عشرة ومائتين: 1145- عيسى بن سهل بن عبد الله أبو الأصبغ القاضي فقيه محدث مشهور عارف يروى عنه جماعة منهم أبو الحسن أحمد بن أحمد الأزدي. 1146- عيسى بن سعيد بن سعدان المقرئ أبو الأصبغ له رحلة إلى العراق لقي فيها أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا بكر بن مقسم وأبا بكر محمد بن صالح الأبهري، روى عنه أبو عمر بن عبد البر وقال: كان أديباً فاضلاً عالماً من أطيب الناس صوتاً وأحسنهم قراءة. 1147- عيسى بن عبد الله الطويل مدني من أصحاب موسى بن نصير، كان على الغنائم بالأندلس أيام كون موسى بن نصير فيها، ذكر ذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم عن عثمان بن صالح وغيره. 1148- عيسى بن عبد الله بن قرلمان أبو الأصبغ الخازن شاعر مشهور، ذكره أبو محمد بن حزم وأنشد له: كأنني سامع بعدي وقد ذهبت ... نفسي ووافاني المحذور من أجلي قولين والنعش موضوع على جدثي ... قولاً على بمكروه وآخر لي من شامت بي أو محض الوداد ولم ... ينفع ولا ضر إلا سالف العمل 1149- عيسى بن عبد الرحمن السالمي المقرئ بمرسية، توفى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. 1150- عيسى بن عبد الملك بن قزمان أبو الأصبغ الكاتب شاعر أديب،

1151- عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب

ذكره أبو الوليد بن عامر وغيره ومن شعره: وشمس كسوناها ببدر ضبابة ... وقد عاد وجه الأرض أسود حالكا أطرنا بها طير الدجى عن بلاده ... إلى أن رأت عيناي منها المسالكا حججنا بها بيتاً من اللهو لم نزل ... عكوفاً به حتى قضينا المناسكا 1151- عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب أشوني، توفى سنة ست وستين وثلاثمائة. 1152- عيسى بن عبد الرحمن السالمي المقرئ بمرسية، توفى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. 1153- عيسى بن عاصم بن مسلم الثقفي أندلسي، روى عن أسد بن موسى وغيره، مات بالأندلس سنة ست وقيل: سنة ثمان وخمسين ومائتين. 1154- عيسى بن علا بن نذير بن أيمن السبتي سمع بقرطبة من أحمد بن خالد ومحمد بن عبد الملك وقاسم بن أصبغ، توفى سنة ست وستين وثلاثمائة وهو ابن ست وثمانين سنة، ذكره ابن الفرضي. 1155- عيسى بن عمران أبو موسى قاضي الجماعة فقيه حافظ عالم متصوف في العلوم جامع لها خطيب مصقع، سمعت شيخي القاضي أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد يقول: لم تر عيني مثله، روى بالأندلس عن ابن ورد وغيره، ولم يزل نسيج وحده إلى أن توفى. 1156- عيسى بن مجمل كان تاجراً أديباً شاعراً من أهل قرطبة مشهور، ذكره أبو محمد علي بن أحمد، وأنشد من شعره قوله في قوم زاروه فقعدوا في دكانه ومنعوه من معيشته: لعن الله زورة من رجال ... أتلفت متجر المزور ودينه

من اسمه عمر

إن أراد الصلاة لم يجد الباب ... أو التجر لم يريموه حينه وله فيهم: ويحضكم ويحكم أصيخوا لويحي ... قبل أن يستفيض في الناس نوحي خففوا في جلوسكم لا تطيلوا ... ليس دكاننا جنان شريح من اسمه عمر 1157- عمر بن محمد بن عمر الجهني أبو حفص من أهل المرية، فقيه محدث يروى عن أبي بكر الآجري، يروى عنه حاتم بن محمد وغيره. 1158- عمر بن أحمد بن عبد الله التوزي فقيه روى عن أبي علي الصدفي. 1159- عمر بن عبد الملك بن سليمان الخولاني قرطبي، توفى سنة ست وخمسين وثلاثمائة. 1160- عمر بن حسين بن محمد بن نابل أبو حفص سمع أباه وقاسم بن أصبغ البياني ومحمد بن أبي دليم، روى عنه أبو عرم بن عبد البر النمري وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مسعود شيخ من شيوخ أبي العباس العذري. 1161- عمر بن حفص بن غالب يكنى أبا حفص يعرف بابن أبي التمام يروى عن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، مات بالأندلس سنة سبع عشرة وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد وأثنى عليه، أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا الكناني قال: أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرني عمر بن حفص هو ابن أبي تمام، وكان شيخاً عفيفاً صالحاً قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: أخبرنا الشافعي عن محمد بن علي قال: إن محاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور وفيه ابن أبي ذيب وكان والي المدينة الحسن بن زيد قال: فأتى الغفاريون فشكوا إلى أبي جعفر شيئاً

1162- عمر بن حفص المعروف بابن حفصون

من أمر الحسن بن زيد، فقال الحسن: سل عنهم ابن أبي ذيب قال: فسأله، فقال: ما تقول فيهم يا ابن أبي ذيب؟ فقال: يا أمير المؤمنين أشهد أنهم أهل بحكم في أعراض المسلمين كثيرو الأدنى لهم قال أبو جعفر: قد سمعتم فقال الغفاريون: يا أمير المؤمنين سله عن الحسن بن زيد. قال: يا ابن أبي ذيب ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: أشهد أنه يحكم بغير الحق، فقال: قد سمعت يا حسن ما قال ابن أبي ذئب فقال: يا أمير المؤمنين سله عن نفسك قال: ما تقول بي؟ قال: أو يعفني أمير المؤمنين؟ فقال واله لتخبرني قال: أشهد أنك أخذت هذا المال من غير حقه وجعلته في غير أهله، فوضع يده في قفا ابن أبي ذيب وجعل يقول له: أما والله لولا أنا لأخذت أبناء فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك، فقال ابن أبي ذئب: قد ولى أبو بكر وعمر فأخذا بالحق وقسماً بالسوية وأخذا بأقفاء فارس والروم، قال: فخلي أبو جعفر قفاء وخلي سبيله، وقال: والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك، فقال له ابن أبي ذئب: والله يا أمير المؤمنين إني لأنصح لك من ابنك المهدي. 1162- عمر بن حفص المعروف بابن حفصون كان من الخوارج القائمين بالأندلس بأعمال رية، قتل سنة خمسين وسبعين ومائتين وكان جلداً شجاعاً أتعب السلاطين وطال أمره؛ لأنه كان يتحصن عند الضرورة قلعة هنالك تعرف بقلعة موصوفة بالامتناع، وقد ألفت بالأندلس في أخباره وخروجه تواريخ مختلفة، وكان أبو محمد عبد الله بن سبعون القيرواني يقول: إنه من ولده ولم يكن يحفظ اتصال نسبه إليه. 1163- عمر بن حفص بن عمرو بن نجح ألبيري توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. 1164- عمر بن حيان فقيه محدث يروى عن حاتم بن محمد، رأيت خط يده له بالإجازة في صفر عن سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

1165- عمر بن شعيب أبو حفص المعروف بالعليظ البلوطي

1165- عمر بن شعيب أبو حفص المعروف بالعليظ البلوطي من أعمال فحص البلوط المجاور لقرطبة، ذكره أبو محمد بن حزم وقال: إنه كان من قل الربضين وأنه الذي غزا أقريطش وافتتحها بعد الثلاثين ومائتين وتداولها بنوه بعده إلى أن كان آخرهم عبد العزيز بن شعيب الذي غنمها في أيامه أرمانوس بن قسطنطين ملك الروم سنة خمسين وثلاثمائة، وكان أكثر المفتتحين لها معه أهل الأندلس هكذا قال. وذكره أبو سعيد بن يونس فقال: شعيب بن عمر بن عيسى أبو عمر صاحب جزيرة أقريطش، كان تولى فتحها بعد سنة عشرين ومائتين وقد كان كتب شعيب هذا بالعراق وكتب عن جدي يونس بن عبد الأعلى وغيره بمصر أيضاً، هذا آخر كلام ابن يونس. فقد اختلفا في اسمه أولاً فقال أحدهما: عمر بن شعيب وقال الآخر: شعيب بن عمر، ووصفاه بالفتح ولولا ذلك لقلنا أحدهما ابن الآخر ويحتمل أن يكون حضراً الفتح وإن لم يكن فقد نقلب على أحدهما والله أعلم. 1166- عمر بن الشهيد التجيبي أبو حفص قال الحميدي: لا أحفظ اسم أبيه، وهذه صفة نسب إليها فغلبت عليه وهو رئيس شاعر مشهور بالأدب كثير الشعر متصرف في القول مقدم عند أمراء بلده، قال: وقد شاهدته في حدود الأربعين وأربعمائة بالمرية وكتبت عنه من أشعاره طرفاً ومنه: في صحبة الناس في ذا الدهر معتبر ... لا عين تونق منهالاً ولا أثر ليست تشيخ ولا يودي بها هرم ... لكنه في شباب السن تحتضر إذا حبت بينهم أطفال ودهم ... لم يترك البغي حابين يتغر كأنها شرر سام على لهب ... يعدو الخمود عليها حين ينتشر كأن ميثاقهم ميثاق غانية ... يعطيك منه الرضى ما يسلب الضجر

1167- عمر بن عبيد الله بن يوسف بن يحيى بن حامد الهزل الزاهروي

فلا يغرنك من قول طلاوته ... فإنما هي نوار ولا ثمر لو ينفق الناس مما في قلوبهم ... في سوق دعواهم للصدق ما تجروا لكنهم ونفوذ القول جارية ... على مقادير ما يقضي به الوطر يغضي المحنك أو يغضي لحنكته ... وبين ذاك وهذا ينفذ العمر تساق الناس إعجاباً بأنفسهم ... إلى مدى دونه الغابات تنحسر فللتسامي ضباب في صدورهم ... وللتكبر في آنافهم نعر وما عذلتهم إلى عذرتهم ... فالجهل ليس له سمع ولا بصر وله: تعلم لحظك سفك الدماء ... وأنت تعلمت أن لا تدي وليتك إذ كنت لي ممرضاً ... رثيت فزرت مع العود حنانيك أن هلاك العب ... يد مما يعود على السيد وما بي نفسي ولكنني ... أشح بمثلك أن يعتدي 1167- عمر بن عبيد الله بن يوسف بن يحيى بن حامد الهزل الزاهروي من مدينة الزهراء التي بناها الناصر عبد الرحمن بن محمد بن علي مقربة من قرطبة، هو من شيوخ أبي علي الغساني. 1168- عمر بن عبد العزيز بن خلف بن أبي العيش القيسي أبو حفص القاضي بلورقة لورقي مقرئ مجود متقن، جمعت عليه بعض كتاب الله العزيز بلورقة، وكان عارفاً بالقراءات توفى سنة [ ... ] وسبعين وخمسمائة. 1169- عمر بن موسى الكناني

1170- عمر بن مصعب بن أبي عزيز بن زاورة بن عمرو بن هاشم العبادي وقيل العبدري

إلبيري يروى عن يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان، مات سنة أربع وخمسين ومائتين. 1170- عمر بن مصعب بن أبي عزيز بن زاورة بن عمرو بن هاشم العبادي وقيل العبدري سرقسطي ذكره ابن يونس. 1171- عمر بن نمارة أو حفص روى عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر، وروى عنه أبو عمر بن عبد البر حدث عنه أبو عمر قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن نمارة بتاريخ أبي عبد البر في فقهاء وبكتابه في القضاء عنه. 1172- عمر بن هشام بن قلبيل أديب وافر الحظ من الآداب والبلاغة ذكره أبو الوليد بن عامر. 1173- عمر بن يوسف [بن عمروس] أبو حفص محدث إشبيلي رحل إلى القيروان فسمع جماعة من أصحاب سحنون بن سعيد، ثم رحل إلى مصر فسمع من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وطبقته، ثم عاد إلى القيروان وأقام بها، وبها مات قاله أبو محمد بن حزم وقال: هو مشهور بالقيروان وقد روى أبو عمران موسى بن عيسى الفاسي، فقيه القيروان في أماليه حديثاً من طريقه، توفى سنة تسعين ومائتين. 1174- عمر بن يوسف بن موسى بن فهد بن خصيب بن الإمام طليطلي توفى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. 1175- عمر بن يوسف بن عمروس أستجي، توفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. من اسمه عثمان 1176- عثمان بن حمد بن عباس الأستجي توفى سنة ست وخمسين وثلاثمائة. 1177- عثمان بن محمد بن عيسى

1178- عثمان بن أحمد بن مدرك القبري

اللخمي عرف بالبشيجي أبو عمرو فقيه عارف، توفى سنة ثمانين وخمسمائة. 1178- عثمان بن أحمد بن مدرك القبري من أهل قبرة، مات بالأندلس سنة عشرين وثلاثمائة. 1179- عثمان بن أيوب بن الصلت الفارسي قرطبي محدث، مات بها سنة ست وأربعين ومائتين وقيل سنة ثمان وثلاثين. 1180- عثمان بن أصبغ أبو الأصبغ الطحاكي وطحاك قرية بجهة [ ... ] ذكره أبو الوليد بن الفرضي. 1181- عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي أبو عمرو السفاقسي محدث رحل إلى العراق وغيرها بعيد العشرين وأربعمائة وأسرع في رحلته، وعرف كثيراً من أخبار البلاد التي دخلها ومن فيها من أهل الرواية والعلم وسمع الكثير وكتب وانصرف مسرعاً، ووصل إلى المغرب سنة ست وثلاثين وسمع منه بالأندلس رجل في أقطارها ثم رجع إلى أفريقية ومات مجاهداً في جزيرة من جزائر الروم، حدث في أبي نعيم الأصبهاني وعن جماعة من البلاد التي دخلها، وكان فاضلاً عاقلاً يفهم قال الحميدي: قرأت عليه كثيراً وكتبت عنه وأنشدني: إذا ما عدوك يوماً سما ... إلى حالة لم تطق نقضها فقبل ولا تأنفن كفه ... إذا لم تكن تستطع عضها قال الحميدي: وأنشدني أبو بكر عثمان بن أبي بكر قال: أنشدني أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أنشدني عبد الله بن جعفر بالجابري بالبصرة، قال: أنشدني ابن المعتز لنفسه: ما عابني إلا الحسود ... وتلك من خير المعايب والخير والحساد مق ... رونان إن ذهبوا فذاهب

1182- عثمان بن الوزير أبي الحسين جعفر بن عثمان المصحفي

وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذمات الأقارب وإذا فقدت الحاسد ... بن فقدت في الدنيا الأطايب قال: وأنشدني أيضاً بالأندلس قال: أنشدني عبد الله بن محمد بكازرون قال: أنشدني أبو أحمد العسكري لأبي عبد الله المفجع. لنا صديق مليح الوجه مقتبل ... وليس في وده نفع ولا بركه شبهته بنهار الصيف يوسعنا ... طولاً ويمنع عنا النوم والحركة 1182- عثمان بن الوزير أبي الحسين جعفر بن عثمان المصحفي من أهل الأدب والشعر، ذكره قاسم بن محمد المرواني. 1183- عثمان بن حديد بن حصيد الكلاعي ألبيري يكنى أبا سعيد سمع محمد بن أحمد العتبي بالأندلس ونحوه ورحل فسمع يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومات بالأندلس سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. 1184- عثمان بن دليم كذا ذكره الحميدي، وقال: نسبته إلى جده وأظن اسم أبيه محمداً وهو ابن أخي القاضي أبي عمر أحمد بن إسماعيل بن دليم، المذكور في بابه وكان من الفقهاء المذكورين والأدباء الصالحين. سمع بالأندلس غير واحد وتفقه ببجانة على شيوخها قبل الفتنة قريباً من الأربعمائة، ومات في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة أو نحوها. 1185- عثمان بن ربيعة مؤلف كتاب "طبقات الشعراء بالأندلس" مات قريباً من سنة عشرة وثلاثمائة. 1186- عثمان بن سعيد عثمان أبو عمرو المقرئ إمام وقته في الإقراء محدث مكثر أديب،

1187- عثمان بن سعيد بن كليب الألبيري

سمع بالأندلس محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الفقية الألبيري وغيره، ورحل إلى المشرق قبل الأربعمائة، فسمع أبا العباس أحمد بن محمد بن بدر القاضي وأبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد المالكي، وعبد الوهاب بن منير بن الحسن الخشاب المصري وأحمد بن فراس المكي وغيرهم، وطلب علم القراءات، فرأس فيه، وقرأ وسمع الكثير، وعاد إلى الأندلس فتصدر بالقراءات وألف فيها، وفي طبقات رجالها تواليف مشهورة كثيرة. رأيت بعض أشياخي قد مع ذكر تواليفه في جزء نحو مائة تأليف، وكان محافظاً متقدماً مشهوراً شهرة تغتني عن الإطناب في ذكره، توفى في شوال سنة أربع وأربعمائة، روى عن جماعات يطول ذكرهم ومما نذكر من شعره قوله: قد قلت إذا ذكروا حال الزمان وما ... يجري على كل من يعزي إلى الأدب لا شيء أبلغ من ذل يجرعه ... أهل الحساسة أهل الدين والحسب القائمين بما جاء الرسول به ... والمبغضين لأهل الزيغ والريب أخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى قال: أخبرني من أثقة، أن أبا عمرو المقرئ أقرأ بالمرية مدة، وكانت ريحانة تقرأ عليه القرآن بها، كانت تقعد خلف ستر فتقرأ ويشير لها بقضيب بيده إلى المواقف، فأكملت السبع عليه وطالبته بالإجازة فامتنع، وقرأت عليه خارج السبع روايات. فقرأ عليه ذات يوم {وقالوا لا تنفروا في الحر} فقال لها: اكسري الحاء، فقالت: "وقالوا لا تنفروا في الحوار" فقال: أنا لا أجيز مثل هذه والله لا برحت أو أكتب لها فكتب إجازتها في ذلك الموضع. 1187- عثمان بن سعيد بن كليب الألبيري توفى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. 1188- عثمان بن سعيد الألبيري آخر توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

1189- عثمان بن سعيد الكناني جياني يعرف بحرقوص

1189- عثمان بن سعيد الكناني جياني يعرف بحرقوص توفى سنة عشرين وثلاثمائة. 1190- عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن يزيد بن بريد يكنى أبا عمرو من موالي معاوية بن أبي سفيان يعرف بابن أبي زيد: سمع محمد بن وضاح وبقى بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وإبراهيم بن نصر السرقسطي، مات بالأندلس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، روى عنه خالد بن سعد. 1191- عثمان بن الأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية شاعر أديب، ذكره أبو عامر بن مسلمة. 1192- عثمان بن علي بن عيسى اللخمي البشيجي ثم السالمي فقيه محدث، يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 1193- عثمان بن أبي عبدة القرشي من وجوه أصحاب موسى بن نصير الذين شاهدوا معه فتح الأندلس، اسمه ثابت من كتاب الصلح الذي كتبه عبد العزيز بن موسى بن نصي لتدمير بن عيدوش النصراني الملك، وتاريخه رجب سنة أربع وتسعين من الهجرة. 1194- عثمان بن محامس زاهد عام مشهور بالعزوف عن الدنيا، من أهل استجة، ذكره أبو محمد بن حزم، وقال: أخبرني أبو بكر بن أبي الفياض، قال: كتب عثمان بن محامس على باب داره باستجة: يا عثمان لا تطمع. من اسمه علي 1195- علي بن محمد بن أبي الحسين أبو الحسن الكاتب مشهور بالأدب والشعر وله كتاب في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس، كان في الدولة العامرية وعاش إلى أيام الفتنة.

1196- علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي

1196- علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي توفى بقرطبة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. 1197- علي بن محمد بن دري المقرئ بجامع غرناطة فقيه أديب مقرئ مجود، يروى عن محمد بن عيسى المغامي وأبي سهل نجدة بن سليم وبعد الرحمن بن عيسى النحوي وأبي مروان عبد الملك بن سراج وهشام بن أحمد الوقشي وعبد الرحمن بن سلمة فقيه أهل طليطلة وأبي عبيد البكري وأبي علي الجياني، وعبد الرحمن بن حمود الصغير السيني وأبي بكر بن خازم القرطبي، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة ومحمد بن عبد الرحيم، مولده بعد الخمسين وأربعمائة، وتوفى في الثامن عشر لرمضان المعظم عام عشرين وخمسمائة. 1198- علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي قرطبي فقيه، مشهور من أهل بيت قضاء ورئاسة. 1199- علي بن محمد بن زيادة الله الثقفي ويعرف بابن الحلال من أهل بيت جلالة وفقه وفضل فقيه عارف، كان يقرئ المدونة بمرسية، وتوفى عام [ ... ] وخمسمائة. 1200- علي بن محمد بن عبيد الله بن عبادل الإشبيلي توفى سنة ست وخمسين وأربعمائة. 1201- علي بن محمد علي بن هذيل أبو الحسن فقيه فاضل زاهد مقرئ متقلل من الدنيا معظم عند أهلها، روى عن ربيبه أبي داود سليمان بن نجاح فأكثر وانتفع به وببركته وهو آخر أصحاب أبي دواد مرتا أدركته بسني، وروى عنه جماعة من أشياخي، وكان ورعاً يخدم بيده وبعين الطالب المحتاج، ولم يزل يقرئ كتاب الله وحديث رسوله إلى أن توفى في سنة أربع وستين وخمسمائة وكانت جنازته مشهودة. 1202- علي بن محمد بن مغاور الطليطلي فقيه، يروى عن أبي علي الصدفي. 1203- علي بن محمد بن أحمد بن فيد

1204- علي بن أحمد الفخري أبو الحسن

الفارسي قرطبي فقيه، محدث مشهور، يروى عن جماعة منهم. 1204- علي بن أحمد الفخري أبو الحسن شاعر أديب، قدم الأندلس من بغداد، ذكره أبو محمد علي بن أحمد، وأنشد له، قال: أنشدني أبو الحسن الفخري لنفسه بدانية: الموت أولى بذي الآداب من أدب ... يبغي به مكسباً من غير ذي أدب ما قيل لي شاعر إلا امتعضت لها ... حسب امتعاضي إذا نوديت باللقب وما دهى الشعر عندي سخف منزلة ... بل سخف دهر بأهل الفضل منقلب صناعة هان عند الناس صاحبها ... وكان في حال مرجو ومرتقب يرجى رضاه وتخشى منه بادرة ... أبقى على حقب الدنيا من الحقب إذا جهلت مكان الشعر من شرف ... فأي مأثرة أبقيت للعرب؟ 1205- علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب أبو محمدد أصله من الفرس وجده الأقصى في الإسلام اسمه يزيد مولى ليزيد بن أبي سفيان كان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه زاهداً في الدنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير المماليك، متواضعاً ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم، وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً وسمع سماعاً جماً، وأول سماعه من أبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور، قبل به من العلوم، وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً وسمع سماعاً جماً، وأول سماعه من أبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور، قبل الأربعمائة، وألف في فقه الحديث كتاباً كبيراً سماه كتاب "الإيصال إلى فهم الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام وسائر الأحكام على أوجبه القرآن والسنة والإجماع" أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه والحجة

لكل طائفة عليها والأحاديث الواردة في ذلك من الصحيح والسقم بالأسانيد وبيان ذلك كله وتحقيق القول فيه، وله كتاب "الإحكام لأصول الأحكام" في غاية التقصي وإيراد الحجاج، وكتاب "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، وكتاب في الإجماع ومسائل على أبواب الفقه، وكتاب مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب "إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل" وهذا مما سبق إليه، وكذلك كتاب "التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية" فإنه سلك في بيانه وإزالة سوء الظن عنه وتكذيب المخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله في ما علمنا. مولده في ليلة الفطر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بقرطبة، ومات بعد الخمسين وأربعمائة، وكان له في الآداب والشعر نفس واسع وباع طويل قال: وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه وشعره كثير قال: وقد جمعناه على حروف المعجم ومنه: هل الدهر إلا ما عرفناه وأدركناه ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى إذا أمكنت فيه مسرة ساعة ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا إلى تبعات في المعاد وموقف ... نود لديه أننا لم تكن كنا حصلنا على هم وإثم وحسرة ... وفات الذي كنا نلذ به عنا حنين لما ولى وشغل بل أتى ... وغم لما يرجى فعيشك لا يهنا كأن الذي كنا نسر بكونه ... إذا حققته النفس لفظ بلا معنى وله من قصيدة طويلة خاطب بها قاضي

الجماعة بقرطبة عبد الرحمن بن أحمد بن بشر يفخر فيها بالعلم ويذكر أصناف ما علم وفيها: ولي نحو أكتاف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكرب فكم قائل أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب هنالك يدري أن للبعد قصة=وأن كساد العلم آفته القرب ومنها في الاعتذار عن المدح لنفسه: ولكن لي في يوسف خير أسوة ... وليس علي من بالنبي أئتسي ذنب يقول وقال الحق والصدق إنني ... حفيظ عليم ما على صادق عتب وله من أخرى: منأى من الدنيا علوم أبثها ... وأنشرها في كل باد وحاضر دعاء إلى القرآن والسنن التي ... تنسى رجال ذكرها في المحاضر وأنشد لنفسه: أين وجه قول الحق في نفس سامع ... ودعه فنور الحق يسري ويشرق سيؤنسه رفقاً فينسى بفاره ... كما نسى القيد الموثق مطلق وأنشد لنفسه: لئن أصبحت مرتجلاً بشخصي ... فروحي عندكم أبداً مقيم ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعانيه الكليم

1205 مكرر- علي بن أحمد بن إسماعيل المعروف بابن سيدة

وله في هذا المعنى: يقول أخي شجاك رحيل جسم ... وروحك ما له عنك رحيل فقلت له المعاين مطمئن ... لذا طلب المعاينة الخليل 1205 مكرر- علي بن أحمد بن إسماعيل المعروف بابن سيدة إمام في اللغة وفي العربية حافظاً لهما على أنه "كان ضريراً، وقد جمع في ذلك مجموعات للأمير أبي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري ثم حدثت له بنوه بعد وفاته في أيام إقبال الدولة بن الموفق خافه فيها وهرب إلى بعض الأعمال المجاورة لأعماله وبقي بها مدة ثم استعطفه بقصيدة أولها: ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى ... سبيل فإن الأمن في ذاك واليمنا ضحيت فهل في برد ظلك نومة ... لذي كبد حرى وذي مقلة وسنى ونضو هموم طلحته طباته ... فلا غارباً بيقين منه ولا متنا هجان نأي أهلوه عنه وشفه ... قراب فأمسى لا يرس ولا يهنا فيا ملك الأملاك أني محوم ... على الورد لا عنه أذاد ولا أدنى تحيفني دهري وأقبلت شاكياً ... إليك أمأذون لعبدك أم يثنى وفيها: وإن تتأكد في دمي لك نية ... بسفك فإني لا أحب له حقنا دم كونته مكرماتك والذي ... يكون لا عتب عليه إذا أفنى إذا ما غدا من حر سيفك بارداً ... فقد ما عدا من برد برك لي سخنا وهل هي إلا ساعة ثم بعدها ... ستقرع ما عمرت من ندم سنا

1206- علي بن أحمد بن خلف الأنصاري أبو الحسن المعروف بابن الباذش

ولله دمعي ما أقل استنانه ... إذا في دمي أمسى سنانك مستنا وما لي من دهري حياة الذها ... فيعتدها نعمى علي ويمتنا إذا قتلة أرضتك منا فهاتها ... حبيب إلينا ما رضيت به عنا وهي طويلة صرف القول فيها ووقع عنه الرضى بوصولها، وتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. 1206- علي بن أحمد بن خلف الأنصاري أبو الحسن المعروف بابن الباذش ولد بغرناطة، وأبو جياني الأصل، وعلى هذا أحد من جمع علم القرآن والحديث واللغة والشعر والنحو، كان من أحفظ الناس لكتاب سيبويه وأرفقهم عليه من ورع صادق وزهد في الدنيا خالص، لم يزل على ذلك إلى أن توفى - رحمه الله - في محرم سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، ومولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة وفيها كانت وقعة أفراغة الكبرى، وأنشدت من شعره رحمه الله: أصبحت تقعد بالهوى وتقوم ... وبه تقرظ معشراً وتذيم تعنيك نفسك فاشتغل بصلاحها ... أنى يعير بالسقام سقيم روى عن جماعة منهم أبو بكر محمد بن هشام المصحفي، روى عنه غير واحد من أشياخي. 1207- علي بن أحمد بن محمد الجذامي أبو الحسن يعرف بابن نافع فقيه مشاور محدث يروى عن أبي علي الغساني وأبي علي الصدفي وغيرهما حدثني عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وغيره، توفى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ومولده في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربعمائة. 1208- علي بن أحمد بن كرز أبو الحسن مقرئ فقيه فاضل متقدم في

1209- علي بن إبراهيم بن حيوية الشيرازي أبو الحسن

طريقة الإقراء توفى سنة إحدى عشرة وخمسمائة وقد أكمل ثمانين سنة وكانت جنازته مشهودة، قال محمد بن عبد الرحيم: وهو أحد من روى عنه: "هي" أول جنازة حفيلة شاهدتها. 1209- علي بن إبراهيم بن حيوية الشيرازي أبو الحسن قدم الأندلس وحدث بها عن أبي محمد الحسن بن رشيق المصري المعدل، روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 1210- علي بن إبراهيم التبري البغدادي فقيه محدث، يروى عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المعروف بابن المحاملي القاضي البغدادي وغيره، قال حاتم بن محمد: لقيته بطليطلة دخلا مجتازاً سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ويشبه أن يكون الذي قبله. 1211- علي بن إبراهيم بن علي بن معدان الأنصاري أبو الحسن يعرف بابن اللوان [فقيه] حافظ محدث فاضل ورع زاهد، حدث بالمرية، روى عن محمد بن حمدين وأبي القاسم خلف بن محمد بن العربي وأبي الحسن بن سراج وأبي علي الغساني وأبي علي الصدفي، توفى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ومولده في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، حدثني عنه القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وغيره، صحبه أبو القاسم مدة وكان يحكى من ورعه أشياء وكان من أحب خلق الله في الطيب والنظافة في الثياب قال لي: حضر يوماً بالمرية في محفل وقد أحضر طيب فرده بعض من حضر، فقام إليه ابن اللوان وأخذ بمنكبيه وقال: تطيب فإن رسول الله الطيب والنظافة في الثياب قال لي: حضر يوماً بالمرية في محفل وقد أحضر طيب فرده بعض من حضر، فقام إليه ابن اللوان وأخذ بمنكبيه وقال له: تطيب فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب الطيب وكان لا يقبل من أحد ممن يقرأ عليه أشياء، قال لي أبو القاسم رحمه الله: أهدى إليه بعض أصحابنا قلة من ماء ورد جلبها من مرسية، وكان قد تحقق حبه في الطيب فردها عليه وأبى أن يقبلها منه.

1212- علي بن إسماعيل القرشي يلقب بطيطي

1212- علي بن إسماعيل القرشي يلقب بطيطي أشبوني، من أهل الأشبونة، شاعر أديب ذكره الحميدي: قال: ذكره لي أبو عبد الله محمد بن عمر الأشبوني، وأنشد له [يصف قملة] : وذات كشح أهيف شحت ... كأنما يولع في النحت زنجية تحمل أقواتها ... في مثل حدى طرف الجفت كأنما آخرها قطرة ... صغيرة من قاطر الزفت أو نقطة جامدة خلفها ... قد سقطت عن قلم المفتي تسري اعتسافاً ولقد تهتدي ... في ظلمة الليل إلى الخرت تشتد في الأرض على أرجل ... كشعرة المخدج في النبت تشهد أن الله خلاقها ... رزاقها في ذلك السمت سبحان من يعلم تسبيحها ... ووزنها من زنة البخت فنسبتي منها لفرط الضنى ... نسبتها منه بلاكت كلا ولو حاولت من رقة ... لحلت بين الثوب والتخت أرق من هذا وأضنى ضنا ... رقة ذهني وضنا بختي لكن نفسي واعتلال همتي ... نجم لبيدخت كبيدخت 1213- علي بن بطال الجياني أبو الحسن فقيه مشهور، يروى عنه أبو داود سليمان بن نجاح. 1214- علي بن حمزة الصقلي أبو الحسن دخل السجن قبل الأربعين وأربعمائة، وكان يتكلم في فنون ويشارك في علوم ويتصوف قال الحميدي: سمعته يقول: سمعت أبا الطاهر

1215- علي بن حذلم بن خلف بن جعفر الحضرمي الموروري

محمد بن علي بن محمد بن القاسم الشافعي البغدادي الواعظ ينشد في حلقته: عاتبت قلبي لما ... رأيت جسمي نحيلا فألزم الذنب طرفي ... وقال كنت الرسولا فقال طرفي لقلبي ... بل أنت كنت الدليلا فقلت كفا جميعاً ... تركتماني قتيلا 1215- علي بن حذلم بن خلف بن جعفر الحضرمي الموروري رحل إلى المشرق سنة خمس وثلاثمائة، فسمع بمكة من بكير الحداد وجماعة، يكنى أبا الحسن. 1216 ... علي بن الحسين المري: بجاني، توفى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. 1217 ... علي بن خلف بن ذي النون بن أحمد بن عبد الله بن هذيل بن جحيش بن سنان العبسي: كان - رحمه الله - شيخاً فاضلاً ديناً مقرشاً مجوداً رحل إلى المشرق سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وسمع بمصر من القضاعي وغيره وحج وانصرف، ثم رحل ثانية قبل الثمانين، ثم رجع إلى الأندلس، فأقرأ بها وحدث بجامع قرطبة مدة طويلة، وتوفى - رحمه الله - بقرطبة سنة تسع وتسعين وأربعمائة. 1218- علي بن خلف الأوسي أبو الحسن مقرئ مجود، أقرأ بجامع غرناطة مدة، يروى عنه محمد بن عبد الرحمن وغيره. 1219- علي بن رجاء بن مرجي أبو الحسن فقيه شاعر أديب من أهل بيت جليل، وله في العلوم والأدب والسخاء والكرم وحسن الدين والتصاون حظ موفور ومن شعره:

1220- علي بن سليمان الزهراوي أبو الحسن

لم يزدني بذا سوى حسنات ... لا ولا نفسه سوى آثام كان ذا منعة فثقل ميزاني ... بهذا فصار من خدامي وله في قصيدة: كيف أصبو وأربعون وخمس ... رقمت بالمشيب في [شعر] رأسي كل داء له دواء وداء الشي ... ب والموت ما له من آسي مات بالجزيرة من أعمال الأندلس في سنة ست أو سبع وأربعين وأربعمائة. 1220- علي بن سليمان الزهراوي أبو الحسن كان عالماً بالهندسة والعدد والطب وليس هو صاحب كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" ذاك خلف بن عباس. 1221- علي بن عبد الله بن علي من أهل الأدب والفضل، يعرف بابن الإستجي، ذكره أبو محمد بن حزم. 1222- علي بن عبد الله بن محمد بن موهب يعرف بابن الزقاق محدث راوية مسند عارف، يروى عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ وأبي العباس العذري وأبي الوليد الباجي، توفى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ومولده في رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، حدثني عنه غير واحد منهم القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله وأبو جعفر أحمد بن أحمد الأزدي. 1223- علي بن عبد الله بن ثابت

1224- علي بن عبد الله بن خلف بن النعمة أبو الحسن

الأنصاري فقيه مقرئ مجود، توفى عام تسع وثلاثين وخمسمائة عن سن عالية. 1224- علي بن عبد الله بن خلف بن النعمة أبو الحسن فقيه حافظ محدث زاهد فاضل أديب، روى فأكثر وألف بأحسن شرح كتاب النسائي في عشرة أسفار شرحاً لم يتقدمه أحد، وقفت عليه ببلنسية وعلى كتاب التفسير له وهو أيضاً كتاب كبير جمع علوماً جمة، سماه كتاب "ري الظمآن في علوم القرآن" توفى في حدود السبعين وخمسمائة. 1225- علي بن عبد الرحمن بن معمر المذحجي المالقي أبو الحسن فقيه عالم زاهد عامل، منقبض عن الناس مشتغل بنفسه مقبل على ما يعنيه، لازم القعود في بيته ولم يجاوز عتبة داره مدة من خمسة وعشرين عاماً إلى أن توفى عفا الله عنه في شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه أخوه أبو عبد الله محمد ودفن بحضيض جبل فارة، وكانت جنازته مشهودة لم تعد بمالقة قط قبلها أحفل منها آب أكثر الناس منها عند غروب الشمس ولم يكن في وقته أجمع لحلال الخبر منه من الزهد والعلم والتواضع والكف عن الناس وكرم الصحبة وقضاء الحوائج. 1226- علي بن عبد الرحمن بن الروش شكن شاطبة، مقرئ مجود متقدم، يروى عن أبي عمرو المقرئ، روى عنه عيسى بن حزم، توفى سنة ست وتسعين وأربعمائة، وفيها مات أبو داود وابن البياز. 1227- علي بن عبد الرحمن التنوخي أبو الحسن المعروف بابن الأخضر إمام في النحو واللغة والآداب، يروى عن الأعلم وعن أبي سليمان بن حوم، يروى عنه أبو بكر بن الجد وغيره، حدثني عنه أبو بكر أذنا. 1228- علي بن عبد القادر بن

1229- علي بن عبد الغني أبو الحسن القروي المعروف بالحصري

أبي شبية من موالي الكلاع، محدث أندلسي، سمع من بقى بن مخلد وابن القزار ومحمد بن وضاح وغيرهم، ومات بالأندلس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. 1229- علي بن عبد الغني أبو الحسن القروي المعروف بالحصري أديب رخيم الشعر حديد الهجو، دخل الأندلس وانتجع ملوكها وشعره كثير، وأدبه موفور. قال الحميدي: أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد العابدي، قال: أنشدني علي بن عبد الغني لنفسه إلى أبي العباس النحوي البلنسي من كلمة طويلة وهي: قامت لأسقامي مقام طبيبها ... ذكرى بلنسية وذكر أديبها حدثتني فشفيت منى لوعة ... أمسيت محترق الحشا بلهيبها ما زلت أذكره ولكن زدتني ... ذكراً وحسب النفس ذكر حبيبها أهوى بلنسية وما سبب الهوى ... إلا أبو العباس أنس غريبها هب النسيم وما النسيم بطيب ... حتى يشاب بطيبه وبطيبها آخى المعين على العدو بمسلق ... أزرى بوائل في ذكاء خطيبها إذ قامت الهيجا فلولا نصره ... ما كان يعرف ليثها من ذيبها غلب العواء على الزئير حمية ... وخبا ضياء الشمس قبل مغيبها فأقام أحمد في مجادلة العدى ... برهان تصديق على تكذيبها حتى تبيين فاضل من ناقص ... وانقاد مخطئ حجة لمصيبها قال: وأخبرني أنه كان ضريراً وأنه دخل الأندلس بعد الخمسين وأربعمائة. 1230- علي بن عمر بن حفص بن

1231- علي بن عيسى بن عبيد الطليطلي

نجيج ألبيري، توفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. 1231- علي بن عيسى بن عبيد الطليطلي صاحب المختصر في الفقه، فقيه مشهور متقدم، يروى عنه شكور بن حبيب أبو عبد الحميد الهاشمي وغيره. 1232- علي بن [أبي] غالب أبو الحسن أديب شاعر كان بإشبيلية في أيام القاضي أبي القاسم محمد بن عباد، ذكره أبو الوليد بن عامر، وأنشد عنه كثيراً من شعره ومنه: كأنما الخيري حب غدا ... النيلوفر الغض عليه رقيب فهو إذا أطبق أجفانه ... بالليل لاقاك بنشر وطيب 1233- علي بن الفهام القرشي أبو الحسن ذكره أبو عامر بن مسلمة وأورد له أبياتاً في وصف فصل الربيع منها: ومعرس للهو أصبح زهره ... جذل النفوس ومذهب الأحزان حلاه نيسان به حللاً غدا ... يزهى ببهجتها على نيسان ضربت به أيدي المدام قبابها ... فمنحتها للغي طوع عنان طلعت بأكؤسها لطرفك أنجم ... يغرين بين فم إلى جثمان لما انتشى شرابها لم يسط في ... ما عن نشوان على نشوان كانت لها الآداب ثدي وعاية ... لأذمة سلفت كثدي لبان 1234- علي بن فتح أبو الحسن وزير كان بقرطبة في أيام الفتنة، مشهور الأدب والشعر ومن شعره: بنفسي من نفسي لديه رهينة ... وهو سلم للوشاة ولي حرب

1235- علي بن القاسم بن عشرة القاضي أبو الحسن

ومن قد أبى إلا الصدود لشقوتي ... رضيت بما يرضى بمسكنه القلب وما لي ذنب عنده غير ... فإن كان ذا ذنباً فلا غفر الذنب حبه 1235- علي بن القاسم بن عشرة القاضي أبو الحسن فقيه علم أديب بليغ جواد، ورد جده عشرة علي هشام المؤيد مجاهداً في جملة من أمراء المغرب، وكان حاجبه يقدمه والدهر يحزنه، ذكره الفتح وأنشد من شعره في الزهد: ألا رحم الله عبداً أحب ... وأحيا الفؤاد بدمع همول تضاءل في نفسه فاسترا ... ح وألقى عليه رداء الخمول وأطلع من شمس أفكاره ... إياب السلامة قبل الأفول فقل للذي عاب أفعاله ... ستدري الحقيقة عما قليل وله أيضاً: تغير حالي وحالت صفاتي ... وذلك أجمع من سيئاتي وما كنت أخشاه قبل الممات ... فها أنت أبصرته في حياتي وله أيضاً: إلى كم ذا التمادي في المعاصي ... أما تخشى هبلت من القصاص ذنوبك كل يوم في ازدياد ... تسر بها وعمرك في انتقاص تمنى النفس يوماً بعد يوم ... وما بعد المنية من مناص أتعصى الله خالق كل شيء ... وأنت لشر نفسك غير عاص تباكر سوءة وتظل تبغي ... قرى وحمى وتطمع في الخلاص

1236- علي بن وداعة بن عبد الودود السالمي أبو الحسن

ستعلم ما أقول وسوف تجزي ... بفعلك يوم يؤخذ بالنواصي وقال أيضاً: كتبتك يا كتاب وعلم قلبي ... يدل على بقائك وانقلابي إلى رب رحيم من يرده ... يفز باليسر في يوم الحساب وقال أيضاً يحذر من المزاج: إن الوداد إذا تحكم عقده ... نزحت دواعي المزح والإدلال ولربما كان المزاح ذريعة ... بتباعد وتقاطع وتقال 1236- علي بن وداعة بن عبد الودود السالمي أبو الحسن أمير، كان قريباً من الأربعمائة، فارس من الأبطال، مشهور بالأدب البارع والشعر الرائع ومن شعره: زار الحبيب فمرحباً بالزائر ... أهلاً ببدر فوق غصن ناضر قبلت من فرحي تراب طريقه ... ومسحت أسفل نعله بمحاجري وخشيت أن ينقد أخمص رجله ... من رقة فبسطت أسود ناظري 1237- علي بن أبي عمر يوسف بن هارون الرمادي أديب شاعر، ذكره أبو عامر بن شهيد وأنشد له في وصف سحابة: كأنما الرعد فيها قارئ سورا ... قرأتها بشعاع البرق مكتوب من اسمه عمرو 1238- عمرو بن شراحيل المعافري وقيل الغفاري صار إلى الأندلس واستوطنها، وكان له بها أولاد معروفون، روى عن أبي عبد الرحمن الجبلي، روى عنه أبو وهب الغافقي وأحمد بن خازم اليعافري نزيل الأندلس. 1239- عمرو بن عثمان بن سعيد بن

من اسمه العلا

الجرز بالجيم والراء قبل الزاي قال الحميد: كذا رأيته في غير موضع وقد بحثت عنه وهو شاعر مذكور وفي الحدائق من شعره: إذا هجع النوام [بت مسهداً] ... وكفي على خدي ودمعي على نحري يوهمنيك الشوق في ساحة المنى ... فأنت تجاهي في المناجاة والذكر من اسمه العلا 1240- العلا بن عيسى العكي محدث من أهل مالقة، له رحلة وطلب. ذكره محمد بن حارث الخشني وأثنى عليه. 1241- العلا بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم بن غالب أبو الخطاب يعرف بابن أبي المغيرة كان من أهل العلم والأدب والذكاء والهمة العالية في طلب العلم كتب بالأندلس فأكثر، ورحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرواية، ودخل بغداد وحدث عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري المعروف بابن الأفليلي النحوي الأندلسي، وعن أبي الحسن النيسابوري محمد بن الحسن المعروف بابن الطفال وعن محمد بن الحسن بن بقا المصري ابن بنت عبد الغني بن سعيد الحافظ، وسمع الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ منه وأخرج عنه في غير موضع من مصنفاته، ومات في رجوعه عند وصوله إلى الأندلس بعد الخمسين وأربعمائة، وهذا البيت بيت جلالة وعلم ورئاسة وفضل كثير. من اسمه عباس 1242- عباس بن محمد بن عبد العظيم السليحي وسليح بطن من قضاعة، إشبيلي، وقد نسب إلى طالقة مدينة كانت بقرب إشبيلية وهي من المدن القديمة وكانت دار

1243- عباس بن أجيل

مملكة الأفارقة بالأندلس، فيقال فيه: الطالقي، ذكره الرشاطي. محدث روى عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى ومحمد بن جنادة وبقى بن مخلد وغيرهم، مات بالأندلس سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. 1243- عباس بن أجيل دخل الأندلس غازياً وقدم منها بالسفن إلى أفريقية، ذكره يعقوب بن سفين، وهو مختلف فيه وقد ذكرناه في الأسماء المفردة. 1244- عباس بن أصبغ الهمداني ذكره أبو بكر روى عن محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعن قاسم بن أصبغ، روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد اللخمي، وقال: إنه سمع منه في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. 1245- عباس بن الحارث أندلسي محدث قديم الموت، روى عنه إبراهيم بن علي بن عبد الجبار الأزدي، ذكره أبو سعيد. 1246- العباس بن عمرو الصقلي أبو الفضل كان بالأندلس روى غريب الحديث لقاسم بن ثابت السرقسطي عن أبيه ثابت عنه، رواه عنه يونس بن عبد الله بن مغيث القاضي المعروف بابن الصفار، حدثني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بكتاب الدلائل لقاسم بن ثابت عن أبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث قال: سمعته على ابن سراج عن يونس بن عبد الله عن أبي الفضل عباس بن عمرو الصقلي الزاهد عن ثابت بن قاسم عن أبيه وأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى على أبي الحسن شريح عن أبي محمد علي بن أحمد قال: عن أبي الفضل عباس بن عمرو الصقلي الزاهد عن ثابت بن قاسم عن أبيه وأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى عن أبي الحسن شريح عن أبي محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو الوليد بن الصفار قال: أخبرنا العباس بن عمر الصقلي قال: أخبرنا ثابت ابن قاسم بن ثابت السرقسطي قال: أخبرني أبي قال:

1247- عباس بن فرناس أبو القاسم

أنشدني إسماعيل الأسدي عن محمود بن مطر قال: أنشدني أحمد بن أبي المضاء: أما ترى قضب الريحان مشرقة ... على كل زهر لامع التبشير كأنما مقل أحداقها ذهب ... جفونها فضة زينب بتدوير 1247- عباس بن فرناس أبو القاسم شاعر أديب مشهور، كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن، ومن شعره في صفة روضة: ترى وردها والأقحوان كأنه ... بها شفة لمياء ضاحكها ثغر من اسمه عامر 1248- عامر بن مومل بالميم وقيل موصل بالصاد - ابن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبي أبو مروان محدث من أهل طليطلة، مات في أيام الأمير عبد الله بن محمد بالأندلس. 1249- عامر بن أبي جعفر محدث أندلسي قديم، مات في أيام الأمير هشام بن عبد الرحمن بالأندلس. ومن الأفراد 1250- عمران بن يحيى بن أحمد الشلبي أبو محمد فقيه أستاذ، يروى عن أبي علي الصدفي. من اسمه عميرة @@1251- عميرة بن عبد الرحمن بن مروان العتقي، تدميري يكنى أبا الفضل: روى عنه أصبغ بن الفرج وسحنون بن سعيد ذكره أبو سعيد، توفى عام ثمانية وثلاثين ومائتين. 1252- عميرة بن الفضل بن الفضل بن عميرة بن راشد العتقي يكنى أبا الفضل روى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيره، مات سنة أربع وثمانين ومائتين.

1253- عياش بن شراحيل الحميري

1253- عياش بن شراحيل الحميري روى عن سعيد بن المشيب، ولي البحر زمن بني أمية، ودخل الأندلس وقدم بالسفن منها إلى أفريقية سنة مائة كذا ذكره ابن يونس: عياش بن شراحيل، في غير نسخة من كتابه، وقيل في هذا الاسم: عياش بن أحيلي الحميري، ذكره الدارقطني في باب عياش بن أحيل قال الحميدي: وهكذا رأيته بخط أبي عبد الله الصوري وقال فيه الدارقطني: يروى عن معاوية بن حديج وقال: هو رعيني عداده في البصريين. وذكره يعقوب بن سفيان في التاريخ فقال فيها: يعني سنة مائة، قدم عباس بن أجيل بالسين المعجمة والباء من الأندلس إلى أفريقية هكذا رأيته مضبوطاً بالله أعلم. 1254- عياش بن فرج الأزدي البابري أبو بكر يروى عن عبد الرحيم بن محمد. 1255- عزيز بن محمد اللخمي كنيته أبو هريرة من أهل مالقة، ذكره أبو سعيد وعبد الغني بن سعيد بفتح العين، وذكره أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي بالضم وهما منه. 1256- عفان بن محمد يكنى أبا عثمان من أهل وشقة، مات سنة سبع وثلاثمائة. 1257- عجنس بن أسبط الزبادي محدث أندلسي، روى عن يحيى بن يحيى. 1258- عقبة بن الحجاج ولي الأندلس في أيام هشام بن عبد الملك من قبل عبيد الله بن الجحاب أمير مصر وأفريقية وما ولاها وهلك عقبة بالأندلس، ذكره عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم. 1259- عنبسة بن سحيم الكلبي كان أمير الأندلس في سنة ست ومائة من قبل بشر بن صفوان أمير أفريقية في أيام

1260- عطية بن سعيد بن عبد الله بن محمد

هشام بن عبد الملك، ومات سنة سبع ومائة وقيل سنة تسع والله أعلم. 1260- عطية بن سعيد بن عبد الله بن محمد أندلسي حافظ سمع بالأندلس من أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطبقته وخرج منها قبل الأربعمائة بمدة، أخبر أبو محمد بن حزم: أنه طاف بلاد المشرق سياحة وانتظمها سماعاً، وبلغ إلى ما وراء النهر، ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها مدة، وكان يتقلد مذهب التصوف والتوكل ويقول بالإيثار ولا يمسك شيئاً وكان له حظ من الناس وقبول. وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن به ثم عاد إلى بغداد. هذا معنى قول ابن حزم أخبرني الحافظ أبو الثناء حماد بن هبة الله عن ابن خيرون عن الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: قدم عطية بن سعيد بغداد، فحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي وعبد الله بن محمد بن خيران القيرواني، وعلي بن الحسن الأذني، حدثين عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي الخطيب قال الخطيب: وكان عطية زاهداً، وكان لا يضع جنبه على الأرض وإنما ينام محتبياً. قال أبو الفضل: ومات في سنة ثلاثة وأربعمائة فيما أظن، وهذا آخر كلام أبي بكر الخطيب، وقال أبو محمد بن حفصون فيما حكى عنه الحميدي: خرج عطية من بغداد إلى مكة فأخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي: قال: لقيت عطية الأندلسي ببغداد، وصحبته وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم إنما يقتصر من لباسه على فوطة ومرقعة ويؤثر بما سوى المنزل الذي نزل فيه الناس، وذهبنا نتخلل

الرفاق ونمر على النازلين فإذا شيخ خراساني له أبهة، وهو جالس في ظل له وحول حشم كثير، قال: فدعانا وكلما بالعجمية وقال لنا: انزلوا فنزلنا. وجلسنا عنده، فما أظلنا الجلوس حتى كلم بعض غلمانه فأتى بالسفرة فوضعها بين أيدينا وفتحها وأقسم علينا فإذا فيها طعام كثير وحلاوة حسنة فأكلنا وقمنا. قال عبد العزيز: فلم نزل على هذه الحال يتفق كل يوم من يدعونا ويطعمنا ويسقينا إلى أن وصلنا إلى مكة ولا رأيته حمل من الزاد قليلاً ولا كثيراً قال: وقرئ عليه بمكة الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري، رواية عن إسماعيل بن محمد الحاجي عن الفربري عن البخاري، وكان أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ المقيد الذي يقرأه عليه، قال أبو محمد: فقال لي أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجستاني الحافظ، كان أبو العباس إذا قرأ ربما توقف في قراءته فكان عطية يبتدئ فيقول هذا فلان بن فلان، روى فلان بن فلان، ويذكر بلده ومولده وما حاضره من ذكره فكان من حوله يتعجبون من ذلك، قال: توفى بمكة سنة ثمان أو تسع وأربعمائة قال: وكان كتاب في "تجويز السماع" فكان كثير من المغاربة يتحامونه من أجل ذلك قال أبو محمد: وله تصانيف رأيت منها كتاباً جمع فيه طرق حديث المعفر، ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أن عول في بعضه على لاحق بن الحسين. هذا آخر كلام أبي محمد. قال الحميدي: وقد حدثنا عن عطية رجلان جليلان أحدهما أبو سعد المعروف بالسبط وهو سبط أبي بكر بن لال، والآخر أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران، قال الحميدي: أخبرنا أبو غالب بقراءتي عليه قال أخبرنا عطية بن سعيد، أخبرنا القاسم بن علقمة الأبهري بها، أخبرنا محمد بن صالح الطبري أخبرنا مروان بن حموية الهمداني، أخبرنا أبو غسان الكناني، أخبرنا مالك عن نافع أن

1261- عرام بن عبد الله العاملي

عبد الله بن عمر لما خرج إلى ماله بخيبر عدى عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وأن عمر قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن عبد الله عدا إلى ماله بخيبر فعدى عليه من الليل وهم تهمتنا وليس لنا عدو غيرهم وقد رأيت أجلالهم فقام إليه ابن أبي الحقيق فقال: أتخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال قال له عمر: أتراك نسيت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة من ليلة" فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر أفلاً ومالاً وهو حديث عزيز أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي أحمد مروان بن حموية مسنداً وهو غريب من حديث مالك وليس في الموطأ. قال: سمعت أبا غالب يقول: سمعت عطية يقول: سمعت القاسم علقمة الأبهري يقول: سمعت أحمد بن الحسين الرازي يقول: سمعت محمد بن هارون يقول: سمعت أبا دجالة يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: أقلل ما بي فيك وهو كثير ... وأزجر دمعي عنك وهو غزير وعندي دموع لو بكيت ببعضها ... لفاضت بحور بعدهن بحور قبور الورى تحت التراب وللهوى ... رجال لهم تحت الثياب قبور سأبكي بأجفان عليك قريحة ... وأرنو بألحاظ إليك تشير 1261- عرام بن عبد الله العاملي أندلسي محدث، مات سنة ست وعشرين ومائتين، وقيل عران بالنون. 1262- عتبة بن عبد الملك بن عاصم المقرئ العثماني أبو الوليد أندلسي، رحل فقرأ بمصر على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي المقرئ قراءة حفص

1263- عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر الغافقي

وسمع أبا الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المقرئ، وكان سماعه منه سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ودخل بغداد فحدث بها عن أبيه وعن ذكرنا، ومات بها في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة. 1263- عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر الغافقي شذوني محدث توفى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، يكنى أبا أيوب، روى عن أبيه وعن غيره، ورحل إلى المشرق سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، فسمع بمكة من أبي بكر محمد بن أحمد بن موسى الأنماطي، ومن أبي حفص الجمحي، وأبي محمد الطوسي، وروى بمصر عن أبي بكر بن الحداد التنيسي وغيره، ذكره ابن الفرضي وقال: رحلت إليه إلى شذونة وقرأت عليه كثيراً وكان يقال: إنه مجاب الدعوة. 1264- عمران بن عثمان بن يونس، محدث أندلسي، يكنى أبا محمد روى عن علي بن عبد العزيز، مات في سنة سبع عشرة وثلاثمائة ذكره ابن يونس. 1265- عمروس بن إسماعيل بن الحصار الزاهد أبو يحيى صاحب الألبيري، توفى سنة ست وستون وثلاثمائة. 1266- عبدوس بن محمد بن عبدوس أبو الفرج طليطلي فقيه محدث، توفى سنة تسعين وثلاثمائة. 1267- علكدة بن نوح بن اليسع بن محمد بن اليسع بن شعيب بن جهم بن عباد الرعيني أندلسي، يروى عن عبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، مات بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين، ذكره أبو سعيد. 1268- عقيل بن نصر شاعر

1269- عياض بن موسى بن عياض اليحصبي القاضي أبو الفضل

قديم وله أغاني جرى فيها مجرى الموصلي، ذكره أحمد بن هشام في كتابه في الشعراء وذكر شيئاً من أخباره وشعره ومنها: أنه حضر مجلساً فيه أحداث من الكتاب فاختلف ما بينه وبينهم في شيء من الآداب إلى أن أفضى ذلك بهم إلا السباب، فقال عقيل على البديهة: قلب الزمان فبان بالآداب ... ومحا رسوم محاسن الكتاب وأتى بكتاب لو استخبرتهم ... لرددتهم طرا إلى الكتاب قال الحميدي: أنشدنيهما بعض الأدباء على غير هذا الوجه، ولم يعلم قائلهما وزاد بيتاً ثالثاً فقال: تعس الزمان لقد أتى بعجاب ... ومحار رسوم الفضل الآداب وأتى بكتاب لو انبسطت يدي ... فيهم ردتهم إلى الكتاب لا يعرفون إذا الكتابة فصلت ... ما بين عتاب إلى عتاب 1269- عياض بن موسى بن عياض اليحصبي القاضي أبو الفضل فقيه محدث عارف أديب له تواليف، منها كتاب "الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع" أخبرنا به عنه أبو محمد بن عبد الله، يروى عن الفقيه أبي عبد الله التميمي وأبي علي الصدفي وأبي عبد الله بن حمدين وأبي بكر بن العربي ويروى عن أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، وأبي الوليد هشام بن أحمد، وعن أبي الحسن علي بن أحمد الربعي إجازة وأبي محمد عبد الله بن أبي جعفر الخشني قراءة، وأبي عبد الله بن عيسى القاضي وغيرهم، وتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمراكش، ومولده منتصف شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة، ويروى عن أبي علي الغساني وأبي الحسين بن سراج.

1270- عاشر بن محمد بن عامر أبو محمد

1270- عاشر بن محمد بن عامر أبو محمد فقيه عارف موثق شروطي ولي القضاء بمرسية، وكان من أعرف الناس بكتب الوثائق ألف في شرح المجونة، حدثني عنه عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم، يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. 1271- عدل بن محمد بن عدل فقيه، يروى عن أبي علي الصدفي وغيره.

باب الغين

باب الغين من اسمه الغاز 1272- الغاز بن قيس أندلسي جليل من الموالي، يكنى أبا محمد روى عن مالك بن أنس وابن جريح والأوزاعي، روى عنه عبد الملك بن حبيب، كان عنده الموطأ عن مالك، وقيل: إنه كان يحفظه. 1273- الغاز بن ياسين بن محمد بن عبد الرحيم، أنصاري من أهل الأندلس، يكنى أبا محمد ذكره ابن يونس. من اسمه غالب 1274- غالب بن محمد القيسي القطيني وقطين قرية في جزيرة ميورقة ينسب إليها، نزيل دانية تصدى بها لإقراء القرآن والأدب، وكان من أهل العفاف والتصاون. 1275- غالب بن أمية بن غالب الموروري أبو العاصي سكن قرطبة أديب شاعر، أنشد له أبو عمر بن عبد البر، قال: أنشدني أبو الأصبغ عبد العزيز بن أحمد النحوي الأخفش سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، قال: أنشدني أبو العاصي غالب بن أمية بن غالب وقد جلس على نهر قرطبة ناظر إلى القصر على بديهة: يا قصر كم حويت من نعم ... عادت لقي في عوارض السكك يا قصر كمن ألفت من ملك ... دارت عليهم دوائر الفلك أفق بما شئت كل متخذ ... يعود يوماً لحال مترك أين ملوك الشام عدهم ... فكل قصر لهم بلا ملك وقل لدنيا إليك مقبلة ... تختال في خزها وفي الفنك

1276- غالب بن عبد الله الثغري

يا خدعة الخلق عن عقولهم ... بعداً وسحقاً فما لهم ولك لو أبصر الخلق من عقولهم ... رتب أنسابهم مع الملك لله من رائح ومبتكر ... بين بطون البطاح منسلك أو في رؤوس الجبال يشرفها ... فأكل من أقوس ومن شبك ويغبط البقل عند حاجته ... تحضر منه جوانب الحنك حتى يوافيه ما أعد له ... منزهاً ثوبه عن الودك هذي حياة الكريم واضحة ... بين حياة المترف المعك يا صاحب العقل أنت أنتَ لها ... فطأ إليها نوافذ الحبك وأعدده عهناً منفشاً نظراً ... منك لغب الأمور وأدرك يحمد عند الصباح كل سري ... إذا أنفر نوره عن الحلك 1276- غالب بن عبد الله الثغري شاعر أديب ومن شعره في فراق صديق له: يا راحلاً عن سواد المقلتين إلى ... سواد قلب عن الأضلاع قد رحلا غدا كجسم وأنت الروح فيه فما ... ينفك مرتحلا إذ ظلت مرتحلا بي للعراق جوى لو مر أبرده ... بجامد الماء مر البر لاشتعلا 1277- غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية بن مالك بن عطية بن خالد بن خفاف بن غالب بن عطية المحاربي فقيه زاهد محدث عالم، مولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وفي سنة ثماني وعشرة وخمسمائة، يروى عن أبي علي

1278- غالب بن عمر

الغساني وغيره، وله رحلة، وكان فاضلاً قال لي القاضي أبو القاسم رحمه الله: كان الفقيه أبو بكر غالب بن عبد الرحمن ربما أيقظ ابنه أبا محمد عبد الحق في الليلة مرتين يقول له: قم يا بني أكتب كذا وكذا في موضع كذا من تفسيرك، له فيه نكت كثيرة حدثني عنه أبو محمد عبد الحق بن بونة. 1278- غالب بن عمر أندلسي، يروى عن محمد بن وضاح، مات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة. من اسمه غانم 1279- غانم بن الحسن أندلسي، سمع يحيى بن بكير، مات بالأندلس في أيام الأمير عبد الله بن محمد. 1280- غانم بن الوليد بن عمر بن عبد الرحمن المخزومي أبو محمد المالقي فقيه مقدم وأستاذ في الآداب وفنونها مجود مع فضل وحسن طريقة، روى عن أبي عمر يوسف عبد الله بن خيرون النحوي وعن أبي عبد الله بن السراج وغيرهما، روى عنه ابن أخته محمد بن سليمان وأبو الحسن علي بن أحمد العابدي وغيرهما، وكان أبو الحسن علي بن أحمد يفرط في وصفه بالعلم والدين وأنشد من شعره مما أنشده غانم: صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجال للحبيبين ولا تسامح بغيظ في معاشرة ... فقل ما تسع الدنيا بغيضين وأنشد له: الصبر أولى بوقار الفتى ... من قلق يهتك ستر الوقار من لزم الصبر على حاله ... كان على أيامه بالخيار

اسم مفرد

اسم مفرد 1281- غريب الطليطلي شاعر قديم مشهور الطريقة في الفضل والخير، ومما يتداول الناس من شعره: يهددني بمخلوق ضعيف ... يهاب من المنية ما أهاب وليس إليه محيا ذي حياة ... وليس إليه مهلك من يصاب له أجل ولي أجل وكل ... سيبلغ حيث يبلغه الكتاب وما يدري لعل الموت منه ... قريب أينا قبل المصاب لعمرك ما يرد الموت حصن ... إذا انتاب الملوك ولا حجاب لعمرك إن محياي وموتي ... إلى ملك تذل له الصعاب إلى ملك يدوخ كل ملك ... وتخضع من مهابته الرقاب

باب الفاء

باب الفاء من اسمه فضل ! 282- الفضل بن أحمد بن دراج القصطلي: أديب شاعر وله حظ من البلاغة وافر نحوي في الشعر والرسائل على طريقة أبيه ومن شعره في إقبال الدولة بن الموفق: وإذا ما خطوب دهر [أطلت] ... وأطافت كأنها الجن تسعا كلأتنا من لسعهن أيادي ... ملك يكلأ الأنام ويرعى ملك إن دعاه للنصر يوماً ... مستضام كفاء نصراً ومنعا أو عراه السليب صفرا يداه ... جمع الرزق من نداه وأوعى 1283- فضل بن سلمة بن حرير ويقال جرير بن منخل الجهني مولى لهم يكنى أبا سلمة البجاني فقيه مقدم حسن النظر، وله كتاب في اختصار الواضحة وتنبيهات في الفقه، روى عن أحمد بن داود القيرواني، روى عنه أبو مروان خزز بن معصب أو مصعب البجاني وحدث عنه جماعة من أهل قرطبة منهم أحمد بن سعيد وقد ذكرنا له خبراً في ترجمة خلف من باب الخاء، مات سنة سبع وعشرة وقيل سنة تسع عشرة وثلاثمائة. 1284- فضل الله بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن قاسم بن عبد الله ابن نجيح النفزي الكزني من أهل قرطبة هو أخو قاضين الجماعة منذر بن سعيد البلوكي، رحل مع أخيه منذر إلى المشرق، وسمع من ابن ولاد وابن النحاس من مصر وشارك أخاه في أشياخه ولي قضاء فحص البلوط سنة ثلاثين وثلاثمائة وتوفى بعد ذلك بخمس سنين.

1285- فضل بن عميرة بن راشد بن عبد الله بن سعيد بن شريك بن عبد الله بن مسلم بن نوفل بن ربيعة بن مالك بن مسلم الكناني ثم العتقي، يكنى أبا العالية وقيل أبو العافية

1285- فضل بن عميرة بن راشد بن عبد الله بن سعيد بن شريك بن عبد الله بن مسلم بن نوفل بن ربيعة بن مالك بن مسلم الكناني ثم العتقي، يكنى أبا العالية وقيل أبو العافية أندلسي سمع عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم ومطرفاً، ولي قضاء تدمير في إمارة الحكم بن هشام، ومات سنة سبع وتسعين ومائة. 1286- فضل بن الفضل بن عميرة بن راشد يكنى أبا العافية وقيل أبا العالية وهو ولد الذي قبله كان قد تركه أبوه حملاً فسمي باسمه، وكنى بكنيته، سمع حسان وعبد الملك بن حبيب السلمي ويحيى بن يحيى، ولي القضاء أيضاً ببلده تدمير، ومات سنة خمس وستين ومائتين. 1287- فضل الله بن محمد بن وهب الله أبو القاسم يعرف بابن اللجام فقيه مقرئ، مولده سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفى في سنة أربع وعشرين وخمسمائة [يروى عنه أبو عبد الله محمد عبد الرحيم] . من اسمه فتح 1288- فتح بن حربوق أندلسي محدث سمع أيوب بن سليمان وسعد بن معاذ وكانت له عبادة، مات بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. 1289- فتح بن نصر بن حبيب الماردي، من أهل قرطبة، يكنى أبا نصر سمع من محمد بن وضاح وغيره من نظرائه. أفراد الأسماء 1290- فرقد بن عون أو عوف العدواني قرطبي له رحلة وسماع، وإليه تنسب العين التي بقرطبة، مات في أيام الأمير هشام بن عبد الرحمن. 1291- فرج بن كنانة بن نزار بن غسان بن مالك الكناني الشذوني من أهل شذونة، روى عن أبي القاسم وابن وهب، ولي قضاء الجماعة بالأندلس في أيام الأمير

1291- الفرات بن هبة الله أبو المجد

الحكم بن هشام بن عبد الرحمن قبل المائتين. 1291- الفرات بن هبة الله أبو المجد يروى عن أبي سعيد الخليل بن أحمد البستي الفقيه، لقيه بالقيروان قال الحميدي: وأظنه غريباً دخل الأندلس يعني أبا المجد، أبو محمد بن حزم، قال: أنشدني أبو المجد الفرات بن هبة الله قال: أنشدني أبو سعيد الخليل بن أحمد البستي الشافعي بالقيروان: تقنعت بالدجى شمس الضحى فبدا ... من تحت معجرها لام من السبج وأشرق الورد من تفاح وجنتها ... والسحر في طرفه باد مع الدعج وألبست جسمها من أبيض يقق ... غلالة طرزتها من دم المهج ولو بدت في ظالم لاستنار بها ... وكان إشرقها يغني عن السرج

باب القاف

باب القاف من اسمه قاسم 1293- قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار، مولى هشام بن عبد الملك يقال له البياني محدث يميل إلى قول أبي عبد الله الشافعي رحمه الله، مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وقيل سنة ست أو سبع، ذكره ابن يونس، وقد ذكره أبو محمد بن حزم قاسم بن محمد فأثنى عليه وقال: وإذا ذكرنا قاسم بن محمد لم نباه به إلا القفال ومحمد بن عقيل الفريابي وهو شريكهما في صحبة أبي إبراهيم المزني والتلمذ له، قد ذكره أبو محمد في موضع آخر فمد في نسبه، وقال: قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد المحدث: أندلسي، مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين ولقاسم بن محمد هذا تحقق بمذهب الشافعي وتواليف فيه على مخالفيه، منها: كتاب "الإيضاح في الرد على المقلدين وغيرهم" ويعرف بصاحب الوثائق وهو أشهر به. روى عنه ابنه محمد ومحمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد. 1294- قاسم بن محمد بن أصبغ البياني يروى عن جده قاسم بن أصبغ، روى عنه أبو عمرو وأحمد بن قاسم. 1295- قاسم بن محمد بن قاسم أبو محمد يعرف بابن عسلون سمع أبا محمد قاسم بن أصبغ وخالد بن سعد وغيرهما، روى عنه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر. 1296- قاسم بن محمد القرشي المروني المعروف بالشبانسي شاعر أديب في الدولة العامرية، روى عن وليد بن محمد الكاتب، وابن شبلاق وغيرهما حكايات وأشعار، وكان في نفسه جليلاً، ذكره

1297- قاسم بن أحمد أبو محمد

أبو محمد علي بن أحمد، وكان قد قرب وشهد عليه عند القضاة بما يوجب العلم فسجن وكتب إلى المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر بقصيدة طويلة يستعطفه فيها ويسأله التثبت في أمره وحقن دمه فرق له ونظر في ذلك بما أدى إلى خلاصه ومن تلك القصيدة: يا من برحماه استغثت وحن لي ... منه الغياث علاك استر على دمي لا أبتغي فيه سوى سنن الهدى ... غرضاً وأقضية الكتاب المحكم وتثبت المنصور مولانا وسيدنا ... الموقف في القضاء الملهم ليموت أو يحيى بعدل قضائه ... فيرى اليقين عيان من لم يعلم ناشدتك الله العظيم وحقه ... في عبدك المتوسل المتحرم مسائل المدح المعاد نشيدها ... في كل مجمع موكب أو موسم لا يستبيح منه حتى أرعاكه ... يا من يرى في الله أحمى محتمى 1297- قاسم بن أحمد أبو محمد يروى عن محمد بن عبد الملك بن أيمن، روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 1298- قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطا البياني أبو محمد مولى الوليد بن عبد الملك إمام من أئمة الحديث، حافظ مكثر مصنف، سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وجماعة ورحل فسمع إسماعيل بن اسحق القاضي وأبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي والحارث بن أبي أسامة وأبا قلابة وعبد الله بن روح المدائني وجعفر بن محمد الصايغ، ومحمد بن غالب التمتام وأبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وأبا بكر أحمد بن زهير بن حرب وأبا العباس أحمد بن محمد البرتي وأبا محمد مضر بن محمد صاحب بن معين وإبراهيم بن عبد الله صاحب وكيع

1299- القاسم بن تمام بن عطية المحاربي

وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا الزنباع روح بن الفرج وبكر بن حماد التاهرتي، سمع منه مسند مسدد عنه وغيرهم، صنف في السنن كتاباً حسناً وفي "أحكام القرآن" على أبواب كتاب إسماعيل بن إسحاق القاضي كتاباً جليلاً، وله كتاب المجتبى على أبواب كتاب الجارود المنتقى. قال أبو محمد بن حزم: وهو خير منه انتقاء وأنقى حديثاً وأعلى سنة وأكثر فائدة، وله كتاب في فضائل قريش، وكتاب في الناسخ والمنسوخ، وكتاب في غرائب حديث مالك بن أنس فيما ليس في الموطأ، وكتاب في الأنساب في غاية الحسن والإيعاب، حكى ذلك كله أبو محمد بن حزم، وقال: كان رحمه الله من الثقة والجلالة بحيث اشتهر أمره وانتشر ذكره، روى عنه جماعة أكابر من أهل بلده منهم عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد المعروف بابن الجسور وسعيد بن نصر وأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ويعيش بن سعيد بن محمد الوراق وعبد الله بن نصر الزاهد وابن ابنه قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ وغيرهم، وكان أصله من بيانة، وسكن قرطبة وبها مات سنة أربعين وثلاثمائة عن سن عالية، ويقال أنه لم يسمع منه شيء قبل موته بسنتين، قال أبو عمر بن عبد البر: قرأت على عبد الوارث بن سفيان بن جبرون حديث مسدد بن مسرهد في عشرة أجزاء، أخبرني به عن قاسم بن أصبغ عن بكر بن حماد عن مسدد. 1299- القاسم بن تمام بن عطية المحاربي من أهل ألبيرة، روى عن سعيد بن نمر، مات بالأندلس سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. 1300- قاسم بن ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العرفي أبو محمد السرقسطي مؤلف كتاب "غريب الحديث" رواه عنه ابن ثابت وله فيه زيادات وهو كتاب حسن مشهور

1301- قاسم بن حمداد العتقي

ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه، قال ابن الفرضي: رحل مع أبيه فسمع بمصر من أحمد بن شعيب النسائي وأحمد بن عمرو البزار، وسمع بمكة من عبد الله بن علي بن الجارود، ألف قاسم كتاب الدلائل بلغ فيه الغاية من الإتقان، ومات قبل أن يكمله فأكمله أبوه ثابت بعده، كان قاسم ورعاً فاضلاً أريد على أن يلي القضاء بسرقسطة فأبى من ذلك فأراد أبوه إكراهه على ذلك فسأله أن يتركه ينظر فيما أمره ثلاثاً ويستخير الله فمات في هذه الثلاثة أيام، فيروون أنه دعا على نفسه وكان مجاب الدعوة، قال ابن الفرضي: أخبرني بهذا الخبر العباس بن عمرو قال: وقرأت بخط المستنصر بالله، مولده يوم عشر من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين، توفى قاسم بن ثابت سنة اثنتين وثلاثمائة بسرقسطة. 1301- قاسم بن حمداد العتقي يروى عن أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، روى عنه أبو الوليد عبد الله بن محمد المعروف بابن الفرضي، ذكره أبو محمد بن حزم. 1302- قاسم بن الشارب الرباحي فقيه محدث، ذكره في المؤتلف والمختلف: 1303- قاسم بن عبد الله الكلبي أبو عمرو شاعر أديب، من شعره يخاطب عبد الله بن يعقوب المعروف بعبود الأديب أبيات منها: يا أبا عمرو المهذي لا زل ... ت مدى الدهر عالي الأنساب أنت حقاً نسيج وحدك في ال ... ت وفي المكرمات والآداب وإذا ما المفاخر الغر عدت ... في ارتفاع الأقدار والأحساب كان آباؤك المعلمون فيها ... والمصفون من لباب الباب

1304- القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب

في ذرى يعرب من قحطانها السا ... بق بالمجد والأيادي الرغاب فاستدم مدة البقاء ملياً ... وتمتع بظل عيش عجاب 1304- القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب أديب شاعر أنشد الفتح من شعره في جارية له اسمها متيم: أيها الناس فاعلموا تيمتني متيم ... من رأى مثل لحظها يا خليلي فيسلم وقال كانت له جارية اسمها متيم وكان كلفاً بها فقال فيها: صب غدا كاسم المحب فؤاده ... ألف السهاد وطار عنه رقاده عبث الفراق بحسمه فإذا به ... وبراه طول نزوحه وبعاده لولا تردد صوته بأنينه ... لم يدر موضع جسمه عواده وهذا يشبه ما قدمناه من قول القاسم بن عبيد الله آنفاً، ومن شعره أيضاً مما كتب به إلى [ ... ] . وصاحب مذ نأى يدينه ... لي كلفي عنه واحربا ما إن يرى سلم.. لدر من شريف ... إلا وقلبك قد أضحى حربا 1305=القاسم بن علي بن القاسم القاضي أبو محمد من أهل بيت جلالة وحسب ونباهة وأدب، ذكره الفتح في المطمح له وأثنى عليه وقال: سميت به "بارة" 1305- قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي دخل الأندلس وكان من جلساء بكر بن حماد التاهرتي، وممن أخذ عنه قاله أبو محمد بن حزم، وهو والد أبي الفضل أحمد بن قاسم الذي روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 1307- القاسم بن عبد الرحمن بن

1308- قاسم بن مسعدة الحجازي

دحمان الأنصاري أبو محمد مالقي، يروى عن منصور بن الخير بن يملي الأحدب، توفى عن سن عالية. 1308- قاسم بن مسعدة الحجازي من أهل وادي الحجارة، محدث له رحلة، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة. 1309- قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي أندلسي روى عن ابن وهب وابن القاسم، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين، روى عنه ابن محمد. 1310- قاسم بن هارون بن رفاعة بن ثعلبة أندلسي، مات بها في أول أيام الأمير عبد الله بن محمد. 1311- القاسم بن يحيى بن محمد بن الحسين التميمي الحماني من بني سعد بن زيد مناة بن [تميم] أبو عمر أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وشعره، ذكره أبو محمد بن حزم. 1312- قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور بن محمد بن يوسف الثقفي أحمد فقهاء الأندلس، سمع من مالك بن أنس وابن جريح نظراً، مات بالأندلس سنة عشرين ومائتين.

باب الكاف

باب الكاف أسماء أفراد 1313- كليب بن محمد بن عبد الكريم أبو حفص ويقال أبو جعفر طليطلي، رحل إلى مكة فأقام بها مدة، ثم رجع إلى مصر، فمات بها وكان فقيهاً محدثاً، مات قريباً من سنة ثلاثمائة. 1314- كلثوم بن أبيض المرادي أبو عون من أهل سرقسطة، محدث له رحلة، مات بالأندلس سنة ثلاث وخمسين ومائتين. 1315- الكميت بن الحسن أبو بكر شاعر أديب ينتجع الملوك ويمدح الأمراء، وكان من شعراء عماد الدولة أبي جعفر بن المستعين بن هود بسرقسطة شيخ من شيوخ الأدب ومن شعره: سقى البرق ما بين العذيب وبارق ... وواصل ما بين النباج ومنبج منازل لم تقصر بهن ظباؤها ... ولا نهيت غزلانها عن تبرج ليالي أبناء الهوى من هوائها ... معاً تحت ظل سابغ البرد سجسج وهي طويلة. 1316- كامل بن غفيل أبو الوفا البحتري أديب شاعر من العرب دخل الأندلس، ذكره أبو محمد بن حزم، وقال: أنشدني أبو الوفا كامل بن غفيل لرجل من العرب لقيه بالبادية وكان قد بعثه قومه رائداً وعاهدوه إن وجد خصباً ألا ينذر به بني فلان لحي كانوا في طريقه، قال: وكان له في ذلك الحي عجيبة قال: والعجيبة عندهم المحبوبة فمضى فارتاد فوجد الخصب، فرجع إلى قومه ليعلمهم، وجعل طريقه على ذلك الحي وأراد أن يخصهم بمعرفة ذلك المكان عجيبة وأن لا يشافههم لمكان ما عوهد عليه، فلما

1317- كرز بن يحيى الصدفي الأستجي

صار بحيث يسمعونه ضرب ناقته بالسوط وأنشأ يقول: خطير من الوسمي أرخى سيوله ... كأن نداه مطلع الشمي لؤلؤا تركنا بها الوحش الأوابد ترتعي ... ولا بد أنا زائلون فزولوا قال: فارتحل القوم يؤمون أثره من حيث جاء فلما رحل قومه صادفوهم بالمكان. 1317- كرز بن يحيى الصدفي الأستجي من أهل أستجة، روى عن عبد الملك بن حبيب، مات في أيام الأمير عبد الرحمن بالأندلس هكذا قال ابن يونس، قال الحميدي: وعبد الرحمن الذي ذكره مهملاً هو بعد الرحمن نبن الحكم، وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ووفاة عبد الملك بن حبيب سنة ثمان أو تسع وثلاثين ومائتين على اختلاف فيه فكيف روى عنه وهو في زمانه وفي بلده ومات معه أو وقبله ويبعد أن يبقى إلى أيام الأمير عبد الرحمن والله أعلم. هذا آخر كلام الحميدي وما قاله ابن يونس عند لا يبعد، وأما قوله الحميدي: فكيف روى عنه وهو في زمانه وفي بلده ومات معه أو وقبله فكلام خرج من غير تدبر؛ لأنه قد يروي الكهل عن الفتى للحاجة إلى ذلك على أن يكونا متساويين في العلم، فكيف ومنزلة عبد الملك بن حبيب في العلم والفقه منزلته لا ينكرها أحد فقد يروى عنه من يموت قبله ومن هو دونه في العلم وإن كان أسن منه هذا ما لا يتنكره أحد والله الموفق.

باب اللام

باب اللام 1318- لب بن عبد الله من أهل سرقسطة، أبو محمد محدث كان فاضلاً زاهداً كتب عن أهل الأندلس ولم يرحل وكانت وفاته في صدر أيام الأمير عبد الله بن محمد قاله أبو سعيد. 1319- ليث بن أحمد بن حريش القاضي الخطيب فقيه فاضل حكى أنه ولي قضاء المرية، وخطب وبكى في آخر جمعة وأبكى، فتوفى آخر ذلك اليوم وذلك في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

باب الميم

باب الميم من اسمه موسى 1320- موسى بن محمد بن حدير الحاجب رئيس، كان في أيام عبد الرحمن الناصر من اهل الأدب والشعر ومن أهل بيت رياسة وجلالة، ذكره أبو محمد بن حزم. 1321- موسى بن أحمد الثقفي أبو عمران يعرف بابن اللب محدث ألبيري من أهل ألبيرة، روى عن محمد بن أحمد العتبي، مات سنة سبعين ومائتين. 1322- موسى بن أحمد البلذوذي يكنى أبا عمران شاعر، ذكره أبو الخطاب بن حزم، وبلذوذ قرية من قرى بجانة. 1323- موسى بن أصبغ المرادي أبو عمران أندلسي، كان زاهداً أديباً شاعراً منقطعاً إلى الله، انقطع في بعض زوايا صقلية وقد ذكر بعضهم أنه مات فيها، وكان طويل النفس في الشعر، وله قصائد طوالفي الزهد ومنها قصيدة على حروف المعجم لكل حرف عشرون بيتاً أنشد أبو محمد علي بن أحمد الفقيه قال: أنشدني إبراهيم بن قاسم الأطرابلسي، قال: أنشدنا أبو جعفر القروي قال: أنشدني أبو عمران موسى بن أصبغ المرادي الأندلسي المنقطع إلى الله الساكن بصقلية، وكان كثير الشعر في الزهد وذكر قصيدة طويلة منها: متى يعتلي عزمي ويذكى سنا لبي ... وأسقي بكأس الصدق من مائة العذب فتحيا بها نفس أضر بها المنى ... ويحسن لي عيشي ويعذب لي شربي وتنعش أفكاري بروح نسيمه ... ويرضى الرضي روحي، ويهوى التقى قلبي

1324- موسى بن علي بن رباح

1324- موسى بن علي بن رباح [ ... ] يقال إن قبره بسرقسطة بإزاء قبر حنش بن عبد الله. 1325- موسى بن الطائف شاعر مشهور، كان في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، قال أحمد بن رشيق الكاتب: كتب موسى الطائفي إلى بعض العمال: لا تنسى من سحتك المكسوب ... واجعل نصيبك منه مثل نصيبي فإذا اغترا بك في القسيمة مغتر ... فبمثل ما تغري به تغرى بي وزاد فيها أبو محمد بن حزم بيتاً ثالثاً قال: أنشدنيه غير واحد عن موسى الطائفي وبه يتم المعنى: وهي الذنوب، وغاية في بخله ... من كان فينا باخلاً بذنوب 1326=موسى بن حماد الصنهاجي القاضي فقيه مشهور محدث الحجاج، توفى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. 1327- موسى بن حجاج الأشيري فقيه محدث يروى عن أبي يوسف بن علي بن محمد القضاعي الأندي. 1328- موسى بن خميس الضرير البنيشتي فقيه مقرئ أديب نحوي عارف كانت معرفته فوق روايته، يروى عنه أبو الحسن بن النعمة وغيره، ومن تواليفه كتاب التلخيص في القراءات قرأه عليه أبو الحسن. 1329- موسى بن سليمان أبو عمران مقرئ حافظ مسند، يروى عن أحمد بن أبي الربيع، روى عنه عبد الرحمن بن محمد وغيره، توفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة. 1330- موسى بن سعادة أبو عمران فقيه فاضل محدث، أكثر الرواية عن أبي علي الصدفي وكان عارفاً بما روى ونقل.

1331- موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن أبي تليد الشاطبي

1331- موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن أبي تليد الشاطبي فقيه حافظ محدث مشهور، يروى عن أبي عمر بن عبد البر وغيره، يروى عنه أبو الوليد بن الدباغ الحافظ وأبو القاسم عبد الرحيم بن محمد وغيرهما، مولده في سنة أربع وأربعين، وتوفى سنة سبع عشرة وخمسمائة. 1332- موسى بن عيسى بن أبي حاج أبو عمران الفاسي فقيه القيروان إمام وقته، دخل الأندلس وله رحلة إلى المشرق، وصل فيها إلى العراق، فمن مشايخه بالأندلس أبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن صاحب قاسم بن أصبغ وأبو زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار وأبو عثمان سعيد بن نصر وسمعان بالقيروان من أبي الحسن القابسي وغيره وبمصر من أبي الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار وغيره، وبمكة من أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي وغيره، وبالعراق من أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وغيره، وكان مكثراً عالماً، نزل القيروان وحدث بها، واشتهر ذكره وانتشر علمه وبها مات في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. 1333- موسى بن الفرج قرطبي، يروى عن أشهب بن عبد العزيز. 1334- موسى بن نصير أبو عبد الرحمن صاحب فتح الأندلس، وكان أمير أفريقية والمغرب وليها في سنة تسع وسبعين وكانت الولاية في كل ذلك من قبله يقال أنه مولى لخم وهو من التابعين، روى عنه تميم الداري، روى عنه يزيد بن مسروق اليحصبي، مات بمر الظهران أو بوادي القرى على اختلاف فيه، وذلك في سنة سبع أو تسع وتسعين، وكان خرج مع سليمان بن عبد الملك إلى الحج والأظهر عندي أن وفاته كانت

1335- موسى بن الهنيد بن داود بن نصير

في سنة سبع؛ لأن في فتح الأندلس، وكيف جرى الأمر في ذلك رجل من ولده يقال له: معارك بن مروان بن عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير أبو معاوية، ذكره أبو سعيد بن يونس. 1335- موسى بن الهنيد بن داود بن نصير مولى لخم، ذكره في أخبار الأندلس، روى عنه أبيه الهنيد بن داود، ذره ابن يونس. 1336- موسى بن يوسف بن سعادة مولى سعيد بن نصر أبو عمران فقيه أديب حافظ محدث ضابط، وهو أخو الفقيه أبي عبد الله بن سعادة، توفى. من اسمه معاوية 1337- معاوية بن سعيد أندلسي، يروى عن محمد بن وضاح وغيره، مات بالأندلس في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. 1338- معاوية بن صالح الحضرمي قاضي الأندلس، شامي من أهل حمص، خرج منها سنة خمس وعشرين ومائة، وقدم مصر وخرج إلى الأندلس، فلما دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن، عبد الملك بن مروان الأندلس وملكها اتصل به وحظي عنده فأرسله إلى الشام في مهماته، فلما رجع إليه من الشام ولاه قضاء الجماعة بالأندلس كلها، سمع الحديث من جماعة منهم عبد الرحمن بن جبير بن نفير الجماعة بالأندلس كلها، سمع الحديث من جماعة منهم عبد الرحمن بن جبير بن نفير وأبو يحيى سليم بن عامر وربيعة بن يزيد وعبد الوهاب بن نجا وأزهر بن سعد ويحيى بن سعيد ويحيى بن جابر وسعيد بن هانئ وراشد بن سعد، وعبد العزيز بن مسلم وضمرة بن حبيب، ونعيم بن زياد والعلاء بن الحرث، ويقال ابن حريث وشداد بن شداد أبو عمار وأبو الزاهرية حدير بن

كريب، سمع منه الليث بن سعد وسفيان الموري وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب وزيد بن الحباب العكلي ومحمد بن عمر بالواقدي وحماد بن خالد الخياط، ومعن بن عيسى القزاز وأسد بن موسى وجماعة من أهل المدينة ومصر والأندلس وغيرهم، قال أحمد بن حنبل في رواية الأثرم عنه: أنه خرج من حمص قديماً فصار إلى الأندلس، وإنما سمع الناس منه حين حج، وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: حج - يعني معاوية بن صالح - من دهره حجة واحدة ومر بالمدينة فلقيه من لقيه من أهل العراق، قال: وكان معه كثير من الحديث واختلف في وقت حجه وفي وفاته ففي تاريخ البخاري من رواية مسبح بن سعيد الوراق: أنه حج سنة ثمان وستين ومائة، وهكذا ذكر الهيثم بن خارجة فيم أورده عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون المعدل المعروف بالحلال في تاريخه، وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى صاحب تاريخ الحمصيين: أنه مات سنة ثمان وخمسين ومائة، فكانت ما أوردناه أولاً بياناً في وقت حجه لكنه أوجب خيره فيما ذكرناه آخراً من وقت موته، وقد ذكره وفاته في سنة ثمان وخمسين غير أبي بكر أيضاً، ولا شك في خطأ أحد القولين لتعارضهما، فلو وجد في ذلك بيان لأحد من علماء الأندلس لكان الميل إليه أولى، لأن أهل كل بلد أعلم بمن مات عندهم على أن أبا سعيد بن يونس قد حكى قوله أحمد بن محمد بن عيسى ولم يعترض عليه وهو من أهل البحث عن أهل المغرب والاختصاص بمعرفتهم. قال الحميدي: حدثني أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ النحوي بمصر قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: أخبرنا محمد بن حفص أبو صالح ببعلك قال: أخبرنا محمد بن عوف قال: سمعت أبا صالح يعني كاتب الليث يقول: مر بنا معاوية بن صالح حاجاً بعد سنة أربع وخمسين فكتب عنه النوري، وأهل مصر وأهل

المدينة، هذا آخر كلام أبي صالح، فهذا معارض لرواية مسبح وغير معارض لقول من ذكرنا في تاريخ موته، وما أظن رواية مسبح إلا وهماً منه، إذ لم يوجد ما رواه من تاريخ حجه فيما وقع إلينا من نسخ كتابه من رواية غير مسبح عن البخاري وغن كان قد قاله الهيثم بن خارجة فلم يتضح في تاريخ حجه وموته إلى الآن بيان وإن كان [خلافه] ما حكى ابن صالح وابن يونس، وكذلك الاختلاف في نسبه فإن أبا عبد الله البخاري قال في رواية مسبح عنه: معاوية بن صالح بن عثمان وقال صاحب تاريخ الحمصيين: معاوية بن صالح بن حدير ووافقه أبو سعيد بن يونس ومد في النسب فقال: معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد بن سعد بن فهر، وقال البخاري: سمع عمه معدان بن معدان وقال صاحب تاريخ الحمصيين: سمعه عمه معدان بن حدير على حسب اختلافهما في نسب معاوية بن صالح وتابع كل واحد منهما قوله في عمه. زاد ابن عيسى: أن كنية معدان أبو الجماهر، وهذا الاختلاف في النسب أيضاً لا يبين منه الصواب إلا أن النفس أميل إلى ما قاله صاحب تاريخ الحمصيين؛ لأن أهل كل بلد أعلم بمن كان منه والله أعلم. وأما كنيته فذكر البخاري في بعض الروايات عنه وأحمد بن محمد بن عيسى وابن يونس: أن كنيته أبو عمرو، وحكى أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور بن محمد الطبري الحافظ أن كنيته أبو عرم بغير واو وهكذا قال أبو أحمد بن عدي قال الطبري: ويقال أبو عمرو، وقولهم أولى بالصحة والله أعلم. قال البخاري: قال على ابن المديني كان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه يعني معاوية بن صالح ويقول: نزل الأندلس قال أبو القاسم الطبري: أخرج له مسلم بن الحجاج وأكثر وقال يحيى: فيما روى عنه جعفر الطيالسي: معاوي بن صالح ثقة، وقال أحمد بن حنبل في رواية الأثرم عنه، وذكر معاوية بن صالح فقال: هو حمصي إلا أنه وقع إلى

1339- معاوية بن عياش أو عباس الجزامي [أو الجزامي] أبو المغيرة

الأندلس سمع من عبد الرحمن بن جبير بن نفير وعن الحمصيين وحسن أمره قال: فقلت لأحمد فغن الهيثم بن خارجة يعني يقول إن أهل حمص لا يروون عن معاوية بن صالح فقال: قد روى عن الفرج بن فاضلة قال أبو نصر السجستاني الحافظ: روى معاوية بن صالح عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال" قال أبو نصر: وهذا من غرائب الحديث إسناداً ومتناً حكم به لمعاوية بن صالح، وحدث به عنه عبد الله بن سعد وعبد الله بن وهب وكعب بن عياض من المقلين. 1339- معاوية بن عياش أو عباس الجزامي [أو الجزامي] أبو المغيرة من أهل تدمير، سمع من حماس بن مروان قاضي أفريقية وغيره، مات بالأندلس سنة تسع عشرة وثلاثمائة. 1340- معاوية بن محمد العقيلي فقيه محدث مشهور [ ... ] كتاب مسلم، وروى عنه وعن غيره. من اسمه مروان 1341- مروان بن محمد الأسدي أبو عبد الملك البوني أصله من الأندلس رحل منها ودخل القيروان وطلب العلم بها ثم استقر ببونة من بلاد أفريقية فسكنها ونسب إليها وبها مات، وكان فقيهاً محدثاً وله كتاب كبير شرح فيه الموطأ، مات قبل الأربعين وأربعمائة، ذكره أبو محمد وذكر عنه فضلاً وعلماً وهو مشهور بتلك البلاد. 1342- مروان بن محمد بن مروان بن خطاب أبو عبد الملك من أهل بيت جلالة وأصالة، يروى عن أبي علي الصدفي. 1343- مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر أبو عبد الملك

1344- مروان بن عبد الملك بن مروان الشذوني أبو عبد الملك

يعرف بالطليق من بني أمية، كان أديباً شاعراً مكثراً وأكثر شعره في السجن قال أبو محمد بن حزم: أبو عبد الملك هذا في بني أمية كان المعتز في بني العباس، ملاحة شعر وحسن تشبيه، سجن وهو ابن ست عشرة سنة ومكث في السجن ست عشرة سنة وعاش بعد إطلاقه من السجن ست شعرة سنة ومات قريباً من الأربعمائة وكان فيما ذكره يتعشق جارية كان أبوه قد رباها معه وذكرها له ثم بدا له فاستأثر بها، وأنه اشتدت غرته لذلك فانتضى سيفاً وانتهز فرصة من بعض خلوات أبيه معها فقتله فعزر على ذلك فسجن وذلك من أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عارم ثم أطلق بعد ذلك فلقب الطليق لذلك ومن مستحنس شعره قصيدة أولها: غصن يهتز في دعص نقا ... يجتني منه فؤادي حرقا أطلع الحسن لنا من وجهه ... قمراً ليس يرى ممحقا ورنا عن طرف ريم أحور ... لحظه سهم لقلبي فوقا وفيها: أصبحت شمساً وفوه مغربا ... ويد الساقي المحيى مشرقا فإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخد [منه] شفقا 1344- مروان بن عبد الملك بن مروان الشذوني أبو عبد الملك من شذونة قدم إلى مصر وخرج إلى مصر إلى العراق فمات في البصرة في نحو الثلاثين وثلاثمائة. كتب عنه أبو سعد بن يونس وقال: كان ثقة وكان يفهم، وروى عنه أبو بكر بن محمد بن إبراهيم بن علي بن القاسم المعروف بابن المقري الأصبهاني وكناه أبا بكر. 1345- مروان بن عبد الملك القيسي

1346- مروان بن عبد الله بن مروان الزجاج

يروى عن أبي عبد الرحمن بقى بن مخلد وأبي عبد الله محمد بن وضاح ونحوهما مات سنة ثلاث وثلاثمائة، ذكرهما أبو سعيد في كتابه أحدهما بعد الآخر. 1346- مروان بن عبد الله بن مروان الزجاج تدميري، يروى عن أبي علي الصدفي. من اسمه مسلمة 1347- مسلمة بن محمد بن [البتري] أبو محمد محدث سمع من أبي محمد عبد الله بن عثمان عن سعد بن معاذ ومن محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد عن أبيه، ورحل فسمع من أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي وعبد السلام بن محمد لقبهما في مسجد الخيف من منى، روى عنه أبو عمر بن عبد البر، أخبرنا غير واحد عن أبي الحسن بن موهب، عن أبي عمر قال: أخبرنا أبو محمد مسلمة بن محمد عن محمد بن أحمد بن خالد عن أبيه أحمد بن خالد بكتابه في فضل طلب العلم. 1348- مسلمة بن عبد الملك رئيس شاعر أديب، كان حياً في أيام الفتنة ومات فيها، ذكره أبو عامر بن شهيد. 1349- مسلمة بن قاسم محدث من أهل الأندلس في طبقة قاسم بن أصبغ سمع منه عبد الوارث بن سفيان جبرون. من اسمه مالك 135- مالك بن علي بن مالك بن عبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنس بن عبد الله بن جحوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري أبو خالد الزاهد ويقال له القطني ينسب إلى جده أندلسي محدث، يروى عن عبد الله بن مسلمة القعني، وأصبغ بن الفرج، روى عنه محمد بن عمر بن لبابة

1351- مالك بن معروف أبو عبد الله

وأثنى عليه وله مختصر في الفقه على مذهب مالك بن أنس مات بالأندلس بعد ثمان وستين ومائتين، بعد أن كف بصره، أخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى وغيره من شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا الكناني قال: أخبرنا أحمد بن خليل، أخبرنا خالد بن سعد قال: سمعت محمد بن عمر بن لبابة يقول: أخبرني أبو خالد مالك بن علي القرشي الزاهد، وكان محمد بن عمر بن لبابة يذكر فضله وتقدمه على جميع من رأى من أهل العلم في الاجتهاد والعبادة قال: أخبرنا القعنبي قال: دخلت على مالك بن أنس في مرضه الذي مات فيه فقال لي: يا ابن قعنب وما لي لا أبكي، ومن أحق بالبكى مني والله لوددت أني ضربت لكل مسألة أفتيت فيها برأي بسوط سوط وقد كانت لي السعة فيما قد سبقت إليه وليتني لم أفت بالرأي أو كما قال. 1351- مالك بن معروف أبو عبد الله من أهل ماردة، كذا قيل قال الحميدي وأظنه لاردة، يروى عن عبد الملك بن حبيب، مات بالأندلس سنة أربع وستين ومائتين. 1352- مالك بن يحيى بن وهيب فقيه حافظ مشهور حسن الخط، اختصر كتاب التمهيد لأبي عمر بن عبد البر اختصاراً أجاد فيه وسمى مختصره كتاب التبصير وجعله على التراجم وهو كتاب كثير الفائدة من اسمه مطرف 1353- مطرف بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن قيس مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام يكنى أبا سعيد قرطبي، روى عن يحيى بن يحيى، وله رحلة سمع فيها من سحنون بن سعيد، مات بالأندلس سنة اثنتين وثمانين ومائتين وكان زاهداً فاضلاً.

1354 - مطرف بن عبد الرحمن المشاط

1354 - مطرف بن عبد الرحمن المشاط يروى عن محمد بن يوسف بن مطروح، توفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. من اسمه منذر 1355- منذر بن أصبغ بن عصمة القبري من أهل قبرة، محدث له رحلة وطلب وعناية ولي القضاء، ومات بالأندلس في سنة خمس وخمسين ومائتين وقد قيل فيه منذ بن الصباح فأعدناه في موضعه لذلك. 1356- منذ بن حرم [ ... ] من أهل بطليوس، مات بالأندلس في أيام الأمير عبد الرحمن بن محمد. 1357- منذر بن سعيد القاضي أبو الحكم يعرف بالبلوطي منسوب إلى موضع هناك من قرطبة يقال له فحص البلوط ولي قضاء الجماعة بقرطبة في حياة الحكم المستنصر بالله، وكان عالماً فقيهاً وأديباً بليغاً وخطيباً على المنابر وفي المحافل مصقعاً، وله اليوم المشهور الذي ملأ فيه أسماع وبهر القلوب، وذلك أن الحكم المستنصر، كان مشغوفاً بأبي علي القالي يؤهله لكل مهم في بابه، فلما ورد رسول ملك الروم أمره عند دخول الرسول إلى الحضرة أن يقوم خطيباً بما كانت العادة جارية به فلما كان في ذلك الوقت وشاهد أبو علي الجمع وعيان الحفل جبن ولم تحمله رجلاه ولا ساعده لسانه وفطن له أبو الحكم منذر بن سعيد فوثق وقام مقامه وارتجل خطبة بليغة على غير أهبة وأنشد لنفسه في آخرها: هذا المقال الذي ما عابه فند ... لكن صاحبه أزرى به البلد لو كنت فيهم غريباً كنت مطرفاً ... لكنني منهم فاغتالني النكد لولا الخلافة أبقى الله بهجتها ... ما كنت أبقى بأرض ما بها أحد فاتفق الجمع على استحسانه وجمال

1358- منذر بن الصباح بن عصمة القاضي القبري

استدراكه وصلب العلج، وقال: هذا كبش رجال الدولة، وقد ذكر هذا المعنى أبو عامر بن شهيد في كتابه المعروف بحانوت عطار وغيره. أخبرني غير واحد عن شريح عن أبي محمد بن حزم ذكر منذ بن سعيد وأنثى عليه وقال: كان مائلاً إلى القول بالظاهر [قوياً] على الانتصار لذلك ومن مصنفاته كتاب [الإنباه] على استنباط الأحكام من كتاب الله وكتاب الإبانة عن حقائق أصول الديانة وقد كانت له رحلة كتب فيها وطلب [وسمع] من ابن ولاد بمصر كتاب العين للخليل بن أحمد ومن أبي بكر بن المنذر كتاب الأشراف ولقي أباه جعفر أحمد بن محمد بن النحاس النحوي بمصر وله معه حكاية مشهورة وذلك أنه حضر مجلسه في الإملاء فأملا أبو جعفر في جملة أملي قول الشاعر: خليلي هل بالشام عين حزينة ... تبكي على ليلى لعلي أعينها قد أسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة بانت وبان قرينها تجاذبها أخرى على خيزرانة ... يكاد يدانيها من الأرض لينها فقال له منذ بن سعيد: أيها الشيخ أعزك الله باتاً يصنعان ماذا؟ فقال أبو جعفر فكيف تقول أنت؟ فقال له: منذ بانت وبان قرينها، واستبان أبو جعفر ما قاله فقال له: ارتفع ولم يزل يرفعه حتى أدناه منهن وكان يعرف ذلك له بعد ذلك ويكرمه، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني وأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي وكان مختصاً به. 1358- منذر بن الصباح بن عصمة القاضي القبري من أهل قبرة، له رحلة وطلب

من اسمه مبارك

وعناية، حدث بالأندلس، ومات فيها سنة خمس وخمسين وخمسمائة قال الحميدي: هكذا بخط عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الثلاج في نسخة من كتاب ابن يونس وفي أخرى بخط أبي عبد الله منذر بن علي الصمري الحافظ: منذر بن الأصبغ بن عصمة، واتفقا في ما سوى ذلك كله إلا في الأصبغ والصباح فقط والله أعلم. من اسمه مبارك 1359- المبارك بن سعيد بن محمد بن الخشاب قدم الأندلس، ودخل قرطبة وحدث بها، فروى عنه أبو علي الغساني، وأبو القاسم أحمد بن محمد بن ورد وغيرهما، وروى عنه ببغداد الحافظ أبو بكر بن العربي، يروى عن الحافظ الخطيب أبي بكر البغدادي، أخبرنا بكتاب شرف المحدثين القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا ابن العربي قال: أخبرنا المبارك بن سعيد عن الخطب أبي بكر مؤلفه وأخبرنا بهذا الأستاذ أيضاً الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم والراوية أبو محمد عبد الله بن محمد عن ابن العربي عنه عن مؤلفه قال الحافظ أبو وعبد الله: وأخبرنا به أبو عبد الله القرشي عن المبارك بن سعيد عن المؤلف يكتب متصلاً بهذا مبارك مولى محمد بن عمرو المذكور في أفراد الأسماء بعد هذا. من اسمه مسعود 1360- مسعود بن خلصة الكلبي الرباحي محدث، ذكره "المؤتلف والمختلف" ينسب إلى قلعة رباح من بلاد الأندلس. 1361- مسعود بن سليمان بن مقلت أبو الخيار فقيه عالم زاهد يميل إلى الاختيار والقول بالظاهر، ذكره أبو محمد بن حزم وكان أحد شيوخه. 1362- مسعود بن عمر الأموي

1363- مسعود بن خلف بن عثمان العبدري أبو الخيار

أبو القاسم من أهل تدمير، روى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم مات بالأندلس سنة سبع وثلاثمائة. 1363- مسعود بن خلف بن عثمان العبدري أبو الخيار كان بمرسية له رحلة يرى كتاب الشهاب عن القضاعي، رواه عنه أبو محمد بن أبي جعفر. من اسمه محبوب 1364- محبوب بن قطن بن عبد الله بن النصر البكري الجياني محدث، رحل وسمع من عبد الله بن صالح كاتب الليث وله سماع بالأندلس وبها مات، روى عنه حيي بن مطهر ألبيري. 1365- محبوب أديب شاعر نحوي، ذكره أبو بكر المرواني وأخبره أنه شاهده قد قال بديهة في ناعورة: وذات حنين ما تغيض جفونها ... من اللجج الخضر الصوافي على شط تبكي فتحيا من دموع جفونها ... رياض تبدى من أزاهير في بسط فمن أحمر قان وأصفر فاقع ... وأزهر مبيض وأدكن مشمط كأن [طروق] الماء من فوق متنها ... لآلي جمان قد نظمن على قرط من اسمه متوكل 1366- متوكل بن يوسف أندلسي يكنى أبا الأدهم من أهل تدمير، مات الأندلس، ذكره محمد بن حارث الخشني. 1367- متوكل بن أبي الحسين أديب شاعر مليح الشعر كان قريباً من الأربعمائة، أنشد له أبو محمد عبد الله بن

من اسمه مكي

عثمان بن مروان القرشي من قصيدة طويلة منها: تعيرني ألا أقيم ببلدة ... وفي مثل حالي هذه القمراني رأت رجلاً لا يشرب الماء صافيا ... ويحلو لديه وهو أحمر قان له همم سافرن في طلب العلى ... نجوم الثريا عندهن دواني تغرب لما أن تغرب ذكره ... علواً كلا هذين مغتربان ومن قولهم من يغل في الصيف ... [رأسه] فمرجله في الققر ذو غليان من اسمه مكي 1368- مكي بن محمد بن حموش أبو طالب أصله من القيروان وبها ولد وعلى شيوخها نشأ، ثم رحل وقرأ على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ الحلبي بمصر، وعلى غيره وقدم الأندلس فسكن قرطبة وأقرأ بها، وكان إماماً في ذلك مشهوراً نحوياً أديباً حافظاً، تواليفه كثيرة مشهورة، رأيت بعض أشياخي قد جمع ذكر أسماء تواليفه في جزء وقال مبلغ تواليفه خمسة وثمانون تأليفاً. 1369- مكي بن صفوان بن سليمان أو سليم من موالي بني أمية، محدث بيري ويقال لبيري بزيادة لام، مات بالأندلس سنة ثمان وثلاثمائة. من اسمه مغيث 1370- مغيث بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن عبد الله من أهل قرطبة يكنى أبا مروان وهو شقيق القاضي يونس، أخذ مع أخيه رحمه الله عن أحمد بن خالد التاجر وشاركه في جماعة من شيوخه، توفى سنة سبع وستين وثلاثمائة بالرصافة بموضع سكناه بها. 1371- مغيث بن يونس بن محمد

أفراد الأسماء

بن مغيث أبو يونس توفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، يروى عن أبيه وأبي القاسم بن صواب وأبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن العواد وغيرهم وشوور بقرطبة مدة وشهر بنفسه وبيته النبيه الرفيع، توفي في رجب من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ومولده سنة ست وثمانين وأربعمائة. أفراد الأسماء 1372- مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة الليثي محدث أندلسي، يكنى أبا عبيدة رحل سنة تسع وخمسين ومائتين في طلب العلم وكتب ورجع إلى بلدة وحدث، ومات بالأندلس سنة أربع وثلاثمائة. 1373- مزين بن جعفر بن مزين يكنى أبا بكر من أهل قرطبة وهو من ولد يحيى بن مزين الفقيه، كان رحمه الله محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي ذكره له أبو الحسن الدارقطني الحافظ حديثاً في الثاني من الأفراد. 1375- مهاصر بن وبيل القيسي أبو عبد الله محدث من أهل سرقسطة، ذكروه في كتبهم قاله ابن يونس. 1376- مخلد بن زيد البجلي وقيل

1377- مؤمن بن سعيد

يزيد له رحلة في العم والطلب، ولي قضاء رية في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومات في آخرها، ذكره محمد بن حارث. 1377- مؤمن بن سعيد شاعر مشهور كثير الشعر ذكره صاحب كتاب الحدائق ومن شعره: حرمتك ما عدا نظراً مضراً ... بقلب بين أضلاعي مقيم فعيني منك في جنات عدن ... مخلدة وقلبي في الجحيم 1378- المهلب بن أحمد بن أسيد بن أي صفرة أبو القاسم التميمي فقيه محدث، سمع أبا محمد محمد بن إبراهيم الأصيلي وأبا القاسم يحيى بن علي بن محمد الحضرمي المصري وعبد الوهاب بن الحسن بن منير وغيرهم، وله كلام في شرح الموطأ وفي شرح كتاب الجامع لأبي عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري، مات بالأندلس بعد العشرين وأربعمائة. 1379- مصعب بن عبد الله بن محمد بن يوسف أبو بكر يعرف بابن الفرضي أديب محدث إخباري شاعر، ولي الحكم بالجزيرة وأصله من قرطبة، وكان فاضلاً، روى عن أبيه أبى الوليد وعن عبد الله بن محمد بن أسد وعن أحمد بن هشام بن أمية بن بكير ويوسف بن هارون الكندي سمع منه الحميدي وغيره. قال الحميدي: وأنشدني قال: أنشدني بعض أهل الأدب بقرطبة: الحمد لله على أنني ... كضفدع في وسط اليم إن هي قالت ملأت حلقها ... أو سكتت ماتت من الغم وكان بعض أصحابنا ينشدني البيت الأخير متمثلاً به على وجه آخر: إن نطقت ألجمها ماؤها ... أو سكتت ماتت من الغم

1380- مجاهد بن عبد الله العامري أبو الجيش الموفق مولى عبد الرحمن الناصر بن المنصور محمد بن أبي عامر

كان مصعب حياً قبل الأربعين وأربعمائة. 1380- مجاهد بن عبد الله العامري أبو الجيش الموفق مولى عبد الرحمن الناصر بن المنصور محمد بن أبي عامر كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم وأهلها، نشأ بقرطبة وكانت له همة وجلادة وجرأة فلما جاءت أيام الفتنة وتغلبت العساكر على النواحي بذهاب دولة ابن أبي عامر قصد هو فيمن تبعه الجزائر التي في شرق الأندلس وهي جزائر خصب واسعة فغلب عليها وحماها ثم قصد منها في المراكب إلى سردانية جزيرة من جزائر الورم كبيرة في سنة ست أو سبع وأربعمائة فغلب على أكثرها وافتتح معاقلها، ثم اختلفت عليه الأهواء الجند وجاءت أمداد الروم، وقد عزم على الخروج منها طعماً في تفرق من يشغب عليه فعاجلته الروم وغلبت على أكثر مراكبه، فأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى قال: أنبأنا شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني قال: كنت مع أبي الجيش مجاهد [أيام غزاته] سردانية فدخل بالمراكب في موسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحرين فلم [يقبل منه فلما حصل في ذلك المرسى] هبت ريح فجعلت تقذف مراكب المسلمين مركباً مركباً إلى الريف والروم وقوف لا شغل لهم إلا الأسر والقتل للمسلمين فكلما سقط مركب بين أيديهم جعل مجاهد يبكي بأعلى صوته لا يقدر هو ولا غيره على أكثر؛ لارتجاج البحر وزيادة الريح [قال: فيقبل علينا] أبو خروب [وينشد: بكى دوبل لا أرقأ الله عينه ... ألا إنما يبكي من الذل دوبل] ثم يقول: قد كنت حذرته من

1381- مبارك مولى محمد بن عمرو البكري

الدخول هاهنا فلم يقبل قال: فبجريعة الذقن ما تخلصنا في يسير من المراكب. هذا آخر خبر ثابت بن محمد. ثم عاد مجاهد إلى الجزائر الأندلسية التي كانت في طاعته واختلفت به الأحوال حتى غلب علي دانية وما يليها واستقرت إقامته فيها وكان من الكرماء على العلماء باذلاً للرغائب في استمالة الأدباء وهو الذي بذل لأبي غالب اللغوي تمام بن غالب ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الذي ألفه في اللغة مما ألفه لأبي الجيش مجاهد على ما ذكرنا في باب التاء وفيه يقول أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي وقد استماله على البعد بخريطة مال ومركب أهداهما إليه قصيدة أولها: أتتني الخريطة والمركب ... كما اقترن السعد والكوكب وحط بمينائه قلعة ... كما وضعت حملها المقرب على ساعة قام فيها الثنا ... ء على هامة المشتري يخطب إلى أن قال في آخرها: مجاهد رضت إباء الشمو ... س فأصبحت ما مل يكن يصحب فقل واحتكم فسميع الزمان ... مصخ إليك بما ترغب وقد ألف في العروض كتاباً يدل على قوته فيه ومن أعظم فضائله تقديمه للوزير الكاتب أبي العباس أحمد بن رشيق وتعويله عليه وبسطه يده في العدل وحسن السياسة، وكان موته بدانية في سنة ست وثلاثين وأربعمائة. 1381- مبارك مولى محمد بن عمرو البكري إشبيلي، يكنى أبا الحسن كان خيراً فاضلاً عاملاً كثير التلاوة للقرآن حافظاً لتفسيره، روى بالأندلس عن جماعة

1382- ميمون بن بدر القروي يكنى أبا سعيد

وحج سنة ثمان وأربعمائة، فروى بالمشرق عن جماعة من الشيوخ، وتوفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة. 1382- ميمون بن بدر القروي يكنى أبا سعيد من أهل القيروان، قدم الأندلس وسكن طليطلة مرابطاً بها، حدث عنه أبو محمد بن ذنين الزاهد وقال: إنه ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ذكره والذي قبله ابن بشكوال وقال: إن ابن خزرج ذكر مباركاً المتقدم وروى عنه. 1383- موفق بن سيد بن محمد الشلبي السقاق، من أهل إشبيلية، يكنى أبا تمام كان من أهل الفضل والاجتهاد في طلب العلم وكان علم الرأي أغلب عليه، توفى في حدود سنة ست وعشرين وأربعمائة، وهو ابن خمسين سنة أو نحوها، ذكره ابن خزرج. 1384- مدلج بن عبد العزيز بن رجا المدلجي يكنى أبا حندف أندلسي، محدث مشهور له رحلة وصل فيها إلى العراق، ومات بمصر في آخر يوم من صفر سنة سبع وقيل سنة تسع وخمسين ومائتين. 1385- منتنيل وقيل منتئل بن عفيف المرادي قال الحميدي: والأول أقرب وأظنه لقباً غلب عليه وكنيته أبو وهب، وهو فقيه محدث أندلسي كانت له رحلة إلى مكة واليمن رافق فيها يوسف بن يحيى المغامي وكتب عن إسحاق بن إبراهيم الدبري وعلى بن عبد العزيز البغوي وغيرهما، ورجع إلى الأندلس، فمات بها سنة سبع عشرة وثلاثمائة. 1386- محارب بن قطن بن عبد الواحد بن قطن بن عبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنس بن عبد الله بن جحوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري أبو نوفل محدث أندلسي، مات بها سنة ست وخمسين ومائتين.

1387- مقدم بن معافي القبري

1387- مقدم بن معافي القبري شاعر معروف في أيام عبد الرحمن الناصر ومن مدائحه في سعيد بن المنذر قصيدة ذكر من أولها أحمد بن فرج في كتابه أبياتاً وهي: أشجيت أن طربت حمامة وادي ... ميادة في ناعم مياد تلهو ما منيت بجفوة زينب ... يوماً ولا بخيالها المعتاد لا ترج إذ سلبت فؤادك زينب ... عيشاً فما عيش بغير فؤاد 1388- معتب الرومي مولى الوليد بن عبد الملك حضر فتح الأندلس مع طارق وكان على خيله وهو الذي خاطب الوليد في أمر طارق لما حسبه موسى بن نصير حتى استنقذه من يديه بكتاب الوليد فيه إليه، ذكره عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. 1389 ... مساعد بن أحمد بن مساعد الأصبحي الحاج أبو عبد الرحمن: فقيه محدث، له رحلة، يروى عن إمام الحرمين أبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد الطبري، حدث عنه بكتاب مسلم، يروى عنه عبد المنعم بن محمد. 1390- منثور بن الخير بن يملي بن يعقوب بن محمد المغراوي أبو علي الأحدب المالقي كان رحمه الله متقدماً في إقراء القرآن، قرأ القرآن بالأندلس على أبي عبد الله محمد بن شريح وقرأ بمصر على الشريف أبي إسماعيل يونس بن الحسن الخشني المعدل وحج وقرأ بمكة على أبي معشر عبد الصمد بن عبد الرحيم الطبري، توفى سنة ست وعشرين وخمسمائة، حديثني عنه ابن عم أبي الزاهد أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن عميرة قرأ عليه بمالقة وأجازه، وقفت على إجازته أياه في جلد كبير ورأيت له رواية عن الأعلم في الأشعار الستة الجاهلية.

باب النون

باب النون من اسمه نصر بالصاد المهملة 1391- نصر بن أحمد بن عبد الملك وقد يقال فيه نصر بن عبد الملك ينسب إلى جده، أندلسي رحل إلى المشرق وسمع عبد القاهر بن طاهر الفقيه النيسابوري وغيره، وحدث في الغربة، فسمع منه أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري شيخ من شيوخ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب قال حمزة بن يوسف: وروى عنه أبو منصور أحمد بن الفضل النعيمي الجرجاني مصنف كتاب المجتبى في الحديث، ذكر ذلك أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي في تاريخ جرجان وقال: إن النعيمي مات في شوال سنة خمس عشرة وأربعمائة. 1392- نصر بن أحمد بن عبد الملك أبو الفتح القرطبي أندلسي، روى عن عبد السلام بن زياد الأندلسي، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في كتابه في البخلاء. 1393- نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشاشي التنكتي نزيل سمرقند، دخل الأندلس وحدث فيها بكتاب مسلم بن الحجاج في الصحيح، وسمع أيضاً هنالك من أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري وجماعة من المشايخ، لقيه الحميدي ببغداد وسمع منه، قال: وكان رجلاً جميل الطريقة مقبول اللقاء ثقة فاضلاً، وذكر أن مولده سنة ست وأربعمائة. 1394- نصر بن عبد الله الأسلمي، من أهل تدمير، يكنى أبا شمر رحل ودخل أفريقية ومصر ومكة، وسمع من حماس بن مروان القاضي وسمع من أهل بلده.

من اسمه نمر

من اسمه نمر 1395- نمر بن عبد الرحمن مذكور في جملة الأدباء والشعراء وهكذا أورده أبو محمد بن حزم نمر بلا ياء، وذكره أبو عامر بن مسلمة بالياء نمير على التصغير والله أعلم. 1396- نمر بن هارون بن رفاعة بن مفلت بن سيف بن عبد الله بن نمر الجياني مولى قيس روى عن بقى بن مخلد، مات بالأندلس سنة إحدى عشر وثلاثمائة، ذكره الخشني محمد بن حارث. أفراد الأسماء 1397- نابعة بن إبراهيم بن عبد الواحد وقيل ابن عبد الأحد من أهل قلعة يحصب، يروى عن محمد بن وضاح وأيوب بن سليمان بن صالح، مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، ذكره الخشني محمد بن حارث. 1398- نعم الخلف بن أبي الخصيب، من أهل طليطلة، يكنى أبا القاسم كان محدثاً شاعراً زاهداً من أهل الغزو والرباط، قتل شهيداً سنة ثمان وتسعين ومائتين. 1399- نافع بن رياض الجزيري أبو الحسن من شيوخ الأدب، شاعر رحل إلى قرطبة قبل الأربعمائة، ومدح بها الطليق وغيره من الأكابر، مات بعد الأربعين وأربعمائة. 1400- نجيح بن سليمان بن نجيح بن سليمان بن عيسى الخولاني أندلسي، روى عن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن أحمد العتبي الفقيه وغيرهما، ومات بالأندلسي سنة ست وسبعين ومائتين، ذكره محمد بن حارث الخشني. 1401- النصر بن سلمة أندلسي، محدث قديم ولي القضاء ببلده، ذكروه في "المؤتلف والمختلف" بالضاد المعجمة، وذكره ابن يونس أيضاً.

1402- النعمان بن عبد الله بن النعمان الحضرمي، من آل ذي الرأسين

1402- النعمان بن عبد الله بن النعمان الحضرمي، من آل ذي الرأسين روى عنه عبد الله بن هبيرة السبئي، وكان صالحاً زاهداً كثير الصدقة وكان يتصدق بعطائه كله، وكان يسكن برقة ويقال إنه رأى في منامه كأنه يقال: له اختر بني الإيمان واليقين فقال: اليقين دخل الأندلس للجهاد وقد منها إلى سليمان بن عبد الملك بخبر فتح هنالك ومعه محمد بن حبيب المعافري فقال لهما سليمان: ارفعا حوائجكما فأما المعافري فرفع حوائجه فقضيت، وأما النعمان فقال: حاجتي أن تردين إلى ثغري ولا تسلني عن شيء، فأذن له فرجع واستشهد في أقصى الثغور بالأندلس، ذكره ابن يونس. 1403- نعيم بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج بن حفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعيد بن أشرس بن شبيب بن السكن بن أشرس بن كندي التجيبي من جملة من دخل الأندلس للجهاد: قتله الروم بها في يوم عرفة سنة ثلاث ومائة، وجده معاوية بن حديج أبو نعيم من الصحابة ومن وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشهد فتح مصر وكان الوارد بفتح الإسكندرية على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذهبت عينه يوم دمقلة من بلاد النوبة مع عبد الله بن سعد بن أبي سرج سنة إحدى وثلاثين، وولى الأمارة على غزو المغرب سنة أربع وثلاثين وسنة أربعين وسنة خمسين، روى عنه جماعة منهم ولده عبد الرحمن بن معاوية وعلي بن رباح اللخمي وعبد الرحمن بن شماسة المرئ وعرقطة بن عمرو، ومات سنة اثنتين وخمسين، وإنما قيل له التجيبي؛ لأن تجيب هي أم عدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكن وقال: السكون بن أشرس بن كندي وإليها ينسبون.

باب الواو

باب الواو من اسمه وهب 1404- وهب بن محمد بن محمود بن إسماعيل أبو الحزم بن الشذوني من أهل شذونة فقيه محدث، روى عن قاسم بن أصبغ، روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وكان فقيهاً فاضلاً متصدراً يفتي الناس بجامع قرطبة، ويقال له: المفتي، روى عنه أبو عمر كتاب غرائب حديث مالك من مؤلفه قاسم بن أصبغ. 1405- وهب بن أخطل بن رزيق مولى لقريش من أهل بجانة، يكنى أبا القاسم مات بالأندلس نحو سنة عشرين ومائتين، وقال فيه الحضرمي بتقديم الزاي. 1406- وهب بن مسرة محدث مكثر، روى عن محمد بن وضاح وسعد بن عثمان العناقي، روى عنه عبد الوارث بن سفيان بن حبرون وأبو عثمان سعيد بن نصر وأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي. 1407- وهب بن نافع أندلسي، سمع من سحنون بن سعيد التنوخي، مات سنة تسعين ومائتين. 1408- وهب بن نذير أبو العطا قاضي بلنسية، يروى عن أبي الوليد الدباغ وأبي الحسين بن النعمة، توفى ببلنسية عام [ ... ] وتسعين وخمسمائة. من اسمه وليد 1409- وليد بن محمد الكاتب يروى عنه قاسم بن محمد القرشي المرواني، كان قريباً من الأربعمائة. 1410- وليد بن إسماعيل شاعر من

1411- الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد أبو العباس الغمري

ولد الحصين بن الدجن الجياين ومن شعره إلى ابن أبي العطاب المنتزي لبعض أعمال جيان في يوم مطر: يوم أنيق [وغيث] وابل غدق ... روت غليل الثرى من سكبه الديم ونحن صاحون لا راح نريح بها ... منا النفوس التي تذكو وتضطرم فمر بسقايك كي تجلو السحاب بها ... فإنها إن رأتها سوف تحتشم 1411- الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد أبو العباس الغمري من أهل "سرقسطة" ثغر من ثغور الأندلس، عالم فاضل رحل وطلب بأفريقية، وسمع "بأطرابلس" المغرب أبا الحسين علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب المعروف بابن زكرون الهاشمي الأطرابلسي، وبمصر الحسن بن رشيق، وسافر في طلب العلم إلى الشام والعراق وخراسان وما وراء النهر، وسمع "بهراة" من أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي، وفي سائر البلاد من جماعات، وألف في تجوز الإجازة كتاباً سماه كتاب "الوجازة" وعاد إلى "بغداد" فحدث بها وحدث في الغربة، وسمع منه عبد الغني بن سعيد البصري الحافظ وأبو ذر عبد بن أحمد الهراوي وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم اللخمي الهروي، وذكره أبو بكر الخطيب فقال: كان ثقة أميناً أكثر السماع والكتاب في بلده وفي الغربة قال: وأخبرنا عنه حمزة بن محمد بن طاهر ومحمد بن عبد الواحد الأكبر وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتقي، والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وغيرهم. قال الحميدي: أخبرنا القاضي أبو الغنايم محمد بن علي قرأه قال: أخبرنا أبو العباس الغمري إجازة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجيلي قال: أخبرنا أبي أحمد قال: حدثني أبي عبد الله

1412- وليد بن سعيد بن وهب الحضرمي يكنى أبا العباس، إشبيلي يعرف بابن وهيب

قال: قال عمرو بن قيس: وجدنا أنفع الحديث لنا ما نفعنا في أمر آخرتنا من قال: كذا فله كذا. وأخبرنا غير واحد عن شريح عن أبي بكر بن حزم قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان الواسطي قال: توفى الوليد بن بكر الأندلسي بالدينور في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 1412- وليد بن سعيد بن وهب الحضرمي يكنى أبا العباس، إشبيلي يعرف بابن وهيب غلب على جده وهب في أسنة الناس وهيب فبذلك كان يعرف، وكان من أهل الفضل والانقباض والثقة متكرراً على الشيوخ ببلده، ورحل إلى المشرق وحج سنة سبع وأربعمائة، ورى عن ابن جهضم وابن النحاس والقابسي وغيرهم، وتوفى سنة تسع وعشرة وأربعمائة وهو ابن خمس وخمسين، ذكره ابن خرزج. 1413- وليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن قيس بن عبد الله الباهلي القاضي من أهل سرقسطة، ذكره محمد بن حارث الخشني. 1414- وليد بن عثمان إشبيلي، من أهل الصلاح والفضل والمعرفة، ذكره ابن مغيث في كتاب التهجد وحكى عنه قال: قدم علينا إشبيلية رجل أسود، فأقام في المسجد الذي كنت فيه ثم انتقل عند لعلة أصابته، فأقام في فرن يقعد على الحطب ويتصدق عليه، ثم أنه مات قال: فنقلته إلى داري لأغسله، فكشفت عنه الثوب لأغسله، فبينا أنا أغسله، إذ رأيت وجهه قد أبيض بياضاً شديداً وصار مثل القمر ليلة البدر حسناً وعم البياض وجهه وعنقه خاصة دون سائر جسده، فراعني ما رأيت وأرعدت وأصابني دهش عظيم، فرددت الرداء على وجهه وخرجت فأنذرت جماعة من أصحابي

1415- وليد بن مسلمة المرادي أبو العباس

وجئت بهم معي وأعلمتهم قصته، فلما كشفوا الرداء عن وجهه راعهم حسنه وجماله وابيضاضه وسائر جسده أسود [ ... ] الناس به فما كدنا نبلغ قبره إلى الليل من كثرة الزحام على نعشه وكثرة من حضر جنازته رحمه الله. 1415- وليد بن مسلمة المرادي أبو العباس من شعراء الدولة العامرية ومن شعره في المنصور أبي عامر، وقد رأى زيادة النهر في أيام الزيادة فقال: أما ترى النهر يا منصور كيف طفا ... وعم من جاور العبرين بالضرر وأعجب لجودك لم يفن الورى غرقا ... فيه وقد عم أهل البدو والحضر ما ذاك إلا لأن الجود عنصره ... صاف نمير وهذا بين الكدر وإن عهدي به والنمل تعبره ... إذا تقشع عنه وابل المطر كذا عهدت لئام الناس إن قدروا ... داروا على من دنا منهم من البشر وكم أرى منهم من بعد عزته ... يعود كالكلب من عود إلى حجر والله يبقيك ما غنت مطوقة ... وهزت الريح مخضراً من الشجر الأفراد من الأسماء 1416- وثيمة بن موسى بن الفراد الفارسي الفسوي أبو يزيد كان أصله من فارسي وخرج منها إلى البصرة ثم سافر إلى مصر، وخرج منها إلى الأندلس تاجراً، وكان يتجر في الوشى وصنف كتاباً في أخبار الردة وجوده وعاد من الأندلس إلى مصر وكتب عنه، ذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء، وقال: إنه مات بمصر في يوم الاثنين لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين قال: وله عقب بمصر إلى الآن منهم وثيمة بن عمارة

1417- ودية بن وهبون الكلابي

بن وثيمة بن موسى بن الفرات أبو حذيفة، ولد هو وأبوه عمارة بمصر، سمع من أبيه ومن غيره. 1417- ودية بن وهبون الكلابي من أهل ألبيرة فقيه محدث، يروى عن سليمان بن نصر وسعيد بن نمر، مات بالأندلس سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، ذكره محمد بن حارث الخشني.

باب الهاء

باب الهاء من اسمه هارون 1418- هارون بن سالم أندلسي، فقيه محدث، روى عن أشهب بن عبد العزيز. 1419- هارون بن أحمد بن عات من أهل شاطبة، فقيه عارف من أهل بيت جلالة وعلم، توفى [ ... ] وخمسمائة. 1420- هارون بن نصر يكنى أبا الخيار أندلسي محدث، مات بالأندلس سنة اثنتين وثلاثمائة. من اسمه هاشم 1421- هاشم بن محمد اللخمي جياني محدث، ذكره أبو سعيد. 1422- هاشم بن صالح ألبيري محدث، يروى عن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بالعتبي ويحيى بن إبراهيم بن مزين. 1324- هاشم بن صالح يروى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره، مات بالأندلس سنة عشر وثلاثمائة. 1424- هاشم بن عبد العزيز بن هاشم أبو خالد أخو أسلم بن عبد العزيز القاضي، مذكور بفضل وأدب، كتب إليه ابن له بأبيات قالها خاطبه بهما لم تكن بتلك القوة، فوقع في ظهر رقعته بديهة: لا تقل إن عزمت إلا قريضاً ... رائقاً لفظه ثقيفاً رصينا أودع الشعر فهو خير من الغث ... إذا لم تجد مقالا سمينا

من اسمه هشام

من اسمه هشام 1425- هشام بن محمد بن هشام المعروف بابن البشتني وبشتنة في شرق الأندلس، من آل أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي. 1426- هشام بن أحمد بن هشام بن بقرة الهلالي الغرناطي القاضي بها فقيه محدث أديب مشهور، يروى عن أبي الوليد الباجي وأبي العباس العذري وأبي عبد الله بن سعدون وغيرهم، مولده في صفر سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفى بغرناطة سنة ثلاثين وخمسمائة. 1427- هشام بن أحمد الكناني أبو الوليد المعروف بالوقشي فقيه إمام في اللغة والآداب متقدم عارف، توفى سنة تسع وثمانين وأربعمائة، روى عن [ ... ] 1428- هشام بن أحمد بن أبي حمزة أبو الوليد فقيه من أهل بيت جلالة وعلم، يروى عن القاضي أبي علي بن سكرة. 1429- هشام بن حسين طليطلي، رحل إلى مصر وسمع من عبد الرحمن بن القاسم وأشهب بن عبد العزيز، مات قريباً من سنة عشرين ومائتين. 1430- هشام بن سعيد الخير بن فتحون أبو الوليد الكاتب قال الحميدي: أظن أصله من وشقة، محدث جليل سمع بالأندلس، ورحل إلى الحج، فسمع بطريقة بالقيروان وبمصر وبمكة من جماعة، ورجع إلى الأندلس فحدث بها وسمعنا منه. فمن شيوخه بالأندلسي: القاضي أبو الحزم بن عيسى بن سعيد الخير الوشقي المعروف بابن أبي درهم وأبو مهدي عبد الله بن أحمد بن فتري. ومن شيوخه بالقيروان: أبو عمران بن عيسى بن أبي حاج الفاسي

1431- هشام بن سليمان المقرئ الأقليشي منها يكنى أبا الربيع

وأبو إسحاق إبراهيم بن قاسم المكناسي وعتيق بن إبراهيم وأبو سعيد خلف بن محمد الجزقي الفقيه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عياش الأنصاري الفقيه المعروف بابن الحواص صاحب أبي محمد بن أبي زيد. ومن شيوخه بمصر عبد الجبار بن عمر بن أحمد المقرئ وأبو العباس منير بن أحمد ابن الحسن بن منير وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الإشبيلي. ومن شيوخه بمكة أبو محمد الحسين بن محمد بن إبراهيم بن فراس الأطروش وأبو بكر محمد بن أبي سعيد بن مختريه الأسفراني الفقيه الشافعي وأبو العباس أحمد بن الحسن بن بندار الرازي وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بندار القزويني وأبو بكر عبد الله بن الحسين الصقلي وأبو محمد مكي بن عيشون صاحبه وأبو عبد الله محمد بن سهلان الواسطي، وكان أبو الوليد جميل الطريقة منقطعاً إلى الخير، مات بعد الثلاثين وأربعمائة. 1431- هشام بن سليمان المقرئ الأقليشي منها يكنى أبا الربيع له كتاب في اختلاف ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر عن نافع بن أبي نعيم، حدث عنه أبو عبد الله بن نبات، وقال: أجزت له جميع رواياتي وأجاز لي جميع رواياته. 1432- هشام بن الوليد الغافقي أندلسي محدث، يروى عن بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح، مات سنة ثمانية عشر وثلاثمائة، ذكره محمد بن حارث الخشني. المفرد من الأسماء 1433- هانئ بن محمد أديب شاعر كان في حدود الخمسين وثلاثمائة أو قريباً من ذلك، قال الحميدي: رأيت له في مراثي الوزير أبي عثمان سعيد بن المنذر شعراً ومنه:

1434- هرمة بن سماك

وأعجب لمن قاد الجيوش ونفسه ... قسمان بن الكر والإقدام يلقى الكتائب مفرداً بكتائب ... من نفسه واليوم أكدر حامي لا يرعوى عن أن يقارع وحده ... ألفاً بأبيض صارم صمصام فأتى الفتوح على الفتوح بسيفه ... وبرأيه وبعزمه المقدام حتى إذا الأجل انقضى مستكملاً ... ما خط في الألواح بالأقلام لاقى الحمام ولم أكن مستي ... قناً أن الحمام سيبتلي بحمام 1434- هرمة بن سماك أندلسي محدث، مات بها سنة سبع وسبعين ومائتين.

باب الياء

باب الياء من اسمه يوسف 1435- يوسف بن محمد بن يوسف بن عمرو المؤدب أبو عمرو الأستجي سكن قرطبة، وسمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي وأبا طاهر محمد بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم السعيدي صاحب أبي زكريا يحيى بن أيوب بن فادي العلا، وسمع من أبي الطاهر موطأ محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب القرشي العباسي المديني عن ابن فادي العلاف عن أحمد بن صالح عن محمد بن إسماعيل بن أبي بريك عن ابن أبي ذئب، روى عنه أبو عمر بن عبد البر. 1436- يوسف بن محمد بن سعيد الجذامي الفلكي فقيه مقرئ مجود، روى عن أبي داود سليمان بن نجاح مولى المؤيد بالله أبي الوليد هشام بن المستنصر بالله أبي العاصي الحكم بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد وغيره، وهو والد جدي لأم، وأجازه أبو داود له عندي في جلد رق كبير بخط يد ربيبه على يوم محمد بن هذيل إلا يسيراً في آخرها فإنه بخط أبي داود، توفى بلورقة بعد الخمسين وخمسمائة. 1437- يوسف بن محمد السرقسطي أبو الحجاج كان قارئاً لكتب الحديث محسناً، توفى بعد السبعين وأربعمائة. 1438- يوسف بن إبراهيم العبدري أبو الحجاج المعروف بالثغري فقيه محدث راوية عارف أديب، انتقل إلى مرسية في الفتنة وصار خطيباً بقليوشة من قرى مدينة أوريوالة، واقتنع ولم يتعرض لظهور، وكان قد غض به جماعة من الفقهاء بمرسية حين وصلها لمعرفته، فسعى له في الخطبة بجامع

1439- يوسف بن حمود بن خلف بن أبي مسلم الصدفي

قليوشة المذكورة وانتقل إليها، سمعت عليه بعض كتب الموطأ يروى عن جماعة منهم: الحافظ أبو بكر وأبو الحسن يونس بن مغيث وأبو الوليد بن رشد 1439- يوسف بن حمود بن خلف بن أبي مسلم الصدفي من أهل السنة، كان قاضياً بها لبني أمية، قدمه المستعين سليمان بن حكم لقضائها، فاستمر على ذلك نيفاً وعشرين سنة، وكان يكنى أبا الحجاج، ثم خرج إلى الحج أثناء ذلك ليتخلص من القضاء، فلم يترك وأمر بالاستخلاف ففعل وسمع في رحلته من أبي ذر الهروي وأبي عبد الله الصوري وغيرهما، وانصرف ورجع إلى خطته، وكان رجلاً صالحاً متواضعاً، وكانت له جنان يحفرها بيده، وكان أديباً شاعراً، قال ابن خزرج: توفى سنة ثمانية وعشرين وأربعمائة، ومولده سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. 1440- يوسف بن رباح التغلبي مولى لهم، مات سنة ثمانية وتسعين ومائتين، ذكره الخشني محمد بن حارث. 1441- يوسف بن سفيان من أهل بطليوس، محدث، مات بالأندلس قريباً من سنة عشرة وثلاثمائة. 1442- يوسف بن سليمان الرباحي أبو عمر روى عن أبي مروان عبد الملك بن إدريس الكاتب، روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنصاري. 1443- يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف في الفقه، وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع كبير الشيوخ على أنه لم يخرج عن الأندلس لكنه سمع من أكابر أهل الحديث بقرطبة وغيرها ومن الغرباء القادمين إليها، وألف مما جمع تواليف نافعة سارت عنه، وكان يميل في الفقه إلى قول الشافعي رحمه الله، مولده

في رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وسمع بنفسه قبل الأربعمائة بمدة من جماعة أصحاب قاسم بن أصبغ البياني وغيره [ومن شيوخه] أبو القاسم خالد بن القاسم الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور وأحمد بن عبد الله بالباجي وأبو الوليد بن الفرضي ويونس بن عبد الله القاضي وأحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ الطلمنكي، وجماعت قد تقدم ذكر بعضهم مفرقاً في الأبواب قبل هذا في الأحاديث المسندة عنه، ومن مجموعاته: كتاب "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" في عشرة أسفار، قال أبو محمد بن حزم: وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟ ومنها كتاب في الصحابة سماه كتاب "الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم وتلخيص أحوالهم ومنازلهم وعيون أخبارهم على حروف المعجم" في أربعة أسفار، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، رأيت أهل المشرق يستحسنونه جداً ويقدمونه على ما ألف في بابه، ومنها كتاب "جامع بيان العلم وفضله ومما ينبغي في روايته وحمله" سفران، وكتاب "الدرر في اختصار المغازي والسير" سفر، وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد"، وكتاب "التقصي لما في الموطأ من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " مجلد وكتاب "أخبار أئمة الأمصار" سبعة أجزاء، وكتاب "البيان عن تلاوة القرآن" جزء، وكتاب "التجويد والمدخل إلى علم القرآن بالتجويد" جزءان وكتاب "الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو بن العلا بتوجيه ما اختلفا فيه" جزء، وكتاب "الكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة" ستة عشر جزءاً، وكتاب "اختلاف أصحاب مالك بن أنس واختلاف رواياتهم عنه" أربعة وعشرين جزءاً وكتاب "العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم عن الحكماء والعلماء" جزء واحد، وكتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس بما يجري في

1444- يوسف بن عبد الله بن خيرون

المذكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات" مجلدان، وله تواليف كثيرة غيرها، روى عنه غير واحد من الأئمة منهم: طاهر بن مفوز [ ... ] أبو الحسن وأبو بحر سفين بن العاصي وابن أبي تليد وأبو علي الغساني وأبو الحسن بن موهب وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت وأبو داود سليمان نجاح وجماعات، توفى بشاطبة في سنة ستين وأربعمائة. 1444- يوسف بن عبد الله بن خيرون أديب نحوي مشهور، روى عن أحمد بن أبان بن سيد اللغوي، روى عنه الفقيه أبو محمد غانم بن الوليد بن عمر بن عبد الرحمن المخزومي النحوي المالقي. 1445- يوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عديس الأنصاري يكنى أبا الحجاج من أهل شريون، روى عن أبي عمر بن عبد البر فأكثر، وسمع بطليطلة من أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن وغيره، وسكنها مدة وتفقه بها وكان من أهل العلم حافظاً متفنناً، له كلام على معان من الحديث، حدث عنه أبو عامر بن حبيب الشاطبي، توفى بفاس منتصف شوال سنة خمس وخمسمائة، مما ذكر أبو الفضل. 1446- يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرة اللخمي الأندي يعرف بابن الدباغ فقيه حافظ محدث أديب عارف قيد كثيراً وكان مقدماً في طريقة الحديث، يروى عن أبي محمد بن عتاب وأبي عبد الله الخولاني والحافظ أبي علي الصدفي وأبي الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف وأبي محمد عبد القادر بن محمد الصدفي وأبي محمد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت الخطيب بشاطبة والحافظ أبي بكر بن العربي وأبي عبد الله بن الحاج وأبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن الحصار المقرئ وأحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق وأبي عبد الله محمد بن فرج القيسي وعيسى

1447- يوسف بن علي بن محمد أبو الحجاج القضاعي الأندي

بن عبد الرحمن السالمي المقرئ الحافظ وعن أبي عبد الله محمد بن فرج القيسي وعيسى بن وأربعين وخمسمائة، ومولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. 1447- يوسف بن علي بن محمد أبو الحجاج القضاعي الأندي رحل إلى المشرق، وسمع على أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وسمع مقامات الحريري على منشئها القاسم بن محمد، روى عنه جماعة من الأشياخ حدثني بمقامات الحريري عنه جماعة من أشياخي. 1448- يوسف بن موسى الكلبي الضرير، من أهل سرقسطة، يكنى أبا الحجاج يروى عن أبي مروان بن سراج، وأبي علي بالجياني وغيرهما، وكان نحوياً أصولياً إماماً، أخذ عن أبي بكر المرادي وكان مختصاً به وله تصانيف حسان وأراجيز مشهورة، وانتقل إلى العدوة، وتوفى بها في سنة عشرين وخمسمائة. 1449- يوسف بن مروان بن عيشون المعافري أبو عمر وقيل يوسف بن عيشون ولعل صاحب هذا القول نسبه إلى جده، وهو وشقي، يروى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم وطبقته، ويعرف أهل بيته بوشقة ببني المؤذن، مات بالأندلس سنة تسع وثلاثمائة، هكذا ذكره الخشني محمد بن حارث على اختلاف عنه، وقال أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي في كتابه: قال الحميدي: قرأته على أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري عنه. 1450- يوسف بن موذن بن عيشون الذشقي بالذال المعجمة وذلك وهم منه، قال: وأظنه صحف مروان فصيره موذن أو صحف له والله أعلم. 1451- يوسف بن مطروح الربضي منسوب إلى الربض المتصل، كان بقصر قرطبة أيام الحكم الربضي، وهو من

1452- يوسف بن هارون الكندي أبو عمر يعرف بالرمادي

الفقهاء المذكورين تفقه على أصحاب مالك بن أنس رحمه الله. 1452- يوسف بن هارون الكندي أبو عمر يعرف بالرمادي قال الحميدي: أظن أحد أبائه كان من رمادة موضع بالمغرب، شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند العامة والخاصة هنالك لسلوكه في فنون الشعر بكنده وختم بكندة؛ يعنون امرئ القيس والمتنبي ويوسف بن هارون وكانا متعاصرين قال الحميدي: استدللنا على ذلك بمدحه أبا علي إسماعيل بن القاسم عند دخوله الأندلس بالقصيدة التي أنشدها عنه الحاكم أبو بكر مصعب بن عبد الله الأزدي وأولها: من حاكم بيني وبين عذولي ... الشجو شجوى والعويل عويلي وكان وصول أبي علي القالي إلى الأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة، أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرني أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي، عن بعض إخوانه وأظنه أبا الوليد بن الفرضي عن أبي عمر يوسف بن هارون قال: خرجت يوماً إثر صلاة الجمعة فتجاوزت نهر قرطبة متفرجاً إلى رياض بني مروان، فإذا جارية لم أر أجمل منها، فسلمت عليها فردت ثم حادثتها، فرأيت أدباً فائقاً فأخذت بمجامع قلبي فقلت لها: سألتك بالله أحرة أم أمة؟ فقالت: بل أمة، فقلت: ما اسمك بالله فقالت: حلوة، فلما قرب وقت صلاة العصر انصرفت، فجعلت أقفوا أثرها، فلما بلغت رأس القنطرة قالت: إما أن تتأخر وإما أن تتقدم فلست والله أخطو خطوة وأنت معي، فقلت لها: أهذا آخر العهد بك؟ فقالت: لا، فقلت لها: فمتى اللقاء؟ قالت: كل يوم جمعة في هذا الوقت وفي هذا الموضع أو المكان، قلت لها: فما ثمنك إن باعك من أنت له؟ قالت: ثلاثمائة دينار، قال:

فخرجت جمعة أخرى، فوجدتها على العادة الأولى فزاد قلبي بها فرحت إلى عبد الرحمن بن محمد التجيبي صاحب سرقسطة ومدحته بالقصيدة الميمية المشهورة فيه وذكرت في تشبيهها حلوة وحدثته مع ذلك بحديثي فوصلني بثلاثمائة دينار ذهباً ثمنها، سوى ما زودني عن نفقة الطريق مقبلاً وراجعاً وعدت إلى قرطبة فلزمت الرياض جمعاً لا أرى لها أثراً وقد انطبقت سمائي على أرضي وضاق صدري إلى دعاني يوماً رجل من إخواني فدخلت إلى داره، وأجلسني في صدر مجلسه ثم قام لبعض شأنه فلم أشعر بالستارة المقبلة لي قد رفعت وإذا بها فقلت: حلوة، فقالت: نعم، قلت: ألأبي فلان أنت مملوكة؟ قالت: لا ولكني أخت، قالت: فكأن الله تعالى محا حبها من قلبي وقمت من فوري واعتذرت إلى صاحب المنزل بعارض طرقني وانصرفت وهذه القصيدة طويلة، قال أبو محمد: أنشدناها أبو بكر بن الفرضي، قال: أنشدناها يوسف بن هارون لنفسه في جملة سبع قصائد له أنشدنا إياها وأولها: قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي ... على بكائي في الرسوم الطواسم أيأمن [أن] يغدو حريق بنفسي ... وإلا غريقاً في الدموع السواجم خذوا رأيه إن كان يتبع كل ... من ينوح على ألافه بالملاوم فهذا حمام الأيك يبكي هديله ... بكائي فليفرغ للوم الحمائم وما هي إلا فرقة تبعث الأسى ... إذا نزلت بالناس أو بالبهائم خلا ناظري من نومه بعد خلوة ... متى كان منى النوم ضربة لازم ومن شعره: قالوا اصطبر وهو شيء لست أعرفه ... من ليس يعرف صبراً كيف يصطبر

أوصى الخلي بأن يغضي الملاحظ عن ... عن غر الوجوه ففي إهمالها غرر وفاتن الحسن قتال الهوى نظرت ... غي إليه فكان الموت والنظر ثم انتصرت بعيني وهي قاتلتي ... ما تريد بقتلي حين تنتصر بإشقة النفس واصلها بشقتها ... فإنما أنفس الأعداء تهتجر ظلمتني ثم إني جئت معتذراً ... يكفيك أني مظلوم معتذر ومن مستحسنه كثير ومنه قوله في قصيدته التي أولها: خليلي عيني والدموع فعائنا ... إلى أن يقتاد الفراق الظعائنا فلم أر خلي من تبسم أعين ... غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا وقوله: لا تنكروا غرر الدموع فكلما ... ينحل من جسمي يصير دموعا والعبد قد يعصى وأحلف أنني ... ما كنت إلا سامعاً ومطيعا قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما ... يمنن على برده مصدوعا ومما أنشد له أبو العباس بن رشيق الكاتب: بدر بدا يحمل شمساً بدت ... فحدها في الحسن من حده تغرب في فيه ولكنها ... من بعد ذا تطلع من خده وله: صد عني وليس يعلم أني ... كنت في كربة ففرج عني

1453- يوسف بن يحيى أبو عمر الأزدي المغامي

وتجنى على من غير ذنب ... فتجنى على كثير التجني حسن ظني قضى علي بهذا ... حكم الله لي على حسن ظني مدح أبو عمر الحكم المستنصر، وعمل في السجن كتاباً سماه كتاب "الطير" في أجزاء وكله من شعره، وصف فيه كل طير معروف وذكر خواصه وذيل كل قطعة بمدح ولي العهد هشام بن الحكم مستشفعاً به إلى أبيه في إطلاقه وهو كتاب مليح سبق إليه، قال الحميدي: وقد رأيت النسخة المرفوعة بخطه ونسخت منها، وكان قد اتهم هو وجماعة من الشعراء بشعر ظهر في ذم السلطان لم يبق في ذكرى منه إلى قوله: يولى ويعزل من يومه ... فلا ذا يتم ولا ذا يتم ثم مدح الملوك والرؤساء بعده وعاش إلى أيام الفتنة، ومات في بعض تلك الشدائد. 1453- يوسف بن يحيى أبو عمر الأزدي المغامي ومغامة قرية في أعمال طليطلة، وقال بعضهم: هو من ولد أبي هريرة رضي الله عنه، سمع من يحيى بن يحيى وسعيد بن يسار، ورحل إلى المشرق فسمع بمصر من يوسف بن يزيد الفراطسي وغيره [اختص] بعبد الملك بن حبيب السلمي الفقيه وهو صاحبه المشهور به، ويقال: إنه كان صهره، روى عنه كتابه الكبير المسمى "بالواضحة" ولا يكاد يوجد شيء منها أي عنه، وقد كانت له رحلة إلى مكة واليمن، ومات سنة ثلاث وثمانين ومائتين بالقيروان فيما يقال: وقيل: سنة خمسة وثمانين، روى عنه محمد بن فطيس

1454- يوسف بن أبي عبد الملك يبقى بن يوسف بن يسعون التجيبي

وسعيد بن فحلون و [عن] سعيد بقية الرواية في الواضحة ولعله آخر من حدث بها من أصحاب المغامي. 1454- يوسف بن أبي عبد الملك يبقى بن يوسف بن يسعون التجيبي فقيه نحوي أديب إمام في النحو له كتاب "المصباح في شرح الإيضاح" لأبي علي، وكان يتولى الأحكام بالمرية، يروى عن أبي علي الصدفي وغيره. من اسمه يحيى 1455- يحيى بن محمد بن رزق، فقيه حافظ محدث زاهد فاضل، يكنى أبا بكر من أهل المرية، شارك أشياخي بالأندلس في أكثر شيوخهم، توفى بسبتة في منتصف شعبان المكرم من عام ستين وخمسمائة، ومولده في سنة ثلاث وخمسمائة. 1456- يحيى بن محمد بن أبي المطرف أبو المطرف وبعضهم يقول: أبو الحكم، توفى عقب محرم سنة ست وعشرين وخمسمائة يروى عنه محمد بن عبد الرحيم وغيره. 1457- يحيى بن محمد بن دريد الأسدي يكنى أبا الأسد يروى عن أبي الوليد الباجي وغيره، وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات. 1458- يحيى بن إبراهيم بن مزين مولى رملة بنت عثمان بن عفان، أندلسي، فقيه مشهور، سمع جماعة من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه وتفقه عليهم، ومنهم مطرف بن عبد الله بن مطرف بن مسلم بن يسار وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأصبغ بن الفرج، روى عنه سعيد بن خمير وأبان بن محمد بن دينار وسعيد بن عثمان الأعناقي ويحيى بن زكريا بن الشامة وغيرهم، مات سنة ستين ومائتين، وكتابه في شرح الموطأ معروف. 1459- يحيى بن إبراهيم بن البياز

1460- يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي

مقرئ مجود، يروى عن أبي عمر والمقرئ وعن مكي، يكنى أبا الحسين، روى عنه عيسى بن حزم بن اليسع وغيره، توفى سنة ست وتسعين وأربعمائة، وفيها توفى أبو داود وابن الدوش من أصحاب أبي عمرو. 1460- يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي محدث، يروى عن أبيه عن جده وله رحلة انتهى فيها [إلى] العراق، وكتب بها، مات سنة ثلاث وثلاثمائة. 1461- يحيى بن إسحاق الوزير أديب فاضل، غلب عليه علم الطب فبرع فيه وذكر به وله كتب نافعة يعتمد عليها، ذكره أبو محمد بن حزم. 1462- يحيى بن الأصبغ بن الخليل محدث، سمع من أهل بلده، وله رحلة إلى العراق كتب فيها عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقته، ومات بالأندلس سنة خمس وثلاثمائة. 1463- يحيى بن أزهر أبو محمد أديب شاعر، يروى عن أبي بكر عبادة بن ماء السماء، ذكره أبو محمد بن حزم. 1464- يحيى بن بهلول العبسي بالعين المهملة والباء المعجمة بواحدة قرطبي، محدث، مات بالأندلس سنة اثنتين وخمسين ومائتين. 1465- يحيى بن بقى أبو بكر يعرف بالسلاوي الواعظ فقيه عارف بالتفسير أديب طبيب، كان قد أوتي من مارامن مر أمير آل داود أقام بمرسية أعواماً جمة يعظ الناس ولم يكن يأخذ من أحد شيئاً، كان الأمير بمرسية محمد بن سعد قد جعل له مرتباً ثم قطع عنه فاشتغل بالطب، وظهر فيه، فكان يعيش نفسه مما يعود عليه منه ولا يسأل أحداً شيئاً، أنشدني بعض أصحابه من شعره في طريقة الزهد، قال أنشدني أبو بكر لنفسه: في كل حال أنت لي ... فكل ما أرجو أملي

وحيث ما كنت أجد ... ك سيدي مستقبلي. ومنها في "التنزيه": كنت بلا ابن ولا ... يكف ولا تنقل وأنت بالنعت الذي=كنت في الكيف على عليك رزق من سعى ... وبك غوث من بلى فها أنا مفوض ... منزلتي لمنزلي من كان لي فيما مضى ... فيما بقى يكون لي وأنشدني له أيضاً يتشوق إلى الحجاز والحلول بطيبة قصيدة أولها: يا حداة العيس مهلاً فعسى ... يدرك الصب لديكم أملا لا أخاف الدهر إلا حادياً ... ظلت أخشاه وأخشى الحملا أودعوني حرقاً إذ ودعوا ... غادروا القلب بها مشتعلا شعبة شرقاً وشعب مغرباً ... من لهذين بأن يشتملا ومنها: لو بوادي مرت إبلي ... كنت أوطأت جفوني الإبلا يا رسول الله شكوى رجل ... عذر الدهر عليه السبلا ليس بي أن أفقد [ ... ] ... وأفقد الأهل معاً والخولا إنما بي حين يدنو أجلي ... لست ألقاك وألقى الأجلا توفى عفا الله عنه بمرسية في عام ثلاث

1466- يحيى بن حجاج

وستين وخمسمائة ودفن في البقيع خارج باب ابن أحمد، وكانت جنازته مشهودة. 1466- يحيى بن حجاج محدث أندلسي، سمع من يحيى وعيسى بن دينار، وكان له رحلة، وعاد وحدث، واستشهد في سنة ثلاث وستين ومائتين: 1467- يحيى بن حزن أبو بكر شيخ من شيوخ الأدب، وله في ذلك ذكر، وهو الذي خاطبه أبو عامر بن شهيد برسالة "التوابع والزوابع" التي سماها "شجرة الفكاهة" وهو من بيت آخر غير بيت الفقيه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم. 1468- يحيى بن حكم المعروف بالغزال "بتخفيف الزاي" رئيس كثير القول مطبوع النظم في الحكم والجد والهزل، وهو مع ذلك جليل في نفسه وعلمه ومنزلته عند أمراء بلده، أرسله بعض ملوك بني أمية بالأندلس رسولاً إلى ملك الروم، وفي ذلك يقول عند ركوبه البحر من قصيدة أنشدها أبو محمد بن حزم، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن عمر بن مضاء للغزال: قال لي يحيى وصرنا ... بين موج كالجبال وتولتنا عصوف ... من جنوب وشمال شقت القلعين وأنبتت ... عرى تلك الحبال وتمطى ملك الموت ... إلينا عن حيال لم يكن للقوم فينا ... يا رفيقي رأس مال ومن شعره: إذا أخبرت عن رجل برئ ... من الآفات طاهرة صحيح فسلهم عنه هل هو آدمي ... فإن قالوا: نعم، فالقول ريح ولكن بعضنا أهل استتار ... وعند الله أجمعنا جريح

1469- يحيى بن الخصيب

ومن إنعام خالقنا علينا ... بأن ذنوبنا ليست تفوح فلو فاحت لأصبحنا هروباً ... فؤادي بالفلا ما نستريح وضاق بكل منتحل صلاحاً ... لنتن ذنوبه بالبلد الفسيج وله: وخيرها أبوها بين شيخ ... كثير المال أو حدث فقير فقالت: خطتا خسف وما ... أن أرى من حظوة للمستخير ولكن إن عزمت فكل شيء ... أحب إلى من وجه الكبير لأن المرء بعد الفقد يثرى ... وهذا لا يعود إلى صغير وله: أنجز فديتك ما وعدت فإن لي ... في المطل والإنجاز قولاً حاضراً وأعلم بأن من الحزامة للفتى ... أن لا يرد بغير نجح شاعرا وشعره كثير مجموع جمعه حبيب بن أحمد، وقال لي: مولده سنة ست وخمسين ومائة، في إمارة عبد الرحمن بن معاوية وعاش باقي إمارته وإمارة هشام وإمارة الحكم وإمارة عبد الرحمن، ومات في إمارة الأمير محمد سنة خمسين ومائتين وهو ابن أربع وتسعين سنة. 1469- يحيى بن الخصيب محدث أندلسي، مات بالأندلس سنة ست وثمانين ومائتين. 1470- يحيى بن خلف بن نصر الرعيني روى عنه أبو محمد بن أحمد، وذكر أنه كان صاحب صلاة صلحة من بلاد الأندلس. 1471- يحيى بن الخلف الحميري المقرئ أبو بكر فقيه مقرئ، يروى عنه محمد بن عبد الرحيم بالإجازة، أجازه الفطا،

1472- يحيى بن عبد الملك الثقفي يعرف بابن الشامة

توفى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين، يعرف بابن النفيس. 1472- يحيى بن عبد الملك الثقفي يعرف بابن الشامة توفى سنة خمس وسبعين ومائتين. 1473- يحيى بن زكريا بن الشامة الأموي محدث أندلسي، مات بها سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ذكر هذا والذي قبله أبو سعيد بن يونس أحدهما بعد الآخر، وهذا الأموي يروى عن خاله إبراهيم بن قاسم ابن هلال، قد ذكره الحضرمي في المؤتلف والمختلف وغيره، ذكرنا له حديثاً في ترجمة الخاء في اسم خلف بن القاسم. 1474- يحيى بن سليمان بن فطر بن سفيان بن حجاج بن كليب أندلسي يروى عن محمد بن وضاح ويوسف بن يحيى المغامي، وله رحلة في الطلب والسماع، مات بالأندلسي سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 1475- يحيى بن سليمان بن هلال بن فطرة روى عن أبان بن محمد بن دينار صاحب يحيى بن إبراهيم بن مزين، روى عنه أبو الحزم خلف بن عيسى القاضي المعروف بابن أبي بدرهم الوشقي، قال الحميدي: أخبرنا أبو الوليد هشام بن سعيد الخير قال: أخبرنا أبو الحزم بن أبي درهم قال: سمعت تفسير ابن مزين للموطأ على يحيى بن سليمان بن هلال بن فطره وقال: إنه سمعه علي أبان بن محمد بن دينار عن ابن مزين قال: وربما ظن ظان أن هذا والذي قبله واحد وليسا في طبقة على اختلاف ما بينهما وأبان بن محمد في طبقة الذي قبل هذا. 1476- يحيى بن سليمان بن بطال البطليوسي يروى عن أبيه، ذكره أبو محمد بن أحمد ...

1477- يحيى بن سعيد بن حبيب المحاربي المقرئ

1477- يحيى بن سعيد بن حبيب المحاربي المقرئ يروى عنه عبد الرحمن بن أبي رجاء اللبسي، توفى سنة خمسمائة. 1478- يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى أبو عيسى فقيه محدث، روى عن عم والده عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير وعن أبي عبد الله محمد بن عمر بن لبابة، روى عنه أبو الحزم خلف بن عيسى القاضي وغيره. 1479- يحيى بن عبد الله بن الجد الفهري أبو بكر من أهل لبلة، سكن إشبيلية، روى عن أبي القاسم الهوزني وغيره، وشوور بإشبيلية، وكان جامعاً لفنون من المعارف وكان مذهبه النظر في الحديث والتفقه فيه: توفى في جمادى سنة سبع وخمسمائة. 1480- يحيى بن عبد الجليل بن سهل المعروف باليكي أبو بكر أديب شاعر تصرف في فنون وتعرف حتى بالضب والنون وهو خبيث الهجاء ومن شعره ويتغزل: ترأ أبى بة البرق اليماني موقفا ... بسقط اللوى حيث التقت أثلانه فأتبعه المشتاق أبعد نظرة ... تسائله أني سرت [ ... ] وما شأنه إلا انبرت من [..] ... موعة سوائق [ ... ] بواترها نظراته وله بنفسي من أنها لحظة أغيد ... يمر كما يلوى بحوطته الب [ ... ] ضفرته مهراقة فوق عطفه كما أع [ ... ] ... ف المغصن المنعم ثعبان وله يوسف يا بغيتي وأنس ... صيرني معرجا هواك [ ... ] سلكت قلبي وأنت فيه ... كيف حويت الغرى حواكا وله يصف حمامة ورقا ضافية الجناح تسترت عنا بغضني بأنه وارك [ ... ] : عنت فأذكرت المشوق ببثة ... حتى لقد قال المشوق كفاك

1481- يحيى بن عبد الرحمن المعروف بالأبيض

فعجبت من ضدين في أوصافها ... خلق الخليع ولبسة النساك وله: [ ... ] هوى رشاعته ... [ ... ] [ ... ] كما [ ... ] ... لحلف أخصره ردف ابن عشرين وله: [ ... ] واد أيديه ... [ ... ] [ ... ] وما كانت ... شمامله إلا الف [ ... ] وبه بهذه [ ... ] وما كانت ... شمامله إلا الف [ ... ] [ ... ] ... المكرم الصمد [ ... ] 1481- يحيى بن عبد الرحمن المعروف بالأبيض أندلسي محدث، كانت له رحلة في السماع ثم عاد ومات بها سنة ثلاث وستين ومائتين. 1482- يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود أبو بكر يروى عن قاسم بن أصبغ وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي وابن أبي دليم محمد، روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد علي بن أحمد، قال أبو عمر بن عبد البر: قرأت على يحيى بن عبد الرحمن ما خرجه محمد بن وضاح في الصلاة في "التعلين" وحدثني به عن محمد بن أبي دليم عن ابن وضاح. 1483- يحيى بن عبد العزيز الجريري محدث أندلسي، مات بها سنة سبع وتسعين ومائتين. 1484- يحيى بن عبد الملك بن قيس يكنى أبا بكر من أهل قرطبة، ذكره ابن حيان وقال فيه: سمع الحديث من عدة وكان متبحراً في علم الكلام لم يكن بالأندلس في وقته أعلم منه بالكلام والجدل، وتوفى في ربيع الأول من سنة ست وثلاثين وأربعمائة وهو ابن سبع وأربعين سنة أصابته سكتة قبل موته رحمه الله.

1485- يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر، أندلسي من موالي بني أمية يكنى أبا زكريا

1485- يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر، أندلسي من موالي بني أمية يكنى أبا زكريا يروى عن أبي المصعب بن أبي بكر الزهري صاحب مالك بن أنس وعن أبي عمرو لحارث بن مسكين وغيرهما، قال الحميدي: وقال لي أبو زكريات البخاري: إنه كان يروى الموطأ عن يحيى بن بكير، روى عنه أخوه محمد وسعيد بن عثمان العناقي وأحمد بن خالد بن يزيد وإبراهيم بن نصر ومحمد بن مسرور أبو عبد الله، قال الحميدي: وقال لي أبو زكريا البخاري: وروى عنه أبو منصور قمود بن مسلم القابسي وعبد الله بن محمد القرباط القابسي وجماعة هنالك، وذكره أبو سعيد ابن يونس فقال: قال لي زياد بن يونس المغربي: إنه مات بسوسة سنة خمس وثمانين ومائتين وقيل سنة تسع، ومولده سنة ثلاث عشرة ومائتين قال أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري: رأيت على قبر يحيى بن عمر هنالك أنه مات سنة تسع وثمانين ومائتين، حدثني غير واحد عن أبي الحسن شريح بن محمد بن أبي محمد بن حزم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمة قال: أخبرني أحمد بن خليل قال: أخبرنا خالد بن سعد قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: أخبرنا يحيى بن عمر قال: أخبرنا أبو عمرو الحارث بن مسكين قال: أخبرنا ابن وهب قال لي مالك: الحكم على وجهين فالذي يحكم بالقرآن والسنة فذلك الصواب والذي يجهد نفسه في ما لم يأت فيه شيء فلعله، يعني يوفق قال: وقال متكلف لما لا يعلم بما أشبه ذلك ألا يوفق قال: أخبرنا خالد، أخبرنا عثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيد، أخبرنا إبراهيم بن نصر، أخبرنا يحيى بن عمر، أخبرنا أبو المصعب فقيه أهل المدينة قال: رأيت مالك بن أنس يرفع يديه في الصلاة عند الركوع وبعد الركوع قال: وأخبرنا خالد قال: أخبرنا أحمد بن خالد قال: أخبرنا يحيى بن عمر قال: أخبرنا الحارث قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول: دخلت على أبي جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاثة في اليوم قال: مالك

1486- يحيى بن الفتح بن حسن الأنصاري الحجاري أبو بكر

ورزقين الله العافية فلم أقبل له يداً قال: فأخبرنا ابن وهب قال: قال نافع: لم يكن نافع يفتي في حياة سالم بن عبيد الله قال مالك: وكان نافعاً قليل الفتيا. 1486- يحيى بن الفتح بن حسن الأنصاري الحجاري أبو بكر يروى عنه محمد بن عبد الرحيم. 1487- يحيى بن القصير أندلسي محدث، سمع يحيى بن يحيى الليثي وعيسى بن دينار واستشهد هناك سنة أربع وستين ومائتين. 1488- يحيى بن القاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي بالقاف أندلسي محدث، مات بها اثنتين وسبعين أو اثنتين وتسعين ومائتين على اختلاف فيه. 1489- يحيى بن مضر القيسي رحل وسمع مالك بن أنس وسفيان الثوري، وروى مالك عنه حكاية حكاها عن الثوري، وهي عزيزة، قال الحميدي: أخبرنا إبراهيم بن سعيد النعمان بالفسطاط قال: أخبرنا يحيى بن علي بن محمد الحضرمي قراءة قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سدرة حدثني عيسى بن محمد الأندلسي قال: أخبرنا أحمد بن عيسى الأندلسي قال: أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن مزين الأندلسي قال: أخبرنا يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي عن مالك بن أنس قال: أخبرنا يحيى بن مضر الأندلسي، عن سفيان الثوري في قوله: تعالى: {وطلح منضود} قال: الموز، ويحيى بن مضر قديم، مات سنة تسعين ومائة. 1490- يحيى بن موسى بن عبد الله من أهل قرطبة يكنى أبا بكر يروى عن أبي عبد الله محمد بن فرج وأبي علي الغساني وأبي محمد بن أبي غالب وغيرهم، وكان فاضلاً مقبلاً على ما يعنيه، يروى عن أبو القاسم بن بشكوال فوائد ابن صخر قراءة وذكر أنه توفى في عقب صفر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. 1491- يحيى بن مجاهد الفزاري

1492- يحيى بن معمر بن عمران بن منير بن عبيد بن أنيف الألهاني

الزاهد عالم مذكور له كلام يدل على ذكاء وبصرة، روى عنه أبو الوليد يونس بن عبد الله القاضي، أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد بن الصفار قال: سمعت يحيى بن مجاهد الفزاري الزاهد يقول: هذا كان أوان طلبي للعلم، إذ قوي فهمي واستحمت إرادتي، قال: فقلت: له فعلمنا الطريق لعلنا ندرك ذلك في استقبال أعمارنا. فقال: نعم كنت آخذ من كل علم طرف إن سماع الإنسان قوماً يتكلمون في علم وهو لا يدري ما يقولون غمة عظيمة، أو كلاماً هذا معناه. 1492- يحيى بن معمر بن عمران بن منير بن عبيد بن أنيف الألهاني من أهل إشبيلية، روى عن أشهب بن عبد العزيز ولي قضاء الجماعة بقرطبة زمن عبد الرحمن بن الحكم، ذكره محمد بن حارث الخشني. 1493- يحيى بن مالك بن عايذ أبو زكريا رحل إلى المشرق قبل الخمسين وثلاثمائة وسمع ببغداد والبصرة وغيرهما بعد أن سمع بالأندلس من جماعة منهم عبد الله بن يونس المرادي صاحب بقى بن مخلد وأبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه وسمع في الرحلة أبا بكر محمد بن عبد الله البغدادي وأبا محمد دعلج بن أحمد بن دعلج وأبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة وأبا جعفر مسلم بن عبد الله بن طاهر وأبا الحسن أحمد بن عبد الله الرملي وأبا طلحة إمام جامع البصرة، وحدث بالمشرق وبالأندلس، فروى عنه من أهل مصر أبو محمد الحسين بن رشيق ويحيى بن علي الحضرمي ومن أهل بغداد القاضي أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي وروى عنه بالأندلس أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بابن الفرضي وغيره، وكان يملي ويحدث بجامع قرطبة، ومات عن سن عالية، وأخبر أبو محمد علي بن أحمد قال: رأيت لبعض أصحابنا عن

1494- يحيى بن مجبر أبو بكر

أبي عمر أحمد بن الحباب قال: خرجت مع يحيى بن مالك بن عايذ المحدث من صلاة العتمة ليلاً من المسجد فشيعته إلى داره قال: فقعد معي في دهليزه، وقال: أنشدني بن المنجم ببغداد لعمه: تغنم بعض ما فاتك ... ولا تأس لما فاتك ولا تركن إلى الدنيا ... أما تذكر أمواتك قال: فدعوت له بطول البقاء والنسأ في الأجل وسلمت عليه وودعته وانصرفت فما بلغت طرف الشارع حتى سمعت الصراخ عليه، وقد توفى في شعبان سنة ست وسبعين وثلاثمائة. 1494- يحيى بن مجبر أبو بكر أديب شاعر متقدم في طريقة الشعر برع فيها وفاق أهل زمانه، توفى ليلة عيد الأضحى بمراكش في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، أنشدت من شعره يرثى القائد أبا عثمان بن عيسى: قيل لي أودى سعيد بن عيسى ... يرحم الله ابن عيسى سعيدا أكلته الحرب شيخاً كبيراً ... وقائماً أرضعته وليدا ولما صلب الجزيري ومن أخذ من أصحابه بحضرة إشبيلية وعاينهم قد رفعوا في خشبهم أنشد: ركب إلى نار الجحيم مسيرهم ... وركابهم لا تستطيع مسيرا الحي منهم لا يرى مستوطنا ... والميت منهم لا يرى مقبورا ما يزيد الأرض طيباً أنها ... لفظت غداتك أبطناً وظهورا وقد رأيت شعره مجموعاُ في سفرين ضخمين. 1495- يحيى بن هشام المرواني

1496- يحيى بن هذيل أبو بكر

أبو بكر من أهل العلم بالبلاغة والشعر، ذكره أبو عامر بن شهيد: 1496- يحيى بن هذيل أبو بكر من أهل العلم والأدب والشعر غلب عليه الشعر فصار من المشهورين به، وقد سمع الحديث من أحمد بن خالد وغيره، حدث أبو محمد بن قال: حدثني خلف بن عثمان المعروف بابن اللجام، قال: حدثني يحيى بن هذيل: أن أول تفرده للشعر إنما كان؛ لأنه حضر جنازة أحمد بن محمد بن عبد ربه، قال: فأنا يومئذ في أول الشبيبة، قال: فرأيت فيها من الجمع العظيم وتكاثر الناس شيئاً راعين فقلت: لمن هذه الجنازة فقيل لي لشاعر البلد فوقع في قلبي الرغبة في الشعر واشتغل فكري بذلك فانصرفت إلى منزلي، فلما أخذت مضجعي من الليل رأيت كأني على باب دار فيقال لي: هذه دار الحسن بن هانئ فكنت أقرع الباب فيخرج إلي الحسن فيفتح لي الباب وينظرني بعين حولاء ثم ينصرف، قال: فاستيقظت من ساعتي وقمت سحراً إلى المفسر قصصتها عليه، فقال: سيكون محلك من الشعر بمقدار ما كان يتحول إليك من عين الحسن. قال أبو محمد: مات أبو بكر بن هذيل سنة خمس أو ست وثمانين، وثلاثمائة وهو ابن ست وثمانين وكان قد بلغ من الأدب والشعر مبلغاً مشهوراً ومن مستحسن شعره: لم يرحلوا إلا وفوق رحالهم ... غيم حكى غبش الظلام المقبل وعلت مطارفهم محاجات الندى ... فكأنما مطرت بدر مرسل لما تحركت الحمول تناثرت من ... فوقهم في الأرض تحت الأرجل فبكت لو عرفوا دموعي بينها ... لكنها اختلطت بشكل مشكل وأنشد له أبو محمد: لا تلمني على البكاء بدار ... أهلها صبروا السقام ضجيعي

1497- يحيى بن همام بن يحيى بن عبد العزيز بن أرزق الكاتب أبو بكر

جعلوا لي إلى الوصال سبيلا ... ثم سدوا على باب الرجوع وله: شاهدتهم وأنا أخاف عناقهم ... شحاً أجسامهم أن تحرقا فتركت حظي من دنوي منهم ... و [من] الوفا أن تحب فتصدقا وأقل فعلي يوم بانوا أنني ... قبل آثار المطي تشوقا ولو أن عذرة شاهدت من [مو ... قعي] شيا لحذرها بأن لا تعشقا وأنشد له أبو محمد بن حزم: أساء إلي جفني فؤادي بناره ... ودمعي إلى خدي بطول انحداره أيأخذ دمعي حر خدي بما جنى ... فؤادي لقد أخطأ مكان انتصاره 1497- يحيى بن همام بن يحيى بن عبد العزيز بن أرزق الكاتب أبو بكر أديب بليغ حسن الكتابة والخط مشهور، توفى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. 1498- يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس وقيل وسلاس أبو محمد الليثي أصله من البربر من قبيلة يقال لها مصمودة، تولى بني ليث فينسب إليها، وجده كثير يكنى أبا عيسى وهو الداخل الأندلسي، رحل إلى المشرق وهو ابن ثمان وعشرين سنة فسمع مالك بن أنس وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وعبد الرحمن بن القاسم بن عبد الله بن وهب وسمع من نافع بن أبي نعيم القارئ ومن القاسم بن عبد الله العمري وتفقه بالمرنيين والمصريين من أكابر أصحاب مالك بن أنس، بعد انتفاعه بمالك وملازمته، وكان مالك يسميه عاقل الأندلس، وكان سبب ذلك فيما روى: أنه كان في مجلس مالك من جماعة من أصحابه فقال قائل: قد خطر الفيل فخرجوا ولم يخرج، فقال له مالك: ما لك لم تخرج لتنظر الفيل

وهو لا يكون في بلادك؟ فقال له: لم أرحل؛ لأبصر الفيل وإنما رحلت لأشاهدك وأتعلم من علمك وهديك فأعجبه ذلك منه وسماع عاقل الأندلس، وإليه انتهت الرئاسة بالفقه في الأندلس وبه انتشر مذهب مالك وتفقه به جماعة لا يحصون وكان يفتى برأي مالك وقوله، إلا في القنون فإن أخذ فيه بقول الليث بن سعد، وكان لا يرى القنوت وترك أيضاً رأى مالك في اليمين مع الشاهد، وأخذ يقول الليث في ترك ذلك وإيجاب، وروى عن غير واحد منهم ابناه عبيد الله وإسحق ومحمد بن وضاح وزياد بن محمد بن زياد شبطون وإبراهيم بن قاسم بن هلال ومحمد بن أحمد العتقي وإبراهيم بن محمد بن باز ويحيى بن حجاج ومطرف بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحيم بن إبراهيم و [عجنس] بن أسباط الزبادي وعمر بن موسى الكناني وعبد المجيد بن عفان البلوي وعبد الأعلى بن وهب وعبد الرحمن بن محمد بن أبي مريم ابن السعدي، وسليمان بن نصر بن منصور المري وأصبغ بن الخليل وإبراهيم بن شعيب وغيرهم، وآخر من روى عنه موتا ابنه عبيد الله وكان يحيى مع إمامته ودينه مكيناً عند الأمراء معظماً وعفيفاً عن الولايات متنزهاً جلت درجته عن القضاءي فكان أعلا قدراً من القضاء عند ولاة الأمر هناك لزهده في القضاء وامتناعه منه، حدثني غير واحد عن شريح من أبي محمد بن حزم قال: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرئاسة والسلطان مذهب أبي حنيفة فإنه لما ولي قضاء القضاة أبو يوسف كانت القضاة من قبله فكان لا يولى قضاء البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى أعمال أفريقية إلا أصحابه والمنتهين إلى مذهبه والناس سراع إلى الدنيا والديانة فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به، على أن يحيى بن يحيى لم يل قضاء قط ولا أجاب إليه

من اسمه يونس

وكان ذلك زائداً في جلالته عندهم وداعياً إلى قبول رأيه لديهم، وكذلك جرى الأمر في أفريقية لما ولي القضاء بها سحنون بن سعيد ثم نشأ الناس على ما [انتشر] ، وكانت وفاة يحيى بن يحيى في رجب لثمان بقين منه سنة أربع وثلاثين ومائتين وقيل في سنة ثلاث ورحل يحيى بن يحيى رحلة ثانية فألفى مالكاً عليلاً فأقام عنده حتى حضر جنازته ثم رجع إلى الأندلس، ذكر ذلك أبو محمد الرشاطي في كتابه حدثني بكتاب الموطأ غير واحد عن ابن موهب عن أبي عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد قال: أخبرنا محمد بن أبي دليم ووهب ابن مسرة قالا: أخبرنا محمد بن وضاح قال: أخبرنا يحيى بن يحيى أنا مالك [بن أنس به] قال أبو عمرو: أخبرنا أبو عمر أخبرنا ابن الجسور قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد بن حزم قالا: أخبرنا عبيد الله بن يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا مالك قال: أبو عمرو أنا سعيد بن نصر أبو عثمان، أخبرنا قاسم بن أصبغ، أخبرنا ابن وضاح أخبرنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا مالك. من اسمه يونس 1499- يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث أبو الوليد قاضي الجماعة بقرطبة يعرف بابن الصفار بن أعيان أهل العلم، سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي المعروف بابن الأحمر ومحمد بن يبقى بن زرب والعباس بن عمرو وغيرهم، روى عنه أبو عبد البر وأبو محمد بن حزم الحافظان ومحمد بن فرج مولى الطلاع، وكان زاهداً فاضلاً يميل إلى التحقيق في التصوف وله في مصنفات ومن كتبه كتاب المنقطعين إلى

1500- يونس بن مسعود الرصافي

الله عز وجل وكتاب المتهجدين وكتاب التسبيب والتقريب وله أشعار في هذا المعنى وفي الدقائق والزهد منها قوله: فررت إليك من ظلمي لنفسي ... وأوحشني العباد فأنت أنسى رضاك هو المنى وبك افتخاري ... وذكرك في الدجى قمري وشمسي صدت إليك منقطعاً غريباً ... لتؤنس وحدتي في قعر رمسي وللعظمى من الحاجات عندي ... قصدت وأنت علم سر نفسي 1500- يونس بن مسعود الرصافي منسوب إلى رصافة قرطبة، أديب شاعر، ذكره أبو الوليد بن عامر وأورد له في وصف الرياض أبياتاً منها: خضلت نفحة الرياض فهبت ... بنسيم الحياة في كل عضو [ورنت] نحونا بأعين سحر ... حشيت للحياة بأبدع حشو [فلها بين رقبة وحياء ... حالتا ناشر لما كان] يطوي فاصفرار البهاء حلية مرتا ... ب غدا هارباً بأسرع عدو واحمرار الجنى من يانع الور ... د حياً الخدود حذو بحذو 1501- يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن عبد الله بن مغيث بن الصفار فقيه محدث عارف متقدم مشهور حافظ، مولده في رجب سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وتوفى في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، يروى عن محمد بن فرج مولى الطلاع وعن أبي عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء، سمع عليه الجامع الصحيح للبخاري رواية ابن سكن بقراءة

1502- يونس بن محمد بن عيسى

أبي علي الغساني، قال: سمعته على أبي محمد عبد الله بن أسد عن ابن السكن عن الفريري عن البخاري، ويروى عن أبي علي الغساني وأبي مروان بن سراج ويروى عن أبي القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي، حدثني عنه غير واحد منهم القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد بن عبيد الله وأبو جعفر أحمد بن أحمد أبو الحجاج الثغري. 1502- يونس بن محمد بن عيسى أديب شاعر، من أهل مرسية، أنشدت من شعره يمدح القاضي أبا عبيد الله محمد بن إبراهيم بن أسود لما ولي القضاء بمرسية وهو من أهل المرية: فبمكة نشأ عن أبي محمد ... وانخص بالمعراج بيت المقدس وشعره كثير. أفراد الأسماء 1503- ياسين بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري أبو لؤي ويقال أبو لواء وقيل أبو المغراء محدث، من أهل بجانة، روى تفسير يحيى بن سلام عن أبي داود العطار الأفريقي عنه، سمع منه عيسى بن محمد الأندلسي، مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة. 1504- يعلي بن أحمد بن يعلي القائد شاعر، كان في دولة المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، قال الحميدي: لم يحضرني له إلا قوله مع ورد مبكر: بعثت من جنتي بورد ... غض له منظر بديع قال أناس رأوه عندي ... أعجله عامنا المريع قلت أبو عامر المعلي ... أيامها كلها ربيع من أهل ألبيرة، فقيه محدث ثقة، يروى عن أبيه وعن جماعة، مات بالأندلس سنة اثنتين وثلاثمائة، ذكره محمد بن حارث

1506- يربوع بن أسد المالقي

الخشني وأبو الحسن الدارقطني وأبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري. 1506- يربوع بن أسد المالقي شاعر أديب لم أجد عندي من شعره [إلا قوله] : تغاير السوسان والجلبان ... والأقحوان الغض بين اليهار مبتسماً ذاك إذا موضحا ... عن حسن نور قد بدا واستنار واستحكم الورد ببرهانه ... وانتحل الفضل معاً والفخار 1507- يعيش بن سعيد بن محمد الوراق أبو عثمان سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي المعروف بابن الأحمر وأبا محمد قاسم بن أصبغ البياني، قال أبو عمر بن عبد البر: وكان من أروى الناس عنهما وعن غيرهما، وألف مسند حديث ابن الأحمر بأمر الحكم المستنصر، أخبرني غير واحد عن ابن موهوب عن أبي عمر قال: قرأ علينا أبو عثمان يعيش بن سعيد سنة تسعين وثلاثمائة مسند حديث أبي بكر محمد بن معاوية القرشي من تأليفه مما سمعه منه وأخبرنا بذلك عنه. 1508- يزيد بن المهلب العامري أبو خالد يروى عنه محمد بن عبد الرحيم، وذكر أنه توفى وقد نيف على الثمانين سنة. باب من ذكر بالكنية ولم أتحقق اسمه 1509- أبو محمد الحجازي يعرف بابن الريوالي فقيه مشهور عالم زاهد يتفقه بالحديث ويتكلم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزهد وغيره، ومنها قوله:

1510- أبو محمد بن قلبيل البجاني

ألا أيها العاتب المتعدي ... ومن لم يزل في لغي أودد مساعيك يكتبها الكاتبان ... فبيض كتابك أو أسود وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن فتوح كما ذكرته وقال فيه: ويغلب على ظني أن اسمه إسماعيل بن أحمد الحجازي؛ لأنه موصوف بمثل هذه الصفة، قال: وقد أدركت زمانه وقد تقدم ذكره، إسماعيل هذا الذي ذكره في بابه، ورأيت بعضهم قد ذكر أن اسمه القاسم بن الفتح، والله أعلم. 1510- أبو محمد بن قلبيل البجاني أديب شاعر، له كتاب في القوافي، قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر: وقد رأيته وأنشدني من شعره في الرياض أبياتاً، منها: ضحك الربيع بروضة وسمية ... وافتر عن روض أنيق يزهر فكأنه زهر النجوم إذا بدت ... وكأنها في الترب وشي أخضر وكأن عرف نسيمها عند الصبا ... عرف العبير يفوح فيه العنبر 1511- أبو أحمد المنفتل شاعر أديب محسن، رأيت من شعره في النحول: إن جفاني الكرا وواصل قوما ... فله العذر في التخلف عني يبق الهوى لجسمي شخصا ... لم فإذا جاءني الكرى لم يجدني وله أيضاً في النحول، مما أنشده أبو الحسن علي بن أحمد العابدي: ولو حاولت من سقمي ذهاباً ... جريت مع التنفس حيث يجري ولو أسكنت باطن جفن عين ... بمقلة ساهر ما كان يدري 1512- أبو إسحاق بن حمام الوزير الكاتب قرطبي مشهور الأدب ذو قدم في النثر والنظم، ذكره أبو الوليد بن عامر، كان حياً بعد الأربعمائة.

1513- أبو الأصبغ بن سيد

1513- أبو الأصبغ بن سيد أديب رئيس شاعر ومن شعره في النرجس: كأنما النرجس في منظر ال ... حسن الذي أمثاله يبتغى أنامل من فضة فوقها ... كأس من التبر به أفرغا 1514- أبو الأصبغ بن عبد العزيز الوزير أديب شاعر، ذكره أبو عامر بن مسلمة، وذكر أنه كتب إليه مع ورد مؤخر في يوم ريح ومطر: ولما رأى البين ثكل النها ... ر على الورد والديم المسعدات رثا لوداع على غفلة ... والفين في سورة المهلكات وأبقى من الورد ما يستديم ... به الطيب كل خليل موات ألم تريا علم المكرمات ... وبدراً [تجازوا سنى] الصفات ومن هو لي عدة لا تحول ... لأقصى الحياة وبعد الممات وكيف بدا وجه هذا النهار ... إذ ودع الورد في الباكيات وأبدت لنا زفرات الريا ... ح نياحاً يزيد على النائحات أواخر تنسيك من حسنها ... أوائلها إذا بدت طالعات تضاهيك بشراً وتحكيك ... ذا الوصف بالمعجزات ولكنها مع إحسانها ... أتتك على [عجل زائرات] وقد طبت قبل على الأمهات ... فطب بعد وأطرب على ذي البنات 1515- أبو بكر الخولاني الباجي من أهل باجة، سكن إشبيلية، من الأدباء الشعراء المشهورين، أنشد له أبو بكر عبد الله بن حجاج، وقد تنزه مع فخر الدولة أبي عمرو

1516- أبو بكر المغيلي

عباد بن القاضي أبي القاسم بن عباد، ويصف المركب والنهر والسمك والملك: عباد يا ابن الحلاحل الملك ... وضارب القرن كان معترك أما ترى النهر كالسماء بدت ... في جوزه أنجم من السمك وأنت كالشمس فيه نيرة ... والفلك تجري كجرية الفلك 1516- أبو بكر المغيلي كان في أيام الحكم المستنصر، وله من الحاجب أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي مجاوبات بالشعر، وله إلى بكر اللؤلؤي إثر علة اعتلها يعظه: تبن فقد وضح المعلم ... وبان لك الأمر لو تفهم هو الدهر لست له آمنا ... ولا أنت من صرفه تسلم وإن أخطأتك له أسهم ... أصابتك بعد له أسهم لياليه تدنى الردى ... ذوائب في ذاك ما تسأم أتفرح بالبرء بعد الضنا ... وفي البرء داؤك لو تعلم فأين الملوك وأتباعهم ... ودنياهم أدبرت عنهم فهذي القبور بهم عمرت ... وتلك القصور خلت منهم لقد صرح الحق عن غيبه ... وبان لك الحزم لو تعزم فحتى متى أنت طوع الردى ... وتعصى الإله ولا تندم إلى الله نشكو قلوباً قست ... ونشكو مدامع ما تسجم 1517- أبو بكر بن وافد قاضي

1518- أبو بحر بن الفرج

الجماعة بقرطبة، فقيه مشهور ومن أهل بيت مذكور، كان قبل الأربعمائة. 1518- أبو بحر بن الفرج أديب شاعر، قال أبو عبد الله بن فتوح: أنشدني له الحاكم أبو شاكر عبد الواحد ابن محمد بن القبري بشاطبة، يعاتب أبا العباس بن ذكوان القاضي، وقد أخرج ذراعه في مجلسه الحكم في خصومه حضر فيها، فنهاه القاضي: فقال: جهلت أبا العباس تأديب فاتك ... صعاليكها وقف على فتكاتي تؤنبني إن لاح [منى] معصم ... له ميسم في ظهر كل شوات ولست من القوم الألي قيل ... فيهم ولا هي إن أنصفتني بصفاتي يغطين أطراف البنان من التقي ... ويخرجن جوف الليل معتجرات 1519- أبو بكر بن القوطية صاحب الشرطة، من أهل إشبيلية، أديب شاعر [متأخر] وله [سلف] في الأدب، ذكره أبو الوليد بن عامر وذكر أنه أنشده لنفسه من أبيات: ضحك الثرى وبدا لك استبشاره ... واخضر شاربه وطر عذاره ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتفطرت أنواره وثماره واهتز ذابل نبت كل قرارة ... لما أتى متطلعاً آذاره وكأنما الروض الأنيق وقد بدت ... متلونات [غضة] أنواره بيضاً وصفراً [فاقعات] صائغ ... لم ينأ درهمه ولا دينار

1520- أبو بكر بن نصر

سبك الخميلة عسجداً ورذيلة ... لما غدت شمس الظهيرة ناره 1520- أبو بكر بن نصر من أهل الأدب والشعر بإشبيلية، ذكره أبو الوليد بن عامر، وحكى أنه كتب إليه في زمن الربيع أبياتاً، فمنها: انظر نسيم الزهر رق فوجهه ... لك عن أسرته السرية يسفر خضل بريعان الربيع وقد غدا ... للعين وهو من النضارة منظر وكأنما تلك الرياض عرائس ... ملبوسهن معصفر ومزعفر أو كالقيان لبسن موشى الحلي ... فلهن في وشى اللباس تبختر 1421- أبو جعفر اللمائي أديب شاعر، ذكره أبو عامر بن شهيد، ومن شعره: ألما فديتكما نستلم ... منازل سلمى على ذي سلم منازل كنت بها نازلا ... زمان الصبا بين جيد وفم أما تجدان الثريا عاطرا ... [إذا ما الرياح تنفسن ثم] 1522- أبو جعفر بن جواد مشهور الفضل مذكور في علم الطب معروف بالمروءة وسعة النفس والإيثار، ذكره أبو عامر الشهيدي في كتاب حانوت عطار، وقال: أخبرني حامد بن سمجون، قال: أنشد أبو عمر بن دراج، خيران العامري، قصيدته المشهورة عند خروجه من البحر، وبخسه حظه في الجائزة بلغ الخبر أبا جعفر بن جواد، فقصده بخمسة عشر مثقالا ودفعها إليه وقال له: أعذر أخاك فإنه في دار غربة. 1523- أبو الحسن بن فرجون أديب من أهل طليطلة، أنشد لابن فرج الجياني أحمد في ابن إدريس الأمير من أبيات: وحسبي أن سكت فقال عني ... وطالبني العداة فكان ركني

1524- أبو الحسن بن علي الأشجعي

وراموه ليغروه بضيمي ... فأغروه برف الضيم عني 1524- أبو الحسن بن علي الأشجعي فقيه نحوي شاعر، من أهل قرطبة، سكن إشبيلية، ذكر له أبو الوليد بن عامر أشعاراً، منها قوله في الرياض موصولاً بمدح الوزير أبي بكر عبد الله بن ذي الوزارتين أبي القاسم بن عبادة: قد قلت للروض ونواره ... نوعان تبري وفضي وعرفه مختلف طيبه ... صنفان خمري ومسكي ووجه عبد الله قد لاح لي ... وهو من البهجة دري شم غرسك الأرضي أن الذي ... أبصرته غرس سماوي حسنك نوري بلا مرية ... وحسن عبد الله نوري أضحى صغيراً وهو في قدرة ... نبلاً كبير الشأن علوي 1525- أبو الحسن بن أبي غالب وهو المعروف بابن حصن أديب بليغ شاعر محسن، من أهل أشبيلية، ذكره الفتح في كتاب المطمح وذكره أبو عامر بن مسلمة، وأنشد له الفتح من شعره في النيلوفر: كلما أقبل الظلام إليه ... غمضت أنجم السماء عليه فإذا عاد للصباح ضياء ... عاد روح الحياة منه إليه 1526- أبو حفص التدمير يعرف بابن الفيساري شاعر أديب، ذكره أبو الوليد بن عامر، وقال: أخبرني أبو الحسن بن علي الفقيه قال: كان في داري بقرطبة حائر صنع في مرج بديع وظل بالياسمين، فنزهت إليه أبا حفص التدميري في زمن الربيع، فقال: ينبغي أن يسمى هذا المرج: السندسة، وصنع على البديهة أبياتاً في ذلك وهي:

1527- أبو حفص بن عسقلاجة

نهار نعيمك ما أنفسه ... وربع سرورك ما آنسه تأمل وقيت ملم الخطو ... ب فعل الربيع وما أمسه فحائر قصرك من صوغه ... دنانير قد فارنت أفلسه وأسطار نور قد استوسقت ... وسطر على العهد قد طلسه ونبت له مدرع أخضر ... بصفر أصباغه ورسه فأبدع بما صاغ لكنه ... أجل بدائعه السندسه مزارعها خضرة غضة ... أعار النعيم لها ملبسه كأن الظلام علينا بها ... أواخر ليل على مغلسه كأن النواوير في أفقها ... نجوم تطلعن في حندسه ومهما تأملت تحسينها ... فعيني تقربها مغرسه محل لعمرك قد طيب ال ... إله ثراه وقد قدسه 1527- أبو حفص بن عسقلاجة أديب شاعر، من الرؤساء في الدولة العامرية، أنشدني أبو محمد [بن حزم] قال: أنشدني الوزير أبو مروان عبد الملك بن يحيى بن أبي عامر في تزويج المظفر عبد الملك بن المنصور أبي عامر بن أبي عامر، حبيبة بنت عبد الله بن يحيى بن أبي عامر، وأمها بريهة بنت المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر بن عبد الملك بن قند، وهو مولاهم، قال أبو محمد: وأظنه لأبي مروان، وقيل إنها لأبي حفص بن عسقلاجة: عربي مزوج ... عبده بنت أخته قبح الله مثل ذا ... ورماه بمقته 1528- أبو خالد بن التراس شاعر أديب، مذكور في أيام المستظهر، ذكره

1529- أبو زيد الجزيري

أبو محمد بن حزم وأنشد له مما أنشده لنفسه: قد مسني الماء الذي مسهم ... حسبي بذا من ميلهم حسبي لما اكتوى القلب بنيرانهم ... برد ذاك الماء عن قلبي 1529- أبو زيد الجزيري محدث، يروى عنه عبادة بن علكدة الرعيني، من أقران محمد بن يوسف بن مطروح وطبقته. 1530- أبو سعيد الوراق من أهل الأدب والفضل، ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأخبر عنه، قال: كنت بعرفات وقد نزلت رفقة من الأعراب فيهم أسود شاعر يخدمهم، فجعل النعاس يغلب عليه وهم يقيمونه لشغل لهم، فلما طال عليه ضجر وجعل يقول: في كل يوم شملتي مبلله ... يقيل الناس ولن أقيله 1531- أبو سعيد بن قالوس شاعر أديب ذكره أبو محمد بن حزم وأنشد له في رجل يعرف بابن مدرك ادعى عمل آلة تتحرك في الساقية دون محرك: قل لابن مدرك الذي لا يدرك ... إخراج ماء البئر دون محرك طرق الحماقة جمة مسلوكة ... وطريق حمقك قبل ذا لم يسلك 1532-[أبو عبد الله بن الحداد] المكفوف كان أديباً مشهوراً بقرطبة، تقرأ عليه الآداب والأشعار ويتكلم على المعاني وله أشعار كثيرة [و] غزل مجموع ومنه: [لئن] بعدت منازلكم لأنتم ... إلى قلبي بذكراكم قريب وإن كان الزمان قضى ببين ... فما بان البكاء ولا النحيب 1533- أبو عبد الله بن عاصم نحوي مشهور، ذكره أبو محمد بن حزم، وقال: إنه

1534- أبو عبد الله بن فاكان

كان لا يقصر عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرد. 1534- أبو عبد الله بن فاكان أديب شاعر، يتكلم على معاني الآداب ومحاسن الأشعار، ذكره أبو عامر بن شهيد وذكر له مع صاعد بن الحسن منازعات في ذلك. 1535- أبو عبد الله بن منا المالقي أديب شاعر مذكور، ومن شعره في غلام جميل حلق شعره: حلقوا رأسه ليزداد قبحاً ... حذرا منهم عليه وشحا كان قبل الحلاق صبحا وليلا ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا 1536- أبو عبد الله الفهري غلام أبي علي القالي، من أهل الأدب واللغة، لازم أبا علي إسماعيل بن القاسم حتى نسب إليه، لطول ملازمته له وانتفاعه به، أخبر أبو محمد بن حزم قال: أخبرني غير واحد من أصحابنا عن أبي عبد الله الفهري اللغوي، قال: دعاني يوماً رجل من إخواني إلى حضور عرس له في أيام الشبيبة والطلب، فحضرت مع جماعة من أهل الأدب، وأحضر جماعة من الملهين، وفيهم ابن مقيم الزاهر وكان طيب المجلس صاحب نوادر، فلما اطمأن المجلس واستمر السرور بأهله انحرف ابن مقيم إلينا وأقبل علينا، فقال: يا معاشر أهل الإعراب واللغة والأدب ويا أصحاب أبي علي بالبغدادي أريد أن أسألكم عن مسألة حتى أرى مقدار علمكم وسعة جمعكم، فقلنا له: هات بالله قل وأعد يا طيب الخبر، فقال: بماذا تعرف أن تسمي الدويبة السوداء التي تكون في الباقلاء عند أهل اللغة العلماء؟ فرجعنا إلى أنفسنا نفكر في ذلك فو الله ما عرفنا ما نقول فيها ولا مرت

1538- أبو عبد الله بن الجزار

بآذاننا قط وبهتنا، ثم قلنا له: ما نعرف، فقال: سبحان الله! ما هذا وأنتم الضابطون للناس لغتهم بزعمكم، فقلنا له: [أفدنا] ما عندك، فقال: نعم هذه تسمى البيقران، قال الفهري: فتصورت والله في ذهني، وقلت: فيعلان، من [بقر] يبقر، يوشك هذا وعددتها فائدة، فبينا نحن بعد مدة عند أبي علي؛ إذ سألنا عن هذه المسألة بعينها، قال الفهري: فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى، فقلت: تسمى البيقران، فقال: من أين قلت أو تقول هذا؟ فأخبرته بالمشهد الذي جرى فيها والحال في استفادتها، فقال: إنا لله رجعت تأخذ اللغة عن أهل الزمر لقد [ساءني] مكانك، وجعل يؤنبني، ثم قال: هي الدفنس، والدنفس، قال الفهري يطيب الحكاية: فتركت رواتي عن ابن مقيم لروايتي عن أبي علي. 1538- أبو عبد الله بن الجزار فقيه أستاذ أديب شاعر متقدم في الأدب والشعر، ذكره الفتح في كتاب المطمح له، وأنشد فيه من شعره يتغزل: يا قضيبا من لجين أورفا ... وهلالاً فوق غصن في نقا ليس في الحسن سوى ما حزته ... منظراً أو مخبراً أو منطقا هاك قلبي مطلعاً فاحلل به ... وأبدا إما مغربا أو مشرقا وأنشد له في الغزل والنحول: أخذوا على قلبي عهود هواهم ... فتحمل القلب الذي عهدوه عجباً له لم لا يخيس بعهدهم ... فإذا هم طلبوه لم يجدوه ولو أنهم عقدوا على بشعرة ... ما أبصروا إلا الذي عقدوه وأنشد له في مثله: في من هواك الذي لو أن آسره ... في لجة [ ... ] به بشر

1538- أبو عيسى بن أبي عيسى

أو كان بالأرض لم تنشق عن زهر ... أو كان في الجو إلا استمسك المطر قد رق جسمي حتى لو حللت به ... في عين ذي بصر ما خانه بصر وأنشد له في قوس: القوس ينقض عزمة الأقران ... فالويل منه لنازح أو دان حسبي به من صاحب يوم الوغى ... ينأى فيدرك ما ترى العينان كرمت نجاباه بأكبر همة ... كف "العدى" وكرامة الضيفان ما أعوج إلا كي يخيف عدوه ... فبدا لهم في صورة الغضبان 1538- أبو عيسى بن أبي عيسى من بني يحيى بن يحيى الليثي، روى عن أحمد بن خالد، روى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث. 1539- أبو عمر بن عفيف يروى عن سعيد بن القزاز، ذكره أبو محمد بن حزم، وفي شيوخ العذري: أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف، يروى عن محمد بن عبد الله البلوي، قال الحميدي: وأظنه هذا. 1540- أبو عمر الحرار فقيه زاهد فاضل أديب شاعر، ومن شعره في الشبيبة: نفسي الفداء لمن يغري بسفك دمي ... وهو الشفاء لما ألقى من السقم [ظبي] تكامل فيه الحسن أجمعه ... وخط في عارضيه المسك بالقلم لو يلمس [الماء] لم تسلم أنامله ... أو صافح الظل نضت كفه بدم ما كنت أحسب أن الشمس من بشر ... حتى بدا لي فلم أقعد ولم أقم قالوا أخادم حمام تهيم به ... فقلت بهجة بدر التم في الظلم [المسك] من دم غزلان ويجعله ... بيض الكواعب في الأطراف [واللمم]

1541- أبو عمر بن الحذاء

1541- أبو عمر بن الحذاء كان قاضياً بالأندلس، من أهل العلم والفقه والشعر، أنشدت له من قصيدة أولها: أبدت أسى إذ رأت للبين أعلاماً ... وأظهرت للنوى وجداً وتهياما وفيها: لتعلن بنو مروان أن لها ... يضرم نار الحرب إضراما قد قارع الدهر حتى قل مضربه ... يرى من الدهر مظلوماً وظلاما 1542- أبو عثمان بن عبد ربه الطبيب وهو ابن أخي أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، من أهل العلم والأدب والشعر، روى عنه أبو زكرياء يحيى بن مالك بن عائذ، ومن شعره: أبعد نفوذي في علوم الحقائق ... وطول انبساطي في مواهب خالقي وفي حين إشرافي على ملكوته ... أرى طالباً رزقا إلى غير رازقي وقد آذنت نفسي بتقويض رحلها ... وأعنف في سوقي إلى الموت سائقي وإني وإن نقبت أو رحت هارباً ... من الموت في الآفاق فالموت لاحقي 1543- أبو عمرو الكلبي أديب شاعر، من أصحاب أبي عمر بن عبد ربه، حكى عنه قال: كنت جالساً عند أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، فأتانا من بعض إخوانه طبق فيه أنابيب من قصب السكر وكتاب معه، فحول ابن عبد ربه الكتاب وجاوب بديهة وكان في الجواب: بعثت يا سيدي حلو الأنابيب ... عذب المذاقة مخضر الجلابيب كأنما العسل الماذي شيب به قال الكلبي: ثم توقف، فقال: يا كلبي.

1544- أبو الفرج بن العطار القاضي

أخرجني من هذا الذي نشبت فيه فإن لا أجد له تماماً فقلت: لو كان: لا بل يزيد على الماذي في الطيب. فقال لي: أحسن يا كلبي، ثم أخذ القلم، فأراد أن يكتب على ما قلته، ثم كره الاستعارة فأطرق قليلاً ثم قال: أو أقول يا كلبي: أو ريق محبوبة جاد لمحبوب قال الكلبي: فقمنا فقبلنا رأسه سروراً منا بقوله. قال الحميدي: وأظنه قاسم بن عبد الله الكلبي المذكور في بابه. 1544- أبو الفرج بن العطار القاضي فقيه أديب، من الموصوفين بالدهاء والبلاغة والحذق، وكان رئيساً محتشماً، توفى بعد الأربعين وأربعمائة. 1545- أبو القاسم بن الأمير محمد بن عبد الرحمن من بني أمية يعرف بابن غزلان من الأدباء الشعراء، رأيت من شعره من أبيات: مكنت من قلبي الهوى فتمكنا ... ولقد أراه للصبابة معدنا هذا هلالك قد بدا ومدامة ... تجري براحته وعيش قد هنا 1546- أبو المخشي شاعر أعرابي مشهور قديم، أنشد له أبو محمد بن حزم: هما مهدا لي العيش حتى كأنني ... خفية رف بين قادمتي نسر قال: ويقال: إن هذا البيت رد ابن هرمة عن الأندلس وقد وصل إلى تيهرت حين أنشده في جملة ما أنشد من شعره، وأنشد له أبو عامر فيما استحسن من شعره في كتاب حانون عطار: وهم ضافني في جوف يم ... كلا موجيهما عندي كبير فبتنا والقلوب معلقات ... وأجنحة الرياح بنا تطير وقال: هذا نص لفظه، أما المخشى فإنه قديم الجود والصنعة عربي الدار والنشأة،

1547- أبو مروان القرشي المعيطي

وإنما تردد بالأندلس غريباً طارئاً، وهو من فحو الشعراء القدماء المتقدمين. 1547- أبو مروان القرشي المعيطي فقيه مشهور في الدولة العامرية، جمع في أقاويل مالك بن أنس وروايات أصحابه عنه كتاباً اجتمع على جمعه [مع الفقيه] أبي عمر أحمد بن عبد الملك المعروف بابن المكوي بأمر المنصور أبي عامر بن أبي عامر 1548- أبو المطرف بن أبي الحباب أديب شاعر في أيام المنصور أبي عامر، ومن شعره وقد دخل عليه في بعض قصوره بالزاهرية، وهو في المنية المعروفة بالعامرية على روضة فيها ثلاث سوسنات اثنتان قد تفتحتا وواحدة لم تتفتح، فقال يصف ذلك: لا يوم كاليوم في أيامنا الأول ... في العامرية ذات الماء والطلل هواؤها في جميع الدهر معتدل ... طيباً وإن حل فصل غير معتدل ما إن يبالي الذي يحتل ساحتها ... بالسعد إلا تحل الشمس بالحمل كأنما غرست في ساعة وبدا ... السوسان قدامها فيها على عجل أبدت ثلاثاً من السوسان قائمة ... وما تشكت من الإعياء والكسل فبعض نوارها بالحسن منفتح ... والبعض منغلق عنهن في شغل كأنها راحة ضمت أناملها ... ممدودة ملئت من جودك الخضل وأختها بسطت منها أناملها ... ترجو نداك كما عودتها فصل 1549- أبو مروان بن غصن الحجازي شاعر متأخر مجود، دخل المشرق ومن شعره من أبيات في وصف الرياض: والنرجس المفتر مقلة جؤذر ... حسناً وحسبك منه مقلة جؤذر

1550- أبو الوليد بن حريش

يحكي بأصفره اصفرار ميتم ... قذف السقام بجسمه في أبحر وشقائق النعمان مثل الغيد وال ... طل الندى كدمعة في محجر لولا خفارتها وحالك شعرها ... قلنا سبايا من بنات الأصفر ريعت بفقدان الحبيب فشققت ... أطواق ثوقب تستري أحمر وأنشد له أبو جعفر بن بطاش الأديب وقال: إنه كتبها إلى بعض القضاة في طريق الحج: يا قاضياً عدلاً كأن أمامه ... ملكاً يريه واضح المنهاج طافت بعبدك في بلادك علة ... قعدت به عن مقصد الحجاج واعتل في البحر الأجاج فكن له ... بحراً من المعروف غير أجاج 1550- أبو الوليد بن حريش من أهل الأدب المذكورين، ذكره أبو محمد بن حزم وأخبرني عنه قال: لما احتضر أبو العباس بن جهور قال: أأرجو بالحياة وقد نأيتم ... تقضي النحب وانقطع الكلام ثم مات على أثر ذلك. 1551- أبو الوليد بن معمر الحاكم قرطبي، كان من أهل اللغة عالماً بها ذاكراً لها ويقول الشعر على جهة التقعير والتكثير فيه بالغريب، مات قريباً من الثلاثين وأربعمائة. 1552- أبو الحسن بن أضحى القاضي فقيه أديب شاعر بليغ عدل في حكمه مبرز في نثر ونظمه، ذكره الفتح في كتاب المطمح له مصدراً به وقال: إنه كتب إليه مدعياً فراجعه به القطعة: أتتني أبا نصر نتيجة خاطر ... سريع كرجع الطرف في الخطرات

1553- أبو محمد بن سماك

فأعرب عن وجد كمين طويته ... بأهيف طاو فاتر اللحظات غزال أحم المقلتين عرفته ... بخيف منى للحين أو عرفات رماك فأصمى والقلوب رمية ... لكل كحيل الطرف ذي فتكات وظن بأن القلب منك محصب ... قلبك من عينيه بالجمرات تقرب النساك في كل منسك ... وضحى غداة النحر بالمهجات وكانت له جيان مثوى فأصبحت ... ضلوع مثواه بكل فلاة يعز علينا أن تهيم فتنطوي ... كئيباً على الأشجان والزفرات فلو قبلت للناس في الحب فدية ... فديناك بالأموال والبشرات وأنشد له أيضاً: أزف الفراق وفي الفؤاد كلوم ... ودنا الترحل والحمام يحوم قل للأحبة كيف أنعم بعدكم ... وأنا أسافر والفؤاد مقيم قالوا الوداع يهيج منك صبابة ... ويثير ما هو في الحشى مكتوم قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ... ودعوا القيامة بعد ذلك تقوم وأنشد له أيضاً: يا ساكن القلب رفقاً كم تقطعه ... الله في منزل قد ظل مثواكا يشيد الناس للتحصين منزلهم ... وأنت تهدمه بالعنف عيناكا والله والله ما حبي الفاحشة ... أعاذني الله من هذا وعافاكا 1553- أبو محمد بن سماك فقيه أديب شاعر بليغ عارف، ذكره الفتح في كتاب المطمح له، وأنشد من شعره يصف الروض: الروض مخضر متجمل ... للناظرين بأجمل الألوان فكأنما بسطت هناك شوارها ... خود زهت بقلائد العقيان وكأنما فتقت هناك نوافج ... من مسكة عجنت بصرف البان والطير تسجع في الغصون كأنما ... نقر القيان حنت على العيدان والماء مطرد يسيل عبابه ... كسلاسل من فضة وجمان بهجات [حسن] أكملت فكأنما ... حسن اليقين وبهجة الإيمان 1554- أبو عامر بن الحمارة شاعر أديب مجيد خبيث الهجاء، ذكره الفتح في كتاب

1555- أبو الطاهر الأشتركوني

المطمح له، وأنشد من قوله مما كتب به إليه: نصرت ولاتك يا أبا نصر ... ووقتك واقية من الدهر وجرى الزمان وأهله طوعا ... على [ ... ] في نهى وفي أمر هيهات أرجو العالمين وقد ... أصبحت منك مجاور البحر فلقد فضلتهم كما فضلت=كل الليالي ليلة القدر 1555- أبو الطاهر الأشتركوني قال فيه الفتح: سرقسطي البقعة عراقي الرقعة، وأثنى عليه، وأنشد من شعره: ألا يا [ ... ] طالعاً أفق صب ... عناه منه يوماً ما عناه تعلله الأماني وهي زور ... وحسبك أن يعلله مناه أمالكة ملكت به كريما ... أضر به ولم يظلم هواه

1556- أبو الحسن البرقي

إذا ما سمته في الحب خسفا ... يود البدر ضرك لو فداه وإن تبخل بعارفة عليه ... فكم جادت بعارفة يداه ولا وهواك ما يشكوك يوماً ... ولو ظفرت لديك به عداه 1556- أبو الحسن البرقي بلنسي، أديب شاعر بليغ، أنشدت من شعره: إن ذكرت العقيق هاجك شوق ... رب شوق تهيجه الأدكار يا خليلي حدثاني عن الرك ... ب سحيرا أأنجدوا أم أغاروا شغلونا عن الوداع وولوا ... ما عليهم لو ودعوا ثم ساروا أنا أهواهم على كل حال ... عدلوا في هواهم أم جاروا وأنشد له الفتح في المطمح له من قطعة يصف فيها هيفاء: كل [ ... ] توقدت شفرتاه ... كان ذا كالشهاب في الظلماء فهو ماء مركب فوق نار ... أو كنار قد ركبت فوق ماء وأنشد أيضاً من قوله يستنجز الأمير أبا إسحاق إبراهيم: قل للأمير ابن الأمير المفتدى ... ابدأ به في المكرمات وفي الندى والمجتنى بالزرق وهي بنفسج ... ورد الخراع مضعفاً ومنضدا في معرك يبد والضحى في نقعه ... لولا وميض البيض ليلاً أوبدا جائتك آمال العفاة طواميا ... فاجعل لها من ماء جودك موردا وانثر على المداح [ ... ] ... والمدائح لؤلؤاً وزبرجدا لا زال ملك غير داج أفقه ... وبدوت فيه الكوكب المتوقدا

1557- أبو القاسم المنيشي

فالناس إن ظمئوا فأنت هو الحياء ... والناس إن ضلوا فأنت هو الهدى 1557- أبو القاسم المنيشي شاعر أديب بليغ، ذكره الفتح من كتبا المطمح، وأنشد له يصف زرزورا: أمنبر ذاك أم قضيب ... بقرعه مصقع خطيب يختال في بردتي شباب ... لم يتوضح بهما مشيب أخرس لكنه فصيح ... أبله لكنه لبيب كأنما ضمخت عليه ... أبراده مسكة وطيب وأنشد له أيضاً: يا روضة باتت الأنداء تخدمها ... أتى النسيم وهذا أول السحر إن كان قدك غصناً فالنداء به ... مثل الكمائم قد زرت على الدهر أغني ببرديك عن بدر وعن زهر ... غني بقرطبك عن شمس وعن قمر يا قاتل الله لحظي كم شقيت به ... من حيث كان نعيم الناس بالنظر 1558- أبو القاسم بن العطار أديب بليغ شاعر مجيد، ذكره الفتح وأنشد له يصف وجده وغرامه: بأبي غزال ساحر الأحداق ... في مرشفيه وثغره البراق مثل شمس لها فوق الجيوب مشارق ... الغزالة في سنى الإشراق نثر العقق ونظم دررائق ... ... ومغارب بجوانح العشاق عقد من السحر الحلال بلفظه ... وبها تحل معاقد الميثاق هلا وقد مدت إليها ضراعتي ... يدها تصافحها يد الإشفاق

ديم الغمام برعدها وببرقها ... كاثرتها بسحائب الأشواق ما أدمعي تنهل سحا إنما ... هي مهجتي سالت على الآماق وأنشد له في مثله: ألا يا نسيم الرحي بلغ تحيتي ... فما لي إلى إلفي سواك رسول وقل لعليل الطرف عن بأنني ... صحيح التصابي والفؤاد عليل أينشر ما بيني وبينك في الهوى ... وسرك في طي الضلوع قتيل وأنشد له في مثله: الحب تسبح في أمواجه المهج ... لو مد كفا إلى الغرقى به الفرج بحر الهوى غرقت سواحله ... فهل سمعتم ببحر كله لجج بين الهوى والردى في لحظه نسب ... هذي القلوب وهذي الأعين الدعج دين الهوى شرعة عقل بلا كتب ... كما مسائله ليس لها حجج لا العذل يدخل في سمع المشوق ولا ... شخص السلو على باب الهوى يلج كأن عيني وقد سالت مدامعها ... بحر يفيض ومن آماقها خلج جار الزمان على أبنائه وكذا ... تغتال أعمارنا الآصال والدلج بين الورى وصروف الدهر ملحمة ... وإنما الشيب في هاماتهم رهج وأنشد له أيضاً: رقت محاسنها ورق نعيمها ... فكأنما ماء الحياة أديمها رشأ إذا أهدى السلام بمقلة ... ولي بلب سليمها تسليمها سكرى ولكن من مدامة لحظها ... فاغضض جفونك فالمنون نديمها

1559- أبو عبد الله بن الفخار

وأنشد له: ليل يعارضه الزمان بطوله ... مالي به إلا الأسى من مسعد نظمت لؤلؤ أدمعي في جيده ... فكأنها فيه نجوم الأسعد 1559- أبو عبد الله بن الفخار أديب شاعر، ذكر الفتح في كتاب المطمح، وأنشد من شعره: أمستنكر شيب المفارق في الصبا ... وهل ينكر النور المفتح في غصن أظن طلاب المجد شيب مفرقي ... وإن كنت في إحدى وعشرين من سنى 1560- أبو الفضل بن شرف حكيم عارف ناظم ناثر كثير المعالي والمآثر، ذكره الفتح في كتاب المطمح وأطنب في الثناء عليه، وأنشد من قوله: [ ... ... ... ] وكواكب تنظر والليل بارح الظلام ببله ... بنداه إلا أنه لا يقطر ثم استنارته الصبا فكأنه ... دمع تحدر أو عقود تنثر فهناك صاح بنا الصباح [ ... ] ... وأفساضيهم يموت فيه الشوق وينشر باب من نسب إلى أحد آبائه ولم أعلم اسمه 1561- ابن آمنة الحجازي فقيه عالم شافعي المذهب بصير بالكلام على اختياره، له كتاب في أحكام القرآن ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه. 1562- ابن حمريش الصقلي أديب شاعر منتجع، ذكره الفتح، وأنشد

1564- ابن ثعلبة

من شعره من قصيد طويل يمدح به القاضي أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة: أيا قاضياً تذكى بصيرة رأيه ... سراج هدى يجلو من الظلم ما يجل ويا جبل العلم الذي دون سفحه ... يقابلنا من صفحه ما لحق السهل ومنها في صفة البحر: تغيظ من حقد وأزبد مثل ما ... رمت بلغام من شقاشقها البزال لأنك تبنى وهو تعطب سفنه ... وتحلو لوراد الندى وهو لا يحل وتفتح للآمال باباً وبابه عليه ... زماناً من عواصفه قفل وتقطع عنه رجل كل سفينة ... وعنك فلم تقطع لراجله رجل وعلمك در لا يباع بقيمة ... وذا دره بالبيع يرخص أو يغلو ولو أنه عذب فرات لما اكتفى ... بدل "صيوب" في حماك لهم أكل 1563 ... ابن أبيض الكاتب: أديب شاعر، ومن شعره: ألا يا عريش الياسمين المنور ... لك الحسن مجموعاً فخذ منه أو ذر أرك مع الروض الأنيق وما أرى ... من الحسن حظاً في سواك لمبصر وتشهدنا الأيام أنك مكتسي ... بيرد نعمي من لباسك أخضر وأن الروض الذي أنت ضاحكك ... به ضحك المستجذل المتبشر سقتك سحاب لا يغبك صوبها ... وأنك دأباً للجدير بها الحر وأنك تشتو مثل ما أنت صائف ... وتسفر في دهر غدا غير مسفر علمت لك الفضل الذي أنت أهله ... وإني بمدحي فيك غير مقصر 1564- ابن ثعلبة محدث، سمع من

1565- ابن جاخ البطليوسي "الآسي"

أبي محمد قاسم بن أصبغ وطبقته، ذكره أبو عمر بن عبد البر الحافظ. 1565- ابن جاخ البطليوسي "الآسي" شاعر مشهور منتجع يقصد الملوك بالمدح ويطيل ذكره الحميدي، وقال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمر الأشبوني، قال: قصد ابن جاخ الشاعر فخر الدولة أبا أبو عبد الله محمد بن عمر بن عباد، فلما وصل إليه ودخل عليه قال له: أجز إذا مررت بركب العيس حييها قال ابن جاخ في الحال: يا ناقتي فعسى أحبابنا فيها ثم زاد فقال: يا ناق عوجي على الأطلال عل بها ... منهم غريب يراني كيف أبكيها أو "كيف" أرفض طيب العيش بعدهم ... أو كيف أسبل دمعي في مغانيها إني لأكتم أشواقي وأسترها ... جهدي ولكن دمع العين يبديها 1566- ابن سيد إمام في اللغة والعربية، كان في أيام الحاكم المستنصر، له في اللغة الكتاب المعروف بكتاب العالم، نحو مائة مجلد مرتب على الأجناس، بدأ بالفلك وختم بالذرة، وله في العربية الكتاب المنبوز بكتاب العالم والمتعلم على المسألة والجواب، وكتاب شرح فيه كتاب الأخفش، ذكره أبو محمد بن حزم وأثنى عليه ولم يسمعه، ولعله أحمد بن أبان بن سيد المذكور في بابه، والله أعلم. 1567- ابن أبي سعيد القاضي أندلسي جليل، أديب شاعر، أنشد له أبو محمد عبد الله بن عثمان البطليوس الفقيه له من قصيدة طويلة أولها: هم تركوني والهوى غير تارك ... وأموا تلاع الخيف من جوبارك وراحوا وروحي بينهم وحشاشتي ... تريكهم بين الحشى والترائك 1568- ابن طريف مولى العبدين نحوي مشهور، زاد في كتاب الأفعال

1569- ابن عون الله

لمحمد بن عمر بن القوطية زيادات استفيدت منه وأخذت عنه، ذكره أبو محمد بن حزم. 1569- ابن عون الله محدث مشهور، من أهل قرطبة، وله رحلة سمع من بكر القشيري وغيره، روى عنه جماعة منهم إبراهيم بن شاكر وأبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي. 1570- ابن عبدون اليابري أديب شاعر، كان في حدود الأربعمائة أو نحوها، قال أبو عبد الله: لم أجد له عندي إلا قوله في الخيري: قمر وأثواب الظلام تظله ... ويخفى إذا ما الصبح أشرق حاجبه 1571- ابن الغاز أندلسي، روى عن الخليل بن الأسود، روى عنه قاسم بن الأصبغ البياني القرطبي، وقد ذكرنا له حكاية في باب نصر. 1572- ابن فضيل الطليطلي شاعر مذكور مشهور، ومن شعره: يا من حرمت وصاله أو ما ترى ... هذي النوى قد صعرت لي خدها زود جفوني من خيالك نظرة ... فالله يعلم إن رأيتك بعدها 1573- ابن المرادي أديب يروى عن أبيه، قال الحميدي: أنشدني أبو محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري عن أبيه لنفسه في الخيري مع الأساطين: ينم على الإمساء طيب نسيمه ... ويخبو مع الإصباح كالمستستر كعاطرة ليلاً لوعد حبيبها ... وكاتمة صبحاً نسيم التعطر 1574- ابن المهند شاعر مشهور، كان بعد الأربعمائة، ووالده المهند هو طاهر بن محمد المذكور في بابه. 1575- ابن المعلم أديب شاعر، ومن شعره في القاضي أبي الفرج بن العطار من قصيدة طويلة أولها:

1576- ابن نصير الكاتب

أرى البرق نجدياً فحن إلى نجد ... وبات أسير الشوق في قبضة البعد يعالج قلباً قلبته يد النوى ... على جمرة التوديع في لهب الوجد ولا مسعد إلا زفير وأنة ... تقد شفاف القلب منه ولا تجدى وما أنطقته البارقات تشوقا ... لنجد و [لكن للمقيمين في نجد] 1576- ابن نصير الكاتب أديب شاعر، كان في الدولة العامرية من المتصرفين فيها، قال الحميدي. أنشدنا له في ابن الجزيري، وقد دخل بيت الوزارة صداعاً من رائحة المسك: خالفك المسك وخالفته ... فأنت لا شك له ضد أماتك المسك بأنفاسه ... كما أمات الجعل الورد 1577- ابن الهيثم من المشهورين بعلم الطب والتقدم فيه، وله كتاب في الخواص والسموم والعقاقير من أجل الكتب وأنفعها، ذكره أبو محمد علي بن أحمد. باب من ذكر بالنسبة 1578- البزلياني شاعر مشهور، قال الحميدي، أنشدني له أبو الحسين إبراهيم بن خلف المتطيب بالأندلس في مطر أتى قبيل الغروب: كأن الأصيل سقيم بكت ... جفون السماء على سقمه رأى الشمس تؤذنه بالفراق ... ففاض دجى الليل من غمه 1579- الجرفي بالجيم وضمها نحوي مشهور، له كتاب شرح فيه كتاب الكسائي في النحو، ذكره أبو محمد بن حزم أثنى عليه. 1580- الخمدفي أندلسي، شاعر مذكور، أنشدونا من شعره:

1581- الزبيري

سري طيف من أهوى على البعد فاهتدى ... وقد كان من نوء السماكين أبعدا أنار الدجى حتى كأن الدجى به ... نهار إلى من يرقب النجم قد بدا فوسدني كفا فبت كأنني ... توسدت من دار المقامة أغيدا 1581- الزبيري صاحب أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي، كان أديباً شاعراً فكها [بديهياً] ، ذكره أبو عامر بن شهيد وقال: كان أمياً بالقرآن لا يكتب وكان مع هذا من أطبع الناس [شعراً] وأسرعهم إجابة بديهة وكانت له منزلة من رجال المصر وأهل الجاه منهم، وله من صاعد غرائب أخبار وأشعار، ذكره أبو عبد الله بن فتوح وقال: أخبرني أبو الحسن الراشدي عن أبي عامر بن شهيد أن أبا عبد الله بن فاكان الشاعر تناول نرجسة فركبها في وردة ثم قال له ولصاعد: صفاهما "فأفحما" ولم يتجه لهما القول، فبينما هم على ذلك إذ دخل الزبيري، فلما استقر به المجلس أخبر بما هم فيه، فجعل يضحك ويقول بغير روية واصفاً لما كلفا وصفه: ما للأديبين قد أعيتهما ... مليحة من ملح المحنه نرجسة في وردة ركبت ... كمقلة تطرف من وجنه 1582- اليحصبي شاعر من أهل شذونة، كان سريع البديهة والجواب قبيح الهجاء، في الدولة العامرية، قال الحميدي: أخبرني الحاكم أبو شاكر عبد الواحد بن محمد القبري قال: اخبرني أبو عبد الله محمد بن الحسن المعروف بابن الكناني: أن اليحصبي الشاعر الشذوني عوتب على قول شيء تافه في قصيدة مدح بها بعض اللئام، فأنشدهم: ألام على أخذ القليل وإنما ... أعامل أقواماً أقل من الذر

1583- اليربوعي القرشي

فإن أنا لم آخذه كنت مقصراً ... ولابد من شيء يعين على الدهر قال الحميدي: وكنت أظن هذا الشعر لليحصبي وعلى ذلك رووه لنا حتى أنشدنيه بواسط أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي وقال: أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان اللافتي قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: من شعراء مصر محمد بن مهران الدفاف يقول شعراً مثل شعر أبي العبر ويقول أيضاً شعراً جيداً، وأنشد له من الشعر الجيد هذين البيتين: ألام على أخذ القليل وإنما ... أصادف أقواماً أقل من الذر فإن أنا لم آخذ قليلاً حرمته ولا بد من شيء يعين على الدهر قال: فلعل أحدهما سمعه عن صاحبه فأنشده، "لتواصل" "البلدين، والله أعلم، قال: ولليحصبي عندي أهاج قبيحة كرهت أن أوردها عنه، وعلى ما ذكر الصولي علن محمد بن مهران فإن أبا محمد على بن أحمد أخبرني قال: كان بالأندلس شاعر ضعيف الشعر مشهور يتضاحك من شعره، إلا أنه كان يقع له في أثنائه البيت النادر والمثل المستحسن وأنشدني من جيد وقع له: أعلى ابن يعلي بعد انجفاض يدي ... حتى مسحت بها عن غرة القمر 1583- اليربوعي القرشي كان في أيام بني أبي عامر"، وله وقد بعث بأجاص إلى بعض الرؤساء: بعثت من الأجاص سبعاً كأنها ... ثدي العذارى لم تشن بالتكعب وأجيادها إن أنت أحسنت وصفها ... ظباء لوت أعناقها لترقب باب من ذكر بالصفة 1584- غلام الفصيح الأندلسي شاعر أديب، ادعى أنه عبيد الله بن المهدي

1585- الناجم الشاعر

محمد بن عبد الجبار ولم يصح، وإنما كان فيما قيل غلام الفصيح ولكنه أوهم جماعة، ومن شعره من كلمة طويلة: يا من يعذبني مستعذباً ألمي ... يكفيك ما قد يرى جسم من السقم حكمت لي بقضاء غير مقتصد ... تفديك نفسي من قاض ومن حكم يا قصر قرطبة هجت لي شجنا ... لما تأبدت بعد الكنس بالرئم معاهد عهدت فيها خلافتنا ... أكفها فوقه بالجود كالديم أيام للملك المهدي دولته ... فيها فقد أصبحت في الدهر كالحلم فإن أعش فسآتيه بذي شطب ... ومازن كشهاب النار مضطرم 1585- الناجم الشاعر أديب، ذكره أبو عامر بن شهيد، وذكر له أخباراً مع صاعد بن الحسن. باب النساء 1586- صفية بنت عبد الربى أديبة شاعرة موصوفة بحسن الخط، ذكرها أبو محمد بن حزم وأنشدها لها قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد بن جرج لصفية وقد عابت امرأة خطها فقالت: عائبة خطي فقلت لها اقصري ... فسوق أريك الدر في نظم أسطري وناديت كفي كي تجود بخطها ... وقربت أقلامي ورقي ومحبري فخطت بأبيات ثلاث نظمتها ... ليبدو لها خطي وقلت لها انظري قال: وتوفيت في آخر سنة سبع عشرة وأربعمائة وهي دون ثلاثين سنة. 1587- مريم بنت أبي يعقوب الفصولي الشلبي الحاجة أديبة شاعرة

1588- الغسانية

جزلة مشهورة، كانت تعلم النساء الأدب وتحتشم لدينها وفضلها وعمرت عمراً طويلاً، سكنت إشبيلية، قال الحميدي: وشهرت بعد الأربعمائة، قال أنشدني لها أصبغ ابن سيد الإشبيلي: ما ترتجي من بنت سبعين حجة ... وسبع كنسج العنكبوت المهلهل تدب دبيب الطفل تسعى إلى العصار ... وتمشى بها مشي الأسير المكبل قال: وأخبرني أن المهند بعث إليها بدنانير وكتب إليها: ما لي بشكر الذي أوليت من قبلي ... لو أنني حزت نطق الأنس والخبل يا فردة الظرف في هذا الزمان ويا ... وحيدة العصر في الإخلاص والعمل أشبهت مريماً العذراء في ورع ... وفقت خنساء في الأشعار والمثل فكتبت إليه: من ذا يجاريك في قول وفي عمل ... وقد بدرت إلي فضل ولم تسل ما لي بشكر الذي نظمت في عنقي ... من اللآلي وما أوليت من قبل حليتني بحلي أصبحت زاهية ... بها على كل أنثى من حلي عطل لله أخلاقك الغر التي سقيت ... ماء الفرات فرقت رقة الغزل أشبهت في الشعر من غارت بدائعه ... وأنجدت وغدت من أحسن المثل من كان والده العضب المهند لم ... يلد من النسل غير البيض والأسل 1588- الغسانية شاعرة تمدح الملوك مشهورة، قال أبو عبد الله: ذكرها لنا الرئيس أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد ولم يعرف اسمها وقال: إنها كانت ببجانة وأنشدنا، قال: أنشدني الكاتب أبو علي البجاني لها من قصيدة طويلة في الأمير خيران العامري صاحب

1589- البلسية

المرية تعارض بها أبا عمر أحمد بن دراج في قصيدته التي أولها: لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد آواك عز وسلطان وأول "شعرها": أتجزع إن قالوا ستظعن أظعان ... وكيف تطيق الصبر ويحك إن بانوا وما هو إلا الموت عند رحيلهم ... وإلا فعيش تجتني منه أحزاني عهدتم والعيش في ظل وصلهم ... أنيق وروض الدهر أزهر ريان ليالي سعد لا يخاف على الهوى ... تاب ولا يخشى على الوصل هجران ويسطو بنا لهو فنعتنق المنى ... كما اعتنقت في سطوة الريح أفنان ألا ليت شعري والفراق يكون هل ... تكونون لي بعد الفراق كما كانوا 1589- البلسية منسوبة إلى بلس، شاعرة أمية، أنشدني بعض أصحابنا من شعرها، وهي بكر في دار أبيها: لي حبيب خده ... كالورد حسناً في بياض هو بين الناس غض ... بان وفي الخلوة راض فمتى ينتصف المظ ... لوم والظالم قاض وأنشدني من شعرها لا أذكرها الآن. 1590- الوادي أشية شاعرة أديبة، أخبرني بعض أصحابنا أنه عاينها بحضرة إشبيلية وقد رفعت إلى الخليفة الإمام أمير المؤمنين أبي يعقوب بن الخليفة الإمام أمير المؤمنين بها بيتا شعر تطل فيه صكاً وهما: أمنن على بصك ... بكون للدر عده تخط يمناك فيه ... الحمد لله وحده

1591- نزهون

وأنشدت من شعرها: أباح الدمع أسراري بوادي ... له في الحسن آثار بواد ومن بين الظباء مهاة أنس ... سبت لبي وقد ملكت قيادي وقد سدلت ذوائبها لأمر ... وذاك الأمر يمنعني رقادي تخال الصبح مات له خليل ... فمن حزن تسربل بالحداد 1591- نزهون من أهل غرناطة، أديبة، أنشدت من شعرها، وقد خطبها رجل قبيح وذكر أنه حبه فيها قاده إلى خطبتها، فقالت: عذيري من عاشق أنوك ... سفيه الإشارة والمنزع يروم الوصال بما لو أتى ... يروم بن الصفع لم يصفع برأس فقير إلى كية ... ووجه فقير إلى برقع وكانت سريعة البديهة حاضرة الجواب. 1592- لبنى كاتبة الحكم بن عبد الرحمن الخليفة، كان حاذقة بالكتابة نحوية شاعرة بصيرة بالحساب مشاركة في العلم وكانت عروضية حسنة الخط جداً، توفيت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. 1593- مزنة كاتبة الأمير الناصر لدين الله، كانت أديبة حسنة الخط [ ... ] توفيت سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ذكرها ابن مسعود، ذكرها في كتاب النيق. 1594- غالية، بالغين المعجمة، بنت محمد المعلمة الأندلسية، تروى عن أصبغ بن مالك الزاهد، ذكرها مسلمة بن قاسم في كتاب النساء له. 1595- ريحانة قرأت بالمرية القراءات كلها على المقرئ أبي عمر ثم قرأت عليه خارج السبع وأجازها وقد ذكرت خبرها معه.

1596- فاطمة بنت يحيى بن يوسف المغامي أخت الفقيه يوسف بن يحيى

1596- فاطمة بنت يحيى بن يوسف المغامي أخت الفقيه يوسف بن يحيى كانت خيرة فاضلة عالمة فقيهة ورعة، استوطنت قرطبة وبها توفيت رحمها الله سنة تسع عشرة وثلاثمائة ودفنت بالربض، ولم ير على نعش المرأة ما رئي على نعشها، وصلى عليها محمد بن أبي زيد، ذكر عنها أن امرأة دخلت عليها ذات يوم فذاكرتها شيئاً فضحكت المرأة، وذلك بعد ما "سلبت" مكة، فقالت فاطمة: تضح وقد رفع الله الركن من الأرض، قالت المرأة: فلم أرها تضحك بعد حتى ماتت رحمها الله، وحكى عنها شيخ كان يدخل إليها قال: أتيتها فقالت لي: أيا عبد السلام أين بات القمر البارحة؟ قلت: والله ما أدري فقالت: لو لم أدر أين بات القمر ما ظننت أني من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . 1597- فاطمة بنت محمد بن علي بن شريعة اللخمي أختي أبي محمد الباجي الإشبيلي، شاركت أخاها أبا محمد في بعض شيوخه، وأجازهما معاً محمد بن فطيس الألبيري في جميع روايته بخط يده. 1598- ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر عبد الرحمن بن محمد أديبة شاعرة جزلة القول مطبوعة الشعر، وكانت تخالط الشعراء وتساجل الأدباء، وتفوق البراء ذكرها أبو عبد الله بن مكي وأثنى على فضلها وسرعة قدرتها، وقال: لم يكن لها تصاون يطابق شرفها، توفيت لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة، يوم مقتل الفتح بن محمد بن عباد.

§1/1